فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 08 آب/2021 في كنيسة المقرّ البطريركي في الديمان/ مع نص عظته وعظة المطران عودة/الراعي: نهيب بالجيش السيطرة على كامل أراضي الجنوب ومنع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية حرصا على سلامة لبنان /المطران عوده: المطلوب عملية إنقاذ خطوتها الأولى حكومة تتولى الحوار مع المجتمع الدولي لمساعدة لبنان

103

اضغط هنا لمشاهدة فيدية القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم في كنيسة الديمان اليوم/08 آب/2021

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 08 آب/2021 في كنيسة المقرّ البطريركي في الديمان/ مع نص عظته وعظة المطران عودة

المطران عوده: المطلوب عملية إنقاذ خطوتها الأولى حكومة تتولى الحوار مع المجتمع الدولي لمساعدة لبنان
الأحد 08 آب 2021

البطريرك الراعي: نهيب بالجيش السيطرة على كامل أراضي الجنوب ومنع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية حرصا على سلامة لبنان
وطنية – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه المطران سمير مظلوم والمونسنيور وهيب كيروز ومشاركة القيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان الاب فادي تابت، حضر القداس راهبات الوردية في عبدين، وعدد كبير من المؤمنين وخدمت القداس جوقة رعية بقاعكفرا. بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “يا ابن داود إرحمني” (متى 15: 22)، جاء فيها:
1. فوجئ يسوع، وهو يجتاز منطقة صور وصيدا، بامرأة كنعانيّة، من غير دينه وملّته، تصرخ إليه باسمه البيبليّ وتقول: “يا ابن داود، ارحمني، إنّ إبنتي يعذّبها شيطان” (متى 15: 22). أجل، فوجئ الربّ يسوع بهذه المرأة الكنعانيّة، غير اليهوديّة، تناديه باسمه الإيمانيّ، الذي لم يناده به أحد قبلها. وبكلام آخر كانت تصرخ إليه “كالمسيح المنتظر، حامل الرحمة لبني البشر، وشافيهم من جميع عاهاتهم”. فلم يشأ يسوع إلّا إظهار عظمة إيمانها، فأخضعها إلى محنة الإيمان، عبر الأسلوب الإسائي غير المألوف الذي استعمله معها.
فأوّلًا لم يُعرها أذنًا صاغية. وثانيًا، قال للتلاميذ أنّه لم يأتِ للكنعانيّين بل لبني ملّته. وثالثًا، فيما أتت وسجدت أمامه وكرّرت طلبها بإلحاح، وجّه إليها إهانة أصابتها في صميم كرامتها، إذ قال لها أنّ “خبز البنين لا يُلقى لجراء الكلاب”. أمّا هي فانتصرت بإيمانها الصامد والصبور، وأجابت: “نعم يا سيّدي، والكلاب أيضًا تأكل من الفُتات المتساقط عن مائدة أربابها وتحيا” (متى 15: 27). فامتدح يسوع عظمة إيمانها وفاعليّته، إذ أعلن على مسمع الجميع: “عظيم إيمانك، يا امرأة، فليكن لكِ ما تريدين”. “ومن تلك الساعة شُفيت ابنتها” (متى 15: 28).
نلتمس اليوم، ونحن في محنة الإيمان، نعمةً إلهيّة تشدّد إيماننا وإيمان شعبنا، لكي نصمد في الرجاء ومحبّة الله. فلا بدّ من أن “تنتهي ظلمة الليل وينبثق فجر الخلاص” علينا وعلى شعبنا ووطننا، كما ذكّرنا قداسة البابا فرنسيس في ختام “يوم التفكير والصلاة من أجل لبنان”، في الأوّل من تمّوز الماضي.
2.يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة. فأرحّب بكم جميعًا. وأدعو لكم بالخير والنعم، والإقتداء بصمود بطاركتنا الذين عاشوا في قعر هذا الوادي المقدّس مع المطارنة والنسّاك والمؤمنين، على مدى أربعماية سنة، طيلة عهد العثمانيّين. فقاوموا بالصلاة والصمود والتجذر في الأرض، مقاومة من دون أي سلاح ومساومة وارتهان سياسيّ. عاشوا في قعر هذا الوادي المقدّس، في كرسيّ قنوبين، سعادة الحريّة والإستقلاليّة والكرامة، إلى أن بلغوا مع المكرّم البطريرك الياس الحويّك إلى تجسيدها ثقافة في دولة لبنان الكبير الذي أُعلن في أوّل أيلول 1920.
3. نحتاح اليوم إلى إيمان المرأة الكنعانيّة، البعيدة كلّ البعد عن عقيدة يسوع وملّته. فتخطّت الإنتماء والعقيدة الحَرْفيّة إلى الإيمان بشخص يسوع الذي رأت فيه، دون سواه، القدرة على شفاء ابنتها. فكان صمودها على الرغم من الإمتحان المثلّث الصعب، الضمانة والباب لشفاء إبنتها.
فلتكن الشجاعة لدى الجميع، فيتساءلوا: “هل ديننا إيمان بعقيدة وكلمات، أم إيمان بشخص هو الله؟” فالفرق كبير! قاله الربّ يسوع للمرأة السامريّة: “العبادة الحقيقيّة لله هي بالروح والحقّ، لا هنا وهناك من الأمكنة” (يو 4: 24). وأوضحه بولس الرسول بقوله: “الحرف يقتل أمّا الروح فيحيي” (2 كور 3:6).
هذا الفرق يقودنا إلى التمييز بين الديانة والطائفة. فالديانة هي العنصر الروحيّ الإيمانيّ، أمّا الطائفة فهي الوجه الإجتماعي والتنظيميّ لأتباع هذه أو تلك من الديانات.
هذا الفرق وهذا التمييز هما في أساس فصل الدين عن الدولة في لبنان، والثقافةِ اللبنانيّة وفلسفةِ الميثاق الوطنيّ والدستور؛ وهما في جوهر الكيان اللبنانيّ والنظام وحياد لبنان الإيجابيّ الناشط. فلمّا ربط السياسيّون عبادة الله بالمكان، وتخلّوا عن العبادة بالروح والحقّ! ولمّا ارتبطوا بالحرف وخنقوا الروح، اختلّ عندنا الفصل بين الدين والدولة، وتشوّه ميثاق العيش معًا والمشاركة في الحكم والإدارة، وبلغنا إلى حالة البؤس والإنهيار والتفرقة، واللاثقة والتباغض والعداوة، والسعي إلى إقصاء الغير عن المشاركة في مائدة خدمة الخير العام والوطن. فانحرف لبنان عن ذاته الجوهريّة رغمًا عنه.
4. هذا الواقع المرّ والموجع لم يمسّ بعد قلوب المسؤولين وضمائرهم. فإنّهم لم يغيّروا شيئًا في سلوكهم لا بعدَ مؤتمر ِباريس، ولا بعدَ ذكرى 4 آب التي هزّت الرأي العام الداخليّ والعالميّ، ولا بعد تسخينِ جبهةِ الجنوب في هذه الأيّام لحرفِ الأنظارِ عن قدسيّة ووهج قدّاس شهداء وضحايا انفجار المرفأ على أرضه، وقد استقطب أنظار العالم كلّه ومسّهم في أعماقهم.
ونسأل المسؤولين والسياسيّين: كيف ستُقنعون الشعبَ أنّكم أهلٌ لقيادتِه نحو الخلاص وكلُّ يومٍ تزّجونه في أزمةٍ جديدة؟ كيف ستقنعون العالم أنكم أهلٌ للمساعدةِ ولا تَكترثون بالمؤتمراتِ الدوليّةِ المخصَّصةِ لإغاثةِ اللبنانيّين والجاهزةِ لإنقاذِ لبنان؟ بل كيف ستُقنعون أنفسَكم بأنّكم كنتم على مستوى المسؤوليّةِ والآمال؟ هل فيكم شيء من الإنسانيّة لتشعروا مع الناس ببؤسهم؟
أمّا السؤال الأكبر والأساس فهو: لماذا لا يتمّ تأليف حكومة بعد كلّ ذلك؟
أهو الخلافِ على توزيعِ الحقائبِ الوزاريّةِ؟ فهذا عيب في الظروفِ العادية، ومخزٍ في الظروفِ المأسوّية التي يعيشها اللبنانيّون، وأنتم لم تشعروا بها إلى الآن؟ تَتصارعون على الوزارات، لكنّكم تَتصارعون على ما لا تَملِكون لأنَّها ملك الشعب. فابحَثوا بالأحرى عن وزراءَ يَليقون بالوزاراتِ لا عن وزاراتٍ تؤمِّنُ مصالحَكم.
أم هو خلاف على الصلاحيّات؟ فنقول: “لا يَحِقُّ لأيِّ مسؤولٍ أن يَتذرَّعَ بنقصٍ في صلاحيّاتِه لتغطيةِ تأخيرِ تأليفِ الحكومة، أو لأيّ آخر أن يتَحجَّجَ بفائضِ صلاحيّاتٍ ليَفرِضَ حكومةً على الشعب. فالصلاحيّاتُ لم تكن يومًا مِعيارَ القدرةِ أو العجز عن تشكيلِ حكومة. لذا، ندعو كلَّ مسؤولٍ يَشعُر بأنّه يَتمتّعُ بصلاحياّتٍ إلى تحملِّ مسؤوليّاتِه وتأليفِ الحكومة وإنقاذ البلاد على الفور، والقيامِ بواجباته تجاه شعبِه ووطنِه.
5. إنّنا نقف إلى جانب أهلنا في الجنوب لنشجب توتّر حالة الأمن. وقد سئموا -والحق معهم- الحرب والقتل والتهجير والدمار. وفيما نُدين الخروقاتِ الإسرائيليّةَ الدوريّةَ على جنوب لبنان، وانتهاك القرار الدوليّ 1701، فإنّنا نَشجُبَ أيضًا تَسخينَ الأجواءِ في المناطق الحدوديّة انطلاقًا من القرى السكنيّةِ ومحيطِها. كما إنّنا لا يمكننا القبول، بحكم المساواة أمام القانون بإقدامَ فريقٍ على تقريرِ السلمِ والحربِ خارجَ قرارِ الشرعيّةِ والقرارِ الوطني المنوط بثلثي أعضاء الحكومة وفقًا للمادّة 65، عدد 5 من الدستور. صحيح أنَّ لبنانَ لم يُوقِّع سلامًا مع إسرائيل، لكن الصحيحَ أيضًا أنَّ لبنانَ لم يُقرِّر الحربَ معها، بل هو ملتزمٌ رسميًّا بهدنة 1949. وهو حاليًّا في مفاوضاتٍ حولَ ترسيمِ الحدودِ، ويَبحث عن الأمنِ، والخروجِ من أزَماتِه، وعن النهوضِ من انهيارِه شبه الشامل، فلا يريد توريطه في أعمالٍ عسكريّةٍ تَستدرِجُ ردودًا إسرائيلية هدّامة.
ونَهيب بالجيشِ اللبنانيِّ المسؤول مع القوات الدولية عن أمن الجنوب بالسيطرة على كامل أراضي الجنوب وتنفيذ دقيق للقرار 1701 ومنع إطلاق صواريخ من الأراضي اللبناني لا حرصًا على سلامة إسرائيل، بل حرصًا على سلامة لبنان. نريد أن ننتهي من المنطق العسكري والحرب واعتماد منطق السلام ومصلحة لبنان وجميع اللبنانيّين.
6. نسأل الله أن يستجيب صلاة اللبنانيّين، وينعم علينا بالسلام و”بقيامة” لبنان. له المجد والتسبيح، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.
* * *
#البطريرك_الراعي #البطريركية_المارونية #شركة_ومحبة

المطران عوده: المطلوب عملية إنقاذ خطوتها الأولى حكومة تتولى الحوار مع المجتمع الدولي لمساعدة لبنان
الأحد 08 آب 2021
وطنية – ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: “نسمع في إنجيل اليوم عن أعميين كانا يتبعان الرب يسوع ويصرخان قائلين: إرحمنا يا ابن داود. لحاقهما بالرب يسوع وصراخهما يدلان بوضوح على عزمهما الواضح على طلب الشفاء، وقد عبرا عنه بإلحاح، فخرج صراخهما صلاة مستمرة، فيما كانا يتبعان المسيح. اللافت في هذا الإنجيل أن الرب يسوع انتظر وصوله إلى البيت الذي كان يقصده قبل أن يكلم الأعميين اللذين كانا يصرخان. سعى يسوع كما في مواضع كثيرة أن يشفيهما بعد توسل، حتى لا يعتقد أحدٌ أنه يقوم بالعجائب حبا بالمجد، ولكي يظهر استحقاقهما. الأعميان بقيا مثابرين في الإلتماس، جادين في إثر السيد وإن بدا غير سامع. إن الإلتماس والمثابرة أساسيان في علاقتنا مع الله، لأن اقتبال نور المسيح رهن بالقرار الشخصي لكل إنسان. لذا علينا أن نبرز إرادتنا الحرة في السعي إلى المسيح وطلب الخلاص، والذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص (متى 24: 13)”.
أضاف: “لا شك في أن الرب كان يعرف مقصد الرجلين، لكنه بسؤاله أعطاهما الفرصة لكي يعلنا على الملأ إيمانهما بشخصه وبقدراته الإلهية. لم يسألهما: هل تؤمنان أني أقدر أن ألتمس لكما من الرب ما تريدان، بل قال: هل تؤمنان أني أقدر أن أفعل ذلك؟. تبين أن صراخ الأعميين مستند إلى إيمان متين، لأنهما أجاباه بلا تردد: نعم، يا رب. كان اعتراف الإيمان هذا شرطا لشفائهما، فلمس المسيح أعينهما قائلا: بحسب إيمانكما ليكن لكما. الإيمان الشخصي مفتاح الخلاص وسبيل المسيح إلى قلوبنا (أف 3: 17). لقد ترك المسيح إيمانهما يحدد مسبقا نتيجة فعله، وقد أظهر شفاؤهما أن إيمانهما حقيقي واعترافهما صادق. حادثة شفاء الأعميين تصف لنا علاقة الإيمان بالعجائب، كما تبين لنا كم يعتني المسيح بحياة البشر، وكيف يدبر حياتهم دون أن يلغي حريتهم. قال يسوع للأعميين بعد أن لمس أعينهما: كإيمانكما فليكن لكما، فانفتحت أعينهما. معجزة الإبصار أتت شهادة للحقيقة التي أعلناها ودليلا على قوة فعل الإيمان. الأعميان آمنا ثم أبصرا. هذا دليلٌ على أننا بالإيمان نستحق ما نلتمس، وأن علينا ألا نبني إيماننا على أساس ما يعطى لنا. بالإيمان والجهاد يرتقي الإنسان إلى اقتناء ملكوت الله ويصبح ابنا للنور. وبعد شفائهما، أوصى الرب الأعميين بلهجة صارمة ألا يعلنا العجيبة. إذا ربطنا وصية المسيح هذه بسؤاله: هل تؤمنان أني أقدر أن أفعل هذا؟ نرى احترام المسيح الكبير لحرية الإنسان. هو لا يريد إجبار أحد على قبول شخصه، ولا يريد أن يأتي ذلك نتيجة حدث مدهش. العجيبة هي نتيجة الإيمان، وليس الإيمان نتيجة العجيبة، والمسيح لم يرد أن يصنع العجائب ليدهش العالم وينشئ أتباعا له. لم يرد أتباعا يحبون مصلحتهم الشخصية، بل أراد تلاميذ مؤمنين به”.
وتابع: “أمر آخر يجب التشديد عليه وهو أن الرب يسوع، بطلبه إلى الأعميين أن يبقيا الأمر سرا، رغم علمه بأنهما سيحدثان بما صنع الله لهما، يرسم لنا قدوة نتبعها. هو يعلمنا بالمثال أن لا نسعى إلى استعراض فضائلنا بل أن نبقيها مكتومة، والله يكشفها متى رأى فيها بنيانا للآخرين. فإن كان فينا شيء من فضيلة فهو نعمة من الله لا فضل لنا بها. ومن شاء التمثل بالسيد لا تعنيه ذاته وأعماله بل يهتم بخير الآخرين. ابن الله الوحيد، يسوع المسيح، المساوي للآب في الجوهر، والذي به كان كل شيء، لم يتجسد وينحدر إلى عمق حياتنا الأرضية باستعراض مجد وقوة، بل وديعا، متواضعا، حاملا آلامنا وأحزاننا (إش 53: 3-4). أفلا يخجل كل إنسان يستعرض فضائله وينشر حسناته وعطاياه؟”
وقال: “هذا الإنجيل هو دينونة لكل مسؤول أو سياسي أو زعيم يساعد الناس، ثم يذكرهم بما فعل. إن كان المسيح نفسه لم يطلب مقابلا لما صنع مع البشر، بل كان دوما يطلب منهم أن يبقوا على صمتهم، كيف يمكن لإنسان أن يملي على من ساعدهم القيام بما لا يريدون؟ وكيف يذعن البشر لأوامر من يساعدهم مرة ثم يغيب إلى حين تقتضي مصلحته؟ الزعماء والسياسيون لا يعرفون شعبهم إلا عند المصلحة الشخصية. لذلك من واجب المواطن أن يكون واعيا ومسؤولا في خياراته. ويؤسفنا أن المجتمع الدولي يهتم أكثر من ذوي السلطة بلبنان وكيفية إنقاذه مع شعبه. قرأنا في بيان الرئاسة الفرنسية بعد اجتماع 4 آب: إن أفضل مورد للبنان هو شعبه، وإن الأزمة وتداعيات المماطلة السياسية تؤدي إلى ارتفاع عدد اللبنانيين الذين يغادرون بلدهم. هذا خطرٌ أساسيٌ على مستقبل لبنان، وهو يقوض حاليًا القطاعات النخبوية في لبنان، وخصوصًا في مجالي التربية والصحة”. هلا فهم مسؤولو بلدنا، أن من لم يقضوا عليهم بواسطة التفجير سيقضون عليهم بواسطة التهجير! ما الغاية من إفراغ البلد من شبابه ومثقفيه وخيرة ثروته البشرية؟”
أضاف: “ورد أيضا في البيان الفرنسي: أشار المشاركون إلى أن قيام حكومة لتنفيذ الإصلاحات التي لا غنى عنها، وبشكل فوري، هي الخطوة الأولى لمجهود دائم لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان… وأن الاقتصاد البنيوي والمساعدة المالية، تقتضي تغييرات عميقة منتظرة من القادة اللبنانيين. كيف يكون مسؤولا من لا يعرف مسؤولياته تجاه شعبه، ولا يعرف إدارة بلاده، ولا يعرف كيف يصلح ما فسد؟ المطلوب تحرك فوري، عملية إنقاذ ضرورية، الخطوة الأولى فيها تشكيل حكومة تتولى الحوار مع المجتمع الدولي لمساعدة لبنان. لكن المماطلة سيدة الموقف منذ انفجار 4 آب الكارثي، ولم نشهد إلا تعقيدات وتعطيلا. بلاد منكوبة، اقتصاديا وماليا وصحيا وتربويا، دون أن ننسى النكبات التي خلفها تفجير العاصمة، ومسؤولونا مرتاحون على عروشهم، يأخذون وقتهم في اتخاذ القرارات المصيرية التي كان يجب أن تتخذ منذ سنة”.
وتابع: “منذ يومين عيدنا لتجلي الرب. على جبل ثابور، شاهد الرسل مجد الرب المتجلي، وبعد عظم ما شاهدوه، طلب منهم الرب يسوع أن لا يحدثوا أحدا بما أبصروا، إلا متى قام ابن الإنسان من الأموات (مر 9: 9). يعلمنا الرب يسوع، من خلال كل ما قام به، أن التواضع والصمت هما أساس المجد الذي لا يزول. الأساس هو العمل المجدي والفعال لا الشعارات والوعود والإستعراضات. الوقت لم يعد وقت كلام بل وقت أفعال. بعد الذكرى السنوية للمأساة التي ضربت بيروت شعرنا بالغضب الكبير الذي يعتمر في صدور المواطنين، وهم على حق لأننا لم نشهد منذ ذلك اليوم الأسود ما يثلج الصدور. الأمور تتدهور والشعب يختنق وما زال من بيدهم القرار يتسابقون للحصول على مكسب إضافي. هل تشكيل حكومة بهذه الصعوبة؟ إن صفت النيات وتخلى الجميع عن مصالحهم يتم التشكيل في أيام معدودة. أمام هؤلاء، لا يمكننا إلا أن نثمن جهود كل الجنود المجهولين الذين لولاهم ما بقي بلد، أعني المعلمين والممرضين والأطباء والمسعفين والإطفائيين وعمال النظافة وغيرهم الكثير. هؤلاء هم مداميك الوطن ودعاماته، وما على المسؤول سوى أن يكون خادما أمينا للحفاظ عليهم مثلما يحافظون هم على البلد وأبنائه”.
وختم عوده: “في النهاية، يعلمنا الرب يسوع في تجليه، وفي إنجيل اليوم، طريقة الإحسان العملية التي لا تستعبد الحرية، كما يعلمنا أن المجد لا يصل إليه الإنسان بالكبرِياء والتسلط، بل بالخفر والتواضع. لذا، دعوتنا اليوم أن نتعلم كيف نفعل أكثر مما نتكلم، لأن حقل الرب وتراب الوطن يحتاجان إلى فلاحين، لا إلى فلاسفة ومنظرين ومستنفعين”.