بول ناصيف عكاري/لماذا ثورة القضاء؟

89

لماذا ثورة القضاء؟
بول ناصيف عكاري/فايسبوك/30 كانون الثاني/2022

يمكن الجزم بأننا أمام أزمة ضمير تضرب الدولة بكل مفاصلها وخاصة القضاء والأمن اللذين هما صمّام أمان المجتمع وحاميا العقد الاجتماعي-الدينيّ، أضف اليهما اهتراء المؤسسة الدينيّة المسؤولة على نشر وإرساء مفهوم الخير في المجتمع.

 القضاة ليسوا رجال سيئين ولكنهم إناس من المحتمل أن يفسدوا إذا لا تتواجد حوافز للمحافظة على نزاهتهم أو انهم جبناء أو كسالى أو غير كفوئين. من المحتمل أن يكون عنصرالمال المحفز لفساد القضاء ولكن أيضاً نجد أن القاضي غالباً ما يكون فاسداً بسبب أيديولوجيته وانتمائه الشخصي. بحكم سلطته المطلقة، ومن دون ردة فعل من المجتمع، ولأنّ لا أحد غير الضحيّة يعرف ماذا يحدث في قاعة المحكمة، يعي القاضي أنه يستطيع فعل أي شيء يريده. من ثمّ يبدأ في الإعتقاد بأن كل ما يفعله مبرر مما يتسبب بالقضاء تدريجياً على ضميره متسلحا أولاً بانتمائه السياسيّ-الدينيّ وثانياً بالتنافر الإدراكيّ السلبيّ الذي يعتريه. هذا القاضي كثيرا ما يبرر فساده وقراراته المعيبة بـالظروف لا بتقاعسه وعجزه، ولخلق نوع من الراحة النفسية للحد من التنافر المعرفيّ وتأنيب الضمير، وهو بذلك يُطوِّع رغبته الداخلية كي تتّسق مع سلوكه المتناغم مع النهج المستجدّ ومنها الفساد وظلم البريء.

لأنّ أصحاب المصالح يأبون أن تفلت الأمور من أيديهم يصبح القاضي المعيّن من قبلهم أداة فعالة لتغطية أفعالهم الجرمية والسلطويّة ويكون ولاءه لهم خلافاً لقسم اليمين. ولكن لماذا هنالك قضاة نزيهون ويشغلون مناصب عليا؟ لأنهم لم يخضعوا للضغوطات السياسيّة والمغريات الماديّة ولأنّ ضميرهم حيّ! اتكلوا على مبادئهم وعلمهم وحافظوا على قيمهم وقسمهم.

لذلك، يتوجب على القضاء القيام بحملة “استرجاع  الضمير المهني” بتنظيف الجسم القضائي من الفاسدين والتشهير بهم وإجبارهم على إعادة ما سلبوه. بالأضافة الى القيام بالتشكيلات القضائية المبنية على الكفاءة وحسن السلوك متكلين على ضميرهم وعلى الشعب اللبنانيّ الشريف. مع الأخذ بعين الأعتبار أنّ القضاة الفاسدين يحمون أنفسهم حتّى الرمق الأخير. إنّ خلاص لبنان يقع على عاتق بضعة رجال شرفاء ورياديين.

ما يُطبَّق على القضاء يسري على المؤسسات الامنيّة وموظفو الدولة ولكن القاضي النزيه والكفوء هو ضمير الوطن الذي يصونه.
#ثورة_القضاء
#عصابة_الستة
#المنظومة_المافياوية
#حزب_الكرتون
#عهد_الخراب