فريق 14 آذار تعرض على حزب الله تسمية مرشح توافقي للرئاسة مقابل تخليه عن عون

280

 14 آذار تعرض على حزب الله تسمية مرشح توافقي للرئاسة مقابل تخليه عن عون

فرنسا تسعى لإقناع إيران بضرورة الحفاظ على استقرار لبنان

“السياسة” – خاص15.12.14/ رغم الحركة الدولية المتسارعة باتجاه لبنان في محاولة لاجتراح حلول لأزمته السياسية, لم تظهر مؤشرات فعلية على إمكانية إحداث خرق في جدار الأزمة يتيح التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية, رغم الإشارات الايجابية المتبادلة بين رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ورئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون. وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”السياسة” أن المشكلة ليست فقط بين الرجلين وإنما تتخطى البعد المسيحي إلى مسألة الخيارات الوطنية الكبرى في ضوء مخاوف لدى قوى “14 آذار” من وجود مخطط لإطالة أمد الفراغ الرئاسي, وصولاً إلى تغيير الصيغة والنظام وإقرار المثالثة بدلاً من المناصفة, سواء من خلال مؤتمر تأسيسي أو غيره من الصيغ. ووسط المخاوف من وجود مؤامرة كهذه وفي ظل تنامي خطر المجموعات الإرهابية, خاصة على الحدود مع سورية, أبدت قوى “14 آذار” استعدادها لتقديم تنازلات بهدف قطع الطريق على تنفيذ مخطط “8 آذار”, في مقدمها التخلي عن ترشيح جعجع لصالح مرشح توافقي للرئاسة, إلا أن الفريق الآخر لم يبد حتى الآن استعداداً للتقدم خطوة مماثلة وملاقاتها في منتصف الطريق. وبحسب المصادر, تدرك قوى “14 آذار”, وتحديداً “تيار المستقبل”, أن المشكلة ليست عند عون بل عند “حزب الله” الداعم له, وبالتالي فإن أي تفاهم مع الأخير من شأنه تعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد, لأن رئيس مجلس النواب نبيه بري وفرقاء آخرون في قوى “8 آذار” لا يتبنون شعار عون “أنا أو لا أحد”, ويمكن التفاهم معهم على انتخابات الرئاسة سريعاً, بمجرد تغيير “حزب الله” موقفه. وكشفت المصادر عن وصول إشارات إلى “حزب الله” من “14 آذار”, بطريقة غير مباشرة, مفادها: تخلوا عن دعم ترشيح عون ونحن مستعدون للسير بأي مرشح تقترحونه شرط أن يكون من “نادي التوافقيين” لا من نادي “الأقطاب” أو “مرشحي التحدي”. وتهدف قوى “14 آذار” من وراء هذا الطرح إلى إغراء “حزب الله”, لأنها تعتقد أن دعمه عون ليس حاسماً وإنما يأتي في إطار إطالة أمد الفراغ وصولاً إلى تغيير صيغة النظام, وبالتالي فهي تسعى إلى حشره في الزاوية أملاً في الحصول على تنازلات منه. وأوضحت المصادر أن الحوار المرتقب بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” سيتطرق إلى هذه النقطة بطريقة غير مباشرة, من خلال تشديد “المستقبل” على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن, وتأكيده عدم إمكانية أن يكون الرئيس إلا توافقياً, وأن لا “فيتو” لديه على أي مرشح وسطي.

 وتوازياً مع حراكها الداخلي, تعول قوى “14 آذار” على الحراك الأوروبي, خاصة الفرنسي, باتجاه إيران, حيث من المقرر أن يزور مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو طهران, اليوم الاثنين, بعد زيارته بيروت ولقائه مختلف الفرقاء السياسيين. وقالت المصادر في هذا السياق ان قوى “14 آذار” ابلغت المبعوث الفرنسي استعدادها التام للموافقة على أي مرشح توافقي غير صدامي, وأكدت له أن الحل في طهران وليس في بيروت, ذلك أن “حزب الله” يحيل كل من يتحدث معه في الشأن الرئاسي إلى عون الذي يتمسك بدوره بشروطه متسلحاً بالدعم غير المحدود من الحزب, وبالتالي فإن إحداث خرق في جدار الأزمة يبدأ من إيران التي يمكنها الإيعاز إلى “حزب الله” بالسير بمرشح توافقي, إلا أن ذلك يتطلب إقناع مسؤوليها بأن استمرار ربطها الملف اللبناني بالمفاوضات الجارية مع القوى الكبرى بشأن ملفها النووي, لن يفيدها, وربما يجعل منها لاعباً هامشياً مستقبلاً إذا أصرت على موقفها. وإذ أكدت أن مهمة المبعوث الفرنسي تتلخص بإقناع المسؤولين الايرانيين بهذه النتيجة, أقرت المصادر بأنه ليس من السهل أن يتخلى “حزب الله” عن عون, سيما بعدما أعلن أمينه العام حسن نصر الله تبني ترشيحه, لكنها أشارت إلى أنه في حال اقتنع الحزب بأن مصلحته ومصلحة إيران تمكن في الحفاظ على استقرار لبنان ومنع اهتزازه, فإنه سيكون مستعداً من دون شك للسير بمرشح توافقي. وانطلاقاً من ذلك, فإن قوى “14 آذار”, التي تهدف بالدرجة الأولى إلى إنهاء الشغور الرئاسي, مستعدة للموافقة على أي مرشح توافقي يقترحه الحزب, بحسب المصادر, شرط أن يكون فعلاً يحمل صفة التوافق وأن يؤدي انتخابه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وصولاً إلى إقرار قانون جديد للانتخابات ينهي “مهزلة” التمديد ويفتح الباب أمام انتخابات تشريعية مبكرة. –