مقالة نارية للمخرج يوسف ي. الخوري يعري من خلالها بالوقائع والإثباتات هرطقة ودجل الإنتخابات، وتبعية وذمية ونرسيسية المرشحين المتعامين عن الإحتلال، وشرود المتاجرين بالهوية، والباحثين عن مواقع نيابية تشرعن الإحتلال، ويطالب الشعب بوقفة عز ومقاطعتها

633

مجلس نوّاب أم حلبة لسباق الخيل!!؟
الكاتب والمخرج: يوسف ي. الخوري/13 نيسان/2022

13 نيسان 1975 هي بالنسبة إلينا عِبرة وليست ذكرى.
إذا صوّتنا بما لا يشتهي المرشّحون، سيتّهموننا بالخراب الآتي على لبنان بذريعة أنّنا لم نصوِّت “صح”.
وإذا لن نُشارك بكثافة في الانتخابات “الآتية”، سيحمّلوننا المسؤوليّة عن عودة المنظومة نفسها إلى الحكم.
وإذا قاطعنا هذه الانتخابات، سيدّعون بأنّنا تسبّبنا بانخفاض الحاصل الانتخابي، وعزّزنا نجاح الفاسدين والسلاح.

مَن نحن!؟ نحنُ الشعب.
مَن هُم!؟ هم هؤلاء الذين لا يخجلون. منهم انتُخِبوا في العام 2018 وأفلسوا البلد. ومنهم لم يُنتَخَبوا. جميعهم، الخاسرين والرابحين، كانوا مستعدّين لمساكنة المنظومة والسلاح غير الشرعي تحت قبّة البرلمان، وكان هذا السلاح “مقاومة” بالنسبة إليهم، وما كان أيّ “تغيير” في حسبانهم.

في الانتخابات النيابيّة، ببلاد الناس الديمقراطيّة، يُجاهر الراغبون بتجديد نياباتهم بما أنجزوه خلال ولايتهم الأخيرة، بينما هؤلاء الذين ببلدنا يدعوننا إلى إعادة انتخابهم بحجّة “ما خلّوهم” هذه المرة، أو “ما كانوا في السلطة” لِيَقدِروا.

ببلاد الناس الديمقراطيّة، يسعى المرشّحون الجدّد إلى إقناع ناخبيهم بأنّ برامجهم تؤمّن ديمومة أفضل للمجتمع، بينما الذين في بلدنا لا يقدّمون إلّا مشروعًا واحدًا عنوانه “جربونا”، وكأنّ البرلمان حلبة لسباق الخيل، إذا لم ينجح رهانك على هذا فجرّب ذاك.

ببلاد الناس، يُخبرك المرشّحون “كيف سيُصلحون ويُطوّرون لغدٍ أفضل”، بينما في بلدنا ينبشون قبور الماضي، ويتّهمون، وجماعاتهم يُحرّضون، وعلى بعضهم البعض يتهجّمون.

وببلاد الناس، يحترمون صوت الناس، ويقبلون نتيجة الاقتراع برحابة صدر، بينما في بلدنا يُتاجرون بصوتك، يُريدونه من دون أن يستحقّوه، ويحمّلونك مسؤوليّة فشلهم قبل أن يفشلوا. إذا انتخبتهم فأنت مُصيب، وإذا لا فأنت رذيل!

في زريبتنا… عفوًا ببلدنا، وصل الأمر ببعض الجهّال الوَقِحين من المرشّحين، إلى اتّهام النخب بِتَيْئِيس الناس من إمكانيّة التغيير في 15 أيّار، وبأنّها (أيّ النخب) تتآمر على الهويّة اللبنانيّة وعلى النظام في لبنان بترويجها أنّ الانتخابات لا نفع منها.

أنا لست نخبويًّا، لكنّي أتمنّى أن يقاطع كلّ لبناني شريف ووطني هذه الانتخابات. هل أنا، يوسف ي. الخوري، ضدّ الهويّة اللبنانيّة؟ معاذ وجه الله. أقلّه، أنا لم أنتظر حلول موسم الانتخابات لأحذّر من الخطر على الهويّة، بل بدأت صدّ محاولات تغيير هويّتنا اللبنانيّة منذ أكثر من سبع سنوات.

أين كنتم أنتم، أيّها الغيارى على الهويّة، قبل سبع سنوات!!؟ كنتم متلهّفين لمشاركة المنظومة وحزب السلاح بالنِعَم البرلمانيّة.
أنا، ومثلي كثُر، كنّا نصرّخ بأنّ إيديولوجيّة حزب الله “أمميّة” وتتعارض مع الهويّة اللبنانيّة، أمّا أنتم، فكنتم ولا تزالون، ترونه من النسيج اللبناني!

لمّا كنا نسألكم عن الهويّة، كنتم، ولا تزالون، تردّدون كالبّبغاوات بأنّ الدستور حدّد بأنّها “عربيّة”! هل الدساتير وظيفتها تحديد هويّات البشر؟!! وهل الهويّات تتبدّل مع كلّ متغيّر أيّها المرشّحون المتغيّرون مع كلّ ظرف.

نحن، ومنذ انتهاء الحرب عام 1990، عَلَت أصواتنا معترضة على بقاء سلاح حزب الله، ودفعنا ثمن اعتراضنا هذا غاليًا، بينما أنتم، كنتم ولا تزالون، تبحثون عن استراتيجيّات دفاعيّة وهميّة لتبرير وُجود هذا الحزب وسلاحه!!!

نحن، لم ننتظر حلول الموسم لنعارض الانتخاب تحت رهبة السلاح، وفي ظلّ قانون يحقّق الغلبة لحزب الله وأتباعه الممانعين، ويُعيد إليهم شرعيّة دستوريّة أفقدناهم إيّاها بجهودنا بعد ثورة 17 تشرين، بينما أنتم، كنتم تدفعوننا إلى تحييد حزب الله في الثورة وحصر مطالبنا بالأمور المعيشيّة!

فعلى مَن تقرأون مزاميركم يا أيّها المُرشّحون المتغيّرون غير المستقلّين!!؟
بالأمس كنتم، ولا تزالون اليوم، أعضاءً في الندوة البرلمانيّة، فهل تقدّم أحد منكم بمشروع قانون لنزع سلاح حزب الله الذي يهدّد الهويّة؟ لا.
هل كنتم تتبنّون البيانات الوزارية التي كانت تحلّل هذا السلاح؟ نعم.

ما الذي تغيّر لتصبحوا فجأة “تغييريين سياديين”؟!
أنا أعرف. فقد حلّ موسم الانتخابات وسبحان اللهِ من الذي لا يُغيّر ويتغيّر! لكن عُذرًا، ومهلًا، فنحن لن ننجر وراء حساباتكم الرخيصة مرّة جديدة، ولن تفلحوا بإلباسنا تُهم تآمركم على الهويّة والكيان.

هو أنتم مَن يُريد الانتخابات لبيع الهويّة والنظام الليبرالي لحزب الله، وليس المقاطعون.

سأعطي نموذجَيْن مصغَرين، واحد عن “تغييركم”، وآخر عن “سيادتكم”، والاثنان من عرين الموارنة كسروان وجبيل.

المرشّحون في دائرة كسروان-جبيل نسبهم كالآتي:
100% من الذين فازوا في انتخابات الـ 2018 التي قضت على البلاد والعباد، عاودوا ترشيح أنفسهم بلا اِستَحيا.
52% من اجمالي المرشّحين اليوم، كانوا مرشّحين في العام 2018.
اللوائح السبع التي صمدت اليوم حتى السباق الأخير، هي نفسها التي أكملت السباق في الـ 2018، لكن مع توزّع أعضاء اثنتين منها في لوائح منفصلة.
فبناءً على ما سبق، “يتمجّد اسم حْريصا لْوَين بِدها تُبرُم متل بالْ 1968، وِمْنَين بِدّو يْجِي التغيير!؟”

أمّا عن “سيادتكم”، فحدّث ولا حَرَج. ففي حفل إعلان إحدى لوائح كسروان-جبيل، توجّه الصحافي عبدو متّى بسؤال إلى العضو الشيعي في اللائحة، قائلًا (ما معناه): “أنت تنتفض على الفساد، وأنت تنتمي إلى بيئة شاركت بالفساد وبالسرقة، هل نفهم من كلامك أنّك تنتفض على هذه البيئة؟ وماذا ستفعل لاسترداد الأراضي التي تسلبها بيئتك في منطقة لاسا الجبيليّة؟”

يا غيرة الدين! يا غيرة الدين! الله أكبر… “انْكَن فيك تسكّت الموارنِه بالصالِه سكّتهُن”.

استعروا، هرجوا ومرجوا، اتّهموا عبدو بالطائفي، أحدهم انتزع من يده الميكروفون، المرشّحون قمعوه: “الفاسدين موجودين بكل الطوائف…”، عضو اللائحة الشيعي أجاب بخلق سيّء: “بتأسّف قلّك سؤالك عُنصري طائفي بغيض… ميشان هَيك ما حَ جاوبك”.

أَ بأشباه الموارنة هؤلاء، وبهذا الشيعي المتنمّر، سيأتينا التغيير وستُستعاد سيادتنا!!؟ إنّها آخر الدُنيا، وآخرة العدالة والمنطق، صار السائل عن أرضه المسلوبة “عُنصُريًّا طائفيًّا بغيضًا”، والمتهرّب من الإجابة، ومن تحمّل المسؤولية، سياديًّا وطنيًّا!!؟

لعمري لأنتم كذبة مخادعون وتودّون تحميلنا أوزار تلفيقاتكم وأضاليلكم.
فشرتم.

ليس في الزحف للجلوس على خازوق نيابي تكون معارك الوجود. وليس في صحّارة الانتخاب تُحمى الهويّة وتُسترجع السيادة من تحالف السلاح والايديولوجيّة الأمميّة الشيعيّة والخونة الذمّيين.
الانتخابات النيابيّة المقبلة هي معركة بين الطيّبين البسطاء المُغرّر بهم، والحُكماء الذين سيقاطعونها لقطع الشرعيّة البرلمانيّة عن حزب الله.
#الانتخابات_النيابية
#لا_انتخابات_في_ظل_الاحتلالات
⁧‫#انا_مقاطع
#لبنانتحتالاحتلال
#صوتي_لبنان
#نرفضاياحتلال