المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 29 أيلول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.september29.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/اغتيال الإرهابي الجهادي حسن نصرالله هدية للبنان ولأحراره

الياس بجاني/ من عون إلى عون وما شفنا..صار بدنا مين يعينا

الياس بجاني/الحج وفيق صفا وشيعة السفارات الحقيقيين؟؟؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف مخازن أسلحة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

لاريجاني يلتقي قاسم ويؤكد استعداد إيران لدعم لبنان و«مقاومته»

سلام ماضٍ حتى النهاية في ملف «صخرة الروشة».. وقلق سياسي من تهميش لبنان إقليمياً

مسيّرات وغارات إسرائيلية: تحليق كثيف فوق بيروت والضاحية وتصعيد جنوبي بالمنشورات والقصف

ما حقيقة توتّر العلاقة بين عون وسلام؟

استهداف مخازن اسلحة تابعة لـ"الحزب".. وسلسلة غارات ومنشورات تحريضية جنوبا

«حزب الله»: منفتحون على الجميع... لكن لا تسليم للسلاح أو نزعه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رابط فيديو مقابلة من “فوكس نيوز” مع رئيس وزراء إسرائيل نيتنياهو/شرح لكل تفاصيل خطة ترامب لوقف الحرب في غزة وللكثير من الذي جاء في خطابه في الأمم المتحدة؟اجتماع بينه وبين ترامب غداً/ إسرائيل تعلم مكان مخزون اليورانيوم الإيراني

نتنياهو: إسرائيل تعلم مكان مخزون اليورانيوم الإيراني

عون وسلام سيعالجان ما خربه "حزب الله"

«إسرائيل اليوم»: جولة الحرب الثانية مع إيران قد تنطلق في أي لحظة!

الشرطة الأميركية: مقتل شخص وإصابة 9 في إطلاق نار بكنيسة في ميشيغان

ترمب: المفاوضات بشأن خطة إنهاء حرب غزة في مراحلها النهائية ...قال إن العالم العربي وإسرائيل يريدان السلام

نتنياهو: إسرائيل تدرس توفير ممر آمن لقادة «حماس»

تقرير: نتنياهو يهيئ إسرائيل للحرب المقبلة وسط تآكل القدرات

دبابات إسرائيلية تتوغل في غزة و"القسام" تحذّر من مصير أسيرين

لقاء «ترمب - نتنياهو»... إلى أي مدى يُمكن أن يسهم في وقف حرب غزة؟ ...مصر تدعو لتكثيف جهود التوصل إلى اتفاق

نتنياهو يلغي اجتماعات للتحضير للقاء مع ترمب بشأن خطة إنهاء الحرب في غزة ..الفريق الإسرائيلي يحاول إدخال تعديلات على الخطة الأميركية

المعارضة الإسرائيلية تطوق مناورات نتنياهو ضد خطة ترمب لغزة ...لابيد أخطر واشنطن أنه يضمن لرئيس الوزراء «كتلة أمان» برلمانية تمنع إسقاطه

إسرائيل تقتل عوائل مخاتير ووجهاء في غزة ...لأنهم رفضوا التعامل معها لإدارة جهات محلية في القطاع بدلاً من «حماس»

لجنة بالكنيست تمهد لاستخدام عقوبة «الإعدام» مع أسرى فلسطينيين ...الخطوة تثير غضب عائلات المحتجزين خشية انتقام «حماس» من أبنائها

العاهل الأردني: هناك توافق كبير على خطة ترمب بشأن غزة

الجيش الأردني: مقتل اثنين بعد رفض مركبتهما التوقف عند حاجز تفتيش شمال البلاد

انسحاب قوات إسرائيلية بعد تفتيش منازل مدنيين بريف القنيطرة الجنوبي

وزير الخارجية السوري: الضربات الإسرائيلية جعلت التطبيع «صعباً» ...اتهم تل أبيب بتقديم الدعم لـ«جماعات خارجة عن القانون»

عودة العقوبات تهبط بالريال الإيراني إلى أدنى مستوياته

إيران و«سناب باك»... من الاتفاق إلى العقوبات ...خبراء يرجحون «أفعالاً انتقامية أكثر» بين واشنطن وطهران

«موت الاتفاق النووي»... انقسام صحف إيران بين التهوين والتصعيد...صحيفة «الحرس الثوري» انتقدت تصاعد «مشاجرات» التيارين الإصلاحي والمحافظ

ترمب سيحضر اجتماعاً غير مسبوق لقادة الجيش في فرجينيا

«القاعدة» يسيطر على موقع عسكري في النيجر ...شهود يؤكدون مقتل عشرات المدنيين في غارات للجيش

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جوزيف عون: ارحل/هشام بو ناصيف/نداء الوطن

نواف سلام صُداع "حزب الله"/جان الفغالي//نداء الوطن

الصدام آتٍ ولا مفرّ منه/أمجد اسكندر/نداء الوطن

إسرائيل تصعّد جنوبًا وبقاعًا و"تبتسم" لمسرحية الروشة/جومانا زغيب/نداء الوطن

أيام مصيرية لهيبة الدولة: تعود أو لا تعود/ألان سركيس/نداء الوطن

Data مدارس في كل لبنان بيد أولاد نعيم قاسم/ماريانا الخوري/نداء الوطن

وفيق صفا: "منسّق التهديد والترهيب" على حساب القضاء والدولة....ألقوا القبض على الوجه الأمني المظلم لـ «حزب الله»/نخلة عضيمي/نداء الوطن

اغتيال الدولة خطر لبناني وعالمي/د. أنطوان مسرّه/نداء الوطن

ما بيشبهونا/مريم مجدولين اللحام/نداء الوطن

إسرائيل وطرف آخر يرفضان دولة فلسطينية/خالد البري/الشرق الأوسط

ترمب ونتنياهو ونافذة السلام/سام منسى/الشرق الأوسط

لبنان: اشتباكات سياسية متنقلة وإنقاذ الاستحقاق النيابي على المحك...تأكيد لاريجاني بعدم تدخّل إيران يلقى تشويشاً من قاليباف/محمد شقير/الشرق الأوسط

ثقافة مقاوماتية متداخلة/أحمد جابر/المدن

عبدالله الثاني وبوش الابن… وترامب/خيرالله خيرالله/العرب

حسن نصرالله بين وهم القيادة وحقيقة الفشل/شبل الزغبي

حزب الله من المجاهرة بالدفاع عن دول الاقليم الى حق استخدام صخرة!/طوني جبران/المركزية

هل النفخ في الرماد يشعل ناراً؟؟؟/ محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

«وان ما خدتو عالروشة بالبيت بيعمل دوشة»!/مشاري الذايدي /الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

هل يشن الحزب ضربة استباقية لإسرائيل؟/بسام أبو زيد/فايسبوك

مشروع الموازنة يعزز «معاناة» موظفي لبنان ...خطة تحرك في الأيام المقبلة للمطالبة بتصحيح الأجور

يوحنا العاشر: لتكاتف الكل من أجل الصمود أمام الأخطار المحدقة

البطريرك الراعي مجدداً في الجنوب.. والمطران عَودِة يدعو إلى دولةٍ قويّة

لاريجاني في بيروت في ذكرى نصرالله: نشيد بمبادرة قاسم تجاه السعودية

عون عاد: لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة..وسلام للضيف الايراني: لاحترام السيادة

الحزب يشيد بـ"حكمة" الاجهزة والجيش.. وباسيل ينتقد الحكومة العاجزة

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 28 أيلول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

إنجيل القدّيس متّى10/من16حتى25/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام. إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم . وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ.فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ. وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان. لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ. حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

اغتيال الإرهابي الجهادي حسن نصرالله هدية للبنان ولأحراره

الياس بجاني/27 أيلول/2025

حسن نصرالله ارهابي ترأس عصابة من الأشرار ألحقت لبنان بمشروع ملالي إيران الجهادي. اغتياله وتفكيك عصابته نعمة سماوية وبداية للخلاص

 

من عون إلى عون وما شفنا..صار بدنا مين يعينا

الياس بجاني/27 أيلول/2025

هل هناك فروقات تذكر بين عهدي ميشال وجوزيف عون؟ كُثر يرون ان العهد الحالي هو استمرار copy and past للعهد الماضي وهنا مكمن الخوف

 

الحج وفيق صفا وشيعة السفارات الحقيقيين؟؟؟

الياس بجاني/26 أيلول/2025

سؤال: ليش إسرائيل مبارح تفرجت دروناتها ع وفيق صفا وهو عم ينفخ ريشو ع الروشي وما اغتالته؟ ترى هل الحج وفيق هو فعلاً من جماعة شيعة السفارات الحقيقيين؟؟

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان المحاصر: تفاوض مباشر أم تصعيد عسكري

المدن/28 أيلول/2025

انقسم لبنان بين مشهدين، فيهما انعكاس للانقسام القائم في المنطقة. إيران تدعم مبادرة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم للتفاوض والحوار مع المملكة العربية السعودية، وقد وصفها بالدولة الصديقة. في حين أنَّ إسرائيل تدعو لبنان إلى مفاوضات مباشرة معها؛ إذ اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هناك إمكانية لإبرام اتفاق سلام. الدعوة الإيرانية لها سياقها الإقليمي ضمن ما تعتبره طهران متغيرات تشهدها المنطقة، خصوصاً في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة، والمساعي لتكوين تفاهم إقليمي بين الدول لمواجهة هذا المشروع. وتعتبر إيران أن ما بعد العدوان على دولة قطر أصبحت دول الخليج تنظر إلى المخاطر الإسرائيلية الكبرى، وهذه فرصة لتثبيت التفاهمات وتطويرها. نتنياهو أيضاً يدعو لبنان إلى التفاوض المباشر في إطار ما يسميه "التحولات التي تحدثها إسرائيل في واقع المنطقة". أمام الدعوتين، لا يزال لبنان ساحة اشتباك وارتباك، وعرضة للمزيد من الضربات في ظل عدم وجود رؤية واضحة لكيفية التعاطي مع الاستحقاقات المقبلة، وفي ظل مواصلة اسرائيل لضرباتها واعتداءاتها، وهدفها فرض أمر واقع جديد تنتج عنه متغيرات سياسية على مستوى المنطقة ككل.

يغرق لبنان في تفاصيله وخلافات مكوناته، في حين أنَّ الوقائع حوله تتغير جذرياً، وسط معلومات عن مهلة تعطيها إسرائيل لحسم خيار مسألة السلاح، والدخول في التفاوض المباشر، وفي حال لم يكن هناك استجابة، فإنها ستركز على تكثيف عملياتها العسكرية وتوسيعها، وربما توغلها البري لأجل فرض معادلة جديدة، وهي السيطرة على الأرض لتحقيق السلام، بدلاً من معادلة سابقة كانت مطروحة في العقود الماضية، وهي معادلة "الأرض مقابل السلام". دعوة نتنياهو العلنية للدخول في مفاوضات مباشرة مع لبنان، كان قد سمعها مسؤولون لبنانيون سابقاً في الكواليس، وعبر قنوات مختلفة؛ إذ وجهت دعوات ونصائح للبنانيين بأن يجري الانتقال إلى مفاوضات مباشرة في الناقورة على مستوىً سياسي، وطرحت حينها صيغة تشكيل لجان تفاوضية. لكن لبنان رفض ذلك، في حين تضعه إسرائيل بين خيار من اثنين:

إما القبول بما هو معروض عليه، أو أن يبقى عرضة للضربات والاغتيالات. ولم يخفِ الإسرائيليون في تصريحاتهم أنهم سيراقبون الخطة التي اعتمدتها الحكومة لحصر السلاح بيد الدولة، وفي حال لم تنجح في تحقيق ذلك، فإن تل أبيب هي التي ستقدم على زيادة ضرباتها لتدمير البنية العسكرية لحزب الله كما تدعي. ما تريده تل أبيب واضح: هو ترسيم الحدود مع لبنان كما تريدها هي، وهو المسار نفسه الذي تسلكه مع سوريا بعد ضرب اتفاقية العام 1974، وعدم الموافقة على العودة إليها، بل الإصرار على السيطرة على نقطة مرصد جبل الشيخ، وتل الحارة، إضافة إلى المطالبة بمناطق منزوعة السلاح، وفتح المجال الجوي أمام إسرائيل للوصول إلى إيران وضربها. هذا بالضبط ما يريد نتنياهو تكراره مع لبنان، لكنه يريد التفاوض المباشر على المستوى السياسي، وعبر إيفاد شخصية سياسية برتبة وزير للتفاوض المباشر مع رون ديرمير. لذلك فهي تشترط على لبنان أن يكون هناك منطقة عازلة في الجنوب، ومنطقة أخرى خالية من السلاح تصل إلى حدود نهر الليطاني، ليبدو ذلك كأنه محاولة للتأسيس لتأثير إسرائيلي دائم بالوقائع اللبنانية. تحاول إسرائيل وضع لبنان أمام خيارين،

إما القبول بمسار التفاوض المباشر وفق شروطها ومطالبها، أو أن يبقى عرضة للضربات وعمليات الاغتيال، وهو ما قد يترافق مع محاولات لزيادة منسوب المشاكل الداخلية، المعطوفة على زيادة الضغط الدولي اقتصادياً ومالياً، كي يخسر لبنان كل أوراقه.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف مخازن أسلحة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، إنه هاجم مخازن «وسائل قتالية» تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان. وقالت المتحدثة باسم الجيش، كابتن إيلا: «قبل وقت قصير هاجم الجيش الإسرائيلي بقيادة المنطقة الشمالية، بواسطة طائرات سلاح الجو، مخازن وسائل قتالية تابعة لمنظمة (حزب الله) في جنوب لبنان، استُخدمت من قبل المنظمة لتنفيذ مخططات إرهابية ضد دولة إسرائيل». وأضافت أن وجود هذه البنى التحتية يشكّل خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، حسب تعبيرها. كانت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن الطائرات الإسرائيلية شنّت سلسلة غارات على عدة مناطق في جنوب البلاد. وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق في لبنان، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي مع «حزب الله».

 

لاريجاني يلتقي قاسم ويؤكد استعداد إيران لدعم لبنان و«مقاومته»

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، اليوم الأحد، مع الأمين العام لـ«الحزب الله» اللبناني، وأكد أن بلاده «مستعدة لدعم لبنان ومقاومته على كافة المستويات». ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية الإيرانية عن قاسم قوله، خلال اللقاء، إن «(حزب الله) مستعد للتعاون مع كل من يقف في وجه العدو الإسرائيلي». وأضاف: «لبنان صامد في وجه التحديات والتهديدات الأميركية والإسرائيلية، ونحن مؤمنون بأن هيمنة إسرائيل سيكون مصيرها نهاية ذليلة ومهينة». ويزور علي لاريجاني بيروت للمشاركة في الذكرى السنوية لاغتيال الأمين العام السابق لـ «حزب الله» حسن نصر الله، والتقى على هامشها برئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام الذي كرّر أمامه رغبة لبنان «بعلاقات احترام متبادل».

 

سلام ماضٍ حتى النهاية في ملف «صخرة الروشة».. وقلق سياسي من تهميش لبنان إقليمياً

جنوبية/28 أيلول/2025

أكدت مصادر سياسية لـ”الجديد” أن رئيس الحكومة نواف سلام ماضٍ حتى النهاية في متابعة ما جرى على صخرة الروشة، مشددة على أنه “لن يرضى إلا بتنفيذ القرارات القضائية سواء لجهة سحب التراخيص أو إجراء التحقيقات اللازمة”. وأشارت المصادر إلى أن “الأمور، وبألطف توصيف، ليست على ما يرام”، في إشارة إلى مسألة استثناء لبنان من اللقاءات الإقليمية والدولية، والتعاطي معه وكأنه غير معني بملفات المنطقة. وكانت قضية صخرة الروشة قد تفجرت يوم منذ يومين بعد خطوة حزب الله في إضاءة الصخرة بصورة أمينيه العامين السابقين، حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، في ذكرى اغتيالهما، ما أثار جدلاً واسعاً على المستويين السياسي والشعبي. ورأت أطراف لبنانية في الخطوة تحدياً لهيبة الدولة وخرقاً للقوانين، فيما اعتبرها الحزب جزءاً من “التعبير الشعبي”. اقرا ايضا: بالفيديو: « إصبعو كسرلك راسك».. مراسل «المنار» في كلمات نابية لرئيس الحكومة نواف سلام

 

مسيّرات وغارات إسرائيلية: تحليق كثيف فوق بيروت والضاحية وتصعيد جنوبي بالمنشورات والقصف

جنوبية/28 أيلول/2025

شهدت بيروت والضاحية الجنوبية صباح اليوم الأحد تحليقاً مكثفاً وعلى علو منخفض لمسيّرة إسرائيلية، في مشهد لافت أعقب ساعات قليلة على إحياء “حزب الله” الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينيه العامين السابقين، السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين. وفي الجنوب، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات تحذيرية فوق أحد معامل الحجارة في بلدة الضهيرة – قضاء صور، تضمّنت رسالة مباشرة: “التعاون مع حزب الله يعرّض حياتك ومصنعك للخطر… لا فائدة اقتصادية من الصفقات المشبوهة”. كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلتين صوتيتين فوق بلدة الناقورة من دون تسجيل إصابات، في حين قام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالرشاشات من مركز رويسات العلم باتجاه محيط بلدة كفرشوبا. وعصر اليوم، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت أطراف سهل الميدنة بين بلدتي كفررمان والجرمق، مستخدماً صواريخ جو–أرض أحدثت دويّاً هائلاً سُمع في أرجاء المنطقة.

كما استُهدف منزل في بلدة حومين الفوقا بواسطة مسيّرة إسرائيلية، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة على علو منخفض فوق منطقة الزهراني. وكانت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا قد تعرضت ليل السبت لقصف مدفعي عنيف وممتد، مصدره مربض موقع “الراهب” العسكري الإسرائيلي على الحدود الجنوبية.

 

ما حقيقة توتّر العلاقة بين عون وسلام؟

المركزية/28 أيلول/2025

أكدت مصادر لبنانية لـ”العربية”، “ألا صحة لتوتر العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام”، مشددة على أن “التواصل مستمر وعميق بينهما”. وقالت المصادر: “الرئيسان عون وسلام يدركان أن هناك من يحاول تخريب علاقتهما، وهما متفقان على المضي قدما في بناء الدولة”.

 

استهداف مخازن اسلحة تابعة لـ"الحزب".. وسلسلة غارات ومنشورات تحريضية جنوبا

المركزية/28 أيلول/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه استهدف مخزن أسلحة تابعا لحزب الله  في جنوب لبنان.

وجاء في بيان للجيش: "استهدفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، استخدمها التنظيم لتعزيز وتنفيذ مخططات ضد إسرائيل". وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام  بأن "الطيران الحربي الاسرائيلي شن عصر الأحد سلسلة غارات، مستهدفا المنطقة الواقعة بين اطراف سهل الميدنة كفررمان والجرمق"، مشيرة إلى إلقاء "الطائرات المغيرة عدة صواريخ جو أرض أحدث انفجارها دويا هائلا تردد في أرجاء المنطقة".https://x.com/i/status/1972323755914666034

كما استهدفت  مسيرة اسرائيلية  منزلا في بلدة حومين الفوقا، وتزامن ذلك مع تحليق الطيران المسير على علو منخفض وبشكل مكثف فوق منطقة الزهراني.وحلقت المسيرات على علو  منخفض فوق زفتا، المروانية، الغسانية، الكوثرية وتفاحتا. وكانت العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية قد شهدت صباح اليوم الأحد تحليقاً مكثفاً وعلى علو منخفض لمسيرة إسرائيلية، وذلك بعد ساعات من إحياء "حزب الله" السنوية الأولى لاغتيال أمينَيه العامََين السابقَين السيد حسن نصرالله، والسيد هاشم صفي الدين. فيما ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات تحذيرية على أحد معامل الحجارة في بلدة الضهيرة–قضاء صور، تحمل عبارة: “التعاون مع حزب الله يعرّض حياتك ومصنعك للخطر… لا فائدة اقتصادية من الصفقات المشبوه بها”. هذا، وألقت محلقة إسرائيلية  قنبلتين صوتيتين على بلدة الناقورة جنوب لبنان من دون وقوع إصابات. إلى ذلك، قام الجيش الإسرائيليّ بعمليّة تمشيط بالرشاشات من مركز رويسات العلم باتّجاه محيط بلدة كفرشوبا.

 

«حزب الله»: منفتحون على الجميع... لكن لا تسليم للسلاح أو نزعه

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

قال الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، إن «(الحزب) منفتح على الجميع، ومستعد لكل أشكال التعاون مع الذين يقفون بوجه العدو الإسرائيلي»، في وقت استمرت فيه مواقف مسؤولي «الحزب» الرافضة تسليم السلاح. وجاءت مواقف قاسم خلال استقباله الأمين العام لـ«المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني»، علي ‏لاريجاني، الذي يزور بيروت للمشاركة في مراسم الذكرى السنوية الأولى لمقتل الأمين العام الأسبق لـ«الحزب» حسن نصر الله. وأكد لاريجاني، وفق وكالة «تسنيم» للأنباء‏، «دعم إيران للبنان ومقاومته، واستعدادها لتقديم كل مستويات الدعم له». من جهته، أكد قاسم أن «لبنان صامد أمام التحديات والتهديدات الأميركية - ‏الإسرائيلية، والشعب المقاوم على درجة عالية من العزة ودعم التحرير والاستقلال، ومن يرَ مواقف الناس ‏الشجاعة والصابرة؛ يؤمن بأن النصر حليفهم في مواجهة العدو الإسرائيلي». ‏وأضاف: «(حزب الله) منفتح على الجميع، ومستعد لكل أشكال التعاون مع الذين يقفون بوجه العدو الإسرائيلي الذي ‏يشكل خطراً على الجميع من دون استثناء؛ خطراً على الشعوب والأنظمة والمقاومة. ونحن نؤمن أن لهذا الجبروت ‏العدواني الإسرائيلي نهاية ذليلة مع هذا الصمود الرائع في مواجهته».

معركة وجودية

ويأتي كلام قاسم بعدما كان أكد في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نصر الله رفض تسليم سلاح «الحزب» للدولة اللبنانية، قائلاً: «لن نسمح بنزع السلاح، وسنواجه مواجهة كربلائية؛ لأنَّنا في معركة وجودية». وهذا الرفض عاد وعبّر عنه عضو كتلة «حزب الله» النائب حسين الحاج حسن، مؤكداً أن «المقاومة أصبحت أكثر قوة وصلابة وعزيمة، وبعدما ظن العدو أنه هزمها، اليوم المقاومة هي أشد عزماً وثباتاً وإرادة ووفاء». وقال: «بعد كل الحملات على المقاومة وسلاحها، من أميركا والغرب ومن الخارج والمنطقة، جوابنا هو أن السلاح باقٍ، ولا نزع ولا تسليم له...». وفي كلمة ألقاها خلال احتفال في بعلبك، شنّ الحاج حسن هجوماً على المبعوث الأميركي توم برّاك، قائلاً: «المبعوث الأميركي توم برّاك انتقل من مرحلة التضليل والخداع إلى مرحلة الصراحة والوضوح الجليين والحاقدين، وما قام به أنه أزاح (الستارة الوسخة) وكشف عن كل ما تريده أميركا؛ من النقاط الخمس، إلى السلاح الوهم، إلى إلغاء حدود (سايكس - بيكو)، إلى البعثرة واللعب بالخرائط والتهديد، إلى الإعلان أن أي مساعدة تأتي من أميركا هي من أجل أن نتقاتل، لا أن نقاتل العدو»، وذلك في إشارة إلى كلام برّاك الأخير لجهة انتقاده الدولة اللبنانية وحديثه عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس في جنوب لبنان.

بوعاصي: لم نربح المعركة

في المقابل، أكد عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية»، النائب بيار بوعاصي، أن «لا عودة إلى ما قبل 5 أغسطس (آب)، (جلسة إقرار حصرية السلاح)، ولا يجوز أن يكون هناك سلاح غير شرعي في البلد»، مضيفاً، في حديث إذاعي: «بقرار الانتهاء من سلاح (الحزب) وكل سلاح غير شرعي، ربحنا جولة ولم نربح المعركة بعد، ولكنها جولة مهمة». وأضاف: «من كان يتخيّل قبل سنتين أن يكون هناك قرار حكومي يسحب الشرعية من سلاح (الحزب) بشكل واضح وصارم. منطلقون في الاتجاه الصحيح، ولكن لم نصل بعد، وسنظل كـ(قوات لبنانية) نراقب هذا الأمر وندفع به إلى الأمام».

السيطرة الداخلية

بدوره، عدّ عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية» النائب غسان حاصباني أن «حزب الله» يرفع السقف مجدداً ويتمسك بسلاحه عبر ممارساته الأخيرة ومواقف أمينه العام، مضيفاً: «بالنسبة إليه السلاح أصبح للسلاح ولزيادة النفوذ والسيطرة الداخلية، ولم تعد أولويته قتال إسرائيل وانسحابها. هذا المنطق مضاد لمنطق الدولة وليس مكملاً له كما يدعون». وفي حديث إذاعي قال: «القضية ليست قضية سلاح فقط، بل قضية حضور ونفوذ لـ(الحزب) على الأرض، فبدلاً من أن يقول الأخير إنه يريد أن يكون ضمن الدولة اللبنانية ويمارس اللعبة الديمقراطية ويدعم حصر السلاح بيد الدولة، فهو يرفع السقف بقوله إنه يرفض التنازل عن السلاح بالمطلق». وحذّر حاصباني بأنه «إذا أصر على التمسك بسلاحه، فهذا انتحار بأمر من إيران. أي تصعيد ممن هم تحت الأرض سيضر بكل اللبنانيين فوق الأرض وببيئة (الحزب) أولاً». وأضاف: «ننتظر تقرير الجيش الأول بشأن ما حدد في جلسة 5 أغسطس، فالمهم أن يتم تنفيذ قرار حصر السلاح. الكلام السياسي والخطابي يبقى كلاماً، وعلينا أن نرى كيف تطبق الأجهزة العسكرية والأمنية القرارات على الأرض».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رابط فيديو مقابلة من “فوكس نيوز” مع رئيس وزراء إسرائيل نيتنياهو/شرح لكل تفاصيل خطة ترامب لوقف الحرب في غزة وللكثير من الذي جاء في خطابه في الأمم المتحدة؟اجتماع بينه وبين ترامب غداً/ إسرائيل تعلم مكان مخزون اليورانيوم الإيراني

نتنياهو: إسرائيل تعلم مكان مخزون اليورانيوم الإيراني

تل أبيب : «الشرق الأوسط»/28 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147735/

قالت الحكومة الإسرائيلية، اليوم (الأحد)، إنها تعلم مكان تخزين إيران لما يقرب من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من درجة تصنيع الأسلحة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية: «نحن نعلم بالتأكيد مكانه. لدينا فكرة جيدة جداً عن مكانه»، مضيفاً أن إسرائيل شاركت هذه المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة. وبحسب تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت إيران تمتلك أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تبلغ 60 في المائة في أوائل الصيف، قبل بدء الحرب التي شنّتها إسرائيل ضدها. ولإنتاج أسلحة نووية، يتطلب الأمر تخصيباً إضافياً يتجاوز نسبة 90 في المائة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح مدى احتفاظ إيران بهذه الكمية من المواد، وما إذا كانت قدراتها على التخصيب لا تزال سليمة بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية في يونيو (حزيران).وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وعندما سئل نتنياهو عما إذا كانت إسرائيل، التي يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك ترسانة نووية سرية، تخطط للاستيلاء على اليورانيوم، لم يقدم إجابة مباشرة. وقال: «يجب أن نحافظ على الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على إيران، لنجعل من الواضح أننا لن نتسامح مع استئناف جهودها لبناء قنابل نووية تهدف إلى تدمير بلدي وبلدكم». وبعد نحو 10 سنوات من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران، أعيد فرض العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على طهران اليوم. وقد انتهت المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق بين طهران وشركائها في التفاوض؛ ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا. وقد بادرت الدول الأوروبية الثلاث إلى إعادة فرض العقوبات، متهمة إيران بانتهاك اتفاق فيينا النووي لعام 2015، من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتجاوز كثيراً ما هو مطلوب للأغراض المدنية.

 

عون وسلام سيعالجان ما خربه "حزب الله"

نداء الوطن/29 أيلول/2025

إذا كانت "واقعة صخرة الروشة" قد شكَّلت الساعة الصفر وإشارة الانطلاق للانقلاب على الدولة، فإن "حزب الله"، لليوم الرابع على التوالي يواصل انقلابه، ويستغل كل موقف يُقال ليتذرَّع به ويضعه في خانة الحجج المانعة لتسليم السلاح، والأخطر في كلام "حزب الله" أنه يتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني الفائت، ويقول: "قبلنا بما وافقت عليه الحكومة" علمًا أنه كان مشارِكًا في الحكومة.

لاءات "الحزب" والهجوم على سلام

"حزب الله" على لسان النائب حسن فضل الله، واصل هجومه على رئيس الحكومة، فقال: "الدولة لا تدار بالانفعالات الشخصية والصدام مع الشعب، فهل يعقل في بلد مثل لبنان يقدم جيشه التضحيات، يأتي مَن في المواقع الرسمية ليتهم الجيش ويحرض عليه وعلى القوى الأمنية لأن الجيش لم يتصادم مع الناس؟ ألم يتعلم البعض من تجارب الماضي؟ وهل هناك من يريد أن يدخل البلد في مشكلات وفتن وفوضى؟". النائب فضل الله انقلب على ما وافق عليه "الحزب"، فقال: "بعد وقف إطلاق النار، ونتيجة للظروف التي نشأت وللتطورات التي حصلت في محيطنا، قبلنا بما وافقت عليه الحكومة، لجهة الالتزام بوقف إطلاق النار على قاعدة وقف الاعتداءات والانسحاب". وما لم يقله فضل الله قاله النائب حسين الحاج حسن رئيس "تكتل بعلبك الهرمل"، بإعلانه أن "لا نزع ولا تسليم للسلاح".

"قنبلة" حسن فضل الله وغياب الرد

ماذا يريد "حزب الله" من رئيس الجمهورية؟ ولماذا تعمَّد إحراجه؟ وفي هذا الوقت بالذات؟

النائب حسن فضل الله، وفي مقابلة مع إحدى الفضائيات العربية، تحدث عن "اتفاق" جرى مع العماد جوزاف عون (قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية) فكشف ما حصل وقال: جرى اتفاق بيننا (وفد من "الحزب" ومن "أمل") وبين العماد عون بين جلستي انتخاب الرئيس، والاتفاق على مبادئ أساسية:

أولًا- طبيعة التمثيل في الحكومة.

ثانيًا- القرار 1701 حصريًا جنوب الليطاني.

ثالثًا حوار حول استراتيجية الأمن الوطني.

ويُكمِل فضل الله: تم الاتفاق فجرى الانتخاب.

اللافت أنه تمَّ توزيع كلام النائب فضل الله بينما كان الرئيس جوزاف عون في نيويورك، فهل هناك مَن تعمَّد التوزيع في غياب الرئيس؟ وإذا كان الأمر صحيحًا، هل سيكون هناك ردٌّ على كلام فضل الله، خصوصًا أن ما قاله يتضمن مغالطات دستورية، فرئيس الجمهورية لا يمكنه أن يعطي وعودًا، حتى بعد انتخابه، لأن القرارات تصدر عن مجلس الوزراء، وأكثر من ذلك ليس رئيس الجمهورية مَن يشكِّل الحكومة، فعملية التشكيل يقوم بها الرئيس المكلف، بعد استشارات يجريها مع النواب وتتم جوجلتها مع رئيس الجمهورية، فكيف يستطيع الرئيس، حتى قبل أن يُنتخب، أن يعطي وعودًا بطبيعة التمثيل؟

لا شك أن "حزب الله" تعمَّد إحراج رئيس الجمهورية وربما الإساءة إليه، فهل سيتم الرد على هذه الإساءة؟

لاريجاني ودعم المقاومة

أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور علي ‏لاريجاني، وفي لقائه مع الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، جدد دعم "الحزب"، ونُقل عنه "‏وقوف إيران ودعمها للبنان ومقاومته بناءً على توجيهات الإمام السيد علي خامنئي، وأن إيران حاضرة لكل مستويات الدعم للبنان ومقاومته".

تزامن تصعيد لاريجاني في بيروت مع عودة العقوبات على إيران، وفي اعتقاد مصادر دبلوماسية أن الجمهورية الإسلامية تتشدد في بيروت كرد على عودة العقوبات، وتضيف هذه المصادر أن الجمهورية الإسلامية ما زالت تمسِك بالورقة اللبنانية عبر "حزب الله".

تواصل بين عون وسلام

علمت "نداء الوطن" أن تواصلًا حصل بين الرئيسين عون وسلام بعد واقعة الروشة، وكان عون تابع الأوضاع من نيويورك وتم الاتفاق على معالجتها بحكمة وروية وعدم توتير الأرض. من جهة ثانية يستأنف عون نشاطه اليوم وسيركز على معالجة الأوضاع الداخلية لكن الأهم بالنسبة إليه هو وضع الجنوب حيث يعتبر هذا الملف أساسيًا لحل بقية الملفات. وقد رأى عون من خلال تواصله مع مسؤوليين أميركيين تفهمًا لموقف لبنان حيث ستتحدث واشنطن مع الجانب الإسرائيلي لمحاولة معالجة الأمور.

تداعيات واقعة صخرة الروشة بين سلام واللواء عبدالله

رئيس مجلس الوزراء نواف سلام التقى في دارته في قريطم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله، وجرى عرض لملابسات ما جرى يوم الخميس الفائت في منطقة الروشة.

غارات على الجنوب

وغداة الذكرى السنوية لاغتيال السيد حسن نصرالله، شن الطيران الحربي الإسرائيلي عصر أمس سلسلة غارات، مستهدفًا المنطقة الواقعة بين أطراف سهل الميدنة كفررمان والجرمق.

وألقت الطائرات المغيرة عدة صواريخ جو أرض أحدث انفجارها دويًا هائلًا تردد في أرجاء المنطقة.

‏الراعي في الجنوب

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جال في الجنوب وشملت الجولة قرى وبلدات الجرمق والعيشيّة وإبل السقي وكوكبا وجديدة مرجعيون، والقليعة، والنبطية والكفور، وكفروه، والحجة والعدوسية. واعتبر الراعي أن "بقاء الجنوب قويًّا ومحصّنًا هو ضمانة لبقاء لبنان. وأنّ تعزيز صمود أهله هو واجب وطني وأخلاقي. فإنّ مسؤوليتنا جميعًا، مواطنين ومسؤولين وسياسيّين ومؤسّسات، أن نتكاتف من أجل إعادة بناء لبنان على أسس متينة: سيادة لا مساومة عليها، دولة قانون قويّة، اقتصاد منتج يثبّت الناس في أرضهم ويؤمّن لهم هناء العيش وتربية روحيّة ووطنيّة تُخرّج أجيالًا جديدة تحب لبنان وتخدمه بصدق. لذلك يُطلب اليوم من أبناء الجنوب العزيز أن يكونوا أبطال سلام يضحّون من أجله بمقدار ما ضحّوا خلال الحرب دفاعًا عن كرامتهم وأرضهم الغالية على قلب كل لبناني".

الجلسة النيابية العامة

واليوم يشهد مجلس النواب جلسة نيابية عامة، ويتوقع المراقبون أن تثمر الجهود عن تخفيف حدة التشنج التي سببتها قضية صخرة الروشة، وتقول المعلومات إن جهودًا بُذِلت في هذا الشأن.

 

نتنياهو: إسرائيل تعلم مكان مخزون اليورانيوم الإيراني

تل أبيب : «الشرق الأوسط»/28 أيلول/2025

قالت الحكومة الإسرائيلية، اليوم (الأحد)، إنها تعلم مكان تخزين إيران لما يقرب من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من درجة تصنيع الأسلحة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية: «نحن نعلم بالتأكيد مكانه. لدينا فكرة جيدة جداً عن مكانه»، مضيفاً أن إسرائيل شاركت هذه المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة. وبحسب تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت إيران تمتلك أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تبلغ 60 في المائة في أوائل الصيف، قبل بدء الحرب التي شنّتها إسرائيل ضدها. ولإنتاج أسلحة نووية، يتطلب الأمر تخصيباً إضافياً يتجاوز نسبة 90 في المائة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح مدى احتفاظ إيران بهذه الكمية من المواد، وما إذا كانت قدراتها على التخصيب لا تزال سليمة بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية في يونيو (حزيران).وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وعندما سئل نتنياهو عما إذا كانت إسرائيل، التي يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك ترسانة نووية سرية، تخطط للاستيلاء على اليورانيوم، لم يقدم إجابة مباشرة. وقال: «يجب أن نحافظ على الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على إيران، لنجعل من الواضح أننا لن نتسامح مع استئناف جهودها لبناء قنابل نووية تهدف إلى تدمير بلدي وبلدكم». وبعد نحو 10 سنوات من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران، أعيد فرض العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على طهران اليوم. وقد انتهت المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق بين طهران وشركائها في التفاوض؛ ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا. وقد بادرت الدول الأوروبية الثلاث إلى إعادة فرض العقوبات، متهمة إيران بانتهاك اتفاق فيينا النووي لعام 2015، من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتجاوز كثيراً ما هو مطلوب للأغراض المدنية.

 

«إسرائيل اليوم»: جولة الحرب الثانية مع إيران قد تنطلق في أي لحظة!

جنوبية/28 أيلول/2025

قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إنّ حرب الأيام الاثني عشر بين إسرائيل وإيران لم تُنهِ الصراع، بل فتحت الباب واسعًا أمام مواجهة جديدة باتت أقرب مما يتوقع كثيرون في المنطقة. فبينما رأت تل أبيب أنّها حققت نصرًا عسكريًا واضحًا، ترى طهران أنّ صمود نظامها وإعادة ترتيب قياداته خلال 24 ساعة فقط من الضربة الإسرائيلية-الأميركية يشكل إنجازًا لا يقل أهمية. وبحسب الصحيفة، فإنّ القيادة الإيرانية لا تبدو خائفة من حرب جديدة، بل تسعى إلى الاستعداد لها عبر تطوير منظوماتها الصاروخية والدفاعية، والاستفادة من دعم موسكو وبكين بعد انهيار منظومتها الجوية خلال الجولة السابقة. وتشير التقارير إلى تجارب صاروخية يومية وتصريحات متكررة من كبار مسؤولي النظام حول الجهوزية لشنّ ضربة استباقية إذا شعرت طهران أنّ إسرائيل تتهيأ لمهاجمتها. وتضيف الصحيفة أنّ إيران ترى نفسها اليوم أكثر قدرة على المواجهة، إذ تعتبر أنّها خرجت من الحرب الأخيرة بخبرة عسكرية وسياسية تؤهلها للبقاء في موقع الندية مع إسرائيل والولايات المتحدة، رغم الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها. وترى “إسرائيل اليوم” أنّ نجاح الجيش الإسرائيلي في الجولة الماضية ارتبط بعنصر المفاجأة والدعم الأميركي المباشر، بما في ذلك استخدام منظومات دفاع متطورة مثل صواريخ “ثاد” التي كلّفت واشنطن نحو 800 مليون دولار. لكنّ الصحيفة تحذّر من أنّ هذه الظروف قد لا تتكرر في الجولة المقبلة، خصوصًا مع انشغال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجبهات أخرى من فنزويلا إلى أوكرانيا. وفي ظل هذا الغموض، يزداد القلق في إسرائيل من تحوّل الحرب المقبلة إلى حرب استنزاف طويلة، قد تفرض أثمانًا باهظة على تل أبيب أكثر من طهران، نظرًا لحجم إسرائيل الجغرافي وحساسيتها تجاه استمرار الهجمات الصاروخية. وختمت الصحيفة بالقول إنّ أهم درس من الحرب الأخيرة أنّ النظام الإيراني أثبت أنه أقوى وأكثر تماسكًا مما كان يُعتقد، وأنّ غياب بدائل “معتدلة” عن المرشد علي خامنئي يجعل أي رهان على انهياره سريعًا مجرّد وهم. ومع الجمود الدبلوماسي المتواصل والتهديدات المتبادلة، تبدو الجولة الثانية من المواجهة قريبة جدًا، في وقتٍ تُصر فيه إيران على إعادة بناء قدراتها النووية والصاروخية، فيما تلوّح إسرائيل بعمل عسكري جديد قد ينطلق في أي لحظة.

 

الشرطة الأميركية: مقتل شخص وإصابة 9 في إطلاق نار بكنيسة في ميشيغان

غراند بلانك ميشيغان/الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

قُتل شخص وأصيب 9 آخرون الأحد بعدما أطلق رجل النار في كنيسة تابعة لطائفة المورمون اندلع فيها حريق أيضاً، في ولاية ميشيغان الأميركية. وأردت الشرطة المشتبه فيه البالغ 40 عاماً وهو من مدينة مجاورة من دون أن تحدد دوافع فعلته. ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أظهرت لقطات صورت في المكان أجهزة الطوارئ تنقل أشخاصاً على حمالات، فضلاً عن أعمدة دخان تتصاعد من الكنيسة في مدينة غراند بلانك. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم بأنه «مروع»، وكتب عبر منصة «تروث سوشيال»: «يبدو أنه هجوم آخر يستهدف المسيحيين في الولايات المتحدة». وقال قائد الشرطة المحلية ويليام ريني أمام صحافيين إن المشتبه فيه قاد سيارته عبر أبواب الكنيسة الأمامية ومن ثم راح يطلق النار على الناس بسلاح أوتوماتيكي. وأوضح أن «مئات الأشخاص كانوا في الكنيسة» يشاركون في القداس. وفق السلطات فقد أضرم مطلق النار النيران عمداً في الكنيسة قبل أن ترديه عناصر الشرطة. ونُقل عشرة جرحى إلى المستشفى وتوفي أحدهم متأثراً بجروحه، على ما أوضح المسؤول.وأكد أن الحريق أخمد، مشدداً على «احتمال العثور على مزيد من الضحايا». وقالت امرأة تقيم بجوار الكنيسة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «سمع زوجي أشخاصاً يصرخون وامرأة تطلب النجدة». وانتشرت عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي للمساعدة في التحقيق، على ما أفاد مدير «إف بي آي» كاش باتيل، عبر منصة «إكس».

 

ترمب: المفاوضات بشأن خطة إنهاء حرب غزة في مراحلها النهائية ...قال إن العالم العربي وإسرائيل يريدان السلام

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة مع موقع «أكسيوس»، الأحد، إن المفاوضات حول خطته لإنهاء الحرب في غزة «في مراحلها النهائية»، معبراً عن اعتقاده بأن التوصل إلى اتفاق قد يفتح الطريق أمام سلام أوسع في الشرق الأوسط. وأضاف ترمب: «الجميع اجتمعوا من أجل إبرام الاتفاق، لكن ما زال علينا إنجازه»، مشيراً إلى أن الدول العربية «كانت رائعة في التعاون بهذا الملف»، وأن حركة «حماس» الفلسطينية تشارك في العملية بوساطة تلك الدول. وتابع قائلاً: «العالم العربي يريد السلام، إسرائيل تريد السلام وبيبي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) يريد السلام». وأوضح ترمب أن الهدف من خطته يتجاوز وقف الحرب في غزة ليشمل استئناف جهود أوسع لتحقيق السلام في المنطقة، قائلاً: «إذا أنجزنا هذا، فسيكون يوماً عظيماً لإسرائيل والشرق الأوسط». ونقل «أكسيوس» عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله إن من المتوقع أن يجتمع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر ترمب، جاريد كوشنر، في نيويورك، الأحد، مع نتنياهو لمحاولة سد الفجوات القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الخطة، على أن يلتقي ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن، غداً الاثنين. وذكر «أكسيوس» أن الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت الحالي يتركز حول بند نزع سلاح «حماس»، الذي تريد إسرائيل أن يكون أكثر إلزاماً، ودور السلطة الفلسطينية في غزة، الذي يعتبره نتنياهو «خطاً أحمر» بالنسبة له. وتشمل الخطوط العريضة للخطة المكونة من 21 نقطة وقفاً دائماً لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن خلال 48 ساعة من الهدنة، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح نحو 250 معتقلاً فلسطينياً من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، ونحو ألفي معتقل من غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتتضمن خطة ترمب آلية حكم لما بعد الحرب دون «حماس» تضم مجلساً دولياً وعربياً مع ممثل للسلطة الفلسطينية وحكومة تكنوقراط من شخصيات مستقلة في غزة. وتقترح الخطة أيضاً إنشاء قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنوداً من دول عربية وإسلامية، وتمويلاً من هذه الدول لإعادة إعمار القطاع، فضلاً عن عملية لنزع سلاح «حماس» ومنح عفو لأعضائها الذين يتخلون عن العنف، والتزاماً إسرائيلياً بعدم ضم أراضٍ في الضفة الغربية أو غزة وعدم مهاجمة قطر مستقبلاً، إلى جانب مسار «ذي مصداقية» نحو إقامة دولة فلسطينية بعد إصلاحات كبيرة في السلطة الفلسطينية. من جهتها، قالت «حماس» في وقت سابق إنها لم تتلقَّ أي مقترحات جديدة من الوسطاء، مؤكدة أن المحادثات متوقفة منذ محاولة الاغتيال التي استهدفت قياداتها في العاصمة القطرية الدوحة في وقت سابق من الشهر الحالي.

 

نتنياهو: إسرائيل تدرس توفير ممر آمن لقادة «حماس»

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تدرس توفير مرور آمن لقادة حركة «حماس» في قطاع غزة إلى الخارج بموجب شروط معينة. وأضاف نتنياهو في تصريحات لقناة «فوكس نيوز» قبيل اجتماعه، الاثنين، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «إذا تمت مرافقة قادة (حماس)، على سبيل المثال، إلى خارج البلاد، نعم، إذا أنهوا الحرب وأطلقوا سراح جميع الرهائن، فإننا (سوف) نسمح لهم بالخروج». وأشار إلى أنه ذكر ذلك من قبل، لكن التفاصيل الآن بحاجة إلى توضيحها في المناقشات حول الخطة الجديدة لغزة التي أعدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. هذه الخطة لم تكتمل بعد، ولا تزال حكومته تناقشها مع فريق ترمب. وأفادت تقارير إعلامية بأن خطة ترمب المكونة من 21 نقطة تتضمن الإفراج الفوري عن الرهائن الـ20 المتبقين في غزة مقابل مئات الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، بالإضافة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع الساحلي المحاصر. وتشير التقارير إلى أن «حماس» لن تلعب بعد الآن دوراً في إدارة قطاع غزة، ولن يُسمح لإسرائيل بضم القطاع. وستقوم حكومة انتقالية بحكم قطاع غزة. وقال نتنياهو إنه يأمل تنفيذ خطة ترمب؛ «لأننا نريد تحرير رهائننا. نريد التخلص من حكم (حماس) ونزع سلاحهم، ونزع السلاح من غزة، وتحقيق مستقبل جديد لقطاع غزة والإسرائيليين على حد سواء، وللمنطقة بأكملها».

 

تقرير: نتنياهو يهيئ إسرائيل للحرب المقبلة وسط تآكل القدرات

المدن/28 أيلول/2025

أفاد تقريرٌ جديد نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو "يُهَيِّئ إسرائيل للحرب المُقبِلة"، لافتًا إلى أنّه "أثبت أنّه ليس سيّد الأمن ولا سيّد الاقتصاد في إسرائيل"، ومُضيفًا أنّه "بعيدٌ كلَّ البُعد عن كونه بطل الدِّعاية والحِنكة السياسيّة". ويذكر التقرير أنّ نتنياهو اضطرّ إلى السفر جوًّا إلى نيويورك عبر مسارٍ مُلتَوٍ، متجاوزًا دولًا يُمنَع عليه المرور فوقها مثل تركيا، وأخرى قد يواجه فيها توقيفًا إن هبط على أراضيها، في "مسارٍ جوّيٍّ مُهِين يعكس، بمرارة، انهيار مكانة إسرائيل كدولة، وأيضًا انهيار مكانة الإسرائيليّين". وبحسب التقرير، يرى نتنياهو "عُمق الحُفرة التي يجرُّ إسرائيل إليها"، إذ لم يعُد يسعى إلى ضمان الرخاء والازدهار، بل كشف خلال اجتماعٍ مع هيئة الأركان العامّة عن "خططٍ قاتمةٍ للعام الجديد"، إذ قال، "وفقًا لما سرّبته جنرالاتٌ من الجيش الإسرائيلي"، إنّه "في العام المقبل، علينا تدمير المحور الإيراني". ويُشير التقرير إلى أنّ تصريحات نتنياهو عن "النصر الكبير على حزب الله وإيران" كانت مُبكِّرة، مُرجِّحًا أنّه يُخطِّط لـ"تجديد القتال على عدّة جبهات". ويتساءل: "ما الذي يتضمّنه تدمير المحور الإيراني؟ هل هو دخولٌ جديد إلى لبنان، أم استمرار تبادل الضربات مع إيران، أم فتح جبهةٍ جديدةٍ في العراق؟". ويُبيّن التقرير أنّ الجيش الإسرائيلي يُواجِه "استنزافًا في العتاد والطاقة، والأهمّ في الأسلحة وقطع الغيار". فإذا كانت إسرائيل تعتزم استئناف القتال في أكثر من قطاع، "فلماذا يُطلِق الجيشُ الإسرائيليّ الذخائرَ عشوائيًّا على غزة؟". ويضيف أنّ "مخزونات الجيش تتآكل في ظلّ حظرٍ أوروبيّ يحرم إسرائيل من محرّكات الدبابات وقطع الغيار الأساسيّة للمركبات والطائرات، وبالطبع الأسلحة"، مع الإشارة إلى أنّ "التآكل الأشدّ إيلامًا هو في الناس". فـ"كلُّ يومٍ من القتال في غزة هو يومُ خسارةٍ لإسرائيل، في شعبِها، وفي تآكُل ما تبقّى من شرعيّتِها"، بينما "يبتعد عنها النصرُ الكامل"، وقد "مُنِح الفلسطينيّون نصرًا سياسيًّا عظيمًا"، في ظلّ موجة الاعترافات بـ"حلِّ الدولتين" وإقامة دولةٍ فلسطينيّة.

ويُخلُص التقرير إلى أنّ الحديث عن إقامة دولةٍ فلسطينيّة يحمل "أهميّةً رمزيّةً هائلة"، ويُشكّل "تحذيرًا واضحًا من أنّ استمرار إسرائيل في سياستها الحاليّة سيؤدّي إلى نتائج وخيمة".

 

دبابات إسرائيلية تتوغل في غزة و"القسام" تحذّر من مصير أسيرين

المدن/28 أيلول/2025

توغلت دبابات الاحتلال الإسرائيلي في عمق الأحياء السكنية لمدينة غزة، في هجوم بري متسارع ترافق مع قصف جوي عنيف، أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر منذ ما يقارب العامين.

اجتياح الأحياء وتصعيد عسكري

وقال شهود عيان ومسعفون إن الدبابات عززت وجودها في أحياء الصبرة وتل الهوى والشيخ رضوان وحي النصر، مقتربة من قلب المدينة ومناطقها الغربية التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين. وأعربت السلطات الصحية المحلية عن قلقها من عدم القدرة على الاستجابة لعشرات نداءات الاستغاثة.

في ذات الوقت، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته وسّعت نطاق عملياتها في المدينة، مشيراً إلى قصف 140 هدفاً عسكرياً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. في المقابل، قالت وزارة الصحة في غزة إن 79 شهيداً و379 إصابة وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الأخيرة، لترتفع حصيلة ضحايا الحرب إلى أكثر من 66 ألف شهيد.

بيان "كتائب القسام"

في خضم هذا التصعيد، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، انقطاع التواصل مع الأسيرين الإسرائيليين عمري ميران ومتان أنغريست خلال الساعات الـ48 الماضية، جراء "العمليات العسكرية الهمجية والاستهدافات العنيفة" في حيي الصبرة وتل الهوى. وحذرت الكتائب من "خطر حقيقي" يهدد حياة الأسيرين، مطالبة قوات الاحتلال بالتراجع الفوري إلى جنوب شارع 8 ووقف الطلعات الجوية مدة 24 ساعة ابتداءً من السادسة مساءً، ليتسنى محاولة إخراجهما. واختتم البيان بالقول: "وقد أعذر من أنذر".

استهداف المساعدات وقصف المنازل

وتواصلت عمليات القصف المكثف على أحياء غزة ومخيماتها، حيث أفاد مسعفون باستشهاد عشرات المدنيين في النصيرات والدرج، فيما واصل الاحتلال نسف المباني بالعربات المفخخة في حي الصبرة. كما سقط ضحايا من منتظري المساعدات في محيط محور نتساريم وخان يونس ورفح برصاص الجيش الإسرائيلي. وأكدت منظمة الصحة العالمية إغلاق أربعة مرافق صحية في مدينة غزة هذا الشهر، فيما أعلنت الأمم المتحدة تعليق بعض برامج معالجة سوء التغذية. كما أفادت تقارير طبية محلية بوفاة رضيعة بسبب سوء التغذية ونقص العلاج. ويقدّر برنامج الغذاء العالمي أن ما بين 350 و400 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة منذ الشهر الماضي، بينما بقي مئات الآلاف محاصرين وسط ظروف توصف بأنها "كارثة إنسانية".

مبادرات دولية موازية

على الصعيد السياسي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن هناك "فرصة حقيقية لتحقيق العظمة في الشرق الأوسط" دون أن يقدم تفاصيل محددة أو جدولا زمنيا، وذلك بعد أيام من قوله إنه قريب من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة. وفي منشور على موقع "تروث سوشيال"، "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق العظمة في الشرق الأوسط، الجميع على استعداد لشيء مميز، لأول مرة على الإطلاق. سنحققه"  وأكد ترامب إن "اتفاقاً بشأن غزة" يبدو مرجحاً، مؤكداً لقاءه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين. وكشفت مصادر دبلوماسية أن مصر وقطر والسعودية والأردن قدّمت تعديلات على الخطة الأميركية لوقف الحرب، تتضمن انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً ونشر قوات دولية على حدود القطاع فقط، مع إدارة فلسطينية تكنوقراط مرتبطة بالسلطة الفلسطينية، وفق وكالة "رويترز". في الوقت ذاته، أعلنت السفارة الأميركية في إسرائيل أن السفير مايك هاكابي سيتوجه إلى القاهرة لإجراء مشاورات مع المسؤولين المصريين، بينما تواصل القاهرة وساطتها بين إسرائيل وحماس، التي أكدت بدورها عدم تلقي أي مقترحات جديدة. بموازاة الجهود السياسية، أعلن منسق "أسطول الصمود العالمي" وائل نوار أن القافلة البحرية باتت على بعد ثلاثة أيام من الوصول إلى غزة، متوقعاً دخولها في 30 أيلول/ سبتمبر الجاري أو الأول من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، "إذا لم تتدخل البحرية الإسرائيلية أو تتغير الظروف المناخية".

 

لقاء «ترمب - نتنياهو»... إلى أي مدى يُمكن أن يسهم في وقف حرب غزة؟ ...مصر تدعو لتكثيف جهود التوصل إلى اتفاق

القاهرة: محمد محمود/الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

تترقب مساعٍ عربية ودولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لقاء فاصلاً يجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالبيت الأبيض، الاثنين، ويتطرق لمبادرة واشنطن بشأن إنهاء الحرب. ذلك اللقاء الذي يأتي بعد أقل من أسبوع من طرح ترمب مبادرة لإنهاء الحرب في وجود قادة دول عربية وإسلامية في نيويورك، ينقسم إزاء خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، بين مَن يرى أنه سيقود لتهدئة ومرحلة منظمة مشروطة، ومَن يشكك في ذلك المسار باعتبار المبادرة الأميركية كانت محاولة للالتفاف على الاعترافات الدولية بدولة فلسطين وتنامي عزلة إسرائيل فقط، وتطالب بانضمام ضامنين مثل تركيا والصين لتنفيذ الاتفاق المحتمل. وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أن خطة ترمب ليست نهائية، وأن هناك مشاورات إسرائيلية أميركية بهدف تعديل بعض بنودها، مضيفة أن الخطة تشمل ضمانات لإسرائيل بالعودة إلى الحرب «إذا خُرقت سيادتها». وغداة تلك التسريبات الإسرائيلية، كشف نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، في تصريحات لقناة «فوكس نيوز» الأميركية، الأحد، عن أن هناك محادثات معقدة تجرى حالياً بشأن غزة، ومستمرة منذ يومين بمشاركة إسرائيلية، مؤكداً أن تفاؤل الرئيس ترمب بشأن محادثات غزة مبرر.

وكتب ترمب عبر صفحته الرسمية بمنصة «تروث سوشيال»، الأحد: «لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط، والجميع على أهبة الاستعداد لحدث استثنائي لأول مرة على الإطلاق»، دون تفاصيل أكثر. وكان ترمب قد قال في تصريحات الجمعة: «يبدو أننا على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، أعتقد أنه اتفاق يعيد الرهائن وينهي الحرب»، بينما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ«رويترز» وقتها، إن الرئيس الأميركي سيلتقي مع نتنياهو يوم الاثنين في الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى إطار عمل لاتفاق بشأن غزة. وقبل لقاء ترمب، أعلن نتنياهو، ليل الجمعة/السبت، خلال مناسبة بعد خطابه في الأمم المتحدة، أنَّ حرب غزة «تقترب من نهايتها»، بينما خالفه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، الأحد، قائلاً: «إذا لم تُفرج (حماس) عن جميع الرهائن وتنزع سلاحها، فسيجري تدمير غزة والقضاء على (حماس). لن نتوقف حتى تتحقق كل أهداف الحرب».

وترجح الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، أن يُمثل اجتماع ترمب-نتنياهو تحولاً حاسماً في حرب غزة من حملة عسكرية مفتوحة إلى مرحلة منظمة من التهدئة المشروطة، راسخة في إطار تقوده الولايات المتحدة، يربط كل تنازل إسرائيلي بمكسب ملموس.

ومن المتوقع أن يتفق الجانبان على خطة تجمع بين وقف إطلاق النار التدريجي وآليات تحقق صارمة، مما يضمن أن يُسفر أي توقف في القتال عن نتائج ملموسة: إطلاق سراح الرهائن، وتبادل المعلومات الاستخباراتية حول البنية التحتية المتبقية لـ«حماس»، وإشراف أميركي مستمر، وفق تسوكرمان.

وأوضحت أن هذا النهج لن يُسفر عن وقف إطلاق نار كامل أو هدنة دائمة على المدى القصير، ولكنه سيُطلق عملية تدريجية، مرجحة أن تبدأ المرحلة الأولى من اتفاق ترمب-نتنياهو خلال ستة أسابيع بين فترات توقف إنسانية قصيرة مرتبطة بإطلاق سراح الرهائن، وتوسيع التدخل اللوجيستي الأميركي، وإعلان علني عن مجلس إعادة إعمار غزة واستقرارها، بخلاف إعلان المرحلة الثانية، المتوقعة بحلول أوائل عام 2026، مع بروز أدوار إدارية عربية. بالمقابل، يبدي المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، عدم تفاؤله من مخرجات لقاء نتنياهو-ترمب، قائلاً: «لن يحقق اختراقاً حقيقياً، وسندخل في موجة تعديلات بالمبادرة غير المعلنة رسمياً بعد، ولا أفق للتوصل إلى حل»، مشيراً إلى أن هذه المبادرة أوجدت لامتصاص الغضب الأوروبي، وخشية انتقاله للشارع الأميركي ومحاولة لإخراج إسرائيل من عزلتها الدولية وتفريغ الاعترافات الدولية بدولة فلسطين من مضمونها وتسويق ترمب لنيل جائزة نوبل للسلام. ولا يزال الوسطاء يراهنون على حل قريب، وأفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، الأحد، بأن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي التقى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وأكد له ضرورة استمرار تكثيف الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ونفاذ المساعدات دون عوائق.

وقالت حركة «حماس» (الأحد)، في بيان، إنها لم تتلقَّ أي مقترحات جديدة من الوسطاء بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة «استعدادها لدراسة أي مقترحات تصلها من الإخوة الوسطاء بكل إيجابية ومسؤولية، وبما يحفظ حقوق شعبنا الوطنية». وأعلنت «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، الأحد، في بيان، أن التواصل انقطع «مع الأسيرَين عمري ميران ومتان أنغريست، نتيجة العمليات العسكرية الهمجية والاستهدافات العنيفة في حيي الصبرة وتل الهوا خلال الساعات الـ48 الأخيرة»، مؤكدة أن حياتهما في خطر حقيقي وطالبت بوقف الطلعات الجوية لمدة 24 ساعة لإخراج الأسيرين. وتوغلت دبابات إسرائيلية في عمق الأحياء السكنية في مدينة غزة، (الأحد)، بينما قالت السلطات الصحية المحلية إنها لم تتمكن من الاستجابة لعشرات من نداءات الاستغاثة، وعبَّرت عن قلقها إزاء مصير السكان في المناطق المستهدفة، فيما تجاوزت حصيلة القتلى الـ66 ألف قتيل بعد نحو عامين من الحرب. ويعتقد نزال أن الوسيطين المصري والقطري يتطلعان إلى نتائج قريبة ليس فيها أي مناورات أميركية-إسرائيلية، مشيراً إلى أن التجارب السابقة منذ انسحاب فريقي واشنطن ونتنياهو من مفاوضات الدوحة يوليو (تموز) غير مُبشّرة وتقول إنه لم نرَ التزاماً أميركياً واضحاً وصارماً بالتوصل إلى اتفاق ومن ثمَّ «لن نرى حلاً قريباً». وشدد على أهمية إدخال أطراف أخرى مثل تركيا والصين ضامنين لتنفيذ الاتفاق حتى لا يتم الالتفاف عليه من جانب إسرائيل أو واشنطن، بعد موافقة «حماس» لأي تفاهمات لاحقة تحقق مصلحة الشعب الفلسطيني. بينما ترى تسوكرمان أن النتيجة الأكثر ترجيحاً في ضوء تلك التطورات هو التوصل إلى «ترتيب هجين» عبر فترات محدودة لوقف إطلاق النار، وممرات إغاثة بإشراف أميركي، ودبلوماسية مكثفة لتحرير الرهائن، وانتقال تدريجي نحو إعادة إعمار بإدارة عربية. وسيُصوّر ترمب ونتنياهو هذا على أنه انتصار للقوة، حسب تسوكرمان، فإسرائيل تتمسك بموقفها، وأميركا تُقدّم الإغاثة، والشركاء الإقليميون يتحمّلون المسؤولية، مستدركة: «لكن الحرب لن تنتهي بين عشية وضحاها، لكنها سيُجمّد مسارها إلى تحول مُنظّم بإشراف أميركي-إسرائيلي».

 

نتنياهو يلغي اجتماعات للتحضير للقاء مع ترمب بشأن خطة إنهاء الحرب في غزة ..الفريق الإسرائيلي يحاول إدخال تعديلات على الخطة الأميركية

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

ذكر موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي، الأحد، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ألغى مشاركته في اجتماعات عدة ولقاءات إعلامية من أجل التشاور مع مستشاريه قبيل لقائه المقرر، الاثنين، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأضاف الموقع التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الوفد المرافق لنتنياهو يجري استعدادات مكثفة للقاء ترمب وسط شعور بالضغط بسبب الفجوات القائمة بين الجانبين بشأن خطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في غزة. وأوضح «واي نت» أن الفريق الإسرائيلي يجري حواراً مع المسؤولين الأميركيين، في ظل محاولات لإدخال تعديلات على الخطة التي طرحها ترمب.

وعبّر الرئيس الأميركي، الأحد، عن تفاؤله إزاء التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، قائلاً إن هناك «فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط». ولم يقدّم ترمب تفاصيل عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن في غزة، لكن نائب الرئيس جي دي فانس قال لبرنامج «فوكس نيوز صنداي» إن مسؤولين أميركيين كباراً منخرطون في مفاوضات «معقدة للغاية» مع مسؤولين إسرائيليين وعرب. وقال ترمب في منشور على منصته «تروث سوشيال»: «لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط. الجميع على استعداد لشيء مميز. شيء سنحققه لأول مرة على الإطلاق». وقال ترمب، يوم الجمعة، إن هناك محادثات مكثفة بشأن غزة مع دول بالشرق الأوسط، وإن إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية على علم بالمناقشات، التي قال إنها ستستمر ما دامت هناك حاجة لها. وذكر فانس أنه «يشعر بتفاؤل حذر» إزاء التوصل إلى اتفاق. وقال: «أشعر بتفاؤل حيال وضعنا الحالي أكثر من أي وقت مضى خلال الأشهر القليلة الماضية، ولكن لنكن واقعيين، فهذه الأمور قد تخرج عن مسارها في اللحظة الأخيرة». وأضاف أن الخطة تتضمن 3 عناصر رئيسية، هي إعادة جميع الرهائن، وإنهاء تهديد «حماس» لإسرائيل، وتكثيف المساعدات الإنسانية في غزة. وقال فانس: «لذا أعتقد أننا قريبون من تحقيق هذه الأهداف الثلاثة». وقال مسؤول من «حماس»، السبت، إن الخطة الأميركية لم تُعرض على الحركة.

 

المعارضة الإسرائيلية تطوق مناورات نتنياهو ضد خطة ترمب لغزة ...لابيد أخطر واشنطن أنه يضمن لرئيس الوزراء «كتلة أمان» برلمانية تمنع إسقاطه

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

كشف زعيم المعارضة الإسرائيلية في الكنيست (البرلمان)، يائير لابيد، أنه توجه إلى الإدارة الأميركية، وأبلغها أن ما يتحدثون عنه في تل أبيب بشأن تهديدات المتطرفين لمصير الحكومة، إذا وافقت على وقف النار في غزة، تهديدات «فارغة وكاذبة». وبدافع القلق من عملية خداع أخرى، تتيح لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إجهاض خطة أميركية محتملة، تسربت تفاصيلها، لوقف حرب غزة، أكّد لابيد لواشنطن أن نتنياهو يستخدم فزاعة المتطرفين لتبرير رفضه وقف الحرب. وجاءت خطوة لابيد، بعد يومين من نشر وسائل إعلام عبرية تفاصيل ما أطلقت عليه «خطة الـ21 نقطة» التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لوقف حرب غزة المستمرة منذ نحو عامين. وأكّد لابيد أنه أوضح للأميركيين أن تهديدات الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، بإحداث أزمة ائتلافية للحكومة هي تهديدات جوفاء، وأنهما لن يُسقطا الحكومة لو وافق نتنياهو على الصفقة.

فقدان حكم اليمين

وفي تقدير لابيد، فإن سقوط هذه الحكومة يعني فقدان تيار اليمين للحكم سنين طويلة جداً، وهو ما يعرفه الوزيران جيداً. لهذا، فإن التهديدات ليست جدية. وكل ما هناك أن نتنياهو يستغل رفضهما لتبرير رفضه، فهو الذي يخشى من أن تؤدي الصفقة إلى وقف الحرب، وبالتالي تؤدي إلى سقوط حكومته بالاحتجاجات الشعبية. وقال لابيد، في منشور على حساباته في الشبكات الاجتماعية، مساء السبت: «أبلغت الإدارة الأميركية اليوم أن نتنياهو لديه شبكة أمان مني (كتلة المعارضة) من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى وإنهاء الحرب. وعليه، فإن لدى نتنياهو أغلبية مطلقة في الكنيست وفي صفوف الشعب، ولا داعي للتأثر بتهديدات بن غفير وسموتريتش الفارغة».وقد جاء ذلك الموقف بعدما نُشرت أنباء في تل أبيب تُفيد بأن نتنياهو يُعدّ لطرح مطالب لتعديل خطة ترمب، بطريقة تتيح لحركة «حماس» أن تقع في المطب، وتعلن رفضها.

وقد حذّرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين من أنها تتلقى إشارات قوية تدل على أن نتنياهو قرّر التضحية نهائياً بأولادهم في أسر «حماس».

«على ترمب أن يُصرّ»

وخرجت صحيفة «هآرتس» بمقال افتتاحي، الأحد، حمّلت فيه المسؤولية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن خطر إجهاض نتنياهو للصفقة، وقالت: «غداً في واشنطن سيقف الواحد أمام الآخر؛ نتنياهو وترمب. الآن المسؤولية ملقاة على الرئيس الأميركي، عليه أن يصرّ، مثلما يعرف كيف يُصرّ، ويحقق أخيراً الصفقة التي تعيد المخطوفين وتوقف حمام الدماء». وأضافت أسرة تحرير «هآرتس» في مقالها: «ليس صدفة أن عائلات المخطوفين تلقي على نتنياهو بالذنب في التخلي المتواصل، والآن عن التضحية بأولادها. هي تفهم أن نتنياهو عرقل صفقات وعمّق الحرب كي يواصل القتال فقط، وأن المخطوفين تحوّلوا من هدف إنقاذ من جانب إسرائيل إلى ذريعة تهكمية لمواصلة القتال. على هذه الخلفية، يجدر بنا أن نحيي الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مبادرته الجديدة (خطة الـ21 نقطة)». ورأت الصحيفة أن ترمب «أجاد في الإيضاح لنتنياهو بأنه لن يكون هناك ضمّ للضفة الغربية. قول واجب سيساعد أيضاً في لجم الهذيان في معسكر اليمين الإسرائيلي، الذي لا يرى في 7 أكتوبر (تشرين الأول) كارثة، بل فرصة. لكن هذا لا يكفي. على ترمب أن يفهم أن نتنياهو لا يتطلع إلى إنهاء الحرب». وكانت مصادر سياسية في تل أبيب تحدثت بتفاؤل حول انطلاق صفقة لإنهاء الحرب، وأن عناصر في قيادة حزب الليكود الحاكم توجّهت إلى نتنياهو طالبة أن يعود من واشنطن باتفاق.

«الضغط على (حماس)»

لكن مصادر أخرى مقربة من نتنياهو كشفت أنه سيحاول إقناع ترمب بإجراء تعديلات «طفيفة» على البنود التي أدخلها قادة وممثلو دول عربية، اجتمعوا مع الرئيس الأميركي يوم الثلاثاء الماضي. وأكّدت مصادر إعلامية أن غرض نتنياهو الحقيقي هو جعل «حماس» تقول لا، وعندها يسقط المشروع من جهة، ويخرج هو من مأزقه الداخلي من دون إصابات، فالقضية الأساسية عند نتنياهو هي ألا تتوقف الحرب حتى يبقى في الحكم، ولا تسقط حكومته. والخطة الأميركية، التي تتضمن وقف الحرب والتراجع عن خطط الترحيل لسكان غزة، وقبر خطط ضمّ أراضٍ من القطاع وبناء مستوطنات عليها أو تحويل القطاع إلى رفييرا أميركية إسرائيلية، وإسقاط خطط الضمّ في الضفة الغربية، وفتح آفاق سياسية جديدة للمنطقة، تعتمد تسوية القضية الفلسطينية برمتها، تضع نتنياهو في مأزق شديد. وقالت حركة «حماس»، الأحد، إنها لم تتلقَّ أي مقترحات جديدة من الوسطاء بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أن المحادثات متوقفة منذ محاولة الاغتيال التي استهدفت قياداتها في العاصمة القطرية الدوحة في وقت سابق من الشهر الحالي. وأضافت الحركة، في بيان، أنها «تؤكد استعدادها لدراسة أي مقترحات تصلها من الإخوة الوسطاء بكل إيجابية ومسؤولية، بما يحفظ حقوق شعبنا الوطنية».

ما تعديلات نتنياهو؟

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الأحد، إنه «من المرجح جدّاً أن تُنفِّذ إسرائيل «خطة الرئيس ترمب، المكونة من 21 نقطة، بالكامل، بما في ذلك صفقة تبادل الرهائن». وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسية رفيعة في القدس، إلى أن «معظم بنودها مناسبة لإسرائيل، لكن نتنياهو، يرغب في تعديل بعض النقاط قبل لقائه الرئيس ترمب، الاثنين المقبل، في البيت الأبيض». وأوضحت المصادر أن من هذه النقاط، التي يريد نتنياهو ويُصرّ على تغييرها، عدم إغلاق الصندوق الأميركي للمساعدات الإنسانية لغزة، معتبراً أن هذه الخطوة ستكون خطأً كبيراً، ورفض إطلاق سراح بعض المعتقلين الرموز كجزء من الصفقة، إذ إنه يعارض إطلاق سراح مروان البرغوثي وأمثاله، ويريد توضيح تام لعملية نزع سلاح «حماس»، بحيث يتاح له أن يعود إلى استئناف الحرب في حال مخالفة البنود. وأكّدت الصحيفة أن نتنياهو يعتقد أن «حماس» لن تُفكك فعلياً منظومات أسلحتها، في ظل هذه الظروف، وأنها لن توافق على المشروع. ونقلت الصحيفة أن نتنياهو يواجه خيارين؛ إما رفض الخطة بحجة عدم ملاءمتها، أو الموافقة عليها والقبول بإطلاق سراح الرهائن، ثم إذا لم تُنفَّذ المرحلة الثانية، وبقيت «حماس» في قطاع غزة، فذلك تبرير لاستمرار القتال. وسيسعى إلى كسب تأييد ترمب في هذا الطرح، ويتوقع أن يساعده رفض «حماس».

 

إسرائيل تقتل عوائل مخاتير ووجهاء في غزة ...لأنهم رفضوا التعامل معها لإدارة جهات محلية في القطاع بدلاً من «حماس»

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

بينما تبحث الإدارة الأميركية ودول عربية وإسلامية مستقبل اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، صعَّدت إسرائيل استهدافها عوائل غزِّية رفض مخاتيرها ووجهاؤها التعاون معها لتشكيل وإدارة جهات محلية تعمل في مناطق معينة، على غرار المجموعات المسلحة التي شكلتها ودعمتها في بعض مناطق القطاع.

ولوحظ خلال الأيام والساعات القليلة الماضية، تكثيف إسرائيل غاراتها على عوائل وعشائر معروفة في مدينة غزة، ليتبين لاحقاً أن مخاتير ووجهاء منها رفضوا عرضاً قدمه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) للمشاركة في تشكيل وإدارة جهات تدير الأوضاع المحلية وملف المساعدات الإنسانية في مناطق سكنهم ووجود عشائرهم. وتقول مصادر أمنية وميدانية في مدينة غزة لـ«الشرق الأوسط»، إن ضباط جهاز «الشاباك» تواصلوا مع وجهاء عائلتي بكر ودغمش ممن بقوا في منازلهم داخل المدينة، من أجل العمل لصالح المشروع الإسرائيلي الهادف إلى تقسيم مناطق قطاع غزة إلى ما يشبه الأقاليم المحلية التي تسيطر عليها عشائر أو عوائل، أو حتى مجموعات مسلحة، لحكمها وتقديم الدعم لسكانها، مقابل محاربة «حماس» والمقاومين، وتقديم معلومات أمنية مجانية لإسرائيل، إلى جانب خدمة أهدافها السياسية في هذا الصدد بما يمنع انسحابها لاحقاً، ومنع تشكيل أي حكومة فلسطينية مستقبلاً لإدارة القطاع، وبذلك يكتمل هدفها بتدمير أي مقومات حياة لمستقبل دولة فلسطينية.

وحسب المصادر، فإنه بعد أن رفضت تلك العوائل التعامل مع ضباط «الشاباك» شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات على منازل مأهولة وأخرى مخلاة من السكان، تعود لأفراد من تلك العوائل والعشائر. ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة بحق عائلة دغمش، في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، أدت لمقتل 30 منهم في أحد المنازل، وما زال تحت الأنقاض ما لا يقل عن 20 آخرين لم تستطع أي طواقم انتشالهم. وبيَّنت أنه فجر السبت، قصفت منزلاً لعائلة بكر، جنوب مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل 6 من أفرادها وإصابة 11 آخرين، كما قصفت ظُهراً منزلاً مكوناً من عدة طبقات للعائلة، مما أدى إلى إصابة العديد من أبنائها، كما قصفت بناية أخرى مخلاة قرب ميناء غزة غرب المدينة. وأكد أحد وجهاء عائلة بكر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن المخابرات الإسرائيلية تواصلت مع مختار ووجهاء العائلة، وطلبوا منهم تشكيل مجموعة مسلحة تحكم منطقة مخيم الشاطئ، بعد أن تقوم هي بتطهيره من عناصر «حماس»، مؤكداً أن العائلة رفضت بشكل قاطع أن تكون جزءاً من هذا الخيار. وقال المصدر من العائلة، الذي فضَّل عدم ذكر اسمه حفاظاً على سلامته، إن العائلة منذ لحظة الاتصالات فهمت أنها ستتعرض لعمليات انتقام، وهو ما يجري حالياً، ولذلك عقدت جلسة فوراً مع أبنائها وطالبتهم بمغادرة المنطقة جنوب المدينة، خصوصاً إخراج النساء والأطفال، ودفعهم إلى النزوح باتجاه جنوب القطاع. وتعد عائلة بكر من العوائل الكبيرة في قطاع غزة، ولها دور كبير في مهنة الصيد، كما أن بينها قيادات في «فتح» و«الجهاد الإسلامي»، بعضهم كان قد اغتيل في الحرب وقبلها. وأوضح المصدر أن قرار العائلة كان نابعاً من موقف وطني يرفض التعاون مع الاحتلال بأي شكل من الأشكال، وليس هدفه دعم «حماس» أو أي طرف تنظيمي آخر. ولم تتمكن «الشرق الأوسط» من التواصل مع أيٍّ من وجهاء عائلة دغمش. وتعتمد إسرائيل مؤخراً على إنشاء مجموعات مسلحة من عوائل وعشائر، أو أشخاص من هذه العوائل والعشائر كان لهم ماضٍ أمني أو جنائي، وباتوا ينشطون في مناطق عدة منها شرق رفح، وشرق خان يونس وأجزاء أخرى، إلى جانب مناطق شرق مدينة غزة، وشمال القطاع. وتبرأت عديد العوائل والعشائر من أبنائها الذين عملوا مع تلك الجماعات، مثل ياسر أبو شباب، ورامي حلس، وحسام الأسطل، وغيرهم. فيما نجحت «حماس» في مرات عديدة بنصب كمائن للمسلحين التابعين لتلك المجموعات المسلحة وقتلت وأصابت بعضهم، بل تعمدت اعتقال بعضهم وإعدامهم على الملأ أمام السكان في المناطق التي ما زالت تملك فيها نفوذاً أمنياً. يأتي هذا الحراك الإسرائيلي في محاولةً منها لتقسيم القطاع، بعد أن فشلت في أن تفعل ذلك من خلال وجهاء ومخاتير العوائل والعشائر المعروفة في غزة، وهي خطة بالأساس عمدت إلى تنفيذها بعد العام الأول من الحرب، إبان تولي يوآف غالانت، وزارة الدفاع الإسرائيلية، إلا أن حركة «حماس» نجحت في تحذير وتهديد الوجهاء وقتلت اثنين على الأقل من الوجهاء ممن حاولوا التعاون مع إسرائيل حينها، مما أفشل الخطة في ذلك الوقت. وتبحث مجدداً الإدارة الأميركية بالتعاون مع دول عربية وإسلامية وغيرها، خطة لتشكيل لجنة مؤقتة تدير قطاع غزة، بمشاركة عربية وبوجود قوة أمنية من الجيوش العربية، إلى حين تولي السلطة الفلسطينية مسؤولياتها، ونشر قوة من الشرطة التابعة لها بعد تدريبها في مصر. ووفقاً لبعض المصادر من «حماس» التي تحدثت في الأيام الأخيرة إلى «الشرق الأوسط»، فإنها منفتحة على التعامل بإيجابية مع جميع المقترحات المتعلقة بمستقبل قطاع غزة، بما في ذلك تخليها عن الحكم. وفعلياً هناك حالة من التفاؤل تسود أوساط عديد من الجهات بما فيها الولايات المتحدة، بإمكان التوصل إلى اتفاق ولو كان مؤقتاً لوقف إطلاق النار تمهيداً لتطبيق خطة شاملة بشأن انسحاب إسرائيل تدريجياً من قطاع غزة، وإيلاء الحكم للجنة الإدارة المؤقتة، تمهيداً لعودة حكم السلطة الفلسطينية بعد إجراء إصلاحات فيها.

 

لجنة بالكنيست تمهد لاستخدام عقوبة «الإعدام» مع أسرى فلسطينيين ...الخطوة تثير غضب عائلات المحتجزين خشية انتقام «حماس» من أبنائها

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

في إطار مواصلة الإجراءات الانتقامية ضد الفلسطينيين عموماً والأسرى منهم خصوصاً، أقدم حزب «عوتسما يهوديت» الذي يتزعمه وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، على طرح مشروع قانون يلزم قضاة المحاكم الإسرائيلية بإصدار حكم الإعدام على الفلسطينيين المدانين بقتل إسرائيليين أو يهود. وينص المشروع الجديد، وفقاً للتفسير الذي قدمته سون هار ميليخ، عضو الكنيست عن حزب «عوتسما يهوديت» والتي بادرت بطرحه، على أن «الإرهابي الذي يُدان بالقتل بدوافع عنصرية أو معادية للجماهير، وفي ظروف تُبين أن القتل تم بهدف المساس بدولة إسرائيل ونهضة الشعب اليهودي في بلاده، يُفرض عليه حكم الإعدام لزاماً». ويتضمن مشروع القانون بنداً ينص على تغيير القاعدة في القوانين الشبيهة التي تُسقط الإعدام في حال وجود معارضة في هيئة القضاة، ويؤكد أن حكم الإعدام يكون سارياً حتى لو صدر بأكثرية الأصوات. وفي بند آخر يقول إنه لا يجوز تخفيف حكم الإعدام أو استبداله بحكم آخر بعد صدوره. وتجيء هذه الخطوة بعد شهر من زيارة وُصفت بـ«الاستفزازية» قام بها بن غفير للقيادي الفلسطيني مروان البرغوثي في محبسه.

حبر على ورق

المعروف أن إصدار حكم الإعدام هو موضوع نقاش طويل في إسرائيل. فمؤيدو الفكرة انطلقوا من تراث ديني؛ إذ يشير رجال الدين إلى أن التوراة تنص على فرض عقوبة الإعدام في 36 جريمة، من القتل والزنا إلى عبادة الأصنام وتدنيس يوم السبت. ولكن الحكام يمتنعون عن تنفيذ هذه العقوبة، حتى في التاريخ القديم، لتفادي إعدام أبرياء بالخطأ. وعندما تأسست إسرائيل في عام 1948، ورثت النظام القانوني للانتداب البريطاني مع بعض التعديلات، وبالتالي ظلت عقوبة الإعدام قائمة، لكنها بقيت حبراً على ورق، ولم تُنفذ إلا فيما ندر. والسبب في ذلك هو أن أول من صدر بحقه حكم الإعدام، كان مئير توبيانسكي، وهو ضابط في الجيش أدين بتهمة التجسس، ولكن تبين بعد وفاته أن الحكم كان جائراً، وبُرئت ساحته لاحقاً بعد فوات الأوان. وعلى إثر ذلك، قررت الحكومة، في شهر ديسمبر (كانون الأول) 1948، الامتناع عن إصدار مزيد من أحكام الإعدام. وكان الاستثناء الوحيد هو الجرائم ضد الإنسانية التي تُوجه ضد قادة نازيين سابقين. ففي سنة 1962، أُعدم أدولف أيخمان، الذي أدين قبل سنة بالمشاركة في جرائم الحرب المتعلقة بالمحارق النازية (الهولوكوست). وطوال العقود التالية، صدرت أحكام بالإعدام من حين لآخر على المدانين بارتكاب جرائم إرهابية، لكن هذه الأحكام كانت تُخفف دائماً. وفي عام 1988، أدين جون ديميانيوك، الحارس في معسكر نازي في أثناء الحرب العالمية الثانية، والذي أطلق عليه السجناء «إيفان الرهيب» بسبب وحشيته، وحُكم عليه بالإعدام، ولكن أُلغيت إدانته عند الاستئناف.

نتنياهو... ومواقف متباينة

ومع وصول بنيامين نتنياهو إلى سدة رئاسة الوزراء في سنة 2009، تعالت مجدداً الأصوات التي تنادي بفرض حكم الإعدام على الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات مسلحة ضد مدنيين. في البداية، اعتمد نتنياهو على نواب صغار يطرحون الفكرة، ثم طرحها بنفسه في 2010، وجعلها وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان مطلباً أساسياً في انتخابات 2015. وفي شهر يناير (كانون الثاني) 2018، وافق الكنيست على مشروع قانون يسهل على المحاكم العسكرية إصدار أحكام الإعدام في تصويت أولي بأغلبية 52 صوتاً مقابل 49. كما صوّت رئيس الوزراء نتنياهو لصالحه، لكنه قال لاحقاً إن مشروع القانون يتطلب «مناقشة أعمق» بين الوزراء قبل التصويت عليه مرة أخرى.وصرَّح نتنياهو بأنه سيدعم مشروع قانون من شأنه أن يجعل عقوبة الإعدام عقوبة عامة، لكنه لم يُفلح، وبقي الوضع على ما هو عليه. غير أن مكتب نتنياهو حاول، الأحد، منع بحث الأمر في لجنة الأمن القومي في الكنيست، وأوفد إليها مسؤولاً كبيراً بالمكتب، هو منسق شؤون الأسرى والمفقودين في ديوان رئيس الحكومة، غال هيرش، كما أرسلت المخابرات والجهاز القضائي والجيش مندوبين عنهم لإقناع نواب اليمين وعلى رأسهم بن غفير بأن هذا القانون غير ضروري، بل يمكنه أن يدفع «حماس» للانتقام من المحتجزين الإسرائيليين لديها.

جدل وخلاف

وقال بن غفير خلال الجلسة: «توجّه إليَّ مقربون من رئيس الحكومة، نتنياهو، لتأجيل النقاش لأن الوقت غير مناسب. الجواب هو (لا) قاطعة. هذا القانون هو أمر الساعة، حتى يكون الردع قوياً». وتابع: «برأيي، العكس هو الصحيح. في هذا التوقيت تحديداً يجب أن يعرفوا (في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة) أنه إذا سقطت شعرة من رأس أي مختطف فسيصدر حكم إعدام بحق أسرى فلسطينيين في سجوننا». وردّ هيرش قائلاً: «لم نطلب عبثاً عدم عقد النقاش هذا. أنا أختلف مع تقدير موقفك اختلافاً كلياً، خصوصاً في ظل وجود منظومة متكاملة عسكرية وسياسية لإعادة المختطفين. هذا النقاش لا يساعدنا». فعقّب عليه بن غفير قائلاً: «أنت لا تمثل كل عائلات المختطفين، مع الاحترام. أنت تمثل موقف رئيس الحكومة». وصوتت اللجنة ضد إرادة نتنياهو والأجهزة الأمنية، وحظي المشروع بتأييد 4 نواب مقابل معارض واحد. ويفترض طرحه لاحقاً على الكنيست لتمريره في القراءة التمهيدية ثم القراءات الأولى والثانية والثالثة حتى يصبح قانوناً. وحذّر القسم القانوني للَّجنة من أن التصويت على مشروع قانون إعدام الأسرى «باطل»، موضحاً أن المستشارة القانونية للجنة والمستشارة القانونية للكنيست اتفقتا على عدم إجراء التصويت خلال عطلة الكنيست، وعلى وجوب استماع أعضاء اللجنة لموقف الجهات الأمنية والمهنية قبل التصويت، وهما شرطان لم يتم استيفاؤهما. وأكد تسفيكا فوغل، رئيس اللجنة وعضو الكنيست عن حزب «عوتسما يهوديت»، أن المستشارة القانونية للكنيست طلبت منه عدم إجراء التصويت، مضيفاً: «قلت إنني سأدرس الأمر، واليوم أفهم أكثر من أي وقت مضى أنني ملزم بالتصويت». وفي أعقاب القرار، كتب هيرش في منشور على منصة «إكس» أنه طلب من رئيس الحكومة ألا يُطرح على الهيئة العامة للكنيست قبل أن يُعقد نقاش أساسي في مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت)، حيث يمكن عرض صورة الوضع وتقديره للموقف.

«إعدام بطيء»

وكتبت زوجة أحد الأسرى الإسرائيليين في غزة عبر حسابها على منصة «إكس»: «الناجون من الأسر قالوا لنا بوضوح إن أي استعراض إعلامي حول عقوبة الإعدام للأسرى يؤدي إلى تشديد الظروف وزيادة العنف ضد الأسرى. نتنياهو يعرف ذلك. غال هيرش يعرف ذلك. بن غفير يعرف ذلك. لكن بن غفير أراد أن يظهر على التلفاز اليوم. لو أنه في دولة طبيعية، لأقاله رئيس الحكومة هذا الصباح». أما رئيس اللجنة، فوغل، فقال: «استمعت إلى كل الجهات الأمنية ولم أقبل تقدير موقفهم. سئمت كل هذه التقديرات والمعلومات. لا يمكن أن نستمر في العيش ونحن في التصور نفسه الذي قادنا إلى ما نحن عليه. النقاش جاء ليضيف إلى العمود الفقري اليهودي ما يلزم من شجاعة للحفاظ على العدالة ومنح سكان إسرائيل الأمن. ستؤدي الخطوات التي تُتخذ اليوم، وهذا الضغط كله، إلى الإفراج عن الرهائن بشكل أسرع». من جانبها قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير: «منظومة الاحتلال الإسرائيلي مارست على مدار عقود طويلة سياسات إعدام بطيء بحق مئات الأسرى داخل السجون، عبر أدوات وأساليب ممنهجة أفضت إلى استشهاد العشرات منهم، فيما شهدت هذه السياسات تصعيداً غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة، لتجعل من المرحلة الراهنة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة».

 

العاهل الأردني: هناك توافق كبير على خطة ترمب بشأن غزة

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأحد، إن بلاده تعمل بالتنسيق مع الدول العربية والشركاء على تفاصيل الخطة الشاملة بشأن غزة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نيويورك خلال اجتماع مع قادة عرب ومسلمين، الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن الخطة حظيت بتوافق واسع. وذكر الديوان الملكي الأردني في بيان أن الملك عبد الله أشار، خلال لقائه عدداً من رؤساء الحكومات الأردنية السابقين، إلى وجود تقارب كبير مع القادة العرب والمسلمين حول التطورات في المنطقة، خصوصاً القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة، مؤكداً أن هناك إجماعاً دولياً على أن «حل الدولتين» هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام. وقال الملك عبد الله: «العدوان الإسرائيلي على قطر يحمل رسالة واضحة هدفها إرهاب المنطقة بالقوة»، لافتاً إلى أن الهجوم أضر بعلاقات إسرائيل مع دول الإقليم. وقال ترمب يوم الجمعة، إنه قريب من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم.

 

الجيش الأردني: مقتل اثنين بعد رفض مركبتهما التوقف عند حاجز تفتيش شمال البلاد

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

قالت القوات المسلحة الأردنية، اليوم الأحد، إن دورية تابعة لها أطلقت النار على مركبة حاولت اختراق حاجز تفتيش أمني في منطقة القرن بشمال المملكة، مما أسفر عن مقتل شخصين كانا بداخلها. وأضاف الجيش في بيان أن المركبة رفضت الامتثال لأوامر التوقف وحاولت تجاوز الحاجز، ما استدعى تطبيق قواعد الاشتباك. وأوضح الجيش أن الشخصين اللذين كانا داخل المركبة أصيبا خلال الاشتباك ونقلا إلى مستشفى أبو عبيدة في منطقة الشونة الشمالية، حيث فارقا الحياة لاحقاً متأثرين بجروحهما.

 

انسحاب قوات إسرائيلية بعد تفتيش منازل مدنيين بريف القنيطرة الجنوبي

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

توغلت القوات الإسرائيلية اليوم (الأحد) في بلدة صيدا بريف القنيطرة الجنوبي، جنوب سوريا. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، أن «قوة تابعة للاحتلال الإسرائيلي مؤلفة من 16 آلية عسكرية، توجهت من تل أبو غيثار باتجاه بلدة صيدا في ريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بعمليات مداهمة وتفتيش لمنازل المدنيين، ثم انسحبت من البلدة بعد فترة قصيرة». ووفق الوكالة: «حلق طيران الاحتلال الإسرائيلي أيضاً فوق أجواء الريف الشمالي بمحافظة القنيطرة، وخصوصاً فوق مزارع الأمل ونبع الفوار وعين النورية والكوم وكوم محيرس». من جهته، أفاد مراسل تجمع أحرار حوران، بااندلاع حريق في حقل أشجار في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، وتوجه فرق الإطفاء إلى المكان. الحريق حدث بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ولم يعلم ان كان حادثا متصلا بالاجتياح ام حادثا منفصلا. وطبقاً لوكالة سانا: «تواصل قوات الاحتلال انتهاكاتها لسيادة الأراضي السورية، في خرق لاتفاقية فصل القوات عام 1974، وللقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن؛ حيث تنفذ بشكل متكرر اعتداءات وتوغلات برية في أرياف القنيطرة ودرعا. وقد أدانت سوريا هذه الاعتداءات الإسرائيلية وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لوقفها».

 

وزير الخارجية السوري: الضربات الإسرائيلية جعلت التطبيع «صعباً» ...اتهم تل أبيب بتقديم الدعم لـ«جماعات خارجة عن القانون»

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، الأحد، إن الضربات الإسرائيلية على بلاده بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد «أصابتنا بالذهول»، مضيفاً أن هذه الهجمات جعلت تطبيع العلاقات مع إسرائيل «صعباً». وأضاف الشيباني أن إسرائيل عاقت جهود الحكومة السورية في جنوب البلاد عندما تصاعد العنف الطائفي في محافظة السويداء، و«قدمت الدعم لجماعات خارجة عن القانون»؛ ما زاد تعقيد الأزمة بين البدو والدروز. وأكد وزير الخارجية أن «سوريا قوية وموحدة ستكون مفيدة للأمن الإقليمي، وهذا سيفيد إسرائيل»، مشدداً على أن دمشق «لا تشكل تهديداً لأحد، بما في ذلك إسرائيل، لكن هذه السياسات الجديدة للتعاون والسلام قوبلت بهذه التهديدات والضربات». وتابع قائلاً: «الحديث عن التطبيع واتفاقيات إبراهيم أمر صعب بعض الشيء»، في إشارة إلى سلسلة الاتفاقيات التي أبرمتها إسرائيل لتطبيع العلاقات مع 3 دول عربية في 2020 برعاية أميركية. وشنت إسرائيل هجمات على مواقع عسكرية في جميع أنحاء سوريا بعد سقوط الأسد في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، ونشرت قوات في المنطقة العازلة الواقعة داخل الأراضي السورية بموجب اتفاق فك الاشتباك المبرم عام 1974 وفي مناطق أخرى خارجها.

 

عودة العقوبات تهبط بالريال الإيراني إلى أدنى مستوياته

المدن/28 أيلول/2025

هبط سعر صرف الريال الإيراني، صبيحة اليوم الأحد، إلى أدنى مستوياته التاريخيّة على الإطلاق، ملامسًا حدود 1.2 مليون ريال مقابل الدولار، مقارنة بمستويات قاربت المليون ريال مقابل الدولار يوم أمسٍ السبت. وجاءت هذه التطوّرات عقب إعادة فرض العقوبات الأمميّة على إيران فجر اليوم الأحد، على خلفيّة الأنشطة النوويّة الإيرانيّة. وكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة بدول الترويكا، قد فعّلت ما يُعرف بآليّة الزناد، المنصوص عنها في الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015. وتسمح هذه الآليّة لدول الترويكا بإعادة فرض العقوبات التي رفعها ذلك الاتفاق، في حال عدم التزام إيران بموجبات الاتفاق. وهذا ما حصل فجر اليوم الأحد. ومن المعلوم أنّ هذه العقوبات تستهدف الشركات والمنظمات والأفراد الذين يساهمون، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، في دعم برنامج إيران النووي أو تطوير أسلحتها الصاروخي. كما تشمل العقوبات حظرًا على بيع الأسلحة التقليديّة لإيران، مع إمكان تجميد أصول الجهات التي تخالف مضمون هذه العقوبات. وبذلك، تشدّد العقوبات الجديدة القيود الفروضة على طهران، بما يتجاوز بأشواط تلك التي فرضتها الولايات المتحدة من جانب واحد بعد خروجها من الاتفاق النووي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ "آليّة الزناد" تتسم بطابع أممي، أي يسري مفعولها على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ومن المحتمل أن يسعى الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات إضافيّة، موازية للعقوبات الأمميّة، بهدف تشديد الخناق على إيران ودفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات بجديّة.

 

إيران و«سناب باك»... من الاتفاق إلى العقوبات ...خبراء يرجحون «أفعالاً انتقامية أكثر» بين واشنطن وطهران

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

كيف تعمل «آلية سناب باك»، التي تشغل العالم هذه الأيام، وتحاول إيران تفادي عقوباتها بشتى السبل؟ ببساطة، فإنها آلية داخل قرار اتخذه مجلس الأمن عام 2015، تتيح إعادة العمل بعقوبات دولية رفعتها الأمم المتحدة عن إيران بسرعة، إذا اشتكى طرف دولي بأن إيران انتهكت التزاماتها النووية.

والمقصود بالطرف الدولي هو أي دولة ضالعة أو شريكة في الاتفاق النووي المبرم بين الغرب وإيران عام 2015، والموثق في قرار مجلس الأمن المرقم 2231، إذ تضمن بنداً يحدد كيفية الإبلاغ عن «قصور كبير في التنفيذ» وإجراءات الإحالة إلى المجلس، مع إمكانية إعادة العمل بالعقوبات إذا لم يتم التوافق على استمرار رفعها. أما لماذا سميت بـ«سناب باك»، فذلك لأنها تعمل كإشارة على الاستعادة الفورية للعقوبات، بمعنى استعادة حالة العقوبات إلى ما قبل الاتفاق بضغطة زر قانونية. وهو ما قد يتحول إلى أمر واقع بحلول فجر الأحد (الساعة 00:00 بتوقيت غرينيتش).

مسار «سناب باك»

لا يمكن الضغط على زر العقوبات الفوري قبل الخوض في مسار حدّده القرار الدولي، ويبدأ من قيام أي دولة مشاركة في الاتفاق برفع شكوى إلى اللجنة المشتركة أو إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن «قصور كبير في تنفيذ» التزامات الاتفاق. وفي 28 أغسطس (أب) الماضي، بعثت بريطانيا وفرنسا وألمانيا رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إيذاناً ببدء هذه الدول عملية تستمر 30 يوماً لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، بعد اتهامها بعدم الالتزام باتفاق عام 2015، الذي كان يهدف إلى منعها من تطوير سلاح نووي. ومنذ توقيت الرسالة، ثمة 30 يوماً للطرف الآخر، إيران، يمكنه فيها حلّ النزاع داخل أطر الاتفاق، عبر المفاوضات، أو من خلال العمل مع لجنة فنية. وإذا لم يُحلّ الخلاف خلال المهلة، وهو ما يوشك أن يحدث مع نهاية اليوم (السبت)، تُحال المسألة إلى مجلس الأمن، وتترتّب عودة العقوبات تلقائياً. ويوم الجمعة، فشل مسعى روسي وصيني أخير لتأجيل إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، في مجلس الأمن الدولي، المكون من 15 دولة عضواً، وذلك بعد أن صوّتت 4 دول فقط لصالح مشروع القرار الذي تقدم به البلدان، كما رفضت «الترويكا» مقترح اللحظة الأخيرة من طهران، الذي كان يقضي بتفتيش موقع نووي واحد من جملة مواقع تعرضت للقصف في الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل.

«سناب باك» حيز التنفيذ

صمّمت هذه الآلية بحيث إذا لم يقُم المجلس باعتماد قرار يرفض عودة العقوبات خلال مهلة محددة، فإن القرار ينص على «عودة جميع تدابير العقوبات السابقة تلقائياً أو وفق الآلية المتفق عليها».

وتوصلت إيران إلى اتفاق في عام 2015 مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين، يُعرف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة». ورفع الاتفاق عقوبات للأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وأقرّ مجلس الأمن الدولي الاتفاق في قرار صدر في يوليو (تموز) 2015. ومن المقرر انتهاء صلاحية هذا القرار في 18 أكتوبر (تشرين الأول)، بالإضافة إلى قدرة أي طرف من أطراف الاتفاق النووي على تفعيل «إعادة فرض» العقوبات على إيران. وكانت دول كثيرة تشتبه في سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.

ما العقوبات؟

إذا أعيد فرض العقوبات، فستعود كل التدابير التي فرضها مجلس الأمن على إيران في 6 قرارات من 2006 إلى 2010. ومن هذه التدابير: حظر على الأسلحة، وتخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم، إلى جانب حظر عمليات الإطلاق والأنشطة الأخرى المتعلقة بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية، وأيضاً حظر نقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية والمساعدة التقنية. كما تجمد العقوبات الأصول المالية، وتحظر السفر على أفراد وكيانات من إيران. في المقابل، تسمح للبلدان بتفتيش شحنات شركة «إيران إير» للشحن الجوي وخطوط الشحن التابعة لإيران بحثاً عن بضائع محظورة. واعتبرت كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة عدم الانتشار في جمعية مراقبة الأسلحة، أن «تدابير الأمم المتحدة سيكون لها أثر اقتصادي بسيط نظراً لوطأة العقوبات الأميركية والأوروبية القائمة». لكنها قد تؤدي إلى «تصعيد في الأفعال الانتقامية» بين الولايات المتحدة وإيران، «في غياب استراتيجية دبلوماسية مجدية»، بحسب دافنبورت، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ما تفعله إيران؟

ينصّ الاتفاق النووي لعام 2015 على أن إيران ستتعامل مع أي إعادة فرض عقوبات كـ«سبب للتوقف عن تنفيذ التزاماتها بموجب (خطة العمل الشاملة المشتركة) كلياً أو جزئياً». وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران تسرع «بشدة» في تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة؛ أي قريباً من مستوى النقاء البالغ 90 في المائة المستخدم في صنع الأسلحة. وتقول الدول الغربية إنه لا توجد حاجة لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي للاستخدامات المدنية، وإنه لا توجد دولة أخرى فعلت ذلك دون إنتاج قنابل نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي.

 

«موت الاتفاق النووي»... انقسام صحف إيران بين التهوين والتصعيد...صحيفة «الحرس الثوري» انتقدت تصاعد «مشاجرات» التيارين الإصلاحي والمحافظ

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

انقسمت الصحف الإيرانية في تغطيتها لإعادة فرض العقوبات الأممية، بين من قلل من أهمية هذه العقوبات باعتبارها امتداداً لسياسات قائمة، ومن رأى فيها تحولاً خطيراً يهدد ما تبقى من المسار الدبلوماسي الإيراني. وبينما اعتبرت بعض المنابر الإعلامية أن المرحلة الراهنة تمثل أحد أخطر المنعطفات في تاريخ السياسة الخارجية لإيران، رأت أخرى أن جذور الأزمة تعود إلى الإدارة الداخلية لا إلى العقوبات في حد ذاتها. وعنونت صحيفة «شرق» الإصلاحية صفحتها الأولى بـ«موت الاتفاق النووي بتوقيت نيويورك»، مؤكدة أن المرحلة الحالية التي تمر بها الجمهورية الإسلامية «واحدة من أصعب الفترات في تاريخ الدبلوماسية».

وبدورها، انتقدت صحيفة «جمهوري إسلامي» المعتدلة، المسؤولين الذين «يتحدثون من أبراج عالية»، ويدفعون باتجاه التهوين من آثار «سناب باك». وأشارت الصحيفة إلى أنه «يبدو أن بعض المسؤولين الذين يزعمون أن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة لا تختلف كثيراً عن العقوبات السابقة، ويؤكدون أنهم اتخذوا الإجراءات الكافية لتقليل آثارها، يتحدثون من واقع مريح لا يشبه معاناة الناس». وأضافت: «هؤلاء المسؤولون يقيسون الأمور انطلاقاً من نمط حياتهم المرفّه: رواتب ضخمة، وتنقّل مجاني، ورعاية صحية فائقة ومجانية، ومساكن فاخرة أو سكن وظيفي مريح، وحماية أمنية على مدار الساعة، واحترام رسمي واسع، وخدمة شخصية متوفرة. لذلك، فإن أي تقلبات أو أزمات اقتصادية لا تمسّ حياتهم أو حياة أسرهم وأبنائهم بأي شكل من الأشكال». وألقت الصحيفة التي تؤيد الاتفاق النووي بشدة، باللوم على الرئيس المحافظ المتشدد الأسبق محمود أحمدي نجاد. وقالت إن «العقوبات هي الإرث المشؤوم لحكومة أحمدي نجاد»، في إشارة إلى القرارات الستة التي تم فرضها على إيران بين عامَي 2006 و2010 خلال الولاية الأولى والثانية من حكم أحمدي نجاد. على خلاف ذلك، انتقدت صحيفة «كيهان» الرسمية حكومة الرئيس السابق حسن روحاني الذي أبرم خلال ولايته الأولى الاتفاق النووي لعام 2015. وهونت صحيفة «كيهان» من العقوبات الأممية.

وقالت «كيهان» التي يسمي رئيس تحريرها المرشدُ الإيراني، إن «إجراء المفاوضات لم يكن ليؤدي إلى رفع العقوبات». وأضافت: «لم تكن العقوبات هي التي أوقفتنا، بل كان التراخي والجمود من قبل بعض المسؤولين والمديرين التنفيذيين هو ما أوصل البلاد إلى طريق مسدود».

ورأت «كيهان» أنه «سواء كانت (آلية الزناد) موجودة أو لا، فإن هذا اليوم مثل كل الأيام في السنوات الـ47 الماضية منذ الثورة الإسلامية هو يوم عادي. ومثل كل هذه الأيام، تُعاقَب إيران بعقوبات من أميركا وحلفائها الأوروبيين بسبب تمسكها بالاستقلال والسعي نحو الحرية».

وأثار التلفزيون الرسمي الإيراني جدلاً بإعادة قراءة مقتطفات من المقال الافتتاحي لصحيفة «كيهان» السبت، والذي وجّه انتقادات لإدارة حسن روحاني. وحذرت الصحيفة في مقالها من أن «خيانة غير مسبوقة تحدث تجعل تدخل الأجهزة الأمنية والقضائية ضرورياً، وهي أن يقوم داعمو ومنكرو (آلية الزناد) المدمرة بتضخيم وتصديق آثار تلك الآلية نفسها، مما يؤدي إلى إثارة الاقتصاد».

وأضافت: «لقد تحول عمل بعض داعمي ومؤيدي (آلية الزناد) المدمرة من خطأ سابق إلى خيانة وبيع للوطن». وتحت عنوان «صباح الفضيحة»، هاجمت صحيفة «آكاه» التي تصدر عن «منظمة الدعاية الإسلامية»، مسؤولين ونواباً سابقين وشخصيات في التيار الإصلاحي، من بينهم وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف. واتهمت هؤلاء بـ«تقديم عناوين خاطئة لخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة رغم نكث العهود». في هذا الصدد، أشارت صحيفة «جوان» التابعة لـ«الحرس الثوري» إلى تصاعد الخلافات الداخلية، ووصفتها بـ«المشاجرات الوقحة حول الاتفاق النووي». وقالت إن «النقاش حول ما إذا كنا تحت العقوبات أم لا هو نقاش عقيم»، مشيرة إلى أن التيارين الإصلاحي والمحافظ «يتنازعان دون جدوى»، وأضافت: «الاتفاق النووي الذي لم يكن موجوداً قَطّ، قد انتهى». وقالت الصحيفة إن «النتيجة هي أن هذين التيارين اللذين يلقيان اللوم على بعضهما داخلياً بشأن الوضع الحالي للاتفاق النووي، يلجآن إلى قضية الاتفاق النووي والمفاوضات مع الغرب كوسيلة للهروب من الحقيقة القاسية، وهي أنهما خلال فترة مسؤولياتهما لم يتمكنا من حل مشاكل البلاد أو حتى تخفيفها، وكل طرف يحمّل الآخر المسؤولية؛ لأن هذه هي أفضل طريقة للتهرب من المحاسبة عن أدائهما».

وأضافت: «هذان التياران إما لا يتحملان مسؤولية حالية (مثل الرؤساء السابقين والمفاوضين وبعض مستخدمي «إكس» المتحمسين والمهتمين بمصالح آنية)، أو يتحملان مسؤوليات لكن دون سلطة تنفيذية أو قدرة فعلية على التغيير (مثل بعض أعضاء البرلمان). ومع ذلك، تكمن قوتهما الوهمية في خلق جو من التوتر والاضطراب بين الناس الذين يهربون من هذه الأجواء المتوترة، ويبحثون عن كلمات صادقة وإجابات ملموسة لمشاكلهم الاقتصادية والمعيشية». وسلطت صحيفة «سازندكي» تحت عنوان «الهدف الخفي لآلية الزناد»، الضوء على تداعيات الآلية، وقالت إن «العقوبات الجائرة التي تفرضها الولايات المتحدة والأمم المتحدة... في التأثير المباشر على حياة الشعب الإيراني. لكن ما يثير الغرابة هو ابتهاج بعض السياسيين والمتشددين المحليين بانهيار الاتفاق النووي، وهو ما يُعد دليلاً على فشل المسار الدبلوماسي، ويشكّل في الوقت ذاته سبباً في تفشي الفقر والفساد».

ولفتت الصحيفة إلى أن «خبراء ومحللين حذروا من أن عودة العقوبات ستؤدي إلى تفاقم الفقر وتعزيز اقتصاد ريعي غير شفاف، تستفيد منه قلة مرتبطة بمراكز النفوذ، في حين تتحمل عامة الشعب أعباء التضخم والبطالة». وأضافت: «عاد الرئيس مسعود بزشكيان من نيويورك إلى طهران دون أي إنجاز يُذكر، في حين كانت (آلية الزناد) قد فُعّلت بالفعل، مما أعاد المجتمع الإيراني إلى دائرة الحصار الاقتصادي من جديد». وأشارت إلى أن «التطور أثار مشاعر الحزن والقلق داخل الشارع الإيراني. غير أن قلة قليلة من الناشطين السياسيين المحافظين، الذين يعتبرون العقوبات نعمة، لم يترددوا في إعلان فرحتهم بهذا الفشل. وقد وصف كثير منهم انهيار الاتفاق النووي بأنه فرصة لإثبات إخفاق سياسة التفاوض». وخلصت إلى أن «التناقض الصارخ بين فرح بعض التيارات المحافظة بما يسمونه (انتصاراً سياسياً)، وبين المعاناة الحقيقية التي يعيشها الناس، لا يُظهر إلا حجم الهوة العميقة والمتزايدة بين السلطة والشعب».

من جهتها، تطرقت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية والمقربة من الرئاسة الإيرانية في عنوانها إلى «إيران في عصر ما بعد آلية الزناد»، ونشرت في هذا الإطار عدداً من الحوارات والمقالات التحليلية. وقالت: «دخلنا رسمياً مرحلة ما بعد (آلية الزناد). ضربة جديدة وُجّهت إلى جسد الدبلوماسية الذي يعاني أصلاً من الوهن». وحذرت الصحيفة من مخاطر تجدد الحرب مع إسرائيل. وقالت إن إشارات مثل التوجه نحو التخصيب بـ90 في المائة (المطلوبة لتطوير الأسلحة)، أو تعطيل رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالانسحاب من معاهدة «حظر الانتشار»؛ هذه الإشارات «قد تُستخدم ذريعة من قِبل بنيامين نتنياهو لتبرير التصعيد».

 

ترمب سيحضر اجتماعاً غير مسبوق لقادة الجيش في فرجينيا

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشبكة تلفزيون «إن بي سي»، اليوم (الأحد)، أنه قرر حضور الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه وزير الدفاع بيت هيغسيث، والذي سيحضره المئات من كبار قادة الجيش في قاعدة كوانتيكو بولاية فرجينيا بعد غد. وقال ترمب رداً على سؤال عن سبب الدعوة للاجتماع: «سنتحدث عن النجاح العسكري الأميركي والكثير من الأمور الإيجابية». وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، في وقت سابق اليوم، أن ترمب قرر حضور اجتماع طارئ يضم المئات من كبار قادة الجيش في قاعدة فرجينيا. وقالت الصحيفة إن مشاركة ترمب، التي تأكدت في وثيقة داخلية اطلعت عليها «واشنطن بوست»، أثارت مخاوف أمنية إضافية بشأن هذا الحدث العسكري غير المسبوق تقريباً؛ إذ من المقرر أن يشرف جهاز الخدمة السرية على تأمينه. وتلقى المئات من كبار قادة الجيش الأميركي أمراً بالحضور دون إيضاح أسباب محددة، وهو ما أثار قلقاً بين بعض القيادات من احتمال الإعلان عن عمليات إقالة أو تخفيض رُتب.

وكان من المقرر أن يلقي هيغسيث خطاباً قصيراً حول «المعايير العسكرية وروح المحارب»، لكن حضور ترمب قد يمنح الاجتماع طابعاً سياسياً، بحسب الصحيفة. وتقدر تكاليف نقل وإقامة القادة العسكريين القادمين من مناطق مختلفة حول العالم بملايين الدولارات، في حين حذرت تقارير من المخاطر الأمنية لاجتماع هذا العدد من كبار القادة في مكان واحد. وأضافت الصحيفة أن هيغسيث تعهد بخفض عدد الضباط الكبار بنسبة 20 في المائة، وأقال بالفعل نحو 20 ضابطاً كبيراً، من بينهم نساء، منذ توليه منصبه، كما يدرس خفض رتب بعض القادة الكبار، ودمج بعض مقرات القيادة الإقليمية في أفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى. تأتي هذه التطورات في وقت يُتوقع أن تركز فيه الاستراتيجية الدفاعية الجديدة للإدارة على الأمن الداخلي والاستخدام المحلي للقوات، بدلاً من الاستعداد لمواجهة محتملة مع الصين.

 

«القاعدة» يسيطر على موقع عسكري في النيجر ...شهود يؤكدون مقتل عشرات المدنيين في غارات للجيش

نواكشوط: الشيخ محمد/الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

أعلنت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة»، الأحد، أنها سيطرت بشكل كامل على موقع عسكري في قرية آسامقا التي تتبع لمحافظة أغاديس، أقصى شمال البلاد، غير بعيد من الحدود مع الجزائر. ولم يعلن التنظيم أي حصيلة للهجوم، مكتفياً بالإشارة إلى أنه وقع، الجمعة، وتمت خلاله «السيطرة الكاملة على البوابة العسكرية» الموجودة في القرية، بينما لم يصدر أي تعليق من الحكومة أو الجيش. وتواجه النيجر تمرداً مسلحاً لمجموعات متطرفة، من أبرزها «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي تبايع تنظيم «القاعدة»، وتنظيم «داعش في منطقة الصحراء الكبرى»، بالإضافة إلى جماعة «بوكو حرام». ويخوض المجلس العسكري الحاكم في النيجر حرباً شرسة من أجل القضاء على الإرهاب في النيجر، خصوصاً على الحدود مع مالي وبوركينا فاسو ونيجيريا وتشاد، ويتكبد خسائر كبيرة، بسبب الهجمات الإرهابية التي تستهدف المواقع العسكرية. في غضون ذلك، أفاد شهود عيان بأن عشرات المدنيين قُتلوا في غارات جوية شنها الجيش النيجري ضد مجموعة من الإرهابيين، قرب الحدود الغربية للبلاد مع مالي. وقال أحد السكان المحليين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «استهدفت غارات للجيش إرهابيين كانوا يستقلون دراجات نارية، وسقط عشرات القتلى المدنيين في منطقة إنجار». وأكد مواطن آخر هذه الرواية. وتقع إنجار على مسافة نحو 200 كيلومتر شمال شرقي العاصمة نيامي، في منطقة تيلابيري الشاسعة على الحدود مع بوركينا فاسو ومالي حيث تنشط الجماعات الإرهابية، خصوصاً تنظيم «داعش في الصحراء الكبرى». ويفيد سكان محليون بانتظام عن قيام مسلحين على دراجات نارية بهجمات دامية لسرقة المال والماشية. وقالت قناة «آر تي إن» الرسمية في النيجر إن «الأحداث المؤسفة» التي وقعت في إنجار تسببت بسقوط ضحايا وإصابات، دون ذكر عدد محدد. ونقلت صحيفة «ليزيكو دو نيجر» عن شهود عيان لم تسمهم قولهم إن هناك «عشرات الضحايا... في العمليات الجوية للجيش». وقرر الحاكم العسكري للنيجر الجنرال عبد الرحمن تياني، أن يرسل حاكم منطقة تيلابيري الغربية العقيد ماين بوكار، إلى إنجار الخميس «لتقديم تعازيه ومواساته» للمتضررين. وبثت قناة «آر تي إن» مشاهد لبوكار وهو يزور المصابين، ويحض السكان على الالتزام بعدم استخدام الدراجات النارية التي يستخدمها المسلحون. وفي يناير (كانون الثاني) من عام 2024، قُتل أيضاً عدد من المدنيين في غارات جوية عسكرية استهدفت أرتالاً من الإرهابيين في أعقاب هجوم على موقع عسكري في تياوا، بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو. رغم الجهود المبذولة لاستعادة الأمن والسيادة، لا تزال النيجر تواجه وضعاً أمنياً هشاً، حيث تنشط جماعات مسلّحة على طول الحدود مع مالي وبوركينا فاسو ونيجيريا وتشاد. وتؤكد التقارير أنّ الهجمات المتفرقة، خصوصاً في المناطق الغربية والجنوبية، تضع ضغطاً متزايداً على القوات المسلحة، في ظل محدودية الموارد وتحديات التنسيق الإقليمي. وبينما يتأزم الوضع الأمني، تواجه النيجر مشكلات سياسية متصاعدة، حيث لا تزال السلطات الانتقالية تبحث عن مخرج متوازن يضمن بقاء مؤسسات الدولة، ويعيد الثقة مع الشركاء الدوليين، في وقت يشهد فيه البلد إعادة رسم لتحالفاته الاستراتيجية، خصوصاً مع تراجع النفوذ الغربي، وصعود شراكات جديدة، مثل الشراكة مع روسيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جوزيف عون: ارحل

هشام بو ناصيف/نداء الوطن/29 أيلول/2025

البيان الذي صدر عن وزارة الدفاع اللبنانيّة بعد حادثة الروشة مفصليّ باللحظة السياسيّة الراهنة، وبتاريخ العلاقات المدنيّة - العسكريّة بلبنان. قرّر البيان أنّ مهمّة الجيش "درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع إلى مهاوي التصادم وردع المتطاولين على السلم الأهلي وترسيخ دعائم الوحدة الوطنيّة". وإذ أسف لـ "نكران الجميل" و "التحامل" و "إلقاء تبعات الشارع على حماة الشرعيّة"، أكّد البيان أنّ للجيش "رئيسًا يرعاه وقائدًا يسهر عليه وشعبًا يحبّه ويرى فيه الأمل الباقي بعد اللّه ولبنان". من الصعب حشو كميّة كبرى من الهراء بعدد أقلّ من الكلمات. لا، "الشعب" لا يرى في الجيش مصدر الأمل بعد اللّه ولبنان، بل يرى فيه المؤسّسة التي وقّع قائدها على اتّفاق العار بالقاهرة عام 1969 على أمل أن يصل إلى رئاسة الجمهوريّة، أو أن يعود إليها قائدًا سابقًا للجيش (ما كان شبع سلطة آنذاك). ثمّ إنّ الجيش انخرط بحرب الإلغاء بالمنطقة الشرقيّة؛ وتكيّفت قيادته دون صعوبة مع الاحتلال السوري لاحقًا يوم قست مخابراته بالتسعينات على الطلّاب السياديّين الذين رفضوا القبول بالاحتلال؛ كما تكيّف الجيش بعد ذلك وحتّى اليوم مع سيطرة الميليشيا الشيعيّة على البلاد، ودائمًا بدون صعوبة أو احتكاك معها. خيلاء العسكريتاريا التي تزيّن لنفسها أنّ اللبنانيّين يضعون الجيش "بعد اللّه ولبنان" خفّة فكريّة جديرة تمامًا بعسكر دول العالم الثالث.

ومع ذلك، المسألة ليست هنا. المسألة أنّ بيان وزارة الدفاع انقلابي على الشرعيّة والدستور. والحال أنّ الانقلابات لا تعني دومًا أرتالًا من الدبّابات تتوجّه لاحتلال قصر جمهوري. هناك انقلابات مخمليّة (Velvet Coups) تحصل دون ضربة كفّ واحدة عندما تقرّر العسكريتاريا التخفّف من أحكام الدستور. استطرادًا: الانقلابات لا تعني بالضرورة أن يقبض معارض من خارج النظام على الحكم فيه. هناك ما يسمّى بـ "الانقلاب الذاتي" (Autogolpe) وجوهره أن تقوم جهة من داخل الحكم، وصلت إليه بطريقة شرعيّة، باستعمال مفاصله لتفكيك الشرعيّة. بالعمق، هذا ما فعلته وزارة الدفاع اللبنانيّة ببيانها الأخير.

لماذا؟ أوّلًا، لأنّها حدّدت للجيش مهمّة سياسيّة هي حماية "الوحدة الوطنيّة"، وهذا من شيم العسكر الانقلابي بدول العالم الثالث. مثلًا، العسكر التركي أوكل لنفسه بما مضى مهمّة حماية العلمنة. جيوش أميركا اللاتينيّة كانت تعطي لنفسها مهمّة ضرب اليسار، ولو صوّت المواطنون له. بالمقابل، بالدول الديمقراطيّة، لا مهمّة سياسيّة للجيش؛ وظيفته حصرًا تطبيق أوامر السلطة التنفيذيّة. نقطة على السطر. من لا تعجبه الأوامر من العسكر يحقّ له أن يستقيل، ولكن لا رأي للعسكر كعسكر بسياسة بلادهم. واضح من بيان وزارة الدفاع اللبنانيّة أنّها تمنح نفسها حقّ التفكير بأيّ أوامر تحبّ تطبيقها، وأيّ ترفضها باعتبارها تتعارض مع حماية "الوحدة الوطنيّة"، أي مع المهمّة السياسيّة التي حدّدتها لنفسها من خارج الدستور. هذا انقلاب مخمليّ. ثانيًا، واضح من بيان وزارة الدفاع أنّها ترى أنّ تعليمات الجيش تأتي من رئاسة الجمهوريّة، ومن قيادته. كان لافتًا جدًّا غياب الإشارة إلى مجلس الوزراء بالبيان، دع عنك أنّه مصدر السلطة التنفيذيّة بحسب دستور اتّفاق الطائف. بوضوح شديد: مجلس الوزراء، عبر رئيسه، أعطى تعليمات هي من صميم صلاحيّاته الدستوريّة، فقرّر قادة القوى الأمنيّة الذين وصلوا لمواقعهم بحسب الأصول الدستوريّة أنّ الدستور لا يعنيهم، ولا، تاليًا، تعليمات رئيس مجلس الوزراء. هذا انقلاب ذاتيّ.

جوزيف عون مسؤول مباشرة عن كلّ ما سبق لأنّه اختار وزير الدفاع، وقائد الجيش، شخصيًّا. الانتقادات التي طالت هذا وذاك بالأيّام الأخيرة بعد أحداث الروشة محقّة، شرط ألّا ينسى أحد أنّ وزير الدفاع وقائد الجيش حليفا جوزيف عون. هو مسؤول تاليًا عن حركتهما السياسيّة. أن يكونا تورّطا مع نبيه برّي، والميليشيا الشيعيّة، ضدّ رئيس مجلس الوزراء، وضدّ أمل اللبنانيّين بألّا تظلّ دولتهم فاشلة، ومستسلمة لميليشيا أصوليّة، يعني بالسياسة أنّ جوزيف عون نفسه قد تورّط.

سرديّة وزارة الدفاع أنّها تفعل ما تفعله لدرء الفتنة مردودة لجوزيف عون، ولميشال منسّى، ولرودولف هيكل. حسن نصراللّه متّهم في الوعي الشعبي بقتل رفيق الحريري، زعيم سنّة بيروت؛ وها "حزب" نصراللّه يحيي ذكراه ببيروت، وبمكان غير بعيد من موقع اغتيال الحريري. أيّ استفزاز للسنّة أكبر من هذا؟ بل أيّ استفزاز لكلّ لبناني غير متواطئ مع الميليشيا الشيعيّة؟ انسحاب الجيش من المشهد ليس حماية للبلاد من الفتنة بل تعبيدًا لطريقها. والحال أنّ حصاد اللبنانيّين مع جوزيف عون بات مرًّا. إميل لحّود فعل ما فعله يوم كان رئيسًا، ولكنّه لم يهدر فرصة دوليّة معطاة للبنان لأنّها لم تكن موجودة. جوزيف عون بالمقابل يهدر فرصة اهتمام دولي بلبنان قد لا تتكرّر لعقود. وإن كان جوزيف عون يظنّ أنّ اللبنانيّين لم ينتبهوا أنّ دونالد ترامب التقى أحمد الشرع بنيويورك، ولم يلتقه هو، فهو مخطئ. عجز جوزيف عون عن تجريد ميليشيا الشيعة من سلاحها يحجز لاسمه مكانًا على لائحة عليها أيضًا أسماء الموقّعين على اتّفاقيّة القاهرة، والاتّفاق الثلاثي، فضلًا طبعًا عن أسماء من لم يوقّعوا على اتّفاقيّة 17 أيّار. ومن لم يتصرّف كما كان يليق به أن يتصرّف بسنته الرئاسيّة الأولى، بعزّ الزخم، والأمل به، والدعم الدولي، فلن يتصّرف بشكل أفضل بسنوات العهد الباقية. ليته يرحل. وإن لم يفعل، ينبغِ لكلّ رافض لسيطرة السلاح الشيعي على لبنان أن يعي أنّ المواجهة مع السلاح تعني بالضرورة المواجهة السياسيّة مع حماته. وقد صار واضحًا أنّ جوزيف عون منهم. 

 

نواف سلام صُداع "حزب الله"

جان الفغالي//نداء الوطن/29 أيلول/2025

بسرعة قياسية، تقدَّم رئيس الحكومة نواف سلام جميع رؤساء الحكومات السابقين، وتفوّق عليهم جميعًا، جرأةً وإقدامًا، ليتحوَّل إلى الهدف الرقم واحد بالنسبة إلى "حزب اللّه"، فهو رئيس الحكومة الذي لا يهادن ولا يتراجع، استقبلته هتافات "نواف سلام صهيوني" حين دخل إلى إحدى المباريات الرياضية، صحيح أن "حزب اللّه" تبرَّأ من الذين هتفوا، لكن الرسالة كانت قد وصلت ومفادها أن هناك امتعاضًا من أداء الرئيس سلام. ومن صهينته إلى إطلاق أقذع العبارات بحقه، إلى درجة أن جمهور "حزب اللّه" هتف أمام صخرة الروشة:"يا نوَّاف عوِّي عوِّي صخرة الروشة بدنا نضوِّي". هذه الهتافات تمّت على مسمع رئيس وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا الذي وصل إلى مكان الاحتفال غير آبه بالتهديدات الأمنية! من دون أن يُعرَف مصدر هذه الثقة بأنه لن يمسَّه سوء. المهم في كلّ ما جرى أن رئيس الحكومة "الأعزل"، كان وحيدًا في المواجهة مع "فائض الاستقواء" الذي عبَّر عنه "حزب اللّه" بأبشعِ صورة. في الشكل، بدا الرئيس سلام أنه "الحلقة الأضعف"، لكنه في المضمون وفي حقيقة الأمر، بدا "الأقوى"، أربك "حزب اللّه" الذي راهن على اعتكافه، بالحدّ الأدنى، وعلى استقالته، بالحدّ الأقصى، لكنه لم يُقدِم لا على هذه ولا على تلك، فأيقن "الحزب" أن "صداع نواف" باقٍ. لم يُدرِك "حزب اللّه" أن مواجهته مع رئيس الحكومة خاسرة سلفًا، فالشرعية في ضفة الرئيس سلام وليست في حارة حريك، وسلام يحكم بالدستور وبالقوانين المرعيّة الإجراء، فيما "حزب اللّه" يتحكَّم بالدستور ويقفز فوق القوانين المرعيّة الإجراء والنافذة.

من هنا إلى أين؟ وكيف ستسير الأمور؟

الكرة في ملعب "حزب اللّه" وليست في ملعب الرئيس نواف سلام، فرئيس الحكومة يتصرّف وفق ما يمليه عليه الدستور والبيان الوزاري، وأي كلام آخر لا يُعتدُّ به، لكن، في المقابل، وفق أي قانون سيتصرّف "حزب اللّه"؟ يقول الأمين العام لـ "الحزب" الشيخ نعيم قاسم: "لن نسمح بنزع السلاح، وسنواجه مواجهة كربلائية، لأننا في معركة وجودية، وبإمكاننا تحقيق هذه ‌‏المواجهة إن شاء اللّه". لم يقل الشيخ قاسم مَن سيواجِه "مواجهة كربلائية"، هل مَن سيطالبه بتسليم السلاح، أي الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني؟ هل إسرائيل؟ وإذا كان الجواب نعم، فكيف سيواجهها؟  "حزب اللّه"، بهذا المعنى، أمام مواجهتين: الأولى مع الدولة اللبنانية لأنه خرج عليها وما زال يتصرّف على أساس أن "دولته" هي الدولة. أما المواجهة الثانية، وهي الأقسى، فمع إسرائيل، وهو باشرها منذ الثامن من تشرين الأول 2023، وعلى الرغم من كل الاتفاقات المعقودة، فإن هذه الحرب، على ما يبدو مستمرّة، فالمفارقة، أن الطرفين، إسرائيل و "حزب اللّه" يريدانها. في هذه الحرب المستمرّة، هل يعتقد "حزب اللّه" أن أحدًا في لبنان يمكن أن يكون معه؟ في حال كان جوابه بـ "نعم" فإنه يكون في حال "انفصام سياسي".

 

الصدام آتٍ ولا مفرّ منه

أمجد اسكندر/نداء الوطن/29 أيلول/2025

كل العقائد التي خاصمت قضية "لبنان بحد ذاته"، منذ العام 1920، كانت من صنع البشر. مشاريع قوميات عربية وبعثية قدمت أسوأ التجارب في شؤون الحكم. ولأنها أفكار بشرية، حتى رافعو راياتها، كثيرون منهم ندموا، ومنهم من اعترف بالشوائب وتجرأ على المراجعة في نواحٍ عديدة. وعلى مدى أكثر من مئة سنة، صمدت "الفكرة اللبنانية"، بنور العلوم والعرق والدم والدموع. ما يواجهه لبنان اليوم، أخطر وأسوأ. العقيدة إلهية ولا تحتمل أي مراجعة. بفخر يردد الشيخ نعيم قاسم عبارة لسلفه السيد حسن نصرالله، "إن عشنا انتصرنا وإن متنا انتصرنا". أي حظ ألقى بنا في دائرة جماعة تخوض صراعًا دينيًا على مستوى عالمي عنوانه الأمة الإسلامية؟ صراع عمره 1400 سنة ولن ينتهي إلا بعودة المهدي المنتظر. لـ "حزب الله" أن يعتقد ما يعتقد في هذه المسائل، وأن يعيش زمن القرن السابع في القرن الواحد والعشرين. ولكنه يعيش معنا على أرض واحدة وفي دولة واحدة. مشروعهم جمهورية إسلامية أممية، وشهداؤهم "شهداء الأمة"، واستشهادهم بهذا المعنى أعلى منزلة من شهداء ككمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري، الذين قتلوا لأجل رقعة أرض صغيرة لا تتعدى 10452 كيلومترًا مربعًا. عقائد القوميات واليساريات، يمكن الاقتراب منها بالنقد، ولكن هنا إذا انتقدت قد تقع في المحظور الديني.

والمشكلة أن الكلام في السياسة مع هذه الجماعة، من دون طائل. تسليم السلاح، والتخلي عن مشروع "جمهورية إسلامية"، والغباوة المتأصلة في إدارة الصراع مع إسرائيل، موضوعات لا فائدة من مناقشتها. وإذا استذكرنا تجارب هذا التراث الديني الذي يستند إليه "حزب الله"، المآلات هي نهايات دموية. كربلائيات تؤسّس لكربلائيات. أكثر من مرة أصرّ الشيخ نعيم على إضفاء المسحة الكربلائية على معركة يستعد لخوضها رفضًا لتسليم السلاح. تشدُّد نواف سلام عين الصواب لأنه لا يُعطي رسالة خاطئة. المرونة أوصلت إلى تصاريح متكررة، وعلى لسان أكثر من مسؤول في "الحزب"، مفادها أن الرئيس جوزاف عون التزم قبل انتخابه بساعتين، بأن القرار 1701 مداه الميداني جنوب نهر الليطاني فقط لا غير. المرونة سارية إلى حد عدم إيضاح هذه المسألة. لماذا أفتى "حزب الله" بأن قرار الحكومة بتسليم السلاح هو "خطيئة"؟ في المعتاد يخطئ البشر أمام الله لا أمام أناس وإن اتخذوا صفة "حزب الله". هذا "الحزب" الذي يريد إلغاء الطائفية السياسية، ينتحل صفة دينية لا تتورع عن التكفير. هناك عنصر سمع الشيخ قاسم وهو يحكم على وزراء بأنهم أعداء الوطن والدين بدليل ارتكابهم "الخطيئة"، من يُلام إذا قرر هذا العنصر تطهير المجتمع من هؤلاء وقرر تعجيل ذهابهم إلى نار جهنم؟ الكلام المنطقي الذي يُساق لإقناع هذه الجماعة بتسليم السلاح وفوائد هذا القرار لها وللبنانيين عامة، أصبح مضيعة وقت. هناك ثلاثة خيارات ولا مفر من الخيار الثالث. الخيار الأول حال الاستنزاف ستستمر في عهد جوزاف عون إلى درجة عودة الاهتراء الذي كان بدأ على عهد ميشال عون. الخيار الثاني إبقاء مصير لبنان بيد نتنياهو، يصعّد أو يهادن، والنتيجة أيضًا نوع ثان من الاهتراء. الخيار الثالث هو الانتقال السريع إلى طرح مسألة "لكم لبنانكم ولنا لبناننا". من يستهول هذا الخيار، عليه الانتظار لساعة تبدأ فيها الأمور تتسارع إلى الصدام الحتمي. أدنى حد من الإلمام بثوابت التاريخ يدل إلى أن الصدام لا مفر منه. ومن يعش يرَ.

 

إسرائيل تصعّد جنوبًا وبقاعًا و"تبتسم" لمسرحية الروشة

جومانا زغيب/نداء الوطن/29 أيلول/2025

ما حصل أمام صخرة الروشة شكل صدمة بنسبة أو بأخرى لعدد من كبار المسؤولين، لكن الصدمة الأبرز حلّت برئيس الحكومة نواف سلام الذي وجد نفسه وحيدًا وشبه معزول في المواجهة، لدرجة أنه عاتب على العديد من الأقربين. لكن عتبه السياسي لا يوفر ضمنًا الرئاسة الأولى باعتبار أن المسألة تتعلق أولًا بهيبة الحكم والرمزية الوطنية التي يمثلها الرئيس العماد جوزاف عون، فالحكومات تأتي وتذهب ومعها رؤساؤها، والحكومات كما العادة في لبنان، أقرب إلى ائتلافات وتوافقات جامعة أو شبه جامعة وبالتالي المسؤولية فيها جماعية، بينما رئيس الجمهورية ثابت في موقعه على مدى ست سنوات، فكم بالحري عندما يكون الرئيس اسمه جوزاف عون الآتي من قمة المؤسسة العسكرية إلى قمة السلطة، وقد أعلن منذ اللحظة الأولى العنوان السيادي الواضح لعهده والذي في ضوئه تشكلت الحكومة وبنت بيانها الوزاري والتزمت مسألة حصرية السلاح كقضية وطنية. ومعالم العتب الهادئ للرئيس سلام، تتمثل في أنه يتقدم على الجميع في الموقف وفي إطلاق المبادرات والخطوات العملية، علمًا أن القضايا المطروحة اليوم تحت العنوان السيادي تتخطى البعد السياسي إلى البعد الوطني العام وما يعنيه ذلك من دور لرئيس الجمهورية رمز وحدة الوطن والساهر على الدستور والقائد الأعلى للقوات المسلحة. ولذا فإن الرئيس سلام، يلعب اليوم ولو من دون قصد، دور المتراس الذي يحمي خيارات العهد ويخوض تحت سقفه مواجهات شتى، ولذلك يعز عليه ألا يحظى بالمواكبة المرجوة. والعتب في السراي الحكومي، يشمل بعض الرموز والوجوه السنية التي تحسب حسابات ضيقة أو لديها اعتبارات انتخابية ومصلحية أو تفتقر إلى الجرأة الكافية، علمًا أن الرئيس سلام بات على علاقة متحسنة جدًا مع مفتي الجمهورية، فضلًا عن تطور علاقته بالمملكة العربية السعودية، لا سيما بعدما أثبت أنه سيادي بالفعل وليس بالقول فحسب، وأنه ومن خلال شخصيته المستقله وابتعاده عن التموضع المذهبي والديني التقليدي، نجح في استعادة دور متراجع لرئاسة الحكومة وما تمثله وطنيًا وسنيًّا.

ولذلك، من الطبيعي أن يربط الرئيس سلام بين هيبته وصدقيته شخصيًا وكرئيس لمجلس الوزراء وبين هيبة الحكم والدولة ككل. على أن موقفه المتقدم، لا يعوّض التراجع الذي أصاب هيبة الحكم، علمًا أن ثمة حاجة إلى معالجة ما بدا أنه ثغرة في المسار بين القرار السياسي والحركية الأمنية.

وتستغرب أوساط سيادية رفيعة ما يبدو من تراجع في اللهجة الحازمة والصريحة على أعلى مستويات الدولة مقابل التصاعد النافر والاستفزازي في اللهجة الاستقوائية والتهديدية التي يعتمدها "الحزب"، لدرجة تكاد المعادلة السياسية تعود إلى المربع الأول ما قبل التطورات الدراماتيكية إقليميًا ومحليًا، وصولا إلى القرار الحكومي بحصر السلاح في الخامس من آب الماضي. وكأن ثمة من لا يصدق أن الواقع العملي تغيّر، على الرغم من الصراخ السياسي والعراضات الإعلامية لأهل الممانعة. وتقول: إن الهيبة لا ترتبط بقوة مادية أو عسكرية أو قانونية بقدر ما ترتبط بالشخصية والروح القيادية والثقة بالنفس. وأكثر ما يضعفها، هو الخشية من الاصطدام بالآخر على الرغم من الاقتناع بأن الآخر يتصرف تصرفات خاطئة. ولذلك وبحسب الأوساط نفسها، فإن الأميركيين ومن خلفهم الأوروبيون، لا يمكنهم أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، وهم يفضلون التعامل غالبًا مع مسؤول قوي ولو شاب أداءه بعض الخلل على التعامل مع مسؤول متردد وخائف ويربك الكثير من الحسابات. والأدهى، أن الأداء الرمادي لا يفقد لبنان فرصة الدعم الدولي والعربي المرتجى فحسب، بل يستتبع تفرق القوى الداعمة للحكم والحكومة وبحثها عن مخارج ومعادلات مختلفة وقد تختلف جذريًا عن خياراتها الراهنة. ومن هنا، لم يعد أمام رئيس الجمهورية ومعه رئيس الحكومة والحكومة بأغلبيتها الساحقة إلا استعادة المبادرة، والإقدام على خطوات نوعية جديدة، ولن يستطيع "حزب الله" ومن خلفه إيران العرقلة والتعطيل، عندما يجدان الموقف الحاسم والقرار الحازم بما يمثل من شرعية ومن دعم وطني وخارجي. وتخلص الأوساط ِإلى القول، إن ما حصل في الروشة يؤكد أن دويلة "حزب الله" ما زالت عمليًا أقوى من الدولة، وأن الصورة على صخرتها، كانت صورة للبنان الرسمي الهش ولقوى أمنية إما مكبلة وإما تسمع بأذن وتصم الأخرى، ما يجعلها في موقع الشلل والمراقبة بدلًا من أن تكون في موقع الفعل والمبادرة. على أن المشهد المعبّر، هو للطيران الحربي الإسرائيلي الذي يعربد جنوبًا وبقاعًا على سجيّته، في وقت لا بد أن كبار المسؤولين الإسرائيليين كانوا يبتسمون أمام حفل إضاءة الصخرة، مدركين أن همهم هو حماية حدودهم الشمالية، بينما لا يهمهم كثيرًا إن استمرت ازدواجية الدولة والدويلة في لبنان، طالما أن الخطر بعيد عن الجليل وأن أحدًا لا يمكنه منع إسرائيل من شن الغارات على كوادر "حزب الله" وبناه العسكرية ساعة تشاء، في ظل غياب الدولة التي ترفض أن تكون دولة حتى إشعار آخر.

 

أيام مصيرية لهيبة الدولة: تعود أو لا تعود

ألان سركيس/نداء الوطن/29 أيلول/2025

تلقت هيبة الدولة ضربة قوية ومؤلمة بعد تمرّد "حزب الله" على قرارات الدولة وإضاءته صخرة الروشة. ولا بدّ من اتخاذ خطوات سريعة من أجل عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي. كانت صورة الروشة سيئة للغاية، ففي نظر الشعب، هناك مقولة واحدة تتردّد "الدولة ع الضعيف"، و"الفاجر بياكل مالو ومال التاجر". قد تكون هذه المقولة صحيحة، لكن غاب عن بال كثر وأهمهم أركان الدولة أن "حزب الله" في أضعف مراحله، إذ فقد 70 في المئة من قوته العسكرية وخسر معظم مقاتليه وكوادره، والأبرز خسارة أمينه العام السيد حسن نصرالله وخلفه السيد هاشم صفي الدين. كل ذلك يحصل، أما بعض أركان الدولة فما زال يخاف من أسطورة "الحزب" الوهمية. والبعض الآخر لا يزال يحسب له ألف حساب أو يعمل لصالحه، وبالتالي يجب تنظيف الدولة من أزلام "حزب الله" وبثّ روحية وعقلية جديدتين. وإذا كانت الصورة التي ظهرت فيها الدولة مخزية للداخل، فماذا عن المجتمع العربي والدولي؟ وهذا المجتمع يتحضّر لعقد مؤتمر دعم الجيش اللبناني في تشرين الثاني المقبل في الرياض، وبعد هذه الصورة التي ظهرت فيها الدولة عاجزة، قد يتأثّر المؤتمر بكل ذلك. وتراقب الولايات المتحدة كل ما يحصل على الساحة اللبنانية، وهناك عودة قريبة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تتابع أدقّ التفاصيل الداخلية العسكرية والمرتبطة بقضية الحدود والجنوب وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وبات واضحًا عدم وجود رضى أميركي على كل ما تقوم به السلطة اللبنانية وعملية البطء في التنفيذ، فبحسب الأميركيين، اتخذت الدولة اللبنانية قرارات جيّدة ووقفت عند هذا الحدّ،  ولم تستكملها بالتطبيق على أرض الواقع، إذ لا يزال "حزب الله" يقوم بكل ما يحلو له من دون حسيب أو رقيب.

ويظهر عدم التزام "الحزب" بتحرّكه في جنوب الليطاني وشماله ومحاولة ترميم بناه العسكرية والأمنية التي دُمّرت، وهذا الأمر ليس سرًّا، لذلك كيف يمكن تفسير تصريحات مسؤولي "الحزب" وحتى إيران التي تتحدّث عن إعادة ترميم وبناء قوى "حزب الله" وإدخال الأموال والسلاح على أنواعه إلى لبنان من أجل تدعيم ترسانته العسكرية وقدرته على مواجهة إسرائيل؟ ويعتبر هذا الأمر اعترافًا مباشرًا بعدم التزام  "حزب الله" قرار وقف إطلاق النار وهدنة 27 تشرين الثاني 2024، ما يمنح إسرائيل ذريعة لمواصلة حربها للتخلّص من أحد أخطر أذرع إيران في المنطقة. فقدَ "حزب الله" الجزء الأكبر من قوته، ويحاول الإيحاء أنه عاد أقوى مما كان، وأن باستطاعته مواجهة إسرائيل وهزيمتها في الجنوب وضرب العمق الإسرائيلي. لكن أساس كل هذا الكلام،  هو توجيه التهديدات إلى الداخل وليس إلى تل أبيب. فـ "الحزب" أعجز من الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلي يغير كل يوم تقريبًا ولا تتجرأ قيادة "الحزب" على الردّ ولو بصاروخ واحد، وبالتالي سقطت مقولة أن سلاح "الحزب" هو للوقوف في وجه إسرائيل. وصل الوضع اللبناني إلى ما هو اليوم، والجميع ينتظر خطوات عملية على الأرض وتدابير استثنائية، فأخذ المزيد من القرارات من دون إمكانية تطبيقها على أرض الواقع سيزيد من غرق الدولة وصعود نجم الدويلة، وسيفقد الشعب اللبناني ثقته بالأجهزة والسلطة، والحل الوحيد أمام الدولة للعودة إلى السكة الصحيحة هو إعطاء الأوامر السياسية الواضحة للأجهزة الأمنية بشلّ حركة "حزب الله" العسكرية ووقف تحركاته والانتقال إلى المرحلة الأهم وهي المباشرة بعملية سحب السلاح غير الشرعي من كل لبنان وليس من جنوب الليطاني. على أركان الحكم مصارحة الشعب اللبناني بكل ما حصل، ومخاطبة المجتمع العربي والدولي لاستعادة الصورة والحضور والهيبة، وأي إجراءات أقل من حجم الحدث ستضعف الدولة وعندها تشرّع أبواب لبنان أمام الفوضى والحرب.

 

Data مدارس في كل لبنان بيد أولاد نعيم قاسم

ماريانا الخوري/نداء الوطن/29 أيلول/2025

تتكشّف يومًا بعد يوم ملفات جديدة تتعلّق بأساليب "حزب الله" في التمدّد داخل القطاعات الحيوية في لبنان، وآخرها القطاع التربوي وخصوصًا التعليم. حصلت "نداء الوطن" على معلومات موثوقة، تكشف خيوط شبكة مترابطة من الشركات، البرامج، والنقابات "غير الشرعية" التي تصبّ في خدمة هدف واحد: تبييض الأموال، تمويل "الحزب"، وجمع قاعدة بيانات هائلة عن التلامذة، الأساتذة، وعائلاتهم، يمكن استخدامها لاحقًا للضغط والتهديد.

ر.ب. وشركة ACTC

أبرز اللاعبين في خيوط هذه الشبكة الخطيرة هما نجلا الشيخ نعيم قاسم اللذان يتلطيان خلف ر.ب.، وكيل شركة Promission البريطانية في لبنان تحت اسم ACTC، بالشراكة مع إحدى الشخصيات المعروفة بانتمائها إلى "حزب الله" وتسلمها مركزًا قياديًا. وقع الخلاف بين ر.ب. وشريكه إلّا أن الخلافات بين الطرفين لم تُحل عبر المحاكم اللبنانية الرسمية، بل عبر ما يُعرف بـ"محاكم الحزب". وقد قضت هذه المحاكم بإقفال المعهد الذي يحمل اسم الشركة على طريق المطار، والإبقاء فقط على فرع النبطية. لكن ر.ب. لم يتوقّف عند هذا الحد، إذ أنشأ لاحقًا شركة ثانية باسم IET، تخصّصت ببيع الألواح التفاعلية أي ألواح تكنولوجية توضع في الصفوف (سعر اللوح الواحد قبل الأزمة الاقتصادية 6000 دولار، أما الآن فقد بات 2400 دولار). وتشير المعلومات، إلى أن ر.ب. شحن 6 حاويات لهذا الموسم الدراسي وتم بيعها  بالكامل.

نقابة "غير قانونية" بدعم وزير

في عهد وزير العمل مصطفى بيرم، وقبل استقالة الحكومة بيومين فقط، تم إنشاء ما سُمّي بـ "نقابة تكنولوجيا التعليم" من دون مرسوم رسمي أو أي مسار قانوني طبيعي، بل عبر استثناء مباشر من الوزير بيرم. والمستغرب يومها أنّ رئيس هذه النقابة غير الشرعية كان أيضًا ر.ب. هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا آنذاك، إذ كيف يمكن السماح بقيام نقابة جديدة بوجه نقابة قائمة أصلًا هي "نقابة المعلوماتية" في لبنان برئاسة جورج خويري؟ وعندما حاول الأخير المساءلة، وصلته تهديدات مباشرة من قبل ر.ب.

من ACTC إلى ElectroSlab

كما كشفت المعلومات التي حصلت عليها "نداء الوطن" عن اسم جديد في القضية ElectroSlab، وهو محل صغير للأدوات التكنولوجية يملكه ع.س. فجأة تحوّل هذا المحل المتواضع إلى متجر بطابقين مع فروع أخرى. أحد العاملين في المتجر فضح المستور، وكشف أن الهدف من توسعة المتجر هو بيع المعدات التكنولوجية للمدارس السورية عبر النظام السوري، لكن سقوط بشار الأسد عرقل المشروع وتسبب بخسائر قدرت قيمتها بـ 500 ألف دولار لم يتحملها صاحب المتجر، بل أولاد الشيخ نعيم قاسم. وقد تم بيع محتويات المتجر في لبنان بأسعار زهيدة مقارنة مع سعر شرائها من الصين بهدف إغراق السوق اللبناني بمعدات لا منافس يشجع المدارس على شرائها لإيقاعها في فخ "e-school".

"e-school": أخطر من مجرد برنامج

أخطر ما في هذا الملف، برنامج يُسمّى e-school. هذا التطبيق يُستخدم لمتابعة كل تلميذ من خلال بيانات سكنه، أسماء ذويه، الأساتذة، المعلمين، وتتبع الموقع الجغرافي. عمليًا، بمجرد تحميل التطبيق، يجري تتبّع الموقع بشكل تلقائي. ويقف خلف هذا البرنامج أيضًا أولاد الشيخ نعيم قاسم بحسب السجل التجاري.

الخطير أنّ البرنامج الذي يحاول من خلاله أولاد الشيخ نعيم الحصول على "داتا" المدارس والتلامذة والأساتذة، اخترق عددًا كبيرًا من المدارس: مدارس كاثوليكية، مدارس تابعة للمقاصد، مدارس إنجيلية، وصولًا إلى مدارس في الضاحية الجنوبية. بعض المدارس الكاثوليكية تراجعت عند اكتشافها هوية القيّمين عليه. ومع ذلك، بقيت مدارس أخرى ملتزمة به لأسباب عدة: أولًا أسعار التطبيق الزهيدة مقابل تحميله بـ (2$ للتلميذ ثم ارتفع لاحقًا إلى 3$، مقابل 5–7$ للبرامج الأخرى). ثانيًا، تقديم حوافز مالية مباشرة: كل مسؤول أو موظف في مدرسة ينجح في تسويق البرنامج يحصل على دولار واحد للتلميذ. ومن سوّق لهذا البرنامج هو ر.ب. وبعض المساعدين من خلال الشركات التي سمّيت. ثالثًا، إن المدارس الملتزمة بالتطبيق تحصل على معدات من متجر ElectroSlab بأسعار متدنية جدًا. وعلى هذا النحو، تحوّل البرنامج إلى أداة واسعة الانتشار، توفر لـ "حزب الله" كنزًا من المعلومات الشخصية عن عشرات آلاف التلامذة وعائلاتهم.

تسويق بحسب البيئة

عملية التسويق للبرنامج لم تكن عشوائية. فقد اعتمدت شركة IET وElectroSlab أسلوبًا مدروسًا:

- للمناطق المسيحية: ج.ن.

- للمناطق السنية: شخص سوري مقبول سنيًا.

- للمناطق الشيعية: عبر "التعبئة التربوية" التابعة لـ "حزب الله".

ومع انكشاف دور ر.ب. أخيرًا، تمت الاستعانة بـ ر.ش. لتسويق برنامج e-school تحديدًا.

النقابة غطاء للتغلغل

شكلت النقابة التي أنشئت خارج أي مسار قانوني الغطاء الأهم والأبرز لهذه العملية. إذ إنّ دخول المدارس بصفة "نقيب" أو "عضو نقابة" يحفز عامل الثقة بين المدارس والمسوق للتطبيق ويسهّل عملية الترويج والبيع، مع العلم أن كل المنتسبين إلى النقابة لا يحملون أي شهادة، ويمكن لأي شخص الانتساب إليها حتى ولو كان حاصلًا فقط على دورة "كمبيوتر" واحدة. الفضيحة لم تتوقّف عند المدارس، إذ تبيّن أنّ ن.م، أستاذ في الجامعة اللبنانية، استدعى ر.ب. لحلّ عطل تقني في الجامعة. وكانت النتيجة، سرقة بيانات الطلاب والأساتذة جميعًا. إذًا تعددت الأسماء من ACTC إلى IET وElectroSlab وe-school، والنتيجة واحدة: أولاد نعيم قاسم وراء تبييض الأموال، تمويل "حزب الله"، وتجميع "داتا" حساسة عن اللبنانيين من أصغر تلميذ إلى أساتذة الجامعات. الخطورة لا تكمن فقط في الجانب المالي أو القانوني، بل في البُعد الأمني: حين يمتلك "حزب" مسلّح قاعدة بيانات كاملة عن المواطنين، يصبح قادرًا على مراقبة المعارضين وتهديدهم بسهولة، وهذا ما درج عليه "الحزب" منذ سنوات، مستعينًا بفائض قوته وبالداتا التي حصل عليها.  هذه القضية لم تعد شأنًا تربويًا أو نقابيً فقط، بل تمسّ مباشرة الأمن الوطني اللبناني، وتضع علامات استفهام كبرى حول غياب الرقابة الرسمية وترك المدارس لقمة سائغة في يد مشروع أخطر بكثير من مجرد "تكنولوجيا تعليم".

 

وفيق صفا: "منسّق التهديد والترهيب" على حساب القضاء والدولة....ألقوا القبض على الوجه الأمني المظلم لـ «حزب الله»

نخلة عضيمي/نداء الوطن/29 أيلول/2025

وفيق صفا، منسق «وحدة الارتباط والتنسيق» في «حزب الله»، لم يكن يومًا مجرد قناة للتواصل بين «الحزب» والدولة. بل تحول إلى «واجهة التهديد» التي تستحضرها كل أزمة، ليذكر اللبنانيين بأن الدولة ليست سوى ظل لسلاح «الحزب» وسطوته. في شباط 2025، كانت بيروت تعيش على وقع تظاهرات احتجاجية بسبب منع السلطات طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي. أثناء هذه التوترات خرج وفيق صفا ملوّحًا بأنه قادر على إغلاق طريق المطار، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد السابع من أيار 2008. كان تهديد صفا بمثابة رسالة للداخل بأن «الحزب» لا يزال يمتلك القدرة على تهديد الدولة، وأن المطار ورقة ابتزاز سياسي. في أيلول 2025، سجل سقوط الدولة من على صخرة الروشة. تحدى «حزب الله» قرار منع إضاءة الصخرة، وأمام الحشود، ظهر وفيق صفا وقال: «جايين نضويها». يشير الموقف ذاته إلى أن الوقفة كانت اختبارًا لعلاقة «حزب الله» بالقوى الأمنية، إذ إن التنسيق بينهما بلغ مستوى عاليًا، وأن الأجهزة لم تكن في وارد منع الإضاءة. هذا التحدي العلني للدولة عزّز الانطباع بأن صفا يستخدم الملفات الرمزية كوسيلة لبعث رسائل سياسية داخل «الحزب» وخارجه.

تاريخ من العقوبات والتهريب وتهديد القضاء

لا يتوقف صفا عند هذا الحد. في تموز 2019، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ثلاثة مسؤولين في «حزب الله»، بينهم وفيق صفا. وأشار البيان الرسمي للوزارة إلى أن صفا يعمل بوصفه قناة لـ «الحزب» مع أجهزة الأمن اللبنانية، وأنه استغل الموانئ والمعابر الحدودية لتهريب بضائع غير مشروعة. وذكر البيان أيضًا أن «الحزب» كان يوجّه بعض الشحنات، بما فيها المخدرات والأسلحة، عبر صفا لتجنب التدقيق، وأن هناك اتهامات له في داخل «الحزب» عام 2010 بالفساد والتهريب لكنه استمر في موقعه. تشير دراسات أخرى إلى الدور المحوري الذي يلعبه صفا داخل الدولة. ويؤكد تقرير لـ «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» أن صفا يعتبر رجل المهمات لدى الأمين العام لـ «الحزب» وأن معظم القوى السياسية في لبنان تتواصل معه، وهو يدير علاقات «الحزب» مع رئاسة الجمهورية ووزراء الداخلية. ويكشف التقرير ذاته أن صفا نظّم في الـ 2015 عملية خطف خمسة مواطنين تشيكيين للضغط على براغ لإطلاق سراح تاجر سلاح لبناني.

اتهامات بالاغتيال والفساد وتهديد قضاة

يروي مقال استقصائي في صحيفة «independent» الإنكليزية  أن صفا يسيطر على ملفات الأمن والوساطات. ففي عام 2018 قدمت المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري أدلة تشير إلى وجوده مع قيادات أخرى في المنطقة قبل الانفجار، استنادًا إلى سجلات الاتصالات. كما أنه هدد القاضي طارق البيطار بـ «القبع».

وتربط الصحيفة نفسها  صفا بتورط «الحزب» في تهريب المخدرات وغسيل الأموال. واستندت إلى بيان وزارة الخزانة الأميركية  للتذكير بأن صفا استغل المرافئ والمعابر لتهريب المخدرات والأسلحة، كما أنه متهم بتهريب ملايين الدولارات وتقاسم عائدات الجمارك. وتتحدث عن اتهامات داخلية بأنه اختلس نحو 350 مليون دولار وشارك في عمليات غسيل أموال. لم يقتصر دور صفا على تهديد القضاة، بل إنه كثيرًا ما ظهر وكأنه وزير الداخلية الفعلي، يقرر من يوقَف ومن يُترَك، ومن يُلاحَق ومن تُطوى ملفاته.

ليس تاريخ صفا مجرد وقائع معزولة، بل هو نهج ثابت يقوم على تعطيل كل محاولة لبناء دولة مستقلة القرار. وجوده في موقع «منسّق الارتباط» ليس إلا غطاءً لوظيفة أعمق: ضمان أن تبقى مؤسسات الدولة محاصرة ومشلولة، كي يظلّ «حزب الله» المتحكّم الأوحد.

لماذا يجب على الحكومة اللبنانية اتخاذ إجراءات؟

هذا السجل من التهديدات والاتهامات يدفع إلى ضرورة إعادة النظر في التعامل الرسمي مع وفيق صفا الذي وجه الشكر إلى قائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي عقب كسر رئاسة الحكومة عند صخرة الروشة. ولا بدّ من إجراءات تمنع جميع الجهات الرسمية والأمنية من التنسيق مع صفا، استنادًا إلى القوانين اللبنانية المتعلقة بالعقوبات وتعارض المصالح، علمًا أن حماية القضاء والمؤسسات، تتطلب فصلًا حقيقيًا بين الدولة و«حزب الله» ومنع الشخصيات المعاقبة دوليًا من التأثير في القرار الوطني. من هنا، لا يمكن للبنان الخروج من أزمته دون معالجة ظاهرة ازدواج السلطة. إن دور وفيق صفا في التنسيق بين «حزب الله» والأجهزة الأمنية ومنحه حق «إدارة» الطريق إلى المطار أو إضاءة صخرة الروشة، يظهر مدى تداخل «الحزب» مع مؤسسات الدولة. لذلك، فإن محاسبته وفق القانون، تعد خطوة ضرورية لإعادة الثقة بالدولة. كما يجب التحقيق في الاتهامات المتعلقة بتهريب المخدرات والأسلحة والفساد، وتقديمه للقضاء في حال ثبت تورطه، استنادًا إلى أدلة مثل تقارير وزارة الخزانة الأميركية، وتقارير المنظمات المستقلة، وشهادات المسؤولين اللبنانيين. ففي نهاية المطاف، تبدأ استعادة لبنان لسيادته بوضع حد فوري لـ «ظل الرجل» و«شبحه» المتغلغلين في مفاصل الأجهزة الأمنية والسياسية.

 

اغتيال الدولة خطر لبناني وعالمي

د. أنطوان مسرّه/نداء الوطن/29 أيلول/2025

إن تسخيف الشرّ، مرفقًا بخطاب أيديولوجي وتموضع لبناني زبائني وخطاب منمّق حول تسلّح لم يعد حزبيًا استنادًا إلى المعايير الحقوقية والسياسية لمفهوم الحزب بل دولة رديفة، بالغ الخطورة في سياق اغتيال الدولة Etacide. لا تقتصر الخطورة على لبنان بل تشمل واقعًا عالميًا في سياق تحوّلات ومفاعيل سلبية للعولمة والتطوّر التكنولوجي. أصبح لبنان الموصوف بالرسالة مصيبة لذاته ولمحيطه العربي وللعالم! إن الدعوات لحوار سائب ومساومات على نمط "سلوكيات لبنانية" كما يصفها أنطوني سمراني (L’Orient-Le Jour, “Libanaiseries” 6/1/2025)) في علم النفس التاريخي والعيادي لبنانيًا هي إلهاء عن اغتيال الدولة. يعاني اللبنانيون من عقدة الباب العالي التي، منذ إعلان دولة لبنان الكبير، لم تخضع لعلاج بفضل تأريخ علمي واقعي ودولنة المواطنية وبناء ذاكرة وتوبة قومية رادعة. كل الميليشيات خلال الحروب المتعدّدة الجنسيات في لبنان في السنوات 1975-1990، بما فيها القوى الفلسطينية المسلّحة، حافظت على الدولة ومركزيتها، بواقعية وحكمة وعقلانية اختبارية. لكن منذ اتفاقية قاهرة متجددة في 6/2/2006 بوشر اغتيال الدولة وتنمية دولة رديفة مع دبلوماسيتها الرديفة وتعطيل المؤسسات وتعليق الدستور (وليس مجرد خرقه) وفراغ في المؤسسات! إنه مسعى بربري وسابق للقبلية pré-tribal وللمسار العالمي في أنتروبولوجيا التاريخ والقانون في نشوء الدولة. ويتم الاغتيال بالتنسيق مع نظام ما قبل التاريخ استنادًا إلى كل المعايير العالمية في علم السياسة. حاول نظام إقليمي اغتيال الدولة فزرع دولًا رديفة في سوريا والعراق واليمن والسودان... يتخطى هذا المسار كل مفاهيم الهيمنة في العلاقات الدولية وكل التحاليل التقليدية في العلاقات الدولية! إنه اغتيال الدولة! في حالة الصهيونية سعي مستحيل لإرساء المساحة-الهوية espace identitaire ذات الصفاء الديني وليس اغتيال الدولة وإرساء دولة رديفة! تتميّز الدولة عن النظام السياسي régime في وظائفها الأربع الملكية وهي: احتكار القوة المنظمة أي وجود جيش واحد لا جيشين، واحتكار العلاقات الدبلوماسية في إطار جامعة الدول العربية، وإدارة المال العام من خلال الضرائب وجبايتها، وإدارة السياسات العامة. يُهدّد اغتيال الدولة مرفقًا باستغلال الدين في الصراع السياسي politologie de la religion عالم اليوم مع تراجع السلطة الناظمة autorité والشرعية légitimité في العديد من الدول. يعني ذلك أن المأساة اللبنانية ليست لبنانية حصرًا. أدرك Metternich (1859-1773) موقع لبنان ومخاطره في قوله: "هذا البلد الصغير البالغ الأهمية"! يجتر أكاديميون وأخصائيون في عالم بلا بوصلة خطاب السوق في حين أن لبنان، الذي هو أمم متحدة مصغرة كما منظمة الأمم المتحدة الدولية، خاضع لزلزال بنيوي. يعيش الأمين العام للأمم المتحدة مأساة وحدته في عالم اغتيال الدولة وفوضى العلاقات الدولية. الحاجة، انطلاقًا من الواقع اللبناني، إلى يقظة عربية وأوروبية وأميركية وعالمية، تكون نقيضًا لمنظومة بربرية، في سبيل وضع حدّ لدول رديفة مدعومة ومموّلة من أنظمة خارجة عن الشرعية الدولية وكل قواعد الديمقراطية وأسس العلاقات الدولية! لكن بالرغم من الاختبار والكارثة يستمرّ لبنانيون في التموضع والتكاذب والتذاكي والمساومات في شؤون الدولة. الحاجة إلى يقظة وطنية ودولية، كما حصل بعد العملية الإرهابية في اغتيال رفيق الحريري وموكبه. لا تفسير ليقظة 2005 العارمة في لبنان إلّا من خلال علم النفس التاريخي حيث أدرك اللبنانيون: نحن كلنا صغار في لعبة الأمم! تطلّبت الأنتروبولوجيا التاريخية والقانونية لنشوء الدولة، التي تتميّز عن النظام السياسي régime، عدة قرون في الغرب:

Norbert Elias, La dynamique de l’Occident, 1969, rééd. Pocket, no 80, 1975, 320 p. لا نهاية للدولة ولا مجتمع بدون دولة، بل البديل عن الدولة بربرية ما قبل القبلية، لأن القبائل، خلافًا لإدراك سائد، تعتمد معايير ناظمة. تمّ مؤخرًا تنظيم مؤتمر بعنوان: الحكم الرشيد في سبيل بناء الدولة! كلا! يقتضي تصويب العنوان: بناء الدولة في سبيل الحكم الرشيد! يعبّر ذلك عن حجم الضبابية في ذهنية لبنانية بشأن الدولة ودولنة المواطنية.

*عضو المجلس الدستوري، 2009-2019

 

ما بيشبهونا

مريم مجدولين اللحام/نداء الوطن/29 أيلول/2025

كيف يمكن لمن يقدّم نفسه نموذجًا أخلاقيًا أن يجعل من الشتيمة لغته اليومية؟

حين يتحوّل الذم إلى لسان حال جماعة، فهذا يعني أنّها لم تعد انفلاتًا فرديًا بل ثقافة مُعَمَّمة. اختيار واعٍ تُستبدل فيه اللغة السياسية بلغة التحقير، والمُحاججة المنطقيّة بحديث "الشطافات"، ويُستغنى عن الحوار بالمعايرة الشخصية. في العمق، هي ليست لغة "الأقوياء" بل لغة من يدرك أنّ شرعيته معلّقة على فوهة بندقية، فيستعين بقمامة الكلام واهبًا ذاته وهم الهيبة. المجتمع الذي يفاخر بلسان ملوّث لا يستطيع أن يقنع أحدًا بأنّه نموذج نقاء. فهل ننحدر لمبارزة بالقذارة؟ "ما بيشبهونا". لا نصف هنا اختلافًا سياسيًا فقط، بل فجوة ثقافية وأخلاقية. لا يشبهنا من يجعل من الهجاء هوية، ثم يزعم أنّه الطهر المتجسّد حزبًا وقادة تحرير. الخطاب المليء بالقذف والتحقير لا يبني شرعية، بل يفضح العجز، أخلاقيات تتهاوى عند أوّل ذكرى "جامعة".الأدهى أنّ هذا السلوك يُغلَّف بادّعاء "الشرف". وكأن الشرف كلمة فارغة يمكن أن تعيش جنبًا إلى جنب مع القذف والسباب والتطاول. أي شرفٍ هذا الذي لا يقوى على التصرّف بحدّ أدنى من احترام الخصم؟ أي شرفٍ هذا الذي يُقاس بعدد الشتائم لا بعدد الإنجازات؟

كلما رُفع إصبع، من على صخرة أو شاشة هاتف، ازداد الانكشاف الأخلاقي. نعيش نحن في قاموس آخر، في لغةٍ تعرف أن السياسة نزاع بالحجة وأن الفوقيّة لا تعكس ثقة بالخط الأصح؛ وفي الغالب هي قناعٌ على شعورٍ دفين بعدم القبول... ومن لا يطلب القبول يُلغيه، على سبيل المثال لا الحصر القول إنه "لا أحتاجكم لتمنحوني الشرعية، سلاحي هويّتي وروحي وما يكفيني". و"ما بيشبهونا" تخلع القناع عن القناع عن القناع، لتقول إن حضوركم بهذه الأخلاقيات السّامة، مهما علا صوته، لن يحظى باعتراف من الجماعة الوطنية الأوسع. وهذا موجِع حتمًا. فالشيعي في لبنان، مثلنا تمامًا، فردًا وجماعة، يحتاج أن يُرى ويُقبَل. لذا حين كشف رحيل السيد حسن نصرالله، أن الآخر اللبناني يضع مناصري "حزب الله" خارج نسيجه الرمزي، يتقلّب غضبًا فيشتم ويهين ويهاتر ولا يتّجه لمعالجة الأسباب فيضحى، صورة مزيفة لقاتل وشهيد على صخرة، قوّة بلا ودّ، وحضور بلا اندماج.

ما بيشبهونا... ليست الجملة الأكثر تداولًا بين اللبنانيين شتيمة، بل هي تشخيص. حدّ فاصل بين مشروعين للحياة العامة، مشروع دولة تُدار بالتوافق والقانون والاحترام المتبادل، ومشروع غلبة يُدار بمنطق السلاح والشتائم والسفاهة والاستعراض وفرض الأمر الواقع. حين يُقال "ما بيشبهونا" لا تكون النية إلغائية، بل توصيفًا لواقع اختلّت فيه الموازين. انتشار الخمينية في لبنان حوّل شيعة "حزب الله" ونهجه، من جماعة تبحث عن شراكة داخل الكيان، إلى رأس حربة في مشروع إقليمي. وبذلك، فُقد التشابه مع باقي مكونات لبنان، لأن معيار الولاء تغيّر. الشيعي قبل الخمينية، أمل وطنًا ومؤسسات، فتلقفته عقيدة الوليّ الفقيه توسّعيًا. هذا التقصير من الدولة، أخرجهم من منطق "نحن شركاء تعايش" إلى منطق "نحن شعب الولي المختار، من دوننا لم تكن لتعيش... فتعايش بقواعدنا، نحن من اصطفانا الولي أهلًا وحلًّا لقضية الأمة... الأكبر منك ومن لبنانك"... وصاروا "ما بيشبهونا".

حين تُهان رئاسة الحكومة بصفتها موقعًا سنّيًا وركنًا من توازن الطائف الذي يدعي أمين عام "حزب الله" أنه السقف، وحين تشيح بوجهها رئاسة الجمهورية عن هذا الانحدار الدائر إعلاميًا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فإن اختلالًا ميثاقيًا يتكرّس. التوازن ليس نصوصًا في دستور؛ بل هو سلوك يوميّ يبدأ عند احترام المقامات، والكفّ عن التحريض، وتقديم الدولة على مصالح المربعات الأمنية. و"ما بيشبهونا" هنا، تقول إن هذا السلوك الظاهرة - إهانة المقامات وشتم معارضي "حزب الله" من كل حدب وصوب - من المفترض أنه لا يُشبه أهل "سيد شهداء الأمة"، إذ يستحيل الجمع بين مناصرة المستضعفين في غزة، وبين استضعاف السنة في بيروت. ولربما، "ما بيشبهونا" ولا يشابهون ما يدّعون عن أنفسهم. مدّع هو فعلًا، من يظن أن بيروت ستوقّع صكّ تنازل عن مدنيتها لمجرّد ضجيج الرايات والشتائم، يخطئ في قراءة ذاكرة مدينة عركت الحرب وعادت إلى الحياة بالمدرسة والجامعة والنقابة والمسرح، لا بمواكب شعارها "السيكي لح لح". ما بيشبهونا... باليُمنى تُرفَع عبارات "فتح صفحة مع السعودية" وطلب الإعمار، وباليسرى تُدار ماكينة تحقير ضد بيروت وموقعها السني في سدة رئاسة الحكومة. تناقض لا يُشبه منطق الشراكة ولا المواطنة ولا الإنسانية، فالكلام الرصين يفصل البشر عن غيره من فصائل خلق الله. ومن يطلب شراكة الخارج ولا يحترم شراكة الداخل في شخص نواف سلام، لا يفقه نصيحة في صلب العلاقات الدولية، تقول: "إن أعمروا لغتكم أولاً". العمران لا يليق بفاجر. قُطع الحبل السرّي بين ادّعاء "نحن ندافع عن لبنان" وحقيقة "نحن فصيل". أخطر خدع السياسة فشلت عند منصات وفيق صفا لقدح وذم نواف سلام وبيروت والسُنة. فشلت كل محاولات تحويل القوّة إلى قبول. القبول لا يُستَمدُّ من الخوف، ومن يفرض نفسه على العاصمة وعلى السُنة بالاستعراض والسُباب، يسمع من العاصمة ومن سُنة لبنان ما يستحق أن يسمعه كل مستعرض: حاضرٌ أنت في أدبياتنا قسرًا، مُغتصبًا. ومن يغتصب الرأي لا تلتفت إليه مرجعية عربية. الفصيل الفئوي يُحاصر دومًا. تنظيمٌ يشتغل بمنطق امتلاك أدوات القسر أكثر من بناء عقدٍ اجتماعي لا يفرض نفسه على دول الخليج. الغلبة العسكرية على الداخل اللبناني، لا تُنجب له شرعية مع الخارج، و"ماما إيران" تفاوض على التقاط الأنفس.

ما بيشبهونا... ليست دعوة كراهية، بل هي تحذير لنوع التعايش الذي نريد من الآن فصاعدًا. ما بيشبهونا لا تعني "أبحروا بعيدًا" بل تعني "طفح الكيل مع الشتّامين" إما قانون واحد، سلاح واحد، وخطابٌ يحترم المقابل، وإما دولة تُفرض على السفيه فلا يعلو على المؤسسات. حينها فقط يصبح الشبه ممكنًا، وتُصبح السياسة منافسة داخل قواعد، لا إذلالاً يطلب من المهانين فيه أن يتقبلوا واقعًا اكتفوه وكفانا المولى. كل منطق فوقيّ، وكل حملة تحقير، وكل صمتٍ متواطئ، سيجد أمامه هذه الجملة كمرآة... ما بيشبهونا... فالغاية دولة لا غلبة؛ مدينة لا ساحة؛ عقد لا أمر واقع. هذه ليست قطيعة مع أحدٍ في الهوية، بل قطيعة مع سلوكٍ لا يليق ببلدٍ يريد أن ينهض. الطريق إلى الشبه واضح، احترام الدولة. وما عداه، لا يُشبهنا.

 

إسرائيل وطرف آخر يرفضان دولة فلسطينية

خالد البري/الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

حين وصف محمود الزهّار فلسطين بأنَّها «مسواك» كان يقصد أنَّها أداة صغيرة لقضية أكبر وصفها بـ«قضية الأمة». وهنا تكمن أزمة حركة «حماس» في مقاربتها للمسألة الفلسطينية: أن قادتها يرونها هينة في سبيل هدف أسمى. وما هكذا الوطن في عيون أبنائه. التناقض بين غزة في عين قادة «حماس» وغزة في «عين الأمة» ليس تلقائياً ولا طارئاً، بل مقصود وحتمي. نشأت المسألة الفلسطينية-اليهودية بالتزامن مع هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية وانهيار إمبراطوريتهم. فقدّمتها الجماعات الموالية على أنها دليل على الشرور المترتبة على انهيار الخلافة. ثم زايد عليهم قادة دول وطنية في محاولة لتثبيت أنفسهم زعماء ورثة. فصارت فلسطين مرادفة للأمة، واختباراً لحالتها. روّج الجميع فكرة «هوان» التضحيات مهما كانت عظيمة في سبيل فلسطين. والترجمة: ما المشكلة أن تنهار دول وتُدمَّر أوطان في سبيل قضية الأمة؟ في هذا السياق غرق لبنان في الفوضى وتزعزع استقرار الأردن واحتُلت أجزاء من مصر وسوريا. لا نزال نسمع صدى هذا الخطاب في مقولة يتداولها بعض مؤيدي «حماس»: «إن احترقت غزة فليحترق العالم». والعالم لن يحترق؛ المقصود أن تحترق المنطقة، أن تحترق الأمة على وضعها الحالي لكي تُبنَى أمة أشرف. إذ تغير تعريف القضية سراً منذ صعود «حماس» إلى السلطة. لم يعد الهدف دولة فلسطينية أو عودة لاجئين أو أي شكل من أشكال المطالب السياسية يتضمن اعترافاً ومفاوضات. صارت القضية هي الأمة نفسها، تحقيق الأمة، وصارت فلسطين ثمناً زهيداً في سبيل هذه القضية المبهمة، التي يقصد بها العودة إلى زمن الخلافة.

«حماس» ليست وحدها في الترويج لهذا. بل تروج له جماعات متعددة على امتداد المنطقة، تتَّفق كلها على العداء للدولة الوطنية والسعي إلى استعادة هذا الكيان الإمبراطوري الزائل. لكن «حماس» تنفرد عن غيرها بأنها تملك مفتاح الإشعال، في موقع التقاء البنزين والنار. من هنا صار استمرار الصراع في فلسطين، أهم من إنهائه، وأدعى إلى الوصول إلى الهدف الأكبر، قضية الأمة كما عبر عنها محمود الزهار. تحالف إعادة الخلافة يرى الدول الوطنية حواجز في طريق ذلك الهدف يجب إسقاطها، لا إقامة دولة إضافية في حجم «مسواك». بالصوت والصورة صرح أحد منظري «الإخوان» بأنه لو كان الأمر بيده لوجه «حماس» إلى قتال جيش عربي وليس إسرائيل. الرجل اختصر الطريق إلى الغرض الحقيقي الذي يسعى إليه التنظيم الدولي، وتمنعه الاعتبارات السياسية من التصريح به. أيُّ مطَّلعٍ على فكر جماعة «الإخوان المسلمين» ومشتقاتها يعلم هذا.

ومن هذا المنظور يمكن تحديد الخيارات المثلى لحركة «حماس» والتنظيم الدولي لـ«الإخوان» بعد فقدان غزة: الأفضل أن يتورط الجميع في صراع مع إسرائيل، أو أن يُهجَّر الفلسطينيون إلى سيناء فتُفتح جبهة جديدة، أو أن تحتل إسرائيل غزة ليظلّ مبرر الصراع قائماً. ما عدا ذلك لا يخدم الهدف الأسمى. وقيام دولة فلسطينية لا يخدم الهدف الأسمى. أحد الأصدقاء علق بذكاء على اعتراف دول كبرى مؤخراً بالدولة الفلسطينية بقوله: «عقبال حماس ما تعترف بفلسطين».المأساة الأكبر أنَّ الفلسطينيين هم من يدفعون التكلفة. ما تراه «حماس» والتنظيم الدولي هيّناً، هو في عيون الفلسطينيين عظيم – حياتهم وأطفالهم وأحلامهم وكفاح العمر. وما يزيد الصورة قتامة أنَّ منطق «الأمة» والتضحيات يجد من يغذّيه في الوعي العام، ويرحب به ويفتح له الإعلام الرسمي، حتى في الدول المستهدفة بالإشعال. في مسألة حل الدولتين، تتلاقى أهداف «حماس» مع أهداف حكومة نتنياهو على ما بينهما من عداء. الطرفان متفقان على رفض قيام دولة فلسطينية، كل لغايته الخاصة.

 

ترمب ونتنياهو ونافذة السلام

سام منسى/الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

غطت القضية الفلسطينية على ما عداها من أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر محورين أساسيين: مأساة غزة والمؤتمر الدولي لحل الدولتين برعاية سعودية - فرنسية سبقهما اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بالدولة الفلسطينية. فهل يُشكّل هذا الاعتراف والتحرك الدبلوماسي الدولي تحولاً حقيقياً في مسار الصراع، أم يقوضه استمرار واشنطن في تغطية السلوك الإسرائيلي؟ لم يتمكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي سعى إلى أن يكون نجم الدورة ويخطف الأضواء، سوى من إبراز الشقوق العميقة بين أميركا وإسرائيل من جهة، وبينهما والحلفاء والأصدقاء من جهة أخرى، وجاء خطابه ليضع الولايات المتحدة في موقع يبدأ بالعتب وينتهي بمخاصمة العالم أجمع في السياسة والاقتصاد والبيئة، ليعود ويقدم نفسه وسيطاً وصانع سلام، مدعياً أنه أنهى سبع حروب، ويعتزم إنهاء ما تبقى منها في العالم.

لقد تبيّن بما لا يحتمل الشك أن هناك مقاربتين متناقضتين للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني وللشؤون الدولية عامة: الأولى تُركز على القوة والأمن، والثانية تُراهن على السياسة والحوار. هذه الصورة بدت جلية من خلال شبه الإجماع الدولي المنتقد والمتململ من السياسة الأميركية المتطابقة إلى حد كبير مع سياسة حكومة بنيامين نتنياهو، خصوصاً في تغطيتها المتواصلة للنهج الأمني - العسكري الذي تعتمده في إدارة الصراع، وتغليبها منطق القوة على أي خيار سياسي. ماذا بعد هذه التظاهرة الدولية بالنسبة إلى قضايانا في الإقليم؟ تزعم إسرائيل والمشككون من ورائها أن إعلان نيويورك، الذي دعا إلى تسوية شاملة تقوم على حل الدولتين، والمؤتمر الذي أعقبه، يكافئان حركة «حماس» من دون معالجة مأساة الأسرى. وتذهب إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يزيد المخاوف الوجودية الإسرائيلية التي تعمقت بعد «طوفان الأقصى».ويرى مراقبون أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على أهميته الرمزية، يحتاج إلى أن يقترن بوقف فعلي لحرب غزة، ومعالجة جذرية لأسباب النزاع.

قد لا تظهر نتائج إعلان نيويورك والمؤتمر الذي أعقبه في المدى القريب، لكنهما وضعا إسرائيل في موقع العزلة الدولية بعدما كانت تعتمد على الاعتراف والاحتضان العالميين، ونجحت في ترسيخ صورة «الضحية» على مدى خمسة وسبعين عاماً. اليوم تزعزعت هذه الصورة بفعل حرب غزة وعنفها المفرط الذي أفقد إسرائيل جزءاً من شبكة علاقاتها الدولية التقليدية. إزاء هذا التحول، حاولت أميركا، الحليف الرئيس وصاحبة النفوذ الدولي، كسر هذه العزلة، عبر تحركات آخرها مبادرة ترمب لوقف الحرب التي لاقت ردود فعل إيجابية عامة بحسب ما تسرّب، وحظوظها من النجاح معلقة بموقف نتنياهو منها.

بعد انتهاء هذه التظاهرة الدولية، سيعود القادة كل واحد إلى بلاده، فيما تبقى منطقتنا في مواجهة إشكالية معقدة: كيف يمكن التوفيق بين تحوّل إسرائيل إلى دولة مزعزعة للاستقرار في أكثر من ساحة إقليمية - حتى إن البعض يرى أنها أخذت مكان إيران بعد هزيمتها - وعلاقات التحالف والصداقة مع الولايات المتحدة التي جدد ترمب تأكيدها في خطابه من على منبر الأمم المتحدة؟ كيف تتعامل دول المنطقة مع الممارسات الإسرائيلية المخربة التي تجاوزت إيران ولبنان وسوريا الساعية إلى تفاهمات معها، لتصل إلى قطر، الحليف الوثيق لواشنطن والوسيط بين إسرائيل و«حماس»؟

من جهته، كيف يستطيع ترمب التوفيق بين الأهداف الرئيسة لإدارته بالمنطقة وهي تعزيز السلام والاستقرار، ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وكبح وكلاء طهران الإقليميين، وتوسيع اتفاقات السلام والفرص التجارية الأميركية، وهي أهداف يتركز معظمها بالضرورة في الخليج، لكنها أيضاً مرتبطة بالدول العربية في المشرق ومحيطه، وتبنيه سياسة نتنياهو وحكومته، وهو يعرف أن عدم الاستقرار في المشرق قادر على زعزعة استقرار المنطقة بأكملها؟ الرمزية تبقى مهمة ومفصلية في تثبيت الهوية الدولتية الفلسطينية. فمؤتمر حل الدولتين وإعلان نيويورك كانا محاولة مدروسة لتعزيز السلطة الفلسطينية، الشريك الفلسطيني الوحيد المتبقي لإسرائيل في عملية السلام. فالمؤتمر والإعلان لا يخدمان «حماس»، ولا يهددان إسرائيل كما تدعي، بل يؤكدان أن «حماس» يجب أن تُجرد من السلاح، وتُستبعد من أي دور في غزة. خطوة السعودية وفرنسا تُشكل محاولة واقعية وضرورية لإنقاذ حل الدولتين قبل أن ينهار نهائياً، ولفتح نافذة أمل للسلام المنشود.

 

لبنان: اشتباكات سياسية متنقلة وإنقاذ الاستحقاق النيابي على المحك...تأكيد لاريجاني بعدم تدخّل إيران يلقى تشويشاً من قاليباف

محمد شقير/الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

تتصدر المشهد السياسي في لبنان اشتباكات سياسية متنقلة، لا تقتصر على المواجهة التي دارت بين رئيس الحكومة نواف سلام و«حزب الله» على خلفية تراجعه عن التزامه بعدم إضاءة صخرة الروشة؛ بل تنسحب على تصاعد الخلاف بين الثنائي الشيعي وحليفه «التيار الوطني الحر»، وبين الأكثرية النيابية حول التعديلات المقترحة على قانون الانتخاب، وإصرار «حزب الله» على تمسكه بسلاحه بخلاف ما نص عليه البيان الوزاري بحصريته بيد الدولة. وهذا الأمر حضر بامتياز في اللقاءات التي عقدها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، على هامش مشاركته في إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينين العامين السابقين للحزب حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر وزاري أن موقف إيران من حصرية السلاح بيد الدولة نوقش في اللقاء الذي عُقد بين الرئيس سلام ولاريجاني من زاوية الرغبة التي أبداها لتطوير العلاقات الإيرانية - اللبنانية على قاعدة احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما. وكشف المصدر أن سلام جدد تأكيده على «ضرورة تصويب العلاقات بين البلدين وتنقيتها من الشوائب». وحسب المصدر؛ لم يخف سلام استغرابه من مواقف يطلقها مسؤولون إيرانيون قبل مجيء لاريجاني «تنم عن إصرار أصحابها على التدخل في شؤوننا الداخلية، وهي تتعارض مع الرغبة بتصويب العلاقات وتطويرها». ولفت إلى أن سلام استحضر جملة من المواقف لمسؤولين إيرانيين لتدعيم وجهة نظره، وآخرها ما صدر عن رئيس مجلس الشورى في إيران محمد باقر قاليباف، حيث قال إن الطريق ليس مسدوداً لإيصال الأسلحة لـ«حزب الله» وإن كان صعباً. وسأل: أين يُصرف موقفه لتطوير العلاقات الثنائية؟ وأكد المصدر أن موقف قاليباف ليس معزولاً عمّا يقوله المرشد الإيراني علي خامنئي ومعه «الحرس الثوري» بخصوص دعمهما لتمسك «حزب الله» بسلاحه. ورأى أن كل هذه المواقف تُحرج الحكومة اللبنانية ولا تخدم سياسياً التقرير الشهري الذي تعده قيادة الجيش حول ما أُنجز في جنوب الليطاني واحتواء السلاح في شماله امتداداً إلى كل لبنان. وسأل: لماذا كل هذا التشويش الإيراني على تأكيد لاريجاني بعدم التدخل بالشأن الداخلي؟ لذلك يبدو أن التجاذبات حول حصرية السلاح تعني أن الاشتباك السياسي بين الحكومة و«حزب الله» يبقى مفتوحاً على الاحتمالات كافة، بما فيها جنوح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو نحو توسعة حربه على لبنان متذرعاً بمواقف إيرانية تؤيد تمسك الحزب بموقفه، غير آبهة بالتحولات في المنطقة، ولا بالخسائر التي تكبّدها لبنان، سواء أكانت بشرية أو مادية من جراء تفرده بإسناده لغزة، فيما يصر الحزب على التمسك بسلاحه.

قانون الانتخاب

لكن الاشتباك السياسي حول حصرية السلاح ينسحب على قانون الانتخاب، وأن الحرص الذي تبديه الكتل النيابية لإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده في مايو (أيار) المقبل، لا يعني أن الطريق سالك سياسياً لإنجازه ما لم تبادر الكتل النيابية إلى تقديم التنازلات للتوافق على القانون الذي ستُجرى على أساسه، إلا إذا كان لدى معظمها رغبة بترحيلها على أنها أمر واقع مصدره الخلاف على القانون. لكن تأجيلها يصطدم بإصرار رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون على إجراء الانتخابات بصفته ممراً إلزامياً لإعادة تكوين السلطة في لبنان، لأن تأجيلها يشكل انتكاسة للعهد ويلقى معارضة من المجتمع الدولي الذي يراهن على نتائجها باعتبارها مدخلاً لإحداث تغيير في التركيبة السياسية.

موقفان لا يلتقيان

فالخلاف على التعديلات المقترحة على القانون يتمحور حالياً حول موقفين لا يلتقيان؛ الأول يتزعمه الثنائي الشيعي و«التيار الوطني الحر» بإصرارهما على إجراء الانتخابات على أساس القانون النافذ حالياً، باستحداث 6 مقاعد نيابية لتمثيل الاغتراب اللبناني على أن توزع مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ويعود للذين يودون الاقتراع للنواب الـ128 الحضور إلى بيروت لممارسة حقهم الديمقراطي، في مقابل إصرار الأكثرية على إلغاء المادة 112 بما يسمح للمغتربين بالاقتراع من مقر إقامتهم، وحسب قيودهم في لوائح الشطب للـ128 نائباً. وكان الاجتماع الأخير لهيئة مكتب المجلس النيابي برئاسة نبيه بري سجّل طلب عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن بإدراج اقتراح القانون الرامي لشطب المادة المذكورة على جدول أعمال الجلسة التشريعية المنعقدة اليوم، لكن بري لم يأخذ بطلبه بذريعة أن اللجنة النيابية الفرعية تدرس حالياً اقتراحات مشاريع القوانين ومن بينها المطالبة بإلغائها، وعليه يقف البرلمان أمام معضلة مصدرها تصاعد الاشتباك السياسي حول أي قانون سيُعتمد لإجراء الانتخابات في موعدها، ما يتطلب تدخلاً سياسياً من خارج اللجنة التي ما زالت تراوح مكانها ولم تحقق أي تقدم، ما دفع أبو الحسن للتحذير من تأجيلها ما يتعارض ورغبة «اللقاء الديمقراطي» على إتمامها في موعدها.

عريضة نيابية

وعلمت «الشرق الأوسط» أن نواب المعارضة يتشاورون حالياً بالتوقيع على عريضة تحمل نصف عدد أعضاء البرلمان زائداً واحداً يطالبون فيها بعقد جلسة لمناقشة المشاريع الانتخابية، ما يتيح لهم التصويت على شطب «الـ112» من القانون. ولدى السؤال عن موقف الحكومة في حال استمرار الخلاف حول قانون الانتخاب، أكد المصدر الوزاري لـ«الشرق الأوسط» أنها مُلزَمة بالدعوة لإجراء الانتخابات على أساس القانون النافذ حالياً. وقال إن وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار كان أبلغ اللجنة النيابية بأن إصدار المراسيم التطبيقية لتوزيع المقاعد الـ6 على القارات هي من صلاحية البرلمان، وهذا ما أكده سلام لبري؛ لأن ترك الأمر للحكومة قد يلقى معارضة نيابية احتجاجاً على توزيعها.

شراء الوقت

وفي المقابل، سأل مصدر سياسي عن مدى جدية معظم الكتل بمطالبتها بإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده، أم أنها تود بإصرارها تبرئة ذمتها، فيما تراهن على شراء الوقت لفرض التمديد للبرلمان باعتباره أمراً واقعاً لن يمر بسهولة، ويقف الرئيس عون له بالمرصاد؟ وأكد المصدر الوزاري أن الحكومة باشرت بالتحضير اللوجيستي والإداري لإجراء الانتخابات. وقال إن طلب الوزير الحجار بالتوافق مع وزير الخارجية يوسف رجي من المغتربين ممن يودون الاقتراع بأن يبادروا لتسجيل أسمائهم ضمن المهلة التي تنتهي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكن المشكلة تكمن في عدم معرفتهم على أي أساس سيمارسون حقهم الانتخابي. هل للتصويت للمقاعد الـ6 المستحدثة أم للـ128؟ وسأل إلى متى يستمر التأخير في إصدار المراسيم التطبيقية؟ وهل إن طرحها في جلسة تشريعية يسمح للأكثرية في البرلمان بشطب المادة 112 من القانون على نحو يؤدي لصرف النظر عن تمثيل المغتربين بمقاعد خاصة بهم، والسماح لهم بالاقتراع من مقر إقامتهم للـ128 نائباً، وهذا ما يلقى معارضة شديدة من الثنائي و«التيار الوطني الحر»؟ ويبقى السؤال، هل يكون المخرج لإنقاذ الاستحقاق النيابي بمقايضة صرف النظر عن تمثيل الاغتراب، بعدم السماح للمغتربين بالاقتراع للـ128 من مقر إقامتهم، وإلزامهم بالحضور إلى لبنان.

 

ثقافة مقاوماتية متداخلة

أحمد جابر/المدن/28 أيلول/2025

في لبنان ظاهرة "مقاوماتية"، جزء منها موروث، والجزء الآخر محدث. فوق مساحة الظاهرة، يتحرك "المقاوماتي" الأصيل، ونظيره الدخيل، يشترك هذا وذاك في اللهجة الخطابية، لكنهما يفترقان افتراقاً واضحاً عند التدقيق في طبيعة موقع كل منهما. لن يجد المدقق صعوبة في العثور على صاحب النفوذ السياسي والموقع الأهلي اللذين يختصان "بالأصيل"، مثلما لن يجهد حتى يلمس "ظاهرة الصدى والترداد..." التي هي من اختصاص "الدخيل"... الذي يطمح لأن يكون وكيلاً! تجري لفظة مقاوماتية مجرى أخوات لها، يتحركن بين سطور السياسة اللبنانية، وفوق ألسنة خطبائها. ثمة "عروبوية" لبنانية، و"قوموية" عروبية، و"لبنانوية" استقلالية... المعنى المقصود من مصطلحات لغوية كهذه، يتضمن: ادعاء الانتساب الخالص إلى الفكرة، والمبالغة في الإعلاء من شأنها، والإسراف الخطابي في إظهار الاقتناع بها، وإعلان الولاء لها، تكاد "اللفظية" تختصر تلك المعاني، وتشكل دليلاً إلى تعليلها وتفسيرها... وتدل (اللفظية ذاتها) على فئة من "المقاوماتيين" الجدد الذين وفدوا إلى الموقع من تواريخ مختلفة، أو من الذين جرى استيلادهم بالاستنساخ لحاجات موضعية، ولخطب مبالغة جاهزة، لا تكلف صاحبها عناء الاستدراك، وتريح "المستنسِخ" من عبء السؤال. لدى "المقاوم الأصلي"، تتضخم المقاوماتية عندما تدخل الظاهرة المقاومة في مأزق، سياسياً كان أم فكرياً أم برنامجياً... يلبس "التضخيم" لبوس الأحادية، فتصير النسخة المقاومة الأولى مرجعية كل شيء، بها تفسَّر الأشياء، ومن بين سطورها تخرج البرامج والخيارات... يصيب "النسخة" السكون، وتسقط عنها صفة السيرورة، وتلامس "المقدس" الذي يبقى واحداً، ما يقال في المقاوماتية، التي صارت شمولية مقدسة، يقال في كل الأفكار والنظريات الشمولية الكبرى، التي ما زال جمهور واسع من أبنائها يعتقد بصوابها الأزلي، وبقدراتها الخلاصية الخارقة!! تنتج المقاوماتية المعادلة للفظية الثورية وللديماغوجيا، في حالتي "الأصل" والنُسخ التابعة له، اختزالاً سياسياً وقمعاً فكرياً، وإفقاراً للفكرة الأم، وجعل الهدف الأول مطيّة لكل المصالح المتبدلة، وقناعاً سميكاً لها. فوق هذه المداميك، تقوم "ثقافة" سياسية تروج للمعاني الجديدة، مستخدمة ما في جعبتها من "وسائل إقناع"، تتراوح بين تمجيد الحليف، الموازي لتمجيد الذات، وتحقير الخصم، وتمر من معبر تسهيل الالتحاق بالركب "المقاوماتي"، فور تبديل الألفاظ، وتفتح باب الغفران "للتائبين"، عند تغيير الكلمات، وتحتفظ بقاموس السخط على "المرتدّين" الذين قد يلامسون تعريفات "وطنية وثورية"، مغايرة للتعريفات المتداولة والسائدة.

تحت سقف "الثقافة المقاوماتية" نفسها، ثمة كلمات تعطف على مراتب أخلاقية رفيعة، إذ كثيراً ما توحي كلمة "المناضل" بنكران الذات وبالاستعداد الدائم للتضحية، وتعطف لفظة "المجاهد" على معاني الارتفاع فوق "دنس المادة"، من خلال إطلالتها على "جنان الآخرة"... جرت العادة ألاّ يُسأل عن إضافات اجتماعية أو ثقافية أو شخصية "للسالك" في دروب النضال... مثلما تكرّس المألوف، الذي جعل الانتساب إلى "التنظيم الحزبي" مَطْهرَاً يمحو كل الآثام. صفة "حزبي" تحمل لصاحبها الاستعارة الآتية: "في الحزبي كل حق وكل خير وكل جمال"... هذا بتصرف، ومع الاعتذار من أصحاب المقولة الأصلية.

تعيش المقاوماتية في لبنان بسلاسة، وتتحرك بيسر، واللافت  في مجالها، أن التكاذب عملة متداولة رائجة، يطلبها "الدخيل"، و يشجعها الأصيل، من ضمن سياسة تفصِّل حركات وتنظيمات على القياس، وتوزع القول على أشخاصها بأوزان محسوبة، وتفرض عليها الصمت حيث يجب، لأوقات مدققة ومعلومة... وتغض الطرف عن تعريفات حقيقية أو غير حقيقية، تنسبها أطراف لذواتها، إذا كان الأمر لا ينال من تعريف السياسة المقاوماتية لذاتها الخاصة.

في لبنان، لكل ما تقدم أمثلته المعلومة والمعروفة، التي تطوّر الخلاف وتعمّقه، كلما أدلى أحدهم بمثاله الخاص المحدد. على سبيل الذكر، ليس إلا، تنسب أكثر من فئة لبنانية لنفسها صفة المقاومة... ويقول كل طرف بالشهادة والشهداء... وتتبادل القوى السياسية المفاخرة بالانتساب إلى الاستقلال واللبنانية والعروبة... ورغم ذلك، لا يبادر الأطراف إلى نقاش معانيهم المتبادلة، الواردة أعلاه، لكنهم يعبرون بالصمت، غالباً، عن رفضهم لحقيقة المصرح عنه وبطلانه. في مقام "الوصف"، الذي ليس في المتناول، راهناً، سواه، الثقافة المقاوماتية وما جرى مجراها، ثقافة أَسْرٍ يتطلب الانعتاق منها التأسيس لكسرها. لكن ما هو شائع اليوم يعاكس هذا التأسيس، فالثابت أن القبول بهذه "الثقافة" هو السائد، وطلب الالتحاق بها هو الرائج، وإعلان العجز عن قول رأي نقدي فيها، والانسحاب من ميدان المسؤولية عن هذا الرأي، يلازمان "جمهرة الأذهان". لا يُعدم المنسحبون من مسؤولية الصراع النقدي وسائل إيضاح تبيّن ثقل المهمة، ويوردون أمثلة سلطوية تبدأ من سلطات الأمر الواقع الأهلية، وقدراتها المالية والإعلامية والتعبوية، وتقف عند الطموح إلى بناء "سلطات" بديلة، مدخلها اليوم، أكثر من أي وقت مضى، سلطة الشجاعة الأدبية، والإقدام الأخلاقي، والانتساب فعلاً إلى مفهوم الثقافة الذي لا يعني إلا نقد السائد والاستعداد الدائم للانخراط في مسيرة تغييره، هذا لأن هناك سياسة ما زالت تثقل على كاهل البلد، الذي نَبَتْ فيه شكل من أشكال الواقع الاستبدادي، من مدخل نضالي طافر، رغم إهتزاز و إهتراء مواقع الإستبداد، العربية. ومما يوجب الحذر، بروز ردود فعل على الواقع الرديء، لا ترتقي إلى مستوى الفعل الأصلي، الذي هو من رؤية وبرامج وقوى، تقدم مشاريع حلول وطنية عامة، تتجاوز الفئوية الطائفية التي عصفت بالكيان، وما زال صدى عصفها يتردد في الأرجاء، في صيغة تشدّد سياسي، يواجه تشدّداً سياسيّاً آخر، وفي صيغة تنافس على من كان السبّاق إلى المقاومة مثلاً، هذا في الوقت الذي يُنْسب الخراب اللبناني، إلى طفرة كل المقاومات.

 

عبدالله الثاني وبوش الابن… وترامب

خيرالله خيرالله/العرب/28 أيلول/2025

كم من الوقت يحتاج ترامب لاستيعاب ما يقوله عبدالله الثاني "أن القوة ليست أساسا لتحقيق الأمن بل مقدمة لعنف أكبر فالحروب تعلّم أجيالا من الفلسطينيين والإسرائيليين أن السلاح هو ملاذهم الوحيد".

تميّز الملك عبدالله الثاني منذ اعتلائه عرش المملكة الأردنية في العام 1999 بالوضوح وبعد النظر. لا يأتي هذا الكلام من فراغ مقدار ما أنّه كلام أثبتت الأحداث المتلاحقة صحته. كان العاهل الأردني دائما في غاية الوضوح والصراحة والجرأة في تسمية الأشياء بأسمائها. لهذا السبب نراه متشائما هذه الأيام بكلّ يتعلّق بالحكومة الإسرائيلية الحالية وسياساتها المتهورة. يجد الأردن نفسه أمام حكومة معادية للسلام يصعب إيجاد أي نوع من التفاهمات معها، خصوصا أن بنيامين نتانياهو يعتبر نفسه مرجعية دول المنطقة من جهة وأنّه الرئيس الفعلي للولايات المتحدة من جهة أخرى.

عكس هذا التشاؤم الأردني الخطاب الذي ألقاه عبدالله الثاني في دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهو خطاب قطع فيه الأمل من أي سلام يتحقق بوجود الحكومة الإسرائيلية الحالية ووجود كلّ هذا الدعم الأميركي لها.

قال العاهل الأردني في هذا الصدد: “إن الدعوات الاستفزازية للحكومة الإسرائيلية الحالية التي تنادي بما يسمى “إسرائيل الكبرى” لا يمكن أن تتحقق إلا بالانتهاك الصارخ لسيادة وسلامة أراضي البلدان المجاورة لها، وهذا أمر لا يمكن القبول به. ولا يسعني إلا أن أتساءل: هل كان العالم سيستجيب بمثل هذه اللامبالاة لو أن زعيما عربيا أطلق دعوة مشابهة؟

سيكون صعبا على الإدارة الأميركية تغيير موقفها من خيار الدولة الفلسطينية الذي تدفع المملكة العربيّة السعودية بالتنسيق مع فرنسا إلى جعل العالم كلّه يقبل به من أجل تحقيق السلام في المنطقة

على المجتمع الدولي أن يتوقف عن التمسك بالاعتقاد الواهم بأن هذه الحكومة الإسرائيلية شريك راغب في السلام. بل على العكس تماما، فإن أفعالها على أرض الواقع تهدم الأسس التي يمكن أن يرتكز السلام عليها، وتدفن بشكل متعمد فكرة قيام الدولة الفلسطينية. وقد بينت بشكل واضح أنها لا تعير إهتماما لسيادة الدول الأخرى، كما شهدنا في لبنان وإيران وسوريا وتونس، والآن أيضا في قطر”.

في صيف العام 2002، في شهر آب – أغسطس تحديدا، حذر العاهل الأردني الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، في لقاء انعقد بينهما في البيت الأبيض قبل نحو سبعة أشهر من بدء الحملة العسكرية الأميركية في العراق، من النتائج الخطيرة التي ستترتب على الاجتياح الأميركي لهذا البلد.

حذره عمليا من غياب تصور لمرحلة ما بعد سقوط نظام صدّام حسين. لم يكن عبدالله الثاني معجبا بصدّام بأي شكل. لم تكن لديه أوهام في ما يخص الديكتاتور العراقي الراحل وطبيعة النظام الذي أقامه ومدى غبائه السياسي الذي أوصله صيف العام 1990 إلى غزو الكويت. لكنّ عبدالله الثاني كان يدرك ما معنى سقوط النظام العراقي، ومعه العراق، من دون تخطيط دقيق لمرحلة ما بعد هذا السقوط، خصوصا لجهة التسبب في نشوء توازنات إقليميّة جديدة تصبّ في مصلحة “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران. تلك “الجمهوريّة” التي لم تتخل يوما عن مشروعها التوسّعي في المنطقة وشعار “تصدير الثورة”.

كشفت الأحداث التي تلت الحرب على العراق كم عبدالله الثاني على حق، خصوصا عندما كان أوّل من تجرّأ على التحدث عن “الهلال الشيعي”، بمعنى الهلال الفارسي الممتد من طهران، إلى بغداد، إلى دمشق، إلى بيروت، في حديث إلى صحيفة “واشنطن بوست” في تشرين الأول – أكتوبر 2004. كان ذلك  في غياب من يفكّر في المنطقة، باستثناء قليلين، بالنتائج البالغة الخطورة لوضع إيران يدها على العراق في ظلّ وجود نظام سوري، على رأسه بشّار الأسد، موال كلّيا لـ”الجمهوريّة الإسلاميّة”. كانت لهذا النظام هيمنة كاملة على لبنان، وقد سمح له ذلك بتوفير الغطاء الذي كان يحتاجه “حزب الله” من أجل اغتيال رفيق الحريري، الرجل الذي أعاد الحياة إلى بيروت وأعاد وضع لبنان على خريطة المنطقة.

خطاب عبدالله الثاني قطع فيه الأمل من أي سلام يتحقق بوجود الحكومة الإسرائيلية الحالية ووجود كلّ هذا الدعم الأميركي لها.

لو كان لدى إدارة دونالد ترامب الحدّ الأدنى من المنطق السياسي لكان استفاد من خبرة عبدالله الثاني وتجربته مع جورج الابن الذي فشل فشلا ذريعا في العراق. يرفض دونالد ترامب، كما ظهر من خلال خطابه في الأمم المتحدة الانضمام إلى مبادرة خيار الدولتين بحجة أنّ تأييد قيام دولة فلسطينية “هديّة لحماس”. يجهل ترامب وكبار المسؤولين في إدارته، الذين ليس لديهم همّ آخر غير استرضائه، أن رفض الدولة الفلسطينية نقطة التقاء بين اليمين الإسرائيلي و”حماس”. يجهل هؤلاء ألف باء السياسة في الشرق الأوسط وكلّ ما له علاقة بالبديهيات. أي رهان اليمين الإسرائيلي على “حماس” منذ سنوات طويلة من أجل إفشال المشروع الوطني الفلسطيني القائم على خيار الدولتين.

الأكيد أنّ مثل هذا الخيار يحتاج إلى سلطة وطنية فلسطينية مختلفة كلّيا، سلطة لم يكن على رئيسها الانتظار سنتين تقريبا كي يدين هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته “حماس” على مستوطنات غلاف غزّة في السابع من تشرين الأول – أكتوبر 2023.

سيكون صعبا على الإدارة الأميركية تغيير موقفها من خيار الدولة الفلسطينية الذي تدفع المملكة العربيّة السعودية بالتنسيق مع فرنسا إلى جعل العالم كلّه يقبل به والذي يعتبر أن لا خيار آخر من أجل تحقيق السلام في المنطقة. على الرغم من ذلك كلّه، لم ييأس عبدالله الثاني، فضل الكلام على الصمت في الأمم المتحدة. اكتفى بالقول: “يجب على الأمم المتحدة أن تردد هذا النداء: الوقت قد حان.

ويجب على الأمم المتحدة أن تلبي هذا النداء (نداء الدولة الفلسطينية) حتى يصبح السلام واقعا”.

كم من الوقت يحتاج دونالد ترامب إلى استيعاب ما يقوله عبدالله الثاني عن “أن القوة ليست أساسا لتحقيق الأمن، بل مقدمة لعنف أكبر. فالحروب المتكررة تعلّم أجيالا من الفلسطينيين والإسرائيليين أن السلاح هو ملاذهم الوحيد”. في الواقع، كم من الوقت يحتاج الرئيس الأميركي للاقتناع بأن الهرب من خيار الدولة الفلسطينية ليس سوى وصفة لقيام مزيد من الحروب لا يمكن أن يستفيد منها غير المتربصين بالسلام، من اليمين الإسرائيلي… إلى “حماس” وإخوتها، مثل الحوثي و”حزب الله” وما بات يسميه المسؤولون الأميركيون “رأس الأفعى” أي النظام القائم في إيران…

 

حسن نصرالله بين وهم القيادة وحقيقة الفشل

شبل الزغبي/28 أيلول/2025

القائد الحقيقي يُقاس بقدرته على حماية شعبه، تأمين مستقبلهم، وتوفير الاستقرار لهم، لا بقدرته على جرّهم إلى معارك عبثية لا مردود منها سوى المزيد من الدمار والمآسي. فالقائد الناجح لا يستخفّ بعدوه ولا يضع جيشه وشعبه في مواجهة مفتوحة غير محسوبة النتائج، بل يسعى إلى تجنّب الحرب ما أمكن، ويكسب المعركة دون أن يخوضها إذا استطاع، لأن الانتصار الأعظم هو الذي يحمي الأرض والناس دون إراقة دماء.

في المقابل، ما الذي فعله حسن نصرالله؟

قاد جماعته إلى حروب لا علاقة للبنان بها، من سوريا إلى اليمن والعراق، وجعل من لبنان منصة لصراعات إقليمية لا تخدم لا سيادة البلد ولا مصالحه، بل فقط مصالح إيران ومشروعها التوسعي. أما الشعب اللبناني، فكان وقوداً لهذه المغامرات، يدفع أثمان العقوبات والعزلة والدمار الاقتصادي والسياسي.

الولاء الأعمى لقوى خارجية جعل من “المقاومة” مجرد أداة بيد غيرها، وأدخل لبنان في عزلة غير مسبوقة. فبدل أن يكون السلاح في خدمة الدولة، أصبح السلاح في خدمة مشروع يعلو على الوطن، وبدل أن يكون القائد حامياً لشعبه، صار حاكماً عليهم باسم شعارات لم تعد تقنع إلا من غاب عنه العقل.

الأدهى من ذلك، أن الخسارة تحوّلت إلى انتصار في قاموس الدعاية، فكلما خسر الحزب رجالاً وأرضاً وسمعة دولية، علت الهتافات بأن “القائد أعلى”. أليس هذا قمة الغباء الجماعي؟ كيف يمكن لشعب أن يهلل لمن يضاعف مآسيه ويقوده من كارثة إلى أخرى؟

القائد الناجح هو الذي يترك لشعبه إرثاً من الاستقرار والازدهار، أما الذي يخلّف وراءه المقابر والفقر والخراب، فهو ليس قائداً بل مغامراً. والتاريخ لا يرحم المغامرين الذين قدّموا مصالح الغرباء على مصلحة وطنهم

 

حزب الله من المجاهرة بالدفاع عن دول الاقليم الى حق استخدام صخرة!

طوني جبران/المركزية/28 أيلول/2025

المركزية - لن تتوقف في وقت قريب ردات الفعل على الفاعليات التي رافقت الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الامينين العامين في "حزب الله" السيدين حسن نصرالله و هاشم صفي الدين، بالنظر الى ما حملته من رسائل في أكثر من اتجاه محلي أبعد مما هي في اتجاه الخارج القريب والبعيد.

فقد تلاقت تقارير سياسية ودبلوماسية عند ارتفاع منسوب القلق ازاء  ما يمكن أن تشهده الساحة اللبنانية في ظل التعقيدات التي تواجه مشاريع حصر السلاح في لبنان والنزاعات التي تفاقمت بين أهل الحكم، بحيث بات رئيس الحكومة نواف سلام في مواجهة غير محسوبة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ،نتيجة ما رافق المواجهة الأخيرة مع "حزب الله" وعدم قدرته على تنفيذ الضمانات التي تعهد بها قبيل التوصل الى تفاهم كان يمكن أن يوفر ما جرى قبالة صخرة الروشة يوم الخميس الماضي.

والى هذه المعضلة، فان أوساط رئيس الحكومة عبرت عن قلقها من المحاولات الجارية لدق إسفين مع قادة المؤسسات العسكرية والأمنية التي لم تضمن تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بالاحتفالية في شكلها المضبوط ومراحلها التي فرضها الترخيص، ولا سيما بما انتهت إليه من تحد لرئيس الحكومة وخشيته من عدم القدرة على تنفيذ القرارات التي اتخذت في اللقاء الوزاري التشاوري، ومحاسبة من أخلّ بالتفاهمات  والخروج على مضمون الترخيص التي نالته جمعية "رسالات" التي دعت الى تنظيم احتفالية صخرة الروشة.

وما زاد في الطين بلة، تقول مصادر سياسية لـ"المركزية"، ان اللوم الكبير الذي وجهه الموفد الأميركي توم براك الى المسؤولين اللبنانيين لم يكن باسمه فقط ولا تعبيرا عن الجو الأميركي تجاه ما يجري في لبنان فحسب. فالدول الخليجية تشاركه الرأي وتتقدم في ملاحظاتها السلبية على مضمونها، الى درجة وصفت بأنها أكثر تشددا ولا سيما أنها قررت التقنين في التوجه بالمزيد من المساعدات الى اللبنانيين غير تلك التي تقدم للجيش والمؤسسات العسكرية والأمنية وقد أقلقهم التدبير الأخير لقطر بتأسيس مكتب إدارة الهبات القطرية بطريقة مباشرة نتيجة فقدان الثقة بالمؤسسات اللبنانية كافة من دون تمييز، سوى ما يحظى به الجيش اللبناني بشكل خاص.

وفي هذه الأجواء التقت المصادر  على التعبير عن قلق كبير تجاه ما ينتظر لبنان في حال استمرت الصراعات الداخلية تجاه ما هو مطروح على مستوى "حصر السلاح" وما يمكن ان تنتهي إليه التعبئة على الساحة الشيعية التي وضعت الثنائي في سلة واحدة في مواجهة جميع اللبنانيين من دون استثناء وهو ما عبرت عنه المشهدية في ذكرى اغتيال السيد حسن نصرالله بحيث تحول رئيس تيار المردة سليمان وفرنجية ونائب الطاشناق آغوب بقرادونيان نجما الاحتفال فيما غاب عنه الرموز من الحلفاء السابقين، على وقع الحملة على رئيس الحكومة على مسمع من ممثله في الاحتفال وزير العمل محمد حيدر دون القدرة على لجمها. وعدا عن هذا الاستحقاق، لا يستبعد  ان تتوسع المواجهة لتشمل ملف التعديلات المقترحة على قانون الانتخاب بشأن السماح للمغتربين بانتخاب الـ 128 نائبا واصرار الثنائي على تعطيل أي مسعى يؤدي الى التعديل المقترح. ويبقى الأهم في ما انتهت إليه القراءة الديبلوماسية والسياسية عينها الى الاعتراف بأن الحزب الذي كان يجاهر بالدفاع عن ايران ومنشآتها النووية وعن النظام في سوريا ويرشد العراقيين واليمنيين والبحرينيين ويوفر المصالحات في ما بينهم بات في موقع للدفاع عن حقه باستخدام صخرة الروشة كما يهدد بالحرب "الكربلائية" للاحتفاظ بسلاح لم يعد قادرا على استخدامه بأي شكل من الأشكال.

 

هل النفخ في الرماد يشعل ناراً؟؟؟

 محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء/28 أيلول/2025

على أمل أن يكون العقل الجمعي السني ما زال يحتفظ ببقية من جمر ذاكرة دُفنت في قبر القيم تحت تلال رماد الهزائم المتراكمة والتمدن الزائف والفساد المستشري. لبنان الكبير المستقل شهد إختيار موقع رئاسة الحكومة ليكون أول ضحايا مؤامرة إعادة البلد إلى حقبة الإحتلال.

نعم في 17 تموز العام 1951، وكانت "الجمهورية اللبنانية" لم تبلغ العاشرة من عمرها بعد، إستهدفت "أول" عملية إغتيال سياسي "أول"رئيس حكومة و"أحد مؤسسي دولة لبنان الكبير" رياض الصلح في محاولة لإعادة البلد إلى حقبة الإحتلال المنتدب تحت عنوان وهمي يزعم أنه دولة "مستقلة حرة سيدة" على أرضها. قبل بضعة أيام، وتحديداً في 25 أيلول الجاري، تمت إعادة البلد إلى نفس العنوان الوهي مع أن ما تم إغتياله بالتحديد هو الحرية والسيادة والإستقلال، إضافة إلى سلطة وصلاحيات موقع رئاسة الحكومة الذي لم تعرض صورته على صخرة الروشة المبتسمة بإستهزاء بإنتظار الإحتفال بنحر من دنسوا حرمتها.

وتوالت الإغتيالات، فكلما سطع نجم سنى إستهدفته يد الغدر، أطفأت بريقه ودفنته مع قيمه في قبر عميق بعدما سارت في جنازته وتقبلت التعازي بإرتحاله وأدانت عملية قتله مع الحرص على ترداد عبارة أنها "ليست من أخلاقنا وتقاليدنا وعاداتنا."

-*- في 26 شباط العام 1975 أطلق قناص مجهول-معلوم النار في صيدا على رئيس البلدية النائب السابق ومؤسس التنظيم الشعبي الناصري معروف سعد الذي فارق الحياة في 6 آذار بمستشفى الجامعة الأميركية ببيروت حيث كان يعالج من إصابته.

-*- في 6 آذار 1980 عثر في تلال عرمون جنوبي بيروت على جثمان ناشر مجلة الحوادث سليم اللوزي الذي كان قد خطف في 24 شباط من العام نفسه على طريق مطار بيروت أثناء عودته من جنازة والدته. وقد أذيب غلاف قبضة يده اليمنى بالأسيد لأنه كان قد كتب مقالاً بعنوان "لماذا يكذب النظام" ينتقد حافظ الأسد، مؤسس الحقبة البائدة في سوريا.

-*- في 26 نيسان العام 1982 إغتال مجهول بالرصاص إمام مسجد عائشة بكار الشيخ أحمد عساف أثناء مغادرته المسجد حيث كان يلقي الخطب التي تندد بمحاولات تقسيم لبنان.

-*-  في 7 تشرين الأول العام 1986 إغتال ملثمان على دراجة نارية بإطلاق النار على سماحة رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الدكتور صبحي الصالح في ساقية الجنزير برأس بيروت. وقد نقل جثمانه إلى مدينة طرابلس بشمال لبنان لدفنه وقرعت له أجراس الكنائس في جميع البلدات المسيحية التي مرت بها جنازته.

-*- في الأول من حزيران  العام 1987 تم إغتيال رئيس الحكومة رشيد كرامي بزرع متفجرة تحت مقعده على متن المروحية التي كانت ستقله من طرابلس إلى بيروت للقاء الزعيمين المسيحيين كميل شمعون وبيار الجميل لبحث إنهاء الحرب الأهلية،. وتردد أن المخابرات الأسدية زرعت العبوه حيث إنتظرته المروحية التي إنفجرت أثناء تحليقها. 

-*- في 2 آب العام 1987 قتل في بيروت الغربية رمياً بالرصاص محمد شقير المستشار المسلم السني الوحيد لرئيس الجمهورية أمين الجميل . وأشارت أصابع الإتهام إلى ضلوع مخابرات الأسد في الجريمة.

-*- في 16 أيار العام 1989 إغتالت عبوة ناسفة زرعتها مخابرات الأسد سماحة المفتي الشيخ الدكتور حسن خالد أثناء مغادرته دار الفتوي في منطقة عائشة بكار ببيروت. كان سماحته، رحمه الله، متزعماً الحركة المناهضة للإحتلال الأسدي الغاشم. تقبل غبطة البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير التعازي بالمفتي خالد في بكركي وقد قدم كثر من السنة وطوائف أخرى التعازي في البطريركية المارونية لأن عناصر المخابرات السورية كانت تحيط بدار الفتوى ومنطقة عائشة بكار في بيروت الغربية.

-*- في 21 أيلول العام 1989 أطلق 3 مسلحين النار على النائب ناظم القادري فقتلوه مع مرافقه وأصابوا 3 مدنيين أثناء مغادرته صالون الحلاقة في شارع فردان ببيروت الغربية. ولم يتوصل التحقيق إلى نتيجة كما هو متبع في جميع عمليات القتل التي كانت تنفذها مخابرات الأسد.

-*- في 14 شباط العام 2005 إغتالت سيارة مفخخة بما لا يقل عن 2 طن من المتفجرات رئيس الحكومة رفيق الحريري في منطقة السان جورج ببيروت. إتهم حزب الله ومخابرات الأسد بالعملية.

-*-وليد عيدو، النائب وأحد مساعدي رفيق الحريري في مشروع سوليدير، إغتيل مع نجله خالد بمتفجرة دمرت سيارتهما في 13 حزيران العام 2007  في بيروت الغربية.

-*- في 25 كانون الثاني العام 2008 إغتيل الرائد وسام عيد رئيس اللجنة الفنية في فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي بتفجير سيارة مفخخه دمرت سيارته في ضاحية الحازمية شرقي العاصمة بيروت. القناعة العامة كانت، ولم تزل، أن الشهيد هو من نجح في رسم خارطة الإتصالات الهاتفية التي إستخدمها قتلة رفيق الحريري وإعتمدتها المحكمة الدولية التي أدانت عناصر من حزب الله بتنفيذ الجريمة.

-*- في 19 تشرين الأول العام 2012 قتلت سيارة مفخخة إنفجرت في منطقة الأشرفية ببيروت العميد وسام الحسن قائد شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي لدوره المميز مع مدير عام قوى الأمن الداخلي أشرف ريفي في إلقاء القبض على ميشال سماحة وإفشال مؤامرة نقل متفجرات من سوريا إلى لبنان بإشراف مدير المخابرات السورية على المملوك.

-*- في 27 كانون الأول العام 2013 إنفجرت سيارة مفخخة في منطقة أسواق بيروت ضمن الواجهة البحرية للعاصمة وقتلت محمد شطح، وزير المال الأسبق وأحد أقرب مستشاري رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الذي أوحى بإتهام سوريا وحزب الله بقتله عندما قال في تصريح صحافي إن الذين قتلوا رفيق الحريري قتلوا محمد شطح.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوه الآن هو: ماذا بعد إذا لم تتحقق أهداف مؤامرة 25 أيلول الجاري؟؟؟

إياكم وإرتكاب إحدى خطيئتين: خطيئة القبول بتسوية أو خطيئة الإستقالة...

زمن زبائن جهنم الذي إغتالوا كل من قال لهم "كلا" قد ولّى.

كل الشهداء الذين سلف ذكرهم يدعون لكم من عليائهم

 

«وان ما خدتو عالروشة بالبيت بيعمل دوشة»!

مشاري الذايدي /الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

الروشة، على كورنيش بيروت المُسمّى باسمها، علامة فريدة من علامات بيروت، جغرافياً وتاريخياً وسياحياً... والآن سياسياً. صخرتان، كبرى وصغرى، قبالة شاطئ بيروت، الكبرى تحتها نفق جميل، وهما ما يُطلق عليه الروشة، وحسب الكاتب عبد الحليم محمود في تتبّع لطيفٍ على منصّة «المناطق اللبنانية»، فإن الاسم مُستمدٌّ من المعنى الفرنسيّ لكلمة صخرة، وهو «لا روش».

ويرى أنّ هذا الجذر هو الأصحّ بين الترجيحات الأخرى التي تتناول منحى آراميّاً للكلمة هو «روش» ويعني «رأس». وتسمّى كذلك «صخرة الحمام»، كونها مأوى مريحاً، ومحطّةً آمنة للطيور، ناهيك عن تسميات أخرى... حسب محمود. ندعُ التاريخ الفرنسي والآراميّ منه، وننظر إلى واقع بيروت اليوم، ومعركة «ذات الروشة» التي أطلقها «حزب الله» اللبناني وأنصاره. أراد «حزب الله» وجمهوره الاحتفال على صخرة الروشة بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال الأمين التاريخي للحزب الأصفر، حسن نصر الله، وقتل قريبه وخليفته المُنتظر، هاشم صفيّ الدين، وصفوة القادة للحزب، وقتل وجرح آلافٍ من أعضاء وجمهور الحزب، على يد إسرائيل، بين قصف بقنابل مهولة، أو هجمات «البيجر» الشهيرة. رفضت الحكومة اللبنانية استغلال صخرة الروشة من طرف الحزب، من خلال عكس صور نصر الله وصفيّ الدين على الصخرة، وتمسّك رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، بقراره «منع استعمال الأماكن الأثرية والسياحية من دون ترخيص مُسبق». يقول أنصار الحزب إنهم جلبوا الموافقات الحكومية المطلوبة، ثم احتفلوا بعكس صور حسن وهاشم، وعلى الكورنيش انطلقت الزمامير، وأشعّة الليزر.

رفضت شريحة واسعة وضع صور حزبية على هذا المعلم القديم في بيروت، ودخل نواب على خط السجال أيضاً، معلنين رفضهم لتحرك «حزب الله». بينما اعتبر «حزب الله» وأنصاره أن صخرة الروشة من حقّهم وهي صخرة مقاومة، وبالغوا في الاحتفال من أجل تحقيق النصر العظيم على الخصوم! هذا التضاؤل في حصد الانتصارات من «النصر الإلهي» الشهير، و«حيفا وما بعد حيفا»، ليكون النصر، رسم صورة بالليزر على حجارة صمّاء، يكشف عن الفقر الشديد في بورصة الانتصارات العسكرية. هذا التضخيم للرمزية المعنوية لصورة صخرة الروشة، يعني أن هناك فائضَ غضب، على طريقة «فائض قوة» لدى الحزب وأنصاره، يبحث عن تصريفه عبر قنوات داخلية، وهنا الخطر الحقيقي. يجب على العقلاء لدى اللبنانيين، من المتعاطفين مع الحزب قبل غيرهم، المسارعة لتبديد فائض الغضب هذا، وتنقية الصدور من هذا البخار السامّ، الذي سيضرُّ أهالي الضاحية والجنوب والبقاع، قبل غيرهم. والذهاب إلى حضن الوطن، ومرفأ الدولة. أمّا الروشة، فدعوها بمعناه اللطيف، تزورها الجميلة البيروتية: «نزلت ع الروشة العصرية تتسلّى»، كما تغنّى فارس كرم، ولا يصير الحال كما قالت أغنية لبنانية شعبية قديمة: «وان ما خدتو عالروشة، بالبيت بيعمل دوشة». كما غنّت، هدى روحانا، منتصف السبعينات!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

هل يشن الحزب ضربة استباقية لإسرائيل؟

بسام أبو زيد/فايسبوك/28 أيلول/2025

الاستنتاجات المستخلصة من التصريحات الصادرة عن مسؤولي الحزب تقول بأنه  قد يفعلها قريبا  وهذه الإستنتاجات بحسب تصريحات مسؤولي الحزب هي:

أولا الحزب تعافى عسكريا واستعاد قدرات الردع والهجوم

ثانيا الحزب يستعد للرد على الهجمات الإسرائيلية ولتحرير المناطق المحتلة واستعادة الأسرى وفرض إعادة الإعمار بالقوة.

ثالثا الحزب نفذ صبره من جهود الحكومة لتحقيق ما يطالب به ولا يمكنه الركون لحكومة رئيسها متهم من بيئة الحزب بالخيانة والعمالة.

رابعا الحزب يريد أن يفاجىء إسرائيل قبل أن تبادر هي إلى المفاجأة.

خامسا الإستفادة من عنصر الدعم والتشجيع الإيراني.

 

مشروع الموازنة يعزز «معاناة» موظفي لبنان ...خطة تحرك في الأيام المقبلة للمطالبة بتصحيح الأجور

الشرق الأوسط/28 أيلول/2025

سقطت كل الآمال التي كان يعقدها موظفو القطاع العام في لبنان حول إمكانية تصحيح أجورهم في مشروع الموازنة الذي أقرته الحكومة الأسبوع الماضي، تمهيداً لإقراره في البرلمان، وما رافقه من إجراءات مالية تزيد الأعباء على مجتمع «مأزوم»؛ إذ ورغم أنّ نصف الموازنة المقدّرة بـ5.65 مليار دولار خُصص للرواتب والأجور، فإن النتيجة رواتب منهكة لا تقي من الفقر ومعاناة مستمرة منذ سنوات وقابلة للتفاقم.

وجوه من المعاناة

محمد، الموظف في الفئة الرابعة في إحدى الإدارات الحكومية، يوضح أنّ راتبه الأساسي لا يزال عند حدود مليونين ومائة ألف ليرة، أي نحو 22 دولاراً، فيما يرتفع المبلغ مع المساعدات ليصل إلى 500 أو 600 دولار شهرياً. يشرح أنّ بدل النقل الشهري لا يتجاوز 5 دولارات عن كل يوم، بينما تصل المساعدة الاجتماعية المشروطة بالدوام الكامل إلى نحو 170 دولاراً، ويُضاف إليها بدل يُعرف بـ«الصفائح» بقيمة 100 دولار. كل هذه البنود، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، لا تكفي لـ«تغطية أساسيات الحياة في ظل الغلاء المستمر». ويشير محمد إلى أنّ «المتقاعدين يواجهون واقعاً أشد قسوة لأنهم لا يستفيدون من المساعدات المرتبطة بعدد أيام العمل، فلا يتعدى دخلهم 300 دولار شهرياً». وعن تجربته الشخصية يروي أنّه وزوجته، وهي أيضاً موظفة في القطاع العام، «اضطرا للعيش متفرّقين بين منزل أهله ومنزل أهلها مع ابنتهما، بعدما أصبح بدل إيجار الشقة السابقة بالدولار يساوي كامل راتب أحدهما تقريباً». عضو الهيئة الإدارية في رابطة موظفي الإدارة العامة إبراهيم نحال أكّد، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ الحكومة «واصلت في الموازنة الأخيرة نهجها القائم على استثناء موظفي القطاع العام»، معتبراً أنّ هذا النهج «ممنهج ويهدف إلى ضرب الإدارة العامة والتأسيس للخصخصة على حساب التعليم الرسمي والجامعة اللبنانية والمستشفيات الحكومية».

نهج المماطلة

وأضاف أنّ ما جرى «يُظهر سياسة إقصاء واضحة لكل مكونات القطاع العام من موظفين ومتعاقدين ومتقاعدين»، لافتاً إلى أنّ الوعود التي قُدّمت للعسكريين المتقاعدين خلال مهلة عشرة أيام ليست جديدة، بل تكرار لنهج المماطلة. ورأى أنّ «الموارد المالية متاحة إذا توفرت الإرادة، سواء عبر مكافحة التهرّب الضريبي أو تحصيل عائدات الأملاك البحرية والنهرية أو تحرير الأموال التقاعدية المجمّدة»، متهماً الحكومة بزيادة رواتب الوزراء والنواب والمستشارين بنسب ضخمة مقابل تجاهل تصحيح أجور الموظفين. وأوضح أنّ الرابطة «ستطرح خلال الأيام العشرة المقبلة خطة تحرك واضحة لفرض تصحيح عادل للرواتب والأجور واستعادة القدرة الشرائية».

ضريبة مقنعة

وإضافة إلى عدم إقرار الزيادة على الرواتب، تضمنت الموازنة بند ضريبة الـ3 في المائة على الاستيراد؛ ما أثار مزيداً من الجدل إلى المشهد. الحكومة قدّمتها كخطوة لمكافحة التهرب الضريبي وملاحقة المؤسسات الوهمية، لكن موظفين وخبراء يرون أنّ الغموض يحيط بطريقة تطبيقها ويخشون انعكاسها سلباً على أصحاب الدخل المحدود. الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان اعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنّ الموازنة «جاءت لتظهر أرقاماً متوازنة شكلاً عبر مساواة النفقات بالإيرادات، بهدف إرضاء المجتمع الدولي وصندوق النقد الذي يركّز على استدامة الدين»، لكنه شدّد على أنّها «لا تحمل رؤية اقتصادية ولا خطة إصلاحية أو استثمارية». وأوضح أنّ ضريبة الـ3 في المائة «ستتحول عملياً إلى ضريبة مقنّعة على المواطن؛ لأن الشركات المستوردة ستحمّلها للمستهلكين، حتى لو استردت جزءاً منها لاحقاً»، مشيراً إلى أنّ الحكومة «تعلن غياب الضرائب الجديدة على المواطن، بينما هذه الضريبة ستنعكس مباشرة على الأسعار وتعمّق التآكل في القدرة الشرائية». كما لفت إلى أنّ الموازنة «تجاهلت تماماً تصحيح الأجور رغم الانهيار الكبير في القدرة الشرائية»، معتبراً أنّ الحل يكمن في «إعادة هيكلة فعلية للقطاع العام تضمن إنصاف الموظف المنتج».

موقف نيابي حاد

من جهتها، شدّدت النائبة غادة أيوب، عضوة لجنة المال والموازنة النيابية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على رفضها ضريبة الـ3 في المائة، ووصفتها بأنها بدعة خطيرة تفرض أعباء إضافية على الملتزمين بدلاً من ملاحقة المتهربين. وأكدت أنّ «الغموض ما زال يلف كيفية إدارة هذه الأموال وآلية استردادها»، لافتة إلى أنّ المجلس النيابي لم يتسلّم بعد النسخة النهائية من مشروع الموازنة بعد التعديلات. ورأت غادة أيوب أنّ «الحلول المطروحة لرواتب موظفي القطاع العام تبقى ترقيعية ومؤقتة، بينما المطلوب معالجة شاملة تعيد الاعتبار إلى الموظف وتضمن بقاءه في الإدارة»، محذرة من أنّ «تأجيل الحلول سنة بعد أخرى ينعكس سلباً على الأداء العام ويدفع الكفاءات إلى مغادرة القطاع». وختمت بالقول إنّ «الحديث عن عجز صفري يتناقض مع فتح اعتمادات إضافية سنوياً خارج أرقام الموازنة، سواء لصناديق المتقاعدين أو الجامعة اللبنانية، ما يثير تساؤلات حول الشفافية والقدرة الفعلية على ضبط العجز».

 

يوحنا العاشر: لتكاتف الكل من أجل الصمود أمام الأخطار المحدقة

المركزية/28 أيلول/2025

بحضورٍ رسمي وكنسي، أقام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر قداس الأحد في كنيسة سيدة الفرح-زحلة. وشاركه في الخدمة المطران أنطونيوس الصوري متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس والمطران نيفن صيقلي متروبوليت شهبا ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة. في كلمته في نهاية القداس، عبّر البطريرك عن سعادته لوجوده في كنيسة سيدة الفرح إلى جانب المطرانين أنطونيوس ونيفن وشدّد على أهمية الرجاء والفرح الذي يستمده الإنسان وسط ما يواجه من تحديات في حياته. كما وعبّر غبطته عن سعادته لوجوده في زحلة محيياً أبناء زحلة والبقاع. وبعد القداس جال البطريرك برفقة المطارنة والوفد المرافق على متحف المطران نيفن صيقلي المشيّد تحت الكنيسة. ثم أولم صيقلي في دارته على شرف البطريرك يوحنا العاشر، بحضور كل من النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، النائب غسان سكاف، الوزير السابق غابي ليون، أمين عام اللقاء الأرثوذكسي النائب السابق مروان أبو فاضل، النائب السابق جوزيف المعلوف، السفير أنطوان شديد، مطراني أبرشية زحلة أنطونيوس الصوري  وبولس سفر، القاضي ايلي معلوف، قائد منطقة البقاع في قوى الأمن الداخلي العميد نديم عبد المسيح، رئيس بلدية طليا أنطوان أبو حيدر، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة منير التيني، السيد نقولا بو فيصل والدكتور خليل صيقلي. وتوجه المطران نيفن الى البطريرك يوحنا العاشر قائلا:" لقد تكرست وبوركت فعلا اليوم كنيسة سيدة الفرح بقدومكم وصلواتكم يا صاحب الغبطة فلكم منا جزيل الشكر والتقدير والاحترام".

وختاما تكلم البطريرك يوحنا العاشر شارحا للحضور شؤون وشجون الطائفة الارثوذكسية في المدى الانطاكي, وفي ظل الأحوال الدقيقة التي يمر بها الشرق الأوسط أضاف: "هذا الظرف يفرض تكاتف الكل من أجل الصمود أمام الأخطار المحدقة بجميع أبناء المنطقة".

 

البطريرك الراعي مجدداً في الجنوب.. والمطران عَودِة يدعو إلى دولةٍ قويّة

المدن/28 أيلول/2025

ترأّس البطريرك المارونيّ الكاردينال بشارة الرّاعي قدّاس الأحد في كنيسة مار جرجس في بلدة القليعة، قضاء مرجعيون، مؤكّدًا أن "بقاء الجنوب قويًّا ومحصّنًا هو الضمانة الحقيقيّة لبقاء لبنان"، ومشدّدًا على أن "انتشار الجيش اللبنانيّ على كامل أرض الجنوب ليس فقط مطلبًا، بل هو حقٌّ سياديٌّ وواجبٌ وطنيٌّ لا يمكن التنازل عنه". وجاءت مواقف الرّاعي في ختام جولته الراعويّة التضامنيّة التي شملت بلدات الجرمق، العيشية، إبل السقي، كوكبا، جديدة مرجعيون، على أن يستكمل لاحقًا زيارته إلى النبطية، الكفور، كفروة، الحجّة، والعدّوسيّة. وقال الرّاعي: "يسعدني أن أكون بينكم اليوم في القليعة الصامدة، وأحيّي الأهالي الذين صمدوا في وجه الاعتداءات والحروب، وتمسّكوا بأرضهم وهويّتهم. الجنوب ليس ساحة صراع، بل أرضٌ خصبةٌ بالعيش المشترك، مليئةٌ بالوطنيّة والكرامة والحرّيّة. هذه الأرض التي عانت من الحروب تستحقّ السلام، وأهلها يستحقّون الأمان والعدالة. نقف اليوم تضامنًا معهم، حاملين صوتهم إلى كلّ من يعنيه أمر الوطن". وأضاف: "نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعيّة الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن، الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسنّة والدروز شهادةً حيّةً للتعايش والكرامة في جنوبيّ لبنان، ويكتبون تاريخًا واحدًا من العيش والصمود".

وتابع: "لا يمكن أن نكون اليوم في القليعة من دون التوقّف عند ما تحمّلته هذه الأرض وأبناؤها من خسائر بشريّةٍ وماديّةٍ فادحة، عائلاتٌ فقدت أعزّاءها، آباءٌ رحلوا، أمّهاتٌ ترمّلن، أطفالٌ يتّموا، بيوتٌ هدّمت، حقولٌ أحرقت، أشجارٌ اقتلعت، مزارع دمّرت. شبابٌ أصيبوا بجراحٍ جسديّةٍ ومعنويّةٍ ما زالت ترافقهم حتى اليوم، وآخرون خسروا جنى عمرهم ومصدر رزقهم، ومع ذلك بقيتم واقفين متمسّكين بأرضكم ومؤسّساتكم ومدارسكم ودور عبادتكم. هذه الأرض ليست للبيع ولا للتنازل. نعم، دفعتم أثمانًا غالية، لكن بدموعكم وصمودكم أكّدتم أن الجنوب حيٌّ وأن لبنان لن يموت".

وأشار الرّاعي إلى أن "لكلمة الإنجيل اليوم، من يصبرْ إلى النهاية يخلصْ، بعدًا وطنيًّا. فالوطن ثمرة صبر أبنائه وصمودهم، والجنوب هو المثال الأبرز. نحن نتأمّل سلامًا قريبًا، سلامًا يترسّخ بانسحاب إسرائيل الكامل والنهائيّ من الجنوب وبسط الدولة سيادتها الشرعيّة على كامل أراضيها. الجيش اللبنانيّ هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا وشعبنا". وشدّد على أن "الجنوب ليس مجرّد منطقةٍ من لبنان بل قلبه النابض، ما يعيشه الجنوب يعيشه كلّ لبنان، معاناة أهله تعكس أزمة وطنٍ بأسره، صمود الجنوبيّين هو صمود لبنان كلّه، وتضحياتهم باسم الأمّة اللبنانيّة كلّها. آن الأوان أن تتحوّل هذه التضحيات إلى ثمارٍ وطنيّةٍ سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ وإنمائيّة، وأن يعطى لأبناء الجنوب ما يحفظ بقاءهم في أرضهم بعيدًا من الهجرة أو بيع الأملاك". وأضاف: "بقاء الجنوب قويًّا ومحصّنًا هو ضمانةٌ لبقاء لبنان، وتعزيز صمود أهله واجبٌ وطنيٌّ وأخلاقيّ، ومسؤوليّتنا جميعًا أن نتكاتف لإعادة بناء لبنان على أسسٍ متينة، سيادةٌ لا مساومة عليها، دولة قانونٍ قويّة، اقتصادٌ منتجٌ يثبّت الناس في أرضهم، وتربيةٌ روحيّةٌ ووطنيّةٌ تخرّج أجيالًا تحبّ لبنان وتخدمه. لذلك يطلب من أبناء الجنوب أن يكونوا أبطال سلامٍ يضحّون من أجله كما ضحّوا خلال الحرب دفاعًا عن كرامتهم وأرضهم". وختم الرّاعي: "نرفع صلاتنا كي يمنح الله لبنان، انطلاقًا من جنوبه المقدّس، سلامًا قريبًا ودائمًا نابعًا من العدالة والسيادة والكرامة. نصلّي أن تشفى جراح الناس والأرض، أن تبنى البيوت من جديد، أن تزهر الحقول وتعود خيراتها. نطلب من الله أن يبارك أبناء هذه الأرض ليعيشوا دائمًا في وئامٍ ووحدة، ويكونوا مثالًا لجميع اللبنانيّين على أن المصير واحد، والرجاء واحد، والوطن واحد". وكان قد وصل البطريرك المارونيّ بشارة الرّاعي صباح اليوم الأحد إلى أبرشيّة صور المارونيّة في زيارةٍ هي الثّانية له إلى جنوب لبنان، حيث ستكون له محطّاتٌ راعويّةٌ عدّة. وقد استهل جولته ببلدة الجرمق ووصل إلى العدوسيّة، ورافقه المطارنة حنّا علوان وإلياس نَصّار وراعي أبرشيّة صور شربل عبد الله. وفي آب الماضي، كان الرّاعي قد زار قرى الشّريط الحدودي في قضاء بنت جبيل، برفقة السّفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا، في جولةٍ حملت رسائل تضامُنٍ ورعويّة مع الأهالي.

المطران عودة: لاحترام الدستور

إلى ذلك، أشار متروبوليت بيروت وتوابِعِها المطران إلياس عودة، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس، إلى أنّ "إنّنا مَدعوّون أن نَثبُت في حبّ وطنِنا وأن نعمل من أجل خلاصه، مُحترِمين دستورَه، وصائنين هيبتَه وسلطتَه ومكانتَه، غير مُتعَدّين على قراراتِه، ولا خارجين على قوانينِه، ولا مُحمِّلينَه وِزر أخطائِنا". وقال: "اللّبنانيّون مَدعوّون للعيش معًا في رعاية دولةٍ قويّةٍ عادلة، ضمن الاحترام المتبادل، وقَبول الآخر، وعدم السّخرية منه أو استفزازه أو كيل الشّتائم له. كما أنّهم مَدعوّون إلى أن يكونوا لبنانيّين قبل أن يكونوا من هذه الطّائفة أو تلك، وأن يبتعدوا عن التّعصّب والتّطرّف والتّبعيّة والتحريض والتشبّث بالرأي". وأضاف عودة: "مَهما قَسَت الظّروف واسودّت الآفاق، إنْ ثَبَتنا على الأمانة لوطننا والرّجاء بالرّب، ووضعنا ثقتَنا به، لا بُدَّ من أن يمدّ يدَه لانتشالِنا من الغرق، أو يدعونا إلى القيام بما يراه مناسبًا لنا، كما فعل مع بطرس والصّيّادين فامتلأت شباكُهم بالصّيد الكثير".

 

لاريجاني في بيروت في ذكرى نصرالله: نشيد بمبادرة قاسم تجاه السعودية

عون عاد: لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة..وسلام للضيف الايراني: لاحترام السيادة

الحزب يشيد بـ"حكمة" الاجهزة والجيش.. وباسيل ينتقد الحكومة العاجزة

المركزية/28 أيلول/2025

بينما وُضعت معالجة تداعيات حادثة الروشة في عهدة الاجهزة الامنية والقضائية بعد الاجتماع الوزاري الموسّع امس في السراي، أرخت ذكرى اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بظلالها على الساحة المحلية. فقد اتجهت الانظار الى الاحتفال الذي يقيمه حزب الله في المناسبة، عند الرابعة والنصف من بعد الظهر في الضاحية الجنوبية، والى الكلمة التي سيلقيها الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وما ستتضمنه من مواقف في شأن علاقة الحزب بالدولة اللبنانية، والتي قرر كسرَ كلمتها بوضوح في الروشة الخميس، علما انه ايضا يتحداها في رفضه تنفيذ قرارات الحكومة الصادرة في 5 و7 آب بشأن حصر السلاح. كل ذلك، في وقت وصل الى بيروت اليوم للمشاركة في ذكرى نصرالله وخلفه السيد هاشم صفي الدين، أمينُ المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني، حيث أشاد - ساعات قبيل دخول العقوبات الأممية على بلاده حيز التنفيذ مجددا مساء اليوم -  بمبادرة قاسم تجاه السعودية، مؤكدا ان الحزب لا يحتاج الى مساعدة من احد.

اشادة بمبادرة قاسم: قبيل الذكرى التي سيشارك فيها رئيسُ الحكومة نواف سلام ممثلا بوزير العمل محمد حيدر، حط لاريجاني في بيروت وجال على عين التينة والسراي. وقال بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ردا على سؤال: أشيد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم وادعمها، السعودية دولة شقيقة لنا وهناك مشاورات بيننا وبينها ومثلما قلت اليوم هو يوم التعاون، إذ نحن بمواجهة عدو واحد لذلك فإن موقف قاسم موقف صائب تماماً، أعتقد أن هذه الخطوة هي خطوة في الإتجاه الصحيح لدعم واراحة الشعب اللبناني، حزب الله حركة أصيلة في لبنان والعالم الإسلامي وما يهمه هو رفاهية الشعب اللبناني، وهو يمثل سداً منيعاً أمام الكيان الإسرائيلي، ويضحي بنفسه من أجل راحة الناس، لذلك فإن أي تطور سياسي يأتي في سياق دعم الشعب اللبناني ورفاهيته وتقدمه فنحن نرحب به.   ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه ايران في تقريب وجهات النظر بين السعودية و"حزب الله" وعما قاله الموفد الاميركي توم باراك عن تدفق الأموال للحزب، أجاب لاريجاني "أعتقد أن هذا الموقف صدر عن السيد توم باراك بسبب الغضب ربما ولا تنسوا أنه غضب في لبنان مرة سابقاً، لكن في ما يتعلق بالتقارب بين حزب الله والسعودية إننا نعتبر ان كان هناك تعاونا وتقاربا بين الجانبين فهذا موقف صحيح، وذلك بسبب وجود عدو مشترك، فضلاً عن ذلك فإن السعودية دولة مسلمة وحزب الله هو حركة اسلامية اصيلة، ولذلك يجب أن لا تكون هناك خلافات بين الجانبين تصل الى مرحلة فجوة أو الشرخ بين الطرفين". احترام متبادل: بعدها توجه لاريجاني الى السراي حيث التقى والوفد المرافق، الرئيسَ سلام. وقد جرى استعراض آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شدّد سلام على أنّ استقامة العلاقات اللبنانية – الإيرانية ينبغي أن تقوم على أسس الاحترام المتبادل لسيادة كل من الطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

سقف الدولة: في الاثناء، بقيت تطورات الروشة تتفاعل سياسيا، وحضرت وإن في صورة غير مباشرة، في المواقف الرئاسية، من ذكرى اغتيال نصرالله وصفي الدين. فقد دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي عاد اليوم الى بيروت آتيا من نيويورك، إلى ان تكون الذكرى، مناسبة للتأكيد على  أن "حماية التضحيات التي يقدمها أبناء هذا الوطن، على اختلاف انتماءاتهم والوفاء لها ، لا تكون إلا بوحدة الموقف، والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة، القوية، العادلة. ذلك إن الأخطار التي تتهدد لبنان اليوم، من أمنية وسياسية واقتصادية، لا يمكن التصدي لها إلا من خلال التكاتف الوطني، والابتعاد عن الانقسام، والتأكيد أن لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة اللبنانية، التي وحدها تمتلك الشرعية، ووحدها تضمن الأمان لجميع اللبنانيين، من دون تمييز أو تفرقة". وأعرب الرئيس عون عن أمله في "أن تكون هذه الذكرى الأليمة محطة للتلاقي، ولترسيخ الإيمان بأن لا خلاص للبنان إلا بدولة واحدة، وجيش واحد، ومؤسسات دستورية تحمي السيادة وتصون الكرامة. حمى الله وطننا من كل شر".

حماية السلم الاهلي: من جانبه، قال الرئيس بري في كلمة وجدانية، متوجها لنصرالله والشهداء: لا نهايات أنتم البدايات، معنا ستبقون حتى آخر النهايات من اجل حفظ لبنان ودرء الفتن عنه وصون كرامة الإنسان فيه وحماية السلم الأهلي هو أفضل وجوه الحرب مع الشر المطلق إسرائيل.

حكمة الجيش:  أما حزب الله فيواصل محاولاته دق اسفين بين السلطة السياسية والجيش. اليوم، أشار عضو الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين إلى أنّ "بيروت كانت وستبقى وفية لشعبها وعروبتها. وخاطب بعض السياسيين الجدد، قائلاً إنّ "محاولاتهم إثارة البلبلة بين الجيش والقوى الأمنية من جهة والناس من ‏جهة أخرى، ليست سوى نتيجة أحقاد ورهانات فاشلة على مشاريع أميركية خاسرة". وأضاف "كفى تزلفاً وتسولاً إقليمياً ‏ودولياً، وكفى رهانات على خيارات لن تجلب إلا الفشل والخسارة".‏ وشدّد على دور الجيش الوطني اللبناني والأجهزة الأمنية كافة التي تعاطت مع ما حصل ‏بالأمس بحكمة وشجاعة وحرص على الاستقرار والسلم الأهلي، كما لفت إلى دور الأجهزة الأمنية كافة التي ساعدت ‏وساهمت في نجاح المناسبة وخروجها بأبهى صورة.

كسر هيبة الدولة: في المقابل، رأى النائب إبراهيم منيمنة أن "ما قام به حزب الله محاولة لكسر هيبة الدولة وفرض أمر واقع جديد وكأن هناك هيمنة على بيروت بغض النظر عن أي مرجعية قانونية". وقال "ستكون هناك خطوات للتعامل مع الموضوع ونتركه عند الرئيس سلام فهو يستكمل مشاوراته". ورأى في حديث اذاعي ان "ما حصل في الروشة الخميس يقول من خلاله حزب الله انه فوق الدولة. وبعد الاحتفال تكشفت الأمور وكان هناك شبه غياب كامل للدولة اذ كان منظمون من حزب الله يقررون من يدخل ومن يخرج وبالتالي إدارة المنطقة كانت بشكل شبه كامل تحت سيطرة الحزب". وقال "لم نأخذ جوابا شافياً من المعنيين حول دور الأجهزة على الأرض ولكن هناك نوع من الاستسلام بالقيام بهذه المهمة وكان الاجدى ان تضع الأجهزة الأمنية الرئيس سلام بواقع ما كان يحصل. الرئيس سلام مصر على متابعة الملف والمعروف عن رئيس الحكومة انه ثابت وصلب وسيكون بمتابعة جدية لفهم الثغرات ومحاسبة المسؤولين" . سلطة عاجزة: من جانبه، صوّب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على الحكومة قائلا " نحن أمام سلطة عاجزة في ملف السيادة وأكبر برهان ما حصل في الروشة، فكان بالحري بكم إما أن تقبلوا بأن هذه الصخرة لكل اللبنانيين ولهم الحق أن يعكسوا أي صورة يريدونها عليها ويضعون صور كل شهداء لبنان أو أن تكونوا عند كلمتكم. وأضاف: وضعتم أنفسكم في موقف حرج وتريدون أن ترموا فشلكم على الجيش بوضعه بمواجهة شعبه، عالجوا المشكلة ولا ترموا فشلكم على الجيش. طالبنا بورقة حكومية لبنانية لكنهم خضعوا لورقة خارجية واتخذوا قرارا غير قادرين على تنفيذه".

جلسة تشريع: وعشية جلسة تشريعية الاثنين المقبل، سيغيب عنها قانون الانتخاب وتعديلاته المطروحة من قبل 61 نائبا، قال باسيل  "ان المنتشرين حصلوا على حقّهم بالانتخاب في عهد الرئيس العماد عون، داعياً إلى عدم انتزاع حقّهم بنواب الانتشار. للـ128: في المقابل، أسف عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله "لعدم ادراج قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة التشريعية غدا"، ورأى أن "المسألة العالقة هي انتخاب المغتربين والمطلوب اليوم هو الخروج من منطق التحدي والتروي في مقاربة هذه المسألة".  ووصف في حديث اذاعي، قانون انتخاب المنتشرين الحالي "بالمتخلّف والمذهبي"، مؤكدا موقف الحزب الاشتراكي الداعي الى اقتراع المغتربين للنواب المئة والثمانية والعشرين. ولفت إلى أنّ "المهم اليوم هو عدم الذهاب الى التأجيل، واذا لم نعدّل المادة ولم تصدر المراسيم لتطبيق القانون الحالي فسنكون حكما أمام احتمال التأجيل".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 28 أيلول /2025

البابا لاون الرابع عشر

أود أن أوجّه تمنياتي الحارة بالخدمة الجيدة لأساتذة التعليم المسيحي في جميع أنحاء الكنيسة المنتشرة في العالم. شكراً لكم على خدمتكم للكنيسة!

 

البابا لاون الرابع عشر

أنا قريب من السكان المتضررين من إعصار شديد القوة ضرب عدة مناطق آسيوية، ولاسيما الأشدَّ فقراً، وأصلي من أجل الضحايا والمفقودين والعديد من العائلات التي نزحت والكثير من الأشخاص الذين عانوا من المشقات، وكذلك من أجل المُسعفين والسلطات المدنية. وأدعو الجميع إلى الثقة بالله والتضامن.

 

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1972256762024907010

كفى استخدام اسم الله زورًا في مسمياتكم الكاذبة

ما علاقة حزب الله بالله؟

ما علاقة كتائب حزب الله بالله؟

ما علاقة أنصار الله بالله؟

علاقتهم بالله كعلاقة سرايا القدس بالقدس وعلاقة حماس بالمقاومة ..

هؤلاء تجار دم ولا حدا فيهم يعرف الله

 

فيخاي ادرعي

الصورة الأخيرة التي نشرها إعلام حزب الله لسيد إرهابيي الأمة في اجتماع وخلفه خريطة إسرائيل التي بقيت وستبقى عصية عليه وعلى أمثاله ومخططاتهم

 

يوسف سلامة

إذا استمرّ الحزب بلسان أمينه العام وقادة محاوره يتطاول على حقوق المجتمع والدولة، فإنه يُعرّض وحدة لبنان للخطر، معه، أخشى أن يضطر لبنان أن يدفع بعض أرضه جائزة ترضية لينقذ كيانه.

للأسف، تجربة لبنان الكبير قيد الدرس والامتحان صعب،  الحزب وأنصاره لم يستوعبوا الدرس بعد.

 

نديم قطيش

شو صار على صخرة الروشة؟ وشو جايي بعدو؟

https://x.com/i/status/1972302422287811040

 

محمد الأمين

إلى حماس: إذا كنتم حريصين على سلامة الأسرى،أليس الأولى بكم أن تكونوا حريصين على سلامة شعبكم أولاً

 

الجنرال يعرب صخر

https://x.com/i/status/1972249370872701190

ما بين ٧١ نائب و ٩٩، حيكت كل الحكاية في ساعتين:

تصبح رئيسا" وتقول كل ما تريد ولا تفعل غير ما نريد، ونحن نقول ونفعل كل ما نريد... Ok // Deal.

لكنهم فوجئوا برئيس حكومة، ينزع عليهم صفو كل ما حاكوه وعقدوه.

 

ريمون شاكر

خامنئي: "السلاح لا يزال يصل إلى "حزب الله"

لاريجاني: "الحزب" لا يحتاج للسلاح"

نعيم_قاسم: "لن نسلّم السلاح"...

(هيك بدّو الوليّ الفقيه). وقال شو؟ عيش مشترك ووحدة وطنية ولبنان واحد.!!!

 

د. أحمد ياسين

مسرحية تسليم السلاح! كلام خطير جداً..

https://x.com/i/status/1972310859964715114

بحسب الصحفي محمد علوش المقرب من الحزب الإيراني، الدولة اللبنانية عرضت على الحزب القيام بمسرحية تسليم السلاح فقط أمام الإعلام المحلي والدولي بهدف تقطيع الوقت، تماماً كمسرحية سلاح المخيمات! هل هذا صحيح يا رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وقيادة الجيش؟ إذا كان غير صحيح لماذا لا يتم استدعاء هذا الصحفي والتحقيق معه؟

دولة المسرحيات

 

نوفل ضو

‏هل يعرف نعيم قاسم الذي ادعى انه يريد الغاء الطائفية السياسية، ان اول شرط لهذا الالغاء هو منع الاحزاب الدينية والمعممين من العمل السياسي، ومنع الشعارات الدينية في السياسة من "الحروب الكربلائية" الى "الجهاد الحسيني"، ومنع التماثل بالثورة الخمينية والتبعية التنظيمية للولي الفقيه؟

 

مارك ضو

الرئيس برّي يخشى كسر احتكار حركة أمل وحزب الله للتمثيل النيابي الشيعي كاملًا، ولذلك لا يريد تصويت المغتربين، ولا الميغاسنتر، ولا يريد تسريع عملية حصر السلاح. وكل ذلك يندرج ضمن مسار تعطيلٍ مستمر. برّي وحزب الله يعطّلان مسار قيام الدولة لحماية احتكارهما للتمثيل الشيعي.

 

 نوفل ضو

هل يعرف نعيم قاسم الذي ادعى انه يريد الغاء الطائفية السياسية، ان اول شرط لهذا الالغاء هو منع الاحزاب الدينية والمعممين من العمل السياسي، ومنع الشعارات الدينية في السياسة من "الحروب الكربلائية" الى "الجهاد الحسيني"، ومنع التماثل بالثورة الخمينية والتبعية التنظيمية للولي الفقيه؟

 

فارس سعيد

أمام التحولات الهائلة التي تتحكم بالمنطقة انتظروا انتخابات 2026 بمعايير لا يتصورها مواطن و لا سياسي و لا خبراء الشاشة!

تغيّرت الجغرافيا السياسية في المنطقة

ستتغيّر الجغرافيا السياسيّة في لبنان

 

 محمد بركات

https://x.com/i/status/1971990846963953828

إعلام #حزب_الله لا يمكن أن يعلّق على هذا المقطع، حيث يؤكّد الوزير علي حسن خليل التنسيق الكامل والمستمرّ بين المبعوث #السعودي، #الأمير_يزيد #بن_فرحان، والرئيس نبيه #برّي...

 

هادي مشموشي

ما لحقنا نرتاح من عبدالناصر حتى خرج علينا باتفتاق القاهرة والفلسطيني.

ما لحقنا نرتاح من الفلسطيني حتى دخل علينا السوري.

قبل ما ناخذ نفس مع خروج السوري دخل الايراني عبر ميليشيا حزب الله.

 على مين الدور؟!!....

 

 زينا منصور

لا عجب أحزاب مسيحية لبنانية تتضامن مع قائد النصرة السابق الجولاني المصنف إرهابي إلتزاماً بأجندة خارجية ممولة، وهذا ما كانوا يعيبوه على حزب ا ل ه الملتزم بدوره بأجندة إقليمية ممولة.

لبنان بلد منزوع السيادة:

سيادة الهوية المؤسسات السياسيين وسيادة الأحزاب،

لأن سيادة التمويل تتقدم.

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 28-29 أيلول /2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 أيلول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147715/

ليوم 28 أيلول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 28/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147722/

For September 28/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight