فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم 01 آب/2021 البطريرك الراعي في كنيسة الديمان/نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة/الراعي: البلاد لا تحتمل المراوغة والمناورة بل حكومة إنقاذ فلا تتأخروا/المطران عوده: نطالب مع الأهالي بتحقيق دولي في انفجار المرفأ ما لم يتوصل القضاء اللبناني لقول كلمة العدل

54

اضغط هنا لمشاهدة فيديو القداس/فايسبوك/01 آب/2021

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم 01 آب/2021 البطريرك الراعي في كنيسة الديمان/نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة.
الراعي: البلاد لا تحتمل المراوغة والمناورة بل حكومة إنقاذ فلا تتأخروا

المطران عوده: نطالب مع الأهالي بتحقيق دولي في انفجار المرفأ ما لم يتوصل القضاء اللبناني لقول كلمة العدل
الأحد 01 آب 2021

الراعي: البلاد لا تحتمل المراوغة والمناورة بل حكومة إنقاذ فلا تتأخروا
الأحد 01 آب 2021
وطنية – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه النائب البطريركي العام المطران جوزيف نفاع، رئيس مزار سيدة لبنان الأب فادي تابت، خادم رعية حصرون القاضي انطوان جبارة، القيم البطريركي في الديمان الأب طوني الآغا، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، وحضر القداس النائب جوزاف اسحق، النائب السابق أنطوان زهرا، رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في القوات اللبنانية أنطوان مراد، رئيس بلدية حصرون جيرار السمعاني وعدد كبير من ابناء رعية حصرون ومختاريها، نجل الوزير والنائب الراحل الياس الخازن سمير الخازن، وفدان من القوات وكشافة لبنان كفرحباب، وخدمت القداس جوقة رعية حصرون.
وبعد الانجيل المقدس، القى البطريرك عظة قال فيها: “لما تواجد زكا الخاطي والغني، مع يسوع وقف وقفة وجدانية وقال: يا رب، ها أنا أعطي نصف أموالي للفقراء، وإن كنت قد ظلمت أحدا بشيء، فإني أرده أربعة أضعاف (لو 19: 8). من وعد زكا ليسوع تبينت خطاياه وتوبته العفوية وعزمه على التعويض. إعترف أنه لم يبال يوما بالفقراء، وأمسك يده عن مساعدتهم وعاطفة قلبه عن التحنن عليهم. فتاب، وقرر التعويض عن خطيئته بإعطائهم نصف أمواله. واعترف أنه ظلم الناس في جباية العشر، طالبا منهم أكثر من المتوجب ومختلسا الفرق. فتاب، وقرر التعويض برد ما ظلمهم به أربعة أضعاف.
عندئذ قال يسوع: اليوم دخل الخلاص هذا البيت (لو 19: 9). أجل، طريق الخلاص الأبدي يمر عبر محبة الإنسان واحترامه في حقوقه، ومساعدته في حاجاته، على ضوء إنجيل يسوع المسيح”.
أضاف: “يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، مرحبا بكم وعلى الأخص برعية حصرون العزيزة، بكهنتها ورئيس بلديتها ومختاريها وسائر أهاليها، المقيمين والمنتشرين، مصليا معكم من أجلهم أحياء وأمواتا، أصحاء ومرضى، صغارا وكبارا. وأحيي عائلة المرحوم الشيخ سمير إبن المرحوم النائب والوزير الشيخ الياس الخازن من عجلتون العزيزة. وقد ودعناه بكل أسى منذ 17 يوما مع زوجته وأولاده وشقيقه وشقيقاته وعائلاتهم. نصلي في هذه الذبيحة المقدسة لراحة نفسه، وعزاء عائلته. كما نرحب بوفد حزب القوات اللبنانية، وبكشافة لبنان فوج مدرسة راهبات القلبين الاقدسين كفرحباب”.
وتابع الراعي: “لم يشهر يسوع بخطايا زكا، الغني ورئيس العشارين (لو 19: 2)، كما فعل الجمع (راجع الآية 7)، وما ان وقف زكا في حضرة يسوع، الذي استقبله مسرورا في بيته، حتى إخترق نور أعماق قلبه وضميره. فارتسمت أمامه كل حياته الماضية بتلوثاتها. فكان اعترافه العفوي وتوبته وتعويضه. كم نحن، كل واحد وواحدة منا، بحاجة لأن يقف في حضرة الله القدوس، ويتمثل بزكا الغني ورئيس جباة العشر للدولة، فلو فعل ذلك اصحاب السلطة والسياسة عندنا، لما وصلت أحوال لبنان واللبنانيين إلى هذا الإنهيار الكامل السياسي والإقتصادي والمالي، ولما عم الفساد الوزارات والإدارات والمجالس والهيكليات، ولما تفاقم الجشع وبات القوي يأكل الضعيف، ولما مد أهل السياسة يدهم على المال العام والإدارة والقضاء وبعض الأجهزة الأمنية، ولما سعوا إلى إدخال الروح الطائفية والمذهبية في ممارسات الوزارات والمؤسسات العامة والتوظيف فيها، حتى بتنا نرى بكل أسف تطبيق مقولة صيف وشتاء على سطح واحد”.
وأردف: “يحتفل الجيش اللبناني اليوم بعيده ومعه يحتفل جميع اللبنانيين. وإذ نهنئه قيادة ورتباء وجنودا، فإننا نؤكد ثقتنا بهذه المؤسسة العسكرية التي تربطها بالشعب اللبناني تاريخيا قصة ود خاصة. فالجيش اللبناني هو المناط به الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله، ومسؤولية حماية الشعب في أمنه الوطني تجاه الفتن والمخططات المشبوهة والإرهاب. وقد أثبت الجيش قدرته على مواجهة التحديات. وكانت معاركه في الجرود والجبال والسهول والسواحل والمعسكرات معارك ظافرة. وإنا نقف وقفة اجلال وصلاة لراحة نفوس شهداء الجيش وعزاء عائلاتهم. وفيما تمر المؤسسة العسكرية بضائقة مادية نتيجة الأوضاع المتردية، نشكر جميع الدول الشقيقة والصديقة التي لبت نداء قائد الجيش، وتعاطفت مع جيشنا الحبيب، وأمدته بالمساعدات الأساسية من مختلف الانواع ليتمكن من مواصلة القيام بواجباته وضمان سلامة المجتمع، خصوصا في هذه المرحلة المحفوفة بالتطورات”.
وقال: “بعد ثلاثة أيام يطل علينا الرابع من آب حاملا صدى الانفجار، وعمق المأساة، وآثار الجروح، وهول الكارثة. يطل علينا مثخنا بدماء الضحايا والشهداء، ومبللا بدموع الأمهات والآباء والأبناء وذوي القربى. سنة مضت ونحن ننتظر الحقيقة ونتيجة عمل القضاء الذي من واجبه أن يقدم بشجاعة ومن دون خوف من تهديد، أو وعيد، أو ترغيب مباشر، أو غير مباشر. لا يجوز لمسار التحقيق أن يقف عند حاجز السياسة والحصانات. يجب أن تلتقي شجاعة الشهادة وشجاعة القضاء لنصل إلى الحقيقة. إن عرقلة سير التحقيق اليوم يكشف لماذا رفض من بيدهم القرار التحقيق الدولي بالأمس، ذلك أن التحقيق الدولي لا يعترف بالعوائق والحجج المحلية. فكما نريد الحقيقة نريد أيضا حكومة تتم بالإتفاق بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وفقا لنص الدستور وروحه، ولميثاق الشراكة المتساوية والمتوازنة، وبموجب الضمير الوطني. كما جرت العادة مذ كانت دولة لبنان الكبير، قبل اتفاق الطائف وبعده. ونترقب أن تتم ترجمة الأجواء الإيجابية المنبعثة من المشاورات بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية بإعلان حكومة جديدة يطلان بها على الشعب والعالم. لا يجوز أن يبقى منصب رئاسة مجلس الوزراء شاغرا. ولا يجب أن يبقى العهد في مرحلته النهائية بدون حكومة. لم يعد الوضع يحتمل انتظار أشهر أو أسابيع ولا حتى أيام. لسنا في سباق مع الوقت، بل مع الانهيار والعقوبات الدولية. إذا وجدت النية والإرادة، تؤلف الحكومة بأربع وعشرين ساعة. لكن، ليس كل ما يشتهيه الشعب يدركه الحكام. لكننا لا نيأس، لأن إرادة الشعب تبقى الأقوى، ولأن صوت الله قادر على اختراق ضمير المسؤولين مهما تحجر”.
وتابع: “شاهدنا كيف إن مجرد تكليف شخصية لتشكيل الحكومة انخفض سعر الدولار فورا بضعة آلاف ليرة، فكيف إذا تشكلت الحكومة وكانت على مستوى الآمال؟ لكن يبدو أن التأليف لا يزال يصطدم بنوع آخر من الحصانات هي حصانات الهيمنة ونفوذ السياسيين، وحصانات الأحزاب والكتل والمصالح والمحاصصة والولاءات الخارجية، كما يصطدم بحسابات تتعدى تأليف حكومة إنقاذ. والمضحك المبكي أن الجميع أعلنوا بالأمس أنهم لا يريدون شيئا، وها هم اليوم يريدون كل شيء. كيف يعلنون أنهم يريدون حكومة تقنيين واختصاصيين ومستقلين وغير حزبيين، ويريدون، بالمقابل، أن يختاروا هم الحقائب ويسموا الوزراء؟ البلاد لا تحتمل المراوغة والمناورة. بل تحتاج حكومة إنقاذ فلا تتأخروا. الشعب يقف على خط تماس بين ولادة حكومة تنقذه أو تجديد ثورة تخلصه”.
وختم الراعي: “لقد بدأت قصة خلاص زكا الكبيرة من التفاتته الصغيرة نحو يسوع إذ سبقه وتسلق جميزة أريحا ليرى يسوع، لأنه كان قصير القامة، والجمع غفير. زكا الغني ورئيس العشارين يخرج من ذاته، ينسى ذاته، يتصرف كالأطفال، فرأى يسوع أعماق قلبه. يا رب، أعط كل واحد وواحدة منا، ولا سيما الأغنياء والنافذين وذوي السلطة والسياسة، أن يخرجوا من أكتفائهم وهالتهم وأنانيتهم وكبريائهم، ليروك فيما أنت تمر في أريحا كنائسنا ودور العبادة، وفي أريحا الفقراء والجائعين والمرضى والمظلومين، لكي تخرق نظرتك قلوبنا، وتبدل حياتنا كما فعلت مع زكا أريحا”.

المطران عوده: نطالب مع الأهالي بتحقيق دولي في انفجار المرفأ ما لم يتوصل القضاء اللبناني لقول كلمة العدل
الأحد 01 آب 2021
وطنية – ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس الإلهي في كنيسة القديس نيقولاوس في الأشرفية، وأقام خلال القداس جنازا لراحة نفوس جميع ضحايا انفجار مرفأ بيروت، بمشاركة أهالي الضحايا وفوج الإطفاء وجموع من المصلين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: “نرفع اليوم الصلاة معا من أجل راحة نفوس جميع الأحبة الذين أودى بهم انفجار 4 آب، هذا الزلزال الذي ضرب عاصمتنا، وبشكل خاص منطقة الأشرفية، وحصد أرواحا بريئة، وأصاب الآلاف بجروح جسدية ونفسية عميقة، ودمر البيوت والمؤسسات، وقضى على تراث وتاريخ، والأهم أنه قضى على مستقبل عائلات فقدت معيلها أو فجعت بفلذة كبدها أو خسرت سقفا يحميها وملاذا تأوي إليه. الكارثة عظيمة. مئات الضحايا وآلاف الجرحى والبيوت المنكوبة والمؤسسات المدمرة، ولم نعرف حتى الآن سبب ما حل بنا والمسببين. شبح الموت ما زال مخيما على بيروت الحبيبة، وأنين المصابين والمتألمين ما زال يملأ آذاننا، وما زلنا نعيش في غموض مميت. سنة انقضت ولم تكشف الحقيقة. سنة آلام ودموع وغضب مرت على أهل هذه المنطقة ولم يتوصل المعنيون إلى جواب يشفي غليل المصابين، أو يطرد الخوف من قلب طفل يتيم، أو يبرد حرقة أم ثكلى أو أب مفجوع أو عائلة منكوبة. أتراه صدفة أم عملا مقصودا منع ظهور الحقيقة؟ وهل بذل الجهد المطلوب من أجل كشفها أم أن العصي في الدواليب تتضاعف كلما تقدم التحقيق واقترب من بعض الحقيقة؟”
وسأل: “أليس هذا ما يفضحه تقاعس كل من يتهرب من مساعدة التحقيق وكشف المعلومات والتلطي وراء عراقيل وحصانات هي ساقطة أمام دم الأبرياء وأرواح الضحايا؟ كيف بإمكان هؤلاء النظر في عيون من أدمى قلوبهم الانفجار؟ هل فكروا مرة واحدة لو كانوا مكانهم ما كانت ردة فعلهم؟ وما كان عليه وضعهم وشعورهم؟ هل فكر كل واحد منهم بما يشعر من فقد أبا أو أما أو ولدا أو زوجا أو رفيقا؟ وبما يشعر من دمر بيته أو فقد نظره أو أحد أعضائه؟ وبعد، هل بإمكانه أن يستل سيف حصانته ليبعد عنه كأس التحقيق؟ وهل يتسلح بمكانته ومركزه وطائفته ليتهرب من الإدلاء بشهادته؟ هذه الشهادة التي قد تنير التحقيق وتساعد المحقق في الوصول إلى الحقيقة؟ وهل مثول المسؤول أمام القاضي بهذه الصعوبة؟ كيف يواجه الشعب وهو يخل بأبسط واجباته؟ ولو لم يكن لديه ما يخشاه هل يتردد لحظة؟”
وقال: “عيب أن يتقاعس إنسان ويتعامى عن واجبه. ألا يحرقكم دم الطفلة البريئة ألكسندرا؟ ألم يمزق أحشاءكم رحيل الشاب الياس المشبع بالحياة؟ ألا يؤرق مضجعكم سقوط الممرضات في مستشفى القديس جاورجيوس، وغيره من المستشفيات، وهن يضمدن جراح من قد يكون أحد أقربائكم؟ أو سقوط المرضى الذين جاءوا يتوسلون الشفاء فإذا بهم ضحايا عمل آثم لا يد لهم فيه؟ ألا يؤنب ضمائركم يوميا سقوط أبطال فوج الإطفاء الذين استدعوا ولبوا النداء، لكنهم لم يعودوا لأن أشلاءهم اختلطت بركام المرفأ؟ ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟ وما ذنب أهلهم؟ وما ذنب كل ضحايا هذا الإنفجار المجنون؟ أليس من واجبنا جميعا، مسؤولين ومواطنين، ألا يهدأ لنا بال قبل أن نعرف بوضوح ما حل بعاصمتنا وأبنائها، ولماذا، ومن كان وراء هذه الكارثة المشبوهة؟ ومن أتى بالمواد القاتلة؟ اعتمادنا على القضاء كبير وأملنا أن يتابع المحقق عمله بنزاهة وصدق وشجاعة. كما نأمل أن تتضافر الجهود من أجل مساعدته على جلاء الحقيقة. وليتذكر كل قاض أنه صوت العدالة والضمير، وهذا الصوت يكون عاليا. وإذا لم يتوصل القضاء اللبناني إلى قول كلمة العدل باسم الشعب اللبناني، بسبب التدخل السياسي وإعاقة التحقيق، نشجع الأهالي ونطالب معهم بإنشاء لجنة تحقيق دولية للنظر في أفظع جريمة حصلت في هذا العصر”.
أضاف: “حرام، بل جريمة الاستهانة بأرواح اللبنانيين ودمائهم. هؤلاء لم تلدهم أمهاتهم للموت، واللبناني لم يبن بيته ليراه ينهار، ونحن لم نشيد مؤسساتنا لتكون طعما للخراب. إن ما قاله فخامة الرئيس من أن لا أحد فوق العدالة مهما علا شأنه يجب أن يدفع الجميع إلى الإدلاء بشهاداتهم تسهيلا للتحقيق واحتراما لدماء الضحايا. سمعنا في الرسالة التي تليت علينا قول بولس الرسول كونوا ماقتين للشر وملتصقين بالخير، محبين بعضكم بعضا حبا أخويا، مبادرين بعضكم بعضا بالإكرام. أين نحن من مقت الشر ومحبة بعضنا بعضا وقد مرت سنة كاملة ولم نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام؟ أين دولة القانون والعدالة والمساواة والحق، دولة المواطنة التي تحمي المواطن وتعطيه حقوقه كلها وتفرض عليه القيام بكافة واجباته؟ نحن بحاجة إلى مواطنين في دولة واحدة، متساوين في الحقوق والواجبات، لا إلى شعوب على أرض واحدة يتناتشون ثروات الدولة ويسرقون مقدراتها. لكننا ما زلنا نشهد انعدام المسؤولية وغياب الأخلاق وموت الضمير. ما زلنا نسمع بالحصص والحقوق والمكتسبات، أما المواطن فليتدبر أمره. مسكين إبن بلادي، من مات ظلما وقهرا وإغتيالا وتفجيرا، ومن لم يمت، لكنه يعاني الألم والحزن والجوع والذل واليأس. وكأن البلد متروك على قارعة الأمم لأن ذوي القلوب الحجرية المملوءة حقدا وثأرا وكيدية ولا مبالاة يسدون كل نافذة أمل ويصدون كل إمكانية مساعدة أو حل”.
وتابع: “ما حصل في 4 آب لم يستأهل استنفار الدولة كلها من أجل كشف الحقيقة، مع أن أركان الدولة وعدوا ليلة الكارثة بعدم تمريرها دون محاسبة. وما يحصل منذ قيام الإنتفاضة الشعبية التي رفضت الواقع المرير يؤكد أن ما يلزمنا هو تغيير جذري في الذهنية وفي ممارسة السلطة. لم يعد مسموحا الاستهانة بحياة المواطنين ومستقبلهم. لم يعد مقبولا تقديم المصلحة الخاصة على مصلحة المواطنين، وتيئيس الشعب وتهجيره. أين المصلحة الوطنية في كل ما نعيش؟ ألا يستحق هذا الشعب الذي ذاق الأمرين مسؤولين يعون عظم المسؤولية ويعملون بإنسانية وأخلاق وتصميم على رسم طريق الخروج من الجحيم الذي نحن فيه؟ ممارسة السلطة يجب أن تخضع للأخلاق، وتلتزم القيم والمبادئ الإنسانية، وتهدف إلى خدمة الإنسان والمجتمع”.
وقال: “نحن بحاجة إلى مسؤولين يحترمون الدستور ويطبقونه بلا استنسابية. نحن بحاجة إلى احترام أسس الديموقراطية، وفصل السلطات، وتحصين القضاء، واحترام القانون، واعتماد المساءلة والمحاسبة دون تمييز. والمحاسبة تكون من الشعب أولا. إن لم يكن الشعب واعيا واجباته لن يتمكن من تحصيل حقوقه. فيا أبناء بيروت ويا أيها اللبنانيون لا تيأسوا ولا تهجروا أرضكم ووطنكم بل تشبثوا بالأرض التي جعلكم الرب فيها. بيروت دمرتها الخطيئة مرات، لكنها في كل مرة كانت تعود أبهى مما كانت. لبنان كرم غرسه الرب، وسنوه تمتد إلى العهد القديم، وهو مذكور أكثر من سبعين مرة في الكتاب المقدس. وهو باق بمشيئة الله وبمحبة بنيه الأمناء له. لا تخافوا لأن القيامة لا بد آتية بعد الآلام التي تعيشونها. ثقوا بالله الذي هو أكبر من كل من يعتبر نفسه كبيرا وسيدا على إخوته البشر. السيد الحقيقي هو الرب يسوع المسيح الذي صلب من أجل خلاص البشر وأسس لهم نهج المحبة والتضحية والقيامة والحياة”.
أضاف: “لا تنسوا أحباءكم وما حل بهم وبكم ولكن تشبثوا بالأمل وليكن رجاؤكم بالله عظيما. لا تدعوا أحدا يسرق طموحكم وسعادتكم. أرفضوا الذل والإهانة والاستهتار بحياتكم ومستقبل أولادكم. لا تتهاونوا في كل ما يخص حياتكم ووطنكم. إرادة الحياة ستنتصر. الحق سينتصر. بيروت لا تستحق إلا الحياة، ومن صمد على غدر الزمان سينتصر على غدر البشر، لأن الخلاص لا يأتي إلا من لدن الرب. أصمدوا، تشبثوا بالأمل. بيروت عصية على العابثين بها وبأولادها لأن الله معينها ومنقذها. إتكلوا عليه وهو لا يخذل محبيه”.
وختم عوده: “ألا رحم الله كل الأحباء وعزى قلوبكم وبلسم جراحكم الجسدية والنفسية وحفظكم وحفظ هذا البلد من كل إثم وشر. وفي عيد الجيش، نسأل الله أن يحفظ جيشنا ويمنحه كل قوة وبركة لكي يبقى حامي الوطن ودرعه الأمين”.