داود البصري/سرسرية عصابات الخطف الصولاغية المقدسة

443

سرسرية” عصابات الخطف الصولاغية المقدسة

داود البصري/السياسة/26 كانون الأول/14

فصول مثيرة, وعجيبة, وغريبة يشهدها العراق المحتقن مع ممارسات إرهابية رثة لا تنطلق من الجماعات المسلحة الكثيرة والمتفشية في الشارع, بل من أحزاب وجماعات السلطة الحاكمة, بأحزابها الطائفية التعبانة ذات المرجعية الإيرانية الصرفة, ففضيحة آل صولاغ في تورط أبناء شقيق وزير “الدريلات”, العضو القيادي في “مجلس آل الحكيم الإيراني الأعلى” باقر صولاغ (بيان جبر سابقا)! في تشكيل تنظيم عصابي لخطف الناس وقتلهم من خلال سيارات الدولة و”سيطراتها” التافهة, هي أكثر من كافية للإطاحة بالوزير ومجلسه, وحزبه, وكل أركانه لو كانت في العراق دولة حقيقية, وإدارة محترمة تمارس سلطات حقيقية. آل صولاغ الذين ألقي القبض على زعيم عصابتهم المدعو كميل علي صولاغ يبدو أنهم متخصصون في إنتاج الإرهابيين والقتلة وأساطين التعذيب وخبراء في العمل مع أجهزة المخابرات, الدولية والإقليمية, بدءا من “كبير العيلة” صولاغ أبو “الدريلات” الوزير الخطير, وبوابة بغداد الخامسة كما يقال! وأحد أعمدة “مجلس الحكيم الإيراني”, الذي بدأ حياته الإرهابية في العمل مع المخابرات السورية والإيرانية في دمشق بتجنيد وتعبئة الانتحاريين وإدارة النشاطات الإرهابية في العراق, والخليج العربي, في مرحلة الثمانينات من القرن الماضي, وهي الفترة التي ترعرع الإرهاب في ظلها تحت الرعاية الإيرانية المباشرة التي كانت السباقة في ممارسة الإرهاب الانتحاري, وحيث تعلم “القاعديون” والجهاديون تلك الطريقة لاحقا من الجماعات الإيرانية! وهذه من حقائق التاريخ الملموسة والمعروفة, وصناعة الخطف والابتزاز في ظل الانهيار السلطوي العراقي الكبير أضحت هي البضاعة الرائجة لقطط الطائفية السمينة بعد سيادة منطق اللصوصية في الحياة العراقية, حتى أن الأشقاء الثلاثة من آل صولاغ احتموا بسلطة وسطوة عمهم وزير الداخلية السابق, وزير النقل الحالي لتدبير جرائمهم, وممارسة اختصاصاتهم في الخطف والابتزاز, وصولا للقتل تحت ستار رتبهم العسكرية كضباط حماية! ما يؤكد ان 90 في المئة من الجرائم العراقية تقف خلفها شخصيات وأحزاب السلطة ذاتها لكونها أحزاب لصوصية وشخصيات إرهابية في طبيعتها التكوينية أدمنت العيش في الظلام وأجواء التآمر, كما أن جشعهم المادي ليس له حدود, فصولاغ مثلا يمتلك ابراجاً في دبي كما يمتلك شركة نفطية في بيروت, هي شركة” البيان” للخدمات البترولية! كما أن له تاريخاً حافلاً بالعمل مع المخابرات العراقية السابقة, ثم مع المخابرات الإيرانية والسورية ثم عاد مع الاحتلال الأميركي – الإيراني ليكون رجل آل الحكيم في مناصب الدولة المركزية المهمة, ومع ذلك فهو يدعي بأنه لا يعرف حقيقة نشاط أبناء شقيقه, وهو إدعاء مشكوك به أصلا, فكيف يلقي القبض على الإرهابيين, وهو لا يعلم ان الإرهاب ينطلق من جحره العائلي ذاته? طبعا المصائب لا تأتي فرادى فقد تم اكتشاف عصابة إرهابية طائفية أخرى يقودها معمم من دون تجاهل فضيحة مسجد “براثا” أو في الواقع “مسلخ براثا ” الذي يحتله الشيخ الصفوي الفاقع جلال الدين الصغير في المكانة. والكبير في الإرهاب, الذي كانت تمارس فيه عمليات القتل والتعذيب ضد أهل السنة في بغداد. فالإرهاب في العراق مرتبط أساسا بالسلطة وحوافها, والميليشيات الطائفية الإيرانية التي تدافع عن السلطة اليوم هي تنظيمات إرهابية سوداء كجماعة “العصائب” مثلا التي انتقدت جماعة كتائب “حزب الله” نفسها عدوانيتها وإجرام عناصرها في بيان أخير! فضيحة آل صولاغ الإرهابية ليست سوى الجزء الظاهر من جبل النفايات الإرهابية السوداء القذرة التي تقف خلفه أحزاب السلطة العراقية, وهي تنهب وتدمر في العراق وتحيله لخرابة حقيقية, ومن أمن العقوبة أساء الأدب? وأنا أراهن على أن أبناء شقيق صولاغ لن يعاقبوا, بل سيخلي القضاء الفاسد سبيلهم وسنراهم قريبا في بيروت!, إنها مغارة علي بابا السلطوية العراقية وقد فتحت أفواهها النتنة!