فيديو ونص/الياس بجاني: هل مسرحية عملقة جعجع هي لقعد صفقة معه؟ من حقنا ان نتوجس

521

فيديو ونص/الياس بجاني: هل مسرحية عملقة جعجع هي لقعد صفقة معه؟ من حقنا ان نتوجس!!

الياس بجاني/21 تشرين الأول/2021

لأن المؤمن لا يجب أن يلدغ من الجحر مرتين، تعود بنا الذاكرة إلى اللعبة الإبليسية التي نفذها حزب الله ونظام الأسد يوم نفخوا عون وصهره وودائعهما الإسخريوتيين، ومن ثم أغروهم على قاعدة الأبواب الواسعة الإنجيلية والغرائزية، أغروهم بالكراسي والمنافع والسمسرات والمال والسلطة، وعقدوا معهم “ورقة تفاهم مار مخايل” تفاهم الاستسلام والذل والعار، التي قدست في بندها العاشر سلاح حزب الله وسرمديته، واعتبرت الاحتلال السوري “تجربة شابتها بعض الأخطاء”.

من هذا المنطلق من حق كل لبنانوي سيادي، أن يتوجس من تكرار نفس السيناريو مع د. سمير جعجع.

فمسرحية عملقة جعجع عقب أحداث عين الرمانة التي دافع أهلها ببطولة وجرأة ووطنية عن أنفسهم بوجه غزوة بري ونصرالله الجاهلية – الجهادية، فاقت كل الوقائع والحقائق وميازين القوى، وحتى كل معايير العقل والمنطق، وأمست تشبه إلى حد كبير قصص ألف ليلة ولية وعنترة.

ولكن رغم توجسنا الذي نراه مبرراً ومحقاً، نحن ضد استفراد جعجع من حزب الله ونظام الأسد وعون وصهره وفرنجية وباقي كل الانتهازيين المنبطحين على أعتاب الضاحية الجنوبية والمتملقين لنصرالله.

ونحن أيضاً ضد جعله كبش فداء رغم معارضتنا المطلقة لكل تحالفاته وخياراته الحالية والماضية واتفاقاته ودكتاتوريته وأوهامه السلطوية والنرجسية.

لم  نثق بالرجل من اليوم الأول لإخراجه من السجن، ولا نزال على موقفنا…

ولكن لن نصفق أو نرضى بالسماح لحزب الله ولنظام الأسد بالتعاطي معنا على خلفية مقولة الثور الأبيض والثور الأسود، وإزاحة جعجع باستفراده وتركيب الملفات له، ولهذا مطلوب من جعجع إعلام شعبنا ما هي خطته لمواجهة احتلال حزب الله.

وحتى يوم أمس كان جعجع يُسوِّق بقوة للانتخابات النيابية، بهدف “مواجهة” حزب الله برلمانياً، ومن ضمن أكثرية نيابية، حسب قوله وهي ستقلب الموازين.

هذا مشروع وهمي، وخيالي، لا واقعي، ولا عملي، ولا هو قابل للتطبيق، كون حزب مؤدلجاً مذهبياً وفارسياً وملالوياً، وجيش إيراني لا يفهم ولا يحترم ولا يمارس منطق الديمقراطية والدستور والحريات، واللغة الوحيدة التي يفهما هي القوة والغزوات، وخطاب نصرالله وغزوة عين الرمانة يؤكدان صحة ما نقوله 100%.

كما أن جعجع يعادي القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وهو يخجل من ذكر من جيش لبنان الجنوبي تحديداً، ولا يأتي على ذكره لا من قريب ولا من بعيد، ولا على ذكر أبناء الجنوب الأبطال، وأهلنا في إسرائيل عموماً، الذين كانوا أول من لقن هذا الحزب في الميدان دروسا في الوطنية والقتال.

ولن ننسى أنه وقف وراء انتخاب عون رئيساً وفاخر، وعقد معه صفقة لتقاسمانا غنائم وحصص، وسار بقانون انتخابي مفصل على مقاس مشروع حزب الله في لبنان سُمّي بقانون “عدوان”، وأيضاً لا يجب أن ننسى أنه رفع شعارات الواقعية “النفاقية والخادعة” للتعايش مع احتلال حزب الله، ومع دويلته، وسلاحه وحروبه، وخوّن بفجور كل من عارض انحرافاته السيادية وفرطه ل 14 آذار. .. كما لا تغيب عن ذاكرتنا وأنه والسيدة زوجته مراراً تباهوا بالتشابه بين “قواتهم” و”الحزب اللاهي” هذا.

لهذا الأسباب وللمئات غيرها لا نثق بجعجع، ونعارض عملقته من قبل حزب الله ونظام الأسد، ونتوجس من هذا السيناريو الجهنمي المريب.

ولكن لجعجع فرصة سانحة اليوم ليترأس جبهة وطنية واضحة الرؤية والهدف، لا تخاف من قول الحقيقة والمواجهة، ومشروعها قبل أي انتخابات برلمانية استفتاء اللبنانيين حول نقطتين مهمتين هما تحرير البلد من الاحتلال الإيراني وزبانيته، بتنفيذ القرارات الدولية كاملة وعلى رأسها 1559 الذي يطالب بتسليم كافة الأسلحة من هذا الحزب، والمخيمات الفلسطينية، والبؤر التي تركها السوريون، وعلى الحياد المضمون من كافة الدول والذي يوفر على لبنان كل المآسي.

وبعد هذا الاستفتاء يمكن أن ينعم لبنان السيد برفاهية التفاوض حول كافة الأمور التنظيمية، بما فيها شكل الحكم وتفاصيل السلطات وغيرها من الأمور المطروحة، ولكن قبل أن يتحرر البلد، لا لأي نوع من تشريع سلطة الحزب وسيطرته على البلاد، فهو جرب وفشل، لا بل أفقر الناس وخرب البلد، وأفقدنا كل أنواع الكرامة.

فإلى الدكتور جعجع نقول بكل محبة، أن المشروع الواضح يوصل إلى بر الأمان، والمقاومة اللبنانية التي جسدتها يوماً “القوات التاريخية” لا يحق لها ومحرّم عليها أن تلعب بالمصير، ولا أن تساوم على السيادة والحرية.

أما التذاكي والتشاطر والباطنية، واللعب بالممكن من أجل مناصب وخدمات، فهي ليست أبدا من شيم المقاومين البنانويين الحقيقيين.

ونحن نأمل أن يكون المستقبل واضحا بالخيارات التي سيؤيدك فيها كل اللبنانيون، لا بمشاريع تشبه ما رأيناه من خلال “عبقرية” جبران وعمه باللعب على الحبال، وتجنب المواجهة والذمية وتغليب المصالح الذاتية على الوطنية، التي أوصلتنا إلى فقدان كل شيء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com