روزانا بومنصف/حركة الموفدين: 3 ملفّات ومسار مُريح

275

حركة الموفدين: 3 ملفّات ومسار “مُريح”؟

روزانا بومنصف/النهار/16 كانون الأول 2014

يقبل لبنان على اختتام سنته الصعبة جدا على وقع انطباعات متفائلة ولو مشوبة بالحذرالشديد. وهي انطباعات اشاعتها زيارات الموفدين الدوليين في الاسبوعين الاخيرين لبيروت وتوزعت بين زيارات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو اضافة الى نائب وزير الدفاع الاميركي ماتيو سبنس ومساعد الامين العام للام المتحدة يان الياسون والتي تركت انطباعات متفائلة لدى الاوساط السياسية بغض النظر عن الهدف من زيارة كل منهم والتي تداخلت فيها زيارة رئيس الحكومة تمام سلام لباريس حيث لقي استقبالا مهما تقديرا وتشجيعا تعطي دفعا للواقع السلمي. فعدا ان هذه الحركة الديبلوماسية الناشطة في اتجاه لبنان تشكل نوعا من الاحاطة الايجابية بغض النظر عن مكانة لبنان غير المتقدمة في الاولويات الخارجية لا بل رغم تراجع هذه المكانة، فان ثمة تحريكا على صعد عدة رفع منسوب الامال بعض الشيء خصوصا انه تناول مستويات ثلاثة بدت وكأنها تسير على نحو متواز نظرا الى الحاجة الماسة اليها على الصعيد اللبناني. المستوى الاول والابرز ظاهريا هو المسعى من اجل انجاز الانتخابات الرئاسية والمرشح لان يشهد تطورات ليست معروفة طبيعتها في ضوء زيارات الى عواصم اقليمية مؤثرة. ومع ان الكلام الداخلي استنفد الحديث عما حمله جيرو خلال زيارته الاخيرة لبيروت، فان الاهتمام بدا مشدودا الى الزيارات التي يعتزم جيرو القيام بها الى طهران والمملكة العربية السعودية التي استقبلت في هذا الوقت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ولو ان كثرا يحاذرون تعليق آمال في غير محلها نتيجة عوامل غير واضحة كليا بعد او خشية حصول عوائق ما تعرقل هذا المسار.

والمستوى الآخر هو الدفع في اتجاه مزيد من مساعدة الجيش من اجل مواجهة الارهاب والتصدي للتحديات التي يواجهها البلد ليس فقط عبر توقع وصول الاسلحة الفرنسية من هبة المليارات السعودية الثلاثة مما يتوقع ان يمنح الجيش قدرات افضل بكثير من السابق، بل عبر الاحاطة الاميركية المستمرة التي تفيد بحسب مصادر معنية ان الولايات المتحدة تقف مع لبنان على طول الخط في موضوع دعم الجيش من دون اي تهاون على نحو لم يعرفه لبنان في تاريخه الحديث. ومع ان الاحاطة الاميركية للجيش اخذت بعدا جديدا منذ مواجهة عرسال في آب الماضي، الا ان تواصلها يشكل عامل اطمئنان مهما وكبيرا جدا كما يوجه رسائل في اتجاهات متعددة وفق ما تقول هذه المصادر. والمستوى الثالث هو المتعلق بالاضاءة اكثر فاكثر على ما يواجهه لبنان من ازمات اللاجئين السوريين ولو انه لم يحصل بعد على المساعدات اللازمة التي توازي حجم الثقل الذي ترتبه عليه هذه الازمة.