اللواء أشرف ريفي: مقتنع بتورط حزب الله في الاغتيالات ولن أصبّ الزيت على النار مع بدء الحوار

316

اللواء أشرف ريفي: مقتنع بتورط “حزب الله” في الاغتيالات ولن أصبّ الزيت على النار مع بدء الحوار

الجريدة الكويتية/24 كانون الأول/14

أكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي أن “تجربة الحكومة التفاوض مع خاطفي العسكريين اللبنانيين مريرة جداً”، مشيراً إلى أن “خلية الأزمة أمام فريق آخر نجهل سلوكه وعقليته”. واستغرب ريفي في حديث لـ”الجريدة” كيفية بروز وسام المصري كوسيط للتفاوض، مؤكداً ثقته بنائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي لتولي المهمة.

وإذ تحفّظ عن الغوص في تفاصيل الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” أبدى تفهمه للخطوة، باعتبارها “تحفف الاحتقان السني – الشيعي”.

وقال ريفي إن “قرار القتل في لبنان إيراني – سوري مشترك”، مشدداً على قناعته بتورط “حزب الله” في عمليات الاغتيال.

ونفى ريفي التسريبات حول اعتقال الجيش قياديا في “كتائب عبدالله عزام” من آل أبوعباس متورطاً بجريمة اغتيال الوزير محمد شطح، قائلاً: “هذا كلام لا أساس له نهائياً”.

ولفت إلى أن “طرابلس انتقلت إلى مرحلة ثانية، فأصبح رهانها على الدولة وعلى المؤسسات، وفي مقدمها الجيش والقوى الأمنية”، متمنياً أن تنجح الخطة الأمنية في البقاع.

وهنا نص الحوار:

• هل تعتقد أن “كثرة الطباخين” في موضوع العسكريين المخطوفين أدت إلى تأخير إطلاق سراحهم؟

هذا ليس السبب الوحيد، هذه التجربة جديدة علينا، وبرأيي هناك الكثير من الأسباب التي أخرت إطلاق سراحهم. السؤال الرئيسي هو: هل لدى الجهات الخاطفة نية لحل هذه المسألة؟ الطرف اللبناني كان يريد حل المسألة من اليوم الأول.

• في مرحلة سابقة وصلنا إلى شبه حل مع الوسيط القطري؟

نحن من أول يوم كنا جديين كفريق لبناني، خاصة خلية الأزمة، وعملنا بجهد وسرعة لإخراج المخطوفين، لكن لم نكن قادرين على التحكم بجميع مفاصل “اللعبة”. اليوم نشكر الموفد القطري لبذله الجهود.

• ما هو دور الوسيط وسام المصري؟

توافقنا في خلية الأزمة على عدم التداول في هذه المواضيع إعلامياً. في الجلسة الأخيرة لخلية الأزمة كنت خارج البلاد، لكنني أستغرب كيف نبت المصري وكيف اختفى.

• يحكى أن من سيتولى التفاوض سيكون مكلفاً رسمياً من قبل الحكومة. كيف تفسر حركة الوزير وائل أبوفاعور، وإعلان النائب وليد جنبلاط عن بشرى سارة للبنانيين في هذا الموضوع؟

النائب وليد جنبلاط ممثل بالوزير أبوفاعور في خلية الأزمة، وهو ايضا، كشريحة لبنانية لديه 7 عسكريين مخطوفين، معني مباشرة في هذه القضية.

• ألا يفتح هذا الأسلوب الباب لجميع الأفرقاء للتفاوض على حسابها؟

هذه الجهود كلها تصب في اتجاه واحد، ونحن كخلية أزمة نستعرض كل هذه النشاطات.

• رئيس الحكومة قال قبل أيام إنه يسمع عن جهود البعض من خلال الإعلام؟

لا أريد الغوص وانتقاد هذه الآلية، لكن لا شك في أن هذه التجربة مريرة جدا وصعبة. نحن أمامنا فريق آخر نجهل سلوكه وعقليته، وأيضاً لدينا اسرى رقابهم على المحك، لذلك وضعنا حساس ودقيق جداً، وقررنا أن نلتزم الصمت الحذر.

• هل هناك أطراف تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية في هذا الموضوع؟

لا أظن ذلك. نحن أمام أزمة وطنية، وكل فريق كان لديه وجهة نظر معينة. انطلق البعض منا من المنظار الواقعي والبعض الآخر انطلق من المنظار النظري أو المثالي. نحن اليوم أمام الواقع المرير لا يمكننا التصرف بمثالية، علينا أن نكون واقعيين مثل كل الدول التي فاوضت خصومها في يوم من الأيام. أولويتنا في خلية الأزمة حرية وسلامة العسكريين، ولذلك أي ثمن ندفعه يرخص مقابل حياتهم.

• هل لمستم فعلياً خلال اجتماعات خلية الأزمة أن “حزب الله” ملتزم مبدأ المقايضة؟

أنا قلت لأهالي المخطوفين علناً إن الحركة التي قاموا بها بزيارة كل القوى السياسية هي مباركة وإيجابية. نعم كان هناك بعض التحفظات من قبل بعض الأطراف، لكن أزيلت بعد لقائهم الأهالي.

• هل سيكلف نائب رئيس بلدية عرسال الفليطي رسميا من قبل الحكومة بالتفاوض مع الخاطفين؟

على المستوى الشخصي أنا أثق به بناءً على تجربة سابقة. انا اثني على مناقبيته وتفانيه واحترامه لنفسه.

• هل يثير تكليفه بعض الحساسيات؟

لا أعلم. هذا الموضوع لم يطرح حتى اليوم في خلية الأزمة.

الحوار

• لماذا تتحاورون مع “حزب الله”؟ قلتم في السابق لا حوار قبل خروجه من سورية، ماذا تغيّر؟

أنا لست أحد عناصر الحوار.

ألا توافق على الحوار؟

لا أريد أن أستبق الأمر. فلنعط اللقاء الأول فرصة على الأقل ونرى تداعياته على الناس والوضع العام ونتائجه لجهة تخفيف الاحتقان السني – الشيعي.

هل هناك أجندة محددة لهذا الحوار؟

لا أملك معلومات في الحقيقة.

• على بعد أيام من الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الوزير محمد شطح، هل هناك معطيات جديدة في هذا الملف؟

للأمانة بذلنا جهداً لتحويل القضية إلى المجلس العدلي، وسلمناها لمحقق عدلي يكسب ثقتنا الكبرى. مازلنا نعمل على الملف كقضاء وكأمنيين. أنا قناعتي انه في النهاية سنصل إلى نتيجة لوجود نقاط مشتركة بين كل الجرائم، ما يعني أن كشف جريمة معينة سيؤدي إلى كشف كل الجرائم.

• هل لاتزال عند قناعتك بأن “حزب الله” متورط في هذه الجرائم؟

مازلت عند قناعتي السابقة، لكن عشية الجلسة الحوارية لا داعي لتكرارها، كي لا يقال إنني أصب الزيت على النار. قرار القتل واحد والتنفيذ قد يختلف بين مجموعة وأخرى لكن هناك شيئا مشتركا.

• القرار عند من تحديداً؟

سوري – إيراني مشترك.

• قرأنا في الأيام الماضية عن توقيف الجيش قياديا في “كتائب عبدالله عزام” من آل أبوعباس، وهو متورط بعملية اغتيال الوزير شطح، هل لديكم هذه المعلومات؟

هذا كلام لا أساس له نهائياً، وهو لذر الرماد في العيون. هذه ليست المرة الأولى التي نسمع هكذا أخبار. هذا سلوك لفريق معيّن وليس جديدا علينا.

• هل تخشى عودة الاغتيالات؟

المنطقة مفتوحة على كافة الاحتمالات، لكن الحمد لله، انقضت فترة زمنية مقبولة نسبياً من دون اغتيالات.

• كيف تصف الوضع الأمني بشكل عام؟

لا خوف لديّ على الوضع اللبناني، هناك قرار دولي – إقليمي بعدم زج لبنان بالنار السورية ونار المنطقة، وأيضاً هناك مصلحة داخلية لدى الأفرقاء بعدم إشعال لبنان. انا مرتاح ضمن حدود معينة للوضع العام.

• كيف تصف الوضع اليوم في طرابلس؟ هل أثمرت الخطة الأمنية نجاحاً؟

اليوم طربلس انتقلت إلى مرحلة ثانية. أثبتت أن كل الافتراءات حولها لا اساس لها من الصحة. فيوم تنفيذ الخطة الأمنية قي المدينة لم ترق نقطة دم واحدة والاشتباكات الأخيرة التي حصلت لم تؤد إلى سقوط قتلى من الجيش. قرار طرابلس هو الرهان على الدولة وعلى المؤسسات، وفي مقدمها الجيش والقوى الأمنية.

• أين هو رفعت عيد؟

في سورية بين الشام والساحل، لكن أغلب وقته في دمشق. هو مطلوب للعدالة، وعندما يدخل الأراضي اللبنانية سيعتقل.

هل يمكن تنفيذ خطة أمنية شاملة في البقاع؟ وما هي إمكانية نجاحها؟

المفروض أن تنجح. لا توجد قوى سياسية تغطي الفاعلين. ونحن رفعنا الغطاء عن الجميع في طرابلس مثلا. المفروض أن يعتبر المعنيون في البقاع أن أمن منطقتهم أولوية ويسهلوا عمل المؤسسات الامنية.

“حزب الله” موجود بكثافة في تلك المنطقة، هل يقبل؟

هذه مظاهر الدويلة، ولا يمكن “تركيب” دولة مع دويلة. واقعياً هو موجود فوق. لكن أنا ليس بإمكاني أن أشرعه وأقبل به. أنا أقول إن الأمن الشرعي هو الوحيد الذي يحمي البلد.