المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 03 أيلول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.september03.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

مَنْ مِنْكُم يَقَعُ ابْنُهُ، أَوْ ثَوْرُهُ، في بِئْرٍ يَوْمَ السَّبْت، وَلا يُسَارِعُ فَيَنْتَشِلُهُ؟

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/قراءة في الذكرى الـ105 على إعلان دولة لبنان الكبير

الياس بجاني/من هو القديس مار سمعان العامودي الذي نحتفل اليوم في 01 أيلول بذكرى عيده السنوية

الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة في خطاب نبيه بري المتلفز في الذكرى السنوية ال 48 لتغييب الإمام موسى الصدر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب/نزع سلاح الحزب: القيادة الوسطى دخلت على الخط!

رابط فيديو مقابلة من موقع فادي شهوان ع اليوتيوب مع الناشطة المشاغبة والمثيرة  في ما تدعيه من نشر للفضائح نادين بركات /اطلاق لأخطر اتهامات على الجميع .. ورؤوس كبير ستطير

رابط فيديو مقابلة من موقع "سبوت شوت" مع المعارض الشيعي د. علي خليفة/"ابو مصطفى" على لائحة خطيرة...صحافي شيعي يشن هجوماً على بري ويتوعده بالنهاية:صرت "عدة قديمة"!

رابط فيديو مقابلة من موقع "لبنان الكبير"" مع النائب السابق فارس سعيد/الدولة لن تتراجع عن قرارها ولن تخاف الحزب... درون سياسية فوق لبنان

رابط فيديو مقابلة من موقع "بالمباشر" مع الصحافي طوني أبي نجم /رسم السيناريو الأخطر: هذا ما سيحصل بعد جلسة الجمعة… ويحذر: أبواب جهنم ستفتح على الحزب!

رابط فيديو بوكاست من قناة الجديد مع الكاتب والصحافي جورج شاهين/تصريحات جريئة عن السنوار والحزب "مش قاري حدا" ويستذكر السيد حسن"كل كلمة بدها ترجمة"

الياس بجاني/فيديو.. قراءة في خطاب بري: أرانب ميتة، قبعات ممزقة، بوقية إيرانية ورزم من التناقضات الفاضحة

رابط فيديو تعليق للصحافي مروان الأمين من موقع "البديل" يتناول من خلاله خطاب نبيه بري الأخير الذي تبنى كل مواقف إيران وحزبها الإرهابي المسمى كفراً وتجديفاً حزب الله.

"حزب الله" يلوِّح بـ "حرب مشاغلة" الجيش اللبناني جنوب الليطاني

مقدمة نشرة الأخبار المسائية من " ال بي سي آي"

زيارة «أمنية» لأورتاغوس نهاية الأسبوع!

هيرتسوغ يكرم عناصر في الموساد لدورهم في اغتيال حسن نصرالله

تسليم السلاح غير وارد في قاموس الثنائي.. الاستراتيجية أقصى ما يقبل به!

لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان: لإدراج ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية على جدول المفاوضات

حصرية السلاح في جلسة يوم الجمعة.. واستقدام الدعم العربي بدل الضمانات الأميركية

تقارير: بري سيلتقي عون مع ظهور تفاصيل خطة الجيش

هل سيحضر وزراء حركة أمل وحزب الله جلسة نزع السلاح يوم الجمعة؟

حزب الله يُحذر من "صدام كبير" في حال وضع جدول زمني لنزع سلاحه

ضبط الدولة للسلاح قيد النقاش: هل تُؤدي خطة الجيش اللبناني بشأن السلاح إلى انقسام الحكومة؟

ما نعرفه عن خطة الجيش لاحتكار السلاح

عباس: عازمون على سحب السلاح الفلسطيني من لبنان

تحذير للدولة: مصرف لبنان يتحرك لمنع التعامل مع القرض الحسن التابع لحزب الله

لبنان يضبط 125 كيلوغرامًا من الكوكايين بمساعدة المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية

هذه هي خطة حزب الله للدفاع عن لبنان/حسبن عبد الحسين/فايسبوك

أسرار الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 2 أيلول 2025

رابط فيديو تعليق مهم جداً للمؤرخ والعلامي المميز إبراهيم عيسى يتناول علمياً ظاهرة أبوعبيدة الدجال الذي اغتالته إسرائيل قبل أيام، ويعود بالذاكرة إلى من هم خامته النفاقية والخادعة ومنهم أحمد سعيد والصحاف..

عنوان التعليق: أبوعبيدة.. الحفاوة بالكذب والتضليل والعمالة.

مجلس الوزراء اللبناني يناقش حصرية السلاح ويترك تطبيقها لقيادة الجيش

تدخُّل رئيس الجمهورية يمنع اشتعال جلسة الجمعة ويؤمّن حضورها بنصاب كامل

المخيمات الفلسطينية في لبنان... نفوذ متشعب بين السياسة والسلاح ...«عين الحلوة» أكبرها وأكثرها خطورة من أصل 12 مخيماً

السعودية تُسهم في إحباط لبنان تهريب 125 كيلوغراماً من المخدرات

بيروت ثمّنت التنسيق الوثيق والتعاون القائم مع الرياض للتصدي للجرائم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تصعّد هجومها على مدينة غزة... والقصف يقتل العشرات بالقطاع

وثيقة إسرائيلية مُسربة تكشف خطة احتلال مدينة غزة و«ثغراتها»

تجدد خلاف نتنياهو وزامير حول طبيعة الهجوم... و40 ألف جندي احتياط ينضمون للجيش

صناديق متفجرة ومركبات ملغمة... أساليب ترهيب جديدة في مدينة غزة ...أكبر عدد لضحايا التجويع في أغسطس منذ أشهر

ماكرون يحض واشنطن على مراجعة قرار عدم منح المسؤولين الفلسطينيين تأشيرات

تركيا تطالب أميركا بمراجعة قرارها بشأن تأشيرات الوفد الفلسطيني

لاريجاني يحذر واشنطن من إغلاق مسار التفاوض

عقوبات أميركية ضد شبكة يقودها عراقيون لتهريب النفط الإيراني

إجراءات حسن نية «دمشقية» تجاه السويداء ...مصدر رفيع في المحافظة قال لـ«الشرق الأوسط»: «الدولة الدرزية» مولود ميت

وكالة الطاقة الذرية تعثر على جزيئات يورانيوم في سوريا

بدعم من «التحالف»... «قسد» تكثف حملاتها ضد «داعش» وسط اتهامات لها باستثمار حملاتها الأمنية لتعزيز موقفها التفاوضي مع دمشق

إردوغان: لا تسامح مع أي محاولة للفوضى في سوريا ...لمح إلى دور إسرائيلي في فشل اتفاق دمج «قسد»

مذكرة توقيف فرنسية بحق بشار الأسد بقضية مقتل صحافيَّين في سوريا

مقتل 12 شخصاً في حادث تصادم بشمال شرق سوريا

المبعوث الأممي إلى اليمن يُحذّر من التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل

هروب جماعي لقيادات حوثية من صنعاء تحسباً لاستهداف إسرائيلي ...مقرّبون من زعيم الجماعة تغيَّبوا عن تشييع حكومتهم

اليمن: «الحوثيون» يستهدفون سفينة في البحر الأحمر ومطار بن غوريون وميناء أسدود

أوروبا تدين «بشدة» اعتقال الحوثيين دفعة جديدة من الموظفين الأمميين

الإرياني: صمت المجتمع الدولي يشجع الميليشيات على التمادي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شهداء ثورة الأرز ومصافحة الجاني/ادمون الشدياق/فايسبوك

هل بقي لنا غير الروح لنصمد أمام حصرية السلاح المتطوّر بيد إسرائيل؟/غسان صليبي/النهار

بضع ملاحظات عن السلاح بوصفه شريك إسرائيل في قتلنا/حازم صاغية/الشرق الأوسط

استقرار واستدامة/سمير عطالله/الشرق الأوسط

انقلاب إيراني – إسرائيلي على ورقة توماس باراك/د. حارث سليمان/جنوبية

الحوار منجزٌ منذ 35 عاماً: الآن “حصر السّلاح”/أحمد الراشاني/اساس ميديا

“سايكس – بيكو” على محكّ “الشّرق الأوسط الجديد”/خطار أبو دياب/اساس ميديا

"التيار" على اهبّة الاستعداد للانتخابات النيابية.. هل انتهى تحالفه مع الحزب؟/يولا هاشم/المركزية

نزع سلاح الحزب مطلب أميركي اسرائيلي فليتوليا هما شأنه ، وهو مطلب معظم الشعب اللبناني ليتمكن من بناء دولة طبيعية  ،وبإمكان هذا الشعب تحمله فترة أطول/محمد فران/فايسبوك

إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب./الجنرال يعرب صخر/موقع أكس

بِاسم المواطن اللّبناني الحرّ: متى تنتهي حرب لبنان؟/السفير د. هشام حمدان/جنوبية

حلّ الميليشيا بين تخوّف "حزب الله" وتجربة "القوات اللبنانيّة"/ايلي الحاج/كافين برس

وضع لبنان أمام مسؤولياته.. في مواجهة إسرائيل/خيرالله خيرالله/العرب

خطاب بري: انعكاس لمأزق لبنان والطائفة!/ياسين شبلي/جنوبية

جبران باسيل تزويرٌ متنقّل/ماريو ملكون/المصدر/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

علي الأمين: قرار حصرية السلاح محطة مفصلية لإعادة الاعتبار للدولة اللبنانية

إتيان صقر – أبو أرز: وحش الغلاء يلتهم فقراء لبنان

وفد من "لقاء نهضة لبنان" زار البطريرك روفائيل بيدروس وسلمه وثيقة اللقاء ومذكرة عن موجبات وضع لبنان تحت الفصل السابع

 "يا حنفي... قل لنعيم قاسم  إن طريقك في وجه نواف سلام  ... مسدودٌ... مسدودٌ... "مسدودٌ يا ولدي"/غسَّان سعيد عبدالله

صورة غامضة: جثة في مشرحة سرية قد تحل لغز الإمام موسى الصدر بعد 47 عامًا

السيدة الاولى بتمثلنا وما منقبل تلبس إلّا الاحلى/ الخوري مارون الصايغ/فايسبوك

لبنان يُطلق حملةً وطنيةً لتنظيف شبكات تصريف مياه الأمطار استعدادًا لأمطار الشتاء

حزب الكتائب: الحوار مرحب به فقط بعد وضع السلاح تحت تصرف الدولة وتطبيق السيادة الكاملة

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 02 أيلول/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

إنجيل القدّيس لوقا18/من09حتى14/:” قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين: «رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار. فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار. إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي. أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ! أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

قراءة في الذكرى الـ105 على إعلان دولة لبنان الكبير

الياس بجاني/01 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/146914/

منذ 105 أعوام كان إعلان دولة لبنان الكبير، في حين أن الحقبة التاريخية اليتيمة التي كان فيها لبنان في حالة سلام وازدهار واستقرار استمرت حتى بداية السبعينات، حيث بدأ بعدها التفكك، ومعه الانقسامات والحروب والفوضى مع الدخول الفلسطيني المسلح، وقيام الحركة الوطنية المحلية العروبية واليسارية والجهادية، والمدّ الناصري والعروبي والجهادي وأيضاً الأنشطة اليسارية. إن حالة التفكك والانهيارات ازدادت سوءاً مع اتفاقية الطائف التي فرضت على خلفية اختلال ميازن القوة المحلية والإقليمية، وهي اليوم في قمة انحدارها  ولا لبنانيتها اجراء احتلال إيران للبنان عن طريق ذراعها العسكرية الجهادية والإرهابية المسماة كفراً "حزب الله".

من المتصرفية إلى الدولة - سياقات نشأة لبنان الكبير

يُعد إعلان دولة لبنان الكبير حدثاً محورياً في تاريخ المشرق العربي، لا سيما في سياق انهيار الدولة العثمانية وظهور المشاريع الوطنية والقومية المتضاربة. بينما سعت بعض القوى الإقليمية والمحلية إلى تحقيق مشروع "سوريا الكبرى" برئاسة الأمير فيصل الأول، المدعوم من الثورة العربية، تبلورت في المقابل رؤية مختلفة مدعومة من فرنسا، تهدف إلى إقامة كيان سياسي مستقل في المنطقة الساحلية والجبلية من بلاد الشام. هذا التقرير يقدم قراءة تحليلية معمقة للذكرى الـ105 لإعلان لبنان الكبير، متجاوزاً السرد التاريخي التقليدي لتفكيك الأسباب العميقة، والنتائج المترتبة، والأبعاد المستمرة لهذا الحدث على بنية الدولة اللبنانية وهويتها حتى يومنا هذا.

إعلان لبنان الكبير: شراكة المصالح بين الحلم المحلي والواقع الاستعماري

لم يكن إعلان دولة لبنان الكبير قراراً أحادياً من سلطة الانتداب الفرنسي، بل كان تتويجاً لتلاقي مصالح محلية وإقليمية ودولية. وقد تم الإعلان رسمياً عن هذا الكيان بموجب مرسوم إداري صدر عن الجنرال هنري غورو، المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في سوريا وكيليكيا، بتاريخ 31 آب 1920، ودخل حيز التنفيذ في اليوم التالي، أي في الأول من أيلول 1920.

الدور المحلي: البطريرك إلياس الحويك

كان للبطريرك الماروني إلياس بطرس الحويك دور أساسي وقائد في عملية ولادة دولة لبنان الكبير، حيث يعتبر أحد أبرز أربعة رجال في هذا السياق. كانت رؤية الحويك لا تقتصر على مجرد إقامة كيان سياسي للموارنة، بل كانت تنطلق من قناعة راسخة بضرورة إقامة كيان قابل للحياة من الناحية الاقتصادية. وقد أدرك البطريرك الحويك، بعد المجاعة التي ضربت متصرفية جبل لبنان خلال الحرب العالمية الأولى، أن المتصرفية بحدودها الضيقة لم تكن قادرة على تأمين الغذاء لسكانها، وأنها كانت تعاني من ضيق العيش والهجرة الواسعة. بناءً على هذا الواقع، قاد البطريرك الحويك وفداً إلى مؤتمر الصلح في باريس عام 1919، وقدم مذكرة مفصلة بتاريخ 24 تشرين الأول 1919 يطالب فيها بحدود واسعة للبنان. وقد استندت مطالبه إلى حجج تاريخية وجغرافية، مدعياً أن الحدود التي يطلبها تتطابق مع حدود فينيقيا القديمة والإمارة اللبنانية الشهابية والمعنية، كما تتوافق مع خرائط بعثة عسكرية فرنسية قديمة. كانت هذه المطالب تمتد من بحيرة حمص شمالاً إلى بحيرة الحولة جنوباً، وتضم السهول الساحلية والزراعية الحيوية التي كانت غائبة عن متصرفية جبل لبنان. وبذلك، لم يكن البطريرك الحويك يطالب بكيان طائفي منعزل، بل بوطن تعددي يمكنه أن يستوعب مكوناته المختلفة ويوفر لها أسباب البقاء الاقتصادي.

الدور الفرنسي: دعم استراتيجي

لطالما نظرت فرنسا إلى لبنان كموطئ قدم لها في الشرق الأوسط، وشكلت نفسها "حامية" لمسيحيي المنطقة منذ القرن السابع عشر. ولهذا، فإن دعمها لمطالب البطريرك الحويك لم يكن محض مساعدة، بل كان استجابة استراتيجية تخدم مصالحها في ترسيخ نفوذها في منطقة المشرق في مواجهة المشاريع القومية العربية. إعلان لبنان الكبير كان يمثل تتويجاً لهذا الدور الفرنسي، حيث قدمت فرنسا نفسها على أنها الحامية للأقليات الشرقية التي كانت في صراع مستمر مع محيطها الإسلامي. ولهذا السبب، كان الجنرال غورو يشيد في خطابه بالبطريرك الحويك باعتباره "بطريرك لبنان العظيم الذي نزل من جبله لحضور احتفال هذا اليوم المجيد". كانت عملية إعلان لبنان الكبير نتيجة لتلاقي إرادتين: إرادة محلية لتحقيق كيان قابل للحياة، وإرادة استعمارية لترسيخ النفوذ. يمكن تحليل هذا الحدث كسلسلة من الأسباب والنتائج: بدأت الأزمة الاقتصادية والمجاعة في متصرفية جبل لبنان بوضع ضغط هائل على البطريركية المارونية، مما دفعها إلى صياغة مطالب واضحة بضم الأراضي المجاورة. وفي المقابل، وجدت فرنسا في هذه المطالب فرصة مثالية لتبرير حضورها العسكري والسياسي في المنطقة تحت لافتة "حماية الأقليات"، وهو ما أفضى في النهاية إلى إعلان الكيان الجديد الذي يلبي مطالب جزء من اللبنانيين، بينما يتعارض تماماً مع رؤى جزء آخر.

خريطة جديدة وهوية منقسمة: أصوات المعارضة ومشروع فيصل الأول

على الرغم من الدعم المحلي لإعلان لبنان الكبير، إلا أن هذا الإعلان قوبل برفض شديد من غالبية سكان المناطق التي تم ضمها حديثاً. كان الرفض يعكس انقساماً عميقاً في الرؤى الوطنية، وهو انقسام لا يزال قائماً حتى اليوم.

المناطق المضمومة ومواقف سكانها

المرسوم رقم 318 حدد حدود الكيان الجديد لتشمل متصرفية جبل لبنان الحالية، بالإضافة إلى أقضية بعلبك، البقاع، راشيا، وحاصبيا، كما تم ضم سنجق بيروت وسنجق صيدا. هذه المناطق، التي كانت تتبع إدارياً لولايات عثمانية مختلفة مثل ولاية دمشق وولاية بيروت، وجدت نفسها فجأة جزءاً من كيان جديد يختلف في توجهه السياسي عن محيطه. كان الموقف العام للمسلمين (السنة والشيعة) هو الرفض لهذا الكيان، وهو ما تفاوتت أشكاله بين المناطق.

في طرابلس وبيروت: اتخذ الرفض طابع الإضراب والعصيان المدني والمقاومة السياسية، حيث تصدر أعيان السنة مهمة مقاومة الانتداب الفرنسي.

في جبل عامل (جنوب لبنان) والبقاع: اتخذ الرفض شكلاً مسلحاً، حيث شن المقاومون حرب عصابات ضد القوات الفرنسية. وفي مؤتمر عُقد في وادي الحجير، أعلن وجهاء الشيعة تأييدهم الكامل للملك فيصل في دمشق.

تعود جذور هذا الرفض إلى عدة عوامل، أهمها تحولهم من أغلبية حاكمة في الدولة العثمانية إلى أقلية ضمن كيان مسيحي التوجه. كما أنهم كانوا يفضلون الانضمام إلى "دولة عربية" موحدة تضم سوريا الكبرى (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) تحت قيادة الأمير فيصل.

حقبة فيصل الأول وانهيار المشروع القومي

كان الأمير فيصل بن الحسين هو الملك المفضل للمعارضين، حيث أعلن "المؤتمر السوري العام" في 8 آذار 1920 استقلال سوريا بحدودها الطبيعية وتتويج فيصل ملكاً عليها. هذا المشروع القومي العربي كان يمثل البديل المفضل للمسلمين الذين رفضوا الانتداب الفرنسي وكيان لبنان الكبير. لكن هذا الحلم القومي لم يدم طويلاً. ففي تموز 1920، وجهت الحكومة الفرنسية إنذاراً لفيصل بقبول الانتداب، ورغم قبوله، تقدمت القوات الفرنسية نحو دمشق وانتصرت في معركة ميسلون الشهيرة في 24 تموز 1920. كان انهيار مشروع فيصل الأول وانسحابه من دمشق عاملاً حاسماً، حيث أزال البديل القومي العربي الذي كان يأمله المعارضون. هذا الانهيار لم يكن مجرد حدث عرضي، بل كان شرطاً أساسياً لنجاح المشروع اللبناني الكبير، حيث لم يعد أمام القوى المعارضة خيار آخر سوى القبول على مضض بالواقع الجديد.

المنطقة – الانتماء الإداري العثماني السابق – الموقف من إعلان لبنان الكبير

أقضية بعلبك، البقاع، راشيا، حاصبيا – ولاية دمشق – معارضة مسلحة (حرب عصابات)

سنجق بيروت وسنجق صيدا – ولاية بيروت/ولاية حيفا – معارضة سياسية (إضرابات وعصيان مدني)

طرابلس – ولاية طرابلس – معارضة سياسية قاطعة (إضراب وعصيان مدني)

إن التباين المبكر في أشكال المعارضة، بين المقاومة المسلحة في الجنوب والبقاع والمقاومة السياسية في المدن الساحلية، يكشف عن وجود انقسامات أعمق داخل المجتمع اللبناني قبل حتى إعلان الدولة، وهو ما استمر في التعبير عن نفسه لاحقاً.

"العصر الذهبي": ازدهار سطحي وتفاوت عميق

بعد الاستقلال الكامل عام 1943 وتأسيس الجمهورية اللبنانية بنظامها الطائفي، شهد لبنان حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين ازدهاراً اقتصادياً واجتماعياً غير مسبوق. وقد أصبحت بيروت تلقب بـ"باريس الشرق الأوسط" و"كاليفورنيا الشرق المتوسط".

مظاهر الازدهار والتحول الحضاري

تأسس هذا الازدهار على قطاع الخدمات، وخاصة المصارف والسياحة. فقد أصبحت بيروت مركزاً مالياً وسياحياً إقليمياً، واجتذبت السياح من مختلف أنحاء العالم. كما شهدت الحياة الثقافية والفنية انتعاشاً كبيراً، حيث ازدهرت النوادي الليلية والمقاهي والمسارح. وقد كان وجود معالم ثقافية واجتماعية مثل فندق فينيسيا الشهير وكازينو لبنان، اللذين استقطبا الشخصيات العالمية، مؤشراً على هذا العصر. كما شهدت البلاد تقدماً في البنية التحتية، من خلال تطوير شبكات النقل مثل الترامواي والسكك الحديدية.

جذور الأزمة الاقتصادية والاجتماعية

لكن هذا الازدهار كان سطحياً ويخفي تحته تناقضات عميقة. فالنموذج الاقتصادي اللبناني لم يكن متوازناً، بل كان "رأسمالياً تابعاً" يعتمد بشكل كبير على رؤوس الأموال الأجنبية وتحويلات المغتربين، ويتركز في قطاع الخدمات على حساب القطاعين الزراعي والصناعي. هذا النموذج أدى إلى تفاوت كبير في توزيع الثروة والدخل، حيث كانت الأسر في بيروت وجبل لبنان هي المستفيدة بشكل غير متوازن من الفرص الاقتصادية. وقد أظهرت الدراسات أن متوسط الدخل السنوي للفرد في بيروت عام 1954 كان يزيد بخمسة أضعاف عن متوسط دخل الأسر الزراعية في المناطق الريفية. كما أن 4% فقط من اللبنانيين كانوا يسيطرون على 33% من الناتج القومي، بينما كانت غالبية السكان تعاني من انخفاض شديد في الدخل. هذا التفاوت الطبقي والمناطقي، الذي كان له بُعد طائفي أيضاً، شكّل قنبلة موقوتة تنتظر الشرارة المناسبة للانفجار.

من توازن هش إلى حرب أهلية: الوجود الفلسطيني والحركة الوطنية

كان "العصر الذهبي" في لبنان مبنياً على توازن هش بين مكوناته الداخلية، وهو توازن لم يصمد طويلاً أمام التطورات الإقليمية.

تصاعد الوجود الفلسطيني المسلح

في البداية، كان الوجود الفلسطيني في لبنان مسالماً. لكن بعد هزيمة عام 1967، تصاعد نشاط الفدائيين، مما أدى إلى اشتباكات بين الجيش اللبناني والمنظمات الفلسطينية في عامي 1968 و1969. تفاقم الوضع بشكل كبير مع انتقال قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقواتها من الأردن إلى لبنان في عام 1970 بعد أحداث "أيلول الأسود".

اتفاق القاهرة ودولة ضمن دولة

كان اتفاق القاهرة، الذي تم توقيعه في 3 تشرين الثاني 1969 بين الجيش اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية بوساطة من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، نقطة تحول حاسمة. عملياً، منح هذا الاتفاق منظمة التحرير الفلسطينية سلطة إدارية وأمنية شبه مستقلة داخل المخيمات، وسمح لها بالعمل المسلح من الأراضي اللبنانية. وهذا ما خلق فعلياً "دولة ضمن دولة" وأضر بالسيادة اللبنانية، مما أدى إلى انقسام كبير في المجتمع اللبناني بين مؤيد ومعارض.

الحركة الوطنية اللبنانية

لم تكن المنظمات الفلسطينية هي المتسبب في الحرب الأهلية، بل كانت الشرارة التي فجرت التناقضات الداخلية الموجودة أصلاً. فقد وجد الوجود الفلسطيني المسلح دعماً قوياً من "الحركة الوطنية اللبنانية"، وهي جبهة ضمت أحزاباً يسارية وقومية عربية وسورية، بقيادة الزعيم الدرزي كمال جنبلاط.

لم يكن هدف الحركة الوطنية هو مجرد دعم الفلسطينيين، بل كان برنامجها يتضمن أهدافاً جذرية، منها إلغاء الطائفية السياسية، وإجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية، وتأكيد الهوية العربية للبنان. كانت الحركة تضم مختلف الطوائف من المسلمين والدروز، بالإضافة إلى بعض المسيحيين، مما يظهر أنها لم تكن مجرد كتلة طائفية، بل كانت تمثل تياراً يسعى لتغيير بنية النظام اللبناني.

لذلك، لم يكن الصراع في لبنان صراعاً بين لبنانيين وفلسطينيين، بل كان صراعاً داخلياً حول رؤية لبنان وهويته المستقبلية. استخدمت الأطراف اللبنانية القضية الفلسطينية كأداة لتحقيق أهدافها الداخلية، مما أدى في النهاية إلى اندلاع الحرب الأهلية في 13 نيسان 1975.

بند من اتفاق القاهرة 1969 وأثره على السيادة اللبنانية والانعكاسات اللاحقة

حق العمل المسلح من الأراضي اللبنانية تقويض السيادة الوطنية.

تزايد الغارات الإسرائيلية الانتقامية على لبنان، مما أضعف الجيش اللبناني.

إنشاء لجان حكم ذاتي في المخيمات خلق "دولة ضمن دولة".

تحول المخيمات إلى بؤر أمنية خارج سيطرة الدولة اللبنانية.

تسهيل مرور الفدائيين في المناطق الحدودية إضعاف السيطرة على الحدود.

ازدياد التوترات بين الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية.

فشل التجربة أم ضرورة وطنية؟

بعد مرور 105 أعوام على إعلان دولة لبنان الكبير، أصبح من الضروري إجراء تحليل نقدي شامل لتجربتها، بعيداً عن السرديات المؤسسة.

أساطير التأسيس: تفكيك نقدي

تأسس الكيان اللبناني على مجموعة من السرديات التاريخية التي تم الترويج لها لتعزيز هويته المميزة، مثل فكرة أن لبنان "ملجأ للأقليات" و"كيان متوسطي" ذو أصول فينيقية. وظلت الهوية محل خلاف بين "الهوية المتوسطية" و"الهوية العربية".

الخلاصة: هل بالإمكان الاستمرار؟

إن تجربة لبنان الكبير، بعد قرن من الزمن، لم تفشل بالكامل، بل أثبتت أنها بالصيغة التي أُعلنت بها غير قابلة للاستمرار. كان النموذج الاقتصادي الليبرالي الذي تبنته الدولة نموذجاً هشاً اعتمد على الثروة المتأتية من الخارج ولم يحقق العدالة الاجتماعية، مما أدى إلى تفاقم الفوارق بين الأغنياء والفقراء وبين العاصمة والأطراف. كما أن النظام الطائفي المميز، الذي كان بمثابة حل سياسي لضمان مشاركة الطوائف بعد الاستقلال لم يُطبّق بجوهره، واستغلته المجموعات المذهبية خدمة لنفوذها ومصالحها الذاتية، مما أعاق بناء دولة حقيقية ترتكز على المواطنة والمساواة. إن فشل التجربة اللبنانية لم يكن في فكرة الكيان بحد ذاته، بل في الأسس التي قامت عليها وفي بقاء شرائح مسلمة غير مقتنعة به وتسعى لقيام كيان عربي إسلامي.

يبقى أنه لم يكن النظام المركزي الطائفي حلاً دائماً، بل كان حلاً مؤقتاً لمشكلة كبرى، وعندما أصبح سؤ تنفيذه المشكلة بحد ذاتها، أدى إلى الفوضى والإنقاسامات والتجلات الخارجية والاختراقات الفلسطينية والسورية ومن ثم الإيرانية فتفككت الدولة. لذلك، فإن لبنان بحاجة إلى "توليفة وطنية جديدة" تؤسس لكيان مدني عادل يرتكز على مبدأ الفيدراليات. ولكن شرط أولاً، وقبل الذهاب إلى النظام الفيدرالي، أن يتم تجريد كل الميليشيات اللبنانية والإيرانية والفلسطينية من سلاحها وتفكيك كل مؤسساتها التعليمية والعسكرية والمخابراتية والمالية حتى تصبح كل الشرائح والمناطق متساوية. النظام الفيدرالي يضمن لكل الشرائح المذهبية والإثنية حقوقها وصيانة هويتها وتاريخها وثقافتها.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

من هو القديس مار سمعان العامودي الذي نحتفل اليوم في 01 أيلول بذكرى عيده السنوية

الياس بجاني/01 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/146895/

يعتبر الراهب القديس مار سمعان العامودي من أبرز الرهبان النساك الذين مارسوا الزهد بطريقة فريدة في تاريخ الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية اللتين تحتفلان بعيده السنوي بتواريخ مختلفة. الكنيسة الأرثوذكسية، بما في ذلك الكنائس الكاثوليكية الشرقية ومنها الكنيسة المارونية تحتفل بعيده في الأول من أيلول من كل سنة، في حين أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تحتفل بعيده في الخامس من كانون الثاني في كل سنة.

تاريخ ومكان الميلاد والوفاة

ولد سمعان العامودي حوالي عام 388 للميلاد في قرية سيسان (أو سيس) التابعة لمدينة أنطاكية في شمال سوريا، وهي حاليًا تقع في الأراضي التركية القريبة من الحدود السورية. ولد لعائلة بسيطة تعمل في رعي الأغنام. أما تاريخ وفاته، فهو في الثاني من أيلول عام 459 للميلاد، بعد أن قضى حياته في التقشف والعبادة

بداية رحلته الرهبانية

بدأت رحلة سمعان الروحية في سن مبكرة عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، حيث دخل ديرًا بالقرب من مسقط رأسه. كان شديد الحماسة في ممارساته الروحية، مما أثار قلق الرهبان الآخرين، فكان يصوم بشكل مفرط ويقوم بصلوات طويلة ومن أبرز القصص التي تُروى عنه في تلك الفترة أنه قام بربط حبل خشن من الليف على جسده، مما أدى إلى جروح عميقة، وعندما اكتشف رئيس الدير ذلك، طلب منه أن يترك الدير، لاعتقاده أن ممارساته المتطرفة قد لا تكون مناسبة للحياة الرهبانية الجماعية. بعد مغادرته للدير، اتجه سمعان إلى الحياة النسكية الفردية في الصحراء، فقضى فترة في عزلة تامة، ثم انتقل إلى منطقة جبلية، حيث قام بتكبيل نفسه بسلاسل حديدية، ولكنه تخلى عن ذلك بعد فترة استجابةً لطلب أحد الأساقفة.

الحياة على العامود (العمود)

في عام 423 للميلاد، اتخذ سمعان قراره الذي اشتهر به عالميًا: قرر أن يعيش فوق عمود. بدأ بعمود قصير، ثم قام ببنائه تدريجيًا ليصبح أعلى وأعلى. آخر عمود عاش عليه كان ارتفاعه حوالي 15 مترًا. كانت الحياة فوق العمود بمثابة تحدٍ جسدي ونفسي لا يُصدق. كان معرضًا للبرد القارس والحر الشديد والرياح والأمطار، وكان لا ينام إلا لفترات قصيرة جدًا. لم يكن ينزل عن العمود إلا نادرًا، وعندما كان يفعل ذلك، كان يعود إليه بسرعة. قضى سمعان على العامود ما يقرب من 37 عامًا حتى وفاته.

ماذا أراد أن يوصل من عيشه على العامود؟

لم تكن حياة سمعان العامودي على العامود مجرد فعل غريب أو جنوني. لقد كانت رسالة عميقة الجذور في الإيمان المسيحي وهو أراد أن يوصل من خلالها عدة رسائل:

*التطهير من الخطايا: كان يعتقد أن العيش في هذه الحالة من الزهد القاسي يساعده على التطهير من خطايا الجسد والوصول إلى نقاء روحي عالٍ.

*التفرغ الكامل للعبادة: كان العيش على العامود يمنعه من أي تشتيت دنيوي، مما يتيح له التفرغ التام للصلاة والتأمل في علاقته مع الله. كان يرى في نفسه “ملاكًا على الأرض”.

*شهادة حية للعالم: في زمن كان فيه الإيمان يتعرض لتحديات، كانت حياة سمعان بمثابة شهادة حية على قوة الإيمان والتفاني. كان الناس يأتون من كل مكان ليشاهدوه ويسمعوا منه، وكانوا يتأثرون بتفانيه.

أهم أقواله وأفعاله

لم يُعرف عن سمعان أنه ترك كتابات مطولة، لكن أقواله وأفعاله كانت تتردد بين تلاميذه والزوار ومن أهم ما يُنسب إليه:

*الصلاة الدائمة: كان يؤكد على أهمية الصلاة بلا انقطاع، معتبرًا إياها السبيل الوحيد للتواصل مع الله.

*الوعظ والتعليم: على الرغم من عيشه فوق العامود، كان يعظ الزوار ويعلمهم مبادئ الإيمان المسيحي. كان الناس يأتون إليه طلبًا للمشورة الروحية، وكان يجيبهم بصبر وحكمة.

*حل النزاعات: كانت شهرته تصل إلى أماكن بعيدة، وكان الأمراء والملوك يطلبون منه أن يحل النزاعات بينهم، مما يدل على أن تأثيره لم يقتصر على الأمور الروحية فقط. كان يُنظر إليه كقاضٍ روحي عادل.

*الأعمال المعجزية: تُنسب إلى سمعان العامودي العديد من المعجزات، مثل شفاء المرضى، والتنبؤ بأحداث مستقبلية، وإخراج الأرواح الشريرة.

هل القديس سمعان العامودي مطوب في الكنيسة الكاثوليكية؟

نعم، القديس سمعان العامودي مطوّب كقديس في الكنيسة الكاثوليكية وهو يُعتبر قديساً مشتركاً بين الكنيسة الكاثوليكية، والأرثوذكسية الشرقية، والكنائس الأرثوذكسية المشرقية، والكنائس الكاثوليكية الشرقية.

وضع التطويب: تم تكريم القديس سمعان العامودي كقديس من قبل الكنيسة الكاثوليكية، ويُشار إلى تطويبه بأنه تم “قبل المجمع” (pre-congregation)، مما يعني أن قدسيته تم الاعتراف بها في فترة مبكرة جداً من تاريخ الكنيسة قبل وجود عملية التطويب الرسمية الحديثة.

تأثيره وذكراه

التأثير: تُظهر النقوش والآثار التاريخية في أوروبا، وخاصة في روما، أن القديس سمعان كان يُكرّم بشكل واسع في الغرب أيضاً، مما يؤكد مكانته كشخصية إيمانية عظيمة تتجاوز الانقسامات اللاحقة بين الكنائس.

كانت حياة القديس سمعان العامودي مصدر إلهام للكثيرين. بعد وفاته، تم بناء كنيسة ضخمة حول العمود الذي عاش عليه، تُعرف باسم “كنيسة مار سمعان العمودي”، والتي تُعتبر واحدة من أهم المعالم الأثرية المسيحية في العالم.

لم يتبعه الكثيرون في طريقة الزهد التي اتبعها، ولكن حياته بقيت رمزًا للتفاني المطلق والتضحية من أجل الإيمان.

إن القديس سمعان العامودي هو مثال حي على أن الإيمان يمكن أن يدفع الإنسان إلى تجاوز الحدود الجسدية والنفسية لتحقيق هدف روحي أسمى. إنه قديس فريد من نوعه، ولهذا السبب، لا تزال الكنيسة تحتفل بذكراه وتُكرمه حتى يومنا هذا.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقعه ع اليوتيوب/نزع سلاح الحزب: القيادة الوسطى دخلت على الخط!

https://www.youtube.com/watch?v=9wtL75vQ_p0&t=6s

 

رابط فيديو مقابلة من موقع فادي شهوان ع اليوتيوب مع الناشطة المشاغبة والمثيرة  في ما تدعيه من نشر للفضائح نادين بركات /اطلاق لأخطر اتهامات على الجميع .. ورؤوس كبير ستطير

https://www.youtube.com/watch?v=ixa8nOJr0Ic

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "سبوت شوت" مع المعارض الشيعي د. علي خليفة/"ابو مصطفى" على لائحة خطيرة...صحافي شيعي يشن هجوماً على بري ويتوعده بالنهاية:صرت "عدة قديمة"!

https://www.youtube.com/watch?v=5cttILLT-UQ

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "لبنان الكبير"" مع النائب السابق فارس سعيد/الدولة لن تتراجع عن قرارها ولن تخاف الحزب... درون سياسية فوق لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=JeY9njoWAOw

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "بالمباشر" مع الصحافي طوني أبي نجم /رسم السيناريو الأخطر: هذا ما سيحصل بعد جلسة الجمعة… ويحذر: أبواب جهنم ستفتح على الحزب!

https://www.youtube.com/watch?v=3x3WfyWSJ_g

 

رابط فيديو بوكاست من قناة الجديد مع الكاتب والصحافي جورج شاهين/تصريحات جريئة عن السنوار والحزب "مش قاري حدا" ويستذكر السيد حسن"كل كلمة بدها ترجمة"

https://www.youtube.com/watch?v=dtPetDm97iY

 

الياس بجاني/فيديو.. قراءة في خطاب بري: أرانب ميتة، قبعات ممزقة، بوقية إيرانية ورزم من التناقضات الفاضحة

https://www.youtube.com/watch?v=C9SwixM28WI&t=55s

 

رابط فيديو تعليق للصحافي مروان الأمين من موقع "البديل" يتناول من خلاله خطاب نبيه بري الأخير الذي تبنى كل مواقف إيران وحزبها الإرهابي المسمى كفراً وتجديفاً حزب الله.

02 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/146948/

يناقش الصحافي مروان الأمين في هذا الفيديو خطاب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ويعري مواقفه اللا لبنانية واللا قانونية والتي هي بالمجمل احتيالية. يرى الأمين أن خطاب بري كان مخيباً للآمال، حيث كان الكثيرون يأملون في مبادرة لإنقاذ البلاد، ولكن الخطاب لم يقدم سوى دعوات للحوار والمماطلة، والتي يرى أنها تصب في مصلحة "حماية سلاح حزب الله". ويضيف الأمين أن بري يربط مصير الطائفة الشيعية بالسلاح، ويهمل مصالحها في مشاريع إعادة الإعمار، وأن خطابه هو نسخة من خطاب حزب الله يهدف إلى حماية الأسلحة الإيرانية.

 

"حزب الله" يلوِّح بـ "حرب مشاغلة" الجيش اللبناني جنوب الليطاني

نداء الوطن/02 أيلول/2025

ماذا سيجري في جلسة مجلس الوزراء بعد غد الجمعة؟ حبسُ أنفاس لِما ستُفضي إليه الجلسة لأنها ستكون الثالثة بأهمية جلستَي الخامس والسابع من آب الفائت، ويمكن اعتبارها "المكمِّلة" للأولى والثانية، وحركة الساعات الأخيرة قبل الموعد الحكومي تمحورت حول "حشر" بنود أخرى على جدول أعمال الجلسة حتى يدخل وزراء "الثنائي" إلى قاعة مجلس الوزارء. وهذا ما يسعى إليه نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب. وقبل حسم "حشر " بعض البنود ماذا لو أصرّ  الرئيسان جوزاف عون ونواف سلام على أن تبدأ الجلسة بمناقشة بند خطة الجيش قبل غيره من البنود؟ على أي حال، قائد الجيش العماد رودولف هيكل سيكون "نجم الجلسة"، وما سيقدِّمه ليس "خطة عمليات"بالمعنى العسكري، بل "خطة إطار"، والفرق بين المفهومين أن الأولى قد تعني المواجهة والاصطدام، فيما الثانية تعني تسلم السلاح على غرار ما حصل مطلع تسعينات القرن الماضي حين تسلمت الحكومة أسلحة الميليشيات وفي برنامج زمني تم وضعه بين المؤسسة العسكرية والميليشيات، وتم فيه تطبيق البرنامج بطريقة سلسة من دون أي مواجهة.

خطة الجيش جاهزة وبالتفاصيل

في هذا السياق، تكشف مصادر عسكرية أن خطة قيادة الجيش قد وُضِعَت بالتفاصيل، وكل ما تحتاجه هو أن أن يتجاوب الطرف المعني، أي "حزب الله"، فمن دون تجاوبه تتحوَّل خطة الجيش إلى عمليات دهم، وهذا ما يتحاشى الجميع الوصول إليه، لأن هذا النمط في تطبيق الخطة دونه عقبات ومخاطر وربما مواجهات.

وضع المؤسسة العسكرية من الناقورة إلى العريضة

ودعت مصادر عسكرية عبر "نداء الوطن" إلى تفهم حقيقة الوضع بالنسبة إلى المؤسسة العسكرية، فلفتت إلى المهام الجسيمة الملقاة على كاهلها، من الناقورة إلى العريضة، ومن العاصمة إلى الهرمل، وكيف يُستعان بالجيش في كل المهام، من منع إغلاق الطرقات إلى الانتشار في الأماكن التي تشهد توترات، إلى تعقب المجرمين وعصابات المخدرات، ومع كل هذه المهام، تأتي خطة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، بالتزامن مع جمع السلاح الفلسطيني.

هذا التحدي الذي يوضَع الجيش اللبناني في مواجهته، يحتم الالتفاف السياسي حوله، لأن نجاح مهمته تعني نجاح الرهان على الشرعية.

"حزب الله" لم يحسم قرار المشاركة

وعن مشاركة وزراء "الثنائي" في الجلسة من عدمها، كشف النائب في كتلة "الوفاء للمقاومة" علي المقداد أن وزراء "حزب الله" وحركة "أمل"، لم يحسموا بعد قرارهم بالمشاركة أو المقاطعة، وأن المداولات لا تزال قائمة، وأشار المقداد إلى أن "حزب الله" دعا إلى تأجيل البحث في أي ملف سيادي إلى حين البت باستراتيجية دفاعية". وأوضح "أن النقاش يدور حاليًا حول عدة مبادئ، أولها إمكانية إرجاء الجلسة إفساحًا في المجال لمزيد من النقاشات الداخلية، وثانيًا إمكانية إعادة النظر "بالقرارات الخطيئة" في جلستي 5 و7 آب.

ولفت إلى أنه "في حال إصرار رئيسي الجمهورية والحكومة على عقد جلسة الجمعة من الضروري مناقشة كيفية إدارتها، فهل سيضع الجيش الخطة على طاولة مجلس الوزراء لإقرارها من دون نقاش، أم أن مسار الجلسة سيدور حول درس الخطة ومناقشتها قبل إقرارها". وقال: "نحن نجري اتصالات قبل الجلسة، وبالنسبة لـ "حزب الله" وحركة "أمل" إذا كانت هناك خطة مقبولة ومنطقية، تحت سقف الحوار الوطني الداخلي، فلا اعتراض عليها بالنسبة لنا، ونحن لطالما كانت دعوتنا لإقرار استراتيجية دفاعية لحماية لبنان".‏مصادر سياسية علقت عبر "نداء الوطن"على موقف المقداد، فرأت أنه تخطاه الزمن من خلال عدة "لاءات" أبرزها: لا تأجيل للجلسة، ولا تأجيل للبحث في البند، ولا عودة عن القرارات التي اتُخِذت في جلستَي 5 آب و7 منه.

ذروة التصعيد عبر "المنار"

وفي أسلوب يعكس السير بالتهويل من دون سقوف، كان لافتًا ما أوردته قناة"المنار" الناطقة باسم "حزب الله"، حيث قالت في مستهل نشرتها الإخبارية المسائية: "بلا كثيرٍ من التحليلاتِ، فاذا أصرّتِ الحكومةُ على مواقفِها وأسلوبِها بالتعاطي معَ القراراتِ المصيريةِ كالسلاح، فإنَ التأثيرَ لم يَعُد على قرارِ "الثنائيِّ" المشاركةَ بالجلسةِ الحكوميةِ من عدمِها فحسب، وإنما قد يؤثّرُ على تعاونِ "حزبِ اللهِ" حتى جنوب الليطاني"، حسبَ مصادر المنار. ماذا يعني هذا التهديد؟ تقول مصادر سياسية إن "حزب الله" بهذا الكلام "يكون قد أوقع نفسه في فخ أنه ما زال موجودًا جنوب الليطاني، ويُخشى أن يكون كلامه قد أعطى ذريعةً لإسرائيل مفادها: كيف تقولون إن الحزب لم يعد موجودًا جنوب الليطاني فيما يتحدث عن موضوع "تعاونه" حتى جنوب الليطاني؟".

أورتاغوس في بيروت الأحد

وبعد ثمانٍ وأربعين ساعة على جلسة "حصر السلاح"، تصل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، إلى بيروت (أي الأحد)، ومعها قائد القيادة الوسطى الأميركية وستتركز لقاءاتها مع القيادة العسكرية على بحث ما قد يكون قد تم الاتفاق عليه بالنسبة إلى خطة الجيش لحصر السلاح .

مصرف لبنان: ممنوع إدخال أموال من هيئات خاضعة لعقوبات

ماليًا وفي خطوة لافتة، أصدر حاكم مصرف لبنان تعميمًا، استهله بالقول: "بهدف واضح وصريح"، وهدف التعميم إلى "منع دخول أي أموال، بشكل مباشر أو غير مباشر، مصدرها هيئات أو منظمات لبنانية خاضعة لعقوبات دولية، ولا سيما العقوبات الصادرة عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي (OFAC)، إلى القطاع المصرفي اللبناني الشرعي. إذ إن السماح بدخول هذه الأموال من شأنه أن يعرّض علاقات المصارف اللبنانية المراسلة في الخارج للخطر، خصوصًا مع المصارف الأميركية التي تتولى عمليات التحويل بالدولار الأميركي".

التعميم غمز من قناة "وزارات معنية تملك الصلاحيات والإمكانات للتدخل، فقال: "أما بالنسبة لأي هيئة أو منظمة خاضعة لعقوبات دولية وليست مرخّصة من مصرف لبنان ولا تخضع لسلطته، فإن دور المصرف في هذه الحالة يبقى محدودًا في الصلاحيات والنطاق. وفي هذه الحالات، تقع المسؤولية كاملةً على الدولة والوزارات المعنية التي تملك بدورها الصلاحيات والإمكانيات للتدخل. وأي إشارة عكس ذلك تُعتبر إسنادًا لصلاحيات لمصرف لبنان لا يملكها، ولم ينصّ عليها القانون، ولا سيما قانون النقد والتسليف.

تعاون لبناني سعودي: ضبط 125 كلغ من الكوكايين

أمنياً - وفي عملية مشتركة لبنانية - سعودية، ضبط مكتب مكافحة المخدرات 125 كيلوغرامًا من الكوكايين، وهي أكبر كمية كوكايين تم تهريبها إلى لبنان خلال السنوات الأخيرة عبر سفينة وصلت إلى ميناء طرابلس، من البرازيل، مرورًا بعمان، وكانت مخبأة داخل 10 غالونات كانت مموهة بطريقة احترافية، من ضمن 840 غالونًا تحتوي على زيوت وشحوم". وكشف وزير الداخلية أنه "وردت معلومات إلى مكتب مكافحة المخدرات في لبنان من وزارة الداخلية السعودية، وتحديدًا من المديرية العامة لمكافحة المخدرات، وعُمل عليها بجدية، إلى أن تم التوصل إلى ضبط الكمية". من جهتها، قالت وزارة الداخلية السعودية "إن معلومات استباقية من وزارة الداخلية أسهمت في إحباط محاولة تهريب 125 كيلوغرامًا من مادة الكوكايين المخدرة في الجمهورية اللبنانية".

 

مقدمة نشرة الأخبار المسائية من " ال بي سي آي"

02 أيلول/2025

ثلاثة عناوين متباعدة زمنيًا، لكنها متقاربة في المضمون: العنوان الأول تعميم صادر عن حاكم مصرف لبنان يقضي بمنع دخول أي أموال بشكل مباشر أو غير مباشر مصدرها هيئات أو منظمات لبنانية خاضعة لعقوبات دولية، ولا سيما العقوبات الصادرة عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي (OFAC)، إلى القطاع المصرفي اللبناني الشرعي. العنوان الثاني زيارة الموفدة الأميركية مورغن أورتيغاس الأحد المقبل إلى بيروت ، وهذه المرة بمعيَّة قائد القيادة الوسطى الأميركية (CENTCOM)، والمعلومات تتحدث عن أن لقاءاتها ستتركز على الجتماعات مع قيادات عسكرية وأمنية، من دون أن يعني ذلك عدم وجود لقاءات سياسية على جدول أعمالها.  العنوان الثالث، وهو الأقرب، جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة، والتي ستبحث في بند حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. في الجلسة، وفق ما هو متوقَّع، سيعرض قائد الجيش العماد رودلف هيكل خطة حصرية السلاح ، فكيف سيتلقفها مجلس الوزراء؟ بالتصويت أم بأخذ العِلم؟ في حال التصويت، هل يخرج وزراء الثنائي من الجلسة؟ في هذه الحال، هل يتكرر سيناريو جلستَي الخامس والسابع من آبن بمعنى ان يسير مجلس الوزراء بها؟ أيًا يكن القرار المتخذ، فسيكون بين يدي أورتاغوس يوم الأحد.البداية من جلسة الجمعة

 

زيارة «أمنية» لأورتاغوس نهاية الأسبوع!

جنوبية/02 أيلول/2025

أفادت معلومات لقناة الـ”LBCI”، بأنّ “الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس سترافق قائد القيادة الوسطى الأميركية (CENTCOM) براد كروبر إلى لبنان نهاية هذا الأسبوع لعقد لقاءات أمنية سريعة”. ولفتت القناة إلى أنّ “لقاءات أورتاغوس بالمسؤولين الأمنيين اللبنانيين فقط وليس بالقادة السياسيين”. يأتي ذلك فيما يستعد لبنان عبر مجلس الوزراء الجمعة المقبل لمناقشة خطة الجيش اللبناني في ملف حصر السلاح بيد الدولة، ووسط مطالبة لبنانية بدور اكثر فعالية للولاية المتحدة للضغط على إسرائل للإلتزام باتفاق وقف الأعمال الحربية.

 

هيرتسوغ يكرم عناصر في الموساد لدورهم في اغتيال حسن نصرالله

المركزية/02 أيلول/2025

كرم الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ اليوم الثلاثاء، مجموعة من عناصر "الموساد"، وذلك لدورهم في عملية اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، وفق وسائل إعلام عبرية. وقال هيرتسوغ في تغريدة على إكس: "جائزة أمن إسرائيل لعام 2025، بروح حرب السيوف الحديدية - ستة مشاريع تكنولوجية رائدة أثّرت بشكل كبير على سير القتال في حرب السيوف الحديدية وعملية "عام كالبي"، وقدّمت مساهمة كبيرة في أمن الدولة والحفاظ على قوتها التكنولوجية والعملياتية. عقولٌ لامعة. نحييكم!". وقال ضابط كبير في حفل توزيع الجوائز: "تصرف عناصر الموساد بشجاعة لافتة تحت وطأة النيران في قلب بيروت، لجمع معلومات استخباراتية دقيقة لاغتيال على نصر الله".وفي أيلول 2024، أدت غارات إسرائيلية استهدفت مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت إلى اغتيال نصرالله.

 

تسليم السلاح غير وارد في قاموس الثنائي.. الاستراتيجية أقصى ما يقبل به!

لارا يزبك /المركزية/02 أيلول/2025

شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين في كلمة القاها نهاية الأسبوع الماضي على "أننا أعلنا كأبناء المنطقة وأبناء المقاومة بأننا لن نسلم السلاح"، داعياً "الحكومة اللبنانية - بعد أن وصلها رد الكيان الذي لم يحمل سوى المصالح الإسرائيلية وتأمين الأمن الإسرائيلي - إلى أن تقف وتتأمل ماذا حصل، وتعيد النظر مجدداً بقرار نزع السلاح، لأن هذا السلاح هو سلاح القوة للبنان وسلاح الدفاع عن لبنان". وقال في مناسبة اخرى في قانا "لن ‏نستسلم أو نسلم سلاحنا ولا حتى طلقة واحدة من هذا السلاح". بدوره، أكد زميله في الكتلة النائب حسين جشي أن "التمسك بسلاح المقاومة يبقى الخيار الأقل كلفة، مقارنةً بتسليمه وما يعنيه من وضع رقاب اللبنانيين بيد العدو الإسرائيلي، خاصة في ظل عجز الدولة عن حماية الأرض والشعب ومنع الاعتداءات اليومية". وتابع "ليكن واضحاً في ظل البلطجة الأميركية وكلام ترامب عن ان ساحة إسرائيل صغيرة، وفي ظل التجبر والاجرام الإسرائيلي وكلام نتانياهو عن دور له في انشاء إسرائيل الكبرى، نحن اليوم متمسكون بسلاح المقاومة أكثر من أي وقت مضى". الحزب يجزم اذا ان "لا تسليم للسلاح". اما رئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل نبيه بري فيقترح الحوار حول السلاح فيكون جزءا من استراتيجية الامن القومي اللبناني. اذ قال الاحد: نؤكد أننا منفتحون لمناقشة مصير هذا السلاح الذي هو عزنا وشرفنا كلبنان، في إطار حوار هادئ توافقي تحت سقف الدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري والقوانين والمواثيق الدولية بما يفضي إلى صياغة استراتيجية للأمن الوطني تحمي لبنان وتحرر أرضه وتصون حدوده المعترف بها دولياً... واضح اذا بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية"، ان فكرة تسليم السلاح ليست واردة في حسابات الثنائي ولا في قاموسه. الحزب يعلنها بلا خجل، وهو يربط الإحتفاظ بالسلاح، تارة بوجود اسرائيل (الذي لن ينتهي في المدى المنظور) وطورا بتهديد داعش والتطرف الذي قد ينقض على الشيعة من سوريا. وفي افضل الأحوال، الحزب اتفق مع بري، على ان يمكن البحث في هذا السلاح على طاولة حوار، فيتم "تشريعه" بشكل من الاشكال، ويُعتبر جزءا من "ترسانة" لبنان للدفاع عن نفسه في وجه الاخطار، الى جانب ترسانة الجيش والقوى العسكرية والأمنية الشرعية. هذا تفصيل، في رأي الحزب، لكن المهم هو انه سيحتفظ بسلاحه.. من هنا، اتفق مع بري على طرح فكرة الحوار. لكن هذه اللعبة مكشوفة وقديمة، تتابع المصادر، وزمن التشاطر والتذاكي ولى، وبتنا في زمن الدستور والقانون، ولن تقبل لا الحكومة ولا القوى السيادية، الا بتطبيق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري والتي تنص كلها على حصر السلاح في البلاد، بيد القوى الشرعية فقط من دون اي شريك...

 

لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان: لإدراج ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية على جدول المفاوضات

جنوبية/02 أيلول/2025

وجهت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان كتاباً إلى رئيس مجلس الوزراء نوّاف سلام، تطالب بموجبه إدراج ملف اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية وغير اللبنانيين الذين اعتقلوا على الأراضي اللبنانية في مقدمة الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات مع الجانب السوري. وقال مسؤولون قضائيون وأمنيون إن لبنان وسوريا سيشكلان لجنتين لتحديد مصير 3 ملفات مهمة بين البلدين. وستناقش اللجنتان “تحدد مصير ما يقرب من ألفي سجين سوري محتجزين في السجون اللبنانية، وتحديد مكان المواطنين اللبنانيين المفقودين في سوريا منذ سنوات، وتسوية الحدود المشتركة غير المرسومة”.

 

حصرية السلاح في جلسة يوم الجمعة.. واستقدام الدعم العربي بدل الضمانات الأميركية

جنوبية/02 أيلول/2025

يدخل لبنان أسبوعًا سياسيًا حاسمًا مع اقتراب موعد جلسة مجلس الوزراء المقررة الجمعة المقبلة لمناقشة الخطة التي أعدتها قيادة الجيش حول تطبيق مبدأ “حصرية السلاح بيد الدولة”.  الاتصالات السياسية التي يقودها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، عبر تواصله مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، تهدف إلى تبريد الأجواء وتحييد الخطة عن أي اشتباك سياسي قد يهدد بانفجار داخلي. وكشفت مصادر وزارية أنّ النصاب سيتأمّن بالكامل، بما في ذلك مشاركة وزراء «الثنائي الشيعي»، خلافًا للتكهنات بمقاطعتهم، وهو ما يعني أنّ النقاش سينطلق بروح حوارية، ولو أنّ المواقف النهائية ستتحدد بناءً على توضيحات قيادة الجيش حول آلية التنفيذ والجدول الزمني. وعلمت «اللواء« ان مجلس الوزراء سيناقش عملياً في جلسته يوم الجمعة المقبل، خطة عامة للجيش اللبناني لسحب السلاح ولإستكمال انتشاره في الجنوب، لكن من دون مفاعيل تنفيذية على الارض الى حين حصول توافق سياسي شامل وجامع على الخطة، وحصول الضغط الاميركي على كيان الاحتلال لتنفيذ خطوات وليس خطوة واحدة مقابل خطوات لبنان الكثيرة التي نفذت حتى الآن. وتوقعت مصاد رسمية لـ «اللواء» ان تعقد الجلسة في موعدها، مشيرة الى ان لا تفكير في تأجيلها حتى الان، والاتصالات قائمة لكن يُستبعد ان تؤدي الى نتيجة في ظل المواقف المعلنة ما لم يحصل توافق، لكن درس خطة الجيش امر مختلف عن التصويت عليها واقرارها، واذا كان التوجه داخل الجلسة التصويت على الخطة واقرارها، فإن وزراء الثنائي سينسحبون منها على الارجح. لذلك المتوقع عرض قائد الجيش للخطة التي لا تتضمن تواريخ وجداول زمنية للتنفيذ لكن تحت سقف مهلة نهاية العام، وتتم مناقشتها معه، وقد يُستكمل البحث في جلسة لاحقة، لا سيما بوجود وجهة نظر تقول ان الخطة تصبح نافذة اذا وافقت اسرائيل وسوريا على تنفيذ الورقة الاميركية، واذا لم يأتِ جواب منهما يتم تعليق تنفيذ الخطة الى حين توافر الاسباب التي تساعد على التنفيذ.

واشنطن تتراجع… ولبنان يتمسّك

العقدة الأساسية تكمن في تراجع الولايات المتحدة عن التزامها بإلزام إسرائيل بتقديم ضمانات للانسحاب من الجنوب مقابل التزام لبنان بتنفيذ خطة حصرية السلاح. هذا التراجع الأميركي، الذي نقله الموفد توماس براك صراحة إلى الرؤساء الثلاثة، أعاد فتح الباب أمام تساؤلات: كيف للبنان أن يذهب إلى تنفيذ التزام استراتيجي كهذا من دون غطاء وضمانات دولية تمنع إسرائيل من استغلال الفراغ الأمني؟

ورغم ذلك، تؤكد الحكومة اللبنانية أنّها لن تتخلى عن مبدأ حصرية السلاح، باعتباره ركيزة في اتفاق الطائف والدستور والبيان الوزاري، وأنّ أي تراجع عنه سيعيد لبنان إلى المربع الأول، ويعطي المجتمع الدولي ذريعة للتنصل من التزاماته.

موقف «الثنائي»: قبول النقاش بلا جدول زمني

من جهته، حسم «الثنائي الشيعي» مشاركة وزرائه في الجلسة، مؤكدًا أنهم سيدخلونها «بروح إيجابية» ومن دون مواقف مسبقة، لكن مع رفض ربط حصرية السلاح بجدول زمني صارم. بالنسبة إليهم، المسألة تتعلق بإمكانات الجيش وقدرته على الانتشار الكامل وضبط الأرض، بما يشمل البنية العسكرية لـ«حزب الله» فوق الأرض وتحتها. أي جدول زمني ملزم قد يحرج الدولة ويكشفها أمام المجتمع الدولي إذا انقضت المهلة من دون تنفيذ فعلي.

هذا الموقف يعكس تمسّك الحزب باعتبار السلاح شأنًا داخليًا يجب أن يناقش في إطار استراتيجية دفاعية وطنية، لا في سياق مساومات سياسية أو ضغوط خارجية.

إسرائيل والولايات المتحدة: لعبة الشروط

تتداخل المداولات مع الموقف الإسرائيلي المتشدد، إذ يرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقديم أي ضمانات مسبقة، محاولًا تحويل النقاش اللبناني إلى أزمة داخلية. ويزيد الموقف الأميركي الغامض الطين بلة، خاصة بعد تهديد السيناتور ليندسي غراهام للبنان بخيارين: إما تطبيق حصرية السلاح بالحل السلمي، أو مواجهته بالقوة العسكرية. هذا الخطاب الأميركي-الإسرائيلي يضع لبنان أمام معادلة صعبة: فالدولة متمسكة بالتزاماتها الدولية، لكنها لا تستطيع التفريط بأمنها الوطني أو الدخول في مغامرة تؤدي إلى فراغ أمني في مواجهة إسرائيل.

التدخل العربي كملاذ اخير

رغم المراوحة، تصرّ الحكومة على أن تطبيق حصرية السلاح ليس خيارًا سياسيًا بل واجب دستوري نصّ عليه اتفاق الطائف، ويشكل التزامًا أمام المجتمع الدولي. وفي المقابل، تراهن بيروت على إبقاء الجدول الزمني في خانة الضغط السياسي لاستقدام دعم عربي ودولي يعوّض غياب الضمانات الأميركية.

ويرى مراقبون أن الرهان اللبناني على التدخل العربي قد يكون الورقة الأهم في هذه المرحلة، خصوصًا أن الدول العربية لا تزال تنظر بقلق إلى استمرار سلاح «حزب الله» خارج سيطرة الدولة، وما يمثله من تهديد لاستقرار لبنان وعلاقاته الإقليمية.

بين التهدئة والانفجار

يبقى السؤال الأساسي: هل تنجح الاتصالات الجارية بين بيروت وواشنطن في إقناع الأخيرة بالضغط على إسرائيل لتقديم الضمانات، بما يفتح الباب أمام ربط حصرية السلاح بجدول زمني واقعي؟ أم أنّ الحكومة ستقرّ الخطة وتترك تحديد الجدول في عهدة الجيش، ريثما تسمح الظروف بتسوية أوسع؟ الجواب لا يزال معلّقًا على خيوط دقيقة. لكن المؤكد أنّ لبنان يقف اليوم على مفترق حاسم: إما السير في مسار تدريجي نحو بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، أو الانزلاق مجددًا إلى اشتباك سياسي داخلي يستنزف ما تبقى من مقومات صموده، في ظل بيئة إقليمية ودولية لا ترحم.

 

تقارير: بري سيلتقي عون مع ظهور تفاصيل خطة الجيش

نهارنت/2 سبتمبر/أيلول 2025 (مترجم من الإنكليزية)

أفادت بوابة الأنباء التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي يوم الثلاثاء أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يُبدي "تساهلاً سياسياً كبيراً" لتمرير جلسة مجلس الوزراء المهمة يوم الجمعة بسلاسة. وأضافت "الأنباء" أن بري "سيزور قصر بعبدا للقاء الرئيس جوزيف عون خلال اليومين المقبلين"، مضيفةً أن الزعيمين سيناقشان "كيفية توفير الحماية الكاملة لمهمة الجيش" المتمثلة في نزع سلاح حزب الله وجميع الجماعات المسلحة في البلاد. في غضون ذلك، أفادت مصادر مطلعة لصحيفة البناء أنه في أعقاب خطاب بري السنوي يوم الأحد، عُقدت عدة لقاءات بين بري ومستشار عون، أندريه رحال، ولقاءات أخرى مع النائب محمد رعد. وذكرت "البناء" أن الأطراف تسعى إلى "حلٍّ يدعو إلى وضع خطة احتكار سلاح الجيش، ولكن دون تحديد مواعيد نهائية للتنفيذ، ريثما تنسحب إسرائيل من الجنوب، وتوقف الانتهاكات، وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار". وأضافت المصادر أن خطة الجيش ستُنفَّذ على مراحل، وتبدأ من منطقة جنوب الليطاني قبل أن تنتقل إلى شمال نهر الليطاني. وقالت المصادر: "كما تشمل الخطة الجنوب، والبقاع الغربي، والشمالي، والوسط، والحدود السورية، وبيروت وضواحيها الجنوبية. لكن تطبيق الخطة سيبدأ من جنوب الليطاني، وشرط الانتقال إلى شمال الليطاني هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب ووقف الانتهاكات". وأضافت "البناء" أن "قيادات عليا تُضغط للموافقة على خطة الجيش مع تحديد موعد فوري للتنفيذ وجدول زمني لإتمامها".

 

هل سيحضر وزراء حركة أمل وحزب الله جلسة نزع السلاح يوم الجمعة؟

نهارنت/٢ سبتمبر ٢٠٢٥ (مترجم من الإنكليزية)

مع تصاعد التوترات السياسية قبيل جلسة مجلس الوزراء التي ستناقش يوم الجمعة خطة أعدها الجيش لتطبيق احتكار الدولة للسلاح، تتزايد الانقسامات في البلد المأزوم الذي مزقته الحرب، دون أي مخرج في الأفق. ووفقًا لتقرير نُشر يوم الثلاثاء في صحيفة الأخبار المؤيدة لحزب الله، قد يقاطع وزراء حركة أمل وحزب الله جلسة الجمعة إذا اقتصر جدول أعمالها على مناقشة خطة نزع السلاح. وتستمر الجهود الدبلوماسية، وسيعتمد حضور الوزراء الشيعة من عدمه بشكل كبير على التطورات. وذكرت الأخبار أن الرئيس جوزيف عون، الذي ناقش الجلسة يوم الاثنين مع رئيس الوزراء نواف سلام، حثه على إيجاد مخرج. وفي تقرير متضارب، نقلت صحيفة الشرق الأوسط يوم الاثنين عن وزير قوله إن وزراء حركة أمل وحزب الله سيحضرون الجلسة، وأنهم لا ينوون مقاطعتها أو الدعوة إلى احتجاجات في الشارع. وذكرت الصحيفة، الثلاثاء، أن الخطة التي طلبتها الحكومة لاحتكار السلاح قبل نهاية العام، وضعتها قيادة الجيش اللبناني قبل أكثر من أسبوعين، وأنها "تتضمن مراحل وجداول زمنية" لتنفيذ كل مرحلة.

 

حزب الله يُحذر من "صدام كبير" في حال وضع جدول زمني لنزع سلاحه

نهارنت/2 سبتمبر/أيلول 2025 (مترجم من الإنكليزية)

سيحضر وزراء حركة أمل وحزب الله جلسةً لمجلس الوزراء، تُناقش يوم الجمعة خطةً أعدها الجيش لنزع سلاح حزب الله، لكن الوزراء لن يناقشوا الخطة، وفقًا لمصادر لقناة الحدث الإخبارية التفاعلية السعودية. وأوضحت المصادر أن وزيرًا من حزب الله سيُبدي اعتراضًا شديدًا خلال الجلسة، وأن حركة أمل وحزب الله حذّرا من "صدام كبير" في حال قرر مجلس الوزراء نزع سلاح الحزب ضمن جدول زمني. وأفادت مصادر الحدث أن الجيش سيُقدّم خطةً أوليةً يوم الجمعة، وأن الرئيس جوزيف عون سيقترح مواصلة مناقشة الخطة في جلسةٍ أخرى لمجلس الوزراء.

 

ضبط الدولة للسلاح قيد النقاش: هل تُؤدي خطة الجيش اللبناني بشأن السلاح إلى انقسام الحكومة؟

إل بي سي آي/2 سبتمبر/أيلول 2025 (مترجم من الإنكليزية)

من المُقرر أن يُناقش مجلس الوزراء اللبناني يوم الجمعة خطةً عسكريةً قدّمها قائد الجيش العماد رودولف هيكل لحصر السلاح بيد الدولة. أبلغ وزراء تابعون لحزب الله وحركة أمل كلاً من الرئيس ورئيس الوزراء نواف سلام بانسحابهم من الجلسة إذا طُرحت الخطة للتصويت، مع بقائهم فيها إذا اقتصر الاجتماع على العرض والمناقشة. ويدفع سلام، بدعم من وزراء من حزب القوات اللبنانية، نحو الموافقة على الخطة، مجادلاً بأنه يجب التعامل معها بنفس الطريقة التي اعتمدت بها الحكومة أوراق سياساتها في وقت سابق يومي 5 و7 أغسطس. وتتوقع مصادر سياسية مقربة من كلا الجانبين إقرار الخطة يوم الجمعة، مع ترك الجيش لتحديد آليات تنفيذها والجدول الزمني لها. ومع ذلك، لا يزال هناك غموض بشأن ما إذا كان مجلس الوزراء سيكتفي بالاعتراف بالخطة أو المضي قدماً في التصويت عليها - وهو قرار قد يدفع الوزراء الشيعة إلى الانسحاب. ويصر سلام والقوات اللبنانية على الموافقة، بينما يبدو آخرون منفتحين على حل وسط مؤقت. ويواصل الرئيس جوزيف عون مشاوراته مع القادة السياسيين، بما في ذلك اتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على الرغم من عدم تحديد موعد للقاء بينهما. في خضمّ الجدل الداخلي، من المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي مورغان أورتاغوس وقائد القيادة المركزية الأمريكية إلى بيروت في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإجراء محادثات أمنية موجزة مع القادة العسكريين والأمنيين اللبنانيين، بالإضافة إلى اجتماع مع آلية المراقبة الدولية.

 

ما نعرفه عن خطة الجيش لاحتكار السلاح

نهارنت/2 سبتمبر/أيلول 2025 (مترجم من الإنكليزية)

أفادت تقارير إعلامية أن قيادة الجيش اللبناني وضعت اللمسات الأخيرة على الخطة التي طلبت الحكومة وضعها قبل نهاية العام لاحتكار السلاح. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط يوم الثلاثاء عن مصادر أمنية قولها: "تتضمن الخطة مراحل وجداول زمنية لتنفيذ كل مرحلة". وأضافت: "تفترض الخطة تعاون حزب الله والتنسيق معه لضمان سلاسة التنفيذ، كما هو الحال جنوب نهر الليطاني، دون أن يعني ذلك الخضوع لحالة معينة، إذ وُضعت الخطة للتنفيذ، وبالتالي فهي تنطوي على عدة سيناريوهات تضمن نجاح تنفيذها". وأضافت الصحيفة أن الخطة "تستند أيضًا إلى فكرة أن عدو لبنان واللبنانيين هو إسرائيل". وأشارت إلى أن تنفيذ الخطة قد يُعلق ريثما تتخذ إسرائيل خطوة إيجابية، وقالت: "لا يزال المسؤولون اللبنانيون يراهنون على اختراق قد يحققه المبعوثان الأمريكيان توم باراك ومورغان أورتاغوس مع الجانب الإسرائيلي، مما يُسهّل عليهما إقناع حزب الله بالتعاون مع خطة الجيش لحصر السلاح".

 

عباس: عازمون على سحب السلاح الفلسطيني من لبنان

نهارنت/2 سبتمبر/أيلول 2025 (مترجم من الإنكليزية)

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عزمه على سحب السلاح الفلسطيني من لبنان، وذلك بعد أن سلّمت حركة فتح التي يتزعمها أسلحة من عدة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان. وقال عباس في مقابلة مع قناة العربية: "بدأ الحديث عن نزع سلاح المخيمات في لبنان منذ 15 عامًا... ونزع سلاح المخيمات الفلسطينية هو مقدمة لحماية لبنان". وأضاف عباس: "سلاح المخيمات خدم غرضه عام 1969، ولا دور له الآن". وكشف عباس عن اتفاقه مع الرئيس جوزيف عون على سحب السلاح من جميع المخيمات، مؤكدًا رغبته في "علاقة طبيعية" مع لبنان والحفاظ على "وحدته وأمنه". وقال عباس: "لن أكون سببًا في عرقلة مشروع الدولة اللبنانية... والدولة اللبنانية ستكون مسؤولة عن حفظ السلاح الفلسطيني".

 

تحذير للدولة: مصرف لبنان يتحرك لمنع التعامل مع القرض الحسن التابع لحزب الله

ال بي سي/02 أيلول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

جدد مصرف لبنان (BDL) تسليطه الضوء على مؤسسة القرض الحسن المالية التابعة لحزب الله، مجددًا القيود والتحذيرات بشأن التعامل مع كيانات غير مرخصة خاضعة لعقوبات دولية. في يوليو، أصدر مصرف لبنان التعميم رقم 170، الذي يحظر على جميع المؤسسات المالية المرخصة الخاضعة لإشرافه التعامل مع القرض الحسن أو ما شابهه. بعد أسابيع، كرّر المصرف هذا التوجيه، موجهًا هذه المرة ما وصفه المراقبون بأنه رسالة مبطنة إلى الحكومة اللبنانية. وأكد البيان أن أي منظمة أو كيان خاضع لعقوبات دولية وغير مرخص من مصرف لبنان يقع تحت المسؤولية الكاملة للدولة والوزارات المخولة بالتدخل. ووفقًا للمسؤولين، فإن وزارة الداخلية هي الجهة الرئيسية المسؤولة عن منح الاعتراف القانوني للجمعيات، وبالتالي فهي الجهة المكلفة باقتراح إلغاء التراخيص عند الضرورة. أبدت إسرائيل استعدادها لتقليص وجودها العسكري إذا تحرك لبنان لنزع سلاح حزب الله. وأفادت مصادر مصرفية لقناة LBCI أن مصرف لبنان يواصل جهوده لكبح أنشطة الجمعيات والمؤسسات المدرجة على قوائم العقوبات الأمريكية. كما شددت المصادر على أهمية التزام جميع المصارف بالتعميم رقم 170 بشكل صارم، محذرة من أي تهاون في تطبيقه.

 

لبنان يضبط 125 كيلوغرامًا من الكوكايين بمساعدة المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية

ناجيا الحصري/عرب نيوز/2 سبتمبر 2025

(مترجم من الإنكليزية)

بيروت: أعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، يوم الثلاثاء، أن مكتب مكافحة المخدرات في البلاد ضبط 125 كيلوغرامًا من الكوكايين، في واحدة من أكبر عمليات ضبط المخدرات في السنوات الأخيرة. وأوضح الحجار أن الكمية هُرّبت على متن سفينة وصلت إلى ميناء طرابلس قادمة من البرازيل بعد مرورها بسلطنة عُمان. وقال: "تم إخفاؤها... وتمويهها باحترافية بين 840 غالونًا من الزيوت والشحوم"، مضيفًا أن مكتب مكافحة المخدرات تلقى معلومات من المديرية العامة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية، التابعة لوزارة الداخلية في البلاد. وتحدث الحجار عن "موقوفين على ذمة القضية، وهناك مطلوبون آخرون قيد الملاحقة". وأضاف أن التحقيقات لا تزال جارية، وأن عملية الضبط تمت "خلال الأسابيع القليلة الماضية". وأعرب الحجار عن امتنانه لوزير داخلية المملكة على جهوده، مشيدًا بالمساهمات العريقة لكلا البلدين في مكافحة تهريب المخدرات. وقال: "التقيت به (الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف) في مؤتمر وزراء الداخلية العرب، واتفقنا على مواصلة جهودنا وتنسيقنا، ونحن نشهد اليوم إحدى ثمار هذا التنسيق". "وبالطبع، هذه ليست المرة الأولى التي ننسق فيها مع المملكة وأجهزة مكافحة المخدرات في الدول الشقيقة، فقد كشفنا سابقًا عن عملية تهريب كبتاغون باتجاه دولة الكويت الشقيقة". وأضاف الحجار أن السلطات اللبنانية ألقت القبض مؤخرًا على ستة أفراد آخرين سافروا من دول أمريكا اللاتينية عبر أفريقيا وبحوزتهم مخدرات غير محددة. وأكد أن "جميع هذه الأمور تُعالج بجدية لأنها ركيزة أساسية في استراتيجيتنا". وقال الحجار إن "الجهود المبذولة خلال الأشهر الماضية أسفرت عن ضبطيات واعتقالات كبيرة، كان آخرها عملية اليوم". وأضاف: "لن نقبل أن يكون لبنان معبراً أو بوابة لأي مواد ممنوعة متجهة إلى لبنان أو إلى أي دولة شقيقة أو صديقة".

 

هذه هي خطة حزب الله للدفاع عن لبنان

حسبن عبد الحسين/فايسبوك/02 أيلول/2025

حزب الله عاجز عن مواجهة الجيش عسكريا لأن سلاح الجو الإسرائيلي بانتظاره. لذا،  لحزب الله تصوّر عن "الحرب الأهلية" التي يهدد بها هو سيناريو يشبه تصدي الأهالي لليونيفيل، لكن مع قتلى ودماء، ويتم استدراج الجيش الى اطلاق نار، ويقع نتيجة ذلك قتلى شيعة، كلهم نساء وأطفال وصحافيين ومسعفين طبعا، وتتم شيطنة الجيش اللبناني، ويصبح استمرار حكومة سلام في الحكم شبه متعذر، وكذلك يتم الحاق اذى فادح بعهد عون، ويتم تجميد الأمر الى أن تتغير الأمور يوما وتترك اسرائيل الحزب ويتحسن وضع إيران. هذه هي خطة حزب الله "للدفاع عن لبنان".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 2 أيلول 2025

جنوبية/02 أيلول/2025

النهار

لم تعلم الأسباب التي دفعت “حزب الله” إلى عدم الإعلان عن هوية اثنين من مرافقي السيد حسن نصرالله قضيا معه قبل نحو سنة، وهما محمد خليل خريس، الممرض الشخصي لنصرالله، وحسن سلمان طبيبه الشخصي.

تستمر عمليات البناء العشوائي على أراض مشاع وأراضي الغير في مناطق عدة بعيدة جنوباً وبقاعاً.

يقول مستشار رئاسي سابق إن كلمة الرئيس نبيه بري كرست الوهن الحاصل داخل الثنائي الشيعي رغم استمراره في توفير المخارج التي تعيد تعويمه وتنقذ “حزب الله” معه.

تتضارب الأخبار المتداولة حول نسب رفع الأقساط المدرسية ففيما يؤكد رئيس اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الأب يوسف نصر أن الزيادات راوحت بين 25 و35 في المئة يكتب ناشطون عبر وسائل التواصل أن الزيادات بلغت 80 في المئة في مدارس محددة.

يشكو مواطنون من ذوبان ودائعهم باللولار إذ تعمد المصارف إلى فرض ضرائب وعمولات على ودائع مجمدة لا يستطيع أصحابها الإفادة منها.

الجمهورية

تجري تحضيرات لوجستية لإعادة فتح مركز قنصلي ومنح تأشيرات لدولة صديقة لها علاقات بارزة مع لبنان.

لم يتمّ تلزيم مرفق حيَوي كبير في محافظة الشمال حتى الآن، ولم يُعرَف ما إذا كانت الأسباب تقنية أم سياسية.

استبعد ديبلوماسي غير عربي في بيروت معاوَدة شنّ هجوم على بلاده نتيجة ما سمّاه توازن الردع الميداني بينهما.

اللواء

تتابع دولة أوروبية عبر اتصالات غير معلنة مع الأطراف اللبنانية صاحبة القرار، للمساعدة في عدم الوصول إلى طريق مسدود يوم الجمعة.

كشف نائب مقرَّب من مرجع بارز أن قطباً نيابياً، قرَّر التحرُّك في ما خص جملة من المواضيع ذات الصلة بمندرجات اتفاق الطائف..

لفتت إشارة إلى أن وزارة المال، تبحث عن إيجاد مصالحة لموضوع القرض الحسن، بعد قرار مصرف لبنان بقطع أي صلة بهذه المؤسسة المالية..

نداء الوطن

كشفت مصادر موثوقة أن وسيلة إعلامية حزبية تلقت مساعدة مادية من مغتربين في إحدى الدول الأفريقية بلغت خمسمئة ألف دولار، وهذه المساعدة ستتيح لها إجراء “نفضة” على المستويات الإدارية والبرامجية، استعدادًا لاستحقاق الانتخابات النيابية في أيار المقبل.

تحدثت معلومات عن تباينات بين قيادات الصف الأول في “حزب الله” إلى درجة أن هناك قطيعة بين بعضهم، وتضيف المعلومات أن السفارة الإيرانية دخلت على خط التباينات، وتعمل على التقريب بين القيادات المختلفة مع بعضها.

فضيحة جامعية، إذ تبيَّن أن جميع الناجحين إلى الدراسات العليا في أحد اختصاصات الجامعة اللبنانية، هم من مذهب واحد، ويقول أحد العارفين إن الأسئلة مُرِّرت لهؤلاء ما أدى إلى نجاحهم. ويتجه طلاب راسبون إلى عقد مؤتمر صحافي لكشف ملابسات هذه الفضيحة.

البناء

سجّلت أرقام مرتفعة للنازحين السوريين العائدين من لبنان إلى سورية مع مناخات القلق من أحداث أمنيّة قد تقع في لبنان بعد قرار الحكومة بنزع سلاح المقاومة وبعدما بدأت المنظمات العالمية التي تقدّم المساعدات للنازحين العائدين في سورية بدلاً من امتناعها في السابق وإصرارها على تقديم المساعدات في لبنان قبل سقوط النظام، رغم مناشدات الحكومات اللبنانية مراراً لفعل ذلك. وقالت مصادر على صلة بالملف إن الحكومة الجديدة في سورية طالبت بتحويل الدعم التربويّ والصحيّ المقرر للنازحين السوريين في لبنان إلى المؤسسات الصحيّة والتربويّة السوريّة ما تسبب بتراجع فرصة الحصول على الخدمات التعليمية والصحية في لبنان على حساب المساعدات الأممية. وقالت المصادر إن ما كانت تقوله الدولة اللبنانية عن إمكانيّة تحقيق عودة طوعيّة آمنة بمجرد نقل المساعدات إلى سورية ثبت أنه صحيح.

تحمل وسائل التواصل تصريحات ومواقف غاضبة وانفعالية وبعضها هستيريّ بين مناوئي المقاومة بعد كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري ووصل البعض إلى حد تناول عقيدة الطائفة الشيعيّة بالإهانة ووصفها بالقاتلة. وهو ما أعادته مصادر سياسية إلى الشعور بالإحباط من صناعة خطاب يمنح الأمل بالقدرة على محاصرة المقاومة من بوابة الترويج لنظرية الاختلال بين أمل وحزب الله، وللحديث عن اعتدال برّي مقابل تطرّف حزب الله ولبنانيّة برّي مقابل إيرانيّة حزب الله؛ وبعد خيبة الأمل تحوّلت الهيستيريا إلى أن بعض صغارهم تحوّل إلى إطلاق الشتائم بحق الرئيس نبيه بري وتسبّب غمز بري من قناة من كان يرغب ركوب الدبابة الإسرائيلية للوصول إلى رئاسة الجمهورية إلى تحريك المسلة تحت إبط صاحبها وجماعته بطريقة جنونيّة.

 

رابط فيديو تعليق مهم جداً للمؤرخ والعلامي المميز إبراهيم عيسى يتناول علمياً ظاهرة أبوعبيدة الدجال الذي اغتالته إسرائيل قبل أيام، ويعود بالذاكرة إلى من هم خامته النفاقية والخادعة ومنهم أحمد سعيد والصحاف..

عنوان التعليق: أبوعبيدة.. الحفاوة بالكذب والتضليل والعمالة.

02 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/146956/

أبرز النقاط التي تناولها إبراهيم عيسى عن الإعلام العربي عبر أبو عبيدة الدجال والإخونجي، كما قرأ فيها الياس بجاني ناشر الموقع

غياب التحليل والتكرار البصري المملّ

الإعلام العربي صوتي ويعاني من افتقار للتحليل العميق في تغطية الصراعات الكبرى، مثل الحرب الإيرانية–الإسرائيلية. فالقنوات العربية عرضت مشاهد متكررة لصواريخ وإطلاقات، ما يعطي انطباعًا مفرطًا ومضخمًا عن حجم الهجمات، بدلًا من تقديم معلومات استراتيجية أو تحليلات مقنعة.

الإثارة البصرية بدل المصداقية

عيسى شدّد على أن الإعلام العربي الدجال والصوتي والفاقد لأي صدق ومصداقية يوحي أحيانًا بأن مهمته هي الإثارة البصرية بدلاً من نقل الحقائق، ما يساهم في ضعف جودة التغطية الإعلامية ويزيد من التضليل الجماهيري.

الإعلام الموقفي مقابل المصداقية

طرح عيسى السؤال التالي: هل يجب أن يظل الإعلام العربي منحازًا دون أدنى اعتبار للمصداقية؟ خاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، التي ويصفها دائماً بـ “المعتدية والمحتلة”، فهل يُفترض أن يُقدّم الإعلام موقفًا موازنًا يعكس تعقيدات الصراع؟

لماذا يعتبر الإعلام العربي “كذابًا” أو “صوتيًا” حسب عيسى؟

الاعتماد على الصور بدون محتوى حقيقي: الإعلام يعتمد بشكل مفرط على عرض فيديوهات الانفجارات والدراما، ما يصنع تأثيرًا بصريًا دون انتقال إلى تحليل منطقي أو سياق استراتيجي.

التغطية الصوتية دون مضمون: يتحول الإعلام إلى نقل بصري وصوتي فقط، دون عمق يُضيف قيمة إعلامية أو يُساعد المشاهد في فهم التطورات بشكل نقدي.

التكرار الممل بدل التجديد والمصداقية: الاعتماد على مشاهد مكررة يُفقد المشاهدين اهتمامهم ويضعف الثقة في الإعلام.

الاستنتاج

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/146956/

الإعلام العربي يفتقر إلى التحليل الجاد والمسند.

يركّز على الإبهار البصري وليس على التثقيف أو الفهم.

غالبًا ما يتحوّل إلى أداة صوتية بلا مضمون واقعي.

ملخص محتوى التعلي

المحور الأساسي

الفيديو للنقاد الإعلامي إبراهيم عيسى، وموضوعه هو ظاهرة الاحتفاء والتكريم بالكدب والتضليل والعمالة داخل الإعلام العربي.

عيسى يسخر من الإعلاميين والمؤسسات التي تستخدم الكذب بذكاء لتزييف الحقائق، ويمجد أولئك الذين لا يهمهم سوى الولاء الخارجي أو الأجنبي على

يعتبر هذا التصنيف دليلاً على الانجراف نحو التضليل السياسي والديني، مما يؤدي إلى تدمير الثقة بالمؤسسات الإعلامية، كما أن التركيز على الإعلام الصوتي هو تضليلي ومرّضي وخطير على العقول.

يشير عيسى إلى إلى الإعلام الصوتي (مثل الإذاعات أو الحلقات الصوتية المدفوعة) بوصفه من أخطر أدوات التضليل لأنه يصل مباشرة إلى المستمع دون التمكن من المراجعة أو التدقيق السهل. هذا ويعتمد بعضهم على الخطب أو الصوتيات المؤثرة التي تغسل العقول دون تقديم دليل صحيح، وتثير مشاعر الخوف أو الحقد لتحقيق تأثير معين ، ويربط يربط بين هذا الأسلوب وبين الانحراف عن المهنية إلى خدمة أجندات سياسية أو خارجية، دون مراعاة الحقيقة.

رسالة التحذير

يدعو إبراهيم عيسى الجمهور إلى التمييز بين الإعلام المَهني المحترم والتضليلي الذي يخدم أجندات خارجية أو أيديولوجيات مضللة، ويشدد على أهمية البحث والتحقق، وعدم الانقياد للأصوات التي تُجيد “الحفاوة بالكذب” — أي التقدير السطحي والبلاغة التخريبية دون مضمون.

ملخص النقاط المهمة

العنوان الرمزي “الحفاوة بالكذب والتضليل والعمالة” يشير إلى التمجيد غير المسؤول لمن يخدم مصالح خارجية أو يضلل الجمهور عمدًا.

التركيز الصوتي الإعلام الصوتي ذائع التأثير السريع لكنه أقل قدرة على التحقق والتدقيق، ما يجعله بيئة خصبة للتضليل.

الرسالة الأساسية يجب تعزيز الإعلام الحر النزيه والمستقل، والتمكين من التفكير النقدي لدى الجمهور ضد التضليل الإعلامي المدعوم.

 

مجلس الوزراء اللبناني يناقش حصرية السلاح ويترك تطبيقها لقيادة الجيش

تدخُّل رئيس الجمهورية يمنع اشتعال جلسة الجمعة ويؤمّن حضورها بنصاب كامل

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

الحديث عن تأرجح حضور الوزراء الشيعة جلسة مجلس الوزراء، الجمعة المقبل، المخصصة لمناقشة الخطة التي وضعتها قيادة الجيش بتكليف منه لتطبيق حصرية السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الحالي، ليس في محله. وتأكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنهم سيشاركون فيها تتويجاً للجهود التي تولاها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون باتصالاته المفتوحة بكل من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نواف سلام، والتي أدت لوضع النقاط على الحروف وتهيئة الأجواء بما يضمن انعقادها بنصاب كامل لا لبس فيه، بعد التوافق على جدول الأعمال الذي كان موضع خلاف بين سلام والوزراء الذي كانوا يهددون بمقاطعتها في حال أنها خُصصت لمناقشة الخطة وتطبيقها بجدول زمني تُترك كلمة الفصل فيه لقيادة الجيش. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة أن المشاورات الجارية بين قيادة «حزب الله» ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتواصله بالرئيس عون، وبالواسطة بالرئيس سلام، سجّلت بداية انفراج بالتوصل إلى صيغة تتعلق بجدول أعمالها لقطع الطريق، على أن تتحول إلى مادة مشتعلة تهدد حضور وزراء الشيعة الجلسة.

صيغة توافقية

وكشفت المصادر المواكبة عن أن «الثنائي الشيعي»، ممثلاً ببري، يفضّل بأن تُطرح الخطة على بساط البحث لمناقشتها من دون أن يتلازم تطبيقها بضرورة تحديد جدول زمني، بذريعة أن مصدرها في الأساس قراران كان اتخذهما مجلس الوزراء في جلسته في الخامس والسابع من أغسطس (آب) الماضي، بانسحاب الوزراء الشيعة، ما يعني من وجهة نظره بأنهما فاقدان للميثاقية، بخلاف إصرار عون وسلام والوزراء الآخرين على إقرارها، رغم أن عون يسعى الآن للتوصل لصيغة توافقية لتجنيب الحكومة انقساماً هي في غنى عنه، وهذا ما حققه بفضل الجهود التي تولاها شخصياً. ولفتت إلى أن الثنائي يدعو لإدراج البند الخاص بخطة الحكومة ضمن جدول أعمال يتضمن بنوداً عدة، بدلاً من حصره ببند واحد، خصوصاً أن بري لم يقفل الباب بخطابه الأخير لمناسبة تغييب الإمام موسى الصدر في ليبيا، في وجه البحث بسلاح «حزب الله»، وإن اقترح بأن يُدرج ضمن استراتيجية أمن وطني للبنان، كما دعا عون في خطاب القسم؛ أي أن يأتي في سياق التوافق على خطة دفاعية للبنان. ورأت المصادر أن بري بموقفه أراد تمرير رسالة، تحت عنوان أن سلاح الحزب هو شأن داخلي، ومن غير الجائز بأن يكون لإسرائيل أو لغيرها دخل فيه.

الثقة بالجيش

وقالت إنه يؤيد تكليف الجيش بوضع خطة لحصرية السلاح، ولديه ملء الثقة بقيادته ولا خلاف معها، وإنما مع الحكومة حول مقاربتها لحصريته التي تشكل نقطة تباين مع سلام، رغم أن الرؤساء توافقوا على تلازم الخطوات الذي التزمت به الولايات المتحدة الأميركية بلسان السفير توم برّاك، قبل أن تنقلب على تعهّدها دعماً لإسرائيل. وفي المقابل، كانت الآمال معقودة على تدخّل عون لإنقاذ الموقف، مع أنه لا خلاف على حصرية السلاح، بل على آلية تطبيقه، خصوصاً أن تصرّف الولايات المتحدة على أنها في حلٍّ من الورقة الأميركية - اللبنانية «لا يلزمنا بالتخلي عن حصريته، وتكليف قيادة الجيش وضع خطة لتطبيقه، وبالتالي لا مجال لصرف النظر عن إدراجه بنداً أساسياً على جدول أعمال الجلسة»، بحسب المصادر.

تخلي واشنطن

وفي هذا السياق، رأى مصدر وزاري بارز بأن لا مصلحة للبنان بترحيل إقرار الخطة لوقت لاحق؛ كرد فعل على تخلي الولايات المتحدة عن تلازم الخطوات، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن حصريته كانت وما زالت موضع إجماع لبناني، وتلقى أوسع تأييد عربي ودولي، وأن تراجع لبنان عن تعهده يعيده إلى المربع الأول، ويهدد مصداقيته أمام المجتمع الدولي. وأكد أن لبنان بتجميده تطبيق حصريته يعني حكماً بأنه لم يعد مدرجاً على لائحة الاهتمام الدولي لتوفير الدعم لإنقاذه. ولفت المصدر إلى أن تطبيق حصريته ما هو إلا جواز مرور دولي للبنان ليستعيد دوره في المنطقة، بما يتيح له الحصول على مساعدات عربية ودولية للعبور لمرحلة التعافي. وسأل المصدر «الثنائي الشيعي»: هل من عائق أمام الموافقة على خطة الجيش لجمع السلاح؟ وأين المشكلة بتعاطيه معها بانفتاح وإيجابية بخلاف إلحاق سلاح الحزب بالاستراتيجية الدفاعية التي تعني حتماً بأن البلد سيجد نفسه محاصراً دولياً وعربياً ولن يلتفت إليه أحد لإخراجه من أزماته؟ وأكد أن خطة الجيش تبقى في إطارها العام، وهي مجموعة من العناوين، ولا تأتي على ذكر كل ما يتعلق بالخطوات اللوجيستية والميدانية التي تبقى سرية وخاصة بالقيادة التي لن تحشر نفسها بجدول زمني يعود القرار فيه للأرض التي لا يمكنه التنبؤ بما فيها من منشآت وبنى عسكرية فوق الأرض وتحتها؛ لأنها مضطرة لتمديد الوقت لبسط سلطة الدولة على كافة أراضيها.

التزام بري

وقال إن بري أكد التزامه بخطاب القسم والبيان الوزاري. وسأل: هل الخلاف يتعلق بحصرية السلاح أم بآلية تطبيقه؟ رغم أن نواب الحزب لا يتركون مناسبة إلا ويؤكدون فيها رفضهم تسليم السلاح، ويمعنون في رفعهم السقوف السياسية، ما يتناقض مع منحهم الثقة لحكومة يتمثل فيها الحزب بوزيرين؟

ويبدو أن عون، حتى إشعار آخر، تمكن من استيعاب الخلاف، وأعاد الأمور إلى نصابها على قاعدة تمسكه بحصرية السلاح التي يتعهد بها باستمرار؛ لأنها مطلب لبناني قبل أن يكون خارجياً؛ لتمكين الدولة من بسط سلطتها بالكامل تطبيقاً للقرار 1701 الذي يعيد للبلد حيويته السياسية والاقتصادية، وهو الآن موضع اهتمام دولي وعربي يتجلى بإعلان السفارات المعتمدة لدى لبنان حالة الاستنفار القصوى في مواكبتها للتحضيرات الجارية لانعقاد الجلسة بخلاف كل التكهنات. ويبقى السؤال: هل مفاوضات اللحظة الأخيرة التي تولاها عون كانت وراء سحب فتيل الاشتعال السياسي من على طاولة مجلس الوزراء وتعبيد الطريق أمام انفراجٍ قاعدته تبنّي الحكومة بالإجماع خطة الجيش، على أن تُترك لقيادته آلية تنفيذها من دون ربطها بجدول زمني الذي يعود تحديده لطبيعة الأرض التي ستنتشر فيها الوحدات العسكرية لتستعيد الدولة سيطرتها على كافة أراضيها، وبالتالي يكون لبنان قد تجاوز أقسى معارك شد الحبال بين «الثنائي» ومن يدعو لتطبيق حصريته بلا أي تأخير؟ فهل تمر الجلسة بسلام أم أنها تبقى خاضعة لمفاجآت مصدرها الوزراء الشيعة، مع أنها ليست في الحسبان حتى الساعة؟

 

المخيمات الفلسطينية في لبنان... نفوذ متشعب بين السياسة والسلاح ...«عين الحلوة» أكبرها وأكثرها خطورة من أصل 12 مخيماً

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

بعد خمسة عشر عاماً على بدء النقاش حول مصير السلاح الفلسطيني في لبنان، عاد الملف إلى الواجهة بعد أن بدأت رحلة تسليم سلاح المخيمات إلى الجيش اللبناني. فهذا الإجراء، أعاد إحياء واحد من أعقد ملفات العلاقة اللبنانية - الفلسطينية، وألقى الضوء مجدداً على واقع المخيمات الممتدة من طرابلس شمالاً إلى صور جنوباً. مخيمات لم تعد منذ زمن مجرد مساكن للاجئين، بل تحولت إلى ساحات سياسية وأمنية متشابكة، تتقاسمها الفصائل، وتدار بشبكات نفوذ موازية للدولة اللبنانية. وبين ضيق الجغرافيا وضغط الفقر، يتجلى نفوذ حركة «فتح» التقليدي، وصعود حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، إلى جانب بقايا الفصائل المرتبطة بدمشق، في لوحة معقدة يصعب فصلها عن الصراع الفلسطيني والإقليمي الأوسع.

عباس: لا دور للسلاح

وفي هذا السياق، خرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، ليحسم الموقف، قائلاً في مقابلة تلفزيونية إن «سلاح المخيمات أدى غرضه عام 1969، ولا دور له الآن»، مشيراً إلى اتفاق مع الرئيس اللبناني جوزيف عون يقضي بسحب كل السلاح من المخيمات وتسليمه للدولة اللبنانية. وأضاف: «مصممون على سحب كل السلاح الفلسطيني من لبنان، ولن أكون سبباً في تعطيل مشروع الدولة اللبنانية». وبدأت في 21 أغسطس (آب) عملية تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية إلى الجيش اللبناني بعدما أقرها الجانبان اللبناني والفلسطيني خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس لبيروت في مايو (أيار)، وتركزت عملية التسليم على مخيمات في بيروت والجنوب، على أن تستكمل العملية في مراحل لاحقة.

12 مخيماً في لبنان

يضم لبنان 12 مخيماً رسمياً معترفاً بها من وكالة «الأونروا»، تتمثل في «نهر البارد»، و«البداوي» في الشمال، و«برج البراجنة»، و«شاتيلا»، و«مار إلياس»، و«ضبيّة» في بيروت وضواحيها، و«عين الحلوة»، و«المية ومية» في صيدا، و«الرشيدية»، و«البرج الشمالي»، و«البص» في صور، إضافة إلى «مخيم ويفل» (الجليل) في بعلبك. ووفق الإحصاء اللبناني - الفلسطيني المشترك عام 2017، يعيش نحو 174 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، نصفهم تقريباً داخل المخيمات. ويؤكد الباحث صخر أبو فخر لـ«الشرق الأوسط» أن «الصورة ليست واحدة في كل المخيمات. فهناك مخيمات عملياً من دون سلاح، مثل ضبيّة (شرق بيروت) الذي يقطنه فلسطينيون مسيحيون، ونهر البارد (شمال لبنان) الذي دُمّر ثم أعيد بناؤه تحت إشراف الجيش اللبناني، ويخضع لرقابة صارمة، ومار إلياس (غرب بيروت) الذي تحوّل إلى مكاتب للفصائل. ففي هذه المخيمات لا يتعدى السلاح بعض البنادق الفردية لحراسة المقرات».

القوة الأقوى

شكّلت حركة «فتح» لعقود العمود الفقري للفصائل الفلسطينية في لبنان، إذ سيطرت على اللجان الشعبية، وأدارت قوات «الأمن الوطني الفلسطيني». فنفوذها كان واضحاً في عين الحلوة والرشيدية والبداوي، لكنها واجهت تراجعاً بفعل الانقسامات وصعود الإسلاميين. ومع ذلك تبقى المرجع الأول للدولة اللبنانية والجهات الدولية. ويقول أبو فخر إن «حركة (فتح) تبقى القوّة الأقوى في مخيمات، مثل برج البراجنة وشاتيلا، لكن المشهد معقد بسبب انتشار شبكات تهريب ومخدرات تتقاطع فيها قوى فلسطينية ولبنانية. هذه الشبكات تفرض نفسها بالسلاح، وتحدّ من قدرة (فتح) على الإمساك الكلي بالأرض».

«حماس» و«الجهاد»

في العقدين الأخيرين، صعد نفوذ حركة «حماس»، خصوصاً في مخيمات الجنوب، بفضل عملها الاجتماعي وشبكة مؤسساتها. كما برزت حركة «الجهاد الإسلامي» مع انتقال قيادتها إلى بيروت، وظهر جناحها العسكري «سرايا القدس» لاعباً فاعلاً بعد إطلاق صواريخ من الجنوب. هذا الصعود فرض معادلة جديدة ضعّفت سيطرة «فتح» المنفردة. لكن أبو فخر يُشدّد على أن «سلاح (حماس) و(الجهاد الإسلامي) لا يمكن نزعه بالقوة، بل بالحوار والضغط القانوني. فعدد كبير من عناصر هذين التنظيمين ليسوا أصلاً من فلسطينيي لبنان، ويمكن ضبطهم أو ترحيلهم إذا لم يلتزموا بالقانون».

حضور رمزي

رغم تراجع نفوذها الشعبي، ما زالت الجبهة الشعبية - القيادة العامة، وفتح الانتفاضة، والصاعقة، تحتفظ بوجود في الشمال والبقاع، بشكل يذكّر اللبنانيين بتاريخ الوصاية السورية ودورها في المخيمات. ويصف أبو فخر هذا الحضور بـ«الرمزي أكثر مما هو فعلي».

مرآة الانقسام

يُعد مخيم «عين الحلوة» أكبر المخيمات وأكثرها خطورة. داخله تتوزع السيطرة بين «فتح»، و«حماس»، و«الجهاد»، ومجموعات سلفية، مثل «عصبة الأنصار» و«جند الشام». وأبرزت الاشتباكات الأخيرة عام 2023 هشاشة التوازن فيه. ويقول أبو فخر: «عين الحلوة هو الأصعب، لأنه يضم مربعات مختلفة لقوى متناقضة، وأي محاولة لانتزاع السلاح بالقوة ستشعل انفجاراً دموياً»، ويرى أن المعالجة لا تكون بالقوة، بل بحوار سياسي وأمني حكيم، يراعي حساسية السكان وارتباط بعض القوى بالخارج».

مراكز نفوذ متداخلة

في صور، ما زالت «فتح» هي المرجعية في مخيمي الرشيدية والبص، لكنّ «حماس» عززت حضورها خصوصاً في البرج الشمالي. وفي صيدا، هناك امتداد لـ«عين الحلوة» لكنه أقل توتراً. وفي بيروت، يمثّل «برج البراجنة» أكبر المخيمات وأكثرها ازدحاماً، وتسيطر عليه «فتح» مع نفوذ اجتماعي زائد لـ«حماس».

أما شاتيلا، فيلفت أبو فخر إلى أنه «لم يعد مخيماً بالمعنى التقليدي، بل أصبح ضاحية فقيرة يقطنها لبنانيون وسوريون وآسيويون إلى جانب الفلسطينيين». ويشير إلى أن «مشاكله مرتبطة أكثر بتجارة المخدرات والفقر منها بالسلاح الفصائلي».

نحو عقلنة الحل

تؤكد الفصائل أن سلاحها موجه ضد إسرائيل، لكن الواقع يكشف أنه أداة صراع داخلي. أبو فخر يوضح أن «السلاح المتوسط والثقيل لم يعد له معنى، بل صار عبئاً يجب أن يُسلَّم فوراً للدولة اللبنانية. أما السلاح الفردي، فيمكن تنظيمه مثل حراسة السفارات، حيث تُسجّل أسماء الحراس وعددهم، ويخضعون لرقابة الدولة».

تظهر خريطة المخيمات الفلسطينية في لبنان شبكة نفوذ متشابكة، بين حركة «فتح» بوصفها قوة تقليدية تواجه تحدي الإسلاميين، وفصائل موالية لدمشق تراجعت إلى حضور رمزي، وجماعات سلفية تفرض مربعات أمنية في عين الحلوة. ومع بدء خطة نزع السلاح في أغسطس 2025، يبقى السؤال مطروحاً: هل تنجح الدولة في تحويل هذه الجزر الأمنية إلى فضاءات مدنية، أم تبقى رهينة التوازنات الداخلية والتجاذبات الإقليمية؟ وفيما يعد أبو فخر أنّ «المطلوب اليوم التحلي بالعقلانية»، يرى أن «الفلسطيني يحتاج اليوم إلى طمأنة أنه ليس عارياً أمام أي تهديد، والدولة تحتاج إلى ضبط السلاح. وهذا لن ينجح من دون منح الفلسطينيين حقوقاً مدنية أساسية، مثل التملك والعمل والرعاية».

 

السعودية تُسهم في إحباط لبنان تهريب 125 كيلوغراماً من المخدرات

بيروت ثمّنت التنسيق الوثيق والتعاون القائم مع الرياض للتصدي للجرائم

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

أسهمت وزارة الداخلية السعودية في إحباط السلطات اللبنانية محاولة تهريب 125 كيلوغراماً من مادة الكوكايين المخدر، مخبأة في شحنة عبوات زيوت نباتية. وأوضح العميد طلال الشلهوب، المتحدث الأمني للوزارة، في بيان، الثلاثاء، أن العملية جاءت بفضل المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكات الإجرامية، التي تمتهن تهريب المخدرات، وبناءً على معلومات قدمتها «الداخلية السعودية» ممثلةً بمديرية مكافحة المخدرات، للجهاز النظير في لبنان. وأكد المتحدث الأمني استمرار السعودية في متابعة النشاطات الإجرامية التي تستهدف أمن البلاد وشبابها والدول الشقيقة والصديقة بالمخدرات، والتصدي لها وإحباطها. بدوره، أعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار خلال مؤتمر صحافي في بيروت، الثلاثاء، إحباط أكبر عملية تهريب «كوكايين» داخل سفينة من البرازيل باتجاه لبنان، بناءً على معلومات دقيقة وردت من السلطات السعودية إلى مكتب مكافحة المخدرات. وكشف عن أن هذه المعلومات أتاحت للقوى الأمنية اللبنانية تعقّب الشحنة وضبط السفينة بعد وصولها إلى ميناء طرابلس شمال لبنان، وكانت كمية الكوكايين معبأة في «غالونات» مخصصة للزيوت، مشيراً إلى أن «هناك أشخاصاً قيد الملاحقة، والتحقيقات لا تزال مستمرة». ووجّه الحجار شكره إلى الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية السعودي على «التنسيق الوثيق والتعاون القائم»، مؤكداً أن هذا النوع من العمليات يؤكد فاعلية التنسيق العربي المشترك في التصدي لجرائم التهريب وتجارة المخدرات العابرة للحدود. وساعدت «الداخلية السعودية» مطلع يوليو (تموز) الماضي في إحباط محاولة تهريب أكثر من 5 ملايين قرص من مادة الإمفيتامين المخدر، كانت مخبَّأة في أدوات مائدة من زجاج وبورسلين، داخل حاوية قادمة من إحدى الدول إلى لبنان. ونوَّه الشلهوب بالتعاون الإيجابي مع الجهات المختصة اللبنانية في متابعة وضبط المواد المخدرة. كما أسهمت الوزارة في إحباط السلطات الإماراتية، الأحد الماضي، محاولة تهريب 89 ألفاً و760 قرصاً من مادة «الإمفيتامين» المخدر، مخبأة في شحنة كماليات ملابس «إكسسوارات»، بناءً على معلومات قدمتها «الداخلية السعودية» ممثلةً بمديرية مكافحة المخدرات، للجهاز النظير في الإمارات. يشار إلى أن المعلومات الاستباقية التي تقدمها «الداخلية السعودية» تأتي ضمن جهود المملكة في مكافحة تهريب المخدرات محلياً وإقليمياً ودولياً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تصعّد هجومها على مدينة غزة... والقصف يقتل العشرات بالقطاع

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

لقي 76 فلسطينياً حتفهم وأصيب آخرون، منذ فجر اليوم الثلاثاء، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة. وأفادت وزارة الصحة في غزة بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 63633 منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ووجه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم، تحذيرا إلى جميع سكان قطاع غزة. وقال: «تمهيدًا لتوسيع القتال إلى داخل مدينة غزة نذكركم أن منطقة المواصي ستشهد تقديم خدمات إنسانية أفضل خاصة ما يتعلق بالخدمات الصحية والمياه والغذاء من أجل سلامتكم نحذر أن الاقتراب أو العودة إلى مناطق القتال أو إلى المناطق التي تعمل فيها قوات جيش الدفاع - يعرضكم للخطر». والقوات الإسرائيلية التي تستعدّ لشنّ هجوم بهدف السيطرة على مدينة غزة، كثّفت قصفها للقطاع في الأيام الأخيرة. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإنّ ما يقرب من مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، أي في المنطقة التي قالت المنظمة الدولية في نهاية أغسطس (آب) إنّها تشهد مجاعة. واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لـ«حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 63 ألف و557 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة «حماس» وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقاً بها.

 

وثيقة إسرائيلية مُسربة تكشف خطة احتلال مدينة غزة و«ثغراتها»

تجدد خلاف نتنياهو وزامير حول طبيعة الهجوم... و40 ألف جندي احتياط ينضمون للجيش

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

في الوقت الذي بدأ فيه الجيش الإسرائيلي تعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط تمهيداً لإطلاق عملية احتلال مدينة غزة، كشفت وثيقة أعدها مسؤول عسكري بعض تفاصيل تلك الخطة في إطار انتقاده لما رأى أنها «ثغرات وعيوب» في إجراءاتها ما يرجح فشلها. وقدّر مُعد الوثيقة، العميد احتياط غاي هازوت، رئيس قسم التدريب في القوات البرية أن «خطة احتلال مدينة غزة تفتقر إلى عناصر النصر ومقوماته. وحدد هازوت في الوثيقة التي نشرتها صحيفة «يسرائيل هيوم»، الثلاثاء، بعض البنود باللون الأحمر، وقال إنها «إجراءات رئيسية لم ينفذها الجيش حتى الآن (في العملية السابقة (عربات جدعون) ولا ينوي تنفيذها خلال غزو مدينة غزة؛ مثل: فرض حصار شامل، وعزل المنظمة المسلحة عن السكان المدنيين، وقطع خطوط الإمداد». وتتناقض تلك المزاعم التي ساقها العسكري الإسرائيلي عن عدم فرض حصار شامل أو قطع خطوط الإمداد، مع إعلان أممي بحدوث «مجاعة» في غزة، ووقوع مئات الضحايا قتلى من جراء سياسة «التجويع» الإسرائيلية، فضلاً عن اتهام لافت وغير مسبوق من خبراء دوليين متخصصين لإسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» في القطاع. وعدّ هازوت الذي كان انتقد بشدة عملية «عربات جدعون» وقال إن الجيش ارتكب خلالها كل خطأ ممكن، أن الطريقة المختارة لعملية «عربات جدعون 2» تتعارض مع المنطق العملياتي والتوصيات الراسخة المعروفة من الماضي، وأن «عدم تنفيذ هذه الخطوات قد يحول دون تحقيق إنجاز ملموس في الحملة». ويرى هازوت على عكس «الادعاءات السائدة» في الجيش باستحالة هزيمة «العصابات المسلحة»، إمكانية تحقيق ذلك من خلال تدابير ضرورية لم تُتخذ بعد، وتشمل «ضرورة العمل بكثافة عالية باستخدام وسائل متنوعة، وتطويق منطقة ما عبر مناورة، وإجبار العدو على قتال قريب المدى، وإظهار المبادرة والعدوانية، وعدم السماح بهجمات الكر والفر. وتقسيم المنطقة إلى خلايا وعزل بعضها عن بعض لحرمان العدو من حرية الحركة».

وقتلت إسرائيل أكثر من 63 ألف قتيل في غزة خلال حرب شعواء تشنها على القطاع منذ قرابة العامين. وتؤكد الوثيقة التي تعالج كيف هزمت الجيوش منظمات حرب العصابات، على ضرورة «فصل المنظمة المسلحة عن السكان، والجمع بين القوة العسكرية والمبادرات لتحسين حياة السكان، والسيطرة على الأراضي، ومنع الملاذات الآمنة، وقطع طرق الإمداد عن المقاتلين». ورفض الجيش الإسرائيلي انتقادات واستنتاجات هازوت، وزعم أنه ينجح حتى الآن في عملياته، وأن عملية «عربات جدعون» حققت أهدافها فعلاً.

استدعاء الاحتياط

وبدأ عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين الالتحاق بالخدمة، اليوم (الثلاثاء)، قبل الهجوم الجديد على مدينة غزة، الذي يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تسريع وتيرته رغم تحذيرات من ضباط كبار، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت «إذاعة الجيش الإسرائيلي» إن نحو 40 ألف جندي احتياط سيلتحقون بالخدمة، اليوم، من أجل الهجوم على مدينة غزة. وقال الجيش إنه يستعد من الناحية اللوجيستية لاستيعاب جنود الاحتياط قبل الهجوم. ووافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، برئاسة نتنياهو الشهر الماضي، على خطة لتوسيع الحملة في قطاع غزة؛ بهدف السيطرة على مدينة غزة، حيث خاضت القوات الإسرائيلية اشتباكات شرسة مع حركة «حماس» في المراحل الأولى من الحرب. وتسيطر إسرائيل حالياً على نحو 75 في المائة من قطاع غزة. وتضمَّن اجتماع لمجلس الوزراء الأمني، في وقت متأخر من يوم الأحد، مشادات بين نتنياهو والوزراء الذين يريدون المضي قدماً في الهجوم على مدينة غزة، وبين رئيس أركان الجيش إيال زامير الذي يحث السياسيين على التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال زامير: «إن الحملة ستعرِّض الرهائن للخطر، وتضع مزيداً من الضغط على الجيش المنهك بالفعل»، وفقاً لأربعة وزراء، ومسؤولَين عسكريَّين اثنين حضروا الاجتماع. ويأتي ذلك بعد خلاف مماثل بين زامير وحكومة نتنياهو الشهر الماضي. وقال نتنياهو في 20 أغسطس (آب) إنه أصدر تعليمات بتسريع الجدول الزمني للسيطرة على ما يصفه بـ«آخر معاقل (حماس)». لكن مصدراً في دائرة نتنياهو ومسؤولاً عسكرياً ذكرا أنه خلال مناقشات جرت في 21 أغسطس للموافقة على خطط الهجوم، حذَّر الجيش مرة أخرى من تعريض الرهائن للخطر، وقال إنه لا يمكنه بدء الحملة قبل شهرين على الأقل. وكان السبب الرئيسي لدى الجيش هو الحاجة إلى مزيد من الوقت للجهود الإنسانية. إلا أن استطلاعات رأي أظهرت أن نسبة كبيرة من جنود الاحتياط غير راضين عن خطط الحكومة، إذ اتخذ البعض خطوةً غير اعتيادية باتهام الحكومة علناً بأنها تفتقر إلى استراتيجية متماسكة بشأن غزة، أو خطة لما بعد الحرب في القطاع أو مقاييس واضحة للانتصار. وقال أحد جنود الاحتياط الذين يخدمون في غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) لـ«رويترز»، متحدثاً شريطة عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخول بالتحدث علناً: «لا أشعر بأنني أقوم بأي شيء يضع ضغطاً كبيراً حقاً لحمل (حماس) على إطلاق سراح الرهائن».

غارات إسرائيلية

أفادت السلطات الصحية في غزة بأن 25 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات إسرائيلية على أنحاء القطاع، من بينهم ما لا يقل عن 16 في مدينة غزة، وأُصيب عشرات آخرون. ومن بين هؤلاء 5 قُتلوا، بينما كانوا ينتظرون في طابور للحصول على طعام في الجنوب، بينما لقي 9 حتفهم في قصف شقة سكنية، وقُتل 7 بقذائف الدبابات الإسرائيلية. وقالت السلطات المحلية إن 4 أشخاص لقوا حتفهم أيضاً في شمال غزة. ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلب للتعليق، لكنه يقول إن قواته تحارب المقاتلين على مشارف مدينة غزة، وتُدمِّر الأنفاق وبنيتهم التحتية، وتضبط أسلحة. وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الثلاثاء)، أن 13 فلسطينياً آخرين، بينهم 3 أطفال، ماتوا من الجوع وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية، مما يرفع العدد الرسمي للوفيات نتيجة هذين السببين إلى 361 على الأقل، من بينهم 130 طفلاً، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية. وتُشكِّك إسرائيل في أعداد الموتى من الجوع التي تعلنها وزارة الصحة في القطاع، وتقول إن الوفيات ناتجة عن أسباب طبية أخرى. وشنَّت إسرائيل حملة عسكرية على غزة رداً على هجوم «حماس» عليها في السابع من أكتوبر 2023، الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة، بينهم أطفال إلى غزة. وقالت السلطات الصحية في غزة إن الحملة الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 63 ألف فلسطيني. ولا تحدِّد السلطات عدد المسلحين الذين قُتلوا، لكنها تقول إن معظم القتلى من النساء والأطفال. ووصلت محادثات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود في يوليو (تموز). وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن هناك 20 رهينة على قيد الحياة من أصل 48 لا يزالون محتجزين في غزة.

 

صناديق متفجرة ومركبات ملغمة... أساليب ترهيب جديدة في مدينة غزة ...أكبر عدد لضحايا التجويع في أغسطس منذ أشهر

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

باتت القوات الإسرائيلية، التي أعلنت مراراً عزمها على احتلال مدينة غزة بكاملها، تلجأ في الأيام الأخيرة لأساليب تفجير جديدة أشد عنفاً وضراوة في هجماتها المكثفة على أطراف المدينة في إطار مساعيها لإجبار السكان على النزوح جنوباً. فلأول مرة، تستخدم القوات الإسرائيلية الصناديق المتفجرة، التي تحمل عدة كيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار والمعروفة باسم «C4»، والتي تحملها طائرات «كواد كابتر» المسيّرة، وتلقيها على أسطح المنازل فتفجّرها. وذكرت مصادر ميدانية أن إسرائيل لم تكن تستخدم هذه الصناديق من قبل، فيما كانت الطائرات نفسها تلقي قنابل صغيرة. وأوضحت المصادر في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الصناديق تُلقى بشكل أساسي على أسطح المنازل بهدف تدمير «مقومات الحياة» من ألواح للطاقة الشمسية أو براميل وخزانات مياه أو غير ذلك، لإجبار السكان على الخروج من منازلهم. بعض هذه الصناديق المتفجرة أوقعت ضحايا ممن يقطنون الطوابق الأخيرة، وبعضها اخترق أسطح المنازل وسقط لعمق طابقين ما تسبب بوقوع عدد من القتلى والجرحى. وحدث هذا تحديداً في بلدتي جباليا البلد والنزلة، وأطراف منطقة أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان في شمال مدينة غزة. ولأنها تحمل مواد حارقة، أشعلت بعض الصناديق حرائق في أسطح المنازل ومحيطها.

روبوتات مفخخة ورافعات

يتزامن هذا مع توسيع إسرائيل استخدامها العربات العسكرية المفخخة، أو التي يسميها الغزيون «الروبوتات»، وهي عبارة عن عربات عسكرية قديمة تضع فيها القوات الإسرائيلية ما بين 4 و12 طناً من المواد شديدة الانفجار، ويجري تسييرها عن بُعد أو قيادتها إلى أماكن معينة تحت حماية الجرافات والدبابات الإسرائيلية التي تتقدم معها لأماكن أهدافها. وعقب انسحاب تلك الآليات، يتم التفجير عن بعدُ، فتحدث انفجارات بالغة القوة تتسبب بتدمير كلي للمنازل في محيط 150 إلى 200 متر حسب كمية المتفجرات، ويتردد صداها في مناطق واسعة تصل أحياناً من مدينة غزة إلى وسطها أو جنوبها على بُعد 40 كيلومتراً.

من جهة أخرى، لفتت المصادر الميدانية إلى أن الجيش الإسرائيلي بات يستخدم الرافعات بكثافة، إذ ينصبها في أماكن انتشار قواته، ويضع عليها رشاشات وأسلحة قناصة، ويتحكم فيها عن بُعد جنود على الأرض من خلال جهاز إلكتروني، مع وضع كاميرات ترصد مناطق في حدود 1.5 كيلومتر، وتطلق النيران في هذا المحيط لتأمين القوات البرية، واستهداف أي جسم متحرك. وقالت المصادر إن هذه الرافعات نُصبت بالقرب من حي الشيخ رضوان، وتسببت بمقتل عدد من المواطنين في الأيام القليلة الماضية، مشيرةً إلى استخدامها سابقاً في حي الشجاعية، وكذلك في خان يونس ورفح جنوب القطاع. في الوقت ذاته تكثّف القوات غاراتها في مناطق غرب مدينة غزة، تزامناً مع استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي العنيف، وتفجير عربات عسكرية مفخخة في بلدتي جباليا البلد والنزلة، وأطراف حي الشيخ رضوان بشمال المدينة، وفي حيي الصبرة والزيتون بجنوبها، مع تقدم بطيء للقوات البرية على الأرض. يأتي هذا في إطار الاستعداد للعملية العسكرية «مركبات جدعون 2» التي يُتوقع أن تبدأ في الأيام المقبلة مع بدء توافد جنود من قوات الاحتياط على القواعد العسكرية منذ صباح الثلاثاء.

تساقط القتلى

ومع كثافة القصف والتفجير، سقط منذ فجر الثلاثاء وحتى ساعات ما بعد الظهيرة 95 قتيلاً، منهم 51 في مدينة غزة وحدها، في عدد مرشح للزيادة. ومن بين القتلى أكثر من 20 من منتظري المساعدات عند نقاط التوزيع الأميركية في وسط وجنوب القطاع، ونقاط دخول المساعدات في منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة. وبحسب وزارة الصحة بغزة، وصل إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة، من ظهيرة الاثنين حتى الثلاثاء، 76 قتيلاً و281 مصاباً، فيما ارتفع إجمالي عدد القتلى إلى 63633 قتيلاً و160914 مصاباً منذ شنت إسرائيل حربها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ومن بين هذا العدد سقط 11502 قتيل، و48900 مصاب منذ فجر 18 مارس (آذار) الماضي، بعد أن استأنفت إسرائيل حربها على القطاع بعد شهرين من وقف إطلاق نار مؤقت. ومن بين ضحايا المساعدات، وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية 12 قتيلاً و90 مصاباً، ليرتفع إجمالي العدد إلى 2306 قتلى وأكثر من 16929 مصاباً منذ نهاية مايو (أيار) الماضي، بعد فتح مراكز توزيع المساعدات الأميركية. فيما سجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال ذات الفترة، 13 حالة وفاة جديدة من بينهم 3 أطفال نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 361 حالة وفاة، من ضمنهم 130 طفلاً. وسجلت الوزارة 185 حالة وفاة بسبب سوء التغذية خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، وهو العدد الأكبر منذ أشهر، مشيرة إلى تسجيل 70 حالة وفاة، منهم 12 طفلاً، منذ إعلان «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» أن قطاع غزة منطقة مجاعة. وبيَّنت أن ️43 ألف طفل دون سن 5 سنوات يُعانون سوء التغذية، وكذلك أكثر من 55 ألف سيدة حامل ومرضع، وأن 67 في المائة من الحوامل يعانين فقر الدم، وهي النسبة الأخطر منذ سنوات. وحذّرت الوزارة من خطورة المؤشرات الراهنة، ومحدودية الاستجابة الطارئة مع نقص الإمدادات الغذائية والطبية.

 

ماكرون يحض واشنطن على مراجعة قرار عدم منح المسؤولين الفلسطينيين تأشيرات

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، إن قرار الولايات المتحدة عدم منح المسؤولين الفلسطينيين تأشيرات دخول لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة «غير مقبول» ويجب التراجع عنه. وأضاف ماكرون على منصة «إكس»: «ندعو إلى إلغاء هذا الإجراء وضمان التمثيل الفلسطيني بما يتماشى مع اتفاقية البلد المضيف». وأشار ماكرون إلى أنه تحدث للتو مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وسيشاركان معاً في رئاسة مؤتمر حل الدولتين في نيويورك في 22 سبتمبر (أيلول). وكتب ماكرون: «هدفنا واضح: حشد أوسع دعم دولي ممكن لحل الدولتين، وهو السبيل الوحيد لتحقيق التطلعات المشروعة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. ويتطلب هذا تطبيق وقف إطلاق نار دائم، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وإيصال مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى سكان غزة، ونشر بعثة لتحقيق الاستقرار في غزة». وأضاف: «نعمل على ضمان نزع سلاح (حماس) وإبعادها عن أي سلطة في غزة في اليوم التالي، وإصلاح السلطة الفلسطينية وتعزيزها، وإعادة إعمار قطاع غزة بكامله. لن يُقوّض أي هجوم، أو محاولة ضم، أو تهجير قسري للسكان، الزخمَ الذي حقّقناه مع ولي العهد، وهو زخمٌ انضمّ إليه العديد من الشركاء». وتابع: «نراكم في نيويورك في 22 سبتمبر. معاً، لنجعل من مؤتمر حل الدولتين هذا نقطة تحوّل حاسمة نحو السلام والأمن للجميع في المنطقة».

 

تركيا تطالب أميركا بمراجعة قرارها بشأن تأشيرات الوفد الفلسطيني

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

حض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة على مراجعة قرارها بعدم منح تأشيرات للوفد الفلسطيني للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشدد إردوغان على أنه «يستحيل إسكات صوت فلسطين»، لافتاً إلى أن قرار واشنطن بحظر منح التأشيرات للمسؤولين الفلسطينيين لا يتماشى مع مبرر وجود الأمم المتحدة، ولا يخدم إلا إسرائيل، ودعاها إلى مراجعة القرار بأسرع وقت. ورفضت الولايات المتحدة منح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، تأشيرتها من أجل حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في وقت لاحق من سبتمبر (أيلول) الحالي.

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه سيتم إلغاء تأشيرات نحو 80 ممثلاً فلسطينياً آخر، قائلة: «من مصلحة أمننا القومي محاسبة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية على عدم الوفاء بالتزاماتهما وتقويض فرص السلام، ولكي تعدّا شريكتين في عملية السلام، يجب عليهما أولاً رفض الإرهاب رفضاً قاطعاً».

وأضافت الخارجية الأميركية أنه على الرغم من الخطوة ضد عباس، فإن تمثيل السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة مُعفى من القيود، تتمتع السلطة الفلسطينية بصفة مراقب فقط، وليست عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، تماماً مثل الفاتيكان. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن ممثلي المنظمة سيناقشون مسألة رفض منح التأشيرات مع وزارة الخارجية الأميركية، بينما عبر مكتب عباس عن استغرابه وقال إن القرار يشكل انتهاكاً لاتفاقية مقر الأمم المتحدة لعام 1947، التي بموجبها تلتزم الولايات المتحدة بشكل عام بالسماح للدبلوماسيين الأجانب بالوصول إلى الأمم المتحدة في نيويورك. وقال إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من الصين عقب المشاركة في قمة شنغهاي للتعاون، إن على الولايات المتحدة أن تقول «كفى» لمجازر إسرائيل في قطاع غزة. ولفت إلى أن مجلس الأمن الدولي موجود لمناقشة القضايا العالمية وإيجاد حلول لها، وأن غياب الوفد الفلسطيني عن الجمعية العامة للأمم المتحدة «يُسعد إسرائيل». وأضاف إردوغان أن «مجازر إسرائيل لن تُنسى أبداً ولن ينسى المنصفون من الآباء والأمهات كيف ذُبح الأطفال والآباء والأمهات في فلسطين»، متوقعاً أن تهيمن القضية الفلسطينية على أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة. وتابع الرئيس التركي أن هناك بعض الدول الأوروبية تستعد للاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحتى لو لم يحضر المسؤولون الفلسطينيون الجمعية العامة، فإن صوت الفلسطينيين المضطهدين سيتردد هناك.

 

لاريجاني يحذر واشنطن من إغلاق مسار التفاوض

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الولايات المتحدة من إغلاق مسار التفاوض مع طهران، إذا أصرت على طرح قضايا مثل تقييد برنامج طهران للصواريخ الباليستية. وكتب لاريجاني في منشور على منصة «إكس» أن «طريق التفاوض مع أميركا ليس مغلقاً»، مضيفاً أن «الأميركيين يتحدثون فقط عن المفاوضات، ولا يحضرون إلى طاولة المفاوضات، ويدّعون خطأً أن الجمهورية الإسلامية لا تفاوض، بينما نحن نسعى إلى مفاوضات عقلانية».وتابع لاريجاني: «الأميركيون يطرحون نموذجاً عملياً يلغي مسار المفاوضات من خلال طرح قضايا يعلمون جيداً أن تحقيقها غير ممكن، مثل القيود على الصواريخ». وعاد لاريجاني، الشهر الماضي، إلى منصب أمين مجلس الأمن القومي، في أعقاب الحرب الإسرائيلية - الإيرانية في يونيو (حزيران) الماضي. وتزايدت التكهنات بشأن احتمال إحالة ملف المفاوضات النووية إلى مجلس الأمن القومي، بدلاً من وزارة الخارجية. ويشرف «الأمن القومي» حالياً على إدارة المفاوضات، وتنسيق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعيَّن لاريجاني، الأسبوع الماضي، علي باقري كني نائب وزير الخارجية السابق وكبير المفاوضين في الحكومة السابقة، نائباً له في الشؤون الدولية. وفي وقت سابق اليوم، شكك المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية» إسماعيل بقائي في نيات الولايات المتحدة وحلفائها في «الترويكا الأوروبية» بالعودة إلى مسار المفاوضات، معلناً رفض طهران شروطاً محددة من القوى الغربية لاستئناف المسار التفاوضي حتى نهاية الشهر الحالي. ونفى بقائي تسريبات إعلامية من جلسة حضرها كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، مع الإعلاميين، وأشار إلى أن طهران «أرسلت نحو 15 رسالة إلى واشنطن عبر وسطاء، لكنها لم تتلقَّ رداً»، وقال: «هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة. إنها جزء من الحرب النفسية التي يشنها الجهاز الإعلامي التابع للكيان الصهيوني ضد إيران». والأسبوع الماضي، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن القضايا بين إيران والولايات المتحدة «غير قابلة للحل»، ووصف المطالبين بخوض مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بأنهم «سطحيون». ونقلت وسائل إعلام إيرانية، الأثنين، عن أمين مجلس «الثورة الثقافية»، عبد الحسين خسروبناه قوله إن «المرشد أقر مبدأ التفاوضات مع الولايات المتحدة حتى بشكل غير مباشر، بعد انلاع الحرب الـ12 يوماً مع إسرائيل». وقال خسروبناه إن «الهجمات الإسرائيلية المتعددة على مواقع الجمهورية الإسلامية لا تعني تعطيل العمل الدبلوماسي. لا ينبغي لنا مطلقاً إيقاف المسار الدبلوماسي. علينا أن نتواصل مع الدول والمنظمات الدولية، وأن نحافظ على علاقات خارجية قوية». وتابع: «مبدأ التفاوض، حتى لو كان غير مباشر مع أمريكا، أقر من قبل القيادة بعد الحرب».

 

عقوبات أميركية ضد شبكة يقودها عراقيون لتهريب النفط الإيراني

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، عن عقوبات ضد شبكة دولية متهمة بتهريب النفط الإيراني عن طريق مزجه بالنفط الخام العراقي وتسويقه على أنه نفط عراقي خالص، وذلك للالتفاف على العقوبات الأميركية. وتشير التقديرات إلى أن هذه العملية، التي يقودها رجل الأعمال العراقي الذي يحمل أيضاً جنسية سانت كيتس ونيفيس وليد خالد حميد السامرائي، تُدرّ نحو 300 مليون دولار سنوياً على إيران وشركائها، مما يُغذّي نظام طهران في ظلّ الضغوط الاقتصادية المستمرة. واستهدفت العقوبات الأميركية كلاً من السامرائي، وشركتين يملكهما وتسع سفن، وخمس شركات وهمية مسجلة في جزر مارشال. وتقوم هذه الكيانات بتنفيذ عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في الخليج العربي والمواني العراقية، وغالباً ما تتفاعل مع «أسطول الظل» الإيراني من الناقلات الخاضعة للعقوبات. وحددت وزارة الخزانة الأميركية أسماء السفن المعنية - أدينا، ليليانا، كاميلا، دلفينا، بيانكا، روبرتا، ألكسندرا، بيلاجيو، باولا - التي تحمل علم ليبيريا وتديرها شركة بابل العراقية، مع إخفاء ملكيتها من خلال شركات وهمية مثل تريفو للملاحة وكيلي شيب تريد. وتُجمّد هذه العقوبات جميع أصول الجهات المستهدفة في الولايات المتحدة، وتحظر على الأميركيين التعامل معها. وصرّح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في بيان: «لا يمكن للعراق أن يصبح ملاذاً آمناً للإرهابيين، ولهذا السبب تعمل الولايات المتحدة على مواجهة نفوذ إيران في البلاد». وأضاف: «باستهداف عائدات النفط الإيرانية، ستزيد وزارة الخزانة من إضعاف قدرة النظام على شن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها. نبقى ملتزمين بإمدادات نفطية خالية من إيران، وسنواصل جهودنا لعرقلة محاولات طهران المستمرة للتهرب من العقوبات الأميركية». يأتي هذا الإجراء استكمالاً للعقوبات التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في 3 يوليو (تموز) 2025 على شبكة مماثلة يقودها رجل الأعمال العراقي سليم أحمد سعيد، الذي تورط أيضاً في مزج وتهريب النفط الإيراني لتحقيق إيرادات لطهران. وأكدت الخزانة الأميركية أن اتخاذ هذه الإجراءات مجتمعةً يشير إلى التزام الولايات المتحدة بممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على إيران بموجب الأمر التنفيذي رقم 13902، الذي يستهدف قطاعاتٍ مثل النفط والبتروكيماويات.

 

إجراءات حسن نية «دمشقية» تجاه السويداء ...مصدر رفيع في المحافظة قال لـ«الشرق الأوسط»: «الدولة الدرزية» مولود ميت

دمشق: موفق محمد/ الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

تواصل الحكومة السورية العمل بهدوء لحل الأزمة القائمة في محافظة السويداء، ذات الأغلبية السكانية الدرزية، والواقعة جنوب البلاد، وذلك عبر عدد من الإجراءات. وكشف مصدر محلي رفيع المستوى في السويداء عن أن دمشق عيّنت العميد حسام الطحان مديراً جديداً للأمن الداخلي في المحافظة، بعد أن فتحت طريق دمشق-السويداء، وعدّ ذلك «رسالة من الحكومة بأنها تُريد تحسين الوضع في السويداء». المصدر -الذي فضّل عدم ذكر اسمه بسبب الوضع الأمني السيئ في السويداء- قال لـ«الشرق الأوسط»: «وصلتنا معلومات بأن الحكومة عيّنت العميد الطحان مديراً للأمن الداخلي في السويداء بدلاً من العميد أحمد الدالاتي، الذي تم تعيينه مديراً للأمن الداخلي بريف دمشق». ورأى المصدر أن «تعيين مدير جديد للأمن الداخلي، وفتح طريق دمشق-السويداء (قبل أيام) الذي ترك ارتياحاً لدى الناس وأعطى أملاً بتحسن الوضع، هي رسائل من الدولة بأنها تُريد تحسين الوضع في المحافظة، ونحن نأمل في ذلك». لكن المصدر، ذكر أنه «من أجل تحسين الوضع في السويداء، وتجاوز هذه المرحلة، هناك خطوات كثيرة يجب تنفيذها وهي: إطلاق سراح المختطفات والمختطفين، وإعادة ترميم المنازل وإعادة الأهالي إليها، وتأمين الحماية لهم من أجل عدم تكرار ما حصل»، مشيراً إلى أن القيام بهذه الأمور «يُشكّل بوادر حسن نية من قبل الدولة، ويؤدي إلى إعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع». ووفق مراقبين، فإن الحكومة السورية تعمل بهدوء على ملف السويداء من أجل الوصول إلى حلٍّ له. يُذكر أن الشيخ حكمت الهجري، أحد المرجعيات الدينية الثلاث للطائفة الدرزية في سوريا، قد صعّد من نبرته المناهضة للحكومة في دمشق، وذلك في أعقاب أحداث يوليو (تموز) الماضي، التي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين والمقاتلين من العشائر والفصائل الدرزية، إلى جانب عناصر من الجيش وقوى الأمن الحكومية، خلال محاولتها فضّ الاشتباكات التي اندلعت بين مسلحين من البدو وآخرين من أبناء الطائفة الدرزية. كما صعّد الهجري، الذي يشكر إسرائيل دائماً على دعمها للدروز في سوريا من دعواته الانفصالية؛ حيث دعا في 30 من أغسطس (آب) الماضي إلى «استقلال الجنوب السوري» عن الدولة السورية، بعدما كان يدعو إلى استقلال السويداء فقط. جاء ذلك بعدما شكّل الهجري ما يُسمى «الحرس الوطني» في السويداء من فصائل درزية محلية، وما تُسمى «اللجنة القانونية العليا» و«لجان للإدارة المحلية» في المحافظة، كما أعلن في بداية أغسطس الماضي عن تشكيل مجلس تنفيذي جديد للمحافظة، وتعيين قائد للأمن الداخلي. ولم يطرأ أي تحسن على الوضع في السويداء بعد الإجراءات التي قام بها الهجري. وقال المصدر المحلي الرفيع في السويداء في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الوضع على حاله، ولم يتحسن شيء». وتُعدُّ جميع الفصائل التي انضمت إلى «الحرس الوطني» نفسها مصدر قوة، ولن تُعطي دوراً لبعضها، وفق المصدر الذي توقع حصول خلافات فيما بينها، ورأى أن هذا التشكيل سيفشل لأنه تم فرض قياديين تاريخهم سيئ على تلك الفصائل ويرفضون التعاطي معها، مشيراً إلى أن قيادة «الحرس الوطني» تضم نجل الهجري، سلمان، ومجموعة «هم عصابات بالأساس». ومن وجهة نظر المصدر، فإن «حركة رجال الكرامة» التي تُعد الفصيل الأكبر عدداً وعتاداً في السويداء، هي «قوة كبيرة، ولن تقبل بأن تبقى ضمن مجموعة يقودها سلمان، ابن الهجري وتأخذ الأوامر منه، ومن ثم أتوقع حصول خلافات بينهم». وقتل أمس في محافظة السويداء القيادي في «الحرس الوطني»، فراس حمايل.

وحسب المصدر، فإن فراس هو شقيق قيادي في «حزب اللواء السوري» الذي يدار من خارج سوريا ويزعم انه يرغب في انفصال اسويداء عن الدولة السورية؛ حيث انضمت الذراع المسلحة لهذا الحزب إلى «الحرس الوطني». وتحدّث المصدر عن حيثيات مقتل فراس، وقال: «كان يريد الاستيلاء على منزل الوزير (في النظام السابق)، منصور عزام، والواقع في منطقة ظهر الجبل؛ حيث حصلت اشتباكات مع حراس المنزل أسفرت عن مقتله». وانتقد المصدر دعوات الهجري لانفصال السويداء والجنوب السوري عن الدولة. وقال: «المشروع فاشل سلفاً، وهو (الهجري) يهرب إلى الأمام، فقد قدّم وعوداً للناس، وأكد عدة مرات أن تلك الوعود سوف تتحقق، ولكن لم يتحقق شيء، ولا حتى المعبر (الدولي)». وأضاف: «هو يُطالب بالتقسيم من دون وجود موافقة دولية، وهذا الأمر يوجد فيه تخبط وعشوائية، وأعتقد أنه وصل إلى مرحلة الفشل؛ ولذلك هو يقوم بالهروب إلى الأمام، ما يؤدي إلى تراكم المشكلات عليه يوماً بعد يوم، فهناك مشكلة المختطفين والمهجرين والقرى التي تحتاج إلى ترميم وعودة أهاليها، وكل هذه الأمور لا يوليها الهجري اهتماماً، ويصب جل اهتمام على أن يكون هناك جسم هو رئيسه، وهذا الأمر يضعفه اجتماعياً، وأعتقد أن الفترة القريبة المقبلة ستكشف أكثر من ثغرة موجودة، ولن تستمر الأمور بالشكل الذي يسير فيه». وأضاف المصدر: «نحن ليست لدينا مقومات دولة، ولا يمكن أن ننجح في إقامة دولة. الدولة الدرزية (مولود ميت) يجب عدم المراهنة عليه... نحن محيطنا عربي إسلامي، ولا نستطيع الخروج من هذا المحيط لأننا نقطة في بحر، ونُبتلع إذا خرجنا من هذا المحيط». وذكر المصدر أن ما يجب أن يحصل هو الحفاظ على خصوصية السويداء وأهلها مع خطاب إيجابي مع المحيط العربي والإسلامي ومع الدولة الحالية التي تعترف فيها أغلبية السكان والدول، ورأى أنه يجب مسك العصا من المنتصف، وعدم قطع الخيط مع الدولة.

 

وكالة الطاقة الذرية تعثر على جزيئات يورانيوم في سوريا

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

اكتشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزيئات يورانيوم في موقع سوري مرتبط بالموقع الذي قصفته إسرائيل عام 2007، وتشتبه الوكالة في أنه يضم مفاعلاً نووياً، بحسب وثيقة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» الثلاثاء. في التقرير المقتضب الذي تم توزيعه، الاثنين، على مجلس الحكام، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها عثرت على «عدد كبير من جزيئات اليورانيوم الطبيعي» خلال زيارة عام 2024. تم هذا الاكتشاف في موقع لم يُعلن عن اسمه «يُعتقد أنه مرتبط وظيفياً» بموقع دير الزور الصحراوي شرق سوريا. يشير تحليل هذه الجزيئات المأخوذة من عينات إلى أن «اليورانيوم من أصل بشري، أي أنه أُنتج بعد معالجة كيميائية»، وفقاً للوكالة التي تتخذ من فيينا مقراً لها.عام 2018، اعترفت إسرائيل بتنفيذ غارة جوية عام 2007 على ما وصفته بأنه مفاعل نووي قيد الإنشاء. وفي تقرير صدر عام 2011، عدّت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المبنى «على الأرجح مفاعل نووي كان ينبغي التصريح عنه». ونفت سوريا وجوده. في مارس (آذار) 2024، زار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي دمشق للقاء الرئيس حينها بشار الأسد لتوضيح «قضايا لم يتم حلها». حصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تفويض بأخذ عينات من ثلاثة مواقع مرتبطة بموقع دير الزور. وجاء في تقرير الوكالة أن «السلطات السورية الحالية أشارت إلى عدم امتلاكها أي معلومات تُفسر وجود جزيئات اليورانيوم هذه».لكنها سمحت للمفتشين «للمرة الثانية» في يونيو (حزيران) 2025 بجمع «عينات بيئية إضافية». وذكر التقرير أنه «بمجرد تقييم النتائج، سيكون من الممكن حل القضايا العالقة المتعلقة بالأنشطة النووية السورية السابقة، وإغلاق هذا الملف».

 

بدعم من «التحالف»... «قسد» تكثف حملاتها ضد «داعش» وسط اتهامات لها باستثمار حملاتها الأمنية لتعزيز موقفها التفاوضي مع دمشق

دمشق: سعاد جروس/الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

ارتفعت سخونة الأجواء في شرق سوريا وشمالها على المستويين السياسي والميداني. وفيما لم تظهر نتائج ملموسة لمساعي استئناف المفاوضات بين دمشق و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، صعّدت عدة أطراف كردية خطابها السياسي الموجه إلى دمشق، بالتوازي مع تنفيذ «قسد» عملية أمنية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، استهدفت «إرهابياً خطيراً» في تنظيم «داعش» في الرقة، وعملية عسكرية شرق دير الزور، واعتقال عناصر يشتبه بانتمائهم لـ«داعش»، وسط اتهامات لـ«قسد» باعتقال مدنيين، واستثمار استهداف «داعش» لتعزيز موقفها التفاوضي مع الحكومة السورية. ونفذ التحالف الدولي بمساندة من «قسد» عملية إنزال مروحي في بلدة «الشحيل» بريف دير الزور الشرقي، فجر الثلاثاء، وانتشرت قوات «قسد» بكثافة في حيي «الحاوي» و«الكتف»، مع تحليق للطيران الحربي والمسير للاستطلاع، وأسفرت العملية عن اعتقال العشرات، وبعد التحقق منهم جرى الإفراج عن عدد من المعتقلين والإبقاء على شخصين قبل أن تنسحب القوات إلى القاعدة الأميركية في حقل العمر. الشبكة السورية لحقوق الإنسان سجلت ما لا يقل عن 124 حالة اعتقال تعسفي، وذلك خلال شهر أغسطس (آب) الماضي. وقالت في تقرير نشرته، الثلاثاء، إنه تم توثيق 68 حالة، منها 59 حالة احتجاز تعسفي جرت على يد «قسد»، بينهم 8 أطفال و5 سيدات. و9 حالات منها على يد الحكومة السورية، مشيرة إلى أن محافظة دير الزور نالت العدد الأعلى من حالات الاعتقال التعسفي، تلتها محافظتا حلب والرقة، ثم محافظة الحسكة. ونفذت «قسد» عملية أمنية دقيقة، بدعم من التحالف الدولي. وقالت، في بيان لها، إنها قبضت على ما وصفته بـ«إرهابي خطير من خلايا (داعش) النائمة في مدينة الرقة»، وهو المدعو «أحمد المحمود»، المعروف أيضاً باسم «أبو منصور»، والذي تتهمه «قسد» بالتورط في «تنفيذ سلسلة عمليات استهدفت نقاطاً عسكرية تابعة لكل من (قسد) وقوى الأمن الداخلي (الأسايش)»، إضافة إلى شنّ هجمات ضد السيارات والمدنيين.

ويشار إلى أنه وفي الثلاثين من أغسطس الماضي، نفذت «قسد» عمليتين أمنيتين ضد خلايا «داعش» في ريف دير الزور الشرقي، بمشاركة قوات التحالف الدولي براً وجواً، ما أسفر عن اعتقال ثلاثة مسؤولين عن عمليات تفخيخ ضد القوات العسكرية في منطقة «الحوايج»، بالإضافة إلى اعتقال شخصين مشتبهاً بهما في قرية «الزر»، وفق تقارير «قسد». مصادر متابعة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «قسد» تحاول استثمار الحملات الأمنية التي تنفذها في مناطق سيطرتها وتقول إنها ضد تنظيم «داعش»؛ لتعزيز مطالبها في المفاوضات مع دمشق، بوصفها مؤسسة عسكرية خبيرة في محاربة «داعش» لا يمكن حلَّها ودمجها في مؤسسات وزارة الدفاع، وإنما مؤسسة ضمن مجلس عسكري، تكون أساساً أو نواة لتشكيل الجيش، وأن في ذلك تلبية لمطالب قوات التحالف في محاربة «داعش». ولفتت المصادر إلى أن تلك الطروحات تواجه برفض من الجانب التركي، وتُمنع من دمشق. ولم يتم إحراز تقدم واضح فيما يخص استئناف المفاوضات بين «قسد» ودمشق. وتفيد التسريبات في دمشق بطرح الأكراد مطالب جديدة بوصفها حلولاً وسط؛ كالحصول على وزارة سيادية، أو مواقع في مراكز القرار، وبحسب المصادر المتابعة في دمشق، فإن العملية التفاوضية لا تزال «تراوح تحت وطأة تجاذبات الضغوط الإقليمية والدولية». وما زال الخلاف حول طريقة دمج مؤسسات «قسد» مع مؤسسات الحكومة السورية، العقبة الرئيسية أمام تنفيذ الاتفاق الذي نص على «دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز». وخاض الجانبان أربع جولات تفاوض في الحسكة ودمشق، لم تحقق أي نتائج. وكان عضو القيادة العامة لـ«قسد»، سيبان حمو، قال في تصريحات إعلامية، إنه «وكخطوة أولى، يمكن إنشاء مجلس عسكري مشترك مع دمشق»، مشيراً إلى أن «قسد» قادرة على بناء هيكلية جديدة للجيش السوري انطلاقاً من خبراتها السابقة في الحرب ضد «داعش»، ويمكن أن تصبح أساساً للجيش، محملاً دمشق مسؤولية فشل تطبيق اتفاق مارس (آذار)، ومعتبراً أن ما وصفه بـ«الاندماج الديمقراطي»، أفضل طريقة لدمج «قسد» في الجيش. كما أعلن عضو مجلس الرئاسة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) صالح مسلم، أن حزبه لن يقبل بالعودة إلى نظام مركزي بالكامل في سوريا، وقال إن حلّ «قسد» أمر غير مقبول؛ «لأنها تمثل قوة الدفاع عن منطقتنا». وحذر «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) من عودة «داعش» إلى الواجهة بأسلوب أكثر خطورة ومرونة. وجاء في تقرير مصور بثته «مسد» عبر حسابها في «فيسبوك»، أن قوات «قسد» نفذت أكثر من ستين عملية ضد «داعش» منذ مطلع العام الحالي، شملت الرقة ودير الزور والحسكة، وأسفرت عن مقتل 6 من عناصره، واعتقال 64 عنصراً، بينهم ثلاثة قياديين، في المقابل شن «داعش» نحو 33 هجوماً أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من «الأسايش».

 

إردوغان: لا تسامح مع أي محاولة للفوضى في سوريا ...لمح إلى دور إسرائيلي في فشل اتفاق دمج «قسد»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من محاولات زعزعة استقرار سوريا وإحداث الفوضى فيها. وقال إردوغان إن تركيا «لن تغض الطرف عن أي جهة تسعى لإحداث الفوضى في سوريا، وإن كل من يحاول عرقلة مسار نهوض سوريا سيدفع الثمن». وشدد على أن تركيا تولي أهمية لوحدة سوريا وتماسكها، لافتاً إلى أن الاضطرابات التي تحدث فيها تنعكس على بلاده بالدرجة الأولى. وتابع إردوغان، في تصريحات، الثلاثاء، خلال رحلة عودته من الصين حيث شارك في قمة شنغهاي للتعاون، أن من وصفهم بـ«بارونات الحرب» الذين يستثمرون في الفوضى سيخسرون هذه المرة. وقال إن الشعب السوري، بمن فيه العرب والأكراد والتركمان والعلويون والسنة والمسيحيون، سينتصر، لن تتسامح تركيا ولا إدارة دمشق مع من يسعون لإثارة الفوضى على الأراضي السورية.

تلميحات لدور إسرائيلي

وأضاف إردوغان أنه سبق وقال إن «من سيلجأ إلى أنقرة ودمشق سينتصر، ومن يضل طريقه ويبحث عن رعاة جدد سيخسر»، وتساءل: «هل تحاول إسرائيل تخريب مسيرة التضامن الوطني والأخوة الجارية في تركيا في إشارة إلى عملية حل حزب (العمال الكردستاني) ونزع أسلحته وتحقيق التضامن بين الأتراك والأكراد، بالخطوات التي ستتخذها من خلال وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية (قسد)؟ وهل إسرائيل هي التي تمنعها من الانضمام إلى الجيش السوري رغم الاتفاق مع إدارة دمشق في مارس (آذار) الماضي؟». وأجاب إردوغان: «ما نريده هو أن تبقى سوريا موحدة بكل أطيافها، والرئيس السوري أحمد الشرع وأعضاء إدارته يشاركوننا هذا الرأي». وقال: «كما هو الحال في كل منطقة عانت من حرب طويلة، يسعى الكثيرون إلى خلق الفوضى في سوريا، ولهذا السبب لن تتخلى تركيا عن هذا البلد الجار، وسنواصل الوقوف إلى جانبهم، ولن يتمكن أحد من منع سوريا من النهوض من جديد». وأضاف إردوغان أن «كل من يحاول تقويض عملية إعادة إعمار سوريا سيدفع الثمن، وأينما كانوا، الأكراد هم إخوتنا وأخواتنا، لا يمكن لأحد أن يفرقنا عن بعضنا، لا يمكن لأحد أن ينصب كميناً لأخينا الأبدي، نحن عازمون وحازمون، وكما لا يمكن فصل اللحم عن العظم، لا يمكن فصل أخوتنا مع الأكراد». وتبدي أنقرة انزعاجاً شديداً من تراجع «قسد» عن اتفاق الاندماج في مؤسسات الدولة السورية، الذي وقعه قائدها، مظلوم عبدي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في دمشق في 10 مارس الماضي. كما يثير الموقف الأميركي الداعم لـ«قسد»، على اعتبار أنها حليف للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، والتأكيد على أنها لم تعد، وكذلك وحدات حماية الشعب، جزء من حزب «العمال الكردستاني»، المصنف من جانب تركيا وأميركا منظمةً إرهابية، قلقاً لدى أنقرة من الاستمرار في دعمها. وقال إردوغان: «إذا تصرفنا ببصيرة وحكمة وعقل سليم، فيمكن حل كل مشكلة، ولكن دون حسن نية، حتى أبسط القضايا تصبح في طريق مسدود، نحن نؤيد تعزيز مناخ السلام والهدوء، وسنواصل العمل من أجل ذلك».

محادثات مع الأردن

في سياق متصل، ناقش وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، التطورات في سوريا. وقالت مصادر الخارجية التركية إن الوزيرين ركزا، في اتصال هاتفي، الثلاثاء، على التطورات في جنوب سوريا، والدعوات الانفصالية، بعدما دعا حكمت الهجري، أحد مشايخ الدروز في سوريا، إلى تشكيل «إقليم درزي» منفصل عن بلاده، وذلك غداة إعلانه تشكيل قوة عسكرية بمحافظة السويداء (جنوب) باسم «الحرس الوطني». واتخذت إسرائيل من «حماية الدروز» ذريعة لتصعيد عدوانها على سوريا، وهو ما عدّته دمشق تدخلاً سافراً في شؤونها، مطالبة بإلزام تل أبيب بالامتثال لاتفاقية فصل القوات الموقعة بين الجانبين عام 1974. في الوقت ذاته، بدا أن «قسد» والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اللتين ترتبطان بعلاقات مع إسرائيل أيضاً، تتمسكان بنموذج للحكم الذاتي، وترفضان الانضواء تحت حكومة مركزية، وهو ما أيده المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة، توم براك، الذي صرح الأسبوع الماضي، بأنه يرى احتمال قيام حكومة مركزية في سوريا بعيداً جداً. وعززت التطورات الأخيرة من مخاوف تركيا من تقسيم سوريا إلى دويلات على أساس عرقي وطائفي، ومن نشوء خط انفصالي يربط بين السويداء ومناطق سيطرة «قسد» في شمال وشرق سوريا، وأعلنت أنها لن تسمح بهذا الأمر، وستستخدم كل الطرق لمنعه.

 

مذكرة توقيف فرنسية بحق بشار الأسد بقضية مقتل صحافيَّين في سوريا

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

أصدر القضاء الفرنسي، في أغسطس (آب)، 7 مذكرات توقيف بحق مسؤولين كبار سابقين في النظام السوري، من بينهم الرئيس المخلوع بشار الأسد، بتهمة تفجير مركز صحافي في حمص عام 2012؛ ما أدى إلى مقتل صحافيَّين اثنين، وفق ما أفاد به محامو الأطراف المدنية، الثلاثاء. وفي 22 فبراير (شباط) 2012، تعرَّض المبنى الذي كان داخله عدد من الصحافيين لإطلاق النار، فقرروا مغادرته، وقد قُتل بقذيفة هاون أول اثنين منهم بعد عبورهما الباب، وهما الصحافية الأميركية ماري كولفين (56 عاماً) من صحيفة «صنداي تايمز»، والمصور الفرنسي المستقل ريمي أوشليك (28 عاماً)، بينما جُرح في الداخل كل من المراسلة الفرنسية إديت بوفييه، والمصور البريطاني بول كونروي، ومترجمهما السوري وائل العمر، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». فرَّ الأسد مع عائلته إلى روسيا بعد أن أطاحت فصائل في المعارضة بنظامه نهاية عام 2024، وإن لم يتم تأكيد مكانه بدقة. وإلى جانب الأسد، تشمل مذكرات التوقيف بشكل خاص شقيقه ماهر الأسد، الذي كان القائد الفعلي للفرقة الرابعة المدرعة السورية آنذاك، ورئيس الاستخبارات علي مملوك، ورئيس أركان الجيش آنذاك علي أيوب. وقالت محامية الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومقره باريس كليمنس بيكتارت، ووالدا أوشليك: «إن إصدار مذكرات التوقيف الـ7 خطوة حاسمة تمهِّد الطريق لإجراء محاكمة في فرنسا، على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام بشار الأسد». وأضاف «الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان» أن الصحافيَّين دخلا سراً المدينة المُحاصَرة «لتوثيق الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد» وكانا ضمن ضحايا «قصف مستهدف». وقال المحامي ومدير «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، مازن درويش، إن «التحقيق أثبت بوضوح أن الهجوم على المركز الصحافي غير الرسمي جاء في إطار نية النظام السوري الصريحة لاستهداف الصحافيين الأجانب؛ بهدف الحد من التغطية الإعلامية لجرائمه، وإجبارهم على مغادرة المدينة والبلاد». وعُرفت كولفين بتقاريرها الجريئة، وعصابة عينها السوداء المميزة التي وضعتها بعد فقدانها البصر في إحدى عينيها إثر انفجار خلال الحرب الأهلية في سريلانكا. واحتفى بمسيرتها المهنية فيلم «برايفت وور (حرب خاصة)»، المرشح لجائزة «غولدن غلوب».

 

مقتل 12 شخصاً في حادث تصادم بشمال شرق سوريا

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

لقي 12 شخصا حتفهم وأصيب آخرون، في حصيلة أولية إثر حادث تصادم في شمال شرق سوريا . ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا»، اليوم (الثلاثاء)، عن مصادر محلية قولها إن «12أشخاص توفوا، وأصيب آخرون في حادثة تصادم بين حافلة ركاب وصهريج نفط على طريق الشدادي-الحسكة».

 

المبعوث الأممي إلى اليمن يُحذّر من التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

عبَّر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الثلاثاء، عن قلقه من استمرار التصعيد بين جماعة الحوثي وإسرائيل وتداعياته على اليمن والمنطقة، داعياً إلى ضبط النفس وحماية المدنيين والبنية التحتية. وقال غروندبرغ، عقب اجتماعات في مسقط مع كبار المسؤولين العمانيين وكبير مفاوضي الحوثيين، محمد عبد السلام، إن الاعتقالات التي نفّذتها الجماعة بحق موظفي الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية تُشكل «خطراً جسيماً» على قدرة المنظمة على العمل في اليمن.وكانت الأمم المتحدة قد قالت، يوم الأحد، إن الحوثيين اقتحموا مقار تابعة للمنظمة الدولية في صنعاء، واحتجزوا ما لا يقل عن 11 موظفاً. وطالب المبعوث الأممي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المعتقلين، مشدداً على أهمية الوحدة الإقليمية والدولية لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تعزيز السلام في اليمن. ويهاجم الحوثيون سفن الشحن بالبحر الأحمر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ويقولون إن ذلك يأتي تضامناً مع الفلسطينيين. وتسببت هذه العمليات في اضطراب كبير لحركة الشحن العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على تغيير مساراتها بعيداً عن البحر الأحمر. كما تُطلق الجماعة اليمنية المتحالفة مع إيران صواريخ باتجاه إسرائيل التي ردّت بضربات على مناطق يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن. ولقي رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء حتفهم في هجوم إسرائيلي يوم الخميس الماضي.

 

هروب جماعي لقيادات حوثية من صنعاء تحسباً لاستهداف إسرائيلي ...مقرّبون من زعيم الجماعة تغيَّبوا عن تشييع حكومتهم

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

تعيش الجماعة الحوثية حالة غير مسبوقة من الارتباك والذعر في أعقاب الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي أودت برئيس حكومتها الانقلابية أحمد الرهوي وتسعة من وزرائه، وسط أنباء عن فرار جماعي لكبار قياداتها السياسية والعسكرية من العاصمة المختطفة صنعاء باتجاه مخابئ محصَّنة في صعدة وعمران، ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها. وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن شخصيات بارزة في الصف الأول للجماعة، بينهم محمد علي الحوثي، عضو مجلس حكم الانقلاب، وعبد الكريم الحوثي، وزير داخلية الجماعة، وأبو علي الحاكم، المعين رئيساً لجهاز الاستخبارات، وأحمد حامد، مدير مكتب رئيس مجلس الحكم، قد اختفوا منذ أيام عن الأنظار. وفي حين شوهدت حافلات معتمة تقل عائلات قيادات الجماعة باتجاه محافظتي عمران وصعدة، أوضحت المصادر أن تحركات كهذه تعكس إدراك الجماعة بأن قادتها باتوا أهدافاً مباشرة للغارات الإسرائيلية، خصوصاً بعد تعهد تل أبيب بمواصلة استهدافهم رداً على هجماتهم الصاروخية وبالطائرات المسيَّرة ضد الأراضي الإسرائيلية والملاحة في البحر الأحمر. وحسب ما أفاد به مصدر مقرب من دوائر القرار الحوثي في صنعاء، أصدرت قيادة الجماعة أوامر عاجلة لقادتها السياسيين والعسكريين والميدانيين بمغادرة مقار عملهم ومنازلهم في صنعاء وضواحيها والتوجه إلى مواقع بديلة شمالاً، مع التشديد على عدم استخدام مقار حكومية أو التجمع في أماكن عامة قد تتحول أهدافاً سهلة للطائرات الإسرائيلية.ونقل شهود لـ«الشرق الأوسط»، أنهم لاحظوا خلال الأيام الثلاثة الماضية مغادرة قوافل صغيرة من السيارات والحافلات التي تحمل عائلات ومشرفين حوثيين من أحياء عدة في شمال صنعاء ووسطها. وأكدوا أن معظم الفارين هم من المشرفين الأمنيين المكلّفين إدارة الأحياء والمناطق؛ ما يعكس حالة خوف داخلية غير معهودة.

تغيب عن التشييع

وفي مشهد آخر يوضح حجم الارتباك داخل الجماعة الحوثية، غاب معظم قادة الصف الأول عن موكب تشييع رئيس حكومتها أحمد الرهوي ووزرائه التسعة الذين قضوا في الغارة الإسرائيلية الخميس الماضي. واقتصرت مراسم التشييع التي أُقيمت الاثنين الماضي بصنعاء على حضور الصف الثاني من القيادات، في حين تولى محمد مفتاح، القائم بأعمال رئيس الحكومة الانقلابية، قيادة الموكب وإلقاء كلمة حاول فيها طمأنة الموالين والتأكيد على «تماسك الدولة» واستمرارية المؤسسات. هذا الغياب أثار استياءً واسعاً بين عائلات الضحايا والمناصرين، الذين عبّروا عن أسفهم لعدم مشاركة كبار القادة، عادّين أن ذلك يعكس حالة ذعر داخلية وعدم ثقة بالقدرة على تأمين الفعالية. وقبل التشييع، كان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي ألقى خطاباً متلفزاً كرر فيه تهديداته لإسرائيل، متوعداً بمزيد من الهجمات الصاروخية والبحرية فيما وصفه بـ«مسار تصاعدي»، كما وجَّه تحذيرات شديدة اللهجة لليمنيين في مناطق سيطرة جماعته، ملوحاً بتصعيد الاعتقالات وعمليات القمع الداخلي ضد من يصفهم بـ«الخونة والعملاء». وأكد زعيم الجماعة أن أجهزته الأمنية ستواصل ما سماه «المهام الجهادية» لتعزيز الجبهة الداخلية، في إشارة إلى حملات الاعتقال التي طالت خلال الأيام الأخيرة موظفين حكوميين وأمميين بتهمة «التجسس». ويرى مراقبون يمنيون أن استهداف إسرائيل لرئيس الحكومة الانقلابية وعدد من وزرائه مثّل «ضربة مؤلمة غير مسبوقة» للجماعة، ليس فقط لجهة الخسارة البشرية، بل أيضاً من حيث كشف الاختراق الاستخباري العميق لدوائرها العليا. ويعتقد هؤلاء أن حالة الهروب الجماعي للقيادات الحوثية من صنعاء تعكس إدراكاً بأن الجماعة دخلت مرحلة جديدة من الصراع قد تهدد بقاء هياكلها السياسية والعسكرية في صنعاء. ويشير المراقبون إلى أن تل أبيب نجحت – بعد نحو عام من المواجهة المباشرة مع الحوثيين – في توجيه ضربة مركّزة غيرت قواعد اللعبة؛ إذ انتقلت من قصف المنشآت الحيوية إلى استهداف الصف الأول من القيادات، ما يجعل بقية القادة في حالة استنفار دائم.

 

اليمن: «الحوثيون» يستهدفون سفينة في البحر الأحمر ومطار بن غوريون وميناء أسدود

الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

كشفت جماعة «الحوثي» اليمنية، الثلاثاء، أنها استهدفت سفينة في البحر الأحمر، ونفذت 4 هجمات بطائرات مسيرة ضد أهداف إسرائيلية، من بينها مطار بن غوريون وميناء أسدود. وقال المتحدث العسكري باسم «الحوثيين» يحيى سريع في تسجيل مصور إن القوات المسلحة اليمنية استهدفت سفينة في شمال البحر الأحمر بطائرتين مسيرتين وصاروخ لارتباطها بإسرائيل. واستهدف «الحوثيون» كذلك محطة كهرباء ومبنى هيئة الأركان الإسرائيلية، وفق المتحدث. ولم تكشف الجماعة اليمنية عن توقيتات الهجمات. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، الثلاثاء، إن سلاح الجو اعترض طائرة مسيرة أطلقت من اليمن قبل دخولها المجال الجوي الإسرائيلي، الاثنين. ويهاجم «الحوثيون» سفناً بالبحر الأحمر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تضامناً مع الفلسطينيين. وتسببت هذه العمليات في اضطراب كبير لحركة الشحن العالمية؛ ما أجبر كثيراً من الشركات على تغيير مساراتها بعيداً عن البحر الأحمر. كما تطلق الجماعة اليمنية المتحالفة مع إيران صواريخ باتجاه إسرائيل التي ردت بضربات على مناطق يسيطر عليها «الحوثيون» في اليمن. ولقي رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء حتفهم في هجوم إسرائيلي، يوم الخميس الماضي.

 

أوروبا تدين «بشدة» اعتقال الحوثيين دفعة جديدة من الموظفين الأمميين

الإرياني: صمت المجتمع الدولي يشجع الميليشيات على التمادي

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط/02 أيلول/2025

أدان الاتحاد الأوروبي، بشدة، قيام الحوثيين في اليمن باعتقال دفعة جديدة من الموظفين الأمميين في صنعاء والحديدة، ووصف ذلك بأنه انتهاك للقانون الدولي، داعياً إلى الإفراج الفوري عنهم، فيما اتهم وزير يمني الجماعة بتحويل موظفي المنظمة الدولية إلى «أدوات ابتزاز سياسي وأمني»، معتبراً أن «الصمت الدولي» يشجع الجماعة الحوثية على التمادي. وشنت الجماعة بعد اعترافها، الأحد الماضي، بمقتل رئيس حكومتها وتسعة من وزرائه في ضربة إسرائيلية، موجة جديدة من الاعتقالات أسفرت عن احتجاز 11 موظفاً أممياً والعشرات من السكان، كما اقتحمت مقرات لبرنامج الغذاء العالمي و«اليونسيف»، وصادرت ممتلكات للمنظمة الدولية. وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان رسمي، إنه يؤيد بيان الأمين العام للأمم المتحدة الصادر في 1 سبتمبر (أيلول) 2025، ويدين بشدة عمليات الاحتجاز التعسفي التي استهدفت ما لا يقل عن 11 موظفاً من موظفي الأمم المتحدة على يد الحوثيين في اليمن. كما أدان البيان مصادرة ممتلكات الأمم المتحدة واقتحام مبان تابعة لها في صنعاء، في انتهاك للقانون الدولي واتفاقيات فيينا التي تنص على حرمة المقرات الدبلوماسية في جميع الأوقات. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى الإفراج الفوري عن جميع الموظفين المحتجزين، وقال إنه يواصل دعوته إلى احترام حرية الملاحة في البحر الأحمر، ويطالب بوقف جميع التهديدات والهجمات ضد السفن التجارية. ويرى مراقبون أن ممارسات الحوثيين الأخيرة ضد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تمثل تصعيداً خطيراً يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يُعد من بين أكثر بلدان العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي. وبحسب تقارير أممية، فإن أكثر من 17 مليون يمني يعتمدون بشكل مباشر على المساعدات الإنسانية، فيما يشكل استمرار التضييق على عمل المنظمات خطراً مضاعفاً على حياة ملايين الأشخاص، خصوصاً مع استمرار الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي.

تنديد ألماني

من جهتها، أدانت الخارجية الألمانية استمرار الجماعة الحوثية في استهداف المؤسسات الأممية في اليمن، ووصفت احتجاز موظفي الأمم المتحدة والعاملين في منظمات الإغاثة بأنه تعسفي وغير مقبول. وقالت الخارجية الألمانية، في بيان، إن «الحوثيين في اليمن يواصلون التصرف ضد من يساعدون الفئات الأكثر ضعفاً في البلاد»، مؤكدة أن العنف ضد مؤسسات الأمم المتحدة أمر غير مقبول، ودعت إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أدان الاعتقالات الجديدة، وأوضح أن الحوثيين اعتقلوا ما لا يقل عن 11 موظفاً ليضاف هذا العدد إلى 23 شخصاً من موظفي الأمم المتحدة ما زالوا رهن الاحتجاز، بعضهم محتجز منذ عامي 2021 و2023، بالإضافة إلى أحد الموظفين الذي تُوفي في أثناء الاحتجاز في وقت سابق من هذا العام. مضامين إدانة غروندبرغ نفسها كانت صدرت في بيان آخر للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كرر فيها «بشدة» المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين المعتقلين. وقال غوتيريش «ينبغي ألا يُستهدف موظفو الأمم المتحدة وشركاؤها أو يتعرضوا للاعتقال أو الاحتجاز مطلقاً في أثناء أدائهم مسؤولياتهم تجاه الأمم المتحدة. كما يجب ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، وكذلك حرمة مقارّ الأمم المتحدة، في جميع الأوقات».

ابتزاز أمني وسياسي

في السياق الحكومي، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني جماعة الحوثي بتحويل موظفي الأمم المتحدة إلى رهائن وأدوات ابتزاز سياسي وأمني. وقال الإرياني، في بيان رسمي، إن الجماعة الحوثية بعد اقتحامها مكتب برنامج الأغذية العالمي في صنعاء، اختطفت عدداً من الموظفين، ثم جمعت بقية العاملين من أجانب ويمنيين، وبينهم نائب المدير القطري والقائم بأعمال الممثل المقيم للبرنامج، وأجبرتهم على التوقيع على تعهدات بعدم السفر إلا بإذن مسبق، مع التزامهم بالحضور متى ما استدعوا. وأشار إلى أن الجماعة اقتحمت غرفة السيرفرات وصادرت هواتف وأجهزة حاسوب شخصية تابعة للموظفين، واصفاً ما جرى بأنه «انتهاك سافر لخصوصيات المنظمات الدولية، وتأكيد على حالة الرعب التي يعيشها موظفو الأمم المتحدة في مناطق سيطرة الحوثيين». ورأى الوزير أن هذه الممارسات ليست إلا انعكاساً لطبيعة المشروع الحوثي المرتبط بإيران، والقائم على فرض الوصاية والتحكم في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والإنسانية. وأضاف أن الجماعة تحاول تسخير العمل الإغاثي لخدمة مشروعها الانقلابي، وتوفير مصادر تمويل إضافية. وحذر الإرياني من أن استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات يشجع الحوثيين على المضي قدماً في ممارساتهم، ويفتح الباب واسعاً أمام تحويل المنظمات الدولية والعاملين فيها إلى رهائن، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للعمل الإنساني برمته في اليمن. ودعا الوزير اليمني الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إعادة النظر في وجود المكاتب الأممية داخل مناطق سيطرة الحوثيين، ونقلها إلى العاصمة المؤقتة عدن، حيث تتوفر بيئة آمنة ومستقرة لعملها. كما طالب باتخاذ موقف حازم يضع حداً لاستهتار الحوثيين بأرواح العاملين الإنسانيين وبالمساعدات التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شهداء ثورة الأرز ومصافحة الجاني...

ادمون الشدياق/فايسبوك/02 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/121903/

شهداء ثورة الأرز ...حتى لا ننسى  متى ولماذا والأهم من اغتالهم عندما نتشارك معهم في مجلس الوزراء او في اللجان النيابية او في اي دورة من ادوار الدولة ونتصافح ونتعاون مع القتلة في ملفات مشتركة ونعطيهم شهادات حسن سلوك كممثلين وكشركاء في ادارة الدولة.

 هل هناك من مطهر يمكن ان يطهر ايدينا بعد مصافحة من يديه ملطخة وتقطر من دم رفاقنا وشعبنا. 

... لا للحوار مع القتلة والمتأمرين بل بداية عصيان مدني ضد هذه الدولة المترددة الخانعة التي تابع سياسة فرفكة الايدي حتى نحررها وتعود دولة حرة سيدة مستقلة وقوية.

الرئيس رفيق الحريري: استشهد يوم 14 شباط عام 2005بانفجار ضخم في منطقة السان جورج في بيروت. وقتل في الانفجار 19 شخصا أخرىن كانوا إما برفقة الرئيس أو في جوار الحادث كما جرح العديد منهم الوزير اليباسل فليحان الذي توفي فيما بعد. التحقيق الدولي ما زال جاريا لكشف حقائق هذا الاغتيال.

باسل فليحان: استُهدف الوزير بنفس انفجار الشهيد الحريري وتوفي متأثرا بجروحه البليغة في مستشفى بيرسي العسكري بباريس بعد صراع 64 يوماً مع الحروق التي طالت 65% من جسمه.

سمير قصير: استشهد في 2 يونيو/حزيران 2005 تم اغتياله عن طريق قنبلة وضعت في سيارته.

جورج حاوي: استشهد بتفجير عبوة ناسفة بسيارته في منطقة وطى المصيطبة في بيروت بتاريخ 21 يونيو/حزيران 2005

جبران تويني: استشهد يوم الاثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2005 في اعتداء بسيارة مفخخة في ضاحيةالمكلس شرق بيروت.

بيار الجميل: استشهد في 21 نوفمبر 2006 بعد أن أطلق ثلاثة مجهولون النار على سيارته في منطقة الجديدة في ضاحية بيروت الشمالية.

وليد عيدو: استشهد بتاريخ 13 يونيو/حزيران 2007بتفجير سيارته في بيروت أودى به ومعه نجله الأكبر خالد واربعة مواطنين أخرين.

أنطوان غانم:استشهد في يوم 19 سبتمبر/أيلول 2007في انفجار عنيف بواسطة سيارة مفخخة في منطقة سن الفيل في شرقي بيروت.

وسام الحسن:استشهد بتاريخ 19 عشر أكتوبر من عام 2012 في انفجار كبير وقع بالاشرافية.

محمد شطح استشهد بتاريخ 27 ديسمبر من عام 2013 في عين المريسة .

شهداء أخرون

تم اغتيال العديد من الشخصيات إليه التي لم تشارك في الأعمال السياسية إلا أن لها علاقة إما في التحقيقات المتعلقة بالاغتيالات أو لها علاقة بالتطورات السياسية في هذه الفترة أو رفعت الصوت ضد الاحتلالات ومنهم:

العميد الركن فرانسوا الحاج مدير العمليات في الجيش الذي استُهدف بانفجار ناتج عن سيارة مفخخة انفجرت لدى مرور سيارته وقتل أربعة من مرافقيه.

النقيب في قوى الأمن الداخلي وسام عيد

 الذي اغتيل بعبوة ناسفة أدت إلى مقتل مرافقه وأربعة مدنيين آخرين في منطقة الحدث وهم آلان صندوق، إميل فارس، سعيد عازار ورجاء المغربي.

هاشم نشأت السلمان

أستاذ جامعي وناشط لبناني، عُرف بمواقفه المدنية الجريئة داخل المجتمع الشيعي. استشهد في 9 حزيران 2013 أمام السفارة الإيرانية في بيروت خلال اعتصام سلمي احتجاجًا على تدخل حزب الله في الحرب السورية، بعدما تعرّض لإطلاق نار مباشر. جُرح عشرات من رفاقه يومها، لكن مقتله كان الرسالة الأوضح لترهيب حزب الله كل معارض داخل الطائفة.

لقمان سليم

كاتب وناشر وباحث في الذاكرة اللبنانية، أسس دار الجديد واشتهر بمواجهته الفكرية لمنطق الميليشيات والسلاح. في 4 شباط 2021 وُجد مقتولًا في سيارته بين العدوسية والنيحا بجنوب لبنان، مصابًا بعدة طلقات نارية في الرأس والظهر بعد اختفائه لساعات. جريمة اغتياله من قبل حزب الله جرت في منطقة  خاضعة أمنيًا لحزب الله الجهة التي هاجمها طوال حياته.

شهداء مرافقون

أدت التفجيرات إلى استشهاد العديد من المرافقين والمارة. واللائحة التالية تسرد بعض اسمائهم:

انفجار الحريري: استشهد في هذا الانفجار:

المرافقون الشهداء يحيى العرب، طلال ناصر، مازن الذهبـي، محمد درويش، رواد حيدر، عمر المصري، زياد طراف.

المدنيون الشهداء: عبد الحميد غلاييني، آلاء عصفور، جوزف عون، رواد حيدر، يمامة ضامن، عبدو أبو فرح، هيثم عثمان، ريما بزي، صبحي الخضر وزاهي أبو رجيلي.

انفجار وليد عيدو: استشهد في هذا الانفجار نجله وليد ومرافقه سعيد شومان ولاعبي نادي النجمة الرياضي حسين دقماق وحسين نعيم وعدد آخر من المارة.

انفجار أنطوان غانم: استشهد في هذا الانفجار مرافقيه الشهيدين نهاد جورج غريب وطوني ضو.

أدت التفجيرات إلى المقتل العديد من المرافقين والمارة. واللائحة التالية تسرد بعض اسمائهم:

انفجار الحريري: استشهد في هذا الانفجار:

المرافقون الشهداء يحيى العرب، طلال ناصر، مازن الذهبـي، محمد درويش، رواد حيدر، عمر المصري، زياد طراف.

المدنيون الشهداء: عبد الحميد غلاييني، آلاء عصفور، جوزف عون، رواد حيدر، يمامة ضامن، عبدو أبو فرح، هيثم عثمان، ريما بزي، صبحي الخضر وزاهي أبو رجيلي.

انفجار وليد عيدو: استشهد في هذا الانفجار نجله وليد ومرافقه سعيد شومان ولاعبي نادي النجمة الرياضي حسين دقماق وحسين نعيم وعدد آخر من المارة.

انفجار أنطوان غانم: استشهد في هذا الانفجار مرافقيه الشهيدين نهاد جورج غريب وطوني ضو.

ناجون

واستهدف أخرون بعمليات اغتيال إلا أنهم نجوا منها وهم:

مروان حمادة: وكان أول من استهدف بعمليات الاغتيال ونجا من الموت بأعجوبة من متفجرة وضعت في منطقة المنارة في بيروت.

الياس المر: استهدف بمتفجرة وضعت في سيارته ونجا من الموت وأصيب بكفيه.

مي شدياق: استهدفت بمتفجرة وضعت في سبارتها ونجت من الموت إلا أنها فقدت إحدى يديها ورجلها.

سمير شحادة: نجا العقيد في قوى الامن الداخلي وهو أحد مسؤولي التحقيقات في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، من هجوم بمتفجرة ناسفة متطورة وضعت عند مدخل مدينة صيدا الشمالي، قتل فيه أربعة من قوى الأمن الداخلي.

 

هل بقي لنا غير الروح لنصمد أمام حصرية السلاح المتطوّر بيد إسرائيل؟

غسان صليبي/النهار/02 أيلول/2025

عندما يقول الشيخ نعيم قاسم ان "من ينزع سلاحنا كأنه ينزع روحنا"، فهو يعتقد، او يريدنا ان نعتقد، ان الموت هو مصير كل من يُنزع سلاحه، مع ان التجربة اليومية تبرهن لنا العكس بفظاظة فاقعة، اذ ان من يموت كل يوم على يد إسرائيل هو في الواقع من يثابر على حمل السلاح من عناصر حزب الله.

كان اتباع ميليشيات الحرب يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا....". كانت التضحية بالروح تُقدّم مقابل المحافظة على حياة الزعيم، اي روحٌ فداءً لروحٍ. ولم يسبق ان شبّه أحدهم السلاح بالروح، وكأنما إذا ذهب السلاح ذهبت معه الروح.

كان ماركس يقول ان الدين هو "روح عالم بلا روح" وكان يعتقد ان الناس تلجأ الى روحانية الدين للتعويض عن مادية العالم الرأسمالي. غير أن الشيخ قاسم، المتديّن من رأسه حتى أخمص قدميه، قلب المعادلة، فبتشبيهه الروح بالسلاح، طرح مفهوماً للدين أقرب الى المادية، ذلك ان السلاح ليس الا المادة التي تقتل الروح. كما ان التمسك بالسلاح لم يعد يحمي الارواح، والارجح ان نزع السلاح واحتكاره من قبل الدولة، يوفّر ضمانة أكبر وإن لم تكن أكيدة، للأرواح التائهة والمترقبة الموت في كل لحظة، في الضاحية والبقاع والجنوب. فقد بات الإحتفاظ بالسلاح بيد حزب الله يهدد فعلياً أرواح المقاتلين وارواح الذين يعيشون في بيئتهم، على ما تعلَّمنا من الحرب الاسرائيلية على غزة وعلى لبنان. الأرواح أغلى ما لدينا يا شيخ نعيم، ولا شيء يساوي أهميتها  كما لا بديل عنها، لا سلاح ولا مال ولا اي مادة مهما ارتفعت قيمتها. عليك ان تعيد النظر في مفهومك للدين، وأنصحك بقراءة الملحد والمادي كارل ماركس، وتتعلم منه ان تميّز بين الإنسان والمادة التي ينتجها، أكانت سلعةً او سلاحاً، وان ترفض معه خضوع الانسان لمشيئة هذه المادة.

خاصة وان السلاح في زمن الهيمنة الاسرائيلية- الاميركية، هو الشيطان الأكبر يا شيخ نعيم، وهو العدو الأول للإنسانية، فيما الروح هي ما تبقى من شاهد على هذه الانسانية المقهورة. أقول هذا في ذكرى تغييب الإمام الصدر، الذي أعلى من شأن السلاح المقاوم واعتبره "زينة الرجال"، عندما كان لهذا السلاح دوره وقدرته على رد العدوان، وقبل أن يصبح بلا جدوى، نتيجة التفوقُ العسكري الإسرائيلي، وهو قد تحوّل بالفعل الى حجة إضافية ليرتكب العدو مجازره.

حصرية السلاح قضية وجودية بالنسبة للكيان اللبناني، كدولة وكمجتمع، بعد أن اصبح سلاح حزب الله نافياً للدولة، في عمل مؤسساتها وفي قضائها وفي امن مواطنيها العزّل، كما انه اليوم السبب الاول، ولو لم يكن الوحيد، لتفكك المجتمع ولنزاعاته الأهلية.

لكن حصرية السلاح بيد الدولة في لبنان، وهي قضية مركزية أيضا في سوريا والعراق، يجب الا تحجب الرؤية عن المسار العام في المشرق العربي، الذي يتطور بحيث يصبح السلاح، خاصة ذاك المتطوّر والحاسم في الصراعات العسكرية، حكراً على إسرائيل. اي في حين ان حصرية السلاح بيد الدولة تؤمن السيادة الوطنية في هذه البلدان الثلاثة، غير أن اللاتكافؤ العسكري والتكنولوجي مع اسرائيل، يجعل من حصرية السلاح المتطور بيد اسرائيل، تهديداً مباشراً ويومياً لهذه السيادة.

حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية يمكنه ان يؤمّن الحد الأدنى والحد الادنى فقط من الحماية في زمن حصرية السلاح الإسرائيلي المتطوّر في المشرق العربي. لكن بسبب ذلك تحديداً، المرحلة ليست مرحلة مقاومة عسكرية، بل مرحلة صمود وطني، بالمعنى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعسكري والدبلوماسي.

والصمود لا يعني الاستسلام او الاستكانة، بل بناء القدرات الفردية والجماعية والمؤسساتية، والتي جرى التضحية بها لعقود بإسم مقاومة اسرائيل. ولا يهدف بناء القدرات الى الإستعداد لمقاومة إسرائيل من جديد، بقدر ما يهدف الى الخروج من حالة الانهيار والانحطاط والبؤس التي تحاصرنا من كل صوب. وعندها وعندها فقط قد نعود الى الكلام عن مقاومة اسرائيل عسكرياً، دون ان يؤدي ذلك إلى الانتحار، كما يمكن ان يحصل اليوم، لو فعلنا ذلك. في ذكرى تغييب الامام الصدر، قال الرئيس بري: "نحن منفتحون لمناقشة مصير السلاح الذي هو عزنا وشرفنا، كلبنان، في إطار حوار هادئ توافقي تحت سقف الدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري والقوانين والمواثيق الدولية، بما يفضي إلى صياغة استراتيجية للأمن الوطني ». اذا كان الحوار تحت سقف الدستور فيجب ان يحصل داخل المؤسسات الدستورية وليس من خارجها. واذا كان هناك ما يستحق حواراً وطنياً  فهو "مشروع الصمود الوطني" وليس السلاح. ف"استراتيجية الأمن الوطني" الذي تكلّم عنها بري لا تقتصر على الأمن العسكري، بل تتجاوزه الى مفهوم الأمن الوطني الواسع الذي يشمل الامن السياسي والاقتصادي والمعيشي، وهو الذي من أجل ضمانه، كان كل سلاح. وهذه هي بالتحديد مشكلة سلاح حزب الله، الذي تضارب وجود سلاحه مع الأمن الوطني السياسي والاقتصادي والمعيشي.

اكثر ما نحتاجه في مرحلة الصمود هي الروح، التي استبدلها نعيم قاسم بالسلاح. نحتاج إلى استنهاض هذه الروح، المنكسرة والكئيبة والمتخاذلة. هذه الروح التي عليها ان تسترد حريتها اولاً، فتتحرر من مشاعر التبعية، لقوىً دينية- عسكرية، إلهها لا شغل له إلا التضحية بأرواحنا لتمجيده، كما لقوىً رأسمالية- عسكرية، تُحيّوِنُ ارواحنا سالخةً عنها كرامتها الانسانية.

 

بضع ملاحظات عن السلاح بوصفه شريك إسرائيل في قتلنا

حازم صاغية/الشرق الأوسط/03 أيلول/2025

جاءت الضربة الإسرائيليّة التي أودت برئيس حكومة الحوثيّين ومعظم وزرائه لتؤكّد ما سبق أن أكّدته تصفية القادة العسكريّين والعلماء الإيرانيّين، وقبلهم قادة «حزب الله» و«حركة حماس» وكبار كوادرهم الأمنيّين والعسكريّين. فهذا السلاح، على عمومه، ليس لهذه الحرب، وأغلب الظنّ أنّه لم يعد ينفع لأيّ غرض آخر باستثناء قدرته على شنّ الحرب علينا أو استدعائها إلينا، أي إيذاء أصحابه وإيذاء البلدان والشعوب التي يصدر عنها. قول العكس بات هراء محضاً يعاكس الواقع والمصالح الوطنيّة ويستخفّ بالعقل. فـ«حزب الله» مثلاً يقول إنّ الإسرائيليّين لولا سلاحه لوصلوا إلى بيروت، وهم لو وصلوا إلى بيروت لقال إنّهم لولا سلاحه لوصلوا إلى طرابلس، وهذا علماً بأنّهم وصلوا فعلاً إلى بيروت حيث قتلوا الأمين العامّ وباقي قيادات الحزب، ولا تزال مُسيّراتهم تعربد في سماء العاصمة. هنا بضع ملاحظات لا تخلو من بساطة ومن جلافة تمليهما جلافة هذا السلاح وجلافة الأزمنة الراهنة التي تسبّب بها:

فأوّلاً، هناك التفوّق العسكريّ الإسرائيليّ الهائل، والذي يقيم خلفه تفوّق أعرض تنظيميّ وتعليميّ وثقافيّ... كائناً ما كان الرأي في ذلك، وكائنة ما كانت أسباب الكراهية له والمخاوف المشروعة منه، أو الجرح النرجسيّ الذي يصيبنا حين نقرّ بتخلّفنا في أدوات القوّة عن الإسرائيليّين.وثانياً، هناك وظيفة هذا السلاح الذي يواجه الإسرائيليّين، وهي وظيفة تزيد في إضعافه وتعطيل طاقته. ذاك أنّها تتراوح بين حروب أهليّة وهيمنة على السكّان المُغايرين من أبناء الوطن أو، في الحالة الإيرانيّة، الهيمنة على الجوار الإقليميّ. وثالثاً، بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب التي استجرّتها، انعدمَ كلّ توازن في تبادل الموت وتوازن الخسائر. وها هو النموذج الحوثيّ يقدّم آخر البراهين وأسطعها، إذ يُقضى على طاقم حاكم مقابل ساعة من تعطيل مطار بن غوريون أو من إنزال مئات آلاف الإسرائيليّين إلى الملاجئ. وهذا معطوف، بطبيعة الحال، على الأكلاف الإنسانيّة، لا سيّما في غزّة، وعلى الأكلاف المادّيّة في جميع المناطق المحاربة.

ورابعاً، بسبب الخلفيّة الأهليّة التي تتحكّم بالسياسة في البلدان المعنيّة، وهي خلفيّة نزاعيّة دينيّاً أو طائفيّاً أو إثنيّاً، فكلّ إطالة للحرب، وقد حُسم أمرها فعليّاً، وكلّ تسبّب بمزيد من الكوارث، يوسّعان رقعة الرافضين للعيش المشترك مع هذا السلاح وحامليه، وبالتالي يقدّمان للدولة العبريّة هدايا ثمينة أخرى أهمّها الإمعان في تصديع النسائج الوطنيّة في المنطقة بلداً بلداً. أكثر من هذا، قد تندفع جماعات سكّانيّة عريضة تعتبر نفسها ضحيّة حرب سيقت إليها مغلوبةً على أمرها، إلى التعاطف مع الوحشيّة الإسرائيليّة بوصفها ما يوفّر الحماية والخلاص الجذريّ من حالة الحرب.

وخامساً، كلّ تمسّك بهذا السلاح وكلّ تأخّر في طيّ صفحة الحرب تالياً، وكلّ تمادٍ في تكبّد الأكلاف المتعاظمة، تُضعف الموقع التفاوضيّ، لا للقوى المحاربة وحدها بل لبلدانها أيضاً. فالإسرائيليّون، ومن ورائهم الأميركيّون، يتصرّفون فعليّاً مع القوى التي تقيم على الضفّة المقابلة تصرّف منتصر لا يقبل أقلّ من الاعتراف بالهزيمة والاستسلام للسلام في صيغته الإسرائيليّة. وكلّما طالت الحرب تزايدت شروطهم وتزايدت معها جرعة الإذلال التي تنطوي عليها. وسادساً، يقود تزايد الإضعاف الذي يُحدثه تواصل الحرب إلى مزيد من تدخّل القوى الأجنبيّة ومزيد من امتناع السيادة في دول المشرق، وهذا في ظلّ أوضاع دوليّة تستبعد فكرة عقد مؤتمر دوليّ للنظر في أمور المنطقة وتبتّها بالتي هي أحسن. وسابعاً، ليس هناك من أفق سياسيّ أو عسكريّ يمكن التعويل عليه وعلى تمكّنه من إحراز شروط أفضل في ظلّ استمرار السلاح. فمحاولات إيران في طلب «الحوار» لا تلقى استجابة، فيما الدول الكبرى غير الغربيّة كروسيا والصين ضعيفة التأثير إن لم تكن عديمته. وثامناً، صحيح أنّ إسرائيل تلقّت وتتلقّى صفعات معنويّة كبرى، لكنّ هذه لن تُترجم إلى موازين عسكريّة، فيما ترجمتها إلى معادلات سياسيّة يستغرق وقتاً وجهداً ومواظبة. وتاسعاً، كلّ المعطيات توجب على المحاربين طيّ صفحة هذه الحرب بأسرع وقت ممكن. فأيّ ثمن يُدفع لطيّها يبقى أقلّ كثيراً من ثمن استمرارها الذي تجعله الردود الإسرائيليّة المسعورة من عيار فلكيّ. وهذا، على عكس ما يقول السخفاء، ليس ترويجاً للهزيمة لكنّه محاولة لوقفها عند حدّ، وليس احتفالاً بـ«العصر الإسرائيليّ» بل محاولة عقلانيّة لضبط آلامه ومراراته، وهي كبيرة جدّاً، وإن لم نعترف بالهزيمة فإنّ إذلالها ومهاناتها وما تحمله من خضوع لـ«العصر الإسرائيليّ» سوف تتعاظم. وعاشراً، وبالنسبة إلى الشرف والكرامة العزيزين على ألسنة الممانعين، هناك تعبير استخدمه إمبراطور اليابان ومثقّفوها بعد هزيمة بلدهم في الحرب العالميّة الثانية: «تحمّل ما لا يُحتمل». هذا كلام شرف وكرامة يُستحسن بمسلّحينا قوله بدل مهزلة الحديث عن السلاح والمقاومة، وأن ينكبّوا قليلاً على النفس لفهم السبب الذي آل بنا إلى ما نحن فيه وقد يقودنا إلى ما لا قيامة بعده.

 

استقرار واستدامة

سمير عطالله/الشرق الأوسط/03 أيلول/2025

الدول تحدد شكل الأوطان. والنظام يحدد شكل الدولة، والاثنان يحددان معاً مدى الفشل والنجاح، في إدارة رفاه الشعوب. الجماعات يدير شؤونها القانون والأحكام والعهود والأعراف. ومن بينها يبرز أفراد، أو مجموعات، تؤمّن مسيرة التقدم والتطور، أو يغلب عليها الفشل والبلادة والاستسلام للجهل. كل فئة من هذه المكونات، أو من هؤلاء الأفراد تمر، بامتحانات وحقب صعبة. إما تفشل في مواجهتها، أو تحولها إلى نجاحات ومآثر كبرى. تمر قيادات عالمية عدة بهذه المراحل الآن. لعل أبرزها سوريا ورئيسها أحمد الشرع، ستة عقود كانت خلالها الدولة غائبة، ومن ثمّ الشعب مغيب، والوطن ضائع. في مثل هذا التردي والعداء والتجمد، لم تعد سهلة إعادة سوريا إلى مواضعها. وأين تبحث عن الدولة، في التاريخ أو في المستقبل؟ وكيف تجمع وتنتقي حمّالي المسؤوليات؟ وكيف تحمي سوريا من الشطط والأخطاء والكوارث الكبرى وانعكاساتها، وتضعها فعلاً على سكة الدول القادرة على تجاوز ما مرت به، طوال العقود الماضية؟ دائماً كان جوار سوريا يتأثر بها. مرة يفرحها مثل الوحدة مع مصر، ومرة يحزنها مثل الانفصال عن مصر. غير أن السنوات الأخيرة كانت انفصالاً عن العرب، وتنكراً للعروبة وغرقاً في حرب أهلية من دون تسميتها. طال ابتعاد سوريا عن حياة الدولة. بدل الألفة حل خوف كبير بين الناس، وعم رعب السجون، وظلم الوشاية. وصار الاقتصاد تزلماً وقهراً. ومع سقوط النظام بالطريقة الانفراطية التي سقط بها، أصبح التحدي الأكبر هو البحث عن أصول الدولة المتناثرة بين انقسامات العقود الماضية وتراكماتها الكثيرة. لا شيء تحوليّاً في حياة الأمم والشعوب. كل الأنظمة العربية الثورية بدأت انتقالية، وانتهت أبدية مثل السجن المؤبد. لذلك أن يبدأ الرئيس الشرع من حيث تبدأ الدول العادية، لكي ينتهي من حيث لا تنتهي. دولة هم

 

انقلاب إيراني – إسرائيلي على ورقة توماس باراك

د. حارث سليمان/جنوبية/02 أيلول/2025

في الخامس والسابع من آب 2025، اتخذت الحكومة اللبنانية برئاسة العماد جوزاف عون والقاضي نواف سلام قرارين يمكن وصفهما بالتاريخيين: حصر امتلاك واستخدام السلاح بالدولة اللبنانية وقواتها الشرعية، وتكليف الجيش بوضع خطة عملية وجدول زمني لتسلم سلاح حزب الله قبل نهاية العام. هذه الخطوات لم تكن مجرد إعلان نوايا، بل تجسدت ميدانيًا، قبل ذلك، عبر بدء الجيش والأجهزة الأمنية باستلام قواعد وأنفاق عسكرية لفصائل فلسطينية مرتبطة بسوريا في الناعمة وقوسايا وراشيا، و ولاحقا بتسلّم أسلحة من المخيمات جنوبًا. كما جرى، بمساعدة قوات اليونيفيل، إخلاء نحو 90% من مواقع ومخازن حزب الله جنوب الليطاني. هذه الإجراءات لم تخرج من فراغ، بل جاءت كترجمة رسمية لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه عبر الرئيس نبيه بري بموافقة حزب الله ومصادقة حكومة نجيب ميقاتي، وبوساطة المبعوث الأميركي السابق هوكشتاين.

التطور الأهم تمثل في الانتقال من مجرد التهدئة إلى وضع إطار دبلوماسي أشمل عبر ورقة توماس باراك، المبعوث الأميركي الجديد للرئيس ترامب إلى لبنان وسوريا وتركيا.

رفضت إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس المتفق عليها، مكتفية بالحديث عن “خفض متدرج للوجود العسكري” في الجنوب، بينما توسعت لاحقًا في احتلال نقاط جديدة.

مضمون ورقة باراك

تضمنت الورقة إحدى عشرة نقطة، نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، تهدف إلى الانتقال من وقف إطلاق النار إلى تسوية دائمة بين لبنان وإسرائيل. أبرز محاورها:

التزام لبنان بالدستور واتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701، بما يعيد السيادة الكاملة للدولة ويضع السلاح حصريًا تحت سلطتها.

وقف شامل لإطلاق النار برًا وبحرًا وجوًا، تمهيدًا لحل دائم.

تفكيك الميليشيات المسلحة وفي مقدمتها حزب الله، بدعم دولي للجيش وقوى الأمن.

انتشار الجيش في المناطق الحدودية بدعم دولي.

انسحاب إسرائيل من خمس نقاط استراتيجية محتلة بعد الحرب الأخيرة.

عودة السكان إلى قراهم الحدودية، وترسيم نهائي للحدود مع إسرائيل وسوريا.

دعم اقتصادي دولي واعادة الاعمار عبر قمة تشارك فيها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر.

برنامج مساعدات عسكرية مباشرة للجيش لتطبيق الاتفاق وضمان الأمن.

وضعت الورقة إطارًا زمنيًا يبدأ بمرحلة تمهيدية مدتها 15 يومًا، تُصادق خلالها الحكومة اللبنانية على أهداف الوثيقة، بما فيها الالتزام بتفكيك حزب الله بحلول 31 كانون الأول 2025، مقابل حزمة من المساعدات المالية والاستثمارية.

الموقف الإيراني وحزب الله

كما كان متوقعًا، قوبلت هذه الطروحات برفض قاطع من حزب الله وإيران. فقد أعلن الشيخ نعيم قاسم امين عام حزب الله، أن الحزب لن يسلم سلاحه “ما دامت إسرائيل تمارس عدوانها”، واعتبر مطالبة الحكومة بمثابة “استسلام”. وأكد في خطابه في 15 آب 2025 أن أي محاولة لمواجهة الحزب “ستجلب الموت للبنان”. أما إيران، فجدّدت على لسان علي لاريجاني وعلي أكبر ولايتي أن سلاح حزب الله “خط أحمر”، وأن قرار نزع السلاح “محكوم بالفشل”، معتبرة المقاومة جزءًا بنيويًا من استراتيجيتها الإقليمية. هذه المواقف أثارت ردًا رسميًا لبنانيًا، إذ رفض الرئيس جوزيف عون التدخل الإيراني، مشددًا على أن العلاقة مع طهران يجب أن تقوم على السيادة والاحترام المتبادل.

الانقلاب الأميركي – الإسرائيلي

لم يكن موقف إيران والحزب مفاجئًا أو مستغربًا. غير أن الانقلاب الحقيقي على مسار باراك جاء من الضفة المقابلة. فمع أن المبعوث الأميركي رحّب بقرارات بيروت، واعتبرها مدخلاً لإجراءات إسرائيلية مقابلة، إلا أن حكومة نتنياهو بدعم من لوبياته في واشنطن عرقلت التنفيذ.

أعلن الشيخ نعيم قاسم امين عام حزب الله، أن الحزب لن يسلم سلاحه “ما دامت إسرائيل تمارس عدوانها”، واعتبر مطالبة الحكومة بمثابة “استسلام”.

أولاً، رفضت إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس المتفق عليها، مكتفية بالحديث عن “خفض متدرج للوجود العسكري” في الجنوب، بينما توسعت لاحقًا في احتلال نقاط جديدة. ثانيًا، ووُجِه باراك داخل الولايات المتحدة باتهامات من دوائر مؤيدة لنتنياهو بأنه يتساهل مع حزب الله ويسعى إلى تسوية في سوريا تحفظ وحدة أراضيها بدل تقسيمها، وبأنه يعيق مشاريع تطبيع سريع مع إسرائيل.

إلى جانب ذلك، دخلت شخصيات أميركية – مثل مورغان أورتيغاس وجين شاهين وليندسي غراهام – على الخط. وطالبت هذه الأصوات بانتقال لبنان من الأقوال إلى الأفعال، وهدد غراهام صراحةً بـ”خطة ب” لنزع سلاح الحزب بالقوة إذا فشلت الجهود السلمية. كما جرى إدخال أفكار لم تكن واردة في ورقة باراك، مثل إقامة “منطقة اقتصادية خالية من السكان” جنوب لبنان، ما مثّل محاولة واضحة لتفخيخ المبادرة.

ما العمل؟

لقد أدّى هذا الانقلاب المزدوج – من إيران وحزب الله من جهة، ومن إسرائيل وحلفائها في واشنطن من جهة أخرى – إلى تفريغ ورقة باراك من مضمونها وإجهاض مسارها. لكن المسؤولية اللبنانية تبقى قائمة:

1. عدم التراجع عن قرار حصرية السلاح بيد الدولة، باعتباره حجر الزاوية لأي بناء وطني.

2. التمسك بانسحاب إسرائيل خلف الخط الأزرق كشرط متلازم مع نزع سلاح حزب الله.

عمليًا، يقتضي ذلك أن تبدأ خطة الجيش بالسيطرة على منطقة جنوب الليطاني وصولًا إلى الخط الأزرق، بالتنسيق مع اليونيفيل، تنفيذًا لقرار مجلس الأمن. بعد كل مرحلة، يقوم مجلس الدفاع الأعلى بتقييم النتائج قبل الانتقال إلى المرحلة التالية. إن هذا الربط بين الانسحاب الإسرائيلي وتنفيذ قرار حصرية السلاح قد يشكل الإطار الواقعي الوحيد القادر على لملمة الموقف السياسي اللبناني، وإعادة الاعتبار إلى معادلة سيادية صلبة: لا سلاح خارج الدولة، ولا احتلال فوق أرضها.

 

الحوار منجزٌ منذ 35 عاماً: الآن “حصر السّلاح”

أحمد الراشاني/اساس ميديا/03 أيلول/2025

يعود “الحزب” إلى مربّع “الحوار” بعدما وجد نفسه في مواجهة إجماع لبنانيّ على حصر السلاح بيد الدولة، تماماً كما تلجأ إيران إلى المفاوضات في ملفّها النوويّ كلّما شعرت أنّها “محشورة”، لتشتري الوقت ريثما تتغيّر الظروف. لكنّ ما هو موضوع الحوار بالضبط؟

كان السيّد حسن نصرالله يجلس بنفسه إلى طاولة الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه برّي في 2006. وكانت رسالته حينذاك هي “بالحذافير” ما يقوله خليفته نعيم قاسم: إنّ نزع السلاح غير مطروح، لا الآن ولا في المستقبل. بل كلّ ما في سخاء حواره أنّه مستعدّ للبحث في صيغة تشرعن السلاح حيث هو، تحت مسمّيات بهلوانيّة فارغة من المضمون مثل “الاستراتيجية الدفاعية” أو “استراتيجية الأمن الوطني”، من دون المسّ باستقلاليّته وعلاقته الخارجة عن الشرعيّة مع دولةٍ أجنبيّةٍ تموّله وتدرّبه وتديره لوجستيّاً وعمليّاتيّاً، ومن دون البحث في علاقة الولاء المعلنة بين هذا السلاح و”الوليّ الفقيه” في إيران. كان المطلوب في ذلك الحين، كما هو اليوم، جعل شرعيّة سلاح “الحزب” معادِلة لسلاح الجيش في إطار الثلاثية الشهيرة، من دون إمرةٍ لأحدهما على الآخر.

عام 2006 أسمع “الحزب” اللبنانيّين فرمانه وذهب إلى حرب تمّوز، وباتت الجلسات بعد ذلك لزوم ما لا يلزم. وعندما تغيّرت الظروف، أنهى “الحزب” المسرحيّة، وحاصر السراي باعتصام مسلّح، ثمّ اجتاح بيروت في 7 أيّار 2008. وقبل ذلك، كانت آخر جلسات الحوار (السرّي) بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونصرالله قرب السان جورج.

الحوار ليس مختلفاً

لماذا على اللبنانيّين أن يصدّقوا أنّ الحوار في 2025 سيكون مختلفاً؟ ما موضوع الحوار إذا كان السلاح “روح” الحزب، وجزاء من يقترب منه حرباً أهليّة؟ هل هو بشأن آليّة للتواصل بين دولة “الحزب” ودولة لبنان؟ هل هو لإنشاء مجلس أعلى للتنسيق بين الجيشين الشقيقين؟

وسط انسداد الأفق، ثمّة وهمٌ مقابل بأنّ “الحزب” يمكن أن يساوم على سلاحه مقابل حصّةٍ أكبر في النظام. المطلوب من الحوار اليوم هو نفسه ما كان مطلوباً من حوار 2006: تخفيف ضغط الخارج بالقول إنّ هذا الملفّ شأن داخليّ يعالَج بالتوافق. وتلك مزحة سمجة. إذ كيف بالإمكان التوافق بين من يملك السلاح ومن لا يملك إلّا المطالبة بنزعه؟

تقوم نظريّة الحوار لدى “الحزب” على أنّ نزع السلاح لا يتمّ إلّا بالإجماع، بما يعطيه حقّ النقض ضدّ أيّ قرارٍ بالنزع. فيما الصحيح أنّ بقاء السلاح خارج إطار الدولة هو الذي يحتاج إلى إجماع. وعليه، لكلّ المكوّنات حقّ نقض شرعيّة سلاح “الحزب”. ولا معنى لمقولة إنّ المقاومة لا تحتاج إلى إجماعٍ في وجود الاحتلال، لأنّ مؤدّى ذلك أنّ الاحتلال أسقط الدولة وأنهى احتكارها للقوّة.

انتهى الحوار في الطّائف

انتهى الحوار قبل 35 عاماً، حين قرّر اللبنانيون في الطائف أنّ الدولة لا تقوم من دون حصريّة السلاح. ولم يُستثنَ “الحزب” لأنّه “مقاومة”. كان في البلد مقاومات كثيرة، بل كان استثناؤه انقلاباً كامل الأوصاف على “الطائف”، نفّذه نظام الأسد بحكم التحالف مع إيران. ولذلك ما قرّره خطاب القسم والبيان الوزاري عام 2025 ليس إلّا إعادة اعتبار متأخّرة لاتّفاق الطائف، وإزالة لمفاعيل الانقلاب عليه.

لم يكن تأكيد حصريّة السلاح في خطاب القسم والبيان الوزاري سوى إلغاء سياسي لمفاعيل ذلك الانقلاب الذي اتُّخذ قراره في طهران ودمشق، ونفّذه إميل لحّود قائداً للجيش حين رفض نشر الجيش في الجنوب.

الحزب

أيّ حوار لإعادة تأويل “حصريّة السلاح” وإفراغها من مضمونها لا يمكن صرفه إلّا على أنّه انقلاب على خطاب القسم والبيان الوزاري، وانقلاب على اتّفاق وقف إطلاق النار الذي فاوض عليه الرئيس نبيه برّي وأقرّه.

تقوم نظريّة الحوار لدى “الحزب” على أنّ نزع السلاح لا يتمّ إلّا بالإجماع، بما يعطيه حقّ النقض ضدّ أيّ قرارٍ بالنزع

مخرَج مسرحيّ

من الواضح أنّ “الحزب” يغلق كلّ أبواب الحلول، ولا يترك أمام الجميع سوى مخرج مسرحيّ عبر طاولة حوارٍ تلوك النظريّات الممجوجة حول “التكامل” بين الجيش والميليشيا. فهو يقول صراحةً ومواربةً إنّه مستعدّ لشنّ حرب أهليّة لحماية السلاح بالسلاح، ومستعدّ لمواجهة الجيش إذا لم يذعن لتأويلاته. ومع ذلك، لا يجد حرجاً في القول بصريح العبارة إنّ الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية لم يعد مهمّته، بل مهمّة الدولة (!).

وسط انسداد الأفق، ثمّة وهمٌ مقابل بأنّ “الحزب” يمكن أن يساوم على سلاحه مقابل حصّةٍ أكبر في النظام. وقد انساق الفرنسيون إلى هذا الوهم فيما مضى، وربّما يكون المبعوث الأميركي توم بارّاك منساقاً إليه اليوم.

لن يقايض “الحزب” سلاحه بالسلطة، كلّاً أو جزءاً، في سياق أيّة ملهاة حواريّة داخليّة، لأنّ السلاح هو بذاته القضيّة. السلاح هو جوهر وجود حكم الوليّ الفقيه في لبنان، سلطةً وبيئةً وتنظيماً. ولا أحد يملك المساومة عليه سوى الوليّ الفقيه نفسه.

إزاء ذلك، لا بدّ من الانعتاق من ثلاثة أوهام: وهم المقايضة بين السلاح والسلطة، ووهم أنّ “الحزب” يمكن أن يقدّم شيئاً في أيّ حوار داخليّ، ووهم أنّ مهادنة “الحزب” أفضل لبقاء الدولة من مواجهته.

لن تُستعاد الدولة من دون مواجهة سياسيّة مدنيّة، وليكشف “الحزب” ما لديه.

 

“سايكس – بيكو” على محكّ “الشّرق الأوسط الجديد”

خطار أبو دياب/اساس ميديا/03 أيلول/2025

تستمرّ لعبة الأمم القاتلة في المشرق العربي حيث لا تقتصر لعبة الشطرنج على العوامل الجيوسياسية وموارد الطاقة فحسب، بل تتعدّاها إلى العوامل القوميّة والدينيّة والمذهبيّة وصراعات النفوذ. في عباب “البحر الهائج” في الشرق الأوسط تبقى الحالة السوريّة دراماتيكيّة وحذرة في ظلّ انقسام داخليّ حادّ وتفاقم التدخّل الخارجيّ.  في لبنان والعراق يعود الجدل في سلاح القوى الموالية لإيران إلى الواجهة، في لحظة تتقاطع فيها الضغوط الإقليمية مع استحقاقات داخلية حاسمة. ومع اقتراب مواعيد تنفيذ خطط حصر السلاح يتشابك المحلّي بالإقليميّ في مشهد ينذر بمواجهة سياسيّة وربّما أمنيّة أوسع، أو بعودة الاشتباك الإقليميّ. وفي الأردن، يبقى الحذر سيّد الموقف إزاء إمكان انعكاس تبنّي بنيامين نتنياهو رؤية “إسرائيل الكبرى” على كيانات منظومة سايكس – بيكو ومصيرها.

في هذه الأثناء، يستمرّ مخاض “اللعبة الكبرى” الجديدة في القرن الحادي والعشرين التي ابتدأت انطلاقاً من بغداد في 2003، ووصلت إلى سوريا في آذار 2011 بموازاة حركات الاحتجاج العربية، ثمّ كان إعلان نشأة “داعش” في منتصف 2014، وصولاً إلى تطوّرات ما بعد السابع من أكتوبر التي لا تزال تتفاعل ولا تزال نتائجها تأتي تباعاً.

“حصريّة السّلاح” عنوان استعادة الدّولة

أسفرت المواجهات والحروب بعد السابع من أكتوبر 2023 عن إضعاف المحور الإيراني وبشكل خاصّ امتداده المشرقيّ مع سقوط منظومة الأسد في سوريا وإضعاف “الحزب” في لبنان والإقليم وتراجع موقع “الحشد الشعبي” في العراق، فعاد البحث بمصير “الدولة الوطنية” المفقود ومآلاته.

يمكن القول إنّ حصرية السلاح هو عنوان ملائم لاستعادة الدولة في لبنان والعراق لكي تحلّ مكان “اللادولة” و”الهياكل الموازية” و”الميليشيات” التي سادت في الزمن الإيراني.

كان من اللافت أواخر آب تصريح القائد العامّ لقوّات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي بأنّ سوريا لن تعود إلى ما قبل 2011

يتمثّل ألف باء تكوين وسيادة الدولة في سيطرتها على قرار الحرب والسلم، وهذا ما تمّ حرمان لبنان منه منذ تحوّله إلى ساحة “حروب الآخرين” (كما الحرب الأهليّة) منذ نهاية ستّينيّات القرن الماضي. أمّا العراق حيث التعاون ثمّ التجاذب الأميركي- الإيراني منذ 2003، فلم يتمكّن من إعادة بناء دولته بالشكل الصحيح.

تعاقب على لبنان العديد من الاحتلالات والتدخّلات بدءاً من السلاح الفلسطيني (الذي انتهى نفوذه منذ الاجتياح الإسرائيلي في 1982) وصولاً إلى السلاح الإسرائيلي الذي انتهى مع الانسحاب في عام 2000، وبعده السلاح السوري الذي انسحب في 2005. وفي كلّ هذه الحالات كان الطابع الإقليمي هو الطاغي على هذه الأسلحة. وهكذا بقي في الساحة “سلاح الحزب”، وهو سلاح إيرانيّ، لكنّ حاضنته لبنانيّة ومَن يحمله لبنانيّون، وهذا ما يعقّد مسألة تسليمه أو نزعه.

رفض إسرائيل الخطّة يعقّد الأمور

تنذر آخر التطوّرات بتعقيد الموقف بعد آخر زيارة للموفدَين الأميركيَّين توم بارّاك ومورغان أورتاغوس، وخطاب الرئيس نبيه برّي باسم الثنائي الشيعيّ. إذ إنّ إسرائيل رفضت خطّة بارّاك قبل تقديم الجيش اللبناني خطّته لـ”حصريّة السلاح”. وبرز تركيز برّي على رفض نزع السلاح تحت ذريعتَي استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارسة “التنمّر” ضدّ الطائفة الشيعية من قبل بعض الأطراف.

يبدو أنّ لبنان يمكن أن يبقى ساحة اشتباك إيراني – إسرائيلي (وأميركي) بعد زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني وإصراره على الاحتفاظ بورقة “الحزب”. في المقابل سعت واشنطن إلى تقديم بدائل للبنان من خلال “إشراك دول الخليج، وفتح آفاق جديدة من خلال منطقة اقتصاديّة عازلة خالية من السكّان”. وهو ما يعني أنّ واشنطن تعمل لوقف نهائيّ ودائم للعمليّات العسكرية بين لبنان وإسرائيل، ويقتضي ذلك نزع سلاح “الحزب” الذي سوف يفقد عمليّاً دوره.

إزاء مأزق أولويّة انسحاب إسرائيل أم نزع السلاح، يبدو أنّ المسار الداخلي مغلق بشكل أو بآخر، وأنّ احتمال عودة العمليّات العسكريّة الإسرائيلية وتوسّعها ليس مستبعداً مع ما تحمله من عواقب كبيرة.

إزاء مأزق أولويّة انسحاب إسرائيل أم نزع السلاح، يبدو أنّ المسار الداخلي مغلق بشكل أو بآخر

البعد الإقليميّ عراقيّ الطّابع

من جهة أخرى، تأكّد البعد الإقليمي إثر بيان لكتائب “حزب الله” في العراق رفضت فيه المساعي لنزع سلاح المقاومة، ودعت إلى “تعزيز الترسانة الدفاعية لمواجهة “الذرائع الواهية” التي تُطرح في لبنان والعراق”.

يعكس التزامن والتطابق بين موقفَي القوى الموالية لإيران في بلاد الأرز وبلاد الرافدين تنسيقاً متعمّداً قبل استحقاقات متقاربة. والأدهى أنّه يجري ربط السلاح بالهويّة الطائفية في خطاب الطرفين، مع إشارات مبطّنة إلى الاحتقان الحاصل على الساحة السوريّة وتداعياته.

لا بدّ من الإشارة إلى توقّف البرلمان العراقي في أوّل آب دون القراءة الثالثة لقانون “الحشد الشعبي” قبيل عرضه للتصويت عليه، خاصّة أنّ القانون المذكور يمنح “الحشد” صلاحيّات واسعة وموارد كبيرة واستقلاليّة قرار نسبيّاً عن المؤسّسات الأمنيّة الأخرى. وهذا ما أثار مخاوف الولايات المتّحدة من أن يؤدّي إقراره إلى تمكين مجموعات مسلّحة تستظلّ بـ”الحشد” وموالية لإيران. وهو ما اعترض عليه الجانب البريطاني الذي ركّز على عدم الحاجة إلى “الحشد” بعد انتهاء المعارك مع “تنظيم الدولة”، وأنّ فيه فصائل مهدِّدة لأمن العراق ومصالحه.

200 ألف في “الحشد

تتكلّم الأرقام بنفسها. إذ تضمّ قوّات “الحشد” 200 ألف منتسب ينتمون إلى عشرة فصائل، منها ما لا يزال يرتبط مباشرة بإيران في إطار “محور المقاومة”. ولـ”الحشد” حسابات مستقلّة تخضع لمراجعة ديوان الرقابة الماليّة الاتّحادية، وله شركة “المهندس للمقاولات” لتنفيذ مشاريع إنشائية وهندسيّة في السوق. ويعتبر ذلك مثال الهياكل الموازية التي تهدّد سيادة الدولة داخليّاً وخارجيّاً.

سوريا

كما في لبنان كذلك في العراق، يصعب التوصّل إلى إنهاء دور “الحشد” على الرغم من جدّية رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني وصرامته تجاه “انفلات الميليشيات”.

في سوريا فيبدو الوضع ضبابيّاً نظراً لعقبات الترتيبات الأمنيّة بين سوريا وإسرائيل، ولتزايد حظوظ سيناريو الاشتباك بين أنقرة وتل أبيب على الساحة السوريّة

هكذا لا تبدو الصورة ورديّة من لبنان إلى العراق وتبيّن صعوبات “استعادة الدولة” في ظلّ إصرار إيران على مشروعها الإقليمي واستخدام أذرعها في الدفاع عن برنامجها النووي ونظامها من جهة، وتغوُّل إسرائيل في عهد نتنياهو من جهة أخرى. أمّا في سوريا فيبدو الوضع ضبابيّاً نظراً لعقبات الترتيبات الأمنيّة بين سوريا وإسرائيل، ولتزايد حظوظ سيناريو الاشتباك بين أنقرة وتل أبيب على الساحة السوريّة.

كان من اللافت أواخر آب تصريح القائد العامّ لقوّات سوريا الديمقراطية (“قسد” ذات القيادة الكرديّة) الجنرال مظلوم عبدي بأنّ “سوريا لن تعود إلى ما قبل 2011، والحلّ هو نظام ديمقراطي لامركزيّ”.

لا يعدّ الأمر نقاشاً في شكل الدولة الإداري أو تنظيمها، بل صراع بين مخاطر التفكّك واستمرارية الوضع القائم على علّاته.

استعصاء الحلول

يشبه الوضع الحالي في سوريا مرحلة مفصليّة من تاريخ المشرق في أواخر ثلاثينيّات القرن الماضي، حينما اعتبر غابرييل بيو المفوّض السامي الفرنسي في سوريا ولبنان آنذاك أنّ “المسألة السوريّة غير قابلة للحلّ وفق منطق ديكارت العقلاني”. والآن يبرز من جديد نوع من الاستعصاء في لبنان والعراق، واستمرار التناحر الداخلي والإقليمي في سوريا، وذلك بعد قرن ونيّف على إبرام اتّفاق سايكس- بيكو.

من الصعب أن تعود سوريا تماماً إلى ما كانت عليه قبل آذار 2011، لكن يستحيل التسرّع والخلط في الاستنتاج بين تكوُّن مناطق نفوذ مؤقّتة نتيجة مسارات التفكّك والاهتراء، وبين تركيب دوليات أو دول جديدة بشكل قانونيّ وقابل للحياة من حيث الموارد الاقتصاديّة والإمكانيّة السياسيّة.

لا يعدّ الأمر نقاشاً في شكل الدولة الإداري أو تنظيمها، بل صراع بين مخاطر التفكّك واستمرارية الوضع القائم على علّاته

ضمن المخاض المتواصل فصولاً، ليس من المسلّم به أن يسفر المسار القائم عن تقسيم المقسّم وفق سايكس – بيكو، بل ربّما يجري التوافق على أنظمة فدراليّة أكثر اتّساعاً، تسقط معها حدود الكيانات الحالية وتُعتمد المناطقيّة والجهويّة معايير للتشكيل، بالإضافة إلى معايير تستند إلى حيّز من التجانس الديني والإثني بين المكوّنات المختلفة.

من خلال قرن الفشل الاستراتيجيّ العربي، أي القرن العشرين، ومع البدايات العنيفة في الربع الأوّل من هذا القرن، يبدو المشرق العربي مسرحاً أو ملعباً للنفوذ وليس فاعلاً في تقرير مصيره، مع إمكان تغيير ذلك إذا نجح الانتقال السوري بعد سقوط منظومة الأسد وفي حال إعادة تركيب الإقليم وإذا كانت هناك إعادة نظر في الكيانات إن في داخلها أو برمّتها. لن يتوقّف الأمر على الحدود وحضور المكوّنات، أي لن تكون الجغرافيا السياسية والبشرية لوحدها في الحسبان، بل سيكون للموارد وخارطتها وتوزّعها نصيب في رسم الخرائط العتيدة.

 

"التيار" على اهبّة الاستعداد للانتخابات النيابية.. هل انتهى تحالفه مع الحزب؟

يولا هاشم/المركزية/02 أيلول/2025

انطلقت حركة التنافس لانتخابات 2026 النيابية بشكل واسع، وبدأت التحضيرات على قدم وساق لهذا الاستحقاق الدستوري المرتقب في أيار المقبل، في الوقت الذي تنكب فيه اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة والمكلفة درس إقتراحات قوانين الإنتخابات النيابية ومجلس الشيوخ على دراسة اقتراحات قوانين ومنها المتعلق باقتراع المغتربين. يُذكَر أن عام 1996، جرى تعديل قانون الانتخابات النيابية قبل عشرين يوماً فقط من موعد الاستحقاق. وفي أحدث انتخابات حصلت في لبنان، أي في العام 2022، أُقرّ التعديل على القانون في جلسة 28 تشرين الأوّل 2021، ليصبح نافذاً في الثالث من تشرين الثاني 2021. حينها قدّم نوّاب "التيّار الوطني الحر" طعناً، ولم يصدر أي قرار عن المجلس الدستوري، لتعذّر تأمين أكثرية 7 أعضاء، فاعتُبِر القانون نافذاً من 21 كانون الأوّل 2021، أي قبل موعد الانتخاب بأربعة أشهر ونصف الشهر.

اليوم ومع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي، يكثر الحديث عن إمكانية التأجيل، فهل تُجرى الانتخابات في موعدها، أم أن مسار التأجيل بات قيد البحث الجدي؟

عضو تكتل "لبنان القوي" النائب غسان عطالله يؤكد لـ"المركزية" ان "قرارنا عدم تأجيل الانتخابات حتى ليوم واحد، ومع إجرائها في موعدها ومع القانون كما هو، إذ من غير الجائز تعديله قبل تجربته أقله لمرة واحدة، ومعاينة مكامن الخلل فيه. محاولة طلب تعديل القانون يهدف الى تطيير الاستحقاق وتأجيله، إلا ان الانتخابات ليست لعبة ويجب ان تتم كل أربع سنوات من أجل تجديد الثقة بالنواب، وليس تمديدها كل فترة وفرض الاشخاص انفسهم على الشعب اللبناني، الذي يكون ربما بدّل رأيه بهؤلاء أو ارتأى إجراء تغيير معين، لأننا عندها لن نسمح له بممارسة حقه الطبيعي بأن يختار النواب الذين يراهم مناسبين".

ويشير عطالله الى ان "التيار" بدأ التحضيرات للانتخابات قبل نحو أربعة أشهر، بشكل جدي وعملي وفعال في كل المناطق، من خلال اللقاءات مع المواطنين والاجتماعات الموسّعة التي نعقدها وحضورنا الدائم في مناطقنا. وقد عملنا في المجلس النيابي على تقديم مشاريع قوانين، وكنا أكثر فريق ساءَل الحكومة في هذه الفترة، اذ وجهنا لها أكثر من 20 سؤالًا لكننا لم نلقَ أي جواب، وقدمنا قوانين جديدة يتم درسها حاليًا في اللجان. وبالتالي، نحن مستعدون، نجهز أنفسنا لنكون حاضرين للانتخابات في الداخل اللبناني وفي الاغتراب".

بعد إصرار "الوطني الحر" على حصرية السلاح بيد الدولة، هل انكسرت الجرة بين "التيار" و"حزب الله" في مجمل العلاقات السياسية أم ان التحالف الانتخابي ممكن بينهما، يجيب عطالله: "ما زال مبكرًا جدًا الحديث عن التحالفات. لا أعتقد أن احدًا اتخذ قرارًا بهذا الخصوص. في ظلّ هذا القانون الانتخابي ليس  من تحالفات دائمة بل حسب المنطقة وكيفية تحالف الفرقاء. قد نجد في بعض المناطق أشخاصًا يختلفون تمامًا مع بعضهم البعض لكنهم يتحالفون في الانتخابات والعكس صحيح. الجميع يخوض الانتخابات بتحالفات على القطعة ومناطقيًا".

وهل من تغيير ستشهده هذه الانتخابات، يجيب عطالله: "طبعا المزاج الشعبي مختلف عن عام 2022. الموجة التي خيضت  فيها الانتخابات آنذاك استهدفت فريقا معينا واعطت فرصة لآخر، ودعم الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير بعض الاشخاص كي يصلوا الى البرلمان، لكن اليوم اختلف الامر واختلفت نظرة الشعب الذي اكتشف ان معظم الوعود الانتخابية،خصوصا من وعد بأن الدولار سينخفض أو بالتحسين الاقتصادي والتغييرلم تنفذ. الشعب سيُحاسِب طبعًا. بالاضافة الى مسألة السلاح أيضًا وقرار مجلس الوزراء بحصريته، أصبحت لكل مواطن نظرة مختلفة في التعاطي مع هذه الانتخابات، وعلى هذا الاساس سيقرر من يختار، وبالتالي سنشهد تغييرات كبيرة في المزاج الشعبي سيُترجم في صناديق الاقتراع".

 

نزع سلاح الحزب مطلب أميركي اسرائيلي فليتوليا هما شأنه ، وهو مطلب معظم الشعب اللبناني ليتمكن من بناء دولة طبيعية  ،وبإمكان هذا الشعب تحمله فترة أطول

محمد فران/فايسبوك/02 أيلول/2025

التضليل سيد الموقف ومن جميع الأطراف. الولايات المتحدة تلعب لعبة الوسيط بين لبنان واسرائيل وتقترح مشاريع حلول دون ان تلتزم بشيء تحت شعار أنها لا تستطيع الضغط على اسرائيل، بينما في الحقيقة هي الخصم والحكم. وكلما قدمت لها تنازل تطالب بتنازل أكبر بحجة مطالب اسرائيل. وكل همها هو انتزاع أكبر قدر من التنازلات من لبنان دون تقديم أي ضمانات. وكان المطلوب من لبنان نزع سلاح حزب الله ثم المطالبة  بممنطقة عازلة محدودة ثم الى منطقة صناعية تلغي عشرات القرى عن الخارطة اللبنانية بحجة حماية بضعة مستعمرات من الخطر، بينما الاسهل هو ترحيل هذه المستثمرات إلى الداخل. وإذا وافق لبنان على تلك المطالب  فستطالب اسرائيل بأن تختار هي نوع الصناعات  وأسماء العمال المسموح دخولهم إلى تلك المنطقة وحقها بتعيين الجهاز الإداري والحراس وأوقات العمل ثم خقها بوضع أجهزة المراقبة و...... هذه اللعبة لن تنتهي مع  العدو مهما قدم لبنان من تنازلات.

وفي الجانب الآخر فإن حزب الله يمارس ذات لعبة التمويه. فهو يشترط وجود ضمانات. وموضوع الضمانات قد يأخذ دهرا من الزمن. فهذه الضمانة بحاجة إلى ضمانة تضمنها  وهذا الضامن غير موثوق، كما ان تجربة الشعوب مع الوعود الأميركية والإسرائيلية لا توحي بأي ثقة وضمان عدم الاعتداء على مخيمي صبرا وشاتيلا ا لا تزال ماثلة أمامنا. ثم وإن قدمت ضمانات ووافق عليها الحزب فلديه خط دفاع آخر وهي الاستراتيجية الدفاعية. وهنا تكمن عقدة العقد، فبقدر ما يبدو هذا المطلب منطقي وطبيعي وعادل إلا أنه حمال أوجه ومن الممكن أن تحتشد تحت هذا العنوان آلاف التفاصيل التي قد تقود إلى عكس الهدف المطلوب . فتحت هذا العنوان تتجمع تفاصيل خطط الدفاع والأسلحة والعناصر والكمائن  وسيراوغ الحزب أشهر وسنوات حتى يصل إلى نتيجة خلاصتها أن أفضل خطة دفاعية ممكنة هي أن يتولا ها الحزب بقواه الذاتية ولكن بتمويل ودعم الدولة اللبنانية مع علاقة شكلية بالجيش اللبناني. وهذه الخلاصة ممكنة التحقيق لو كان الحزب إنتصر في الحرب الأخيرة وإسرائيل تناشد العالم لإيجاد أي حل يرفع عنها سيف الحزب ولكن واقع الأمر مختلف،. وسيجد الحزب الأعذار لعدم تسليم السلاح.  فأي  إشتباك يحصل في سوريا سيكون كافيا لإيقاف أي تقدم بموضوع تسليم  السلاح وأي طائرة إسرائيلية تخرق الأجواء اللبنانية ستكون حجة كافية لعدم الالتزام. وتجربة الحزب وتنصله من إلتزاماته ما ذالت طازجة وهو كما اسرائيل وافق على شروط قاسية عندما حشر بالحرب وتنصل منها لاحقا.  والمأساة ان كلا الطرفين، الحزب وإسرائيل يلتقيان على التمسك ببقاء سلاح الحزب كما هو. وكلما قبل أحد الطرفين بتقديم تنازل ما صعد الطرف الآخر مطالبه  الحزب لا يمكن أن يوافق على تسليم سلاحه بدون قرار إيراني واضح، وإسرائيل بناسبها الإستمرار بتصفية قيادات الحزب وكوادره مع  إحتمال اللجوء إلى إغتيال قيادات السياسية أيضا. الوضع الدولي لا يوحي بأي حلول والتهديد سيد الموقف. وهذا الوضع يناسب كل المتضررين من قرارات الحكومة الإصلاحية وهذه فرصة لهم لاعتراض هذه الإصلاحات ويبدو أن إصطفاف الرئيس بري مع الحزب ليست بعيدة عن ايحاءات اميركية تمهيدا ربما إلى حرب قادمة تهدف الى توجيه ضربة قاضية  للحزب وفقا للمخطط الاميركي وتريد من الرئيس بري مواكبة مسيرة الحزب الى أن يحين موعد قطف الثمار.. وسط هذه الأجواء فإن التحرك بأي إتجاه له خسائره. وربما الخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر الممكنة هو الأفضل.  وفي وضع لبنان الراهن  فإن الجيش هو المؤسسة الوحيدة الضامنة للامن والاستقرار ووحدة البلد والحفاظ على هذه المؤسسة  وتجنيبها  أي خسائر هي مسألة حيوية من الضروري مراعاتها . وإذا كانت أي مواجهة مع الجيش ستدمر السمعةالسياسية لمن يقوم بهكذا عمل إلا أن  وضع البلد لا يحتمل هكذا مواجهة.

نزع سلاح الحزب مطلب أميركي اسرائيلي فليتوليا هما شأنه ، وهو مطلب معظم الشعب اللبناني ليتمكن من بناء دولة طبيعية  ،وبإمكان هذا الشعب تحمله فترة أطول

 

إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب.

الجنرال يعرب صخر/موقع أكس/02 أيلول/2025

بري لا يزال يفكر بعقلية ما قبل ٧ اوكتوبر ٢٠٢٣، ويكابر ويتنكر لواقع جديد أن لبنان بات متحررا" من الاحتلالات وسطوة للميليشيات.

- أكثر ما يضيمه، أن جعبته قد فرغت من الأرانب.

- أبغض ما يبغضه ولا يريد الإقرار به، أنه بات هناك سلطة تنفيذية بمجلس وزراء ورئيسه، مستقلون متحررون ويقطعون عليه طريق التعطيل، ويقررون على هوى الدولة وعلى غير هواه.

- الحوار بمعناه الراقي، يلجأ اليه بري بنوايا التمييع والتفريغ، ولكسب الوقت كلما ضاق عليه وعلى حزبللاه الخناق.

- يسخف الحوار لأنه يمارسه بفكر المافيا ميليشيا وليس بفكر رجل الدولة.

- يريد نسف الدستور واستبداله بخدعة وبدعة الحوار.

- كلما كانت الديموقراطية لا تعمل لصالحه، يغتالها بخبث التوافقية.

- بحجة الميثاقية، يتدخل بعمل #السلطة_التنفيذية لتعطيلها وتفريغها من مضمونها وجعلها مترهلة على شاكلة ما يفعله بالسلطة التشريعية.

- استراتيجية الامن الوطني هي الدستور اللبناني بأهدافه ووسائل تنفيذه؛ وليس كما يريدها بري غطاء" للاحتفاظ بالسلاح.

- دفاعه عن السلاح  ليس لأنه عزهم وشرفهم، بل لأن نزع السلاح سيقود بعدها إلى نزع الفساد.

- خطاب الكراهية والتنمر مصدره ممن لا يريد حصر السلاح.

- يصفها: كرة النار بحضن الجيش، لكنها كرة برد وسلام، بها يسجل الجيش للبنان هدفا" في مرمى السيادة والعزة والحرية والاستقلال.

- بالخلاصة؛ بري نطق باسم الدويلة البائدة. خطابه بالشكل ناعم، وبالمضمون أشواك.

إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب.

 

بِاسم المواطن اللّبناني الحرّ: متى تنتهي حرب لبنان؟

السفير د. هشام حمدان/جنوبية/02 أيلول/2025

أخي المواطن،

 كتبتُ في مقالتي السّابقة عن ضرورة أن نرفع معًا شعار “الوطن أوّلًا”، مبيّنًا أنّ شعارات العروبة الثّوريّة القوميّة التي جاءنا بها عبد النّاصر في خمسينيّات القرن الماضي، كانت سبب الحروب التي دمّرت لبنان، وقتلت وشرّدت عشرات ألوف اللّبنانيّين. من المؤسف أنّ الأحزاب التي شاركت في تلك الحرب ما زالت هي ذاتها تحكم البلاد وتحمل ذات الشّعارات.

أتابع في هذه الحلقة عن هذا الواقع المرير وأسألك: هل راجعت نفسك يومًا إذا انتهت تلك المرحلة فعلًا؟ يبدو لي أنّك تعلم أنّ تلك المرحلة لم تنته. كثيرون منّا ما زالوا يمجّدون قادة رفعوا شعارات القوميّة الثّوريّة. ولكنّك رغم ذلك، تبدو مستسلمًا لا تفكّر بالخروج منها، بل إنّ تكرار انتخابك لهذه القيادات منذ ١٩٨٩، يعزّز استمراريّتها. كأني بك، أخي المواطن، غير آبه بأن يشتعل الجمر تحت الرّماد فتدفع أنت أو أولادك مجدّدًا ثمن استسلامك المقيت لهذا الواقع.

الجذور الدوليّة للصراع

في هذه الحلقة أسمح لنفسي أن أضع مجدّدًا بين يديك بعض الحقائق التّاريخيّة عن موضوع العروبة، التي ما زالت بعض القوى من مخلّفات الحركة الوطنيّة أيّام زمان، أو ورثة قادتها، ترفعها وتريدك أن تستمرّ في الرّهان عليها متناسيًا ما جلبته لك من ويلات ودمار وخراب.

خرج العالم بعد الحرب العالميّة الثّانية بنظام دولي جديد أساسه المفهوم اللّيبرالي، وتقوده الولايات المتّحدة. ومفهوم اللّيبراليّة الدّوليّة، أخي المواطن، يعني ضرورة الاحتكام إلى قواعد متّفق عليها في العلاقات بين أعضاء المجتمع الدّولي. تمّت صياغة تلك الأحكام في ميثاق الأمم المتّحدة لعام ١٩٤٥. كان من المفترض مع النّظام الدّولي الجديد أن يزول المفهوم الاستعماري، وتسود عمليّة تحرير للدّول التي تخضع للاستعمار أو للوصاية والانتداب.

بدأت عمليّة تحرير الدّول. دفع الاتّحاد السّوفياتي بأحزاب شيوعيّة في معظم الدّول الخاضعة للاستعمار، بحيث أنّ التّحرّر من الاستعمار يدفع بتلك الدّول إلى أحضانه. برز هذا الأمر مع عمليّة تحرير إيران واليونان، وفي رسم نظام المرور في مضيقي البوسفور والدّردنيل، ممّا خلق نزاعًا بين حلفاء الحرب. انقسم الحلفاء سريعًا إلى معسكرين: شرقي يقوده الاتّحاد السّوفياتي، وآخر غربي بقيادة الولايات المتّحدة. خشيت الولايات المتّحدة من أطماع موسكو في تُركيّا وإيران وصولًا إلى الخليج حيث النّفط.

بدأت الولايات المتّحدة مساعٍ لإقامة تحالف بين دول تلك المنطقة (حلف بغداد) لمواجهة الاتّحاد السّوفياتي وطموحاته. كان التّحالف يشمل بريطانيا، وهي قوّة الاستعمار التي بدأت دول عربيّة، وخاصّة مصر، إجراءات للتحرّر من استعمارها. كانت مصر تريد إنهاء اتّفاق يسمح بوجود قواعد بريطانيّة في السّويس. سعت الولايات المتّحدة إلى ضمّ مصر إلى التّحالف بل إلى جعلها قاعدة هذا التّحالف.

اصطدمت بمعارضة الحكومة المصريّة التي لم تفهم كيف ستشرح لشعبها عن تحوّلها من الصّراع ضدّ “الاستعمار البريطاني” إلى تحالف مع بريطانيا بحجّة مواجهة عدوّ لم يؤذها بشيء! تغافلت مصر عن قراءة التّطوّرات التي أعادت بريطانيا إلى مقعد خلفي في نظام العلاقات الدّوليّة وحفظ الأمن والسّلم الدّوليّين، مقابل احتلال واشنطن مقعد القيادة الدّوليّة. كانت مصر أمام فرصة تاريخيّة لإقامة واقع عربي مختلف، لكنّها لم تفعل.

تشير الدّراسات إلى أنّ الولايات المتّحدة كانت تدرك ما يقوم به الضّبّاط الأحرار في مصر. والتقى هؤلاء سفير أميركا للتّأكيد على أنّهم لا يحملون العداء لأميركا. تضيف البحوث أنّ واشنطن شجّعت هذا التحرّك على أمل أن تتمكّن من إغراء القيادة العسكريّة للسّير قُدمًا في الحلف المنشود. سعت لإقناع عبد النّاصر بترتيبات تحفظ سيادة مصر في السّويس مع بقاء القوّات البريطانيّة في قاعدتها في تلك المدينة، بغية الحفاظ على أمن القناة مخافة عدوان سوفياتي. لم تنجح، بل رفع عبد النّاصر شعار “التّضامن العربي” من أجل التحرّر من الاستعمار، وذهب إلى مؤتمر باندونغ في إندونيسيا كأحد قادة منظّمة حركة عدم الانحياز.

ظنّ عبد النّاصر أنّ هذا الموقف يمكن أن يمنح الولايات المتّحدة ضمانة أنّ مصر لن تكون في خانة السّوفيات. لكنّ واشنطن اعتبرت منظّمة عدم الانحياز في خانة المعادين للغرب ووسيلة لتمدّد الشّيوعيّة، خاصّة أنّها رفعت مواقف محابية للاتّحاد السّوفياتي بحجّة أنّه صديق للدّول الخاضعة للاستعمار، وانتقدت بشدّة المنظومة الغربيّة بعد أن بدأت تتلكّأ في منح الاستقلال للدّول الخاضعة لها إثر تبيّنها حركة الأحزاب الشّيوعيّة فيها.

ردّت بريطانيا ومعها فرنسا بترتيب عمليّة إسرائيليّة تبرّر تدخّلهما لحماية قناة السّويس. تدحرج الموقف من خلال قيام مصر بشراء أسلحة من المعسكر الاشتراكي. دخلت مصر في لعبة الصّراع السّوفياتي الأميركي. تبع القادة اللّبنانيّون والعرب، اليساريّون والإسلاميّون، هذا التّوجّه المصري. كانت حركات الانقلاب في سوريّة والعراق التي جاء بحزب البعث إلى الحكم. وكذلك ثورة كمال جنبلاط عام ١٩٥٨، ثمّ الأحداث التي تبعت هزيمة حزيران ١٩٦٧ التي أشرنا إليها في المقال السّابق.

لبنان أسير اللعبة الإقليميّة

أخي المواطن، ما زلنا في هذه الدّوامة. فعلى الرّغم من أنّ أهل العروبة أنفسهم رفسوا هذا المفهوم منذ زمن وتوقّفوا عن الحديث عنه، واستبدلوه بمفهوم المصالح المتبادلة، وكثيرون منهم خرجوا من هذا المفهوم وأقاموا علاقات مع إسرائيل، إلّا أنّ قادتنا الحزبيّين ما زالوا مصرّين على العروبة.

وما يثير جزعنا أنّ هؤلاء باتوا يؤطّرون عروبتهم في الشّعارات الدّينيّة التي برزت أخيرًا. جانب من هؤلاء القادة تمسّك بشعاراته وانتقل إلى ضفّة حزب الله الإيراني، رغم كونه حزبًا إيرانيًّا يحمل أيديولوجيّة مذهبيّة شيعيّة أصوليّة فاضحة، بحجّة أنّه مقاومة ضدّ إسرائيل. والبعض الآخر سار طوعًا في الآليّة التي رسمها ذلك الحزب لمن لا يسير في ركبه مباشرة، إلى أن انتقل سريعًا إلى ضفّة الإخوان المسلمين بعد تراجع إيران وحزبها وتقدّم دور تُركيّا وحزبها: حزب “الإخوان المسلمين”.

كلّ هؤلاء، أخي المواطن، كرّروا ويكرّرون الخطيئة ذاتها التي ارتكبها كمال جنبلاط وقادة الحركة الوطنيّة في سبعينيّات القرن الماضي. فقد وضعوا جانبًا موضوع الإصلاح السّياسي الوطني، واندفعوا لقيادتك مجدّدًا في لعبة الصّراع الإقليمي، جاعلينك مرّة أخرى رهينة الحالة الإقليميّة، وواضعين مستقبلك ومصيرك بيد مَن هم خارج حدود وطنك. ترى، هل تفكّر بهذا الأمر عندما تضع صوتك في صندوق الاقتراع؟

 

حلّ الميليشيا بين تخوّف "حزب الله" وتجربة "القوات اللبنانيّة"

ايلي الحاج/كافين برس/02 أيلول/2025

تُشبه الأجواء المحيطة بالجدل حول نزع السلاح غير الشرعي في لبنان هذه الأيام، تلك التي رافقت مرحلة تطبيق البند التنفيذي الأول من وثيقة الوفاق الوطني - اتفاق الطائف قبل 35 عامًا.

يستذكر من تابعوا تفاصيل تلك الحقبة الحرجة أن الحزب التقدمي الاشتراكي نفّذ التزاماته بيُسر، فأعاد أسلحة ميليشيا "جيش التحرير الشعبي" التابعة له، الثقيلة والمتوسطة، إلى الجيش السوري. كانت هذه الميليشيا بحجم لواء. في المقابل، طبّقت حركة "أمل" القرار جزئيًا، مبررة موقفها بأنها جزء من "المقاومة الإسلامية" تحت مظلة "حزب الله"، الذي أُلحق به تدريجيًا جهازها العسكري والأمني تنظيميًا وقياديًا. وحرص نظام الوصاية السوري على تعزيز "حزب الله" بالأسلحة، الذخائر، والخبرات العسكرية الإيرانية، بحجة ضرورة تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، مع تشديده على حصر حق حمل السلاح لأغراض "المقاومة" في "الحزب" وحده، بعد القضاء على "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية - جمول" منتصف الثمانينيات من خلال سلسلة عمليات أمنية.

كانت هذه الميليشيات الثلاث - الحزب التقدمي الاشتراكي، حركة "أمل"، و"حزب الله" - الأبرز ضمن ما عُرف بالطرف "الإسلامي والوطني"، بينما كانت بقية التنظيمات المسلحة ثانوية. في المقابل، وقّعت "القوات اللبنانية"، في عهد قيادة إيلي حبيقة (الوزير السابق لاحقًا) عام 1985، ما عُرف بـ"الاتفاق الثلاثي" مع الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة "أمل"، تحت عنوان إنهاء الحرب الأهلية وتقاسم السلطات والمواقع في الدولة اللبنانية، تحت ضغط عسكري سوري كبير على المناطق "الشرقية"، وبإشراف سياسي مباشر من نائب الرئيس السوري آنذاك عبد الحليم خدام. لكن هذا الاتفاق لم يستمر، إذ أسقطته "القوات اللبنانية" عسكريًا بقيادة الدكتور سمير جعجع، بالتحالف مع رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل.

استمرت الحرب الأهلية حتى بدء تطبيق اتفاق الطائف. واستغل النظام السوري انشغال الأنظار الدولية والإقليمية بتحرير الكويت من جيش الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين، لينال موافقة ضمنية من العواصم الدولية على تطبيق الطائف وفق رؤيته، مما مكّنه من إدارة الدولة اللبنانية الممزقة حسب مصالحه. واخترع تفسيرًا لبند "تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي" الوارد في الاتفاق لتبرير احتفاظ "حزب الله" بسلاحه، مستثنيًا إياه من قرار حل الميليشيات المتفق عليه دوليًا وإقليميًا ولبنانيًا. لاحقًا، أصبح مجرد التلفظ بـ"اتفاق الطائف" يعرّض صاحبه لخطر القتل، إذ كان يُفهم أنه يطالب بانسحاب الجيش السوري بعد انتهاء مهلة السنتين المنصوص عليها، وحل جميع الميليشيات، بما فيها "حزب الله".

عامًا على الطائف: لماذا لا يزال لبنان يراوح مكانه؟

البند المذكور في اتفاق الطائف نص بوضوح على اعتماد الأساليب السياسية والدبلوماسية، والالتزام بالتعهدات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية الهدنة، لبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها من أجل تحريرها. ولم ينص البتة على استثناء أي حزب أو تنظيم من حل الميليشيات أو منحه حق "المقاومة" بمفرده.

لا يزال لبنان يراوح مكانه منذ ذلك الحين. وما أشبه اليوم بالأمس عند قراءة مضمون هذا البند من اتفاق الطائف:

"استعادة سلطة الدولة حتى الحدود اللبنانية المعترف بها دوليًا تتطلب الآتي:

أ- العمل على تنفيذ القرار 425 وسائر قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بإزالة الاحتلال الإسرائيلي إزالة شاملة.

ب- التمسك باتفاقية الهدنة الموقعة في 23 آذار 1949.

ج- اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها، ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دوليًا، والعمل على تدعيم وجود قوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني، لتأمين الانسحاب الإسرائيلي ولإتاحة الفرصة لعودة الأمن والاستقرار إلى منطقة الحدود."

يُجمع معظم اللبنانيين، باستثناء بيئة "حزب الله" ، على أن حروب لبنان وأعمال العنف فيه كانت ستنتهي فعليًا قبل 35 عامًا لولا استثناء "حزب الله" من تطبيق اتفاق الطائف. جيل كامل دفع أثمانًا باهظة لهذا الاستثناء من حياة أفراده، ممتلكاتهم، ومستقبلهم حتى اليوم.

لكن قادة "حزب الله" لهم رأي مخالف: "هل تريدون أن يحلّ بنا ما حلّ بـ'القوات اللبنانية' بعد تخليها عن سلاحها؟"

السؤال وجيه، لكنه يفتقر إلى المنطق. لبنان اليوم ليس لبنان ما بعد الحرب الأهلية (1975-1990)، ولا أحد داخل الدولة أو خارجها يرغب في العودة إلى الحرب، لا مع "حزب الله" ولا مع غيره. في هذا السياق، يبقى الكلام المنسوب إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، رغم نفيه رسميًا، محط تأمل، لأنه يعكس واقع الحال. بعد تخلي "القوات اللبنانية" عن سلاحها، عاد الجيش السوري لممارسة دور جيش احتلال دون رقابة دولية أو عربية، وتحوّل اتفاق الطائف إلى "طائف سوري". اليوم، لا يوجد في لبنان سوى الجيش اللبناني، الذي يحظى بثقة جميع أبناء الوطن ودعمهم، باستثناء "حزب الله". هذا الجيش يمثل الجميع، ولا يتحرك إلا بقرارات الدولة التي يشارك فيها الجميع وتعمل لمصلحتهم.

القوات اللبنانية": من السلاح إلى السياسة

لم يكن الوضع كذلك بالنسبة إلى "القوات اللبنانية" عام 1991. ورغم ذلك، تخلت عن سلاحها وتحولت إلى العمل السياسي بناءً على تقدير الظروف الوطنية، الإقليمية، والدولية، وموازين القوى. صحيح أنها دفعت ثمنًا باهظًا، إذ اضطُهدت، وحوكم قائدها سمير جعجع وسُجن لأكثر من 11 عامًا، وهو الوحيد من بين قادة الحرب الذين سُجنوا، لكن ذلك حدث في زمن "اللادولة" حيث غابت العدالة والحريات، تحت سيطرة دولة أخرى ضربت بسيفها الشعب اللبناني. ومع انتهاء الوصاية السورية، وبدء عودة الدولة إلى أبنائها، خرج جعجع من السجن، واستفادت "القوات" من نظام الحريات والديمقراطية، حيث نمت كتلتها النيابية من 5 نواب إلى 20 نائبًا خلال عقدين، مع توقعات بزيادة في انتخابات 2026، ما لم تتأخر سنة أو سنتين بسبب التطورات.

كان بإمكان "القوات" رفض حل ميليشياتها، ولم يكن بمقدور أحد إخراجها من بيروت وضواحيها إلا بتدميرها مع سكانها. كانت هناك مؤشرات كثيرة تدعو إلى الريبة من نوايا السلطة تجاه "القوات" والمسيحيين المناهضين للنظام السوري، وهي سلطة شكّلها الحاكم في دمشق قبيل انتهاء الحرب، منذ اغتيال الرئيس رينِه معوض. لا يزال مشهد الأرتال العسكرية التي امتدت من الأشرفية إلى نهر الكلب في 11 تشرين الثاني 1990، لتنضم إلى ثكن "القوات" ومخازنها في كسروان، جبيل، والبترون، محفورًا في الذاكرة. لم تكن "القوات" أقل شأنًا من "حزب الله" عسكريًا، إذ كانت تضم حوالي 20 ألف مقاتل وإداري يتقاضون رواتب شهرية، ووفّرت بيئة صمود أمني واجتماعي وصحي، وامتلكت أجهزة إعلام قوية، وقدرة على توجيه ألف قذيفة وصاروخ إلى أي نقطة في لبنان.

القائد وتأثيره على قرارات الميليشيات

ربحت "القوات" رهانها اليوم - من كان يتوقع ذلك؟ - لكن التجرد يقتضي الاعتراف بأن شخصية قائد الميليشيا، أي ميليشيا، لها تأثير كبير. لو بقي بشير الجميل حيًا، لما وقعت، على الأرجح، "حرب الجبل". كان قادرًا بكلمة واحدة على إعادة "القوات" إلى بيروت، أو التفاهم مع وليد جنبلاط. ولو كان قائد "القوات" وقت حل الميليشيات غير سمير جعجع، لما استطاع اتخاذ قرار بهذا الحجم وتنفيذه. ولو كان السيد حسن نصرالله لا يزال على قيد الحياة، لكان اتخاذ قرار في هذه المرحلة العصيبة أسهل على "حزب الله". القائد يقدّر الظروف ويصدر الأوامر، فيطيعه جمهوره. كان رهان سمير جعجع أن تبقى جذوة الإيمان بالقضية التي حملتها "القوات" حية، سواء عند قبول حل الميليشيا أو عندما فضّل السجن على قبول منصب وزاري. في كل الأحوال، لم تتخل عنه "النواة الصلبة" التي أعاد البناء عليها بعد خروجه إلى الحرية.

الحزبية في لبنان انتماء إلى قائد معبود، وهذه طبيعة اللبنانيين، للأسف أو لحسن الحظ، ليس هذا محل النقاش. في "حزب الله"، يرى البعض أن التخلي عن السلاح إعلان هزيمة واستسلام لا يقبلونه. هؤلاء يفضلون أن يدمرهم الجيش الإسرائيلي ليقولوا: "إنها الحرب، كر وفر، يوم لك ويوم عليك". المطلوب في حسبانهم الصمود.

 

وضع لبنان أمام مسؤولياته.. في مواجهة إسرائيل

خيرالله خيرالله/العرب/02 أيلول/2025

لبنان لم يعد يستطيع الهرب من مسؤولياته طويلا، خصوصا أن الأحداث كشفت أن لا فائدة تذكر من استمرار وجود القوة الدوليّة ما دامت هناك قوى أمر واقع على أرض الجنوب.

قوة دوليّة لم تتجاوز دور الوسيط

لا معنى للقرار الذي اتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتمديد للقوة الدوليّة في جنوب لبنان مرّة أخيرة، سوى وضع لبنان في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. سيكون سؤال المرحلة المقبلة، مرحلة الإعداد لانسحاب القوة الدولية من جنوب لبنان، ما طبيعة العلاقة التي ستربط لبنان بإسرائيل في غياب القوة الدولية التي كانت بمثابة وسيط بين البلدين وذريعة لتفادي المفاوضات المباشرة.

كان مفروضا على لبنان تفادي مثل هذه المفاوضات المباشرة وذلك كي يكون هناك من يتفاوض باسمه. من تفاوض من أجل رسم الحدود البحرية مع إسرائيل، على حساب لبنان كان إيران. كان عهد ميشال عون – جبران باسيل بمثابة عهد “حزب الله”.

هرب لبنان طويلا من هذا الاستحقاق، استحقاق التعاطي بطريقة أو بأخرى مع إسرائيل. سيتوجب عليه التعاطي مع هذا الاستحقاق القديم – الجديد عاجلا أم آجلا في حال كانت لديه رغبة في استعادة قراره السياسي المستقلّ. هذا القرار الذي فقده تدريجيا، انطلاقا من الجنوب، عندما أُجبر البلد على توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم في تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1969. وقتذاك تخلّى لبنان، بموجب الاتفاق، عن سيادته على جزء من أرضه من أجل تمكين “الفدائيين” الفلسطينيين من شنّ هجمات على إسرائيل.

لم تستطع القوة الدوليّة (UNIFIL) تجاوز دور الوسيط بعدما عمل المسلحون الفلسطينيون حتّى العام 1982 كلّ ما في قدرتهم عمله من أجل منعها من تأدية المهمة التي جاءت من أجلها. في مرحلة لاحقة جاء دور “حزب الله” الذي قيّد تحركات الجنود الدوليين. لا يزال الحزب، إلى يومنا هذا، يفعل ذلك عن طريق “الأهالي” بغية تأكيد أن جنوب لبنان، بل لبنان كلّه لا يزال ورقة إيرانيّة لا أكثر.

لم تؤد هذه القوّة المهمة التي وجدت من أجلها، لا في المرحلة التي انتشرت فيها في جنوب لبنان في العام 1978 ولا في مرحلة ما بعد تعزيزها في ضوء صدور القرار الرقم 1701 إثر حرب صيف 2006.

كلّ ما في الأمر أنّه بات على لبنان تحمّل مسؤولياته بدل الهرب منها وبدل أن يكون الجنوب صندوق بريد بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل ثمّ بين سوريا وإسرائيل… ثمّ بين إيران وإسرائيل كما كانت عليه الحال قبل شنّ “حزب الله”، بصفة كونه أداة إيرانيّة معتمدة، “حرب إسناد غزّة” في الثامن من تشرين الأوّل – أكتوبر 2023.

ليس قرار سحب القوة الدولية من جنوب لبنان سوى عنوان لمرحلة جديدة على الصعيدين اللبناني والإقليمي. تحتاج هذه المرحلة إلى التخلي عن سياسة التذاكي من جهة وفهم حقيقة الموقف الأميركي من جهة أخرى

وضعت إدارة دونالد ترامب، التي أصرّت على إنهاء مهمة القوّة الدوليّة ابتداء من نهاية 2026، لبنان أمام مسؤولياته. لم يعد لبنان يستطيع الهرب من هذه المسؤوليات طويلا، خصوصا أن الأحداث كشفت أن لا فائدة تذكر من استمرار وجود القوة الدوليّة معزّزة أو غير معزّزة ما دامت هناك قوى أمر واقع على أرض الجنوب.

كانت المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، في العام 1983، المحاولة الوحيدة التي بذلها لبنان من أجل استعادة المبادرة في الجنوب من جهة وعلى الصعيد الوطني من جهة أخرى. توجت هذه المحاولة بالتوصل إلى اتفاق17 أيّار في عهد الرئيس أمين الجميّل. سقط الاتفاق، الذي سيندم اللبنانيون عليه طويلا، تحت ضغط الشارع والسلاح على الرغم من موافقة مجلس النواب عليه. لن يتمكّن لبنان يوما من الحصول على أفضل من اتفاق 17 أيار. في الواقع، كانت هناك حرب سوريّة على الاتفاق بدعم من الاتحاد السوفياتي وكانت هناك لامبالاة إسرائيلية ببقاء الاتفاق أو سقوطه. يؤكد ذلك ربط الدولة العبريّة الانسحاب من جنوب لبنان عسكريا بالانسحاب السوري من الأراضي اللبنانيّة. عمليا، كان هناك تفاهم في العمق بين إسرائيل وحافظ الأسد في ما يخصّ أي اتفاق يخص لبنان وجنوبه.

الأهمّ من ذلك كلّه، كانت هناك سياسة أميركيّة متذبذبة لم تأخذ في الاعتبار غير ما تريده إسرائيل التي تخلت عن أهدافها في لبنان في ضوء اغتيال رئيس الجمهورية بشير الجميّل في 14 أيلول – سبتمبر 1982. ركّزت إدارة رونالد ريغان في العام 1982 على إعادة الحياة إلى لبنان. ما لبثت أن انسحبت منه ولم تعد لديها سياسة لبنانيّة، خصوصا مع نسف سفارتها في بيروت في نيسان – أبريل 1983 ثم تفجير مقر المارينز حيث قتل 245 عسكريا أميركيّا قرب مطار بيروت في 23 تشرين الأول – أكتوبر من تلك السنة.

واهم من يعتقد في النصف الثاني من 2025 أن في استطاعة الإدارة الأميركيّة الضغط على إسرائيل. إذا أكّدت حرب غزّة شيئا، فهي أكّدت أن مثل هذا الضغط غير وارد. كان المبعوث الأميركي توماس باراك صادقا في كلّ كلمة قالها عندما كشف أن لا انسحاب إسرائيليا من جنوب لبنان، ولا شيء آخر، قبل الانتهاء من نزع سلاح “حزب الله”. هذا ما أكده أيضا السناتور النافذ ليندسي غراهام الذي كان في بيروت مع الوفد الأميركي الذي زار لبنان أخيرا. لم يكذب برّاك على اللبنانيين الذين كانوا يتوهمون أن لا ثمن يتوجب دفعه في ضوء هزيمة “حزب الله” أمام إسرائيل والتغيير الذي شهدته سوريا. على العكس من ذلك، حاول باراك مع السناتور ليندسي ومورغان أورتيغوس إفهام اللبنانيين من كبيرهم إلى صغيرهم أن مرحلة التذاكي انتهت إلى غير رجعة مثل مرحلة سيطرة العلويين على سوريا.

ليس قرار سحب القوة الدولية من جنوب لبنان سوى عنوان لمرحلة جديدة على الصعيدين اللبناني والإقليمي. تحتاج هذه المرحلة إلى التخلي عن سياسة التذاكي من جهة وفهم حقيقة الموقف الأميركي من جهة أخرى. أقصى ما تستطيع أميركا عمله هو مساعدة اللبنانيين في حال قرر هؤلاء مساعدة أنفسهم أوّلا. يبدأ ذلك بالاعتراف بأن 17 أيار يمثل الاتفاق الذي يفترض أن يحلم به البلد مجددا في حال كان يريد انسحابا إسرائيليا مشروطا… في طبيعة الحال!

 

خطاب بري: انعكاس لمأزق لبنان والطائفة!

ياسين شبلي/جنوبية/02 أيلول/2025

في الوقت الذي كان اللبنانيون عامة والشيعة خاصة ينتظرون خطاب الرئيس نبيه بري في الذكرى 47 لتغييب الإمام موسى الصدر علَّه يشفي غليلهم وظمأهم لمعرفة مصيرهم القريب والبعيد، إذا به يأتي مخيبًا للآمال وصادمًا من حيث الشكل والمضمون، وهو ما لم يتعوده الناس منه، خصوصًا في الأيام المصيرية التي يمر بها لبنان حاليًا.

خطاب تقليدي في ظرف استثنائي

بدا الخطاب وكأنه مرآة تعكس حجم وطبيعة المأزق الذي يعيشه لبنان بشكل عام والطائفة الشيعية بشكل خاص، فمن حيث الشكل كان الخطاب أقل من عادي ومختصرًا بحيث لم تتجاوز مدته 14 دقيقة، كذلك في المضمون كان تكرارًا للمواقف التي نقرؤها في الصحف والمواقع الإخبارية، وهو ما يعكس حجم التخبط – إن لم نقل العجز – عن مقاربة المشاكل والاستحقاقات مقاربة واقعية تنفذ إلى أعماقها لاستنباط الحلول التي باتت ملحّة. حيث إن كلامه اقتصر على التشخيص للحالة الراهنة من ناحية عدم التزام العدو الصهيوني باتفاقية وقف إطلاق النار، واستمرار الاعتداءات، وهو أمر معروف للقاصي والداني، الذين يريدون سماع حلول لهذه المشاكل والاستحقاقات بدل التلهي بمشاكسات ومماحكات سياسية وتسجيل نقاط بين الأطراف السياسية الداخلية على طريقة “فالج لا تعالج”، وهي ممارسات كان لها اليد الطولى في وصول البلد إلى ما وصل إليه.

أزمات داخلية وضغوط خارجية

اليوم ولبنان على أعتاب جلسة حكومية هامة ومصيرية بعد قرارات 5 آب الماضي التي فوَّضت الجيش اللبناني إعداد خطة تنفيذية لقرار حصرية السلاح بيد الدولة، وبعد التصعيد الذي قام ويقوم به حزب الله سواء في الشارع أم في الإعلام، بلغ حدّ تهديد الشيخ نعيم قاسم بـ”حرب كربلائية” لمنع تطبيق القرار الحكومي، فإن الأنظار كانت متجهة إلى الرئيس بري، خصوصًا بعد تطورات الأيام الأخيرة وزيارة المبعوثين الأميركيين المخيبة للآمال، التي جاءت “مدججة” بوفد من صقور الكونغرس الأميركي، لمحاولة أقله “تبريد” الجبهة الداخلية عبر موقف جريء ومسؤول يفضي إلى الخروج من الانسداد في موضوع حصرية السلاح.

فجاء الخطاب ليعيد إنتاج تجارب سابقة عبر الدعوة للحوار تحت عنوان جديد بدل الاستراتيجية الدفاعية التي تحولت إلى استراتيجية الأمن الوطني، وهي تجارب ثبُت فشلها سابقًا، فضلًا عن أن تطورات السنة الأخيرة قد تخطتها، ما يعكس حجم المأزق الذي تواجهه الطائفة الشيعية بواجهتها السياسية التي يمثلها الثنائي، ما يعمّق بطبيعة الحال من المأزق الاجتماعي الذي تواجهه البيئة الشيعية جراء الدمار والتهجير والخسائر التي تكبدتها جراء حرب الإسناد، وقبلها ممارسات الثنائي السياسية ومسؤوليته في ما آل إليه الوضع في البلد، ومن ثم المكابرة والإنكار في التعامل مع نتائج الحرب الأخيرة. وهي مآزق تترك آثارها على الوضع العام في لبنان بطبيعة الحال، ما يدعو إلى القلق من التطورات المقبلة خاصة مع استمرار وتزايد التغول الصهيوني سواء في اليمن أو غزة والضفة الغربية كما في سوريا ولبنان.

بين تشدد نتنياهو وخطاب المقاومة

فهل يكون شهر أيلول طرفه بـ”الحرب” مبلول؟

سؤال مشروع وسط التشدد المتبادل بين بنيامين نتنياهو المدعوم أميركيًا الذي يشترط تنفيذ كل مطالبه التي تقارب حدّ الاستسلام اللبناني قبل أن يشرع هو بتنفيذ أي التزامات، وبين الشيخ نعيم قاسم “المدعوم” إيرانيًا والذي بدوره يدعو لوقف العدوان وتحرير الأرض والأسرى وبعدها ينظر في ما ستؤول إليه قضية السلاح، في محاولة من الطرفين لـ”الاستخفاف” بعقول اللبنانيين ومصالحهم وفرض أجنداتهم عليهم، ما يضع لبنان بين “شاقوفين” لا نجاة له منهما، إلا بالالتفاف حول مشروع الدولة الطبيعية على صعوبة وطول المسار إليها ووعورته، الأمر الذي يتطلب شجاعة في الرأي والقرار من كل الأطراف الداخلية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، بعيدًا عن لغة التخوين من جهة والتنمر السياسي – بحسب الرئيس بري – من جهة أخرى، فالحلقة تضيق والتاريخ لا يرحم.

 

جبران باسيل تزويرٌ متنقّل

ماريو ملكون/المصدر/نداء الوطن/02 أيلول 2025

على مسافة أقلّ من عام على الانتخابات النيابية، اختار النائب جبران باسيل “السياحة التزويريّة” كوسيلة رئيسية يُرسّخ من خلالها نهجه في خوض الاستحقاقات الدستورية، علّه بذلك يُعيد لمجموعته السياسية بعض التأييد الشعبي، الذي فقده إثر سقوط كلّ الشعارات التي رفعها على مدى عقود.

لجأ رئيس التيار الوطني الحر، خلال جولاته على بعض المناطق اللبنانية، مؤخّراً، إلى قلب الحقائق الموثّقة ظنّاً منه أنّ ذاكرة اللبنانية قابلة للاستغباء أو النّحر.

حاول باسيل أن يتنصّل من مسؤولية تيّاره في تغطية سلاح حزب الله على مدى عقود، عبر اتّهام الآخرين بأنّهم شاركوا في بعض الحكومات التي شرّعت هذا السلاح، في حين أنّ “الوطني الحرّ” كسر إرادة اللبنانيين في انتفاضة الاستقلال، وعوّم هذا السلاح في تفاهم الاذعان “السلطة مقابل السلاح” المعروف بتفاهم مار مخايل عام 2006، ثمّ غطّاه وبرّر دوره في محطات عدّة من استجرار حرب تموز 2006 المدمّرة، والثلثاء الأسود في 23 كانون الثاني 2007، واجتياح بيروت ومحاولة اجتياح الجبل في أيار 2008، وتسخيف استهداف النقيب الطيّار في الجيش اللبناني الشهيد سامر حنا في 25 آب 2008، والصمت عن مشاركته في الأحداث السورية بعد العام 2011، وتغطية الاعتداء العنفي على انتفاضة اللبنانيين في ثورة 17 تشرين، ومساندته في تقويض العدالة بعد تفجير مرفأ بيروت في ٤ آب 2020، وتبرير أحداث الطيونة في 14 تشرين الأول 2021.

حاول باسيل أن ينتقي بعض الحكومات التي شاركت فيها “القوات اللبنانية” ليدّعي زوراً أنّه تمّ تشريع سلاح حليفه عبرها فقط، في حين أنّ “القوات”، وخلال كلّ مشاركتها الوزارية والنيابية، قد رفضت وتحفّظت بشكل واضح ومباشر على ذكر أي دور لهذا السلاح، الأمر الذي لم يفعله باسيل وتيّاره لا في السلطة التنفيذية ولا في السلطة التشريعية، وهو مَن كان جزءاً رئيسياً من “أكثرية قاسم سليماني”.

إنّ استقالة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من الحكومات بعد اتفاق الطائف واختياره المعتقل السياسي عوض “ذلّ السلطة” كان لرفضه بشكل قاطع المساومة على مشروع بناء الدولة، ومطالبته بوجوب تسليم ميليشيا حزب الله لسلاحها أسوةً بكل اللبنانيين، الأمر الذي رفضه الرئيس السابق ميشال عون عندما أبرم اتفاق العودة مع النظام السوري واستكمله بتفاهم الاذعان ذاك، مُطيحاً بكلّ أكاذيب “توحيد البندقية”، والدفاع عن دور وحصرية السلاح الشرعي، وقد قال عون في هذا السياق بتاريخ 13 شباط 2017، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيسي السيسي في مصر أنّ “الجيش اللبناني لا يتمتّع بالقوّة الكافية، وسلاح حزب الله لا يتناقض مع مشروع الدولة.”

وبعد، ادّعى باسيل أنّ مشروع الآخرين هو تقسيمي في حين أنّ “التيار” يريد وحدة لبنان، فهل حرص على ذلك، عندما وصف مؤسّس تيّاره أهل السنّة بكلمة نابية عام 2011؟  أو في وصف تيار المستقبل بـ”الداعشي” عام 2015؟ أو عندما روّج الوزير غسان عطالله أنّ المسيحيين يخافون النوم في الجبل عام 2019؟ أو عندما جال بنفسه بين المناطق حينما وُصفت جولاته بالفتنة المتنقلة مع خطاباته التحريضية عام 2019؟

وتبلغ الوقاحة ذروتها مع مجاهرة باسيل في اتّهام “القوات اللبنانية” بالتسبّب بأزمة قطاعيّ الكهرباء والمياه، وكأنّ ما ارتكبه خلال عقدين من الزمن في وزارة الطاقة والمياه، من تشريع للحلول المؤقتة وتغطية العجز وملحقاته في إدارة القطاع عبر الاستدانة وتحميل الخزينة والمال العام فشله وفشل وزرائه بمعالجة ولوّ ثغرة واحدة، يُضاف إليها تمنّع تيّاره عن الالتزام بتطبيق القانون وكانت خطوة تشكيل الهيئة الناظمة أوّل الغيث وذلك لإبقاء “قبضة الوزير” متفرّدة بالادارة، يُمكن له أن يُشوّش ذاكرة اللبنانيين، فيأتي اليوم ليرمي كلّ فشله على الوزير جو الصّدي الذي نجح خلال أشهر معدودة بعدم تكبيد الدولة واللبنانيين أيّ ديون جديدة ووضع القانون على سكّة التنفيذ، وفتح التواصل مع الدول والشركات العالمية من أجل إرساء حلول مستدامة، وهنا، لا ينسى الشعب اللبناني مَن ركل العروض الالمانية والكويتية، لغاية ما في إبقاء المؤقت.

يستذكر النائب باسيل الرئيس الشهيد بشير الجميل، متجاهلاً أنّ أولى مبادئه، هو قول الحقيقة، لا نقل البارودة من كتف لآخر وفق رياح المصالح، تارةً مع سلاح حزب الله لغايات سلطوية وطوراً ضده لشدّ العصب العوني فالمسيحي.

ولا يتردّد باسيل في تزوير التاريخ الحديث، عبر إصراره على اتهام “القوات اللبنانية” بالانقلاب على اقتراح “القانون الارثوذكسي”، في حين أنّ مسار هذا الطرح يتناقض تماماً مع الترويج العوني التضليلي الذي لا يخلو من الشعبوية والنفاق.

في 22 تشرين الثاني 2011، أكّد الرئيس السابق ميشال عون خلال مقابلة له عبر قناة “أو تي في” أنّ “مضمون الارثوذكسي يمسّ بالميثاق… لا أن يمكن يبقى مطروحًا من طرف واحد”، وعدم موافقة المكوّنات اللبنانية الأخرى على هذا الطرح، دفع باجتماع “القادة المسيحيين” في بكركي، وعون ضمناً، على وقف المطالبة به، والدفع نحو قانون توافقي، لتجنّب الابقاء على قانون “الستين”، وهذا موثّق ببيان صادر عن المجتمعين بتاريخ 4 نيسان 2013، وقد أكّد المطران سمير مظلوم، بتاريخ 22 أيار 2013، لقناة “أو تي في”، أنّ “اقتراح تعليق القانون الارثوذكسي في اجتماعات بكركي جاء من النائب ميشال عون بهدف البحث عن مخرج آخر”. لكن ما حصل بعد ذلك، أنّ عون وتيّاره واظبوا على المزايدة دون السعي إلى قانون انتخابي جديد بهدف الابقاء على “الستين” الذي لا يمنح المسيحيين القدرة على إيصال أكثر من 35 نائباً، بينما ضغطت “القوات” على حلفائها بغية التوصّل إلى قانون توافقي يُحسّن التمثيل بشكل أقصى، وهذا ما حصل. إنّ لائحة قلب الحقائق ورمي الارتكابات على الآخرين، التي ينتهجها باسيل وتيّاره، تطول، لكنّ الأكيد بأنّ مسار العتمة الذي طبع مدرسة “الوطني الحر” في انعدام الأخلاق السياسية وسوء ادارة الدولة والانقلاب على المبادئ واسقاط الكرامات والطعن بالنضالات، لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة، ومن المستحيل أن تُعالج آثاره بشهور معدودة، لأنّه وبعد معاينة المخلّفات يظهر جليّاً حجم الكوارث المتروكة، لكنّ الأكيد، إنّ مصير التزوير المتنقّل اليوم سيلقى مصير الفتنة المتنقلة بالأمس، فقد ولّى زمن معادلات الوهم وسياسات الخديعة وأهل ثلاثين الفضة من حولها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

علي الأمين: قرار حصرية السلاح محطة مفصلية لإعادة الاعتبار للدولة اللبنانية

علي الأمين/جنوبية/02 أيلول/2025

اعتبر رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين أن ما جرى من تأجيل لجلسة الحكومة إلى يوم الجمعة يرتبط بإجراء جولة من الاتصالات مع الطرف الأميركي وأطراف أخرى مؤثرة دوليا وإقليميا، وكذلك لمزيد من المشاورات الداخلية.

 وأشار الأمين في مقابلة صحفية إلى أن الثابت المهم رغم التأجيل هو السير باتجاه إقرار الخطة المتعلقة بحصرية السلاح التي سيقدمها الجيش.

الأهمية في اتخاذ القرار بحد ذاته

وأضاف: الحكومة اتخذت القرار بحصرية السلاح وهو قرار يتصل بالدرجة الأولى بإعادة تأهيل الدولة اللبنانية التي لا يمكن أن تكون قادرة على الإلتزام بموجبات أي اتفاق اذا لم تكن هي صاحبة القرار، وبالتالي فإن مسألة حصرية السلاح داخلية،  ولكن هذا لا يعني أن نقلل أيضا من المسؤولية الأميركية على هذا الصعيد باعتبار أن توم براك نفسه قال في الزيارة الأخيرة إلى لبنان وعلى أثر صدور القرار الشهير في 5 آب و7 آب قال أن هذا القرار مهم أصدره لبنان وأن على إسرائيل أن تقوم بخطوة مقابلة. لذلك فإن المطلوب من إسرائيل أن تقوم بأي خطوة لتقول انها متجاوبة مع الاتفاق كأن تنسحب مثلا أو أن تخفف من عمليات الاغتيالات في لبنان وأي إجراء إسرائيلي كان مطلوبا. كما اعتبر الأمين أن عدم قدرة الولايات المتحدة على الزام إسرائيل يثير القلق، والسؤال اليوم هل نحن ذاهبون لإعادة فرض شروط على لبنان وبالتالي اذا لم يلتزم لبنان سندخل في حرب جديدة. ولفت إلى أننا في الجلسة المقبلة سنشهد نقاشا، ولا يصل هذا النقاش إلى مشكلة كبيرة ولن نرى انسحابا للوزراء الشيعية من الحكومة، وهم قالوا سيشاركون في هذه الجلسة وسيكونون حريصين على البقاء في الحكومة ولكن في نفس الوقت فإن الموقف المبدئي للحكومة اللبنانية والتزامها بتنفيذ قرارها بحصرية السلاح، هو أمر لا جدال فيه ولن يكون هناك جدل ويدرك الجميع حتى المعترضين على هذا القرار أن كلفة عدم إقرار الخطة كبيرة على لبنان ليست فقط على صعيد علاقاته الخارجية وتحديدا مع الإدارة الأميركية بل بوجود مخاطر بانفجار الحرب مجددا وأكثر اللبنانيين يريد أن يتفادى أي حرب تكرر تجربة حرب الإسناد.

أهمية القرار في رفع الشرعية عن السلاح

وأشار الأمين إلى أننا يجب أن لا نقلل من أهمية رفع الشرعية عن سلاح حزب الله وليس سلاح حزب الله،  فقط انما كل سلاح خارج الشرعية، وهذا الأمر جدا مهم ويعني إنهاء أي علاقة شرعية مع حزب الله بالمعنى العسكري والأمني، وهذا بحد ذاته ليس امرا بسيطا وعاديا وهو كفيل إلى حد كبير أن يضعف من مسألة السلاح ودوره ونفوذه وتأثيره شيئا فشيئا، علما ان هذا السلاح فقد تأثيره أصلا بالوظيفة التي كان يقول أنه موجود لأجلها أي محاربة إسرائيل ورد العدوان الإسرائيلي، والجميع يعلم ان هذا السلاح بات عاجزا من مواجهة إسرائيل.

قدرة الجيش على تنفيذ خطته

وحول قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ خطته أشار الأمين إلى أن الجيش اللبناني بالمعنى العسكري هو أقوى من حزب الله وليس صحيحا ما يقال غير ذلك، وأهم ما في الجيش اللبناني هي ليست القوة العسكرية فحسب بل الأهم هو التفاف اللبنانيين حوله وهو يحظى بتأييد كبير. وأضاف: أن الجيش اللبناني يحتاج لقدرات عسكرية ولتعزيز الوضعية المعنوية لجنوده ولمقاتليه والمطلوب من الدولة اللبنانية والدول المعنية التي تحتضن لبنان في هذه المرحلة وعلى رأسها الولايات المتحدة أن تذهب بعيدا في دعم الجيش اللبناني بما يتطلبه من إمكانات. وحول المدة الزمنية المحددة أشار الأمين أن الحكومة اللبنانية لن تتهاون في التزاماتها الخارجية ولكن في نفس الوقت ستطالب الولايات المتحدة ان تقوم بما عليها والحكومة لن تغامر في التردد بقرار حصرية السلاح والالتزام بالخطة التي يجب أن تنفذ.

 

إتيان صقر – أبو أرز: وحش الغلاء يلتهم فقراء لبنان

02 أيلول/2025

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/146962/

غلاء المعيشة اليوم مشكلة عالمية، والدول المتحضّرة تسعى بكل الوسائل لمواجهتها حمايةً لشعوبها وصونًا لكرامة أبنائها، وخاصة الطبقات_الفقيرة ذات الدخل المحدود.

أمّا في لبنان، فالواقع مختلف وصادم: الأسعار ترتفع بشكلٍ جنوني وعشوائي، فإذا تضاعفت الأسعار مرّة أو مرّتين في الخارج، ترتفع عندنا عشرات المرات، وتحوّل حياة اللبنانيين إلى جحيمٍ لا يُطاق.

الطبقة الفقيرة، التي باتت تُشكّل غالبية الشعب اللبناني، تدفع الثمن الأكبر، والسبب يعود إلى عاملين رئيسيين:

جشع التجار الذين لا يشبعون ولا يشفقون، يضاعفون الأسعار بلا حسيب ولا رقيب، وكأنّهم مصّاصو دماء يقتاتون من جوع الفقراء.

غياب الدولة الفاضح ممثلةً بوزارتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية، التي تركت الأسواق نهبًا لاحتكار التجار، ما حوّل المواطن إلى ضحية مكشوفة بلا غطاءٍ ولا حماية.

والسؤال المرّ: كيف يستطيع المواطن محدود الدخل أن يعيش وسط هذا الغلاء الفاحش ويؤمّن لقمة العيش لأولاده؟ وكيف تصمد العائلات المستورة، أي ما تبقّى من الطبقة الوسطى، التي تخجل من الإفصاح عن فقرها وتفضّل أن تعضّ على جرحها بصمت بدل أن تدقّ أبواب الجمعيات الخيرية لتستجدي المساعدات؟

إنّ ما يجري اليوم ليس أزمة اقتصادية فحسب، بل جريمة إنسانية وأخلاقية بحق اللبنانيين جميعًا، تُدين الدولة أوّلًا وآخرًا. دولة فقدت مصداقيتها بغيابها المتواصل، وتركت شعبها فريسة للجوع، بلا كرامة، بلا حماية، وبلا أمل.

نحن في حزب حراس الأرز، نقف بقوة إلى جانب الفقراء من شعبنا، ونحمّل هذه الدولة كامل المسؤولية عن إذلال اللبنانيين وإفقارهم وتجويعهم. كما نعتبر أنّ الطبقة اللبنانية الشديدة الثراء مسؤولة بدورها عن هذه المعاناة عبر عمليات الاحتكار، والنهب المنظّم، واختلاس أموال المودعين، وإفراغ خزينة الدولة، وتهريب ثرواتهم إلى البنوك الخارجية. ونؤكد على ضرورة محاسبتهم أمام القضاء للكشف عن مصادر أموالهم، وإرغامهم على إعادتها إلى خزينة الدولة.

ونقولها بملء الفم:

إذا كانت الدولة عاجزة عن نزع السلاح غير الشرعي، وعاجزة عن مكافحة الفساد بدءًا من الرؤوس الكبيرة، وعاجزة عن ضبط الأسواق وتأمين العدالة الاجتماعية لشعبها ولقمة العيش الكريمة لمواطنيها، فما هو إذاً سبب بقائها في السراي الحكومي؟ وبما أنها غير مؤهّلة للحكم وإنقاذ البلاد في هذه المرحلة المصيرية، فيجب أن ترحل غير مأسوفٍ عليها.

لقد قلناها سابقًا ونكرّرها اليوم:

الظروف غير العادية تحتاج دائماً إلى قادة غير عاديين، بينما القادة الحاليين أقل من عاديين…

وهنا تكمن علّة العلل في لبنان.

لبيك لبنان

 

وفد من "لقاء نهضة لبنان" زار البطريرك روفائيل بيدروس وسلمه وثيقة اللقاء ومذكرة عن موجبات وضع لبنان تحت الفصل السابع

02 أيلول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/146938/

 زار وفد من "لقاء نهضة لبنان" كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، لتسليمه وثيقة اللقاء ومذكرة عن موجبات وضع لبنان تحت الفصل السابع، وقد ضّم الوفد: المهندس الفراد ماضي،الاستاذ حسان قطب، السيدة ريما سعد والسيد آياد مرعي، بحضور الاستاذ سيروج ابيكيان.

 كما العادة في مستهل كل زياراته، شرح الوفد عن موجبات وضع لبنان تحت الفصل السابع والذي طبق بشكل مستتر في جزء منه من خلال التجديد الذي حصل مؤخراً لقوات اليونيفل في الجنوب.

وقد دار نقاش بين الوفد وغبطته عن خطورة المرحلة الحالية على كافة الطوائف وما ترتب من كوارث وقعت على كاهل الجميع جراء حرب الاسناد وبخاصة على الطائفة الشيعية من هدم وتهجير، وعلى اهمية التوصل لتأمين الحياد للبنان لانه الخطوة الاولى والأهم لأنقاذه من مشاكل محيطه.

كما شدد الجميع على ضرورة العمل لبناء جيل جديد وقادة جدد بروح وطنية، لا يشبهون هذه الطبقة الحاكمة التي عاثت فساداً وهدماً بالمؤسسات والمجتمع.

وأكد غبتطه على اهمية الحوار انما ليس كحوار السياسيين بهدف توزيع الحصص والصفقات وتقاسم البلد بل للوصول الى تفاهم مشترك لإعادة صياغة هذا الواقع السيئ، وهنئ الوفد على مبادرته الايجابية والتي تحمل الأمل بان تشكل ركيزة عمل جامعة للبنان الغد.

 

 "يا حنفي... قل لنعيم قاسم  إن طريقك في وجه نواف سلام  ... مسدودٌ... مسدودٌ... "مسدودٌ يا ولدي" ... !

غسَّان سعيد عبدالله/31 آب 2025

"كان للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ، هواية غريبة يمارسها كلما شعر بضغط العمل. كان يركب سيارة قديمة هي أول سيارة اقتناها، ويلفّ بها شوارع القاهرة ليرفّه عن نفسه ويخرج من الـ"موود" السيء. ذات يوم، كان العندليب يجوب شوارع القاهرة مختالاً فرحاً، حينما أوقفه شرطي اسمه حنفي عند تقاطع "ميدان رمسيس" وطلب منه "أوراق العربية"، فأصيب حليم بالصدمة لأن الشرطي لم يعرفه. لكن حينما تجمهرت الناس حول السيارة، أدرك الشرطي هول الخطأ الذي اقترفه، وراح يعتذر من العندليب الأسمر، علّه يصفح عنه فسامحه الأخير فوراً. ومذّاك، صار العندليب يلقي التحية على حنفي كلما ركب سيارته وجال فيها شوارع القاهرة، كما كان أحياناً يقصده ليشرب معه الشاي في أوقات استراحته... إلى أن نمت بينهما علاقة صداقة لطيفة ومميّزة. خلال واحدة من الزيارات، دعا حنفي العندليب إلى عرس ابنته، ليظهر إلى "أهل الحته" قربه منه. وافق الأخير برحابة صدره المعهودة، وقال لصديقه: "ده عرس بنت أخويا يا حنفي... أنا حاجي ضروري". ظنّ حنفي أنّ حليم يجامله في الكلام ولن يأتي، لكن حليم فاجأه في منتصف العرس، محضراً معه طقماً ماسيّاً هدية للعروسة. عام 1977 لما سافر العندليب إلى بريطانيا في رحلة العلاج الأخيرة وتوفى هناك، أصيب حنفي بالاكتئاب واختلى بنفسه لأيام طويلة حيث ترك وظيفته في الشرطة، وانتبذ من أهله في كوخٍ من القشّ قرب قبر عبد الحليم، يقرأ له ما تيسّر من الذكر الحكيم. في هذه الأثناء، كان الشاعر نزار قباني الصديق المقرّب من عبد الحليم يتنقّل بين بيروت والقاهرة في زيارات عمل متقطعة، لكنّه لم ينسَ يوماً صديقه وكان يزور قبره كلما قصد مصر أمّ الدنيا، ليقرأ له فاتحة الكتاب. وفي إحدى المرات لفت انتباهه كوخ هذا الرجل قرب القبر، وسأل عنه فأخبروه قصته. بكى نزار متأثراً بحجم إخلاص هذا الرجل، وتذكّر اسمه جيداً لأنّ حليم حمّله رسالة لهذا الرجل. دخل قباني الكوخ وعرّفه عن نفسه، وأخبره أنّه كان يبحث عنه منذ مدة طويلة لأنّ المغفور له حليم كتب له في آخر ساعات حياته في المستشفى الإنكليزي، وأوصاه بأن يوصل المظروف المختوم إلى صديقه حنفي. سحب نزار المظروف من جيبه وأعطاه لحنفي الذي فتحه بلهفة وبدأ بالقراءة، ثم انهار أرضاً ودخل بنوبة رهيبة عفوية من الضحك، فالتقط نزار الرسالة ليعرف ما فيها وما الذي دفع حنفي إلى الضحك بهذا الشكل الهستيري؟

وهنا كانت الصدمة، حيث كتب العندليب الأسمر إلى صديقه:  "يا حنفي... قل لنعيم قاسم  إن طريقك في وجه نواف سلام  ... مسدودٌ... مسدودٌ... "مسدودٌ يا ولدي" ... !

 

صورة غامضة: جثة في مشرحة سرية قد تحل لغز الإمام موسى الصدر بعد 47 عامًا

ترجمة وإعداد جنوبية /02 أيلول/2025

لغز الإمام موسى الصدر، الذي اختفى في ليبيا عام 1978، يعود إلى الواجهة من جديد بعد ظهور صورة جثة متحللة في مشرحة سرّية بطرابلس. تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) يكشف مساراً مثيراً يجمع بين علم الحاسوب، شهادات صحفيين، وأسرار حقبة القذافي، في محاولة للإجابة عن سؤال حيّر اللبنانيين والعالم العربي: هل عُثر أخيراً على الإمام الغائب؟

الملخّص

الصورة الغامضة: التُقطت عام 2011 في مشرحة سرّية بطرابلس، ويُعتقد أنها قد تكون لموسى الصدر.

التقنية الحديثة: جامعة برادفورد البريطانية استخدمت خوارزمية للتعرف على الوجوه، والنتيجة أشارت إلى احتمال مرتفع أن الجثة تعود للصدر

الشهادة الصحفية: الصحفي قاسم حمادة أكد أن ملامح الجثة وطولها يتطابقان مع أوصاف الإمام

الفرضيات: بعض الروايات تشير إلى أن القذافي أمر بقتله بضغوط من متشددين إيرانيين أو بسبب خلافات حول الملف الفلسطيني

القصة الكاملة

وفقًا لتحقيق «بي.بي.سي»، يدرس عالم حاسوب في جامعة بشمال إنجلترا صورة لجثة، محاولاً حل لغز شغل الشرق الأوسط لما يقارب نصف قرن.

يسأل البروفيسور حسن أُغايِل من جامعة برادفورد بشك: «هل هذا ما يبدو عليه الآن؟».

الصورة الرقمية لوجه متحلل على وشك أن تُخضع لخوارزمية خاصة ضمن تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

الصورة الأصلية التُقطت من قِبل صحفي رأى الجثة في مشرحة سرية بالعاصمة الليبية عام 2011، وقيل له آنذاك إنها قد تكون لرجل الدين الكاريزمي موسى الصدر، الذي اختفى في ليبيا عام 1978.

اختفاء الصدر أطلق سيلاً لا ينتهي من نظريات المؤامرة. البعض يعتقد أنه قُتل، فيما يرى آخرون أنه ما يزال حيّاً ومحتجزاً في مكان ما بليبيا.

تقول «بي.بي.سي»: «بالنسبة لأتباعه المخلصين، يحمل اختفاؤه نفس الغموض الذي يحيط باغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي عام 1963. لدرجة أن فريقنا في BBC وجد نفسه محتجزاً في ليبيا لعدة أيام بسبب حساسية القضية».

اختفاء الصدر غيّر على الأرجح مسار الشرق الأوسط، أكثر مناطق العالم تقلباً سياسياً ودينياً وعرقياً. فهناك من يعتقد أن رجل الدين الإيراني-اللبناني كان على وشك استخدام نفوذه لدفع إيران والمنطقة نحو اتجاه أكثر اعتدالاً قبيل الثورة الإيرانية.

لذلك، فإن جهود جامعة برادفورد لتحديد هوية الصورة كانت محط أنظار كثيرة. الصحفي الذي التقط الصورة قال إن الجثة كانت طويلة على نحو غير معتاد، والصدر كان معروفاً بطوله الذي بلغ 1.98 متر. لكن ملامح الوجه بالكاد كانت واضحة.

هل حُلّ اللغز.. رواية الصحافي مو شريف في «بي.بي.سي»

أنا من بلدة اليمونة، في أعالي جبال لبنان، حيث لا يزال الناس يروون قصة شتاء 1968 المروّع حين اجتاح الانهيار الثلجي القرية، وكيف شقّ موسى الصدر الثلوج العميقة ليصل لمساعدة الأهالي.

الطريقة التي تُروى بها القصة اليوم تعكس كيف أصبح شخصية شبه أسطورية. أحدهم قال لي وهو يستذكر طفولته في الرابعة: «كان الأمر أشبه بحلم… كان يسير فوق الثلج، يتبعه جميع الأهالي… تبعته فقط لألمس عباءة الإمام».

في ذلك الوقت، لم يكن الصدر معروفاً كثيراً في قرية معزولة مثل اليمونة، لكنه كان يكتسب سمعة وطنية متزايدة. وبنهاية الستينيات، أصبح شخصية بارزة في لبنان، معروفاً بدعوته إلى الحوار بين الأديان والوحدة الوطنية.

مكانته تجلّت في لقب “الإمام” الذي منحه له أتباعه. وفي عام 1974، أسس “حركة المحرومين”، وهي منظمة اجتماعية وسياسية دعت إلى تمثيل نسبي للشيعة وتحرير الفقراء اقتصادياً واجتماعياً بغض النظر عن دينهم. ولإصراره على رفض الطائفية، ألقى خطباً حتى في الكنائس المسيحية.

في 25 أغسطس 1978، سافر الصدر إلى ليبيا بدعوة من العقيد معمر القذافي.

حينها كان لبنان غارقاً في أتون حرب أهلية اندلعت عام 1975، وشارك الفلسطينيون في النزاع الطائفي من الجنوب اللبناني حيث كان يعيش معظم أتباع الصدر. ولأن الفلسطينيين بدأوا تبادل إطلاق النار مع إسرائيل، أراد الصدر من القذافي أن يتدخل لحماية المدنيين اللبنانيين.

في 31 أغسطس، وبعد ستة أيام من الانتظار للقاء القذافي، شوهد الصدر وهو يُنقل من فندق في طرابلس بسيارة حكومية ليبية.

ومنذ ذلك الحين، لم يُرَ مجدداً.

زعمت أجهزة أمن القذافي لاحقاً أنه غادر إلى روما، لكن التحقيقات أثبتت زيف ذلك.

الصحافة المستقلة كانت مستحيلة في ليبيا القذافي، لكن في عام 2011، ومع انتفاضة الليبيين خلال الربيع العربي، انفتح الباب قليلاً.

قاسم حمادة، صحفي لبناني-سويدي غطى الانتفاضة، سمع عن مشرحة سرية في طرابلس يُحتمل أن تحتوي على رفات الصدر.

رأى هناك 17 جثة محفوظة بالتبريد – إحداها لطفل، والباقي لرجال بالغين. قيل له إن الجثث تعود إلى نحو ثلاثة عقود مضت، وهو ما يتوافق مع زمن اختفاء الصدر. وكانت جثة واحدة فقط تشبه الصدر.

قال لي حمادة: «فتح الموظف الدرج، أظهر الجثة، وأمرين لفتا انتباهي فوراً».

أولاً، ملامح الوجه، لون البشرة، الشعر – رغم مرور الزمن – بدت شبيهة بالصدر

ثانياً، بدا أن الشخص قد أُعدم

بناءً على الجمجمة، بدا أنها تعرضت إما لضربة قوية في الجبهة أو لطلق ناري فوق العين اليسرى

لكن كيف نعرف على وجه اليقين أن هذه الجثة للصدر؟

يقول معدّ التقرير: «أخذنا الصورة التي التقطها حمادة إلى فريق جامعة برادفورد الذي طور على مدى 20 عاماً خوارزمية فريدة تُدعى “التعرف العميق على الوجوه”، قادرة على مقارنة الصور المعقدة بدقة عالية حتى مع الصور غير المثالية».

وافق البروفيسور أُغايِل على مقارنة الصورة مع أربع صور للصدر في مراحل مختلفة من حياته. تعطي البرمجية نتيجة من 100 – كلما ارتفع الرقم، زاد احتمال أن يكون الشخص نفسه أو قريباً مباشراً له.

أقل من 50 يعني أن لا صلة على الأرجح. بين 60 و70 يعني أنه هو أو قريب مباشر. 70 أو أكثر يعني تطابقاً مباشراً.

الصورة حصلت على نتيجة في الستينات – «احتمال مرتفع» أنها للصدر، قال لنا أُغايِل.

اختبر البروفسور أيضاً الصور مع أفراد من عائلة الصدر ومع مئة صورة عشوائية لرجال شرق أوسطيين يشبهونه. وكانت نتائج العائلة أفضل، لكن النتيجة الأقوى بقيت بين صورة المشرحة وصور الصدر حيّاً.

هذا أظهر احتمالاً كبيراً أن حمادة رأى جثة الصدر، وأن الضرر في الجمجمة يوحي أنه قُتل.

تمت مقارنة صورة الجثة في المشرحة بصور عائلة الصدر وصور أخرى لرجال عشوائيين لا علاقة لهم بالصدر (بي.بي.سي)

ويكمل التقرير: في آذار 2023، بعد أربع سنوات من عثورنا على صورة حمادة، تمكنا من السفر إلى ليبيا بحثاً عن شهود والجثة نفسها. لكننا فوجئنا برد الفعل الليبي.

في اليوم الثاني من عملنا بطرابلس، أثناء بحثنا عن المشرحة السرية قرب مستشفى، تعرّف حمادة على مبنى مؤكداً أنه هو نفسه. صورنا واجهته، لكن حين طلبنا الإذن بالدخول، أُلغي تصريحنا. في اليوم التالي، اعتقلنا رجال تبيّن لاحقاً أنهم من المخابرات الليبية. اقتيدنا إلى سجن تابع للمخابرات، وُضعنا في حبس انفرادي، وواجهنا تهم تجسس. عُصبَت أعيننا، استُجوبنا مراراً، وأُبلغنا أنه لا أحد سيقدر على إنقاذنا، وأننا سنبقى لعقود.

بعد ستة أيام صعبة، أُطلق سراحنا بضغط من BBC والحكومة البريطانية، ورُحّلنا.

البعض اعتقد منذ البداية أن الصدر قُتل. الدكتور حسين كنعان، أكاديمي لبناني سابق في الولايات المتحدة، قال إنه زار وزارة الخارجية الأميركية في أسبوع اختفاء الصدر عام 1978 وأُبلغ بتقرير يفيد بمقتله.

هذه الرواية دعمها وزير العدل الليبي الأسبق مصطفى عبد الجليل، الذي قال لحمادة عام 2011: «في اليوم الثاني أو الثالث، زوّروا أوراقه إلى إيطاليا. وقتلوه في سجون ليبيا». مضيفاً أن «القذافي صاحب الكلمة الأولى والأخيرة».

لكن لماذا قد يقتل القذافي الصدر؟

نظرية تقول إن القذافي تأثر بمتشددين إيرانيين خافوا من توجه الصدر المعتدل. فقد دعم الصدر ثواراً إيرانيين ضد الشاه، لكنه كان يطرح رؤية معتدلة لا تعجب المتشددين. ويُقال إنه كتب رسالة للشاه قبل اختفائه بأسبوع، عارضاً مساعدته لكبح نفوذ المتشددين. دبلوماسي لبناني سابق أكد وجود الرسالة، وأن اجتماعاً كان مقرراً للشاه في 7 سبتمبر 1978. لكن الإيرانيين لم يكونوا وحدهم أصحاب المصلحة. فالقذافي دعم المقاتلين الفلسطينيين ضد إسرائيل من جنوب لبنان، بينما الصدر كان يحاول إقناع منظمة التحرير بتقليل المخاطر على المدنيين اللبنانيين.

إبن الصدر يعلّق.. وماذا فعل مكتب برّي بالشعرة؟

رغم أن كثيرين يعتقدون أن الصدر ميت، هناك من يؤمن ببقائه حياً، بينهم حركة أمل التي أسسها وتحوّلت إلى حزب سياسي بارز بقيادة نبيه بري. بري لا يزال يقول إنه لا يوجد دليل قاطع على وفاته. لكن في 2011، عندما التقط حمادة الشعر من الجثة لإجراء فحص DNA، سلّمه لمكتب بري. غير أن المكتب لم يتابع الموضوع.

القاضي حسن الشامي قال إن العينة فُقدت بسبب «خطأ تقني».

عندما عرضنا نتائج التعرف على الوجه على صادق الصدر، ابن الإمام، رفض النتائج قائلاً إن شكل الجثة لا يطابق والده. لكن BBC لم تجد دليلاً يؤيد رواية أن الصدر ما يزال حيّاً. ومع ذلك، يبقى الاعتقاد بحياته قوة توحيدية للشيعة اللبنانيين، ويُحيى ذكرى اختفائه في 31 أغسطس كل عام.

حاولنا مراراً التواصل مع مكتب بري ومع السلطات الليبية للتعليق على تحقيقنا، لكننا لم نتلق أي رد، تختم «بي.بي.سي».

الله ينجينا من عقولهم وأفكارهم وقلوبهم الشيطانية.

بسام ابوزيد/فايسبوك/01 أيلول/2025

هناك من يتعمد اللعب بالنار في موضوع الجيش ويتدرج هؤلاء اللاعبون في تصعيدهم تجاه هذه المؤسسة بهدف شلها على الأقل أو فرطها إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

هؤلاء يستغلون وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي والبعض متآمر معهم فروجوا ويروجون أن الجيش غير قادر على حماية لبنان واللبنانيين،بعدها ينتقلون إلى مستوى آخر من استهداف الجيش بالقول بأنه سينقسم ويعمدون إلى تحريض مباشر لجنود وضباط من مذهب معين للإقدام على هكذا خطوة متهورة.

هؤلاء لا يقفون عند هذا الحد بل ذهبوا إلى حد تحريض الجيش على عصيان قرارات السلطة السياسية التي يضعونها في خانة العملاء.

هؤلاء هم من جماعة "نحرق البلد لنشعل سيجارتنا"

الله ينجينا من عقولهم وأفكارهم وقلوبهم الشيطانية.

 

السيدة الاولى بتمثلنا وما منقبل تلبس إلّا الاحلى

 الخوري مارون الصايغ/فايسبوك/02 أيلول/2025

كلام الناس ما بقدّم ولا بأخّر….

السيدة الاولى بتمثلنا وما منقبل تلبس إلّا الاحلى

هلق صرتو خايفين على خزينة الدولة اول شي وقفو سرقت ماي وكهربا وتهرب من الضرايب

وطرحو المساءلة على زعماءكن من اين لكم هذا؟ ولاه واحد سرق مالكن وتعبكن وجنى عمركن فلّتوه وصاحبتو بتتخلوع باميركا ومبسوطة  يمالكن  وما تظاهرتو  واعترضتو

اطلّعو بنسوان زعماءكن الشرعيين وغير .. وشوفو بطرن

كلام النّاس ملامه وغيره مش أكتر

 

لبنان يُطلق حملةً وطنيةً لتنظيف شبكات تصريف مياه الأمطار استعدادًا لأمطار الشتاء

ال بي سي/02 أيلول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

أمر وزير الأشغال العامة والنقل، فايز رسامني، بالصيانة الفورية وتنظيف شبكات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي في لبنان للحد من مخاطر الفيضانات وأضرار البنية التحتية الناجمة عن الأمطار الغزيرة وتقلبات الطقس. وفي اجتماعٍ واسع النطاق مع الفرق الفنية والمقاولين، شدّد رسامني على ضرورة تنظيف قنوات التصريف المفتوحة والمغلقة، وإزالة الأنقاض والأتربة، وتنظيف شبكات وقنوات تصريف مياه الأمطار، المصممة للسماح بمرور المياه تحت الطرق. وأكد الوزير أن هذه الخطوات ضرورية لضمان جاهزية البنية التحتية للبلاد لأي طارئ خلال موسم الأمطار. كما دعا إلى إجراء عمليات تفتيش شاملة لأنفاق المياه وقنوات الفيضانات والأنفاق لضمان انسيابية تدفق المياه ومنع الانسدادات التي قد تؤدي إلى الفيضانات. أعلنت الوزارة أن حملة التنظيف ستشمل شبكات الطرق الرئيسية في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك طريق خلدة - الأولي - صور - الناقورة، والطريق الساحلي القديم، والزهراني - النبطية - مرجعيون - مرج الزهور، والضواحي الشمالية لبيروت حتى كازينو لبنان، وشكا - الكورة - بشري - زغرتا - طرابلس، والحازمية - شتورة - المصنع، والمصنع - راشيا - مرج الزهور، بالإضافة إلى الضواحي الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى. يُنظم الإسرائيليون احتجاجات في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بإنهاء حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن. كما أعلن رسامني عن حملة توعية عامة موازية لثني الناس عن إلقاء النفايات في المجاري المائية، محذرًا من أن هذه الممارسات تُفاقم مخاطر الفيضانات وتُلحق الضرر بالبنية التحتية.

 

حزب الكتائب: الحوار مرحب به فقط بعد وضع السلاح تحت تصرف الدولة وتطبيق السيادة الكاملة

ال بي سي/02 أيلول/2025 (مترجم من الإنكليزية)

عقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل. أكد المكتب أن "الحوار في لبنان مرحب به عندما يكون هدفه تعزيز مفهوم الوطن وبناء الدولة. ومع ذلك، فإن أي نقاش يهدف إلى إعادة النظر أو تقويض قرار إبقاء السلاح بيد الدولة وحدها وبسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية لا يمكن أن يسمى حوارًا. هذا ليس خيارًا سياسيًا بل واجب دستوري منصوص عليه في القوانين والاتفاقيات الدولية، وأي محاولة لمعاملته كبند تفاوضي هو خروج واضح عن أسس الدولة". وأكد الحزب أن "حزب الكتائب، الذي كان أول من دعا إلى مؤتمر صدق ومصالحة بين اللبنانيين، يرحب بأي دعوة للحوار - ولكن فقط بعد أن يكون السلاح تحت سيطرة الدولة بالكامل، مما يجعله خطوة طبيعية نحو إعادة بناء البلاد وترسيخ مؤسسات الدولة وسيادتها". سيطرة الدولة على السلاح قيد النقاش: هل ستؤدي خطة سلاح الجيش اللبناني إلى انقسام الحكومة؟ كما أعرب المكتب عن "ثقته التامة بأن مسار الحكومة نحو ترسيخ سلطة الدولة وتطبيق القانون على كامل الأراضي اللبنانية سيستمر في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، مع إقرار الخطة التشغيلية التي قدمتها قيادة الجيش تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء، مما يمثل خطوة جادة نحو استعادة سيادة الدولة وسلطتها المؤسساتية". ورحب "ببدء عملية تسليم الأسلحة من المخيمات، وهي عملية طال انتظارها، والتي أدت في الماضي إلى مآسٍ كبيرة، دفع المواطنون اللبنانيون - ولا سيما الكتائب - ثمنها الباهظ"، مؤكدًا أنه "لا استقرار حقيقي دون سيطرة الدولة الحصرية على السلاح في جميع أنحاء لبنان". وبالتوازي مع تأكيد السيادة الداخلية، دعا حزب الكتائب "المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، ووقف الاعتداءات المتكررة على السيادة اللبنانية، بما يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 02 أيلول /2025

هادي مشموشي

أثبت سلاح حزب الله امه ليس حامي للبنان والجنوب، بل هو مغناطيس يستقطب الويلات والحروب على لبنان وأبناء بيئته. اثبت انه مجرد أداة بيد النظام الإيراني يسيره لمصالحه ومخططاته.

أيعقل ان ابناء البيئة لن يفهموا هذه المعادلة بالرغم من كل ما حصل لهم ولنا؟!!

 

فيصل نصولي

من يضع التكليف الشرعي للولي الفقيه في طهران فوق قرارات الدولة اللبنانية… ليس مواطناً بل عصابة مسلّحة خارجة عن القانون

 

فيصل نصولي

اللبنانيون أمام خيار حاسم لا تسوية فيه:

إمّا أن يُنفَّذ قرار الدولة ومجلس الوزراء، وإمّا أن تتراجع الدولة أمام رفض الثنائي الشيعي… وحينها يكون الانهيار بمثابة هزيمة كاملة للدولة، بكل ما يحمله هذا الاحتمال من خطورة وجودية على الكيان اللبناني. 🇱🇧

 

بشارة شربل

أي انتخابات؟

إذا نجح "الثنائي" في تجميد قرار حصر السلاح او تمييعه، فسيكون اجراء الانتخابات في موعدها عبثٌ مهما تمسكت السلطة والأطراف السياسية بقدسية الاستحقاقات... إما تسليم السلاح أو أزمة مفتوحة.

 

جواد بولس

لو نحونا منحى الحوار الذي اراده الرئيس برّي مدخلا لانتخاب رئيسا للجمهورية، لكنّا ما زلنا في انتظار انتخابه. وهذا هو المطلوب بالذات من طرح حوار "حصر السلاح". وقوف القوى السياسية وخاصة المسيحية ضد هرطقة "الحوار" خارج المؤسسات (خاصة بعد التجارب السابقة) سمح بانتخاب الرئيس. فيها درس.

 

مجدى خليل

الفكر الإسلامى ينظر لحرية العقيدة على انها حرية المسلم فقط… اما الآخرين فليس لهم حرية على الإطلاق وعليهم ان يحمدوا الله أنهم بقوا احياء!!!

 

غازي المصري

أدت الاتفاقية إلى دمج جماعات عرقية ودينية متنوعة - وأحيانًا متعارضة - داخل كيانات سياسية واحدة دون استشارتها أو مراعاة رغباتها، مما خلق بذور صراعات مستقبلية (مثل الصراع بين العرب والأكراد، أو بين الطوائف المختلفة في لبنان والعراق) .

 

زينا منصور

الأمر الذي خلق صراع بين أكثريات مبادة هي الشعوب التاريخيةالقديمة.

تم تسميتها طوائف من قبل الغزاة لسرقة حقوقها وإستصغارها.

هي أكثريات شعبية حضارية تاريخية مبادة بفعل المجازر والحروب. سُمّيت زوراً طوائف لتبرير سرقةحقوقها التاريخيةوتحجيمها وتهميشها وتحقيرها وتبرير خطاب الكراهيةضدها.

 

يحيى العريضي

في رحاب المتسلطين الجدد، لا يُسمح لك أن تكون سورياً. فإما أن تكون درزياً ميتاً، أو مسيحياً صامتاً، أو كردياً مهمشاً، أو سنياً مضطهداً، أو علوياً مهجراً. لكن أن تكون سورياً فهذا وحده مبرر لكي تموت.

 

المرصد الديموقراطي السوري

https://x.com/i/status/1962849409189732542

مشاهد كميرات مراقبة تظهر إرهابيين من فصائل تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابية وميليشيات الأمن العام الإرهابية تقتحم فيلا عائلة رجل الأعمال مازن طربين (أصحاب مطابع طربين) في الجزيرة الخامسة في قرى الأسد بريف دمشق، فيا أفادت مصادر إعلامية عن العثور على جثمان الناطور مقتولاً لاحقاً

 

ماهر شرف الدين

اليوم تم الإفراج عن ثلاثة مخطوفين أشقاء من أقرباء سماحة الشيخ حمود الحناوي، خطفتهم قوات الدالاتي من قرية سهوة بلاطة، بعدما قتلت والدهم!

هل هؤلاء الشباب المدنيين (من آل الحناوي) هم من "عصابات الهجري" يا أوباش بني سُميَّة؟!

أسماء المحرَّرين: طارق وهاشم وصخر زياد صلاح الحناوي.

حمداً لله على سلامتكم، والخزي والعار لخاطفيكم!

 

د. ريدان حرب

هام لعدم التضليل : #السويداء بكل ناسها ترفض أي مساعدة من أي جهة لم تُدن بوضوح جرائم القتل بحق أبنائها، سواء كانت جنبلاطية أو غيرها، ولم تستلم من هذه الجهات شيئًا حتى الآن.،

ونؤكد أن أي دعم – مالي أو غذائي أو غيره – لا يمر عبر فريق سماحة الشيخ حكمت الهجري، المُجمع عليه من كل أبناء السويداء، يُعتبر دعمًا مباشرًا للبلعوص أو لحكومة الإرهاب في دمشق.

اقتضى التنويه، صونًا للدم، ورفضًا لاستغلال وجع الناس في بازار السياسة..

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 02-03 أيلول /2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 02 أيلول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/146931/

 ليوم 02 أيلول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 02/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/146934/

 For September 02/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight