طارق السيد/ سرايا مين وليش وكيف؟

278

 سرايا مين وليش وكيف؟
طارق السيد/موقع 14 آذار

١٢ كانون الاول ٢٠١٤

عن اي مقاومة يتحدث “حزب الله” عندما يوجه سلاحه الى صدور اللبنانيين، وعلى أي مقاومة يعوّل عندما يُمطر رصاصه القوى الامنية والجيش تماما كما حصل بالامس في حي التعمير في صيدا وقبلها في عبرا وغيرها من الاماكن التي تعجز الذاكرة عن حصرها.

مرّة جديدة تنتهك سرايا المقاومة التي باتت تُعرف بـ الذراع العسكري لـ”حزب الله” أمن المواطنين الامنين وتنتهك حرمات منازلهم برصاصات غدرها. ومرّة جديدة يتحوّل اللبناني رهينة بيد عصابات سرقة وتشبيح زعم مؤسيسيها انها نواة لقتال العدو الاسرائيلي إذ بنا نراها في شوارع بيروت والجبل وطرابلس وصيدا وبين المنازل تفتك بالناس وتحرق أرزاقهم من دون أي رادع انساني أو احساس بالإنتماء الى وطن تُغرقه هذه السرايا ومن يقف ورائها بالدماء والقتل.

هم في الاصل مجموعة من العاطلين عن العمل وعصابات المخدرات ومرتزقة الاحياء الخارجة على القانون، رأى فيهم “حزب الله” تربة صالحة لزرع أفكارهم بالسموم والاحقاد ضد بقية أبناء الوطن. دربهم على سلاح الشوارع. خصص لهم رواتب شهرية ومنحهم بطاقات حصانة تحت مسمى “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي”. لكن اللبنانيين وبكل مفائهم وطوائفهم يعلمون لا بل يجزمون أن هؤلاء لم يوجهوا يوما بنادقهم الا نحو الداخل اللبناني وهذا السابع من ايار ما زال ماثلا في الاذهان وسيبقة نقطة سوداء تُلطخ جبينهم على مر الاجيال القادمة. شكلت غزوة بيروت بالنسبة الى عناصر هذه السرايا الحقل الميداني التدريبي الأكبر والاهم لهؤلاء المرتزقة، وبعد اخضاعها للعديد من التدريبات والمناورات الحية في بيروت واطرافها، خضعت بالامس الى دورة ثانية تحت عنوان “ترويع الناس ونشر الرعب بينهم”. ولانها منظمة تابعة لحزب الله ولديها تفويض يمنحها القيام بأي عمل اجرامي أقدمت على الاعتداء على القوى الأمنية واستخدمت أسلحتها الرشاشة في وجه الجيش والقوى الامنية في منطقة تعمير عين الحلوة في صيدا لدى محلولتهم توقيف احد المطلوبين للقضاء اللبناني.

لم تتراجع شعبة المعلومات من أرض المعركة التي فُتحت بإتجاهها بل صمدت وكثّفة من غزارة نيرانها مُدّعمة بقوّة من قوى الأمن الداخلي فحاصرت المعتدين الذين فروّا الى جهات لا يعلمها سوى “حزب الله”، لكن فرع المعلومات تمكن من القاء القبض على عضو بارز في السرايا يُدعى محمود عدنان أحمد وهو فلسطيني الجنسية.

ويروي احد الشهود ان دورية أمنية كانت تتعقب المطلوب محمد الديراني بعد فراره من حارة صيدا باتجاه منطقة التعمير، حين بادر الديراني إلى إطلاق النار على الدورية أثناء مداهمتها محل والده في المنطقة، فردّ عناصر دورية فرع المعلومات على مصادر النيران، وفي تلك اللحظات احتشد عناصر السرايا بأمر من قيادة “حزب الله” ونفذوا انتشاراً ميدانياً للتصدي للقوى الأمنية، وسرعان ما عمدوا إلى إطلاق النار بشكل مركّز وكثيف على الدوريات الأمنية وعلى قوة اخرى تابعة لمخفر صيدا الجديدة لمنع تقدمها باتجاه منزل المطلوب الديراني، فجرى عندها تبادل لإطلاق النار بين القوى الشرعية والمليشيا التابعة للحزب قبل أن تحضر إلى المنطقة تعزيزات عسكرية وأمنية أعادت السيطرة على الوضع.

ويقول أحد أبناء مدينة صيدا، ان المواطنين لم يشعروا بطعم الامن ولا الامان منذ ان قرر “حزب الله” زرع مليشياته في المدينة، فنحن ننام على اصوات الرصاص ونصحوا على عمليات خلع وسرقات. ويسأل عن سبب وجودهم بكثافة في هذه المدينة التي تبعد عن الحدود مع اسرائيل مئات الكيلومترات اللهم الا اذا كان الحزب يعتبرنا جيش اسرائيلي ويعمل على ترحيلنا إمّأ بالترويع او بالقتل.