باسل محمد/إيران تقف وراء “جيوش الفضائيين” في مؤسسات وأجهزة الدولة العراقية خاصة العسكرية والأمنية

971

إيران تقف وراء “جيوش الفضائيين” في مؤسسات وأجهزة الدولة العراقية خاصة العسكرية والأمنية  

الكشف عن 270 ألف اسم وهمي جديد زرعتهم استخباراتها للتجسس

إجراءات أمنية مشددة لحماية العبادي بعد تلقيه تهديدات من ميليشيات طائفية

 الخسائر المالية تقدر بنحو 750 مليون دولار إلى مليار دولار خلال سنوات

 السيستاني وجه رسالة دعم قوية إلى رئيس الوزراء لمواصلة الحرب على الفساد

بغداد – باسل محمد:السياسة/25 كانون الأول/14

وسط استمرار سياسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الهادفة لتقويض مراكز الفساد داخل أجهزة الدولة, كشف قيادي بارز في التحالف السياسي الشيعي الذي يقود الحكومة في بغداد لـ”السياسة” أن أكثر من 250 ألف “وهمي” أو “فضائي” موجودون داخل مؤسسات الدولة العراقية, خاصة في الوزارات الأمنية, مؤكداً وجود بيانات مبدئية تفيد بأن العدد يصل إلى 270 ألف “فضائي” غالبيتهم في وزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني والمخابرات, وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام الحرب ضد “داعش”.

ويقصد ب¯”الفضائيين” أو “الوهميين”, الموظفون أو العسكريون المسجلون في كشوف الوزارات ويتلقون رواتبهم من دون أن يكون لهم أي وجود على الأرض, سواء داخل المؤسسات الرسمية أو العسكرية.

وقال القيادي العراقي الشيعي ان العبادي يواجه مخاطر جدية قد تصل الى الاغتيال, وان رسائل غير مباشرة وصلت إليه بهذا المعنى ما لم يوقف سياسته لمحاربة الفساد, وهو ما استدعى تعزيز الإجراءات الأمنية لتأمين حياته ومقر إقامته حتى داخل المنطقة الخضراء المحصنة.

واضاف ان استخبارات دول صديقة للعراق أبلغت العبادي بضرورة توخي الحذر الشديد أثناء التحرك داخل المنطقة الخضراء نفسها, لأن استهدافه قد يتم في هذا المكان بالتحديد, ودعته بالتالي إلى تعزيز الإجراءات الأمنية الداخلية حول مقر عمله ومنزله الشخصي.

وبحسب معلومات القيادي, فإن الميليشيات الطائفية المسلحة هي المتهم الرئيسي بنشر “الفضائيين” في مؤسسات الدولة, لأن بعض “الفضائيين” موجودون في دوائر تابعة لرئاسة الوزراء في الحكومة السابقة, ولذلك يوجد خطر حقيقي على حياة العبادي في ما اذا توصل الى المزيد من المعلومات بشأن الجهات التي تقف وراء “جيوش الفضائيين الوهميين”, لأن الموضوع لا يتعلق بعشرات الأشخاص بل هناك تقييمات وبيانات تفيد بأن أحزاب سياسية كبيرة ومسؤولين كبار في الحكومات السابقة هم من خططوا ودبروا عملية زرع “الفضائيين” في وزارات الدولة وأجهزتها. وأكد القيادي أن الموضوع لا يتعلق بنهب المال العام فحسب وإنما بالوضع العام للدولة, رغم أن الجهات التي تقف وراءه كسبت في السنوات السابقة ما بين 750 مليون دولار الى مليار دولار, لأن الحديث يجري عن عشرة أعوام وليس أقل, سيما أنه بدأ منذ عهد الحاكم الاميركي المدني بول بريمر, بعد الغزو الأميركي العام .2003

واعتبر القيادي أن إرادة العبادي في التصدي لملف “الفضائيين” معناه أن الرجل فتح معركة حقيقية وشرسة مع الميليشيات وبعض قياداتها, ولذلك طلب دعم كل الاعلاميين المهنيين في حديثه قبل أيام لمساندته في المضي قدماً بهذا النهج.

وأشار الى ان المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في مدينة النجف وجه رسالة دعم كبيرة الى العبادي يدعوه فيها لمواصلة القضاء على ظاهرة “الفضائيين”, ويبلغه بأن المرجعية توفر له الحماية الشرعية لتطهير الدولة من الفساد حتى وإن ارتبط الموضوع بمجاميع طائفية شيعية مسلحة. ووفق رؤية القيادي, فإن هذا الملف لا يرتبط بالجانب المادي فحسب, إذ توجد شكوك قوية باتجاه اختراق استخباراتي لهذه الوزارات من قبل دول اقليمية, لأنه من خلال “الفضائيين” يمكن أن يتسلل أشخاص ربما لم يكونوا عراقيين رغم أنهم يحملون أسماء عراقية وبعضهم كان يحضر بين الحين والآخر ثم يختفي. ووصف القيادي المشكلة بأنها “كارثة وطنية” بكل الأبعاد السياسية والستراتيجية, لأنه تبين في بعض المستندات أن قيادات عسكرية “فضائية” كانت تصدر تعليمات إلى أفواج وألوية.

وفي إشارة واضحة إلى إيران من دون تسميتها, رجح القيادي وقوف دولة اقليمية وراء هذا الموضوع, معتبراً أنها كانت تدير قوات عسكرية وأمنية عراقية من خلال جيوش “الفضائيين” المزروعين في أجهزة الدولة, كما أن هؤلاء “الفضائيين” كانوا على الأرجح عبارة عن سواتر لعمل استخباراتي كبير داخل العراق ربما يتعلق بالتجسس على سفارات أو أنشطة دول اخرى أو ما شابه. ووصف العبادي بأنه من أشجع القادة السياسيين في التحالف الشيعي لأنه قرر فتح هذا الملف بكل شفافية وبدعم من السيستاني والزعيمين الشيعيين عمار الحكيم ومقتدى الصدر, مشيراً إلى أن قراره جاء بعد رسائل ومحادثات عدة داخل المستويات الدينية والسياسية الشيعية العليا, لأن أصابع الاتهام موجهة إلى الميليشيات الشيعية الطائفية الخارجة عن سلطة الدولة.