لبوس الجردي/ربقة أوحال … لم نتوقع قيادة مارونية هزيلة فهذا ايضا ذل عار وتحقير لإنجيل الخلاص والحياة

106

ربقة أوحال … لم نتوقع قيادة مارونية هزيلة فهذا ايضا ذل عار وتحقير لإنجيل الخلاص والحياة.
لبوس الجردي/26 أيار/2022

إني متألِّم حزين. أسمع كلاما نابيا من بعض كل الطوائف بحق بعضهم. لعمري ثقافة ليست من ثقافتنا ولا تمُت بصِلة الى تقاليدنا وعاداتنا، ولا هو مستوانا في عصر التقدم والانفتاح والرقي. عندما كانت القوى اللبنانية ماسكة الأرض لم يشتم أو يقذف السباب بحقها الآخرون. كان واقع الحال يفرض نفسه، وعندما تناتش المسيحيون وسلموا امتيازاتهم في اتفاق الطائف بدأت طريق الخسارة بالهزيمة فاتحةً الطريق للغير حتى يتقووا ويصيروا على ما هم عليه.

لماذا اللعن والشتم والسُباب إِذاً؟ لعمري هذا غير محق، يجب قراءة الذات واستعادة ما كنا عليه قبل أن ننحو باللائمة على سوانا.
خطئنا بقياداتنا بتربيتنا بابتعادنا عن روحانية انجيلنا وقديسي شعبنا. خائنون عاقّون لم نحترم دماء شهدائنا ولا تضحياتهم في سبيلنا وكرمى لنا.
إنها صفعة مرعبة عند اصحاب الكرامة والفاهمين في التاريخ. لم نتوقع قيادة مارونية هزيلة فهذا ايضا ذل عار وتحقير لإنجيل الخلاص والحياة.
كان زحفنا العسكري مُسيطراً على الوضع، حتى دخل الشيطان في التفاصيل فأساء المسؤولون التعاطي مع القوم ودارت الفتنة رحاها:
“فكان ما كان مما لست اذكرُه فظُنَّ خيرا ولا تسأل عن الخبر”

يا جماعه اسمعوا وعوا! اديروا لسان النقد الذاتي واستقرؤا الأمس مستفسرين عن أسباب بلايانا التي بُلينا بها. لماذا هذا الاندحار؟ اين كنا؟ اين صرنا؟ وكيف سنصير؟ لا قيادة تشبهنا لتجمع شملنا، لا رعاية تهتم وتشعر بهمومنا، لا استعداد لانطلاقات تعويضية جديدة، لا طروحات او اقتراحات تنقذنا من مستنقعات التناحر وتبادل التراشق النابي، لكأننا سفينة تائهة في متاهات اليم والقبطان فقيد.

نهرب الى الأمام ضاربين كشحا عن مجرمين أغبياء أوصلونا الى هذه الحالة المزرية وهذا الانحطاط الذريع. نعم نتهرَّب دائما من أخطائنا ومن ارتكابنا المقابح واقترافنا المجازر. واكثر نستحي ان نعارض الشر او نعترض عليه لأننا او مساومين او مرتزقة مرضى او جبناء نحاول إلقاء الوزر والانكسار على الظروف او على غيرنا. خزعبلات القيادة عندنا توهمنا انها كانت مُجبرة على صوابية اتخاذ القرار ببيع الصلاحيات الامتيازات ثم ببيع الأسلحة. وهي الآن تتخبط في ظلامية الخواء كالناقة في رمل الصحراء تخبط عشوائيا من دون هدف.

فهذا الفعل الشنيع يشير الى ضعف القيادة وعدم قراءتها للمستقبل والرؤيا عارية من القوة الفارضة نفسها على الأمور. عجزٌ في الشخصيات المفلَّسة، في الأدمغة الفارغة، في الفكر الشاذج، وفي عدم تكافؤ القوى لكبح جموح الخصوم. نحتاج اذا الى استرجاع القراءة والطرح ومعرفة ماذا نريد وكيف التخلُّص من ربقة اوحالنا.