الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري: بفائض قوّتِكم ستَهلِكون…رد على تمادى المدعو عبد الغني طليس، في الأيام الأخيرة، في مهاجمتي عبر صفحة الفايسبوك الخاصة به، وقد وقف به الزمن عند مقالتي “حجمكم شخطة قلم رصاص بيد بطريرك ماروني” والمنشورة قبل سنة من اليوم

435

بفائض قوّتِكم ستَهلِكون…
الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/04 أيلول/2021

تمادى المدعو عبد الغني طليس، في الأيام الأخيرة، في مهاجمتي عبر صفحة الفايسبوك الخاصة به، وقد وقف به الزمن عند مقالتي “حجمكم شخطة قلم رصاص بيد بطريرك ماروني” والمنشورة قبل سنة من اليوم.

لم أرَ مبررًا لهذا الهجوم سوى أنّ الرجل يعاني من مرض الـ Maronite Psychological Trauma (MPT) أي “الصدمة النفسيّة المارونيّة”، وهي صدمة تُعرّض صاحبها إلى حالة من النكران، فيخاف أن يصدّق أنّ الموارنة ما عادوا هؤلاء الموارنة، وأنّهم تخلوا عن سيف يوحنا مارون. ومن عوارض الـ MPT أنّ عقدة النقص تقوى عند المُصاب به، ولكي يشعرَ بشيء من الطمأنينة والسعادة، يلجأ إلى تحقير وإهانة الآخرين ممَّن هُم أعلى شأنًا منه.

اِسمع يا عبد،
ليس يوسف الخوري مَن سيتركك تجترح الزّلّات بحقّه ويسكت عن حقدك وأكاذيبك لِتَسْعَد. قد يلومني البعض بالتعرّض لك كونك مريض MPT، لكن في حالتك أنت بالذات، أنا لا أتحمّل أيّة مسؤوليّة أدبيّة تجاهك، بل يتحمّلها أولياء بَلاطك الذين تركوك “داشرًا” على صفحات التواصل الاجتماعي بلا رقيب. يوسف الخوري ليس الاب يوسف مونّس، يا عبد، ليقلقَ ويتوتّر في كل مرة تزجّون اسمه في حملات كرهكم وغضبكم. إلى أيّ مؤامرة ترمون بربط مقالتي بالأب مونّس في كل مرّة!!؟ أتعلم يا عبد أنّه في ذكرى تغييب موسى الصدر في الأسبوع الماضي، بالغ الأب المذكور في مديح صفات الصدر وبأسلوب يعجز عنه كبار أئمتكم وعلمائكم؟ ما بالك تدسّ السمّ في العسل يا عبد!!؟ لم أكُن مدركًا أنّ قلّة الوفاء بهذا القدر هي الأخرى من عوارض الـ MPT! فعسى أن يتّعظ الأب مونّس، وهو الذي يَعظ، ويفهَمَ ولا يعود يوتّرني باتصالاته كلّما تعرّض أمثالك له بسبب مقالتي، وكم تمنّيت ألّا يتصل بك ليشرح أنّ لا علاقة له بهذه المقالة، وأن يتركك تنعم بالتهجّم عليه لتُكبر من شأنك يا وضيع.

تتّهمني بأنّني أهاجم الشيعة بأسلوب هستيري في مقالتي، وبأنّي أحطّ من شأن هذه الطائفة، بينما أنا في أوّل جملة من المقالة حدّدت أيّ شيعة أتوجّه إليهم، وقلت: “رسالتي الحاضرة موجّهة إلى هؤلاء الذين يضربون على صدورهم وهم يصيحون “تيعا تيعا”، …، وإلى الذين يستقوون بالسلاح غير الشرعي وسلاحهم لا يصلح إلّا خردة”. فإذا كُنتَ تختصر الطائفة الشيعيّة الكريمة بهؤلاء الزعران، تكون أنت مَن يهين طائفته وليس أنا.

وتتّهمني يا خرفان بترداد “تخريفات” مفادها أنّ موسى الصدر “كان مدعومًا من المخابرات الإيرانيّة أيّام الشاه”، وهذا الاتّهام فيه كثير من الافتراء والتجنّي بحقّي، إذ أنا قلت إن الصدر كان يقبض أموالًا من أكثر من مصدر غير “الساڨاك” الإيراني: “من الزكاة كانت تأتيه أموال. ومن الدولة اللبنانية خدمات وأموال. ومن المُعادين للناصريّة دعم وأموال. ومن المراجع الدينيّة في إيران مساعدات وأموال. ومن فتح الفلسطينيّة سلاح وأموال. حتى من ليبيا التي اختطفته وقتلته كانت تأتيه أموال…” وختمتُ قائلًا إنّ كلّ هذه الأموال كانت تُستخدم “لتقوية أذرعكم، ولتعبروا إلى إعلان جمهوريّتكم الإسلامية العتيدة في لبنان”. فعَيب عليك يا عبد أن تحرّف وتختصر كلامي بهذا الشكل!

ويا عبد،
أنا لا أتمنّى لأمثالك أن يعودوا “زي زمان” يا حبيبي كما خُيّل لك، إنّما أنا من زمان، أراكم خارج الزمان، أيّها الغارقين بأوهام القوّة، وإنّكم الهالكون.

أمّا عن اتّهامي بأنّي متأثّر بما كان يروّجه ياسر عرفات عن موسى الصدر، فاعرف يا عبد يا مريض، أنّي أعرف، وغيري يعرف، أنّ بين الصدر وعرفات اتّفاق سرّي ينصّ على “الاعتراف بالخميني كقائد لجميع حركات التحرّر الاسلاميّة في العالم”، كما يهدف (الاتّفاق) إلى “التألّق انطلاقًا من لبنان لتكوين الأمميّة الشيعيّة في العالم…”، وهذا الاتّفاق تمّ في صيدا وقبل أربع سنوات من انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران.

أنا لا أريد أن أشكّك في أنّ مرض الـ MPT يوصل صاحبه إلى حدّ الخلط بين هويّات الأشخاص، إذ من الممكن أن تكون هويّتي الحقيقيّة قد التبست عليك لأنّ اسم يوسف الخوري هو الأكثر انتشارًا في لبنان، لكن من حقّك أن تعرف كم أنا، المخرج يوسف ي. الخوري، متمايز عن “فتح” وعن الدعاية العرفاتيّة، ويكفي أن أخبرك بأنّي اليوم سأشارك في قدّاس شهداء المقاومة اللبنانيّة، وفيه ستُرفع الستارة عن نصب تذكاري لشهداء “حرّاس الأرز”، وسأشارك شخصيًّا في إضاءة الشعلة أمام النصب عن روح هؤلاء الشهداء الأبطال الأبرار. أتُريدني أن أذكّرك بأنّ حزب “حرّاس الأرز” هو صاحب شعار “لن يبقى فلسطيني واحد على أرض لبنان”؟ وأنّ قائده أبو أرز هو صاحب شعار “لبنان أوّلًا وأخيرًا” منذ سبعينيّات القرن الماضي يوم كان قادتك الروحيين والمدنيين يتآمرون مع عرفات ضد لبنان؟

ما الذي يُهوّن الأمر عليك أكثر لتتأكّد من أنّك تلاعبت مع يوسف “الغلط”: إخبارُك بأنّي سأشارك في إضاءة الشعلة أمام نصب الشهداء، أم إخبارك بأنّ بين هؤلاء الشهداء مسلمين وبغالبيّتهم شيعة وسأركع اليوم مصليًّا أمامهم؟

عبد الرؤوف الحاج.
حسن فقيه.
سمير حسين مرعي.
عبد النبي حسين عبّاس.
محمود حفوضة.
مصطفى خليل.
لنا من بعدهم دوام المقاومة الحقّة حتى زوال حليفك المحتل الإيراني يا عبد، وحتى يهلك أمثالك بفائض قوّتهم.
وألف تحيّة للقائد أبو أرز في منفاه الاختياري، حيث لبنان الحقيقي يساكن قلبه مع كلّ شهيد سقط زودًا عن لبنان. فلتبقى يا أبا ارز حصن “لبنانويّتنا” وملاذنا إلى الحريّة.
لبّيك لبنان