فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم الأحد 18 تموز/2021 البطريرك الراعي في كنيسة الديمان/نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة/الراعي: لتتكاتف القوى وتسم شخصية سنية على مستوى التحديات البلاد لا تواجه أزمة حكومية عادية بل انقلابا جارفا على الدستور والمؤسسات/عوده: تغليب العواطف السلبية لا يبني بلدا والمطلوب تضحيات

68

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم الأحد 18 تموز/2021 البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة المقرّ البطريركي – الديمان/نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة

أضغط هنا لمشاهدة فيديو القداس الذي ترأسه في الديمان اليوم البطريرك الراعي

المطران عوده: تغليب العواطف السلبية لا يبني بلدا والمطلوب تضحيات/الأحد 18 تموز 2021

البطريرك الراعي: لتتكاتف القوى وتسم شخصية سنية على مستوى التحديات البلاد لا تواجه أزمة حكومية عادية بل انقلابا جارفا على الدستور والمؤسسات
الأحد 18 تموز 2021
وطنية – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، عاونه فيه القيم البطريركي في الديمان الأب طوني الآغا وأمين سر البطريرك الأب هادي ضو. وحضر القداس النائب جورج عطاالله ورئيس مستوصف دير مار شربل الجديدة ايلي تنوري وعدد كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان “روح الرب علي: مسحني وأرسلني” (لوقا 4: 18). وقال فيها: “دخل يسوع كعادته يوم السبت إلى مجمع الناصرة، وقام ليقرأ من نبوءة أشعيا كلاما قيل فيه قبل خمسماية سنة وهو: روح الرب علي: مسحني وأرسلني (لوقا 4: 18). بهذه النبوءة انجلت هويته ورسالته التي أشرك فيها الكنيسة، جسده السري وهو رأسها. فأصبحت بالتالي هوية المسيحيين ورسالتهم يقبلونها بمسحة الروح القدس في المعمودية والميرون. وفي النبوءة أيضا اعتلن الزمن المسيحاني الجديد”.
أضاف: “يسعدنا أن نحتفل بهذه الليتورجيا معكم ومع رعية الديمان العزيزة فنحيي كاهنها الخوري حبيب صعب، ولجنة الوقف ورئيسها الخوري خليل عرب وكل ابناء وبنات الديمان الاحباء. فنهنئكم على ما أنجزتم في الكنيسة الجديدة بسخائكم وسخاء أبناء الديمان المنتشرين والمحسنين. نذكرهم ونذكركم جميعا في هذه الذبيحة المقدسة، أحياء وأمواتا، أصحاء ومرضى. ونلتمس من الله، بشفاعة القديس شربل في يوم عيده، أن نلتزم بحفظ هويتنا المسيحية والقيام برسالتنا. روح الرب علي: مسحني وأرسلني. هذه هي هويتنا المسيحانية،
الروح يملأ بشرية يسوع ويكرسه لرسالة الفداء والخلاص. فظهر إنسانا مثلنا بملء إنسانيته، وكشف الإنسان للإنسان، ودعوته السامية. اشتغل بيدي إنسان، وعمل بإرادة إنسان، وأحب بقلب إنسان. وشابهنا في كل شيء، ما عدا الخطيئة (عب 4: 15). لكون المسيح رأس جسده الذي هو الكنيسة، فقد أشرك كل أعضاء الجسد بمسحة الروح بواسطة سري المعمودية والميرون. هذا الروح جعلنا كمسيحيين على شبه صورة المسيح في إنسانيته، الذي هو على ما قال بولس الرسول: البكر بين أخوة كثيرين (روم 8: 29؛ كول 1: 18)”.
وتابع: “وأرسلني: هذه رسالتنا المسيحانية، رسالة المسيح الخلاصية بحسب نبوءة أشعيا تشمل ستة أبعاد، وسلمها للكنيسة ليقوم بها رعاتها وأبناؤها وبناتها، بالوسائل الروحية والأسرارية، وبواسطة مؤسساتها على اختلاف أنواعها. هذه الأبعاد هي: أولا تبشير المساكين أي حمل البشرى الإلهية لكل إنسان منفتح العقل والقلب على الله، بوداعة وتواضع، للاستنارة بنوره، والامتلاء من عزائه ومحبته، من دونهما فراغ في حياة الانسان عبر عنه القديس أغسطينوس بقوله: لقد خلقتنا لك يا رب، ويظل قلبنا مضطربا فينا إلى أن يستقر فيك. ثانيا، شفاء منكسري القلوب يعني الغفران للتائبين، والتعزية للحزانى، والتشجيع للذين يعيشون ألم التهميش أو عدم فهمهم أو العزلة. ثالثا تحرير الأسرى بممارسة العدالة الملطفة بالانصاف والرحمة؛ عدالة مرتكزة على الحقيقة الموضوعية، ومنزهة من كل كذب وتضليل وافتراء، ومحررة من كل تدخل سياسي أو تسييس. وتحرير من هم أسرى مواقفهم وآرائهم المتصلبة، وأسرى الإدمان على المخدرات أو المسكرات. رابعا، إعادة البصر للعميان يعني بصر العقل المنحرف عن نور الحقيقة، وبصر الضمير الذي يخنق صوت الله، وبصر القلب المتحجر ورافض الحب والمشاعر الإنسانية. خامسا، الإفراج عن المظلومين من كل أنواع الظلم والعبوديات، ومن الاستغلال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وانتشالهم من حالة الخطيئة والعادات السيئة. سادسا، إعلان سنة مرضية عند الرب: هذا هو الزمن المسيحاني الجديد. إنه زمن ملكوت الله: ملكوت الحقيقة المحبة والحرية والعدالة والأخوة والسلام. هذا الزمن يشكل التزام الكنيسة بنشر هذه الثقافة المسيحية”.
وقال: “إننا باسم الشعب الفقير والمقهور والجائع والمشتت كخراف لا راعي لها، وباسم وطننا لبنان الواقع في حال الانهيار، نطالب القوى السياسية كافة بأن تتكاتف بحكم المسؤولية الوطنية، وتتشاور في ما بينها، وتسمي في الاستشارات النيابية المقبلة شخصية سنية لرئاسة مجلس الوزراء الجديد، تكون على مستوى التحديات الراهنة، وتتعاون للاسراع في التأليف. إنه وقت تحمل المسؤوليات لا وقت الانكفاء. فالبلاد لا تواجه أزمة حكومية عادية، بل أزمة وطنية شاملة تستدعي تضافر الجهود من الجميع، وتواجه انقلابا جارفا على النظام والدستور والمؤسسات الشرعية، وتفككا للقوى الوطنية التي من شأنها خلق واقع سياسي جديد يعيد التوازن ويلتقي مع مساعي الدول الصديقة. ينبغي بحكم المسؤولية الوطنية تجاوز الأنانيات والمصالح والحسابات الانتخابية الضيقة التي تسيطر بكل أسف على عقول غالبية القوى السياسية، على حساب المصلحة الوطنية العليا”.
وسأل: “كيف تسير الدولة من دون السلطة الإجرائية؟ فبها منوط إجراء الإصلاحات في البنى والقطاعات التي هي شرط للدعم الدولي المالي من أجل قيام الدولة وإنقاذها من حال الانهيار، وبها منوط ضبط الوزارات والإدارات ووضع حد للفساد المالي فيها والإفراط في ممارسة سلطة هذا أو ذاك من الوزراء أو المدراء العامين كأنه سيد مطلق، في وزارته، ولإيقاف التعدي على العاملين بإخلاص وفبركة ملفات كاذبة بحقهم لأغراض سياسية أو طائفية أو مذهبية، ومنوط بها دعم المحقق العدلي بشأن انفجار مرفأ بيروت، وحل إشكالية رفع الحصانة عن الوزراء والنواب والعسكريين المعنيين، فالحصانة تتبخر أمام ثمن الضحايا والأحزان والجرحى والدمار. كيف يعاد بناء المرفأ والمنطقة المهدمة من بيروت، وكيف يعوض على الأهالي من دون وجود سلطة إجرائية؟ من غير الحكومة يأمر وينفذ التدقيق الجنائي الشامل في مصرف لبنان وكل وزارة من الوزارات وكل صناديق المجالس وأجهزة الرقابة؟ ومن غير الحكومة يضبط ويضع حد للتهريب والهدر وسرقات المال العام؟ ومن غير الحكومة ينهض بالإقتصاد في كل قطاعاته، ويعيد الحركة المالية، يؤمن فرص العمل، ويعيد لليرة اللبنانية قيمتها، ويحافظ على شبيبتنا وقوانا الحية والخلاقة ويجنبهم هجرة الوطن؟
أضاف: “إن ما جرى ويجري من إهمال وانتفاء للحوار والتعاون، يعزز فكرة عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان لإخراج لبنان واللبنانيين من ضيقتهم المتعددة الأوجه. فالجماعة السياسية تعطي كل يوم الدليل بعد الدليل على عجزها عن القيام بأبسط واجباتها تجاه الشعب والوطن، وعلى فشلها في الحفاظ على مؤسسات الدولة واستقلالية الشرعية الوطنية. هذه الجماعة عاجزة عن حل للمسائل اليومية البسيطة كالنفايات والكهرباء والغذاء والدواء والمحروقات، وعاجزة عن مكافحة الفساد، وتسهيل عمل القضاء، وضبط ممارسة الوزارات والإدارات، وإغلاق معابر التهريب والهدر، وعاجزة عن تحصين نفسها بتأليف حكومة، وعاجزة عن معالجة القضايا المصيرية كإجراء إصلاحات وترسيم حدود وحسم خيارات الدولة، واعتماد الحياد”.
وختم الراعي: “اليوم في عيد القديس شربل، قديس لبنان، نحن نؤمن انه لن يدع لبنان ينهار. اليه نكل وطننا وشعبنا ملتمسين منه كعجائبي مرضي عند الله، أعجوبة خلاصنا من هذا الإنهيار الشامل”.

المطران عوده: تغليب العواطف السلبية لا يبني بلدا والمطلوب تضحيات
الأحد 18 تموز 2021
وطنية – ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد الإنجيل المقدس، قال عوده في عظته: “في هذا الأحد تقيم كنيستنا المقدسة تذكار الآباء القديسين الملتئمين في المجمع المسكوني الرابع، المنعقد في خلقيدونية عام 451، والذي جرى خلاله تحديد العقيدة المتعلقة بشخص المسيح وطبيعته. إن شخص المسيح هو مركز تاريخ العالم بأسره، فهو “الألف والياء، الأول والآخر، البداية والنهاية” (رؤ 22: 13). لذلك، تختلف مسيرة المؤمنين المسيحيين الروحية تماما عن مسيرة سواهم من البشر. حياة المسيحي مركزها المسيح فقط، الذي أتى وسيأتي أيضا، الحاضر في العالم، والمنتظر في الوقت نفسه. المسيحي مرتبط بالمسيح بعلاقة شخصية حية تشمل معاني الحياة كلها. المسيح هو الطريق والحق والحياة (يو 14: 6)، هذا يعني أن مركز العالم شخص واحد، هو في الوقت نفسه إنسان مثلنا ورب ضابط الكل. إنه الإله – الإنسان. لكن، في أيامنا هذه، كثيرون يعتبرون أنفسهم مركز حياة البشر، ومحركيها، بعضهم للأسف مسيحيون في سجل القيد فقط، أما حياتهم فجحود للمسيح وتعاليمه. المسيح أتى ليعيد إحياءنا بعد أن سقطنا ودخل الموت حياتنا، فخلصنا بثمن غال هو دمه، أما هم، فلا يفعلون سوى التنكيل بخليقة الرب من أجل مصالحهم الخاصة وطموحاتهم”.
وأضاف: “المسيحيون المعمدون لم يدركوا بسهولة حقيقة شخص المسيح. ففي تاريخ الكنيسة ظهر عدد كبير من الحكماء والفهماء بحسب مقاييس العالم، هؤلاء لم يستطيعوا أن يتقبلوا إيمان الكنيسة ببساطة قلب. منهم من تأثر باليهودية أو بالفلسفة اليونانية، فأفسدوا الإيمان وعلموا الشعب تعاليم هرطوقية. عندئذ، واجهت الكنيسة الهرطقات بتعاليم الآباء القديسين الملهمة من الله. هؤلاء الآباء اجتمعوا في مجامع عديدة، وحددوا الإيمان القويم بمصطلحات لها سلطة جامعة، وأهم تلك المجامع ما أعطي صفة المسكونية. هذه دعا إليها أباطرة وشارك فيها ممثلون عن كل الكنائس المحلية. ويجب القول إن مجرد انعقاد أحد المجامع، ولو راعى الشروط القانونية كلها، لا يضمن إيمانه القويم، لأن الضمانة في الكنيسة هي الآباء القديسون الذين تتبعهم المجامع. المجمع لا يصنع الآباء، إنما يتألف من آباء، لذلك يكون ملهما من الله. مجمع بلا أشخاص ملهمين من الله لا يكون هو ملهما من الله. الكنيسة، عندما تعيد للمجامع المسكونية السبعة، التي انتصرت على هرطقات القرون الثمانية الأولى، تريد أن تظهر بلهجة قاطعة الإيمان القويم بشخص المسيح، وفي الوقت نفسه تود تكريم الآباء القديسين الذين عقدوا هذه المجامع للدفاع عن الإيمان القويم”.
وتابع عودة: “العيد اليوم يعني اعترافا بالإيمان وعرفانا بالجميل، نعترف بإيمان المجامع المسكونية، ونعترف بالجميل لله الذي منحنا الآباء أنوارا على الأرض، فنمجده، لم تقم المجامع المسكونية “بحل الناموس” الذي عاشت الكنيسة بموجبه، إنما “كملته” بصياغتها له كي تحافظ على حياة أعضائها. عبرت، في ظروف مختلفة، عن الحقيقة القائلة إنه في المسيح “يحل ملء اللاهوت جسديا” (كو 2: 9).
كنيستنا آبائية، أي يأتي الآباء ليكملوا عمل الآباء الذين سبقوهم، لا ليهدموا عملهم حتى يبنوا من جديد. كم كنا نتمنى أن يكون عمل المسؤولين عندنا آبائيا أيضا. في بعض البلدان يحترمون “الآباء المؤسسين” في إشارة إلى المسؤولين الذين وضعوا الدساتير ووسعوها وأسسوا العمل بموجبها ورسخوا هذا الفكر في أبناء بلدانهم. كل من أتى بعد الآباء المؤسسين عمل بنهجهم، ولم يهدم ما بنوه حتى يظهر أنه هو المخلص الوحيد الحقيقي، لأنه يعرف أنه إن هدم، سيهدم تراثا كاملا ويعود إلى الوراء بدلا من التقدم، وستنتفي المصلحة العامة. حبذا لو تصرف الزعماء والسياسيون عندنا بمسؤولية تجاه هذا البلد وشعبه. ليتهم احترموا الدماء التي أهرقت على مدى الأجيال من أجل الاستقلال الحقيقي. ليتهم ساروا في النهج المؤسساتي الذي يضمن حسن سير العمل ونزاهته واستقلاليته، ولم يسكن قلوبهم شيطان الأنانية وحب الظهور والجشع والتسلط الأعمى. المسيح نفسه قال في إنجيل اليوم: “لا تظنوا أني أتيت لأحل الناموس والأنبياء، إني لم آت لأحل لكن لأتمم”. لم ينقض المسيح أي ناموس وضع قبل مجيئه على الأرض، لكنه أكمل وسد الثغرات وأرسى المحبة أساسا للحياة. أما عندنا، فلا حرمة لدستور أمام مصالحهم، ولا قانون يطبق إلا بما يوافقهم، ولا حصانات تسقط من أجل المصلحة العامة، بل هم فوق القانون والمحاسبة. يتغنون بالمؤسسات لكنهم يعملون على هدمها بتصرفاتهم الرعناء، يرفعون الشعارات لكنهم لا يقومون بأي عمل من أجل تطبيقها، ينتقدون بعضهم بعضا وينصبون أنفسهم ديانين، وأفعالهم تفضح نواياهم، والمواطنون يدفعون الثمن”.
وقال: “لقد أتى المسيح “ليكمل” الناموس، وبحسب بولس الرسول: “المحبة هي كمال الناموس” (رو 13: 10). كشف لنا المسيح حقيقة الله والإنسان، وأظهر لنا أن الحق يتماهى مع المحبة. هذا يعني أنه ما من حق خارج المحبة، وما من محبة خارج الحق، ذلك لأن المحبة ليست مشاعر ظاهرية، ولا خطابات رنانة، ولا وعودا واهية، كما أن الحق ليس أمرا يتعلق بالمنطق الجامد. معرفة الحق هي الدخول في شركة مع المسيح الإله والإنسان.
من خلال تحديدها للايمان الصحيح بشخص المسيح، حفظت المجامع المسكونية شروط المحبة الخالصة، ومنحتنا فرصة الخلاص، الذي هو الشركة مع المسيح والإتحاد به. وكما أن من واجب الكنيسة أن تصلي من أجل مسؤولي البلاد، من أجل أن يعملوا الأعمال الصالحة، وهكذا يصلون إلى الملكوت السماوي، كذلك على كل مسؤول أن يعمل من أجل الخير العام، لكي يجعل البلد المسؤول عنه تذوقا مسبقا للملكوت، وفردوسا أرضيا لأبناء بلده، لا مقبرة جماعية. لسوء حظنا، لقد أصبح لبنان مقبرة لمن تبقى من أبنائه الذين يماتون كل يوم ألف مرة. فمن التفتيش عن الدواء المفقود، إلى اقتناص بعض الطعام بأسعار جنونية، إلى الوقوف ساعات من أجل قطرات وقود، إلى العيش في الظلام، والنوم أو بالأحرى عدم النوم بسبب الطقس الحار الذي اكتوى نوابنا ببعض لهيبه في إحدى جلساتهم. لكن المصيبة أننا لا نعاني من حر الصيف فقط، إنما نكتوي بأعمال المسؤولين وفسادهم وسوء إدارتهم ونرجسيتهم في كل لحظة”.
وأردف: “لقد سمعنا في رسالة اليوم كلاما يجب على كل مسؤول أن يسير بهديه. يقول الرسول بولس لتلميذه تيطس: “صادقة هي الكلمة وإياها أريد أن تقرر، حتى يهتم الذين آمنوا بالله في القيام بالأعمال الحسنة، أما المباحثات الهذيانية والأنساب والخصومات والمماحكات الناموسية فاجتنبها، فإنها غير نافعة وباطلة، وليتعلم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضرورية حتى لا يكونوا غير مثمرين. الإثمار السريع مطلوب في لبنان قبل الوصول إلى الفوضى والإضمحلال. إتقوا الله في عبيده، يا أيها المسؤولون، إن كنتم مسؤولين، واعملوا على إحقاق الحق ونبذ التجاذبات والحقد والمناكفات والخصومات والمماحكات لأنها لا تنفع أحدا”.
وختم عوده: “إن تغليب العواطف الشخصية السلبية لا يجدي ولا يبني بلدا، المطلوب من الجميع، بلا استثناء، التخلي عن العناد، واعتماد الحوار والتواصل الإيجابي البناء، وتقديم التضحيات. الشعب جائع، الأطفال بلا حليب، المرضى بلا دواء، الظلام دامس، الحر حارق، الليرة في أدنى مستوياتها ولم نشهد تنازلا لإنقاذ البلد من هذا الجحيم. لقد سرقتم حياة اللبنانيين وآمالهم وقضيتم على طموحاتهم وأوصلتم البلد إلى أقصى الجحيم. ما هذا العبث الصبياني بمصير البلاد والعباد؟ ألا تعرفون الرحمة؟ والتوبة؟ والبكاء على الأخطاء؟ تذكروا أن الله كما أنه كثير الرحمة هكذا هو شديد العقاب، فيقضي على الرجل بحسب أعماله” (يشوع بن سيراخ 16: 13). ودعوتنا أن نتشبث بإيماننا، وأن نثق بأن الرب الذي ساعد آباء الكنيسة على الإطاحة بالهرطقات السامة، سيساعدنا في أية محنة نمر بها، مهما اشتدت العواصف وحاولت اقتلاعنا، آمين”.