الأب سيمون عساف: ولا تدري النفوس متى تموتُ’… عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود إلى هناك آية

101

ولا تدري النفوس متى تموتُ’… عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود إلى هناك آية
الأب سيمون عساف/07 حزيران/2022

حذار العمرُ غزلٌ عنكبوتُ ولا تدري متى نفسي تموتُ، وما يُنجي سوى إصلاح روحٍ فإن الجسمَ للديدان قوتُ، ستغادرها عاريا.
جئت الى الدنيا عاريا وستغادرها عاريا، وجئت اليها ضعيفا وستغادرها ضعيفا، جئت اليها بلا مال وستغادرها بلا مال.

عند ولادتك احدهم غسلك وعند مماتك احدهم سيغسلك هذه هي الحياة فلماذا الحقد والكبرياء والانانية والحسد والبغض والكره؟؟؟
وقتك قصير في الحياة فلا تضيعها باشياء تافهة لا قيمة لها!!!

” لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ.” (1 تي 6: 7).
عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود إلى هناك آية (أي 1: 21)

الدنيا إذا كالماء المالح كلما ازددت منه شرباً ازددت عطشاً، كلها حلمٌ كاذب، الحب، والمال، والصحة والسعادة والمجد لا يخلد شيء من ذلك ولا يبقى. الدنيا أحلامُ نوم، أو كظل زائل وإن اللبيب بمثلها لا يخدع. إذا ما حلّت أوحلت، وإذا ما كست أوكست، وإذا أينعت نعت، مثل الدنيا كمثل ظلك، إن طلبته تباعد وإن تركته تتابع. شيئان يقطعان عنك لذة الدنيا: ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله.

لا نقترب من الحقيقة إلا بقدر ما نبتعد عن الدنيا. نحن في العالم كسفينة تخوض محيط من الزمن، لا يعرف أحد كم مساحته ولا أين ستنتهي رحلته.
وبالقيامة الولادة الجديدة عبر التوبة للانتصار والفرح، ولادة بالمحبة تغيير الذات والالتفات الى القريب.

بالتوبة تحرير كامل من الخطيئة، السيطرة على مغريات تتجاذبني. محبة الله حررتنا من عبودية الشرير-الخطيئة-الموت، اصبحت عتيقا من الموت طليقا. هو الاطمئنان الكُلِّي…

طريقة حضور المسيح في الأشكال الأفخارستية طريقة فريدة. ترفع الأفخارستيا فوق جميع الأسرار، وتجعل منها كمال الحياة الروحية والغاية التي تهدف إليها جميع الأسرار. سر افخارستيا الأقدس يحتوي حقا وحقيقيا وجوهريا، جسد ربنا يسوع المسيح ودمه مع نفسه وألوهيته، ومن ثم فهو يحتوي المسيح كله كاملا.

فداء العالم: “إِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه، بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة” (يو 3: 16). في هبة التي منحها الابن يتوضح جوهر الله، يكتمل الوحي وسخاء الحبّ الأبدي. أظهر نفسه غير فانٍ وملموس في آنٍ معًا، ليؤكّد أنّ جسده بقي كما هو بعد القيامة، لكنّه أصبح جسدًا مُمَجّدًا. إنه عريس الأبدية والنفوس أفرغ قبره ليطمئننا أننا ايضا سنفرغ قبورنا مثله، إن لم تتوبوا تهلكوا جميعكم…

قيامة المسيح إيمانيا وتاريخيا هي دامغة. كما القبر من الدفين فارغ لآنه بار، هكذا قبورنا ستكون فارغة اذا كنا ابرارا.
قبل الآلام اجترح الأعاجيب والمعجزات، وبعد القيامة بيَّن الظهورات للتلاميذ دليل على الوهيته.

نحن مدعوون للحفاظ على نقاء ثوب معموديتنا، مدعوون بالتوبة إلى الولادة الجديدة لاستحقاق ذكرى عيد القيامة.. هكذا نكون احفاد الرسل ونكون فعلا تلاميذ المعلم.