بوب فيفرمان/لا تطلقوا يد إيران في سورية

280

لا تطلقوا يد إيران في سورية!

بوب فيفرمان/السياسة/13 كانون الأول/14

 في العام الماضي، تركز الاهتمام على قرار الرئيس الاميركي باراك أوباما بعدم شن غارات جوية ضد نظام بشار الاسد، الديكتاتوري الوحشي في سورية، وضاعت وسط الكثير من الجدل حول “الخطوط الحمر”والأمن الوطني الشامل حقيقة ان ايران طالما اعتبرت سورية الاسد دولة عميلة موالية لطهران ووفرت لدمشق مساعدات، عسكرية واقتصادية، كبيرة النتيجة؟ مشكلة القرن الحادي والعشرين وهذا الجحيم الذي لن يوجد له حل الا عندما يعترف المجتمع الدولي بالدور الشنيع الذي يؤديه النظام الايراني في تمكين نظام دمشق الاستمرار بهذه المذبحة. لفت برنامج “60 دقيقة” على شبكة ” سي بي اس” الاخبارية الاميركية الانظار الى موضوع اللاجئين السوريين، وكان بمثابة جرس انذار لتشجيع المواطنين في كل دول العالم لكي يتصرفوا او يفعلوا شيئا، ومن خلال هذا التقرير الاخباري، علمنا ان نظام دمشق لجأ الى تكتيك عسكري جديد لاخضاع الانتفاضة الشعبية وهو التجويع الجماعي. بينما يسعى المجتمع الدولي للتفاوض على اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي، يجب الا نسمح باطلاق يد ايران في دعمها لنظام دمشق، واذا فشلنا فنحن نعترف اننا لم نتعلم شيئا من التاريخ. ذكرتنا الصور المروعة لاطفال يتضورون جوعا، رأيناهم في تقرير برنامج “60 دقيقة” بالمحرقة النازية. قال مراسل شبكة “سي بي اس” سكوت بيللي:”التجويع سلاح يستعمل في هذه الحرب التي بدأت كانتفاضة ضد الديكتاتور، ووفقا للتقرير كان الوضع سيئا للغاية في احدى المدن السورية … الناس أكلوا لحوم الكلاب والقطط واوراق الشجر والعشب” امر واحد لم يرد ذكره في التقرير، وهو الدور المركزي والاساسي الذي تؤديه ايران في المأساة السورية اليوم، حيث بلغ عدد القتلى من السوريين نحو 200 الف بالاضافة الى ملايين اللاجئين، وذلك بسبب جهتين: إيران و “حزب الله”. منذ اندلاع النزاع، قدمت ايران دعما اقتصاديا وعسكريا كبيرا لمساعدة نظام دمشق على قمع الانتفاضة بشكل وحشي، في هذه الاثناء لا يزال العالم غير مبال وصامت، خصوصا في ما يتعلق بالجرائم التي تصل الى حد الجرائم ضد الانسانية. لا نستطيع ان نقول اننا لا نعرف ما تفعله ايران في سورية، في العام الماضي، نشرت مجلة “نيويوركر” لمحة مهمة عن شخصية قاسم سليماني قائد “قوة القدس “التابعة للحرس الثوري الايراني.

في هذه المادة، وصف المؤلف ديكستر فيلكنز الدور المحوري الذي تؤديه ايران في سورية بقيادة سليماني وكتب “بدأ سليمان ينتقل جوا الى دمشق بشكل متكرر حتى يتمكن من تولي عملية التحكم بالتدخل الايراني شخصيا، انه يقود الحرب بنفسه، كما قال مسؤولي دفاعي أميركي في دمشق، يقال انه يعمل انطلاقا من مقر قيادة محصن في مبنى غريب، حيث جند مجموعة من الضباط من جنسيات متعددة “قادة من الجيش السوري، وقائد من “حزب الله” ومنسق لميليشيات شيعية عراقية عمل سليماني على تعبئتها او زجها في المعركة”. ان هذه الوقائع كافية لتوجيه الاتهام الى ايران ودرها في قتل المدنيين السوريين الابرياء، لكن يبقى السؤال: ماذا سيفعل العالم تجاه هذه الحقائق؟ لو يتصرف المجتمع الدولي مثل الولايات المتحدة فان الامور ستكون مختلفة كثيرا، لان الولايات المتحدة تصنف ايران على انها دولة راعية للارهاب، ومن غير القانوني بالنسبة الى اي شركة اميركية ممارسة اي عمل في ايران باستثناء بيع المواد الغذائية والادوية، وللاسف، فان الامر نفسه لا ينطبق على الكثير من اصدقائنا وحلفائنا. ان الكثير من الدول، تعمل على نحو معتاد مع ايران وتتجاوز الاعتبارات الاخلاقية او حقوق الانسان، وهذا ينطبق خصوصا على حلفائنا الاوروبيين، باستثناء الحظر النفطي الاوروبي، فان مئات الشركات الاوروبية الكبرى تواصل اعمالها التجارية في ايران. ما الذي يمكننا فعله كأفراد في عالم لا مبال؟ بوسعنا التوقيع على عريضة لممثل ايران لدى الأمم المتحدة تنظمها مجموعة “متحدون ضد النووي الايراني” نطالب من خلالها ايران بوقف دعمها للارهاب ولنظام دمشق. نستطيع ان نختار عدم شراء المنتجات من الشركات التي تتعامل مع ايران، ونحن يمكن ان نختار عدم الاستثمار في هذه الشركات، يمكننا ايضا ان نحض ممثلينا في الكونغرس الاميركي على دعم مشروع فرض عقوبات اقتصادية صارمة اذا فشلت ايران في التوصل الى اتفاق اطار شامل بشأن برنامجها النووي بحلول شهر مارس المقبل. رغم ان اتفاقا شاملا مع ايران بشأن البرنامج النووي لن يضع حدا لدعم ايران للنظام السوري، الا انه لا شك في ان امتلاك ايران الاسلحة نووية سوف يشعرها بأنها قادرة على فعل حتى بأسوأ مما تفعله. الأهم من ذلك، علينا ان نتذكر وجوه اطفال يتضورون جوعا في سورية، وندرك ان لدينا خياراً، يمكننا ان نبقى غير مبالين بمعاناتهم، او بوسعنا ان نختار محاولة احداث فرق؟ المنسق الدائم لمجموعة “متحدون ضد النووي الايراني” غير الحزبية والمقالة عن موقع “الغمينر”