المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 22 أيلول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.september22.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين»

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو وعربي وانكليزي/نعيم قاسم يعيش حالة إنكار مرّضية ووجوده الدائم في حفرة اصاب عقله بالعفن وابعده عن الواقع

الياس بجاني/نعيم قاسم حالته حالي

الياس بجاني/كل وسائل الإعلام العربية رجعت بغباء وشعبوبة وتعصب اعمى ونفاق إلى زمن أحمد سعيد والصحاف

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بن فرحان التقى بعون بينما دعا نعيم قاسم إلى الحوار مع الرياض

مقتل خمسة أشخاص في غارة بطائرة مسيرة إسرائيلية في جنوب لبنان

أدرعي: حزب الله يحاول إعادة بناء خط القرى على طول الحدود تحت ذريعة إصلاح منازل مدنية

اجتماع "بلا قرارات" للميكانزيم.. والجيش اللبناني "مستاء"

زيارة بن فرحان واجتماع الميكانيزم: دعم سياسي وتشدد ميداني

بن فرحان وأورتاغوس في بيروت: تزامن أم أبعد؟

تحقيق إسرائيلي: عملاء الموساد تسلّلوا إلى معقل نصر الله في الضاحية وزرعوا أجهزة خاصة خلال الحرب

الحدث في نيويورك و"معركة المغتربين" مستمرة

لبنان: اجتماع لـ«اللجنة الخماسية» على وقع «مجزرة» إسرائيلية

تل أبيب تقول إن «سهام الشمال» قتلت أكثر من 5 آلاف قائد وعنصر في «حزب الله»

بعد عام على اغتيال نصر الله... تقرير إسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة عن العملية عبر أسلحة متطورة «من عالم الخيال العلمي»

إيران تدفع للتسوية.. و«الحزب» يرسّخ معادلة السلاح في الجنوب وسط قلق الأهالي

وزير يمني: دعوة حزب الله للسعودية إعتراف بفشل مشروعه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وزير يمني: دعوة حزب الله للسعودية إعتراف بفشل مشروعه

السعودية تشدد على رسالة السلم والعدل التي تحملها لـ«عمومية» الأمم المتحدة

تحذير سعودي لإسرائيل: ضم الضفة يعني وقف التطبيع

توغل إسرائيلي باتجاه غرب مدينة غزة... والقصف يخلّف عشرات القتلى/الأونروا: 1.9 مليون نازح داخل القطاع

ترحيب في غزة بخطوة بريطانيا وكندا وأستراليا... و«مرارة» بإسرائيل

اعترافات تاريخية بفلسطين عشية «مؤتمر الدولتين» ...بريطانيا وكندا وأستراليا تنضم للداعمين الدوليين... ونتنياهو يعتبر الخطوة «تهديداً وجودياً»

الشرع: أرغب بلقاء ترامب مجدداً.. وطردنا إيران وحزب الله

رسالة من أسعد الشيباني إلى توم براك

اتفاق وشيك بين إسرائيل وسوريا.. ونتنياهو يجمع وزراءه

سوريا تجري الانتخابات البرلمانية في 5 أكتوبر

الرئيس السوري: أود لقاء ترمب مجددا... ويجب استعادة العلاقات بين البلدين

إردوغان سيلتقي الشرع في نيويورك ويؤكد أن تركيا ستسخر إمكاناتها لدعم دمشق ...تدريب عناصر من الجيش السوري بموجب مذكرة التعاون الدفاعي

السويداء: حل إنهاء الصراع مرهون بالقبول الإسرائيلي

 عملاء وعلامة فارقة.. تفاصيل عملية سرية نفذها الموساد بإيران

طهران تدين قرار الإكوادور تصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية ...«الخارجية» الإيرانية حذرت من تبعاته على العلاقات الثنائية

أزمة العقوبات تثير دعوات في طهران لاجتماع بزشكيان وترمب ...«الأمن القومي» الإيراني هدد بتعليق التعاون مع «الوكالة الذرية»

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يناقشان التطورات إقليمياً ودولياً

 اللجنة العليا: انتخابات مجلس الشعب في 5 تشرين الأول

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله إذ ينتحر عند صخرة الرّوشة/نديم قطيش/أساس ميديا

عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود لـ "نداء الوطن": الأشهر الأربعة المقبلة حاسمة/أمل شموني/نداء الوطن

بانتظار حكمت هجري الموارنة/هشام بو ناصيف/نداء الوطن

من بيروت إلى نيويورك: "عاصفة حزم" لاستعادة الدولة/ألان سركيس/نداء الوطن

حزب الله" من إحدى أذرع إيران إلى أحد ألسنتها/جان الفغالي/نداء الوطن

هل نكون أمام تمديد جديد لنفوذ محتكري السوق تحت مسميات مختلفة؟...وزارة المالية من الطابع الورقي وإلى الطابع الورقي تعود/لوسي بارسخيان/نداء الوطن

ملاحظات أساسية حول مؤتمر "نيويورك 2"/ماجد عزام/المدن

أفول السلاح… امتحان الدولة بدأ/مروان حرب/المدن

لبنان يعمل على تحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين بالتوازي مع عملية تسليم سلاح المخيمات/بولا أسطيح/الشرق الأوسط»

النظام الإيراني والنصر الوهمي/كاميار بهرنك (كاتب وصحفي إيراني) جنوبية

بكركي ونـداء 2000 وبكركي اليـوم/ د. بسام ضو/مارونايت نيوز

"تململ" من الهجري في السويداء.. حالة سياسية جديدة قيد التشكل/جاد فياض/المدن

جوزاف عون بين الدوحة ونيويورك: ثوابت رئاسية لمرحلة جديدة/ندى أندراوس/المدن

سيناريو مفصّل لمستقبل الودائع والدين العام/علي نور الدين/المدن

لبنان يطالب بـ"مالك أسرار النيترات": هل سيُحل لغز المرفأ؟/فرح منصور/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

إتيان صقر: رفضنا مشروع محو لبنان … والطائفية سلاح الأذكياء للسيطرة على الأغبياء .. يكشف علاقته بالمعارضة السورية … العداء ما بين لبنان واسرائيل مصطنع!

رابط فيديو ونص مقابلة من "صوت لبنان" مع الصحافي علي الأمين

عون والسيدة الأولى يستهلان زيارتهما إلى نيويورك بالمشاركة بقداس الاحد

يونيفيل» تستأنف إزالة الألغام في جنوب لبنان بعد عامين على التوقف نتيجة الحرب الإسرائيلية

استنكار رسمي لمجزرة بنت جبيل والرئيس عون: لا سلام فوق دماء أطفالنا

القصة الكاملة لإعفاء رنا الساحلي من مهامها في "حزب الله"

إقالة رنا الساحلي من منصبها في “الحزب”... والأخيرة ترد

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 21 أيلول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين»

إنجيل القدّيس مرقس08/من31حتى38/”بَدَأَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ التَّلامِيذَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، ويَرْذُلَهُ الشُّيُوخُ والأَحْبَارُ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وبَعْدَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ يَقُوم. وكانَ يَقُولُ هذَا الكلامَ عَلانِيَة. فأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. فأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ، وٱلتَفَتَ إِلى تلامِيذِهِ، وٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ وقَالَ لَهُ: «إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان! لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر!». ثُمَّ دعَا الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين».”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو وعربي وانكليزي/نعيم قاسم يعيش حالة إنكار مرّضية ووجوده الدائم في حفرة اصاب عقله بالعفن وابعده عن الواقع

الياس بجاني/20 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147431/

لم تعد خطابات الشيخ نعيم قاسم تستحق الغوص في تفاصيلها فهي مكررة، ببغائية، وتسترجع زمن نفاق ودجل «مقاومة» إرهابية إجرامية إيرانية انقضى ولن يعود. حزب الله تعرّى من هرطقاته وعنترياته بعدما هزمته إسرائيل شرَّ هزيمة وقضت على قادته؛ وهي الآن يوميًا تُصطاد أفراد من تنظيمه الإرهابي في مناطق لبنانية متعددة دون أن يكون في مقدوره أن يرد ولو برصاصة. تحوّل الحزب الإجرامي إلى تنظيم صوتي على مستوى العسكر والسياسيين والأبواق الإعلامية: تهديداتٌ فارغة، عنتريةٌ سخيفة، وتخوينٌ للسواد الأعظم من اللبنانيين الذين يرفضونه ويطالبون بالتخلّص من وضعه العسكري والسياسي والإجرامي تطبيقًا للقرارات الدولية واتفاقية وقف إطلاق النار التي مثلت استسلامًا هو وراعيته إيران وقعا عليه.

نعيم قاسم، الذي يسكن تحت الأرض في حفرةٍ لا يصلها الضوء ولا الشمس — خائفًا من إسرائيل — بات منسلخًا عن الواقع المعاش، ويبدو أن العفن ضرب عقله، وربما أن نوع المخدرات (حشيشة، كبتاغون) الذي يتناوله مغشوش ويسبب له نوبات هلوسة وأحلام يقظة؛ تمامًا كما ظهر يوم أمس في خطابه بمناسبة «الذكرى السنوية لمقتل إبراهيم عقيل».

الرجل في حالة إنكار تامّة؛ يتعامى عن كل التطورات والهزائم والكوارث التي سببها حزب الله للبنان ولبيئته الشيعية. كما أن حالة الإنكار هي عامة وتشمل كل النواب والمسؤولين والإعلاميين والمناصرين للحزب … حالة إنكار مرضية مصحوبة بالغضب، غير قادرين على الانتقال إلى أي مرحلة من مراحل التعامل مع الألم: (إنكار، مساومة، غضب، اكتئاب، قبول). قاسم وإيران وقيادات حزب الله مكبلون وسجناء في مرحلة الإنكار مع الغضب… وكل مقارباتهم هي في هذا الإطار المرضي.

أما دعوته للسعودية بـ«فتح صفحة» جديدة مع حزب الله والتحاور معها على تجميد الخلافات فمهزلة عقلية: السعودية دولةٌ وليست عصابةً لتتفاوض مع منظمة مُدرجة على قوائم الإرهاب، كما انه لا يمكنها التهاون مع تنظيم إرهابي إيراني وجهادي وإجرامي كان ولا يزال وراء دعم الحوثيين واعتداءاتهم علىيها وعلى دول الخليج والملاحة الدولية.

نصيحة أخيرة لمن بقي حياً من المسؤولين في حزب الله الإرهابي ولرعاتهم الملالي في إيران: اخرجوا الشيخ نعيم قاسم من «الجورة» وحطّوه في مستشفى أمراض عقلية — كلمته يوم أمس 19 أيلول/2025 كانت تعتير وبهدلي ورزم من الإنكار، الهلوسات، وأحلام اليقظة والأوهام ووفعلاً مهزلة مسخرة، علماً انه كشخص تقيّل الدم ومقزز.

الياس بجاني/فيديو/نعيم قاسم يعيش حالة إنكار مرّضية ووجوده الدائم في حفرة اصاب عقله بالعفن وابعده عن الواقع

https://www.youtube.com/watch?v=zH3I4a6yFUY&t=174s

20 أيلول/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

نعيم قاسم حالته حالي

الياس بجاني/19 أيلول/2025

شيلوا نعيم قاسم من الجورة وحطوه بمستشفي أمراض عقلية. كلمته اليوم انكار وهلوسات وأوهام ومسخرة وانسلاخ عن الواقع. تقيل الدم ومقزز

 

كل وسائل الإعلام العربية رجعت بغباء وشعبوبة وتعصب اعمى ونفاق إلى زمن أحمد سعيد والصحاف

الياس بجاني/17 أيلول/2025

كل وسائل الإعلام العربية وخصوصاً الخليجية ودون استثناء اصبحت تنافس محطة الجزيرة الإخونجية بسطحيتها وتعصبها وعقد العداء. رجعت حليمة لعادتها القديمة وها تستنسخ زمن أحمد سعيد والصحاف وبضهرون ابو عبيدة

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بن فرحان التقى بعون بينما دعا نعيم قاسم إلى الحوار مع الرياض

بسام أبو زيد/بيروت الآن/21 سبتمبر 2025 (ترجمة من الإنكليزية)

تزامنت زيارة المبعوث السعودي يزيد بن فرحان إلى بيروت مع دعوة الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إلى الحوار مع السعودية. وأوضحت مصادر سياسية أن هذا التزامن كان محض صدفة. ولم يبدِ المبعوث السعودي أي رد فعل، ما يشير إلى أن الرياض اكتفت بالمعرفة فقط. ووفقًا لنفس المصادر، أكد لقاء بن فرحان مع الرئيس عون دعم السعودية للدولة اللبنانية كالسلطة الشرعية الوحيدة في اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية. وأكدت المصادر أن جميع الأطراف اللبنانية يجب أن تخضع لسلطة الدولة وتلتزم بالدستور، وتفاهم الطائف، والقوانين اللبنانية، وقرارات الأمم المتحدة. وفي هذا السياق، يعني "اختيار الدولة" سيطرتها الكاملة على السلاح وإنهاء أي نشاط مسلح داخل وخارج الأراضي اللبنانية. وأوضحت المصادر أن السعودية لم تكن قط عدائية لأي طرف لبناني، بينما وضع حزب الله نفسه في مواجهة المملكة، مما يُلحق الضرر بمصالحها وأمنها واستقرارها. وأشارت المصادر إلى تورط الحزب في النزاعات الإقليمية في اليمن والبحرين والكويت وسوريا، إضافة إلى محاولاته السيطرة على لبنان. بل إن تقارير أشارت إلى محاولات حزب الله التدخل في شؤون السعودية، إلى جانب لغة خطاب عدائية تجاه قيادتها. ومن هذا المنطلق، تسعى السعودية إلى تحقيق الاستقرار في لبنان والمنطقة، وهو ما يتطلب دولة قوية ذات سلطة كاملة على السلاح وقرارات الحرب والسلم، وهو ما لم يتقبله حزب الله حتى الآن. وحذرت المصادر من أن الحزب قد يستخدم مقترح الحوار للحصول على تنازلات سياسية مقابل ملف السلاح، مما يُضعف اتفاق الطائف، وهو أمر لن تسمح به الرياض. إقليميًا، أشارت المصادر إلى أن سياسات إيران، التي يتبناها حزب الله، عرقلت فرص التسوية والسلام، وتركت الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين وحتى الإيرانيين في حالة دمار. ولإحداث تغيير، يجب على إيران تبني نهج جديد، والاعتراف بأهمية الهدوء والاستقرار كشرط أساسي لحل الأزمات الإقليمية. تكمن في صميم هذه الأزمات القضية الفلسطينية، والتي لا يمكن حلها، في رأيهم، إلا من خلال تسوية دبلوماسية تؤدي إلى إقامة دولتين، وذلك بعد أن ساهمت السياسات الإيرانية في دمار قطاع غزة وتركت الفلسطينيين والمنطقة بأكملها في حالة من عدم الاستقرار.

 

مقتل خمسة أشخاص في غارة بطائرة مسيرة إسرائيلية في جنوب لبنان

بيروت، 21 سبتمبر 2025 (ترجمة من الإنكليزية)

قتل خمسة أشخاص وأُصيب اثنان آخرون، يوم الأحد، في غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية في بلدة بنت جبيل، في أحدث حلقات التصعيد العسكري في جنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة. استهدفت الغارة دراجة نارية، وأصابت سيارة كانت تمر بالقرب منها، ما أسفر عن مقتل وإصابة ركابها، وهم أفراد أسرة مكونة من ستة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال. ووفقًا لقناة "الحدث" السعودية، كان هدف الغارة أحد عناصر حزب الله من عائلة مروة. جاءت هذه الغارة في ظل تصاعد التوتر على الحدود، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من اليوم، قذائف إضاءة بين بلدة بنت جبيل والبلدة المجاورة عيترون. وفي حادثة منفصلة، ​​ألقى دورية إسرائيلية قنبلة في ساحة بلدة كفر كلا. وقام فوج الهندسة في الجيش اللبناني بتفجير طائرة مسيرة إسرائيلية تحطمت عند مدخل بلدة عيتا الشعب.  ويأتي هذا التصعيد بعد اقتحام إسرائيلي لبلدة رميا مساء السبت، حيث دخلت قوات إسرائيلية إلى البلدة، وأقدمت على تفجير منزل، ثم انسحبت فجر يوم الأحد.

 

أدرعي: حزب الله يحاول إعادة بناء خط القرى على طول الحدود تحت ذريعة إصلاح منازل مدنية

صوت لبنان//21 أيلول/2025

كتب المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة “إكس”: “منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار، يواصل الجيش الإسرائيلي جهوده لضمان ألا يتمكن حزب الله من العودة لتهديد مواطني الشمال واعادة ترسانته”. وأضاف: “حزب الله يحاول إعادة بناء خط القرى على طول الحدود تحت ذريعة إصلاح منازل مدنية محاولًا إعادة إنشاء مقرات ومخابئ وبنى تحتية تم تدميرها سابقًا. الجيش الإسرائيلي لا ولن يسمح بذلك”.

 

اجتماع "بلا قرارات" للميكانزيم.. والجيش اللبناني "مستاء"

جاسنت عنتر/المدن/21 أيلول/2025

كان الاجتماع "مقبولاً". بهذه العبارة وصف مصدر عسكري مطّلع لـ"المدن" أجواء لقاء لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار(الميكانزيم)، الذي عُقد اليوم في رأس الناقورة، معززاً بحصانة أميركية، للمرة الثانية على التوالي، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. وكلمة "مقبول" تعني أنّه لم يكن إيجابياً، وهذا ما يعبر عن عدم ارتياح الجانب اللبناني لما خلص إليه اجتماع الميكانزيم، خصوصاً أن ما سبق لقاء الأحد قد يفسّر أجواءه. غارات إسرائيلية، إنذارات وتصعيد يعبّر عن عدم هضم إسرائيل للرغبة الأميركية بإعادة تفعيل دور الميكانزيم.

اجتماع مطوّل.. و"مقبول"

فبعد أسبوعين على اللقاء الأخير، عقد الاجتماع الخماسي الأمني واستمرّ لقرابة الساعتين من الوقت. لم تتخلّله جولات ميدانية أو طلعات استطلاعية، في حين عرض الجيش اللبناني أمام اللجنة  للتقدّم الذي حققه في الأسبوعين الماضيين، كما شجب الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، التي تعيق عمل الميكانزيم. في المقابل، الموقف الإسرائيلي لم يكن واضحاً، خصوصاً أن "الاجتماع تركّز على الشرح والتفسير، ولم يكن بهدف اتخاذ القرارات" وفق ما أفادت مصادر عسكرية لـ"المدن". بالتوازي مع ذلك، أوضح الجيش أمام الأعضاء، ما عدا الإسرائيلي، الخطوات المقبلة من المرحلة الأولى لخطة الجيش، كما شرح حاجات لبنان من معدّات ومستلزمات عسكرية لاستكمال مهامه، تبعاً لما أفادت به مصادر مطلعة على اللقاء لـ"المدن"، التي أشارت إلى أن "التركيز في الاجتماع كان على إيضاح تفاصيل المرحلة الأولى لسحب السلاح من قطاع جنوب الليطاني، وعرض الإنجازات بما هي متابعة لعمل الميكانزيم. خصوصاً أن المرحلة تتضمّن مهلة حتى  نهاية العام الحالي، والجيش اللبناني يواجه الكثير من التحدّيات والصعوبات بغياب الدعم المالي والعسكري".  أمّا الأجواء التي تُرجمت بـ"المقبولة" بالنسبة للجانب اللبناني، سببها التصعيد الذي سبق اللقاء، خصوصاً أنّ الجيش "كان مستاءً" وفق المصادر العسكرية، علماً بأن خطّة الجيش تتركّز على ضرورة الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار، وإسرائيل لا تلتزم به، وهذا ما يعوق عمل الجيش.

ميدانياً.. بين عمل الجيش والغارات

ولساعات، خفتت الغارات الإسرائيلية على جنوب تزامنا مع اجتماع الناقورة، لكنّ عمل الجيش في قطاع جنوب الليطاني طيلة الأشهر الماضية "لم يخفت". تفكيك مخازن، تفجير ذخائر، مصادرة أسلحة، وغيرها من المهام كان قد بدأها الجيش اللبناني منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في العام 2024، وهو مستمرّ، وعلى نحوٍ أدقّ. لكنّ الغارات الإسرائيلية تعيق المسار وفق ما شرحت مصادر عسكرية لـ"المدن". ويشكل قطاع جنوب الليطاني المرحلة الأهم، لكنّ العمل الميداني يتطلّب الكثير من الوقت والجهد والمعدّات التي لا يملكها حالياً الجيش، مما يؤخّر عمله، وقد يعيق التزامه بالمهلة المحدّدة. وأضافت المصادر بأنّ "الجيش يحتاج إلى مساعدة فعلية بالعتيد والعتاد". علماً بأن عدد الجنود المنتشرين في قطاع جنوب الليطاني وصل إلى 10 آلاف، لكنّ مهام سحب السلاح من اختصاص فريق الهندسة في الجيش، وعدده محدود. وأكّدت المصادر العسكرية أن 60 إلى 70 بالمئة فقط من المخازن في جنوب الليطاني سلّمت للجيش اللبناني، والقسم الآخر جاري العمل عليه. لكنّ المعوّقات التي تحيط بعمل الجيش تؤخّر تحقيق الأهداف. وأضافت المصادر "عامل الوقت ليس من مصلحة الجيش، فاقتراب فصل الشتاء وهطول الأمطار قد يؤخّر عمل فريق الهندسة أيضاً".

الوسيط الأميركي مهتمّ بالميكانزيم؟

الاجتماعات الحضورية للجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، والمتابعة المباشرة من قبل أورتاغوس، التي ستغادر لبنان بعد أن حطت فيه لساعات قادمة من فرانكفورت، إلى نيويورك، يعبّران عن الرغبة الأميركية بالمضي بهذا الاتفاق، إلى حين التخلص من سلاح حزب الله جنوب الليطاني. خصوصاً أنّ الموفدة الأميركية وصلت إلى بيروت عند الرابعة والنصف من بعد ظهر السبت، خصيصاً للإشراف على اللقاء، وتغادر عند الرابعة من بعد ظهر الأحد، ومن المتوقّع أن يكون هناك محطات دائمة لأورتاغوس في لبنان وفق معلومات "المدن". الاهتمام الأميركي بات واضحاً بتفعيل دور الجيش اللبناني، وهذا ما عبّرت عنه أيضاً على نحوٍ واضح السفيرة الأميركية ليزا جونسون، في الغذاء الوداعي لسفراء اللجنة الخماسية، الذي عقد في السفارة الأميركية في عوكر، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية لـ"المدن". لكنَّ هذا الترحيب والإيجابية الأميركية يرافقه ضغط كبير على الجيش اللبناني - يفوق قدرته- من دون أن يترجم بمساعدات عسكرية، سوى المساعدة التي وافق عليها البنتاغون بقيمة 14.2 مليون دولار. وبانتظار اتّضاح مفاعيل اجتماع الميكانزيم، فالمؤكَّد أنّ تغيّرات قد تطرأ على الاجتماع المقبل؛ إذ تفيد معلومات "المدن" أنّ رئيس لجنة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجديد، سيستلم مهامه نهاية شهر أيلول.

 

زيارة بن فرحان واجتماع الميكانيزم: دعم سياسي وتشدد ميداني

مانشيت/المدن/22 أيلول/2025

انطباعان مختلفان تكونا في لبنان غداة زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان، واجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار "الميكانيزم" بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. على مستوى زيارة الموفد السعودي، كل المعلومات تفيد نقلاً عن المسؤولين والأشخاص الذين التقوا الموفد السعودي خرجوا بانطباعات مريحة، أولها يتصل بتأييد قرار الحكومة وخطواتها لجهة سحب السلاح على الرغم من أن خطة تنفيذه غير مكتملة حتى الآن مع التشديد على ضرورة تطبيقها والالتزام بها ولكن ليس بالضرورة أن تكون صيغة صدامية، بل من خلال التشديد على أهمية انخراط كل القوى والفئات في مشروع تحصين الدولة وقراراتها. ثانيها، ارتياح جهات سياسية عديدة لما يعتبرونه طمأنة سعودية للحلفاء. ثالثها، بدء النقاش الجدي والفعلي في الانتخابات النيابية مع سعي السعودية إلى تعزيز وضع حلفائها ونسج التحالفات. رابعها إبداء الاستعداد السعودي لعقد مؤتمر دعم الجيش اللبناني في المملكة العربية السعودية ونقله من فرنسا وهذه فكرة كان قد طرحها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان، وبحسب المعلومات فقد تم تحديد موعد أولي لهذا المؤتمر هو شهر تشرين الثاني المقبل، ولكن يفترض أن يكون الجيش اللبناني قد حقق تقدماً فعلياً وجدياً في مسار سحب السلاح. رابعها، البحث مع رئيس الجمهورية حول مؤتمر حل الدولتين في نيويورك وتنسيق المواقف، بالإضافة إلى البحث في إمكانية عقد لقاء بين عون والأمير محمد بن سلمان.  حتى الآن لم يبرز أي جواب سعودي على مبادرة الشيخ نعيم قاسم تجاه السعودية لطي صفحة الخلاف، إلا أن المصادر السعودية تؤكد أن المملكة حريصة على التعامل مع لبنان من دولة إلى دولة، وأنه يجب على حزب الله أن يحترم قرارات الدولة اللبنانية وعندها ستكون السعودية معنية بمساعدة لبنان بكل أطيافه ومكوناته. في هذا السياق تشير المصادر إلى أن بري كان أحد أكثر المساهمين مع حزب الله للتقدم ببادرة إيجابية تجاه المملكة لأنه يعتبر أنه لا مجال للحصول على مساعدات وإعادة الإعمار إلا من خلال ترتيب العلاقة مع السعودية والتفاهم معها وجعلها راضية عن الواقع اللبناني. في هذا السياق، تشير المصادر القريبة من بري إلى أنه كان مرتاحاً للقاء بن فرحان، وأنه لقاء يبنى عليه وفيه تفهم للوضع اللبناني، ويصف بري ما يجري بأنه دخول في مرحلة جديدة أكثر هدوءاً، إلا أن ذلك يبدو منفصلاً بالكامل عن المسار الإسرائيلي الذي لا يبدو مريحاً أو مطمئناً وسط مؤشرات حول رفع منسوب التصعيد من قبل الإسرائيليين.  أما على مستوى اجتماع لجنة الميكانيزم، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، فتفيد المعلومات بأنها كانت حاسمة وحازمة جداً لضرورة الإسراع في مسار سحب السلاح، وعدم المماطلة أو المراوغة لأن الوقت لا يسمح، وأنه يجب على الجيش اللبناني أن يواصل عمله بشكل سريع ومكثف لأجل إنجاز مهمة سحب السلاح بالكامل من جنوب نهر الليطاني، وأن إسرائيل استهدفت العديد من المواقع في جنوبي النهر قبل أيام وهو ما يفترض بالجيش أن يعمل على تفكيكه بدلاً من ترك المجال لإسرائيل في مواصلة ضرباتها. في هذا السياق، قدم الجيش اللبناني تقريراً مفصلاً حول ما يقوم به، بالإضافة إلى المعوقات التي يضعها الإسرائيليون أمامه لتوسيع انتشاره ليصبح شاملاً لكل منطقة جنوب الليطاني، إلا أن الموقفين الإسرائيلي والأميركي كانا واضحين لجهة مطالبة الجيش اللبناني بعمل المزيد لأجل تجريد حزب الله من سلاحه. في الموازاة، وبحسب ما يرشح من معلومات فإن الأيام المقبلة يفترض أن تشهد المزيد من النشاط والحركة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، لجهة توسيع نطاق دورياتها وعمليات الدهم التي تقوم بها لمواقع تابعة لحزب الله، سواء في جنوب نهر الليطاني أو على ضفافه لناحية الشمال، لا سيما أن هناك تشديداً إسرائيلياً على ضرورة مداهمة عدد من المواقع والأنفاق، في مناطق حددها الإسرائيليون بالاسم في وادي السلوقي، ووادي الحجير، ووادي صريفا وغيرها. كما تفيد المعلومات بأن هناك مساع لاستقدام فرق جديدة إلى اليونيفيل مهمتها تحديد مواقع الأسلحة أو تتبع أثر الحركة لرصد أي مواقع أو عناصر لحزب الله ينشطون في الجنوب.  الضغوط الإسرائيلية لا تتوقف عند هذا الحد، بل هناك ضغط عسكري يتواصل، بدءاً من التصريحات والتهديدات الإسرائيلية ضد حزب الله ولجهة منعه من إعادة بناء قوته العسكرية، وصولاً إلى حد إجراء مناورات تحاكي اجتياحاً برياً للبنان وخوض معارك في مواقع تحت الأرض، بالإضافة إلى إرسال تعزيزات عسكرية جديدة باتجاه الحدود، وسط معلومات عن سعي إسرائيلي لتوسيع نطاق السيطرة على أكثر من 8 نقاط، ما يعني إقامة نقاط عسكرية جديدة داخل الأراضي اللبنانية.

 

بن فرحان وأورتاغوس في بيروت: تزامن أم أبعد؟

النهار/21 أيلول/2025

مع أن لا مؤشرات توحي بوجود رابط مباشر بين الزيارة التي يقوم بها الموفد السعودي مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان لبيروت ووصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت للمشاركة في اجتماع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل اليوم في الناقورة، اتخذ تزامن وجود الموفدين دلالات مهمة لجهة ما يحظى به الوضع اللبناني من متابعات خارجية أساسية من دول نافذة كالولايات المتحدة الأميركية والسعودية. وإذ تردد أن بن فرحان نقل إلى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي التقاه مساء الجمعة قبيل سفر الرئيس البارحة إلى نيويورك رسالة من القيادة السعودية فإن التقديرات تركزت على التحرك الديبلوماسي البارز الذي سيجري الأسبوع الطالع في نيويورك خصوصاً لجهة اضطلاع السعودية بدور محوري مع فرنسا لرعاية مؤتمر إعلان الدولتين، فضلاً عن المتابعة السعودية للوضع في لبنان لجهة تنفيذ قرارات الحكومة بحصرية السلاح. وكان رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون ترافقه زوجته السيدة نعمت عون، غادر لبنان ظهر امس إلى نيويورك، حيث من المقرّر أن يلقي كلمة لبنان أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة الاثنين المقبل. وسيتطرق الرئيس عون، الذي يجري سلسلة لقاءات مهمة في نيويورك، في كلمته، وخلال اجتماعاته، إلى الوضع في لبنان، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغوط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها جنوباً، وتحرير الاسرى ووقف خروقاتها لاتفاق وقف النار، خاصة أن لبنان يلتزم الاتفاق وأقر خطة لحصر السلاح. كما سيطلب الرئيس عون دعم العواصم الكبرى للجيش وللبنان وإعادة الإعمار فيه، خاصة أنه وضع قطار الإصلاحات على السكة، ويُفترض أن تقر حكومتُه مشروعَ الموازنة في الأيام المقبلة حيث يعقد مجلس الوزراء جلسة جديدة لمتابعة مناقشتها الاثنين. وفي سياق الترددات السلبية التي أثارتها دعوة الأمين العام ل”حزب الله ” الشيخ نعيم قاسم للسعودية إلى فتح حوار مع الحزب واضعاً حزبه في مستوى المملكة ومتجاهلاً كل الأصول ووجود دولة لبنانية، جاء الرد الضمني السعودي على قاسم عبر محطة “سكاي نيوز” التي نقلت عن مصادر مطلعة على الموقف السعودي قولها بشأن كلام الأمين العام لحزب الله: “العلاقة هي من دولة إلى دولة  وإذا كان حزب الله جاداً بشأن فتح صفحة جديدة مع المملكة فعليه أن يلتزم بقرارات الدولة اللبنانية”. ومواقف المملكة من التطورات اللبنانية كلها، حضرت في جولة مستشار وزير الخارجية السعودي، الأمير يزيد بن فرحان، الذي وصل مساء الجمعة  إلى بيروت والتقى رئيس الجمهورية. وأشارت معلومات إلى ان بن فرحان باق في لبنان لأيام عدة سيلتقي خلالها رئيس الحكومة نواف سلام وانه التقى أمس عدداً كبيراً من النواب والشخصيات من بينهم معاون الرئيس نبيه بري علي حسن خليل وجرى اتصال هاتفي بينه وبين بري. كما يشارك بن فرحان يوم الثلاثاء المقبل بمناسبة العيد الوطني للمملكة في استقبال للسفارة السعودية في فندق فينيسيا. وفي السياق، ترددت معلومات عن احتمال اجتماعه مع المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال زيارتها السريعة للبنان التي تقتصر اليوم على مشاركتها  في اجتماع لجنة “الميكانيزم” في الناقورة. في المقابل، “حزب الله” الذي وجه الدعوة إلى المشاركة في  الحفل المركزي الذي يقام عند الرابعة والنصف من عصر السبت 27 أيلول في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينيه العامين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، مضى في معزوفة  رفضه تسليم السلاح. وشدد رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن على ضرورة “الثبات والتمسك بخيار المقاومة، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة”. ورأى أن “التمسك بخيار المقاومة، ودعمه وحمايته من الهجمات السياسية والإعلامية، وتطويره في إطار رؤية استراتيجية وطنية شاملة، لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية لمواجهة الأخطار المحدقة”.

 

تحقيق إسرائيلي: عملاء الموساد تسلّلوا إلى معقل نصر الله في الضاحية وزرعوا أجهزة خاصة خلال الحرب

النهار/21 أيلول/2025

قُبيل أيام من حلول السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله (27 أيلول/ سبتمتبر)، ينهمك الإعلام العبري بالكشف عن المزيد من التفاصيل حول عملية الاستهداف “التاريخية” خلال الحرب الأخيرة في لبنان. وفي آخر التحديثات، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية معلومات تُفيد بأنّ “عملاء الموساد زرعوا أجهزة خاصة في المخبأ السري لنصرالله”.

فماذا في التفاصيل؟

تقول “يديعوت أحرونوت” إنّ “الاغتيال الذي غيّر وجه الشرق الأوسط عبر 83 قنبلة جوية، سبقته عملية ميدانية سرية للموساد، والذي أدخل معدات فريدة إلى قلب معقل نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت، والمحاط بحراس حزب الله”.

عملاء موساد في قلب الضاحية

بحسب الصحيفة، فإنّ التحضيرات لعملية “البيجير” (17 أيلول / سبتمبر 2024) كانت أبسط مقارنةً بالتحضيرات لهذه العملية، التي جرت تحت النار ومع خطر داهم على حياة عملاء الموساد”. وتضيف الصحيفة في تقريرها: “في أيلول/سبتمبر الماضي، وأثناء غارات سلاح الجو الإسرائيلي على معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، تسلّل عدد من أشخاص إلى حي في حارة حريك حاملين طروداً مموّهة بإتقان، وكانوا يعلمون أنّه إذا قبض عليهم حزب الله فسيُعدمون، وإذا كُشف عن الأجهزة فستكون ضربة أمنية هائلة لإسرائيل”. وفي تفاصيل العملية، فقد “تسلّل الأشخاص في الأزقة الضيقة، التصقوا بالجدران، وأملوا أن يكون مشغّلهم قد نسّق مع الجيش الإسرائيلي لئلّا يقصف سلاح الجو المسار الذي يسلكونه”. وماذا عن الهدف؟ تؤكد يديعوت أحرونوت” في تحقيقها أنّ “الهدف كان مبنى سكنيّاً شاهقاً يُخفي تحته مقر القيادة الرئيسي والسري لحزب الله. وقد أفادت المعلومات الاستخبارية من وحدة 8200 وشعبة الاستخبارات العسكرية بأنّ نصرالله سيلتقي هناك بقائد فيلق القدس في لبنان الجنرال عباس نيلفوروشان، وقائد جبهة الجنوب في حزب الله علي كركي”.

جهاز من عالم الخيال العلمي

تكشف الصحيفة العبرية بأنّ “الأجهزة التي زُرعت في المخبأ جرى تطويرها عام 2022 على يد وزارة الدفاع، سلاح الجو، “رفائيل” و”إلبيت”، وتهدف إلى تمكين إصابة دقيقة للغاية للقنابل المخترقة للأعماق في تربة صخرية متفاوتة، إذ إنّ هامش انحراف بمتر واحد فقط كفيل بإفشال العملية”.

نقطة الصفر لعملية الاستهداف

في 27 أيلول/سبتمبر 2024، عند الساعة 18:20 مساءً، أسقطت عشرة طائرات إسرائيلية 83 قنبلة زنة طن لكل منها، من طراز BLU-109 الأميركي، مزودة بأنظمة توجيه متطورة، لتنفيذ عملية الاغتيال، فيما طالب وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت بمضاعفة عدد القنابل لضمان مقتل نصرالله.

الخدعة والعقيدة

تعتبر الصحيفة أنّ “دائرة العمليات في الجيش الإسرائيلي نفذت خدعة ذكية، عبر اغتيالات تدريجية، عملية “البيجر”، وتدمير مخازن الصواريخ الدقيقة، فيما كان نصرالله يتمسّك بـ”معادلة الردع” وبنظرية “خيوط العنكبوت”، مقتنعاً أن إسرائيل لن تجرؤ على استهدافه مباشرة، في حين كانت المفاجأة الإسرائيلية بشلّ الحزب وقيادته”.

ما بعد نصرالله

رغم اغتيال نصرالله، يُقدّر قسم الاستخبارات الإسرائيلية أنّ الأمن العام الحالي لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم قادر على قيادة الحزب ورسم سياساته، وسط مؤشرات في الإعلام العبري بأنّ “حزب الله فقد الثقة من قاعدته الشيعية، لكنه ما زال يحتفظ بصواريخ ومسيّرات شمال نهر الليطاني”.

ويختم تحقيق “يديعوت أحرونوت” بالقول: “قصة نصرالله انتهت، لكن قصة حزب الله لم تنتهِ بعد”.

 

الحدث في نيويورك و"معركة المغتربين" مستمرة

نداء الوطن/22 أيلول/2025

تتجه الأنظار من بيروت إلى نيويورك حيث الملف اللبناني بات هناك مع وجود رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون فيها، حيث يرأس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ومع انتقال الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان من بيروت إليها، للالتحاق بالوفد السعودي، وكذلك الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي غادرت بيروت للالتحاق بدورها ببعثة الولايات المتحدة الأميركية في نيويورك.

بن فرحان والخطوة مقابل خطوة

الأمير يزيد بن فرحان كان أنهى لقاءاته في بيروت، والتي شملت مروحة واسعة من السياسيين، وآخرهم الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس الحكومة السابق تمام سلام، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل. وعلمت «نداء الوطن» أن بن فرحان أكد خلال اللقاءات أن بلاده ماضية في دعم لبنان لتحقيق سيادته وازدهاره والتأكيد على مطلب حصر السلاح، ولفت خلال لقاء بعض النواب والقيادات أن بلاده والمجتمع الدولي ماضيان بدعم لبنان لكن كل ذلك يحصل خطوة مقابل خطوة، فعندما يقدم لبنان على اتخاذ قرارات جريئة يتم دعمه وهذا ما يحصل من خلال تنظيم مؤتمر دعم الجيش، وأشار إلى أن بلاده لن تتخلى عن لبنان لكن في المقابل على لبنان القيام بخطوات ملموسة، البداية كانت في دعم الجيش، وعندما يستمر بحصر السلاح والإصلاح سيحصل على دعم إضافي، معربًا عن الرضى على أداء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومشجعًا على استكمال الخطوات التي بدأت. وعن دعوة الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم المملكة العربية السعودية للحوار، أكد بن فرحان للنواب أن بلاده لا تدخل في الزواريب اللبنانية والدعم والعلاقات تحصل من دولة إلى دولة وليس مع فئات، مشيرًا إلى اهتمام سعودي بلبنان سيظهر كلما تطورت خطوات الدولة اللبنانية وسيزور بيروت باستمرار. وشدد على أن موقف بلاده من حصر السلاح والإصلاح هو موقف المجتمع الدولي.

أورتاغوس من بيروت إلى نيويورك

في الموازاة غادرت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بيروت متوجهةً إلى نيويورك، بعد سلسلة لقاءات لها في لبنان. أورتاغوس عبّرت عن اهتمام أميركي واسع بتقديم دعم مطلق للجيش اللبناني، مؤكدة التزام واشنطن الاستقرار في لبنان. وكانت أورتاغوس قد شاركت في اجتماع اللجنة الخماسية الأمنية في رأس الناقورة حيث تركز البحث على متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار.

استهداف في الجنوب وخمس ضحايا

وأمس استهدفت مسيّرة إسرائيلية، دراجة نارية وسيارة في بنت جبيل، وأدت الغارة إلى سقوط خمس ضحايا. المعلومات تحدثت عن أن عائلة صبحي شرارة، التي سقطت في بنت جبيل، كانت تمرّ بسيارتها في الموقع الذي تمّ فيه استهداف الدراجة النارية، والتي سقط فيها محمد مروة، وتجدر الإشارة إلى أن شرارة كان يعمل في قطاع السيارات.

عون من نيويورك: لا سلام فوق دماء أطفالنا

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استنكر الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف الأعمال العدائية وارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل وقال: «فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الإنسان، ها هي إسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال. وناشد الرئيس عون المجتمع الدولي الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة «بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدولية، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني 2024، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور. فلا سلام فوق دماء أطفالنا».

بري: الدماء برسم مَن كان مجتمعًا في الناقورة

وقال الرئيس نبيه بري معلقا: «خمسة شهداء أب وثلاثة من أطفاله، ووالدتهم الجريحة سُفكت دماؤهم بدمٍ بارد في مدينة بنت جبيل، على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار، وذلك عقب اجتماعها في الناقورة، في حضور الموفدة الأميركية أورتاغوس». وأضاف: «دماء هؤلاء اللبنانيين الأطفال ووالدهم وأمهم الجريحة، الذين يحملون الجنسية الأميركية هي برسم من كان مجتمعًا في الناقورة، وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى مقر الأمم المتحدة».

سلام للضغط على إسرائيل

أما رئيس الحكومة نواف سلام فاعتبر أن ما حصل جريمة موصوفة ضد المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب. وتابع الرئيس سلام أن على المجتمع الدولي إدانة إسرائيل بأشد العبارات لانتهاكها المتكرر للقرارات الدولية وللقانون الدولي، وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى.

رجّي: على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه اعتداءات إسرائيل

كذلك علق وزير الخارجية يوسف رجي على الغارة الإسرائيلية على بنت جبيل وكتب عبر «أكس»: إن استهداف المدنيين، ولا سيما الأطفال، يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولجميع المواثيق التي تكفل حماية الأبرياء في النزاعات. على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية».

«حزب الله»يرفض أي تعديل على قانون الانتخابات

وفي المشهد السياسي، ملف الانتخابات النيابية لا يزال موضع سجال من باب القانون، النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله جدد رفض إدخال أي تعديل على القانون المعمول به، فقال: «هناك من يريد تعديل القانون النافذ الحالي تحت عنوان انتخاب المغتربين للـ 128 نائبًا، ولكن بالنسبة إلينا هناك قانون نافذ والحكومة مسؤولة عن تطبيقه وإصدار ما يحتاجه من مراسيم تطبيقية، ولن يعدل وفق ما تريده بعض القوى من أجل تغليب منطقها لتغيير المعادلة الداخلية، فأي تعديل لهذا القانون يجب أن يتقدم إلى الأمام وليس التراجع إلى الوراء، وهناك اقتراح قانون مطروح على اللجنة الانتخابية هو تطبيق الدستور في المادة 22 التي تقول بانتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ، ومن يريد أن يثبت أنه الأكثرية الشعبية في لبنان ما عليه إلا أن يقبل بتطبيق الطائف والدستور الحالي، وأن نذهب إلى قانون انتخابي عصري خارج القيد الطائفي، وحينها الأكثرية الشعبية تنتخب مجلس نواب وتشكل حكومة وتحكم». أما موقف لبنان الرسمي من الانتشار يبقى بما أعلنه رئيس الجمهورية قائلاً: لبنان قوي بمنتشريه وانتم سبب بقائه واللبناني ينحني ولا ينكسر داعياً اللبنانيين في الخارج الى الا ينسوا بلدهم الام، لانه يستحق منهم كل اهتمام ورعاية. مواقف رئيس الجمهورية اتت خلال مشاركته واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون، في القداس الاحتفالي الذي اقيم في كاتدرائية سيدة لبنان المارونية في بروكلين- نيويورك.

 

لبنان: اجتماع لـ«اللجنة الخماسية» على وقع «مجزرة» إسرائيلية

تل أبيب تقول إن «سهام الشمال» قتلت أكثر من 5 آلاف قائد وعنصر في «حزب الله»

بيروت: «الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

عقدت اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان اجتماعاً لها في رأس الناقورة بحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، حيث كان التصعيد الإسرائيلي محوراً أساسيّاً، إضافة إلى متابعة البحث في تنفيذ بنود الاتفاق بين لبنان وإسرائيل. وكما في زيارتها الأخيرة للمشاركة في الاجتماع الذي عقد قبل أسبوعين، غادرت أورتاغوس من دون أن تلتقي أياً من المسؤولين في بيروت. وأتى الاجتماع على وقع تصعيد ورسالة سلبية إسرائيلية باستهداف بنت جبيل، ما أدّى إلى وقوع 5 قتلى وجريحين، بينهم 3 أطفال، بحسب ما أعلنت «وزارة الصحة اللبنانية». وفيما أفادت المعلومات بأن غارة استهدفت دراجة نارية، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «الغارة تمت بصاروخين؛ الأول استهدف دراجة نارية، والثاني استهدف سيارة مرسيديس رباعية الدفع في داخلها 5 أطفال».

مناشدة من نيويورك

وعلّق رئيس الجمهورية جوزيف عون على الغارة الإسرائيليّة، قائلاً: «فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الانسان، ها هي إسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرّة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال».وأضاف: «من نيويورك نناشد المجتمع الدولي الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدولية، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور. فلا سلام فوق دماء أطفالنا».

بري: على مرأى أورتاغوس

ودان رئيس مجلس النواب نبيه بري «المجزرة» التي ارتكبها الطيران الإسرائيلي. وقال في بيان: «5 شهداء، أب وثلاثة من أطفاله ووالدتهم الجريحة، سفكت دماؤهم بدم بارد في مدينة جبيل على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار في أعقاب اجتماعها في الناقورة بحضور الموفدة الأميركية اورتاغوس».

وأضاف: «دماء هؤلاء اللبنانيين الأطفال ووالدهم وأمهم الجريحة والذين يحملون الجنسية الأميركية هي برسم من كان ملتئماً في الناقورة وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى الأمم المتحدة». من جانبه، قال رئيس الحكومة نواف سلام أن «ما حصل جريمة موصوفة ضد المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب». وأضاف: «على المجتمع الدولي إدانة اسرائيل بأشد العبارات لانتهاكها المتكرر للقرارات الدولية وللقانون الدولي، وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى».

اجتماع إيجابي ورسالة إسرائيلية سلبية

ورغم وصف مصادر مطلعة الاجتماع بـ«الإيجابي»، حيث جدّد الجانب الأميركي دعمه للجيش اللبناني والخطوات التي يقوم بها، تحدثت «عن رسالة سلبية من قبل الجانب الإسرائيلي، تمثلت بارتكاب مجزرة في بنت جبيل، واستهداف سيارة تقل مدنيين بعد وقت قصير من انتهاء الاجتماع»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو واضحاً أن الجانب الإسرائيلي يمضي في سياسته ضارباً بعرض الحائط كل الجهود التي تبذل في هذا الإطار، ويستمر بذلك عبر مساره وتفسيره الخاص لاتفاق وقف إطلاق النار، ويطبقه على الأرض». وهذا ما عبّر عنه صراحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قائلاً عبر منصة «إكس» إن «جيش الدفاع سيواصل تطبيق تفاهمات وقف النار بحزم حتى لا يتمكن (حزب الله) من العودة إلى هذه الحدود». واجتماع اللجنة هو الثاني من نوعه، بعد موافقة الحكومة على خطة الجيش اللبناني لحصرية السلاح ونزع سلاح «حزب الله»، وذلك بعد فترة من التباطؤ وعدم عقد الاجتماعات بشكل دوري. وفيما لم تصدر اللجنة بياناً حول نتائج اجتماع الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه منذ انتهاء الحرب ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، «تعمل قيادة المنطقة الشمالية ووحداتها بجهد متواصل لإحباط محاولات (حزب الله) لإعادة بناء قوته، مشيرة إلى أنه في هذه الفترة تم القضاء على أكثر من 300 مسلح (من حزب الله) وضرب أكثر من 300 هدف. كما نفّذت الفرقة 91 أكثر من ألف عملية مداهمة ونشاط عملياتي في المنطقة الدفاعية الأمامية المتقدمة». مع العلم أن الجيش اللبناني كان قد أعلن، يوم الخميس الماضي، أنه تم تسجيل 4500 خرق منذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على أن هذه الخروق تعيق انتشاره في الجنوب.

«سهام الشمال»: تصفية 5 آلاف قائد وعنصر في «حزب الله»

بعد عام على عملية «سهام الشمال»، الحرب الإسرائيلية الموسعة على لبنان، نشرت قيادة المنطقة الشمالية، الأحد، معطيات حول العملية ونتائجها. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر «إكس»: «في مثل هذا اليوم قبل عام، بدأ الجيش الضربة الافتتاحية للعملية باستهداف قدرات النيران لدى (حزب الله)، والقضاء على إبراهيم عقيل، رئيس منظومة العمليات في (حزب الله)، وقادة وحدة الرضوان». وأضاف: «العملية أسفرت عن إلحاق ضرر ملموس بمنظومة القيادة والسيطرة وقوة الرضوان، وتدمير كامل البنى التحتية الحيوية لـ(حزب الله) في خط القرى الأول والثاني، جنوب لبنان». وتابع أدرعي: «بعد الضربات الافتتاحية، نفّذ الجيش الإسرائيلي مناورة برية مستخدماً 5 فرق عسكرية في أكثر من 30 قرية في جنوب لبنان». وأشار إلى أنه «وفي إطار العملية، تمت مهاجمة نحو 9800 هدف، من بينها آلاف منصات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، ومخازن الأسلحة والذخيرة، ومواقع القيادة. كذلك تمت مصادرة 85000 قطعة سلاح وذخيرة، وتدمير 1100 بنية تحتية تحت الأرض قرب الحدود». وقال أدرعي: «خلال القتال، تمت تصفية ما بين 4 و5 آلاف قائد وعنصر (في حزب الله)، كما أصيب نحو 9 آلاف آخرين خرجوا من دائرة القتال. وقد ألحق الجيش أضراراً جسيمة بسلسلة القيادة التابعة لـ(حزب الله)، بدءاً بنصر الله في قمة الهرم القيادي، وصولاً إلى المستويات الميدانية الدنيا». وأضاف: «كما ألحق الجيش الإسرائيلي ضرراً بالغاً بقدرات النيران لدى (حزب الله)، بما في ذلك بين 70 و80 في المائة من منصات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، ما جرّد (حزب الله) من قدرته المركزية الأساسية. كما تمت إزالة تهديد الخطة الهجومية الممنهجة لـ(حزب الله)، المسماة خطة احتلال الجليل».

مقتل أكثر من 300 مسلح

ومع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ شهر نوفمبر الماضي، قال أدرعي إنه «منذ انتهاء العملية ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تعمل قيادة المنطقة الشمالية ووحداتها بجهد متواصل لإحباط محاولات (حزب الله) لإعادة بناء قوته»، مشيراً إلى أنه «في هذه الفترة تم القضاء على أكثر من 300 مسلح، وضرب أكثر من 300 هدف. كما نفّذت الفرقة 91 أكثر من ألف عملية مداهمة ونشاط عملياتي في المنطقة الدفاعية الأمامية المتقدمة».

 

بعد عام على اغتيال نصر الله... تقرير إسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة عن العملية عبر أسلحة متطورة «من عالم الخيال العلمي»

بيروت/الشرق الأوسط/21 أيلول/2025

في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تفاصيل جديدة عن العملية، كاشفة أن عملاء لـ«الموساد» قاموا بزرع أجهزة متطورة على مقربة من مخبأ نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، تحت غطاء القصف الجوي المكثف الذي كانت تشنه الطائرات الإسرائيلية على المنطقة. وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ يوليو (تموز) 2024 حملة منظمة لتدمير قادة «حزب الله» ووقف قدرته على شن هجمات دقيقة، وذلك بعد مقتل 12 طفلاً في مجدل شمس. وبدأت الحملة بمقتل «الرجل الثاني» في «حزب الله» فؤاد شكر، في يوليو 2024، ثم تلتها عملية تفجير أجهزة «البيجر» و«اللاسلكي»، وصولاً إلى العملية التي قضت على نصر الله. ووصفت الصحيفة التحضيرات لعملية أجهزة «البيجر» بـ«البسيطة»، مقارنة بما كانت عليه التحضيرات لعملية اغتيال نصر الله التي نُفذت في 27 سبتمبر (أيلول) 2024 خلال شن غارات جوية على الضاحية، وخطر تعريض عناصر «الموساد» للخطر الكبير وهم يحملون حزماً مجهزة بعناية فائقة.

خطر مزدوج

وأوضحت الصحيفة أن المعلومات الاستخبارية التي وصلت لديهم تؤكد أن نصر الله كان سيلتقي قائد «قوة القدس» الإيرانية في لبنان الجنرال عباس نيلفروشان، وقائد الجبهة الجنوبية لـ«حزب الله» علي كركي، مشيرة إلى أنه لم يكن يعلم بالمخبأ سوى عدد قليل من حرّاس الأمن والدائرة الداخليّة لـ«حزب الله»، موضحة أنّه «كان من المقرَّر أن يضع عناصر (الموساد) أجهزتهم في نقاط محدّدة مسبقاً داخل المبنى الذي يقع فوق المجمّع. وهم يدركون تماماً أن فرص نجاتهم لا تتعدى خمسين في المائة؛ إذ إنه حتى لو لم يكشفهم عناصر (حزب الله)، فإنهم سيكونون عرضة لخطر الإصابة بشظايا من القنابل الإسرائيليّة التي تستهدف المنطقة».

تحت غطاء جوي

وهذا الخطر، جعل عناصر «الموساد» يطلبون من مشغلهم العمل على وقف الغارات التي كانت تمطر الضاحية الجنوبية، وتحديداً حارة حريك حيث معقل نصر الله، لضمان عدم استهداف المسار الذي يسلكونه للوصول إلى المبنى السكني بطوابقه المتعددة الواقع تحته المخبأ الرئيسي والسري لقيادات «حزب الله». ولم يتجاوب المشغل مع هذا الطلب، بل أكد لهم أن القصف قد يزداد كثافة، وفق ما لفت تقرير الصحيفة، وقال لهم إن عناصر الحماية سيضطرون للاختباء ولن يعترضوا طريقهم للوصول إلى المخبأ، وانطلق عندها عناصر «الموساد» في مهمتهم «التي نُفذت بنجاح كامل تحت غطاء جوي كثيف». وأوضح أنه «تحت وابل القنابل الإسرائيليّة، أكمل فريق (الموساد) مهمته؛ زرع الأجهزة في الأماكن المحدّدة وانسحب».

«شيء من عالم الخيال العلمي»

ولفت التقرير إلى أنّ «المعدّات التي حملوها كانت تبدو وكأنّها شيء من عالم الخيال العلمي، وكان قد انتهى العمل عليها في عام 2022؛ أي قبل نحو عام من هجوم (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وكانت مصمَّمة لشنّ ضربات دقيقة على أعماق دقيقة تحت الأرض»، مشيراً إلى أن «(الموساد) سعى للحصول على هذه التقنية ليس فقط من أجل لبنان، بل أيضاً من أجل ضربة محتمَلة على البرنامج النّووي الإيراني». وقالت الصحيفة إن قسم تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع شارك في تطوير الأجهزة إلى جانب خبراء الاستخبارات والتكنولوجيا، كما شارك سلاح الجو وشركات الدفاع «رافائيل» و«إلبيت»، اللتان طورتا القدرة على الدقة والاختراق العميق للأسلحة. وفي تفاصيل العملية التي نُفذت في 27 سبتمبر 2024 عند الساعة السادسة مساء، قالت الصحيفة إن عشر طائرات تابعة لسلاح الجو ألقت 83 قنبلة، وزن كل منها طن، على المنطقة التي يقع فيها المخبأ تحت الأرض، مشيرة إلى أنه شارك في العملية طائرات «F-15I»، وطائرات «F-16I» التي أسقطت قنابل من نوع «109-BLU» أميركية الصنع، مزودة بنظام توجيه دقيق إلى الهدف، إلى جانب «GPS» التقليدي.

 

إيران تدفع للتسوية.. و«الحزب» يرسّخ معادلة السلاح في الجنوب وسط قلق الأهالي

جنوبية/21 أيلول/2025

في مشهد يعكس حجم التوتر المستمر على الحدود الجنوبية، ألقت طائرات مسيّرة إسرائيلية أمس منشورات ورقية فوق بلدة ميس الجبل، البلدة التي لم يلتئم جرحها بعد من آثار الحرب الأخيرة، إذ ما زال القسم الأكبر منها مدمراً ولم يعد إليها سوى ربع سكانها. التحذيرات الإسرائيلية الجديدة، التي دعت الأهالي إلى عدم تأجير منازلهم لعناصر من حزب الله، تفتح الباب على أسئلة عميقة حول مستقبل الجنوب، وحدود المواجهة بين الحرب الباردة والنار المشتعلة، التي صيب يوميا مواقع الحزب وعناصره.

الجنوب تحت المجهر الإسرائيلي

المنشورات الإسرائيلية الأخيرة ليست مجرد حرب نفسية، بل تعكس ما تنشره وسائل إعلام تل أبيب عن استمرار نشاط حزب الله العسكري جنوب نهر الليطاني. المنطقة التي يُفترض أنها خالية من سلاح الحزب بموجب القرار 1701، ما زالت – بحسب الإسرائيليين – مسرحاً لتحركات أمنية واستئجار منازل تتحول إلى مخازن سلاح. هذه المعلومات تثير مخاوف أهالي الجنوب اللبناني عامة، الذين يشعرون بأن قراهم تحولت إلى خط مواجهة دائمة، خصوصا بعد الغارات الاخيرة على قرى محيطة بمدينتي صور والنبطية، غير أنهم عاجزون عن التعبير العلني خشية اسلوب الترغيب والترهيب الذي تتقنه القوى الفاعلة على الارض.

إيران تضغط… والجناح العسكري يرفض

مصادر مقربة من حزب الله كشفت لموقع “جنوبية” أن إيران، بعد انفتاحها الأخير على السعودية، تضغط لتليين موقف الحزب حيال مسألة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. لكن الجناح العسكري داخل الحزب يرفض أي تنازل، متمسكاً بضرورة بقاء “سلاح المقاومة” باعتباره ضمانة وجودية في مواجهة إسرائيل. هذا التباين بدا واضحاً في خطاب الأمين العام الأخير الذي حمل مبادرة إيجابية تجاه الرياض، لكنها بدت مشروطة ببقاء السلاح، وهو ما فسّره كثيرون بأنه انعكاس مباشر لضغوط العسكر داخل الحزب.

معركة النفوذ على الأرض

في العمق، يتجاوز الأمر حدود بلدة ميس الجبل إلى معركة أوسع على النفوذ: إسرائيل تستخدم الحرب النفسية لتقويض حضور حزب الله بين السكان، فيما يسعى الحزب إلى تثبيت وجوده العسكري والأمني رغم الضغوط الدولية والإقليمية. وبين ضغوط إيران لتخفيف حدة المواجهة ورفض الجناح العسكري لأي مساس بالسلاح، يبدو أن الجنوب سيظل مساحة اختبار مستمرة لتوازن القوى، لا بين الحزب وإسرائيل فحسب، بل أيضاً بين جناحي الحزب السياسي والعسكري. المشهد في ميس الجبل يلخص المعضلة اللبنانية ـ الإقليمية: قرى منكوبة تبحث عن الأمان وإعادة الإعمار، وإسرائيل تضغط بالمنشورات كما بالقصف، وحزب الله يصر على البقاء لاعباً عسكرياً في كل شبر من الجنوب. ما بين رسائل الطائرات الورقية وخطابات المنابر، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يتجه الجنوب إلى تهدئة تفرضها التسويات، أم إلى انفجار جديد يحسمه السلاح؟

 

وزير يمني: دعوة حزب الله للسعودية إعتراف بفشل مشروعه

 وكالات/21 أيلول/2025

قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن حزب الله يمارس سياسات تتناقض مع مزاعمه بشأن اقتصار سلاحه على مواجهة إسرائيل، مؤكداً أن خطاباته وسجله السياسي يكشفان تورطه في عدد من الملفات الإقليمية. وقال الإرياني لـ”عدن الغد”: “إن التاريخ القريب وخطابات الأمين العام للحزب السابق حسن نصرالله الموثقة، تكشف إساءاته المتكررة لليمن وحكومته الشرعية، وتهجمه على السعودية ودول الخليج، إلى جانب انخراطه المباشر في انقلاب جماعة الحوثي، وقتل الشعب السوري، والتدخل في العراق والبحرين، بل وتوجيه سلاحه أكثر من مرة إلى الداخل اللبناني نفسه”. وأضاف أن “الشعب اليمني لن ينسى أن حزب الله وإيران كانا العقل المدبر والداعم لانقلاب الحوثي منذ لحظته الأولى، من خلال التسليح والتمويل والتدريب وإدارة غرف العمليات، لعشر سنوات شهدت دماراً واسعاً، أزهقت خلالها أرواح مئات الآلاف، ودُمّرت البنية التحتية، ونُهبت مقدرات الدولة، وحُوّل اليمن إلى منصة تهديد للأمن الإقليمي والدولي وخطوط الملاحة العالمية”. وأشار الإرياني إلى أن “محاولات الحزب التودد إلى السعودية اليوم، بعد سنوات من الشتائم والتحريض، لا يمكن قراءتها إلا كاعتراف ضمني بفشل مشروعه وانكشافه، وهروب يائس من الضغوط الداخلية والدولية، معتبراً أنها محاولة بائسة لإعادة تسويق نفسه تحت شعار “المقاومة” الذي فقد مصداقيته”. وأكد أن “الشعوب العربية لم تعد تنطلي عليها هذه الشعارات، بعدما أدركت أن الحزب لم يكن يوماً مشروع مقاومة حقيقية، وإنما أداة بيد إيران لتمرير مشروعها التوسعي على حساب استقرار المنطقة وأمن شعوبها، لافتاً إلى أن التاريخ لا يُمحى، والذاكرة لا تُشترى، فيما الوعي العربي اليوم أقوى من كل محاولات التضليل”.ومساء يوم أمس الجمعة، وجه الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، دعوة إلى المملكة العربية السعودية لفتح صفحة جديدة مع الحزب تقوم على أساس الحوار، بما يضمن معالجة خلافات الماضي وصياغة رؤية مشتركة للمستقبل. جاءت تصريحات قاسم في كلمة متلفزة ألقاها بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال إسرائيل قائد المجلس العسكري في الحزب إبراهيم عقيل، إلى جانب قياديين من وحدة الرضوان، في 20 أيلول 2024. وخلال كلمته، طرح قاسم ثلاثة أسس للحوار مع الرياض، أولها معالجة الإشكالات القائمة وتبديد المخاوف المتبادلة، وثانيها الانطلاق من أن إسرائيل هي العدو وليس المقاومة، أما ثالثها فالدعوة إلى تجميد الخلافات الماضية مرحليًا للتركيز على مواجهة إسرائيل. وزعم قاسم أن سلاح حزب الله موجه حصريًا ضد إسرائيل، وليس ضد السعودية أو سوريا أو اليمن أو لبنان أو أي دولة أخرى، مشددًا على أن استمرار الضغوط على المقاومة يصب في مصلحة إسرائيل ويزيد من الأخطار التي قد تطال دولًا في المنطقة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو: انتصاراتنا على "الحزب" فتحت باب السلام مع جيراننا في الشمال

المركزية/22 أيلول/2025

مع توالي تأكيدات دمشق بأن المفاوضات مستمرة مع الجانب الإسرائيلي من أجل التوصل لاتفاق وشيك، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة للحكومة اليوم الأحد بوجود تقدم في المفاوضات مع السوريين. "لا يزال بعيدا" واعتبر نتنياهو أن "انتصارات إسرائيل على حزب الله فتحت نافذة لإمكانية لم تكن حتى متخيلة، ألا وهي إمكانية السلام مع الجيران في الشمال"، في إِشارة إلى سوريا. كما أكد أن الجانب الإسرائيلي يجري "محادثات مع السوريين"، مردفاً "هناك تقدم معين لكن الاتفاق لا يزال بعيد المنال"، وفق ما نقلت وسائل إعلان إسرائيلية. أتت تلك التصريحات بعد لقاء جمع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في لندن، الأربعاء الماضي وفق ما أكدت مصادر مطلعة للقناة 12 الإسرئيلية.كما جاءت فيما أوضحت المصادر أن الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه يهدف إلى استبدال اتفاق فصل القوات وفك الاشتباك (بين سوريا وإسرائيل) الموقع عام 1974.

ووفق المعلومات التي سربت حول بوادر هذا الاتفاق أو المحادثات، تتمسك تل أبيب بالبقاء في مرصد جبل الشيخ وأطرافه، مع توسيع المنطقة العازلة، وإقامة ثلاث مناطق مخففة من السلاح، فضلا عن إرساء ترتيبات أمنية تصل إلى أطراف دمشق، وسيطرة جوية في الجنوب، حسب ما أفادت مجلة "المجلة". كما يطالب الجانب الإسرائيلي بممر جوي إلى حدود العراق للوصول إلى إيران، بالإضافة إلى تنازل كامل عن الجولان، مع استعداده لبعض الانسحابات.

 

السعودية تشدد على رسالة السلم والعدل التي تحملها لـ«عمومية» الأمم المتحدة

الشرق الأوسط/21 أيلول/2025

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، سعي بلاده الدائم لإنهاء معاناة الإنسان الفلسطيني، وإيقاف دائرة العنف المستمرة، مؤكداً أن القضية الفلسطينية على رأس أولويات بلاده في كل المحافل الدولية، وستبذل كل جهودها لتحقيق حلٍّ عادل يبدأ بتجسيد دولة فلسطين المستقلة، ويؤدي لإحلال سلام إقليمي شامل ومستدام. وشدد الأمير فيصل بن فرحان، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس)، على أن المملكة تشارك هذا العام في أعمال الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حاملة رسالة السلم والعدل. وأشار إلى أن السعودية على مدى تاريخها منذ عهد المؤسس وعبر تاريخ ملوك المملكة وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، سبّاقة في إرساء دعائم السلام وتفعيل مبدأ الحوار والحلول السلمية على الأصعدة كافة. وأضاف وزير الخارجية السعودي بمناسبة مرور 80 عاماً على تأسيس الأمم المتحدة: «كانت المملكة وما زالت تبذل كل الجهود لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، حيث إن المملكة من الدول المؤسسة للأمم المتحدة عام 1945م، وشاركت في أول مؤتمر لها، ومن أبرز الدول التي تمتلك تاريخاً مشرفاً في فض النزاعات وإحلال السلام عبر جهود الوساطة التي تبذلها، وذلك بفضل سياساتها الحكيمة وعلاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف؛ ما جعلها وسيطاً دولياً موثوقاً في المجتمع الدولي».وتابع: «حرصت السعودية على بذل كل جهد ممكن في سبيل ترجمة ميثاق الأمم المتحدة إلى واقع ملموس، عبر ترسيخ احترام القانون الدولي، وحفظ الأمن والسلم الدوليين، ودعم قنوات العمل الدولي المتعدد الأطراف في جميع المجالات».

 

تحذير سعودي لإسرائيل: ضم الضفة يعني وقف التطبيع

المدن/21 أيلول/2025

وجّهت السعودية رسالة إلى إسرائيل، مفادها أن أي خطوة ضم لأراضي الضفة الغربية المحتلة، حتى وإن كانت جزئية؛ ستُعيق إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، أو التوصل لأي اتفاقيات، مستقبلاً. وذكرت تقارير إسرائيلية، مساء الأحد، أن حكومة بنيامين نتنياهو، تبحث أن تنفذ "ضماً جزئياً"، كرد على الاعتراف بدولة فلسطينية.

نفوذ سعودي كبير

وبحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية 12، فإن شخصيات سياسية سعودية على "اتصال سري" مع إسرائيل، أبلغت تل أبيب معارضتها المُطلقة للضم، حتى لو اقتصر على غور الأردن. وجاء في الرسائل الموجهة إلى إسرائيل، أنه "ستكون لخطوات الضمّ، تداعيات كبيرة على جميع المستويات". ووفقاً للمصادر نفسها، فإن للرياض "نفوذاً كبيراً؛ اقتصادياً وأمنياً، بل وقدرة على إغلاق المجال الجوي". وذكر التقرير أن "الرسالة السعودية واضحة، لا لُبس فيها: الضمّ سيغلق الباب أمام أي اتفاقيات مستقبلية مع إسرائيل".

دعم أميركي

وقال نتنياهو إنه "سيأتي الرد على أحدث محاولة لفرض دولة علينا... بعد عودتي من الولايات المتحدة؛ انتظروا"، مشيراً في بيانه إلى أن أي خطوة يتخذها في نهاية المطاف يجب أن تحظى بدعم الإدارة الأميركية، ووفق التقرير "فهو دعم لم يُمنح بعد".وذكرت "هآرتس" أنه "ربما كان بيان نتنياهو الغامض، الذي أشار إلى أن رداً عملياً قادماً، يهدف إلى إغراق وسائل الإعلام مرة أخرى بأحلام اليمين، بالضم الكامل".ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطّلع على التفاصيل، أن محيط نتنياهو يُقدر بأن إعلان الضمّ، غير ممكن في ضوء تهديد الإمارات بأن مثل هذه الخطوة ستُضرّ بـ"اتفاقيات أبراهام".

عقوبات إسرائيلية

وفي الوقت نفسه، يبحث المقرّبون من نتنياهو خطواتٍ مثل نقل المنطقة ب إلى نفس وضع المنطقة ج، أي وضع المسؤولية العسكرية والمدنية الإسرائيلية، بدلاً من المسؤولية المدنية الفلسطينية. كما بحثت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، سلسلةً من العقوبات المحتملة ضد الدول التي تعترف بدولة فلسطينية، إذ اعتبرت تل أبيب، إلغاء تأشيرات الدخول إلى رام الله لدبلوماسيي هذه الدول، إلى جانب احتمال إغلاق قنصلياتها، "رداً قوياً". وبحسب التقرير، يستهدف هذا الرد بشكل رئيسي، القنصلية الفرنسية، لأنها تقود، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، التحرك نحو الاعتراف الجماعي بالدولة الفلسطينية. يأتي ذلك فيما أبلغت إسرائيل السعودية، عبر اتصال بين وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، وديوان ولي العهد، محمد بن سلمان، أنها غير مستعدة في هذه المرحلة لأي مسار سياسي مع السلطة الفلسطينية، بما يشمل التفاوض أو خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية، وبالتالي فإنها ترفض الشروط السعودية للمضي في مسار تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، وفق ما أوردت صحيفة "يسرائيل هيوم"، السبت. ونقلت الصحيفة عن "مصادر دبلوماسية أميركية وعربية"، أن ديرمر أجرى اتصالا مع الجانب السعودي قبل أسابيع، وطلب ولي العهد السعودي، خلاله توضيحات من إسرائيل بشأن خططها لإنهاء الحرب على غزة، واليوم التالي للحرب. وخلال الاتصال، قال ديرمر إن إسرائيل "ماضية في هزيمة حركة حماس والتأكد من أنها لن تعود لرفع رأسها"، مشدداً رفض الحكومة الإسرائيلية مناقشة تشكيل أي جسم لإدارة القطاع بعد الحرب، ورفضها إشراك السلطة الفلسطينية في مثل هذا الترتيب.

 

توغل إسرائيلي باتجاه غرب مدينة غزة... والقصف يخلّف عشرات القتلى/الأونروا: 1.9 مليون نازح داخل القطاع

غزة/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

قالت السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية فجرت المزيد من المباني السكنية في مدينة غزة اليوم الأحد، مما أسفر عن مقتل 31 فلسطينيا على الأقل ودفع كثيرين آخرين إلى الفرار، في الوقت الذي تتوغل فيه الدبابات الإسرائيلية أكثر في المدينة المكتظة بالسكان. وبعد مرور ما يقرب من عامين على بداية الحرب، تصف إسرائيل مدينة غزة بأنها آخر معقل لحركة «حماس». ويهدم الجيش الإسرائيلي المباني السكنية قائلاً إن الحركة تستخدمها منذ بدء هجومه البري على المدينة هذا الشهر. وقال مسعفون إن امرأة حبلى وطفليها كانوا من بين القتلى اليوم الأحد. ولم يدل الجيش الإسرائيلي بأي تعليق بعد بشأن القتلى، لكنه أصدر بيانا قال فيه إن قواته قتلت «عددا» من المسلحين. وذكر شهود اليوم الأحد إن الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه الغرب عبر حي تل الهوا في جنوب شرق المدينة. وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن أكثر من 450 ألف شخص غادروا المدينة منذ بداية سبتمبر (أيلول). وتشكك «حماس» في ذلك، وتقول إن أقل من 300 ألف شخص غادروا وإن نحو 900 ألف آخرين ما زالوا بها. وفي جنوب إسرائيل، دوت صفارات الإنذار عندما أطلق مسلحون من غزة صاروخين عبر الحدود، وتم اعتراض أحدهما وسقط الآخر في منطقة مفتوحة، حسبما قال الجيش. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وفيات جديدة بسبب المجاعة

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، إنها سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية 4 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 440 شخصا، من بينهم 147 طفل. وأضافت وزارة الصحة في غزة، في بيان، أن 75 قتيلا و304 مصابا وصلوا مستشفيات القطاع في الساعات الـ24 الماضية جراء الهجمات الإسرائيلية. وأشارت الوزارة إلى ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 65283 شخصا منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأعلنت مصادر طبية، عن مقتل ما يقرب من 31 شخصاً وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، منذ فجر اليوم (الأحد)، جراء القصف الإسرائيلي على القطاع. ووصل إلى مستشفى الشفاء 26 قتيلاً، وإلى مستشفى الأهلي العربي «المعمداني» قتيلان، وإلى مستشفى العودة قتيل، ومستشفى ناصر 3 قتلى، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)». وبدأ الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، حملة مكثفة تستهدف هدم المباني الشاهقة بمدينة غزة، إلى جانب هجومه البري. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه هدم ما يصل إلى 20 من أبراج مدينة غزة، خلال الأسبوعين الماضيين، وإنه يعتقد أن نحو 350 ألف شخص غادروا المدينة، منذ بداية شهر سبتمبر (أيلول). ومع ذلك، لا يزال هناك 600 ألف تقريباً في المدينة.

1.9 مليون نازح

وفي السياق، أفادت «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)»، اليوم، بأن 9.‏1 مليون شخص نازحون قسراً في قطاع غزة. وقالت «الأونروا»، في منشور على صفحتها بموقع «فيسبوك»، اليوم: «منذ عامين طويلين جداً، تدعو (الأونروا) إلى وقف إطلاق النار في غزة. حجم المعاناة والدمار لا يمكن تصوره».

وأضافت الوكالة: «قُتِل وجرح عشرات الآلاف، بمن فيهم نساء وأطفال»، وقالت: «في يوم السلام، ندعو مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار الآن».

انتقادات من الغرب

وأثار الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة انتقادات دولية ودفع بعض حلفاء إسرائيل الغربيين إلى إعلان عزمهم الاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اعتراف بلاده بدولة فلسطينية في تغيير لسياسة تتبعها بريطانيا منذ فترة طويلة. ويأتي ذلك على الرغم من معارضة إسرائيل الشديدة ورفض الولايات المتحدة أقرب حلفاء بريطانيا.ويثير الهجوم أيضا مخاوف عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة. ويُعتقد أن 20 من 48 رهينة بقطاع غزة ما زالوا على قيد الحياة. واحتشد الآلاف مساء أمس السبت أمام مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس مطالبين إياه بعقد صفقة تنهي الحرب وتعيد الرهائن إلى ديارهم. وقال ميشيل إيلوز الذي خطف مسلحون نجله جاي من مهرجان موسيقي خلال الهجمات التي شنتها «حماس» وأشعلت فتيل الحرب «أتهم رئيس الوزراء بأنه يقودنا منذ عامين إلى طريق مسدود، نحو حرب لا نهاية لها، وبالتخلي عن أحبائنا. لماذا؟».ووفقا للإحصاءات الإسرائيلية فقد أدت هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم إنه «تمّ رصد إطلاق قذيفتيْن صاروخيتين من قطاع غزة حيث اعترض سلاح الجو إحداهما بينما سقطت الثانية في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات»، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت وتيرة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات والمدن المجاورة للقطاع بشكل كبير، مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثاني، بعد الهجوم الذي شنته حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

 

ترحيب في غزة بخطوة بريطانيا وكندا وأستراليا... و«مرارة» بإسرائيل

غزة: «الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

أثار اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين، الأحد، ردود فعل متباينة؛ إذ أشاد فلسطينيون في غزة بهذه الخطوة معتبرين أنّها بارقة أمل، في حين أعرب إسرائيليون عن غضب وقلق، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وفي غزة، رأى كثر في هذا الاعتراف إقراراً بوجودهم بعد نحو عامين من الحرب المدمّرة بين إسرائيل و«حماس»، والتي اندلعت في أعقاب تنفيذ الحركة هجوماً على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقالت سلوى منصور (35 عاماً)، وهي نازحة من رفح (جنوباً) إلى المواصي (جنوباً) التي صنّفها الجيش الإسرائيلي «منطقة إنسانية»: «يجب ألا نكون أرقاماً في نشرات الأخبار»، مضيفة أنّ «هذا الاعتراف يقول إنّ العالم بدأ يسمع صوتنا، وهذا في ذاته انتصار معنوي يمكن أن يكون بداية لأمل أكبر». وتابعت: «رغم كلّ الألم والموت والمقتلة التي نعيشها، نتمسّك بأي شيء فيه أمل ولو صغيراً». وأصبحت بريطانيا وكندا أول عضوين في «مجموعة السبع» يتخذان خطوة الاعتراف بدولة فلسطين، في محاولة للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وفي إطار سعيه للسيطرة على مدينة غزة (شمالاً)، كثّف الجيش الإسرائيلي مؤخراً هجماته الجوية، وشنّ هجوماً كبيراً على المنطقة. وحتى الآن، نزح أكثر من 550 ألف شخص من المدينة الكبرى في القطاع إلى جنوبه، بحسب ما أفاد الجيش، الأحد. في الأثناء، أفاد الدفاع المدني في القطاع بمقتل 32 شخصاً على الأقل، الأحد، في مدينة غزة بضربات إسرائيلية. وأعرب محمد أبو خوصة (23 عاماً) المقيم في دير البلح (وسطاً)، عن أمله أن تعترف دول أخرى بدولة فلسطين. وقال: «دولة مثل بريطانيا، وكندا أيضاً، تعترفان بنا الآن، هذا يقلّل بعضاً من شرعية إسرائيل ويعطي قضيّتنا دفعة أمل جديدة». ورأى أنّ هذه الخطوة قد «تؤدي إلى أن يعترف بنا العالم أجمع... ويكون هناك أمل في انتهاء الحرب».

«لا يكفي»

لكن لم يتعامل جميع الفلسطينيين بإيجابية مع هذه الخطوة الرمزية؛ إذ أعرب البعض عن تشكيكهم في ما قد تفضي إليه. وقال محمد عزام المقيم في رام الله في الضفة الغربية المحتلة، إنّ الاعتراف وحده «لا يكفي؛ لأنّ هناك دولاً سبق أن اعترفت بفلسطين، اعترفت بها منذ سنوات، لكن ذلك لم يؤدِّ إلى أي نتائج».وأضاف: «على العكس من ذلك، كل يوم تتزايد اعتداءات المستوطنين، والقتل يتزايد، والاعتقالات تتزايد، والمداهمات والسرقات تتزايد، والحواجز تملأ الضفة الغربية بأكملها». وتابع: «لقد عزلوا الضفة الغربية ومدنها وقراها. حتى لو اعترفت الدول الأوروبية (بدولة فلسطين)، فإنّ ذلك في الحقيقة لن يفيدنا أبداً». وفي أعقاب إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا، دعا الوزيران الإسرائيليان اليمينيان المتطرفان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، إلى ضم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة، تصاعدت أعمال العنف في الضفة، في حين قامت إسرائيل بتوسيع المستوطنات في جميع أنحائها.

«مرارة»

في القدس، اعتبر إسرائيليون أن هذه الخطوة خطيرة وسابقة لأوانها. وقال تامار لومونوسوف من سكان بيت شيمش: «لا أعتقد أنّ مكاناً إرهابياً مثل غزة، حيث لا يحصل حتى شعبهم على ما يحتاج إليه، يجب أن يكون دولة». وأضاف: «إنهم يحاولون فقط إيجاد حل للقتل والقتال مع إسرائيل». بدورها، حذرت مورييل أمار (62 عاماً)، وهي فرنسية - إسرائيلية، من أنّ خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية ستتجاهل حقائق رئيسية، من بينها مصير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة. ومن أصل 251 شخصاً اختُطفوا خلال هجوم «حماس» على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، لا يزال 47 محتجزين في غزة، من بينهم 25 قضوا، وفقاً للجيش الإسرائيلي. وقالت أمار: «ما داموا لم يعودوا إلى ديارهم، لا أدري كيف يمكننا طي الصفحة». ورأت أنّ هذه الخطوة ستكون «بمثابة تأكيد للجماعات الإرهابية مثل (حماس) أنّها على حق، ومن شأنها أن تسبّب... مرارة في الجانب الإسرائيلي».

وتأتي تصريحات أمار في حين من المرتقب أن تعترف فرنسا مع دول أخرى بدولة فلسطين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ الاثنين في نيويورك.وتسبّب هجوم «حماس» في مقتل 1219 شخصاً في إسرائيل، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وقُتل 65 ألفاً و283 فلسطينياً على الأقل، معظمهم من المدنيين، في قطاع غزة جراء الحملة العسكرية العنيفة التي باشرها الجيش الإسرائيلي عقب الهجوم، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

 

اعترافات تاريخية بفلسطين عشية «مؤتمر الدولتين» ...بريطانيا وكندا وأستراليا تنضم للداعمين الدوليين... ونتنياهو يعتبر الخطوة «تهديداً وجودياً»

نيويورك: علي بردى رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

عشية مؤتمر مرتقب بشأن «حل الدولتين»، حظيت فلسطين باعترافات تاريخية، يوم الأحد، من بريطانيا وكندا وأستراليا التي أعلنت مواقفها بشكل متزامن تقريباً. وجاءت مواقف أحدث الدول اعترافاً بفلسطين لترفع عدد الدول التي تتخذ الموقف ذاته إلى 152 دولة، في حين يُنتظر الإعلان عن المزيد من الاعترافات خلال المؤتمر المرتقب حول «حل الدولتين» برئاسة سعودية - فرنسية مشتركة، والذي يُعقد في القاعة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في الساعة الثالثة بعد ظهر الاثنين بتوقيت نيويورك (الثامنة مساء بتوقيت غرينتش). ويُتوقع أن تُلقى في المؤتمر كلمتان رئيسيتان للسعودية وفرنسا، على أن تعقبهما كلمات لممثلي الدول التي قررت الاعتراف بدولة فلسطين، والدول الأخرى التي تعتزم القيام بذلك. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، في تحوّل جذري في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة. وقال ستارمر في كلمة مصوّرة نُشرت على منصة «إكس»: «اليوم، لإحياء الأمل بالسلام للفلسطينيين والإسرائيليين، وحل الدولتين، تعلن المملكة المتحدة رسمياً الاعتراف بدولة فلسطين». كما أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الأحد، أن بلاده اعترفت بدولة فلسطينية. وقال كارني خلال الاعتراف إن «إسرائيل تعمل بشكل ممنهج لمنع قيام دولة فلسطينية». وأضاف أن اعتراف كندا بدولة فلسطين يأتي ضمن جهد دولي منسق لتحقيق «حل الدولتين». بدورها، اعترفت أستراليا أيضاً بدولة فلسطين، وقال بيان رسمي بشأن الخطوة إنها تأتي في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق «حل الدولتين».

ترحيب فلسطيني

ورحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، باعتراف كل من بريطانيا وأستراليا وكندا بدولة فلسطين، معتبراً ذلك «خطوة على طريق السلام العادل والدائم». وقال عباس في بيانات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، إن الاعتراف يشكّل «خطوة مهمة وضرورية على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية» وأكد أن «الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة، والذهاب إلى التعافي وإعادة الإعمار، ووقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين». ورأى أن اعتراف هذه الدول بـ«حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حريته وتجسيد استقلاله، سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام وحسن جوار».

«تهديد وجودي»

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيقاتل ضد الدعوات لإقامة الدولة الفلسطينية، وضد ما وصفه بالدعاية ضد إسرائيل، معتبراً أن الدولة الفلسطينية تهدد وجود إسرائيل. وقال نتنياهو في اجتماع الحكومة الإسرائيلية، الأحد: «سأحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعده مباشرةً سألتقي بصديقنا الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب. في الأمم المتحدة، سأعرض الحقيقة. حقيقة إسرائيل، الحقيقة الموضوعية في نضالنا العادل ضد قوى الشر، ورؤيتنا للسلام الحقيقي - السلام من خلال القوة». وأضاف: «علينا أن نناضل، في الأمم المتحدة وفي جميع المحافل، ضد الدعاية الكاذبة ضدنا، والدعوات إلى إقامة دولة فلسطينية تُهدد وجودنا وتُمثل مكافأةً سخيفةً للإرهاب. سيستمع المجتمع الدولي إلينا بشأن هذا الموضوع في الأيام المقبلة». وأردف: «بعد التجمع، سألتقي بصديقي الرئيس ترمب. ستكون هذه المرة الرابعة التي ألتقيه فيها منذ بداية ولايته الثانية؛ أي أكثر من أي زعيم عالمي آخر. ولدينا الكثير لمناقشته».

زخم كبير

وبدا من سلسلة الاعترافات التي فاقت التوقعات بدولة فلسطين من بلدان رئيسية، أن المبادرة السعودية - الفرنسية حظيت بزخم كبير عشية انطلاق الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تُعقد هذه السنة تحت شعار: «معاً أفضل: 80 عاماً وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان»، مما وضع القضية الفلسطينية في صدارة النزاعات الدولية. وصدّقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أسبوع تقريباً، بغالبية ساحقة، على «إعلان نيويورك» الذي انبثق من «المؤتمر الدولي الرفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وحلّ الدولتين»، وصدر القرار بأكثرية 142 دولة، ومعارضة 10 دول، وامتناع 12 دولة عن التصويت. كما تحوّلت القضية إلى صدام دبلوماسي عالمي لا سابق له ليس فقط مع إسرائيل، بل أيضاً مع الولايات المتحدة التي تقدم لها دعماً غير مشروط في حربها الدائرة منذ عامين ضد «حماس»، والتي يصفها خبراء الأمم المتحدة الآن بأنها باتت عملية «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين في غزة. وترفض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذه التوجهات الدولية المدفوعة من أكبر حلفائها وأقدمهم عبر العالم.

أولوية فلسطينية

وتعد المبادرة خريطة طريق لوقف الحرب في غزة وإعادة إعمارها وضمان التقدم نحو السلام القائم على قرارات الشرعية الدولية. وترتبط الاعترافات بالدولة الفلسطينية بصورة وثيقة بخطة «اليوم التالي» المكونة من 42 نقطة، والتي تضمنها «إعلان نيويورك» الذي حظي بمصادقة كاسحة من دول العالم، وهي تحدد «خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها» نحو «حل الدولتين» بمجرد إعلان وقف النار في غزة. وتشمل الخطوات العملية إنشاء «لجنة إدارية انتقالية» للإشراف على حكم القطاع، وإنشاء قوة استقرار برعاية الأمم المتحدة لتوفير الأمن.

ورغم قرار إدارة ترمب منع دخول الوفد الفلسطيني بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الولايات المتحدة والمشاركة في اجتماعات نيويورك، طغى مؤتمر «حل الدولتين» على ما عداه من القضايا الكبرى التي تشغل العالم، بما فيها غزو روسيا لأوكرانيا وآثاره البعيدة على الهيكل الأمني لأوروبا، والتحول الجذري الذي تشهده سوريا منذ سقوط حكم الرئيس بشار الأسد في نهاية العام الماضي؛ إذ سيكون الرئيس أحمد الشرع أول زعيم سوري يتحدث على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في مثل هذه المناسبة منذ تأسيس المنظمة الدولية عام 1945، علماً أن الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي زار المقر الرئيسي للأمم المتحدة صيف عام 1967 على أثر «النكسة» العربية في حرب يونيو (حزيران) من ذلك العام. ويزيد الزيارة أهمية أن الشرع عبر عن انفتاحه على التوصل إلى تفاهمات أمنية جديدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمر الذي يغري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ويدعم سرديته بأنه صانع سلام يستحق «جائزة نوبل» لدوره في منع النزاعات والحروب بين بلدان عدة في كل أنحاء المعمورة.

ضعف الأمم المتحدة

ولا يخفي ذلك الاهتمام حال الضعف التي أصابت الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن باعتباره أقوى أداة عالمياً مكلفة بصون الأمن والسلم الدوليين، بسبب إخفاقها في تسوية نزاعات خطرة تزعزع أركان النظام الدولي القائم على القواعد المثبتة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي صمدت حتى في ذروة الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة، والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي السابق. ولم تتمكن الأمم المتحدة برمزيتها كمنتدى للدبلوماسية المتعددة الأطراف من تعويض تراجع الأحادية القطبية للولايات المتحدة لمصلحة شعارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب «أميركا أولاً»، وسعيه المحموم إلى وضع المنظمات الدولية في خدمة أجندته «لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، مقدماً إياها على ضرورة تضافر الجهود الدولية لتسوية النزاعات، وأبرزها عربياً حرب غزة التي تصفها تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بأنها عملية إبادة تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى الاضطرابات المستمرة في السودان وليبيا واليمن. وبموازاة القضية الفلسطينية، يترقب المشاركون في اجتماعات الأمم المتحدة وصول الرئيس ترمب إلى المنتدى الذي لا يعيره اهتماماً كبيراً، ولكنه يريد استخدام المنبر الرخامي الأخضر الشهير تحت قبة الجمعية العامة لمخاطبة بقية زعماء العالم، في وقت تواجه فيه الأمم المتحدة ضائقة بسبب خفض المساهمة المالية الأميركية في ميزانية المنظمة الدولية، في إشارة واضحة إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة، وتقدم فرنسا والمملكة المتحدة وحتى روسيا لاحتلال مركز أكبر، في مواجهة نفوذ متعاظم وسريع للصين.

توازنات مختلفة

وانعكست المقاربات الجديدة لإدارة الرئيس ترمب ليس فقط على المسألة الفلسطينية، وهي الملف الأقدم الذي يرافق الأمم المتحدة منذ إنشائها في الأربعينات من القرن الماضي، بل أيضاً على التوازنات الدولية؛ إذ انحازت الولايات المتحدة مرات عدة إلى روسيا في مجلس الأمن، بما في ذلك في فبراير (شباط) الماضي عندما انضمتا معاً إلى رفض قرار يندد بغزو أوكرانيا. ويعتقد مدير الأمم المتحدة لدى مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غاون أن «نهج إدارة ترمب حيال الأمم المتحدة كان مدمراً، وفي بعض الأحيان ثأرياً». ووافقه في ذلك المسؤول في منظمة «هيومان رايتس ووتش» فيديريكو بوريلو الذي قال إن النظام المتعدد الأطراف «يواجه تهديداً وجودياً»، مضيفاً أن «المعايير تضعف عندما ترتكب دول قوية، بما فيها دول أعضاء دائمة في مجلس الأمن، انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي، أو تتواطأ في ارتكابها، كما يحدث في غزة وأوكرانيا وأماكن أخرى». غير أن الناطق باسم البيت الأبيض ديفيس إنغل قال إن ترمب «سيطرح رؤيته لأميركا وعالم آمنين ومزدهرين وسلميين» في الجمعية العامة، مضيفاً أنه «تحت قيادة الرئيس ترمب، استعادت بلادنا قوتها، مما جعل العالم بأسره أكثر استقراراً». وفي أحد الأمثلة على التعاون مع الحلفاء المعتادين، تدعم الولايات المتحدة تحرك الحكومات الأوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب انتهاكها للاتفاق النووي لعام 2015. ويرى مسؤولون في إدارة ترمب أن الأمم المتحدة تعاني «سوء الإدارة وعدم فاعلية برامج حفظ السلام والتنمية»؛ ولذلك لا ينبغي تمويلها بأموال دافعي الضرائب الأميركيين. ويعتقدون أن الولايات المتحدة قادرة على ممارسة نفوذها العالمي خارج نطاق الأمم المتحدة ومؤسساتها العديدة، مجادلين بأن «المنظمة الدولية عاجزة عن معالجة الأزمات، وتزداد عداء لإسرائيل»، وفق زعمهم.

 

الشرع: أرغب بلقاء ترامب مجدداً.. وطردنا إيران وحزب الله

المدن/21 أيلول/2025

قال الرئيس السوري أحمد الشرع إنه يرغب في لقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب مجدداً، مؤكداً أن على المجتمع الدولي ألا يخذل السوريين مجدداً. جاء ذلك في مقابلة للشرع مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، والتي نشرت مقتطفات من مقابلة كاملة ستعرض لاحقاً، وذلك بالتزامن مع وصول الرئيس السوري، اليوم الأحد، إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

إعادة العلاقات

وقال الشرع خلال المقابلة، إنه يرغب بلقاء ترامب مجدداً من أجل إعادة العلاقات السورية- الأميركية إلى مسارها الصحيح وتعزيزها، بشكل مباشر وجيد، واصفاً قرار الرئيس الأميركي برفع العقوبات عن سوريا، بـ"التاريخي والشجاع". وأضاف أن "على المجتمع الدولي ألا يتواطأ مجدداً في قتل الشعب السوري بتعطيل رفع العقوبات (...) العالم خذل سوريا واليوم بإمكانهم المساعدة". واعتبر أن إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وتولي إدارته الحكم في سوريا، أعاد الأمل للاجئين والنازحين ليتمكنوا من العودة إلى وطنهم. وأضاف "وقفنا إلى جانب شعبنا الذي قُصِف بالأسلحة الكيميائية، وواجهنا تنظيم الدولة (داعش)، وطردنا الميليشيات الإيرانية وحزب الله من المنطقة".

زيارة تاريخية

ووصل الشرع، اليوم الأحد، إلى نيويورك في زيارة وصفت بـ"التاريخية"، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكون بذلك  أول رئيس سوري يتحدث أمام الجمعية العامة منذ نور الدين الأتاسي في العام 1967.

ويرافق الشرع وفد رفيع المستوى يضم أربعة وزراء على الأقل، كما أنه المقرّر أن تستمر الزيارة لمدة خمسة أيام، يلتقي فيها الرئيس السوري مع عدد رؤساء دول العالم، إلى جانب إلقاء كلمة بلاده أمام الجمعية العامة، كأول رئيس سوري يقوم بذلك منذ نحو 6 عقود. ولا تزال الأمم المتحدة تفرض عقوبات على الشرع بسبب ماضيه، كما يتوجب عليه الحصول على استثناء خاص لكلّ مرة يسافر فيها إلى الخارج. وكان الشرع قد التقى ترامب في السعودية في 14 أيار/ مايو الماضي، حيث أعلن الأخير من هناك رفع العقوبات الأميركية المفروضة عن سوريا، وذلك في لقاء وصف حينها بـ"التاريخي".

 

رسالة من أسعد الشيباني إلى توم براك

النهار/21 أيلول /2025

نشر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الأحد، صورة على حسابه في “إكس”، أرفقها برسالة شكر للمبعوث الأميركي الخاص توم براك على الدعم الذي قدمه خلال زيارة وفد سوري إلى العاصمة الأميركية.

وقال الشيباني في منشوره على “إكس”: “بكل فخر وامتنان نتقدم بالشكر والتقدير لسعادة المبعوث الأميركي الخاص لسوريا توم براك على الدعم والمشاركة في زيارتنا إلى واشنطن، حيث حملنا صوت الشعب السوري إلى مؤسسات الكونغرس ووزارة الخارجية، ورفعنا العلم السوري فوق سفارتنا”. وأضاف الشيباني أن “سوريا تستحق الأفضل دائماً”. وتعد زيارة الشيباني أول زيارة يقوم بها وزير سوري للخارجية إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من 25 عاماً، حيث كانت آخر زيارة من هذا النوع في كانون الأول/ ديسمبر 1999، عندما زار وزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع البيت الأبيض لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل. والتقى الشيباني في واشنطن، الخميس، عدداً من المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية، وذلك بحضور المبعوث براك. وجرى خلال اللقاء “بحث سبل إعادة ربط الاقتصاد السوري بالنظام المالي العالمي بشكل مسؤول وآمن”، و”بما يضمن تعزيز الجهود المشتركة في مكافحة تمويل الإرهاب”، وفق بيان وزارة الخارجية السورية. وقالت الوزارة إن “ذلك في إطار الزيارة التاريخية التي يجريها وزير الخارجية إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات موسعة”.

أسعد الشيباني

 

اتفاق وشيك بين إسرائيل وسوريا.. ونتنياهو يجمع وزراءه

العربية/21 أيلول/2025

مع تصاعد الحديث عن قرب الاتفاق بين إسرائيل وسوريا حول الوضع في الجنوب السوري، يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، اجتماعًا مع كبار الوزراء ومسؤولي الأمن لبحث الاتفاق المحتمل

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سيطلع نتنياهو وباقي المشاركين في الاجتماع على المحادثات مع سوريا والتنازلات التي قد تضطر إسرائيل إلى تقديمها في إطار الاتفاق الأمني.

فيما ذكرت مصادر إسرائيلية أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً لتقليص الفجوات في المفاوضات الجارية بين دمشق وتل أبيب، وفق ما أفادت “هيئة البث الإسرائيلية”. وأشارت إلى أن “الضغط الأميركي حقق تقدما في المفاوضات إلا أن الاتفاق الأمني لا يزال غير ناضج”.

ما الذي تريده إسرائيل؟

إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة أن الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه يهدف إلى استبدال اتفاق فصل القوات وفك الاشتباك الموقع عام 1974

كما أشارت إلى أن إسرائيل ترفض العودة لاتفاق “فك الاشتباك”، وقدمت مقترحا خطياً مغايراً عبر المبعوث الأميركي توم براك.

جبل الشيخ وسيطرة جوية

وتتمسك تل أبيب بالبقاء في مرصد جبل الشيخ وأطرافه، مع توسيع المنطقة العازلة، وإقامة ثلاث مناطق مخففة من السلاح، فضلا عن ارساء ترتيبات أمنية تصل إلى أطراف دمشق، مع سيطرة جوية في الجنوب، حسب ما أفادت مجلة “المجلة”. كذلك يطالب الجانب الإسرائيلي بممر جوي الى حدود العراق للوصول إلى إيران، مع استعداده لبعض الانسحابات، بالإضافة إلى تنازل كامل عن الجولان.

مطالب دمشق

في المقابل، طالبت دمشق بتفعيل اتفاق فك الاشتباك للعام 1974، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد سقوط النظام السابق في الثامن من كانون الاول 2024. كما أبدت استعدادها لتوقيع اتفاق أمني جديد يراعي أمن إسرائيل وسيادة سوريا، رابطة التطبيع والانضمام للاتفاقات الابراهيمية بمستقبل هضبة الجولان

كذلك أكدت سوريا تمسكها باحترام المجال الجوي السوري، مطالبة بمراقبة القوات الدولية “اندوف” تنفيذ الاتفاق. في حين شدد مسؤول إسرائيلي على أن إسرائيل لن توافق على الانسحاب من الجانب السوري من جبل الشيخ، وفق ما نقلت القناة الثانية عشر الإسرائيلية. وقال المسؤول: “نحن لا نثق فعليًا بهذا النظام السوري، لكن الاتفاق قد يمنع التصعيد ويُسهم في استقرار الوضع على الحدود”. أتت تلك المعلومات بعدما التقى ديرمر وزير الخارجية السوري أسعد شيباني والمبعوث الأميركي توم براك في لندن، الأربعاء الماضي. فيما أوضح مسؤول أميركي رفيع أن الجانبين اتفقا خلال هذا الاجتماع على تسريع المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع المقبلة. كما جاءت مع تأكيد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده تقترب من الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي حول تسوية الأوضاع الأمنية في الجنوب السوري.

 

سوريا تجري الانتخابات البرلمانية في 5 أكتوبر

دمشق/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، اليوم الأحد، إن سوريا ستجري أول انتخابات برلمانية في ظل حكم الإدارة الجديدة بالخامس من أكتوبر (تشرين الأول). ومن المتوقع أن يرسي البرلمان الجديد الأساس لعملية ديمقراطية أوسع نطاقاً بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في أعقاب حرب أهلية استمرت قرابة 14 عاماً. ويقول منتقدون إن الأقليات تفتقر إلى المشاركة الكافية في إدارة شؤون سوريا في ظل النظام الحالي. وسيقع على عاتق البرلمان أيضاً إقرار التشريعات التي تهدف إلى إصلاح السياسات الاقتصادية التي تسيطر عليها الدولة منذ عقود والتصديق على المعاهدات التي يمكن أن تعيد تشكيل تحالفات سوريا السياسية. وقالت «سانا» إن التصويت لمجلس الشعب المؤلف من 210 أعضاء سيجري في جميع «الدوائر الانتخابية» رغم قول لجنة الانتخابات الشهر الماضي إن التصويت سيتأخر في ثلاث محافظات بسبب مخاوف أمنية. وسيعين الرئيس أحمد الشرع ثلث المشرعين في مجلس الشعب. وكانت سوريا قالت إن الانتخابات ستنعقد في سبتمبر (أيلول) وإن التصويت سيجرى في السويداء، التي شهدت اشتباكات في يوليو (تموز) بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية سنية، وكذلك في محافظتي الحسكة والرقة اللتين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على أجزاء منهما. وفي مارس (آذار)، أصدرت سوريا إعلاناً دستورياً لتحديد مسار الفترة الانتقالية تحت قيادة الشرع.

 

الرئيس السوري: أود لقاء ترمب مجددا... ويجب استعادة العلاقات بين البلدين

نيويورك/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

قال الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة مع شبكة «سي.بي.إس نيوز»، اليوم الاحد، إنه يريد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجددا، داعيا إلى استعادة العلاقات بصورة «مباشرة وجيدة» بين البلدين. واضاف الشرع إن ترمب «قام بخطوة كبيرة جدا تجاه سوريا برفع العقوبات بقرارات سريعة وشجاعة»، لكنه استدرك قائلا: «على العالم ألا يتواطأ مجددا على الشعب بتعطيل رفع العقوبات». وأشار الرئيس السوري إلى أن ترمب «أدرك أن سوريا يجب أن تكون آمنة ومستقرة وموحدة وهذا ذو أهمية كبيرة ليس لسوريا فحسب بل لكل دول العالم». وتابع :«نريد مناقشة العديد من القضايا المهمة بين سوريا والولايات المتحدة. يجب أن نستعيد العلاقات بطريقة مباشرة وجيدة». وشدد الشرع على أن السلطات الجديدة أعادت الأمل للاجئين والنازحين كي يتمكنوا من العودة لوطنهم.

 

إردوغان سيلتقي الشرع في نيويورك ويؤكد أن تركيا ستسخر إمكاناتها لدعم دمشق ...تدريب عناصر من الجيش السوري بموجب مذكرة التعاون الدفاعي

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن بلاده ستواصل دعمها سوريا، وأنها ستسخر جميع إمكاناتها لتزداد قوة، وأنها لن تتركها وحيدة. وقال إن حضور الرئيس السوري، أحمد الشرع، اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة تطورٌ مُرحّبٌ به للغاية بالنسبة إلى تركيا. وأضاف إردوغان، خلال تصريحات أدلى بها في «مطار أتاتورك الدولي» بإسطنبول قبيل مغادرته إلى نيويورك، الأحد، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه سيلتقي الشرع، على هامش الاجتماعات؛ لبحث مستجدات الأوضاع في سوريا. وتابع أنه سيستقبل الشرع في أنقرة لاحقاً على رأس وفد رسمي سوري، قائلاً: «لن نترك سوريا وحيدة، وسنسخر كل الإمكانات كي تزداد قوة يوماً بعد يوم، وتسعدنا مشاركة الإدارة السورية الجديدة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، لا سيما بعد أن تخلصت جارتنا سوريا من حقبة دموية مظلمة استمرت 14 عاماً». وأضاف إردوغان أنه على ثقته بأن «اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سيسهم في تحقيق السلام الدائم لإخواننا السوريين الذين عانوا آلاماً كبيرة ودفعوا أثماناً باهظة من أجل حريتهم». وزاد إردوغان أن «حصول سوريا على هويتها واستقلالها بعد سقوط نظام (حزب) البعث في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولد شعوراً بالارتياح لتركيا أيضاً بصفتها جارة لها»، لافتاً إلى أن «الزيارات المستمرة للمسؤولين الأتراك إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتعزيزهم تضامن أنقرة مع دمشق، ساهما في بدء مرحلة جديدة لدى سوريا».

تحذير لـ«قسد»

وكان إردوغان قد التقى الشرع على هامش القمة العربية - الإسلامية الطارئة في الدوحة، التي عقدت الأسبوع الماضي، وأعقبتها زيارة من رئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالين، إلى دمشق، الثلاثاء الماضي، التقى خلالها الشرع وبحث معه التطورات في سوريا، بالتركيز على تطورات تنفيذ اتفاق دمج «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في مؤسسات الدولة السورية، الموقع بين الشرع وقائد «قسد»، مظلوم عبدي، في دمشق يوم 10 مارس (آذار) الماضي. في السياق ذاته، نقلت صحيفة «ميلّيت» التركية عن الشرع أن هناك أجنحة داخل «قسد» و«حزب العمال الكردستاني» عرقلت تنفيذ «اتفاق دمشق»، وأبطأت العملية التي انطلقت لتحقيق السلام الداخلي في تركيا، التي دعا إليها زعيم «حزب العمال الكردستاني»، عبد الله أوجلان، في 27 فبراير (شباط) الماضي، حيث دعا «الحزب» المجموعات المرتبطة به إلى حل نفسها وإلقاء أسلحتها، لافتاً إلى أن «قسد» عدّت نفسها خارج تلك العملية، وأن هذا يشكل تهديداً للأمن القومي لتركيا والعراق. وذكر الشرع أن إدارته أقنعت تركيا بعدم شنّ عملية عسكرية ضد «قسد» بعد إطاحة الأسد، وإعطاء فرصة للمفاوضات، وأن «اتفاق 10 آذار» شكّل، لأول مرة، مساراً مدعوماً من الولايات المتحدة وتركيا للحل. وحذر بأن فشل دمج «قسد» حتى نهاية العام الحالي، قد يدفع تركيا إلى التحرك عسكرياً ضدها.

ويتطابق تحذير الشرع مع تحذيرات سابقة من رئيس تركيا رجب طيب إردوغان ووزيرَيه؛ للخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، بأنه إذا لم تنفذ «قسد» الاتفاق مع دمشق، وإذا لم تُلقِ «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تقود «قسد»، أسلحتها ويغادر عناصرها من الأجانب الذين جلبتهم من أنحاء العالم، الأراضي السورية، فإنها لن تبقى صامتة. وتؤكد أنقرة أن دعوة أوجلان لحل «العمال الكردستاني» تشمل أيضاً «الوحدات» الكردية و«قسد»، لكن «قسد» أكدت أنها ليست معنية بدعوة أوجلان.

تدريبات لجنود سوريين

في الوقت ذاته، بدأ الجيش التركي تدريب عناصر من قوات الدفاع الجوي والمشاة وقوات الكوماندوز من الجيش السوري، في إطار مذكرة التفاهم للتعاون في مجال التدريب والاستشارات والدفاع، التي وقعها وزيرا الدفاع؛ التركي يشار غولر، والسوري مرهف أبو قصرة، في أنقرة يوم 13 أغسطس (آب) الماضي.

وتفقد قائد القوات البرية، الجنرال متين توكال، التدريب العسكري الذي يقدمه عسكريون أتراك للجنود السوريين بالوحدات العسكرية في تركيا، والتقى عدداً من الجنود السوريين المشاركين في التدريب على نظام الدفاع الجوي المُطور بـ«المدفعية المجرورة - عيار 35 مليمتراً» بقيادة الجيش الثاني التركي في مالاطيا شرق البلاد. كما زار توكال، وفق بيان من وزارة الدفاع، مقر القيادة الرئيسي لقيادة «الفيلق السادس» في كيليس، وقيادة «لواء الحدود الـ11» في غازي عنتاب. ويتلقى الجنود السوريون تدريبات من جانب قوات الكوماندوز والمشاة في تركيا، كما سيتلقى الجنود تدريبات إضافية من جانب عناصر القوات المسلحة التركية في داخل سوريا. وذكر موقع «الصناعات الدفاعية» التركي، عن مصادر أمنية، أنه سيجري تقديم الدعم الاستخباراتي وبالطائرات المسيرة ووحدات المدفعية للجيش السوري بناءً على طلب حكومة دمشق.

 

السويداء: حل إنهاء الصراع مرهون بالقبول الإسرائيلي

منصور حسين/المدن/21 أيلول/2025

تُظهر خريطة الطريق لحل الأزمة في السويداء، التي نشرتها وزارة الخارجية السورية برعاية أميركية أردنية، وما رافقها من ترتيبات جديدة أعلنتها وزارة الداخلية، موافقة الحكومة السورية على منح المحافظة نظام حكم لا مركزي إداري موسع، وهو ما يضع البلاد على طريق التغيير الذي يراهن عليه كثير من السوريين، لإنهاء الخلافات القائمة بين الحكومة السورية والقوى المنافسة لها.

خريطة الطريق

ووفق بيان الخارجية، تجري مناقشات تستهدف الوصول إلى تدابير لإعادة بناء الثقة، وخطوات عملية تضمن تشكيل قوة شرطية محلية، تضم كافة مجتمعات السويداء تحت قيادة شخصية من المحافظة تعينها وزارة الداخلية، إلى جانب تفعيل المؤسسات المدنية والإدارية، واستكمال إطلاق سراح المحتجزين، وتسهيل عملية الوصول إلى الأدلة، عبر التعاون مع الحكومة السورية ولجنة التحقيق الدولية المستقلة، لضمان مساءلة مرتكبي جرائم الحرب، والتوافق على خريطة طريق للمصالحة مع الدولة السورية. ووفق البيان الذي سبق وأن نشر موقع "المدن" بنوده المفصلة، فقد اتفقت الدول الثلاث على تطبيق خطوات عاجلة، أهمها دعوة الحكومة السورية لجنة تحقيق دولية ومستقلة للتحقيق في أحداث السويداء، والتزامها بمحاسبة جميع مرتكبي الجرائم، وتأمين وصول كميات كافية من المساعدات الطبية والإنسانية إلى المحافظة، ونشر قوات شرطية مؤهلة على طول الطريق الواصل بين السويداء ودمشق، مع سحب المقاتلين المدنيين. في حين تتكفل الأردن والولايات المتحدة مع الدولة السورية، بالعمل على ترتيبات أمنية وإدارية قصيرة ومتوسطة الأمد، للفترة الانتقالية، تمهيداً لإعادة دمج المحافظة الكلي ضمن الدولة السورية، وإنشاء الدول الثلاث آلية مراقبة لتنفيذ بنود الاتفاق، على أن تعمل واشنطن بالتعاون مع دمشق وبدعم أردني، للتوصل إلى تفاهمات أمنية مع إسرائيل حول الجنوب السوري، تعالج الشواغل الأمنية، مع تأكيد سيادة سوريا.

لا مركزية إدارية في السويداء

وفي المقابل، فقد أعلنت "اللجنة القانونية العليا في محافظة السويداء" المشكلة من قبل الزعيم الروحي حكمت الهجري، رفضها خريطة الطريق، مؤكدةً حق المحافظة في تقرير مصيرها عبر الانفصال أو الحكم الذاتي. ويرى الكاتب والسياسي السوري درويش خليفة، في حديثه لـ"المدن" أن الاتفاق الموقّع بين السلطة السورية والحكومة الأردنية، بحضور المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، كان منصفاً لجميع الأطراف المتنازعة في السويداء. ويقول أيضاً: "منحت بنود خريطة الطريق أهالي السويداء لامركزية إدارية موسّعة، سواء عبر تسمية المحافظ والمكتب التنفيذي أو انتخابهم، إضافة إلى أن تكون الشرطة والأمن المحلي ومناصب أجهزتها القيادية من أبناء المحافظة المؤهّلين". والأهم مما سبق، وفق خليفة، تمثل في "الإقرار بالانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المتنازعة، والنية في المضي قدماً نحو المصالحة، مع وضع برنامج عمل وخريطة طريق، لتحقيق الاستقرار والعدالة الاجتماعية".

رفض متوقع

وبدا موقف "اللجنة القانونية" متوقعاً بالنسبة إلى الكثيرين، وبوجهٍ خاصّ بعد التعديلات الأخيرة التي أقرتها وزارة الداخلية، وتكليف سليمان عبد الباقي، المعارض للهجري، لإدارة ملف الأمن في السويداء، في حين يربط آخرون قرار اللجنة بالموقف الإسرائيلي الذي يحاول الضغط على دمشق للقبول بالاتفاق الأمني الجديد، وتطبيقه في الجنوب السوري. ومع ذلك، يعتبر خليفة أن "الرفض المطلق للاتفاق يضع العصي في عجلة تنفيذه، وهو الأمر الذي توقعه المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، عندما صرح بأن الاتفاق سيمر بمطبات عدة، ربما انطلاقاً من معرفته بحجم النفوذ الإسرائيلي في السويداء، ودعم حكومة نتنياهو لميليشيا حكمت الهجري المسلحة". ويشير إلى أن بنود الاتفاق أو الورقة الحالية، وضعت بغرض تعميمها على مختلف المناطق السورية، ولا سيما تلكَ التي تشهد خلافات مع حكومة الشرع، في السويداء التي يجب أن تكون منطلق التجربة، تمهيداً لتبنيها في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد". وهو ما يتفق معه المدير التنفيذي لمركز جسور للدراسات وائل علوان، الذي أشار إلى أن الورقة تعكس رغبة دولية بقيادة الولايات المتحدة، وإقليمية ممثلة بالأردن، بترسيخ الاستقرار في سوريا، وحل الأزمات الظاهرة حالياً في الجنوب ومناطق قسد شرقاً، بالرغم من تمسك الأطراف المعارضة لدمشق بمطالب الكونفدرالية.

استقرار تعيقه إسرائيل

ويقول: "هذه الرغبة في ضمان الاستقرار السوري، وإيجاد حلول لملفات السويداء وقسد، لا بد أن تترافق مع مبادرة داخلية لإنهائها، ومنها كان تحرك الحكومة السورية وقبولها الاتفاق، الذي يتوافق مع توجهها نحو نظام اللامركزية الإدارية في إدارة المحافظات، ومنحها حرية إدارية أكبر". لكن تجاوب دمشق، يصطدم فعلياً مع توجهات انفصالية تغذيها إسرائيل، وفق علوان، الذي يضيف: "العائق الحالي يتمثل في المطالب التي تمهد للانفصال، عبر اللامركزية المطلقة، وهذا ما يجعل مناطق سيطرة قسد أو السويداء كونفدرالية تحمل طابع الانفصال المؤجل، وهو ما تخشاه الحكومة السورية، ويتعارض مع التوجهات الدولية والإقليمية في سوريا". ويرى أن الحل يجب أن يبدأ بالضغط على تل أبيب الفاعل الرئيس في الجنوب، مترافقاً مع تحرك سوري مدعوم من الحلفاء للتوصل إلى اتفاق أمني مُرضٍ للجميع، لا سيما أن "إسرائيل في حال توصلها لتفاهم أمني جديد مع دمشق، ستقوم بالاستغناء عن استثمارها بالأزمات وورقة الأقليات، وهذا ما يجعل الضغط مركزاً على الأطراف المنافسة للحكومة السورية". وبالرغم من الرفض الحالي من قبل جماعة الهجري لخريطة حل الأزمة في السويداء، إلا أن هذا الموقف، وفق من تواصلت معهم المدن، لا يمنع من البحث عن منطقة رمادية تُفتح تدريجياً، وصولاً إلى توافق أبيض ينهي حالة الصراع في سوريا.

 

 عملاء وعلامة فارقة.. تفاصيل عملية سرية نفذها الموساد بإيران

سكاي نيوز عربية/21 أيلول/2025

في كشف هو الأول من نوعه، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن تفاصيل عملية سرّية نفذها جهاز الموساد داخل إيران، استهدفت منظومة الصواريخ التابعة للنظام الإيراني، وذلك في إطار عملية أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”. ووفق المعلومات، قام الموساد بتشكيل ما يشبه “جيشا مصغرا” مكوّنا من 100 عميل محلي عالي التدريب داخل الأراضي الإيرانية، تمكنوا من تهريب ونصب أنظمة صواريخ ثقيلة وُجهت مباشرة ضد بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية، وتمكنت من تدمير عدد منها. العملية وُصفت بأنها بالغة التعقيد، سواء من حيث حجم تفعيل العملاء – حيث لم يُسجل سابقًا تشغيل هذا العدد الكبير في عملية واحدة – أو من حيث المستوى التكنولوجي، حيث مُنح العملاء المحليون (غير الإسرائيليين) تحكما في أنظمة متقدمة ومعقدة للغاية. ورغم ضخامة العملية، لم تُصدر تعليمات باستهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، كما أن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، نجا بالصدفة من ضربة إسرائيلية أثناء اجتماع له مع قيادات بارزة في النظام، حيث تمكّن من الفرار دون إصابة. وكانت “الأسوشيتد برس” قد ذكرت في تقرير بُني على مقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في الاستخبارات والجيش الإسرائيلي، أن التحضير لعملية “الأسد الصاعد” استغرق سنوات. وقالت رئيسة قسم الأبحاث السابقة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” إن هذا الهجوم هو “تتويج لسنوات من العمل قام به الموساد لاستهداف البرنامج النووي الإيراني”. وشنّت إسرائيل، حزيران الماضي، هجوما مباغتا، بالطائرات الحربية والمسيّرات أستهدف مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل إيران. وأسفر الهجوم عن مقتل العديد من الجنرالات والعلماء النووين، وشلّ العديد من أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي في إيران.

 

طهران تدين قرار الإكوادور تصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية ...«الخارجية» الإيرانية حذرت من تبعاته على العلاقات الثنائية

لندن-طهران: «الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

أدانت طهران بشدة قرار حكومة الإكوادور إدراج قوات «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، محذرة من أن الخطوة تضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في بيان صادر، إن القرار «غير معقول، وغير منطقي، وغير قانوني»، واعتُبر في إطار ما سماه البيان «الاستجابة للضغوط السياسية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل»، وفقاً لما نقلته وكالة «إيسنا» الحكومية. وأضاف البيان أن «الانخراط في سياسات تتعارض مع القانون الدولي والمعايير الإنسانية قد تكون له تبعات سياسية وقانونية»، داعياً حكومة الإكوادور إلى «مراجعة موقفها».

كما أشار البيان إلى أن القوات المسلحة الإيرانية، بما في ذلك «الحرس الثوري»، «ستواصل أداء مهامها الدفاعية»، مضيفاً أنها «سترد على أي اعتداء أو تهديد لأمن البلاد». من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية القرار «اتهاماً غير مبرر»، وقالت زهرا أرشادي، مساعدة وزير الخارجية ومديرة شؤون الأميركيتين، إن الخطوة «تمثل انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية»، مضيفة أن «القرار جاء على ما يبدو نتيجة ضغوط خارجية مورست على حكومة الإكوادور». ونوهت أرشادي بأن القرار «لا يمس فقط بالعلاقات الثنائية مع إيران، بل قد يشكل سابقة سلبية في العلاقات الدولية، ويحمل الحكومة الإكوادورية مسؤولية قانونية». وأشارت إلى أن قوات «الحرس» هي «مؤسسة رسمية وسيادية، تستمد شرعيتها من الدستور الإيراني وإرادة الشعب»، متهمة الولايات المتحدة بـ«ممارسة ضغوط على بعض الدول من أجل تصنيف القوات المسلحة الإيرانية كمنظمات إرهابية». وسعت طهران خلال العقدين الماضيين إلى توسيع العلاقات مع دول أميركا اللاتينية بما في ذلك الإكوادور، من خلال مواقفها «المناهضة للإمبريالية». وعقدت طهران في زمن الرئيسين السابقين محمود أحمدي نجاد وإبراهيم رئيسي، سلسلة من الاتفاقيات مع تلك الدول بهدف تقليل أثر العقوبات الأميركية.

 

أزمة العقوبات تثير دعوات في طهران لاجتماع بزشكيان وترمب ...«الأمن القومي» الإيراني هدد بتعليق التعاون مع «الوكالة الذرية»

لندن-طهران: «الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

وسط تصاعد التوترات بين طهران والقوى الغربية، برزت الدعوات في طهران لعقد لقاء بين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ونظيره الأميركي دونالد ترمب، في محاولة لكسر الجمود الدبلوماسي ووقف تفعيل آلية «سناب باك» التي تعيد فرض العقوبات الأممية على طهران. يأتي ذلك غداة تحذير مجلس الأمن القومي الإيراني من احتمال تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رداً على إعادة فرض العقوبات، وسط رفض دولي لإلغاء العقوبات المستمرة منذ اتفاق 2015. ويخطط بزشكيان في ظل هذه الأجواء المشحونة، للسفر إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط ترقب إيراني ودولي لكيفية تعاطي طهران مع هذه الأزمة المتصاعدة. وذكرت وسائل إعلام إيرانية مساء الأحد، أن وزير الخارجية عباس عراقجي، قد غادر إلى فيينا لإجراء محادثات مع قادة «الترويكا» الأوروبية، دون تقديم تفاصيل عن الزيارة المفاجئة. وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن عراقجي توجه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبدورها نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن مصادر أن عراقجي سيجري في نيويورك مفاوضات بين يومي الأثنين والثلاثاء. وصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة، على عدم رفع العقوبات عن طهران بشكل دائم. وجاء التحرك بعدما أطلقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الشهر الماضي، عملية مدتها 30 يوماً لإعادة فرض العقوبات، متهمة طهران بعدم الالتزام بالاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في عام 2015، بهدف منعها من تطوير سلاح نووي. وتعيد الآلية فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن التأجيل بين طهران والقوى الأوروبية الرئيسية في غضون أسبوع تقريباً. وتشمل إعادة العقوبات فرض حظر على الأسلحة وعلى تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته، وعلى أنشطة الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، فضلاً عن أصول بأنحاء العالم وأفراد وكيانات إيرانية. وحذر مجلس الأمن القومي الإيراني في بيان السبت، من أن تعاون البلاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، «سيُعلق فعلياً» إذا أعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة. ونقلت وكالة «نور نيوز» المنصة الإعلامية للمجلس عن البيان، أن سياسة طهران «في المرحلة الحالية تركز على تعزيز التعاون من أجل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة». ووصف البيان الخطوة الأوروبية بـ«غير المدروسة». وأضاف: «رغم تعاون وزارة الخارجية الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتقديمها مقترحات بنّاءة لتسوية القضايا العالقة، فإن ممارسات الدول الأوروبية ستؤدي عملياً إلى تعليق مسار التعاون مع الوكالة».

وأفاد البيان: «تم تكليف وزارة الخارجية بمواصلة مشاوراتها وتحركاتها الدبلوماسية بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن القومي، وذلك حفاظاً على المصالح الوطنية للبلاد». وبموجب قانون داخلي صوت عليه البرلمان في يوليو (تموز)، علقت إيران تعاونها مع الوكالة الأممية إثر حرب شنتها إسرائيل على طهران في 13 يونيو (حزيران)، واستمرت اثني عشر يوماً. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت إيران والوكالة الدولية إنهما توصلتا إلى اتفاق بشأن استئناف عمليات التفتيش في مواقع من بينها تلك التي قصفتها الولايات المتحدة وإسرائيل، دون الكشف عن تفاصيل.

في الأثناء، شدد النائب والقيادي في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل كوثري، على منع دخول الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى المنشآت النووية المتضررة في هجمات يونيو. وقال كوثري، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إن «المواقع النووية التي تعرضت لهجمات أو قصف من قبل الولايات المتحدة، يجب ألا تكون خاضعة بأي شكل من الأشكال لتفتيش الوكالة الذرية». ولفت كوثري في مقابلة تلفزيونية، إلى أنه «في جزء من قانون التعاون مع الوكالة الذرية، أوضحنا بشكل صريح أن اتخاذ القرارات من صلاحيات مجلس الأمن القومي».

ويترأس بزشكيان جلسات مجلس الأمن القومي الذي يعد جهازاً خاضعاً للمرشد علي خامنئي صاحب الكلمة الفصل في جميع شؤون البلاد. ويعد صاحب الدور الأبرز في مجلس الأمن القومي، أمينه العام علي لاريجاني؛ وهو أحد الممثلين للمرشد الإيراني في المجلس. ويسافر بزشكيان الثلاثاء إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة، حسبما أعلن مستشاره للشؤون السياسية، مهدي سنائي الأحد. ويأمل المؤيدون للرئيس الإيراني في أن يتمكن من تحقيق اختراق دبلوماسي، يمنع العودة التلقائية للعقوبات الأممية، خصوصاً عبر آلية «سناب باك» التي حرّكتها القوى الأوروبية. وقال سنائي إن بزشكيان «سيجري لقاءات ومشاورات مع عدد من رؤساء الدول والأمين العام للأمم المتحدة»، كما أشار إلى مشاركته في عدة لقاءات. وبالتوازي مع الإعلان، أطلقت وسائل إعلام إصلاحية حملة تطالب بصلاحيات للرئيس بزشكيان من أجل عقد اجتماعات ومفاوضات مع مسؤولين غربيين رفيعي المستوى، بما في ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال نائب رئيس البرلمان السابق علي مطهري، إن «على رئيس الجمهورية، خلال زيارته المقبلة إلى نيويورك، أن يقبل بلقاء نظيره الأميركي دونالد ترمب إذا طلب ذلك، رغم نفاقه وكذبه، ما دام ذلك يصبّ في مصلحة الشعب الإيراني»، كما دعا الرئيس إلى أن «يوضح في خطابه حقيقة العدوان الأميركي والإسرائيلي على إيران». وفي منشور على منصة «إكس»، دعا مطهري وزير الخارجية عباس عراقجي، إلى إجراء مفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث حول مقترحه الأخير. وحض مطهري على استثمار «شخصية ترمب النرجسية التي ترغب في تسجيل كل إنجاز باسمها لصالح إيران». وأضاف: «هذه المبادرة قد تبدو مخاطرة سياسية، لكنها تحمل في طياتها فرصة دبلوماسية يمكن أن تسهم في كسر الجمود الحالي بالعلاقات الخارجية». من جانبه، قال الناشط السياسي الإصلاحي البارز غلام حسين كرباسجي، إن «على الرئيس الحصول على الصلاحيات الكاملة قبل زيارة نيويورك»، محذراً من تكرار تجارب الرؤساء السابقين في اجتماعات الجمعية العامة، «التي لم تسفر عن نتائج ملموسة»، وفق ما نقل عنه موقع «جماران» الإخباري التابع لمؤسسة الخميني.

وأضاف كرباسجي: «عليه أن يذهب بإدارة وصلاحيات كاملة... من الضروري أن يلتقي بالمرشد (علي خامنئي) وكل الجهات المعنية بالقرار، ليحصل على التفويض الكامل الذي يُمكّنه من تحقيق الاستقرار وتوفير حياة كريمة للشعب». وأشار كرباسجي وهو من كبار قادة حزب «كاركزاران» فصيل الرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إلى الدور الذي لعبه رفسنجاني في 1988، «عندما أبلغ المرشد الأول (الخميني) بأن استمرار الحرب (مع العراق) بات مستحيلاً، واقترح قبول قرار وقف إطلاق النار». وحث كرباسجي، بزشكيان، على لقاء كبار المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، وتابع: «خلال عامه الأول في المنصب، أدرك بزشكيان جيداً أن أوضاع البلاد اليوم - اجتماعياً، واقتصادياً، وأمنياً، وسياسياً - أسوأ مما كانت عليه في نهاية حرب الثمانينات. ولذلك، يجب عليه أن يلعب دوراً تاريخياً مشابهاً، وأن يتحلّى بشجاعة هاشمي الذي قال آنذاك: حاكموني وأعدموني إن أردتم، لكن لا يمكن أن نستمر في هذه الظروف». وقال كرباسجي: «إذا لم يكن الرئيس يمتلك تلك الصلاحيات أو تلك الإرادة، فإن الذهاب إلى نيويورك مع وفد كبير، وعدد من الخطابات واللقاءات الشكلية، لن يُغيّر شيئاً». وحذر من أنه «كلما ازدادت ملف العقوبات، ازدادت معاناة الشعب». من جهته، انضم موقع «انتخاب» المقرب من مكتب الرئيس الأسبق حسن روحاني، إلى الحملة الإعلامية. وقال الناشط السياسي محمد عطريانفر للموقع، إنه في حال أراد الرئيس بزشكيان «إحداث تحول في نهج المفاوضات مع الغرب واتباع سياسة جديدة، فيجب عليه الحصول على موافقة المرشد». وأضاف: «إذا حصل على هذه الموافقات، فيمكنه حتى إجراء لقاء مباشر مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دون وسطاء، واستثمار هذه الفرصة في خدمة مصالح البلاد. كما سيفهم الجانب الأميركي أن هذا اللقاء تم بموافقة المرشد، مما يمنحه وزناً سياسياً ويمكن أن يكون خطوة بنّاءة». ورأى عطريانفر أن «نظام الحكم لن يتخلى عن الدبلوماسية أو الدفاع، فهما وجهان لعملة واحدة ويجب استمرارهما حتى في أصعب الظروف». كما حث المسؤولين على «الواقعية وتجنّب تبسيط القضايا»، معرباً عن اعتقاده بأن «باب المفاوضات ما زال مفتوحاً، ويجب العمل ضمن إطار القيادة». في المقابل، هاجمت صحيفة «فرهيختغان» المحافظة، الدعوات لاجتماع الرئيسين الإيراني والأميركي. وقالت: «من يقترحون لقاء بزشكيان وترمب لا يملكون معرفة توازي طالباً في الفصل الأول للعلاقات الدولية». والصحيفة التي يرأس مجلس تحريرها علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، قالت أيضاً إن «إيران قد خاضت حرباً، والمنطقة لا تزال مضطربة، ومع ذلك يصر بعض السياسيين المنتمين إلى التيار الإصلاحي على حلول لم تحقق لإيران أي مكسب حتى في عام 2019، فكيف الحال الآن مع تصاعد التوترات إلى مستويات عالية مع الغرب؟». وأضافت في السياق نفسه: «سيتوجه بزشكيان إلى نيويورك في وقت لم يمضِ فيه أكثر من 3 أشهر على العدوان الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، ولم تمضِ أيام على رفض مجلس الأمن قرار تعليق العقوبات على إيران. كما رفضت أوروبا آخر اقتراح إيراني وصفه ماكرون بأنه معقول، ويبدو أن تفعيل آلية الزناد بات شبه مؤكد». ورأت أن «فرص التوصل إلى اتفاق مربح للطرفين لإيران ضعيفة جداً... لكن بعض الإصلاحيين لا يزالون يعتقدون أن لقاء مباشراً بين ترمب وبزشكيان قد يحقق اختراقاً، وهو تصور ساذج يعكس جهلاً بسياسات وتعقيدات العلاقات الدولية». وخاطبت الرئيس الإيراني قائلة: «إذا كان الهدف تقديم صورة إيران بوصفها دولة قوية تدافع عن السلام، فيجب الابتعاد عن هذه الأفكار البسيطة وغير الواقعية».

 

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يناقشان التطورات إقليمياً ودولياً

نيويورك/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، الأحد، تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة حيالها. جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية السعودي من نظيره الأميركي، حيث ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين. ويوجد الأمير فيصل بن فرحان في مدينة نيويورك الأميركية، التي وصل إليها السبت، ليرأس وفد بلاده المشارك في أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80. وفي إطار سعيها لتعزيز «حل الدولتين» ترأس السعودية على هامش أعمال الجمعية العامة، المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ «حل الدولتين» على مستوى القادة، وكذلك الاجتماع الوزاري رفيع المستوى للتحالف الدولي لتنفيذ «حل الدولتين». وبشكل متزامن، اعترفت كل من بريطانيا وأستراليا وكندا، اليوم (الأحد)، بدولة فلسطين.

 

 اللجنة العليا: انتخابات مجلس الشعب في 5 تشرين الأول

دمشق - يوسف الحيد/ المدن/21 أيلول/2025

أصدرت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب القرار رقم /44/ لعام 2025 والذي يحدد موعد الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس الشعب في سوريا.

وحددت اللجنة في قرارها يوم الخامس من تشرين الأول/أكتوبر موعداً للاقتراع. يأتي القرار بالتزامن مع انتهاء المدة القانونية لتقديم الطعون بأعضاء الهيئة الناخبة الذي انتهى اليوم مع انتهاء الدوام الرسمي. وقال الناشط والمحامي محمد سعيد شوربا لـ"المدن" أن تحديد موعد قريب -بعد تاجيله سابقاً- لانتخابات مجلس الشعب يعود إلى ضرورة وجود مجلس يغطي الفراغ التشريعي الذي تعيشه سوريا، وإن كانت الإجراءات لا تلبي الطموح ولكنها تؤمن بالحد الأدنى الشفافية وإمكانية تقديم الطعون. وأضاف شوربا بأن هذا القرار يأتي استكمالاً للجهود الكبيرة التي تقوم بها اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.

تقديم الطعون

ومنذ اليوم التالي لصدور القوائم الأولية لأعضاء الهيئة الناخبة في جميع المحافظات السورية، بدأت لجان الطعون في هذه المحافظات باستقبال الطعون المقدمة من قبل المواطنين على هذه القوائم أو على أي عضو من أعضائها وانتهى تقديم الطعون عصر اليوم مع انتهاء الدوام الرسمي. وأكد القاضي حسام خطاب، المحامي العام في دمشق ورئيس لجنة الطعون في المحافظة، أنه ”تم تخصيص مكان لاستقبال الطعون وتنظيم سجل خاص بها ضماناً لحق المواطنين، وبعد انتهاء المدة المقررة بثلاثة أيام جرى التمديد ليوم واحد من قبل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب إلى نهاية الدوام الرسمي لليوم الأحد واستقبلنا خلال هذه المدة 15 طعناً". وبين خطاب أن اللجنة ستقوم بدراسة هذه الطعون بشكل قانوني سليم وفق القواعد المعتبرة وتدقيقها من الناحيتين الشكلية والموضوعية وإصدار القرارات القضائية اللازمة بشأنها خلال الأيام القادمة.

طعون الريف

من جهة أخرى أشار القاضي محمد عمر هاجر، المحامي العام في ريف دمشق ورئيس لجنة الطعون فيها، أنه تم تقديم 56 طعناً من مواطني المحافظة، ومنها طعون جماعية حوالي 100 طاعن، حتى نهاية المدة المقررة لتقديم الطعون.  وقام منسق تجمع ثوار الشام سابقاً في الشمال السوري، المهندس علاء أيوب من دوما، وهدية الرفاعي من منطقة يبرود بلدة رأس المعرة بتقديم طعن حول عدم قبول ترشحهما في قائمة أعضاء الهيئة الناخبة، ويوضح أيوب بأنه تم استبعاد اللجنة الفرعية المحلفة في منطقته من قبل مجلس الوجهاء بطريقة غير قانونية ثم اختاروا أقاربهم وفق توافقات بينهم، ما أدى لوجود تجار دم في القائمة. أما المهندس الزراعي فراس سعيّد من مدينة سقبا فكان من أعضاء الهيئة الناخبة الذين اختارهم مجلس وجهاء سقبا بناء على طلب من محافظة ريف دمشق وعددهم 12 شخصاً، ويشير سعيّد أنه قدم اعتراضاً على المخالفة التي قامت بها المحافظة باختيار ستة أشخاص فقط، وتكون بذلك قد خالفت كتابها، أما الاعتراض الثاني فكان على إضافه شخصين إضافيين كعضوين من خارج الأشخاص الذين تم اختيارهم من قبل الوجهاء. كما قدم أبو محمد من ريف دمشق أيضاً طعناً أبدى فيه استغرابه من المبلغ الذي يقدمه الطاعن مع طلبه والمقدر بـ100 ألف ليرة، حيث أنه لا يشجع الناس على تقديم الطعون خاصة في هذه الظروف المعيشية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله إذ ينتحر عند صخرة الرّوشة

نديم قطيش/أساس ميديا/22 أيلول/2025

إعلان “الحزب” عزمه على عرض صورتَيْ أمينَيه العامَّين حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين، على صخرة الروشة في بيروت، بمناسبة الذكرى الأولى لاغتيال نصرالله، والذي قوبل باعتراضات واسعة، يكشف مأزق “الحزب”، بين طبيعته الإقليميّة المتجاوزة للهويّة اللبنانيّة وحاجته اليوم إلى التلاعب بهذه الهويّة التي لطالما تعارض معها. تجاوزت صخرة الروشة كونها تكويناً طبيعيّاً يزيّن واجهة بيروت البحريّة، لتصير صورة مركّبة جمعت الرمز الاقتصاديّ بالفنّي والسياحيّ. حضرت في الأغنية والفيلم والمسرح والذاكرة الجماعيّة. ظهرت على العملة اللبنانية من فئة العشر ليرات في الثمانينيّات، ثمّ على فئة المئة ألف عام 2020 احتفاءً بمئويّة لبنان الكبير. في ذروة خمسينيّات وستّينيّات القرن الماضي، صارت الروشة كنايةً عن تحوّلات لبنان الاقتصاديّة والخدميّة، حين نهضت حولها منطقة فخمة تحتضن الفنادق الكبرى والمطاعم والمقاهي التي جذبت الأثرياء والفنّانين العرب. قبالتها، غنّى عبدالحليم حافظ “جانا الهوى جانا” بجوار ناديا لطفي، في مشهد الختام في فيلم “أبي فوق الشجرة”، بالإضافة إلى عشرات الأغنيات التي خصّت الروشة بالذكر، والأفلام التي وظّفتها كموقع تصوير مليء بالمعاني والإسقاطات. محت الحرب الأهليّة الكثير من معاني الروشة في سياق محوها أيقونات لبنان المتعدّدة الأبعاد، والتي تختزل الجمال الطبيعيّ، وتاريخ البلد، ووجهه الثقافي. لكنّ موقع الصخرة ظلّ عصيّاً في الذاكرة الجماعيّة، كعلَم يجسّد لبناناً متخيّلاً ومشتهى، و”مقدّساً مدنيّاً” للّبنانيين، يثير انتهاكه رفضاً جماعيّاً يتجاوز الانقسامات.

فرض الهيمنة الأيديولوجيّة

عُدَّ التوجّه لإضاءة الصخرة بصورتَي الأمينّين العامَّين، محاولة واعية لإعادة تعريف الهويّة الوطنيّة اللبنانية وفرض هيمنة أيديولوجيّة خاصّة على فضاء بيروتيّ عامّ، يشكّل عمليّاً النقيض الموضوعيّ للبنان “الحزب”. كما يُفهم هذا التوجّه كجزء من استراتيجية أوسع لإعادة بناء هيبة “الحزب” المفقودة والتعامل مع الأزمة الوجوديّة التي يواجهها بعد الهزيمة الساحقة التي تلقّاها في حرب 2024، والتي شملت مقتل قياداته الرئيسيّة وتدمير بنيته العسكريّة. يكشف مأزق “الحزب”، بين طبيعته الإقليميّة المتجاوزة للهويّة اللبنانيّة وحاجته اليوم إلى التلاعب بهذه الهويّة التي لطالما تعارض معها

“الحزب” ليس أوّل أو آخِر الجماعات السياسيّة التي تلجأ، عندما تفقد قوّتها الفعليّة على الأرض، إلى المعارك الرمزيّة كوسيلة لتأكيد استمراريّتها وحيويّتها، ولصرف الانتباه عن الفشل المادّي بالاتّكال على “الانتصار” الرمزيّ. إنّنا بإزاء محاولة استرداد الهيمنة المفقودة عبر القهر السياسي وتعويد اللّبنانيّين على رؤية رموز فئويّة تحتلّ الفضاء العامّ، كالمطار وطريقه سابقاً، وصخرة الروشة الآن.

الحزب

السيطرة على الرموز الوطنيّة وإخضاعها لتأويلات جديدة هي محاولة لإعادة تشكيل الوعي الجماعيّ اللبنانيّ، وطريقة فهم اللبنانيّين لتاريخهم وهويّتهم ومستقبلهم.

مقاومة مجتمعيّة حقيقيّة

عليه تشير الاعتراضات الواسعة التي قوبل بها توجّه “الحزب” هذا، رغم قوّة الضغط الذي يمارسه عبر إعلامه ونشطائه في الفضاء الرقميّ، إلى وجود مقاومة مجتمعيّة حقيقيّة لهذا النوع من الهيمنة الرمزيّة، وعلى نحو يتجاوز الحدود الطائفيّة والسياسيّة التقليديّة، ويندرج في إطار لبنان أعرض وأوسع من لبنان “الحزب”. في المقابل يأمل “الحزب” إن نجح في فرض هيمنته الرمزيّة على الروشة أن يفتح الباب أمام محاولات مشابهة لاحتلال مساحات ورموز وطنيّة أخرى، تُعينه على إعادة ترميم هيبته التي تضرّرت كثيراً ووصل تهاويها إلى حدود الطلاق العلنيّ مع سلاحه، وإخضاع هذا السلاح لاستراتيجيات المصادرة والنزع والحصار. ليس من المبالغة القول إنّ ما يجري حول صخرة الروشة أكثر من مجرّد جدل حول صورة أو رمز، بل معركة حقيقيّة على طبيعة لبنان ومستقبله، وعلى توازن القوى فيه. وهو، في الحدّ الأدنى، مؤشّر إلى أنّ من أوصل اللبنانيّين إلى ما وصلوا إليه لم يتعلّم حرفاً من دروس الهزيمة التي لحقت به وأنهكت البلد. بين صخرة الروشة و”الحزب” خيط واحد: الانتحار. الصخرة التي ارتبطت أيضاً في وجدان البيروتيّين بقفزات يائسة نحو الموت، يمكن أن تتحوّل اليوم إلى مرآة لانتحاريّة “الحزب”، لا أكثر ولا أقلّ.

لم يخلق القفز اليائس من جوارها أبطالاً، ولم تقدّم لنا قفزات “الحزب” إلّا جثّة الوطن.

 

عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود لـ "نداء الوطن": الأشهر الأربعة المقبلة حاسمة

أمل شموني/نداء الوطن/22 أيلول/2025

واشنطن - قدّم عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود عبر "نداء الوطن"، تحليلًا دقيقًا للمشهد السياسي اللبناني والإقليمي، مشيرًا إلى أن لبنان أمام "لحظة محورية وفرصة حاسمة لإحداث تغيير إيجابي كبير، لا سيما في ما يتعلق بنزع سلاح حزب الله".

شدّد لحود على أن نزع السلاح لا يمكن أن يكون مُجرّد مناورة تكتيكية، بل هو جانب أساسي من بسط سيادة الدولة اللبنانية. ومع تطوّر الديناميكيات الإقليمية، لا سيما مع تراجع دعم إيران لـ "الحزب"، ثمة فرصة أمام الحكومة اللبنانية لتأكيد سلطتها وتعزيز جيشها.

يسلط لحود الضوء على دور الجيش اللبناني كشريك مهم، ويدعو إلى تعزيز قدراته لضمان الأمن. ومع ذلك، يعرف لحود أن الطريق إلى الأمام محفوف بالتعقيدات، مما يجعل "الأشهر الأربعة المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كانت الإجراءات الجريئة التي دعت إليها الحكومة ستؤتي ثمارها". وقال إن "تحقيق تقدم ملموس يعتمد على الإرادة السياسية اللبنانية". وأضاف "الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل العمل الجاري في الجنوب"، مؤكدًا أهمية تحقيق نتائج ملموسة في عملية نزع السلاح، خصوصًا مع تراجع نفوذ إيران ومواجهة "حزب الله" تحدياتٍ مُختلفة.

وحول تصاعد المواقف الأميركية سلبًا أم إيجابًا، أشار لحود إلى أن المناقشات ستكون أكثر وضوحًا بعد نهاية العام، مُشيرًا إلى أن التركيز المُباشر حاليًا ينبغي أن ينصبّ على مُراقبة تحركات الجيش اللبناني في الجنوب لجهة نزع السلاح، مُؤكدًا على أن واشنطن تنوي مواصلة الضغط لتحقيق ذلك.

ولفت لحود إلى أن المسؤولين الأميركيين أكدوا خلال زياراتهم الأخيرة الأهمية الاستراتيجية للجيش اللبناني، مشيرًا إلى دور المساعدات العسكرية الأميركية، بما في ذلك الأسلحة المتطورة والدعم اللوجستي، المحوري في تعزيز قدراته، خصوصًا أنه يُنظر إليه بشكل متزايد كشريك أساسي في ضمان خروج لبنان من مشاكله الأمنية. وقال "في نهاية المطاف، الأفعال أبلغ من الأقوال". وكان لحود، خلال رحلته الأخيرة قد زار جنوب لبنان، حيث عاين المواقع العسكرية الإسرائيلية واللبنانية. وأقرّ لحود بالتقدم المستمر الذي يُحرزه الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، لكنه أعرب عن مخاوفه بشأن وجود الميليشيات في جميع أنحاء لبنان. وقال "لا يمكن لأي دولة أن تزدهر بوجود جماعات مسلحة تعمل بشكل مستقل عن الجيش الوطني"، مُصرًا على أن نزع سلاح جميع الميليشيات "أمرٌ بالغ الأهمية، يجب أن يمتد ذلك من الجنوب إلى البقاع". وشدد لحود على أن الإدارة الأميركية تواصل تتبع النهج التدريجي لنزع السلاح، مشيرًا إلى إمكانية إبرام اتفاقية تعاون دفاعي بين الجيش اللبناني والولايات المتحدة. لكنه أكد أن التقدم نحو هذه الاتفاقيات يتوقف على تحقيق الأهداف الفورية أولاً. "ستكون الأشهر الأربعة المقبلة حاسمة؛ إذ ستحدد الإجراءات الملموسة، مثل نزع سلاح "حزب الله" ومصادرة الأسلحة، مستقبل التعاون العسكري الأميركي - اللبناني".

ديناميكيات الحدود اللبنانية

في سياق متصل، لفت لحود إلى الديناميكيات المعقدة التي تشمل سوريا ولبنان وإسرائيل، مشددًا على أنها تستلزم دبلوماسية حذرة. وقال إن إسرائيل لا يمكنها تجاهل التهديدات الصادرة من جنوب لبنان، لافتًا إلى ضرورة إيجاد حل متوازن لهذه الاستفزازات المستمرة. وثمّن لحود اتفاق وقف الأعمال العدائية وآلياته (الميكانيزم)، الذي أُقر في تشرين الثاني الماضي، كخطوة مهمة لخفض التصعيد تهدف إلى إدارة التوترات. وقال لحود "لا يمكن إنكار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تهديدات جماعات مسلحة مثل "حزب الله". ومع ذلك، فإن تحقيق الاستقرار الدائم يتطلب من الجيش اللبناني تأكيد استقلاليته وقوته، لا سيما في نزع سلاح "الحزب". رغم هذه التطورات، لا يزال الطريق طويلًا أمام لبنان وسوريا، بحسب لحود، الذي قال إنه "يعتقد أن الرئيس ترامب يود أن يرى في نهاية المطاف تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسوريا، وكذلك بين إسرائيل ولبنان. إلا أن هذا الواقع لا يزال بعيدًا".

تحديات سوريا

وعن التغييرات السياسية في سوريا، قال لحود إنه يسود في الكونغرس شعور بالتفاؤل الحذر، مضيفًا أن قيادة الرئيس أحمد الشرع الجديدة تواجه تحدياتٍ جسيمة، لا سيما لجهة حماية الأقليات مثل العلويين والدروز والمسيحيين الأرثوذكس. وقال "يعتمد استقرار هذه المجتمعات ومستقبلها على قدرة الحكومة على توفير الأمن وتعزيز الشمولية مع تقدم البلاد". ورأى لحود أن بناء تحالفات قوية مع الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل سيكون أمرًا حيويًا في إرساء إطار حكم مستقر وتعزيز السلام في المنطقة. وقال "لحسن الحظ، أدى تراجع النفوذ الإيراني داخل سوريا وتراجع نشاط الوكلاء الشيعة إلى خلق بيئة أكثر ملاءمة، إلا أن عقبات كبيرة لا تزال قائمة".

من ناحية أخرى، لفت لحود إلى أن إدارة ترامب بدأت اتخاذ تدابير مشجعة. وتشير الاجتماعات الدبلوماسية والعسكرية الأخيرة التي ضمت الأدميرال براد كوبر قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة على سبيل المثال إلى تفاعل إيجابي؛ ومع ذلك، يجب بناء الثقة من خلال إجراءات حاسمة على أرض الواقع. في المقابل، قال لحود إنه لا تزال هناك شكوك لدى بعض أعضاء الكونغرس بشأن انتماءات الشرع السابقة، من هنا عليه تقديم نتائج ملموسة لتبديد هذه الشكوك. ورغم أن أعضاء من الكونغرس أبدوا اهتمامًا بالتواصل مع إدارة الشرع، شدد لحود على أنه ينبغي أن تشمل المباحثات حماية حقوق الأقليات، وإعادة بناء الجيش، وتعزيز مجتمع تعددي، والسعي نحو الديمقراطية.

 

بانتظار حكمت هجري الموارنة

هشام بو ناصيف/نداء الوطن/22 أيلول/2025

يحمل سعي دروز سوريا لفكّ ارتباطهم بدمشق مخاطر جمّة عليهم. الخطّان الإقليميّان التركي والعربي ضدّهم. السياسة الأميركيّة ليست معهم. والداخل السوري السني مستنفر ضدّ "التقسيم والفدراليّة". لذلك يحمل مشروع حكمت الهجري بطيّاته مغامرة كبيرة. ومع ذلك، يكفي قراءة نصّ الإعلان الدستوري السوري الذي وقّعه أحمد الشرع بدمشق في آذار الماضي ليعلم واحدنا أن لا خيار للهجري سوى القيام بما يقوم به. ذلك أنّ الإعلان الدستوري جعل من الإسلام دين رئيس الدولة، كما جعل من الفقه الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع. أمّا وأنّ الإسلام التقليدي (دع عنك الإسلاميّين) لا يعتبر الدروز من المسلمين، فما سبق يضمن بالدستور بقاء دروز سوريا على هامش الدولة والمجتمع لو بقي مصيرهم معلّقًا بمصيرها. استطرادًا، إن حملت محاولة الهجري فكّ الارتباط بالوعي السنّي الأكثري مجازفة، فالاستسلام لمن يحكم على فئة من الناس بالعيش الذليل كجماعة من درجة أدنى لمجرّد انتمائها الديني، انتحار.

تاليًا، لا خيار جديًّا لدروز سوريا غير ما يحاول حكمت الهجري القيام به. أتابع ما يقول منذ فترة، وأراه واضحًا وشجاعًا. عام 1982، خلّص الجيش الإسرائيلي لبنان من ورم منظّمة التحرير، ولكنّ أحدًا عندنا لم يشكره، مع أنّ سجلّ ياسر عرفات الأسود بحقّ بلادنا لا يفوقه بشاعة سوى سجلّ حافظ الأسد. بالمقابل، شكر حكمت الهجري إسرائيل صراحة لأنّها حمت طائفته. ومقابل مئة عام من اللغة المسيحيّة الخشبيّة بلبنان، يجهر حكمت الهجري بأنّه لا يثق بنوايا الحكم الإسلامي بدمشق تجاه طائفته، وبأنّ ضمانة مستقبلها إقامة إقليم منفصل. بهذا يصيب الهجري مرّتين: أوّلًا، لأنّه يرفض إعطاء الثقة لمن لا يستحقّها. وثانيًا، لأنّه يفهم أنّ سياسة التقيّة وتدوير الزوايا لا يمكن لها أن تستمرّ إلى الأبد. يأتي يوم لا بدّ فيه للشعوب الحيّة أن تواجه إذا أرادت أن تبقى. وزمن المواجهة بالنسبة لدروز سوريا حان.

والحال أنّه حان أيضًا بالنسبة لمسيحيّي لبنان. ليس بالضرورة على شاكلة حرب، وقد سئموا منها، بل على شاكلة الصراحة المطلوبة مع الذات أوّلًا، ومع الآخرين بعد ذلك. وتقتضي الصراحة من المسيحيّين أن يفصحوا عمّا يردّدونه بمجالسهم الخاصّة لجهة أنّ تسليم رقبة مجتمعهم لأحباب المحاور الإقليميّة بلبنان يعني عمليًّا تسليمها للمحاور نفسها، وهذا ما يرفضونه. صحيح أنّ هذه المحاور ليست على القدر ذاته من السوء، وأنّ أحدًا ليس ألعن، ماضيًا أو حاضرًا، من ملالي إيران. ولكنّ هذه المحاور كلّها بنهاية المطاف غريبة عن مجتمعهم، وهم لا يعترفون تاليًا بشرعيّة تدخّلها الوقح والدائم بأمور بلادهم. وإن كان لهذه المحاور من يرتاح لها بلبنان، فهناك بلبنان أيضًا من لا يرتاح لها. الحلّ، تاليًا، بأن يحكم المسيحيّون أنفسهم بأنفسهم، من ضمن مساحة جغرافيّة واضحة المعالم تكون لهم وحدهم، يتحكّمون فيها بسياستهم الخارجيّة التي يريدونها قائمة على الحياد التامّ تجاه محيط لا يثقون بنواياه، ولا بقيمه، ولا بهويّته العميقة، ولا يعنيهم منه سوى العلاقات المركنتيليّة، علمًا أنّهم مستعدّون للتخلّي عنها إن كان ثمنها الاستسلام السياسي له. هذا الحلّ الذي يريده جلّ المسيحيّين لأنفسهم، ولسواهم من الشعوب اللبنانيّة المجاورة، كلّ بحيّزه الجغرافي.

ومعلوم أنّ العقد الأصلي بين شعوب لبنان كان يفترض أن يقوم على قاعدة "لا شرق، ولا غرب"، وأنّ هذا العقد تمّ خرقه بدل المرّة ألفًا، ودائمًا من قبل أحباب "الشرق". تغوُّل الشيعة المدعومين من إيران بالعقود الأخيرة ليس سوى حلقة بسلسلة استقواء بالخارج بدأها سواهم قبل ذلك بكثير، وقد سئم الشعب المسيحي منها. وإن كان هذا الشعب لا يريد المحاولة مجدّدًا مع جيرانه، فليس لأنّه متطرّف و "انعزالي"، بل لأنّه فقد الآلاف من خيرة شبابه بمعارك لا يشعر أنّه فعل قبل الحرب ما يبرّر شنّها عليه، كما فقد مئات الآلاف من مهاجرين ابتلعتهم المغتربات خلال الحرب وبعدها، يستكثر عليهم الحقد الشيعي حاليًّا عبر نبيه برّي مجرّد حقّ التصويت. لذلك، تحتاج الشعوب اللبنانيّة لتتصارح. والحال أنّها كانت تصارحت فعلًا لو أنّ بين المسيحيّين حكمت الهجري الخاصّ بهم، يقطع نهائيًّا مع خطاب لبنانوي لم يعد جلّ الشعب المسيحي يطيقه. ولكنّ حكمت الهجري المسيحي مفقود. ولأنّه كذلك، يبقى خطاب نخب المسيحيّين الحاكمة، بفرعيها الكنسي والسياسي، أسطوانة مشروخة تجترّ ذاتها ليس أكثر. ويبقى المستقبل غامضًا ولا يطمئن، ولو قطع الحاضر الرتيب انفراجات سرعان ما يبدو أنّها وهميّة.

 

من بيروت إلى نيويورك: "عاصفة حزم" لاستعادة الدولة

ألان سركيس/نداء الوطن/22 أيلول/2025

كانت عطلة نهاية الأسبوع حافلة على الساحة اللبنانية. إذ شهدت حركة موفدين يحملون رسائل مهمّة. في المقابل عاد لبنان إلى الحلبة الدولية كدولة تقاتل من أجل استعادة سيادتها. في 9 كانون الثاني 2025 انتخب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية. وحصل هذا الانتخاب برضى عربي ودولي. ووضع نصب عينيه إعادة لبنان إلى الحضن العربي والدولي. زار عواصم الدول العربية والتقى عددًا من رؤساء الدول وملوكها. ويتوّج عون محاولة إعادة لبنان إلى السكّة الدولية مع توجهه إلى نيويورك والوقوف على منبر الأمم المتحدة. وهذه هي المشاركة الرئاسية الأولى بعد عام 2019 حيث كان الرئيس السابق ميشال عون آخر رئيس جمهورية يذهب إلى نيويورك. لدى عون كلام كثير ليقوله. في الشكل، تعتبر المناسبة مهمة لأنها تجمع رؤساء وقيادات الدول الكبرى وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سيقيم حفل استقبال على شرف الرؤساء والقادة وطبعًا سيحضر عون. وفي المضمون، هناك مطالب عدّة للبنان ومطالب من المجتمع الدولي يطالبه بها، وبالتالي، لن يكون الوضع سهلًا كما يظن البعض، إذ إن ضغط «حزب الله» والحلفاء في الداخل لا يُصرف على المنابر العالمية. فصلت الدولة نفسها عن «الدويلة» بعد جلستَي 5 و7 آب، وإذا كان هذا الستاتيكو مرضيًا للمجتمع العربي والدولي قبل انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية عام 2016، إلا أن المطلوب من لبنان هو استعادة الدولة سيادتها وبسط سلطة الجيش والأجهزة الأمنية على الأراضي اللبنانية كافة وحصر السلاح، وإلا فالآتي أعظم.

ويترجم ذلك، من خلال زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، وتركّز في زيارتها على الشق العسكري، فإذا نفّذ لبنان التزاماته ينجو من سيناريو غزّة، لكن إذا استمرّت الدولة اللبنانية بالمماطلة وتضييع الوقت، فهذا يعني الدخول في المحظور، وهذه الرسالة باتت واضحة ولا فائدة من تكرارها. وتعمل أورتاغوس على متابعة أدقّ التفاصيل العسكرية، إذ لن ترضى الولايات المتحدة الأميركية ببت موضوع حصر السلاح في مجلس الوزراء ونسيانه وإدخاله في الدهاليز اللبنانية، في محاولة للتذاكي على واشنطن والمجتمع العربي والدولي.

وليس بعيدًا عن زيارة أورتاغوس، حطّ الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان في بيروت في زيارة حصلت من دون إعلان سابق. وتأتي هذه الزيارة استكمالًا لاهتمام واشنطن بالجيش اللبناني وتعبيرًا عن متابعة المملكة العربية السعودية أيضًا الوضع اللبناني، وهذا سيترجم من خلال مؤتمر دعم الجيش الذي سيعقد في المملكة في تشرين الثاني المقبل. لا يمكن إنكار أن الأجهزة الأمنية اللبنانية قامت بعمل جبّار في الأسابيع الأخيرة من أجل الاستجابة للهواجس السعودية والخليجية. وهذه الهواجس تتمثّل بضرب شبكات تصنيع وتهريب الكبتاغون والتي كانت تغزو السوق السعودية، وتستعمل عائداتها لتمويل «حزب الله» ومحور «الممانعة». وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوات بالنسبة للرياض، إلا أنها تعتبر غير كافية إذا لم تقترن بحصر السلاح بيد الدولة، فـ «الحزب» وصل إلى مرحلة تهديد أمن الخليج سابقًا ولا ترغب الرياض بتكرار هذه التجربة. ويأتي الموقف السعودي حاسمًا في هذا المجال، وأعلنه بن فرحان عند لقاء المسؤولين، فليس هناك من مساعدات مالية ودخول في مجال إعادة الإعمار من دون القيام بالإصلاحات المالية والاقتصادية ومن دون تطبيق حصر السلاح بيد الدولة، فهذه الدول لا تكتفي بالوعود، لأن التجارب السابقة مع الحكم اللبناني لا تشجّع. ستقول أورتاغوس كلمتها، وقالها قبلها الموفد السعودي، إذ لا مساعدة للبنان من دون تطبيق ما هو مطلوب منه. في المقابل، يحاول الرئيس عون من الأمم المتحدة تطبيق سياسة استعادة الأرض والحقوق بالدبلوماسية والتشديد على استعادة الدولة سيادتها. وبالتالي بين بيروت ونيويورك، هناك محاولة لإعادة الدولة إلى موقعها الطبيعي بعدما نهشتها «الدويلة» وإلا سيكون هناك للمجتمع الدولي كلام آخر.

 

"حزب الله" من إحدى أذرع إيران إلى أحد ألسنتها

جان الفغالي/نداء الوطن/22 أيلول/2025

ما من عاقل يمكن أن يصدِّق أن ما قاله الأمين العام لـ "حزب اللّه" الشيخ نعيم قاسم عن المملكة العربية السعودية "نابع من رأسه"، فالأقرب إلى المنطق أنه "كلام" إيراني بـ "لسان" أحد أذرع إيران. لكن هل بهذه التكويعة يمكن لـ "حزب اللّه" أن يمحو تاريخًا من الصراع الدموي والسياسي مع المملكة؟

هذا الصراع عمره من عمر تأسيس "الحزب" في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي، وإحدى البدايات حين اتهم "الحزب" المملكة، ومن ورائها الولايات المتحدة الأميركية، بأنها وراء محاولة اغتيال السيد محمد حسين فضل الله في بئر العبد، بواسطة سيارة مفخخة، ووجّهت أصابع الاتهام، بالاسم، إلى الأمير بندر بن سلمان. لم يحِد "حزب اللّه" عن معاداة المملكة منذ ذلك التاريخ، وفي إحدى المرّات سمَّت إحدى القنوات التلفزيونية التابعة لـ "حزب اللّه" المملكة بـ "العدو السعودي"، صحيح أنها محَت الخبر من مواقعها، لكن الرسالة وصلت بعدما تمّ حفظها بتقنية screenshot. كما أن الأمين العام السابق لـ "حزب اللّه" السيد حسن نصرالله كان مُكثِرًا في استخدام التوصيفات والنعوت ضد المملكة، فكان يصفها بأنها "مصدر الفكر التكفيري" وبأنها "صدَّرت أيديولوجية داعش" وأنها تسعى إلى "تطبيع بلا مقابل".

من دون سابق إنذار، بدَّل "حزب اللّه" خطابه السياسي في حق المملكة، ففجَّر قنبلة سياسية بواسطة الشيخ نعيم قاسم، الذي قال :"أدعو المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة"، وأرفق هذه الدعوة بست نقاط سمّاها أسسًا، وهي التالية: "حوار يعالج الإشكالات، ويُجيب عن المخاوف، ويؤمِّن المصالح، حوار مبني على أن إسرائيل هي العدوّ، وليست المقاومة، ويُجمِّد الخلافات التي مرّت في الماضي، على الأقلّ في هذه المرحلة الاستثنائية، وأن سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي، وليس لبنان، ولا السعودية، وأن الضغط على المقاومة هو ربح صافٍ لإسرائيل، وعندما لا تكون المقاومة موجودة، فهذا يعني أن ‏الدور ‏سيأتي على الدول. وأخيرًا تصفية العلاقات،‎ ‎ونكون معًا على قاعدة، أن العدو ‏هو إسرائيل، ‏ولسنا أعداء،‎ ‎حتى ولو اختلفنا في مرحلة من المراحل".

بهذا الطرح يكون "حزب اللّه" قد قفز فوق "أطنان" الملفات المتراكمة بينه وبين المملكة العربية السعودية، بدءًا بدعم وتدريب الحوثيين في اليمن، مرورًا بتهريب الكبتاغون إلى المملكة، وصولًا إلى استضافة الإعلام المعادي للمملكة في "مدينته الإعلامية" في الأوزاعي.المملكة تعاطت بحذرٍ شديد مع "تكويعة الحزب"، التي جاءت بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي استتبع بزيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني للرياض.

هذا الحذر عكسته طريقة تعاطي وسائل الإعلام السعودية مع كلام قاسم، فإحدى الصحف أدرجته ضمن عنوان: أمين عام "حزب اللّه" يبعث برسائل تهدئة للداخل والخارج، تشدّد في مواجهة "الخطر الإسرائيلي" ودعوات "حوارية" بالجملة. لم يرِد في العنوان أن قاسم خاطب المملكة. أحد المحللين الخبراء في الشأن الخليجي، المقيم في إحدى الدول الخليجية، اعتبر أن "قاسم لم يكن موفقًا في كلامه، فأولًا السعودية ليست تنظيمًا سياسيًا، بل هي دولة قائمة بذاتها بل تعتبر الدولة الكبرى والأقوى في المنطقة اليوم، كما أن حديثه وُضع وكأنه يأتي في سياق شروط محدّدة، وهذا ما لن نقبل به الرياض". كما كان لافتًا أن معظم المحلّلين الخليجيين الذين عادة ما يحللون أي تطوّر له علاقة بإحدى دول الخليج، التزموا الصمت هذه المرّة، وهذا الصمت مردّه احتمال من اثنين: الأول عدم الوثوق بطرح "حزب اللّه"، والثاني استكشاف حقيقة المناورة، وماذا تريد إيران من ورائها، فالجمهورية الإسلامية استخدمت إلى الحدّ الأقصى إحدى أقوى أذرعها، "حزب اللّه"، وها هي اليوم تستخدم أحد "ألسنتها"، وهو "حزب اللّه" أيضًا.

 

هل نكون أمام تمديد جديد لنفوذ محتكري السوق تحت مسميات مختلفة؟...وزارة المالية من الطابع الورقي وإلى الطابع الورقي تعود

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/22 أيلول/2025

سنة تمامًا مرت على الاجتماع المتفجر للجنة المال والموازنة النيابية الذي أقر مبدأ إلغاء الطابع الورقي واعتماد الطابع الإلكتروني، على خلفية ما أظهره تقرير صادر عن الغرفة الرابعة في ديوان المحاسبة برئاسة القاضية نيللي بو يونس حينها، من نزعة لنهب خزينة الدولة والناس، تتخطى الصفقات المشبوهة التقليدية، إلى موظفين ومستفيدين وشبكات أساؤوا لأمانة الطابع الموضوع بين أيديهم، وخرقوا كل الضوابط التي تحددها الرخص الممنوحة لبعضهم. وها هي وزارة المالية تستسلم لمبدأ تعويم الطابع الورقي مجددًا اليوم، بدلًا من الانتقال إلى الطابع الإلكتروني، معلنة منذ 16 أيلول الجاري، أنها ستغرق السوق به، عبر توسيع نطاق التوزيع على أكبر عدد من المراكز المتعاقدة معها إضافة إلى المرخصين، بهدف منع محاولات الاحتكار وانتشار السوق السوداء.

استمرارية عمل أم استسلام؟

قد يندرج الإجراء في إطار ديمومة الخطط بآلية عمل المؤسسات العامة، حتى لو تبدل رأس السلطة التنفيذية، خصوصًا أن مجلس الوزراء السابق برئاسة نجيب ميقاتي، كان قد أقر في 21 آذار من العام 2024 حلولًا لأزمة استفحلت منذ العام 2020، خلصت إلى تكليف وزارة المالية باتخاذ الإجراءات القانونية الآيلة لتطبيق حلول مقترحة من قبلها تلخّصت في أربعة نقاط رئيسية وهي:

أولًا،  تأمين كميات كافية من الطوابع المالية.

ثانيًا، اعتماد آلات وسم الطابع المالي في كافة الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات.

ثالثًا، دفع قيمة الطابع الورقي بموجب أمر قبض صادر عن صناديق وزارة المالية أو عن الإدارات التي تستخدم نظام أوامر القبض العائد لوزارة المالية، مهما بلغت قيمتها، بصورة موقتة.

ورابعًا،  تأمين الاعتمادات اللازمة من أجل المباشرة بتطبيق الطابع الإلكتروني.

إلا أنه أبعد من  استمرارية عمل المؤسسات هذه، كشف بيان وزارة المالية أن الرهان الأساسي لا يزال على الطابع الورقي أولًا،  حتى لو جاء ذلك مع سعي لتصحيح الخلل الذي برز في تطبيق آلية الدفع عبر الإشعار ص 14 الموضوع لدى شركات تحويل الأموال المتعاقدة مع الوزارة لقبض الضرائب والرسوم. إذ ألحقت الوزارة بيانها، بتنبيه لتلك الشركات بضرورة التأكد من تعبئة جميع الخانات ضمن نموذج ص14 بشكل صحيح قبل استلام الإشعار، وتسديد رسم الطابع المالي المقطوع عن الإشعار والبالغ 100.000 ل.ل، والذي يتكبده المواطنون كرسم إضافي على رسم الطابع، على أن يقبل هذا الإشعار فقط بتسديد رسوم المعاملات التي تُنجز لدى الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات. وفي هذا التنبيه، ما يحذر الشركات من ملء خانة الرقم المالي تحديدًا بأرقام لا أساس لها في وزارة المالية، الأمر الذي تسبب خلال الفترة الماضية بفوضى عارمة، خصوصًا أن معظم المواطنين ليس لديهم أرقام مالية وفقًا لما يؤكده مصدر معني بهذه الشركات. هذا، بالإضافة إلى تحديد الوزارة ركيزة ثالثة لمنع التلاعب برسوم الطوابع، وهي توسعة الاعتماد على آلات الوسم. علمًا أنه على رغم تأكيد مصادر في الوزارة أنها جهزت عددًا من الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات بهذه الآلات، فهي على ما يبدو قد لا تصل إلى مناطق الأطراف قريبًا. إذ أنه في منطقة واسعة كالبقاع مثلًا لا يمكن العثور على مثل هذه الآلة سوى في صناديق المحتسبية العامة بالأقضية، أما تلك التي استحصل عليها كتاب العدل على نفقتهم الخاصة، فلا تستخدم سوى للعقود.

 فهل تملك الوزارة فعلًا مقومات الحفاظ على الاستقرار في سوق الطوابع المالية لفترة طويلة من خلال إجراءاتها المعلنة؟ أم أننا اليوم على أبواب تمديد نفوذ محتكري السوق تحت مسميات مختلفة؟ وماذا عن الحلول الإلكترونية التي تضمنها أيضًا قرار مجلس الوزراء الصادر منذ عام وستة أشهر تقريبًا؟

مساران وشروط وشكوك

مساران سادا في المرحلة الماضية لمعالجة أزمة الطوابع التي تعايش معها اللبنانيون كتعايشهم مع كل الأزمات التي مرت عليهم منذ عقود.

الأول، تمثل في توقيع عقد يمد السوق بـكمية 75 مليون طابع من مختلف الفئات. وقد اجتاز العقد امتحان الرقابة المسبقة في ديوان المحاسبة منذ شهر تشرين الأول من العام 2024، على رغم الملاحظات التي وضعها الديوان على تلزيم الصفقة لشركة "انكربت"، خصوصًا بسبب ما أثاره أداؤها في إدارة "النافعة" من شبهات قانونية ومالية.

 أما المسار الثاني، فقضى بالسير بإجراءات وضع دفتر شروط لتأمين الطابع الإلكتروني، والتي انتهت بمناقصة جرت من خلال قانون الشراء العام، وأعلن على أساسها عن رابح موقت. ولكن الصفقة لم تجتز امتحان الرقابة المسبقة لدى ديوان المحاسبة، بسبب مخالفات قانونية ومالية عديدة ارتكبتها الإدارة نفسها، وجعلت نتائجها مرفوضة من قبله.

على رغم كون تلزيم طباعة الطوابع ومكننتها مسارَين مختلفين، ربط ديوان المحاسبة بينهما، مضمنًا قراره الأول الذي قبل بموجبه صفقة الطوابع الأميرية "الورقية"، شرطًا قاطعًا، ويقضي باتخاذ الإدارة كافة التدابير اللازمة لإنجاز عملية الطابع الإلكتروني (e-stamp) والتي يقتضي أن تواكب الطباعة الورقية الواردة، على أن يكون هذا التلزيم "الأخير" قبل السير بالطابع الإلكتروني المنصوص عليه ضمن موازنة العام 2022. اشترط الديوان أيضًا على الوزراة، وضع خطة لاعتماد آلية شفافة وعادلة لتوزيع الطوابع الورقية وضمان وصولها إلى جميع المواطنين والحؤول دون احتكارها من قبل التجار. وذلك بعد المذاكرة التي أجرتها غرفته الرابعة وكشفت عن أرباح غير مشروعة وصلت إلى جيوب السماسرة، وقدرت بحسب رئيس لجنة المال والموازنة ابرهيم كنعان حينها بما بين 20 و300 مليون دولار، في مقابل دخل لم يتجاوز الـ 1.8 مليون دولار للدولة اللبنانية. وهو ما عزز قناعة لجنة المال والموازنة منذ أكثر من عام بضرورة الانتهاء من عصر الطابع الورقي، بما ينسجم مع الاقتراحات التي قدمها تقرير ديوان المحاسبة وأهمها الإعلان عن مناقصة لتلزيم الطابع الالكتروني. هذا في وقت شكك قرار ديوان المحاسبة الذي وافق بموجبه على طباعة كميات جديدة من الطابع الورقي، في نيّة الإدارة بالانتقال إلى الطابع الإلكتروني، معتبرًا أن تحديد كمية الطوابع المطلوب طباعتها بـ 75 مليون طابع، يُنبئ بتوجه مستمر للإدارة باعتماد الطوابع الورقية.

التفاف على مفهوم الإلكتروني

لم يخطئ الديوان في شكوكه على ما يبدو. إذ أن مشروع العقد الذي قدمته وزارة المالية لغرفته الرابعة للاطلاع عليه في إطار صلاحيته بالرقابة المسبقة، بيّن التفاف الإدارة على مفهوم الإلكتروني، وتقديمها مشروعًا لطابع ورقي جديد وإنما على شكل QR CODE يسحب من آلات خاصة POS MACHINES ويرفق بالمعاملة. منذ شهر آذار من العام الماضي، هدرت الإدارة وقت طواقمها وديوان المحاسبة وحتى الشركات المهتمة بالصفقة، وطاقاتهم جميعًا، من خلال التفافها الواضح على مفهوم الطابع الإلكتروني. كانت محاولات هذا الالتفاف مكشوفة منذ البداية، وحاول ديوان المحاسبة تداركها بإبدائه النصح للوزارة قبل الانتهاء من مرحلة إعداد دفتر الشروط وبالتالي إطلاق المناقصة عبر هيئة الشراء العام. إذ أبدى الديوان حرصه على أن تكون شروط المناقصة متلائمة بشكل أفضل مع مقتضيات مصلحة المواطنين والخزينة العامة. إلا أن فريق وزارة المالية الذي بقي على تواصل مع خبراء الديوان وقانونييه، سجل الملاحظات والمقترحات ولكن من دون أن يأخذ بها في دفتر الشروط الذي أعد لتلزيم الصفقة والذي نشر عبر منصة هيئة الشراء العام ونفذ وفقًا لقانونها. فسلك الملف نحو التلزيم، ليقبل بالشكل بعد أن استدرج العدد الكافي من العروض، ولكنه رسب في امتحان تطبيق القوانين وحماية المال العام.

بين دكانة قديمة ودكانة جديدة

مع أن بديل الطابع الورقي الذي أرست عليه الإدارة الصفقة موقتًا لم يكن إلكترونيًا صافيًا، فقد حظي بفرصة ليعبر امتحان الرقابة المسبقة، لولا مخالفات جوهرية بيّنت عدم توافق الصيغة المقترحة مع قانون رسم الطابع المالي، وتجاوزها دور وزارة المالية ومسؤولياتها، بالإضافة إلى تخطيها أصول قانون الشراء العام. فالتلزيم لم ينطلق عمليًا من تقدير لقيمة السوق وحجم الواردات المتوقع، وهو نص على اقتطاع كلفة التجهيزات والأنظمة من جعالة باعة الطوابع، خلافًا للقانون، ووضع كل مراحل تنفيذه، والمتضمنة تأمين الأنظمة، التشغيل، التدريب، التوزيع بيد متعهد واحد، فأمن له الاحتكارية، بمقابل إغفال آليات الرقابة على عمليات تحويل الإيرادات إلى مصرف لبنان أو لضمان حقوق باعة الطوابع الحاليين. ولهذه الأسباب وغيرها، رأى النائب رازي الحاج الذي يتابع الملف منذ بدايته، أنه من الجيد أن يكون الملف قد أغلق في ديوان المحاسبة على رفض، لأنه برأيه الأفضل العمل في المرحلة الحالية على تحسين واقع الحال، وخصوصًا من خلال زيادة عدد آلات الوسم، من فتح الباب أمام سمسرات جديدة ننتقل من خلالها من دكانة قديمة لافتتها مكتوبة بخط اليد إلى دكانة أخرى حتى لو كانت جديدة ولافتتها إلكترونية. ويعتبر الحاج في المقابل، أن سوق الطوابع اليوم هو في حالة استقرار نتجت عن رفع عدد آلات الوسم وتأمين حاجات السوق من الطوابع الورقية، آملًا بخطوات شفافة وصحيحة تترافق مع إقرار مشروع قانون إنشاء الهيئة اللبنانية للرقمنة الذي قدمه، والذي سيشكل خطوة عملية نحو الانتقال إلى المكننة الكاملة للإدارة، متوقعًا أن يرفع المشروع إلى اللجان الفرعية قريبًا.

هل يرتبط مصير الطابع الإلكتروني بمسار المكننة؟

تربط مصادر إدارية في المقابل بين عودة الاستقرار إلى سوق الطوابع المالية وانتظام الإدارة بشكل عام ومكننتها. وتعتبر بالتالي، أننا بحاجة إلى ورشة تشريعية وتنفيذية واسعة، يصعب بلوغها خلال مرحلة قصيرة. فهل يرتبط مصير الطابع الإلكتروني بمصير هذه المكننة المنتظرة منذ سنوات طويلة؟

لم تتقدم وزارة المالية منذ شهر كانون الثاني من العام الجاري، أي تاريخ رفض عقدها الموقت لتلزيم هذه الخدمة، بأي اقتراح جديد، على رغم تأكيد مصادرها بأنها ماضية بخطة الانتقال إلى الطابع الإلكتروني. وهذا ما يطرح التساؤلات حول ما إذا الورق سيكون كافيًا  فعلًا لتغطية حاجة السوق،  إلى أن تنتهي الإدارة من إعداد خطتها والانطلاق عمليًا بتنفيذها؟ أم أن الحل يبقى دائمًا بتأبيد الموقت، وبالتالي السعي للاستحصال على موافقات جديدة واستثنائية لطباعة كميات إضافية من الطوابع الأميرية؟

جدل حول حصرية التوزيع وآلية الترخيص

وبالعودة إلى هذه الطوابع، فقد تسبب ما تسرب إلى بعض الإعلام قبل نشر البيان الرسمي لوزارة المالية عبر موقع الوكالة الوطنية للإعلام، أن الوزارة حصرت تأمينها بشركة ليبانبوست، أي شركة بريد لبنان التي تعمل بموجب قرار وزاري مدد لعقدها المنتهي منذ سنوات إلى حين إطلاق مزايدة جديدة لتلزيم القطاع، إلى جانب شركتين خاصتين لتحويل الأموال نشأتا بظل الأزمة المالية الأخيرة. وهذا ما أثار لغطًا لدى شركات تحويل الأموال الكبرى التي تتخوف من أن تكون قد استثنيت من هذا القرار، من دون وضوح المعايير التي اعتمدت في إعطاء بعض الشركات حق بيع هذه الطوابع، ووفقًا لأي رخصة. وأشارت مصادر في شركات تحويل الأموال، إلى أنها تسعى للوصول إلى إيضاحات إضافية حول هذا التدبير لتبني على الشيء مقتضاه. بالإضافة إلى ذلك، فقد أثار بيان وزارة المالية التساؤلات أيضًا حول آلية توزيع الطوابع على الباعة المرخصين، خصوصًا أن بين هؤلاء عددًا ممن وضعوا في دائرة الشبهات من خلال تقرير ديوان المحاسبة الصادر في العام الماضي، لمشاركتهم في احتكار السوق والتسبب بحالة الفوضى والبلبلة التي سادت فيه، وبالتالي، جنيهم أرباحًا غير مشروعة على حساب مصلحة المواطن. علمًا أن هذا الملف موضوع ملاحقة قضائية، جراء إخبارات عديدة قدمت للنيابة العامة، ولا يبدو أنها حركت الملف بما يؤمن الاقتصاص من المرتكبين حتى الآن. ما ذكر يعزز القناعات بأننا ما زلنا أمام عجز إداري وغياب للمحاسبة كما للرؤية البعيدة المدى في معالجة ملف الطوابع المالية. وهذا ما يجعله يدور في حلقة مفرغة منذ العام 2022. فيما الخشية تبقى بين وعود الانتقال إلى الطابع الإلكتروني والواقع الذي كرّس الأميري، من أن تطيل الحلول غير المستدامة أمد السوق السوداء، وتمعن بالتالي في إذلال المواطنين، في مقابل ابتلاع السماسرة الأرباح من جيوب الناس، وعلى حساب معاناتهم في استكمال معاملاتهم المالية مع الدولة.

 

ملاحظات أساسية حول مؤتمر "نيويورك 2"

ماجد عزام/المدن/22 أيلول/2025

ينعقد اليوم الاثنين مؤتمر "نيويورك 2" حول حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية على مستوى القادة والزعماء بشراكة سعودية فرنسية، بعدما كان قد عقد لأول مرة على مستوى وزراء الخارجية نهاية تموز/ يوليو الماضي، وتبنى ما يعرف بإعلان نيويورك الذي أيدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أيام بغالبية ساحقة. يمكن بل يجب النظر إلى المؤتمر من ثلاث زوايا أساسية: المؤتمر بحد ذاته لجهة  مواصلة سيرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الغالبية العظمى للمجتمع الدولي بما في ذلك دول غربية وازنة مثل فرنسا وبريطانيا واستراليا وكندا والبرتغال ومالطا، بعدما سبقتها إسبانيا وبلجيكا وايرلندا والنرويج والسويد. ثم تأكيد عزلة إسرائيل الدولية حتى ضمن البيئة الغربية الداعمة لها تاريخياً. وثالثاً فيما يمكن اعتبارها كنتاج لتفاعل المعطّيين السابقين، تأتي المطالبة بوقف الحرب على غزة بعدما تجاوزت فيها الدولة العبرية كل الحدود والمواثيق والشرائع الدولية.

ويبدو أن القناعة الدولية الراسخة كما رأينا في مشهد مجلس الأمن، الخميس الماضي، أن الخيار العسكري قد فشل بعدما استنفذ نفسه، والحلّ كان ولا يزال سياسياً في غزة والضفة الغربية، رغم الهوس الإسرائيلي بالاستيطان والضمّ واعتبار قيام الدولة  الفلسطينية ركناً أساسياً والقاعدة التي لا غني عنها لهذا الحلّ العادل والشامل والمستدام.

"نيويوك 2"

إذن، يعقد اليوم الاثنين على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة مؤتمر "نيويورك 2"، برئاسة مشتركة وعلى مستوى القمة بين السعودية وفرنسا، حيث يركز المؤتمر في نسخته الثانية كما الأولى على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن رؤية متفق عليها لحلّ دبلوماسي نهائي ومستدام للصراع في فلسطين. وكان مؤتمر "نيويورك 1" قد عقد على مستوى وزراء الخارجية منذ شهرين تقريباً، وبمقر الأمم المتحدة لإضفاء الشرعية والميثاقية، وخرج عنه ما يعرف بإعلان نيويورك الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة الأسبوع الماضي، ورسم خارطة طريق متكاملة لوقف الحرب واليوم التالي بما في ذلك المسار نحو إقامة الدولة كحق لا جدال فيه للشعب الفلسطيني ضمن حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره على ترابه الوطني.ولعل أهم ما في "نيويورك 2" الرئاسي، إضافة الى مواصلة المسار ومأسسته، أنه سيشهد رسمياً اعتراف 11 دولة جديدة بالدولة الفلسطينية، منها فرنسا وبريطانيا واستراليا وكندا والبرتغال، ما يعني أن عدد المعترفين بالدولة سيتجاوز تلك التي تعترف بإسرائيل، مع الإشارة إلى الاستثناء الألماني المهم، حيث ستشارك برلين بالمؤتمر مع دعم فكرة الاعتراف من حيث المبدأ حتى لو تم تأجيله إلى مرحلة لاحقة، ما يترك الولايات المتحدة وحدها خارج هذا الإجماع الأوروبي الغربي والدولي.

عزلة إسرائيلية

المعطى السابق يؤكد في مغزاه الأساسمدى تجذر عزلة إسرائيل الدولية التي باتت في الزاوية وتفقد دعم حلفائها حتى ضمن مظلة الحماية الغربية التاريخية الداعمة لها. هذه العزلة مرتبطة مباشرة ولا شك بحرب غزة، والممارسات الاستيطانية والتهويدية بالقدس والضفة الغربية، لكن مسارها العام كان قد انطلق قبل ذلك بسنوات بل عقود طويلة، مع رفض الدولة العبرية عملية التسوية والحلول السياسية وفق القواعد التي يدعمها العالم، والمتوافقة مع الشرعية والمواثيق الدولية، وسعيها المقابل لخلق وقائع بقوة  الاحتلال الجبرية وغير الشرعية على الأرض، وإدارة الصراع  وفق مسميات حركية مختلفة، قبل أن تصل بها الغطرسة وسكرة القوة إلى محاولة تصفيته نهائياً بتدمير غزة وجعلها غير قابلة للحياة وتسريع وتيرة تنفيذ خطة الضم بالضفة الغربية ولو بشكل غير رسمي ومعلن أقله حتى الآن. ولا ينفصل عما سبق القناعة الدولية بضرورة بذل مزيد من الجهود لوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة، بعدما تجاوزت إسرائيل فيها كل الحدود، كما خطط الضمّ بالضفة الغربية باعتبارها خطاً أحمر، كما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن حق أول أمس السبت، ونقض الذريعة الإسرائيلية عن عدم امتلاك المجتمع الدولي وفي مقدمه العرب رؤية واقعية وقابلة للتطبيق تجاه اليوم التالي للحرب بغزة، كما المشهد في فلسطين بشكل عام.

إعلان نيويورك

ومن هذه الزاوية تحديداً  تكمن أهمية إعلان نيويورك الذى وقعت عليه السعودية وفرنسا ودول عربية وإسلامية شريكة ومركزية ووازنة مثل مصر والأردن وقطر وتركيا، وتبنته رسمياً الأمم المتحدة وأصبح أحد وثائقها الرسمية، وسيتم التأكيد عليه كذلك في مؤتمر الاثنين بعدما رسم خارطة طريق متكاملة، نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافياً وقابلة للحياة ضمن حدود حزيران/يونيو ،1967 مع حل عادل لقضية اللاجئين وفق الشرعية الدولية، وحزمة إصلاح جدية وجذرية للسلطة والمؤسسات القيادية الفلسطينية، وفق قاعدة نظام واحد وقانون واحد وسلاح واحد، وإجراء الانتخابات العامة لاختيار قيادة جديدة شابة نزيهة مصداقة وجديرة، من أجل المضي قدماً في فضاءات المقاومة الرحبة، بسياقاتها المكفولة دولياً، الدبلوماسية والسياسية والإعلامية والقضائية التي يفهمها العالم، خصوصاً مع تقبّله رسمياً وشعبياً للقضية والرواية الفلسطينية العادلة، مع التذكير الضروري بالمقولة الصحيحة والمحقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى لو أراد بها باطلاً ومفادها إن الدولة العبرية تربح المعركة العسكرية ولكنها تخسر المعركة السياسية والإعلامية أمام الرأي العام الدولي وحتى الأميركي، مع تراجع نفوذها في الكونغرس وهذا صحيح، وبالتأكيد يضاعف المسؤولية علينا لإيقاف المعركة بأسرع وقت في بعدها وشقها العسكري الذي تتفوق فيه إسرائيل ومواصلتها بالميادين والسياقات الأخرى حيث ربحنا مضمون وخسارة الدولة العبرية وعزلتها مضمونة كذلك.

 

أفول السلاح… امتحان الدولة بدأ

مروان حرب/المدن/22 أيلول/2025

من المسلَّم به أنّ الدولة لا تقوم من دون احتكار العنف الشرعي. فحصرية السلاح هي الركيزة التي تمنحها القدرة على إدارة المجتمع بوصفها المرجع الوحيد للشرعية. لكن هذه الحقيقة، التي يُفترض أن تكون بديهية، تحوّلت في التجربة اللبنانية إلى ذريعة لتعطيل الإصلاحات، وإلى شعار مُعلّق يُستخدم لتبرير الشلل أكثر مما يُستخدم كمدخل لبناء الدولة. اليوم، يواجه السلاح غير الشرعي منعطفاً حاسماً: فقدَ جاذبيته كرصيد استراتيجي، وتحول إلى عبء سياسي واقتصادي وأخلاقي على حامليه أنفسهم. لم يعد وسيلة للبقاء بل صار رمزاً للاستنزاف، ولم يعد عنواناً للقوة بل أصبح عنواناً للانقسام والتراجع. نحن أمام لحظة أفول، لا كحدث مفاجئ، بل كمسار تاريخي طويل يجرّد السلاح من معناه السياسي والأخلاقي ويدفعه نحو نهايته. والسؤال الجوهري يفرض نفسه: إذا كان لا قيام لدولة بلا حصرية السلاح، وإذا كان هذا السلاح يتآكل اليوم، فما الذي يجب على الدولة أن تفعله كي تستعيد ثقة مواطنيها؟

الجواب لا يكمن في انتظار اكتمال مسار الأفول وحده. فحصرية السلاح شرط ضروري، لكنها غير كافية. الدولة لا تستمد شرعيتها من احتكار القوة فقط، بل من قدرتها على أن تكون حقيقة يومية في حياة مواطنيها: عدالة تحميهم، خدمات تصون كرامتهم، ومؤسسات تمنحهم الأمان. الدولة التي لا تمتلك سوى السلاح تفقد شرعيتها سريعاً، بينما الدولة التي ترافق احتكارها للعنف بإصلاحات جذرية ومؤسسات فاعلة، تكتسب شرعية متجددة ومتينة. هذا ما تؤكده تجارب دول أخرى. في رواندا، لم يكن تفكيك الميليشيات كافياً بعد الحرب الأهلية، بل ترافق مع بناء مؤسسات خدماتية أعادت ثقة الناس. في كولومبيا، كان اتفاق السلام مع "فارك" بداية مسار طويل من الإصلاح الاجتماعي. وفي جنوب أفريقيا، ارتبط تفكيك نظام الفصل العنصري بإعادة هيكلة الدولة على أسس المواطنة. هذه التجارب أثبتت أن نزع السلاح لا يكتسب معناه إلا حين يُدرج في مشروع أشمل قاعدته العدالة والمساواة والكرامة، وهي القيم التي وصفها عبد الرحمن الكواكبي بأنها أساس العمران وحصن الأمم من الهلاك. لبنان اليوم أمام امتحان مماثل. فالسلاح يسلك مسار الأفول، لكن الخطر الأكبر يطلّ من انهيار القضاء، تفكك الاقتصاد، وانهيار الخدمات الأساسية. ما قيمة السيادة النظرية إذا كان المواطن لا يجد دواءً ولا كهرباء ولا مدرسة تحفظ مستقبل أبنائه؟ الشرعية الحقيقية تُختبر في هذه التفاصيل: هل الدولة كيان حاضر في ضمير الناس، أم مجرد سلطة شكلية بلا مضمون؟ إذن، نزع السلاح ليس المدخل الأوحد للخلاص. المطلوب مسار متوازٍ: إصلاح القضاء، إنعاش الاقتصاد، وتثبيت الخدمات الأساسية. اللبناني الذي يُحرم من العدالة والخبز والكهرباء لن يمنح الدولة ثقته، حتى لو اختفت كل البنادق. الشرعية لا تُبنى على الغياب، بل على الحضور الفعلي في حياة الناس. هذا ما فهمته المدرسة الشهابية في عهد الرئيس فؤاد شهاب، حين حاولت أن تجعل من الدولة مؤسسة حديثة تخدم مواطنيها لا مجرد سلطة تُديرهم. فالسياسة، في جوهرها، ليست بحثاً عن المثاليات المستحيلة، بل عن الممكن الذي يحفظ الاجتماع الوطني. والممكن اليوم أن يُترك السلاح لمساره التاريخي نحو التلاشي، فيما تنكب الدولة على إعادة إنتاج ذاتها كحقيقة حية في وجدان مواطنيها. لكن الطبقة السياسية أمام امتحان لا مفرّ منه: إمّا أن تتحمل مسؤوليتها وتبادر إلى إصلاحات جذرية تعيد الثقة، أو أن تواصل التذرّع بخطاب السلاح لتغطي عجزها. وفي الحالتين، فإن لحظة الحقيقة اقتربت. فالشرعية ليست نصاً دستورياً جامداً، بل ممارسة يومية تُقاس بالخبز والدواء والكهرباء والعدل. هناك وحدها تُبنى الدولة… وهناك أيضاً تُهدم.

 

لبنان يعمل على تحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين بالتوازي مع عملية تسليم سلاح المخيمات

بولا أسطيح/الشرق الأوسط»/21 أيلول/2025

سُجل في بيروت منذ فترة، وبالتوازي مع انطلاق عملية تسليم السلاح الفلسطيني الموجود داخل المخيمات، حراك رسمي لافت باتجاه تحسين ظروف عيش اللاجئين الفلسطينيين الذين يرزح نحو 80 في المائة منهم تحت خط الفقر، ويعيشون في أوضاع صعبة جداً داخل مخيماتهم. وبدأ السفير رامز دمشقية، رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، وهي هيئة حكومية مكلّفة منذ عام 2006 بمعالجة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مع مديرة شؤون «الأونروا» في لبنان دوروثي كلاوس، جولة الأسبوع الماضي على المسؤولين اللبنانيين المعنيين بمعالجة هذا الملف. دمشقية وكلاوس التقيا وزير الداخلية أحمد الحجار، وتصدر النقاش معه إصدار بطاقات هوية بيومترية للفلسطينيين، كما مسألة الرسوم المرتبطة بالمعاملات القانونية والقضائية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين. وكذلك التقيا وزير المال ياسين جابر، وتم التطرّق إلى الملف التربوي للاجئين الفلسطينيين، لا سيما ما يتعلق بمراكز «الأونروا» التربوية في منطقة صور. وقدمت كلاوس مقترحاً بتمويل بناء مدرسة جديدة، حيث جرت مناقشة السبل المتاحة لتوفير التسهيلات اللازمة من قبل الوزارة والدوائر المعنية لإنجاز هذا المشروع.

إصلاح المنازل

أما مع قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، فقد تركز النقاش على «المضي قدماً بمبادرات تحسين المخيمات، لا سيما إنجاز إعادة الإعمار في مخيم نهر البارد، حيث لا تزال 309 أُسَر مهجرة منذ عام 2007، وتنتظر إعادة بناء منازلها». واتفق الطرفان على إعادة إنشاء آلية منسقة لتسهيل تخليص واستيراد مواد البناء إلى المخيمات، ومن ثم دعم الأسر التي ترغب في إصلاح وإعادة تأهيل منازلها. ويبلغ العدد الإجمالي للاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى «الأونروا» في لبنان 489,292 شخصاً، علماً أن آخر الإحصاءات يؤكد عدم تجاوز الذين ما زالوا يعيشون في لبنان الـ174 ألفاً. ويقيم أكثر من نصفهم في 12 مخيماً منظماً ومعترفاً بها من قبل «الأونروا». علماً أن آلاف الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في سوريا توجهوا إلى لبنان مع بداية الحرب السورية.

خشية التوطين

تتشدد القوانين اللبنانية في مقاربة الشؤون المرتبطة باللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً لناحية التملك والعمل، تمسكاً برفض التوطين، وللحفاظ على التوازن الطائفي الدقيق بالبلد، إضافة إلى عوامل تاريخية وأمنية واقتصادية. ويحرم القانون اللبناني اللاجئين الفلسطينيين من العمل بأكثر من 70 مهنة، تشمل الطب، والصيدلة، ووكالات السفر، ورئاسة تحرير الصحف، وأصحاب مستشفيات، وتأمين وإعادة تأمين، والطبوغرافيا، والهندسة، والمحاماة... وغيرها. ويرى رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير رامز دمشقية أن «لبنان متأخر كثيراً في القيام بواجباته حيال اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على أراضيه»، لافتاً إلى أنهم «يعيشون في وضع صعب جداً، وقد تم إهماله طوال الفترة الماضية؛ لذلك نحن نعمل اليوم على التقدم في هذا الملف من خلال الدفع لتعديل بعض القوانين وفك عقد لا تزال مستمرة منذ الحرب الأهلية».

لا مقايضات

يؤكد دمشقية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تحسين الأوضاع المعيشية للاجئين غير مرتبط بتسليم السلاح، فقد بدأنا العمل على هذا الملف قبل انطلاق عملية تسليم السلاح من قبل فصائل منظمة التحرير، فلا يمكن أن نسمح بطرح مقايضة من هذا النوع على أساس أن حصرية السلاح قرار اتخذته الحكومة اللبنانية وعلى الجميع التجاوب معه»، موضحاً أن «لقاءً سيُعقد، الأسبوع المقبل، مع ممثلين عن الفصائل التي لم تسلم السلاح بعد، ومن ضمنها «حماس» للمضي بالملف قدماً». ويشدد دمشقية على أن «ملف حقوق اللاجئين الفلسطينيين لا يمكن أن يُحل بسحر ساحر، خصوصاً أن تعديل القوانين مرتبط بمجلس النواب، لكنَّ هناك أموراً نحاول حلها مع الوزارات المعنية»، مستغرباً اعتبار البعض أن إعطاء حقوق للاجئين كالتملك وغيره من شأنه أن يؤدي إلى التوطين، ومشدداً على أن «هذه مسألة سيادية لبنانية، ولا أحد يمكن أن يعطي الجنسية اللبنانية لأي شخص كان إلا الدولة اللبنانية». وقد ساءت مؤخراً الأحوال المعيشية للاجئين الفلسطينيين مع تراجع تمويل «الأونروا» وتلقائياً خدماتها؛ ما أدى إلى إضراب مفتوح مستمر في مخيم البداوي شمال لبنان. وأشار دمشقية إلى أن لبنان - من خلال علاقاته الدبلوماسية - يدفع للإبقاء على تمويل الوكالة؛ لأن خلاف ذلك، سيصبح الوضع صعباً جداً.

 

النظام الإيراني والنصر الوهمي

كاميار بهرنك (كاتب وصحفي إيراني) جنوبية/21 أيلول/2025

بعد الحرب، التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، قام النظام الإيراني بما يقوم به أي نظام ديكتاتوري مهزوم في التاريخ: بيع الهزيمة على أنها نصر؛ ليس لأنه يصدق ذلك، بل لأنه يعلم أن كشف الحقيقة سيؤدي إلى انهيار مشروعيته داخليًا وبين مؤيديه القليلين المتبقين. وماكينة الدعاية في هذا النظام تشبه القلب في الجسم؛ إذا توقفت عن العمل، ينهار النظام بأكمله. وكتبت الفيلسوفة السياسية، هانا آرنت، في تحليلها للأنظمة الشمولية: “الكذب في هذه الأنظمة ليس وسيلة مؤقتة، بل هو شرط للبقاء”. ويسير النظام الإيراني على النهج نفسه. ولفهم هذا السلوك، يجب النظر إليه في سياق تقاليد الديكتاتوريات؛ فجميعها تدرك أن الناس إذا اقتنعوا بالهزيمة، فلن يطيعوا النظام بعد ذلك، لذا يجب خلق نصر وهمي.

ثلاثة مبادئ للدعاية في الديكتاتوريات

هناك ثلاثة مبادئ للدعاية في الأنظمة الديكتاتوية، وهي:

1- الرقابة على الحقيقة ودفن الواقع في الظلام:

الواقع في الحرب، التي استمرت 12 يومًا، واضح: إسرائيل استطاعت استهداف البنية التحتية والموارد البشرية للبرنامج النووي والصاروخي الإيراني، من القيادة إلى القواعد الصاروخية، بمساندة الولايات المتحدة. ولكن الرواية الرسمية في طهران تجاهلت كل هذه الضربات. هذا هو منطق الرقابة: القضاء على الحقيقة قبل وصولها إلى الجمهور. حتى عندما تكشف الحقيقة، يجب إخفاء جزء منها وخلط الباقي بالكذب لتشويش الواقع. وفي الديكتاتوريات، الرقابة تصل إلى أقصى درجاتها، كما فعلت ألمانيا النازية في ستالينغراد أو الاتحاد السوفيتي في مواجهة ألمانيا، حيث حُوّلت الهزائم إلى “انسحابات تكتيكية”.

ويتبع النظام الإيراني النمط نفسه: إخفاء الحقيقة تحت شعار “النصر”. ومع الطابع الديني للنظام، يُعرف المسار نحو “الشهادة” على أنه جزء من النصر الأبدي.

2- خلق صورة وهمية وعرض قوة غير موجودة:

تحتاج الديكتاتوريات دائمًا إلى خلق مسرحية قوية: عروض عسكرية، إطلاق صواريخ، أفلام مونتاج. هذه الطقوس تعمل على خلق شعور بالانتصار الجماعي حتى لو كان الواقع مختلفًا. استُخدمت هذه الطريقة من قِبل صدام حسين بعد انسحابه من الكويت، والاتحاد السوفيتي بعد الانسحاب من أفغانستان، والنظام الإيراني بالطريقة نفسها من خلال إطلاق الصواريخ والشعارات الزائفة. وحتى لو تسببت صواريخ طهران بخسائر لبعض المدنيين الإسرائيليين، الحقيقة أن الدفاعات الإسرائيلية لم تدّعِ حماية 100 في المائة، وما يقلقها حقًا هو الهجوم الصاروخي الإيراني، لكن النظام يضخم الأمر إلى “نصر”.

3- الكذب المستمر وتزوير الذاكرة الجماعية:

التكرار المستمر للكذب يجعل الناس يصدقونه. كوريا الشمالية، على سبيل المثال، تصف الحرب الكورية بأنها “نصر تاريخي على الإمبريالية الأميركية”، ويُدرج هذا في المناهج الدراسية لتصديق الأجيال الجديدة. ويكرر النظام الإيراني كلمة “النصر” باستمرار ليسيطر على ذاكرة مؤيديه، رغم أن الحقيقة تشير إلى فشل استخباراتي كبير، حيث تمكن “الموساد” من تنفيذ عمليات اغتيال وتدمير أنظمة الصواريخ الإيرانية بسهولة.

لماذا يدمن الديكتاتوريون النصر الوهمي؟

تستمد الديكتاتوريات شرعيتها من تمثيل القوة المطلقة، وليس من رضا الناس. فإذا تغلغلت صورة الهزيمة في المجتمع، تنهار الأعمدة النفسية للحكم. ويعرّف عالم الاجتماع، ماكس فيبر، الشرعية على ثلاثة أسس: التقاليد، الكاريزما، والمنطق القانوني. والديكتاتوريات، مثل النظام الإيراني، تفتقر فعليًا إلى هذه الأسس، وتعيش فقط على صورة “قوة لا تُقهر”. لهذا السبب لا يمكنه قبول الهزيمة في الحرب التي استمرت 12 يومًا. ويوضح التاريخ أن الديكتاتوريين يدخلون في دورة إدمان: كل هزيمة جديدة تحتاج إلى “نصر وهمي” جديد. النازيون حتى آخر يوم في برلين المحطمة، والسوفييت حتى انهيار الاتحاد، والنظام الإيراني يسير على الطريق نفسه.

الدعاية.. مسكن مؤقت وليست علاجًا

الدعاية قد تؤخر الانهيار، لكنها لا توقفه. عندما تنهار الاقتصادات وتظهر الحقائق، تصبح أي عروض دعائية بلا جدوى. إقرأ أيضا: اجتماع «مفصلي» لـ«الميكانيزم» اليوم في الناقورة.. لبنان: لوقف الإعتداءات الإسرائيلية على مراحل! تمامًا كما حدث مع الاتحاد السوفيتي؛ فالنصر الوهمي قد يهدئ مؤيدي النظام مؤقتًا، لكن الفجوة بين الواقع والواقع المعلن تتسع يومًا بعد يوم.

نهاية ماكينة الكذب

دعاية النظام الإيراني في الحرب، التي استمرت 12 يومًا، ليست ابتكارًا جديدًا ولا علامة على القوة، بل هي آلية موت للديكتاتوريات. النظام يمكنه تكرار كلمة “النصر” آلاف المرات، لكن الحقيقة واضحة: الحرب كانت هزيمة مهينة. وعندما يكتشف المجتمع أن الحقيقة قد سرقت، يكون انهيار النظام ليس احتمالاً، بل ضرورة. الديكتاتور يمكنه دائمًا بناء المشهد، لكنه لا يستطيع إخفاء الحقيقة عن الناس إلى الأبد، وهذا سيكون يوم نهاية ماكينة الدعاية للنظام الإيراني.

 

بكركي ونـداء 2000 وبكركي اليـوم

 د. بسام ضو/مارونايت نيوز/21 أيلول/2025

مارونايت نيوز - لبنان - بوصفي كاتبًا وباحثًا سياسيًا، لا أظن أنّنا في تاريخنا النضالي اللبناني – المسيحي – الماروني مررنا بأوضاع سيئة للغاية مثل ما نمرّ به حاليًا. حتى في زمن الاحتلال السوري، المُغطّى من القوى الدولية، كنّا بأفضل حال. ففي زمن الاحتلال السوري ظهرت المرجعية الروحية المارونية بشخص المثلّث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وكانت باكورة النشاط نداء العام 2000 وما حمل في مضامينه من خارطة طريق لبداية مرحلة استقلالية، للأسف أضاع مسؤولو الموارنة اليوم وبطريركيتهم أهدافها، متلهّين بأمور الدنيا.

للأسف الشديد، مع هذه القيادات السياسية والروحية، مضمون نداء العام 2000 لم يُحقّق مبتغاه. بل زاد التشرذم، وانقسمت الآراء، وسادت الفوضى الفكرية. ولم نعد نطمح بمارونية سياسية حرّة متجدِّدة، بل بتنا أمام قادة رأي خُصيان ورجال دين يناورون ويتهرّبون ويتلوّنون. والدار الآمنة التي رغبتها بنود نداء العام 2000 أضحت اليوم دارًا مدمَّرة، وسواد الأيام أصبح قاتلًا، وجمهورية العام 1920 أصبحت دولة على طريق الزوال.  «كل قادة اليوم من روحيين وزمنيين أخطأوا إلى الوطن والمارونية عن أنانية وعمالة وجهل وامتهان الدعارة السياسية وقصر النظر، وهيمنة على القرار اللبناني والماروني... قادة أمر واقع إقصائيون وإقطاعيون».

إنّ النداء الشهير الذي أصدره مجلس المطارنة في العشرين من أيلول 2000 يتناقض مع ما ورد في بنوده ومع واقع الجمهورية اليوم وواقع الموارنة، لأنّ الوضع السياسي والأمني والاقتصادي والمالي والاجتماعي هو أسوأ ما يمكن أن يُحظى به، في ظل قادة رأي علمانيين وروحيين غائبين عن السمع، مطعون في شرعيتهم الوطنية والمسيحية. يُصرّفون الوقت، يحتالون على شعبهم، ويمارسون العار في السياسة والعمالة. إنّ واقع اللبنانيين والموارنة اليوم مُزرٍ، وعلى كل ناشط سياسي ماروني أن يتحلّى بأقلّ قدر من الصراحة والتواضع ليعترف بواجب قول الحقيقة المرّة، وهي: «كل قادة اليوم من روحيين وزمنيين أخطأوا إلى الوطن والمارونية عن أنانية وعمالة وجهل وامتهان الدعارة السياسية وقصر النظر، وهيمنة على القرار اللبناني والماروني... قادة أمر واقع إقصائيون وإقطاعيون». رجال السياسة المسيحيون (علمانيون وروحيون) دافعهم الأساسي الأنانية عبر تضخيم ثرواتهم وعصيّهم وصلبانهم. وهل هذا حق مشروع لهم؟ كلا، لأنهم يخالفون القوانين التي تنظّم الدولة بين الساسة والشعب. إنّ هذا الأداء السيئ هو السبب في زوال الأمتين اللبنانية والمارونية. والمؤسف أنّ الرأي العام منقسم، لم يتعظ ولم يستفد من نداء العام 2000، ولم يكتفِ من عظات البطريرك صفير لردع وطرد كل متسوّل سياسي أو ديني.

واقع اللبنانيين والموارنة اليوم محصور داخل دائرة سوء السياسات وضعف النمو الخلقي والفكري، التي تحول دون انتقال واقعنا إلى مسار تنظيمي مستدام. للأسف، وبصريح العبارة، نحن أمام أنواع من ساسة الأمر الواقع (علمانيين ورجال دين): منهم من هو هاوٍ، ومن هو طارئ، ومن هو دخيل متكلّس الأفكار، ومن هو إقصائي إلغائي مجرم «قتّيل قتلا». دخلوا عالم السياسة عند اللبنانيين المسيحيين والموارنة بطريقة الدم والصدفة ونتيجة صِلات معينة، لهوا وعبثوا في واقعنا ودمّروا حضورنا. وهم لا يعرفون ثوابت نداء العام 2000، بل يتجاهلونها عمدًا.

زعامات اليوم (رجال علمانيون + رجال دين) يكررون الأخطاء، سيرًا على مبدأ «في الإعادة إفادة»، ويمنحون الفرص للفوضى وللسلاح غير الشرعي، متنصّلين من خطره. يتعجّلون في التصريح واتخاذ المواقف الدنيئة، يراهنون على سذاجة الآخرين وبلادتهم، ويلجأون إلى الشك والريبة والتجني والانتقام من بعضهم البعض من أجل الحصول على مكاسب سياسية آنية ومواقع وقتية. بعد نداء العام 2000، واقع اليوم سيئ للغاية، لأننا أمام أسوأ سياسيين ورجال دين. هم الذين يبيعون الوهم للناس، ويتخبّطون في دروب السياسة العميلة بحثًا عن منافع شخصية بين أنقاض الأزمات، ويحاولون زعزعة ثقة اللبنانيين والمسيحيين والموارنة برمي الشرر فيهم والضرب على وتر الاقتتال الداخلي وخلط الأوراق في صواني العمالة، والتفرّغ للخيانات والخيبات الكبيرة. فلنعِد نداء العام 2000 إلى طبيعته، ولننظر إلى الواقع بواقعية وشجاعة وجرأة. ولنعلم ما هي معاني الالتزام بما ورد في هذا النداء من قيم عالية. ولنختبر الأولويات على ما ورد فيه، ولنغلّب مصلحة لبنان والمارونية السياسية، ولنفرض منهجًا مبنيًا على بنود هذا النداء. وعندئذٍ نقول كلمتنا، فيسكت ويخرس هؤلاء.

(كاتب وباحث سياسي – أمين سر المركز الدولي للأبحاث السياسية والاقتصادية PEAC)

 

"تململ" من الهجري في السويداء.. حالة سياسية جديدة قيد التشكل

جاد فياض/المدن/22 أيلول/2025

ستشكّل خارطة الطريق التي اتفقت عليها السلطات السورية مع الأردن والولايات المتحدة حدثاً فارقاً، ليس على مستوى العلاقة بين دمشق والسويداء فحسب، بل داخل المجتمع الدرزي في المحافظة الجنوبية نفسه. اللجنة القانونية العليا التي شكّلها الشيخ حكمت الهجري رفضت الخريطة وتصلّبت بمواقفها، لكن الرفض هذا المرّة لم يقابل بدعم مطلق، بل بتساؤلات وتململات. بدأت منذ فترة أوساط السويداء الفاعلة والاجتماعية ترصد ما تصفه بـ"التململ" داخل البيئة المجتمعية الدرزية في المحافظة، نتيجة تصلّب الهجري بمواقفه دون طرح بدائل واقعية، كون الانفصال ليس منطقياً بسبب غياب الدعم الدولي له. موقف رفض خارطة الطريق كان الموقف الأبرز الذي لوحظ بأنّه لم يلق تأييداً واسعاً بين دروز السويداء، ودفع لطرح أسئلة كثيرة حول الأسباب والبدائل.

أسئلة شعبية للهجري

مصدر اجتماعي فاعل في مدينة السويداء، يفضّل عدم ذكره اسمه لدواع أمنية إثر التهديدات التي تلقاها من مسلحين تابعين للهجري خلال الفترة الأخيرة، يوصّف الواقع عبر "المدن". يقول المصدر إن حالة "تململ" تتسع رقعتها بين دروز السويداء، وخصوصاً النازحون وذوو المخطوفين، بسبب رفض الهجري خارطة الطريق التي يعتبرها الكثيرون في المحافظة أنها "تصب في صالح السويداء". وينقل الأسئلة التي يطرحها أهالي المحافظة الدروز: ماذا بعد رفض خارطة الطريق؟ ما هو البديل؟ متى ستكون العودة إلى القرى والمنازل؟ من سيعوّض؟ ويشير إلى أن النقمة تظهر أكثر في صفوف النازحين الذين تركوا قراهم وتضررت منازلهم، كونهم مقبلين على فصل الشتاء ولم يأمنوا مأوى ومحروقات للتدفئة، إضافة إلى أهالي المفقودين الذين ينتظرون المخطوفين، خصوصاً النساء. مصدر آخر يتحدّث عن خريطة الطريق، ويقول إنها بمجملها تلبّي مطالب الدروز، وعلى رأسها إعادة المخطوفين إلى ذويهم والنازحين إلى قراهم وتعويض أضرارهم بدعم خارجي، تشكيل قوات أمنية تابعة للحكومة ولكن بعناصر من داخل المحافظة وبقيادة شخصية من صفوفهم، إضافة إلى تأمين محيط السويداء والطريق إلى دمشق. وخارطة الطريق ترعاها دول ضامنة، على رأسها الولايات المتحدة.

حالة سياسية جديدة

مراقبة أفق هذا التململ المجتمعي من سياسة الهجري ضرورة كون هذه الحالة قد تشكّل في ما بعد حدثاً قد يكون له وقع على وضع السويداء السياسي. يقول مصدر أهلي إن المحافظة مقبلة على شتاء قاسٍ، والقلق من كيفية تأمين المنازل للنازحين والمحروقات للأهالي، ثم إن الرواتب مقطوعة منذ أشهر، ومساعدات الهلال الأحمر رغم حجمها غير كافية ولا تعوّض الدورة الاقتصادية، وإسرائيل لا ترسل سوى "الفتات" (بضع مئات من صناديق الإعاشة لأكثر من مئة ألف نازح)، وبالتالي رقعة النقمة ستتسع مع تقدّم الوقت. هذا الصوت التململي "واسع" لكنه "ليس ضاغطاً" بعد وفق المصدر الاجتماعي الأول لجملة من الأسباب. أولاً بسبب حملات التخوين والتهديدات المسلّحة التي تطال منتقدي سياسات الهجري، وثانياً، خشية صدام داخلي بين الدروز وخلخلة التوازن والوحدة في السويداء، وفق تعبيره. تطور هذه الحركة يحتاج إلى مقومات عديدة، لكن المصدر نفسه يحدّد أبرز مفاتيحها: دعم عربي مباشر للصوت المعارض للهجري في السويداء والمطالب بالحل السياسي. يشيد المصدر بالدعم العربي والخليجي لخارطة الطريق، لكنه يشدّد على أهمية دعم عربي وتشجيع لعودة الدروز إلى تاريخهم العروبي ومواجهة الموجة الانفصالية الإسرائيلية، فيقوّي الخط الدرزي السوري على الخط الانفصالي. في المحصلة، فإن النقمة المرصودة تتسع مع الوقت. وإذ لا تلغي الجو الموالي للهجري والذي يتظاهر في ساحات السويداء، لكنها تؤسّس لجو شعبي في المحافظة قد ينشط ويغتنم الفرص الكثيرة السانحة فيشكّل حالة سياسية مقابلة للهجري، خصوصاً وأن السويداء اعتادت على تعدّدية المراجع السياسي والاجتماعية منذ عقود.

 

جوزاف عون بين الدوحة ونيويورك: ثوابت رئاسية لمرحلة جديدة

ندى أندراوس/المدن/22 أيلول/2025

في زمن التحولات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط والعالم، يتحرك لبنان بين خطوط تماس سياسية وعسكرية واقتصادية دقيقة. فالمنطقة لا تزال تعيش على وقع حرب غزة المستمرة منذ أشهر، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، في وقت تتوزع فيه أولويات المجتمع الدولي بين صراع أوكرانيا وروسيا، تتنافس القوى الكبرى على النفوذ في الشرق الأوسط، والبحث عن تسويات جديدة للملفات الإقليمية. في هذا المشهد المعقد، يطلّ رئيس الجمهورية جوزاف عون ليقدّم قراءة لبنانية مغايرة، تستند إلى ثوابت سيادية واضحة، وإلى محاولة وضع لبنان على خريطة الفعل لا الاكتفاء برد الفعل. من قاعة القمة العربية  الإسلامية في الدوحة إلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يتدرج خطاب عون في مراحله، محمّلاً بالرسائل السياسية التي وجّهها في العلن، وبالمواقف التي صاغها في لقاءاته الثنائية في الدوحة، ولا سيما مع الرئيسين الإيراني مسعود بزشكيان والسوري أحمد الشرع. وهكذا، فإن ما سيقوله في نيويورك ليس بداية جديدة، بل إستكمال لمسار بدأه في الدوحة، يقوم على رسم خطوط سياسة خارجية لبنانية متوازنة، لكنها مشدودة إلى ثوابت وطنية لا لبس فيها.

من الدوحة: خطاب الثوابت

في خطابه في الدوحة، شدّد عون على أنّ الاكتفاء بالاستنكار لم يعد مقبولاً، وأنّ الدول التي تملك أوراق ضغط بحكم علاقاتها مع إسرائيل مطالَبة بأن تسجّل مواقف عملية. وقد أراد أن يوجّه رسالتين متوازيتين: أولاهما للبنان نفسه بتأكيد التمسك بالثوابت الوطنية، وثانيتهما للعرب بضرورة الانتقال من القول إلى الفعل. ذكّر عون القادة بأنّ غزة تُقصف وتُحاصر وشعبها يباد، وأنّ الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان تتكرر من دون أن يقابلها أي تحرك عملي، معتبراً أنّ قمة الدوحة يجب أن تكون فرصة لتأكيد الثوابت ولإطلاق خطوات واقعية في مواجهة العدوان.

رسائل إلى طهران ودمشق

في موازاة خطابه العربي في الدوحة، التقى الرئيس عون الرئيسين الإيراني والسوري. مع طهران، وضع أربعة مرتكزات واضحة لأي علاقة: الاحترام المتبادل، الصراحة والشفافية، عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتقديم المصالح المشتركة على الخاصة. وقد وافق الجانب الإيراني على هذه المبادئ، ما فتح الباب لرسم إطار تعاون متوازن. أما مع دمشق، فكان عون واضحاً أمام الرئيس السوري أحمد الشرع: لبنان يريد علاقة صداقة وحسن جوار، تقوم على التعاون في حماية الحدود، تسهيل عودة النازحين، وتفعيل القضايا الاقتصادية المشتركة، باعتبار أنّ سوريا تشكل بوابة لبنان إلى الأسواق العربية والخليجية، فيما يشكل لبنان متنفساً حيوياً لسوريا في التصدير والاستيراد وجسراً إقتصادياً، تربوياً، وإجتماعياً.

ما بعد الدوحة: مقاربة متدرجة

كان عون يدرك أنّ قمة الدوحة لن تُنتج قرارات عملية، لذلك عمل على تثبيت اتجاه جديد للسياسة اللبنانية في المرحلة المقبلة، يقوم على ثلاثة ثوابت أساسية:

إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف الاعتداءات.

إستكمال خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح وإنتشاره على الحدود الدولية.

إطلاق الأسرى عبر قنوات ديبلوماسية وأمنية، وهذه المهمة بحسب معلومات المدن يتولاها حالياً المدير العام للأمن العام. وفي هذا السياق، شدّد الرئيس على أنّ تصميمه على حصر السلاح بيد الدولة ثابت، لكن تنفيذه مرتبط بقدرة الجيش على الانتشار على طول الحدود، وهو أمر يتعثر بفعل استمرار الاحتلال. ومن هنا دعوته المتكررة للعرب والغرب إلى ممارسة الضغط على إسرائيل كي تنسحب وتفسح المجال أمام الجيش لتنفيذ خطته على مراحل، بدءاً من جنوب الليطاني وصولاً إلى الشمال.

إلى نيويورك: خطاب الاستمرارية

يحمل عون هذه الثوابت إلى نيويورك حيث سيخاطب المجتمع الدولي. هو يريد ترجمة الدعم العربي والإنساني الذي تلقّاه لبنان في الحرب الأخيرة إلى ضغط سياسي حقيقي على إسرائيل، يتيح للجيش اللبناني إستكمال خطته المرحلية للانتشار في الجنوب على الحدود الدولية. وبذلك، تكون كلمته أمام الأمم المتحدة إستمراراً للخط الذي بدأه في الدوحة، لا مجرد خطاب بروتوكولي.

تكتسب مشاركة الرئيس جوزاف عون في نيويورك خلال السنة الأولى من ولايته بعداً إستثنائياً، إذ تأتي في ظرف إقليمي مظلم يخيّم على المنطقة: حرب غزة المدمرة، تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وتهديدات تمسّ جغرافيا المنطقة ومستقبلها السياسي. لبنان نفسه يقف على حافة خطيرة، مع إستمرار الاحتلال الإسرائيلي ورفض تل أبيب تنفيذ التزاماتها بالانسحاب ووقف الاعتداءات، في مقابل رفض حزب الله تسليم سلاحه خارج إطار خطة شاملة لحصر السلاح بيد الدولة.

في هذا السياق القاتم، يدرك الرئيس عون أن خطابه أمام الجمعية العامة يجب أن يكون رسالة مزدوجة: أولاً تأكيد التمسك بالثوابت الوطنية التي أعلنها في الدوحة، وثانياً تحميل المجتمع الدولي مسؤولية عجزه عن الحسم في الضغط على إسرائيل للالتزام بالقرارات الدولية. من هنا، يسعى عون إلى وضع المجتمع الدولي أمام استحقاق واضح: إمّا دفع إسرائيل إلى الانسحاب الكامل وتنفيذ وقف الاعتداءات، بما يتيح للجيش اللبناني إستكمال خطته على مراحل، وإمّا إبقاء لبنان عرضةً لدوامة النزاعات.

وفي موازاة ذلك، لا يغفل عون عن البعد السوري في المعادلة، إذ يشدد على ضرورة أن تلتزم دمشق تنفيذ الجزء المتعلق بها من ورقة الأهداف التي أقرتها الحكومة اللبنانية، ولا سيما في ما يخصّ حماية الحدود المشتركة، التعاون الاقتصادي، وتأمين الظروف الملائمة لعودة النازحين. بهذه المقاربة، يسعى الرئيس إلى وضع إطار شامل يربط بين الداخل والخارج، بين السيادة والأمن من جهة، والإصلاحات والعلاقات العربية والدولية من جهة أخرى، لتثبيت موقع لبنان في لحظة مفصلية تهدد كيانه وإستقراره.

البعد الاقتصادي: الإصلاح والدعم

إلى جانب البعد السيادي، يعوّل عون على مسار إقتصادي مواكب. فالتحضير لمؤتمر دعم لبنان سيكون جزءاً من تحركه، عبر مسارين متوازيين:

• إستكمال الإصلاحات المالية والتشريعية، بدءاً بالقوانين التي أقرها مجلس النواب وصولاً إلى مشروع قانون الفجوة المالية لمعالجة قضية الودائع.

•جذب استثمارات ومساعدات فعلية تتيح للبنان إستعادة دوره الاقتصادي إذا إستتب الاستقرار، إذ يرى الرئيس أنّ الوضع اللبناني يمكن أن يكون واعداً بمستقبل أفضل متى توافرت بيئة آمنة وجاذبة.

على أي حال، من الدوحة إلى نيويورك، يقدّم جوزاف عون نفسه رئيساً يرسم سياسة خارجية لبنانية جديدة، متوازنة ومنفتحة، لكنها مشدودة إلى ثوابت لا مساومة عليها: السيادة، بسط سلطة الدولة، وإنهاء الاحتلال. وإذا ما لقيت هذه المقاربة تجاوباً عربياً ودولياً، فقد تشكّل لحظة تأسيسية لمرحلة مختلفة في تاريخ لبنان، تُعيد إليه القدرة على المبادرة بعدما طال إنتظاره في موقع ردّ الفعل، وتمنحه فرصة لاستعادة دوره الطبيعي في محيطه العربي والدولي.

 

سيناريو مفصّل لمستقبل الودائع والدين العام

علي نور الدين/المدن/22 أيلول/2025

نشر مصرف "جي. بي. مورغان" (J.P. Morgan) مذكّرة تناول فيها أوضاع سندات اليوروبوند اللبنانيّة، أي ديون لبنان الخارجيّة، المقوّمة بالدولار الأميركي. الفكرة الأساسيّة التي تمحورت حولها المذكّرة، هي أنّ هذه السندات ستحمل فرصًا استثماريّة، وخصوصًا خلال الربع الأخير من العام الحالي.

وبصورة أوضح، فإن ما تقوله المذكرة هو التالي: ما يمكن للمستثمرين -من حملة السندات- استرداده، حتّى بعد إعادة هيكلة هذه الديون واقتطاع نسبة من قيمتها، سيبقى أعلى من قيمتها السوقيّة الراهنة، أي كلفة شرائها الآن. وشراء سندات اليوروبوند اللبنانيّة، في الفترة المتبقية من السنة الحاليّة، يمكن أن يحقّق أرباحًا لحملة السندات. مع الإشارة إلى أنّ احتساب هذه الأرباح أخذ بعين الاعتبار "عامل الزمن"، أي كلفة توظيف الأموال لفترات زمنيّة معتبرة، وهي كلفة تأخذ بعين الاعتبار المخاطر والفوائد التي كان يمكن جنيها من استثمارات بديلة.

لماذا تهمّنا المذكرة؟

ليس هناك أي مُصادفة في توقيت المذكرة، ولا في مضمونها. فما يمكن استرداده، بالنسبة لسندات اليوروبوند، أي قيمة السندات بعد إعادة هيكلتها واقتطاع جزء من قيمتها، ستعتمد على حجم الديون الحكوميّة الإجماليّة التي يمكن الإبقاء عليها في المستقبل، بشكلٍ مستدام وقابل للسداد. وهذه القيمة محكومة طبعًا بالمعايير التي يفرضها صندوق النقد الدولي، والتي ستكون جزءًا من تفاهم لبنان مع الصندوق، الذي يمكن أن ينضج خلال الأشهر المقبلة. وهذا يفسّر طبعًا إشارة المُذكّرة إلى "الربع الأخير من السنة الحاليّة"، بوصفه الفترة الأكثر ملاءمة للاستثمار في سندات اليوروبوند.

وقيمة الديون الحكوميّة، التي يمكن الإبقاء عليها، ستعتمد أيضاً على قدر الخسائر المصرفيّة التي ستتحمّلها الحكومة اللبنانيّة، في  إطار عمليّة إعادة هيكلة القطاع المصرفيّ. تشير المُذكرة بوضوح إلى إصرار صندوق النقد على تقليص حجم الخسائر التي سيتم تحميلها للحكومة. لكنّها تستند في الوقت نفسه إلى "ديناميكيّات المفاوضات الراهنة"، للافتراض بأنّ الحكومة ستتحمّل قدرًا من هذه الخسائر في النهاية.

على هذا الأساس، وللوصول إلى الخلاصة النهائيّة، أي قيمة الاسترداد لسندات اليوروبوند، تحمل المُذكرة في طياتها سيناريوهين:

- أولاً، سيناريو لكيفيّة إعادة هيكلة القطاع المصرفي. ما يفرض البحث عن حجم الخسائر التي ستتحمّلها الحكومة، وقيمة الاقتطاع من أموال المصارف المودعة في مصرف لبنان، فضلًا عن تقديرات معيّنة لحجم الفجوة التي سيتم التعامل معها.

- ثانيًا، وبعد احتساب قيمة مساهمة الحكومة في معالجة الخسائر المصرفيّة، تضع المذكرة سيناريو لكيفيّة إعادة هيكلة سندات اليوروبوند، أي نسبة الاقتطاع من قيمة السندات، وما يمكن الإبقاء عليه من الدين العام. وعليه، فإن ما تطرحه المذكّرة هو تمارين رياضيّة، لعمليّة إعادة هيكلة المصارف، التي ستحدّد مصير المصارف، ولإعادة هيكلة سندات اليوروبوند، التي ستحدّد مصير الدين العام وحجم التزامات الحكومة في المستقبل. وهذه التمارين ليست مجرّد أرقام عشوائيّة. فهي تستند إلى بعض الافتراضات التي يراها محللو جي. بي. مورغان منطقيّة، كما تستند كذلك إلى معلومات المحللين ومصادرهم، ما يفسّر إشارتهم إلى "ديناميكيّات المفاوضات" عند الحديث عن مساهمة الدولة في إطفاء خسائر المصارف.

مصير الودائع

ترى المذكّرة أن فجوة الخسائر، أي الفارق ما بين التزامات المصرف المركزي والموجودات السائلة أو القابلة للتسييل، تناقصت تدريجيًا خلال السنوات الماضية، في إشارة إلى الزيادات في قيمة احتياطات الذهب والعملات الأجنبيّة. وحجم الخسائر المصرفيّة الإجمالي، بات يتراوح بين 50 و55 مليار دولار أميركي، وهو ما يقل بأشواط عن الرقم المُتداول، الذي يقارب نحو 75 مليار دولار. تفترض المذكرة، في سيناريو إعادة هيكلة المصارف، تقليص التزامات مصرف لبنان للمصارف، بالعملات الأجنبيّة، من 79 مليار دولار، إلى 47 مليار دولار، ما يعني أن المصرف المركزي سيتخلّص من قرابة 32 مليار دولار من هذه الالتزامات. وهذا ما سيتم من خلال بنود قانون الفجوة، الذي يُفترض أن تبدأ مناقشته في الحكومة خلال الأسابيع المقبلة.  وخلال الأسابيع الماضية، تسرّبت إلى وسائل الإعلام بعض المقاربات التي يعمل عليها مصرف لبنان لتقليص هذه الالتزامات، ومنها إعادة النظر بجزء من الفوائد التي تم تسديدها على الودائع، أو وضع آليّات خاصّة للتعامل مع الودائع الناتجة عن تحويلات من الليرة إلى الدولار بعد الأزمة، أو تمييز الودائع "غير المشروعة"، وغيرها... في مقابل تخفيض التزامات المصرف المركزي، تفترض المُذكرة أن جزءًا من الخسارة ستتحمّله الحكومة، وبقيمة تناهز 9.8 مليار دولار أميركي. وهذا المبلغ سينقسم إلى جزئين: ما سيبقى من محفظة سندات اليوروبوند التي يملكها مصرف لبنان، وهي بقيمة 1.8 مليار دولار أميركي. وما سيبقى من "ديون القطاع العام"، التي أضافها رياض سلامة في آخر أيامه إلى ميزانيّة مصرف لبنان، كالتزامات متوجبة على الدولة لمصلحة المصرف المركزي. حجم هذه الديون الإشكاليّة، التي تدور علامات استفهام كبيرة حول صحّتها، سيتم تخفيضه من نحو 16.5 مليار دولار، إلى قرابة 8 مليار دولار.  لاحقًا، وبعد تخفيض حجم الودائع، ثم تحديد حجم مساهمة الدولة، يمكن المضي قدمًا بتقسيط جزء من الودائع المتبقية، بموجب سندات طويلة الأجل أو دفعات ممولة من الحكومة، ما يفرض مجددًا تخفيض حجم التزامات مصرف لبنان إلى المصارف إلى نحو 30 مليار دولار أميركي.

إعادة هيكلة الدين العام

بعد الأخذ بعين الاعتبار حجم التزامات الحكومة، التي ستنتج عن عمليّة إعادة هيكلة المصارف، وبعد النظر في حجم الديون التي يمكن أن تتحمّلها الحكومة في الخلاصة، ترى المذكرة أنّه يمكن المضي قدمًا بعمليّة إعادة هيكلة الدين العام باقتطاع 65 بالمئة من قيمة سندات اليوروبوند منذ السنة الأولى. وهذه الخلاصة مبنيّة على افتراض تمكّن لبنان من توقيع اتفاق مبدئي مع صندوق النقد خلال الربع الأوّل من العام 2026. وفي نتيجة هذه العمليّة، يمكن للبلاد أن تخفّض حجم الدين العام الإجمالي إلى قرابة 30 مليار دولار خلال عام 2026، قبل أن يسجّل المزيد من الانخفاضات إلى حدود 28.1 مليار دولار أميركي بحلول العام 2030. في هذه السيناريوهات، تكون قيمة الاسترداد لسندات يوروبوند قد ناهزت 45 بالمئة من قيمتها الإسميّة. لكن المذكرة، كما أشرنا سابقاً، تأخذ بعين الاعتبار "عامل الزمن"، أي القيمة الراهنة للعائدات المستقبليّة، بعد احتساب مستوى المخاطر ونسبة الفوائد التي كان يمكن تحقيقها من استثمارات بديلة. وبعد احتساب هذه العوامل، تتراوح القيمة الراهنة للسندات (Net Present Value) ما بين 34.4 و26.6 بالمئة من القيمة الاسميّة لكل سند. ومن المعلوم أنّ القيمة الراهنة ستختلف بالنسبة لكل شريحة من شرائح السندات، بحسب تاريخ الاستحقاق المستقبلي. بهذا الشكل، تطرح مذكرة جي. بي. مورغان سيناريوهين متكاملين لتحديد مستقبل الدين العام من جهة، والودائع وفجوة الخسائر في مصرف لبنان من جهة أخرى. أهميّة هذه المذكرة، تكمن في صدورها عن جهة فاعلة من السوق، ومتمكنة من ناحية القدرة على جمع المعلومات وتحليلها وصياغة الافتراضات الأكثر ترجيحًا. لكن من المهم التأكيد، في الوقت نفسه، أنّ جهة مثل جي. بي. مورغان قد تملك مصلحة في الدفع باتجاه تقليص حجم الاقتطاعات من سندات اليوروبوند، لكونها أبرز المكتتبين الحاليين في هذه السندات، تمامًا كحال لاعبين آخرين. وعليه، قد يكون من المفيد الأخذ بهذه السيناريوهات كأهداف تسعى بعض الجهات المؤثّرة للوصول إليها، بدل التسليم بها كحقيقة مطلقة.

 

لبنان يطالب بـ"مالك أسرار النيترات": هل سيُحل لغز المرفأ؟

فرح منصور/المدن/22 أيلول/2025

يتسابق القضاء اللبناني مع الوقت لاسترداد صاحب سفينة RHOSUS،   IGOR GRECHUCHKIN من بلغاريا واستجوابه في بيروت. جميع السيناريوهات مُتوقعة. لذلك، يسعى القضاء إلى إزالة كل العراقيل التي قد تُواجهه في حال رفضت بلغاريا تسليم مالك السفينة، وعلى رأسها رفع قرار منع السفر عن القاضي طارق البيطار.

ملف الاسترداد

أيامٌ قليلة تفصل النيابة العامة التمييزية عن تحويل ملف استرداد مالك السفينة إلى السلطات البلغارية لدراسته. خلال يوم واحد قدم البيطار قدّم كل المستندات والوثائق المطلوبة للملف. وثائق تُثبت أهمية استجوابه خصوصًا مع اقتراب موعد صدور القرار الاتهاميّ. تشير معلومات "المدن" إلى أن بلغاريا أعطت مهلة 40 يومًا للبنان ليتمكن من تحويل ملف الاسترداد. وبداية هذا الأسبوع، سيُحال الملف عبر القنوات الدبلوماسيّة. وستقرر بلغاريا إما تسليمه إلى لبنان موقوفًا، أو إطلاق سراحه بعد مرور مدة الـ40 يومًا من تاريخ توقيفه، أو تسليمه لروسيا لكونه يحمل الجنسيتين القبرصية والروسية. مصادر قضائيّة أوضحت لـ"المدن" أنها ستطلب من بلغاريا إن رفضت تسليمه، إتاحة المجال للبيطار للسفر واستجواب غريشوشكن على أراضيها. لذلك، هناك مساعٍ عديدة تُبذل من أجل رفع منع السفر الذي وضعه المدعي العام التمييزي السابق غسان عويدات على البيطار عام 2023.

دعوى اغتصاب السلطة

ثمة الكثير من الأمور التي تعيق تحركات البيطار. وأهمها دعوى اغتصاب السلطة المرفوعة ضده من عويدات. وحسب معلومات "المدن" فإن الهيئة الاتهاميّة التي تنظر في الاستئناف المقدم من عويدات ستجتمع خلال أسبوعين للبت بما إذا كان الادعاء صحيحًا أم لا. علمًا أن الهيئة الاتهاميّة لا تقع من ضمن صلاحياتها رفع منع السفر عن البيطار. إنما الجهة المسؤولة هي القاضي حبيب رزق الله، لكونه قاضي التحقيق في هذا الملف، أو النائب العام التمييزي جمال الحجار الذي له الحق في التراجع عن قرار عويدات بمنع سفر البيطار، تمامًا كما تراجع عن قرار سابق له الذي يقضي بمنع النيابة العامة التمييزية من التواصل أو تسلّم أي مستند أو ملف من البيطار. عمليًا، من واجب القضاء تسريع عملية البت بهذه القضية حرصًا على ملف المرفأ، إذ كيف يمكن اتهام قاضٍ مُعيّن من قبل مجلس القضاء الأعلى بناءً على اقتراح وزير العدل للتحقيق في قضية تفجير المرفأ بأنه اغتصب السلطة؟ ويمضي أكثر من عامين من دون البت بهذه الدعوى؟

"فرصة ذهبية"

بعد انفجار المرفأ، كُلّفت شعبة المعلومات بالتحقيق مع مالك السفينة. قبل  أن تغادر بيروت متوجهةً إلى قُبرص. سجّلت إفادته وقدمت للمحقق العدلي في القضية فادي صوان آنذاك. إفادته ساهمت بتسطير مذكرة توقيف غيابية بحقه بتاريخ 29 كانون الأول 2020، وعُممت بعدها عبر الإنتربول الدولي بموجب نشرة حمراء. ترجح مصادر قضائية لـ"المدن"أن توقيف غريشوشكن جاء بعد مرور خمس سنوات على مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، وعن طريق الصدفة، بسبب خطأ في تنظيم رحلته، إذ من المتوقع أنه سافر عدة مرات خلال السنوات الماضية ولم يتم توقيفه. لكنها تؤكد أنها فرصة "ذهبية" أمام القضاء اللبناني للكشف عن معطيات جوهرية تفيد تحقيقات البيطار، خصوصًا لمعرفة الجهة الحقيقية التي كانت ستتسلم شحنة نيترات الأمونيوم، وإن كانت فعلًا متوجهة من جورجيا إلى موزمبيق كما جاء في الوثائق الرسميّة، أم أن بيروت هي وجهتها الحقيقية منذ البداية؟ أي أن هذا اللغز قد يُعرف بعد استجواب غريشوشكن.

حلّ لغز المرفأ؟

لذلك، من المتوقع أن يكون مالك السفينة على علمٍ بكل هذه التفاصيل. وتحديدًا الجهة التي اشترت الشحنة لصالح شركة "سيفارو ليمتد"، ولمعرفة علاقته برجلي الأعمال السوريين مدلل وشقيقه عماد الخوري (يحملان الجنسية الروسية)، والمدرجين على لائحة العقوبات الأوروبية اللذين دعما النظام السابق لبشار الأسد المخلوع و"مثّلا مصالحه التجارية والمالية في روسيا، وساهما في تمويل الجرائم الجسيمة ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية". والتي تحوم شبهات حولهما ويعتقد أنهما سددا ثمن شحنة نيترات الأمونيوم.  وسبق وأن طلب القضاء اللبناني التعاون مع روسيا لاستجواب هذه الشخصيات، لكنها رفضت. وهنا تشير معلومات "المدن" إلى أنه من المتوقع أن ترفض بلغاريا تسليم لبنان مالك السفينة، وذلك بعد ورود معلومات تفيد أن روسيا ستطالب بتسليمها إياه لكونه يحمل الجنسية الروسية. وأوضحت المصادر أن بلغاريا أوقفته في الخامس من أيلول العام 2025 في المطار، على أن تنتظر 40 يومًا من تاريخ التوقيف قبل إطلاق سراحه أو تسليمه إلى لبنان. علمًا أنه في ظل غياب أي اتفاق قضائي لتبادل المطلوبين بين بلغاريا ولبنان، من الممكن أن ترفض بلغاريا الاستجابة لمطلب لبنان وتطلق سراحه في الخامس عشر من تشرين الأول المقبل أو أن تستجيب لمطلب روسيا. ولا تنفي المصادر القضائية أهمية هذا التطور في ملف المرفأ. وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على التحقيقات، فإفادته ستكشف كل الألغاز التي لم تُعرف بعد، كما أنها ستسهم في تعزيز القرار الاتهامي الذي يجهزه البيطار.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

إتيان صقر: رفضنا مشروع محو لبنان … والطائفية سلاح الأذكياء للسيطرة على الأغبياء .. يكشف علاقته بالمعارضة السورية … العداء ما بين لبنان واسرائيل مصطنع!

موقع أخباركم – أخبارنا/21 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147505/

يُعدّ إتيان صقر، المعروف بـ”أبو أرز”، واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ الحرب اللبنانية. ارتبط اسمه باليمين اللبناني المسلح، وكان قائدًا لتنظيم “حراس الأرز”، الذي طبع مساره بمواقف حادة وتحالفات مثيرة للنقاش، ما جعله حاضرًا في الذاكرة السياسية اللبنانية كرمز للصراع والانقسام.

اليوم، وبعد سنوات طويلة من الغياب، ما زال “أبو أرز” حاضرًا في النقاش العام، بين من يراه “مناضلًا” دافع عن قناعاته حتى النهاية، ومن يعتبره “رمزًا للتفريط والارتباط بالمشاريع الخارجية”.

وقد تمكّن موقعنا، عبر رفاقه في لبنان، وتحديدًا من خلال الأستاذ مارون العميل المقرّب منه، من إيصال مجموعة من الأسئلة إليه. وجاءنا من إتيان صقر “أبو أرز” الأجوبة التالية التي تنشر كما وردت، لتفتح من جديد ملف هذه الشخصية الجدلية وتضيء على آرائها ومواقفها الراهنة.

س: كيف تقيّم حال لبنان اليوم مقارنة بالأمس، التي بنيتم عليها حركتكم في أوائل السبعينات؟

حال لبنان في السبعينات كان أسوأ من اليوم، لأن المخطّط الدولي بزعامة أميركا ممثَّلة بهنري كيسنجر كان يقضي بشطب الكيان اللبناني واستبداله بكيان فلسطيني بهدف إنهاء الصراع العربي–الإسرائيلي. ويومئذٍ جاؤوا إلينا ليطلبوا أن نترك السلاح والمتاريس وأن نهاجر إلى الولايات المتحدة أو كندا. القرار الذي اتخذناه كمقاومة لبنانية بالمواجهة أحبط المخطّط، فكانت النتيجة أن عرفات وزمرته هجّروا من لبنان، ونحن بقينا.

اليوم حال لبنان أفضل لأن أميركا والمجتمع الدولي أصبحوا إلى جانب لبنان، حريصين على كيانه ويدعمون جيشه، بينما في السبعينات ساهموا في تفكيك الجيش، الأمر الذي دفعنا إلى ارتجال جيش بديل اسميناه لاحقاً القوات اللبنانية.

س: في ظل التحولات الأمنية والسياسية، هل ترى أن المبادئ التي دافعتم عنها: القومية اللبنانية، السيادة، رفض التبعية، لا تزال قابلة للتحقيق؟

لقد أثبتت الأيام صحة المبادئ التي أطلقناها في بداية الحرب عام ١٩٧٥، أي أن خلاص لبنان لن يكون إلا من خلال القومية اللبنانية، وأن طبيعة لبنان الجغرافية والجيوسياسية والديموغرافية ترفض كل أنواع التقسيم، ولا تقبل إلا بلبنان الواحد بكل أرضه غير منقوص منها شبر، وبكل شعبه غير منقوص منه مواطن.

أما المشكلة الطائفية والمذهبية فهي من صنع زعماء الأحزاب والطوائف الذين يغذّونها ليتمكّنوا من السيطرة على الشعب تبعاً لقاعدة “فرّق تسد”. ولقول محمد الماغوط ما معناه: الطائفية سلاح الأذكياء للسيطرة على الأغبياء.

وأما عن السيادة ورفض التبعية فهما ركيزتان أساسيتان لبناء الدول التي تحترم نفسها، وأكثر من انتهك السيادة ومارس التبعية خلال الخمسين سنة الماضية هم سياسيّو لبنان أو معظمهم، الذين رحّبوا بالاحتلالات الخارجية وأمّنوا لها التغطية “الشرعية” مقابل الكراسي، فكانت النتيجة خراباً للبلاد وتدميراً ممنهجاً لمؤسساتها.

س: تُوجّه إلى حراس الأرز انتقادات تتعلق باستخدام العنف والميليشيا خلال الحرب الأهلية. ما ردّك؟ وهل تعتقد أن التاريخ سيحكم بعدالة على تجربتكم؟

هذه افتراءات وفبركات لا أساس لها من الصحة. صحيح أننا كنا حازمين وحاسمين في جبهات القتال، ولكن في الداخل لم نطلق رصاصة واحدة على لبناني لأي طائفة أو مذهب انتمى. أولاً، لأن مناقبيّتنا تمنعنا من ارتكاب جرائم ضد مدنيين. ثانياً، عقيدتنا القومية تفرض علينا احترام آخر لبناني في آخر قرية لبنانية. ثالثاً، المزيج الطائفي لعناصرنا ومقاتلينا وشهدائنا يردعنا عن التفكير في ارتكاب الموبقات كالتي ارتكبها غيرنا… والأيام ستكشف كل الحقائق.

س: لماذا غادرت لبنان في عام 2000؟ وما هي الظروف التي تراها ضرورية لعودتك اليوم؟

عندما انتقلت من بيروت إلى منطقة جزين في العام ١٩٩٠ على أثر حرب الإلغاء بين الجيش والقوات، اتخذت قرية الصباح مركزاً لقيادتي الجديدة، وانضم مقاتلو الحراس إلى جيش لبنان الجنوبي. وعندما اتُّخذ قرار الانسحاب من الجنوب بموجب اتفاق تم بين إسرائيل وحزب الله برعاية الحكومة الألمانية، اضطررت ساعتذاك للدخول إلى إسرائيل ومنها إلى قبرص ولا أزال فيها حتى الساعة.

أما عن عودتي إلى لبنان فإن الظروف لم تحن بعد، ولكنها تقترب.

س: ما هو موقفك اليوم من وجود فصائل مسلّحة غير حكومية سواء فلسطينية أو غيرها؟ وهل ترى إمكانية لمصالحة وطنية شاملة؟

موقفنا من الميليشيات المسلّحة اللبنانية وغير اللبنانية واضح وثابت ومعلن منذ زمن، وخلاصته الرفض القاطع لبقاء أي سلاح غير شرعي في يد الميليشيات المتواجدة على جميع الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح فقط في يد الجيش والقوات المسلّحة الحكومية لا غير. ونعتقد أن الدولة قد تأخرت كثيراً في تنفيذ هذا المطلب الوطني الملح.

أما عن مصالحة “وطنية” شاملة فنحن نرفض أن تتم مع الفصائل الفلسطينية، أولاً لأنها إرهابية بمجملها، وثانياً لأنها تورّطت في الحرب على لبنان في السبعينات وغدرت بالوطن الذي احتضنها لعشرات السنين. ومن وقتها سقطت قضيتهم من وجداننا وقاموسنا. أما حزب الله الذي تورّط هو الآخر في دماء اللبنانيين وساهم كثيراً في خراب البلاد وإفقار شعبه وتدمير مؤسساته، فالمطلوب منه أن يسلّم سلاحه كاملاً للجيش اللبناني، وأن يتخلى عن ولائه للنظام الإيراني، ويعود إلى حضن الدولة اللبنانية. وعندئذٍ تصبح المصالحة معه ممكنة. أما الطائفة الشيعية الكريمة فلا لزوم للمصالحة معها لأنها مكوّن أساسي وتاريخي من النسيج القومي اللبناني.

س: كيف تنظر إلى العلاقة بين لبنان وإسرائيل الآن، خاصة أن الخطاب الدولي أصبح أكثر حساسية لمسألة السيادة والاحتلال؟

أنا أعتبر أن العداء بين لبنان وإسرائيل مصطنع لعدة أسباب: أولاً، لأن إسرائيل ليست لديها أي أطماع في أرض لبنان ومياهه، وقد أثبتت ذلك قولاً وعملاً في عدة مناسبات. ثانياً، لأن ما يسمى بالقضية الفلسطينية قد سقطت من قاموسنا السياسي كما قلنا سابقاً، ولأن الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي عمره آلاف السنين ولا مصلحة للبنان فيه. ثالثاً، لأن لبنان تاريخياً بلد السلام وليس بلد الحرب، وهو بحسب البابا بولس الثاني أكثر من وطن، هو رسالة.

س: قلت مؤخرًا إن الانتخابات البلدية “لزوم ما لا يلزم”. ماذا قصدت بذلك؟ وهل ترى أن الانتخابات الحالية ليست أولوية؟ ولماذا؟

لبنان غارق اليوم في أزمات كبيرة وخطيرة ومصيرية، ويجب التركيز عليها وإعطاؤها الأفضلية القصوى مثل نزع سلاح الميليشيات ومكافحة الفساد، لأنهما المفتاح الوحيد للإنقاذ وإعادة الحياة إلى شرايين الدولة. ولا يجوز الإلهاء وإشغال الناس بأمور ثانوية مثل الانتخابات البلدية. إضافةً إلى أن أي انتخابات حصلت أو ستحصل في ظل سلاح حزب الله قد تسمح لهذا الأخير بالتقاط أنفاسه واستعادة سيطرته على الطائفة الشيعية تمهيداً لإعادتها إلى الحضن الإيراني.

س: ما هو دورك السياسي اليوم؟ وأين ترى تأثيرك أو مشاركتك من المنفى؟

دوري السياسي اليوم هو امتداد لدوري السياسي السابق، وهو الدفاع عن لبنان بالكلمة والرأي والموقف بعد أن دافعنا عنه بالسلاح تحت شعار “أنت الذي من أجلك صارت بيتنا البندقية”.

قد يكون تأثيرنا السياسي تراجع نتيجة غيابنا القسري الطويل عن لبنان، ولكن هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين ما زالت تتابعنا وتشيد بمواقفنا الوطنية الثابتة، وتؤمن بعقيدتنا اللبنانية الصافية، علماً أن زواج الكلمة على الحقيقة أقوى من كل سلاح.

س: هل لديك مشروع لمستقبل لبنان على المستويات الاقتصادية والاجتماعية بعد تأمين الاستقرار والسيادة؟ وكيف ترى إعادة الإعمار ومكافحة الفساد؟

نعم، لدينا مشروع كامل ومتكامل لبناء دولة جديدة عصرية وبحلّة جديدة تحاكي طموح اللبنانيين وأحلام الأجيال الصاعدة، وضعناه مفصّلاً في أوائل الثمانينات، ويشمل كافة المستويات. أما لماذا قلنا “حلّة جديدة”، فلأن ثوب الدولة الحالية أصبح رثّاً مهترئاً ولا يتحمّل ترقيعاً إضافياً.

نعود ونكرر أن الممر الإلزامي لبناء هذه الدولة الجديدة هو حصر السلاح بيد الجيش، ومكافحة الفساد بدءاً من رأس الهرم إلى أسفله.

س: كيف تنظر إلى الأجيال الجديدة من المسيحيين واللبنانيين عمومًا؟ هل تراهم مستعدين لتبنّي الخطاب القومي الذي ناديت به؟

لا شك أن ظروف الحرب القاسية والاحتلالات الغريبة المتتالية قد باعدت بين اللبنانيين، ودَفعت البعض إلى المطالبة بالتقوقع الطائفي والمذهبي. ولكن الفكر القومي اللبناني ما زال الأقوى في أوساط الشعب اللبناني، ونحن مستمرون في نشر هذا الفكر وتعميقه، خصوصاً على مستوى الأجيال الجديدة.

س: ما تقييمك لدورك وعلاقة حركتك بالمعارضة السورية في السنوات الماضية؟ وهل ترى أن النظام السوري الحالي ما زال يشكّل خطرًا على لبنان أم أن موازين القوى تغيّرت؟

نحن دعمنا الثورة السورية منذ انطلاقتها في العام ٢٠١١ سعياً للتخلص من إجرام النظام الأسدي الوحشي، وما زلنا على اتصال بها، وقد أكدت لنا مراراً وتكراراً أنها ستحترم سيادة لبنان المطلقة على أرضه، ومن منطلق الاحترام المتبادل وندّية التعامل بين البلدين.

س: كيف تنظر إلى مستقبل مسيحيي الشرق بعد الهجرة الواسعة من العراق وسوريا، وفي ظل الضغوط التي يتعرض لها مسيحيو لبنان لتقليص دورهم؟

تهجير مسيحيي الشرق خطيئة مميتة تتحمّلها أنظمة هذه المنطقة الغارقة في ظلام التعصب الديني، بشكل مباشر أو غير مباشر. أولاً، لأنهم، أي المسيحيون، أصحاب الأرض منذ أقدم العصور، واقتلاعهم منها جريمة لا تُغتفر. ثانياً، لأن هذه المنطقة هي مهد الأديان السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، وكلهم لهم الحق في العيش هنا بحرية وأمان وطمأنينة. ثالثاً، لأن وجود الأقليات المسيحية واليهودية والعلوية والدرزية والكردية… يضفي على هذه المنطقة تنوعاً ثقافياً وحضارياً يزيدها تألّقاً وجمالاً.

أما عن تهجير مسيحيي لبنان فأقول إن أكثر من ساهم في تهجيرهم هم زعماؤهم الذين انصرفوا إلى صراعات داخلية دموية بدأت في مجزرة إهدن، ثم انتقلت إلى مجزرة الصفرا، ثم انتهت بحرب الإلغاء التي ألغت كل شيء، والتي دفعنا ثمنها وسنظل ندفع ثمنها لأجيال قادمة.

س: ما رؤيتك لمستقبل حزب الله والشيعة في لبنان؟ هل تعتقد أن الحزب سيستمر ممسكًا بمفاصل الدولة أم أن تحولات إقليمية ودولية ستفرض واقعًا جديدًا؟

صحيح أن بيئة حزب الله هي الطائفة الشيعية، ولكن لا بد من التفريق بين الاثنين. لأن النظام الإيراني عرف كيف يلعب على الوتر الشيعي لهذه الطائفة المشهورة بولائها للبنان، وخطفها إلى إيران بواسطة حزبٍ أسبغ على نفسه صفةً إلهية، وراح يخوض الحروب العبثية في أرجاء منطقة الشرق الأوسط باسم الله والدين. هذا أولاً. وثانياً، لأن حزب الله زائل والطائفة الشيعية باقية. وثالثاً، لأن النظام الإيراني زائل ولبنان باقٍ.

 

رابط فيديو ونص مقابلة من "صوت لبنان" مع الصحافي علي الأمين

صوت لبنان/21 أيلول/2025

علي الامين لصوت لبنان وشاشة Vdl24: فليعيد حزب الله تعريف نفسه داخليا وليلتزم شروط وقرارات الدولة…

طالب رئيس تحرير موقع”جنوبية” علي الامين في حديث الى برنامج”كواليس الاحد” عبر صوت لبنان وشاشة Vdl24 القيمين على حزب الله بضرورة الاستحصال على “علم وخير”من قبل وزارة الداخلية والعودة الى الحضن اللبناني واعادة تعريف نفسه داخليا والتساوي في الحقوق والواجبات مع الاطراف المحلية كافة، سيما مع ثبوت عدم قدرة ترسانته العسكرية على حماية والدفاع عن البلاد او بيئته الحاضنة، محذرا من مغبة دخوله في حرب جديدة مع تل ابيب، قائلا:”لقد اعطاكم لبنان الكثير فالتزموا مضمون شروط وقرارات الدولة ولتكفوا عن مزيد من اضاعة الوقت ومضاعفة الخسائر وتقديم لبنان مسرحا لحرب جديدة محتملة مع اسرائيل، سيما مع تداول سردية امكان تهجير الاخيرة لابناء البلدات الجنوبية الحدودية الامامية وتلك المعتبرة آمنة”.

واستطرادا، اكد الامين على فقدان سلاح حزب الله لوظيفته، مدرجا مضمون مواقف الشيخ نعيم قاسم الاخيرة في اطار ما يعيشه الحزب المذكور اعلاه من حالة تهالك وانكار للواقع وارباك وضياع وانعدام الخيارات المتاحة لدى القيمين عليه، مشددا على نهائية تطبيق ما يقارب الـ30% المتبقية (وعلى الرغم من الصعاب الممكنة) من قرارات جلستي 5و7آب الشهيرتين والمتعلقتين ببند “حصرية سلاح” الحزب المدرك تماما لرفع الغطاء الشرعي الداخلي عنه وانعدام امتلاكه لاي افق محلي ممكن، سيما في ظل حتمية تطبيق خطة الجيش وتشديد رقابة اللجنة الخماسية الدولية على آلية تنفيذها وانجازها كاملة.

والمطلوب ضمنا، ودائما بحسب الامين تنفيذ حزب الله ما تنص عليه القرارات الدولية كافة، ما سيجلعه  ولبنان بمنأى عن الضغوط الدولية وبعيدا عن مخاطر ما يمكن ان تقدم عليه الادارة الاسرائيلية في القابل من الايام، مشيرا الى اعطاء دخول الحزب “حرب اسناد قطاع غزة” الذريعة الدامغة لاطلاق يدّ الترسانة العسكرية الاسرائيلية على لبنان الذي وصف دوليا بـ”المعتدي” وذلك بخلاف الحروب السابقة والتي اتى على اثرها القرارين 425 و1701 والمؤكدة على اعادة ما لبيروت من حقوق دولية ذات صلة، مدرجا عملية اغتيال السيد حسن نصرالله في اطار التتويج النهائي لخاتمة مسار الضربات والاعتداءات والاغتيالات الاسرائيلية المتصاعدة الوتيرة وفقدان القيمين على حزب الله الامكانات الواجبة للمواجهة واختبار الردّ الايراني المتوقع ربطا (والذي اتى دون المستوى المطلوب على اكثر من صعيد ).وفي مقلب ليس ببعيد جدا، غمز الامين من قناة انطلاق لبنان(وذلك مع بدء العهد الجديد وتشكيل الحكومة السلامية الراهنة) في مشهدية سياسية مختلفة عما سبق ان لجهة تفنيد التداعيات السلبية لحرب الاسناد والتوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار وصولا الى الورقة الاميركية وتطبيق قرار جلستي 5و7آب الشهرتين والخاصتين ببد”حصرية السلاح” وتنفيذ قيادة المؤسسة العسكرية لمضمون خطتها والايلة الى بسط سلطة وسطوة الدولة على امتداد الاراضي اللبنانية كافة وارساء اسس قدرتها واهليتها في ترتيب شؤونها الداخلية والتعامل مع سلة التحديات الخارجية والتأكيد على انها هي وحدها دون سواها “صاحبة قرار التوقيع على اي اتفاق والتحدث باسم الشعب اللبناني قاطبة”، بما فيها ايجاد الحلول الناجزة لملفات ترتيب الحدود المشتركة اللبنانية – السورية – الاسرائيليلة، دون اغفال البعد الاصلاحي الشامل لتلك(اي الملفات) الشائكة والحيوية اقتصاديا وسياسيا وامنيا واجتماعيا.

وفي الاطار عينه، سطّر الامين عدم تلمس اي تغيير في الموقف السعودي الرسمي المطالب ببسط القيمين على الدولة اللبنانية سلطتها سياسيا ودبلوماسيا والافادة من الوسائل المتاحة لتطبيق مضمون ورقة الموفد الاميركي توم براك والتغاضي عن تصرف قادة حزب الله و”كأنهم منتصرون في الحرب الاخيرة على لبنان” في وقت تنعدم لديهم امكانية الردّ على اي ضربة عسكرية اسرائيلية مستقبلية محتملة، ما سيفتح النار على البلاد ويقفدها جانبا من احتضان المجتمع الدولي لها، ما يستوجب على الحزب السالف الذكر التصرف بواقعية وعدم الاحتكام الى”عالم الخيال” والاعتراف بالهزيمة التي منى بها.

وربطا، سأل الامين هل تريد تل ابيب السلام، في وقت  لم يسجل اي ضغط اميركي في اتجاه توقيع كل من لبنان وسوريا على اتفاقيات سلام مع الادارة الاسرائيلية، انما اقتصرت مطالبات واشنطن على ارساء اسس التفاهمات الامنية، سيما مع توصيف تل ابيب البلدين الانفي الذكر بـ”الدول المرهقة” والتشديد على ضرورة تأمين امنها الداخلي، مؤكدا عدم سلوك لبنان مسار توقيع السلام مع اسرائيل منفردا انما سيذهب اليه مع بقية دول المحيط العربي، رابطا ما بين تقديم المساعدات الخارجية الى بيروت وتطبيق الخطوات الاصلاحية الاقتصادية والنقدية والامنية والسياسية كافة المطلوبة دوليا ووضع حد لظاهرة الفساد واستباحة المال العام ومكافحة التهرب الضريبي والافادة من مقدرات الاملاك العامة البحرية والنهرية وكفّ يدّ ما تبقى من نفوذ وسطوة لحزب الله في المؤسسات الامنية والعسكرية، ما يعيد مخددا الثقة الداخلية والخارجية بالادارة الرسمية العامة.

وفي ما خص ملف استحقاق الانتخابات النيابية، اشار الامين الى اصرار كل من الرئيسين جوزف عون ونواف سلام على اجرائه في مواعيده الدستورية المحددة، ما يكسبهم ثقة دولية، مع ضرورة اعطاء المغترب في بلاد الانتشار حقه البسيط في الاقتراع للنواب 128 كافة والمشاركة في الحياة السياسية المحلية، ما يؤشر الى حدوث انقلاب ما على مستوى الرأي العام اللبناني والمباشرة بمشروع بناء الدولة القادرة والفاعلة والمستقلة والسيدة مع تسطير انكفاء حلفاء حزب الله التقليديين عنه، مع تسليط الضوء على اهمية وحتمية اصدار المحقق العدلي القاضي طارق البيطار قراره الاجرائي في ملف انفجار مرفأ بيروت ما يعطي الامل في نهضة السلطة القضائية من كبوتها المزمنة والتأكيد على انتهاء مفاعيل تصدير الثورة الايرانية على دول الاقليمي واعتبارها “ثورة اممية” وصعود دور المملكة العربية السعودية في المنطقة والتي تحظى بعلاقات جيدة مع دول المحيط وتتنبى شعار”حل الدولتين”، ما يتطلب من النظام الايراني اعادة النظر بمضمون مشروعه الايدولوجي والسياسي واعادة تعريفه اقليما ودوليا، في ظل توصيف الرياض حزب الله “منظمة ارهابية”، فيما يحاول الحزب الايحاء بان الاخيرة “ليست بعدوة له”.

 

عون والسيدة الأولى يستهلان زيارتهما إلى نيويورك بالمشاركة بقداس الاحد

ليبانون 24/21 أيلول /2025

يبدأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون لقاءاتهما اليوم الاحد في نيويورك خلال المشاركة في القداس الاحتفالي الذي يقام عند الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر بتوقيت نيويورك (السادسة والنصف مساء بتوقيت بيروت)، في كاتدرائية سيدة لبنان المارونية، على ان يلتقيا بعد القداس أبناء الرعية. وكان الرئيس عون والسيدة الاولى والوفد المرافق، وصلوا عند الساعة الخامسة عصرًا بتوقيت نيويورك (منتصف الليل بتوقيت بيروت)، الى مطار “جون فيتزجيرالد كينيدي”، حيث كان في استقبالهم على ارض المطار وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ورئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفير احمد عرفة، وسفيرة لبنان لدى واشنطن ندى حمادة معوض، ومدير مكتب طيران الشرق الاوسط في اميركا السيد اديب قسيس، وعدد من اركان البعثة والسفارة. ومن المطار، توجه الرئيس عون والسيدة عون الى مقر الإقامة في فندق “ماريوت” في نيويورك، حيث عقد الرئيس عون اجتماعًا تنسيقيًا مع الوزير رجي والسفيرين عرفة ومعوض في حضور مستشاري رئيس الجمهورية، تم خلاله عرض اللقاءات التي سيجريها مع رؤساء وزعماء عدد من الدول العربية والأجنبية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووضع اللمسات الأخيرة على الكلمة التي سيلقيها باسم لبنان من على منبر الامم المتحدة.

 

يونيفيل» تستأنف إزالة الألغام في جنوب لبنان بعد عامين على التوقف نتيجة الحرب الإسرائيلية

بيروت: «الشرق الأوسط»/21 أيلول /2025

أعادت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) ملفّ نزع الألغام والذخائر غير المنفجرة في جنوب لبنان إلى الواجهة بعد نحو عامين من التوقف نتيجة الحرب والمواجهات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل.

وجاء الاستئناف بطلب من الحكومة اللبنانية وبالتعاون مع الجيش، ليشمل في مرحلته الأولى تنظيف حقول ألغام في بليدا (القطاع الشرقي) ومارون الراس (القطاع الغربي) على مساحة تُناهز 18 ألف متر مربع، وهي خطوة تعيد فتح واحد من أكثر الملفات الإنسانية حساسية في الجنوب، حيث تختزن الأرض آثار حروبٍ قديمة ومخلَّفات قصف ما زالت تهدّد حياة السكان حتى اليوم.

اتفاق مُحدَّث

وفي بيان لها أصدرته، الخميس، أعلنت الـ«يونيفيل» أن الخطوة تندرج ضمن مذكرة التفاهم الموقَّعة مع الجيش اللبناني في مارس (آذار) الماضي، وتهدف إلى «تعزيز التعاون في مجال إزالة الألغام بما يسهم في نهاية المطاف في توسيع سلطة الدولة». وأشارت إلى أن القدرة الميدانية للبعثة ارتفعت إلى 24 فريقاً مختصاً بالاستطلاع والتطهير والتخلّص من المتفجرات، بعدما كانت 9 فرق فقط في أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ ما يسمح بتوسيع المهام لتشمل فتح الطرق، ورصد الذخائر غير المنفجرة، والتعامل معها في محيط الخط الأزرق وداخل نطاق قواعد البعثة.

مهمة إنسانية

في حديثٍ إلى «الشرق الأوسط»، قال المتحدث باسم «يونيفيل» داني الغفري إن استئناف الأعمال بدأ في الثامن من الشهر الحالي، بوصفه ثمرة «لتوقيع وتجديد مذكرة التفاهم مع المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام التابع للجيش اللبناني في مارس الماضي»، لافتاً إلى أن الاتفاق «يؤمّن الإطار الرسمي لمواصلة الدعم حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2026 فيما يتعلق بإزالة الألغام، والتخلص من الذخائر غير المنفجرة ضمن منطقة عمليات البعثة». ويضيف الغفري: «تكتسب هذه العمليات أهمية إنسانية بالدرجة الأولى، فهي تهدف إلى حماية المدنيين وأفراد البعثة من خطر المتفجرات، وتسهيل عودة الأهالي إلى قراهم وحقولهم في بيئة آمنة». ويشرح أن «تراجع حدّة الأعمال العدائية نسبياً أتاح لفرق (يونيفيل) والجيش اللبناني استئناف العمل في عدد من القرى والمواقع؛ ما يُشكّل خطوة أساسية لمساعدة السكان المحليين». وعن آليات التنسيق، يوضح: «تنصّ الاتفاقية على أن يزوّد المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام بعثة (يونيفيل) بقائمة بالمناطق الخطرة، وتحديد أولويات العمل، على أن تُجرى عمليات استطلاع مشتركة قبل أي نشاط ميداني». ويلفت إلى أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تتولى «عمليات تفتيش ضمان الجودة لفرق (يونيفيل) وفق المعايير الدولية»، ويشدد على أنّ «هذه الأنشطة تتم مجاناً ومن دون أي التزامات مالية على الدولة اللبنانية»، ويؤكد أنّ «التعاون الوثيق والمتجدد مع الجيش اللبناني يشكّل ركيزة أساسية لضمان سلامة المدنيين، وتعزيز الاستقرار في الجنوب».

خرائط ناقصة

في المقابل، يُشير اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي على جانبٍ إشكالي ملازم لهذا الملفّ، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجيش اللبناني يزوّد البعثة بما يتوافر لديه من معلومات ميدانية، لكن الخرائط الإسرائيلية الدقيقة التي يجب أن تُسلَّم للبعثة الدولية تبقى الأساس الذي يُبنى عليه العمل». ويضيف: «من الطبيعي أن تبقى هناك أماكن مشبوهة أو أهداف لم تُكشف بسبب غياب الدقة في المعلومات». ويرى شحيتلي أن «(يونيفيل) لا تستطيع التحرّك ميدانياً في هذا الملف إلا ضمن ما تتيحه إسرائيل من خرائط ومعلومات عن أماكن القصف أو المناطق التي زُرعت فيها ألغام»، ويؤكد أن «إزالة الألغام في الجنوب عملية مستمرة، لكنها تبقى مرتبطة بمدى التزام إسرائيل بتسليم الخرائط الكاملة والدقيقة، وهو أمر لم يحدث حتى الآن بشكلٍ كامل». ويستعيد السياق التاريخي بالقول: «موضوع إزالة الألغام ليس جديداً، فقد بدأت هذه المهمة منذ عام 2006 على أساس خرائط كانت إسرائيل قد زوّدت بها الأمم المتحدة، لكن تلك الخرائط لم تكن دقيقة بالكامل، إذ إن إسرائيل قصفت بشكلٍ عشوائي في مناطق عديدة، ولم تعترف بكل المواقع التي جرى تلغيمها أو قصفها، ورغم ذلك، رأت (يونيفيل) عام 2009 أنها أنجزت مهمتها استناداً إلى ما تسلّمته من خرائط ومعطيات».

فجوة المعلومات

ترى أوساط محلية جنوبية أنّ ثغرات الخرائط تؤدي إلى إبطاء الإيقاع، مشيرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الفرق العاملة قد تضطر أحياناً إلى توسيع المسح الفني خارج المتوقَّع، أو إلى إعادة التحقق في مواقع سبق إعلانها خالية من الألغام، خصوصاً في المناطق ذات التضاريس المعقدة أو التي شهدت قصفاً متكرراً». وتلفت إلى أن «الأولويات الإنسانية تفرض أن يكون التركيز قرب التجمعات السكنية، والممرات الزراعية، والمدارس والعيادات، وقد تتم إعادة ترتيب جداول التنفيذ عند اكتشاف مخاطر جديدة، الأمر الذي يزيد تكلفة الوقت، ويؤخر الإفراج عن مساحاتٍ يحتاج إليها الأهالي بصورةٍ ملحّة».

 

استنكار رسمي لمجزرة بنت جبيل والرئيس عون: لا سلام فوق دماء أطفالنا

المركزية/22 أيلول/2025

دان  رئيس الجمهورية العماد جوزف عون المجزرة الاسرائيلية التي وقعت اليوم في بنت جبيل ، وقال من نيويورك :

" فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الانسان، ها هي اسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال . من نيويورك نناشد المجتمع الدولي الذي يتواجد قادته  في اروقة الأمم المتحدة بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدولية، لا سيما الدول الراعية لإعلان ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤، والضغط على اسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور.  فلا سلام فوق دماء أطفالنا ".

بدوره، دان رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري المجزرة التي ارتكبها الطيران الإسرائيلي المُسيَّر في مدينة بنت جبيل ، والتي ذهب ضحيتها خمسة شهداء، من بينهم أطفال. وقال الرئيس بري: "خمسة شهداء  أب وثلاثة من أطفاله، ووالدتهم الجريحة سُفكت دماؤهم بدمٍ بارد في مدينة بنت جبيل، على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار، وذلك عقب إجتماعها في الناقورة، بحضور الموفدة الأميركية أورتاغوس".

وأضاف الرئيس بري: "دماء هؤلاء اللبنانيين الأطفال ووالدهم وأمهم الجريحة، الذين يحملون الجنسية الأميركية هي برسم من كان مجتمعاً في الناقورة، وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى مقر الأمم المتحدة".

وتابع رئيس المجلس : "نسأل: هل الطفولة اللبنانية هي التي تُمثّل خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي؟ أم أن سلوك هذا الكيان، في القتل دون رادع أو حساب، هو الذي يُشكّل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين؟".

وختم الرئيس بري : "الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى".

وكتب الرئيس نواف سلام معلقا على مجزرة بنت جبيل عبر حسابه على منصة "إكس": "ترتكب إسرائيل مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء، بينهم ثلاثة أطفال: سيلين، هادي، وأسيل.

إن ما حصل جريمة موصوفة ضد المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب. على المجتمع الدولي إدانة اسرائيل باشد العبارات لانتهاكها المتكرر للقرارات الدولية وللقانون الدولي، وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى.

رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته.

في سياق متصل، أدلى النائب حسن فضل الله بالتصريح الآتي: "ارتكب العدو الاسرائيلي جريمة موصوفة ضد المدنيين وبينهم أطفال في بنت جبيل ليضيف إلى سجله مزيدا من الجرائم التي تقع تحت نظر لجنة مراقبة وقف النار، التي تحولت إلى شاهد زور على انتهاك العدو الدائم لاتفاق وقف النار، وهي اللجنة التي لم تشكل أي ضمانة للبنان، بينما الدولة اللبنانية تقف في أحسن الأحوال عاجزة عن القيام بأي خطوة عملية، ولعل صرخة الجنوبيين المحقة تصل إلى أسماع المسؤولين ليتحركوا من أجل وقف هذه الاستباحة لدمائهم الطاهرة، وقد ثبت لهم مرة أخرى أن اللجوء إلى الحماية الرسمية برعاية دولية لم يوفر لهم الأمن والاستقرار".

وكتب النائب فيصل كرامي عبر منصة “أكس”: “الكلمات عاجزة امام وحشية وهمجية العدو الاسرائيلي المستمرّ بعدوانه على الاراضي اللبنانية وباستهدافه المدنيين الآمنين، وآخر مجازره ما حصل في بنت جبيل حيث أباد عائلة بأكملها. إنّها مجزرة جديدة تؤكد ان هذا الكيان فاقد لأدنى درجات الانسانية والاخلاق، وان امتلاكه هذه القوة يشكّل خطراً على العالم اجمع خصوصا وان حكامه المجرمين يرون في انفسهم رسلاً من الله ويجاهرون بذلك بكل سفاقة. الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للمصابين واصدق مشاعر المواساة لذويهم”.

وعبّر النائب السابق أمل أبو زيد عن ألمه لاستهداف عائلة في بنت جبيل، وكتب على منصة "أكس": "بنت جبيل والجنوب ولبنان يبكون إرتقاء عائلة بكاملها في أعتداء اسرائيلي بربري... مشهد يهزّ الوجدان والضمير، وجعٌ لا يُحتمل وحزن لا يوصف، رحلوا معاً في لحظة واحدة...".

وأضاف "إنها جريمة حرب موصوفة ودماء هذه العائلة البريئة تستصرخ الضمير وتستدعي أشد عبارات الشجب والادانة...الرحمة للضحايا الشهداء والصبر والشفاء لأمهم الجريحة".

أما النائب جميل السيد فكتب في منشور على حسابه عبر "إكس"، إلى الرئيس نواف سلام، هذه العائلة استهدفتها مسيّرة إسرائيلية اليوم في بنت جبيل، ولم يبقَ منها سوى الوالدة وطفلة قيد العلاج في المستشفى.

وتساءل السيد: "هل ستبادر الى جمع الحكومة فوراً وتطلب الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب كشرط لتنفيذ أي خطة لإنتشار الجيش حتى لا يتحوّل دوره حامياً للإحتلال؟!".

رجّي: وكتب وزير الخارجية والمغتربين جو رجيّ عبر منصة “أكس”: “تلقيت بحزن عميق خبر الغارة الاسرائيلية التي استهدفت عائلة مدنية في بنت جبيل واستشهد ثلاثة اطفال مع والدهم والوالدة بوضع حرج. إن استهداف المدنيين، ولا سيما الأطفال، يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولجميع المواثيق التي تكفل حماية الأبرياء في النزاعات. على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته لوقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية.

وكتبت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، على منصة “اكس”: “في الوقت الذي تبذل فيه الدولة اللبنانية كل الجهد لتحقيق الأمن دبلوماسياً وعسكرياً، تستكمل إسرائيل جرائم الحرب الموصوفة، وآخرها غارة على بنت جبيل حصدت خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال أبرياء: سيلين، هادي وأسيل. أطفال حلموا بالحياة فقُتلوا بوحشية. ما جرى جريمة موصوفة بحق المدنيين ورسالة ترهيب تستهدف أطفال الجنوب وكل لبنان. الرحمة للشهداء والعزاء لعائلاتهم”.

بدوره، كتب وزير الاعلام المحامي بول مرقص عبر منصة "اكس": "رغم الاعتداءات الاسرائيلية التي لا توفّر العائلات الآمنة والأطفال، لن تطفأ شمعة لبنان الجديد في هذا العهد الرئاسي، شمعة الأمل والرجاء والعمل".

في سياق متصل، كتب وزير الاتصالات شارل الحاج عبر منصة "اكس": "جريمة نكراء ينبغي أن تهز وجدان البشرية والمجتمع الدولي، مثلما أُصيب وجدان اللبنانيين في الصميم، من جراء مجزرة حصدت ملائكة أبرياء. الصمت صار أكثر من فضيحة، وأكثر من تواطؤ". كما كتب وزير الاقتصاد والتجارة عامر بساط، عبر منصة “اكس”: “لا كلمات تكفي لوصف هول جريمة العدوان الإسرائيلي الغاشم في بنت جبيل. في حين يضاعف لبنان جهوده لتأمين الاستقرار على الصعيدين السياسي والعسكري وتنفيذ ما التزم به، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائمها بحق المدنيين. ما حدث اليوم ليس مجرد خرق، بل مأساة إنسانية وجريمة وحشية عليها أن تهزّ الضمير العالمي”.

الوطني الحر: واستنكر "التيار الوطني الحر" بشدة "المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، والتي أودت بحياة مدنيين أبرياء، بينهم أطفال". وأضاف في بيان: "إن هذه الجريمة تُضاف إلى سجلّ طويل من الانتهاكات، ونطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية".بلدية بنت جبيل: وأصدرت بلدية بنت جبيل بيانًا أدانت فيه “بأشد العبارات” المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل عصر اليوم بحق عائلة من أبناء المدينة، ووصفتها بأنّها “جريمة وحشية” و”حلقة جديدة في مسلسل العدوان”.وجاء في البيان: “هذه الجريمة النكراء ليست سوى وصمة عار على جبين كل من يصمت أمام تجاوزات العدو الذي لا يعرف معنى الإنسانية. إننا في بلدية بنت جبيل نضع هذه الجريمة برسم الدولة اللبنانية التي نطالبها بموقف واضح لا يحتمل التأويل، دفاعًا عن كرامة الوطن ودماء أبنائه”. وأضافت البلدية: “نطالب المجتمع الدولي بالتحرك فورًا وبشكل عملي، إذ إن بيانات الإدانة لم تعد تجدي نفعًا، والسكوت عن هذه الجرائم هو تواطؤ مرفوض أخلاقيًا وإنسانيًا”.وختم البيان: “دماء أطفال بنت جبيل لن تذهب هدرًا، وستبقى لعنة تطارد هذا العدو المتغطرس، وشاهدًا على صمت العالم الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان”.

و راح ضحية هذه المجزرة الشهداء:

محمد ماجد مروة

شادي صبحي شرارة

الطفلة سيلين شادي شرارة

الطفل هادي شادي شرارة

الطفلة اسيل شادي شرارة

 

القصة الكاملة لإعفاء رنا الساحلي من مهامها في "حزب الله"

المدن/21 أيلول/2025

أثارت تسريبات متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، حول إقالة رنا الساحلي من موقعها منسقةً في وحدة العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، موجة واسعة من الاسئلة حول أسباب هذه الخطوة، في الوقت الذي لم يصدر فيه أيّ بيان رسمي عن الوحدة يؤكد أو ينفي هذه التسريبات.

وأكدت مصادر لـ"المدن"، أن الساحلي أُعفيت من مهامها بصفتها منسقةً مع الإعلام، وليس إقالتها من العلاقات الإعلامية التي تعمل فيها منذ نحو عشرين عاماً. كما تحدثت المصادر عن إعفاء اخرين من مواقعهم في المكتب، ضمن خطة إعادة ترتيب العمل، وإعادة هيكلة المهام، وهو ما أُثبت بتوزيع أرقام هواتف جديدة للتواصل مع العلاقات الإعلامية، من بينها رقم مخصص للتنسيق مع الإعلام العربي، وآخر للتنسيق مع الإعلام الأجنبي. وبرز اسم الساحلي خلال السنوات الماضية عبر علاقتها مع الإعلام، وانطلاقاً من تنسيقها معهم. وارتبط اسمها باسم مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف. ويرى جمهور الحزب، أنها من الشخصيات التي ضحت وعملت خلال الحرب الماضية تحت القصف والنار. وأدت التسريبات إلى تباين في المواقف داخل الوسط الإعلامي، وانسحب الجدل أيضاً على الإعلاميين والناشطين المحسوبين على "حزب الله". ففي حين عبر عدد منهم عن تضامنهم مع الساحلي، برز فريق آخر رفض انتقاد القرار، معتبراً أن ما يجري يمثل تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية للحزب. هذا الفريق شدد على أن قرارات التعيين أو الإعفاء هي شأن تنظيمي بحت، وأنها تصدر عن القيادة انطلاقاً من تقديرها لمصلحة الحزب وخياراته، وبالتالي لا تحتاج إلى تبرير أو شرح للرأي العام. وأكد هؤلاء أن المطلوب هو الالتزام بهذه القرارات، باعتبارها تعبر عن حكمة القيادة ومصلحتها العليا. ووفق مصادر لـ"المدن"، فإن وحدة العلاقات الإعلامية تشهد حالياً ترتيبات تنظيمية داخلية، حيث باشر مسؤول الوحدة الدكتور يوسف الزين إدخال تعديلات على الهيكلية. وأشارت المعلومات إلى أن هذه الخطوات شملت إعفاء الساحلي من مهامها الحالية، على أن تكلف بمهام أخرى، ربما يعلن عنها تبعاً لخصوصية الموقع، سواء في إطار وحدة العلاقات الإعلامية، أو في وحدات وملفات أخرى داخل "حزب الله"، وذلك تبعاً لاختصاصها وخبراتها. كما تضمنت الإجراءات اعتماد آلية جديدة للتواصل، عبر إنشاء "call center"، يضم ثلاثة أرقام هاتفية وعنوان بريد إلكتروني تعمل على مدار الساعة، بما يتيح للصحافيين والجهات السياسية التواصل مباشرةً مع الوحدة، في إطار تطوير العمل المؤسسي، وتخفيف الضغط عن شخص واحد، وفق ما قالت المصادر المواكبة للتحولات الجديدة. وفي آذار/ مارس الماضي، كُرمت الساحلي خلال إفطار تكريمي، حضره نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" الوزير السابق محمود قماطي، إلى جانب شخصيات إعلامية ونقابية، حيث جرى التوقف عند دورها في خدمة "الإعلام المقاوم"، ووقوفها إلى جانب الصحافيين في محطات صعبة. ووجهت الساحلي عقب انتشار التسريبات والتفاعلات رسالة إلى الإعلاميين، شكرت فيها كل من عبر عن دعمه، مؤكدةً التزامها بخطها الإعلامي، وبالعمل في خدمة المقاومة من أيّ موقع كانت فيه. ومن الواضح، وفق ما نشرت الساحلي في رسالة، أن تفكيك مضمونها وقراءتها، يشير إلى أنها أعفيت فعلاً من المهام التي كانت تتابعها سابقاً، لكنها شددت في الوقت نفسه على أنها ما زالت ضمن جسم "حزب الله"، وأنها جاهزة للبقاء في خدمة الحزب. وهو ما يعزز ما ورد في التسريبات، وما أفادت به مصادر "المدن" حول إعفائها من مهامها السابقة، وتكليفها بمهام أخرى.

 

إقالة رنا الساحلي من منصبها في “الحزب”... والأخيرة ترد

نداء الوطن/22 أيلول/2025

أثارت أنباء إقالة رنا الساحلي من منصبها كمسؤولة للعلاقات الإعلامية في "الحزب" جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي أول تعليق لها على الإقالة، توجهت الساحلي إلى زملائها في الوسط الإعلامي وناشطي الحزب برسالة شكر عبرت فيها عن امتنانها للمحبة والدعم الذي تلتهما طوال مسيرتها الإعلامية، قائلة: "أشكركم جزيل الشكر على محبتكم التي أعتبرها وسام فخر طيلة حياتي". كما استذكرت الساحلي بعض المحطات البارزة في مسيرتها، من حرب الجرود إلى الناقورة وحرب الإسناد، وأعربت عن شكرها لكل كلمة صدق وحب قالتها الجماهير تجاهها. وأكدت الساحلي في بيانها أنها "ابنة هذا التنظيم" وأنها ستظل وفية للمقاومة، مشددة على أنها "سنبقى أوفياء لهذه المقاومة أينما كنا وفي أي موقع، وإن شاء الله سنكون معًا". كما دعت إلى التركيز على ذكرى اغتيال الأمينين العامين السابقين لحزب الله، السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، مفضلة أن يكون الاهتمام موجهًا نحو "مناسبة أسمى وأرفع".تجدر الإشارة إلى أن الساحلي عملت سابقًا إلى جانب محمد عفيف، المتحدث الرسمي السابق لـ"الحزب" الذي اغتيل في غارة إسرائيلية في تشرين الثاني الماضي. بعد ذلك، أعلن الحزب عن تعيين يوسف الزين مسؤولًا جديدًا للعلاقات الإعلامية

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 21 أيلول /2025

البابا لاون الرابع عشر

أعزائي ممثلي الجمعيات الكاثوليكية المختلفة الناشطة تضامنا مع سكان قطاع غزة! أُثمن مبادرتكم ومبادرات أخرى كثيرة تُعبِّر في الكنيسة كلها عن القرب من الأخوة والأخوات الذين يعانون في تلك الأرض المتألمة. معكم ومع رعاة الكنائس في الأرض المقدسة أكرر: ليس هناك مستقبل يتأسس على العنف، على النزوح القسري، على الانتقام. الشعوب في حاجة إلى السلام، وعلى مَن يحبها بالفعل أن يعمل من أجل السلام.

 

البابا لاون الرابع عشر

نصلي كي يكون حكام الأمم متحررين من تجربة استخدام المال ضد الإنسان، مُحوِّلين المال إلى أسلحة تدمر الشعوب وإلى احتكارات تزدري العَمَلة. مَن يخدم الله يصبح متحررا من المال، أما مَن يخدم المال فيظل عبدا له! مَن يسعى إلى البِر يُحوِّل المال إلى خير مشترك، أما مَن يسعى إلى الهيمنة فيُحوِّل الخير المشترك إلى فريسة لجشعه.

 

د. أحمد ياسين

لم يعد سرّا أن وفيق صفا قام بشتم نعيم قاسم في إجتماع قيادة الميليشيا الإيرانية الأخير بعد أن أصدر قاسم قرار يقضي بتجميد عضوية صفا وحلّ وحدة التنسيق والارتباط.. الأمر الذي أدى إلى انقسام قيادة الحزب بين أعضاء شورى القرار قاسم ومحمد يزبك وإبراهيم السيد ومعهم المعاونية العسكرية، يقابلهما التيار الصاعد من مجلس التنفيذ الذي يقوده وفيق صفا وجواد نصرالله ورضا هاشم صفي الدين.. ورغم كل محاولات التستر والتغطية ففضائح القيادة فاحت رائحتها، حتى بلغت الأمور تدخل الإيراني مباشرة وتوجيههم باستعمال التقية وتبريد الأمور حاليا واعتماد خطاب مقبول لأن الحزب لم يعد يستطيع الصمود أكثر وهو ما يفسر محاولات نعيم الإلتفافية يوم أمس، أما صفا فيستمر بأسلوب الاستفزاز لشدّ العصب الشيعي فهو من أعطى الأمر شخصيا بإضاءة صورة نصرالله على الروشة..وبين صراع الرؤوس أصبح الحزب الإيراني ميليشيا غير قادرة على إدارة نفسها حتى..

 

 محمد بركات

https://x.com/i/status/1969424443093963068

لن يجد الشيعة في لبنان والمنطقة ظهراً وسنداً غير العرب والسعودية، لمواجهة "إسرائيل الكبرى"،

ولن يساعدنا العرب إلا حين نبني الدولة الواحدة  بالسلاح الواحد...

وبالعمل الصامت والصبر انتصر جهد الأمير_يزيد بن_فرحان، فاعترف حزب_الله بأهمية الدور السعودي في لبنان...الحزن الآن على أبواق "السيكي لاح لاح" الذين سيصبحون عاطلين عن العمل

 

رامي زين الدين

https://x.com/i/status/1969489627913601155

تقرير يتحدث عن جانب من الانتهاكات التي تعرض لها المسيحيون في السويداء من قبل قوات السلطة السورية الانتقالية خلال مجازر الإبادة في شهر تموز/يوليو 2025

A report addressing aspects of the violations suffered by Christians in Sweida at the hands of the Syrian transitional authorities during the genocidal massacres of July 2025

 

ماهر شرف الدين

هذا الخبر مأخوذ حرفياً من إعلام الشرع: "وكانت القوات السورية قد سحبت أسلحتها الثقيلة من جنوب البلاد الذي تطالب إsر١ييل بجعله منزوع السلاح، بحسب ما أفاد مسؤول عسكري سوري وكالة فرانس برس"!!!

تشعر بأنهم يتحدَّثون عن بلد آخر… وحكومة أخرى… وأذلَّاء آخرين!!

 

ماهر شرف الدين

قال ليث_البلعوس متبرّع بمبلغ 5 آلاف دولار لحملة "ريفنا بيستاهل" في ريف دمشق!!

والله صرت تتبرّع بآلاف الدولارات يا ليث!! وتلعب بالمصاري بعد ما بعت د.م أهلك!!

كان أبوك الشهيد الكبير وحيد البلعوس يقفَّر على مناسف المجدَّرة ليقدِّم نموذجاً إلهامياً للانتماء إلى الأرض.

للأسف أنت وإخوتك، لم تأخذوا منه إلا الاسم!

 

ماهر شرف الدين

نظام الشرع يُنكر وجود مئات المختط فين الدروز لديه، ويعترف بوجود 110 مختط فين فقط!! ومن خلال وساطة دولية، عرض نظام الشرع إطلاق هؤلاء المختط فين مقابل الإفراج عن جميع أسراه في السويداء (34 أسيراً عسكرياً). ولكن لدى المنظمات الحقوقية قائمة موثَّقة بأسماء أكثر من 600 مفقود درزي (بينهم حوالى 100 امرأة) يرفض نظام الشرع الاعتراف بوجودهم عنده، ويشير إلى أنهم محت جزون عند العشائر!! الصفقة يجب أن تكون شاملة كاملة لطوي هذا الملف بشكل نهائي. فبالنسبة إلينا نظام الشرع والعشائر التي هجمت معه هما واحد. ومثلما كانا واحداً في الهجوم… عليهما أن يكونا واحداً في المفاوضات.

 

حسين عبد الحسين

مفكرين السيادة زعتر وزيت وكوفية؟ السيادة مسؤولية. إذا صارت السلطة الفلسطينية حكومة ذات سيادة، هذا يجعلها مسؤولة عن كل طلقة تطلقها حماس وكل دقيقة يقضيها المخطوفون الاسرائيليون في غزة. بالتوفيق.

 

حسين عبد الحسين

شعور فلسطيني دائم بالنصر واقتراب قيام دولة فلسطين وتعاطف الأمم ومساندتها يقابله شعور اسرائيلي دائم بالضعف واقتراب الانهيار وتحامل الأمم. هذا هو النموذج نفسه منذ العام 1936، وهذا هو النموذج نفسه الذي أدى الى تحول اسرائيل من سلسلة مزارع وقرى سكنها ضحايا القمع الاسلامي والاجرام الاوروبي الى قوة عظمى، والى تحول الفلسطينيين من فلاحين على هامش التاريخ الى معمل انتاج شهداء وسط المسرح الدولي الذي يصفق لهم ولا يأبه بهم.

 

بسام ابو زيد

ما بعرف إذا بعد في شي لبناني مش مقتنع أنو من دون دولة وحدها بحتكر السلاح والقرار بلبنان ما رح يظبط شي لا بالاقتصاد ولا بالإصلاح ولا بالخدمات والبنى التحتية ولا بأي أمر مهما كان زغير أو كبير،والسبب أنو كل فئة طالما شايفة أنو غيرها قادر يعمل يلي بدو ياه من دون ما يسأل عن الدولة فخلينا كلنا نعمل هيك وتضل الفوضى معممة،كذلك كل الدول بتقلك شو بدي ببلد ما في دولة وهوي بؤرة للمافيات وللممنوعات ولكل الإرتكابات. هيدي الواقع منغيرو بالإنتخابات النيابية المقبلة. ما حدا يغشكم باللعب على الكلام وانو فينا ندمج بين الدولة واللادولة،وبين الجيش ومجموعات مسلحة،وبين مشروع سياسي لبناني الهوية ومشروع سياسي هويته خارج الحدود. خلينا ناخذ بلدنا نحو الأفضل ونتخلى عن أنانيات تبقينا بجهنم. صوتك بالإنتخابات لازم يطلع لبنان من صندوقة الموت والخراب والفوضى.

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 21-22 أيلول /2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 21 أيلول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147495/

ليوم 21 أيلول/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 21/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147497/

 For September 21/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight