إسرائيل تنشر مواقع حزب الله العسكرية في جنوب لبنان/The Mapping of Hezbollah’s Military Areas in South Lebanon

282

إسرائيل تنشر مواقع حزب الله العسكرية في جنوب لبنان

أدهم مناصرة/المدن/18 حزيران/2022

لم تكن كثافة منشورات موقع “ألما” المقرب من الإستخبارات الإسرائيلية، في الشهر الأخير، عن تركيبة حزب الله السياسية والعسكرية والإعلامية، بما في ذلك خرائط مواقعه العسكرية في جنوب لبنان، مجرد نشر كمّي اعتيادي، بل بدا الضخ مُغايراً هذه المرة نظراً إلى طبيعة الرسائل الدعائية المُبتغاة بالتزامن مع ملفات سياسية مختلفة من بينها موضوع ترسيم الحدود البحرية وحقل “كاريش” للغاز.

وسلطت استخبارات الاحتلال الضوء على أعضاء المجلس التنفيذي العشرة لحزب الله، ضمن سلسلة من مقالات تناولت تركيبة الحزب عموماً، بمؤسساته المختلفة، وعلاقتها بـ”التنفيذي” في كياناته المدنية المتفرقة. ونشر موقع “ألما” شكلاً توضيحياً لعدد المنتسبين إلى المجلس التنفيذي البالغ عشرة أعضاء، إضافة إلى رئيس المجلس هاشم صفي الدين، ونائبه علي دعموش. ثم خصص نبذة موسعة عن الأخير وبقية الأعضاء.

وزعم المقال الإستخباراتي الإسرائيلي أن المجلس التنفيذي يضم ممثلاً عسكرياً كبيراً ومندوباً بارزاً من الوحدة الأمنية لحزب الله، لكنه أقرّ “بأنه لا يعرف هويتهما”. ورغم أن أنشطة الوحدات الخاضعة للمجلس التنفيذي هي في الغالب مدنية، إلا أن المقال العبري زعم أن لها “صلة مباشرة وانعكاسات على أنشطة حزب الله العسكرية والأمنية، ومن دون مساعي المجلس التنفيذي وتلك التابعة لوحداته المختلفة، سيتضرر نشاط حزب الله العسكري بشدة”، على حد قوله.

لم يتوقف موقع “ألما” عند هذا المقال، بل خصص مواد متفرقة وتفصيلية بشكل متلاحق، لأجسام المجلس التنفيذي المختلفة، مثل “جيش حزب الله الإلكتروني”، والجهات الخاضعة لوحدة الإتصالات، ومروراً بالوحدة الإجتماعية ومَن يخضع لها، إضافة إلى المنظمات العاملة في إطار وحدة التربية والتعليم، وهكذا. وذيّل “ألما” موقعه بأحدث مقالاته عما قال أنها خرائط لمناطق حزب الله العسكرية في جنوب لبنان، ما يؤكد وقوف الإستخبارات الإسرائيلية وراء تسريب لقطات لأقمار صناعية، وصور من طائرات إسرائيلية مُسيرة، بحكم أنها المالك الحصري لها، ومَن قرر نشرها لغايات عديدة.

وادعى “ألما” أن العديد من المناطق في أنحاء جنوب لبنان هي مواقع عسكرية لحزب الله، بحيث يمنع دخولها، سواء من قبل السكان المحليين، أو قوات “اليونيفيل” وحتى الجيش اللبناني. وزعم أيضاً وجود مناطق قريبة جداً من القرى، وأخرى بالقرب من قواعد الجيش اللبناني و”اليونيفيل”.


ووفق الإستخبارات الإسرائيلية، يتم استخدام هذه المناطق من قبل حزب الله، بشكل روتيني وفي أوقات الطوارئ لأغراض التدريب وكمستودعات تخزين للأسلحة، عدا عن تخصيص مناطق للإنتشار، وأخرى دفاعية، علاوة على مناطق لإطلاق الصواريخ. وأرفق المقال، الذي كتبه الباحث الإسرائيلي تال بيري، بيانات تتضمن رسم خرائط لعشرات من هذه المناطق في جنوب لبنان. وقال بيري: “سننشر المعلومات تدريجياً. وحرصاً على الراحة، قمنا بترقيم المناطق بترتيب تصاعدي”.وهنا، تحدث بيري عن موقع المنطقة “رقم 1” قرب قرية المنصوري جنوب صور قرب الساحل، وكذلك “المنطقة الثانية التي يستخدمها حزب الله بجوار القرية ذاتها”.وبالتعمق في تحليل دوافع النشر الإستخباراتي الإسرائيلي في هذا التوقيت، تبرز أسئلة ملحة: ما الذي يدفع إسرائيل إلى كشف ما لديها من معلومات وخرائط أمنية لحزب الله؟، هل هو تفاوض عبر الإعلام؟ وهل مِن رسائل تهديد أم ردع؟
وعلق الخبير في الشؤون الإستراتيجية، سعيد وهبة، وهو مقيم في أراضي-48، لـ”المدن”، أن النشر ينطوي على رسائل متبادلة تتعدى حزب الله ولبنان، لتكون بين إسرائيل وإيران، لأن تل أبيب تعتبر حزب الله، بالمحصلة، ذراعاً لبنانياً لإيران، وأن الحزب ليس أكثر من واجهة للجمهورية الإسلامية. لكن وهبة أكد، في الوقت ذاته، أن النشر عن أنشطة حزب الله ومواقعه العسكرية، يهدف إلى ردع أي حرب أو تصعيد وشيك مع لبنان، في ظل المفاوضات “الموعودة” برعاية أميركية، اتصالاً بإعتداء إسرائيل على غاز لبنان، تحت عنوان حقل “كاريش” في بحر المتوسط.وشدد وهبة على أن مقالات “ألما” حملت رسائل متعلقة بالحرب الإعلامية النفسية، من منطلق حرص الدولة العبرية على “طمأنة” جمهورها الإسرائيلي، من جهة، بأنها على اطلاع “وثيق” على كل “حركة وهمسة لحزب الله قبالة الحدود”.

ومن جهة أخرى، تنوي تحذير حزب الله، ومعه الدولة اللبنانية، من مغبة أي هجوم ضد إسرائيل، خصوصاً أن مواقعه مكشوفة لها، ما سيدفع الحزب إلى الإنشغال بإجراءات أمنية لإعادة التموضع وإخفاء مواقعه مجدداً، بدلاً من التفكير بتوجيه أي ضربة لهدف إسرائيلي ما.

وتجلت حرب إسرائيل النفسية، عبر التلويح بسلسلة من النشر عن حزب الله وأنشطته، مُلوحة بـ”نشر إضافي”، وأن ما تم كشفه ليس إلا القليل من المعلومات، وفق الإدعاء. ورأى وهبة أنّ أي تصعيد يحدث الآن، سيكون بمثابة خروج عن السيطرة وليس بإرادة أي جهة إقليمية، أو وطنية، واصفاً النشر الإسرائيلي عن مواقع حزب الله العسكرية، وكذلك عن مجلسه التنفيذي، وطريقة عمله، بأنه “عرض عضلات، كجزء من حرب إعلامية رادعة لأي تصعيد”.وإضافة لغاية ردع الحرب، لا يُمكن إغماض العين عن هدف ثانٍ للنشر الدعائي الإسرائيلي عن خرائط لمواقع حزب الله العسكرية، وقبل ذلك عن مؤسساته وتسلسله القيادي، وهو التذكير بأن لبنان هي مساحة أخرى، كما سوريا، والعراق، وإيران نفسها، تندرج ضمن “حروب الظل” الدائرة بين تل أبيب وطهران، مع التأكيد بأن الحرب الأمنية هذه، باتت نصف سرية، أي ليست سرية تماماً، ولا علنية مُطلقة، وأنه تتم الإستعانة بها في هذه المرحلة، كبديل للحرب العسكرية.’

وذكر خبراء في الشأن الإسرائيلي لـ”المدن”، دافعاً ثالثاً لنشر إسرائيل الأمني، يتعلق بالرغبة في جعل “الكشف المزعوم” وسيلة لتكثيف الضغط الدولي والإقليمي على إيران وحزب الله، بإعتبار أن أنشطة الأخير “تجاوزت الخطوط الحُمر، بدليل أن بعض مواقعه تقع بالقرب من أماكن تواجد قوات اليونيفيل الأممية في الجنوب اللبناني”.

The Mapping of Hezbollah’s Military Areas in South Lebanon
Many areas (zones) throughout South Lebanon are considered Hezbollah military sites. The entrance to these areas is forbidden. Local civilians, UNIFIL forces, and even the Lebanese army are not allowed access to these parts. Some of the areas are very close to villages.
Some of these areas are located near Lebanese army and UNIFIL bases. These areas are used by Hezbollah, in routine and in times of emergency, for training purposes, weapons storage depots, deployment areas, defensive zones, rocket, and missile launching areas, etc.
We have data that includes mapping dozens of such areas in South Lebanon. We will publish the information gradually. For the sake of convenience, we numbered the areas in ascending order.
On June 9, we published the location of zone number 1 near the village of Mansouri, south of Tyre, near the coastline.
The village of Mansouri is known as a Shiite village controlled by Hezbollah.
Near the village of Mansouri, there is another military zone used by Hezbollah, which we numbered as zone number 2

الروابط الثلاثة في اسفل هي للموقع الذي نشر التقرير والصور باللغة الإنكليزية

https://israel-alma.org/2022/06/16/the-mapping-of-hezbollahs-military-areas-in-south-lebanon/

https://israel-alma.org/2022/06/16/hezbollah-executive-council-organizations-operating-under-the-education-unit/

https://israel-alma.org/2022/06/15/hezbollah-the-executive-council-the-entities-subject-to-the-social-unit/