فادي مطر/لبنان عربي الهوية والإنتماء: اشكالية وطن وهوية وجراح ختمت على زغل

167

لبنان عربي الهوية والإنتماء: اشكالية وطن وهوية وجراح ختمت على زغل

فادي مطر/فايسبوك/12 كانون الأول/2021

لقد وقع دستور الطائف في تناقض لغوي فاضح.

الهوية هي حقيقة اساسية طبيعية، والانتماء هو فعل ارادي ناتج عن قناعة أو مصلحة ثابتة وأكيدة.

حيث الهوية لا لزوم للانتماء، والانتماء بحد ذاته يثبت ان الحقيقة الاساسية مختلفة.

كل ذلك ما كان عن تسليم بمسلمات. فالمسلّمات البديهية غالباً ما لا يتم الحديث عنها كونها ليست نقاط جدل.

كل ذلك ما كان إلا عن رغبة قهر وإلغاء، عبر مصطلحات وصفات اريد منها داخلياً إظهار التمايز وتبرير الصراع والانقضاض على الوطن اللبناني ممن رفضوه إلّا تابعاً، وخارجياً فرض بوابة وحيدة على الصفات المستجدة، أكثر من اشهار مضمون المصطلحات بحد ذاتها.

إن قسماً كبيراً من الذين نادوا بلبنان العربي في السابق هم اليوم في واقع سياسي فارسي مناهض لمنطقة رحم الهوية العربية.

وها قسم آخر اليوم يعود بفكره وقلبه وحنينه الى خلافة اسلامية طورانية عثمانية القيادة.

ومثال بسيط عل ذلك ولكنه اكثر دلالة، هو انه خلال حرب السنتين كان هناك حزبان كرديان من احزاب الحركة الوطنية، هما حزب رزكاري وحزب البارتي، الحزبان كانا يناديان بلبنان العربي ولكنهما يرفضان عروبة العراق وكردستان العراقية.

إنها إشكالية الوطن والهوية، تطفو دائماً على السطح، كل ما التقى كوز وجرّة.

بإمكان الوطن، اي وطن، ان يتسع لهويات فردية ومجتمعية ذاتية، طالما ترى هذه الهويات ذاتها في موقع ضمن الهوية الوطنية وألا تكون لاغية لها.

أما متى اريد للهوية الوطنية الا تقتنع بذاتها، وأن تصطف طوعاً او مرغمةً ضمن هويات اوسع ومشاريع اوسع، وغالباً متضاربة، فذلك يعني ان الوطن بحاجة الى اعادة نظر في بنيته القائمة، وإلا سنبقى نختم جراحنا على زغل حتى الاستنزاف الاخير.

أما في ما خص عَرَب لبنان، من اوتيل البستان، فتباً وألف تباً، على امتداد المسافة من المكسيك الى لبنان، لتحالفات سياسية تمحو وتطمس هوية وطنية.

أما ونحن في مرحلة يترنّح فيها الكيان اللبناني بين نزاع الموت وصراع البقاء، فلقد آن الأوان لنقر بأن الميثاق إن وُجد يوماً، فلقد وُجد بين مُختلفين، ولولا هذا الاختلاف لما وجد ولا كان له سبب.

وآن الأوان لألّا تكون الهوية الوطنية خاضعة لميزان القوى العسكري والسياسي والمالي، الذي فرض نفسه عند صياغة دستور الطائف.

آن الاوان لإعلان هوية لبنانية هي اصل الكيان اللبناني، والتي لم يكن لولاها.

لبنان وطن لبناني الهوية، ومكتفٍ بذاته وهويته.

إن قَدّرت لنا العناية قيامةً، فلن تكون قيامة الوطن مستحقّة إلا بهويته اللبنانية، وإن لم تكن لهذا الكيان قيامة، اقله فلينته على هويته، بعدما قتلته الهويات المستعارة والمشاريع المستعارة.

#عربي_الهوية_والانتماء
#إشكالية_الوطن_والهوية
#جراح_ختمت_على_زغل