الأب سيمون عساف في رثاء الأب جوزيف قزي: خلعت قميص الطين وانطلقت، تاركا ما للأرض في الأرض لأنك عشت في العالم ولست منه

210

الأب سيمون عساف في رثاء الأب جوزيف قزي: خلعت قميص الطين وانطلقت، تاركا ما للأرض في الأرض لأنك عشت في العالم ولست منه
الأب سيمون عساف/01 حزيران/2022

خلعت قميص الطين وانطلقت، تاركا ما للأرض في الأرض لأنك عشت في العالم ولست منه.
كاهن راهب منذور، أتممت خدمتك وحفظت وديعتك ووفيت نذورك.
سبَّقتني الى عناق البهاء، إلى المطرح الحق لتنال الإكليل من سيِّدك.
لن أودِّعك! لا وداع في مفهومنا الإنجيلي، لقاؤنا مستديم في ذبيحة الحمل وفي الأدعية التي نرفعها صلوات.
لقانا مستمر في مُصلَّى إِرثك الفخم من التآليف والبحوث والمجلدات. إنها تركة ضخمة تشيل بنا عزا وافتخارا.
يظهر أنك تعبت من المشوار وحان وقت الارتياح. إِسترح أيها المناضل المجاهد، فبقدر الجهد تكون المكافأة. 1كور/ 3
أبتِ جوزف القزي “أبو موسى الحريري”، لَقَبٌ كُنِّيتَ به واشتهرت. أنا الذي كنت أجالسك لنقاش وحوار واستفسار… وكنت كلما اعود من عندك يتورَّم رأسي من وجع.
زياراتك الى دير مار شليطا كانت تنطوي على خَلقٍ وإبداع إذ لا وقت للضياع!
سهر لياليك واخراج المحصول بمنطق دامغ واسانيد تُفحِم ولا تُقحَم، كان يغري أهل المعرفة والفكر والثقافة.
غزارة المنتوج دليل على سعة اطِّلاعك.
لوى قلمك الموت وصبغ السواد اوراقك فناحت السطور على اليُتم بعدك.
أبتِ جوزف المعلم لن يغرب لك طيف عن مشارف الخاطر، كنت تلقي ونعم المُحاضر وكنا نتلقى المحاضرات. نغرف من مَعينك ويا نبل المُعين.
تتوارى عنَّا وراء الحُجُب ولا إمكانية لمعاينتك بالشكل الملحوظ، لكننا نخاطبك كما الملائكة واثقين بسماعك واغتباطك في رحارح الأبدية.
هناك بلد الوعد بالميراث في المنزل المُعد لك من قبل إنشاء العالم…إِنزل سعيدا هانئا.
بشريا يؤلم البُعاد أمَّا روحيا فيعزِّي، لأننا طال أم قصُر الشوط، سنلتقي تحت ظلال العرش في وليمة العرس حول مائدة أبرار الحمل المذبوح.