المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 15 أيلول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.september15.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وأنكليزي: يوم امتدّت يدُ الغدرِ الحاقدةُ لاغتيالِ بشيرٍ الجسدِ، لكنها فشلت في قتلِ الحلمِ والقضيةِ اللذين جسّدهما

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وأنكليزي: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الخبير العسكري رياض قهوجي من "موقع البديل"/معلومات

رابط فيديو تعليق للصحافي مروان الأمين من "موقع البديل

رابط فيديو مقابلة من "موقع رن تي في" مع العميد المقاعد فادي داوود

رابط فيديو مقابلة من "موقع السياسة" مع الناشط إيلي خوري

معلومات خطيرة عن الحرب القادمة... حقائق صادمة عن الصدام الآتي بين إيران وإسرائيل وأميركا.

رابط فيديو مقابلة من موقع "السياسة" مع العميد المقاعد جورج نادر

رابط فيديو مقابلة من "موقع السياسة" مع اللواء أشرف ريفي

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع المحامي نعوم فرح

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقع ع اليوتيوب

قتيل وجرحى بينهم أطفال في استهداف سيارة بين بلدتي تولين وبرج قلاويه

مقتل شخص باستهداف مسيرة إسرائيلية سيارة في جنوب لبنان

لبنان: هل يخفض قاسم منسوب التصعيد في ذكرى نصر الله؟ ...توقعات برفع سقوفه لطمأنة بيئته... وخصومه يسألون عما إذا كان «إسناد غزة ميثاقياً»

«حزب الله» يُصعّد بوجه خطط الحكومة اللبنانية رفضاً لـ«حصرية السلاح» ...تحذيرات من تداعيات عدم تسليمه

عون في قمة قطر : عودة لبنان إلى العمل العربي المشترك

خطة الفجوة المالية بدأت تتظهّر: الودائع راجعة نقدًا... وبالسندات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

سقوط خيار التقارب مع إسرائيل للحماية من إيران

بيان قمة الدوحة: العدوان الإسرائيلي خرق للسيادة وتهديد للأمن الإقليمي

بيان قمة الدوحة يعيد التركيز على قيام الدولة الفلسطينية… ولا إجراءات عقابية

تضامن مطلق مع الإجراءات القطرية… وتنديد واسع بـ«العدوان»

قمة الدوحة الاستثنائية تبحث الردّ على عدوان إسرائيل... وقطر تريده «ملموساً» ...توقعات بموقف ضاغط لوقف الحرب وقيام دولة فلسطينية

«الوزاري العربي - الإسلامي» يناقش مشروع بيان القمة الطارئة في الدوحة

رئيس وزراء قطر: الممارسات الإسرائيلية لن توقف جهود الوساطة

قطر: العدوان الإسرائيلي «رسالة مفتوحة»... وعلى العالم الردّ عليها

وزير الخارجية: استهداف الدوحة «إرهاب دولة»... ومستمرون في جهود الوساطة

إسرائيل تُكثف استهداف مراكز الإيواء بغزة وتتوسع في استخدام قواتها الخاصة

روبيو يستهل زيارته «الداعمة» بالصلاة عند «حائط البراق»

احتجاجات عائلات المحتجزين الإسرائيليين تتصاعد ...توجهت إلى المسؤولين في الدوحة تطلب استمرار دور الوساطة

الجيش الاسرائيلي يستكمل استعدادت اجتياح غزة

نتنياهو وروبيو يقتحمان حائط البراق ويشددان على متانة العلاقة

الإدارة الذاتية ترد على الشرع: متمسكون باللامركزية

اتفاق إيران والوكالة على عودة المفتشين: ضروري وغير كافٍ

هل انتهى شهر العسل بين ترمب وبوتين؟ .. موسكو لا تخشى العقوبات... وفرضت واقعاً ميدانياً جديداً

الجيش الإسرائيلي يدمر برجين في مدينة غزة ويتهم «حماس» باستخدامهما في «عمليات استخباراتية»

«هدنة غزة»: تحركات لإحياء «مقترح ترمب» تواجه عراقيل ...روبيو قال إنه سيبحث الأمر في إسرائيل

«قسد» تتهم دمشق بدعم هجوم على قواتها وإسرائيل تتوغل في درعا

اندلعت اشتباكات بين عشيرة البوخميس قرب جسر مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي

بغداد: «الإطار التنسيقي» على طريق التصدّع ...التنافس الانتخابي وتراجع دور «الضابط الإيراني» من أبرز الأسباب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحدود المعلّقة: قصة الترسيم المؤجّل بين لبنان وسوريا/جنى الدهيبي/المدن

السطو" على الإنجازات من عهد فؤاد شهاب إلى عهد جوزاف عون/جان الفغالي/نداء الوطن

الهدنة مع إسرائيل والتطبيع مع سوريا...لبنان: للخلاص من السندان والمطرقة بقرار شجاع ونهائي/جومانا زغيب/نداء الوطن

أبعد من تشارلي كيرك/هشام بو ناصيف/نداء الوطن

المغتربون لمن؟ الثنائي يريد ثلث المجلس وعين القوات على بعلبك/محمد علوش/المدن

الودائع... هيركات مباشر وغير مباشر بالمليارات/عزة الحاج حسن/المدن

 الطلاب رهائن والأهل راضخون.. من يضبط جنون الأقساط؟/نغم ربيع/المدن

الاستعمارية الجديدة واجتماع المتضرّرين/أحمد جابر/المدن

ألوحول اللبنانية التي أسعى لأنزعها عن ثوبي./السفير د. هشام حمدان/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

نديم الجميّل: سقط المحور الذي اغتال بشير... ودولته ذهبت إلى مزبلة التاريخ

رجّي يلتقي عباس عراقجي في الدوحة.. السيادة اللبنانية في صلب البحث

بعد فتح تحقيق فرنسي.. ميقاتي: لم نبلّغ بأي دعوى ونرفض المزاعم المُضللة

الوزير السابق يوسف سلامه: حماية الكيان اللبناني تتطلب رسل قضية وليس متسوّلي سلطة

صدر عن اكاديمية بشير الجميل البيان التالي

مقدمة نشرة الأخبار المسائية من " ال بي سي آي"

شكرا فخامة الرئيس لتأكيدك ان الرحم الماروني ليس عاقرا/عبد الله الخوري/فايسبوك

مارك إليان:  هرب من العراق ليُغتال في فرنسا

السويداء 24: الطفل الأعزل.. القصة الكاملة للشهيد الطفل صالح عكوان

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 15 أيلول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من12حتى15/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟ مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان. وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان، لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وأنكليزي: يوم امتدّت يدُ الغدرِ الحاقدةُ لاغتيالِ بشيرٍ الجسدِ، لكنها فشلت في قتلِ الحلمِ والقضيةِ اللذين جسّدهما

الياس بجاني/14 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147270/

يوم عيد الصليب المقدّس من سنة 1982 كان يوماً مأساوياً لن ينساه لبنان، ولن يغيب عن ضمير ووجدان اللبنانيين المؤمنين بهويتهم الفريدة . لقد أصبحت ذكرى ذلك اليوم محطة بارزة في تاريخ المقاومة اللبنانية، التي ما زال مشعلها متّقداً يحمله بعناد البشيريون بإيمان لا يتزحزح وعزيمة صلبة كعزيمة القديسين.

في ذلك اليوم، امتدّت يد الغدر الحاقدة وقتلت بشير الجسد، إلا أنّها فشلت في قتل بشير القضية، والطموح، والفكر، والوطنية، وروح المقاومة. في ذلك اليوم، ارتفع صليب لبنان إلى السماء وعليه شهيد لبنان الرئيس الشيخ بشير الجميّل محاطاً برفاق دربه الأبرار الثلاثة والعشرين الذين رافقوه في رحلة حياته الأرضية التي وهبها للبنان وقضيته المقدّسة، وكان لهم أن يرافقوه أيضاً في رحلة العودة إلى جنّة الخلد حيث الأبرار والقديسون.

ارتفع البشير على صليب لبنان بعد أن روى ورفاقه بدمائهم الزكيّة والطاهرة تربة وطن الأرز المباركة. ارتفع البشير وهو محاط برفاق دربه الشهداء ليقف معهم أمام وجه ربّه بضمير مرتاح وزوادة إيمانية كبيرة وطهارة مقدّسة. ارتفع إلى السماء بعد أن أدّى رسالته الأرضية، وبعد أن صاغ أُطُراً واضحة للقضية اللبنانية، وزرع في نفوس اللبنانيين روح المقاومة والفداء، وغرس في وجدانهم الإيمان بحتمية انتصار وطن الرسالة الذي أجرى فيه السيد المسيح أوّل عجائبه، والذي باركته السيدة العذراء وجعلت منه محجّة للمؤمنين.

لقد أراد الله سبحانه أن يميّز البشير في مماته كما ميّزه في حياته، فرفعه إلى جنّته في يوم عيد ارتفاع الصليب، الصليب الذي ارتضى عليه الابن الوحيد أن يُسمر فداءً للبشرية جمعاء. وكما قال بولس الرسول:

«فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ» (كورنثوس الأولى 1: 18).

البشير احتضن الصليب وجعله نبراساً وطريقاً ونهجاً في نشر رسالته اللبنانية: رسالة التعايش، والمحبة، والأخوّة، والوفاء، والحضارة، والثقافة، والعزّة، والكرامة. ارتفع إلى السماء تاركاً قيمه وتعاليمه وروحه وحبّه للوطن في نفوس وضمائر شعبه الذي أحب، وقدم نفسه قرباناً من أجل خلاصه وحريته. وكما قال السيد المسيح: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يوحنا 15: 13).

ومن كان الصليب حاميه لن تغلبه الأبالسة، ولن تدنّس قداسته هرطقات الفريسيين والكتبة ومن هم على شاكلتهم. وكما أن السيد المسيح قهر الموت وكسر شوكته وقام من القبر في اليوم الثالث، فإن رسالة البشير الوطنية والإيمانية باقية حتى يوم القيامة، وهي التي ستُقيم لبنان عاجلاً أم آجلاً من قبر التبعية والارتهان والخنوع والأنانية والاحتلال.

لبنان البشير لن يموت، لأنّه حيّ في نضال ومقاومة وعنفوان كل لبناني يؤمن قولاً وفعلاً بحلم البشير — حلم القضية — ويريد أن يعيش مرفوع الرأس بكرامة وعنفوان في وطن حرّ وسيّد ومستقل وديمقراطي، وطن تظلّله العدالة والمساواة والعيش الكريم، وطن محرّر من الجيوش الغريبة ومن المرتزقة والطرواديين والملجميين، وطن يحكمه أهله وتُحترم فيه حقوق إنسانه وتُصان كرامته.

لقد ناضل البشير ليعيد إلى الأرض اللبنانية وحدتها، وإلى وطن الأرز سيادته، وإلى اللبناني حريته وكرامته، وإلى الدولة هيبتها، وإلى المؤسسات فاعليتها، وهو القائل بصوت عالٍ: «نريد أن نعيش مرفوعي الرأس، وما يجب تغييره هو الذهنية وتجديد الإنسان لتجديد لبنان».

وكما قال النبي ملاخي في الكتاب المقدّس: «كَانَتْ شَرِيعَةُ الْحَقِّ دَائِمًا فِي فَمِهِ» (ملاخي 2: 6).

إن بشير، وهو يقدّم ذاته ذبيحة حيّة على مذبح الوطن، إنما اقتدى بالمسيح الذي قدّم ذاته حباً للعالم. لقد اختار درب الجلجلة بإرادة حرّة، مؤمناً أن لا قيامة من دون صليب، ولا حرية من دون بذل النفس. إن دمه ودماء رفاقه لم تُهدر، لأنها امتزجت بتراب لبنان لتقدّسه وتمنحه الحياة، كما امتزج دم المسيح بخشبة الصليب ليمنح العالم الخلاص والحياة الأبدية. وهكذا يبقى استشهاد بشير علامة رجاء وإيمان: رجاء بقيامة لبنان من موت العبودية، وإيمان بأن من يبذل نفسه لأجل أحبائه ينال الحياة التي لا تزول. فالبشير حيّ في ضمير شعبه، وحيّ في حضن الآب حيث لا موت ولا وجع ولا بكاء، بل فرح وقداسة ومجد إلى الأبد. ومن كان الله نصيره، فلا غالب له.

الياس بجاني/فيديو/عربي وأنكليزي: يوم امتدّت يدُ الغدرِ الحاقدةُ لاغتيالِ بشيرٍ الجسدِ، لكنها فشلت في قتلِ الحلمِ والقضيةِ اللذين جسّدهما

https://www.youtube.com/watch?v=iTL_sVeE4kE&t=260s

14 أيلول/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وأنكليزي: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

الياس بجاني/14 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147225/

«من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» (متى 16: 24)

«إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله» (من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 18-25)

خلفية تاريخية لعيد ارتفاع الصليب المقدس

يُحتَفَل في كل عام بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر بعيد ارتفاع الصليب المقدس، وهو من أهم الأعياد الليتورجية في الكنيسة الجامعة شرقًا وغربًا. ويرتبط هذا العيد بأحداث مفصلية في التاريخ المسيحي

01- ظهور الصليب للملك قسطنطين الكبير

في بدايات القرن الرابع، كان الإمبراطور قسطنطين الكبير يستعد لمعركة حاسمة ضدّ منافسه مكسنتيوس. وقبل المعركة، صلّى طالبًا معونة إله المسيحيين — إله والدته القديسة هيلانة — فتراءى له في السماء صليب من نور محاط بعبارة: «بهذه العلامة تظفر» (In hoc signo vinces).

اتّكل قسطنطين على إله الصليب وانتصر سنة 312 م في معركة جسر ملفيان. بعد هذا النصر أعلن إيمانه بالمسيح، ورفع راية الصليب على أعلامه، وأصدر مرسوم ميلانو سنة 313 م الذي منح المسيحيين الحرية الدينية بعد ثلاثة قرون من الاضطهاد الدموي. كما بدأ بإحياء الكنيسة من ظلمات الدياميس، وهدم معابد الأصنام وشيد مكانها الكنائس.

02- اكتشاف خشبة الصليب على يد القديسة هيلانة

ظل صليب الرب مدفونًا تحت الردم في أورشليم منذ حادثة الصلب. لكن في سنة 326 م، انطلقت القديسة هيلانة، والدة قسطنطين، في بعثة مقدسة إلى الأرض المقدسة للبحث عنه. رافقها نحو ثلاثة آلاف جندي، واتفقوا على إشعال نار كبيرة على قمم التلال لإعلان خبر العثور عليه، ومن هنا نشأت عادة إشعال “أبّولة الصليب” في العيد حتى اليوم. بعد جهد كبير، أرشدها رجل يهودي مسنّ إلى موضعه، فعثرت على ثلاثة صلبان ولوحة النقش التي كُتب عليها «يسوع الناصري ملك اليهود». وللتأكد من الصليب الحقيقي، وضعتهم على جسد رجل ميت، فعاد إلى الحياة عند لمسه الصليب الثالث. فتهلّل المؤمنون وأخذت هيلانة خشبة الصليب ولفّتها بالحرير ووُضعت في خزانة فضية فاخرة في كنيسة القيامة التي شُيّدت خصيصًا على موضع الصليب وموضع القيامة.

03- سبي الصليب إلى بلاد فارس وعودته المظفّرة

في سنة 614 م، غزا الفُرس بقيادة كسرى الثاني مدينة أورشليم، فقتلوا الآلاف وأسروا البطريرك زكريا وأخذوا ذخيرة عود الصليب الكريم إلى بلادهم كغنيمة حرب، وبقيت هناك 14 سنة.

لكن في سنة 628 م، انتصر الإمبراطور البيزنطي هرقل على الفرس، ووقّع معهم صلحًا أعاد بموجبه الصليب المقدس إلى أورشليم باحتفال مهيب. ودخل هرقل المدينة حافي القدمين حاملاً الصليب على كتفيه، ليضعه من جديد في كنيسة القيامة في 14 أيلول سنة 628 م. ومنذ ذلك التاريخ حُدّد هذا اليوم تذكارًا سنويًا لرفع الصليب المقدس أمام الشعب.

04-المعنى اللاهوتي والروحي للعيد

إن عيد ارتفاع الصليب لا يركّز على الصليب كأداة عذاب، بل كأداة خلاص. فالصليب الذي كان علامة عار صار بدم المسيح علامة مجد وقيامة، وصار راية النصرة على الموت والخطيئة. لهذا تعلّمنا الكنيسة أن نحمل صليبنا كل يوم ونتبع المسيح، عالمين أن طريق الجلجلة يمرّ عبر القيامة. فالصليب هو قوة الله للخلاص، وهو العلامة الفارقة بين الهلاك والحياة. من هنا، تحتفل الكنيسة في هذا العيد بارتفاع الصليب وتزيينه بالورود، ويقوم الكهنة برفعه عاليًا في كل الاتجاهات الأربعة مباركين الجهات الأربع للعالم، رمزًا إلى أن خلاص المسيح موجّه لكل الشعوب والأمم.

العيد والموارنة في لبنان

يحمل عيد ارتفاع الصليب المقدّس للكنيسة المارونية في لبنان معاني روحية وتاريخية ووطنية عميقة. فخلال قرونٍ من الاضطهاد، لجأ الموارنة إلى أعالي جبال لبنان، واتّخذوا الصليب شعارًا مقدّسًا ودرعًا لهويّتهم. وقد أصبحت نيران الصليب التي أُشعلت يومًا إعلانًا لاكتشاف القدّيسة هيلانة للصليب، رمزًا حيًّا لثباتهم المسيحي عبر العصور. وحتى يومنا هذا، يشعل الموارنة في قرى جبل لبنان، في مساء 14 أيلول، نيرانًا عظيمة على رؤوس التلال والجبال. فتربط هذه النيران قمم الجبال بعضها ببعض، وتعلن أنّ الموارنة هم شعب الصليب، شهودٌ على انتصار المسيح حتى في أحلك الأزمنة.

ويجسّد هذا التقليد عهدهم الدائم على الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق، وعلى إبقاء لبنان واحةً للإيمان والحرّية.

ما كتبه فؤاد أفرام البستاني عن هذا العيد

وصف المؤرّخ والفيلسوف اللبناني الكبير فؤاد أفرام البستاني (1904–1994) هذا العيد بأنّه حجر الزاوية في الهوية الروحية المارونية والوعي الوطني اللبناني. ففي كتاباته عن التراث اللبناني، قال: «إنّ عيد الصليب ليس مجرّد ذكرى طقسيّة بل هو إعلان قدر. لقد غرس الموارنة الصليب على قمم لبنان رايةً للحرّية ودرعًا للإيمان. إنّ النيران التي تتّقد كلّ عام من قراهم الجبلية ليست مجرّد نيران ذكرى، بل منارات سهرٍ ويقظة، تعلن أنّ هذه الأرض اختيرت لتكون حصنًا للمسيحية في الشرق». وتختصر كلماته المعنى العميق الذي يحمله الصليب للموارنة اللبنانيين: علامة فداء وصمود وتجذّر في أرض الجبال. فالاحتفال لا يمجّد الصليب كأداة موت، بل كعرش لانتصار المسيح. فما كان يومًا رمزًا للعار أصبح رمزًا للخلاص والفداء والقيامة. وفي هذا اليوم، تُزيَّن الكنائس بالصليب المزيَّن بالزهور الحمراء والبخور، ويرفعه الكاهن عاليًا ليبارك الجهات الأربع، في إشارةٍ إلى أنّ خلاص المسيح ممتدّ إلى أقاصي الأرض. إنّ عيد ارتفاع الصليب المقدّس هو تذكار انتصار، وشهادة إيمان، وعهد رجاء. وبالنسبة إلى موارنة لبنان، فهو ليس ذكرى من الماضي، بل إعلان حيّ بأنّهم شعب الصليب، حرّاس الأمانة المقدّسة، وشهود نور المسيح المنطلق من جبال لبنان إلى العالم أجمع.

خلاصة

إن عيد ارتفاع الصليب المقدس ليس مجرد ذكرى تاريخية بل هو تتويج لانتصار المحبة الإلهية على الكراهية، والنور على الظلمة، والحياة على الموت. فكل من يتأمل في سر الصليب ويحتضنه بالإيمان، يختبر في حياته قوة القيامة ويفوز ببركات الفداء والخلاص.

الياس بجاني/فيديو/عربي وأنكليزي: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

https://www.youtube.com/watch?v=gVKhx9YRw-A

الياس بجاني/14 أيلول/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الخبير العسكري رياض قهوجي من "موقع البديل"/معلومات

https://www.youtube.com/watch?v=6-Q8qA6z4a0&t=125s

خطيرة عن الحرب القادمة... حقائق صادمة عن الصدام الآتي بين إيران وإسرائيل وأميركا

جنرال مسيحي يطلق شرارة الانفصال؟ حلبي: لبنان الكبير فشل، والتقسيم هو الحل.

 

رابط فيديو تعليق للصحافي مروان الأمين من "موقع البديل

https://www.youtube.com/watch?v=L92QyXH9qZg

مروان الأمين في قراءة الابعاد السياسية لاستهداف حماس في الدوحة.

 

رابط فيديو مقابلة من "موقع رن تي في" مع العميد المقاعد فادي داوود

https://www.youtube.com/watch?v=pxAEg4l_q-4

سحب السلاح أوسع من لبنان ولا عودة عن القرار... جنرال بارز يحلّل خطة "السهل الممتنع" للجيش: ستُنفذّ!

 

رابط فيديو مقابلة من "موقع السياسة" مع الناشط إيلي خوري

https://www.youtube.com/watch?v=10S-t2P_uxo

إيلي خوري يقارن بين خطابي جعجع و بري... ولهؤلاء: أنتم فاشلين وبلا أخلاق!

 

معلومات خطيرة عن الحرب القادمة... حقائق صادمة عن الصدام الآتي بين إيران وإسرائيل وأميركا.

https://www.youtube.com/watch?v=6-Q8qA6z4a0

جنرال مسيحي يطلق شرارة الانفصال؟ حلبي: لبنان الكبير فشل، والتقسيم هو الحل.

لمتابعة آخر ألأخبار بإمكانكم الانضمام إلى مجموعتنا على تطبيق واتساب عبر الرابط الآتي:

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "السياسة" مع العميد المقاعد جورج نادر

https://www.youtube.com/watch?v=dDu6IZN_hwk

العميد جورج نادر: نصرالله استرجى يخسر وهيدا اتفاق العاهرة!

 

رابط فيديو مقابلة من "موقع السياسة" مع اللواء أشرف ريفي

https://www.youtube.com/watch?v=OjwmhFBNrpc

أحمد الأسير لم يقتل... حزب - الله هو من قتل!

 

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع المحامي نعوم فرح

https://www.youtube.com/watch?v=Ys60RVpLANA

لا يمكن تحديد الخسارة الناجمة عن اغتيال "بشير الجميّل"

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقع ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/watch?v=8KKTuRikbKQ

علامات انهيار الحزب؟ النائب جميل السيد يطالب بفضح سياسيين اعلاميين قضاة و ضباط قبضوا من الحزب!

تحقيق مالي في باريس ضد نجيب ميقاتي

‏الرئيس جوزيف عون اول رئيس في الجمهورية الثانية  يحيي  ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميّل! 

‏النائب جميل السيّد : دعوة لكشف اسماء من استفادوا ماليا ،معنويا وسياسا من الحزب!

‏١- النيابة العامة المالية الوطنية في باريس  تفتح تحقيقا بالإثراء غير المشروع وغيرها من الشبهات ضد الرئيس نجيب ميقاتي وعائلة ميقاتي ترد على التهم .

‏٢- انعكاسا لمرحلة جديدة في لبنان الرئيس جوزيف عون اول رئيس منذ الحرب يستذكر الرئيس بشير الجميل. وايضا الرئيس  نواف سلام .

‏٣- بعدما قفزوا من المركب، اللواء جميل السيد يطالب الحزب بكشف لائحة بأسماء سياسيين، اعلاميين، قضاة وضباط تلقوا من الحزب اموالا ومنافع وخدمات وسمسرات

 

قتيل وجرحى بينهم أطفال في استهداف سيارة بين بلدتي تولين وبرج قلاويه

المركزية/14 أيلول/2025

استهدفت غارة من محلقة اسرائيلية منزلا فجر اليوم الأحد في حي الخرزة في بلدة عيتا الشعب -قضاء بنت جبيل. الى ذلك، ألقت مسيرة اسرائيلية، قنبلة صوتية على بلدة الضهيرة، بالتزامن مع إطلاق نار على أطراف البلدة. كما ألقت محلقة إسرائيلية قنبلتين صوتيّتين باتجاه مواطنين كانوا يتفقدون منازلهم في الضهيرة في الجنوب. وعثر على محلقة إسرائيلية كانت سقطت في بلدة حولا الحدودية. وتم رصد قيام الجيش الاسرائيلي بعملية تدعيم لاجهزة التجسس والتنصت المنصوبة في موقع العباد عند الاطراف الشرقية لبلدة حولا، بما في ذلك تركيب اعمدة عملاقة مجهزة لتركيب كاميرات واجهزة مراقبة وتنصت.

هذا، وأفيد ان لا صحة لغارة على مدينة صور منطقة الجمل البحرية، وان الدخان الذي اندلع في الاجواء في منطقة الجمل البحرية ناجمة عن قيام احد الصيادين باشعال اطارات وسط البحر على الصخور وغادر المكان. وليلا، قصفت مسيّرة اسرائيلية جرّافة في بلدة عيترون جنوب لبنان. وشنت طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، غارة استهدفت سيارة مدنية على الطريق الواصل بين بلدتي تولين وبرج قلاويه – وادي الحجير في جنوب لبنان. وعلى الفور، هرعت فرق الإسعاف إلى مكان الاستهداف لتقديم المساعدة ونقل الضحايا. وأشارت معلومات عن استهداف اسرائيل لسيارة محمد ياسين بين تولين وبرج قلاويه جنوب لبنان، وأضافت المعلومات عن سقوط إصابات بينهم أطفال في سيارة اخرى تضررت جراء الغارة بين تولين وبرج قلاويه. وفي وقت لاحق، أعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة التابع لوزارة الصّحة العامّة في بيان، أنّ "غارة العدو الإسرائيلي على سيّارة في بلدة برج قلاويه، أدّت إلى سقوط شهيد".

 

مقتل شخص باستهداف مسيرة إسرائيلية سيارة في جنوب لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

قالت الوكالة اللبنانية الرسمية للإعلام، اليوم (الأحد)، إن مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة بصاروخين، على طريق وادي الحجير - برج قلاويه في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل شخص.

 

لبنان: هل يخفض قاسم منسوب التصعيد في ذكرى نصر الله؟ ...توقعات برفع سقوفه لطمأنة بيئته... وخصومه يسألون عما إذا كان «إسناد غزة ميثاقياً»

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

يقف «حزب الله» اللبناني على بعد أقل من أسبوعين من إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال إسرائيل أمينه العام السابق حسن نصر الله، وتترقب بيئته ما سيقوله خلفه الشيخ نعيم قاسم في هذه المناسبة، وهل سيكرر مواقفه النارية التي أوردها في خطابه الأربعاء الماضي، أم إنه سيبادر إلى خفض منسوب التصعيد السياسي في ضوء عدم انقطاع التواصل مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الذي أخذ على عاتقه، كما يقول مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» لـ«الشرق الأوسط»، أن يضع تصوراً أولياً لرؤيته لاستراتيجية أمن وطني للبنان التزاماً منه بما تعهّد به بهذا الخصوص في خطاب القسم، والبيان الوزاري للحكومة. وكشف المصدر عن أن عون قطع شوطاً على طريق بلورته رؤيته هذه، وقال إن حصرية السلاح بيد الدولة تطبّق بالتوافق على استراتيجية أمن وطني للبنان التي ستكون أساساً للتشاور مع القوى السياسية، إنما بعد انتهائه من وضع تصوره في هذا الخصوص.

ولفت إلى أن التواصل بين عون وقيادة «حزب الله» لم ينقطع من خلال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد المكلف ملف العلاقة. وأكد أن المستشار الرئاسي، العميد المتقاعد آندريه رحال، هو من يتولى الاتصال به، وأحياناً بالفريق السياسي المساعد لرعد شخصياً. وقال إن لقاءً عُقد الخميس الماضي ضم رحّال وأعضاء هذا الفريق. ولم يستبعد المصدر احتمال إجراء رعد زيارة إلى عون، إنما بعد عودته من نيويورك التي سيتوجّه إليها في 21 سبتمبر (أيلول) الحالي على رأس الوفد اللبناني للمشاركة في انعقاد الدورة العادية للأمم المتحدة، مؤكداً أن «الثنائي» يلتزم «حصرية السلاح» شرط أن تأتي في سياق استراتيجية أمن وطني للبنان، نافياً العودة عنها التزاماً منه بالبيان الوزاري الذي شارك على أساسه في الحكومة وأيد خطاب القسم. ورأى أن قاسم «لم يكن مضطراً في خطابه الأخير إلى رفع السقوف ومخاطبة اللبنانيين بنبرة عالية، وكان يُستحسن تقديم موقفه بهدوء، وهو أراد توجيه رسالة إلى خصومه»، في إشارة إلى حزب «القوات اللبنانية» الذي «يتعامل معه على أنه انتهى، ولم يعد أمامه سوى الاعتراف بأن لبنان يدخل في مرحلة جديدة بعد أن مُني (الحزب) بضربة إسرائيلية قاسية؛ جراء إسناده غزة الذي أوقعه في سوء تقدير لرد فعلها».

وأكد المصدر أنه «لا خيار أمام قاسم سوى شد عصب بيئته مع اقتراب حلول الذكرى الأولى لاستشهاد نصر الله؛ لتمرير رسالة بأن (الحزب) أعاد ترتيب بيته الداخلي واستعاد قدراته العسكرية، وهو يخطو الآن خطوات متأنية لعله يملأ الفراغ الذي خلّفه اغتياله، موحياً بأنه بدأ يتجاوز المرحلة الانتقالية من دون أن يعيد النظر في التزامه وقف النار، محملاً الحكومة مسؤولية التصدي للاعتداءات الإسرائيلية». ولفت إلى أن الكلمة في الميدان تبقى لـ«المجلس الجهادي» في «الحزب» الذي «يعود له تحديد التوجهات ذات الطابع العسكري». وقال إن تهديده بوقف التعاون مع الجيش في جنوب الليطاني لم يكن في محله؛ «لأنه لا مصلحة له في أن يستحضر موقفاً هو في غنى عنه، ولا يلقى التجاوب من المزاج الشيعي العام قبل الآخرين، إضافة إلى أنه يوفر الذرائع لإسرائيل لمواصلة اعتداءاتها بحجة أنه لا يزال يتمتع بحضور عسكري في هذه المنطقة بخلاف ما يدّعيه أركان الدولة وقيادتَا الجيش والـ(يونيفيل)». وأكد أن «الحزب» سرعان ما سحب تهديده بعدم التعاون، وأن «التلويح به أدى أغراضه بالضغط على الحكومة للتريث بعدم تحديد جدول زمني للانتهاء من تطبيق (حصرية السلاح)». وفي المقابل، فإن إصرار قاسم على رفع السقوف السياسية يبقى في إطاره الإعلامي، كما يقول خصومه لـ«الشرق الأوسط»، و«لن تكون له من مفاعيل عسكرية على الأرض بعد أن تعذّر عليه بإسناده غزة استعادة توازن الردع الذي كان يتحكم في إدارته للمواجهة العسكرية مع إسرائيل، ويسترد في الوقت نفسه قواعد الاشتباك في ضوء احتلال إسرائيل عدداً من البلدات الأمامية واحتفاظها بأكثر من 8 تلالٍ فيها، وبالتالي قد يكون مضطراً لاستخدام النبرة العالية في إطلالاته السياسية لطمأنة بيئته بأنه أخذ يستعيد قدراته العسكرية من دون أن يستخدمها في رده على الاعتداءات بذريعة وقوفه خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي لإنهاء الاحتلال للجنوب». ورأت مصادر مقربة من خصوم «الحزب» أن قاسم بحاجة الآن إلى «شراء الوقت لسببين: الأول يكمن في منح الفرصة المواتية لإلحاق سلاحه باستراتيجية أمن وطني للبنان. والثاني تمديد الفرصة لإيران لعلها تتمكن من تحسين شروطها وهي تتفاوض بعيداً عن الأضواء مع الولايات المتحدة الأميركية». وقالت إن «(الحزب) يراهن على تسويقه التوصل لهذه الاستراتيجية لدى بيئته للإيحاء لها بأن تمسكه بسلاحه كان وراء التسليم بها، وأنه لم يستجب للضغوط التي مورست عليه لتسليمه طوعاً بلا أي شروط». وقالت إن «الحزب» يواصل حملته على رئيس الحكومة نواف سلام، وإن «اتهامه بتنفيذ أوامر أميركية وإسرائيلية ليس في محله، وإلا فهل من مبرر لعدم سحب وزيريه من الحكومة؟». ورأت أن «تمسك قاسم بسلاحه ما هو إلا إشارة إلى دعوته ضمناً إلى إشراك إيران في المفاوضات بشأن حصرية السلاح، وهذا ما يرفضه سلام شخصياً بوصفه شأناً داخلياً لا علاقة للخارج به». وعدّت المصادر نفسها أن عدم تحديد جدول زمني للانتهاء من تطبيق «حصرية السلاح» يعني أن هناك فترة سماح تتيح للدولة استكمال استيعابها السلاح ومنع استخدامه أو حمله ونقله، وتفتح الباب أمام تكثيف الاتصالات للضغط على الولايات المتحدة لإلزام إسرائيل توفير الضمانات للانسحاب من الجنوب بالتزامن مع تحضير الأجواء لعقد المؤتمر الدولي لدعم الجيش، وأكدت أنه «لا عودة للوراء، ولا خيار أمام (الحزب) سوى التعاون طوال الفترة الزمنية التي حددتها قيادة الجيش لاستيعاب السلاح، وهذا يعني من وجهة نظرنا أنه لا خيار أمامنا سوى الاستجابة للرغبة اللبنانية الجامعة المؤيدة لجمع السلاح والضغوط الدولية في هذا المجال». وسألت: «هل آن الأوان لـ(الحزب) ليراجع حساباته ويدقق في خياراته، أم إنه سيبقى في حال إنكار لما ألحقه بالبلد من أكلاف بشرية ومادية جراء تفرُّده بقرار الحرب والسلم بإسناده غزة؟ وهل إسناده لها ميثاقي بخلاف ادعائه أن ما تقرر في جلستَي مجلس الوزراء في 5 و7 آب (أغسطس) الماضي يفتقد إلى الميثاقية التي تذرّع بها (الثنائي الشيعي)، فسحب وزراءه منهما؟».

 

«حزب الله» يُصعّد بوجه خطط الحكومة اللبنانية رفضاً لـ«حصرية السلاح» ...تحذيرات من تداعيات عدم تسليمه

بيروت/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

رفع «حزب الله» سقف مواقفه بوجه الدولة اللبنانية، بتجديد رفضه تسليم سلاحه، وقوله إن «المقاومة وسلاحها يشكلان المشروعية والشرعية معاً في الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله»، وسط تحذيرات داخلية من «التبعات الخطيرة لهذا التمسّك بالسلاح» وفي مقدمتها التداعيات على جهود إعادة الإعمار. وتصر الحكومة اللبنانية على تنفيذ «حصرية السلاح»، وكلفت الجيش اللبناني بتنفيذ قراراتها، ووضع الجيش خطة تبدأ من جنوب الليطاني بمهلة ثلاثة أشهر، تليها مراحل أخرى، وسيقدم شهرياً تقارير حول إنجازاته على هذا الصعيد.وتسعى الحكومة من هذا القرار إلى تنفيذ تعهداتها الدولية وتطبيق «اتفاق الطائف»، وتسوية التباينات مع المجتمع الدولي الذي يطالبها بتنفيذ «حصرية السلاح» بوصفه مقدمة لتقديم مساعدات، وعلى رأسها تمويل إعادة إعمار ما هدمته الحرب، كما تقول مصادر حكومية. لكن الحزب في المقابل، يصر على التمسك بسلاحه، وهو ما ورد في مواقف صادرة عن أعضاء كتلته النيابية، إذ قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب حسين جشي: «عندما عجز العدو الإسرائيلي عن القضاء على المقاومة، أرسل الأميركي الموفدين ليطلب من الدولة اللبنانية سحب سلاح المقاومة، وتحديداً السلاح الذي يهدد أمن إسرائيل الغاصبة، وهم يعلمون تماماً أن الجيش الوطني اللبناني غير قادر على صد أي عدوان، ما يعني أنهم يريدون أن يجعلوا لبنان مكشوفاً أمنياً ولقمة سائغة أمام المشروع الأميركي والإسرائيلي».وأضاف جشي: «أمام هذا المشهد الذي يحصل في المنطقة، المقاومة لن تسلّم سلاحها إلا للدولة القوية والقادرة على حماية البلد»، مهاجماً الحكومة اللبنانية بقوله: «ليس من حق الدولة العاجزة عن حماية أرواح المواطنين وأرزاقهم أن تطالب شعبها بالتخلي عن المقاومة وتمنعه عن الدفاع عن نفسه وأرضه وعرضه وكرامته». والموقف نفسه، كرره عضو الكتلة النائب حسن عز الدين، معتبراً أن «المقاومة هي اليوم حاجة وضرورة وجودية لحماية لبنان بل ولبقاء لبنان، أمام كل التغوّل الصهيوني الأميركي للإطباق على المنطقة والتحكم والسيطرة عليها، حيث لا يقيم وزناً لأحد». ولفت إلى أن المسؤولين الإسرائيليين «يؤكدون أنهم لا يريدون الانسحاب من لبنان، بل يعتبرون أن احتياجات إسرائيل في الشمال لا تسمح بالانسحاب من لبنان وسوريا، وأن الوجود العسكري في لبنان وسوريا ليس ورقة مساومة مؤقتة، بل موقف أمني ضروري وطويل الأمد». وذهب عز الدين إلى التصعيد، بقوله: «علينا أن ندرك أن سحب السلاح هو مطلب صهيوني، يريدون أن يضغطوا من خلاله على المقاومة للقضاء على قدراتها وإمكاناتها، التي هي قدرات وإمكانات من أجل الوطن وحماية الشعب وحماية الثروات، تشكل قلقاً واضطراباً للعدو، كما تشكل ردعاً نسبياً له في أي محاولة منه للتقدم براً».

وفي مقابل هذا التصعيد، تتصاعد التحذيرات من تمسك «حزب الله» بسلاحه، وأكدت النائبة نجاة عون صليبا أن «لبنان لا يزال تحت المجهر الدولي، والتعاطي معه يتم بحذر شديد»، مشيرة إلى أن قرار حصر السلاح بيد الدولة «يُنفّذ، وإن كان بوتيرة بطيئة لا ترتقي لتطلعات اللبنانيين». وحمّلت صليبا «حزب الله»، مسؤولية «التبعات الخطيرة في حال استمر في التمسّك بسلاحه»، متسائلة: «هل الحزب قادر على تحمّل مسؤولية منع إعادة الإعمار وعزلة لبنان الدولية بسبب سلاحه؟». وأكدت أن «إسرائيل تبقى عدواً تاريخياً ولديها أطماع واضحة، لكن مواجهتها يجب أن تكون عبر الدولة والدبلوماسية، لا عبر الميليشيات»، وأشارت إلى أن «(حزب الله) لم يعد يمتلك القدرة الفعلية على استخدام ترسانته الصاروخية، لأن القرار النهائي باستخدام هذا السلاح يبقى بيد إيران».

 

عون في قمة قطر : عودة لبنان إلى العمل العربي المشترك

نداء الوطن/15 أيلول/2025

الأنظار اليوم إلى قطر، ترقبًا لمقررات القمة العربية الإسلامية الطارئة التي ستنعقد لاتخاذ موقف من الضربة الإسرائيلية على قطر التي وصفها وزير خارجيتها بأنها «إرهاب دولة». والسؤال الذي يهم لبنان من هذه القمة: كيف ستنعكس مقرراتها على مسار التصعيد بين إسرائيل ولبنان؟ وهل ستُحرَج الدولة العبرية؟ وما هو انعكاس هذا الإحراج على تطور الأوضاع في لبنان؟

لبنان في قمة قطر

يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صباح اليوم الإثنين لبنان إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث سيشارك في القمة، يرافقه في هذه الزيارة عدد من المستشارين، وينضم إليه في الدوحة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي. وفي المعلومات أن كلمة رئيس الجمهورية في القمة ستركز على أمرين أساسيين: أولًا، سيعرب الرئيس عون عن دعم لبنان لدولة قطر، مؤكدًا التضامن معها في مواجهة العدوان الاسرائيلي عليها، مثمنًا جهودها في تعزيز العمل العربي المشترك ومساعيها المستمرة لانهاء الحروب الإسرائيلية على دول المنطقة. ثانيًا، سيدعو إلى ضرورة تبني موقف عربي موحد لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، مؤكدًا أهمية التضامن العربي في مواجهة الأزمات الراهنة. وتأتي مشاركة رئيس الجمهورية في هذه القمة في إطار التأكيد على أهمية الدور اللبناني في العمل العربي المشترك، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.

رجي يلتقي وزير الخارجية الإيراني وحديث بمنتهى الصراحة

وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيرًا للقمة اليوم. وفي الفقرة الخاصة بلبنان من مسودة البيان الختامي دعا الوزراء إلى «ضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل للحدّ من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة ووقف انتهاكاتها المستمرة لسيادة الدول وأمنها واستقرارها، بما فيها الجمهورية اللبنانية، بما يشكّل خروقات فاضحة للقانون الدولي وانتهاكًا صارخًا لسيادة الدول». الوزير رجي التقى على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عباس عراقجي، وعرض معه مطولًا للوضع في لبنان والمنطقة. وتطرق الوزير رجي بمنتهى الصراحة لقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها وبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، فيما جدد عراقجي موقف بلاده باحترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه.

البطريرك الماروني: شهداؤنا ظلّوا حرّاس الوطن وسيادته

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفي قداس سيدة إيليج في ميفوق - القطارة، بدعوة من رابطة سيدة إيليج، «قال في عظة القداس: «شهداؤنا في مقاومتهم، لم يدافعوا عن طائفة أو حزب، بل عن وطن. لم يقاتلوا ليزرعوا انقسامًا، بل ليستأصلوا الاحتلال ويصونوا الكيان. واليوم بعد خمسين سنة، مطلوب منّا جميعًا أن نثبّت أنَّ تضحياتهم لم تذهب سدى، وأنَّ لبنان لا يزال قادرًا على أن يكون رسالة سلام في منطقة مضطربة». وأكد أنه «لا يمكن أن تمر هذه الذكرى من دون التّوقف عند المعنى الوطني العميق، خمسون عامًا على اندلاع الحرب اللبنانيّة، وما زلنا نتساءل: ماذا علّمتنا الحرب؟ ماذا جنينا من آلامها ودمائها ودمارها؟» مشيرا إلى أنه «تبيّن أنَّ لبنان، رغم كل المخاطر، بقي صامدًا «بعناية إلهيّة». كما جاء في شعار هذا اليوم: «صانه ربُّه لمدى الأزمان». هذا الشّعار يلخّص الحقيقة الكبرى: لبنان ليس مشروع صدفة، بل رسالة محروسة بعين الله، رغم كل المؤامرات من الدّاخل والخارج». وقال: «شهداؤنا هم الذين جسّدوا هذه الحقيقة بأجسادهم ودمائهم. لقد صمدوا في وجه الاحتلالات، والتّقسيمات، ومحاولات الإلغاء، وظلّوا حرّاس الوطن وسيادته. واليوم، فيما نشهد تحوّلات كبرى في المنطقة، ودولًا تنهار وأخرى تتفكّك، يبقى لبنان مدعوًّا ليؤدّي دوره الفريد كأرض رسالة وتلاقٍ»، لافتًا إلى أن «الشّأن الوطني يتطلّب منّا شجاعة جديدة: أن نستخلص العبر من خمسين عامًا من الحرب، وأن نعمل على تثبيت المصالحات، وتعزيز السّلم الأهلي، وتنقية الذّاكرة بمسؤوليّة عمليّة تعيد الثّقة بين اللبنانيّين».

نديم الجميل: «من يعيّرنا بتاريخنا فليعد حساباته»

في الذكرى الثالثة والأربعين لاستشهاد الرئيس بشير الجميل أقيم احتفال في الذكرى في ساحة ساسين في الأشرفيه بدعوة من مؤسسة بشير الجميِّل. تحدث فيها النائب الشيخ نديم الجميل، ومما قاله: «من واجبنا أن نكون حاضرين في هذه المنطقة التي تشهد تغيرات، وهدفنا حماية لبنان ووجوده، وتثبيت هويته وتكريس الـ 10452 كلم مربعًا كمساحة حرية وأمن، ولنلعب الدور الطليع في الشرق علينا أن نحل مشاكلنا مع كل دول المنطقة من سوريا إلى إسرائيل إلى باقي الدول التي خربوا علاقتنا معها»، وتابع: «لا يمكننا أن نقبل بأي سلاح مهما كان مصدره ولن نقبل بالتساهل معه ولا الجلوس معه وهناك دولة ستقوم وكل الكلمات لتدوير الزوايا انتهينا منها ومن يخاف من مفهوم الدولة لا يفهم ما هي». الجميل اعتبر أن «من يعيّرنا بتاريخنا فليعد حساباته، فإن اضطررنا فإننا بكل فخر نعيد التاريخ، بشير حقق الإرادة الصلبة بتخطيطه عندما كان الكل ضائعًا، أما مفهوم المقاومة فقد شوهوه فبشير «بيّها وأمها» ونحن أولادها كي نحمي دولة لبنان، إن ما زرعه بشير في قلوبنا نرى مفعوله اليوم فلا مشروع التوطين نجح ولا طريق القدس مر بجونيه ولا الأشرفية ركعت «وفشر على رقبتهم». إن ما زرعه بشير فينا أثمر اليوم، ومنذ استشهاد البشير مر على البلد رؤساء جمهورية وحكومات كانوا عبارة عن خنوع ومماطلة وكلها ممارسات صححها بشير وللأسف عدنا إليها بعد اغتياله.

وزير الداخلية في شعبة المعلومات لكشف «إنجاز أمني»

وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار يعقد اجتماعًا في مقر شعبة المعلومات - فرع الحماية والتدخل. وجاء في نص الدعوة أن الوزير الحجار سيتحدث «عن إنجازات أمنية في الأيام الأخيرة»، وكان حرص من الداخلية على عدم الكشف عما سيعلنه الحجار، لكن اللافت أن المؤتمر في مقر شعبة المعلومات، ما اعتُبر دفعًا معنويًا للشعبة.

 

خطة الفجوة المالية بدأت تتظهّر: الودائع راجعة نقدًا... وبالسندات

نداء الوطن/15 أيلول/2025

تملأ التسريبات فضاء الإعلام بكل قطاعاته في شأن خطة إعادة الودائع وسدّ الفجوة المالية، تمهيدًا لإعلان بدء الخروج فعليًا من الانهيار الذي ضرب البلد واقتصاده منذ أواخر العام 2019. وتكاد تكون الحقائق الثابتة، أقل من السيناريوات المتعددة التي ترسم خططًا، هي أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع. لكن ذلك لا يمنع أنه ضمن الروايات والسرديات التي يجري تقديمها على أساس أنها الخطة التي تُطبخ بسرية، هناك عناوين صحيحة، سوف يتمّ اعتمادها لمعالجة الانهيار. وفي ما يلي، تورد "نداء الوطن" ما وردها من معلومات، من أكثر من مصدر حول عناوين وتفاصيل الخطة.

في المعلومات المتوفرة حتى اليوم، أن اللجنة الثلاثية المكوّنة من وزير المالية ياسين جابر، وزير الاقتصاد عامر بساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، أصبحت على قاب قوسين أو أدنى من التوافق على قانون الفجوة المالية، للبدء في إعادة الودائع، وإطلاق عجلة الاقتصاد. وقد أصبح واضحًا أن الثوابت التي ستُعتمد في الخطة، ترتكز على مبدأ أن لا اقتطاع من الودائع، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن المبالغ الإجمالية التي سيتمّ دفعها، سواء نقدًا أو عبر السندات، ستنخفض من حوالى 82 مليار دولار (مجموع الودائع اليوم)، إلى حوالى 50 أو 55 مليارًا. هذا الخفض سيتم وفق المبادئ الثلاثة التالية:

اولًا- لا إعادة للودائع المشبوهة التي يعجز أو يرفض أصحابها إثبات مصدرها. ثانيًا- إعادة النظر بحجم الفوائد المتراكمة لدى بعض الحسابات، والتي حصل أصحابها على فوائد مرتفعة جدًا، وسيتم خفض هذه الفوائد، لتكون منطقية. هذا الأمر سيُطبّق على الودائع الكبيرة، والتي يعتبر أصحابها بمثابة مستثمرين وليس مجرد مدّخرين.

ثالثًا- لن تتم إعادة الودائع التي جرى تحويلها من الليرة إلى الدولار بعد 17 تشرين 2019، على أساس الدولار الفعلي، بل سيكون هناك "دولار" خاص لاحتساب هذه الودائع، لم يتمّ تحديد سعره بعد، ولو أن المداولات تتراوح بين 25 و35 ألف ليرة للدولار، بما يعني حصول المودع على نسبة تتراوح بين 27 و37 % من حجم وديعته.

ضمن هذه المبادئ، يعتبر المتفقون على الخطة أنه لا يوجد اقتطاع (Haircut) من الودائع، بل تصحيح أوضاع. إذ لا يجوز، على سبيل المثال، اعتبار تجميد دفع الودائع المشبوهة بمثابة اقتطاع. والسؤال، هل يوافق اللبنانيون على دفع ودائع قد تكون سُرقت من أموالهم العامة بواسطة موظف مرتشٍ، أو مسؤول فاسد، وأودعت المصرف؟

وفي هذا الإطار، وردًا على من يسأل كيف دخلت هذه الودائع الوسخة إلى المصارف، ولماذا لا تتم محاسبة المصارف على السماح بوجود هذه الأموال في صناديقها، يوضح مصدر متابع أن ما لا يعرفه الناس، هو أن المصارف رفعت مئات وربما آلاف الملفات إلى هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، وأن قسمًا من هذه الملفات حولتها الهيئة بعد التحقيق إلى القضاء حيث بقيت في الأدراج، ولا تزال. يضيف المصدر: هذا الواقع هو الذي دفع مجموعة العمل المالي (FATF) إلى التأكيد في تقريرها الذي أدرجت فيه لبنان على اللائحة الرمادية، أن مصرف لبنان والمصارف يقومان بدورهما في عملية الحوكمة والرقابة، وأن المشكلة تكمن في القضاء، حيث "تنام" دعاوى وملفات التبييض والفساد.

أسئلة وأجوبة

في عودة إلى العناوين شبه الثابتة في الخطة، مبلغ الـ 100 ألف دولار الذي ستتم إعادته إلى المودعين نقداً، حيث، تفيد المصادر المواكبة، أن هذا المبلغ ثابت، وليس صحيحا أنه قد يُخفّض إلى 75 ألف دولار، أو يُرفع إلى 200 ألف دولار. وقد أنجزت الحسابات على أساس الـ 100 ألف، والتي ستبلغ كلفتها حوالى 16 مليار دولار. لكن ما هو قابل للنقاش حتى الآن، الفترة الزمنية التي سيتمّ فيها تسديد هذه الودائع. وفي حين أن اللجنة كانت تميل إلى دفع الأموال في فترة زمنية قصيرة جدًا، عادت اليوم إلى خيار الدفع خلال فترة 3 إلى 5 سنوات.

النقطة الأخرى غير الواضحة بعد، تتعلق بمن سيحصل على الـ 100 ألف دولار، وما إذا كان ذلك يشمل الودائع التي هي فوق الـ 100 ألف. حتى الآن، الحسابات المنجزة للكلفة توحي بأن من لديه أكثر من 100 ألف دولار، لن يتم إدراجه ضمن فئة من سيحصل على هذا المبلغ نقدًا. وهذا الأمر سيؤدّي إلى إشكاليات يحاول طابخو الخطة معالجتها منذ الآن.

ومن المعروف أن الودائع ستُقسّم إلى ثلاث فئات:

- من صفر إلى 100 ألف دولار.

- من 100 ألف دولار إلى مليون دولار.

- من مليون دولار ودولار وما فوق.

ملف السندات

في موضوع تسديد الودائع من خلال السندات، تشير المعلومات إلى أن مصرف لبنان يأخذ على عاتقه ضمان هذه السندات. وفي حين كان الاتجاه سابقًا يميل إلى عدم دفع فوائد على هذه السندات، تقرر لاحقًا مبدأ دفع فوائد منخفضة لحاملي هذه السندات بهدف تحسين أسعارها قبل موعد الاستحقاق.

وحتى اليوم، لم يتم حسم موعد استحقاق هذه السندات، وما اذا كانت ستكون كلها في موعد استحقاق واحد. لكن المعطيات الأولية تتحدث عن فترة استحقاق لا تقل عن 15 سنة. ما هو إيجابي في هذا الموضوع، أن مصرف لبنان سيكون الجهة الضامنة لهذه السندات وليس الدولة. أي أنها لن تكون سندات حكومية، بل تابعة لمؤسسة مستقلة، سيضمنها مصرف لبنان. وسيؤمّن المركزي مصادر تمويل لهذه المؤسسة تشمل ما ستدفعه الدولة لتسديد دينها إلى مصرف لبنان، والبالغ 16.5 مليار دولار.

تمويل صندوق الودائع

وفي هذا السياق، يؤكد حاكم مصرف لبنان كريم سعيد أن هذا الدين ثابت، ولا مجال لإنكاره أو الالتفاف عليه. إذ إن الدولة اللبنانية التي تملك الحساب رقم 36 بالليرة في مصرف لبنان، هي من طلب من المركزي فتح حساب لها بالدولار ضمن هذا الحساب، لكي يتم تحويل إيرادات سندات اليوروبوندز  إليه. وهذا ما حصل، حيث كانت الأموال الدولارية تدخل إلى هذا الحساب ولا تخرج منه سوى بأوامر من السلطة. ويبين كشف الحساب، أن الدولة أنفقت من هذا الحساب مبلغ 16.5 مليار دولار لم تكن موجودة فعليًا. بمعنى آخر، "كشف" مصرف لبنان الدولة على هذا المبلغ، والذي لم يتمّ تسديده من قبل الدولة حتى اليوم. وبالتالي، لا مجال للحديث عن دين بالليرة أو ما شابه، بل إنه دين بالدولار من خلال عملية سحب وانكشاف (over draft) . وفي المعطيات، إن الدولة ومصرفها المركزي سيتفاوضان على إعادة هيكلة هذا الدين بحيث تتعهد الدولة بدفعه بعد اقتطاع قسم منه. وسيتم الدفع بالتقسيط على فترة سنوات، قد تمتد وفق موعد استحقاق السندات، بحيث ستغذي هذه الأموال صندوق المؤسسة التي ستصدر سندات الودائع. وفي التقديرات الأولية، إن الدولة قد توافق على دفع 5 مليارات دولار كتسوية لهذا الدين. بالإضافة إلى ذلك سيعمد مصرف لبنان إلى تسييل بعض موجوداته العينية، بحيث سيؤمّن سيولة لتمويل مؤسسة السندات. كما توجد خطة لاستثمار الذهب لتأمين مردود مالي دائم لتغذية صندوق السندات. وبهذه الطريقة، ستكون السندات محمية وموثوقة نسبيًا، ولن تنهار وتفقد قيمتها، كما يتخوّف البعض. وفي التقديرات أيضًا، أن السندات، وفور إصدارها ضمن خطة الحل، ستكون قابلة للتداول في الأسواق، وقد تحافظ منذ اللحظة الأولى على ما نسبته 20 إلى 25 % من سعرها الإسمي. وهذه النسبة يعتبرها خبراء الأسواق المالية جيدة، لأنها ستكون مرشّحة للارتفاع مع مرور الوقت، وكلما توضّح أنها محمية ومضمونة بموجودات مصرف لبنان، ومؤمّن تمويلها عبر السنوات من مصادر ثابتة.

وفي هذا السياق، قام مصرف لبنان بتجهيز دراسات قانونية تسمح بإصدار القوانين الضرورية لتنفيذ الخطة. واستند في هذه الدراسات إلى نماذج من القانون الفرنسي، حيث دعم هذه الدراسات بمراجع قانونية ونماذج فرنسية تُظهر قانونية إصدار التشريعات الاستثنائية في ظروف أزمات عامة وشاملة كما هي حال الأزمة في لبنان. وفي المعطيات أيضًا، أن خطة قانون الفجوة المالية ستُرفع قريبًا إلى مجلس الوزراء، لكي يتسنى للحكومة مناقشتها وإقرارها قبل نهاية العام الجاري، وتحويلها إلى مجلس النواب.

موقف النواب

وردًا على التساؤلات في شأن إمكانية إقرار المجلس النيابي خطة من هذا النوع في الزمن الانتخابي، ستتعرض حتمًا للانتقادات والرفض من قبل أكثر من طرف، وعلى رأسهم المودعون، تعتبر المصادر المواكبة، أن الحكومة قادرة على إقرار الخطة، على اعتبار أن القوى الأساسية تغطي هذا الحل. فاللجنة الثلاثية المكونة من جابر وبساط وسعيد، هي فعليًا تمثل الرؤساء الثلاثة. وبالتالي، ستكون محصّنة سياسيًا، ومضمون تمريرها في مجلس الوزراء، سواء وافقت عليها كل الأطراف الممثلة في الحكومة أم لا. لكن معضلة المجلس النيابي ستبقى قابلة للنقاش، وليس مضمونًا ان تتمكّن القوى السياسية من إقرار الخطة، ولو كانت مقتنعة بجدواها، تحاشيًا للخسائر الشعبية التي قد تتعرض لها، خصوصًا أن نواباً وقوى سياسية ستستغل الظرف لإطلاق النار على الخطة، واتخاذ موقف الدفاع عن الحقوق، والحرص على المحاسبة، وما شابه من تعابير جذابة للجماهير، ولو أنها تضر أكثر مما تنفع. وبذلك، لا توجد ضمانات أن الخطة ستمر في المجلس النيابي قبل الانتخابات المقبلة في أيار 2026. وقد يتم تأجيل بدء تنفيذ الحل إلى النصف الثاني من 2026، مع المجلس النيابي الجديد.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

سقوط خيار التقارب مع إسرائيل للحماية من إيران

المدن/14 أيلول/2025

تتّجه الأنظار إلى قطر والقمة الاسلامية الاستثنائية التي تعقد فيها، في سياق الردّ على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة الدوحة. فعّلت قطر كل الخطوط السياسية والديبلوماسية للوصول إلى موقف حاسم وواضح، يشكل عنصر ضغط على الأميركيين لدفعهم إلى اتخاذ خطوات توقف إسرائيل عند حدودها، وتلزمها بوقف عدوانها المستمر على المنطقة، إضافة إلى وقف الحرب على غزة، وتقديم إطار واضح لحفظ القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. وتنعقد القمة بعد تجليات الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة إلى إضعاف الدول القوية في المنطقة، وتفتيت الدول الضعيفة، أو الإخلال بتوازناتها واستقرارها.

في مراجعة بسيطة وسريعة لمحطات واستحقاقات كثيرة مرّت على المنطقة منذ "الحرب على الإرهاب" ما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، يظهر أن إسرائيل، وربما الولايات المتحدة الأميركية، عملتا على خلق العداوات بين دول المنطقة، أو بين المكوّنات داخل الدولة الواحدة. ومن أبرز تجليات ذلك تداعيات الاجتياح الأميركي للعراق، الذي فتح المجال أمام دخول إيراني، والتعبير بوضوح عن مشروع إيران الذي نظرت إليه الدول العربية، ولا سيما الدول الخليجية، بوصفه مشروعاً تهديدياً لنفوذها ومصالحها، علماً أن إيران لم تتأخر في التعبير عن ذلك عبر المسارات التي انتهجتها، والتصريحات التي أطلقها المسؤولون فيها حول سيطرتهم على أربع عواصم عربية، إضافة إلى إشهار الخصومة التي بلغت حدود العداء ضد دول الخليج، وهو ما كان متّسقاً في سياق سياسي، أخذ بُعداً طائفياً ومذهبياً وعقائدياً. وإذ بقيت الولايات المتحدة الأميركية ترتكز إلى نظرية "توازن الصفائح" في منطقة الشرق الأوسط؛ أي أن تكون المنطقة موزعة بين أربعة مشاريع أو قوىً، كل واحدة منها تمثل صفيحة، وهي إسرائيل، إيران، تركيا والدول العربية، فإنَّ ما جرى في السنوات الماضية هو ضرب لهذه الصفائح، التي يمكن لاختلالها أو اصطدامها بعضها ببعضٍ، أن يؤدّيا إلى زلازل تهزّ أمن المنطقة واستقرارها. لطالما سعت إسرائيل إلى ضرب توازنات هذه الصفائح، وحتى إيران أرادت الإخلال بها عبر التعبير عن مشروعها، الذي أرادت له أن يتمدد ويتوسع في المنطقة، قبل أن تقوض إسرائيل ذلك، وتُوجّه ضربات قاسية إلى المشروع الإيراني ككل، في سبيل تقويض نفوذ طهران. طوال السنوات الماضية، استثمرت إسرائيل في الخلافات العربية- الإيرانية، أو في الصراع بين المشروعين، وحاولت جاهدة إشاحة النظر عن خطورة "المشروع الإسرائيلي" عبر تزكية الصراع العربي- الإيراني. هنا أيضاً وقعت إيران في فخ الطموح إلى التوسع، وبسط النفوذ، والتدخل في شؤون الدول، وأصبح يُنظر إليها بوصفها تهديداً للعرب على نحوٍ عام، وللسُّنّة على نحوٍ خاص، فأخذ الصراع بُعداً مذهبياً وطائفياً، ليتقدم الصراع الإيراني- العربي على الصراع العربي- الإسرائيلي.

هذه الرؤية المرتبطة بالمشروع الأوسع إسرائيلياً وأميركياً للمنطقة، دفعت إيران إلى توسيع نفوذها في المنطقة وتعزيزه، وهذا ما غرس فكرة الخلاص العربي، التي يفترض أن تكون مرتبطة بالعلاقة مع إسرائيل. هنا حدث التحول الكبير في اعتبار أنّ العلاقة مع إسرائيل يجب أن تكون طبيعية، ما دام يمكن الالتقاء معها على مواجهة إيران. وقد تعزز ذلك مع استمرار التوغل الإيراني في المنطقة، وصولاً إلى الضربات التي وجهتها طهران إلى قلب الخليج عبر حلفائها، وما تجلى في استهداف "أرامكو". لكنَّ الأسوأ أنه على الرغم من هذه الضربة، ومن العلاقة التحالفية بين دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية، فالإدارة الأميركية حينها برئاسة دونالد ترامب رفضت التدخل للدفاع عن السعودية أو لمساعدتها، في حين وضعت السعودية شروطاً جديدة تتصل بالعلاقة مع أميركا، وهو ما يتعلّق بإبرام اتفاقيات دفاعية استراتيجية، فربط الأميركيون ذلك بالوصول إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، أو الدخول في مسار الاتفاقات الإبراهيمية. وهو ما اشترطت الرياض في مقابله الاعتراف بدولة فلسطينية، لا تريدها إسرائيل حتماً، ولا تسمح بقيامها، وتمارس كل أنواع المجازر لإجهاضها. عملياً، سقطت كل النظرية أو السردية التي جرى تقديمها، بأن الدفاع عن المنطقة العربية ومشروعها في مواجهة المشروع الإيراني يمر عبر العلاقة مع إسرائيل. كما سقطت نظرية اعتبار أن الاتفاقيات السياسية والأمنية مع إسرائيل يمكنها أن توفر الحماية للدول العربية. جلّ ما كان يحصل هو أن اندفاع إيران الجَموح لبسط النفوذ في المنطقة استخدمته تل أبيب وواشنطن في سياق إبقاء طهران فزّاعة لتخويف العرب، ودفعهم إلى تبني كل السياسة التي ترسمها واشنطن، وتتلاءم مع المصلحة الإسرائيلية. ذلك أصبح معروفاً، في حين أنَّ الأساس يبقى في ما هو غير معروف حتى الآن، ويرتبط بكيفية مواجهة هذه الحرب الإسرائيلية التي يمكن أن تكون قائمة على فكرة التكامل الإقليمي، والانتقال منه للدخول في مسار التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، لدفعها إلى الضغط على إسرائيل، واتخاذ موقف واضح لوقف الحرب، وفرض حل للقضية الفلسطينية.

 

بيان قمة الدوحة: العدوان الإسرائيلي خرق للسيادة وتهديد للأمن الإقليمي

المركزية/14 أيلول/2025

ندد مشروع البيان الصادر عن القمة العربية – الإسلامية في الدوحة، اليوم الأحد، الهجوم الإسرائيلي الذي وصفه بـ”الجبان وغير الشرعي” والذي استهدف العاصمة الدوحة. معتبرة أنه يشكل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر وتهديدا للسلم والأمن الإقليميين.

وجاء في مشروع البيان: “عقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، قطر، يوم الاثنين، 15 أيلول 2025، تلبية لدعوة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لبحث العدوان الإسرائيلي على دولة قطر”. وقد صدر عن القمة مشروع بيان يبرز النقاط الرئيسية التالية:

* إدانة قاطعة للهجوم الإسرائيلي “الجبان وغير الشرعي” الذي وقع في 9 أيلول 2025 على حي سكني في الدوحة، والذي ضم مقار سكنية للوفود التفاوضية، بالإضافة إلى مدارس وحضانات وبعثات دبلوماسية. وقد أدى الهجوم إلى استشهاد مواطن قطري وسقوط عدد من الضحايا المدنيين.

* التأكيد على أن الهجوم يمثل عدوانا صارخا على دولة عربية وإسلامية، وانتهاكا لسيادة دولة قطر، وتهديدا خطيرا للسلم والأمن الإقليميين.

* يعد هذا الهجوم على موقع محايد للوساطة اعتداء على الجهود الدبلوماسية لاستعادة السلام، وتتحمل إسرائيل كامل تبعاته.

التضامن والدعم لدولة قطر

* التأكيد على التضامن المطلق مع دولة قطر، واعتبار الهجوم عليها عدوانا على كل الدول العربية والإسلامية.

* الوقوف صفا واحدا إلى جانب قطر في كل ما تتخذه من خطوات وتدابير للرد على هذا العدوان الغادر.

* الإشادة بالموقف “الحضاري والحكيم” لدولة قطر في تعاملها مع هذا العدوان، والتزامها بأحكام القانون الدولي.

عقد كبار الدبلوماسيين من الدول العربية والإسلامية، يوم الأحد، اجتماعا في قطر قبيل قمة طارئة دُعي إليها لبحث الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة من حركة حماس في الدوحة في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

وأكد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية  أن أمن قطر هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والإسلامي كما شددوا على وحدة الصف في مواجهة الإعتداءت.

واعتبر  الوزراء خلال الاجتماع التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، أن "الإعتداء الإسرائيلي على دولة قطر يمثل خرقا للقانون الدولي وتصعيدا يهدد الأمن والإستقرار العربي والإقليمي والدولي، وهو مؤشر يستهدف ضرب الأمن العربي والإسلامي المشترك وزعزعة إستقرار المنطقة".

وفي وقت سابق من الأحد، انطلقت أعمال الاجتماع، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي على قطر.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية إن انعقاد القمة يعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع الدوحة، ويؤكد رفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.

وقال المتحدث ماجد بن محمد الأنصاري إن هذه القمة الطارئة "ستناقش مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر قدمه الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية الذي سينعقد الأحد".

وأكد الأنصاري في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن انعقاد القمة "يعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل".

وأكدت إيران مشاركة رئيسها مسعود بزشكيان في القمة، والعراق مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وقالت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيزور الدوحة الاثنين، من دون مزيد من التفاصيل.

 وأسفرت غارات إسرائيل التي استهدفت الثلاثاء قادة حركة حماس في العاصمة القطرية عن مقتل 5 من عناصر الحركة وأحد أفراد قوات الأمن القطرية. وقد لقي الهجوم إدانة دولية واسعة النطاق، لا سيما من دول الخليج حليفة الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل.

وتتوسط قطر في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.

وقال أندرياس كريغ من كلية كينغز كوليدج في لندن إن الغارات الإسرائيلية "تُعتبر في جميع أنحاء الخليج انتهاكا غير مسبوق للسيادة واعتداءً على الدبلوماسية نفسها. ومن خلال استضافة هذه القمة، تُشير الدوحة إلى أن مثل هذا العدوان لا يمكن أن يمر بصفته أمرا طبيعيا". وأضاف أن "الهدف هو رسم خطوط حمراء واضحة وإنهاء الانطباع بأن إسرائيل يمكن أن تتصرف من دون عقاب"، مُشيرا إلى أنه يتوقع أن تتبنى القمة "موقفا أكثر حزمًا تجاه فلسطين وأكثر صرامة تجاه ممارسات إسرائيل".

 

بيان قمة الدوحة يعيد التركيز على قيام الدولة الفلسطينية… ولا إجراءات عقابية

تضامن مطلق مع الإجراءات القطرية… وتنديد واسع بـ«العدوان»

الدوحة: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

ذكرت مصادر مطلعة أن مسودة البيان الختامي الذي يناقشه قادة الدول العربية والإسلامية في اجتماعهم الاستثنائي بالدوحة، توجه إدانة صارمة للاعتداءات الإسرائيلية على قطر الثلاثاء الماضي، لكنها لا تتضمن إجراءات عقابية ضد تل أبيب. وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية، في كلمته باجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، أن ما فعلته إسرائيل ضد الأراضي القطرية يمثل «سابقة خطيرة» يتعين على الدول العربية والإسلامية التعامل معها، مضيفاً أن «تصرفات الحكومة الإسرائيلية تمثّل رسالة مفتوحة؛ مضمونها أنه ليست لدى إسرائيل خطوط حمراء تضبط سلوكها، وأنها ماضية في زعزعة استقرار أي دولة بالعالم، وتقويض أي جهود دبلوماسية تتعارض مع أجندتها». وقال آل ثاني: «يجب علينا عدم السكوت والتهاون مع هذا السلوك البربري واتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة على مختلف الأصعدة، لمنع مزيد من التمادي الذي إن تركناه لن يقف عند حد». وأكد أن «دولة قطر لن تتهاون مع أي اختراق لسيادتها أو تهديد لأمنها الوطني»، وستواجه أي تهديد لأراضيها بما يتوافق مع القانون الدولي. لكنّ مصادر مطلعة قالت إن مسودة البيان الختامي للقمة العربية - الإسلامية الطارئة التي تنعقد الاثنين، تؤكد تضامن الدول المجتمعة المطلق مع قطر، وإدانتها الهجوم الذي استهدف حياً سكنياً في أراضيها، واعتباره عدواناً صارخاً وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي. كما يشدد البيان على أن الاعتداءات الإسرائيلية تشكل تصعيداً يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، كما يمثل الاعتداء هجوماً على جميع الدول العربية والإسلامية. ويؤكد البيان مجدداً دعم هذه الدول المطلق لكل التدابير التي تتخذها الدوحة للدفاع عن سيادتها وأمنها، مع التنبيه إلى أن الهجوم الإسرائيلي يستهدف تقويض جهود الوساطة التي تضطلع بها قطر لإنهاء الحرب على غزة وإطلاق سراح الأسرى، مع تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن إفشال المساعي الدبلوماسية للسلام. وفي شأن القضية الفلسطينية والحرب في غزة، يحذر البيان المتوقع إقراره الاثنين، من محاولات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد في المنطقة أو تهجير الفلسطينيين، معتبراً ذلك جرائم حرب وتطهيراً عرقياً. ويدعو البيان المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف العدوان، مع التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية، والإشادة بدور قطر ومصر والولايات المتحدة في جهود الوساطة، والجهود التي تبذلها السعودية وفرنسا لإقرار «حل الدولتين»، مع التنويه بـ«إعلان نيويورك» الداعم لحل الدولتين. وبدا من كلمة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، في اجتماع وزراء الخارجية، الأحد، أن الدوحة تعمل على صياغة ردّ «واقعي» يستهدف إدانة العدوان على أراضيها، والضغط على المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على وقف حربها ضد قطاع غزّة، ودعم إقامة دولة فلسطينية. وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن بلاده ستواصل لعب دور الوساطة مع مصر والولايات المتحدة، للوصول إلى وقف للحرب في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى والرهائن. وقال إن «الممارسات الإسرائيلية لن تثنينا عن مواصلة الجهود المخلصة مع مصر والولايات المتحدة لوقف هذه الحرب الظالمة».

 

قمة الدوحة الاستثنائية تبحث الردّ على عدوان إسرائيل... وقطر تريده «ملموساً» ...توقعات بموقف ضاغط لوقف الحرب وقيام دولة فلسطينية

الدوحة: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

يبحث قادة عرب ومسلمون في الدوحة، الاثنين، سبل الردّ الجماعي على العدوان الإسرائيلي على الأراضي القطرية، الثلاثاء الماضي، وذلك ضمن أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي تستضيفها قطر. وشهدت الدوحة، الأحد، اجتماعاً تحضيرياً لوزراء خارجية وممثلين من 57 دولة عربية وإسلامية، حيث ناقش الاجتماع مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، والذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة «حماس» بالدوحة. وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن القمة العربية الإسلامية الطارئة ستعكس تضامناً عربياً إسلامياً ضد العدوان الإسرائيلي. وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية، في كلمته في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، تمهيداً لقمة استثنائية تُعْقد في الدوحة، الاثنين، إن «دولة قطر لن تتهاون مع أي اختراق لسيادتها أو تهديد لأمنها الوطني»، وستواجه أي تهديد لأراضيها بما يتوافق مع القانون الدولي. وأكد أن ما فعلته إسرائيل ضد الأراضي القطرية يمثل «سابقة خطيرة» يتعين على الدول العربية والإسلامية التعامل معها. وأضاف أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية تمثل «رسالة مفتوحة مضمونها أنه ليس لدى إسرائيل خطوط حمراء تضبط سلوكها، وأنها ماضية في زعزعة استقرار أي دولة في العالم، وتقويض أي جهود دبلوماسية تتعارض مع أجندتها». وقال آل ثاني: «يجب علينا عدم السكوت والتهاون مع هذا السلوك البربري واتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة على مختلف الأصعدة لمنع مزيد من التمادي الذي إن تركناه فلن يقف عند حد».لكنه أكد استمرار قطر في لعب دور الوساطة للوصول إلى وقف للحرب في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى والرهائن. وقال إن الممارسات الإسرائيلية لن تثنينا عن مواصلة الجهود المخلصة مع مصر والولايات المتحدة لوقف هذه الحرب الظالمة. وبدا من كلمة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، أن الدوحة تعمل على صياغة ردّ «واقعي» يستهدف إدانة العدوان على أراضيها، والضغط على المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على وقف حربها ضد قطاع غزّة، ودعم إقامة دولة فلسطينية. ومن المتوقع أن تشهد القمة العربية الإسلامية الطارئة حضوراً بارزاً من قادة الدول العربية والإسلامية، لإظهار التضامن مع قطر التي تعرضت أراضيها لهجوم وصفته الدوحة بـ«الغادر» من الطيران الحربي الإسرائيلي، وتسعى الدوحة لبلورة موقف عربي وإسلامي موحَّد لإدانة هذا الهجوم. وشارك في اجتماع وزراء الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، ووزراء خارجية دول خليجية وعربية، وقالت وكالة الأنباء القطرية إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وصل الدوحة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية. وأكد ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطري أن هذه القمة الطارئة «ستناقش مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر» الذي سيقدمه الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية. وأكد الأنصاري أن انعقاد القمة «يعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة (حماس)، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل». وأسفرت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت، الثلاثاء، قادة حركة «حماس» في العاصمة القطرية، عن مقتل 5 من عناصر الحركة وأحد أفراد قوات الأمن القطرية. كما شدد على أن انعقاد القمة في هذا التوقيت يعكس التضامن العربي والإسلامي مع قطر في مواجهة «العدوان الإسرائيلي الجبان» الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة «حماس»، مؤكداً رفض الدول المشاركة لـ«إرهاب الدولة» الذي تمارسه إسرائيل.

وتأتي القمة في ظل التطورات المتسارعة بالمنطقة والدعوات لتوحيد الموقف العربي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، وذلك بعد أيام قليلة على الغارة التي شنتها إسرائيل على مجمع في الدوحة، كان يضم قادة من حركة «حماس» اجتمعوا لمناقشة مقترح أميركي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى.

وفي حين وصل عدد من قادة الدول العربية والإسلامية إلى الدوحة لإظهار التضامن معها، أكدت إيران مشاركة رئيسها مسعود بزشكيان في القمة، الاثنين، كما أكد العراق مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. ووصل إلى قطر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للمشاركة في القمة، وقالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان سيزور الدوحة، الاثنين، من دون مزيد من التفاصيل. يُذْكر أن هذه هي ثاني قمة عربية - إسلامية مشتركة يتم عقدها، بعد القمة العربية الإسلامية التي استضافتها الرياض في السعودية في 2023. ومنذ تأسيس الجامعة العربية، شهدت انعقاد 50 قمة عربية، بينها 34 قمة عادية، و16 قمة طارئة، بينها 3 قمم عُقدت في قطر.

تنديد دولي

وفي حين نددت معظم دول العالم بالاعتداء الإسرائيلي على قطر، تحظى الدوحة بتأييد دولي واسع النطاق، وأعلنت دول الخليج وعلى رأسها السعودية تضامنها مع قطر. وأكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في اتصال هاتفي مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن بلاده تضع كل إمكاناتها لمساندة دولة قطر، وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها، والمحافظة على سيادتها. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لأمير قطر تضامنه مع الدوحة، واستياءه من الهجوم على أراضيها. ويوم الجمعة، التقى ترمب، في نيويورك، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الذي التقى أيضاً نائب الرئيس، جي دي فانس، ووزير الخارجية، ماركو روبيو، والمبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وفريق الأمن القومي الأميركي، حيث أكدت واشنطن أن قطر حليف استراتيجي موثوق به للولايات المتحدة. ونقلت تقارير إعلامية عن «مصدر مطَّلع على الاجتماع» أنه جرى «البحث في دور قطر كوسيط في المنطقة والتعاون الدفاعي»، بعد الاعتداء الإسرائيلي على قطر الذي استهدف مقراً للجناح السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية. وخلال اجتماعه مع نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية الأميركي؛ أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن الدوحة «ستتخذ الإجراءات كافة لحماية أمنها، والمحافظة على سيادتها تجاه الهجوم الإسرائيلي السافر». كما شدد على أن دولة قطر حليف استراتيجي موثوق به للولايات المتحدة. من جهته، أعرب نائب الرئيس الأميركي عن «التضامن» مع قطر التي وصفها بـ«الحليف الموثوق به».

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن الاجتماع استعرض «العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين دولة قطر والولايات المتحدة وسبل دعمها وتطويرها»، إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة. ورداً على أنباء نقلتها وكالة «أكسيوس» وذكرت فيها أن قطر تراجع شراكتها الأمنية والدفاعية مع الولايات المتحدة الأميركية، قال بيان قطري نشره مكتب الإعلام الدولي، إن العلاقات الأمنية والدفاعية بين قطر والولايات المتحدة «أقوى من أي وقت مضى»، نافية الأنباء حول عزم الدوحة «إعادة تقييم» العلاقات الأمنية مع واشنطن. ووصفت قطر هذه الأنباء بأنها «محاولة بائسة للإضرار بالعلاقة الوثيقة بين قطر والولايات المتحدة الأميركية من قِبل أولئك الذين يسعون إلى تحقيق مكاسب عبر انتشار الفوضى في المنطقة، ويقفون ضد إحلال السلام»، وفقاً للبيان. وتابعت الدوحة بيانها بالقول: «إن الشراكة الأمنية والدفاعية بين قطر والولايات المتحدة الأميركية أقوى من أي وقت مضى، وستستمر في النمو». وشارك رئيس وزراء قطر، الخميس، في جلسة مجلس الأمن الدولي، حيث ندد مجلس الأمن الدولي بالهجوم على العاصمة القطرية الدوحة، لكنه لم يذكر إسرائيل في البيان الذي وافقت عليه كل الدول الأعضاء البالغ عددها 15 ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية. وجاء في البيان الذي صاغته بريطانيا وفرنسا أن «أعضاء المجلس شددوا على أهمية خفض التصعيد، وعبَّروا عن تضامنهم مع قطر، وأكدوا دعمهم سيادة قطر وسلامة أراضيها». وأضاف مجلس الأمن: «أكد الأعضاء ضرورة أن يظل إطلاق سراح الرهائن بما فيهم جثث القتلى، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة، أولويتنا القصوى». كما أبدى أعضاء مجلس الأمن «أسفهم العميق إزاء فقدان حياة مدنيين في الهجوم» الإسرائيلي على الدوحة. و«البيان الصحافي» الصادر عن مجلس الأمن هو إعلان قصير غير ملزم يصدره رئيس مجلس الأمن أو أحد أعضائه، لتوضيح موقف المجلس من مسألة معينة أو للتعليق على أحداث طارئة. ولا يحمل هذا البيان قوة قانونية مثل «القرارات» أو «البيانات الرئاسية».

 

«الوزاري العربي - الإسلامي» يناقش مشروع بيان القمة الطارئة في الدوحة

رئيس وزراء قطر: الممارسات الإسرائيلية لن توقف جهود الوساطة

الدوحة/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

ناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في الدوحة، الأحد، تحضيرات «القمة الطارئة» التي تستضيفها العاصمة القطرية، يوم الاثنين. وناقش الاجتماع مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، يوم الثلاثاء الماضي، الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة «حماس» في الدوحة؛ تمهيداً لعرضه على القادة في القمة العربية - الإسلامية الطارئة. وعدَّ الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الاعتداء على سيادة دولة قطر خرقاً صريحاً للمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية والأخلاقية، مؤكداً أن العدوان الإسرائيلي البربري لن يؤدي إلا لإجهاض مسار التفاوض، ويجب عدم السكوت والتهاون أمامه. وأضاف خلال كلمته في الاجتماع، أن تمادي إسرائيل بانتهاك القانون الدولي تجلى في الهجوم الهمجي على الدوحة، وما يشجعها على الاستمرار بنهجها عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها، مشدداً على أن ممارساتها «لن تثنينا عن مواصلة جهودنا مع مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب» في غزة. وأكد رئيس الوزراء القطري أن المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وحان الوقت لتوقف المجتمع الدولي عن الكيل بمعايير مزدوجة، مثمناً الإجماع الدولي في مجلس الأمن على إدانة إسرائيل ودعم بلاده.

من جانبه، نوَّه أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، بأن العدوان الإسرائيلي على قطر جمع بين الجبن والغدر والحماقة، مؤكداً أن التخاذل والصمت الدولي المشين على جرائم الاحتلال يشجعانه على مزيد من الجرائم، وعلينا جميعاً التركيز على وقف الآلة الإجرامية الإسرائيلية عن الحرب المشينة. بدوره، أعرب حسين طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، عن التضامن مع قطر بعد الانتهاك الإسرائيلي الإجرامي، مشدداً على وجوب اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إسرائيل بسبب عدوانها، وجميعنا مقتنعون بضرورة تعزيز التعاون العربي الإسلامي معها». يأتي ذلك بينما تتواصل الاتصالات بين وزراء خارجية الدول المشاركين في القمة لتنسيق المواقف بشأن المستجدات الإقليمية والدولية قبل بدء الاجتماعات الرسمية. وأسفرت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت، الثلاثاء، قادة «حماس» في الدوحة، عن مقتل 5 من عناصر الحركة، وأحد أفراد قوات الأمن القطرية.

 

قطر: العدوان الإسرائيلي «رسالة مفتوحة»... وعلى العالم الردّ عليها

وزير الخارجية: استهداف الدوحة «إرهاب دولة»... ومستمرون في جهود الوساطة

الدوحة: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

أكدت قطر أنها لن تتهاون مع أي اختراق لسيادتها أو أمنها الوطني، ودعت الدول العربية والإسلامية إلى ردّ فوري وحاسم على الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها الثلاثاء الماضي، مؤكدة أن تلك الاعتداءات استهدفت جميع هذه الدول. وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، في كلمته في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، تمهيداً لقمة استثنائية تُعقد في الدوحة الاثنين، إن «دولة قطر لن تتهاون مع أي اختراق لسيادتها أو تهديد لأمنها الوطني»، وإنها ستواجه أي تهديد لأراضيها بما يتوافق مع القانون الدولي. لكنه أكد استمرار قطر في لعب دور الوساطة للوصول إلى وقف للحرب في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى والرهائن. وقال إن «الممارسات الإسرائيلية لن تثنينا عن مواصلة الجهود المخلصة مع مصر والولايات المتحدة لوقف هذه الحرب الظالمة». وأكد أن ما فعلته إسرائيل ضد الأراضي القطرية يمثل «سابقة خطيرة» يتعين على الدول العربية والإسلامية التعامل معها. وأضاف أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية تمثل «رسالة مفتوحة مضمونها أنه ليس لدى إسرائيل خطوط حمراء تضبط سلوكها، وأنها ماضية في زعزعة استقرار أي دولة في العالم، وتقويض أي جهود دبلوماسية تتعارض مع أجندتها». وأكد: «يجب علينا عدم السكوت والتهاون مع هذا السلوك البربري، واتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة على مختلف الأصعدة لمنع المزيد من التمادي الذي إن تركناه فلن يقف عند حد». وقال: «لقد حان الوقت لتوقف المجتمع الدولي عن الكيل بمكيالين وانتهاج المعايير المزدوجة، (وعليه) معاقبة إسرائيل على جميع الجرائم التي ارتكبتها». وأضاف وزير الخارجية القطري: «يجب أن تعلم إسرائيل أن حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتستهدف نزعه من أرضه وتهجيره قسراً من وطنه، لن تفلح مهما رددت من مزاعم لتبريرها». ووصف الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي القطرية بأنه «يعبّر عن غطرسة وتهور» لانتهاك سيادة دولة عضو بالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ووسيط في عملية السلام في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذا الاعتداء «يشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الإقليمي، ويقوض أي جهود للتهدئة في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية على حيّ سكني في قلب الدوحة، تمثل «إرهاب دولة» ونهجاً تتبعه «الحكومة الإسرائيلية المتطرفة»، وتستهدف أمن المنطقة بأسرها في تحدٍّ سافر للشرعية الدولية. وأوضح أن «العدوان الإسرائيلي المتهور والغادر» وقع أثناء استضافة قطر مباحثات وساطية رسمية وعلنية، وبعلم الجانب الإسرائيلي نفسه، بهدف وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى والرهائن. وأضاف: «بدلاً من أن تقدر إسرائيل جهود قطر ورعايتها لهذه المفاوضات قامت بقصف جوي لمقرّ سكني يوجد فيه أعضاء الفريق التفاوضي لحركة (حماس)؛ ما يؤكد أن ما جرى لا يمثل استهدافاً لموقع، بل اعتداء على مبدأ الوساطة، وعلى كل ما تمثله الدبلوماسية من بدائل عن الحرب والدمار». وقال إن «هذا العدوان لن يؤدي إلا إلى إجهاض محاولات التهدئة، ويؤكد نيات الحكومة الإسرائيلية برفض المسارات السلمية لإنهاء القضية الفلسطينية، والاستمرار في تحدي الإرادة الدولية، وهو ما يتضح من تصريحات القادة الإسرائيليين المتكررة بشأن ضم الضفة الغربية، وأوهام (إسرائيل الكبرى). وإن ما يشجع إسرائيل على هذا النهج هو صمت - بل بالأحرى عجز - المجتمع الدولي عن محاسبتها، وعدم وجود عواقب لأي جريمة ترتكبها».

 

إسرائيل تُكثف استهداف مراكز الإيواء بغزة وتتوسع في استخدام قواتها الخاصة

روبيو يستهل زيارته «الداعمة» بالصلاة عند «حائط البراق»

غزة/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

وسَّعت القوات الإسرائيلية من استهداف مراكز الإيواء في مدينة غزة، الأحد، بهدف إجبار أهالي المدينة على النزوح لجنوب القطاع، في إطار مخطط يهدف لاحتلال المدينة؛ تزامناً مع وصول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل في زيارة تحمل في طياتها «رسالة دعم». وقال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية دمرت ما لا يقل عن 30 مبنى سكنياً في مدينة غزة، وأجبرت الآلاف على النزوح من ديارهم. وعلى مدى الأيام الأربعة الأخيرة، قصفت القوات أكثر من 6 مراكز إيواء، منها 4 مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وجميعها تقع في مناطق غرب مدينة غزة، التي تعدُّ الأكثر اكتظاظاً بالسكان والنازحين. وقصفت القوات الإسرائيلية، ظُهر الأحد، مباني داخل الجامعة الإسلامية بغرب المدينة، التي تضم آلاف النازحين، غالبيتهم من سكان مناطق شمال قطاع غزة. وفعلياً، أجبر القصف غالبية سكان مراكز الإيواء على إخلائها بعد تدميرها تدميراً شبه كامل، وقرر عدد كبير منهم النزوح جنوباً، فيما اضطرت بعض العوائل التي لم تجد مكاناً لها إلى إزالة آثار بعض الدمار الجزئي في مركز الإيواء، ونصب خيام مؤقتة صغيرة للعيش فيها، بعد أن احترقت خيامهم الكبيرة أو تضررت خيامهم الكبيرة نتيجة القصف.

تحالف «صلب وقوي»

تأتي زيارة روبيو وسط ضغوط دولية على إسرائيل على خلفية تصعيد عملياتها العسكرية، وقبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تعتزم دول غربية عدة الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة تندد بها إسرائيل وواشنطن. وعقب لقائهما، توجه روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى «حائط البراق» (المبكى) في القدس الشرقية، حيث اعتمر وزير الخارجية الأميركي القلنسوة اليهودية. ووصف نتنياهو الوزير الأميركي بأنه «صديق استثنائي لإسرائيل»، مشدداً على أن زيارته تؤكد «قوة التحالف الإسرائيلي - الأميركي». وأضاف أن هذا التحالف «صلب وقوي مثل حجارة (حائط المبكى) التي لمسناها للتو». ويعقد روبيو لقاءاته السياسية الرئيسية، الاثنين، ومن بينها اجتماع مع نتنياهو. وذكر روبيو أن واشنطن تريد مناقشة كيفية تحرير 48 رهينة، يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة، لا تزال تحتجزهم «حماس» في غزة وإعادة إعمار القطاع الساحلي. وقال قبل أن يتوجه إلى إسرائيل التي سيبقى بها حتى يوم الثلاثاء: «ما حدث قد حدث... سوف نلتقي بهم (القيادة الإسرائيلية). سنتحدث عما يخبئه المستقبل».

نزوح تحت نيران القصف

كان استهداف الأبراج والبنايات السكنية في مناطق غرب مدينة غزة والخيام المنصوبة في محيطها هو أبرز ما قصفته القوات الإسرائيلية في الأيام الماضية بهدف الضغط على الأهالي للخروج جنوباً. بالفعل تصاعدت موجات النزوح، وبلغت ذروتها منذ يوم الجمعة، وتضاعفت أعداد النازحين حتى تجاوزت 280 ألف نسمة. وشهد شارع الرشيد الساحلي من جنوب مدينة غزة وصولاً إلى أطراف وسط القطاع ازدحاماً شديداً بفعل أعداد النازحين، حيث تحتاج كل مركبة من أربع إلى 6 ساعات على الأقل من أجل قطع مسافة 1.5 كيلومتر. وتواصلت الغارات الجوية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أدى منذ ساعات الفجر وحتى ما بعد ظهيرة الأحد إلى مقتل 52 فلسطينياً، منهم 33 بمدينة غزة وحدها. وقصفت طائرة مسيَّرة خيمة لنازحين غادروا مدينة غزة ووصلوا دير البلح وسط القطاع للمكوث فيها، ما أدى لمقتل أربعة من سكانها.وذكرت وزارة الصحة بغزة أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة، من ظهيرة السبت إلى الأحد، 68 قتيلاً و346 مصاباً، ما أدى إلى ارتفاع إجمالي عدد الضحايا إلى 64871 قتيلاً و164610 إصابات منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. فيما قُتل 10 غزيين وأصيب 8 من منتظري المساعدات، ليرتفع إجمالي ضحايا المساعدات ممن وصلوا المستشفيات إلى 2494 قتيلاً وأكثر من 18135 مصاباً منذ سماح إسرائيل باستئناف دخول مواد الإغاثة في نهاية مايو (أيار) الماضي. وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، حالتي وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد إلى 422، من بينهم 145 طفلاً.

على الصعيد الميداني

ميدانياً، كثفت القوات الإسرائيلية العربات العسكرية المفخخة في شمال وجنوب مدينة غزة لتفجير أكبر قدر ممكن من المنازل والمباني السكنية. كما زاد تحليق الطائرات المسيرة «الكوادكابتر» التي تلقي الصناديق المتفجرة والقنابل الحارقة وغيرها. وفي الأيام الماضية توسعت إسرائيل في استخدام هذه المسيّرات لحماية قوات خاصة تتحرك على الأرض بهدف أسر نشطاء من الفصائل المسلحة، وتم اختطاف ثلاثة على الأقل منهم في غرب مدينة غزة في غضون بضعة أيام، وآخر في دير البلح وسط القطاع. ووفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن بعض المختطفين كانوا يقومون بمهام تتعلق بتأمين حياة محتجزين إسرائيليين. وأشارت إلى أن هذا دفع الأجنحة العسكرية لفصائل فلسطينية لاتخاذ إجراءات أمنية تتعلق بالآسرين وبالرهائن. وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية تتحرك وسط عناصر مسلحة تتبع لما يعرف بـ«القوات الشعبية» التي يقودها ياسر أبو شباب، في شرق رفح بالأخص، وتوسع نشاطها ليشمل مناطق أخرى من القطاع. وفجر الأحد، أطلق مسلحون مجهولو الهوية النار من مركبات رباعية الدفع تجاه منازل وممتلكات فلسطينيين في منطقة حي النصر، غرب مدينة غزة، كما وصل مسلحون بمركبة وأطلقوا النار تجاه عيادة «مجمع الشفاء الطبي» المدمر، وسط تحليق للطائرات المسيرة التي ألقت قنابل نارية ومتفجرة على محيط المكان وعلى مركبة أمام العيادة ما تسبب باحتراقها بالكامل. وقال الشهود إنه يبدو أن الهدف هو التكثيف من إرهاب السكان لدفعهم للنزوح.

نسف الأبراج

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الأحد، هدم برجين في مدينة غزة، مبرراً ذلك بأن مسلحي «حماس» قاموا بتركيب معدات لجمع المعلومات الاستخبارية في هذين المبنيين، وأقاموا نقاط مراقبة لرصد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال إنه إضافة إلى ذلك، كان المسلحون يستعدون لشن هجوم ضد القوات في محيط أحد المبنيين اللذين تعرضا للهجوم. وكشف أدرعي عن مقتل ما لا يقل عن 11 من عناصر حركة «حماس» داخل أنفاق تابعة للحركة في عملية نُفذت مؤخراً في بيت حانون بأقصى شمال قطاع غزة، في عملية مشتركة دقيقة للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك).

كان الجيش الإسرائيلي قد دمر في وقت سابق، الأحد، «برج الكوثر السكني» في الجهة الغربية من مدينة غزة بعد قصف جوي مباشر، وفق ما أفاد به شهود عيان ومصادر محلية. وقال سكان من المنطقة إن الطائرات الحربية استهدفت المبنى بعد تحذيرات عاجلة أُرسلت للسكان لإخلاء المنطقة؛ ما أدى إلى انهياره بالكامل وتصاعد أعمدة من الدخان الكثيف في المكان. وحسب الشهود، كان البرج يضم عشرات الشقق السكنية، بينما كانت عائلات عديدة تقيم داخله أو في الملاجئ القريبة، وأكد سكانٌ أن عملية الإخلاء تمت في غضون دقائق وسط حالة من الفوضى والذعر. واتهم المكتب الإعلامي الحكومي، الذي تديره حركة «حماس» في غزة، إسرائيل، بـ«انتهاج سياسة الهدم الواسع بحق الأبراج السكنية»، مؤكداً أن عمليات القصف الأخيرة تسببت في نزوح آلاف العائلات نحو الجنوب خلال الأيام الماضية.

 

احتجاجات عائلات المحتجزين الإسرائيليين تتصاعد ...توجهت إلى المسؤولين في الدوحة تطلب استمرار دور الوساطة

تل أبيب/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

تصاعدت احتجاجات عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة «حماس» ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشكت من أنه يرفض لقاءها وسماع مطالبها بحجة الضغط في جدول مواعيده، وعدم وجود وقت ملائم، وعمّت إسرائيل احتجاجات حاشدة للمطالبة بإنهاء الحرب في غزة واستعادة الرهائن.

وتزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لإسرائيل، الأحد، قالت العائلات في بيان نشرته وسائل الإعلام العبرية إنها طلبت لقاء نتنياهو بمناسبة مرور 700 يوم على احتجاز ذويها ونقلهم إلى غزة، وإنها وجهت طلب اللقاء من خلال غال هيرش، رئيس دائرة المخطوفين والمفقودين في مكتب رئيس الحكومة، فأجابهم بعد مدة بأن نتنياهو لا يستطيع تحديد موعد قريب. واتهمته أُسر الرهائن بالتهرب منها «لأنه لم يعد يستطيع النظر في عيوننا، بعد مرور نحو سنتين على إهماله أولادنا». وأضافت عائلات الأسرى: «أولادنا يفترسهم الأَسْر كل يوم 1000 مرة، ويعدون الوقت بالدقيقة والثانية؛ ونحن نهيم على وجوهنا، ونشعر بأن حكومتنا أهملتنا، ولا نعرف النوم ولا الراحة، ونعاني في كل يوم وكل ساعة، وهو يُشعرنا بأن معه كل الوقت... فإن لم يكن اليوم فغداً، وإن لم يكن غداً فبعد غد. سخرية لا حدود لها». وأضافت: «في إسرائيل فقط يُغلق باب مكتب رئيس الحكومة في وجهنا. نحن نطرق كل الأبواب في العالم فيستقبلوننا بالترحاب، ويحاولون مساعدتنا. أيضاً في قطر».

قلق أكبر ومظاهرات

وانطلقت في أنحاء إسرائيل، مساء السبت، مظاهرات شارك فيها نحو 100 ألف شخص في نحو 80 موقعاً مختلفاً احتجاجاً على سياسة الحكومة، وعرقلتها المفاوضات. وانتشرت الاحتجاجات والمظاهرات في كثير من البلدات والمدن منها القدس المحتلة، وحيفا، وبيت شان، وبئر السبع، بالإضافة إلى كثير من المفارق الرئيسية مثل زخرون يعكوف، وكركور، ونهلال، وتسيماح، وهغوما، وكرميئيل، وروش بينا، والكابري، ونهريا. وكانت المظاهرة المركزية التي دعت إليها عائلات المحتجزين الإسرائيليين قد انطلقت، واختُتمت قبالة مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، تزامناً مع انطلاق احتجاجات بالمدينة وفي بلدات ومفارق رئيسية أخرى. وارتفعت في المظاهرات شعارات تندد بسياسة حكومة نتنياهو، وتطالب بصفقة لتبادل الأسرى، وإنهاء الحرب على غزة فوراً. وعبَّرت عائلات الأسرى عن معارضتها الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة ومحاولة اغتيال قادة حركة «حماس» الذين يتفاوضون للتوصل لتهدئة تتيح الإفراج عن المحتجزين. وأكدت هذه العائلات أن قلقها اليوم بات أكبر كثيراً من ذي قبل، وأنها ترتعد خوفاً على مصير أبنائها بعد قصف الدوحة ومحاولة القضاء على الوفد المفاوض باسم «حماس». وقالت إنها توجهت، بعدما رفض نتنياهو لقاءها، إلى مسؤولين في الدوحة، وطلبت عدم تخلي قطر عن دور الوسيط في المفاوضات. ووفق تقرير نقلته «القناة 12» الإسرائيلية، أبدى المسؤولون القطريون استعداداً لمواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق، إذا أرادت إسرائيل المضي قدماً نحو اتفاق.

«مذبح البقاء السياسي»

وقالت المتحدثة باسم عائلات الأسرى، وهي والدة أسير في غزة: «كنا شاهدين على الفشل الذريع لرئيس الحكومة، حين خاطر بحياة المختطفين، وحاول اغتيال وفد (حماس) التفاوضي، في الوقت الذي كانوا يناقشون فيه صفقة للإفراج عن ابني». وأشارت إلى قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه في كل مرة يحدث فيها هناك تقدُّم في المفاوضات، يقصف نتنياهو أحداً، وأضافت: «لكنه لم يحاول قصف قادة (حماس)، إنما قصف فرصتنا نحن العائلات في استعادة ذوينا». وتابعت المتحدثة قائلة إن نتنياهو «قصف أملنا نحن المواطنين في أن نعيش حياة طبيعية... ولو أنه استمع إلى رئيس (الموساد) ورئيس مجلس الأمن القومي ورئيس الأركان وفريق المفاوضات، لكان قد تجنب هذا الفشل ولم ينسف الصفقة». وأضافت: «نتنياهو ينسف كل ما قد يقود إلى إنهاء الحرب، بما في ذلك المختطفون أنفسهم»، مشيرة إلى أن ابنها «يعاني مرض ضمور العضلات، ويصارع من أجل البقاء على قيد الحياة داخل نفق تحت الأرض، ونتنياهو حاول بالفعل قصفه هناك». ومضت قائلة: «الجنود يُرسَلون إلى القتال على أمل إنقاذ المختطفين، لكن نتنياهو يرسلهم إلى كمائن موت»، ودعت كل الإسرائيليين إلى الانضمام للاحتجاجات. واستطردت: «نتنياهو يضحي بالمختطفين والجنود على مذبح بقائه السياسي. إنه يحكم علينا بحرب أبدية ذات طابع سياسي. اخرجوا معنا إلى الشوارع».

 

الجيش الاسرائيلي يستكمل استعدادت اجتياح غزة

المدن/14 أيلول/2025

أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء بسبب سوء التغذية، الناجم عن سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو عامين، إلى 422 شخصاً، بينهم 145 طفلاً. وقالت الوزارة في بيان إنها سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية، "حالتي وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية".

وفي سياق ذي صلة، أكدت وزارة الصحة وجود نقص شديد بالمحاليل ومستلزمات منقذة للحياة في مستشفيات داخل القطاع الذي تحاصره إسرائيل، وطالبت بتدخل عاجل لإدخالها. واستكمل جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداداته لاحتلال مدينة غزة، واجتياحها في عملية برية واسعة، بحسب ما أفادت تقارير إسرائيلية، مساء الأحد. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة (كان 11)، بأن الجيش "استكمل استعدادات مقاتليه للمرحلة الأصعب من عملية (عربات جدعون 2)، التي ستنطلق قريباً، للاجتياح البري في مدينة غزة، واحتلالها". كما أوردت "القناة 12" أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن 300 ألف من أهالي مدينة غزة، قد نزحوا عنها حتى الآن. وفي الصّدد ذاته، ذكرت القناة أن جيش الاحتلال يكثّف غاراته والهجمات الجوية على المدينة، من أجل إجبار سكان المدينة إلى النزوح عنها قسراً، وتحت القصف. بدوره، طالب مقر عائلات الرهائن الإسرائيليين قبل مشاورات لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، الوزراء "ببذل قصارى جهدكم، لمنع قتل المحتجزين الأحياء، وفقدان القتلى". يأتي ذلك فيما يُجري نتنياهو، مساء اليوم، مشاورات بشأن الرهائن، قبل الاجتياح البري لمدينة غزة، بحسب ما أوردت "كان 11".وشدّد البيان على أن نتنياهو "عازم على شن حرب أبدية لأغراض سياسية، بينما يُعرّض جميع المحتجزين الثمانية والأربعين للخطر، عمداً، وبشكل فوري".وفي سياق متصل، توقف طواف إسبانيا للدرجات الهوائية بعدما اقتحم مئات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين مسار مرحلته النهائية في مدريد، اليوم الأحد، فيما تصدت لهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع. وفي وقت لاحق، أعلن المنظمون توقف المرحلة الحادية والعشرين والأخيرة من طواف إسبانيا نهائيا قبل 56 كيلومتراً من خط الوصول. وقد كان مسار الطواف منذ وصوله إلى الأراضي الإسبانية مسرحاً بشكل شبه يومي في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لتظاهرات مؤيدة للفلسطينيين تستهدف خصوصاً فريق "إسرائيل-بريمير تيك". وقد أثر ذلك كثيراً على تركيز الدراجين الذين سقط بعضهم خلال حوادث فيما اضطر المنظمون إلى تقصير بعض المراحل. ولن تشهد المرحلة الأخيرة تالياً تتويج أي فائز. ويكون متصدر الترتيب العام الدنماركي يوناس فينغيغارد قد فاز بالدورة الثمانين للطواف (لا فويلتا). وتلقى القضية الفلسطينية دعماً شعبياً كبيراً في إسبانيا. وأتت هذه التظاهرات في مرحلة تشهد فيها العلاقات بين حكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز ورئيس الوزراء الإسرائيلي توتراً شديداً خصوصاً بعد إعلان سانشيز قبل فترة قصيرة اتخاذ إجراءات تهدف "إلى وضع حد للإبادة في غزة". وفي وقت سابق الأحد وقبل وقوع حوادث بعد الظهر، أعرب سانشيز عن "إعجابه" بالمتظاهرين داعياً في الوقت ذاته إلى "احترام" الرياضيين.

 

نتنياهو وروبيو يقتحمان حائط البراق ويشددان على متانة العلاقة

المدن/14 أيلول/2025

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن التحالف مع الولايات المتحدة لم يكن يوماً أقوى مما هو عليه حالياً، وذلك خلال أدائه الصلاة رفقة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وفي تصريح لصحافيين عقب اقتحام الحائط الغربي، أو حائط البراق في القدس الشرقية المحتلة، رفقة روبيو والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، قال نتنياهو "إنه (تحالف) قوي وصلب مثل حجارة حائط المبكى التي لمسناها للتو". على غرار نتنياهو، اعتمر روبيو، وهو كاثوليكي متدين، والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، القس البروتستانتي الإنجيلي، القلنسوةَ اليهودية أثناء أداء صلاة صامتة، ولمسوا حائط المبكى.

ثم قاموا بجولة تحت الأرض، لمشاهدة بقايا أجزاء من الهيكل الثاني، الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد، أثناء قمعهم للثورة اليهودية. والتُقطت صور لروبيو ونتنياهو وهاكابي تحت الأرض برفقة زوجاتهم، اللواتي لم يُسمح لهن بالانضمام إلى أزواجهن لدى الصلاة عند حائط المبكى، حيث يُمنع الاختلاط. وقال نتنياهو الذي وصف روبيو بـ"الصديق الاستثنائي" لإسرائيل، إن زيارة وزير الخارجية الاميركي تُظهر مدى "قوة التحالف الإسرائيلي-الأميركي". وأشار إلى أن "التحالف لم يكن يوماً أقوى مما هو عليه الآن" في ظل قيادة الرئيس دونالد ترامب، ووزير خارجيته روبيو، مضيفاً "ونحن نقدّر ذلك بشدة".جاءت تصريحاته برغم أن ترامب وروبيو أعربا عن قلقهما عقب شن إسرائيل الثلاثاء غارات في قطر، الشريك المقرّب للولايات المتحدة،  في ضربات استهدفت الوفد القيادي المفاوض في حركة حماس. وقال روبيو سابقاً إنه سيناقش الهجوم على قطر مع نتنياهو، لكنه أكد أن ذلك لن يزعزع العلاقات بين البلدين. يُعد روبيو أرفع مسؤول أميركي يزور الحائط الغربي منذ زيارة مايك بومبيو، وزير الخارجية في الولاية الرئاسية الأولى لترامب، إلى جانب نتانياهو في العام 2019. وُصفت زيارة بومبيو بأنها زيارة رمزية مهمة؛ إذ حاولت الولايات المتحدة تاريخياً إظهار الحياد بشأن وضع الموقع المقدس الذي يشمل أيضا المسجد الأقصى، وهو من أهم المقدسات لدى العالم الإسلامي. رداً على سؤال بشأن الزيارة، قلّل روبيو لدى مغادرته الولايات المتحدة السبت من أبعادها السياسية، وقال "إنه أحد أهم المواقع الأثرية في العالم". خلال ولايته الرئاسية الأولى، اتّخذ ترامب خطوة تاريخية بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، في قرار ناقض الإجماع الدولي بعدم الاعتراف بالقدس كاملةً عاصمة لإسرائيل. أما سلف روبيو، أنتوني بلينكن، وهو يهودي غير متديّن، فقد زار إسرائيل مراراً بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لكنه لم يذهب إلى حائط المبكى، مفضلاً البقاء في تل أبيب ذات الطابع الأكثر علمانية.

 

الإدارة الذاتية ترد على الشرع: متمسكون باللامركزية

المدن/14 أيلول/2025

اعتبرت الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا أن وصف مطالباتها بالحكم اللامركزي بأنها دعوة للانفصال سيؤدي إلى زيادة انقسام السوريين، مشددةً على أن الحديث عن النسب السكانية في مناطق سيطرتها يهدّد العيش المشترك، وذلك في إشارة مباشرة لتصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلته الأخيرة.

وقالت الإدارة الذاتية في بيان إنها متمسكة بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، وترفض أي مشاريع أو طروحات تمس سلامة أراضيها وتؤدي إلى تقسيمها. وأضافت أن اتفاقية 10 آذار وما تبعها من لقاءات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والرئيس الشرع، كانت "محطة مهمة لإيجاد أرضية مشتركة للحوار البنّاء. وقد تميّزت تلك اللقاءات بأجواء إيجابية عبّرت عن إرادة حقيقية للوصول إلى حلول توافقية". لكنها أكدت أن "هذه الأجواء لم تُترجم حتى الآن إلى خطوات عملية ملموسة على الأرض، وهو ما يطرح تساؤلات مشروعة حول جدية المؤسسات الرسمية في دمشق باغتنام الفرصة التاريخية للحل". كما شددت على أن أي مقاربة واقعية للحل السوري لا يمكن أن تتجاوز القرار الأممي 2254، وأن الحوار الشامل هو السبيل الوحيد لضمان وحدة سوريا وحماية مستقبلها، إلى جانب إشراك كافة المكونات السورية في صياغة الحل. في حين جددت المطالبة بحكم لامركزية ديمقراطي يحترم التعددية. واعتبر البيان أن تجربة الإدارة الذاتية في حكم مناطق شمال شرق سوريا، "أثبتت أنها كانت الأكثر حرصاً على وحدة البلاد وحماية استقرار. وأكد أن وصف مطالباتها بالتشاركية والحكم اللامركزي والدعوات للمصالحة الوطنية على أنها دعوات للانفصال، "هو توصيف يجافي الحقيقة والواقع، ويؤدي عملياً إلى زيادة الانقسام بين السوريين بدلاً من تعزيز وحدتهم". كما حذّر من أن الحديث عن نسب سكانية وفصل مكونات شمال وشرق سوريا عن بعضها "هو نهج خاطئ يهدد أسس العيش المشترك، ويقوّض أي إمكانية لإعادة بناء الثقة بين السوريين". وأكدت الإدارة الذاتية أن جميع اللجان التابعة لها، جاهزة للبدء بأعمالها فور تحديد التوقيت المناسب من الحكومة السورية، لافتةً إلى أنها تعمل على فتح معابر حدودية بين سوريا دول الجوار. وفي مقابلته الأخيرة مع الإخبارية السورية، قال الشرع إن مناطق شمال شرق سوريا يمثل فيها المكون العربي أكثر من 70 في المئة، و"قسد" لا تمثل كل المكون الكردي، مشدداً على أن مصلحة السويداء وشمال شرق سوريا مع دمشق. وأضاف أن اتفاق 10 آذار مع "قسد" وضع له مدة حتى نهاية العام الجاري 2025، مشدداً على أن سوريا "لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة، وهذا قسم أقسمناه أمام الناس، يجب أن نحمي كل التراب السوري وأن تتوحد سوريا".

 

اتفاق إيران والوكالة على عودة المفتشين: ضروري وغير كافٍ

طهران - مجيد مرادي/المدن/14 أيلول/2025

یوم الثلاثاء الماضي، توصل وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، بوساطة من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، في القاهرة، إلى اتفاق يمهد الطريق لعودة مفتشي الوكالة إلى إيران، وتحديد مصير أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة. هذا الاتفاق، الذي وصفه غروسي بأنه خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح، إذا نجح، يستجيب لشرطين من الشروط الثلاثة لأوروبا لعدم تفعيل آلية الزناد، والشرط المتبقي الوحيد هو استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، التي وفقاً لما قاله مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، لم تبدِ أية رغبة في التفاوض مع إيران بعد الحرب الأخيرة التي استمرت 12يوماً بين إسرائيل وإيران، وحتى الوسطاء لم يتمكنوا من التحدث مع الأميركيين في هذا الشأن، أو اقتراح نموذج لعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات. والأسبوع الماضي، خلال لقائه مع مديري وسائل الإعلام الإيرانية، قال روانجي إن الثلاثي الأوروبي هدد إيران مراراً باستخدام آلية الزناد بما هي أداة للضغط. وفي المفاوضات الأخيرة في فيينا، فإضافةً إلى شرط التفاوض مع الولايات المتحدة حول الأنشطة النووية، طرحوا موضوع عودة مفتشي الوكالة إلى إيران، وتحديد مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، لكن إيران ردت بأن هذا الأمر لا علاقة له بأوروبا، ويجب حله في الحوار مع الوكالة.

دافع غروسي

والأسبوع الماضي أيضاً، قال روانجي: "هناك احتمال أن نصل إلى صيغة جديدة مع الوكالة،ولا سيما أن غروسي يسعى لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، ولا يريد حالياً الصدام بشدة مع إيران؛ إنما يريد أن يتمكن من إدارة الملف النووي الإيراني". فقد قال غروسي يوم الاثنين 8 أيلول/ سبتمبر، في الاجتماع الربع سنوي لمجلس محافظي الوكالة، إن المفاوضات بين إيران والوكالة حول استئناف عمليات التفتيش الكاملة في المنشآت النووية للبلاد لا تمتلك الكثير من الوقت، وقد تصل إلى نتيجة في غضون الأيام القليلة المقبلة. وأضاف غروسي: "لا تزال هناك فرصة، ولكن ليست كبيرة. يوجد دائماً وقتٌ كافٍ عندما تكون هناك نية حسنة وشعور بالمسؤولية". وأضاف: "لقد أُحرز تقدم، وآمل أن نتمكن في الأيام المقبلة من تحقيق نتيجة ناجحة، حتى تتمكن الوكالة من استئناف عملها الحيوي والضروري في إيران". بعد هذا الخطاب بيوم، سافر غروسي من فيينا إلى القاهرة، حيث توصل إلى اتفاق مع إيران، الذي يعتبر نجاحاً لغروسي، نظراً للأجواء التي خلقها المحافظون المتشددون في إيران ضد الوكالة، ومعارضة عودة المفتشين، وتأكيدهم ضرورة خروج إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، مما قد ينقل البرنامج النووي الإيراني من الطور المدني إلى العسكري، إلا أن غروسي، بمساعدة وزير الخارجية المصرية، تمكن من جذب عراقجي إلى طاولة المفاوضات، والحصول على موافقة إيران المبدئية على عودة المفتشين.

انقسام في إيران

بالتزامن مع تحذير غروسي في فيينا، الذي دعا إيران إلى استغلال الفرصة المتبقية القليلة، أكد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية السابق، في طهران، أنه لا يرى مخرجاً سوى المفاوضات المباشرة والشاملة مع واشنطن.وقال ظريف في تجمع للأحزاب الإصلاحية الإيرانية: "إذا لم نتخذ إجراءً، سينتهي الاتفاق النووي خلال أسبوعين ويصبح من الماضي." وأضاف: "الطريق الوحيد هو التفاوض المباشر والشامل مع الولايات المتحدة." وألقى ظريف باللائمة على المحافظين الذين يقللون من تداعيات تفعيل آلية الزناد، قائلاً: "أولئك الذين يقولون إن آلية الزناد ليس لها تأثير اقتصادي، لا يدركون أنها ستؤثر مباشرةً على الحياة اليومية للناس".وفي الجانب الآخر، هدد المحافظون المتشددون، وبوجهٍ خاص ممثلي هذا التيار في البرلمان، بعد علمهم بسفر وزير الخارجية إلى مصر، عراقجي بالعقاب إذا انتهك قرار البرلمان.

التداعيات المتوقعة للاتفاق

بناء على كلام غروسي الذي قال: "مع إجراءات ملموسة في مجال التفتيش، يُمهَّد الطريق للمشاورات والعمليات الدبلوماسية الأخرى"، فإن أول توقع لإيران من الاتفاق مع الوكالة هو أنه في حالة عودة المفتشين، وتحديد مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، فإن خطر تفعيل آلية الزناد سينخفض إلى حد ما. ولكن بالرغم من ذلك، فإن الشرط الثالث وهو موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة لا يزال غير واضح. إذا استمرت أميركا في المماطلة في المفاوضات مع إيران، وقام الثلاثي الأوروبي بتفعيل آلية الزناد بحجة عدم تحقيق هذا المطلب، فإن اتفاق إيران مع الوكالة لن ينفذ أيضاً. ولكن إذا جرت مفاوضات بين إيران وأميركا، فستطرح واشنطن شروطاً جديدة إضافة إلى شروط الثلاثي الأوروبي، مما سيعقد الأزمة أكثر؛ لأن أميركا تعارض أساساً النشاط النووي الإيراني، وتطالب بوقف جميع أنشطة التخصيب الإيرانية، في حين عُقدت معاهدة حظر الانتشار النووي لدعم الأنشطة السلمية لأعضاء النادي النووي العالمي، ومراقبة سلميتها وضمانها.  ومع ذلك، يمكن القول إن الاتفاق مع الوكالة لا يزيل خطر هجوم إسرائيل مرة أخرى على إيران، إلا إذا دخلت إيران في حوار مباشر وشامل مع الولايات المتحدة وفق مقترح محمد جواد ظريف، وهو ما تملصت منه إيران حتى الآن، حيث أكد المرشد الأعلى على أن تكون المفاوضات مع إدارة ترامب غير مباشرة وغير شاملة.

 

هل انتهى شهر العسل بين ترمب وبوتين؟ .. موسكو لا تخشى العقوبات... وفرضت واقعاً ميدانياً جديداً

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترمب غاضباً. يلوح برزم عقوبات مباشرة وثانوية قوية. ويتحدث عن نفاد صبره تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين. بينما يتجاهل الكرملين اعتراضاته الصاخبة، ويصر على أنها لا تزيد على «ردات فعل عاطفية» تظهر خيبة الأمل، بسبب وضع سقف عالٍ للتوقعات منذ البداية.

فهل وصل شهر العسل إلى نهايته بين رئيسين، ما داما قد تحدثا عن قدراتهما على تجاوز الخلافات سريعاً؟ بعد مرور شهر كامل على القمة الوحيدة التي جمعت بوتين وترمب بعد عودة الأخير إلى البيت الأبيض، تقف كل الأطراف المنخرطة في الحرب الأوكرانية بشكل مباشر أو غير مباشر، أمام تساؤلات جديدة وكثيرة، بدلاً من محاولة وضع أجوبة عن الأسئلة المعقدة التي كانت مطروحة أصلاً على الطاولة قبل القمة. وفي حين انخرطت أوروبا خلال الأسابيع الماضية بمحاولة وضع تصور للضمانات التي قد تقدم إلى أوكرانيا لحملها على تنازلات ميدانية تنهي الحرب، بدا أن النتيجة الوحيدة التي خرجت بها تلك القمة أضافت تعقيدات جديدة دلت إلى حجم تباعد المواقف بين الأطراف، وصعوبة التوصل إلى حلول وسط بشأنها. لذلك فإن حديث الرئيس الأميركي مجدداً عن خيبة أمله في بوتين، وعن استعداده لتبنِّي خطوات أكثر حزماً، لم يقابلا باكتراث جدي لدى الكرملين، الذي ما زال يواصل الحديث عن «الترحيب» بـ«جدية الإدارة الأميركية في بذل جهود للتسوية»، واقترابها من جوهر المشكلة عبر «الإقرار بضرورة التعامل مع المطالب الروسية» المتعلقة بإنهاء الجذور الأصلية للمشكلة. وحتى إشارة ترمب الأخيرة إلى استعداد لفرض عقوبات صارمة على قطاع الطاقة الروسي بدا أنها لم تترك أثراً كبيراً، خصوصاً بسبب ربطها بامتناع كل الدول الأعضاء في الحلف عن استيراد مصادر الطاقة من روسيا، وهو شرط لا يمكن تحقيقه على المدى المنظور على الأقل. وهذا يدفع إلى التساؤل عن مدى عمق وتأثير تعامل الإدارة الأميركية مع ملف التسوية في أوكرانيا، ومن ثم عن مستوى تأثير القطيعة أو نهاية شهر العسل بين الطرفين على التطورات الجارية ميدانياً وعلى الصعيد السياسي في محيط روسيا.

خيارات ترمب

بداية لا بد من التذكير بأن الحديث عن قطيعة وانتهاء جهود التقارب الموعود مع موسكو بدأ في الواقع منذ أبريل (نيسان) الماضي، عندما وجه ترمب إنذاراً للكرملين بضرورة وقف الضربات على المنشآت النفطية الأوكرانية وإعلان هدنة لمدة شهر، وهو أمر لم يتحقق. وانتهى إنذار ترمب عملياً بزيارة قام بها المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف إلى موسكو، والتقى خلالها الرئيس الروسي الذي «منح» ترمب انتصاراً جزئياً بإعلان استعداده استئناف مفاوضات مباشرة مع الجانب الأوكراني. بعد ذلك تراجعت حدة التصريحات الأميركية خلال الأسابيع التالية، ترقباً لنتائج 3 جولات من التفاوض أسفرت عن تبادل محدود للأسرى والجثامين، وفشلت في فرض هدنة مؤقتة.

واشنطن تتبنى مطالب موسكو

مع تعثر المفاوضات عاد ترمب ليلوح بتدابير وأطلق في بداية أغسطس (آب) إنذاره الثاني الشهير الذي حدد مهلة خمسين يوماً، وعاد ليقلصها إلى 10 أيام. ومرة أخرى، ومع اقتراب موعد نهاية الإنذار، أعلن عن ترتيب القمة الفريدة من نوعها في ألاسكا التي انتهت عمليا بتبنِّي الرئيس الأميركي معظم مطالب الكرملين، وعلى رأسها الامتناع عن فكرة الهدنة المؤقتة، والقناعة بضرورة التوصل إلى «تسوية نهائية» وتحميل كييف والعواصم الأوروبية مسؤولية التصعيد، ودفع أوكرانيا لتبنِّي خيار التنازلات الإقليمية والإقرار بخطوط التماس الحالية، والتعامل بإيجابية مع مطالبات الكرملين بضمان مصالحه الأمنية عبر تبنِّي خيار إنهاء الأسباب الجذرية للصراع. ومع خروج بوتين منتصراً من هذه الجولة، بدا أن ترمب فقد عنصر التأثير الأهم، خصوصاً أنه لم يعد يطالب بوقف النار، فضلاً عن توجيه الاهتمام إلى الضمانات الموعودة لأوكرانيا، وهي النتيجة الوحيدة عملياً للقمة، لكنها بدت ملتبسة وشديدة الغموض مع تباعد الموقف جداً بشأنها.

لكن العنصر الثاني المهم تَمَثَّلَ في إدراك الكرملين أهمية وخطورة ورقة تباين الأولويات بين واشنطن والعواصم الأوروبية في ملف التسوية. وهذا دفع بوتين إلى مزيد من التشدد لاحقاً مدركاً حجم وقوة أوراقه التفاوضية، في مقابل ضعف وتردد الرئيس الأميركي وانقسام المعسكر الغربي عموماً. وتبدو الخيارات المتاحة حالياً لترمب محدودة التأثير على الكرملين؛ فالعقوبات الثانوية التي يلوح بها ترمب، قوبلت بتعزيز وضع «الحلفاء» في اجتماع بكين قبل أيام، وبدا أن الهند أظهرت حرصاً أكبر على تعزيز شراكاتها مع موسكو والاقتراب مع الموقف الصيني في مواجهة الضغوط الترمبية عليها.

ونظراً لأن الهند مع الصين وعدد آخر من الشركاء الرئيسيين لموسكو أعربوا عن موقف مشترك، فإن أي عقوبات ثانية على أطراف أخرى تتعامل مع روسيا سوف تبقى من وجهة نظر الكرملين محدودة التأثير. العنصر الثاني المحتمل، قد يتمثل في توسيع نطاق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وربما السماح وفقاً لتقارير لشركات خاصة ومتعاقدين بالعمل على إعادة تأهيل بعض قطاعات أوكرانيا العسكرية، لكن هذه السياسة لن تترك وفقاً لخبراء تأثيرات واسعة على الواقع الميداني، فضلاً عن ضعف القناعة الروسية بأن ترمب الذي يرغب بتوسيع حصة المشاركة الأوروبية في شراء الأسلحة والمعدات من المخازن الأميركية لن يتراجع عن هذا الموقف الذي تلقى دعماً واسعاً أخيراً من خلال إقرار استخدام نحو 6.6 مليار يورو من عائدات الأموال الروسية المجمدة في أوروبا لدعم أوكرانيا عبر شراء تقنيات أميركية. أما العنصر الثالث المتمثل في فرض عقوبات حازمة على قطاع الطاقة، فهو تلقى ضربة سلفاً عبر ربط ترمب تنفيذه بامتناع كل أعضاء الحلف الأطلسي عن شراء مصادر الطاقة من روسيا، وهو أمر صعب التنفيذ حالياً.

عناصر قوة لبوتين

يتبقى لدى ترمب فقط تنفيذ وعيده بالانسحاب من الوساطة، وتبرير موقفه بأن «هذه حرب بايدن»، ولا يتوجب على الولايات المتحدة مواصلة دفع أثمان باهظة لها. في هذه الحال، يرى خبراء أن مسار التقارب الواسع مع موسكو سوف يتباطأ كثيراً، لكنه لن ينتهي تماماً في كل الأحوال، وسوف تظل لدى الكرملين آليات للتعامل مع الإدارة الأميركية، بينها الحديث عن صفقات مجزية في قطاع المعادن النادرة، لا يبدو أن ترمب مستعد للتخلي عنها. يبرز هنا، أن بوتين مع أوراق قوته ميدانياً، ما زال يراهن على عناصر قوة عديدة بينها بالدرجة الأولى الانقسام الغربي الكبير حول أولويات التعامل مع موسكو. وفي حين ترى أوروبا أن خروج الرئيس الروسي منتصراً من الحرب الحالية يهدد بشكل جدي مستقبل الوضع في أوروبا الشرقية خصوصاً، فإن الإدارة الأميركية لا تبدي حساسية كبيرة تجاه هذا الموضوع. وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال آليات التعامل مع «الانتهاكات» الروسية عبر المسيرات في بولندا ورومانيا أخيراً؛ إذ غاب رد الفعل الموحد لحلف شمال الأطلسي، وبينما وجهت بعض بلدانه مثل فرنسا وبريطانيا عناصر من سلاح الجو لتعزيز حماية حدود البلدين، لم يظهر تحرك قوي للحلف الذي يضم نحو 100 ألف عسكري أميركي منتشرين في أوروبا. وبدلاً من ذلك رأى ترمب أنه لا داعي لتحريك قوات الحلف بسبب «عدم ظهور تهديد روسي متعمد».

في هذا الشأن، رأت أوساط روسية ووسائل إعلام حكومية أن الحادثتين في بولندا ورومانيا أظهرتا بوضوح ضعف تنسيق الحلف الغربي وعدم جاهزيته لمواجهة موقف أو وضع فيه نوع من التهديد. نقطة أخرى مهمة في إطار تحديد عناصر القوة لدى الكرملين، تبرز من خلال تعايش الاقتصاد الروسي مع العقوبات الاقتصادية المزمنة، هنا لا يوجد تهديد جدي بإحداث هزة حقيقية يمكن أن تزعزع الوضع الداخلي الروسي، وقد نجحت موسكو في إقامة طرق إمداد تجارية بديلة وروافع مهمة قلصت كثيراً حجم تأثير التحركات الغربية على هذا الصعيد.

لم يبق شيء للتفاوض

لكن العنصر الأبرز في أوراق الضغط الروسية التي تواجه احتمالات القطيعة أو انتهاء مرحلة الود مع واشنطن، تتمثل في التغيير الكبير الذي طرأ على الواقع الميداني منذ وصول الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض في ولايته الجديدة، وإطلاقه الشعار الخالد حول إنهاء الحرب في 24 ساعة. يكفي القول إن موسكو نجحت في تكريس واقع ميداني جديد كلياً، يوفر مجالات أوسع للمناورة وهوامش عريضة للتفاوض بواقع مربح جداً للكرملين. لذلك، فإن العرض الأميركي في ألاسكا حول «تبادل الأراضي» وهو مفهوم كان غامضاً أصلاً ومليئاً بالقنابل الموقوتة، قوبل على الفور بموافقة روسية.

موسكو تبدو مستعدة لـ«تبادُل» تنسحب بموجبه من أراضٍ أوكرانية تحت سيطرتها، في مقابل «انسحاب» أوكراني كامل من كل الأراضي التي ضمتها موسكو بشكل أحادي في 2014 و2023. المعنى واضح؛ على أوكرانيا أن تحافظ على ما تبقى من جغرافيتها وضمان انسحاب موسكو من مناطق لا تعدها جزءاً منها أصلاً مثل محيط خاركيف وسومي ومناطق في محيط دونيتسك ولوغانسك، في مقابل طي هذه الصفحة نهائياً. وخلال انشغال العالم بـ«الوساطة» الأميركية خلال الأشهر من مارس (آذار) وحتى نهاية الصيف، تقدمت القوات الروسية ببطء وثبات، كالمدحلة التي سوت كل شيء أمامها في الطريق. استغلت القوات الروسية الوقت بشكل مثمر عبر تبنِّي استراتيجية تقوم ليس على محاولة إلحاق هزيمة كاملة بالعدو، بل بإضعافه وإنهاكه على المدى البعيد؛ نظراً لأن إلحاق هزيمة كاملة بأوكرانيا كان يتطلب تعبئة واسعة النطاق للبلاد: تجنيد مئات الآلاف، أو حتى مليون مقاتل جديد، ونقل الصناعة بالكامل إلى حالة حرب. كان الخيار إنهاكاً تدريجياً لأوكرانيا وتوسيع مساحة السيطرة الميدانية تدريجياً وهو أمر حدث من دون انعكاسات داخلية على الاقتصاد والمجتمع في روسيا. في هذا الإطار، فرضت روسيا بين مارس وأغسطس سيطرة كاملة على أكثر من 3.5 ألف كيلومتر مربع فيها 149 بلدة أو منطقة مأهولة بالسكان. وحالياً، بات الجيش الروسي يسيطر على 99.7 في المائة من لوغانسك، و79 في المائة من دونيتسك و74 في المائة من منطقة زابوريجيا، و76 في المائة من منطقة خيرسون. وهذه هي المناطق الأربع التي ضمتها موسكو سابقاً، ولا تنوي التخلي عنها ضمن أي اتفاق سلام مقبل. أهمية هذا التوسع أن أي محادثات سلام كانت تفترض وقفاً نهائياً لإطلاق النار على الحدود الراهنة، ما يعني أن الفترة الماضية منحت بوتين القدرة على أقصى توسيع ممكن لمكاسبه المستقبلية بما يضمن التزامه بعدم التخلي عن المناطق الجديدة. بالإضافة إلى ذلك أقامت موسكو خلال تلك الفترة نفسها منطقتين عازلتين، واحدة جنوباً في دنيبروبتروفسك والثانية شرقاً على طول الحدود مع سومي وخاركيف، بذلك أبعدت موسكو مصادر النيران عن المناطق الواقعة تحت سيطرتها لعشرات الكيلومترات. وهذا أسفر في المقابل عن توسيع اعتماد أوكرانيا على المسيرات لاستهداف العمق الروسي، لكن ذلك لا يؤثر كثيراً حتى الآن في خطوط التماس. لذلك يمكن القول إن صعوبات إضافية برزت أمام أوكرانيا حول مسألة التفاوض على الأراضي، لم يبق شيء للتفاوض عليه وفقاً لتعليق روسي، بينما ما زالت الأمور المتعلقة بحياد أوكرانيا وتقويض جيشها ومنع دخول قوات أجنبية للفصل بين العناصر المحتملة للتفاوض في مرحلة مقبلة.

 

الجيش الإسرائيلي يدمر برجين في مدينة غزة ويتهم «حماس» باستخدامهما في «عمليات استخباراتية»

غزة/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

قصف الجيش الإسرائيلي مبنيين شاهقين في مدينة غزة، اليوم الأحد، متهماً حركة «حماس» الفلسطينية باستخدامهما في «عمليات استخباراتية». ووفقاً لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، «قام مسلحو حماس بتركيب معدات لجمع المعلومات الاستخبارية في المبنيين، وأقاموا نقاط مراقبة لرصد القوات في قطاع غزة».

وقال المتحدث إنه «إضافة إلى ذلك، كان المسلحون يستعدون لشن هجوم ضد القوات في محيط أحد المبنيين اللذين تعرضا للهجوم»، وفق ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت». كان الجيش الإسرائيلي قد دمر، في وقت سابق من اليوم الأحد، برج «الكوثر» السكني في الجهة الغربية من مدينة غزة بعد قصف جوي مباشر، وفق ما أفاد به شهود عيان ومصادر محلية «وكالة الأنباء الألمانية». وقال سكان من المنطقة إن الطائرات الحربية استهدفت المبنى بعد تحذيرات عاجلة أُرسلت للسكان لإخلاء المنطقة، مما أدى إلى انهياره بالكامل وتصاعد أعمدة من الدخان الكثيف في المكان. وحسب الشهود، كان البرج يضم عشرات الشقق السكنية فيما كانت عائلات عديدة تقيم داخله أو في الملاجئ القريبة، وأكد سكان محليون أن عملية الإخلاء تمت في غضون دقائق وسط حالة من الفوضى والذعر. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن المبنى احتوى على بنى تحتية تابعة لحركة «حماس»، مضيفاً أنه وجّه إنذارات للسكان في حي الرمال الجنوبي ومحيط ميناء غزة لمغادرة المنطقة فوراً والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب القطاع التي صنفتها إسرائيل منطقة إنسانية. واتهم المكتب الإعلامي الحكومي، الذي تديره «حماس» في غزة، إسرائيل بـ«انتهاج سياسة الهدم الواسع بحق الأبراج السكنية»، مؤكداً أن عمليات القصف الأخيرة تسببت في نزوح آلاف العائلات نحو الجنوب خلال الأيام الماضية.

 

«هدنة غزة»: تحركات لإحياء «مقترح ترمب» تواجه عراقيل ...روبيو قال إنه سيبحث الأمر في إسرائيل

القاهرة: محمد محمود/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

يبحث وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، خلال زيارته الحالية لإسرائيل إمكانية تأثير هجومها على الدوحة، على مقترح الرئيس دونالد ترمب بشأن إبرام صفقة للرهائن وإنهاء الحرب في قطاع غزة.

ذلك الهدف الذي صرح به روبيو، الأحد، سبقه تأكيد من قيادي بـ«حماس» على أن «الهجوم على الدوحة أطلق النار على مقترح ترمب»، وسط استعدادات لاجتياح بري لمدينة غزة ومناقشات جارية بشأن خطة التهجير. وكل هذه عراقيل يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها ستواجه تلك التحركات الأميركية ما دام ليس هناك ضغوط جادة لإنهاء الحرب، وعدم التوقف عند مربع دعم إسرائيل فقط. روبيو، الذي يجتمع مع رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الاثنين، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال مع بدء الزيارة: «سنبحث ما إذا كان لأحداث الأسبوع الماضي تأثير على هدف تحرير الرهائن جملة واحدة»، مؤكداً أن ترمب «يريد الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة وتحييد خطر (حماس) لنمضي للخطوة الموالية». وأكد وزير الخارجية الأميركي أنه «سيركز في إسرائيل على ضمان عودة الرهائن، وإيصال المساعدات للمدنيين، ومواجهة تهديد (حماس)»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن لـ(حماس) أن تستمر في الوجود إذا كان السلام في المنطقة هو الهدف». تلك التحركات الأميركية تأتي غداة تصريحات متلفزة أدلى بها القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، تفيد بأن «العدوان الإسرائيلي على قطر وعلى الوفد المفاوض للحركة في الدوحة هو إطلاق نار مباشر على ورقة الرئيس الأميركي». لكن حمدان أشار إلى جهود رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي زار واشنطن ونيويورك، الجمعة، وقال: «الجهود القطرية التي تُبذل الآن والتحركات هي جزء مهم بعد هذا العدوان». وأضاف: «ننتظر أن نرى ما ستسفر عنه الجهود والاتصالات التي يبذلها الأشقاء في قطر ومصر لنرى هل هناك نيات أميركية للضغط على إسرائيل، وتحقيق انسحاب القوات الإسرائيلية، وفتح المعابر لدخول الإغاثة، وإطلاق عملية الإعمار، وإجراء عملية تبادل الأسرى». ووسط تواصل القصف الإسرائيلي استعداداً لاجتياح بري لمدينة غزة، ستُعرض قضية «الهجرة الطوعية» التي تدعمها خطة إسرائيلية، على روبيو خلال زيارته لإسرائيل في ظل محادثات مع دول عدة لاستقبال الفلسطينيين.

وتلك الخطة التي ترتكز على التهجير المرفوض عربياً ودولياً، قدمتها «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية» لبنيامين نتنياهو، وهي «تسمح لسكان غزة بمغادرة قطاع غزة ابتداءً من الشهر المقبل عن طريق الجو والبحر»، وفق ما ذكرته «القناة الإخبارية 12» الإسرائيلية، الجمعة.

عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أنه لا بد من ترضيات أميركية للجانب العربي والخليجي بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، حتى لا تصل الأمور لتعليق اتفاقيات وما شابه، والأيسر لواشنطن أن تتحرك لتقديم صفقة وقف إطلاق نار بغزة، وحسم ذلك مع إسرائيل خلال الزيارة الحالية. وأضاف: «لكن هناك عراقيل ستواجه مقترح ترمب أو أي صفقة، في ظل عدم وجود ضمانات واستمرار التصعيد، بخلاف أن نتنياهو هو أكبر عقبة تجاه أي اتفاق، وسيكون أحرص على مصالحه الشخصية التي لا تقبل بوقف الحرب، ووضع عناوين التهجير والقتل أولاً». المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، يعتقد أن روبيو لديه أولية بدعم إسرائيل، وسيكون بحث تأثيرات ضربة الدوحة على الصفقة أمراً ثانوياً، مؤكداً أن طرح مقترح لترمب يريد بوضوح الرهائن فقط دون تقديم أثمان سياسية بالانسحاب ووقف الحرب وزيادة المساعدات وتقديم ضمانات للمقاومة، لن يكون مقبولاً، وستكون تلك القضايا عراقيل حقيقية لأي اتفاق. وتزامناً مع زيارة روبيو، لا يزال الموقف من التوصل لهدنة محل تجاذبات داخلية في إسرائيل، ونقلت «هيئة البث» الإسرائيلية، الأحد، عن رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك، قوله إنه من يهاجم المفاوضين في عاصمة الوساطة يعرّض الرهائن للخطر. وكتبت العضوة السابقة بالكنيست، كسينيا سفيتلوفا، في «تايمز أوف إسرائيل»، أنه في هذه المرحلة أصبح من الواضح بالفعل أن محاولة اغتيال كبار شخصيات «حماس» في الدوحة «فشلت»، لكن الضرر الذي لحق بالمفاوضات والمكانة الدولية لإسرائيل «نجح».

في المقابل، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي، لم تذكر هويته، أنه حتى مع نجاح العملية فلن يؤثر ذلك على الاتفاق أو وساطة قطر. ويرى أنه «لن يكون هناك الكثير من التداعيات على الاتفاق ما لم يقرر الأميركيون الضغط بقوة من أجله. هذا هو التغيير الوحيد الذي قد يحدث؛ لأن مصالح الأطراف الأخرى لا تتغير». ويرجح أنور أن تسرع واشنطن في جهود التوصل لاتفاق لو كانت جادة فيما تطرحه، وليس مجرد عناوين براقة دون واقع لها على الأرض، مؤكداً أن كل الاحتمالات واردة بشأن الهدنة في ظل الوضع الراهن وتواصل الضغوط الدولية. في حين يتوقع نزال أن تمضي الأمور نحو الجمود دون أن تلوح في الأفق صفقة حقيقية، خاصة مع بدء اجتياح مدينة غزة، مؤكداً أنه لو سلمت «حماس» سلاحها وانسحبت من المشهد وانتقلت قياداتها للخارج، فإن إسرائيل ستستمر في حربها بمزاعم واهية أخرى، وخاصة أن الأزمة صارت بعد الهجوم على الدوحة إسرائيلية - عربية، وليست بين بنيامين نتنياهو وغزة فقط، في ظل تهديدات واضحة لجميع الدول العربية.

 

«قسد» تتهم دمشق بدعم هجوم على قواتها وإسرائيل تتوغل في درعا

اندلعت اشتباكات بين عشيرة البوخميس قرب جسر مدينة العشارة بريف دير الزور الشرقي

دمشق: سعاد جرَوس/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

في تصعيد جديد، اتهمت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) دمشق بدعم هجوم مسلح على قواتها. وقالت، في بيان، إنها صدّت هجوماً مسلّحاً على قواتها المتمركزة على ضفة نهر الفرات، بالقرب من جسر العشارة في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي، صباح الأحد، محملة دمشق «المسؤولية الكاملة» عن الهجوم.

هذا، وتزامن التصعيد شرقاً، مع آخر جنوباً، حيث نفّذت القوات الإسرائيلية توغلاً جديداً الأحد، في محافظة درعا جنوب سوريا، ودخلت نحو 18 آلية عسكرية إلى بلدة صيصون وسرية جملة، بريف درعا الغربي، ترافقت مع «عمليات تفتيش داخل الأحياء السكنية». ورأى الباحث المختص بالشؤون العسكرية، رشيد حوراني، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن التصعيد الإسرائيلي على الأغلب يهدف للضغط على دمشق قبل وصول الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، و«إمكانية التوصل لاتفاق أمني برعاية أميركية». وفيما يتعلق باتهامات «قسد» للجيش السوري، قال الباحث والضابط السابق، رشيد حوراني، إن «قسد» تحاول استفزاز الحكومة السورية وجرّها إلى «فخّ العمل العسكري، لأنها رأت نتائجه دوليّاً والمواقف المنددة به ضد الساحل وفي السويداء». ورجّح حوراني أن «قسد» تريد أن يكون عملها العسكري بمثابة «الضربة القاضية» للحكومة، لأنها تقدّر أن دمشق مرتاحة في موقفها لأسباب عدة، منها أن اتفاق 10 مارس (آذار) تم برعاية تركية وأميركية، والدول الضامنة ستتصرف بعدها، وهنا سيكون مصير «قسد» بيد تركيا أكثر منه بيد سوريا. كما أن دمشق مرتاحة لعلاقاتها مع أميركا، وقد أعلن الرئيس الشرع في مقابلته على قناة «الإخبارية» أنه لا حل عسكريّاً لمناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، وهو ما دفع «قسد» للتصعيد. في الأثناء، باشرت قوات «قسد»، الأحد، باتخاذ إجراءات ميدانية للتعامل مع الهجوم الذي تعرضت له مواقعها في دير الزور، بحسب بيان صادر عن «المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية»، قال فيه إنه عند الساعة التاسعة من صباح اليوم (الأحد)، 14 سبتمبر (أيلول) 2025، «تعرّضت قواتنا المتمركزة على ضفة نهر الفرات بالقرب من جسر العشارة في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي لهجوم مباشر من قبل مجموعات مسلّحة تابعة لحكومة دمشق، وذلك أثناء قيام الأخيرة بتأمين عبور مجموعات من المهرّبين عبر النهر». وحمّلت «قسد» المسؤولية الكاملة لحكومة دمشق «عن هذا الاستهداف»، كما اتهمت عناصرها بتوفير «الغطاء لعمليات التهريب التي تقوّض استقرار المنطقة». في الأثناء، أفادت مواقع ناشطين في المنطقة، الأحد، بتجدد الاشتباكات بين أبناء عشيرة «البوخميس» و«قسد»، في قرية جمّة، شرق دير الزور، والمنطقة القريبة من جسر العشارة، وتشنّ «قسد» حملة اعتقالات في بلدة درنج في هذه الأثناء. وقال مصدر خاص لـ«سوريا الآن»، اليوم (الأحد): «اندلعت اشتباكات جديدة بين (قسد) وشباب من عشيرة البوخميس قرب جسر مدينة العشارة في ريف دير الزور الشرقي». جاء هذا الهجوم بعد 3 أيام من إعلان «قسد» التصدي لمحاولات «تسلل واعتداء مدفعي»، قالت إن «مجموعات منفلتة تابعة لحكومة دمشق في منطقة دير حافر» قامت به، وقد تم إفشال تلك «المحاولات بشكل كامل». وحمّلت المسؤولية عن الاعتداء «للطرف الذي بادر إلى التصعيد عبر خروقات متكررة تهدد الاستقرار العام»، بحسب تعبيرها، مع التأكيد على أن الوضع «تحت السيطرة التامة»، متوعدة بردّ «حازم» على أي محاولات أخرى «للتعدي».وأتى التصعيد شرقاً، صباح الأحد، متزامناً، مع تصعيد آخر جنوب البلاد، حيث سجّلت القوات الإسرائيلية توغلاً جديداً في بلدة «صيصون» و«سرية جملة» بريف درعا الغربي، ونفّذت عمليات تفتيش داخل الأحياء السكنية. وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن نحو 18 آلية عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية توغلت بين منازل المدنيين في بلدة صيصون، وقام أفرادها بعمليات دهم وتفتيش في الأحياء السكنية، فيما انتشرت آليات أخرى إسرائيلية في محيط «سرية جملة» القريبة من خط فصل القوات مع الجولان السوري المحتل. وبحسب «سانا»، تزامن التوغل مع تحليق لطائرات استطلاع إسرائيلية في أجواء المنطقة، وسط حالة من القلق والتوتر بين الأهالي، كما أفادت مصادر الأهالي بقيام القوات الإسرائيلية بعمليات استجواب ميداني خلال عمليات التفتيش. وتواصل إسرائيل اعتداءاتها على الأراضي السورية، وتنفيذ عمليات توغل متكررة في القنيطرة ودرعا وريف دمشق، في نقض لاتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، الذي تسعى دمشق إلى إعادة تفعيله عبر اتفاق أمني مع إسرائيل. وكشفت قناة «i24NEWS» العبرية عن وجود تقدم بطيء في المحادثات الجارية بين الجانبين السوري والإسرائيلي، فيما يخص الاتفاق الأمني. ونقلت القناة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن احتمالات توقيع الاتفاقية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقررة بعد أسبوعين، «تبقى منخفضة مقارنة بما كانت تأمله الولايات المتحدة». كما استبعد المسؤول الإسرائيلي عقد لقاء بين بنيامين نتنياهو، والرئيس الشرع في نيويورك، وقال إنه «غير مدرج حالياً على جدول الأعمال».

 

بغداد: «الإطار التنسيقي» على طريق التصدّع ...التنافس الانتخابي وتراجع دور «الضابط الإيراني» من أبرز الأسباب

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/14 أيلول/2025

تميل معظم الكواليس السياسية المحيطة بقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية التي شكلت حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022، إلى اعتقاد مفاده أن عقد هذه القوى في الطريق إلى «الانفراط» في ظل مجموعة المتغيرات التي طرأت خلال الأشهر الأخيرة. وتشير مصادر عليمة ومقربة من قوى «الإطار» لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه تحول أخيراً إلى «مجلس مصغر تقوده مجموعة من قادة الصف الأول بعيداً عن الشخصيات الثانوية التي كانت لها كلمة مسموعة خلال السنوات الماضية، وأسهمت مساهمة فاعلة في تشكيل الحكومة والتأثير في سياساتها».

وتشير المصادر إلى عوامل عدة أسهمت في «تقويض وحدة الصف الإطاري»، من أقواها راهناً، صراع الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، التي اختارت معظم قواها الرئيسية خوضها بشكل شبه منفرد وبمعزل عن بقية الأطراف، وخصوصاً «دولة القانون» و«عصائب أهل الحق» و«منظمة بدر» إلى جانب «تحالف الإعمار والبناء»، وهو ما يوفر أرضية خصبة للنزاع بينها، مثلما يوفر الانقسام حول طموحات رئيس الوزراء محمد السوداني السياسية وتطلعه للحصول على ولاية ثانية في رئاسة الوزراء، عوامل أخرى للتصدع.

وتقول المصادر إن «قوى الإطار تنقسم إلى 3 مجاميع في شأن قضية تجديد الولاية الثانية للسوداني». ويبرز ائتلاف «دولة القانون» الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، من بين القوى المناهضة للتجديد. وعرف ائتلاف «دولة القانون» منذ وقت مبكر، بمواقفه الضمنية المعارضة لسياسات وتحركات السوداني، لكن من دون الذهاب بعيداً ضده في تصريحات علنية أو داخل البرلمان، في مسعى للحفاظ على «الطابع العام» لتماسك قوى «الإطار التنسيقي»، لكن رئيس الائتلاف، المالكي، تحدث في وقت سابق عن أن «رئاسة الوزراء لا تأتي من خلال الحصول على العدد الأكبر من مقاعد البرلمان، ولا حتى من بناء الجسور» في إشارة إلى إمكانية فوز السوداني بأكبر عدد من مقاعد المكون الشيعي في البرلمان، إلى جانب إشرافه على حملة بناء الجسور لفك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد. وعلى الجانب الآخر، تؤكد المصادر أن هادي العامري رئيس «بدر»، وفالح الفياض رئيس «هيئة الحشد»، هما من بين أقوى الداعمين لتولي السوداني رئاسة الوزراء مجدداً، فيما يقف أمين عام حركة «عصائب الحق» قيس الخزعلي، ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي في «المنطقة الرمادية». وتشير المصادر إلى عوامل أخرى لحالة التصدع التي تمر بها قوى «الإطار التنسيقي»، هي المرتبطة بـ«التحولات الإقليمية والأوضاع الصعبة التي تمر بها إيران» نتيجة الضربات الإسرائيلية والضغوط الأميركية والدولية المتواصلة ضدها، بعد أن كانت عبر بعض قادة «الحرس الثوري»، بمثابة «البوصلة الضابطة» لنسق العلاقات بين القوى الشيعية. وتتحدث بعض التقارير الصحافية عن «ترتيبات تجري داخل الإطار التنسيقي لإعداد مسودة على شكل وثيقة انتخابية أو اتفاق شفهي، لتحديد ولاية رئيس الحكومة بفترة واحدة فقط». لحرمان السوداني من دورة رئاسية ثانية. إلا أن مصادر أخرى لا تستبعد «إمكانية إعادة تشكيل الإطار التنسيقي مرة أخرى في حال جرت الانتخابات العامة وأحرزت نصراً انتخابياً فيها، على أن تكون الهيمنة فيه للكتلة الأكبر من حيث عدد المقاعد في البرلمان». وتتحدث المصادر عن «التراجع الإيراني الأخير» على المستويين الإقليمي والدولي، وانعكاسه بشكل واضح على «حالة التماسك» داخل «الإطار التنسيقي»، والذي أفضى إلى تراجع واضح في نفوذ وقوة الفصائل المسلحة الموالية لطهران، سواء بالنسبة إلى نفوذها داخل «الإطار» نفسه، أو لجهة النفوذ التي تحصلت عليه في الفضاء العراقي خلال السنوات الماضية. وأظهرت الأشهر القليلة الماضية، حسب المصادر نفسها، تراجعاً واضحاً في نفوذ الفصائل، خصوصاً بعد أن فشلت جهودها في الضغط على البرلمان لتمرير «قانون الحشد»، حيث لم تحصل على تأييد حتى «أقرب المقربين منها» داخل مجلس النواب نزولاً عند الرغبة الأميركية... ثم جاء إطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، ليشكل تراجعاً آخر في نفوذها بعد اتهامات لـ«كتائب حزب الله» بالتورط في اختطافها. وتؤكد المصادر أن علاقات الفصائل تراجعت إلى أدنى مستوياتها مع رئيس الوزراء محمد السوداني خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة الماضية، وباتت «كتائب حزب الله» بشكل خاص «في عزلة» عن معظم الفصائل وقوى «الإطار» الأخرى.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحدود المعلّقة: قصة الترسيم المؤجّل بين لبنان وسوريا

جنى الدهيبي/المدن/15 أيلول/2025

تعود أزمة الحدود اللبنانية- السورية إلى الواجهة. هذه المرة، ليس عبر أصوات المدافع أو معابر التهريب للاجئين والبضائع والسلاح؛ بل عبر بيان رسمي لوزارة الداخلية السورية، وآخر بالنفي من حزب الله. ما أعلنته سلطات سوريا، هو القبض على خلية مسلحة، قالت إنها تابعة لحزب الله، وتعمل في بلدتي سعسع وكناكر بريف دمشق الغربي، في حين نفت العلاقات الإعلامية في حزب الله صحة الأنباء نفياً قاطعاً. وراء هذا السجال الذي يتجدد بين فترة وأخرى، معضلة أكبر: حدود غير مرسّمة، وواقع غير مضبوط، وشكوك متبادلة تتجدّد كلما بدا أن العلاقة بين بيروت ودمشق قد دخلت مسار الترميم.

الحدود على القائمة

معضلة الحدود اللبنانية السورية تندرج في قائمة أكثر من أجندة مرتبطة بلبنان، وترى فيها أطراف عدّة مفتاح تنظيم العلاقة، وبناء مستقبلها على أسس واضحة بين لبنان وسوريا. في مطلع أيلول الجاري، كان الاجتماع الأول بين اللجنتين اللبنانية والسورية في بيروت. اجتمع الوفد بنائب رئيس الحكومة طارق متري، وناقش ملفات عالقة: السجناء، المفقودين، النازحين، لكن بقي الملف الأكثر حساسية، ترسيم الحدود. كذلك، في 19 حزيران الماضي، حين كانت "الورقة الأميركية" بيد الموفد توم باراك في بيروت، ناقش مع المسؤولين اللبنانيين حينها سُبل تحسين العلاقة مع دمشق على المستويات المختلفة: الأمنية، والسياسية، وضبط الحدود، وصولاً إلى ترسيم الحدود. اليوم، وبعد مصادقة الحكومة اللبنانية على الورقة الأميركية، وترقّب تنفيذ خطة الجيش اللبناني لنزع السلاح، وما تلاها من تعميق الأزمة بين حزب الله والحكومة، يتردّد دائمًا أن لبنان والجانب الأميركي ينتظران موقفًا سوريًا رسميًا من الورقة الأميركية. والواقع أن الورقة الأميركية شملت فصلين يرتبطان ببيروت ودمشق، وفي طليعتها: إطلاق مبادرة لترسيم الحدود البرية والبحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة بين البلدين، عبر تشكيل لجنة تضم ممثلين عن لبنان وسوريا. إضافة إلى خبراء خرائط من الأمم المتحدة، وتكون بوساطة وإشراف الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، والأمم المتحدة.

هذا الأمر يذكّر بحدثين سابقين:

في آذار 2025، وقّع وزيرا الدفاع اللبناني والسوري اتفاقًا في جدة برعاية سعودية، لتشكيل لجان قانونية وفنية مشتركة لبحث ترسيم الحدود وتعزيز التنسيق الأمني. ثم، في نيسان الماضي، زار رئيس الحكومة نواف سلام لأول مرة دمشق، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، واتفقا على تشكيل لجنة وزارية لمتابعة الملفات المشتركة، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية والبحرية.

عقبات الترسيم

في الواقع، ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا ليس تفصيلًا تقنيًا؛ بل معضلة معلّقة تحمل أبعادًا تاريخية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية، وتعود إلى ما قبل عهد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي، في البلدين اللذين تربطهما علاقة شديدة التعقيد. فمنذ الاستقلال، لم تُرسم الحدود على نحوٍ نهائي، لا براً ولا بحراً. وبرغم أن البلدين وقّعا في العام 2008 على تشكيل لجنة لترسيمها، فإنها لم تُحرز أي تقدم جدي، لا سيما بعد الحرب السورية في العام 2011. تاريخياً، يعود التداخل الحدودي بين لبنان وسوريا إلى ما قبل عهد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي (1920–1943)، حين كانا منطقة انتدابية واحدة تخضع لحكم المفوّض السامي الفرنسي.

ووفق مراجع عدّة، فإن فرنسا لم تحدد النقاط التي تبدأ منها، وتنتهي عندها، حدود كل من لبنان وسوريا. وعلى مرّ عقود، لم يأخذ الجانبان، اللبناني والسوري، مبادرة جدية لترسيم الحدود البحرية والبرية، علمًا أن الحدود محددة في الدستورين اللبناني والسوري، لكنها غير مرسّمة على الأرض.

المنعطف البارز كان في العام 2011، حين أصدرت الحكومة اللبنانية، في عهد رئيسها الأسبق فؤاد السنيورة، المرسوم رقم 6433، حيث جرى ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل، والشمالية مع سوريا، والغربية مع قبرص. لكنه اصطدم بالترسيم الذي حدّدته سلطات النظام السوري السابق، خصوصًا أن سوريا ليست عضوًا في اتفاقية قانون البحار (1982) التي يلتزم بها لبنان، وهذا ما خلق منطقة بحرية متنازعًا عليها بين البلدين.

شبعا وقرىً أخرى

يرتبط ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان بمشكلة التداخل الجغرافي والديموغرافي. فهناك عشرات القرى والبلدات الحدودية، التي يتبع بعضها للبنان إداريًا، لكن سكانها يحملون الجنسية السورية، والعكس أيضًا. وعلى امتداد نحو 450 كيلومترًا من الحدود البرية للبنان مع فلسطين المحتلة وسوريا، من الناقورة جنوبًا إلى العريضة شمالًا، تُقدّر الحدود اللبنانية السورية بنحو 375 كيلومترًا، تحوّلت على مدار عقود إلى معابر مفتوحة غير شرعية، متحرّكة ومتنقّلة. ولعل من أبرز العقد في معضلة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا، هي معضلة مزارع شبعا المحتلة. ففي حين تعتبرها إسرائيل أرضًا سورية، تصرّ بيروت على أنها لبنانية، وتطالب منذ سنوات بتثبيت حقّها فيها. لكن الترسيم قد يكون شبه مستحيل، ما دامت دمشق لم تُعطِ موقفًا واضحًا بلبنانية مزارع شبعا. وللتذكير، فإن القرار الأممي 1701 سبق أن طالب بإيجاد حلّ لقضية مزارع شبعا، وكلف خبير خطوط لترسيم حدودها مع هضبة الجولان السورية. لكن النظام السوري السابق رفض الترسيم البري، وبدا لاحقًا أن جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، لا تُبدي أيّة رغبة أو حماسة لترسيم هذه المنطقة. وفي الشرق مثلًا، تمتدّ التداخلات من القموعة، العديسة، بعلبك – الهرمل، إلى القرى المتشابكة سكانًا وهوية، مثل منطقة القصر، حيث يتنقل السكان بين البلدين كأن الحدود غير موجودة أصلًا.

في وادي خالد في الشمال أيضًا، تبدو القصة نموذجًا مصغرًا عن فوضى الحدود، التي تُعدّ مجرد فكرة غير واقعية تعوم فوق الخريطة.

الملف المعلّق

هكذا إذن، رغم التقدم المحدود الذي أحرز في إعادة فتح قنوات الحوار بين بيروت ودمشق، يبقى ملف ترسيم الحدود معلقاً عند تقاطعات معقّدة: قانونية، أمنية، ديموغرافية، وسياسية، وإقليمية ومع إسرائيل. فلا خرائط نهائية، ولا موقف سوري واضح من مزارع شبعا، ولا معالجة جدّية للتداخل الحدودي في المناطق الشرقية والشمالية.كما أن محاولات الترسيم السابقة، لم تتحوّل إلى آليات تنفيذ فعلية. وكذلك الورقة الأميركية الأخيرة، لا تزال تنتظر تجاوبًا رسميًا من دمشق. حتى إشعار آخر، قد يظل الترسيم بندًا مؤجلاً على طاولة العلاقات اللبنانية- السورية من جهةٍ أولى، وما تريده إسرائيل وتسعى إلى فرضه من جهةٍ ثانية، مرهونًا بتفاهمات سياسية وثنائية وإقليمية، لم تتوفر شروطها بعد.

 

السطو" على الإنجازات من عهد فؤاد شهاب إلى عهد جوزاف عون

جان الفغالي/نداء الوطن/15 أيلول/2025

في أرشيف الرئيس فؤاد شهاب، محضر جلسة لمجلس بلدية جونيه، بتاريخ 24 شباط 1970، وفي تلك الجلسة تمّت مناقشة القرار المتعلّق بتسمية مرفأ جونيه "مرفأ فؤاد شهاب". وجاء في حيثيات القرار:

"لأن المرفأ من المشاريع في عهد فؤاد شهاب، وتقديرًا لفضله ووفاء من جونيه لمواطنها الكبير، تقرّر أن يُطلق اسم مرفأ فؤاد شهاب على مرفأ جونيه ويسمَّى "مرفأ اللواء الأمير فؤاد شهاب".

ومن الموقعين على القرار، رئيس وأعضاء المجلس البلدي الآتية أسماؤهم: رئيس البلدية حنا البستاني، نائب الرئيس سامي بويز، والأعضاء جورج سعد، أنطوان وديع، مراد مراد، جوزف شاهين، إيلي عبود، الياس ريشا، أنطوان العضم. وتغيّب أحد الأعضاء وهو أنطون شيحا.

حصل ذلك وكان الرئيس شهاب قد أصبح "رئيسًا سابقًا". لماذا التذكير بهذه الواقعة التي صار عمرها خمسة وخمسين عامًا ونيفًا؟ لأنه، بكل بساطة، تزكِّم الأنوف هذه الأيام موجة "سطو وقرصنة" لإنجازات على أكثر من مستوى، ومنها:

ما إنْ أُعلِن عن قرب إعادة افتتاح مرفأ جونيه، حتى سرت هستيريا لدى نوّاب وقيادات من التيار، خصوصًا بعدما كُتِب على بطاقة الدعوة: "برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يتشرّف وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني والنائب نعمة افرام"، فأين التيار في الدعوة؟ وتلاحقت التغريدات أن القرار بالمرفأ بدأ في عهد العماد ميشال عون.

في توسعة أوتوستراد جونيه، نشطت النائبة ندى البستاني في التغريدات، فكتبت في إحداها: "مشروع توسيع أوتوستراد جونيه، يللي انطلق سنة 2019 بعهد الرئيس ميشال عون وتوقف بعد 17 تشرين وتداعياتو، رجع عالسكة. منتشكر وزير الأشغال على متابعتو للملف يللي ناقشتو معه بلجنة الأشغال النيابية".

لاحظوا جملتين: الأولى "يللي انطلق بعهد الرئيس عون"، والثانية "يللي ناقشتو معه (أي مع وزير الأشغال) بلجنة الأشغال النيابية". وفي موضوع المياه، تردّ النائبة البستاني على وزير الطاقة جو صدي، فـ "تُراكِم الإنجازات" وتكتب: "بحب ذكرك يا معالي الوزير أنو بالسنوات السابقة من الـ 2010 وضعنا استراتيجية وطنية شاملة لقطاع المياه وخطة لتأمين الموارد المائية عن طريق السدود والآبار وصيانة الشبكات وبناء خزانات وشبكات جديدة وغيرها من الإصلاحات يللي بتلاقيون عندك بالوزارة جاهزين للاستعمال. وبلشنا بتنفيذ هالمشاريع وخلصنا قسم كبير منهم"، ما أحلى العبارة التي تختم بها النائبة البستاني تغريدتها: "وخلصنا قسم كبير منهم". ومن مسار "السطو" على الإنجازات، ما يتمادى وزير الطاقة السابق وليد فياض في الإدلاء به، فكلّما تحدّث وزير الطاقة جو صدي عن خطوة، يسارع فياض إلى نَسْبِ الخطوة إلى "عهده" في الوزارة.

لماذا لا يصدِّق العونيون أن الحكم استمرارية؟ متى يخرجون من سردية "ما قبل ميشال عون وما بعد ميشال عون"؟ عهد الرئيس عون هو "عهد الاستعارة السابقة واللاحقة"، يغور عميقًا في التاريخ المعاصر، فيستعير إنجازًا من عهد الرئيس فؤاد شهاب، ويستعير من عهد الرئيس جوزاف عون "إعادة افتتاح مرفأ جونيه السياحي". في المحصِّلة، يفترض بالعونيين أن "ينقِّبوا" عن إنجاز تمّ في عهد العماد ميشال عون، ليتبجّحوا به، ويتخذوه منطلقًا لوضع "الكتاب الأبيض" الذي يستطيعون من خلاله أن يجعلوا الناس ينسون "الكتاب الأسود" لعهد الرئيس ميشال عون. وإذا استعصى عليهم إيجاد إنجاز، فما عليهم سوى تسجيل "جسر جل الديب" على أنه " إنجاز عهد الرئيس ميشال عون"، وهو جسر فاشل بدليل قلّة السيارات التي تسلكه، وبسبب فشله، رفض العماد ميشال عون، حين إنجازه، أن يفتتحه شخصيًا.

 

الهدنة مع إسرائيل والتطبيع مع سوريا...لبنان: للخلاص من السندان والمطرقة بقرار شجاع ونهائي

جومانا زغيب/نداء الوطن/15 أيلول/2025

يضحك قيادي سيادي بارز عندما يسأله محدثوه في مجلس خاص: وماذا تردّون على جماعة الممانعة عندما يتهمونكم بأنكم تسعون إلى التطبيع مع إسرائيل، لا سيما في حال نجحت الدولة في تطبيق قرار حصر السلاح بيدها؟ ويجيب: "هذه التهمة ومثيلاتها تلاحقنا منذ عقود طويلة، ونحن في الأصل لا نوليها اهتمامًا، لأن موقفنا معروف وهو أن لبنان لن يوقّع أي سلام أو يلتزم أي تطبيع مع إسرائيل إلا إذا وجد إجماعًا عربيًا على ذلك أو أقله سارت الأكثرية الساحقة من الدول العربية لا سيما المهمة منها، في هذا الخيار، وحينها لكل حادث حديث".

ويضيف "إن لبنان يتمايز في العلاقة مع إسرائيل عن سواه، بأن بينه وبينها اتفاقية هدنة ما زالت قائمة ونافذة منذ تاريخ عقدها في 2 آذار 1949 في رأس الناقورة. ولذلك، لا بد من العودة إليها وتطبيقها من الجانبين بوجود دولة لبنانية ناجزة السيادة ويمكنها أن تكفل التنفيذ السليم لبنودها. وكل ما عدا ذلك لا يعدو كونه ثرثرات وذرًا للرماد في العيون، علمًا أن اتفاقية الهدنة تضم نقاطًا أفضل بكثير مما يعتقده البعض وأفضل من الاستمرار في حال استنفار دائم على قاعدة الاكتفاء بالتزام وقف إطلاق النار أو الأعمال العدائية من الجانبين. بل إن إسرائيل هي التي قد تكون الأكثر انزعاجًا لأن هناك بنودًا تلزمها بأمور وحيثيات تقع ضمن حدودها وتخضع لرقابة لجنة الهدنة ومراقبيها الدوليين". وللبيان، فإن اتفاقية الهدنة كما جاء في مقدمتها تمثل تدبيرًا موقتًا من أجل تسهيل الانتقال من المهادنة إلى سلم دائم في فلسطين. وليس للاتفاقية مهلة محددة تنتهي بنهايتها، لكنها تؤكد بوضوح أنه لا يجوز للقوات المسلحة البرية أو البحرية أو الجوية التابعة لأي من الفريقين القيام بأي عمل عدواني أو التخطيط له أو التهديد به ضد شعب الفريق الآخر أو قواته المسلحة، وهذا يعني عمليًا امتناع إسرائيل حتى عن إرسال طيرانها للتحليق فوق الأجواء اللبنانية ولو لغاية الاستطلاع. وثمة نقطة مهمة تتضمنها الاتفاقية وهي تلتقي مع قرار حصرية السلاح التزامًا بوقف النار واتفاق الطائف والقرارات الدولية ذات الصلة، إذ ورد في المادة الثالثة أنه لا يجوز أيضًا لأي قوات عسكرية أو شبه عسكرية بما في ذلك القوات غير النظامية أن ترتكب أي عمل حربي أو عدائي ضد قوات الفريق الآخر أو ضد المدنيين في أراضيه.

والأهم، أن الاتفاقية نصّت في ملحق تحديد عديد وعدة القوات الدفاعية لكل من البلدين خارج خط الهدنة، وهو خط مرسوم بعمق معين لدى كل من البلدين في موازاة الحدود الدولية، ويعني ذلك أن هناك منطقة في لبنان شمالي خط الهدنة تصل حدودها إلى خط القاسمية مرورًا بالنبطية التحتا وصولًا إلى حاصبيا، تنتشر فيها قوات لبنانية محدودة مع عتادها ومحددة بما لا يتجاوز الـ 1500 عسكري، والأمر نفسه بالنسبة لإسرائيل وصولًا إلى الخط العام جنوبي الحدود اعتبارًا من نهاريا مرورًا بترشيحا والجش حتى ماروس. ومن هنا، فإن الخطوة اللاحقة المنطقية قبل الوصول إلى أي تطبيع أو سلام تتمثل بترسيم الحدود بشكل نهائي مع إسرائيل، علمًا أن مسألة مزارع شبعا تخضع للقانون الدولي، وأي تعديل في واقعها يحتاج إلى اعتراف سوري رسمي بلبنانيتها أو على الأقل بالتفاوض حولها والأفضل برعاية معينة إقليمية أو دولية. وفي أي حال، وبمعزل عن مسألة المزارع، فلا بد من ترسيم حاسم للحدود اللبنانية السورية للخلاص من المبررات المختلفة في ما خص التهريب ووجود ثغرات وخلافات حول نقاط حدودية معينة يتم استغلالها بشكل أو بآخر لا سيما على صعيد التهريب بمختلف أشكاله، فضلًا عن استمرار بذور نزاع دائم حول مساحات ومشاعات ملتبسة. ولذلك، الأولوية هي لتحديد الحدود وصولًا إلى ترسيمها بدقة عبر وضع العلامات وتثبيت المسوحات والاستعانة بنظام الـ GPS. وهذا يعني استكمال شروط التطبيع مع الدولة السورية والانطلاق نحو إرساء صفحة جديدة من العلاقات السوية. وهذا الأمر يريح لبنان جنوبًا وشرقًا وشمالًا، ويحرره من الابتزاز ومحاولات استغلاله كساحة تحوّله عمليًا إلى أسير يعاني بين المطرقة الإسرائيلية والسندان السوري، ولو اختلف التوصيف لكل منهما بالعدو أو بالشقيق. وهذا الواقع المرتجى يبقى في جانب أساسي منه رهن قرار لبناني رسمي شجاع ونهائي بتطبيع الوضع اللبناني، ضمن شروط معينة تكفل وجود دولة ناجزة قرارًا ومؤسسات، تؤمن الانتظام العام من جهة، وتكرس الطابع التعددي المتنوع للبنان كوطن فريد للشراكة والعيش المشترك المتوازن بما يتخطى حسابات الأحجام والأرقام.

 

أبعد من تشارلي كيرك

هشام بو ناصيف/نداء الوطن/15 أيلول/2025

بالمطلق، ليس العنف السياسي غريبًا على الولايات المتّحدة التي تعرّض أربعة من رؤسائها للاغتيال، كان جون كينيدي آخرهم. ولا الأزمات المجتمعيّة العميقة غريبة عنها، وهي التي غرقت مدنها الكبرى بمواجهات عرقيّة في عقد الستّينات الذي شهد اغتيال مارتين لوثر كينغ، ومالكولم أكس. ومن المعلوم أنّ الشقاق الأميركي ازداد لاحقًا مع وصول ريتشارد نيكسون إلى الحكم تحت شعار "القانون والنظام" الذي استطبن التهديد باستعمال العنف ضدّ المتظاهرين السود، وتحوّل ولايات الجنوب من ولائها التقليدي الديمقراطي إلى حضن الجمهوريّين، ثمّ انفجار فضيحة واترغيت، والكساد الاقتصادي الذي رافق عقد السبعينات. لوهلة، بدا الصدع الأميركي آنذاك عصيًّا على الرأب، قبل أن يطلق رونالد ريغان شعاره الشهير "الصباح في أميركا" ويحصد تصويت 49 ولاية أميركية من أصل 50 في انتخابات العام 1984 الرئاسيّة. بلغ الشقاق الأميركي ذروته بسرعة في الستّينات والسبعينات، ثمّ استكان لعقود، وبسرعة أيضًا، اعتبارًا من الثمانينات على خلفيّة تلاقي النخب الحاكمة بجناحيها الجمهوري والديمقراطي على النيوليبراليّة في الداخل، وتشجيع التحوّل الديمقراطي في الخارج. وبواحد من كتبه غير المعروفة على نطاق واسع خارج أميركا (وعد السياسة الأميركيّة)، رأى المفكّر السياسي الأميركي الألمعي صامويل هانتغتون أنّ أميركا محكومة بقاعدتين: أن تمرّ بأزمات دوريّة كلّ عقدين أو ثلاثة من الزمن؛ ثمّ أن تتبدّد الأزمات لاحقًا بسبب التلاقي الأيديولوجي العميق في الولايات المتّحدة على المبادئ الأساسيّة الناظمة للسياسة فيها.

أن يفكّر واحدنا بكلّ ما سبق يعطيه جرعة اطمئنان وسط المشهد الأميركي الحالي القاتم. تصاعد التوتّر الداخلي وصولًا إلى حرب أهليّة أميركيّة جديدة ليس حتميًّا. ولكن ينبغي الإقرار، في المقابل، أنّ التهدئة الداخليّة في أميركا ليست حتميّة بدورها، وأنّ المستقبل الغامض للولايات المتّحدة ربّما يكذّب التفاؤل العميق الذي حرّك صامويل هانتغتون تجاه بلاده. ليست المسألة وحسب أنّ أرقام حوادث الاغتيالات، أو محاولات الاغتيال، في السنوات الأخيرة صادمة (تعرّض مسؤولون أميركيّون لـ21 اغتيالا، أو محاولة اغتيال، منذ العام 2016، مقابل محاولتين فقط في السنوات العشرين التي سبقت ذلك). في حزيران 2025، على سبيل المثال لا الحصر، اغتيلت النائبة الديمقراطيّة في ميناسوتا، ميليسا هورتمان، وزوجها. وكان الزوج الثمانيني لنانسي بيلوسي، الرئيسة الديمقراطيّة السابقة لمجلس النوّاب الأميركي، تعرّض لضرب مبرح كاد أن يقضي عليه خلال هجوم على منزله في سان فرانسيسكو عام 2022 كان بالأصل موجّهًا ضدّ بيلوسي نفسها. كما أحبطت السطات عام 2020 مؤامرة لاختطاف حاكمة ميشيغان الديمقراطيّة غراتشين وايتمر، من قبل جماعة شبه عسكريّة يمينيّة، وتعرّض القاضي المحافظ بريت كافانو لمحاولة اغتيال عام 2022، فضلًا طبعًا عن نجاة دونالد ترامب نفسه من محاولة اغتيال أصابته بجرح طفيف عام 2024، وأردت أحد أنصاره. هذه مجرّد أمثلة من لائحة تطول. فاذا ما أضفنا إليها الهجوم الشهير على مبنى الكابيتول في واشنطن في كانون الثاني من العام 2021، بعد أن رفض دونالد ترامب الإقرار بخسارته الانتخابات الرئاسيّة آنذاك، يصبح من الجائز التساؤل ما إذا كان المشهد الحالي في أميركا أزمة من أزمات هانتغتون الدوريّة التي سرعان ما ستجد طريقها للحلّ، أم مشهدًا جديدًا كليًّا يهدّد بما لا تحمد عقباه بمجتمع مستقطب بشكل غير مسبوق.

يفاقم القلق ما يلي: يوم غرقت أميركا بأزماتها في الستّينات والسبعينات، كانت دول أوروبيّة كبريطانيا، أو ألمانيا الغربيّة، أو إيطاليا، هادئة نسبيّا. بالمقابل، الأزمة اليوم عامّة بمجمل الديمقراطيّات الليبراليّة الغربيّة، ولعلّ هذا العقد لن ينطوي قبل أن تسقط الدول الأوروبيّة الغربيّة الأربع الكبرى (عنيت فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا) بقبضة اليمين الشعبوي. استطرادًا: قيّض لأميركا، بعقد الستّينات، نخب حاكمة عملت على التهدئة ما أمكن بعزّ الأزمات. يمكن هنا التفكير بكلمات السيناتور روبرت كينيدي الحكيمة الموجّهة إلى الأفريقيّين - الأميركيّين، بعد مقتل مارتين لوثر كينغ، علمًا أنّ كينيدي نفسه، كجون كينيدي أخيه، سقط باغتيال لاحق. بالمقابل، سينتظر طويلًا من ينتظر أن تتصرّف النخب الحاكمة الحاليّة بطريقة مسؤولة. وليس بدون معنى، بعد مقتل تشارلي كيرك، أن يعجز أعضاء الكونغرس عن الصلاة لروحه لدقيقة، حيث انتهت المحاولة قبل يومين بحفلة صراخ متبادل اتّهم فيه الجمهوريّون زملاءهم الديمقراطيّين بالتسبب بمقتل كيرك لتحريضهم ضدّه، فيما ذكّر الديمقراطيّون الجمهوريّين بأنّ الحزب الديمقراطي يحاول منذ عقود تغيير القوانين التي تسهّل الحصول على أسلحة فرديّة لمن يرغب في الولايات المتّحدة – وتاليًا تضع هذه الأسلحة بيد متطرّفين أو مختلّين عقليًّا – بينما يعارض الجمهوريّون ذلك. حصل كلّ ذلك بينما غرقت مواقع التواصل الاجتماعي لأنصار الطرفين بحرب كلاميّة حقيقيّة، ألمح فيها ديمقراطيّون أنّ كيرك حصل على ما يستحقّه، بينما ردّ جمهوريّون بالتهديد العلني بالعنف المضادّ. كلّ ما سبق مقلق جدّا لأميركا. ولكنّه ينبغي أن يكون مقلقًا للعالم أيضا. ومن النظامين الفاشيين بإيطاليا وألمانيا، إلى العسكريتاريا اليابانيّة، إلى الاتّحاد السوفياتي وحلفائه بدول العالم الثالث، وصولًا طبعًا إلى المتطرّفين الإسلاميّين كأسامة بن لادن وقاسم سليماني، خلّصت الولايات المتّحدة العالم في القرن الماضي من عتاة أعداء الليبراليّة. أن تغرق أميركا بالمزيد من الأزمات المجتمعيّة يعني بالضرورة أن تنسحب من الخارج إلى الداخل. الفراغ الناجم عن ذلك، لو حصل، مفيد لقوى كالحزب الشيوعي الصيني، أو فلاديمير بوتين، أو ملالي طهران. حمى اللّه العالم من هكذا احتمال.

 

المغتربون لمن؟ الثنائي يريد ثلث المجلس وعين القوات على بعلبك

محمد علوش/المدن/15 أيلول/2025

في أيار من العام 2026، يُفترض أن يخوض لبنان استحقاقاً انتخابياً هو الأهم في تاريخه السياسي، لكونه يأتي على وقع تبدّلات كبرى يشهدها الداخل اللبناني، والمنطقة بأسرها. وبرغم الحديث عن إمكان تأجيل الانتخابات، إلا أن المعطيات القائمة تؤكد حصول الاستحقاق في موعده، في ظل عدم وضوح الصورة حول شكل القانون الذي ستُخاض الانتخابات على أساسه. لم يعد النقاش حول قانون الانتخاب، مجرّد سجال تقني في اللجنة النيابية الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة، والمكلفة درس اقتراحات القوانين المتعلقة بالانتخابات النيابية؛ بل تحوّل إلى مرآة لأزمة النظام اللبناني بأسره. وما يجري اليوم في اللجنة وداخل الحكومة هو عملية شدّ حبال، حيث يرفع كل فريق السقف إلى حدّه الأقصى، لكنَّ النتيجة ستكون التمسّك بالقانون الحالي، مع توقّع تعديلات طفيفة، لا تُطيح بالتوازنات الهشّة في لحظة إقليمية وداخلية بالغة التعقيد.

الحل الوسط

وسط هذه التجاذبات، تعود اللجنة النيابية الفرعية لتذكّر الحكومة بأن مسؤوليتها الأساس هي تنفيذ القانون كما هو، أو تقديم مشروع جديد؛ إذ لا يجوز للحكومة أن تُعلن عدم قدرتها على تطبيق القانون. ولكن، في الواقع، كل هذه النقاشات تهدف إلى إخفاء الصراع الحقيقي، وهو: مَن يربح ورقة المغتربين؟  وفق مصادر قواتية بارزة، فإن الطروحات الجديدة التي يتقدم بها فريق الممانعة هدفها رفع السقف، بغية ضرب حق المغتربين بالمشاركة في الانتخابات، لذلك يطرح هذا الفريق أفكاراً غير قابلة للتطبيق في المرحلة الفاصلة عن موعد الاستحقاق، مثل إلغاء القيد الطائفي، أو إنشاء مجلس شيوخ. وفق معلومات "المدن"، إن الثنائي الشيعي ومعه قوىً أخرى، مثل التيار الوطني الحر، يفضلون تطبيق القانون الحالي من دون أي تعديل؛ أي تصويت المغتربين لستة نواب في القارات الستّ، في حين يفضل خصوم هذا الفريق تصويت المغتربين لـ 128 نائباً. وما هو مقترح اليوم، بما هو حلّ وسطيّ، هو تصويت المغتربين لـ 128 نائباً، ولكن من داخل لبنان؛ أي توجّه من يُريد من المغتربين إلى لبنان من أجل المشاركة في الانتخابات.

القوات أطلقت ماكيناتها

تُشير مصادر "القوات" عبر "المدن" إلى أنها تفضّل بطبيعة الحال، تعديل القانون لمشاركة المغتربين في كل دول العالم في الاستحقاق السياسي الأهم، ولكنها ستكون جاهزة لكل السيناريوهات، كاشفةً أن "القوات" بدأت بإعداد الدراسات حول مختلف السيناريوهات التي قد ينتهي إليها الملف. ووفق معلومات "المدن" فإن القوات شكلت اللجان المعنية بملف الانتخابات، حتى الاعلامية منها، وأجرت حسابات انتخابية دقيقة ضمن أكثر من سيناريو، بما فيها تلك المتعلقة بالدوائر التي تحتاج فيها إلى أصوات المغتربين، تمهيداً لنقل الأعداد المطلوبة إلى لبنان، في حال اتُّفق على هذه الصيغة. كذلك، وتبعاً للمعلومات، فإن "القوات" تتجه لخوض معارك على مقاعد شيعية في المجلس النيابي المقبل، تحديداً في بعلبك الهرمل، حيث بات المرشح شبه جاهز لخوض المعركة، وكذلك في جبيل التي تمثّلَ "الشيعة المعارضون" فيها بمقعد في الصف الأول في قداس الشهداء الأحد الماضي.

تبادل مقاعد

في المقابل، يسير الثنائي الشيعي بخطىً أكثر حذراً، وهو الذي يعلم أن الانتخابات المقبلة مفصلية، وفيها معركة المقاعد الشيعية الـ 27. ووفق المعلومات، فإن الثنائي بدأ إعداد الدراسات الأولية، ورسم الخرائط الانتخابية. لكنه يفعل ذلك من دون ضجيج، وهو يدرس طبيعة المقاعد الشيعية التي قد تكون بخطر في الانتخابات المقبلة، وما يمكن فعله في هذا الخصوص. والمثال الأبرز يظهر في مقعد جبيل الشيعي، حيث يمتلك الثنائي بين 8 آلاف و9500 صوت، وهو رقم لا يكفي لتأمين الحاصل الانتخابي. هنا يُطرح بجدية، وفق معلومات "المدن" سيناريو تبادل المقاعد بين حزب الله وحركة أمل، بحيث يصبح المقعد من حصة حركة أمل، التي قد تمتلك مرونة أكبر في نسج تحالفات محلية قادرة على تجاوز العتبة والفوز، في مقابل حصول الحزب على مقعد في مكان آخر، علماً أن هذا المقعد قد لا يكون لحركة أمل حالياً، كما هو حال أحد مقاعد الشيعة الستّة في بعلبك الهرمل. وهذا التوجّه يدل على أن الثنائي يتهيأ لخوض معركة صعبة، ليس على مقاعده الخاصة فقط؛ بل من أجل الوصول إلى عتبة الثلث زائداَ واحداً في المجلس النيابي المقبل، لتكون له قدرة تعطيلية، في حين يسعى خصومه إلى الحصول على الثلثين. وفق المعلومات، فإن الثنائي يتوقع معارك شرسة على مقاعد شيعية في جبيل، بعبدا، الجنوب الثالثة، وبعلبك الهرمل، علماً أن تعويله الأول سيكون على تصويت بيئته بكثافة، لرفع الحاصل الانتخابي في الدوائر المعنية.

 

الودائع... هيركات مباشر وغير مباشر بالمليارات

عزة الحاج حسن/المدن/15 أيلول/2025

قد لا يُبتّ مشروع قانون إعادة الانتظام المالي سريعاً، كما يأمل البعض؛ إذ يُرجَّح أن يتعرّض للمماطلة في مجلس النواب، حتى لو خرج سريعاً من مجلس الوزراء، وربما يُؤجَّل البتّ فيه إلى ما بعد الانتخابات النيابية. وبرغم أن بعض التسريبات حوله قد لا تكون دقيقة، إلا أن عدداً من النقاط الجوهرية بات شبه محسوم. فهل سيُقتطع جزء من الودائع كما أشيع؟ وهل من صيغة واضحة لإعادتها؟

تضييق الفجوة المالية

يستهدف قانون إعادة الانتظام المالي، أو ما يُعرف بقانون الفجوة المادية، رسم خريطة واضحة للودائع، وتحديد مصيرها، وكيفية إعادتها، وحجم المسؤوليات الملقاة على عاتق كل من الأطراف المعنية بالودائع، من الدولة ومصرف لبنان، إلى المصارف، وصولاً إلى المودعين. ولأن خريطة الودائع وشكلها وكيفية إعادتها، تقوم على حجم الفجوة المالية الواقعة في القطاع المصرفي، (والمقصود بالفجوة الفارق بين المطلوبات؛ أي الودائع، والموجودات؛ أي ما هو متوفر لدى المصارف)، فإن أحد أهداف القانون يقوم على تضييق تلك الفجوة قدر الإمكان، وصولاً إلى رأبها تماماً. وليس تضييق الفجوة المالية بالأمر السهل، فذلك يفتح الباب على مصراعيه على عمليات "تشذيب" و"اقتطاع" من الودائع؛ أي "هيركات" مباشر وغير مباشر. وما بات مؤكداً حتى اللحظة أن الفجوة المالية المقدّرة قيمتها بنحو 84 مليار دولار، لن تُردم بالكامل، أو بالأصح ستُقلص عبر شطب أجزاء منها، وردم ما ينتج من ودائع بعد عمليات الاقتطاع.

طروحات لتقسيم الودائع

كثيرة هي الطروحات التي يجري التداول بها لردم الفجوة المالية؛ منها شطب الفوائد المرتفعة التي استفاد منها المودع قبل سنوات الأزمة، وشطب الودائع التي سيثبت عدم مشروعيتها، وإعادة النظر في الأرباح التي حققتها المصارف من الهندسات المالية، وغير ذلك من النوافذ التي يمكن عبرها تقليص حجم الفجوة المالية.

أبرز النقاط التي يتضمنها التصوّر الأوّلي لمعالجة الودائع، يمكن اختصارها بأن الودائع ستُقسَم فئتين: الفئة الأولى التي تقل قيمتها عن 100 ألف دولار، والفئة الثانية التي تزيد قيمتها عن 100 ألف دولار. ويأتي هذا الطرح بموازاة طرح آخر يقسم الودائع 3 أقسام: الأول دون الـ100 ألف دولار، والثاني بين 100 ألف ومليون دولار، والثالث يفوق المليون دولار. لكن في شتى الحالات، فإن الاقتطاع من الودائع واقع حكماً، وهلى نحوٍ مباشر وغير مباشر. ووفق مصادر متابعة لنقاشات مشروع قانون الفجوة المالية، فإن الودائع التي تقل عن 100 ألف دولار ستُعاد على مدار 5 سنوات، وبقيمتها الحقيقية، أو بمعنىً أقرب إلى الواقع، سيُعاد ما تبقى منها. فالتضخم اقتطع جزءاً منها بالفعل منذ العام 2019 وحتى اليوم، إضافة إلى الرسوم والعمولات المضخمة التي تقتطعها المصارف شهرياً منها. أما الودائع التي تزيد عن 100 ألف دولار، فلم يعد خافياً أنه لن تُعاد نقداً بقيمتها الفعلية؛ إنما عبر سندات مسحوبة على صناديق أو أدوات طويلة الأمد لدى البنك المركزي. أما ما يحدد آجال تلك السندات فقيمة الوديعة نفسها؛ إذ يكشف المصدر عن مقترحات تربط حجم الوديعة بالسنوات التي تمتد عليها السندات. بمعنىً آخر ستتراوح آجال السندات من 15 إلى 25 عاماً تتغير تبعاً لحجم الوديعة. هذا النوع من السندات، وإن كان سيحفظ حق المودع على مدى سنوات محدّدة، غير أنه يمارس عملية "هيركات" على نحوٍ غير مباشر. فالوديعة التي يجب أن يستعيدها المودع بعد 15 أو 20 أو 25 عاماً، لن تبقى قيمتها الفعلية كما هي عليه اليوم؛ إذ ستتقلص وتفقد جزءاً كبيراً من قيمتها بفعل التضخم وعامل الزمن. وفي هذه الحالة سيفوق الهيركات مستوى 30 في المئة من الودائع، مع عدم استبعاد دخول السندات سوق العرض والطلب. وفي هذه الحالة لن تزيد قيمة السند عن 10 إلى 15 في المئة من القيمة الحقيقية للوديعة، لا سيما أن سدادها مؤجل على مدار سنوات لا تقل عن 15 عاماً.

"شطب" مباشر وغير مباشر

ووفق المعلومات، فإن الودائع الكبيرة، لا سيما تلك التي تفوق قيمتها مليون دولار، ستخضع لعملية شطب للفوائد المرتفعة التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة قبل الأزمة، لتُحرر بما يتبقى منها بسندات على مدى سنوات تتراوح بين 15 و25. وبين البنود التي تخضع للدرس والتدقيق أيضاً، شطب الودائع التي يثبت عدم مشروعيتها، علماً أن هذا الأمر ربما يفتح باب المساءلة على المصارف التي خالفت شروط الامتثال بالقوانين واللوائح والمعايير المهنية الدولية، وتساهلت في تطبيق معايير الـ ،KYC واستقبلت ودائع غير واضحة المصدر سابقاً. ويُضاف إلى ذلك شطب الجزء الأكبر من الودائع التي حُوّلت بعد اندلاع الأزمة من ليرة إلى دولار، على أن يتقاضاها أصحابها كاملة بالليرة أو بالدولار، إنما بعد شطب ما لا يقل عن 70 في المئة منها. والثابت أن هذه الودائع لن تُحتسب بالدولار بقيمتها الحقيقية. هذه العمليات من شأنها خفض قيمة المطلوبات من حوالى 84 مليار دولار، إلى ما لا يزيد عن 53 مليار دولار، يتوفر منها ما لا يزيد عن 14 ملياراً من الاحتياطات لدى مصرف لبنان، وهذا ما يعني أن الاقتطاعات المباشرة من الودائع ستبلغ نحو31 مليار دولار. وبذلك تكون الودائع قد خضعت لعملية اقتطاع مباشرة، وأخرى غير مباشرة بفعل الزمن. أما لجهة تقسيم المسؤوليات بين الأطراف المعنية، فإن مصرف لبنان، وفق المعلومات، يسوّق لكونه سيتحمّل مسؤولية الجزء الأكبر من الودائع، وسيتقاسم المسؤولية مع المودعين، في مقابل إعفاء المصارف والدولة من الثقل الأكبر من المسؤولية. لكنَّ حقيقة الأمر أن الدولة والمودع سيتحمّلان المسؤولية الكبرى لسداد ما تبقى من الودائع، وهو بنسبة 60 في المئة من حجمها، في حين سينفضُ المركزي والمصارف عن نفسيهما المسؤولية.

 

 الطلاب رهائن والأهل راضخون.. من يضبط جنون الأقساط؟

نغم ربيع/المدن/15 أيلول/2025

لم تعد المشكلة محصورة في الأقساط وحدها، بل تحوّل العام الدراسي إلى سلّة نفقات متشابكة

"زاد قسط المدرسة نحو 500 دولار عن العام الماضي، وما زالت ابنتي في الروضة". بهذه العبارة المقتضبة يصف محمد، وهو أبٌ لابنتين، وقع الصدمة التي نزلت على عائلته مع انطلاق العام الدراسي الجديد. ويضيف، وهو يبتلع أنفاسه: "نعمل ليلًا ونهارًا، في وظيفتين وثلاث، كي نتمكن من تأمين تكاليف الحياة والمدرسة معًا". لم يعد العام الدراسي موعدًا للفرح، ولا لحقيبة جديدة ودفاتر ملوّنة؛ بل صار عند الكثير من العائلات اللبنانية مرادفًا للقلق والرهبة. فمع كل بداية عام دراسي جديد، تنهال رسائل المدارس الخاصة على الأهالي: جداول جديدة، زيادات مفاجئة، ومطالبة بالدفع المسبق. أزمة الأقساط هذه ليست طارئة؛ بل تاريخية، لكنها اليوم أشد وطأة؛ إذ تتداخل مع الغلاء المعيشي الخانق، وانهيار العملة الوطنية، والفوضى الأمنية، وانسداد الأفق أمام أي إصلاح تربوي. وهذا معطوف على أن المدارس الخاصة تشكل أكثر من 70 في المئة من قطاع التعليم في لبنان، وتحوّلت إلى سلطة قائمة في ذاتها، تتحكّم بمصائر الأُسر بلا رقيب ولا سقف، في حين أنَّ الأهالي يئنّون تحت عبء لم يعد يُحتمل، بين الخوف على مستقبل أبنائهم، والعجز عن تأمين حقهم في التعليم.

هجرة تعليمية داخلية

يلخّص رامي، الأب لثلاثة أولاد، جانبًا من معاناة الأهالي بقوله " ارتفع القسط قليلًا عن العام الماضي، لكن الأسعار الخيالية للقرطاسية والكتب والزيّ المدرسي أصبحت هي العبء الأكبر". لم تعد المشكلة محصورة في الأقساط؛ بل تحوّل العام الدراسي إلى سلّة نفقات متشابكة: كتب تُباع بالدولار، دفاتر وأقلام تعادل أسعارها نصف راتب، ولباس مدرسي باهظ الثمن يُفرض على الأهل كما لو أنهم يعيشون حياة ترف ورفاهية. من جهته، يختصر خليل، وهو أب لطفلة، المأزق بكلماتٍ تحمل شيئًا من الاستسلام "نعم هناك غلاء، لكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟ علينا أن نسير كما يسير البلد، فلا حلّ آخر". جملة تختزن حالة عامة يعيشها كثير من اللبنانيين، حيث تغدو الأزمة قدرًا محتومًا لا مجال لمواجهته أو كسر دائرته. لكن في ظل هذا الانسداد، يحاول بعض الأهالي الالتفاف على الكلفة بالحفاظ على التعليم الخاص؛ إنما ضمن حدود أقل. محمد، أحد الآباء، يروي تجربته "اضطررت إلى نقل ابني من مدرسة خاصة إلى أخرى أقلّ كلفة. القسط خيالي، والراتب لا يكفي. ابني لم يتجاوز السادسة بعد، ومع ذلك يكلّفني أكثر من 3500 دولار سنويًا، عدا عن القرطاسية والكتب واللباس". هنا لم يعد انتقال التلميذ بين المدارس للبحث عن مستوىً تربوي أفضل؛ بل بات أشبه بـ"هجرة تعليمية داخلية" هدفها تخفيف الأعباء المالية، ولو على حساب المستقبل العلمي للأبناء. هذه "الهجرة التعليمية" لا تقتصر على التنقل بين المدارس الخاصة نفسها؛ بل تتسع جغرافيًا من العاصمة إلى الأطراف. أسامة حرب، الأب لثلاثة أولاد، يصف الأمر بمرارة: "نقلت أولادي من بيروت إلى البقاع. لم يعد لدينا طاقة نفسية، ولا قدرة مالية لدفع ما تفرضه مدارس العاصمة". في المقابل، ثمّة عائلات لا تمتلك حتى خيار التنقّل. مريم، وهي أم لابنتين، تعلن استسلامها بقولها: "غلّوا الأقساط، لكن لا نستطيع فعل شيء. نحن تحت الأمر الواقع. الأولاد يجب أن يتعلّموا، فهذا مستقبلهم".

مدارس للفقراء وأخرى للأغنياء؟

بين النزوح والرضوخ، تنحسر الخيارات وتضيق دائرة الأمل، في حين يبقى مستقبل الأبناء رهينة أقساطٍ تتحكّم بمصائر الأهل، أكثر مما ترعى حقّ أبنائهم في التعليم. وهذا الواقع ولّد ما يشبه "الفرز الطبقي" داخل المدارس. رنا، أمّ لأربعة أولاد، تصف الأمر، قائلة: "أحصل على حسم لأن أولادي متفوّقون، لكن المدارس اليوم باتت تفرز الناس. من يعجز عن الدفع يُشطب اسمه". وهكذا، لم تعد المدارس الخاصة فضاءً مشتركًا للتعليم؛ بل غدت أقرب إلى أندية مغلقة، لا مكان فيها لمن لم يعد قادرًا على تسديد الأقساط كاملة. وراء هذه الشهادات تترسّخ حقيقة أعمق: التعليم الخاص في لبنان لم يعد مجرّد مسألة جودة أو خيار بين مناهج وأساليب؛ بل تحوّل إلى انعكاس مباشر للأزمة الاقتصادية والاجتماعية. ففي الوقت الذي تُرفع فيه شعارات "حق التعليم للجميع"، تمارس المدارس الخاصة فعلًا معاكسًا؛ إذ تصنّف التلامذة وفق قدرة ذويهم المالية، وتعيد إنتاج الفوارق الطبقية على مقاعد الصفوف. وليس هذا المشهد جديدًا في تاريخ التعليم اللبناني. فمنذ عقود يتكرّر الجدل حول "الموازنات المدرسية"، وحق لجان الأهل في الاطّلاع عليها ومناقشتها. غير أنّ الإدارات غالبًا ما تحجب الأرقام، وتُبقي الأهالي أسرى قرارات أحادية: إمّا القبول والدفع، وإمّا الانسحاب والصمت. الأخطر من ذلك أنّ "الملاذ البديل" المفترض؛ أي المدرسة الرسمية، ينهار بدوره. فالتعليم الرسمي منهار بفعل السياسات المتعاقبة، والبنى التحتية للمباني متصدّعة، والميزانيات شبه معدومة. ولم يعد الانتقال من المدرسة الخاصة إلى الرسمية حلاً حقيقيًا؛ بل غالبًا ما يعني تراجعًا في المستوى وفرصًا أقلّ للطلاب. وهكذا يجد الأهل أنفسهم عالقين بين خيارين كلاهما مُرّ: مدرسة خاصة تستنزفهم ماديًا وتقصي الفقراء، ومدرسة رسمية تترنّح على حافة الانهيار.

المعلمون أيضًا ضحايا

المفارقة أنّ المعلّمين أنفسهم ممتعضون، ولا يجنون شيئًا من هذه الزيادات على الأقساط. تقول معلمة في إحدى المدارس الخاصة بمرارة: "الأقساط مرتفعة، لكن الرواتب متدنية. الأهالي يدفعون الغالي والنفيس، في حين أنَّ المعلمين يعجزون عن تأمين قوتهم حتى نهاية الشهر". أمّا الأهالي، فبينهم من يرى أنّ التذمّر وحده لا يُجدي. فادي زكور، أب لثلاثة أولاد، يقول: "كلّ عام تتكرّر الأزمة نفسها؛ أي الغلاء وضيق الحال. أستدين لأدفع الأقساط، لكن ذلك لا يكفي. لا بدّ من نزول الناس إلى الشارع لضبط الأقساط". غير أنّ هذه الدعوات غالبًا ما تبقى أسيرة الغضب الفردي؛ إذ لم ينجح الأهل بعد في تحويل وجعهم المشترك، إلى قوّة منظّمة قادرة على فرض إصلاح حقيقي، سواء على الدولة، أو على إدارات المدارس.

أزمة بلا نهاية؟

تبرّر المدارس الخاصة زياداتها الأخيرة بتضخّم الدولار، وارتفاع التكاليف التشغيلية أضعافًا، لكنها تظل غامضة في كشف حساباتها. لا أحد يعرف كم يذهب إلى الرواتب، وكم تُنفق فعليًا على المصاريف التشغيلية، وكم يدخل إلى جيوب الإدارات. ووزارة التربية، التي يفترض أن يكون لها الدور الرقابي والضامن للحق بالتعلّم، غائبة أو متواطئة. النقاش حول "الموازنات" و"حقوق الأهل" يتكرّر كل عام، لكنه لا يتحوّل إلى أيّة آلية فعلية لضبط الأقساط، أو حماية الأهالي. في هذه البيئة، يظل الأهالي يدفعون، ويئنّون، ويصرخون في فراغ. بعضهم يرضخ، وبعضهم يهاجر إلى مدارس أبعد وأرخص، وبعضهم يحلم بخيار ثالث لا يأتي أبدًا. أما الأطفال، فهم في هذا المشهد مجرد رهائن في معركة مفتوحة بين إدارة تبحث عن الأرباح، ودولة عاجزة، وأهالٍ مستنزفين. غياب الدولة بوصفها ضامناً وحامياً للحقّ في التعليم، يجعل كل سنة دراسية جديدة معركة مفتوحة؛ يتقدّم فيها الجشع على حساب العدالة، والتمييز على حساب تكافؤ الفرص، ليصبح مستقبل الأطفال باهظ الثمن في أزمة لا تنتهي.

 

الاستعمارية الجديدة واجتماع المتضرّرين

أحمد جابر/المدن/14 أيلول/2025

هي استعمارية جديدة تعيد رسم خرائط النفوذ، وتستعيد حرب الأسواق التجارية. افتتحت الترامبية حرباً عالمية ثالثة، سلاحها الرسوم الجمركية، والعقوبات الاقتصادية، والتدخّل في شؤون "العالم" لاستتباع من يمكن استتباعه، ولتهشيم من يَسْهل تهشيمه. خطاب الاستعمارية الجديدة، خليط مفضوح من التهافت المعنوي والأخلاقي، حيث حقوق الإنسان تساوي التجاوز عليها، وحيث السلم العالمي تطيح به أزمات وأسلحة الاستعمارية المتنقلة. في حلبة الصراع العالمي الجديد، عرب وعجم، وأديان وقوميّات وإثنيات، وبلدان أطراف، وبلاد أقطاب، وتواريخ مشتركة وجغرافيات سياسية وأرضية متداخلة... ولكل من هذه "الوضعيات" نقطة ارتكاز في هذه الحلبة، لكن أوزان النقاط تختلف بحيث يكون وزن بعضها، السياسي والاقتصادي والجغرافي، لا يساوي وزناً، وبحيث يكون حاصل بعضها الآخر ثقيل الموازين. استعادة البحث في الهجوم الاستعماري الجديد، تمليه لحظة الهجومية الترامبية الحالية عالميّاً، وتمليه لحظة انفلات التوسعية الصهيونية التي تستكمل اجتياح فلسطين، وتحمل رايات هيمنتها إلى سائر الربوع العربية. إذن، ماذا عن اللوحة حيث المهاجم المستعمر سافر النيران، وحيث المُدافع العربي والإقليمي، يكتفي بالتنديد والإدانة، وبالتذكير بالاتفاقات الدولية وبالسلم العالمي وحقوق الإنسان!

جديد يستعيد قديماً

الإشارة إلى استعمارية جديدة، تعني معاينة ومراقبة الجديد العربي، الذي نشأ في مواجهة الجديد العالمي، وتعني أيضاً معاينة الجديد الإقليمي والدولي، الذي تناوش الاستعمارية دياره، وتحاول التلاعب بانتظام عيشه وبسيولة استقراره. عربيّاً، ووفقاً لتراتبية "منهجية" تجمع بين الأصل وفروعه، من المفيد إعادة النظر في عناصر الجديد المحلي، أولاً، ليكون مفيداً ربط هذا الجديد، بما يحيط به من جديد إقليمي، على أصعدة الدور والنفوذ والعلاقات واحتمالات المخاطر.

أولاً: الدور الإسرائيلي

استعادت إسرائيل الحالية، التعريف الذي عرّفتها به حركة القومية العربية، فهي في عرف أدبيّات تلك الحركة "القاعدة المتقدمة لحماية المصالح الاستعمارية". تعريف الحماية شامل، كذلك تعريف المصالح، فهذه الأخيرة تعني نهب الموارد والثروات العربية، وتعني منع ولادة وحدة عربية فاعلة، وإنشاء ورعاية ودعم أنظمة محليّة، تؤمن استقرار المصالح داخلياً، وتستفيد من شراكتها مع الناهب الخارجي، والحيلولة دون قيام دول عربية تستوفي شروط الدولة، كي لا يتهدّد الكيان، ولا تتوفر إمكانية نهضة عربيّة تحرريّة. دور المخفر الأمامي، أو القاعدة المتقدمة، لم يعادل يوماً تغييب المصالح الإسرائيلية الخاصة، ولم يكبح سعي النظام الإسرائيلي إلى تأكيد مركزيته لدى الاستعمار الذي أوجده، مثلما لم يعرقل حركته إلى تأكيد سيادة مقولات أمنه، ومقولات مقوّمات وجوده لدى عواصم القرار، التي جاهر بعضها لاحقاً "بصهيونيته"، ورفع بعضها الآخر مسألة ديمومة إسرائيل، وجوديّاً، إلى مرتبة وجود قيمه الأخلاقية، وديمومة عناصر رسالته الإنسانية. شيء من هذا القبيل سمعناه على لسان الرئيس الأميركي بايدن، وكثير من هذا الشيء نسمعه اليوم على لسان الرئيس الأميركي ترامب، ومثل هذا الكثير سمعناه على ألسنة مسؤولين في الغرب الاستعماري، في صيغة "معاداة السامية... خطاب الكراهية... استهداف اليهود"...

إذن، عادت الاستعمارية الجديدة، فأكدت مركزية إسرائيل، وأعادت بلورتها بلغة السياسة وبلغة التحالف وبلغة الوجود... وبكل أسباب الدعم الذي ما زال يوفّر لها عناصر استمرار عدوانها، وعناصر تفوقها في مواجهة محيطها العربي والإقليمي.  مجدّداً، عودة إلى السؤال القديم الجديد: العرب وإسرائيل؟ ماذا بقي من الأمس؟ من أين طريق الغد؟ وكيف يكون العبور؟

ثانياً: الدور الإيراني

عندما نجحت الثورة في إيران، رحَّب بها الوطنيون اللبنانيون وأبناء الثورة الفلسطينية. نزلت المظاهرات إلى الشوارع، فقد كان الرهان على الموقع الإيراني كبيراً، بعد توقيع اتفاقية كمب ديفيد بين مصر وإسرائيل. توسّم المتضررون الثوريون خيراً، في حلول الوزن الإيراني محلّ الوزن المصري، في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي. التذكير بالبدايات ضروري، وضروري القول إن الثورة الإيرانية حَظيت بدعم منظمة التحرير الفلسطينية قبل انتصارها، وبعد هذا الانتصار... لكن التطورات اللاحقة جاءت معاكسة لما توقَّعه الوطنيون العرب عموماً، من مؤازرة إيرانية في معركتهم القومية العربية. كل التطورات اللاحقة، جاءت تنفيذاً لسياسات إيرانية طافرة، دافعها "تصدير الثورة" التي لم تكن في نهاية المطاف غير تصدير لاهتزاز الاستقرار في أكثر من بلد عربي. كانت البداية مع العراق، الذي اجتاحته لاحقاً الآلة الأميركية، بمباركة عربية، وبمواكبة إيرانية تبدّت معالمها في الأعوام التي تلت الاحتلال. لقد تصرّفت إيران تصرّف المنتصر في العراق، ثم انتقلت منه، وكما هو معلوم، إلى العواصم العربية الأخرى، في محاولة لتثقيل وزنها في معادلة النفوذ الشرق أوسطية. لم تنتبه إيران إلى أن الرضى الأميركي عن دورها كان رضىً توظيفيّاً، فلما تجاوزت ما هو مرسوم لها، وما هو مسموح به، ضمن خطة الهيمنة الأميركية العامة... تعرّضت للهجوم الذي ما زالت نتائجه تتوالى. ماذا يجمع إيران مع العرب عموماً اليوم؟ يجمعها وضع الضرر الذي دُفعت إليه، وفقدان "الحظوة" الأميركية والغربية، التي كانت لها منذ الحرب على طالبان في أفغانستان. حصيلة الموقع الإيراني أنه غير ثابت اليوم، وغير مستقر ومهدد في نهاية المطاف. ماذا يفرض ذلك على السياسي الإيراني راهناً؟ يفرض مراجعة واعتذاراً عن سلوكه في البلاد العربية التي أعلن سيطرته على عواصمها، ويفرض عليه استطراداً، تلمّس سياسة حسن جوار جديدة، ما زالت مفتوحة الأبواب، ذلك أن إيران لن تكون في موقع العدو، على الرغم من كل ما أنزلته من خراب سياسي ومادي بجوارها. هل يتوقع الموقع العربي فتح صفحة علاقات جديدة مع الموقع الإيراني؟ الضرورة تدفع إلى ذلك، وانفتاح بعض دول الخليج على المصالحة مع إيران، يوحي بأن تبدّل الأحوال مع إيران لا يقع في باب المستحيلات.

ثالثاً: الوضع العربي

يقبع الوضع العربي اليوم في قعر الاستباحة، فهو محنيّ الإرادة، ومطويّ الأذرع، وكثير المناشدات. لنعدّد ما هو أمام العين، ولنسترجع ما هو مقيم في الذاكرة المقصيّة. فلسطين استبيحت، وأبيدت غزّة، وطورد أبناء الشعب الفلسطيني، من دون تمييز بين حامل سلاح وحامل كيس طحين ومنتظر للفوز بوجبة طعام.

ليبيا فقدت وحدتها، والسودان تشظّى دولاً، واليمن ساحة صراع، والعراق ما زال "مكسور العين"، وسوريا ميدان رمي سياسي وقصف ناري وتنازع نفوذ. مصر مهدّدة في مياهها، ولبنان يترنّح منذ خمسين من الأعوام، والأردن مهدّد في ثبات كيانه، والخليج برمته، ما زال مصنَّفاً كخزينة مالٍ تمتد إليها يد الناهب الاستعماري، بدعوى الحماية، وبدعوى الحفاظ على ما يسميه الناهب إياه: ممالك من رمال. ألم يلوّح الرئيس بوش الإبن بإعادة تقسيم المملكة العربية السعودية، بعد "غزوة" نيويورك الشهيرة؟ استعراض الوضع مقدمة لأكثر من استفهام عن الماضي، ولأكثر من سؤال عن الحاضر، ولخلاصة عن السلوك المستقبلي، الذي لا مسافة طويلة تفصله عن واقع الحال.

عن الماضي والحاضر

 لماذا سمح المجموع العربي بحصول ما حصل في كل البلاد العربية التي أصابها زلزال الهيمنة وزلزال الاحتراب؟ وهل كان للعرب "دَالّةً" على الذين يدعونهم الحلفاء، بحيث يطلبون إليهم تحييد المنطقة العربية عمّا تعرضت له؟ ولماذا سمح المجموع العربي لسياساته ولساسته بغض الطرف عن التغلغل الإيراني، في العراق الذي أثيرت فيه النزعة المذهبية، وفي اليمن الذي استغلت فيه النزعة القبلية- المذهبية، وفي لبنان الذي كان في مقاومة وطنية فصار إلى مقاومة مذهبية، وفي فلسطين التي تأسلمت قضيتها على يد حركة حماس، وها هي الفاجعة فاغرة الفاه، تلتهم البشر والحجر في غزة الذبيحة. نلخص مآل الأسئلة بتقرير حال الواقع: إن العرب في حالة هزيمة مكتومة في أقطارهم، وفي حال إذعان صامت في دوائر قرارهم، وفي حالة عجز عن ردّ الاستهداف الناري الذي سلطته عليهم إسرائيل، قاعدة الغرب الاستعماري المزروعة في قلب الوطن العربي.

 

ألوحول اللبنانية التي أسعى لأنزعها عن ثوبي.

السفير د. هشام حمدان/فايسبوك/14 أيلول/2025

يزيد عمر لبنان عن خمسة آلاف سنة. وقد شهد شعبه عبر هذه القرون الطويلة عشرات الجيوش الغازية. كما شهد وتأثر بالتحولات التي جرت حوله. إنخرط الشعب في واقع التحولات ألتي كان أهمها سيادة بالديانات والمذاهب الإبراهيمية . واقع لبنان الجغرافي ولا سيما كثرة جباله، جعل الحروب على أراضيه أكثر صعوبة فعانت الجيوش الغازية من واقعه. وقد حذر النبي حبقوق بني إسرائيل منه وقال لا تغرقوا في وحول لبنان. عاشت في جبال لبنان مجموعات سكانية تمايزت باختلاف انتماءاتها المذهبية والدينية. أقر لبنان الصغير لأكثر من ثماني عشرة طائفة بالعيش بحرية على أراضيه وكان هذا التنوع سمة مميزة لهذا الوطن.

من المؤسف أن المطامع الخارجية بلبنان والتي لم تتوقف طوال التاريخ، عادت بقوة فبدأت عدة دول منذ القرن الثامن عشر، تثير غرائز دينية وتستغل عائلات ضمن هذه المجموعات المختلفة، لخدمة مصالحها. قامت تلك القوى بإغراء العائلات المنتقاة بالسلطة والمال كي تقاتل إلى جانبها. عززتها ودعمتها ومنحتها حمايتها وقدرات عملانية تساعدها. إنقادت كل مجموعة سكنية الى عائلة أو أكثر، تقاتل تحت قيادتهم معتقدة أنها تحميها من مجموعات أخرى تقودها أيضا عائلات تعمل مع دول مختلفة. تجذرت في شعبنا ثقافة الرضوخ للواقع بمن يقوده من غريب وقادة عائلات أزلام لهذا الغريب. لبنان لم يكن يوما بلدا له صوته الحر  تصنع نغماته مصالحه، لأنه لم يكن له قيادة وطنية. كل القيادات مذهبية وطائفية. جرت محاولات وخاصة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لتحويل لبنان إلى بلد علماني حديث  لكنها لم تتحقق. كنت من الذين عملوا لهذا الغرض. دفع الخارج لبنان الى آتون حرب أهلية أعادت تجذير الولاءات المذهبية بين مكوناته السكانية. لم تمنعني نتائج الحرب من التوقف عن النضال لأجل العلمانية في لبنان.

نعم، ترك الصراع ضد الطائفية في لبنان وحولا على ثوبي. وهذا النوع من الوحول يصعب في الواقع التخلص منه. عانيت مع أهلي وأحبائي فسعيت الى الإبتعاد عن لبنان وتبني وطنا آخر لا تحكمه المذهبية والطائفية وإنما يسود فيه احترام الإنسان بحقيقته كإنسان أولا وقبل أي جانب آخر. إخترت أميركا حيث لا تمييز بين مواطن وآخر لأي سبب. ووعدت نفسي أن لا أسمح للوحول العالقة على ثوبي أن تأخذني مجددا إلى مستنقعها. حدثت المجازة التي أصابت الأقليات في سورية ومن بينهم الدروز. حكم اهل القاعدة من المسلمين المتشددين سورية. رأيت صورة وليد جنبلاط يصافح الجولاني التي تتلطخ يداه بدماء ألوف الأبرياء من الأقليات. وهالني أنه يدعو ابناء جلدته إلى التسليم له. كتبت بكل تهذيب مناشدا له ولغيره عدم التدخل في الشأن الداخلي في سورية ومحذرا من أن موقفه قد يؤدي إلى انقسام بين الدروز.

جاءت المذابح ضد أهلنا. لم يتدارك  جنبلاط الأمر فيعتذر من موقفه المؤيد للجولاني كما فعل عندما اعتذر لحزب الله. بل ذهب يدعو الدروز الى العودة إلى الإسلام. شعرت كغيري بالغضب وبالخوف على مصير شعبنا ليس كدروز فحسب بل كلبنانيين نعيش ثقافة العيش المشترك. كتبت بكل تهذيب مرة اخرى انبه الى واقع سورية المختلف عن تركيا التي يحكمها الاخوان، وضرورة احترام حقوق الأقليات فيه. رغم ذلك تستمر الحملة على الأقليات في سورية ويستمر التأييد الحنبلاطي للجولاني وترتفع شعارات التخوين للمناضلين من أهلنا في السويداء ألذين يقاتلون ضده. عدت فكتبت بلغة المحارب ضد الطائفية والإقطاع. مشكلتي مع الوحول انني مجبول بتراب لبنان بما فيه من مستنقعات هذه الوحول. الكتابة والرأي بالنسبة لي ارقى أنواع التعبير الحضاري. تعرضت لحملة من أقلام رموز لها كل الاحترام في نفسي.  لامني أصدقاء وذكروني أن الوحول باتت تملأها رائحة كريهة بعد أن تلوثت بالدماء الأهلية. ما أصعب الوحول التي تتلوث بدماء الأهل فكيف إذا كان الدماء من صنع بعضهم البعض؟ لا أريد أن أكون جزءا من هذا الصراع بين الأهل. ولكنني أطالب وليد جنبلاط بالاعتذار عن خطئه. ربما يخفف ذلك من الإحتقان القائم. اخيرا أقول لمن سأل عن مقامي وأعمالي، بأن يراجع تاريخ ال الحمدان وكذلك يراجع صفحات غوغل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

نديم الجميّل: سقط المحور الذي اغتال بشير... ودولته ذهبت إلى مزبلة التاريخ

المركزية/14 أيلول/2025

أقامت مؤسسة بشير الجميّل احتفالا لمناسبة الذكرى ال٤٣ لاستشهاد الرئيس بشير الجميّل ورفاقه، في ساحة ساسين – الاشرفية حضره عدد من النواب والفاعليات والمناصرين.

الاحتفال بدأ بالصلاة عن نفس أرواح شهداء ١٤ أيلول، ثم عرض لكلمات الرئيس الشهيد، تلاها بانوراما مشهدية وموسيقية لأناشيد البشير وتاريخ المقاومة اللبنانية، فكلمة للنائب نديم الجميّل قال فيها: للمرة الأولى منذ 43 سنة نحتفل بـ 14 أيلول، فبعد 43 سنة كل المحور المسؤول عن اغتيال بشير والدولة سقط وأصبح في مزبلة التاريخ. ولفت إلى أن ما زرعه بشير فينا أثمر اليوم، مشيرًا إلى أن منذ استشهاد البشير مر على البلد رؤساء جمهورية وحكومات كانوا عبارة عن خنوع ومماطلة وكلها ممارسات صحّحها بشير وللأسف عدنا اليها بعد اغتياله.

ورأى أن ما زرعه بشير في قلوبنا نرى مفعوله اليوم، فلا مشروع التوطين نجح ولا طريق القدس مرّت بجونية ولا الأشرفية ركعت "وفشر على رقبتهم". وأكد ان بشير حقق الإرادة الصلبة بتخطيطه عندما كان الكل ضائعًا، أما مفهوم المقاومة فقد شوّهوه فبشير "بيّها وإمّها" ونحن أولادها كي نحمي دولة لبنان، جازمًا بأن الدولة "ما بتخوّف" ومن يخاف منها لا يعرف ما معنى الدولة وقد بنى قوته على حسابها واعتاد على الفوقية والتهريب والمرفأ المفخخ وعرقلة الانتخابات والتهديد وعلى كل ما يمنع قيام دولة حقيقية. وقال الجميّل: "من يُعيّرنا بتاريخنا، فليعد حساباته، مؤكدًا أننا إن اضطررنا فبكل فخر سنعيد التاريخ." وشدد على أن لا يمكننا أن نقبل بأي سلاح مهما كان مصدره، ولن نقبل بالتساهل معه ولا الجلوس معه، مؤكدًا أن هناك دولة ستقوم وكل الكلمات لتدوير الزوايا انتهينا منها ومن يخاف من مفهوم الدولة لا يفهم ما هي. وأشار إلى أن من واجبنا ان نكون حاضرين في هذه المنطقة التي تشهد تغيّرات وهدفنا حماية لبنان ووجوده، وتثبيت هويته وتكريس ال10452 كلم مربع كمساحة حرية وأمن، موضحًا أننا لنلعب الدور الطليع بالشرق علينا أن نحل مشاكلنا مع كل دول المنطقة من سوريا الى اسرائيل الى باقي الدول التي خربوا علاقتنا معهم. وأكد أننا نريد ترسيم حدودنا مع إسرائيل ولن نرضى أن نكون خارج الإجماع العربي ومصلحة لبنان العليا ولا نريد أن نبقى ساحة يستعملها كلّ من يريد لتحقيق أهدافه ومصالحه الخاصة.وشدد على أننا نريد إحياء اتفاقية هدنة الـ49 مع اسرائيل ولا نريد أن نبقى ساحة، نريد استرداد ثقة العالم فينا وأن نبرهن عن قدراتنا وأن نكون صلة الوصل بين الشرق والغرب. وأكد أن بشير كان على حق ومن اليوم هذه الذكرى ستصبح فرصة سنوية لنحتفل بأن ما كان يريده بشير يحصل والأكيد أننا سنحققه، موجهًا التحية لأرواح الشهداء لمن استشهد قبل وبعد 14 أيلول، وأضاف: "ما من أكثرية مدينة اكثر منا لشهدائنا الذين سقطوا من 75 لغاية اليوم، وتحية لكل من وضع بشير بقلبه بالنهج بالفعل والشجاعة إن كانت بالكلمة او بصورة او خطاب، تحية للجميع وللاشرفية التي أحبها بشير "هون كنا وهون رح نبقى ونبقى ليحيا لبنان".

 

رجّي يلتقي عباس عراقجي في الدوحة.. السيادة اللبنانية في صلب البحث

المركزية/14 أيلول/2025

شارك وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة، تحضيرًا للقمة العربية الإسلامية الطارئة التي تعقد غدًا الإثنين، والمخصصة للبحث بالهجوم الإسرائيلي على قطر، والتي سيحضرها رئيس الجمهورية جوزاف عون. وفي الفقرة الخاصة بلبنان من مسودة البيان الختامي، دعا الوزراء إلى “ضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل للحدّ من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة ووقف انتهاكاتها المستمرة لسيادة الدول وأمنها واستقرارها، بما فيها الجمهورية اللبنانية، بما يشكّل خروق فاضحة للقانون الدولي وانتهاكًا صارخًا لسيادة الدول”. والتقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة التي تعقد غدا الإثنين في الدوحة، وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، وعرض معه للوضع في لبنان والمنطقة. وتطرق رجّي “لقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها وبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”، فيما جدد عراقجي موقف بلاده باحترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه.

 

بعد فتح تحقيق فرنسي.. ميقاتي: لم نبلّغ بأي دعوى ونرفض المزاعم المُضللة

المركزية/14 أيلول/2025

صدر عن عن الرئيس نجيب ميقاتي وعائلة ميقاتي البيان الاتي:

إن الدعوى المقدّمة بتاريخ 2 نيسان 2024 أمام النيابة المالية الوطنية الفرنسية (PNF) من قبل جمعية “شيربا” وأطراف أخرى، تستوجب منّا التوضيح لوضع الأمور في نصابها. إن مصدر ثروة عائلة ميقاتي واضح وقانوني وشفّاف، فهي ثمرة عقود طويلة من العمل والاستثمارات الدولية في قطاعات متنوّعة وذلك قبل تولّينا لأي مهام ومسؤوليات عامة في لبنان .وجاءت هذه الثروة دائماً بما يتوافق مع المعايير الدولية للحَوْكمة . ولطالما تعاونّا مع السلطات المختصّة، وقدّمنا كل المستندات اللازمة التي تثبت قانونية أنشطتنا. إننا نؤكد أنّنا لم نتلقَّ حتى هذا الوقت أي إشعار من السلطات القضائية الفرنسية، ولم نعلم بما يُشاع عن دعوى قضائية او فتحٍ مزعومٍ لتحقيق قضائي إلا عبر وسائل الإعلام. بطبيعة الحال، إننا نثق تماماً باستقلالية القضاء الفرنسي وجديّته، ونحن على أتمّ الاستعداد لتقديم أي معلومات إضافية تُطلب منّا. ونُجدّد تمسّكنا بالمبدأ الأساسي المتمثّل بقرينة البراءة. كما نُدين بشدّة أي محاولة سياسية أو انتهازية للنيل من سمعتنا من خلال تكرار مزاعم سبق أن رفضتها هيئات قضائية مختلفة، ونحتفظ بحقوقنا كاملة لناحية ملاحقة أو مقاضاة أي مشاركة في نشر وتوزيع معلومات مُضلّلة أو تشهيرية. فتح القضاء الفرنسيّ تحقيقًا بحق رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، ربطًا بأصول يُشتبه بأنّها "مكتسبه بطريقة غير مشروعة".   وأكدت النيابة العامة المالية الوطنية فتح هذا التحقيق، بينما أفاد المكتب الإعلاميّ التابع لميقاتي بأنّه "لم يُبلّغ" بالأمر.

 

الوزير السابق يوسف سلامه: حماية الكيان اللبناني تتطلب رسل قضية وليس متسوّلي سلطة

وطنية/14 أيلول/2025

قال رئيس "لقاء الهوية والسيادة" الوزير السابق يوسف سلامه: "لنتذكّر ونتّعظ، ‏سبق لشعبنا أن رفع راية العروبة المدنية وواجه بها التتريك، نجح بذلك واستقلّ المشرق، ‏بعد الاستقلال عاد المشرق وسقط للأسف في مرمى هويّة دينية أفقدت العروبة مدنيتها واغتالتها، ‏لم يبق لنا إلا ذاتنا لنُنقذ ما تبقى، هل سنبلغ سن الرشد قبل فوات الأوان؟ نأمل ذلك ولكنّ ‏التاريخ يشهد في قراءة لمسار الزعماء الموارنة زمن لبنان الكبير بكل حقباته أنّ جوعهم إلى السلطة كان أقوى من إيمانهم بتحصين قضية الوطن". ‏

حماية الكيان اللبناني والوطن الملاذ تتطلب رسل قضية وليس متسوّلي سلطة ومتسلّقي مواقع، وشعبًا يحاسب ويقاضي ولا يعبد جلاده، ‏غدًا يوم آخر".

 

صدر عن اكاديمية بشير الجميل البيان التالي

فايسبوك/14 أيلول/2025

Je suis sûr et confiant de la  Victoire” كانت العبارة التي ذيلت شهادات خريجي المستوى القيادي الثاني في الدورة الاولى، وفي الذكرى ال ٤٣ لاستشهاد قائلها الرئيس بشير الجميل ها هي يعاد بريق امضائها في احتفال تخريج الدورة الثانية من المستوى القيادي.

الاحتفال الذي اقامته عائلة الاكاديمية من خريجيها السابقين ومن مرافقين لفكرها ونهجها، ابتدأ بقداس احتفالي عن روح الشهيد الرئيس ورفاقه في كنيسة Jean-Paul 2 في كفرسما-مشمش. وقد خدم القداس مرشد الاكاديمية الاب نايف زيناتي بحضور مؤثر من القيم على المشروع منصور لبكي الذي رتل وردد الصلوات والتراتيل التي ألفها. بختام القداس القى رئيس الاكاديمية كلمة شدد فيها ان كل من صب شره علينا وأعتقد انه يستطيع ازالة لبنان من الوجود قد انقلب عليه الدور وهو انتهى ونحن ولبنان صمدنا وبقينا، بعدها وزعت الشهادات والتقطت الصور، واجتمع المشاركين على مأدبة غذاء في المشروع الذي يجمع بالفعل وبالقول بين روحانية السماء ورسالة المقاومة والبقاء والتجذر في هذه الارض.

 

مقدمة نشرة الأخبار المسائية من " ال بي سي آي"

الأحد ١٤ أيلول ٢٠٢٥

قبل استكشاف ما يمكن أن يصدر غدًا عن القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، فإن الأجواء المحيطة بالقمة تَشي بتوقع أن تكون من القمم الإستثنائية من حيث القرارات التي يمكن أن تصدر عنها، والتي بحثها الإجتماع المغلق التمهيدي لوزراء الخارجية العرب والذي انعقد عصر اليوم. ما هي القرارات النوعية التي يمكن أن تتخذها القمة؟ هل تصل مثلًا إلى حد سحب السفراء ووقف التطبيع؟ هل تجمِّد الأتفاقات الإقتصادية الموقعة بين الدولة العبرية وبعض الدول العربية والإسلامية؟ هل تبحث جدوى الإتفاقات العسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية أم تسعى لتطويرها؟ أين تقف الولايات المتحدة الأميركية من هذا "الغضب العربي" إذا صح التعبير؟ هل سيحاول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي وصل إلى تل أبيب اليوم ، أن يمسك العصا من الوسط بين تل ابيب والدوحة؟  سقف القمة عكسه مضون المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي اعتبر أنه لا يمكن توصيف الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة إلا كإرهاب دولة، وأن الهجوم الإسرائيلي ليس اعتداء على موقع بل على مبدأ الوساطة بحد ذاته. لكنه أكد مواصلة الوساطة مع أميركا ومصر لأنهاء حرب غزة.

 

شكرا فخامة الرئيس لتأكيدك ان الرحم الماروني ليس عاقرا

عبد الله الخوري/فايسبوك/14 أيلول/2025

أن يدأب المسيحيون على استذكار  المغدور رحمه الله فخامة الرئيس بشير الجميل،ويؤازرهم بذلك الخُلّص من اللبنانيين،هو ذو بعد كياني وترسخي بعيد كل البعد عن الترهات العقائدية الخرافية. أن يستحضر جميع هؤلاء الشيخ بشير على منعطف كل خطب جلل،ويناجونه  امام الملمات المستعصية التي يعجز المسؤولون عن خوض غمارها بسبب خوار حيل الدولة وانكفائها امام فجور شذاذ الآفاق ولصوص الهيكل. بشير الجميل هو اطروحة محببة مطرزة بأدوار الشهداء الميامين ومختومةبدعاء الامهات،وترنيمة النواقيس في اديارنا الرابضة على قممنا العاصية. اما الجدير بالتكبير والإجلال هو استعادة موقع الرئاسة الاولى لرونقه الوطني والابوي بعدعقود عجاف  ثقيلة بظل اشباه رجال خصيان وفاسدين تملقوا الاحتلالات على اطيافها ،فيطل فخامة العماد جوزف عون كاسرا نمطية ازدراء ذكرى بشير التي اعتنقها اسلافه معلنا الشهادة للحق  والوفاء لبشير ببيان  يحمل حجمه التاريخي ونضاله المدوي، شكرا فخامة الرئيس لتأكيدك ان الرحم الماروني ليس عاقرا

 

مارك إليان:  هرب من العراق ليُغتال في فرنسا

موقع أكس/14 أيلول/2025

آشور سارنيا، رجل عراقي مسيحي من الطائفة الآشورية، يبلغ من العمر ٤٥ عامًا، كان يعيش في فرنسا على كرسي متحرّك. عُرف ببثّه المباشر عبر منصّة "تيك توك" حيث كان يتحدّث عن إيمانه بالمسيح. في مساء الأربعاء ١٠ أيلول ٢٠٢٥، تعرّض آشور للطعن بسلاح أبيض في عنقه، أمام مدخل منزله في مدينة ليون الفرنسية، وذلك أثناء بثّ مباشر. حاولت فرق الإنقاذ إنعاشه لكنّه توفي في مكان الحادث. ورغم أن التحقيق لا يزال جارياً، فإن هذه الجريمة المروّعة تطرح تساؤلات جدّية حول تصاعد العنف والتطرّف في فرنسا، وخصوصاً أنّ الضحيّة كان معروفاً بمعتقداته الدينيّة. فرنسا، التي كانت يوماً ملجأً للباحثين عن الأمان، أصبحت في نظر كثيرين بيئة خصبة لتنامي الفكر الإرهابي وأعمال العنف الديني. إنّ تكرار مثل هذه الجرائم يثير القلق بشأن مدى قدرة الدولة على حماية الحرّيّات، وضمان الأمن لجميع المقيمين على أراضيها، بغضّ النظر عن خلفياتهم الدينيّة أو الثقافيّة. وفي هذا الأحد المبارك، نرفع صلواتنا من أجل آشور، ومن أجل جميع الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط والعالم، سائلين الربّ أن يمنحهم السلام والحماية والعدالة. مارك اليان، ١٤/١٢/٢٠٢٥

 

السويداء 24: الطفل الأعزل.. القصة الكاملة للشهيد الطفل صالح عكوان

موقع أكس/14 أيلول/2025

الطفل الأعزل.. القصة الكاملة للشهيد الطفل صالح عكوان... أجرى فريق السويداء 24 تحقيقاً حول المشاهد المتداولة للطفل الشهيد صالح سمير عكوان، ابن الثالثة عشرة، الذي ظهر في تسجيل مصوَّر يحاول مواجهة عنصر مسلّح من قوات الحكومة المؤقتة بيديه العاريتين، خلال اقتحام منزل أسرته في مدينة السويداء صباح الخامس عشر من تموز الماضي. في ذلك اليوم، ومع الساعات الأولى لاجتياح المدينة، لجأ عدد من الجيران إلى منزل الشيخ سمير عكوان، والد صالح. وعند التاسعة والنصف صباحاً، اقتحم خمسة عناصر المنزل، في إطار الاقتحامات العشوائية، حطموا إحدى كاميرات المراقبة، ثم أجبروا الرجال والأطفال على الخروج إلى فناء الدار تحت تهديد السلاح والضرب والإهانات ذات الطابع الطائفي، بينما كان أحد العناصر يوثق المشهد بهاتفه. اطلع فريق السويداء 24 على تسجيلات تزيد مدتها عن نصف ساعة التقطتها كاميرات المراقبة في المنزل، تكشف تفاصيل ما جرى.

 بعد إخراج السكان إلى الفناء، أُجبر صاحب المنزل على الدخول مع ثلاثة عناصر لتسليم ما بحوزته من أموال وتفتيش المنزل. وبعد أن قدّم لهم مبلغاً من المال، وجّه أحدهم سلاحه نحوه مهدداً، فاندلع عراك انتهى بانتزاعه بندقية من المهاجم وإطلاقه النار باتجاه الخارج، قبل أن يُصاب برصاص عنصر آخر كان داخل المنزل. في تلك اللحظات، صرخ الأب بطفليه وجيرانه طالباً منهم الهرب. لكن يوسف وصالح لم يغادرا، إذ اندفع صالح محاولاً انتزاع السلاح من أحد العناصر، بينما ركض شقيقه يوسف نحو والده الجريح. وبعد دقائق، نفّذ أحد العناصر إعداماً ميدانياً بحق الطفلين بجانب أبيهما، قبل أن يُجهز على ثلاثة من الجيران في فناء المنزل. وقد طلب أقارب الضحايا عدم نشر مشاهد الإعدام المؤلمة، مكتفين بإطلاعنا عليها وتوثيقها كجزء من التحقيق.

أسفرت المجزرة عن ارتقاء ستة شهداء: الشيخ سمير عكوان (أبو حمزة)، الطفل يوسف عكوان، الطفل صالح عكوان، الشيخ كميل الداهوك (أبو إيهاب)، أكرم الأعوج، وائل الأعوج. فيما نجا شخص واحد أصيب في يده، ويظهر في التسجيلات عندما حاول المقاومة، حيث تمكن فريق السويداء 24 من لقائه في مسرح الجريمة.  الجريمة التي هزّت وجدان المجتمع لم تكن حادثة فردية معزولة، بل جزءاً من ممارسات ممنهجة ارتكبتها قوات الحكومة المؤقتة خلال اجتياح المدينة، شملت القتل على الهوية، الإهانات الطائفية، نهب المنازل، والخطف، وهو ما وثقته عشرات المقاطع المصوّرة، بعضها صوّره المهاجمون أنفسهم، وأكدت عليها وأدانتها منظمات حقوقية دولية.  رحل الطفلان صالح ويوسف طالبا المدرسة، وهما في عمر الزهور، لا يعرفان سوى اللعب والغناء وأحلام الطفولة البسيطة. اندفعا للدفاع عن والدِهما الجريح بشجاعة فطرية، غير مدركين أن رصاصات الغدر ستنهي حياتهما إلى جانبه. الشيخ سمير عكوان، الذي حاول حماية أسرته وجيرانه حتى اللحظة الأخيرة، قضى هو الآخر شهيداً داخل منزله، فيما سقط الجيران الذين احتموا به ضحايا لمجزرة مروّعة لم تميّز بين طفل وشيخ. لم تكن هذه الجريمة سوى فصل من فصول الاستهداف الممنهج للمدنيين في السويداء، لكنها ستبقى محفورة في الذاكرة الجماعية كواحدة من أفظع الشهادات على ما عانته المدينة: أب وطفليه وجيرانهم رفضوا الإذلال والإهانة، جميعهم ضحايا رصاص الحقد، ورموز براءة وإنسانية، وشجاعة، لن تُمحى من الوجدان.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 15 أيلول /2025

البابا لاون الرابع عشر

أيها الأصدقاء الأعزاء، أبلغُ اليوم السبعين من العمر. أشكر الرب ووالديّ؛ وجميع الذين ذكروني في صلواتهم.

 

البابا لاون الرابع عشر

نحتفل اليوم بعيد بارتفاع الصليب المقدس: من أجل محبة الله العظيمة إذ عانق الصليب من أجل خلاصنا وحوّله من أداة موت إلى وسيلة حياة، وعلّمنا أن لا شيء يمكن أن يفصلنا عنه وأن محبته لنا أكبر من خطيئتنا.

 

الياس الزغبي

الإثبات الحاسم أن الدولة اللبنانية تستعيد سيادتها وأسس قيامها هو إعلانها المدوّي عبر رمزَيها رئاستَي الجمهورية والحكومة عن معنى شهادة بشير الجميل في سبيل لبنان إنه إعلان جريء صادق فريد من نوعه بعد ٤٣ سنة من شهادة البشير وسقوط لبنان تحت وصايتَي الاغتيال والنهب بارك الله أصوات الحق

 

حسين عبد الحسين

·معراج نصرالله الى السماء؟ رأيت بوسترا آخر يقول انه يؤمن بعودة نصرالله مع الامام المهدي صاحب الزمان ليقاتل معه. إذا  كانت الخطط العسكرية للامام الحجة مبنية على نباهة نصرالله العسكرية، فات المذهب بالحائط.

*بدأت مواكب الخدمة الحسينية العراقية تتوجه نحو لبنان لإحياء ذكرى عروج شهيدنا الأقدس سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه*

 

خلف احمد الحبتور

https://x.com/i/status/1967164226059063675

أودّع لبنان بعد أيام جميلة قضيتها بين أهلنا وأحبّتنا، محمّلاً بالذكريات الطيبة واللقاءات الدافئة. شكري وامتناني لكل من استقبلني بالمحبة والكرم، من قياداته الكريمة إلى الأصدقاء الأعزاء وزملاء العمل. إلى لقاء قريب بإذن الله.

 

خلف احمد الحبتور

https://x.com/i/status/1967136251573924099

سعدت بزيارة دار مشيخة عقل طائفة الموحدين #الدروز في مقرها في #بيروت، حيث التقيت بسماحة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، شيخ عقل الطائفة الدرزية في #لبنان. وجدت فيه علماً وحكمة وحرصاً صادقاً على وحدة اللبنانيين وتماسك الوطن. أسأل الله أن يوفّق سماحته ويعينه في خدمة بلده وأبناء طائفته واللبنانيين جميعاً، وأن ينعم لبنان بالأمن والاستقرار والوحدة.

 

خلف احمد الحبتور

https://x.com/i/status/1966885402628747379

تشرفت بزيارة سماحة #مفتي_الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبداللطيف دريان، الذي نكنّ له كل المحبة والتقدير والاحترام. كان اللقاء طيباً ومليئاً بالودّ، واستمعنا إلى كلماته الحكيمة التي تعكس حرصه الدائم على وحدة الصف وخدمة لبنان وأهله. أسأل الله أن يمدّه بالصحة والعافية ويبارك في جهوده لما فيه الخير لبنان العزيز.

 

خلف احمد الحبتور

https://x.com/i/status/1967106514759676098

تشرفت بزيارة صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في بكركي. تربطني بغبطته صداقة قديمة وعلاقة محبة واحترام عميقة، فهو رجل وطني صادق وشريف، نذر نفسه لخدمة لبنان وأبنائه بكل إخلاص.

كان اللقاء دافئاً مليئاً بالمحبة. أغادر بكركي ممتناً لهذا الاجتماع المبارك، وأسأل الله أن يديم على غبطته الصحة والقوة، وأن يحفظ لبنان وأهله تحت راية الوحدة والمحبة والوئام.

 

 نواف سلام

أكثر من أربعة عقود مرّت على اغتيال الرئيس بشير الجميّل … ويبقى شعاره لبنان ١٠٤٥٢ كم مربع.

الإغتيالات السياسية هي نقيض الحرية والديمقراطية التي نطمح اليها. ولا خلاص للبنان من ماضيه الجريح إلا بالمصارحة والمصالحة التي تُنهي زمن الإنكار والعنف السياسي.

 

ايلي خوري

بـشـيــر

نفس الفكر الّي قتل بشير كان وبعدو عم يحاول يقتل الجمهورية. فكر عنصري طائفي اممي عميل رجعي وقح، انجأ خرج مزبلة.

 

نجاح واكيم

جوزيف عون :" المبادئ التي ضحى من أجلها بشير الجميل صارت ثوابت وطنية ...".ولو .إنت رئيس لبلد تحتل إسرائيل أرضه وتمعن تقتيلا بشعبه ،وكان بشير الجميل تابعا لها ،وتحدثنا عن الثوابت والمبادئ؟

يا حيف عليك .  المبادئ والثوابت يجب أن تتعلمها من حبيب الكرتوني . نصيحة ببلاش.

 

ميشال معوض

ليس صدفة أن يُغتال الرئيسان #بشير_الجميل و #رينه_معوض بعد أيام من انتخابهما؛ فالهدف واحد: تكريس الاحتلال والهيمنة والوصاية، ومنع قيام دولة لبنانية سيّدة حرّة مستقلّة تحتكر السلاح والقرار.

في الذكرى الـ43 لاغتيال الرئيس بشير الجميل، بدأ لبنان الوطن والدولة والمشروع ينتصر على من أراد تحويله، بالدم، ساحةً لمصالحهم.

 

اللواء جميل السيّد

كيف ترُدّ على السفَلَة وتشفي صدور قومٍ مؤمنين؟! على حزب الله ان ينشر فوراً لائحة بأسماء السياسيين والإعلاميين والقضاة والضباط وغيرهم الذين تلقوا منه موازنات وأموالاً ومنافع وظيفية وخدماتية واستفادوا بسمسرات وحمايات وغيرها على مدى سنوات عديدية، وهذا النشر ليس إنتقاماً من هؤلاء الذين انقلبوا عليه، بل نصيحةً لمن يستخدمهم اليوم بأنّ الذين إغتنوا وخانوا هنا سيخونونك هناك…

 

رابط فيديو

رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميّل مع فخامة الرئيس الشهيد بشير الجميّل على عهدك باقيين عهد الشرعية

https://x.com/i/status/1967087534649078039

 

طوني بولس

https://x.com/i/status/1966856353936535787

بعد 43 سنة على اغتيال الرئيس الشهيد #بشير_الجميّل، عاد لبنان إلى المصار الذي رسمه بشير… وتأكد للجميع أنه كان على حق.  43 سنة من الدم والخراب والمعاناة دفعها اللبنانيون ثمنًا لكسر مشروعه.

 لو آمنوا ببشير يومها، لوفّروا على لبنان عقودًا من الألم ولما احتاج الوطن أن يعود اليوم إلى نهجه.

 

 زينا منصور

في لبنان مشروع تدمير واضعاف وإخصاء المؤسسين الدروز حقوق وهوية ووجود ودور مستمر. هل سمعتم الإعلان اللبناني يخطركم بما يجري. مثال فاقع بدلا من بناء جامعة السمقانية لدروز الشوف تم بناء جامع السمقانية.

وبدل تمويل بناء جامعة الكحلونية -كلية هندسة,إدارة,حقوق, يتم بناء جامع الكحلونية.

 

سلطان السويداء

تأسيس بنك في السُويداء برعاية اللجنة القانونيّة مطلب مهمّ، وبرأيي يجب العمل عليه بجدًيّة، يموّله الاغتراب وفق سياسة الاستثمار بدلاً من دور الوسطاء وتشتّت الجهود. يبدأ استثماراته برأيي بمشاريع الطاقة (زراعة) والتعليم (جامعة) والقروض الصغيرة (مشاريع صغيرة)، بأوراق نظاميّة وخطط واضحة بدلاً من الفزعات. الفزعات من اختصاص شبّيحة الأسدين والشرع ومنظّمات النهب والترندات. ربيع الدبس

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 14 أيلول/2025

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 14-15 أيلول /2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 14 أيلول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147277/

ليوم 14 أيلول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 14/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147280/

 For September 14/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight