د. عماد شمعون/الوزير جبران باسيل عدوّ للسيادة اللبنانيّة عن سابق تصوّر وتصميم

218

الوزير جبران باسيل عدوّ للسيادة اللبنانيّة عن سابق تصوّر وتصميم.

د. عماد شمعون/02 شباط/2022

لقد هالنا إصرار معالي الوزير جبران باسيل على الاستمرار في نحر سيادة لبنان، وعلى الاستمرار في الطعن بدور الجيش اللبنانيّ وكرامته.

ودليلنا يكمن فيما ما أدلى به معاليه في أحدث تصريح له في مقابلة على تلفزيون فرانس 24 بتاريخ 1 شباط 2022، حيث قال: “إنّ لسلاح حزب الله وظيفة محدَّدة هي الدفاع عن لبنان وسيادته”. وعلى ادعاء الوزير اللاسياديّ هذا نردّ: • كيف لسلاحٍ ميليشيَويّ، لسلاحٍ دينيّ مَهديّ تتمّ إدارته مِن إيران، لسلاح مناقض لسلاح الشرعيّة اللبنانيّة، أن يكون مدافعًا عن سيادة هو في سبب فضّها؟ • ولماذا يقبل الوزير باسيل بأن يستمرّ الجيش اللبنانيّ في أن يتقاضى عناصره رواتبهم مِن ضرائبنا مقابل مهام أُقصِي عنها الجيش لصالح تفويض ميليشيا حزب الله مسألة الدفاع عن لبنان؟

أوَليس في كلام الوزير باسيل تسويقًا واضحًا لشرعنة سلاح حزب الله على حساب شرعيّة سلاح الجيش اللبنانيّ، وعلى حساب أن لا يبقى للجيش أي دور واعتبار، وأي مبرِّر للوجود؟  ثم يسترسل رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ معالي المهندس جبران باسيل، قائلًا: “إننا نتمسّك بتفاهماتنا مع حليفنا حزب الله الذي دفع ما دفع لحماية لبنان وتحرير أرضه”. وفي الحديث هذا إشارة جليّة إلى ما وصل إليه حزب الله وسلاحه في ضمير الوزير باسيل ووجدانه اللاوطنيّ، ممّا جعله أن يرى في الحزب:

  • القوّة التي تحمي لبنان

  • والحزب الذي قدّم ما قدّم مِن الشهداء

  • والحزب الذي حرّر أرض الوطن

ونحن نردّ سائلين: كيف لصهر قائد الجيش أن يكون مسوِّقًا لسلاحٍ غير شرعيّ، لسلاح “ولاية الفقيه” التي حذَّر منها الرئيس عون شخصيًّا؟

وفي خلاصة القول، نرى أن معالي الوزير جبران باسيل قد حسم خياراته لينتهي بها إلى إعلان:

  • قبوله العيش في ظلّ سلاح الدويلة الإسلاميّة الخمينيّة المهيمنة على لبنان.

  • وقبوله استبدال السلاح الوطنيّ واللاطائفيّ للشرعيّة اللبنانيّة، بسلاح طائفيّ أصوليّ تابع لإيران، يطمئنّ له ليحميه وليحرِّر له أراضيه في لاسا والمريجة وحارة حريك.

إننا وبالمناسبة نسجّل ذهولنا حيال التزام الوزير باسيل وقدرته على التمييز بين مَن هو صديق له وبين مَن هو عدوّ، بين حبيبه وهو حزب الله، وبين أعدائه وهُم: المردة، والكتائب، وحرّاس الأرْز، والأحرار، والقوات اللبنانيّة، والبطريركيّة المارونيّة.

وعليه، وإزاء هذا الواقع المريب والمريع، وبعد يأسنا مِن استيقاظ الوطنيّة في وجدان الوزير باسيل، لم يعد امامنا سوى التوجّه إلى أعضاء “التيار الوطنيّ الحرّ”، إلى الذين نشهد لهم فضلهم في محاربة الاحتلال السوريّ، نتوجّه إليهم بجملة مِن الأسئلة، هي:

  • كيف لكم بعد أن كنتم سياديّين أن أصبحتم مِن داعمي الاحتلال الإيرانيّ ومِن المسوِّقين له؟؟؟

  • وكيف لكم أن تستمرّوا في التفرّج على تمادي رئيسكم في التضحية بسيادة لبنان على مذبح ولاية الفقيه؟؟؟

  • وكيف لكم أن تستمرّوا في السماح لقيادتكم الإمعان في زجّ لبنان في أتون نار جهنّم؟؟؟

  • وكيف لكم كسياديّين علمانيّين أن تستمرّوا في تحمّل جريمة تحويلكم لبنان إلى جمهوريّة إسلاميّة خمينيّة – فرع إيران؟؟؟

أولَم تلاحظوا بعدْ كيف أن لبنان سويسرا الشرق قد أصبح فحمة الشرق.

وكيف ان لبنان العِلم قد أصبح أمّيًّا.

وكيف ان لبنان مستشفى الشرق قد أصبح مريضًا “يشحد” كيسًا للمصل.

وكيف أن لبنان بلد التعايش قد أصبح أصوليًّا وشموليًّا.

وكيف ان لبنان الاقتصاد الحرّ قد أصبح شيوعيًّا.

وكيف أن لبنان العنيّ بودائعه المصرفيّة قد أصبح معدومًا على يد حكّامه الذين أخذوا على عاتقهم تنفيذ سياسة تأميم أموال الشعب نهبًا.

وكيف أن لبنان الجنّة قد أصبح جهنّم.

وكيف أن لبنان الثقافة والفرح وحبّ الحياة قد أصبح قمصانًا سود.

أيها الإخوة والرفاق في التيّار الوطنيّ الحرّ، إن رئيسكم الذي سبق له أن باع لبنان، ها هو يجدّد البيعة مع كلّ موسم انتخابيّ. وها هو يشيع قائلًا: “علينا أن لا نقبل بعزل حزب الله خصوصًا أن هناك نيّة خارجيّة لذلك”.

إن رئيسكم خائف على عزل مَن عزل لبنان عن محيطه العربيّ والدوليّ.

إنه رئيسكم خائف على عزل مَن عزل لبنان عن الهناء والرفاه والرقيّ والتقدّم.

فهلمّوا كيما تحاسبوه لتبقوا وطنيّين شرفاء، وإن أحجمتم، أصبحتم شركاءً له في تدمير لبنان وأيرنته.

إننا نستودعكم لبنان مِن أجل أن نعمل على تحريره سويّة.