مقالات ثلاثة لفارس خشان وسناء الجاك وطوني فرنسيس تؤكد بأن نتاق وهرار منتحل صفة الدين التافه “نظير جشي” عن نساء جونية والمعاملتين هو نفسه ما يكرره نصرالله وقاسم ورعد وقاووق وكل قادة “حزب الشيطان” الإرهابي والمذهبي والملالوي منذ سنة 1982 لا أكثر ولا أقل

212

“حزب الله” وأدبيات الشيخ الذي أزعجه: وحدة حال!
فارس خشان/النهار العربي/03 أيار/2022

ليس كفرا في قاموس الحزب
سناء الجاك/نداء الوطن/03 أيار/2022

فرع الوتوات يرد على شيخ المعاملتين
طوني فرنسيس/نداء الوطن/03 أيار/2022

***
“حزب الله” وأدبيات الشيخ الذي أزعجه: وحدة حال!
فارس خشان/النهار العربي/03 أيار/2022
“كسر”، قبل أيّام قليلة، “الشيخ” نظير جشي “قسطل المياه”، فذاع “صيته”.
 وقد تعرّف اللبنانيون إلى جشي، بعدما أطلّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخطبة انتخابية تهدف الى التسويق في البيئة الشيعية اللبنانية لـ”حزب اللّه” ضدّ منافسيه عموماً وضدّ حزب “القوات اللبنانية” خصوصاً.
 ويمكن اختصار الأدبيات التي استعملها جشي في خطبته بنقطتين: انتخاب خصوم “حزب الله” يعني جذب النساء الى “الرذائل السياحية”، وحزب “القوات اللبنانية” هو حزب مدعوم من “الصهيونيّة والوهّابية”.
 وبعد أن أحدثت مواقف جشي ضجة شعبية وإعلامية وسياسية واسعة النطاق في لبنان، غسل “حزب الله” يديه منه، واصفاً كلامه بـ “المشبوه”، منوّهاً بأنّ مطلقه ليس شيخاً معمّماً، وفق سجلات المجلس الشيعي الأعلى، ولكنّه “صاحب سوابق جرمية”، وفق سجلّات القضاء اللبناني.
 وسائل الإعلام التي شاركت “حزب الله” مساعيه لإعلان براءته من جشي كشفت أنّه سبق أن درس في حوزة إيرانية، حيث جرى تعميمه.
وهذا يفيد بأنّ “حزب الله” يريد أن يؤكّد أنّه ليس مسؤولاً عن كلام جشي، وأنّ مواقف هذا الأخير مهما كان نوعها لا يُمكن محاسبة “حزب الله” عليها، وتالياً لا يمكن اعتمادها في الحملة الانتخابية ضدّه أو ضدّ حلفائه في البيئات الرافضة لهذا النوع من الخطاب السياسي.
 ولكن، هل هذا يعني أنّ جشي في ما ذهب إليه في خطبته يناقض فعلاً ما يقوله “حزب الله”، في العلن، خارج فترة الانتخابات النيابية، وما يقوله، في السر” خلالها؟
 في واقع الحال، إنّ هذا الشيخ الذي كان قد جرى تعميمه في حوزة علمية في إيران، مثله مثل كثير من رجال الدين الذين ينتسبون إلى “حزب الله”، لا يبتدع أدبيات لم يسبق لـ”حزب الله” نفسه أن نطق بها، في أوقات سابقة.
 إنّ النظرة الى حزب “القوات اللبنانية” التي جسّدها جشي، هي نظرة “حزب الله” نفسه، وسبق أن عبّر عنها بالأدبيات نفسها، فالحزب يقول إنّ إسرائيل والمملكة العربية السعودية توفران الدعم لـ”القوات اللبنانية”، والحزب نفسه هو من يطلق على إسرائيل اسم “الصهيونية” وعلى المملكة العربية السعودية مصطلح “الوهّابية”.
 وفي هذا لم يخرج جشي في خطبته عن أدبيات “حزب الله” بل التزم بها التزاماً تاماً.
و”حزب الله” نفسه كان قد أعلن، مراراً وتكراراً، في مناسبات كثيرة خارج مرحلة الانتخابات النيابية، أنّ هناك قوى خارجية تريد تحويل لبنان الى “كاباريه” و”كازينو”، وهاجم وجود سيّدات مطلّقات في الجسم التربوي على اعتبار أنّهنّ نماذج سيّئة للتلميذات، وحرّم الاستماع الى المطربين حتى لو كانوا يؤدّون أناشيد دينية، وخلاف ذلك الكثير الكثير.
 ويمتلئ الأرشيف بمواقف مسؤولي “حزب الله” حول كثير من هذه المسائل: جزء أوّل قاله أمينه العام حسن نصرالله، وجزء ثانٍ قاله نائبه الشيخ نعيم قاسم وجزء ثالث قاله رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمّد رعد.
 ويعتبر ما سبق إنْ قاله رعد هو الأقرب إلى ما أورده الشيخ نظير جشي في خطبته قبل أيّام.
في الثاني عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، قال رعد: “كان لبنان مكان عقد صفقات وكان ساحة للملاهي الليلية والسمسرات، لكنّنا الآن نريد أن نخلق لبنان الجديد الذي ينسجم مع وجود المقاومة”.
 في التاريخ الّذي أطلق فيه رعد كلامه لم تكن هناك انتخابات نيابية، بطبيعة الحال، ولكنّ لبنان كان يخوض معركة سياسية طاحنة لتشكيل حكومة برئاسة تمّام سلام. يومها، وقفت “قوى 14 آذار” ضدّ انضمام “حزب الله” الى الحكومة إذا لم يسلّم المتّهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري الى المحكمة الخاصة بلبنان التي كانت تستعد غرفتها الأولى لبدء محاكمتهم، فرفع “حزب الله” الصوت، مقدّماً الأسباب الموجبة التي تجعله يصر على منع قيام حكومة لا تكون في خدمة “خلق لبنان الجديد” الذي “ينسجم مع وجود المقاومة”.
 وإذا كان الشيخ نظير جشّي قد ربط بين انتخاب “حزب الله” وإرادة عدم مشاهدة النساء على شواطئ المعاملتين وجونيه وجبيل “ومدري وين”، فإنّه، في واقع الحال بدا أكثر “لطفاً” ممّا كان قد ذهب اليه رعد، لأنّ جشي يتستّر بلباس رجل الدين الذي يَنهي بطبيعته عمّا يعتبره “منكراً”، بينما رعد بصفته مسؤولاً سياسياً في المجلس النيابي، فإنّ كلامه يأخذ أبعاداً خطيرة للغاية، إذ يُظهر أهداف “حزب الله” المتوسّطة والبعيدة المدى التي لا بدّ من أن يعمد الى تحقيقها، عندما يتمكّن من الإمساك بكافة أدوات التشريع والتنفيذ والتهديم والإهتراء.
 ولقد تحقق جزء يسير من هذه الأهداف، بقوّة الإنهيار المالي والإقتصادي، في السنوات الثلاث الأخيرة.
وإذا كان جشي يحذّر من أنّ انتخاب خصوم “حزب الله” يعني تقوية تيارات “الرذائل” في لبنان التي اختصرها بإزالة الضوابط التي تحول دون توجّه “نسائنا” الى الشواطئ “غير الشرعية”، فإنّ رعد يريد لبنان خالياً من كلّ مكوّنات السياحة والخدمات التي أشار إليها بمصطلحات دالة: عقد صفقات (التجارة ومستلزماتها) وملاهٍ ليلية (السّياحة وبنيتها التّحتّية) وسمسرات (النظام المصرفي ووظائفه).
 وعليه، فإنّ تنصّل “حزب الله” من الشيخ نظير جشي، هو تنصّل من توقيت خطبته، لأنّه يلحق الضرر باستراتيجيته الانتخابية، وليس تنصّلاً من مضمون خطبته، لأنّه، في الواقع، يتقاطع كليّاً مع أدبيات “حزب الله” السياسية المثبتة.

ليس كفرا في قاموس الحزب
سناء الجاك/نداء الوطن/03 أيار/2022
لا يهم كثيراً أو قليلاً ان يُصدر “حزب الله” بيانا يتبرأ فيه من كلام “منتحل صفة الدين” نظير جشي. فهدف البيان انتخابي بامتياز، وذلك حتى لا يخسر الحزب ومن يدعمهم أصوات من يسمحون لبناتهم بالذهاب إلى “شواطئ جونيه والمعاملتين وأبصر وين”.
ولا يستقيم استنكار يستند فيه الحزب الى “مسؤوليته الوطنية والاجتماعية والأخلاقية”، فقط لتجنب “هذا النوع من التصريحات المشبوهة الصادرة عن المدعو جشي”. وبالتأكيد مصدر الأسف لا يرتبط بـ “استغلال البعض لهذا التصريح المشبوه الذي لا يمثل أي وزن، وبناء ردود أفعال سياسية وانتخابية غير واقعية تساهم في الشحن الطائفي والمذهبي البغيض”، وإنما لأنه قد يدفع “أهلنا الكرام” في جبيل وكسروان إلى مراجعة حساباتهم بما يؤثر على صناديق الاقتراع. فالمفروض أن يمر مثل هذا الكلام مرور الكرام، ومن يخاف منه ومن أبعاده هو مغرض يريد النيل من المقاومة. وهو عميل مرتهن لأعداء الله.
ولكن المتابع للثقافة التي تروجها إيران في داخلها وفي مناطق نفوذها، يعرف تماما أن ما نطق به جشي ليس كفراً في قاموس الحزب، ففي موقف سابق قال رئيس كتلة “الوفاء والمقاومة” النائب محمد رعد أن “لبنان كان ساحة للملاهي الليلية والخدمات، لكن الآن يجب إقامة لبنان الجديد الذي ينسجم مع المقاومة”.
وفي موقف أسبق يعود إلى أربعة أعوام، نزع نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الكفاءة عن المرأة المطلقة لتولي وظيفة تربوية. حينها قال قاسم حرفيا: “اذا مُدَرِّسة دايرة على افكار خاصة في كيفية الحياة، تصور بدها تنظِّر لهم عن الحياة كيف نعيشها، بتطلع هي مثلاً لنفترض معلمة مطلقة ومقضيّة مشاكل بحياتها ومن الخراب اللي وقعت فيه بدها تعطي نصيحة للبنات حتى ما يوقعوا باللي وقعت فيه.. شو حتكون نصيحة حدا وقع بمشكلة”. بالتالي، ليس كفرا في قاموس الحزب ما قاله جشي. ولعل العكس هو الصحيح، لولا التوقيت السيء عشية الاستحقاق الانتخابي. وإذا ما حصل الحزب ومرتزقته ممن يحتاجون جيوشا جرارة تحميهم في جولاتهم الانتخابية على الأكثرية النيابية، سيصار حتما إلى تعميم كلام جشي وارغام اللبنانيين واللبنانيات على تطبيقه. من هنا يجب أن تبدأ المواجهة، لأنها ثقافية بامتياز. فالنظرة الدونية إلى المرأة التي يجب أن تتوارى، حتى لا تظهر عوراتها ومفاتنها على الشواطئ، هي استكمال لمفاهيم كثيرة، والأدلة تصفعنا يوميا، ونراها في السجالات المتعلقة بكل تفاصيل الحياة بدءا بشعار “أختي حجابك أغلى من دمي”، وليس انتهاء بتخوين كل من يعارض الحزب ليصير عميلا يستباح دمه. وكلما تدهور المجتمع اللبناني مع الأزمات المفتعلة، كلما جنح نحو فكر شمولي وتطرف ديني، يحميه الحاكم بأمره مستندا إلى فائض القوة في مجتمع لا رقيب فيه ولا حسيب ولا قوانين مرعية الاجراء. ليس كفراً في قاموس الحزب ما قاله جشي. الكفر هو أن يطالب اللبنانيون بسيادة الدولة على مؤسساتها وأن ينتفضوا رافضين هذه المنظومة الفاسدة المحمية بمن يريد تغيير هوية لبنان لنلتحق جميعا بالمحور الإيراني، مهما كانت طوائفنا ومذاهبنا ومشاربنا الفكرية والثقافية.. وإلا فلنرحل او نستسلم للجحيم، ولنترك لهؤلاء الاتقياء الانقياء الساحة ليجاهدوا فيها ويحجزوا لهم في الجنة أجنحة.
والكفر يصبح تسبيحا وإيمانا بالقدرة على التغيير عندما تصب أصوات الرافضين هذه الثقافة وهذه الهيمنة لتكسر مصادرة هذا المحور ومرتزقته، وتشكل خطوة يُبنى عليها في مسيرة لا تزال مضنية.. ولكن ليست مستحيلة.

فرع الوتوات يرد على شيخ المعاملتين
طوني فرنسيس/نداء الوطن/03 أيار/2022
لم يقل الشيخ المزعوم في خطبته الانتخابية شيئاً لا يقوله معلموه، حتى في تفاصيل التفاصيل، وربما حرقياً. ومثله نجد أفواجاً، بعضهم يطلّ على الشاشات، والبعض الآخر يستغل المنابر وبعضْ ثالث ينكبّ على اختراعات الكفار من هواتف ذكية ليعمم حقده وغباءه.
ونال الشيخ المزعوم ما ناله من ردود، بقيت ضمن الحدود الدنيا من تعليقات واراء. وسارع فرع حزب الله في جبل لبنان الذي بدا الواعظ وكأنه يتحدث على أحد منابره الإنتخابية، الى الاستنكار والتبرؤ من صاحب ايديولوجيا المعاملتين الساحلية، وبديهي أن يفعل ذلك خصوصاً في موسم المصارعة لكسب اصوات الناس للحلفاء الذين بدونهم يبقى الحزب ومرشحوه وحيدين عريانين في شمس المواجهة مع الاستكبار. كان يجب الا يكتفي الحزب بفرعه الجبلي لإبداء رأيه في نظريات الشيخ المحكوم سابقاً بسبب جرائم لم تمنعه من إبداء نظريات الحقد الطائفي والتخلف الجماهيري. على الأقل كان ينبغي إصدار بيان تبرئة الذات باسم المنطقة الخامسة في الجنوب أو فرع الهرمل إن لم يكن بإسم قيادة الحزب التي بدت منشغلة باستنكار تفجيرات كابول. فنظريات نظير الجشي بشأن اكثرية اللبنانيين وطائفة منهم هي أخطر من التفجيرات المتنقلة في بلاد الأفغان وتعبيرٌ عن حقد دفين ونوايا خبيثة يحملها الخطاب المذهبي والطائفي مهما جرى إلباسه من ثياب المقاومة والإقتدار والتعايش والمحبة والأخوة واللوائح الانتخابية المشتركة. كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يلجأ قديماً لإصدار بيانات باسم فرع الوتوات في الحزب لإنتقاد خصومه السياسيين أو للرد عليهم، قضايا الخلاف لم تكن تستحق مستويات أعلى مرتبة، لكن خطاب الجشي مشكلة حقيقية كبرى فما قاله الرجل ليس سوى النسخة الشعبوية لخطاب اسياده الأصلي في مضامينه واستهدافاته الإنتخابية وما بعد الإنتخابية، وهو ما يستوجب رداً من المتهمين به، ومن القضاء الذي يفترض ان يحمي الناس والدستور.