مروان ابي سمرة: من محسن سليم إلى لقمان سليم: شجاعة قول الحق والدفاع عن لبنان وعن الحرية

123

من محسن سليم إلى لقمان سليم: شجاعة قول الحق والدفاع عن لبنان وعن الحرية.

مروان ابي سمرة/فايسبوك/04 شباط/2022

١- من محسن سليم إلى لقمان سليم: شجاعة قول الحق والدفاع عن لبنان وعن الحرية.
عندما توسل جمال عبد الناصر وعبد الحميد السراج بابراهيم قليلات وعدنان سلطاني لاغتيال الصحافي اللامع المجدد، أحد أشهر الصحفيين المناهضين لعبد الناصر والناصرية، كامل مروة، بكاتم للصوت في مكتبه في مساء 16 أيار 1966، شاءت الصدف وشجاعة أحد المواطنين أن يتم القبض على القاتل عدنان سلطاني على الفور متلبسا بجريمته، فاعترف بفعلته… وتطوع النائب محسن سليم، والد لقمان سليم، ليكون محامي الادعاء. فما كان من أتباع الآمر بالقتل وأنصاره في لبنان إلا أن نظموا حملة تخوين لم تستهدف الصحافي المغدور وحده، وإنما أيضاً المحامي محسن سليم، الذي تلقى كذلك العديد من التهديدات، ووضعت عبوة ناسفة قرب منزله في حارة حريك… وتجند بعض الصحفيين لوصم المحامي محسن سليم بالعمالة، وكان من هؤلاء، للأسف، سليم اللوزي، صاحب مجلة الحوادث، الذي سيقضي اغتيالا على يد المخابرات السورية في آذار 1980. وكتب اللوزي متهما محسن سليم بالعمالة وأغدق المدائح على ابراهيم قليلات مبررا ذلك بالقول أن “خطه السياسي هو خطنا”.

ما أشبه اليوم بالأمس…

٢- عندما يسير القاتل في جنازة القتيل…
عقب اغتيال كامل مروة في أيار 1966، وكان أحد أشهر الصحافيين المعارضين للناصرية ولعبد الناصر، التقى محسن ابراهيم  (وكان يومها من قياديي حركة القوميين العرب)، في فندق هيلتون النيل  في القاهرة بالمفكر والسياسي منح الصلح، وذلك بعد اجتماعه بالرئيس المصري،  فأخبره أن الرئيس عبد الناصر أرسل برقية تعزية في اليوم التالي على اغتيال مروه.  فضحك منح الصلح ورد على محسن ابراهيم بالقول: “أحمد ربك أن البرقية لم تصل قبل الاغتيال بيوم”.

٣- قبل 64 عاما: اغتيال الكاتب والصحفي فؤاد حداد (أبو الحن)
كان الكاتب والصحفي فؤاد حدّاد (أبو الحنّ) أحد روّاد القصّة القصيرة الحديثة في لبنان، وكان قد فاز في منتصف الثلاثينات، بجائزة جريدة «المكشوف» للقصّة القصيرة. وكان فؤاد حدّاد مشغوفاُ بلبنان، وكانت إحدى عباراته الشهيرة : «لبنان مساحة روحيّة».  كان أبو الحن أيضا أحد اكثر الكتاب معاداة للناصرية واشتهر بكاتاباته الساخرة منها ومن عبد الناصر في زاوية “فلذات” التي كان يكتبها في جريدة العمل الكتائبية. اختطف فؤاد حدّاد ظهر يوم الحمعة  في 19 أيلول 1958 وهو متوجّه إلى مكتبه في وزارة التربية والفنون بقصر الأونيسكو التي كان يشغل فيها منصب رئيس دائرة الفنون الجميلة ثم ما لبث أن وجد قتيلاً.

سامي جمعة، وهو أحد ضباط  جهاز المخابرات العسكرية السورية الذي كان يترأسه عبد الحميد السراج في دولة الوحدة المصرية-السورية ، يروي في كتاب ” أوراق من دفتر الوطن” الذي نشره في عام 2000 وقدم له وزير دفاع حافظ الأسد مصطفى طلاس، كيف اغتيل فؤاد حداد.  يقول جمعه أن “الصحفيين اللبنانيين غندور كرم وفؤاد حداد “دأبا على مهاجمة الرئيس عبد الناصر في الصحف اللبنانية وكان الصحفي الأخير الأشرس في هجومه واستخدامه أبشع الألفاظ والشتائم. وقد أبدى الرئيس عبد الناصر غضبًا شديدًا عندما قرأ في جريدة «العمل» الناطقة باسم الكتائب اللبنانية الزاوية التي كتبها حداد بمناسبة انتخاب اللبناني شارل مالك رئيسًا للجمعية العمومية في الأمم المتحدة. (…) فشدد على عبد الحميد السرّاج وجوب معاقبة الصحفي المذكور وإسكاته.” وضيف الضابط المساعد للسراج : “في أول زيارة للرئيس الى دمشق بعد ذاك الحديث أعلم السرّاج الرئيس بأن أبا الحن موجود في دمشق بعد ان اختطفته إحدى فصائل المقاومة الشعبية اللبنانية بقيادة خليل شهاب الدين من بيروت ونقلته الى دمشق، فأمر الرئيس بمعاقبته بما يستحقه، فأعيد الى لبنان وهناك لقي حتفه.