فيديو القداس الألهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 16 تشرين الأول/2021 في كنيسة بكركي مع نص عظته ونص عظة المطران عودة/Lebanon Maronite patriarch says no party should resort to violence

136

اضغط هنا لمشاهدة فيديو القداس الألهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 16 تشرين الأول/2021 في كنيسة بكركي

Lebanon Maronite patriarch says no party should resort to violence
Reuters/October 17/2021

Lebanon’s Maronite Patriarch: ‘No party should resort to violence’
Thursday’s bloodshed was the worst the country has reported in a decade
The National/October 17/2021

فيديو القداس الألهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 16 تشرين الأول/2021 في كنيسة بكركي/مع نص عظته ونص عظة المطران عودة

المطران عوده: لو يساعد المسؤولون شعبهم لاستعادة سلطة الدولة وهيبتها
الأحد 17 تشرين الأول 2021

البطريرك الراعي يستنكر أحداث الخميس: المس بالسلم الوطني وحسن الجوار الأخوي مرفوض أيا يكن مصدره
الأحد 17 تشرين الأول 2021
وطنية – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمعاونة المطرانين حنا علوان وبيتر كرم ولفيف من الكهنة، في حضور نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، القائمقام السابق لكسروان – الفتوح جوزيف منصور، وفد من مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الخيرية برئاسة الدكتور الياس صفير، عائلة المرحومة هيلانة طوبيا سلامة، عائلة المرحوم سامي كحالة، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك وعدد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان “صارت الصيحة هوذا العريس آت، اخرجوا للقائه” (متى 25: 6). وقال: “مثل العذارى العشر يشرح مجيء الرب يسوع المثلث: الأول مجيئه بالمجد في نهاية الأزمنة. الثاني مجيئه في حياتنا اليومية، وهو حاضر في الكنيسة، ويواصل رسالته من خلالها، وهي جسده، ومن خلال أبنائها وبناتها أعضاء جسده. الثالث مجيئه عند ساعة موت كل واحد منا. المطلوب أن يكون الإنسان في حالة الإنتظار بالتزامه الواجب اليومي تجاه الله والذات والعائلة والمجتمع. انتظار مجيء الرب اليومي يقتضي الاستنارة بكلامه ومثله، وبإلهامات الروح القدس، وباكتشاف إرادة الله، في كل عمل وقول ومبادرة وموقف. انتظار مجيئه عند ساعة الموت يقتضي العيش في حالة اتحاد دائم مع الله، والنهوض من سقطات الخطيئة بواسطة سر التوبة والمصالحة، والمشاركة في ذبيحة القداس وتناول جسد الرب ودمه. انتظار مجيئه بالمجد في نهاية الأزمنة يقتضي العمل الدائم على نشر إنجيل الحقيقة والمحبة، وبناء مدينة الأرض على العدالة والسلام، وجعل المجتمع البشري أكثر إنسانية وفي حالة أفضل”.
أضاف: “يطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وأن أوجه عاطفة تعزية إلى عائلة المرحوم سامي كحالي الذي ودعناه بالأسى الشديد والصلاة مع زوجته وأولاده وعائلاتهم والأنسباء منذ ثلاثة أشهر. نصلي لراحة نفسه وعزاء أسرته. إنه صديق عزيز تعاونت معه عندما كنت كاهن رعية أدونيس-زوق مصبح. فترك هو وعائلته في قلبي ذكرا طيبا. كما أوجه عاطفة تعزية إلى عائلة المرحومة هيلانه طوبيا سلامه، أرملة المرحوم جورج شاهين الأشقر، التي ودعناها بالأسى والصلاة مع ابنيها وابنتها وعائلاتهم، ومع أحفادها وشقيقاتها وعائلاتهم. نصلي لراحة نفسها وعزاء أسرتها. لقد عرفناها مع عائلتها وأنسبائهم من خلال عمها المثلث الرحمة المطران يوسف سلامه رئيس أساقفة حلب، ونجلها عزيزنا بيار نقيب أصحاب الفنادق”.
وتابع: “نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية وفي القلب غصة لما جرى الخميس الماضي الرابع عشر من الشهر الجاري في محلة الطيونة وعين الرمانة الذي أوقع ضحايا وجرحى. فإنا نتقدم بالتعازي الحارة من عائلات الضحايا، وندعو بالشفاء للجرحى. وفي الوقت عينه نستنكر أشد الاستنكار هذه الأحداث وما رافقها من مظاهر مسلحة استعملت بين الإخوة في الوطن الواحد. ليس شباب لبنان للتقاتل بل للتآخي. ليسوا للقتل والموت بل للنمو والحياة. ليسوا للتباعد، بل للحوار. ليسوا للتجاهل، بل للتعارف. الشباب المسيحيون مدعوون هم ايضا ليعرفوا حقيقة الإسلام وإيمانه وقيمه، والشباب المسلمون مدعوون ليعرفوا حقيقة المسيحية وإيمانها وقيمها. هذا هو جوهر العيش المشترك الذي يشكل ميزة لبنان ورسالته، والتعددية في الوحدة ثقافيا ودينيا. فلنسهل لشباب لبنان المسيحيين والمسلمين عيش فرح الحياة، وتحقيق ذواتهم واحلامهم بما حباهم الله من مواهب وفكر وقيم وإمكانات وروح مواطنة. ما أجملهم عائلة واحدة على تنوعهم في ذاك 17 تشرين عندما بدأوا ثورتهم الحضارية الخلاقة. وما أمر هذه الذكرى السنوية الثانية اليوم التي يلفها الحزن والحداد وتفكك أوصال وحدتهم في التنوع”.
وقال: “عائلات لبنان، بكبارها وشبابها وأطفالها، تعذبت وبكت بما فيه الكفاية، وما زالت تنتظر لتفرح بمستقبل أفضل وبالاستقرار. من أجل هذه الغاية كانت الثورة إذ بدا للشعب فشل الجماعة السياسية في نقل لبنان من التوتر إلى الاستقرار، ومن الهيمنة إلى الاستقلال، ومن الفساد إلى النزاهة، ومن القلق على المصير إلى الثقة بالمصير، ومن الحوكمة الرديئة إلى الحوكمة الرشيدة. انتفض الشعب بكل فئاته ومناطقه وأجياله وطالب بدولة صالحة، وبشرعية فاعلة، وبإصلاحات عميقة، وبجيش واحد، وبقرار وطني واحد. وبدت الثورة في بداياتها شفافة وسلمية وحضارية ومتحدة. ونحن كنا منذ اليوم الأول ولا نزال إلى جانبها، فإني أتوجه إلى شبيبة لبنان بالقول: عبروا عن إرادتكم في الانتخابات النيابية المقبلة واختاروا الأفضل والأشجع والأقدر على أن يوفر لكم التغيير المنشود، والثقة بوجود حر”.
أضاف: “وفر لنا النظام الديموقراطي وسائل سلمية للتعبير عن الرأي قبولا أو رفضا، تأييدا أو معارضة، وبالتالي لا يجوز لأي طرف أن يلجأ إلى التهديد والعنف، وإقامة حواجز حزبية أو عشائرية على الطرق العامة، لينال مبتغاه بالقوة. إن المس بالسلم الوطني وبحسن الجوار الأخوي مرفوض أيا يكن مصدره. نرفض أن نعود إلى الاتهامات الاعتباطية، والتجييش الطائفي، والإعلام الفتنوي. نرفض أن نعود إلى الشعارات الجاهزة، ومحاولات العزل، وتسويات الترضية. نرفض أن نعود إلى اختلاق الملفات ضد هذا الفريق أو ذاك، واختيار أناس أكباش محرقة، وإحلال الانتقام مكان العدالة. نذرنا أنفسنا من أجل تعزيز روح المحبة والشراكة بين جميع اللبنانيين، وندعو جميع الأفرقاء إلى التلاقي لقطع دابر الفتنة. ونؤيد ما جاء في كلمة فخامة رئيس الجمهورية حين أعلن أنه يرفض التهديد والوعيد، وأخذ لبنان رهينة، وأكد تمسكه بالتحقيق العدلي، وحذر من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء”.
وتابع: “فلنحتكم في خلافاتنا إلى القانون والقضاء، ونمحضهما ثقتنا، ولنحرر القضاء من التدخل السياسي، والطائفي والحزبي ولنحترم استقلاليته وفقا لمبدأ الفصل بين السلطات، ولندعه يصوب ما وجب تصويبه بطرقه القضائية. ما من أحد أعلى من القضاء والقانون. وحدهما كفيلان بتأمين حقوق جميع المواطنين، فالقانون شامل والقضاء شامل. إن الثقة في القضاء هي معيار ثقة العالم بدولة لبنان. والتشكيك المتصاعد بالقضاء منذ فترة لم ينل من القضاء فحسب، بل من سمعة لبنان أيضا، إذ أجفل الدول المانحة والشركات التي كانت تنوي الاستثمار في المشاريع التي يتفق عليها مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. إن هذه الحرب الممنهجة على جميع مؤسسات الدولة تدفعنا إلى التساؤل: ماذا يريد البعض بعد من لبنان ومن شعب لبنان؟ ألا يكفي الانهيار المالي والاقتصادي؟ ألا تكفي رؤية اللبنانيين، جميع اللبنانيين، أذلاء ومقهورين ومشتتين ومهجرين ومهاجرين؟”
وقال: “ندعم دور الجيش في الحفاظ على الأمن القومي، وقد نجح في الأيام الأخيرة في حصر مناطق الاشتباك، ومنع توسع الاعتداء على الأحياء السكنية الآمنة. لقد أظهر الجيش اللبناني أن القوة الشرعية، بما تمثل من أمن، هي أقوى من أي قوة أخرى مع كل ما تمثل من إخلال بالأمن. وفي هذا الإطار، إن الحكومات موجودة لمواجهة الأحداث. فمجلس الوزراء الذي أصبح مع دستور الطائف مركز السلطة الإجرائية يجدر به أن يجتمع ويؤكد سلطة الدولة ويتخذ القرارات الوطنية اللازمة، ويجدر بكل وزير احترام هذه السلطة، وممارسة مسؤوليتهم باسم الشعب اللبناني لا باسم نافذين. لا يجوز الاستقواء بعضنا على بعض لأن الاستقواء ليس قوة، ولأن القوة لا تخيف المؤمنين بلبنان. لا يوجد ضعيف في لبنان، فكلنا أقوياء بإرادة الصمود والدفاع عن النفس، وعن أمننا وكرامتنا وخصوصيتنا. كلنا أقوياء بحقنا في الوجود الحر وبولائنا للوطن من دون إشراك. كلنا أقوياء بفعل ما يمثل لبنان من حقيقة تاريخية وجغرافية وحضارية لا يقوى عليها أحد. في لبنان، وحده الحوار يؤدي إلى الانتصار وإنقاذ الشراكة الوطنية، ووحده الاستقواء يؤدي إلى الهزيمة وترنح الشراكة التي نتمسك بها في أطر حديثة ترتكز على اللامركزية الموسعة، والحياد، والتشريع المدني، والشراكة في التعددية، والانفتاح على العالم والثقافة”.
وختم الراعي: “هوذا العريس آت، اخرجوا للقائه (متى 25: 6). العريس ليس فقط المسيح الآتي بمجيئه المثلث. بل هو أيضا وطننا لبنان، وشعبنا اللبناني.الآتيان من المحنة. فلنخرج كلنا للقائهما بمصابيح مضاءة: مصباح العقل المضاء بزيت الإيمان لمعرفة حقيقة لبنان وقيمته ورسالته، وتحريرها من أي تضليل، ومصباح الإرادة المضاء بزيت الرجاء والثبات في حماية لبنان وشعبه وإنمائه مهما كانت المصاعب والمحن؛ ومصباح القلب المضاء بزيت المحبة تجاه لبنان وكل الشعب اللبناني، التي تعيد للعائلة الوطنية اللبنانية جمال عيشها، معا في بيتنا المشترك لبنان”.
بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

المطران عوده: لو يساعد المسؤولون شعبهم لاستعادة سلطة الدولة وهيبتها
الأحد 17 تشرين الأول 2021
وطنية – ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل، قال في عظته: “سمعنا في القراءة الإنجيلية مثل الزارع الذي كلم به الرب يسوع الجمع وأنهاه ب«من له أذنان للسمع فليسمع. كشف المسيح أسرار ملكوت السماوات لتلاميذه، بينما كلم الآخرين بالأمثال، «حتى إنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يفهمون كما قال (لو 8: 10). كان التلاميذ من لهم أذنان للسمع، وقد انفتحت حواس نفوسهم، فاستطاعوا أن يفهموا كلمة المسيح. إن فهم تعاليم الرب لم يكن شأن المنطق وحده، إذ إن الرسل لم يستطيعوا أن يفسروا، عن طريق المنطق، المعاني الغامضة ولا أن يفهموها. كانوا بسطاء القلب، أناسا ليس فيهم مكان للغش. كان ذهنهم متواضعا عديم الشر، لذلك ارتشفوا كلمة المسيح بعطش دائم. استعمل المسيح الأمثال لكي يركز انتباه سامعيه ولكي يقتلع الشر من نفوسهم، لأنه عرفهم مأسورين بالإهتمامات المعيشية، وليست لديهم أشواق روحية عميقة. لقد تبعوه من أجل أشفيته أولا، ولأنهم أكلوا من الخبز الذي منحهم إياه. عندما تفوه المسيح بمثل الزارع، وحدهم التلاميذ اهتموا باكتشاف معناه. «سأله تلاميذه قائلين: ما عسى أن يكون هذا المثل؟ (لو 8: 9)، فأجابهم المسيح: لكم قد أعطي أن تعرفوا أسرار ملكوت الله…”، لكم أنتم يا من تسألون وتهتمون لتعلموا معنى كلامي. أما الآخرون، فاكتفوا بالإستماع إلى وصف مشهد من الحياة الزراعية، ولم تكن لديهم آذان للسمع حتى يدركوا عمق معاني المثل. هكذا، لم يساعدهم المثل على فهم كلمة المسيح بشكل أفضل”.
أضاف: “تحمل كلمة المسيح قوة حياة متفجرة، على مثال القوة التي تخفيها البذار، ولهذا تشبه بها. لقد عبر عنها المسيح بكلمات بشرية بسيطة، وكتبها رسله في الأناجيل، وبهذه الطريقة قبلها المؤمنون. من خلال هذه الكلمات البشرية البسيطة تعبر قوة الله ونور النعمة، الكلمة الخالقة، وطاقة الحياة الحقيقية. كلمة الله هي قوته التي خلقت العالم ولا تزال تجدد الخليقة. هنا يجب التأكيد على أن كلمة المسيح ليست أمرا سهلا، بل تتطلب حواسا مناسبة، وهي لا تخص ناحية واحدة من كيان الإنسان. لا يقبلها العقل وحده، بل تمس كيان الإنسان بكامله، نفسا وجسدا. لا يقدر العقل وحده أن يتعمق في أسرار حياة الروح القدس، إذ بلا تهيئة وإرشاد مناسبين لا نقدر أن ننفتح على دراسة المواضيع الملهمة من الروح القدس. إن الرأي القائل بأن المسيح كان يتكلم ببساطة، ولذلك يجب أن يكرز بكلمته في العالم بطريقة بسيطة، فيه بعض الحقيقة، لكنه يخفي ضلالا أساسيا. ففي الواقع، إن كلمة المسيح ليست بسيطة، إلا إذا كنا سنحدها كمجرد قواعد خلقية للتصرف الحسن، حينئذ تكون بسيطة جدا، لكننا هكذا نقلل من قيمة الكلمة الإلهية، ونجهل كل غناها. كلمة المسيح بسيطة للبسطاء وحدهم، الذين أعتقوا نفوسهم من غلاظة الأهواء، وتنقت أذهانهم بنعمة الله. هؤلاء، كلما تعمقوا في معرفة أسرار الروح، شعروا أنفسهم جهلاء وأطفالا إزاء لجة حكمة الله. لقد استعمل الرب يسوع الأمثلة الزراعية من حياة الناس لكي يفهموا كلامه. وحده الذي تربطه علاقة روحية متينة بالرب يستطيع أن يرتقي من الحياة الأرضية إلى الحياة السماوية ويفهم الأمثلة على أنها تخص الملكوت.
يصف مثل الزرع الشروط التي يجب أن تسهم في إثمار كلمة المسيح في القلب”.
وتابع: “الكلمة لا تثمر في الذين لا يدركون عظمتها، وقد ملأوا أذهانهم باهتمامات أخرى، فلم يتركوا مكانا لما هو أهم. فلكي تثمر الكلمة الإلهية، على الإنسان أن يقتبلها، ويجتهد في فهمها وتذوقها ومعرفة أبعادها، ثم اعتمادها ناموسا لحياته والعمل بهديها. ترمى على الطريق حيث تعبر أفكار الناس والشياطين وتعاليمهم بلا رقيب، فتخفي كلمة الحق بالضجيج الكبير الذي يحدثه الضلال والكذب. كذلك لا تثمر الكلمة في الذين يعجبون بالمظاهر ولا يعملون في العمق. هؤلاء يكتفون ببعض أوامر الناموس الشكلية غير المؤلمة، أو ببعض الأنشطة الإجتماعية بلا عمل داخلي يرافقها. إنهم يتظاهرون بالتقوى خارجيا، بينما تبقى قلوبهم قاسية كالصخر، باردة في صلاتها وفي محبة الله والناس. تنكشف قساوتهم الداخلية وقت التجارب، في الحالات الصعبة. عندئذ، من شأن الإيمان غير المجبول بعرق الجهادات، الذي لا يجد تربة لينمي الجذور، أن يعطي فرصة للتذمر والابتعاد عن الله. أخيرا، لا تقدر الكلمة أن تثمر في قلوب الذين يختنقون في مشاغل الحياة والغنى والملذات التي تقتل البذار كالشوك. إن كلمة المسيح هي كلمة الحياة، تنقل حياة الله إلينا مثل البذار. مشكلة حريتنا الخاصة هي مدى استعداد قلوبنا. في المثل لا يهيء الزارع الحقل، بل يكتفي بالزرع، إذ إن إثمار الكلمة هو عطية من الله، لكنه يتطلب تعاوننا الخاص واجتهادنا”.
وقال: “نعيد اليوم لآباء المجمع المسكوني السابع، الذي عقد عام 787 في مدينة نيقية (المعروفة اليوم باسم أزنيك في تركيا). إلتأم هذا المجمع أساسا للدفاع عن موضوع إكرام الأيقونات المقدسة، التي اعتبرها الهراطقة أخشابا ملونة يعبدها المسيحيون، وقد أصبحوا يشبهون المسيحيين بالوثنيين بسبب الأيقونات وإكرامها الذي أسيء فهمه. لقد حددوا الإيمان قائلين: إننا نعبد المسيح ونكرم القديسين وعلى رأسهم والدة الإله، تاليا نحن لا نكرم المادة (الخشب، الحجارة، الألوان) بل الكائن المرسوم فيها، أي ما تمثله، وحددت الكنيسة الأحد الأول من الصوم الأربعيني المقدس من أجل الإحتفال بذكرى انتصار الإيمان القويم في ما اختص بإكرام الأيقونات. الأشخاص الذين يصورون في الأيقونات الشريفة هم الذين عاشوا الإنجيل وأصبحوا منارات حية أضاءت ظلمة هذا العالم الشرير. لقد أثمرت كلمة الله في قلوبهم على حسب ما قرأنا في إنجيل اليوم، والهدف من التعييد لهم وإكرامهم وتعليق صورهم المقدسة هو أن نتمثل بسير حياتهم، وألا نيأس ونتحجج ببشريتنا الضعيفة، لأنهم كانوا بشرا مثلنا، ووصلوا إلى القداسة المرجوة، كما علينا نحن أيضا أن نجاهد حتى نصل إلى الملكوت السماوي، لأن ملكوت الله لا يمكن الوصول إليه من خلال الراحة والإتكال على الرحمة الإلهية فقط، بل بالعمل والمثابرة، على حسب ما نرنم للقديسين الشهداء في الكهنة قائلين: «صرت مشابها للرسل في أحوالهم، وخليفة في كراسيهم، فوجدت بالعمل المرقاة إلى الثاوريا (معاينة الله)، أيها اللاهج بالله، لذلك تتبعت كلمة الحق باستقامة، وجاهدت عن الإيمان حتى الدم، أيها الشهيد في الكهنة (…) فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا”.
أضاف: “ولأن لا خلاص سوى بالعمل الدؤوب والاجتهاد والمثابرة، نتمنى لو يساعد مسؤولو هذا البلد أنفسهم وشعبهم من أجل استعادة سلطة الدولة وفرض هيبتها والوصول إلى الإنعتاق التام من كل ارتباط أو استعباد، والحصول على الإستقلال الفعلي، حتى يقوم الوطن من كبوته التي أوصلته إليها خطايا زعمائه ومسؤوليه الجسام، من صنمية عبادة الأنا، إلى الجشع غير المتناهي، إلى الإستقواء وتقديم المصلحة الخاصة التي قد تكون مرتبطة بالخارج، واستغلال الحس الطائفي من أجل تجييش التابعين عند كل مفصل… لم يعد شعبنا المنهك يحتمل الابتزاز والتهديد، ولم يعد يقبل الإذعان والسكوت. ما حصل في الأسبوع الماضي يذكر اللبنانيين ببدايات الحرب المشؤومة، وهم غير مستعدين لعيشها من جديد. لا حياة ولا مستقبل لبلد دون عدالة ودون حكم القانون، والعدالة الحقة تكون في سيادة القانون على الجميع دون تمييز. المواطنون متساوون أمام القانون، وعليهم جميعا، مع المسؤولين، تحكيم العقل والتحلي بالوعي والشعور بالمسؤولية من أجل تخطي هذه المحنة والوصول إلى بناء دولة عصرية تليق بهم. لذلك مطلوب سريعا، أن يبذل المسؤولون دم الجهادات الخلاصية من أجل هذا الوطن الحبيب، لأن الوطن سبقهم ونزف كثيرا، وهو الآن ينازع في انتظار إكسير الخلاص”.
وتابع: “باختياره مثل الزارع أرانا الرب يسوع كيف يلقي الزارع بذاره على الأرض كما هي، بما فيها من شوك وصخور وتربة صالحة. هكذا يلقي الزارع السماوي كلمته المحيية دون تمييز بين كبير وصغير، بين عالم وجاهل، بين غني وفقير. يلقي كلمته على الجميع وهو عالم بما ستلقاه هذه الكلمة من رفض كما على الأرض الصخرية، أو عدم اهتمام كما في أرض يأكلها الشوك، لكن غايته ومشتهاه أن يعود الجميع إليه تائبين ومتألقين بثمار الفضيلة كما الأرض الصالحة التي تقبل البذار وتثمره. إن السيد يسعى لخلاص الكل مهما كان الثمن، لكن الإثمار لا يتوقف على نوعية البذار أو على قدرة الزارع وحسب، بل على نوعية الأرض واقتبالها للبذار”.
وختم عوده: “فلنجعل من قلوبنا ونفوسنا وعقولنا تربة خصبة، تزهر فيها الكلمة الإلهية إلى مئة ضعف، فنصبح ممن يستحقون الملكوت السرمدي”.

Lebanon Maronite patriarch says no party should resort to violence
Reuters/October 17/2021
Thursday’s spasm of violence, in which seven Shi’ite Muslims were killed, came amid rising tensions over the investigation of last’s year’s port blast.
Lebanon’s Maronite Patriarch Bechara Boutros Al-Rai, the top Christian cleric, said on Sunday the country’s judiciary should be free of political interference and sectarian “activism” amid rising tensions over a probe into last year’s blast at Beirut port. Rai also said that it was unacceptable for any party to resort to threats or violence after last week’s deadly unrest around the investigation – which was Lebanon’s worst street bloodshed in more than a decade and stirred memories of the ruinous 1975-1990 civil war. “We must free the judiciary from political interference, sectarian and partisan political activism and respect its independence according to the principle of separation of powers,” he said in his sermon. “No one is above the law and judiciary.” Rai, head of the Maronite church, has an influential role as religious leader of the biggest Christian community in Lebanon, where political power is divided between its main Christian, Muslim and Druze sects. The inquiry into the Aug. 4, 2020 explosion, which killed more than 200 people and devastated swathes of Beirut, has made little headway amid pushback from powerful political factions, with Hezbollah chief Hassan Nasrallah saying Judge Tarek Bitar — the lead investigator — is biased and politicized. Seven Shi’ite Muslims were killed on Thursday as crowds were on their way to a protest against Bitar in a demonstration called by the Iran-backed Shi’ite Hezbollah group and its Shi’ite ally Amal. The violence added to concerns over the stability of a country that is awash with weapons and grappling with an economic meltdown. “The democratic system has afforded us peaceful means for freedom of expression whether in support or opposition so it’s not acceptable that any party should resort to threats or violence and setting up party checkpoints or tribal ones to get what they want through force,” said Rai. “We refuse to put vengeance in the place of justice?” he said. He added that Lebanon’s Council of Ministers must meet, take decisions and respect authority. Hezbollah blamed the Christian Lebanese Forces party for the deaths on Thursday, an accusation the head of that party, Samir Geagea, denied. On Thursday, the army initially said rounds were fired on at protesters as they passed through the Teyouneh traffic circle dividing Christian and Shi’ite Muslim neighborhoods. It later said there had been an “altercation and exchange of fire” as protesters were on their way to the demonstration.

Lebanon Maronite patriarch says no party should resort to violence
Reuters/October 17/2021

Lebanon’s Maronite Patriarch: ‘No party should resort to violence’
Thursday’s bloodshed was the worst the country has reported in a decade
The National/October 17/2021
Lebanon’s top Christian cleric has said it is unacceptable for any party to resort to threats or violence after the worst street bloodshed in the country in more than a decade. Thursday’s shooting, in which seven Shiite people were killed, came amid rising tension over the investigation into last year’s port blast.
In his Sunday sermon, Maronite Patriarch Bechara Boutros Al Rai said “no one is above the law and judiciary”. Thursday’s incident in Beirut marked the second deadly sectarian clash in five months. Violence in June took the lives of at least four in Khalde, south of Beirut.Mr Rai said “we must free the judiciary from political interference” and “sectarian and partisan political activism”. Lebanon’s council of ministers must meet, take decisions and respect authority, he said. The Iran-backed Shiite Hezbollah group opposes the investigation and has called for the lead investigator into the blast, Judge Tarek Bitar, to be removed. Mr Bitar’s predecessor, Fadi Sawan, was removed because of political pressure after indictment of two former ministers. Global leaders expressed concern over Thursday’s violence and called for an investigation. Leaders also called for the continuation of the investigation into the Beirut port blast, which killed at least 214 people. UN Secretary General Antonio Guterres called for an immediate end to the violence and stressed the need for an impartial investigation into the blast.
A Lebanese Hezbollah MP said on Sunday that the shooting at the protesters amounted to a “massacre” and its perpetrators should be held to account, the state-run National News Agency reported. “What the criminals … did is a massacre and it will have important ramifications,” MP Hassan Fadallah said. “Those who incited, planned … and opened fire should be held to account all the way up to the top.”
Hezbollah had accused members of the Lebanese Forces, the country’s second biggest Christian party, of firing at demonstrators. Mr Fadlalah said the shooting was aimed at luring the party into a domestic conflict, accusing the Lebanese Forces of serving foreign agendas.
The party’s leader, Samir Geagea, has accused Hezbollah of storming peaceful neighbourhoods and vandalising property, which he said prompted local residents to clash with Hezbollah loyalists and their Shiite allies in Amal, the movement led by the parliament speaker.
Mr Geagea said Hezbollah’s move was reminiscent of the May 7, 2008 events when the Iran-backed group’s gunmen overran parts of Beirut. Gebran Bassil, the leader of the Free Patriotic Movement — the largest Christian party and the group founded by President Michel Aoun — accused Mr Geagea of inciting strife. Mr Bassil, the target of US-corruption related charges, is a staunch ally of Hezbollah and a presidential aspirant.