من أرشيف سنة 2012/مقابلة مع القائد السيادي المميز اتيان صقر، أبو أرز

192

من أرشيف سنة 2012/مقابلة مع القائد السيادي المميز اتيان صقر، أبو أرز 

موقع ليبانون ديبايت/02 حزيران/12

عناوين النشرة

*اللغة اللبنانية – ولا نقول لهجة- هي لغة قائمة بذاتها،تطورت بفعل الزمان من اللغة الأرامية الى اللغة السريانية والآن الى اللغة اللبنانية

*لبنان بحسب تاريخه الضارب في الزمن هو من أقدم بلدان العالم، وأمّته عمرها آلاف السنين من الحضارة المتواصلة

*حزب حراس الأرز يختلف مع معظم الأحزاب اللبنانية في أمور مفصلية تمنعنا من التلاقي معهم من حيث العقيدة

*أكثر من عشرين عاماً من حكم الأمر الذي جعل حزب حراس الأرز غير قادر على التحرك

*الأجواء السياسية العامة السائدة في لبنان لا تسمح اليوم في عود أهلنا اللاجئين في إسرائيل بالشكل اللائق والسليم الذي يجب ان يرافق عودتهم.

*المبعدين الى إسرائيل هم مواطنون شرفاء وأبناء القضية اللبنانية المقدسة، وقد قاموا بواجبهم الوطني بكل أمانة واندفاع وإخلاص،

*صفة العمالة تنطبق على من باعوا لبنان الى الاحتلال الفلسطيني – السوري – الإيراني

*أنا ومعي كل الشرفاء في لبنان نقف مع تحرك أهل عين ابل المطالب بعودة اللاجئين في إسرائيل ونتمنى ان يمارسوا المزيد من الصبر بانتظار الفرج القريب بإذن الله.

*جميع الشرفاء في لبنان والأحرار في العالم يجب أن يقفوا الى جانب الشعوب المقهورة المنادية بالحرية والكرامة ضد أنظمتها الاستبدادية

*أي نظام يحل محل النظام السوري الحالي لن يكون أسوأ منه بالنسبة للبنان أياً يكن شكل النظام الجديد ولونه وتوجهاته

*مقولة إن نظام الأسد حامي المسيحيين في لبنان وسوريا هي مقولة سخيفة لأن المسيحيين متجذرين في هذا الشرق وبخاصة في جبل لبنان قبل الأسد ووالده بآلاف السنين

*المقارنة بين اللاجئين السوريين الى لبنان واللاجئين الفلسطينيين لا تجوز باعتبار أن اللجؤ السوري اليوم هو لجؤ مؤقت فرضته الأحداث السورية

*على لبنان أن يحصن نفسه في وجه أي مد طائفي أو سياسي خارجي كي لا يقع فريسة الصراعات الخارجية

*النزاع الطائفي في لبنان غير موجود على مستوى الشعب والأفراد، بل هو من صنع القيادات اللبنانية التي تعيش وتتغذى من هذا الصراع

*الحل يكم بالعودة الى الجذور اللبنانية الأصيلة، والإيمان الثابت بعقيدة القومية اللبنانية التاريخية التي تبقى هي أساس الحلول لكل مشاكل لبنان القائمة.

تفاصيل المقابلة
تحت عنوان “جايين وبإيدينا شمعة” نظّم أهالي عين إبل يوماً تضامنياً مع اللبنانيين المبعدين قسراً الى اسرائيل وذلك بعد مرور 12 عاماً على ابعادهم. حملوا الشّموع، قرعوا أجراس الكنائس، وصلّوا عسى أن يعود أهاليهم الى قراهم وبيوتهم. منظمو التّحرك أكدوا لل”ليبانون ديبايت” أن بلدية عين ابل راضخة لضغوطات حركة امل وحزب الله ما يمنعها من دعمهم. وإذ شددوا على ان التحرّك شعبي لا علاقة له بأي حزب من الأحزاب اللبنانية، أشاروا الى مضايقاتٍ حصلت ما دفع بهم الى تغيير مكان التّحرك وتوقيته. وتزامناً أقام المبعدين أيضاً قداساً الهياً للمناسبة عينها.
إتيان صقر أو “أبو أرز”، كما يحبّ مناصروه تسميته، هو قائد حزب حرّاس الأزر والمدافع الأول عن قضية المبعدين، ماذا يقول في هذه الذكرى.

“ليبانون ديبايت” زاره، وعاد بهذا اللقاء.

المحور الأول: في القومية اللبنانية وحزب حراس الأرز

1– أين هو حزب حراس الأرز اليوم؟ هل من نشاطات يقوم بها؟ ولماذا هذا التعتيم على البيانات الاعلامية للحزب برأيك؟

حزب حرّاس الأرز- حركة القومية اللبنانية متواجد على شكل خلايا في معظم المناطق اللبنانية ، غير ان هذه الخلايا غير ناشطة في الوقت الراهن نظراً للظروف السياسية غير الملائمة التي تهيمن على لبنان حكومة وشعباً ومؤسسات، إضافة الى غياب رئيس الحزب عن بيروت منذ أكثر من عشرين عاماً الأمر الذي جعل الحزب غير قادر على التحرك كما في السابق والقيام بمبادرات سياسية اسوة ببقية الأحزاب العاملة على أرض الوطن. أما بشأن التعتيم على البيانات الاعلامية فهذا يعود الى ثلاثة اسباب: الأول، مبادىء الحزب الثابتة التي تناقض معظم الطروحات السياسية المتداولة على الساحة اللبنانية. الثاني، شح الموارد المالية للحزب في الوقت الحاضر. والثالث، عمليات التهميش المقصودة التي تمارسها القيادات السياسية علينا وبخاصة القيادات المارونية بقصد التعتيم على الحقائق التي يعلنها الحزب حيال مجمل الموضوعات الوطنية.

2– في كتاب “كي نستحق شرف الانتماء” يقول حراس الأرز إن للبنان لغة خاصّة به واللبنانية ليست لهجة، ألا ترى في هذا القول نوعاً من المبالغة خصوصاً وأن “اللبنانية” تتضمّن كلمات بعضها تركية وأخرى سريانية بسبب كثرة الحضارات التي مرّت على بلادنا؟

بالعودة الى التاريخ فإن اللغة اللبنانية – ولا نقول لهجة- هي لغة قائمة بذاتها،تطورت بفعل الزمان من اللغة الأرامية الى اللغة السريانية والآن الى اللغة اللبنانية، أما الكلمات الدخيلة على لغتنا فهي كلمات فرضتها بعض الفتوحات الأجنبية وتطور الحضارة كما هو شأن كل لغات العالم.

3– البعض يعتبر لبنان كيان أوجدته فرنسا عند اعلانها لبنان الكبير، ما يعني أننا وكلبنانيين لم نتّفق بعد على نهائية الكيان. ما رأيك؟

إن لبنان بحسب تاريخه الضارب في الزمن هو من أقدم بلدان العالم، وأمّته عمرها آلاف السنين من الحضارة المتواصلة، فهو موجود قبل فرنسا بحوالي خمسة آلاف سنة، فهل يعقل أن يكون هذا البلد العريق من صنع دولة حديثة العهد كفرنسا أو غيرها؟؟؟

4– ينادي حزب حراس الأرز بالعلمانية في الوقت الذي يعتبركم كثيرون حزب مسيحي نشأ في المنطقة “الشرقية” من بيروت ولم يعرف رواجاً أبداً في المنطقة “الغربية” من العاصمة، ما هو رأيكم بهذا القول؟

عقيدة الحزب قائمة على فكرة القومية اللبنانية ومبدأها العلمانية وفصل الدين عن الدولة، وعناصر الحزب تنتمي الى جميع الطوائف اللبنانية، وخلايانا منتشرة في كل المناطق بصرف النظر عن مذاهبها أو طوائفها، مع الإشارة الى أن شهداءنا هم أيضاّ من جميع الطوائف مما يعني أننا حققنا مبدأ العلمانية على أرض الواقع قولاّ وعملاّ.

5– كيف هي علاقة الحزب بالأفرقاء السياسيين اللبنانيين؟

نحن نختلف مع معظم الأحزاب اللبنانية في أمور مفصلية تمنعنا من التلاقي معهم من حيث العقيدة وأهمها: الإيمان بالقومية اللبنانية، وعلمانية الدولة الرامية الى فصل الدين عن الدولة، والتمسك بهوية لبنان اللبنانية غير المصبوغة بطلاء خارجي كالعروبة وغيرها، أما في بقية القضايا فنحن نتلاقى مع البعض ونتباعد مع البعض الآخر.

المحور الثاني: المبعدين قصراً الى اسرائيل
1– في موضوع اللبنانيين المبعدين قصراً الى اسرائيل، القضية انسانيّة طرحها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته قبرص حيث التقى بك شخصياً، كما أنه طرحها خلال زيارته للجنوب، فهل من بشائر خير على هذا المستوى في هذا الموضوع؟

خلال لقائي بغبطة البطريرك الراعي في قبرص تداولنا بموضوعات مختلفة تتعلق بالأزمة اللبنانية، أما موضوع المبعدين قسراّ الى إسرائيل فإن الأجواء السياسية العامة السائدة في لبنان لا تسمح اليوم في عودتهم الى ديارهم بالشكل اللائق والسليم الذي يجب ان يرافق عودتهم.

2- خصّص أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير كلاماً للمبعدين الى اسرائيل داعياً من لم يتورّط في العمالة أن يعود الى لبنان مؤكداً أن هذا الموضوع لا يحتاج الى اتفاق وأن القضاء هو من يحاسب، هل يتخوّف اهل الجنوب وخصوصاً أهالي المبعدين الى اسرائيل من اجحاف قد يحصل بحقّهم؟ وما هو رأي حراس الأرز بقول نصرالله؟

إن المبعدين الى إسرائيل هم مواطنون شرفاء وأبناء القضية اللبنانية المقدسة، وقد قاموا بواجبهم الوطني في الدفاع عن هذه القضية بكل أمانة واندفاع وإخلاص، وقدموا على مذبح الوطن أغلى التضحيات للحفاظ على منطقة لبنانية عزيزة تركتها الدولة وتخلّت عن أهلها لأكثر من ثلاثين سنة. وهذا يعني أن صفة العمالة لا تنطبق عليهم بل على الذين باعوا لبنان وشعبه ومؤسساته الى الاحتلال الفاسطيني – السوري – الإيراني – العروبي وما زالوا حتى الساعة يبيعون ويشترون من دون رادع من ضمير أو حسِ وطني.

3– أضاء أبناء قريتك في عين إبل الشّموع تضامناً مع المبعدين قصراً الى الأراضي المقدّسة، بكلماتٍ من القلب ماذا يقول إتيان صقر للمناضلين الجنوبيين؟

أنا أتضامن مع أبناء قريتي في حركتهم المؤازرة للمبعدين الى إسرائيل وأدعم كل ما يقومون به في سبيل إيقاظ الضمير اللبناني والعالمي لحل هذه المأساة المزمنة بشكل يتناسب مع التضحيات الجسيمة التي قدمها هؤلاء الأبطال، وبالسرعة القصوى التي تتطلبها عودتهم خوفاً من أن يذوبوا في المجتمع الإسرائيلي. إنني في هذه المناسبة أرسل تحياتي الطيبة الى القيّمين على هذا التحرك، والى أهالي بلدتي الحبيبة وأهالي الجنوب عامة متمنياً لهم كل التوفيق في ما يسعون اليه، والى المبعدين في اسرائيل، فأنا ومعي كل الشرفاء في لبنان نقف معهم بقوة وعزم ونتمنى عليهم ان يمارسوا المزيد من الصبر والعضّ على الجراح بانتظار الفرج القريب بإذن الله.

المحور الثالث: لبنان والجوار العربي
1– في ظلّ الثورات التي تشهدها المنطقة العربية، ألا تتخوّفون من مدّ سلفي قد يطال لبنان وبالتالي يقضي على تعدّد الثقافات وتنوّعها؟

نبدأ بالقول إن جميع الشرفاء في لبنان والأحرار في العالم يجب أن يقفوا الى جانب الشعوب المقهورة المنادية بالحرية والكرامة ضد أنظمتها الاستبدادية والقمعية والشمولية والدكتاتورية، وذلك بصرف النظر عن الأنظمة البديلة التي قد تفرزها هذه الثورات الشعبية. أما في ما يخص لبنان فإن النظام السوري القائم منذ اربعة عقود ارتكب من الجرائم في لبنان ما يجعلنا نتمنى رحيله نسبة لكمية الخراب والدمار التي أحدثها احتلاله على صعيد البشر والحجر والمؤسسات. لذلك نعتقد أن أي نظام يحل محل النظام السوري الحالي لن يكون أسوأ منه بالنسبة للبنان أياً يكن شكل النظام الجديد ولونه وتوجهاته.

أما مقولة إن نظام الأسد هو حامي المسيحيين في لبنان وسوريا فهي مقولة سخيفة لأن المسيحيين متجذرين في هذا الشرق وبخاصة في جبل لبنان قبل الأسد ووالده بآلاف السنين وهم ليسوا بحاجة لحماية أحد ولا يخشون أحدا بشرط أن تعود القيادات اللبنانية الى ضمائرها وتتضامن في ما بينها وتغلّب مصلحة لبنان العليا على مصالحها الخاصة الضيقة.

2– يصل اليوم الى لبنان لاجئون سوريون، ألا تتخوّفون من اعادة تجربة اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية؟

المقارنة بين اللاجئين السوريين الى لبنان واللاجئين الفلسطينيين لا تجوز باعتبار أن اللجؤ السوري اليوم هو لجؤ مؤقت فرضته الأحداث السورية، وعند انتهائها سيعودون حتما الى بلادهم، بينما ما نخشاه هو اللجؤ الفلسطيني المسدود الأفق والمتزايد العدد يوما بعد يوم، سيّما وأن أحدا لا يقبل بهم على أرضه مما يزيد احتمال توطينهم على أرضنا الضيقة والمكتظة، وهذا ما يقلقنا كثيرا ويجعل منهم قنبلة موقوتة لحروب مقبلة بينهم وبين أجيالنا الطالعة. مع الإشارة الى أن شعار الدولة القائل برفض التوطين لا يكفي، بل عليها أن تقرن هذا الشعار بالمبادرة فورا الى حملة دبلوماسية متواصلة لدى دول القرار لترحيل اللاجئين الفلسطينيين الى البلدان الشاسعة القادرة على استيعابهم.

3– المملكة العربية السّعودية تدعم الثورة في سوريا، وفي المقابل تقمع الحريّة في بلادها، ألا ترى في ذلك سعياً سعودياً لتوسيع التّحالف السني الاقليمي بوجه الشيعية الايرانية؟

من الطبيعي أن تسعى الدول القوية الى توسيع نفوذها على حساب الدول الأخرى المجاورة لها، فإذا كانت السعودية تسعى الى تعزيز نفوذها السني في وجه نفوذ إيران الشيعي، فعلى لبنان أن يحصن نفسه في وجه أي مد طائفي أو سياسي خارجي كي لا يقع فريسة الصراعات الخارجية، وقد عانينا الأمرّين وما زلنا نعاني من وطأة هذه الصراعات، سيّما وان النزاع الطائفي في لبنان غير موجود على مستوى الشعب والأفراد، بل هو من صنع القيادات اللبنانية التي تعيش وتتغذى من هذا الصراع… والحل هو بالعودة الى الجذور اللبنانية الأصيلة، والإيمان الثابت بعقيدة القومية اللبنانية التاريخية التي تبقى هي أساس الحلول لكل مشاكل لبنان القائمة.

حاورته جانو بركات

المصدر: فريق موقع ليبانون ديبايت | التاريخ: 6/2/2012