المجلس العالمي لثورة الأرز/التطورات الحاصلة على مستوى المنطقة تبشر بالتقدم نحو الاتجاه الصحيح ولكن ماذا عن لبنان؟

355

التطورات الحاصلة على مستوى المنطقة تبشر بالتقدم نحو الاتجاه الصحيح ولكن ماذا عن لبنان؟
المجلس العالمي لثورة الأرز/الأمانة العامة

 بيان

واشنطن في 11 كانون الاول 2014

ظهرت في الأسابيع الماضية مواقف ثلاث تبشر خيرا بالنسبة لمجرى الأمور في الشرق الأوسط وهي:

 أولا: خطاب ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في استقبال رؤساء الوفود التي حضرت “منتدى المنامة” والذي تكلم فيه بشكل غير مسبوق عن ما أسماه “ثيوقراطية الشر” وضرورة محاربتها وهو شدد بأن الإرهاب الذي تتجمع الدول لمحاربته اليوم ما هو إلا نتاج أيديولوجية “الفكر الديني الفاشي” الذي يستغل الدين ويستعمله لخلق الوسط الملائم ومن ثم تجنيد السذج ودفعهم للقيام بالأعمال الارهابية تحت ستار التعصب الديني. وهو بهذا يضع الاصبع على الجرح ويفضح المتسترين خلف الشعارات الدينية بينما الدين براء منهم.

أما الخطاب الثاني والذي لم يقل أهمية عن الأول فهو خطاب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليفة في المنتدى نفسه والذي شدد على أن الخطر ليس فقط في داعش والنصرة إنما أيضا في حزب الله (اللبناني) الذي تموله إيران وهو يتساوى مع تلك المنظمات في خلق البيئة الملائمة للتطرف والراديكالية التي تتخفى خلف الشعارات الدينية وتستعملها لتجنيد المزيد من الارهابيين ونشر عدم الاستقرار في المنطقة.

ثانيا: موقف الامارات العربية في وضع أكثر من ثمانين منظمة على لائحة الارهاب وهذا موقف تشكر عليه الامارات لأنه أظهر عن تفهم للمشكلة الأساسية وليس نتائجها الظاهرة فقط. وقد سمى منظمات لم تعرف بأعمال إرهابية ولكنها بحسب التفسير الاماراتي تسهم في خلق البيئة لتجنيد الارهابيين عندما تسعى لفصل المسلمين عن المجتمعات التي يعيشون فيها ودفعهم إلى الانغلاق والتقوقع في مسارات مشبوهة تنفّر المحيط ليسهل اللعب على اوتار التعصب تحت شعارات الدين ومن ثم التجنيد من قبل المنظمات التي تتكفل الاعمال الارهابية.

ثالثا: وفي نفس السياق طالبت المملكة العربية السعودية مجلس الأمن بوضع حزب الله على قائمة الارهاب وهي خطوة مهمة في وقف المسار التنازلي للاستقرار في المنطقة والذي تفاقم نتيجة سيطرة هذه المنظمة الارهابية على الحكم في لبنان وتدخلها المباشر في الكثير من الدول لخلق الفوضى ونشر التفرقة. وهنا لا بد لنا من الاشارة إلى أن مجلس الأمن الذي كان أصدر القرار 1559 سنة 2004 وطلب تسليم سلاح كافة المنطمات في لبنان (اللبنانية وغير اللبنانية) وعلى رأسها حزب الله، كان استبق كل التطورات التي حصلت نتيجة تعنت هذا الحزب وتمسك البعض بسلاح التنظيمات الفلسطينية الأخرى يومها، ما أدى إلى الفوضى واستمرار وجود محميات للارهابيين وانتشار منطق العنف والارهاب الذي ساد المنطقة اليوم بدل اعتماد التفاهم واستعمال الوسائل الديمقراطية لحل الخلافات.

ولا بد من الاشارة إلى أن ما يشاع حول الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله بشروط حزب الله هذا التي لا تقبل منطق الدولة، لن يسهم إلا باعادة ضخ دم جديد في عروق هذا الحزب المتآكلة نتيجة تعنته وسياسة القهر التي اعتمدها في تعامله مع كل من حوله، وخاصة الرئيس الحريري نفسه، الذي كان أعطاه أول جرعة بالحلف الرباعي في انتخابات 2005 بدل التزام القرار الدولي، ثم بعد حرب 2006 حيث كان يجب أن ينتهي هذا الحزب الذي كلف لبنان ما كلف بتسليم سلاحه، ومن ثم القبول بالحوار في الدوحة بعد هجمة بيروت والجبل، وأخيرا القبول بلعبة “السين سين” التي جعلته يذهب إلى دمشق مطأطأ الرأس ويجيّر نجاحه الديمقراطي إلى فشل سياسي أفقده رئاسة الوزراء ثم هجّره بعد أن كان قتل أكثر المقربين منه. واليوم وبعد أن شعر هذا الحزب بحتمية تخفيف الدعم المالي من إيران، وبعد الخسائر الجسيمة له جراء تدخله في الحرب السورية وبدء تململ قواعده من ارتفاع الثمن وانقطاع الموارد، يمد الرئيس الحريري له يده مرة أخرى وبحسب شروطه هو.

ونحن نقول بأن لبنان أعطي فرصا عديدة للخروج من أزمته ومساعدة الآخرين من حوله لعدم الوقوع في نفس المشاكل. ولكن الطبقة السياسية التي حكمته كانت ولا تزال مع الأسف قصيرة النظر، ضعيفة الذاكرة، تتآكلها بعض مركبات الحقد المتوارثة والمصالح الشخصية الدنيئة، ولا تملك الرؤية ولا الجراة.

وإذ نرى المملكة السعودية تطالب بوقف حزب الله عند حده، والمحكمة الدولية تنطلق غير آبهة لكل عنتريات هذا الحزب، يفاجئنا السياسيون “الهواة” ومستشاريهم “العمليين” والمنظرين من حولهم، بطروحات لن تؤدي إلى أية نتيجة سوى دعم حزب الله وإعادة تركه يتحكم بمصير لبنان واستقرار المنطقة وبالتالي خسارة القواعد الاستقلالية المحلية.

من هنا يرى المجلس العالمي لثورة الأرز ضرورة أن يفتح اللبنانيون عيونهم ويتنبهوا لما يحاك ضدهم ويعيدوا حساباتهم لأن ترك مجموعة مسلحة تأتمر بالخارج تفرض نفسها على الكل هو أمر يشجع بقية التنظيمات التي تأتمر أيضا بالخارج وتتغزى منه ولا تحسب أي حساب لمصلحة الشعب اللبناني أن تفرض رايها وتجد لها من تجنده لكسب المزيد من التأثير لا بل السيطرة على جزء من البلاد بالعنف والقوة وتقاسم الفوضى مع حزب الله هذا.