اتيان صقر _ابو ارز/الثورة إن حَكت … كل كلام عن سيادة الدولة وإصلاح المؤسسات وإعادة البناء ومكافحة الفساد.. الخ، يبقى كلاماً في الهواء ما لم يتم تنفيذ القرار 1559

109

الثورة إن حَكت …كل كلام عن سيادة الدولة وإصلاح المؤسسات وإعادة البناء ومكافحة الفساد.. الخ، يبقى كلاماً في الهواء ما لم يتم تنفيذ القرار 1559
اتيان صقر _ابو ارز/10 آب/2021

إن الجماهير الغفيرة التي ملأت شوارع العاصمة و ساحاتها يوم الأربعاء ٤ آب الفائت أكدت للمراقبين أن الثورة متوقّدة في نفوس اللبنانيين، وانها ما زالت على جهوزيتها وزخمها وألقها، وإن الشعب اللبناني بأكثريته الساحقة يدعمها ويؤيد مطالبها، وبخاصة الأساسية منها وهي ثلاثة :
١_ تطبيق القرار ١٥٥٩ الهادف الى نزع سلاح دويلة “حزب الله” غير الشرعية مقدّمة لدمجها في الدولة الشرعية، علماً أن كل كلام عن سيادة الدولة وإصلاح المؤسسات وإعادة البناء ومكافحة الفساد… الخ ، يبقى كلاماً في الهواء ما لم يتم تنفيذ هذا القرار.
٢_ طرد المنظومة الحاكمة من الملعب السياسي بعد محاكمة جميع أفرادها بجرم تدمير البلاد ونهب خزينتها وإفلاس مصارفها وتجويع شعبها بشكل مقصود ومصمّم وممنهج… وتهريب الأموال المسروقة إلى الخارج.
٣_ كشف ملابسات كارثة تفجير المرفأ من دون إبطاء، وملاحقة جميع المتورطين فيها بدءً بكبار المجرمين وانتهاءً بصغارهم وليس العكس، ودفع التعويضات كاملةً إلى كافة المتضررين بما يتناسب مع حجم خسائرهم البشرية والمادية والمعنوية.
إن هذه المطالب تشكّل المدخل الإلزامي الوحيد لإنقاذ البلاد من الإنهيار الشامل المرتقب، وتحقيقها منوطٌ بهذه الثورة المباركة التي خرجت الأربعاء الفائت كالمارد من القمقم بأعداد هائلة لتقول للجميع نحن هنا، وشعبنا هو وحده صاحب الحق في تقرير مصيره و مصير بلاده.
بناءً عليه نتمنى على شعبنا الحبيب ألّا يعوّل بعد اليوم لا على حكوماتٍ هجينة تخرج من رحم هذه العصابة الفاجرة، ولا على مبادراتٍ خارجية فشلت يوم ولدت، بل على طاقاته الحيّة وسواعد ثواره الأشاوس.
إما لماذا فشلت المبادرة الفرنسية رغم الدعم الأوروبي والأميريكي لها؟
أولا”، لأنها بُنيت على باطل، أي إنها قررت أن تسير عكس حركة التاريخ، وأن تعيد الشرعية الدولية غير المستحَقة إلى العصابة الحاكمة بعد أن فقدت هذه الأخيرة شرعيتها الشعبية دوْساً تحت أقدام المتظاهرين في ثوْرتي ١٧ تشرين ٢٠١٩ و ٤ ٓب ٢٠٢١… مع لفت النظر الى أن الشرعية الشعبية الداخلية هي أساس الشرعية الخارجية والعكس ليس صحيحاً.
ثانيا”، لأنها قررت معالجة أعراض الأزمة لا جوهرها، اي انها اكتفت بالقشور دون الجذور.
ثالثا”، لأنها منحت هذه العصابة الحاكمة فرصةً فريدة لالتقاط أنفاسها وتعويم ذاتها وإعادة لملمت صفوفها، بعد أن كادت تهوي تحت ضربات الثوار وتوشك على السقوط.
رابعا”، والأهم إنها راحت تطلب مكافحة الفساد من المنظومة التي صنعته، وإصلاح المؤسسات من المنظومة التي دمرتها، وحل الأزمة من المنظومة التي أوجدتها.!!!
وإذا كانت باريس، حريصة فعلا” على مساعدة لبنان فما عليها إلا المباشرة فورا” بفرض عقوبتها الموعودة على أفراد العصابة الحاكمة، والكف عن سياسة التهديد والتهويل غير المجدية، وأن تبادر بعدها بتجميد الأموال المنهوبة الموجودة في البنوك الأجنبية تمهيداً لاعادتها إلى الخزينة.
ان حجم الأموال المنهوبة من الشعب اللبناني يقدّر ب٤٠٠ مليار دولار بحسب واشنطن بوست، وإذا كانت هذه الأرقام صحيحة، فإن شعبنا قادر، من خلال طاقاته الشبابية النخبوية التي يكتنزها، أن يعيد بناء جمهورية جديدة وحديثة خلال فترة زمنية قصيرة، تضاهي أرقى دول العالم، وتعيد إلى لبنان كرامته المهدورة و مجده الغابر.
#لبيك_لبنان
اتيان صقر _ابو ارز