لبوس الجردي/لن يعرف لبنان القيامة ما لم يقم الموارنة من ورطاتهم ومن هزائمهم ومن العمه الذي يخبطون فيه

159

لن يعرف لبنان القيامة ما لم يقم الموارنة من ورطاتهم ومن هزائمهم ومن العمه الذي يخبطون فيه.

لبوس الجردي/20 آذار/2022

شائك الحديث عن القيادات المارونية التقليدية دينيا ومدنيا ومعقَّد جدا. والولوج في هذا النفق الأسود إذا رُمنا الجهر بالحقيقة، يسبب لنا إعداما معنويا وربما جسديا. في هذه الأوضاع الخانقة الأوفق تغليف الجرح بالصمت ولو على تبرُّم ومضض. هل صحيح فالج لا تعالج؟ لا البطريرك الراعي بخير ولا ميشال عون بخير ولا سمير جعجع بخير كذلك، وبقية السياسيين على الساحة بنفس الحجم والقياس. قيادة مارونية معدومة مفلَّسة من التطلٌّع الى الأمام ومن السعي الجدِّي للخلاص، ومهزومة لآنها ليست على مساحة المرحلة  التي تقتضي حضور رجالات قادرة راقية رائية مثقفة، ازمة يديرها أشباه رجال. للأسف المُهين، هناك من هم كفؤٌ لكن ليست لهم السانحة للإطلالة والتعاطي بشكل ثقيف ومستوى والظروف الراهنة تفترض نوعية مميزة ممتازة.

إن غبطة البطريرك ممسوك من البدايات، وملفُّه بأيدي المُهوِّلين عليه، وضَعه في دائرة الحظر من الخروج الى الحرية الحبرية، وأكثر من ذلك في خانة الترقُّب إذا انزلق. نعم، بالمرصاد ينتظره الأخصام شركاء الأبالسة.  وميشال عون جاء رئيسا مساوما متنازلا عن الكثير من المبادىء التي في قناعة المسيحيين كانت بٍيْعَهْ صارت بَيعَه. أُثبطت العزائم وأُحبط الحلم وصفع الواقع المجتمع بالخيبات. وسمير جعجع هو الممثل التهريجي بنفور والمُكبِّد المجتمع المسيحي خسائر لا تُعوّضَ، وهو بالتالي أكثر من آذى المسيحيين على مرمى تاريخه العسكري المُشين. هزائم على حساب مجتمعه لا تُعد ولا تُحد. والبطريركية المارونية غائبة عبر ثلاثة بطاركة ليسوا بحجم القضية والمرحلة والدلائل ناطقة لا تحتاج الى شروح وأسانيد.

والإكليروس الماروني كما الدولة مهترىءٌ ينخر في جسده الفساد باستثناء شخصيات محترمة ليست في الموقع السلطوي لتقول كلمتها، تماماً مثل القضاة الشرفاء في الجسم القضائي. لذلك يحتاج لبنان الى معجزة من فوق تجلِّس الاعوجاج وتلهم المنخرطين في مطلق سلك أن يوَّلوا الأكفَّاء لقيادة المركب لا الى ضعفاء يجرفهم الإعصار فيشتتوا الركّاب ويضيع الهدف ويهلك العباد. تعنُّتٌ لا يخدم ولا يجدي لأن ما تخسره اليوم لا يسترد، والتداعي يتمادى والترميم مُكلفٌ باهظ. مصيبة بل مصائب المجتمعات المشرقية هي في ذهنية الأنا لا الغير، من دون تطبيق القول المأثور: “حتى تضل بموقف زان وبالقيمه وبالسمعه زان تلاته عندك فرض يكون مرايهْ ومازوره وميزان”

ثلاث ميمات فقيدة في القيادات عندنا. وهذا ما زجَّنا نتمرَّغ في اسافل الدركات، والأنكى لا يتورَّعون عن التنديد بالفسق والسفالة بل يعتصمون بالصمت والكرامات صريعة قتيلة مُفتعل بها. يا للهتيكة والعار! جزاؤنا اننا ابتعدنا عن التقاليد وعن مطالعة التاريخ التي تركها لنا نوابغ من اجيالنا السالفة.

لن يعرف لبنان القيامة ما لم يقم الموارنة من ورطاتهم ومن هزائمهم ومن العمه الذي يخبطون فيه. الى متى هذا السقوط يستديم؟ والجواب منوط بوعي المولجين بانتخاب واختيار القادة الصالحين الأشداء المستقيمين المثقفين القادرين على الأمساك بمقاليد القيادة لبلوغ الشاطىء الآمن.

قلناها ونرددها يحتاج المجتمع الماروني الى مجلس استشاري دائم فاعل حول كنيسته، ومن النخب الراقية يستمر مواكبا القرارات في كل آن وأين،  وله القوة والفاعلية على البتَّ بانتقاء الكفوئين للقيادة والا على الدنيا السلام ووداعا ايها المجتمع الذاهب الى ملاشاة ذاته مجانا.

نأمل ان يكون لصداحنا اسماع تصغي لنداءاتنا فتستفيق وتتجند للرسالة المقدسة.

في أسفل مقالات سابقة للبوس الجردي منشورة على موقعنا
لبوس مخايل الجردي/أسئلة تُطرح حول وإلى المعرابي المتذاكي والمتشاطر، وهل اصبحت الانتخابات وحدها لديه هدفا/اضغط هنا لقراءة المقالة

لبوس مخايل الجردي/يلومون كلَّ من يوثق الحقائق عن اتفاق الطائف ورعاته وينتقدون من يذكر تداعياته ونتائجه/اضغط هنا لقراءة المقالة