الأب سيمون عساف/أكفان الموت…إِذرفوا الدموعَ على لبنان،إِحرقوا الشموعَ من أَجل لبنان،أَسمِعوا الجموعَ صوت لبنان، إِعتنوا بالصلا، متِّنوا الصِله بِربِّ العُلى، فهو سميعٌ مجُيب

232

أكفان الموت….إِذرفوا الدموعَ على لبنان، إِحرقوا الشموعَ من أَجل لبنان، أَسمِعوا الجموعَ صوت لبنان، إِعتنوا بالصلا، متِّنوا الصِله بِربِّ العُلى فهو سميعٌ مجُيب!!

الأب سيمون عساف/06 كانون الأول/2021

إِذرفوا الدموعَ على لبنان، إِحرقوا الشموعَ من أَجل لبنان، أَسمِعوا الجموعَ صوت لبنان!!! إِعتنوا بالصلا، متِّنوا الصِله بِربِّ العُلى فهو سميعٌ مجُيب!!

صعاليك العصابات ومسوخ الموآمرات في العالم وراء الكواليس السرِّية يحيكون أكفان الموت لأبناء الحياة.

هل تُراهم عراة من المشاعر والأَحاسيس وأوجاع ومآسي الإنسان أَي إِنسان؟ شريعة الغاب هي هذه تهجم الوحوش الضارية والكاسرة لِنهش الضعفاء

وافتراسهم. وبلاد الأرز الحبيبة الجميلة، مرآة الشرق والغرب الفاتنة الساحرة الخلاَّبة، اشتهاها أَقزام القيم والشيم وأعداء الذمم والشمم، فارادوا أن يفتعلوا فيها حسدا وحقدا وانتقاما، فاطَّرحوها في المزاد وراحوا ينسجون لها في الخفاء فساتين الجنازة الاحتفالية. لا لم تسلَم من مخالب الضباع والذئاب والتوابع!!!

وبالفعل هوذا إِكليل الوداع مع مراسيم الإِعدام بشكل فاجر عاهر خليع. فتن وحروب وأوبئة، مشاحنات ونعرات وجرائم، اغتيالات ومجازر وتصفيات، كل هذا يندرج في خانة التعدِّي على مشيئة الله وسُننه في الطبيعة والخليقة، يعني أَبالسة الشر يعتدون على مخطط السماء على هذه الأرض التي لم تعرف الراحة منذ طرد آدم من الجنَّة. لبنان وطن النوابغ والمعرفة والأبطال والأدمغة، وطن اللون والحرف والابتكار والفتْح في المدِّ والمطلق، وهو الأنموذج الفاضح الواضح، الراهن الظاهر للعيان، أَهكذا يتعاطى معه أُوْلُوا الفهم والحصافة والعقل والحكمة؟

لم يَبقَ سفارة غريبة إِلا وتدخلت في شؤونه وتغلغلت في شجونه، ولا دولة كبيرة أَم صغيرة إلا وتأسَّفت على معاناته بالكلام ولم تقدّمِ سوى التأَسُّف الفاضي من المضمون والمعنى.

وما يزيد النار اشتعالا هو صبُّ الزيت عليها، فبرغم تعاسة البشر وتعثُّرهم ويأسهم، يُضاف الافتراء الأَخلاقي واللعب في الاقتصاد العام بقصد إفقار الوطن والناس وتجويعهم وسلب جنى أَعمارهم والمقتنيات. بربِّكم من يسمح بهذا الظلم وهذا الجور إِلا الشياطين لإِهلاك بني آدم على هذا الكوكب المنكوب؟ من جوَّز انتهاك الكرامات وهتكها؟

تحضرني عهود عتيقة من الويلات والثبور فتقشعر لها الأبدان، انطلاقا من حرب الأربعتعش 1914 الى ما قبل مذابح 1860 و1840 وهكذا دواليك من المشاهد المؤلمة والمخزية في آن.

واليوم تمشي في مسيرة الإِذلال مواكب وقوافل من البشر المُدَّعية التحضُّر والتقدُّم والازدهار، وما مَن يرحم ويرد هذا الغضب الساطع البغيض عن الأحياء تحت وجه الشمس في بلادي.

مناظر الأطفال الجوعى والعيال نساء ورجالا، والصبايا والشباب مما يستدعيهم للهرب والهجران من أشباح الهزائم والتخضيع والعار. والأنكى ان الدول المقتدرة جاءت بأغراب من الياجوج والماجوج واسكنتهم لبنان الذي يكاد لا يسع أبناءه، وأَمَّنتهم بالماء والكهرباء والكسوة والمواد الغذائية وكل ضروريات الحياة على عينك يا تاجر!!! بينما شعبي الأصلي الأصيل يرزح تحت أَعباء الممارسات الإجرامية بحقه. هل بعد أوقح وأقذر؟ كما يقول الكتاب : “كَثِيرِونَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ في حضن إِبراهيم، وأبناء الملكوت يُطردون خارجا” متى 8/12؟!

كيف ذلك يكون وبأي منطق يأتون؟ إِن أَهل البيت بالمعروف أَولى، فلماذا أَصحابه يتململون من قهر وضغوط وعيب؟ أَليس لأَنهم يرون بأُم العين ما يحصل وما يجري من تجاوزات ضد الأدب والأعراف والنظم، وما بالمستطاع أَي صدّ أَو أَية مقاومة؟!

يا للخذلان يا للمسخرة. نعم هذه هي ألاعيب الدول عندنا. يعلمون جيدا أن بحرنا يحوي ثروة هائلة من الغاز والبترول، فهرولوا مسرعين واشترَوا مساحات أرض شاسعة وعمَّروا لهم أكبر سفارة اميركية في العالم، والهدف لحراسة البحر المعجوق بالكنز المرصود. يا لهم من جهنَّميين شريرين قتلة؟

وآخر ما ينحرنا في الصميم هو أَننا لم نتفق في لبنان كشعب مقسَّم لاتباع خلاصنا، فكل شريحة تلحق بقطيعها، وهذه الشرذمة سبَّبت هذا الاستغلال وسمحت به وزادت على الطين بلَّة.

ما أَشطرنا في التنازلات وفي التخلي عن صلاحياتنا، فعمليات البيع والشراء سارت على قدم وساق في ظهرَانَيْنَا، وهذا ما أَسهم في تشتيتنا وضياعنا وهزالة صمودنا وضعف مواقفنا.

لا نلومنَّ أحد فنحن نعتدُّ أَننا أنصاف الآلهة ونحن مَن حكم على سيزيف (إِله أ ُسطوري) بالطرد من الجنَّة مع صخر كبير، ولن يعود إِلا إِذا أَفلح وصعد بالصخر الى ذروة الجبل، حينئذ يتزعَّم علينا وهيهات!!!!! إِنَّ ما ولَّى وراح لن يعود كأَيامنا التي ذهبت مع الريح ولن ترجع لنا. وأَخيرا قضايا التحقيقات في ملفَّات الضحايا مع القاضي بيطار الصنديد النظيف المحترم ومع غيره من ملفَّات، هل لنا أَ نسأَل ونستفسر ما مصير كل هذه الإِشكالات في وطن العجائب والغرائب؟!

نسأَل الله أَن ينير الضمائر الحيَّة وأَصحاب النيَّات الحسنة والإِرادات الطيِّبة، فيحنّ الله ويمنّ علينا بالطمأنينة والرضى وحده السميع المُجيب.