انتقادات حادة في الكونغرس لستراتيجية أوباما المتصدعة خاصة في سورية

299

انتقادات حادة في الكونغرس لستراتيجية أوباما “المتصدعة” خاصة في سورية/خبراء أميركيون: “داعش” يجسد أسوأ كابوس للولايات المتحدة

 (الأناضول) واشنطن – ا ف ب:12.12.14/ وجه أعضاء في مجلس النواب الأميركي انتقادات حادة إلى إدارة الرئيس باراك أوباما بسبب ستراتيجيتها “المتصدعة” لمحاربة تنظيم “داعش” في سورية والعراق, في حين أقر ديبلوماسي بأن تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لن يبدأ قبل مارس 2015. وخلال جلسة عقدتها ليل اول من امس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب للاستماع الى بريت ماكغورك, مبعوث الحكومة الاميركية الى العراق, قال رئيس اللجنة النائب الجمهوري إد رويس انه “بعد اربعة اشهر على بدء الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسورية, لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر بشكل عام على نفس رقعة الاراضي التي كان يسيطر عليها هذا الصيف وأحد اسباب ذلك, في رأيي, هو الطبيعة المحدودة لهذا الجهد” العسكري. وقارن رويس بين الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المتطرفين في سورية والعراق وبلغ عددها نحو 1100 غارة وبين “ألف طلعة جوية كنا نشنها يومياً” ضد قوات صدام حسين خلال غزو العراق في 2003. واستنكر النائب الجمهوري ما وصفه بـ”رد الحد الادنى” ضد المتشددين. وبالنسبة إلى سورية, اعتبر رويس ان ستراتيجية أوباما القائمة على تدريب وتسليح مجموعات من المعارضة السورية المعتدلة هي ستراتيجية بطيئة وغير مناسبة, مشيراً إلى أن “هذه المجموعات السورية تفتقر الى الذخيرة ولا تتلقى أسلحة ثقيلة … وفي الوقت نفسه يتم قصفها ما بين 30 الى 40 مرة يومياً من جانب نظام الاسد فيما هي تحاول محاربة تنظيم الدولة الاسلامية”. في المقابل, دافع ماكغورك عن ستراتيجية حكومته, معلناً أن تدريب دفعة اولى مؤلفة من خمسة آلاف عنصر من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة سيبدأ في مارس 2016 وسيستغرق “عاما واحدا” أي حتى مارس 2016. لكن النائب الجمهوري تيد بو انبرى لمهاجمة هذه الستراتيجية, قائلاً “ولكن ما الذي نفعله في سورية بالوقت الراهن? هناك أناس يموتون وفرقة الخيالة لن تظهر قبل العام 2016, هل هذا ما هو عليه الوضع? وأضاف “إذاً, مارس 2016, بعدها ستكون لدينا خطة ثم سيكون لدينا مقاتلون ثم سنرسلهم الى سورية. لا احد يقول ما الذي يمكن ان يفعله تنظيم الدولة الاسلامية خلال هذه السنة او خلال الاشهر التي سيستغرقها ذلك أياً كان عددها”. وسأل “هل لدى الولايات المتحدة ستراتيجية بديلة? أمر آخر سوى تسليح هؤلاء الاشخاص الذين لن يظهروا قبل 2016 وإلقاء قنابل في قصف هامشي?”

ورداً على هذا السؤال, أجاب ماكغورك “نعم”, موضحاً أن “برنامج التدريب والتجهيز هو عنصر بسيط ضمن حملة شاملة تمتد على سنوات عدة. المرحلة الاولى هي العراق. ما نقوم به في سورية الآن هو تقليص قدرات تنظيم الدولة الاسلامية”. في سياق متصل, حذر خبيران ومسؤول أميركي سابق من ان نشأة تنظيم “داعش” وتوسعه في العراق وسورية يشكلان أسوا السيناويوهات بالنسبة للولايات المتحدة التي عليها الاستعداد لسنوات من المواجهة, وربما عودة الارهاب الى اراضيها. واعتبر المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية بروس ريدل خلال ندوة عن “القاعدة وورثتها” ان “تنظيم الدولة يجسد أسوأ كابوس بالنسبة للولايات المتحدة”. واضاف ريدل, العامل في مركز بروكينز للأبحاث, ان “الحرب في العراق التي اراد الشعب الاميركي والحكومة الاميركية الخروج منها, ها نحن مجدداً معنيون بها”, وان الأمر “أسوا” من ذلك “اننا نشارك في نزاع لا نعرف حتى كيف سينتهي. هذه الادارة (الاميركية) نسيت ان توضح سيناريو نهاية النزاع لأنها لا تعرفه”. واعتبر أن “هذه الحرب تجسد عودة احد ابرز الاشرار في العقد الماضي انه الاردني ابومصعب الزرقاوي. كان أسس “القاعدة” في العراق في 2003 وهو يمثل روح تنظيم الدولة الاسلامية. الامر اشبه بمواجهة شبح عائد من بين الاموات”. بدوره, وافق جون ماكلولين المسؤول الآخر سابقاً في “سي اي ايه” الذي يعمل مدرساً في جامعة جون هوبكينز على ذلك, مؤكدا ان “تنظيم الدولة يكبر كل يوم”. واضاف “بحسب معلوماتنا يستمر انضمام المتطوعين اليه. وإذا صدقت بعض التقارير فهو ينمو بمعدل ألف عنصر شهرياً, أي 12 ألفاً في العام أو قوة قوامها ما بين 30 و50 الف مقاتل. من جانبنا سندرب نحو خمسة آلاف رجل لمحاربتهم في سورية .. احسبوا ذلك بأنفسكم. نحن لا نتجه الى وضع مريح”. وأتاحت الغارات الجوية الأميركية لمساعدة الجيش العراقي والقوات الكردية وقف تقدم عناصر تنظيم “داعش” لكن ذلك ليس كافياً لهزمه, بحسب هذا الخبير, الذي أضاف “هذه ليست من المشكلات التي يمكن تسويتها من الجو .. لقد سمح ذلك بإضعافهم طالما هناك اهداف يمكن قصفها. لكن عددها يقل. ولن نتمكن من تسوية هذه المشكلة من دون رجال على الارض.

سنحتاج الى جيش عراقي قوي وحضور ميداني بشكل او بآخر”. بدوره, رسم بروس هوفمان من جامعة جورج تاون صورة قاتمة, قائلاً “نحن وصلنا الى أسوأ السيناريوهات … قبل عامين او ثلاثة كان النصر الستراتيجي على “القاعدة” يبدو وشيكا. لكن خلال العام الماضي طوروا أنفسهم. ان تنظيم الدولة الاسلامية يمثل الوريث الحقيقي لمتمردي القاعدة. والمرحلة المقبلة هي توسعهم في مناطق مثل شمال لبنان”. ورأى على غرار ريدل ان لا شيء يثبت ان تنظيم “داعش” حتى الآن مهاجمة الولايات المتحدة او بلدانا اوروبية مباشرة باستثناء الهجمات الكلامية لكن الأمر مسألة وقت ليس إلا. ولفت هوفمان الى ان تلك “التهديدات ليست موجهة ضد الغرب لكنها ستصبح كذلك” لاحقاً “وتنضم الى التنظيم خلايا ومجموعات ارهابية. انها الظاهرة نفسها التي ساعدت توسع القاعدة. ورسالتهم للغربيين هي: حاربونا, سنزداد عسكرة وقوة. تجاهلونا: سننمو ونتطور”.