الناشط بول ناصيف عكاري يرد على هرطقات وشرود نعيم قاسم: الحزب الواهن الموهوم

109

الناشط بول ناصيف عكاري يرد على هرطقات وشرود نعيم قاسم: الحزب الواهن الموهوم

 الحزب الواهن الموهوم
بول ناصيف عكاري/الكلمة أولاين/15 كانون الأول/2021

من يتابع مؤخراً تصريحات أركان حزب الله وبالأخص ما أكد عليه الأستاذ نعيم قاسم خلال حفل ‏العباءة الزينبية ، يتأكد من أنّ المأزق الذي أقحم نفسه هذا الحزب في الداخل اللبنانيّ بات عبءً ثقيلاً عليه. من المرجح أنّ الحزب بات يعيش حالة نكران الذات لواقعه الأليم. إنه يحاول حماية نفسه من خلال رفض قبول حقيقة نتاج أفعاله وسلوكياته التي دمرت لبنان وأنهكت شعب بكامله ومن ضمنه بالتأكيد ما يعرف ب”جمهور الحزب”. هذه النتيجة المأسويّة تجعله يشعر بالوهن في سريرة نفسه وتهدد شعوره بالقدرة على التحكم في مفاصل الأمور. من أجل إرضاء وتنفيذ مشيئة مشغله الإيراني أمعن الحزب في تحقيق استراتيجية الاستبداد والفجور والتي ساعدته على تحقيق أهدافه الخاصة بالوصول إلى السلطة المطلقة وإخضاع كلّ ما هو آخر على مساحة الوطن متوهماً أنه المخلص.

أتحف الأستاذ النعيم السيدات الكريمات والبسيطات في فهمهن للسياسة الشريرة بمفاهيم قاسمية إلهية مذكراً اياهن بالمعادلة الخياليّة “الجيش والشعب والمقاومة ” التي لا يمكنها أن تركب على قوس قزح في هذا البلد المركّب والتي مر عليها الزمان والمكان المناسبين. لقد تناسى أنّ الجيش والشعب بمعظم أطيافهم هم رافضون لهذه المعادلة لأنّ المقاومة بتركيبتها وفكرها وعقيدتها المستوردة غريبة عن الواقع المجتمعي والثقافي اللبنانيّ. لقد تناسى النعيم أنّ يذكرهن أنّ ولاية الفقيه عقيدتها تعلو الدستور اللبنانيّ وتناقض اتفاق الطائف، وأنّ “الإمرة للحزب فهي في الخارج”و “تنفيذ أوامر ولي الفقيه واجباً إجبارياً”. أمّا المقاومة في لبنان، التي بالنسبة إليه، أصبحت من “الثوابت التي لا يمكن العبث بها” فلماذا لايعترف لهنّ أنه هو ورفاقه قد عبثوا بها حتى الثمالة لتصبح بالنسبة إلى معظم اللبنانيّين فرقة من أعوان الشيطان الرجيم التي تعيث فساداً في الأرض والمجتمع والوطن. الحزب بالتأكيد خرج عن تعاليم الإمام علي ليصبح فرقة خارجة عن القانون مغتصبة للسيادة وخائنة للدستور ولوطنٍ لا يعترف به أصلاً. من يتعامل مع الخارج على حساب وطنه وضد أبناء شعبه هو عميل ابن عميل ومصيره الموت المحتوم بعد أن يُحكم عليه بالخيانة الوطنية.

ثم يسترسل أستاذنا الكريم بطرح مفهوم حزبه للبنان: ” لبنان الذي ‏يريد مستقبلاً لأجياله سيدًا مستقلًا وقويًا، لبنان الذي أصبح له سمعة في ‏العالم بسبب المقاومة وبسبب الانتصارات”. هذا هو الوهم المبين بكامل تجليات نكران الذات والانفصام عن الواقع. في مخيلته، يضع الحزب كلّ اللوم على الآخرين وبالأخص، كما جاء على لسان الأستاذ القاووق، على الاستكبار أكان أميركياً أوعربياً من خلال اختلاق نظرية المؤامرة التي هي من نسيج خياله لإسقاطها على جمهوره الطيب. بالله عليك، هل من مستقبل غير أسود أو أصفر للأجيال الطالعة؟ أإسرائيل، التي تحمون حدودها برمش أعينكم، هي من دمر أحلام أولادنا؟  عندما سيطرتم على ديناميكيّة الحركة السياسية والمجتمعية اللبنانيّة بجميع مفاصلها وأصبحتم الحالل والرابط، هل صنتم السيادة والاستقلال وحميتم الدولة من المفسدين والحرامية والطواغيت؟ أم أنكم حميتم الفجور حتى أصبحتم أمراء الفجر والفجور؟

بالنسبة إلى وهم الانتصارات فمن المؤكد أنكم تتأثرون بأفلام هوليودية من صناعة أميركية وتمويلاً يهوديّاً وتريدون ترجمتها بمخيلتكم بما يناسب هروبكم من واقعكم الأليم وفرضها على جمهوركم. أمّا الطامة الكبرى فتعنى بسمعة لبنان في العالم! أهل من خلال الكابتاغون والتهريب والجريمة المنظمة واغتصاب مؤسسات الدولة من مرافئ ومطار ومعابر، واللائحة تطول، تفتخرون بسمعة هذا البلد غير الأمين؟ سمعتكم هي نتاج أعمالكم وسمعة لبنان هي من نتاج سيطرتكم على هذا البلد وحكمكم له. إنّ نتائج ما يقدم عليه الحزب في لبنان من أفعال وسلوكيات هو شبيه بما فعلته وتفعله الصهيونيّة في فلسطين. ومن المرجح أيضاً أنكم تدفعون نحو التطبيع مع العدو بنفس منطقكم عندما نثرتم الأرز على الجيش الإسرائيليّ بحجة خلاصكم من الفلسطينيّ الذي تخرجتم على يديه عسكرياً وأمنياً.

نعم، “الحاكم يتحمل مسؤولية ما يجري، ويجب أن يحاسب حتى يكون هناك حد لهذه الأزمة التي تتفاقم يومًا بعد يوم”.‏ ولذلك يجب أن تُحاكموا يوماً ما وفي القريب العاجل. وللتذكير، “الكذب ملجأ الفجار ويقود إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار” وبالتالي دمار الأوطان. الحزب أصبح أسير تحالفاته “وطبائعه المستجدّة” ومواقفه بحيث لا يرى شرعيّة إلّا لأقواله وأفعاله وسلوكيّاته ولا يريد أن يقارب الحقيقة التي تقول أنكم هزمتم نفسكم وبنفسكم في لبنان وأنكم شاركتم بفعّاليّة في سرقة أموال وأحلام الشعب اللبنانيّ.

لقد نما حزبكم في لبنان بالتواطؤ مع أزلامه وبسبب تخاذل الخصوم وسوء إدارتهم في مجابهة مشروعكم غير المشروع  و”نتائج السياسة الاستبدادية والترهيبية التي تغلغلت في السلوك والأخلاق بأشكال من الممالأة والتكاذب والخضوع والتراضي”. أسوأ ما تمكنتم من تحقيقه إخضاع البعض من المسيحيّين وخصوصاً من الموارنة ليغطوا مشروعكم مقابل هيكل كرسيّ مهترئ وكمّ من بقية الطوائف والأطياف من المستزلمين واللّاهثين وراء صفقة أو مركز. ولكنكم لم ولن تستطيعوا شراء ذمم الشرفاء ولذلك لا مكان لكم في لبنان. أمامكم حلين: أمّا الذهاب عند مشغلينكم ومن غير عودة غير مأسوف عليكم أو الذهاب إلى جهنم صاحبكم وعيثوا فيها فساداً ما شئتم.

بناء على ما تقدم نطلب إنشاء جبهة مقاومة وطنيّة لبنانية فعّالة، عابرة للمذاهب والمناطق، بالتكافل والتضامن بين جميع مكوناتها اللبنانيّة البحتة، مهمتها مقاومة ومحاربة احتلال حزب الله، المرتهن لإيران، للبنان، ومقاومة كل من تسوله نفسه العمل، بمعنى عميل، لأية جهة خارجيّة أكانت إقليمية أو غربيّة أو شرقيّة.

#عصابة_الستة
#المنظومة_المافياوية
#حزب_الكرتون
#عهد_الخراب