المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 29 تشرين الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.october28.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

مَثَلَ الزَّارِع: أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

إلياس بجاني/الذكرى السنوية للقديسين الرسولين سمعان ويهوذا

إلياس بجاني/نص وفيديو/إلى نواف سلام: حزب الله عصابة إرهابية وإيرانية مسلحة وهو لم يحرّر الجنوب سنة 2000 بل يحتلّه مع كل لبنان

الياس بجاني/رجاء أخذ العلم بأن حسابي على منصة "إكس" مجمّد لأسباب أجهلها، وهذا هو الحساب الرابع خلال خمس سنوات الذي يتعرض لهذا التجميد الاعتباطي.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو/د. صالح المشنوق/الحق مش ع يلّي عمل حاجز وقتل شب لبناني، الحق ع يلّي سامحلهم يعملو حواجر ويقتلو شباب لبنانيي./تقارير وتعليقات تتناول جريمة مقتل إيليو أبو حنا على حاجز فلسطيني مسلح في مخيم شاتيلا

رابط فيديو مقابلة مع الدكتور شارل شرتوني من "قناة ترانسبيرنسي نيوز" على يوتيوب، تتناول الإخفاقات المستمرة والخطيرة جدًا للحكم في لبنان، ومواقف المؤيدة لحزب الله، وضرورة المفاوضات والسلام مع إسرائيل.

أسرار الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025

لا رسائل تحذير أميركية للبنان».. هذا ما حصل خلال اللقاء بين بري وأروتاغوس!

أورتاغوس: لا تضيِّعوا الفرصة ...لم يصدِّق

الفرصة الأخيرة» قبل الانفجار.. قمة في شرم الشيخ لأجل لبنان؟

مساعٍ مصرية ــ أميركية لإخراج لبنان من أزمته

مدير المخابرات المصرية يستطلع الأجواء للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل

هل من جديد تحمله الموفدة الأميركية من تل أبيب للرؤساء؟

قياديو «حزب الله» في مرمى الاغتيال الإسرائيلي مجدداً بعد أشهر من التركيز على استهداف العناصر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

فانس: وقف إطلاق النار في غزة صامد

كاتس: «حماس» هاجمت قواتنا في غزة وستدفع ثمناً باهظاً

الجيش ينفّذ أمر نتنياهو ويقصف غزة وسط تصاعد لأزمة تسليم بقايا جثة إسرائيلية... وإصابة حرجة لجندي في حدث أمني برفح

بقايا جثة إسرائيلية تُوتر أجواء اتفاق غزة

نتنياهو ينتظر تنسيقاً مع واشنطن قبل الرد... والحركة تتهم إسرائيل بـ«فبركة ذرائع» لعدوان جديد.

«فتح»: لن نقبل بصيغ لـ«إدارة غزة» تُكرس الانقسام

المتحدث باسم حركة فتح قال لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة ملاحظات جوهرية على بيان الفصائل في القاهرة

الجيش الإسرائيلي يعلن تسلّم الصليب الأحمر جثة رهينة في غزة

مشيّعون يشاركون في موكب جنازة يوسي شرابي الذي قُتل في الاحتجاز بعد أن أخذته حركة «حماس» رهينة خلال

الصحف الإيرانية: محاولات عُمانية لإحياء المفاوضات بين واشنطن وطهران

طهران تفرض غرامة بـ170 مليون دولار على مالك سفينة إسرائيلي

 عراقجي: باقون في «الاتفاق النووي» لأنه يعترف بحق التخصيب

المتحدّث باسم «الخارجية»: المفاوضات ممكنة ما دامت تحفظ حقوق الشعب

موسكو تجدد دعم طهران في إيجاد حلول لأزمة برنامجها النووي

السفير الروسي لدى إيران: التعاون وصل إلى مستوى غير مسبوق

دمج «قسد» بالجيش السوري يُعطل مسيرة السلام مع الأكراد في تركيا...أنقرة تصر على أن «نداء أوجلان» يشملها

الشرع يلتقي فيصل بن فرحان خلال «مبادرة مستقبل الاستثمار»

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الباكستاني العلاقات التاريخية للبلدين

مستشار ترمب لـ«الشرق الأوسط»: «الإخوان وفلول النظام السوداني السابق» خط أحمر لأميركا

مسعد بولس حذر من خطورة أحداث الفاشر واحتمالات تقسيم البلاد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ديمقراطية الاستعراض والترفيه/نديم قطيش/الشرق الأوسط

أورتاغوس في بيروت: أنظروا حولكم "الشرع" سيصل إلى البيت الأبيض/جويس عقيقي/نداء الوطن

اتصالات سياسية مفتوحة على خط الحلول ...بعد رسالة البرلمان الحكومة اليوم أمام الامتحان/كبريال مراد/نداء الوطن

العيش في زمنين/رفيق خوري/نداء الوطن

دولة الرئيس أنت تُخالف الدستور/سعيد مالك/نداء الوطن

اتفاق غزة يترنّح بين الموانع الإسرائيلية و"المصيدة الحمساوية"/أورور كرم/نداء الوطن

ضرب العودة الديموغرافية المسيحيّة... بمباركة باسيليّة/ألان سركيس/نداء الوطن

فوق سور الصين/سمير عطالله/الشرق الأوسط

 بين مطرقة بري وسندان باسيل./ الدكتور شربل عازار/اللواء

نظام الولي… بين الفقه والسياسة في زمن الفوضى/محمود القيسي/جنوبية

«لا يُسلَّم السلاح إلا لصاحب الزمان (عج)»: قراءة نقدية لشعار المقاومة الغيبية/

حيدر الأمين/جنوبية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بري رفع جلسة مجلس النواب لعدم اكتمال النصاب

الرئيس جوزيف عون يلتقي رئيس الاستخبارات المصرية في قصر بعبدا.. ماذا وراء هذه الزيارة؟

أورتاغوس تبدأ لقاءاتها في بيروت.. اللقاء مع بري كان جيدًا وبناءً

الوزير السابق يوسف سلامة من بكركي: مع غياب الدولة صاحبة الوكالة الحصرية بحماية لبنان أو تغييبها، على مَن أُعطي مجد لبنان الا يتخاذل ويتصرّف، وكلي أمل بأن يُقدم قبل فوات الأوان".

مرتاح «حزب الله» إلى تقارير تضخم قدراته، ويطالب الحكومة بتصحيح «الخطيئة» في قرار «حصرية السلاح/حنا صالح/فايسبوك

 المطالبين بتعديل قانون الإنتخاب تقدموا باقتراح القانون وفق القواعد والأصول الدستورية/بسام ابوزيد/فايسبوك

زيارة البابا إلى لبنان: فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة/بيار مارون/فايسبوك

الخوف الخفي!/بيار مارون/فايسبوك

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 28 تشرين الأول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَثَلَ الزَّارِع: أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين

إنجيل القدّيس متّى13/من18حتى23/:”قالَ الربُّ يَسوع لِتلاميذِهِ: «إِسْمَعُوا أَنْتُم مَثَلَ الزَّارِع: كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ المَلَكُوتِ ولا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي الشِّرِّيرُ ويَخْطَفُ مَا زُرِعَ في قَلْبِهِ: هذَا هُوَ الَّذي زُرِعَ على جَانِبِ الطَّرِيق. أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الصَّخْرِيَّة، فهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، وفي الحَالِ يَقْبَلُهَا بِفَرَح؛ ولكِنَّهُ لا أَصْلَ لَهُ في ذَاتِهِ وإِنَّمَا يَثْبُتُ إِلى حِيْن، فَإِذَا حَدَثَ ضِيْقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الكَلِمَةِ فَحَالاً يَشُكُّ. أَمَّا الَّذي زُرِعَ بَيْنَ الشَّوْكِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، ولكِنَّ هَمَّ هذَا الدَّهْرِ وغُرُورَ الغِنَى يَخْنُقَانِ فيهِ الكَلِمَة، فَيَبْقَى بِلا ثَمَر. أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين».”

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/رجاء أخذ العلم بأن حسابي على منصة "إكس" مجمّد لأسباب أجهلها، وهذا هو الحساب الرابع خلال خمس سنوات الذي يتعرض لهذا التجميد الاعتباطي.

 

الذكرى السنوية للقديسين الرسولين سمعان ويهوذا

الياس بجاني/28 تشرين الأول 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148612/

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بفرحٍ وابتهاج بعيد القديسين الرسولين سمعان ويهوذا، وهما عمودان راسخان أُسِّسَ عليهما جسد المسيح السري. اسماهما مرتبطان إلى الأبد في قانون القداس، ويمثلان ثنائيًا رسوليًا متحدًا في الرسالة، والاستشهاد، والإرث الروحي الدائم. ورغم قلّة التفاصيل التاريخية خارج العهد الجديد، إلا أن غيرتهما المتقدة في إعلان بشارة الخلاص إلى أقاصي الأرض تبقى مصدر إلهام دائم للمؤمنين على مرّ الأجيال.

من هما وحياتهما المبكرة

يُشار إلى القديس يهوذا في الأناجيل باسم “يهوذا بن يعقوب” أو “تداوس”، تمييزًا له عن الخائن يهوذا الإسخريوطي. وكان يُعد من “إخوة الرب” أو أقربائه، إذ كان ابن أخ القديس يوسف (عن طريق والده كليوباس أو ألفاوس)، وبذلك يكون ابن عمّ السيد المسيح. ويُعتقد تقليديًا أنه وُلد في الجليل، اليهودية (التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الرومانية)، نحو سنة 10 ميلادية.

أما القديس سمعان، فيُعرف بلقبه “الغيور” أو “القانوي”، وهو إما إشارة إلى انتمائه لحركة الغيورين اليهودية، أو إلى غيرته الشديدة على الشريعة. ويُبرز هذا اللقب قوة المسيح التحويلية التي جمعت في كنفها رجالًا من خلفيات متناقضة، مثل سمعان الغيور ومتى العشّار. وتشير التقاليد إلى أنه وُلد هو أيضًا في الجليل، ربما في قانا، نحو سنة 5 ميلادية.

الرسالة الرسولية في بيروت والمشرق

بعد صعود الرب يسوع إلى السماء، تفرّق الرسل من أورشليم هربًا من الاضطهاد ولتنفيذ وصية الرب: «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم».

ويؤكد تقليد راسخ في الكنائس الشرقية، لا سيما السريانية الأرثوذكسية والمارونية، أن القديسين بطرس وسمعان ويهوذا سافروا إلى بيروت (لبنان الحالي).

ويُروى أن سمعان ويهوذا كان لهما دور محوري في تأسيس الكنيسة الأولى في المنطقة، إذ أمضيا سنوات في بيروت وبنيا فيها أول كنيسة مسيحية. كما يُقال إن القديس بطرس كان برفقتهما حين وضع التسلسل الهرمي الأول للكنيسة – من بطاركة وأساقفة وكهنة – ونظّم هيكلية القداس الإلهي. وقد كانت الرؤية في الكنيسة الناشئة أن تُقام خمس كراسي بطريركية رئيسية: روما (الفاتيكان)، القسطنطينية، أنطاكية، أورشليم، والإسكندرية. وتأسس كرسي أنطاكية أولاً في منطقة سوريا، حيث جلس القديس بطرس على كرسيه البطريركي الأول نحو سنة 42 ميلادية، قبل أن ينتقل إلى روما حوالي سنة 54 ميلادية.

وتؤكد هذه الحقائق الأهمية الكبرى لمنطقة المشرق، وبخاصة لبنان، كنقطة انطلاق ومحور إداري للرسالة الرسولية الأولى. وبعد خدمتهما في لبنان، تابع القديسان سمعان ويهوذا رحلاتهما إلى بلاد ما بين النهرين وفارس (أي العراق وإيران اليوم)، حيث قاما بأعظم أعمالهما التبشيرية المشتركة.

معجزاتهما وشفاعتهما الدائمة

كانت كرازتهما مصحوبة بمعجزات باهرة. ويروي التقليد أن القديس يهوذا تداوس أُرسل إلى الملك أبجر ملك الرها، الذي كان مصابًا بالبرص، فشفاه بأعجوبة من خلال صورة السيد المسيح (المنديل أو “صورة الرها”) بعد أن ناشد الملك الرب يسوع. ومنذ ذلك الحين، عُرف القديس يهوذا كـ شفيع الحالات اليائسة والمستحيلة، إذ إن شفاعته ارتبطت بالأمل في المواقف التي لا رجاء فيها. أما في بلاد فارس، فقد طرد الرسولين الشياطين وشفيا المرضى واهتدى على أيديهما كثيرون، مما أثار حقد الكهنة الوثنيين ودفعهم إلى قتلهما.

الاستشهاد والآثار وإرث أنطاكية

وفقًا لأكثر التقاليد شيوعًا، نالا القديسان سمعان ويهوذا إكليل الشهادة معًا في بلاد فارس نحو سنة 65 ميلادية. لكن تقليدًا آخر، متجذرًا في تاريخ الكنيسة اللبنانية، يذكر أنهما استشهدا في بيروت حيث بشّرا أولًا.

تقليد بيروت يؤكد أن الرسولين دُفنا تحت المذبح في الكنيسة الأولى التي شيّداها في بيروت.

نقل آثارهما إلى روما

بعد أن شرّع الإمبراطور قسطنطين الديانة المسيحية في القرن الرابع (حوالي سنة 325 م)، نُقلت رفاتهما إلى روما، حيث وُضعت تحت مذبح القديس يوسف في الجناح الأيسر من كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، إلى جانب ضريح أمير الرسل. لقد ترك القديسان سمعان ويهوذا أثرًا لا يُمحى في تاريخ الكنيسة الجامعة، فبواسطتهما انتقلت الأسرار الإلهية وتعاليم المسيح الأصيلة إلى الأجيال الأولى من المؤمنين. وكان عملهما في المشرق سببًا في قيام الجماعات المسيحية الأولى التي خدمتها البطريركيات القديمة.

وكرسي أنطاكية البطريركي، الذي أسسه القديس بطرس وارتبط بإرثهما الرسولي، نُقل في عهد القديس يوحنا مارون، أول بطريرك ماروني، إلى دير مار يوحنا مارون في كفرحي – لبنان سنة 676 ميلادية، حيث استمر التواصل الرسولي إلى يومنا هذا من بكركي، مقرّ بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.

من خلال غيرتهما الرسولية وتضحيتهما الكاملة في سبيل الإيمان، يقف القديسان سمعان ويهوذا كشاهدين خالدين على المحبة الإلهية، إذ إن إخلاصهما الذي أُعلن “حتى سفك دمهما” وضع الأساس المتين للمسيحية في المشرق والعالم القديم بأسره.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

إلياس بجاني/نص وفيديو/إلى نواف سلام: حزب الله عصابة إرهابية وإيرانية مسلحة وهو لم يحرّر الجنوب سنة 2000 بل يحتلّه مع كل لبنان

نواف سلام… حين يزوّر التاريخ من أجل استجداء حزب الله

إلياس بجاني/24 تشرين الأول 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148510/

في مقابلة مع تلفزيون "الميادين" يوم 23 تشرين الأول 2025، قال رئيس وزراء لبنان نواف سلام جملة صادمة لا يمكن أن تمرّ من دون توضيح وردّ: "لولا تضحيات حزب الله والمقاومة الوطنية عموماً ما قبل الحزب ومع الحزب، لما تحرّر الجنوب."

هذا الكلام ليس فقط مجافياً للحقيقة التاريخية، بل هو تزوير موصوف للتاريخ، وإهانة لذاكرة اللبنانيين الذين عاشوا وقائع التحرير لحظة بلحظة، ويدركون أن إسرائيل انسحبت من الجنوب اللبناني عام 2000 بقرار إسرائيلي داخلي محض، لا علاقة له لا بالمقاومة ولا بالتضحيات المزعومة.

ففي أيار 2000، نفّذ رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك وعده الانتخابي بالانسحاب الأحادي من لبنان، قراراً كان قد أُقرّ داخل الحكومة الإسرائيلية كجزء من استراتيجية إعادة تموضع أمنية. حزب الله لم يكن له أي دور في الإنسحاب، ولم يدخل المناطق التي تركتها إسرائيل إلا بعد أيام من الانسحاب الفعلي، في وقت منع الاحتلال السوري الجيش اللبناني من الانتشار في الجنوب، ليبقى فراغ أمني استغلّه الحزب لاحقاً لفرض هيمنته على المنطقة باسم "التحرير".

وللتذكير، فإن آخر محاولة عسكرية لحزب الله قبل الانسحاب الإسرائيلي بأيام كانت في معركة "جسر الحمراء" ضد جيش لبنان الجنوبي، حيث فشل الحزب فشلاً ذريعاً وتكبّد خسائر بشرية كبيرة. تلك الواقعة وحدها تنسف الرواية البطولية التي يسوّقها الحزب وأنصاره عن "التحرير بالسلاح".

أما في ما يخص الخلفية السياسية للانسحاب، فقد كان هناك تفاهم غير معلن بين إسرائيل وسوريا وإيران برعاية قنوات عربية وغربية، يقضي بانسحاب إسرائيل من الشريط الحدودي في إطار ترتيبات إقليمية لم حزب الله جزءاً منها لا تنظيماً ولا عملياً ولا قراراً. كل الوثائق والمذكرات السياسية الإسرائيلية والسورية والإيرانية التي صدرت لاحقاً تؤكد أن قرار الانسحاب جاء ضمن مقايضات أمنية تتعلق بالجنوب اللبناني والجولان ومستقبل المفاوضات السورية–الإسرائيلية، وليس نتيجة معركة خاضها حزب الله.

وفي مقطع آخر من المقابلة، أشار نواف سلام إلى ما سماه "الحركة الوطنية اللبنانية" التي ضمّت آنذاك أحزاباً مثل الحزب التقدمي الاشتراكي، وحركة أمل، والحزب القومي السوري، والشيوعي، والمنظمات الفلسطينية. وصفهم بأنهم كانوا من ضمن ما سماه "المقاومة الوطنية"، فيما الواقع التاريخي يؤكد أن هؤلاء كانوا أدوات في المشروع التآمري السوري – الفلسطيني الذي أنهى ما تبقّى من السيادة اللبنانية من خلال اتفاق القاهرة المشؤوم عام 1969، الذي تنازل بموجبه لبنان عن سلطته على الجنوب والمخيمات الفلسطينية الثلاثة عشر، وأتاح للفصائل الفلسطينية أن تقيم دولة داخل الدولة وتجرّ لبنان إلى الحرب الأهلية.

أما ما سماه سلام "المقاومة اللبنانية قبل حزب الله"، فلم تكن مقاومة أصلاً، بل مجموعات مسلّحة فوضوية لم تحرّر شبراً واحداً من أرض لبنان، بل كانت جزءاً من الفوضى التي دمّرت الدولة ومهّدت لاحتلالها من قبل النظامين السوري والإيراني.

ورغم أن المقابلة التي أجراها نواف سلام تضمنت مواقف مقبولة في بعض فقراتها، إلا أن انحناءه الكلامي أمام حزب الله واستجداء رضاه بالقول إنه حرّر الجنوب وقدم التضحيات، هو سقوط سياسي وأخلاقي لا يليق برئيس وزراء لبناني يُفترض أنه يمثل الدولة لا الدويلة. إن ما قاله سلام يمثّل تبييضاً لصفحات سوداء في تاريخ ميليشيا إرهابية مارست على اللبنانيين كل أشكال القهر والاغتيال والخطف والاحتلال.

سجلّ حزب الله الإرهابي والإجرامي

منذ عام 2000 وحتى اليوم، لم يقدّم حزب الله للبنان سوى الدمار والاغتيالات والهيمنة الإيرانية والحروب الخاسرة والعبثية والفقر والتهجير وعداوة دول وشعوب العالم. عصابة حزب الله اغتالت خيرة رجال لبنان: رفيق الحريري، جبران تويني، بيار الجميّل، وليد عيدو، أنطوان غانم، لقمان سليم، وسام عيد، وسام الحسن، ومحمد شطح، جو بجاني، إلياس الحصروني وغيرهم كثيرون من الصحافيين والسياسيين والأمنيين.

هو من غزا بيروت والجبل في أيار 2008 ووجّه سلاح "المقاومة" إلى صدور اللبنانيين.

هو من يحتل اليوم قرار الدولة بالكامل، ويعطّل عمل الحكومة وتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل والقرارات الدولية والدستور اللبناني ومجلس النواب وكل المؤسسات القضائية، ويستعمل المرافئ والمطارات والمعابر للتهريب والسلاح والمخدرات.

هو من ورّط آلاف الشباب الشيعة في حروب إيران الخاسرة في سوريا واليمن والعراق، وترك عائلاتهم في البؤس والفقر.

حزب الله ومنذ العام 1982، تاريخ إنشائه من قبل الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع نظام حافظ الأسد البعثي السوري المجرم، لم يكن تنظيماً لبنانياً، ولا مقاومة، ولا محرّراً، ولا ممثلاً للطائفة الشيعية، ولا حزباً سياسياً، بل ميليشيا وعصابة إيرانية عابرة للحدود، وجسماً جهادياً إرهابياً مكوّناً من مرتزقة لبنانيين يعملون لحساب نظام الملالي الإيراني، هدفه إقامة جمهورية إسلامية في لبنان تابعة لولاية الفقيه، لا علاقة لها بلبنان ولا بتراثه ولا بالشيعة اللبنانيين الذين يختطفهم بالقوة ويأخذهم رهائن.

الخلاصة

حزب الله لا هو "محرّر" ولا "مقاومة"، ولا لبناني، بل عصابة من الأشرار أدرجتها غالبية دول العالم على قوائم الإرهاب، تمارس كل أنواع الإجرام والتهريب والاغتيالات باسم الدين والمقاومة وفي إطار الأجندة الإيرانية الملالوية.

أما الحقيقة الثابتة فهي أن الجنوب تحرّر بقرار إسرائيلي، لا برصاص حزب الله، وأن ما فعله الحزب لاحقاً هو احتلال جديد للجنوب ولكل لبنان بلباس ديني فرض على لبنان واللبنانيين عزلة وحروباً لا تنتهي.

إنّ قول نواف سلام إن حزب الله حرّر الجنوب ليس سقطة سياسية فقط، بل خيانة للحقيقة والتاريخ. فمن يحرّر لا يحتل، ومن يضحّي لا يغتال، ومن يقاتل من أجل الوطن لا يسلّمه لنظام ولاية الفقيه.

إلياس بجاني/فيديو/إلى نواف سلام: حزب الله عصابة إرهابية وإيرانية مسلحة وهو لم يحرّر الجنوب سنة 2000 بل يحتلّه مع كل لبنان

نواف سلام… حين يزوّر التاريخ من أجل استجداء حزب الله

https://www.youtube.com/watch?v=LqM-JHMSoi4

24 تشرين الأول 2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو/د. صالح المشنوق/الحق مش ع يلّي عمل حاجز وقتل شب لبناني، الحق ع يلّي سامحلهم يعملو حواجر ويقتلو شباب لبنانيي./تقارير وتعليقات تتناول جريمة مقتل إيليو أبو حنا على حاجز فلسطيني مسلح في مخيم شاتيلا

Dr. Saleh Al-Mashnouk/ The fault lies not with who set up a checkpoint and killed a

Lebanese youth, but with who allowed them to set up checkpoints and kill Lebanese youth.

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148634/

https://www.youtube.com/watch?v=XDNDk1agpc0

28 تشرين الأول/2025

 

رابط فيديو مقابلة مع الدكتور شارل شرتوني من "قناة ترانسبيرنسي نيوز" على يوتيوب، تتناول الإخفاقات المستمرة والخطيرة جدًا للحكم في لبنان، ومواقف المؤيدة لحزب الله، وضرورة المفاوضات والسلام مع إسرائيل.

28 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148623/

الخبير الاستراتيجي الدكتور شارل شرتوني في حوار ناري من واشنطن يكشف الأوراق ويفضح "الدولة العميقة" التي تحكم لبنان، مؤكداً أن البلاد أصبحت تحت سيطرة "دولة بوليسية إرهابية". في هذه الحلقة المشتعلة من برنامج السياسة والناس مع الزميلة باتريسيا سماحة، يضع الدكتور شرتوني النقاط على الحروف فيما يخص السلاح غير الشرعي وحياة المواطنين.

ما هي الحقيقة وراء مقتل الشاب إيلي أبي حنا على حاجز شاتيلا؟ يؤكد شرتوني أن تقاعس الدولة اللبنانية هو المسؤول المباشر عن مقتل إيلي أبي حنا، ويشدد على أن زمن "الخزعبلات" حول السلاح الفلسطيني قد انتهى، وأن بقاء الحواجز المسلحة في المخيمات هو تنازل واضح عن السيادة. كما يفجّر قنبلة سياسية بخصوص قضية المحاكمات السياسية التي يتعرض لها معارضون، متهماً حزب الله باستعمال القضاء لتصفية حسابات.

تصعيد الاغتيالات ومصير الجنوب: يقدم الدكتور شرتوني قراءة واضحة للتصعيد الإسرائيلي الأخير واغتيال كوادر من الصف الأول في حزب الله، مؤكداً أن كل ذلك هو نتيجة لـ فشل الدولة اللبنانية في نزع السلاح وفقاً للتعهدات الدولية، مشدداً على أن "عملية التوقيت لا أكثر ولا أقل" وأن عملية عسكرية كبرى سوف ينشأ عنها تعديلات جيوسياسية واضحة. يحلل زيارة مورغان أورتيغاس ومدير المخابرات المصرية حسن رشاد، ويرى أنها رسائل موحدة وواضحة جداً للقيادة اللبنانية.

جدل التطبيع وسقوط الرؤوس الكبيرة: في أقوى تصريحاته، يؤكد شرتوني على أن "لا بديل عن التفاوض مع الدولة الإسرائيلية" كونه "أمر حيوي" لإنهاء 65 عاماً من الحروب المفتوحة، مطالباً الرئيس القادم باتخاذ قرار حاسم. كما يهاجم أداء قيادة الجيش ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، معلناً: "يجب أن ينتهي فصل هذا الرجل [نبيه بري] الذي استعمل كل المداخلات الخارجية من أجل تكسير قواعد العمل الدستوري". وينتقد إصرار جوزيف عون ونواف سلام على المكابرة، ويرفض إجراء الانتخابات النيابية القادمة دون ضمانة تصويت المغتربين ونزع السلاح.

مواعيد/توقيتات مواضيع رابط الفيديو

00:00:19 الدولة البوليسية والإرهابية: شرتوني يروي تفاصيل استهدافه ويفضح القضاء

00:04:01 مقتل إيلي أبي حنا: تقاعس الدولة هو من قتل الشاب اللبناني في شاتيلا!

00:07:07 الخزعبلات يجب أن تنتهي: حواجز مسلحة فلسطينية.. من سمح بها؟

00:09:49 تصعيد الاغتيالات: هل هذه هي العملية الأمنية الكبيرة المنتظرة في الجنوب؟

00:13:27 رسائل واشنطن والقاهرة: ماذا حملت مورغان أورتيغاس وحسن رشاد إلى بيروت؟

00:15:41 المكابرة والاحتيال: مهاجمة جوزيف عون ونواف سلام والكشف عن حدود الأزمة

00:22:20 عودة التسلح: هل أعاد حزب الله بناء ترسانته العسكرية وقدراته بعد الضربات الإسرائيلية؟

00:25:28 لا بديل عن التفاوض: شارل شرتوني يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل لإنقاذ لبنان

00:30:03 مقاطعة جلسة النواب: هل انتصر النواب المعترضون على نبيه بري في ملف المغتربين؟

00:32:42 قرار حاسم: لماذا يرفض شرتوني إجراء الانتخابات النيابية في ظل السلاح والفساد؟

00:35:10 نهاية فصل هذا الرجل: هل انتهى رصيد نبيه بري بعد العقوبات ورفض الشارع؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025

جنوبية/28 تشرين الأول/2025

النهار

بعد تكرار الأخبار عن خطف فتيات سوريات من لبنان إلى سوريا، أكدت قوى الأمن الداخلي مجدداً أن لا عصابات من هذا النوع وأن الفتيات المتغيبات عن منازل ذويهنَ إنما لهن أسبابهن الخاصة ولا عمليات خطف أو ما شابه.

ولّدت النتائج المحدثة لانتخابات بلدية طرابلس ودخول أعضاء جدد إلى المجلس البلدي أزمة داخل المدينة.

يؤكد رئيس الجامعة اللبنانية في مجالسه أنه أول من بادر إلى التحقيق في ملف تزوير علامات قبل أن يضع جهاز أمن الدولة يده على الملف وبالتالي لا يمكن اتهام الجامعة بالتواطؤ أو بغض النظر.

استكمالاً لملف التحقيق في قضية تزوير علامات طلاب في الفرع الأول لكلية الحقوق تم استدعاء الطلاب الكويتيين للتحقيق معهم، وبعد تخلفهم عن حضور التحقيق أقدم عناصر أمن الدولة على توقيفهم أمام مجمع الحدث الجامعي.

رسمياً لا يزال تسديد فاتورة الهاتف في أوجيرو حكماً بالليرة اللبنانية، ولا إمكانية للتسديد بالدولار، وفق مصدر في الشركة ردّ على شائعات عن تحول القبض إلى الدولار بسعر صرف 88 ألف ليرة وقال “إلا إذا كان أمين الصندوق فاتح صراف على حسابه وهذا ما لا علم لنا به”.

الجمهورية

استغرب معنيّون تعيين رئيس ونائب رئيس لمرفق حيوي خارج العاصمة لا علاقة لهما بهذا القطاع، فقط لمحسوبيات سياسية.

رأى مسؤول دولي يفاوض لبنان بشأن الإصلاحات والقروض، بأنّ موازنة الدولة اللبنانية تحسنت بالأرقام وبمضمونها بعض الشيء عن السنوات الثلاث الأخيرة.

أشار مدير عام في وزارة سيادية إلى أنّه سيُعاد الطلب من البلديات وإلزامها بإرفاد الدولة والجهات الرقابية بالمعلومات عن العاملين وأصحاب المصالح، لإخضاعهم إلى القوانين الضريبية والمالية.

اللواء

يدور تباين داخل فريق اللجنة الدبلوماسية الخماسية تجاه أداء وقرارات تخصُّ ملفات حساسة..

لم يستقر التوجُّه النيابي بعد، حول طريقة لرفع مخصصات النائب الحالي إلى 3000 دولار أميركي، في ظل عدم السير بزيادة رواتب القطاع العام..

تتكاثر في بيروت، على نحو مثير للتساؤلات ظاهرة معارض السيارات المستوردة، على الرغم من الكساد الذي يضرب الأسواق وأسعار الجمارك المرتفعة!

نداء الوطن

عُلم أن “حزب الله” أوقف المساعدات العينية التي كانت مخصصة لعناصر “سرايا المقاومة”.

عُلم أن قرارًا سيتخذ بإنهاء الحالة الأمنية في مخيم “شاتيلا” بعد حادثة مقتل الشاب إيليو أبي حنا على يد مسلحين في المخيم.

قالت مصادر أمنية إن مخيم شاتيلا أصبح مرتعًا لتجار المخدرات، وتملك هذه المصادر لائحة بسبعين اسمًا بين لبناني وفلسطيني يقومون بهذا النشاط داخل المخيم.

البناء

يقول دبلوماسي أوروبي إن تشكيل القوة الدولية الخاصة بقطاع غزة صار مشروطاً بصدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بتوافق عربي أوروبي وإن واشنطن أبلغت الطرفين العربي والأوروبي عدم ممانعتها لذلك رغم الاعتراض الإسرائيلي. ويعتقد الدبلوماسي الأوروبي أن عودة اللغة الناعمة تجاه روسيا والصين من الجانب الأميركي تأخذ بالاعتبار على الأرجح الحاجة إلى موافقتهما على أي قرار خاص بتشكيل قوة غزة، علماً أن التعقيدات ليست شكلية لأن القرار الأممي يستحيل أن لا يتضمن إشارات واضحة نحو إقامة الدولة الفلسطينية والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وفتح المعابر وإنهاء كل القيود على دخول المساعدات الإنسانية وصولاً إلى إعادة تعويم دور الأونروا، ولذلك لا يمكن النظر للاعتراض الإسرائيلي باعتباره مجرد اعتراض على المبدأ بل على تفاصيل حتمية تشكل خطوط حمراء إسرائيلية ما يرسم علامة سؤال كبرى حول فرص تشكيل القوة الدولية.

قال خبير في الشؤون العسكرية إن أحد أبرز أسباب استبعاد خيار حرب إسرائيلية جديدة على لبنان هو اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم تنفذ منه “إسرائيل” أي بند حقق لها التزام المقاومة بإخلاء جنوب الليطاني قبل التحقق من انسحابها إلى ما وراء الخط الأزرق، كما هو النص الأصلي للقرار 1701، وإذا وقعت حرب جديدة من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى سقوط الاتفاق الحالي لوقف إطلاق النار وعودة المقاومة إلى الخط الأمامي من الحدود و”إسرائيل” التي تأمل بتحقيق نتائج أفضل في هذه الحرب ليس ضمانة بأن ذلك سوف يحدث وهي تعلم أن الحرب تحتمل ضغوطاً دولية على خلفية كل الذاكرة العالمية عن الحرب التي توقفت جزئياً قبل أسابيع قليلة كما تحتمل فرضية الفشل في الحرب البرية وهي غير واثقة من أن اتفاقاً جديداً سوف يعيد المقاومة إلى ما وراء الليطاني كالاتفاق القائم حالياً، ولذلك يبقى الخيار الأمثل لـ”إسرائيل” بقاء الاتفاق وإنجازاته والتهرب من تنفيذ التزاماته والعمل تحت سقف وجوده لتحقيق مكاسب تكتيكية تراكمية غير بسيطة بضرب بنية المقاومة.

 

لا رسائل تحذير أميركية للبنان».. هذا ما حصل خلال اللقاء بين بري وأروتاغوس!

جنوبية/28 تشرين الأول/2025

نقلت قناة “العربية” عن مصادر مطلعة أن بين الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ورئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، كان جيداً وبناء. ونفت المصادر كل ما أشيع على مدى الأيام الماضية من رسائل أميركية تحذيرية للبنان، حول حرب جديدة. وقالت إن “هذا التهويل لم يكن له مكان في اللقاء”. واعتبرت أن اللقاء الذي جمع الموفدة الأميركية ببري “يمكن البناء عليه في الفترة المقبلة”. وكشفت المصادر أن بري “أكد أن لبنان يقوم بدوره وملتزم بالاتفاقيات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار، لكن المطلوب التزام الجانب الإسرائيلي”. وأشارت إلى أن رئيس مجلس النواب أوضح أمام أورتاغوس أن لجنة المتابعة أو ما يعرف بالميكانيزم هي المعنية بتطبيق ما تم الاتفاق عليه”. كما التقت اورتاغوس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي أكد بعد اللقاء على ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائيّة (الميكانيزم)، لاسيّما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيليّة المستمرّة على لبنان، وتطبيق القرار 1701 في الجنوب، لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدّوليّة الجنوبيّة”. وشدّد على “ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيّين من العودة إلى منازلهم وترميم المتضرّر منها، خصوصًا مع اقتراب فصل الشّتاء”.ورافق أورتاغوس القائم بأعمال السّفارة الأميركيّة في لبنان كيث هاننغان، والمستشار السّياسي في السّفارة ماثيو توتيلو. وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة في البلاد والخطوات الواجب اعتمادها لاعادة الهدوء والاستقرار الى منطقة الجنوب. ومن المتوقع أن تحضر أورتاغوس، نائبة مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اجتماعاً غداً الأربعاء لمراجعة جهود الجيش اللبناني لإزالة مخابئ أسلحة حزب الله في جنوب البلاد، تماشيا مع الاتفاق الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر 2024. تأتي هذه الزيارة بعد أيام من تكثيف الغارات الإسرائيلية على جنوب وشرق لبنان، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص، معظمهم من أعضاء حزب الله، وفق ما أفادت وكالة رويترز.

في حين يخشى العديد من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين أن يكون القصف الإسرائيلي مقدمة لحملة جوية إسرائيلية موسعة على البلاد، رغم وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه العام الماضي، لاسيما بعدما حذر المبعوث الأميركي توم باراك الأسبوع الماضي من أن حزب الله قد يجد نفسه في مواجهة جديدة مع إسرائيل إذا لم تتحرك السلطات اللبنانية سريعا لنزع سلاحه بالكامل. وهو ما يرفضه حزب الله حتى الآن.

 

أورتاغوس: لا تضيِّعوا الفرصة ...لم يصدِّق

نداء الوطن/29 تشرين الأول/2025

أمس أيضًا، أثبت المجلس النيابي أنه سيِّد نفسه وليس رئيس المجلس سيده. خمسةٌ وستون نائبًا قالوا للرئيس نبيه بري: "صَدِّق أنكَ لا تستطيع أن تُصدِّق من دوننا". لم يستطِع رئيس المجلس أن يضرب بمطرقتِه ويقول"صُدِّق"، فطارت الجلسة للمرة الثانية، وأثبتت المعطيات أن الرئيس بري يستطيع أن يُخرِج أرانب من كمّيه، لكن لا يستطيع أن يجمع أكثرية على ما هو باطل. أمس انتفض النواب على رئيسهم الذي على رغم كل ثقلِه وضغطه، لم يستطِع حشد خمسة وستين نائبًا ليفتتح الجلسة، فكان الخمسة والستون مخالِفين لموقفه، ولم يُراعِه سوى سبعة وخمسون نائبًا، هم ما تبقى له من "أرانب". وفي حسابات المنتصرين والخاسرين في هذه المعركة الضروس، سجَّل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هدفًا ثمينًا في مرمى رئيس المجلس، من خلال نجاحه في حشد الاعتراض على رفض الرئيس بري طرح التعديلات على قانون الانتخابات، ولاقت جهود الدكتور جعجع جهود قامت بها أكثر من جهة.

ماذا جرى؟

مصادر نيابية واكبت عن كثب ما جرى من اتصالات سبقت الجلسة، كشفت أن هذه الاتصالات كانت بدأت يوم الجمعة بين النواة الصلبة للمعارضة والمؤلفة من "القوات" و"الكتائب" وبعض المستقلين وبعض نواب التغيير والأحد ليلًا استُكمِلت الاتصالات إلى حد الوصول إلى مسألة كتلة الاعتدال، وعلى عكس ما يشاع وما يحاول البعض الحديث عن ضغوط خارجية، فإن المصادر تكشف أن العملية كانت محلية بامتياز، واستكملت "القوات" اتصالاتها لإنضاج موقف معين. وتتابع المصادر أن ما حصل شكَّل نقطة تحول في مقاربة المسائل السياسية لأن لا إمكان للاتجاه إلى مرحلة جديدة في إدارة الملفات بأدوات قديمة، فدور الحكومة أن تأخذ مشروع القانون الذي قدَّمه وزير الخارجية يوسف رجي على محمل الجد وأن يتم بته في جلسة مجلس الوزراء، وعلى النواب الذين حضروا الجلسة الاتعاظ مما جرى والانسجام مع القواعد الشعبية، فالتحولات الاستثنائية في المنطقة تتطلب قرارات استثنائية من النواب. وفي موضوع عدد النواب الذين دخلوا الجلسة، تكشف المصادر النيابية أن العدد كان سبعة وخمسين نائبًا، فيما خمسة نواب كانوا في حرم المجلس، وكانوا مستعدين للدخول إلى الجلسة لو أصبح العدد واحدًا وستين، لكن العدد لم يصل إلى ذلك وبقي سبعة وخمسين، ما جعل النواب الخمسة يبقون خارجًا، وهذا التدقيق ينفي أن يكون العدد بلغ اثنين وستين نائبًا داخل القاعة. هكذا نجحت الأكثرية النيابية المؤيدة لمنح المغتربين الحق بالتصويت لـ 128 نائبًا، في تعطيل نصاب جلسة التشريع وقد رفعها الرئيس نبيه بري إلى موعد لم يحدد.

أورتاغوس جولة ولا كلام

دبلوماسيًا، حركة ناشطة باتجاه بيروت، الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، جالت على الرؤساء الثلاثة، فالتقت رئيس الجمهورية جوزاف عون يرافقها القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان كيث هاننغان والمستشار السياسي في السفارة ماثيو توتيلو. في اللقاء أكد الرئيس عون "ضرورة تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم" لا سيما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية". كما شدد على"ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة إلى منازلهم وترميم المتضرر منها خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء". وكانت الموفدة الأميركية بدأت جولتها بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والتقت رئيس الحكومة نواف سلام.

الموفدة الأميركية: "الحزب" يخرق الاتفاق

وعلمت "نداء الوطن" أن جولة أورتاغوس على المسؤولين ركزت على الوضع الأمني المقلق، وأشارت إلى أن استمرار الوضع في لبنان على هذا الشكل غير مفيد وتجب معالجته وهناك رغبة أميركية بالحل، ودعت لبنان إلى الاستفادة من الزخم الأميركي مثلما حدث في غزة ويحصل في سوريا. وشددت على أن خيار الرئيس ترامب هو الذهاب نحو سلام شامل وهذه الفرصة متاحة للبنان ويجب عدم تضييعها، وعلى لبنان الّا يكون خارج مركب السلام. ونقلت أورتاغوس خشية إسرائيل من تحركات "حزب الله" وإعادة بناء قدراته، وأشارت إلى أن إسرائيل قلقة من هذا الموضوع لأن "الحزب" يخرق وقف إطلاق النار وإذا لم تعالج الدولة مسألة تحركات "الحزب" فهذا يعرض الوضع للاهتزاز، بينما تريد واشنطن استمرار الهدنة. وأشارت أورتاغوس إلى تفعيل عمل الميكانيزم ودعمها والاستعداد لتفعيل نشاطها وتطويره كما استمرار واشنطن في دعم الجيش اللبناني. وعن لقاء الرئيس عون وأورتاغوس، أوضحت المصادر أن الجو التصعيدي الذي أثير في الإعلام غير صحيح وتخلل اللقاء عرض للأفكار ولا شيء نهائيٌ، وكان هناك موقف من المسؤولين اللبنانيين، إذ أكد الرئيس عون جهوزية لبنان للمباشرة بمفاوضات غير مباشرة وبرعاية واشنطن، وتحدث عن الخروقات الإسرائيلية واستمرارها باحتلال أراضٍ لبنانية ومنعها الجيش من الوصول إلى الحدود مما يؤخر تطبيق القرار 1701.

مصر على خط المساعي

في موازاة جولة أورتاغوس، رئيس المخابرات المصرية في بيروت. اللواء حسن رشاد اجتمع برئيس الجمهورية فوضعه في جوّ الجهود التي تم القيام بها في غزة وأبدى استعداد مصر للمساعدة في إرساء الاستقرار في لبنان. كما جدد التأكيد على دعم مصر للبنان. وحمّل الرئيس عون رشاد تحياته إلى الرئيس السيسي، شاكرًا الدعم الذي تقدمه جمهورية مصر العربية للبنان في المجالات كافة، مرحبًا بأي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه".وبحسب معلومات "نداء الوطن" أن اللواء رشاد تحدث عن زيارته إلى إسرائيل ولقائه المسؤولين الإسرائيليين، لكنه لم يحمل مبادرة كاملة، بل أكد استعداد بلاده لتقريب وجهات النظر ولعب دور في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل إذا أراد لبنان ذلك، خصوصًا أن الوضع على الأرض خطير ولا تريد القاهرة انفجاره.

الموفد السعودي تأجيل لا إلغاء

وليس بعيدًا، تؤكد معلومات "نداء الوطن" أن زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان إلى لبنان لم تلغ بل تأجلت، لكي تتضح الصورة خصوصًا في موضوع المفاوضات وكي تكون الزيارة مثمرة وتحمل جدول أعمال واضحًا بعد متابعة سعودية حثيثة للملف اللبناني وملفات سوريا وغزة والمنطقة.

الجيش يسلك طريقًا وعرًا

في الموازاة، قال مصدران لـ "رويترز" إن الجيش اللبناني فجّر عددًا كبيرًا من مخازن أسلحة "حزب الله" لدرجة أن المتفجرات التي بحوزته نفدت، وذلك في وقت يسابق فيه الزمن للوفاء بمهلة تنتهي نهاية العام لحصر السلاح بيد الدولة. وقال المصدران، وأحدهما أمني والآخر مسؤول لبناني، إن النقص في المتفجرات، الذي لم تفد أي تقارير به من قبل، لم يمنع الجيش من تسريع وتيرة مهام التفتيش للبحث عن أسلحة مخبأة في الجنوب.وقال أحد المصدرين ومسؤولان آخران مطلعان على أنشطة الجيش إن الجيش يكتفي الآن بإغلاق المواقع التي يعثر عليها بدلًا من تدميرها لحين وصول دفعات أميركية من العبوات الناسفة وغيرها من المعدات العسكرية.وأفاد المسؤولان الآخران المُطلعان بأن عمليات التفتيش أسفرت عن العثور على تسعة مخابئ أسلحة جديدة في أيلول وتم أيضًا إغلاق عشرات الأنفاق التي كانت الجماعة تستخدمها، ويجري تجنيد المزيد من الجنود للانتشار في الجنوب. لكن التقدم في بقية أنحاء البلاد يبدو أنه غير مؤكد بنفس القدر.وقال مسؤول لبناني ثانٍ قريب من "حزب الله" ومصدران أمنيان إنه رغم التقدم الذي أحرزه الجيش، فإنه يريد تجنب تأجيج التوتر وكسب الوقت للسياسيين اللبنانيين للوصول إلى توافق في الآراء بشأن ترسانة الجماعة في أجزاء أخرى من البلاد .

 

الفرصة الأخيرة» قبل الانفجار.. قمة في شرم الشيخ لأجل لبنان؟

جنوبية/28 تشرين الأول/2025

مع استمرار التصعيد الاسرائيلي تجاه لبنان، تتقاطع التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية في محاولة لتجنب انزلاق البلاد إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل. ويحمل اليوم جدول لقاءات الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت ثقلًا سياسيًا لافتًا، إذ من المقرر أن تبحث مع رئيس الجمهورية جوزاف عون وعدد من المسؤولين اللبنانيين ملف التفاوض مع إسرائيل، وهو الملف الذي عاد إلى الواجهة بقوة في ظل اشتداد التوتر على الحدود الجنوبية. وتشير المعلومات إلى أن أورتاغوس ستعرض آلية تفاوض جديدة برعاية أميركية، وسط تمسك لبنان بموقفه الداعي إلى الحوار ضمن إطار السيادة الوطنية.

في موازاة التحرك الأميركي، برزت أيضًا زيارة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد إلى بيروت، في سياق حراك عربي واسع مدعوم سعوديًا، يهدف إلى بلورة مبادرة تضمن للبنان الخروج من دائرة التصعيد، وتضع أسسًا لتسوية سياسية شاملة تشبه في بعض تفاصيلها اتفاق غزة.

وتكشف المعطيات أن القاهرة تعمل على استكشاف إمكانية عقد قمة عربية – إقليمية قد تفضي إلى اتفاق سلام، شرط أن يلتزم لبنان بسيادة الدولة على أراضيها واحتكارها قرار السلم والحرب. وفي ظل استمرار تصلب مواقف “حزب الله”، تزداد المخاوف من أن تكون هذه الجهود بمثابة الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان من حرب وشيكة.  وفي التفاصيل ذكرت صحيفة “نداء الوطن” أن التفاوض مع إسرائيل سيكون الطبق الأساسي في لقاءات الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس اليوم مع رئيس الجمهورية جوزاف عون والمسؤولين، وبالنسبة إلى موقف لبنان فسيستمع الرئيس عون إلى الآلية التي ستطرحها أورتاغوس والتي تحملها معها، علمًا أن الرئيس عون أكد أنه مع التفاوض برعاية أميركية. وأشارت الصحيفة إلى أن ما يحصل مع أورتاغوس والسفير المصري علاء موسى الذي جال أمس على الرئيسين عون وسلام هو محاولة لمنح لبنان الفرصة الأخيرة لتجنيبه حربًا إسرائيلية جديدة. لكن المؤشرات تفيد بأن الأمور ليست على ما يرام نتيجة إصرار “حزب الله” على التمسك بسلاحه. وقال مصدر سياسي لـ “نداء الوطن” إن مدير المخابرات المصرية حسن رشاد الذي يصل إلى بيروت اليوم لا يحمل رسالة إسرائيلية، وإن تصوير الزيارة في هذا الإطار هو استخفاف بالدور العربي الذي تمثله مصر.

أضاف المصدر: “الحراك المصري تجاه لبنان مدعوم سعوديًا وهدفه بلورة تصور داعم للبنان عنوانه آلية عملية لمبدأ التفاوض شبيه بما اعتمد في اتفاقية غزة. كما إن الزيارة بمثابة استكشاف لإمكانية عقد قمة في شرم شيخ أو في مدينة الرياض لتوقيع اتفاقية سلام وهذا يحتاج إلى التزام لبناني واضح بتنفيذ ما سبق والتزم به الحكم الجديد في لبنان لجهة سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الشرعية وحصر قرار السلم والحرب بيدها دون سواها”. وخلص المصدر إلى القول: “إن أي مشروع حل عربي أساسه التزام بالقرار العربي بعيدًا من الزواريب اللبنانية والتعهدات الجانبية التي صارت مكشوفة للخارج وفترة السماح للبنان قاربت على الانتهاء”. وأمس أكد السفير المصري علاء موسى بعد لقاء الرئيس جوزيف عون:ان ما أخذه شكل الخروقات الاسرائيلية ضد لبنان والمدى الذي وصلت اليه، يستدعي ان يكون هناك تحرك من اصدقاء لبنان ومن لهم علاقات مع مختلف الاطراف لوقف هذا الامر، والتوصل لحل جذور المشكلة من اساسها. واكد ان كل المؤشرات التي تأتي من رئيس الجمهورية «تشير الى انه يسعى الى تحقيق مصلحة لبنان ولديه مقاربة موضوعية ونحن ندعمها بالكامل»، مشددا على وقوف مصر الى جانب لبنان.

وسئل: هل زيارة مدير المخابرات المصرية للبنان تحمل تهديدا ام تحمل مبادرة جديدة؟ اجاب: إن ما يحصل من تطور في الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، سواء في مداها الجغرافي، او في وتيرتها او في اهدافها او نوع الاهداف يجعلنا في الحقيقة نحتاط مما هو قادم في المستقبل. فعندما تتحدث مصر، او تتحرك، او يتوسط بعض المسؤولين المصريين لس بهدف التحذير، ولا لنقل رسائل تهديد بل هي تسعى الى مشاركة الطرف اللبناني في ما تراه من امور يجب اخذ الاحتياط منها. وهذه هي المقاربة المصرية وما تقوم به مصر على مستوى مسؤوليها.

 

مساعٍ مصرية ــ أميركية لإخراج لبنان من أزمته

الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

رشاد وأورتاغوس في بيروت بعد تل أبيب... و«يونيفيل» تسقط مسيّرة إسرائيلية

تكشف زيارة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت اليوم، بعد ساعات على وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى العاصمة اللبنانية، عن مساعٍ مصرية - أميركية لإخراج لبنان من أزمته في ظل تمادي إسرائيل في خروقها واعتداءاتها وعدم التزامها بوقف الأعمال العدائية. ووصلت أورتاغوس إلى بيروت، قادمة من تل أبيب التي كان قد زارها رشاد الأسبوع الماضي. وقال مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط» إن رشاد لا يحمل أفكاراً جاهزة وإن مهمته تتلخص في استكشاف الموقف اللبناني لتقدير ما إذا كانت الأبواب مفتوحة أمام قيام القيادة المصرية بوساطة على غرار الوساطة في غزة. في غضون ذلك، سجّلت قوات «اليونيفيل» سابقة، بإسقاط مسيّرة إسرائيلية حلّقت فوق دورية للبعثة «بشكل عدواني» ما اضطرها لإطلاق النار عليها وإسقاطها، قبل أن يطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه قوات حفظ السلام.

 

مدير المخابرات المصرية يستطلع الأجواء للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل

هل من جديد تحمله الموفدة الأميركية من تل أبيب للرؤساء؟

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

يقف لبنان على موعد مع حدثين يتصلان بالوضع المأزوم في جنوبه امتداداً إلى بقاعه، في ظل تمادي إسرائيل في خروقها واعتداءاتها وعدم التزامها بوقف الأعمال العدائية. يتمثل الأول بالزيارة الخاطفة لرئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت في الساعات المقبلة، أما الثاني فيتمثل بالمحادثات التي ستجريها نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس القادمة من تل أبيب، وعلى جدول أعمالها اجتماعها بالرؤساء الثلاثة (الجمهورية جوزيف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام) للوقوف على ما لديها من جديد، في ضوء معاينتها من الجانب الإسرائيلي للحدود اللبنانية المتاخمة لها، كونها مكلفة بمواكبة اجتماعات لجنة المراقبة الدولية الموكل إليها تثبيت وقف إطلاق النار وحضورها اجتماعها الأسبوعي يوم الأربعاء.

تصاعد التأزم

وتأتي المحادثات التي سيجريها اللواء رشاد وأورتاغوس على وقع تصاعد وتيرة التأزم بين بري ومعارضيه الذين قرروا مقاطعة الجلسة التشريعية التي تُعقد استكمالاً للجلسة السابقة، احتجاجاً على امتناعه عن إدراج اقتراح القانون المعجّل المكرر الرامي إلى شطب المادتين 112 و122 من قانون الانتخابات النيابية، بما يسمح للبنانيين في الاغتراب بالاقتراع من مقر إقامتهم، بحسب قيودهم في لوائح الشطب لـ128 نائباً. ويقف على رأس مقاطعي الجلسة حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وعدد وافر من النواب التغييريين والمستقلين، فيما يرفض «اللقاء الديمقراطي» مقاطعة الجلسات وإن كان يتوافق وإياهم على شطبهما من القانون.

فريق أمني مصري بارز

فزيارة رشاد للبنان هي الأولى لمسؤول أمني مصري بارز من العيار الثقيل ومعه فريق من كبار الضباط الأمنيين برتبة لواء منذ فترة طويلة، ويُتوقع أن يلتقي الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل بحضور مدير المخابرات العميد طوني قهوجي، وعلى جدول أعمال لقاءاته بند وحيد يتعلق بالوضع المأزوم في الجنوب وإمكانية الخروج منه بمساعدة من القيادة المصرية، التي لا تخفي قلقها حيال احتمال لجوء إسرائيل لتوسعة الحرب، وتبدي استعدادها للتدخل في حال ارتأى لبنان أن هناك ضرورة لذلك.

مهمة رشاد

وفي هذا السياق، قال مصدر وزاري لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط» إن رشاد لا يحمل أفكاراً جاهزة، وأن مهمته تبقى في إطار الاستماع إلى وجهة نظر الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، في حال أنه باستكشافه للموقف اللبناني لمس أن الأبواب مفتوحة أمام قيام القيادة المصرية بوساطة على غرار تلك التي قامت بها بين حركة «حماس» وإسرائيل بضوء أخضر أميركي، أدت إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة تأييداً للخطة التي طرحها الرئيس دونالد ترمب، رغم أن تنفيذها لا يزال في بدايته. واستغرب المصدر الوزاري ما أخذ يشيعه البعض، استباقاً لزيارة رشاد، بأنه يحمل معه تحذيراً إسرائيلياً للبنان هو أقرب إلى الإنذار، وينطوي على استعدادها لتوسعة الحرب في حال لم يُستجب لشروطها.

تشاور وتفهم

وأكد المصدر، نقلاً عن دبلوماسي عربي بارز مواكب للزيارة، أن لا صحة لما أشيع، وأن مجيئه إلى بلد شقيق يأتي في سياق التضامن معه والتشاور مع قيادته في السبل الآيلة لإخراجه من الوضع المأزوم، مبدياً استعداد القيادة المصرية للقيام بكل ما تراه أركان الدولة مناسباً لتهيئة الظروف أمام تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا والتزم به لبنان بخلاف إسرائيل. وأضاف المصدر: «نحن نتفهم الموقف اللبناني ونتعاون لوقف مسلسل الاعتداءات عليه».

تأييد حصرية السلاح

ولفت إلى أن القيادة المصرية كانت أول من بادر لتأييد قرار الحكومة اللبنانية بتبنّيها الخطة التي أعدتها قيادة الجيش لتطبيق حصرية السلاح بيد الدولة لبسط سلطتها على جميع أراضيها تنفيذاً للقرار 1701. وقال إن الموفد الأمني المصري يُكلَّف، كما هو معروف عنه، بمهام سياسية وأمنية فوق العادة، وبطلب مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان شارك بشكل فاعل في المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل التي أدت لوضع آلية لإنهاء الحرب في غزة. وتوقّف المصدر أمام زيارة رشاد إلى تل أبيب الأسبوع الماضي واجتماعه برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وتواصله مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف الذي شارك في المفاوضات التي استضافتها القاهرة. وتنقّل أيضاً ما بين قطر وإسرائيل لتذليل المعوقات التي مهدت للتوافق على إنهاء الحرب. وسأل، نقلاً عن المصدر الدبلوماسي، ما إذا كان استعداد مصر للقيام بوساطة موضع نقاش بينه وبين نتنياهو؟

ترحيب لبناني بزيارة رشاد

وكشف المصدر أن مجرد إعلام القاهرة بيروت بإيفادها اللواء رشاد قوبل بارتياح لبناني عبّر عنه الرؤساء الثلاثة أمام زوارهم. وقال إذا كان المقصود بإصرار تل أبيب، بتناغمها مع الولايات المتحدة على استدراج لبنان للموافقة على التفاوض مباشرة مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لتطبيق القرار 1701؛ فإن المشكلة لا تكمن في عدم وجوده، وإنما تقع على عاتق إسرائيل برفضها تطبيقه، مع أن واشنطن تعهدت بإلزامها بتنفيذه ولم تفِ حتى الساعة بما وعدت به.

إنقاذ الوضع

ورأى المصدر الوزاري أن القاهرة بإيفادها رشاد، أرادت تمرير رسالة تبدي فيها استعدادها للعب دور يؤدي لإنقاذ الوضع في الجنوب، لكنها لن تُقدم على أي خطوة ما لم تلق الضوء الأخضر من لبنان. وأكد أنه لا يحمل أفكاراً جاهزة وهو يرغب في الوقوف على الرأي اللبناني وما لدى الرؤساء من معطيات. وأكد أن لا مجال أمام «حزب الله» للاعتراض على الوساطة المصرية بناء على موافقة لبنانية، خصوصاً أنه لم يسبق له أن اعترض على وساطتها بين «حماس» وإسرائيل لتطبيق خطة ترمب لإنهاء الحرب، وبالتالي لم يعد من خيار أمامه سوى التموضع خلف القرار الرسمي اللبناني بدل التباهي بأنه استعاد بناء قدراته العسكرية ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها.

وهذا ما ادعته «حماس» عندما وافقت على وقف النار، مع أن غزة ولبنان دفعا أكلافاً مادية وبشرية لا تقدّر بثمن ترتبت على قرار تفردا باتخاذه من دون أن يحسبا أي حساب لرد إسرائيل.

إعاقة مشروع الدولة

وقال إنه آن الأوان للحزب للتواضع، وهو ليس مضطراً لمحاكاة بيئته لرفع معنوياتها بتوفير الذرائع لإسرائيل، مع أنها ليست في حاجة إليها، بخلاف لبنان الذي يتعرض لحصار دولي وإقليمي رداً على احتفاظ «حزب الله» بسلاحه الذي يشكل عائقاً أمام النهوض بمشروع الدولة.

ماذا تحمل أورتاغوس؟

لذلك لا بد من التريث قبل إصدار الأحكام المسبقة على ما ستحمله محادثات رشاد في بيروت من نتائج تتلازم مع لقاءات أورتاغوس بالرؤساء الثلاثة، وإن كان تحديد موعد اجتماعها ببري يتوقف على عامل الوقت لأنه يتزامن وانعقاد الجلسة التشريعية، لكنه يبقى قائماً بحسب تأكيد مصدر نيابي لـ«الشرق الأوسط»، للوقوف على ما لديها من ملاحظات في معاينتها للحدود اللبنانية. وسأل: هل ستستبق الاجتماع الأسبوعي للجنة المراقبة لتؤكد تأييدها لتفعيل اجتماعاتها لوقف الأعمال العدائية؟ أم ستحمل في جعبتها أمر عمليات بتطبيق فوري لحصرية السلاح، وإلا فالآتي أعظم؟

 

قياديو «حزب الله» في مرمى الاغتيال الإسرائيلي مجدداً بعد أشهر من التركيز على استهداف العناصر

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

بعد أشهر من تركيز إسرائيل استهدافاتها وعمليات الاغتيال على عناصر في «حزب الله»، كان لافتاً في الأيام الأخيرة إقدام «حزب الله» على نعي اثنين من قيادييه. الأول تم استهدافه في منطقة النبطية جنوب لبنان، يوم الجمعة الماضي، وقال الجيش الإسرائيلي إنّه اغتال عباس حسن كركي، قائد اللوجيستيات في قيادة الجبهة الجنوبية لـ«حزب الله»، فيما نعاه «حزب الله» بوصفه بـ«الشهيد القائد». أما الثاني فتم اغتياله في بلدة النبي شيت في البقاع اللبناني شرق البلاد يوم الأحد ونعاه «حزب الله» بوصفه «القائد الدكتور» علي الموسوي. أما الجيش الإسرائيلي فقال إن «الموسوي كان يعمل تاجراً للأسلحة ومهرباً للوسائل القتالية في صفوف (حزب الله) وتورط في شراء الأسلحة ونقلها من سوريا إلى لبنان وشكل عنصراً مهماً في أعمال إعمار وتسلح الحزب». ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، لم يُصنّف «حزب الله» أياً ممن اغتالتهم إسرائيل قياديين رغم إعلان الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة أن من اغتالهم موكلون بمهمات قيادية. وكان الحزب نشر أسماء وصور 35 قيادياً كبيراً اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب، بالإضافة إلى الأمينين العامين السابقين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.

من الصف الثاني إلى الأول

حسب الباحث في «الشركة الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، فإن عدد قتلى الحزب إبان الحرب بلغ 4600 قتيل، أما وبعد انتهائها وحتى اليوم، فتم اغتيال 385 عنصراً. ولفت شمس الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معظم هؤلاء من مسؤولي المناطق، أي مستوى الصف الثاني أو الثالث، لكن البعض مثل عباس كركي وعلي الموسوي اللذين تم اغتيالهما في نهاية الأسبوع الماضي فهما من الصف الأول. ومعظم عمليات الاغتيال التي نفذت خلال الأشهر العشرة الأخيرة تمت خلال تنقل العناصر على الطرقات وبشكل أساسي في مناطق جنوب لبنان.

الكوادر العسكرية والأمنية

ويعتبر علي الأمين، المحلل السياسي المعارض لـ«حزب الله» ورئيس تحرير موقع «جنوبية»، أنه «من الواضح والثابت أن الاغتيالات تطال كوادر في (حزب الله)، وذلك أن انطباعاً بات راسخاً في أوساط الحزب وجمهوره أن المحازبين الذين لا يقومون بمهمات عسكرية أو متصلة به، لا يشعرون بخطر استهدافهم، وبعضهم يعبر بثقة عن أنه لا يتولى أي مهمات أمنية أو عسكرية لذا لا خطر عليه». وقال الأمين لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجديد هو أن ثمة تصعيداً إسرائيلياً، والترجيحات تشير إلى أن الاغتيالات والاستهدافات الإسرائيلية تتركز على المنخرطين في الوظائف الأمنية والعسكرية والمرتبطة بها، لذا يمكن الإشارة إلى المهندسين اللذين استهدفا قبل أسبوعين في محيط النبطية، بما يشير إلى أن الأهداف الإسرائيلية تبدو مركزة على من تزعم أنهم كوادر لـ(حزب الله)». ويضيف أن «الأرجح أن إسرائيل تريد استهداف البنية التحتية والعسكرية لـ(حزب الله) أو ما تبقى منها، لا سيما وأن مؤسسات الحزب المدنية والاقتصادية المعروفة لا تشكل هدفاً منذ وقف الأعمال العدائية، لذا يمكن ملاحظة أن نواب (حزب الله) مثلاً يتنقلون بشكل شبه طبيعي في مناطق عدة، من هنا يمكن القول إن الأهداف الإسرائيلية لا تزال تتركز على الأمنيين والعسكريين داخل الحزب ومن يرتبطون بالمنظومة القتالية».

هجمات على ثلاث مناطق

وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن هجمات تل أبيب على لبنان تركز حالياً على 3 مناطق؛ أولاً منطقة الحدود الجنوبية اللبنانية بحيث تؤدي الهجمات الإسرائيلية المركزة إلى «تآكل البنية التحتية لـ(قوة الرضوان)، ولكنها تُظهر أيضاً أن (حزب الله) يحاول استعادة البنية التحتية لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وجمع المعلومات الاستخبارية، وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات بالقرب من الحدود». أما المنطقة الثانية، فهي النبطية وخربة سلم وكفر دونين «حيث مراكز القيادة والسيطرة لقوات (حزب الله)، ما يسمح بالفصل بين المستوى القتالي ومستويات القيادة». وتهدف الهجمات على المنطقة الثالثة أي البقاع شرقاً إلى «إلحاق الضرر بالبنية التحتية الاستراتيجية، حيث تُقدر هذه المنطقة بأنها خط شريان لوجستي ومنطقة تخزين للأسلحة الإيرانية والصواريخ بعيدة المدى والأسلحة التي يتم تهريبها إلى لبنان».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

فانس: وقف إطلاق النار في غزة صامد

واشنطن/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

قال جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة صامد رغم الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة وتبادل إسرائيل وحركة «حماس» الاتهامات بانتهاكه. وقال فانس للصحافيين: «وقف إطلاق النار صامد. هذا لا يعني أنه لن تكون هناك مناوشات صغيرة هنا وهناك». وأضاف: «لدينا علم بأن (حماس) أو جهة أخرى داخل غزة هاجمت جندياً (إسرائيلياً). نتوقع أن يردّ الإسرائيليون، لكنني أعتقد أن السلام الذي أعلنه الرئيس سيصمد رغم ذلك».

 

كاتس: «حماس» هاجمت قواتنا في غزة وستدفع ثمناً باهظاً

تل أبيب/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن حركة «حماس» هاجمت قواته في قطاع غزة، متوعداً إياها بدفع «ثمن باهظ». وجاء في بيان صدر عن كاتس: «ستدفع منظمة (حماس) الإرهابية ثمناً باهظاً لهجومها على جنود الجيش الإسرائيلي في غزة ولانتهاكها الاتفاق الخاص بإعادة جثامين الرهائن»، مؤكداً أن «هجوم (حماس) اليوم على جنود الجيش الإسرائيلي في غزة يُعد تجاوزاً حاداً لخط أحمر، سيرد الجيش الإسرائيلي عليه بقوة كبيرة».

 

الجيش ينفّذ أمر نتنياهو ويقصف غزة وسط تصاعد لأزمة تسليم بقايا جثة إسرائيلية... وإصابة حرجة لجندي في حدث أمني برفح

غزة/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

قال شهود إن طائرات إسرائيلية شنت غارات على مدينة غزة اليوم الثلاثاء، بعد وقت قصير من إصدار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامره للجيش بشن هجمات «قوية» في قطاع غزة على الفور.وقد أمر نتنياهو، الجيش بشن غارات و«عمليات قوية» في قطاع غزة فوراً بعد اتهامه حركة «حماس» بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء. وجاء في البيان «عقب المشاورات الأمنية، وجّه رئيس الوزراء نتنياهو الجيش بتنفيذ غارات قوية وفورية على قطاع غزة».

وقال شهود ووسائل إعلام تابعة لـ«حماس» إن قصفاً إسرائيلياً استهدف منطقة قرب أكبر مستشفى لا يزال يعمل في شمال غزة وإن عدد القتلى والمصابين غير معروف. وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام فلسطينية في غزة بمقتل 11 شخصاً في غارات وعمليات قصف مختلفة، خصوصاً في جنوب القطاع. وأوردت تقارير إعلامية إسرائيلية أن نتنياهو قرر توسيع سيطرة الجيش على أراضي قطاع غزة وأنه يجري اتصالات مع مسؤولين أميركيين كبار للتنسيق بشأن القرار. من جهتها أعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الثلاثاء، أنها ستؤجّل تسليم جثة رهينة كان من المقرر تسليمها اليوم بسبب ما قالت إنها انتهاكات إسرائيلية. وألقت أزمة تسليم حركة «حماس» بقايا جثمان أسير أُعيد إلى إسرائيل، ليلة الاثنين، بتوترات على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد قرابة ثلاثة أسابيع على دخوله حيز التنفيذ برعاية أميركية وإقليمية. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن بقايا الجثمان تعود لأوفير تسرفاتي، الذي أُعيد جزء من جثمانه من قطاع غزة في عملية إسرائيلية قبل نحو عامين. ونشرت وسائل إعلام عبرية، الثلاثاء، مقطعاً مصوراً من طائرة مسيّرة تُظهر عناصر يحاولون دفن كيس أبيض، وبعدها ظهرت عناصر ترتدي ملابس الصليب الأحمر في موقع العثور على الجثمان.واتهم مسؤولون في مكتب نتنياهو وفي الجيش الإسرائيلي حركة «حماس» بعرض ما قالوا إنه «مسرحية»، قام خلالها مقاتلون من الحركة بـ«نقل بقايا الرفات من شقة سكنية إلى حفرة مستحدثة، قبل أن يتصلوا بالصليب الأحمر من أجل استخراج الجثمان»، وفق زعمهم. لكن «حماس» أصدرت بياناً قالت فيه إن «مزاعم الاحتلال حول تباطؤ المقاومة في التعامل مع هذا الملف ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتهدف إلى تضليل الرأي العام»، مضيفة أن «الاحتلال يسعى إلى فبركة ذرائع زائفة تمهيداً لاتخاذ خطوات عدوانية جديدة ضد شعبنا، في تجاوز صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار».

اشتباكات في رفح

تواكبت أزمة تسليم بقايا الجثة، مع تقارير إسرائيلية، الثلاثاء، تفيد بأن حدثاً أمنياً جديداً وقع في رفح جنوب قطاع غزة تسبب في إصابة جندي إسرائيلي بجروح حرجة، بينما ذهبت منصات غير رسمية تابعة لمستوطنين لإعلان مقتله. وبحسب القناة 12 العبرية، فإن «عناصر مسلحة من (حماس) خرجت من فتحة أحد الأنفاق داخل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأطلقت النار تجاه الجنود ما أدى لإصابة أحدهم بجروح حرجة»، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه تعرض لإطلاق نار من قناص. وسُمع دوي انفجارات في رفح وشرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، إثر قصف مدفعي عنيف تعرضت له تلك المنطقة. ولوحظ تحليق الطائرات الحربية في سماء المنطقة على ارتفاعات منخفضة، بينما هبطت طائرة هليكوبتر في مكان قريب. وقالت مصادر ميدانية فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن عمليات القصف المدفعي تشير إلى منطقة شرق رفح، لكنها أضافت أن «التفاصيل المؤكدة حول ملابسات الحادث تبدو غامضة حتى الآن في ظل استمرار القصف».في غضون ذلك، أطلقت آليات إسرائيلية النيران تجاه مجموعة من الفلسطينيين في حي الزيتون جنوب مدينة غزة (شمال القطاع)، ما أدى لإصابة اثنين بجروح وُصفت حالة أحدهما بالخطيرة.

 

بقايا جثة إسرائيلية تُوتر أجواء اتفاق غزة

نتنياهو ينتظر تنسيقاً مع واشنطن قبل الرد... والحركة تتهم إسرائيل بـ«فبركة ذرائع» لعدوان جديد.

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

ألقت أزمة تسليم حركة «حماس» بقايا جثمان أسير أُعيد إلى إسرائيل، ليلة الاثنين، بتوترات على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد قرابة ثلاثة أسابيع على دخوله حيز التنفيذ برعاية أميركية وإقليمية. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن بقايا الجثمان تعود لأوفير تسرفاتي، الذي أُعيد جزء من جثمانه من قطاع غزة في عملية إسرائيلية قبل نحو عامين. وهدد نتنياهو باتخاذ إجراءات للرد على ما وصفها بـ«خروقات (حماس)»؛ وعقد اجتماعاً أمنياً لبحث التطورات، كما قرر الجيش عدم السماح لعناصر الحركة بالتواجد والبحث عن الجثث بصحبة الصليب الأحمر في المواقع الواقعة غرب «الخط الأصفر»، حيث يفرض سيطرته وفق اتفاق وقف إطلاق النار. ونشرت وسائل إعلام عبرية، الثلاثاء، مقطعاً مصوراً من طائرة مسيّرة تُظهر عناصر يحاولون دفن كيس أبيض، وبعدها ظهرت عناصر ترتدي ملابس الصليب الأحمر في موقع العثور على الجثمان. واتهم مسؤولون في مكتب نتنياهو وفي الجيش الإسرائيلي حركة «حماس» بعرض ما قالوا إنه «مسرحية»، قام خلالها مقاتلون من الحركة بـ«نقل بقايا الرفات من شقة سكنية إلى حفرة مستحدثة، قبل أن يتصلوا بالصليب الأحمر من أجل استخراج الجثمان»، وفق زعمهم.

«حماس» تتهم إسرائيل بـ«الفبركة»

لكن «حماس» أصدرت بياناً قالت فيه إن «مزاعم الاحتلال حول تباطؤ المقاومة في التعامل مع هذا الملف ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتهدف إلى تضليل الرأي العام»، مضيفة أن «الاحتلال يسعى إلى فبركة ذرائع زائفة تمهيداً لاتخاذ خطوات عدوانية جديدة ضد شعبنا، في تجاوز صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار». ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي كبير أن «اجتماع نتنياهو بشأن الرد على انتهاك (حماس) انتهى دون اتخاذ أي قرارات في هذه المرحلة». وحسب الموقع، قدم الجيش الإسرائيلي حزمة من الردود المحتملة، بما في ذلك استئناف الغارات على غزة، موضحاً أن «نتنياهو اختتم الاجتماع بالإشارة إلى ضرورة التنسيق مع الولايات المتحدة لتحديد الخطوات التي يمكن اتخاذها». وحسب «القناة 12» الإسرائيلية، ستنظر إسرائيل في تطبيق عقوبات محددة بالتنسيق مع الأميركيين، تشمل الاستيلاء على أراضٍ إضافية في قطاع غزة. وحسب القناة، «ناقش مسؤولون في إسرائيل والولايات المتحدة فرض عقوبات محتملة على (حماس)، التي ترفض إعادة جميع المختطفين».

«نقل الخط الأصفر»

وصرح مسؤولون إسرائيليون وأميركيون كبار بأن «إدارة الرئيس دونالد ترمب عارضت فرض عقوبات من شأنها أن تؤثر على المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة»، معتبرين أن مثل هذه الخطوة «ستضر بالسكان وليس (حماس) ولكنهم كانوا منفتحين على مناقشة خطوة مثل نقل الخط الأصفر غرباً، وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية إلى الأراضي التي انسحبت منها»، وفق التقرير العبري. وقبل أن يعقد نتنياهو الاجتماع الأمني، دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى «صياغة ردود قوية وحازمة، لضمان التزامنا بالهدف الأساسي للحرب، وهو القضاء على (حماس) وإزالة التهديد الذي تشكله غزة على مواطني إسرائيل».

ضغوط للرد

وغرّد عضو الكنيست إسحاق كرويزر قائلاً: «يجب أن نعود إلى القتال العنيف حتى عودة آخر المختطفين وهزيمة (حماس). العودة إلى القتال الآن». وقال بيني غانتس، زعيم المعارضة ورئيس حزب «أزرق أبيض»: «لا يمكن أن تستمر الانتهاكات دون ردّ حازم، وإلا فلن نفعل شيئاً ونعود إلى السابع من أكتوبر». كما دعا رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذي يُعتبر المنافس الأقوى لنتنياهو في الانتخابات المقررة العام المقبل، إلى تدمير «حماس». وقال في بيان: «(حماس) سرطان. يجب تدمير (حماس)». وأصدر مقر عائلات المخطوفين بياناً قال فيه: «إن الانتهاكات المتكررة من قبل (حماس) ووثائق الجيش تثبت ما نعرفه بوضوح وحسم: (حماس) تعلم بمكان جميع المختطفين، وتواصل التصرف باستخفاف، وتخدع الولايات المتحدة والوسطاء، وتمس بكرامة أحبائنا. لا يمكن للحكومة الإسرائيلية، ولا يجب عليها، أن تتجاهل هذا، ويجب عليها أن تتخذ إجراءات حاسمة ضد هذه الانتهاكات». وأضاف البيان: «يجب ألا تُمنح (حماس) أي تنازلات لانتهاكها الاتفاق. سيُقاس نجاح رئيس الوزراء في تنفيذ الاتفاق بعودة آخر مختطف. لن يترك شعب إسرائيل أحداً خلفه، ولن يقبل بواقع مختلف».

إسرائيل ترفض تشكيل فريق متعدد الأطراف للدخول إلى غزة لاستعادة جثث الرهائن

مصادر: فيتو تل أبيب على وجود قوات تركية أو قطرية في القطاع الفلسطيني أجبر الوسطاء على إرسال فريق مصري فقط

رفضت إسرائيل مبادرةً طرحتها الدول التي توسطت في وقف إطلاق النار في غزة، والتي كانت ستؤدي إلى تشكيل فريق متعدد الأطراف مُكلّف بدخول غزة، واستعادة جثث الرهائن المتوفين المتبقين في القطاع، وفقاً لما ذكره دبلوماسيان عربيان لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وأضاف الدبلوماسيان العربيان أن المبادرة كانت ستشمل ممثلين من إسرائيل والولايات المتحدة وقطر وتركيا ومصر، لتشكيل فريق بحث مشترك يتبادل القدرات والمعلومات الاستخباراتية المتقدمة لتحديد مكان بقايا الرهائن المتبقين واستعادتهم. ورفضت إسرائيل بشدة منح دور للقوات التركية والقطرية في غزة، واكتفى الوسطاء بمقترح بديل ينص على دخول فريق بحث مصري إلى القطاع. دخل الفريق المصري القطاع في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكنه لم يلعب دوراً بعد في استعادة الرهائن الإضافيين، وفقاً لأحد الدبلوماسيين العرب، الذي يقول إن القاهرة وحدها لا تملك الإمكانيات اللازمة للمهمة الموكلة إليها. رفضت إسرائيل فكرة الحاجة إلى مثل هذه المبادرة، بحجة أن «حماس» تعرف مكان الغالبية العظمى - أو حتى جميع - الرهائن الثلاثة عشر المتوفين المتبقين، وهي تماطل في استعادتهم.

 

«فتح»: لن نقبل بصيغ لـ«إدارة غزة» تُكرس الانقسام

المتحدث باسم حركة فتح قال لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة ملاحظات جوهرية على بيان الفصائل في القاهرة

القاهرة : محمد محمود/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

أكد المتحدث باسم «حركة التحرير الوطني الفلسطيني» (فتح) عبد الفتاح دولة لـ«الشرق الأوسط»، الثلاثاء، أن «الحركة لن تقبل بأي صيغ تكرس الانقسام مع الضفة الغربية»، مشيراً إلى أن «المشاركة في أي لقاء وطني ستكون على أساس الثوابت الفلسطينية».

وتطرق المتحدث باسم «فتح» لاجتماع عدد من الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، الجمعة، موضحاً أن «حركة (فتح) لم تكن حاضرة في هذا الاجتماع الذي ضم عدداً من الفصائل الفلسطينية في مصر، والذي جاء استجابةً للجهود الصادقة والمخلصة التي تبذلها القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة المراحل التالية للخطة السياسية المتفق عليها عربياً ودولياً، بما يضمن وحدة الموقف الفلسطيني وعدم ترك أي ثغرات أو مبررات تعيق تنفيذها». وقال: «نتابع في (فتح) باهتمام هذه اللقاءات، ونؤكد دوماً أن نجاح أي حوار فلسطيني يتطلب الانطلاق من الشرعية الوطنية الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وأن تكون المخرجات منسجمة مع الرؤية الوطنية الموحدة ومصالح شعبنا العليا، بعيداً عن أي حسابات أو أجندات فصائلية ضيقة». وفي بيان مشترك، الجمعة، اتفق المجتمعون في الاجتماع الذي شاركت فيه الفصائل الفلسطينية باستثناء «فتح» بالقاهرة على «دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، وتسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكل من المستقلين، وإنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار القطاع، مع التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل»، داعين إلى «عقد اجتماع عاجل لكل القوى والفصائل الفلسطينية، للاتفاق على استراتيجية وطنية». وبشأن البيان الختامي لتلك الفصائل، قال دولة: «اطلعنا على بيان الفصائل عقب الاجتماع، وكان لنا عليه جملة من الملاحظات الجوهرية»، موضحاً أن «الحركة أكدت أن ما صدر عن هذه الفصائل يثبت مجدداً أن الضامن الحقيقي لأي رؤية فلسطينية جامعة هو الانطلاق من مربع الشرعية الوطنية الفلسطينية، المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، باعتبارهما الإطار الجامع والوحيد القادر على حماية المشروع الوطني من محاولات التهميش أو صناعة البدائل». كما أكدت حركة «فتح» رداً على بيان الفصائل أن «الالتفاف حول الأولوية الفلسطينية، المتمثلة في وقف الحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، واستعادة الحياة إلى القطاع، ومنع التهجير وتبادل الأسرى، هو المسار الصحيح الذي يجب أن تتوحد حوله كل القوى، بدل الانشغال بخطوات جزئية أو حسابات فصائلية تضعف الموقف الوطني العام»، وفق متحدث «فتح».

وظهرت الخلافات حول رئاسة اللجنة التي يُفترض أن تحكم قطاع غزة بعد أن سربت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأحد، أن الفصائل الفلسطينية اتفقت على تعيين أمجد الشوا، رئيس شبكة منظمات المجتمع المدني في غزة، رئيساً للجنة الإدارية. وبشأن الجدل المثار حول رئاسة لجنة إدارة غزة وتمسك الفصائل بأهمية أن يكون مستقلاً، شدد دولة على أن «موقف حركة (فتح) واضح وثابت ولا لبس فيه، نحن لا نختلف على الأشخاص، بل على المرجعية الوطنية، ورئاسة اللجنة يجب أن تكون لوزير من حكومة دولة فلسطين». وأرجع ذلك إلى أن «هذا التوجه هو الضمان الحقيقي لوحدة النظام السياسي، ولمنع أي محاولة لتكريس الانقسام أو خلق أطر موازية للشرعية الوطنية»، مؤكدا أن «أي صيغة تُدار خارج إطار الحكومة الفلسطينية الشرعية تعني عملياً ضرب الأساس الوطني الذي تقوم عليه الدولة الفلسطينية، وتخدم، من حيث النتيجة، أهداف الاحتلال الساعية إلى فصل غزة عن الضفة والقدس». وأضاف: «نحن في حركة (فتح) متمسكون بما تم الاتفاق عليه سابقاً مع الفصائل بما فيها (حماس)، والذي أُقر في القمتين العربية والإسلامية مارس (آذار) الماضي، ونعتبر أي تراجع عنه خروجاً عن التوافق الوطني».

وأكد المتحدث باسم «فتح» أن «الحركة لا تبحث عن خطط بديلة تُكرّس الانقسام، بل نتمسك بخطة وطنية واحدة وواضحة لإنهاء الانقسام واستعادة وحدة المؤسسات تحت مظلة حكومة دولة فلسطين»، لافتاً إلى أن «أي خيار آخر خارج هذا المسار يخدم فقط مشروع الاحتلال الذي يسعى منذ اليوم الأول للانقلاب إلى فصل غزة عن الضفة الغربية». وأضاف: «موقفنا مبدئي وواضح، لا دولة في غزة، ولا دولة من دون غزة؛ لذلك نرفض كل الصيغ التي تُشرعن الانقسام تحت أي عنوان، ونُبقي باب الحوار مفتوحاً بما يخدم المصلحة الوطنية العليا ووحدة النظام السياسي الفلسطيني». وتحدث دولة عن وجود «تفاهمات» تتم مع مصر بشأن المرحلة المقبلة في القطاع، قائلاً إن «هناك حالة من التواصل والتنسيق المستمر مع مصر، وتفاهمنا معها على الدور الذي قد تجسّده حركة (فتح) والحكومة الفلسطينية الشرعية لإنجاح كل المراحل المتعلقة بإنهاء الحرب وإدارة شؤون القطاع والانتقال إلى مسار سياسي يقود لحل شامل قائم على الشرعية الدولية وحل الدولتين». وحول مشاركة حركة «فتح» في الحوار الموسع المرتقب في القاهرة الأسبوع الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أوضح عبد الفتاح دولة: «حتى الآن لم تصدر دعوة رسمية أو يتم تحديد موعد نهائي لعقد مؤتمر عام للفصائل، لكننا في (فتح) نؤكد دوماً أن الحوار الوطني الشامل هو حاجة وطنية وليست ترفاً سياسياً». وأضاف: «مستعدون للمشاركة في أي لقاء وطني حقيقي يقوم على أسس واضحة وضمن مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا». وشدد على أن «نجاح أي لقاء وطني يتطلب التزام الجميع بالثوابت والمرتكزات الوطنية، وعلى رأسها وحدة الجغرافيا والنظام السياسي والمؤسسات المدنية والأمنية لدولة فلسطين». وخلص إلى أن «الوحدة الوطنية بالنسبة لحركة (فتح) ثابت وطني لا يتزحزح، لكنها لن تُبنى على تفاهمات شكلية، بل على أرضية سياسية صلبة تحمي مشروعنا الوطني من التفكك والانقسام».

 

الجيش الإسرائيلي يعلن تسلّم الصليب الأحمر جثة رهينة في غزة

مشيّعون يشاركون في موكب جنازة يوسي شرابي الذي قُتل في الاحتجاز بعد أن أخذته حركة «حماس» رهينة خلال

غزة/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

أفاد الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن الصليب الأحمر تسلم جثة رهينة في غزة هي الجثة السادسة عشرة منذ إعلان وقف إطلاق النار. وقالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي كابتن إيلا في منشور على منصة «إكس» إنه تم «تسليم أفراده تابوت يعود إلى مختطف وهم في طريقهم في هذه الاثناء إلى قوة من جيش الدفاع والشاباك داخل قطاع غزة». وتابعت «يجب على حماس تطبيق الاتفاق وبذل الجهود المطلوبة لاعادة (جثث) كافة المختطفين». وسلّمت حركة «حماس» إلى الآن 15 من 28 جثة تعود إلى رهائن قُتلوا خلال احتجازهم منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في القطاع في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول). وكانت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أعلنت في وقت سابق الاثنين، أنها ستسلّم جثة رهينة إسرائيلي مساء الاثنين، لتكون الجثة السادسة عشرة التي يتم تسليمها من أصل 28 جثة تطالب إسرائيل بتسلمها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقالت «كتائب القسام» في قناتها على «تلغرام»، إنها «ستقوم بتسليم جثة أحد أسرى الاحتلال التي تم استخراجها اليوم في قطاع غزة عند الساعة التاسعة مساء بتوقيت غزة (19:00 ت غ)». ولم يُستخرج بعد رفات 13 رهينة متوفين في غزة، حيث أشارت «حماس» إلى وجود عقبات أمام تحديد مكانهم وسط الأنقاض التي خلفها القتال. وصرّح متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أمس الأحد، أن «حماس» تعرف مكان الجثث. وسمحت إسرائيل أمس بدخول فريق فني مصري للعمل مع الصليب الأحمر لتحديد مكان الجثث. وسيستخدم الفريق جرافات وشاحنات للبحث وراء ما يسمى بالخط الأصفر في غزة، والذي انسحبت القوات الإسرائيلية خلفه في البداية بموجب خطة ترمب.

 

الصحف الإيرانية: محاولات عُمانية لإحياء المفاوضات بين واشنطن وطهران

جنوبية/28 تشرين الأول/2025

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر (تشرين الأول) باستطلاع آراء الخبراء حول زيارة وزير الداخلية العماني إلى طهران، فضلًا عن تسليط الضوء على جملة من الأزمات الداخلية ، التي تتراوح بين التحديات الاقتصادية والاجتماعية.وقد وجه وزير الداخلية العماني حمود بن فيصل البوسعيدي، الذي يزور طهران حاليًا، دعوة رسمية إلى علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، للقيام بزيارة رسمية إلى مسقط. ورأت صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية، في الزيارة العمانية محاولة لإحياء المفاوضات بين إيران وأميركا، إلا أن نجاح هذه الوساطة رهن بتخلي واشنطن عن مطالبها المبالغ فيها والتفاوض على أساس التكافؤ.  ووصفت صحيفة “جمله” الإصلاحية، الزيارة بغير العادية، وأنها تجسد متانة العلاقات الثنائية القائمة على الثقة المتبادلة، كما تعد عمان نافذة دبلوماسية لإيران لتعزيز حضورها الإقليمي والدولي.

ووفق صحيفة “شرق” الإصلاحية، تشير التحركات الدبلوماسية الأخيرة إلى تناقضات في الوساطات الإقليمية، حيث تسعى عمان ومصر لتحقيق مصالحهما الوطنية عبر التوسط في الملف النووي الإيراني، مما يبرز ضرورة تبني إيران سياسة خارجية مستقلة وفعالة تحافظ على سيادتها وتستفيد من الوساطات بحذر.

وبالنسبة للعلاقات مع روسيا، فقد انتقدت افتتاحية صحيفة “جمهوري إسلامي” تصرف بعض نواب البرلمان، وتوجيه هتافات غير لائقة ضد الرئيس السابق ووزير خارجيته، وشددت على أهمية احترام الأدب في النقد والتمسك بالقيم الأخلاقية والتشريعية، مع الدعوة إلى الوحدة وتجنب التفرقة.

ووصف يد الله إسلامي الصحافي بجريدة “ستاره صبح” الإصلاحية، مهاجمة روحاني وظريف من منصة المتحدث باسم المجلس بدلاً من مهاجمة روسيا بالسابقة غير المعتادة التي تتعارض مع المصلحة الوطنية. وتساءل عن دعم روسيا والصين للقرارات الصادرة ضد إيران. على صعيد آخر، صحيفة “آرمان امروز” الإصلاحية، شدد الرئيس الأسبق محمد خاتمي بكلمته في ختام زيارته إلى يزد، على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن دعم إيران يجب أن يكون عمليًا وليس فقط بالكلمات. وقارن بحسب صحيفة “مرم سالاري” الإصلاحية، تطور إيران بتركيا، مشيرًا إلى أن تركيا، رغم عدم امتلاكها النفط، تفوقت علينا في السياحة والصناعة، ودعا للاستثمار في هذه القطاعات بدلًا من الاعتماد على النفط. وأوضح أنه رغم النمو الذي تحقق في فترة حكومته، إلا أن إيران تراجعت بسبب قلة التركيز على هذه المجالات. في سياق آخر، تداولت الصحف الإيرانية مقتطفات من كلمة رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في الندوة الدولية للاستثمار والتمويل في قطاعات الصناعة النفط والغاز والبتروكيماويات؛ حيث أكد أن البرنامج السابع للتنمية سيكون تحت الرقابة المشددة منذ عامه الأول لمنع أي انحراف في التنفيذ. وشدد على ضرورة تنفيذ إصلاحات في قطاع الطاقة. وفي صحيفة “إيران” الرسمية، حذر مهدی بازوکی الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي، من أن إصرار البرنامج السابع للتنمية، على تكرار أهداف غير واقعية، مع تخصيص الموارد لمؤسسات غير منتجة بدلًا من القطاعات الإنتاجية، يكرر سياسات فاشلة تزيد من التضخم وتقوض النمو. اقتصاديًا، وصفت صحيفة “جهان صنعت” الإصلاحية، الارتفاع الكبير في أسعار الحبوب بالانتهاك الصريح للأمن الغذائي، نتيجة إخفاق السياسات الحكومية في إدارة الأزمة، وتجاهل إنذارات الخبراء بشأن عجز الإنتاج المحلي، وإصرار النظام على تطبيق آلية استيراد فاسدة تفتقر للشفافية. وتشير صحيفة “قدس” الأصولية، إلى أن الفجوة بين تقديرات الحكومة وخبراء النقابات حول خط الفقر تكشف عن عمق الأزمة المعيشية في إيران، وسط تقديرات بأن نحو ثلث السكان يعيشون في فقر مدقع، وقد تصل النسبة إلى 50 في المائة بسبب السياسات الاقتصادية الحكومية.

كيهان”: ركود السوق نتيجة تراخي الدولة

أعدت صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد على خامنئي، تقريرًا حول ارتفاع الأسعار المفرط والغش رغم وفرة السلع، حيث أكدت أن السياسات الحكومية الخاطئة، مثل استبدال الإنتاج المحلي بالاستيراد والتصدير العشوائي، أدت إلى ارتفاع الأسعار والغش رغم وفرة السلع. كما ساهم تحول وزارة الجهاد الزراعي إلى نشاط تجاري في تفاقم الأزمة وزيادة تكاليف المعيشة. وأضافت الصحيفة:” تتسبب السياسات الحكومية في عدم استقرار الأسواق الحيوية مثل اللحوم والإطارات، بسبب الاعتماد على الاستيراد والتصدير العشوائي للسلع الأساسية. كما تؤدي هذه السياسات إلى ارتفاع أسعار السيارات والمنتجات النفطية، مما يعكس غلبة النهج التجاري على الإنتاجي في الوزارات المعنية”. وتابعت: “تعود الأزمة الاقتصادية في إيران إلى ضعف الإدارة الحكومية والعجز الإداري، وليس العوامل الخارجية. الحل يكمن في تصحيح السياسات الداخلية، وتعزيز الإنتاج المحلي بدلاً من الاعتماد على الاستيراد الذي يرهق الاقتصاد الوطني”.

“”اقتصاد بويا”: جفاف الأهوار يهدد حياة البيئة ومن عليها

وصف تقرير صحيفة “اقتصاد بويا” الإصلاحية، أزمة جفاف الأهوار في إيران بالكارثة البيئية والإنسانية متعددة الأبعاد، بعد أن تحولت هذه المصادر الحيوية للتنوع البيئي إلى صحاري قاحلة. وقد نتجت هذه الكارثة بشكل أساسي عن السياسات المائية غير المستدامة التي شملت البناء العشوائي للسدود، ونقل المياه بين الأحواض دون دراسة الآثار البيئية، والإدارة غير الرشيدة للموارد المائية. يضيف التقرير: “تتجلى التداعيات الإنسانية والاقتصادية المروعة في انهيار سبل العيش المحلية حيث فقد الصيادون والمزارعون مصدر رزقهم، مما أدى إلى هجرة قسرية واسعة النطاق من القرى المحيطة إلى أطراف المدن. كما تفاقمت الأزمة بتحول قاع الأهوار الجافة إلى بؤر للعواصف الترابية والغبار، مما أدى إلى تفشي الأمراض التنفسية وتدهور جودة الحياة في المحافظات الجنوبية والشرقية”. وخلص التقرير إلى “ضرورة التحول العاجل في السياسات من منطق الهيمنة على الطبيعة إلى تبني العقلانية المائية، وإلا فإن مستقبل الأهوار والإنسان في تلك المناطق يبقى عرضة لخطر داهم”.

“كار وكاركر”: الممرض يريد تأمين معيشته

في حواره إلى صحيفة “كار وكاركر” اليسارية، تحدث محمد شريفي مقدم، الأمين العام لنقابة الممرضين، عن ظروف الممرضين الصعبة من الإرهاق والعمل الشاق، وحتى تدني الرواتب وارتفاع تكاليف المعيشة؛ حيث لم تلق مطالبهم استجابة رغم المظاهرات المستمرة والوعود الحكومية المتكررة، ما أدى إلى تسرب العديد منهم من القطاع. قيادة دبلوماسية للحفاظ على استقرار الوطن العربي وأضاف: “يطالب الممرضون بتحديد قيمتهم المهنية بناءً على المخاطر التي يتعرضون لها ومستوى تخصصهم، كما يشددون على ضرورة تنفيذ قانون تعرفه الخدمات بشكل كامل ليحافظ على مكانتهم ويحسن من جودة الرعاية الصحية المقدمة”. وتابع: “يعاني نظام الصحة من نقص حاد في عدد الممرضين بسبب تدني الرواتب وظروف العمل السيئة، ما يؤدي إلى انخفاض جودة الخدمات الصحية. في ظل هذه الظروف، يشعر الممرضون بالإحباط من الوعود الفارغة والاحتفالات الرمزية، بينما يبحث الكثيرون عن فرص عمل أخرى أو الهجرة بسبب غياب أي تغيير حقيقي في أوضاعهم”.

 

طهران تفرض غرامة بـ170 مليون دولار على مالك سفينة إسرائيلي

طهران/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

أعلن القضاء الإيراني، الثلاثاء، تغريم مالك إسرائيلي لسفينة حاويات احتجزتها بحرية «الحرس الثوري» في مياه الخليج العام الماضي، بمبلغ 170 مليون دولار، متهمة إياه بأنه على صلة بالسلطات الإسرائيلية. وكان «الحرس الثوري» الإيراني قد احتجز في 13 أبريل (نيسان) 2024 سفينة الحاويات «إم إس سي أريز» (MSC Aries)، بدعوى أنها «مرتبطة بإسرائيل»، وعلى متنها طاقم من 25 فرداً. وأفادت «وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية» (إرنا) آنذاك، بأن السفينة «التي ترفع العلم البرتغالي»، «تديرها شركة زودياك المملوكة للرأسمالي الصهيوني إيال عوفر». والثلاثاء، أعلن الناطق باسم السلطة القضائية، أصغر جهانغير، أنّ الملف أحيل إلى القضاء مع توجيه تهم رسمية، دون الكشف عن تاريخ المحاكمة، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال: «طُلب فرض غرامة قدرها 170 مليون دولار على مالكها، وهو من أصل إسرائيلي، بتهمة تمويل الإرهاب». في أعقاب احتجاز السفينة، نددت الولايات المتحدة بما عدّته «عمل قرصنة»، ودعت «إيران إلى الإفراج فوراً عن هذه السفينة التي ترفع العلم البرتغالي، والمملوكة لبريطانيا، التي يتألف طاقمها من هنود وفلبينيين وباكستانيين وروس وإستونيين». ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف جهاز «الحرس الثوري» الإيراني «منظمة إرهابية». والثلاثاء، أشار جهانغير، إلى أن «قيمة السفينة المحتجزة، من دون الحاويات، تُقدر بـ170 مليون دولار»، مؤكداً أن مالكها «صهيوني معروف» و«شخصية مؤثرة في السلطة الإسرائيلية». جاء الاستيلاء على السفينة في سياق توتر حاد في الشرق الأوسط على خلفية اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بين إسرائيل وحركة (حماس) في قطاع غزة، قبل ان تندلع حرباً بين إيران وإسرائيل أمتدت لـ12 يوماً في يونيو(حزيران) الماضي. وقبل الحرب في غزة، خاضت إيران وإسرائيل «حرب ظل»، شملت هجمات ضد سفن تجارية في أعالي البحار، فضلاً عن هجمات سيبرانية، وكذلك عمليات تخريب طالت المنشآت النووية الإيرانية.

 

 عراقجي: باقون في «الاتفاق النووي» لأنه يعترف بحق التخصيب

المتحدّث باسم «الخارجية»: المفاوضات ممكنة ما دامت تحفظ حقوق الشعب

لندن - طهران/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

أبلغ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، نواب البرلمان بأن الاتفاق النووي لعام 2015 لم ينتهِ بعد، رغم نهاية القرار «2231»، مشدداً على أن المجلس الأعلى للأمن القومي هو مَن يقرر بقاء طهران أو انسحابها من الصفقة، في وقت قال المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية»، إسماعيل بقائي، إن بلاده لا تتردد في استخدام أدوات الدبلوماسية «متى ما ضمنت المفاوضات مصالح وحقوق الشعب الإيراني». ونقل نواب عن عراقجي قوله لأعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية: «الخلاصة أن القرار 2231 قد انتهى، بينما الاتفاق النووي ما يزال قائماً، ويتعيّن على مجلس الأمن القومي اتخاذ القرار بشأنه. وبما أن الاتفاق يعترف بتخصيب إيران ولا يزال معتبراً من قبل مجلس الأمن، وتقرر عدم الإعلان عن الانسحاب». وتشترط الولايات المتحدة وقف تخصيب اليورانيوم في إيران وتقييد برنامجها للصواريخ الباليستية، للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. وأضاف أن عراقجي أوضح أن الدول الأوروبية الثلاث والصين وروسيا لم تنسحب من الاتفاق، وأن إيران منذ 2019 أوقفت تنفيذ التزاماتها، وبما أن بعض البنود مفيدة لإيران فقد تقرر البقاء طرفاً فيه. وبمبادرة من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، أعادت الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر (أيلول) فرض عقوبات على إيران كانت رفعتها قبل 10 سنوات؛ ما جعل عملياً الاتفاق النووي باطلاً. وفشلت محاولات الصين وروسيا لتمديد القرار «2231» الذي انتهى فعلياً في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ومع حلول نهاية القرار الأممي، وجّه عراقجي رسالةً إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، قائلاً إن طهران تحرَّرت من قيود مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أنها لم تعد خاضعةً للقرار «2231» الذي صدر عام 2015 لدعم الاتفاق النووي. والأسبوع الماضي، خاطبت رسالة مشتركة من الصين وروسيا وإيران، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تُطالبه بوقف إجراءات الرقابة المنصوص عليها بموجب الاتفاق النووي، وعدم تقديم تقرير جديد إلى مجلس المحافظين الذي يعقد اجتماعه الفصلي الشهر المقبل في فيينا.

«التفتيش الدولي»

ونقل المتحدث باسم اللجنة، النائب إبراهيم رضائي عن عراقجي، قوله إن «التعامل مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتم وفق قانون المجلس، ويجب إحالة أي طلب للوصول إلى المواقع النووية إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الذي قد يمنح الإذن أو يرفضه، وقد فوّض المجلس هذا الموضوع للجنة النووية المختصة». وأفاد عراقجي بأن التفتيش الأخير لم يشمل أي مركز استهدفته الضربات الإسرائيلية ثم الأميركية، مشيراً إلى أن «الحالتين اللتين سُمح فيهما بالدخول اقتصرتا على محطة (بوشهر) لتبديل الوقود، والمفاعل البحثي بطهران العامل بوقود 20 في المائة لإنتاج الأدوية المشعة لأكثر من مليون إيراني». وقال إن الحالتين «تمتا بموافقة الطاقة الذرية وإذن المجلس الأعلى للأمن القومي، وأنه لم تُمنح أي تصاريح أخرى». وسُئل الوزير عن دور دبلوماسي غربي يعرف باسم «فرانشسكو» في الاتفاق النووي، ودور الدبلوماسيين في صياغة النص النهائي للاتفاق. وقال عراقجي إن «آلية (سناب باك) لا علاقة لها بفرانشسكو، وأن المفاوضات الأساسية أجراها الفريق السياسي، في حين فاوض آخرون على الملاحق». وأضاف أن «موقف إيران كان واضحاً بشأن ضرورة رفع العقوبات لا تعليقها، وأن فرانشسكو كان مفاوضاً أوروبياً في ملف العقوبات دون تأثير استثنائي على مضمون الاتفاق».

سجال «سناب باك»

لم تُقنع إجابة عراقجي أعضاء اللجنة، ليحال بذلك إلى طرحه على الوزير في جلسة عامة، وفقاً للنائب رضائي. وجاء الاجتماع بعد أيام من انتقادات حادة وجهها رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف إلى الرئيس الأسبق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف على خلفية انتقاداتهما مواقف روسيا في الاتفاق النووي.

وقال قاليباف إن تصريحات المسؤولين اللذين ساهما بشكل كبير في توقيع الاتفاق النووي، «أضرّت بالعلاقات الاستراتيجية بين طهران وموسكو». وكان عراقجي عضواً في الفريق المفاوض النووي الذي قاده وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف. وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باللوم على ظريف في إدراج آلية «سناب باك». وقال لافروف إن آلية «سناب باك» التي أعاد مجلس الأمن بموجبها العقوبات الأممية على إيران في وقت سابق من هذا الشهر، «كانت إلى حد كبير من بنات أفكار ظريف»، مضيفاً أنها «كانت منذ البداية فخّاً قانونياً واضحاً». وفي المقابل، اتّهم ظريف روسيا بإجبار إيران للدفع لآلية «سناب باك»، وذلك بعدما طرح نظيراه الفرنسي والروسي مشروعاً آخر خلال مفاوضات 2015 للتصويت على الاتفاق النووي في مجلس الأمن كل 6 أشهر، حسب روايته. وجدّد ظريف الشهر الماضي، انتقادات سابقة لروسيا، بسبب «استدراج» قاسم سليماني، مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» لزيارة موسكو، وألقى باللوم على الروس في كشف الزيارة، كما شملت انتقادات بيع الطائرات المسيّرة لروسيا.

مشاورات متواصلة مع موسكو

وقال المتحدث باسم «الخارجية الإيرانية»، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي أسبوعي إن الزيارة الأخيرة التي قام بها أمين مجلس الأمن القومي، علي لاريجاني، إلى روسيا تأتي في إطار المشاورات الدورية بين البلدين، وليست زيارة استثنائية أو مرتبطة بما أثير إعلامياً حول حصول طهران على أسلحة روسية.

وأوضح أن الزيارة شملت مناقشة عدد من القضايا المشتركة، من بينها متابعة تنفيذ معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا وملفات أخرى تشترك فيها الدولتان مصالح وهواجس متقاربة. وأجاب بقائي عن سؤال بشأن ما إذا كانت تل أبيب قد وجهت عبر موسكو رسائل إلى إيران لخفض التوتر. وقال إن هذه المسألة نُشرت في وسائل الإعلام، وإن روسيا ذكرت أن مسؤولين في الكيان الصهيوني قد أثاروا موضوعاً من هذا القبيل. وأضاف: «نستمع إلى رسائل متناقضة من أطراف مختلفة. والخبرة علمتنا أنه بصرف النظر عن تلك الرسائل، يجب أن نبقى دائماً على استعداد. قواتنا المسلحة، مستندة إلى التجارب السابقة، وفي حالة جهوزية كاملة. ومن خلال التجارب أيضاً أدركنا أن ثقة بوعود النظام الصهيوني غير ممكنة؛ لذلك فإن تركيزنا ينصب على تعزيز القدرات الدفاعية والوطنية في مختلف المجالات». وقال بقائي إن وزارة الخارجية تواصل مهامها الدبلوماسية في مسارات متعددة، ولا تربط أنشطتها بمسار تفاوضي واحد، مضيفاً: «الملف النووي فُرِض علينا منذ البداية، ولم يكن يجب أن يدرج على جدول أعمال مجلس الأمن». وشدد بقائي على أن موضوع إيران النووي «يجب أن يعالج ضمن أطر فنية وقانونية بعيداً عن التسييس والأطر الأمنية»، مجدداً تمسك طهران بالمسار الدبلوماسي دون التفريط بما وصفه بحقوق الشعب الإيراني. وصرح: «من وجهة نظرنا، ينبغي عدم بحث الملف النووي الإيراني في مجلس الأمن أو ضمن أطر متعددة الأطراف». وفي ردّه على سؤال بشأن احتمال استئناف المفاوضات النووية، قال بقائي: «عندما نتوصل إلى قناعة بأن الظروف اللازمة لمفاوضات تضمن حقوق الشعب الإيراني متوفرة، لن نتردد في استخدام الدبلوماسية»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية. ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي، عرضاً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإجراء محادثات مرة أخرى، ونفى تصريحات لترمب أكّد فيها أن الولايات المتحدة دمرت قدرات إيران النووية. وكانت طهران وواشنطن قد خاضتا 5 جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة، انتهت بالحرب الجوية التي استمرت 12 يوماً في يونيو (حزيران)، التي قصفت خلالها إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية. وقال بقائي إن الأساس القانوني لتعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يستند إلى القانون المصادق عليه في البرلمان، موضحاً أن الجمهورية الإسلامية لا تزال عضواً في معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، وتلتزم باتفاق الضمانات. وأضاف أن أي طلب من الوكالة سيجري التعامل معه «بشكل فردي» ووفق قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي. وأشار المتحدث إلى أن التعاون مع الوكالة يشمل نشاطات طبيعية مرتبطة بالمصلحة الوطنية، مثل تبديل وقود محطة «بوشهر» النووية ومراقبة أداء المفاعل البحثي في طهران الذي ينتج أدوية مشعة للمرضى. وأوضح أن «إطار الالتزامات الدولية لإيران واضح»، لافتاً إلى أن القرار «2231» كان قد نصّ على معاملة إيران مثل أي دولة غير نووية بعد مرور 10 سنوات، وأن بلاده قبلت سابقاً التزامات طوعية لبناء الثقة مقابل رفع العقوبات.

تسريب رسالة ترمب يُثير الجدل

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، الاثنين إن الولايات المتحدة لجأت إلى الحرب بعدما أدركت أنها لن تتمكن من تحقيق «مطالبها غير المشروعة»، المتمثلة في تعطيل البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وتطرق روانجي إلى خلفيات اندلاع حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، قائلاً: «من غير الممكن تبني سيناريو واحد بشكل قاطع لتفسير سبب الحرب، فذلك لا يصح علمياً ولا تاريخياً». وأوضح أنه عندما وصلت إدارة ترمب إلى الحكم «وجّهت رسالة إلى المرشد علي خامنئي تقترح بدء مفاوضات، وتلوح بأن الفشل في التوصل إلى نتيجة يعني الذهاب نحو الحرب». وقال إن إيران قبلت في ردّها خوض مفاوضات غير مباشرة، في حين كانت واشنطن تريد مفاوضات مباشرة، «ولعدم قبولنا بذلك أسباب معروفة» حسبما جاء في وكالة «إرنا» الرسمية. وأثارت رواية تخت روانجي عن مضمون رسالة ترمب جدلاً في الأوساط الإيرانية. وردّاً على ذلك، قال بقائي إن «التصريحات لم تُنقل بشكل صحيح». وأوضح أن احتمال التعرض لأي عدوان قائم في كل وقت، مستشهداً بتجارب سابقة، مثل تدخل الولايات المتحدة المباشر في المراحل الأخيرة من الحرب المفروضة، وإسقاط الطائرة المدنية الإيرانية. وقال بقائي إن الولايات المتحدة «لديها سجّل طويل في انتهاك القانون الدولي، ومقولتها المتكررة (كل الخيارات مطروحة على الطاولة)».

 

موسكو تجدد دعم طهران في إيجاد حلول لأزمة برنامجها النووي

السفير الروسي لدى إيران: التعاون وصل إلى مستوى غير مسبوق

موسكو - طهران/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

قال السفير الروسي في طهران، أليكسي ديدوف، إن روسيا تواصل دعم إيران في البحث عن حلول لتسوية الأزمة المحيطة ببرنامجها النووي، مشدداً على أن موسكو تجري مشاورات مستمرة مع طهران على مستويات متعددة. وتتمتع موسكو بعلاقات وثيقة مع طهران، ونددت بالضربات الأميركية والإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية في وقت سابق من هذا العام، التي كان هدفها المعلن منع طهران من امتلاك قنبلة نووية. وأوضح ديدوف في مقابلة نشرتها وكالة «تاس»، اليوم الثلاثاء، أن «روسيا وإيران في اتصال مستمر بهدف معالجة الوضع الذي نشأ حول البرنامج النووي الإيراني نتيجة سياسات الدول الغربية»، وأضاف: «سنواصل تقديم دعم شامل لطهران من أجل التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي طويل الأمد للأزمة الحالية». وأضاف ديدوف: «كل ما يمكن القيام به يجري من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي فعال»، لافتاً إلى أن موسكو تعدّ الخطوات التي اتخذتها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بهدف إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران «باطلة من الناحية القانونية والإجرائية»، مضيفاً أن «محاولات الضغط على إيران لا تُشكل أي التزامات قانونية على الأطراف الملتزمة بالقانون الدولي». ورفض مجلس الأمن في 26 سبتمبر (أيلول) مشروع قرار قدمته روسيا والصين لتجديد سريان القرار 2231 الداعم للاتفاق النووي الإيراني لمدة ستة أشهر إضافية. وفي 28 سبتمبر، دخلت العقوبات الأممية الجديدة على إيران حيز التنفيذ.

تعاون متعدد الأوجه

وأوضح ديدوف أن مستوى التعاون بين روسيا وإيران شهد تطوراً نوعياً خلال الأعوام الأخيرة، مع توسّع التبادل التجاري وبدء تنفيذ عدد من المشاريع الكبرى في مجالات متعددة. وقال: «في السنوات الأخيرة وصلت العلاقات إلى مستوى غير مسبوق، وقد تُوّج ذلك بتوقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدولتين، التي وقعها رئيسا البلدين في 17 يناير (كانون الثاني) 2025 خلال الزيارة التاريخية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو». وأشار السفير إلى وجود «حوار شامل يقوم على الثقة وتوافق في معظم القضايا الثنائية والإقليمية والدولية» بين موسكو وطهران. وأضاف أن السنوات الثلاث الماضية شهدت نمواً واضحاً في حجم التبادل التجاري، وتزايد الاهتمام من قبل الأوساط الاقتصادية والثقافية في كلا البلدين بتوسيع التعاون، إلى جانب انطلاق مشاريع كبرى مشتركة في مجالات البنوك والنقل والطاقة والتقنيات النووية. وذكر ديدوف من بين هذه المشاريع: استمرار دمج منظومتي المدفوعات الوطنيتين «مير» الروسية و«شتاب» الإيرانية و إنشاء خط السكك الحديدية رشت – آستارا ضمن مشروع ممر الشمال – الجنوب الدولي، و بناء الوحدتين الثانية والثالثة من محطة بوشهر النووية.

محطات طاقة

وأفاد ديدوف بأن العمل جارٍ على مشروع محطة الطاقة النووية «هرمز» في إيران، حيث تم تحديد مفهوم المشروع والاتفاق على خريطة طريق للتعاقد، فيما يجري التحضير لتوقيع أول عقد. وقال ديدوف: «في إطار مشروع محطة كبيرة القدرة، بدأ تنفيذ أعمال عملية بالفعل: تم الاتفاق على مفهوم المشروع، وأُعدت خريطة طريق للتعاقد وتم التوافق عليها بين الجانبين، ويجري حالياً إعداد أول عقد يتعلق بالوثائق الهندسية للمشروع».وأضاف السفير أن موسكو وطهران تعملان بالتوازي على مشروع محطات طاقة نووية صغيرة القدرة، في إطار مذكرة التفاهم والتعاون الموقّعة لإنشاء تلك المحطات في إيران. وأوضح: «هناك مشاورات جارية حالياً لاستكمال بروتوكول التعاون الحكومي حول إنشاء محطات الطاقة النووية الصغيرة على الأراضي الإيرانية، وسيشكّل التوقيع على هذه الوثيقة نقطة الانطلاق للبدء بالمرحلة التنفيذية النشطة للمشروع».وكانت شركة «روس آتوم» قد أعلنت في 24 سبتمبر (أيلول) أن وفداً روسياً وآخر إيرانياً وقّعا مذكرة تفاهم حول التعاون في بناء محطات نووية صغيرة القدرة داخل إيران، وتتضمن الوثيقة خطوات عملية لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي. وقال ديدوف، إن التعاون بين موسكو وطهران ما يزال يملك إمكانات كبيرة غير مستغلة في مجالات السياحة والثقافة والتعليم، موضحاً أنه يمكن تعزيز تدفق السياح عبر فتح خطوط جوية جديدة وزيادة عدد الرحلات، إضافة إلى تفعيل التبادلات الثقافية والفنية. وأشار إلى أن الاعتراف المتبادل بالشهادات ما زال يشكّل عقبة أمام التعاون الأكاديمي، رغم وجود أكثر من 9 آلاف طالب إيراني في الجامعات الروسية، مؤكداً استمرار الجهود لحل الحواجز الإدارية والعقوبات التي تعطل التعاون الاقتصادي بين الجانبين. وفي السياق الثقافي، كشف ديدوف عن أن روسيا وإيران تعملان على اتفاق للإنتاج السينمائي المشترك، لافتاً إلى أن المسلسل الروسي «من الصعب أن تكون إلهاً» صُوّر جزء منه في إيران هذا العام، وأن أفلاماً إيرانية ستشارك في جائزة السينما الأوراسية المفتوحة «الفراشة الماسية» التي سيقام حفلها الأول في موسكو. وأكد أن الاتفاق السينمائي قيد الدراسة لدى طهران وسيُسهم في إطلاق مرحلة أوسع من التعاون الثقافي بين البلدين.

انتقادات إيرانية لموسكو

وتأتي تأكيدات السفير الروسي على مواصلة التعاون، بعد ثلاثة أيام من انتقادات وجهها رئيس البرلمان السابق محمد باقر قاليباف إلى الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، متهماً إياهما بالإضرار بالعلاقات الاستراتيجية بين طهران وموسكو. وبعد ذلك بأيام تبادل مسؤولون روس وإيرانيون كبار الزيارات، لبحث مسار اتفاق التعاون الاستراتيجي الموقع بين البلدين في يناير (كانون الثاني) الماضي. ووجّه روحاني وظريف في الأسابيع الأخيرة انتقادات لمواقف روسيا في المفاوضات، وكذلك العقوبات على البرنامج النووي الإيراني. وانتقد روحاني مؤخراً التعويل على الصين وروسيا، مشيراً إلى أنهما لم تعارضا ستة قرارات أممية فرضت عقوبات على إيران. وحمّل لافروف، ظريف، مسؤولية إدارة آلية «سناب باك» في الاتفاق النووي، ووصفها بـ«الفخ القانوني الواضح». ومن جانبه، اتهم ظريف روسيا بإجبار إيران للدفع لآلية «سناب باك» التي أعيد بموجبها العقوبات على طهران، وذلك بعدما طرح نظيراه الفرنسي والروسي مشروعاً آخر خلال مفاوضات 2015 للتصويت على الاتفاق النووي في مجلس الأمن كل ستة أشهر. وجدد ظريف الشهر الماضي، انتقادات سابقة لروسيا، بسبب «استدراج» قاسم سليماني، مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» لزيارة موسكو، بهدف عرقلة الاتفاق النووي، ومسار تحسين العلاقات بين طهران والقوى الغربية. وألقى باللوم على الروس في كشف الزيارة. كما شملت انتقادات بيع الطائرات المسيّرة لروسيا. ويعد ظريف من بين أبرز المسؤولين الذين يوجهون انتقادات إلى موسكو، ويصر في خطابات على توصية المسؤولين بتوخي الحذر في التعامل مع روسيا. وتربط ظريف وروحاني صلات وثيقة بأطراف معادية لروسيا، الذين يتهمون مسؤولين آخرين بالولاء الشديد إلى موسكو وحماية مصالحها في إيران، وتطلق عليهم وسائل الإعلام الإصلاحية تسمية «روسوفيلية».

ماذا يقول المحللون الإيرانيون؟

وقال المحلل الإيراني والدبلوماسي السابق، عبد الرضا فرجي راد، إن «انتقادات قاليباف لروحاني وظريف كانت رسالة من النظام إلى روسيا»، حسبما أورد موقع «رويداد 24» الإخباري المحلي. وأوضح فرجي راد أن روحاني وظريف «شخصيتان بارزتان على الساحة الدولية، وتصريحاتهما تتابع خارج البلاد. والنظام، في الظرف الراهن، لا يريد أن تُثار أي شكوك حول متانة تحالفه مع روسيا؛ لذلك فإن موقف قاليباف تجاه روحاني وظريف لم يكن حديثاً ارتجالياً أو رأياً شخصياً، بل جاء منسقاً مع الجهات الحاكمة». ووصف فرجي راد ما تلاه قاليباف في جلسة صباح الأحد بأنه «رسالة سياسية منسقة» موجّهة إلى روسيا والصين، للتأكيد على أن «الجمهورية الإسلامية ما زالت شريكاً استراتيجياً لهما، وأن ما يصدر عن مسؤولين سابقين لا يُعبّر عن الموقف الرسمي للدولة». ومن جهته، قال النائب الأسبق، حشمت الله فلاحت بيشه، لموقع «نامه نيوز» التحليلي إن «روسيا لا تتعامل مع إيران كشريك استراتيجي». مضيفاً أن «الروس تصرفوا بذكاء جعل خيارات إيران في السياسة الخارجية تتقلص إلى الحد الأدنى، وقد عاد ملف إيران في مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع، في وضع فرضت فيه موسكو رؤية أحادية على طهران». وكان فلاحت بيشه رئيساً للجنة الأمن القومي خلال المفاوضات النووية لعام 2015، وتحول في السنوات الأخيرة إلى أبرز منتقدي روسيا وحلفائها في إيران. وقال فلاحت بيشه الذي يعرف بانتقاداته الحادة لروسيا إنه «حتى في الفترات التي كانت فيها لإيران خيارات متعددة ولم تكن منهمكة في الحرب، لم تنظر روسيا قط إلى العلاقة معها بوصفها علاقة استراتيجية، إذ لم تقدّم لطهران أسلحة استراتيجية في أي وقت، وظلت تترك إيران وحيدة في الحرب والسياسة على حد سواء».

 

دمج «قسد» بالجيش السوري يُعطل مسيرة السلام مع الأكراد في تركيا...أنقرة تصر على أن «نداء أوجلان» يشملها

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

يبرز ملف اندماج «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في مؤسسات الدولة السورية تنفيذاً للاتفاق الموقع بين قائدها مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع في 10 مارس (آذار) الماضي، بوصفه أحد العناصر الأساسية التي تتمسك بها تركيا في مسيرة حل حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، وتحقيق السلام مع الأكراد. ولفتت الاستجابة البطيئة من جانب الدولة التركية للخطوات «الأحادية» التي اتخذها حزب «العمال الكردستاني»، في إطار مسيرة ما يسميه «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي»، في مقابل ما تسميه أنقرة «تركيا خالية من الإرهاب»، الأنظار إلى تمسك تركيا بأن يكون حل «قسد»، التي تقودها «وحدات حماية الشعب الكردية» جزءاً من عملية حل الحزب. ومع كل خطوة اتخذها الحزب، من حل نفسه ونزع أسلحته «رمزياً»، ثم إعلان سحب عناصره من تركيا إلى شمال العراق، كانت أنقرة تؤكد ضرورة حلّ حزب «العمال الكردستاني» داخل تركيا، وهياكله المسلحة، وأن على «قسد» أن تلتزم بنداء أوجلان، الذي تؤكد أنه يشمل جميع المجموعات التابعة للحزب في تركيا والعراق وسوريا وإيران.

الضغط على «قسد»

وتصر تركيا على أنه يتعيّن على «قسد» حلّ نفسها، وتنفيذ اتفاق «10 مارس»، وتُحذر من إجراءات ستُقدم عليها حال عدم حدوث ذلك، في إشارة إلى احتمال التدخل العسكري. من جانبها، أعلنت «قسد» أنها ليست معنية بنداء أوجلان، الذي نقل عنه، الشهر الماضي، رسالة وجهها إلى زعماء العشائر العربية في شمال شرقي سوريا، حضّهم فيها على دعم «قسد». في الوقت ذاته، تستمر المفاوضات بين دمشق و«قسد»، برعاية أميركية، لتنفيذ اتفاق «10 مارس». وزار الوفد الحكومي المكلف بتطبيق بنود الاتفاق، برئاسة قائد الأمن الداخلي في حلب العقيد محمد عبد الغني، مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي الخاضعة لسيطرة «قسد»، الأسبوع الماضي، رفقة وفد من التحالف الدولي، بعد أيام من تصريحات لقائد «قسد»، مظلوم عبدي، يؤكد فيها التزامه بدمج قواته ضمن الجيش وقوات الأمن السورية، متوقعاً «مرونة تركية» تجاه هذا الاندماج. ووقّع عبدي مع وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي اتفاقاً جديداً لوقف إطلاق النار بعد عودة الاشتباكات بين «قسد» والجيش السوري في مدينة حلب، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحي. ولا ترى أنقرة أن ثمة تقدماً في المباحثات بين دمشق و«قسد»، وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مقابلة تلفزيونية في 19 أكتوبر، إن الاجتماعات الأخيرة (لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد «قسد» مظلوم عبدي، والمبعوث الأميركي إلى سوريا، توم برّاك، ومباحثات ممثلي «قسد» مع الحكومة السورية)، لم تسفر عن اتفاق فعلي، ولم يتم تقديم خريطة طريق إلى تركيا بشأن التخلّص من مسلحي حزب «العمال الكردستاني» (وحدات حماية الشعب الكردية و«قسد») في سوريا، القادمين من تركيا أو العراق أو إيران، أو القضاء على الأنفاق وأنظمة الصواريخ، أو أي عناصر أخرى تستهدف تركيا من سوريا. وشدد على أن «الانسحاب الفوري لـ(قسد) من المناطق ذات الأغلبية العربية أولوية قصوى». ولفت إلى التحضير لاجتماع تركي - سوري - أميركي لبحث التطورات في سوريا «في ظل عدم وجود مؤشرات على تقدم المباحثات الخاصة بتنفيذ اتفاق (10 مارس)».

انتقادات لأنقرة

وفي ظل انعدام اليقين، حتى الآن بشأن مسار عملية السلام الداخلي في تركيا، مدد البرلمان التركي تفويض الرئيس رجب طيب إردوغان في إرسال قوات إلى سوريا والعراق لمدة 3 سنوات مقبلة، اعتباراً من 30 أكتوبر الحالي. ويكشف بيان حزب «العمال الكردستاني»، الصادر من سفوح جبل قنديل الأحد الماضي، عن أن «الصراعات والحروب في الشرق الأوسط أصبحت تهديداً خطيراً للغاية لمستقبل تركيا والأكراد». وعد المحلل السياسي فهيم تاشتكين، أن هذا هو الدافع الحقيقي وراء عملية السلام التي انطلقت في تركيا منذ العام الماضي، بعد تصريح لإردوغان في أغسطس (آب) 2024 بأن «عيون إسرائيل متجهة إلى تركيا».

وأضاف، أن الهدف الرئيسي لتركيا في سوريا هو «دمج (قسد) في الجيش السوري»، وأن المحادثات البطيئة هناك، تؤثر بشدة على العملية الجارية في تركيا. وانتقد النائب البرلماني من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الذي يلعب دوراً أساسياً في المفاوضات الجارية في إطار عملية السلام في تركيا، سنان شيفتيورك، ربط العملية بسوريا، قائلاً، إنه من غير المنطقي أن يكون تركيز الدولة على سوريا، وتحديداً روج آفا (مصطلح يطلقه الأكراد على مناطق شمال شرقي سوريا ويقصدون بها غرب كردستان)». وذهب الكاتب في صحيفة «حرييت»، المقربة من الحكومة، فاتح تشيكرجه، إلى أن أميركا تسعى لتأسيس «نموذج بارزاني» الذي أرسته في شمال العراق ضد إيران، في شمال سوريا أيضاً، و«أن الممر الذي يجري إعداده من العراق إلى سوريا يهدف إلى ذلك، وهو مطلب إسرائيلي أيضاً لمنع نقل الأسلحة من إيران إلى لبنان والمنطقة المحيطة».

الشرع يلتقي فيصل بن فرحان خلال «مبادرة مستقبل الاستثمار»

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الباكستاني العلاقات التاريخية للبلدين

الرياض/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في مقر إقامته بالرياض، الثلاثاء، الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، وذلك في إطار الزيارة الرسمية للمشاركة في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» بنسخته التاسعة. ووصل الرئيس السوري والوفد المرافق له في وقت سابق إلى العاصمة السعودية، وكان في استقباله بمطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض. ولاحقاً، التقى الأمير فيصل بن فرحان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، على هامش زيارته للسعودية للمشاركة في أعمال المؤتمر، حيث استعرض الجانبان العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وبحثا مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وانطلقت، الثلاثاء، النسخة التاسعة من مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»، بشكل رسمي، في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، تحت شعار «مفتاح الازدهار»، ويستمر حتى 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ويستقطب المؤتمر أكثر من 8000 مشارك و650 متحدثاً بارزاً من خلال 250 جلسة حوارية مع توقيع اتفاقيات تتجاوز قيمتها الـ60 مليار دولار؛ ما يُعزّز مكانة الرياض مركزاً عالمياً رائداً يجمع القياديين والمبتكرين من مختلف دول العالم؛ لتحويل الرؤى استراتيجياتٍ عملية تُشكّل مستقبل الاستثمار. وسيشهد المؤتمر مجموعة متنوعة من الجلسات التي ستتناول موضوعات حيوية.

 

مستشار ترمب لـ«الشرق الأوسط»: «الإخوان وفلول النظام السوداني السابق» خط أحمر لأميركا

مسعد بولس حذر من خطورة أحداث الفاشر واحتمالات تقسيم البلاد

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

قال كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، إن جماعة الإخوان المسلمين وأنصار النظام السابق في السودان «خط أحمر» بالنسبة للولايات المتحدة، و«لن نقبل أن يكونوا في الواجهة مستقبلاً في السودان»، وأشار في مقابلة مع «الشرق الأوسط» إلى أهمية الخطوة الكبرى التي حصلت الأسبوع الماضي في واشنطن، بوجود وفدين من طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع»، من أجل تقريب وجهات النظر، في خطوة رآها جيدة في إطار السعي لوقف الحرب، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الأحداث الأخيرة التي جرت في الفاشر غطت على هذه التطورات معرباً عن قلقه من بوادر انقسام أو تقسيم السودان من جراء هذه الأحداث. وأكد بولس وجود تواصل مستمر مع طرفي النزاع، منذ سنوات، للتوصل إلى هدنة إنسانية أو وقف إطلاق النار، وأنه تم تقديم تصورات للحل يدرسها الطرفان حالياً. وأشار بولس إلى أن الولايات المتحدة لا تؤيد وجود أي فريق في السودان له علاقة بالأطراف المتحاربة، أو بفلول النظام السابق، مستقبلاً في السودان، لكنه عاد وذكر أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود للسودانيين، مشدداً على أهمية حوار سوداني - سوداني. وإليكم نص الحوار:

صورة نشرها بولس على حسابه بمنصة «إكس» لجانب من اجتماع ممثلي الرباعية

صورة نشرها بولس على حسابه بمنصة «إكس» لجانب من اجتماع ممثلي الرباعية

* الأسبوع الماضي كان مهماً بشأن السودان في واشنطن مع وجود وفدين من طرفي النزاع هناك، هل تعدون هذا إنجازاً؟ وهل لمستم حلحلة في المواقف بين الطرفين؟

- لا نعدّ الأمر إنجازاً في الوقت الحالي، فهناك تواصل دائم مع طرفي الصراع لإيجاد نقاط توافق، وكما رأيتم ما حدث الأسبوع الماضي في واشنطن، فقد كان مهماً جداً، نحن نعمل مع الفريقين بشكل منفصل للتوصل إلى وقف إطلاق النار أو إلى هدنة إنسانية في الوقت الحالي، والآن أصبح الأمر مهماً جداً بسبب ما حدث في الفاشر خلال اليومين الماضيين... هذا الأمر يقلقنا جداً، خاصة على الصعيد الإنساني.

نعمل الآن ضمن إطار الآلية الرباعية (السعودية ومصر والإمارات وأميركا) بالإضافة إلى تواصلنا المباشر مع طرفي النزاع السوداني. الرباعية وضعت خطة وخريطة طريق في 12 يوليو (تموز) نرجو الالتزام بها، وقدمنا الأسبوع الماضي، مبادرة تتعلق بالموضوع الإنساني والهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر. وهي الآن قيد البحث من الطرفين. ونرجو أن نصل إلى حل هذا الموضوع بشكل سريع.

* هل لمستم أي توافق بين الطرفين بشأن الحوار، في ظل تصريحات علنية رافضة لهذه الخطوة، رغم وجود الطرفين في واشنطن؟

- كنا نتواصل مع الفريقين فقط. وما زاد الأمور تعقيداً في هذين اليومين، ما حصل في الفاشر. أصبحت الأولويات الآن مختلفة. والخطر مختلف، فاليوم هناك خطر جدي، هناك خوف من انقسام أو تقسيم السودان، أو نوع يشابه سيناريو ليبيا بالسودان، وهذا شيء طبعاً نحن لا نريده. نحن نعرف أن الموضوع ممكن أن يكون له تأثير على استقرار المنطقة كلها، ليس فقط البلدان المجاورة ولكن الموضوع يتعلق أيضاً بالملاحة وسلامتها بالبحر الأحمر.

* في البيان الصادر عن الرباعية بند يشدد على أهمية تحييد دور المجموعات المتشددة كالإخوان المسلمين، وسط اتهامات بوجود روابط مع الجيش السوداني، هل حصلتم على تعهدات ملموسة من الجيش لفك الارتباط؟

- كان هناك تفهم وتجاوب من قبل الجيش السوداني، ورأينا حتى خطوات قامت بها الحكومة السودانية بالأسابيع الماضية، خطوات واضحة جداً، لا لزوم لأن ندخل فيها الآن، ولكن هذا الموضوع خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، وأتصور أنه خط أحمر لباقي أعضاء دول الرباعية. وعبرنا عنه بشكل واضح في البيان المشترك الذي صدر في 12 يوليو الماضي. هذا الموضوع لم يكن فيه أي لبس، ليس فقط هذه المجموعات بالتحديد، ولكن كل من له علاقة بالنظام السابق. موقف الولايات المتحدة والرباعية واضح جداً حول هذا الموضوع.

جميعنا متفقون على أنه لن يكون للإخوان المسلمين أو أنصار النظام السابق أي دور في المرحلة المقبلة، ولكن في النهاية يجب ألا ننسى أن الحل النهائي سيكون حلاً سودانياً ـ سودانياً. نحن علينا المساعدة، نحن علينا تقديم الدعم اللازم وعلينا السعي لتسهيل هذا النوع من الحوار الوطني. ولكن القرار النهائي يعود للسودانيين والشعب السوداني، ولكن نحن بالخطة التي وضعناها في الرباعية كنا واضحين جداً بهذا الشأن.

* اقترحتم حكومة مدنية مستقبلاً... هل حصلتم على ضمانات باستبعاد طرفي النزاع من أي حل مستقبلي؟

- كنا واضحين في هذه النقطة. قلنا إن المرحلة المقبلة ستكون بعيدة عن الفريقين المتحاربين. ولكن كما سبق أن ذكرت، هذا الأمر في النهاية يعود لحوار سوداني - سوداني. إنه قرار يعود للسودانيين. ولكن نحن لا نؤيد وجود أي فريق له علاقة بأطراف الحرب مستقبلاً في السودان، أو بالخطوط الحمر الأخرى التي وضعناها بشكل واضح والمتعلقة بالنظام السوداني السابق والحركات المتطرفة.

* دائماً تذكّر بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد أن يكون هناك سلام في السودان. تعتقد أنه سيتدخل شخصياً كما فعل في غزة؟

- الرئيس ترمب أكد مؤخراً أنه مع الحل السلمي في السودان. حل سريع لهذا النزاع وهذه الحرب، خاصة بما يتعلق بالشق الإنساني. نحن نعرف أن الأزمة الإنسانية في السودان هي الكبرى في العالم على الإطلاق، وللأسف لم تنل حتى التغطية الإعلامية الكافية. نحن نشكركم على الاهتمام بهذا الموضوع. موضوع مهم جداً للرئيس ترمب الذي أعطى تعليماته بإيجاد حل سريع. نحن نعرف أنه لا حل عسكرياً لهذا الموضوع، الحل الوحيد والطريق الوحيد هو طريق الحلول السلمية فقط عبر الحوار، وقد قامت الرباعية مشكورة بوضع خريطة طريق ممتازة جداً ومفصلة يمكن أن نصل من خلالها لهذا الحل المنشود.

* في حال فشل خريطة الطريق التي رسمتها الرباعية، هل هناك خطة مقابلة لإرغام الطرفين على إنهاء الحرب؟

- بلا شك هناك دائماً حلول أخرى، ومبادرات بديلة. هذه الأمور مطروحة دائماً، ولكن نحن نتمنى طبعاً ألا نضطر لاستخدامها أبداً. في المقابل نحن نأمل أن تثمر الجهود التي تقوم بها كل البلدان الداعمة للحل السلمي، وفي طليعتها دول الرباعية. وهناك دول ومؤسسات أخرى داعمة لهذا المسار السلمي، ومستعدة للمساعدة من ضمنها الاتحاد الأوروبي وبلدان أوروبية عديدة والمملكة المتحدة وتركيا وقطر وعدد كبير من البلدان، لا سيما البلدان المجاورة وغيرها، وهم مشكورون.

* ما الخطط البديلة هذه؟

- لا شك أن هناك عدداً من الأمور المتاحة لا يمكن الإعلان عنها اليوم. ولكن طبعاً هي أدوات يمكن اللجوء إليها في حال اضطررنا. ونحن نطمح إلى إيجاد حل سريع ابتداء من الهدنة الإنسانية وصولاً إلى الحوار الوطني وهو مسار يمكن أن يأخذ عدة أشهر.

* كيف تدفع الأطراف إلى الحوار سيد بولس؟

- نحن على تواصل دائم معهم منذ بضعة أسابيع. طبعاً هذه الأمور وهذه المسارات تأخذ وقتاً وليس من الممكن أن نصل إلى حل بين ليلة وضحاها. لا شك أنه مسار طويل ممكن أن يتطلب بضعة أشهر إضافية. ولكن نحن لمسنا تجاوباً من قبل الطرفين. يعني أتصور اليوم أن الشعب السوداني سئم من هذا الموضوع. هناك نحو 25 مليون نسمة بحاجة لمساعدات إنسانية بالسودان، سواء إن كانوا نازحين في الداخل أو لاجئين إلى بلدان مجاورة. هناك نحو 8 إلى 9 ملايين لاجئ من ضمنهم 4 أو 5 في مصر، ونحو مليونين في تشاد وعدد آخر من البلدان الأخرى بالإضافة للنازحين داخل السودان. نحن نتحدث اليوم عن نصف عدد سكان السودان، بالإضافة إلى عشرات الآلاف الذين لقوا حتفهم في هذه الحرب وعشرات الآلاف من الأطفال الذين توفوا لأسباب تتعلق بانعدام الغذاء. حان الوقت للوصول إلى حل نهائي للأزمة.

* هل أنت متفائل؟

- أنا متفائل ولكن واقعي وحذر طبعاً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ديمقراطية الاستعراض والترفيه

نديم قطيش/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

قبل أيام نشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب على منصة «تروث سوشيال» فيديو مُنتجاً بالذكاء الاصطناعي يُظهره وهو يحلق بطائرة حربية، فوق حشود من المتظاهرين، ويقصفهم بشلالات من المياه الآسنة والفضلات. عبَّر الفيديو، الذي حقق انتشاراً فيروسياً على شبكات التواصل الاجتماعي، عن القاع الذي وصلت إليه الديمقراطية الحديثة. فنحن لسنا بإزاء السياسة بالمعنى التقليدي، بل أمام كرنفال رقمي من السخرية والاستفزاز المتعمد، يجعل من العملية الديمقراطية عرضاً ترفيهياً يُشاهَد أكثر منها نظاماً قيمياً. فما كان صراع أفكار أو برامج انتخابية، صار صناعة ترفيه كاملة المواصفات، فيما باتت الفيروسية على وسائل التواصل الاجتماعي هي معيار التأثير ولو من دون نتائج حقيقية مستدامة. قد يبدو ترمب هو صلتنا المستحدثة بعصر «ديمقراطية الاستعراض»؛ حيث السياسيون ممثلون، والناخبون جمهور، والمؤسسات الديمقراطية مجرد مسرح لعرض لا ينتهي. بيد أن هذا التحول لم يحصل بين ليلة وضحاها.

زرع الرئيس الأميركي الراحل جون كيندي، البذور الأولى خلال المناظرة التلفزيونية بينه وبين ريتشارد نيكسون عام 1960، مرسياً قواعد الديمقراطية الاستعراضية الحديثة. غلب الشاب الوسيم الأنيق المظهر تفوق نيكسون في الطرح السياسي، الذي بدا، أمام الكاميرات، شاحباً ومتوتراً، ولا يعكس الثقة التي يختزنها صوته حين يتحدث عبر أثير الراديو. بات المظهر البصري للمرشح، منذ كيندي، أثقل وزناً من المحتوى السياسي، وتحوّل القادة من مجرد خطباء تقليديين إلى أدائيين يُديرون صورتهم وحضورهم البصري ببراعة فائقة. لكن يظل أن ما حدث في العقدين الأخيرين يفوق أي تنبؤات، أولاً مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وثانياً مع دخول الذكاء الاصطناعي على صناعة المحتوى، ما جعل السياسيين يتنافسون على أكثر التغريدات إثارة أو طرافة، وأشد العبارات صدمة، ولو على حساب السياسات الأفضل والخيارات الأكفأ. حوّل ترمب البيت الأبيض إلى استوديو تلفزيون واقع. كل تغريدة هي حلقة، وكل مؤتمر صحافي مناسبة للحظة درامية، وكل إطلالة له تترك المشاهدين معلقين على حافة الدهشة بانتظار الحلقة المقبلة. يتصرف الرئيس الأميركي كمنتج تنفيذي لأطول برنامج ترفيهي في التاريخ الأميركي الحديث، مدركاً أن أغلبية الناس لم تعد تبحث عن الكفاءة، بل عن التسلية.

لكن ترمب ليس حالة فريدة. من الفلبين وإندونيسيا إلى تركيا وهولندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والمجر والبرازيل، برز سياسيون بخطابات جذبت الكاميرات أكثر من أي برنامج إصلاحي. حصروا التنافس على البقاء في دائرة الضوء وصناعة أكثر العناوين إثارة للجدل، مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي لتجاوز الإعلام التقليدي؛ حيث يقدمون أنفسهم كـ«غرباء» عن المؤسسة السياسية، وأصحاب حلول بسيطة لمشاكل معقدة. والحال، صار منطق المنصات وخوارزمياتها هو ما يحدد شكل الخطاب السياسي.

فلئن كانت خوارزميات «تيك توك» مثلاً تكافئ الصدمة والإثارة والتبسيط المفرط، يتحول السياسيون إلى مؤثرين ومنتجي محتوى يسعون خلف «اللايكات» والمشاركات والتعليقات، بغض النظر عن عمق أو دقة ما يقولونه ما دام ذلك هو الأعلى صوتاً، في فضاء معد سلفاً لهزيمة العقل أمام العاطفة. فاقمت عقود من الفشل الحكومي، والفضائح الأخلاقية والسياسية والوعود المنكوثة، سخط الجماهير على المؤسسات التقليدية، السياسية وغير السياسية. وسرع فقدان الثقة بالنظام والتفاصيل المملة للحوكمة الفعلية، البحث عن بدائل، في لحظة فراغ ملأتها شخصيات استعراضية، تبدو على الأقل «صادقة» في جنونها أو صراحتها. فالديمقراطية التقليدية ومؤسساتها الإجرائية في معظمها عبارة عن عمل دؤوب في اللجان، وعمليات مرهقة ومعقدة لصياغة التشريعات والتفاوض الطويل بشأنها. يقلص ذلك ملاءمتها للمستهلك السياسي المعاصر الذي أدمن على الاستعراض، كما للسياسي الراغب في ترك أثر تعوقه إجراءات المؤسسات وبطؤها. ليس غريباً، إذاك، أن ينظر ترمب للديمقراطية نفسها كعبء بيروقراطي يعطّل «الإنجاز الحقيقي». فلماذا ينتظر رئيس أميركا موافقة الكونغرس عندما يستطيع إصدار أمر تنفيذي؟ ولماذا يُضيّع رئيس وزراء وقته في مفاوضات برلمانية مملة عندما يتيح له لي عنق الدستور فرض إرادته مباشرة؟ ثمة إحباط عميق من تعقيدات وضوابط وتوازنات الديمقراطية، تبدو للكثيرين في الغرب، حكاماً وجماهير، نظاماً مصمماً للشلل، لا للحكم الفعّال، وباقة من الإجراءات الشكلية الخالية من أي معنى أو غاية سامية. وعليه باتت مواصفات القائد «القوي»، حتى في أعرق الديمقراطيات، تتمحور حول القدرة على تجاوز كل هذه «البيروقراطية المعطّلة» والتنفيذ بسرعة وفاعلية، في حين أن الديمقراطية، في الأصل، صُممت لتكون بطيئة ومتأنية وتعددية لضمان العدالة والحرية.

ولعل المحنة الحقيقية أن الأزمات التي حفت بالديمقراطية واستنزفت مصداقيتها، أكان التعامل مع الأزمة المالية عام 2008 بمنطق الإعفاءات بدل المحاسبة، أو القصور والارتجال في مواجهة تداعيات جائحة «كوفيد»، أفقدتها الكثير من وزنها الأخلاقي والفلسفي، وحولتها في نظر الكثيرين إلى مجرد «نظام» و«آلية»، يسهل التضحية بها على مذبح «الكفاءة» و«الإنجاز». احتجاجات «لا ملوك» في أميركا، تبدو محاولة يائسة لاستعادة هذا المعنى الذي تفتقده الديمقراطية المعاصرة بوصفها ضمانة وحماية، لا عائقاً أو رذيلة. بيد أن العرض مستمر... ويتمدد!

 

أورتاغوس في بيروت: أنظروا حولكم "الشرع" سيصل إلى البيت الأبيض

جويس عقيقي/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2025

غيّرت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس عادتها هذه المرة في بيروت، لا "فيديو" ولا تصريح!

صورتان فوتوغرافيتان مع رئيس الجمهورية، ثلاث صور مع رئيس الحكومة، صورتان مع وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد ولا صورة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري! علمًا أن الصور التقطها فريق عمل المسؤولين الذين التقتهم وليس كاميرات مصوري الوسائل الإعلامية. تغييرٌ كبير في الشكل فُهم أنه رسالة حسم إلى المسؤولين اللبنانيين. في "عين التينة" غيّرت أورتاغوس أيضًا عادتها، فعقدت أول لقاء سياسي لـها في بيروت، مع بري الساعة التاسعة والنصف من صباح الثلثاء.

ولكن لماذا غيّرت أورتاغوس عادتها؟

أولًا، لأنها كانت تتحاشى عدسات الكاميرات والصحافيين عند مدخل "عين التينة" وثانيًا لارتباط بري بالجلسة التشريعية المحددة الساعة 11، فكان اللقاء الصباحي بينهما. خلال اللقاء علمت "نداء الوطن" أن أورتاغوس طرحت على الرئيس بري خيارين:

- الخيار الأول: التفاوض المباشر مع إسرائيل.

- الخيار الثاني: التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، عبر تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم" وتوسيعها لتضم مدنيين.

ويبدو أن الخيار الثاني هو المخرج - الحل الذي يُعمل عليه ويبدو أيضًا أن بري لا يعارضه!

أورتاغوس نقلت لبري كلامًا سمعته من رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" في "تل أبيب" عن تهريب أسلحة من سوريا إلى "حزب الله" عبر الحدود اللبنانية - السورية ما يمكّن "حزب الله" من إعادة بناء قدراته، لكن اللافت أن أورتاغوس لم تتبنَ الرواية الإسرائيلية وقالت لبري إن الإدارة الأميركية لم تتأكد من هذا الموضوع بعد، لكنها ستفعل وإذا ثبت أنه صحيح فهذا أمر خطر ومقلق! وفي وقتٍ انتشرت معلومات صحافية عن أن أورتاغوس نقلت لبري تصعيدًا وتهديداتٍ أمنيةً وتحدثت عن حتمية الحرب، أكدت مصادر "عين التينة" لـ "نداء الوطن" أن هذا الكلام غير صحيح! "توسيع عمل لجنة الميكانيزم"، عنوان تحدثت به أيضًا أورتاغوس مع رئيس الجمهورية في بعبدا مشيرةً إلى ضم مدنيين إلى اللجنة فوافقها الرئيس عون الرأي الذي تحدث هو أيضًا عن ضرورة تفعيل عمل اللجنة مؤكدًا ضرورة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وضرورة تطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية.

هذا وأبدت أورتاغوس أمام "عون" جهوزية الإدارة الأميركية لمساعدة لبنان في طروحاته وقالت لـ "عون": "طالما أنا أعمل على الملف سأقوم بكل ما في وسعي لمنع الحرب على لبنان" لكنها استطردت قائلةً: "الجانب الإسرائيلي متوتر ويضع على الطاولة أيضًا خيار التصعيد، لذلك فإن الحل الآن هو بالتفاوض والحوار!

وعلمت "نداء الوطن" أن الرئيس عون كان مرتاحًا للقائه أورتاغوس التي أبلغته أنها ستحمل اقتراحات لبنان معها إلى أميركا وإسرائيل لتعود بالرد المناسب عليها في ما بعد. وبحسب المعلومات أيضًا، فإن أورتاغوس لم تطرح أمام عون أي مهلٍ زمنية جديدة بل تحدثت عن المهل المحددة أصلًا في خطة الجيش وأكدت أن الخطة جيدة ويجب المضي بها. في السراي الحكومي لم تكن الأجواء مختلفة، هنا تحدثت أورتاغوس مطولًا عن لجنة "الميكانيزم" وعن طرح لبنان توسيعها لتضم مدنيين، واستطردت أورتاغوس لتتحدث عن ضم مدنيين بمراكز عالية إلى اللجنة، كمثل وزراء أو مسؤولين في الدولتين.

لكن اللافت أن أورتاغوس لم تتحدث أبدًا عن الموقف الإسرائيلي من هذه الطروحات ومن شكل التفاوض ولم تحدد ما تسير به إسرائيل وما لا تسير به، في وقتٍ أكدت مصادر أميركية معنية بالتفاوض لـ "نداء الوطن" أن أورتاغوس لم تفاتح إسرائيل بعد بموضوع توسيع لجنة "الميكانيزم" ولم تسألها بعد ما إذا كانت تقبل بذلك أم لا!

وأبلغت أورتاغوس سلام أن السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى سيحضر قريبًا إلى بيروت وسيتسلّم الملف "لكنني سأبقى على تماس مباشر معه ومعكم" كما قالت. وقالت أورتاغوس لسلام: "أنظروا إلى المنطقة من حولكم، أنظروا إلى اتفاق غزة وما حصل من تفاوض مع حماس" في غمز منها إلى ضرورة الذهاب إلى ما يشبه اتفاق غزة.

سلام، من ناحيته، شدد أمام ضيفته على ضرورة تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي، ولا سيّما لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلّة.

وأشار إلى أنّ تطبيق قرار الحكومة لحصر السلاح، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عبر عقد مؤتمر دولي لهذه الغاية. وللمرة الأولى طلبت أورتاغوس لقاء وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد وذلك لتطلع منها على ما تقوم به الوزارة من مساعدات اجتماعية للعائلات الجنوبية والتشبيك مع الجنوبيين عبر إشراكهم بوظائف. وقد أثنت أورتاغوس على عمل الوزارة مؤكدة أن ما يحصل هو مؤشر على بسط سلطة الدولة اللبنانية في الجنوب وبداية ارتباط الجنوبيين بالدولة بدلًا من "حزب الله".

وأبدت أمام السيد استعدادها للمساعدة ودعم الوزارة في عملها طالما أنه يثبّت وجود الدولة وشرعيتها. كذلك قالت أورتاغوس للسيد إنها التقت نتنياهو وهو يعتقد أن "حزب الله" يقوم بإعادة تموضع وإعادة بناء نفسه وقدراته من جديد ومن هذا الباب دخلت "أورتاغوس" لتتحدث عن مخاوف وقلق من أن تكون هذه المعلومات صحيحة لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد إسرائيلي وأضافت أورتاغوس: "أنظروا إلى ما يحصل في المنطقة، الشرع سيصل إلى البيت الأبيض، إن لم تدخلوا القطار الدولي سينساكم الناس وستصبحون خارج الخريطة الدولية والعالمية!".

أورتاغوس التي أبدت أمام السيد تفهمها لحساسية التركيبة اللبنانية والوضع في لبنان لخصت كلامها بالقول: "Go, join the deal and be part of it before it’s too late". علماً أن أورتاغوس ستشارك اليوم في اجتماع لجنة "الميكانيزم" قبل مغادرتها بيروت... هي التي أبلغت المسؤولين أنها ستعود إلى بيروت حاملةً الردود والمقترحات علمًا أنها تعلم أنه من المبكر الحديث عن نتائج مباحثاتها في بيروت قبل التوجه بها إلى الإدارة الأميركية والسلطات الإسرائيلية.

 

اتصالات سياسية مفتوحة على خط الحلول ...بعد رسالة البرلمان الحكومة اليوم أمام الامتحان

كبريال مراد/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2025

لم يكن عدم انعقاد الجلسة التشريعية أمس نتيجة مجرد غياب نصاب، إنما كذلك كنتيجة لعدم توافر التفاهمات السياسية على معالجة أزمة قانون الانتخاب. ما يعني أن مشهد الأمس مرجّح للتكرار، ما لم تتكثف الاتصالات السياسية على خط الحلول وردم الهوّة بين وجهات النظر المختلفة. لكن المتابعين للكواليس يقولون "المعركة في الحكومة اليوم، فتابعوا مجريات الجلسة". ويعتبر أصحاب هذا الرأي "أن الضغط السياسي أدى إلى تكوين رأي عام ضاغط، لا يمكن معه لطريقة العمل التي كانت سائدة في تمييع الأمور أن تستمر". وبحسب معلومات "نداء الوطن"، فقد فتحت قنوات الاتصال عشية جلسة مجلس الوزراء، والأجواء مالت إلى أن تكون جيّدة لطرح مشروع قانون وزير الخارجية وإقراره". ويرى المعنيون بالاتصالات أن لا فرملة لهذه الاندفاعة، مستندين إلى أن "المحيط التغييري برئيس الحكومة يضغط عليه لتأمين تصويت المغتربين. وللمرة الأولى، بدت التركيبة التغييرية في الموقف المؤيّد للمعارضة، لأنها خائفة على مقاعدها النيابية في حال عدم تصويت الاغتراب". إذًا، تعوّل الأكثرية المعطّلة لنصاب الجلسة التشريعية على مسار جلسة مجلس الوزراء. وهي لا تخشى من عدم إدراج رئيس مجلس النواب المشروع في حال إقراره في الحكومة "لأن رئيس المجلس مجبر بالإدراج، وإلّا يرتكب مخالفة كبيرة".

مجريات الجلسة

بالعودة إلى مجريات ساحة النجمة أمس، فقد حاول بري حتى الثانية الأخيرة تأمين النصاب. ونشطت الاتصالات في بهو المجلس حتى الحادية عشرة والنصف لمحاولة تأمين 65 نائبًا على الأقل داخل القاعة العامة. لكن المساعي لم يكتب لها النجاح، إذ اقتصر العدد على 63 نائبًا، فرفع بري الجلسة إلى موعد لاحق. عندها سارع المقاطعون إلى اعتبار "أن الرسالة وصلت، وأن رئيس المجلس لا يمكن أن يتعامل مع البرلمان "كملكية خاصة" وأن يفرض اجتهادات وأعرافًا جديدة". انتظار الحكومة، لا بل مطالبتها بالفعل، جاء على لسان النائب جورج عدوان، مباشرة بعد عدم انعقاد الجلسة التشريعية، متوجّهًا إلى سلام بالقول "قم بما يجب في جلسة الغد (اليوم)، لأن وضع المجلس النيابي واضح، وعليك أن تكون إلى جانب الأكثرية لأن لولاها لما كنت رئيسًا للحكومة".

بداية حلّ

وكان لافتًا ما قاله نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب "إن عدم انعقاد الجلسة هو بداية الحل"، وإن "تأمين النصاب لم يكن مستحيلاً". لم يكن بو صعب بعيدًا عن أجواء الاتصالات الحاصلة، وهو الذي شدد على أن الأمور لا يمكن أن تحلّ إلا بالحوار. وبحسب المعلومات، فإن المرحلة المقبلة ستحمل معها المزيد من مساعي التواصل، بعدما ثبّت كل طرف وجهة نظره. وبات المطلوب من كل طرف التقدّم خطوة نحو الآخر.

حراك بوجه حراك

قبل ذلك، كانت المتاريس السياسية تترجم بزيارة وفد نيابي يمثل "التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة" للسراي الحكومي، بعد بعبدا قبل يومين، مشددًا على أن "قانون الانتخاب الحالي نافذ وأن على الحكومة اتخاذ الإجراءات التنفيذية له، وإجراء الانتخابات في وقتها المحدد"، ناقلًا لسلام "الهواجس المتعلقة بمخاطر إقرار التعديل على القانون الحالي نتيجة غياب مبدأ تكافؤ الفرص وحرية الناخب في التعبير عن رأيه". وأتى هذا الحراك في مواجهة الحركة التي قام بها في الأيام الماضية النواب الذين يطالبون بتعديل اقتراع المغتربين في القانون الحالي. بناء على ما تقدّم، يطرح السؤال الآتي: "ما هي الحدفة الثانية لكل فريق بعد جولة الساعات الماضية؟ وكيف سينتهي الكباش السياسي حول قانون الانتخاب؟ يبدو أن كل فريق يحتفظ لنفسه بخطة هجومية، وأخرى دفاعية من الآن وحتى موعد الانتخابات النيابية.

 

العيش في زمنين

رفيق خوري/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2025

لا قوّة يمكن أن تعزل طائفة في لبنان، ولو كانت القوّة قاهرة والطائفة صغيرة. ولا طائفة تستطيع أن تتجنب العزلة إذا أرادت تمييز نفسها من الشركاء في الوطن، والتصرّف كقوّة إقليميّة في مواجهة الخارج. وهذا واحد من الدروس في "مزرعة الحيوانات" لجورج أورويل، حيث قاد الخروج على المساواة إلى الصراعات. لكن الرئيس نبيه بري الذي يعزل الأكثرية النيابية عن القرار في البرلمان، يصف "إعادة طرح قانون الانتخاب" بطلب من الأكثرية لتصحيح غلطة فيه بأنها "تهدف إلى عزل طائفة وهذا ما لن نسمح به". وأيّ طائفة؟ الطائفة الشيعية التي تمتلك السلاح وتمارس الهيمنة ويصرّ "ثنائي أمل - حزب اللّه" على الإمساك بكل نوّاب الطائفة الـ 27 مع سُريالية الدعوة إلى انتخابات خارج القيد الطائفيّ على أساس لبنان دائرة واحدة. ولا جدوى من الجدل على الرغم من المفارقات. لا حول إصرار طائفة واحدة على الاحتفاظ بالسلاح في مواجهة بقية الطوائف التي تطالب بسحبه تنفيذًا لقرار "حصرية السلاح" في يد الدولة لبدء مسار الاستثمارات والمساعدات وإعادة الإعمار. ولا حول اتهام الأكثرية في مجلس الوزراء التي مارست الحق الوطنيّ في القرار، بالخضوع للإملاءات "الأميركية والإسرائيلية والسعودية" من موقع الطرف المرتبط بإيران ومشروعها والمؤمن بولاية الفقيه. لا حول حرص طهران على تسليح فصائل مذهبيّة وتمييز الشيعة من شركائهم في البلدان العربيّة والعمل لمشروع خاص بهم خلافًا لوصايا الإمام محمد مهدي شمس الدين، وبالتالي دفعهم إلى نوع من "العزلة الرائعة" على حدّ التعبير الشائع في رواية لأرنست همنغواي. ولا حول التسبّب من جديد في حرب مدمّرة بعد "حرب الإسناد" من أجل سلاح انتهى دوره وبات استخدامه ضدّ العدو أو ضدّ الشركاء في الداخل لعبة خطيرة وخاسرة. حتى عندما يدعو رئيس الحكومة نواف سلام "حزب اللّه" إلى التخلّي عن الجناح العسكري والاكتفاء بالجناح السياسي مثل أي حزب، فإن الردّ مكتوب على الجدار: ليس في "الحزب" جناح عسكري وجناح سياسي، فهو مولود مع السلاح بقيادة دينية تتلقى درع التثبيت من الولي الفقيه علي خامنئي وتمارس دور "الوكيل الشرعي" له. وهو يعلن بصراحة أن سلاحه "سلاح المهدي" ولن ينتهي دوره ولو زالت إسرائيل قبل ظهور صاحب الزمان وتأليف "حكومته العالمية". ولبنان مجرّد تفصيل في هذا المشهد الذي يلتقي فيه الواقع والغيب. و "حزب اللّه" هو "ماكينة" أمنيته تعمل في الداخل والخارج.

ذلك أن الشرق الأوسط بما فيه لبنان يبدو كأنه يعيش في زمنين مختلفين وفي صراع بين مشروعين مختلفين. واحد يراوح بين القرن السابع والقرن العاشر، وآخر يركض وراء القرن الحادي والعشرين، وإن كان الجميع يستخدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. مشروع "الولاية" وتصحيح التاريخ بقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران. ومشروع "استعادة الخلافة" على أيدي الإخوان المسلمين و "داعش" و "القاعدة" وكل تنظيمات السلفية الجهادية، ولكن من دون نوعية الخلفاء الراشدين والذين لم يكونوا رجال دين. ومشروع الدولة الوطنية في كلّ بلد والذي لن يكتمل إلّا بالمواطنة في دولة مدنية. زمن العودة إلى البدايات أيام الفتح. وزمن التحوّلات المتسارعة وصنع المستقبل والتركيز على التنمية والازدهار والتعليم وتمكين المرأة. والثمن الذي دفعه لبنان، ولا يزال يدفعه، باهظ. من المتغيّرات في "لعبة الأمم" القوية على أرضه إقليميًا ودوليًا إلى الارتباطات المحلية بها والعجز عن إدراك أهدافها الحقيقية وراء الأهداف المعلنة. وكثيرًا ما أخطأ المسؤولون الرسميون وغير الرسميين في قراءة الأحداث. وحتى عندما يتمكّن بعضهم من القراءة الصحيحة في التطوّرات وموازين القوى، فإنه يعجز عن اتخاذ قرار حاسم، وتكون الكلفة مثل القراءة الخاطئة وأكثر. وعلى الرغم من الإيحاء أننا خرجنا من مرحلة ترويض الأزمات إلى إدارتها على الطريق إلى حلها، فإننا عمليًا في مرحلة الدوران حول السلاح والإصلاح. وهما معًا في قبضة المافيا الميليشيوية والمالية والسياسية التي تمنع التوصّل إلى أيّ حلّ حقيقيّ ولو انهار لبنان. يقول البروفسور جوزف ناي: "السياسة فن لا علم". لكن الفن والعلم هما آخر ما تدار به السياسة في لبنان بسبب خوف أصحاب الفن والعلم من أصحاب النفوذ.

 

دولة الرئيس أنت تُخالف الدستور

سعيد مالك/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2025

في ربيع العام الحالي تقدّم عشرة نوّاب، ممثلين كتلهم، باقتراح قانون مُعجّل مُكرّر لإلغاء المادة 112 وسواها من قانون الانتخابات، لتمكين المنتشرين مِن الاقتراع والمُشاركة في الاستحقاق الانتخابي، أسوةً بغيرهم مِن اللبنانيين، وعملًا بمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات. رفض الرئيس برّي طرح هذا الاقتراح المُعجّل المُكرّر على الهيئة العامة، في أوّل جلسة عقدها المجلس النيابي بعد تقديمه. خلافًا لأحكام المادة 109 من النظام الداخلي لمجلس النواب. تذرّع فريق الرئيس برّي أنّ المادة 109 المذكورة تنُصّ على أنه "للرئيس أن يطرح " وليس "على الرئيس أن يطرح" وأن صلاحيّته استنسابية بهذا الخصوص. فيما الواقع أن صلاحية رئيس المجلس بهذا الشأن صلاحية مُقيّدة وليست استنسابية على الإطلاق. واستمر الرئيس برّي في تعنته برفض إدراج هذا الاقتراح المُعجّل المُكرّر على جدول أعمال أي جلسة تشريعية. ضاربًا بِعرض الحائط أحكام الدستور والنظام والقوانين المرعية الإجراء.

والسؤال الأوّل المطروح، ما التوصيف الحقيقي لتصرُّف الرئيس برّي، للتمكُّن مِن البناء على الشيء مُقتضاه؟

نصّت المادة 18 من الدستور اللبناني، على أن لمجلس النواب ومجلس الوزراء حق اقتراح القوانين...كذا.

مما يُفيد أن الدستور اللبناني مَنَحَ مجلس النواب (أي السادة النواب) كذلك الحكومة، حق اقتراح القوانين. وحَصَرَ بهم هذا الحق. وهذا يُفيد أن مسار أي تشريع، مفترض أن يبدأ باقتراح قانون يُقدّم من أحد النواب، أو بمشروع قانون من الحكومة، ويُحال إلى المجلس النيابي بواسطة رئيس المجلس النيابي بصفته الإدارية ومهامه كرئيس للمجلس. وما يحصل راهنًا، أن رئيس المجلس وعوض أن يُيَسّر أو يُسهّل اقتراحات القوانين ومشاريع القوانين، لتأمين إيصالها إلى الهيئة العامة...كذا. يُعرقل هذا المسار، بمُصادرة هذه الاقتراحات والمشاريع، واحتجازها في أدراجه دون وجه حق أو مسوغ مشروع.

وهو بالتالي، وبهذه الطريقة وبهذا الأداء، يُصادر حق النائب في التشريع، كما يُصادر حق الحكومة في اقتراح التعديل أم التشريع. ويُعطّل بذلك أحكام المادة 18 من الدستور، التي تولي هذا الحق إلى النواب والحكومة حصرًا.

بالخُلاصة، دولة الرئيس برّي يرتكب مُخالفة دستورية فاضحة، بمُصادرته حق التشريع ومنعه عن النواب وأيضًا عن الحكومة، بطريقةٍ تعسُّفية، لا تفسير لها إلّا تصفية حسابات شخصية وسياسية ضيّقة ولو على حساب أحكام الدستور.

والسؤال الثاني، مَن المَرجع الواجب عليه مُعالجة هذا الخلل وهذا الاعتداء على الدستور؟

ثابتٌ أن رئيس المجلس النيابي لا يُحاكَم أمام المجلس الأعلى لمُحاكمة الرؤساء والوزراء. لكن السؤال، هل الاستمرار في انتهاك الدستور مُمكِن؟ من دون أن يكون هناك أي رادع أم وازع؟

بالعودة إلى أحكام الدستور، نصّت المادة 49 منه على أن رئيس الجمهورية هو الساهر على احترام الدستور، وحلف اليمين على ذلك (المادة 50 منه). ومهمّة السهر على الدستور والتي أُنيطت برئيس الدولة هي من أسمى المهام وأرقاها. بالتالي، مِن مهام الرئيس (رئيس الجمهورية) أن يُراقب احترام الدستور ويرعاه ويُحافظ عليه. فهو دستور الأُمّة، أي أسمى القوانين رتبةً في هرميّة المنظومة القانونية للدولة. واستنادًا إلى نصّ الدستور، نُلاحظ أن لرئيس الجمهورية صلاحيات عدّة لمُراقبة عمل مجلس النواب، أهمّها طلب إعادة النظر بأي قانون يصدر (المادة 57 منه) وحق مراجعة المجلس الدستوري (المادة 19 منه) كذلك، إمكانية تأجيل انعقاد مجلس النواب إلى أمدٍ لا يتجاوز شهرًا واحدًا (المادة 59 منه) كما يعود له عندما تقتضي الضرورة، توجيه رسائل إلى مجلس النواب (الفقرة 10 من المادة 53 منه). بالتالي، أمام هذه المخالفات المُتراكمة لرئيس المجلس النيابي، ألا يقتضي على مَن يَلزم اتخاذ ما يقتضي من إجراءات لردعه وتصويب مساره؟

سؤالٌ برسم المعنيين، علّنا نَلقى الجواب.

 

اتفاق غزة يترنّح بين الموانع الإسرائيلية و"المصيدة الحمساوية"

أورور كرم/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2025

لم يكد حبر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يجف حتى بدأ الجدل حول الجهة التي ستتولّى إدارة القطاع في المرحلة المقبلة، في مشهد يعكس هشاشة التفاهمات الميدانية والسياسية التي أنهت الحرب موَقتًا، لكنها لم تضع بعد إطارًا واضحًا لما بعد النار والركام. فها هو الاتفاق، الذي رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر، يتعرّض لارتجاج "حمساوي" يفتح الباب أمام معركة جديدة من نوع مختلف: معركة على هوية السلطة المقبلة في غزة، في وقت يواجه فيه الاتفاق عقبات خطرة، خصوصًا بعد التصعيد العسكري الذي شهده القطاع أمس.

فبعدما سلّمت كلّ الدول العربية والغربية بألّا يكون هناك دور للحركة بعد انتهاء المرحلة التالية، وبعدما أعطى وفد "حماس" برئاسة خليل الحية موافقته على هذا المبدأ خلال لقاء مباشر مع الموفدين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، بحضور مديري المخابرات التركية والمصرية، ها هي الحركة اليوم تعتبر أن أي إدارة تقصي دورها هي مرفوضة وغير واقعية، باعتبار أن من دفع الثمن وقاتل لا يمكن أن يُستبعد من الحكم وإعادة الإعمار. وتعترض بشكل مباشر على الطرح الذي تدفع في اتجاهه الإدارة الأميركية لتشكيل سلطة فلسطينية من دون "حماس"، أي حكومة مدنية منبثقة من مؤسسات السلطة الفلسطينية، من دون أن تملك الحركة أي نفوذ مباشر داخلها.

في المقابل، تتحرّك القاهرة والدوحة لتسويق صيغة وسط، تقضي بتشكيل هيئة انتقالية من شخصيات فلسطينية مستقلّة، تتولّى إدارة الشؤون المدنية والإغاثية في المرحلة الأولى، على أن يتولّى الأمن، جهاز مشترك بإشراف عربي ودولي، يضمّ ضباطًا فلسطينيين سابقين وآخرين من دول عربية. غير أن إسرائيل ترفض أي صيغة تعيد لـ "حماس"، ولو جزئيًا، موطئ قدم في السلطة، وتضغط لضمان فصل أمني كامل بين الحركة والإدارة المقبلة. المتحدّث الرسمي باسم حركة "فتح" الدكتور جمال نزال، يؤكد خلال حوار أجرته معه صحيفة "نداء الوطن" أن المشكلة الحقيقية اليوم تكمن في اعتراض إسرائيل على أن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور في المرحلة المقبلة، وهذا يعارض كل الاتفاقات الموجودة، كما يعتبر انقلابًا على اتفاق أوسلو وعلى مؤتمر نيويورك، الذي أقرّ فيه دعم دولة فلسطين. ويضيف نزال أن "إسرائيل تعترض على أن يكون رئيس اللجنة التي من المفترض أن تدير غزة، وزيرًا في السلطة الفلسطينية". من هنا يوضح نزال أنّ إصرار حركة "فتح" على هذا الموقف يأتي بهدف الربط السياسي والإداري بين غزة والضفة الغربية، وهذا ما تسعى إسرائيل إلى كسره. كما أن "حماس" لا تظهر نفس الإصرار على أن يكون رئيس اللجنة وزيرًا في السلطة الفلسطينية. لكن التحدّي الأعمق لا يتعلّق بالأسماء أو التركيبة بقدر ما يرتبط بطبيعة السيطرة الفعلية: من يدير المعابر؟ من يتحكّم بالمساعدات؟ وكيف يمكن لحكومة فلسطينية أن تعمل بفعالية وبتمويل خارجي مشروط وبإشراف أمني متعدّد الجنسيات؟ وفوق كلّ هذه التعقيدات السياسية، يلوح في الأفق خطر جديد يتمثل في هشاشة اتفاق وقف النار نفسه. فبينما يحاول الوسطاء الإقليميون والدوليون تثبيت الهدنة، يسود توتر متصاعد بعدما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجيش، بتنفيذ هجمات قوية في غزة، وهو يعتبر أن "حماس" تواصل خرق الاتفاق من خلال مماطلتها في تسليم جثث الرهائن الإسرائيليين.

في الواقع، تتعامل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الموقف بحذر بالغ. فترامب، الذي تباهى شخصيًا برعاية الاتفاق، تعهّد علنًا بأن الحرب توقفت. كما لن يسمح الرئيس الأميركي للطرف الإسرائيلي باستئناف الحرب من دون "ضوء أخضر". من يراقب الحراك الأميركي المكثف الذي شهدته تل أبيب الأسبوع الماضي، بدءًا بزيارة ويتكوف وكوشنر، مرورًا بزيارة نائب الرئيس جيه دي فانس، وصولًا إلى زيارة وزير الخارجية ماركو روبيو، يلاحظ جيّدًا أن كلّ هذه الزيارات تأتي لتثبيت اتفاق وقف النار الهش. إذًا، الرسائل الأميركية واضحة: أي محاولة لإفشال التفاهم ستعتبر تحدّيًا مباشرًا للإدارة الأميركية. وعليه، فإن انهيار الاتفاق يعني، بالنسبة إلى ترامب، خسارة إنجاز دبلوماسي يعتبره الأكبر في ولايته الحالية، وقد ينعكس سلبًا على المشهد الإقليمي والدولي معًا. وبين هذه المواقف المتباينة، يقف قطاع غزة على مفترق طرق دقيق. فالاتفاق الهش الذي أوقف القتال لم ينهِ جذور الأزمة، بل كشف حجم التناقضات بين القوى المحلّية والإقليمية والدولية. ومع غياب رؤية موحّدة لإدارة القطاع، يبدو أن المرحلة المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة هذا الاتفاق على الصمود… أو سقوطه سريعًا تحت وطأة الحسابات السياسية والأمنية المتضاربة. وللأسف، عند كلّ مرحلة مفصلية تشهدها القضية الفلسطينية، يظهر التباين بين القوى الفلسطينية، وكالعادة ينعكس سلبًا عليهم وتبقى إسرائيل المستفيد الأكبر من هذا الانقسام. فإذا كان الشيطان يكمن في التفاصيل، فها هي "حماس" تكمن كمينًا محكمًا لتفاصيل المرحلة الأولى للاتفاق وتعدّ العدة لكمين أكبر في المرحلة الثانية منه، بعدما كانت قد وافقت على الاتفاق.

 

ضرب العودة الديموغرافية المسيحيّة... بمباركة باسيليّة

ألان سركيس/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2025

تطرح التطوّرات الأمنيّة نفسها كحدث أوّل يسرق الاهتمامات. وإذا كان هذا الموضوع مرتبطًا بما تخطّط له إسرائيل وإيران، إلّا أن هناك ملفات تشغل الساحة اللبنانية وأبرزها قانون الانتخاب وما يُحاك من قبل "الثنائي الشيعي" لقلب النتائج والتي أفشلت جزءًا منها القوى السياديّة والتغييرية أمس بتطيير النصاب.

لا يمكن فصل ملف الانتخابات عن التطوّرات الأمنية والسياسية. فالانتخاب هو عملية تُظهّر شكل الحكم الجديد والتوازنات السياسية في البلاد. قبض "حزب اللّه" على السلطة منذ عام 2006، ليس فقط بقوّة السلاح والترهيب، بل من خلال المؤسّسات وفرض أعراف جديدة مثل الثلث المعطّل والميثاقية وحق النقض الذي ضرب الميثاقية. ويتخوّف "حزب اللّه" من أن تمثل انتخابات 2026 ضربة قاضية لنفوذه في الحكم بعدما تقهقرت ماكينته العسكرية وانهزم أمام إسرائيل، ولم يعد قادرًا على الردّ مهما ارتفع سقف خطاباته وتهديداته.

ولا يقف "حزب اللّه" وحيدًا في المعركة، بل يسانده رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يتصرّف وكأن البرلمان ملكه، وأيضًا رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل الذي يعمل للحفاظ على وضعيّته الشعبية والانتخابية بعد النكسات التي تلقاها والتي أسفرت عن خروجه من جنة الحكم، لذلك، من غير المستبعد تحالفه في الانتخابات المقبلة مع "حزب اللّه" وبرّي مهما بلغ سقف التصريحات والنفي، فالمصلحة السياسية والانتخابية هي التي تتحكّم بسياسة باسيل و"الحزب". ومثل تطيير النصاب في جلسة مجلس النوّاب أمس ضربة كبيرة لبرّي والحلفاء. صحيح أنه لم يستطع تأمين النصاب لكن "التيار الوطني الحرّ" كان أوّل الحاضرين ويعمل ضد إرادة المغتربين وحتى ضد المصلحة المسيحية العامة في هذا المجال. عمل الاحتلال السوري بعد عام 1990 على وضع يده على البلد، وأوّل ما فعله السيطرة على مجلس النوّاب الذي يُعتبر المؤسّسة التي ينبثق منها كلّ فروع السلطة. انتخاب مجلس موالٍ له يعني تحكّمه بشكل الحكومة ومن ثمّ التأثير على انتخابات رئيس الجمهورية رغم أن العامل الخارجيّ يلعب دوره في هذه الانتخابات. فكانت المقاطعة المسيحية في انتخابات 1992 والتي جعلت نظام الأسد وحلفاءه يضعون يدهم على تركيبة البلد.

واستمرّ مسلسل ضرب الوجود المسيحي، وحصلت انتخابات 1996، بعد مشاركة بعض المسيحيين في الانتخابات، لكن السوري فرض قانون المحافظة مع بعض الاستثناءات لضرب أيّ تأثير مسيحي. وحصل كلّ ذلك وسط الإحباط المسيحي وضرب قياداتهم السياسية ومؤسّساتهم وحصول موجة هجرة وتجنيس أدّت إلى خلل في الميزان الديموغرافي. وكانت بدعة قانون غازي كنعان عام 2000 من أهمّ إنجازات النظام الأمني اللبناني- السوري، وأدّت إلى تذويب الصوت المسيحيّ، وكان زلزال 14 شباط كفيلًا بإخراج جيش الاحتلال السوري من لبنان، وجرت انتخابات 2005 على أساس قانون غازي كنعان، من ثمّ انتخب الشعب اللبناني عام 2009 على أساس قانون القضاء الذي لم يؤمّن المناصفة، بل ظهرت ثغرات كثيرة فيه نتيجة الخلل الديموغرافي بعدما تراجع عدد الناخبين المسيحيين إلى حوالى 38 بالمئة. لا شكّ أن مثل هكذا خلل حصل نتيجة عوامل عدّة، لكن قانون النسبية على أساس 15 دائرة صحح المسار وسمح للمغترب بالمشاركة، وفي إحصاءات إنتخابات 2022، بلغ عدد المسيحيين المسجلين نحو 53 بالمئة من نسبة المغتربين بينما وصل عدد المسلمين المغتربين إلى نحو 47 بالمئة، وتصدّرت الطائفة المارونية النسبة الأعلى بنحو 33 بالمئة وتلتها الطائفة السنية بنحو 20 في المئة، والشيعية 19 بالمئة، والأرثوذكس 10 في المئة. وبعد التطورات التي حصلت، كان يرجّح ارتفاع عدد المغتربيين الذين سينتخبون، وذلك بعد الأحداث التي حصلت، وعودة جزء من الثقة والأمل بالبلد، وبالتالي كان الميزان الديموغرافي مرشح للتعافي، على رغم أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل. ويشكّل حرمان المغترب من التصويت في مكان إقامته وفي دائرته، ضربة للجناح المغترب أولًا، ولمحاولة الحفاظ على مشاركة المغتربين في الحياة السياسية ثانيًا، وضربة أيضًا لمحاولة المكوّن المسيحي التعافي ديموغرافيًا. وإذا كان "الثنائي الشيعي" ينفذ مصلحته، فما مصلحة "التيار الوطني الحرّ" في ضرب التمثيل المسيحي والاغترابي وهو الذي رفع دائمًا شعار استعادة حقوق المسيحيين؟ من هنا يمكن القول إن هذه العملية تحصل بمشاركة أيادٍ مسيحية تنجرّ وراء "حزب الله" وبرّي في لعبتهما ووراء مصالحها الانتخابية، ولا تعمل وفق ما تمليه عليها المصلحة المسيحية والوطنية التي تطمح لبناء دولة للجميع تنهي زمن "الدويلة".

 

فوق سور الصين

سمير عطالله/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2025

يصل دونالد ترمب إلى الصين؛ «ضرته» في آخر العالم، وهو لم يستخدم بعدُ كلمة واحدة من اللغة السياسية أو الدبلوماسية المألوفة في العالم. ليس في التاريخ الأميركي رئيس شبيه له... لا يتردد لحظة في التهديد بـ«قتل» حماس، لكنه ينجح في وقف إبادة غزة. يدعو إلى قمة مع بوتين في بودابست، ثم تُلغى القمة كأنها دعوة إلى غداء، لا حدثاً تاريخياً. ينجح ويخفق... ويكرر، ويغضب ويفرح، ويعادي ويصالح، ويهدد ويسامح... على وتيرة واحدة. ليس عليه أن يتبع الأصول المعروفة، بل على الجميع أن يتعلموا دروسه. هو لا يملك الوقت... هو مشغول في موضوع الصحراء، وفي قضية بوليفيا، ومسافر إلى القدس، وراقص أمام مستقبليه في ماليزيا، متجاهلاً جميع عادات البيت الأبيض، وجاعلاً من «خصوصية» المكتب البيضاوي عرضاً صاخباً بلا توقف. لا مراسم، ولا رسميات، ولا إضاعة وقت... أميركي حتى النخاع. على عجلة، يتناول غداءه المؤلف من 4 هامبورغر «بيغ ماك»، ويمضي يومه في شرب «الكوكا لايت»... الكثير الكثير منها. لا يهم أين تفشل وأين تنجح. حاول مرة أخرى. ربح جميع الحروب: حرب الرسوم، وحرب المهاجرين، و«حرب أوكرانيا»، والحرب الاقتصادية الكبرى مع الصين. وأخطأ في تهجئة اسم أذربيجان... ووضع ألبانيا بدل أرمينيا. لا يهم. لا وقت لمثل هذه التفاصيل الصغيرة... جورج بوش الابن كان يخطئ في جميع الأسماء والتواريخ. في الرحلة الآسيوية يعلن ترمب أن الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، «صديقه الكبير» ويتمنى زيارته. يحوّل ما قد تكون أجدى المعجزات التاريخية إلى تبادل زيارات عادي، ويضع جانباً إحدى أقدم حروب أميركا، من أجل أن يضمها في ساعة إلى الحروب التي أنهاها وتلك التي سوف يعمل على إنهائها حول العالم. إذا خرج ترمب من الصين باتفاق، فسوف يكون ذلك في أهمية الاتفاق الذي وقعه ريتشارد نيكسون مع ماو تسي تونغ. وكما غيّر ذلك وجه السياسة العالمية، فلا أحد يدرك مدى تأثير اتفاق اليوم على خريطة الكون السياسية.

درج كثيرون على تشبيه ترمب بفارس الطواحين الخيالية؛ دون كيشوت، لكننا لا ندري إلى أي عالم يأخذنا صاحب الأبراج في جولاته اليومية المنهكة على بؤر الحروب وبحيرات السلام. بين ليلة وضحايا وضع يده على مفاتيح الكرة الأرضية، من دون أن يكون قد شغل أي منصب سياسي في بلاده من قبل. كل ما هناك أنه - مثل فولوديمير زيلينسكي – كان ممثلاً، ولكن في دور ثانوي. ومن الشاشة الصغيرة قفز إلى مسرح العالم، يلعب دور البطل الأول. أهم شيء في الأفلام، كما في الحقيقة، المشهد الأخير...

 

 بين مطرقة بري وسندان باسيل.

 الدكتور شربل عازار/اللواء/28 تشرين الأول/2025

صرّح دولة الرئيس نبيه برّي في حديث صحفي قائلاً: "اعطيني وِحدَة بين اللبنانيّين أعطيك النصر الأكيد على إسرائيل".

دولة الرئيس، نحن أغلبية الشعب اللبناني من كلّ المذاهب والمناطق، ندعوك للوِحدَة تحت سقف الدستور والقوانين فلا يكون هناك في وطننا "إبن سِت وإبن جارية".

 بينما فريقكم يدعونا للانصياع لهَيمَنته خارج كلّ دستور وكلّ قانون، فيما هو يعمل لصالح دولة خارجيّة ولصالح "محور ممانع" لم  يَمنَع إلّا قيام دولة فعليّة في لبنان بِفِعل وَهرَة السلاح والتحكّم بمفتاح مجلس النواب.

من ناحية أخرى، يَجول النائب جبران باسيل في الداخل والخارج في حركة تهدف الى تبرير كلّ ما أخطأ به "تيّاره"، والى تبرير ما لم ينجزه خلال عشرين عاماً بالرغم من ترؤسِّه لأكبر كتلة نيابيّة ووزاريّة على مدى عشرين سنة، وبالرغم من استفراده بكامل الحصّة المسيحيّة في الدولة في عهد رئاسي امتدّ لتسع سنوات، ست سنوات  برئاسة "مورثّه" الرئيس ميشال عون وثلاث سنوات بعدها في عهد الفراغ الرئاسي حيث حَكَمَت حكومتُه نفسها.

وبعد كلّ هذا الفشل الذريع في عدم تحقيقه إنجازاً واحداً يفتخر فيه طيلة هذه الفترة، يظهر  باسيل على المنابر والشاشات ليخبرنا عن "رؤيته الثاقبة" في كيفيّة إدارة البلد وبناء الدولة فيما لو كان هو في السلطة!!!

 وتبلغ به الوقاحة أن يسألك "أين أصبح التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بعد خمس سنوات على وقوعه في العام ٢٠٢٠؟"

 وقد خانته ذاكرته فَنَسيَ وَعد "حَميه الرئيس" للشعب اللبناني بكشف حقيقة التفجير خلال خمسة أيام فقط انتهت في ٩ آب ٢٠٢٠؟

ويسأل باسيل أين أصبح التدقيق الجنائي وإعادة الأموال التي هُرِّبَت في العام ٢٠١٩؟ أي في منتصف ولاية "حميه الرئيس" !!

وكأنّ النائب باسيل لم يشاهد أرتال الشاحنات التي كانت تهرّب المازوت والبنزين والطحين والدواء وكلّ ما هو مدعوم الى النظام السوري البائد تحت كاميرات التلفزيونات. أَهَل كان أهْل "القَصر" نياماً أم شركاء؟؟

ويسأل باسيل عن الكهرباء والماء والسدود وبلوكات النفط.

 ويلقي باللائمة على وزراء اليوم الذين لا يكلّون ولا يملّون من السعي لتصحيح ما خرّبته سياسات وأفعال "التيار الحرّ" على مدى عشرين عاماً.

في إطلالته التلفزيونيّة أول من أمس، تبنّى باسيل بالكامل سرديّة الثنائي "أمل - حزب الله" بالنسبة لرفضهم تسليم السلاح وفيها أنّ المكوّن الشيعي مُستَهدَف من إسرائيل جنوباً ومن أعدائه شرقاً، ولديه هواجسه، ولا يجوز التكلّم عن حصريّة السلاح قبل أن تنسحب إسرائيل وتُوقِف اعتداءاتها وتعيد الأسرى، وقبل أن يُعاد إعمار الجنوب.

ويُكمِل باسيل أنّه لا يجوز التكلّم عن السلاح قبل أن تناقش الدولة "استراتيجيّة دفاعيّة" يكون السلاح و"المقاومة" جزءاً منها.

نعم هذا هو موقف جبران باسيل الحقيقي والمُعلن بالنسبة للسلاح.

 النائب جبران باسيل هو جزء لا يتجزّأ من "محور الممانعة"، مهما تلاعب بألفاظه، ويسألونك لماذا تلفظونه !!

ولأنّه من صلب "محور الممانعة"، ولأننا على عتبة الانتخابات النيابيّة، وخوفاً من الصوت الاغترابي الذي سيصبّ في "صندوق" الدولة - الدولة وليس في صندوق "الدولة - الدويلة"، فالنائب باسيل يتقاطع مع الرئيس برّي الذي يُسَوِّق لنظريّة "أنّ انتخاب المغتربين لل ١٢٨ نائباً في لبنان حسب سجلات نفوسهم هو إقصاء للطائفة الشيعيّة"  لذلك، فالعمل جارٍ بينهما، وبإصرار، على طَحنِ صوت الاغتراب بين "مطرقة" برّي البرلمانيّة و"سندان" باسيل الشعبوي.

 

نظام الولي… بين الفقه والسياسة في زمن الفوضى

محمود القيسي/جنوبية/28 تشرين الأول/2025

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديثٍ للقناة 14: «توقّعنا أن تمطرنا إيران بالصواريخ عقب اغتيال نصر الله، لكن ذلك لم يحدث. دمرنا خلال ساعات ما بناه حزب الله من مخزون صواريخ خلال سنوات طويلة. لم نبلغ الولايات المتحدة بعملية اغتيال نصر الله، ونفذنا عملية “البيجرز” بعد معلومات عن إرسال الحزب عيناتٍ منها للفحص».“العربية

 حزب الله اداة ايران الاقليمية

تاريخيًا، سعى نظام الولي الفقيه إلى توظيف حزب الله كأداة إقليمية عندما كان الحزب في أوج قوته التنظيمية والسياسية. أما اليوم، وبعد تحولات كبرى داخل إيران والمنطقة، يبدو أن هذا النظام يستخدم ما تبقّى من الحزب في مرحلةٍ تعدّ من أخطر مراحله السياسية والتنظيمية، استنادًا إلى ما يمكن وصفه بـ”نظرية الفوضى المتواصلة” التي أتقن النظام اللعب على حدودها كما لعب على حدود الفقه الديني ذاته. لكن ما غاب عن هذا “التنظيم العميق” أنّ فلسفة الفوضى، أو ما يُعرف في بعض المدارس الفكرية بـ”نظرية الفراشة”، ليست لعبة بلا قواعد، بل منظومة معقدة تتجاوز التصورات التقليدية في إدارة الدول والأنظمة. وهنا يتحوّل “الولي الفقيه” من رمز ديني إلى وظيفة سياسية متآكلة المفعول، تشبه العقود الرأسمالية التي تنتهي بانتهاء مصالحها، وفق القاعدة المعروفة: Business is Business. نعم، Business is Business.

فالرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي قال ذات يوم خلال لقائه عددًا من النشطاء في محافظة يزد: «إسرائيل لن تقتنع إلا بسقوط إيران، ولا تفكر إلا في تقسيمها وإضعافها حتى لا يبقى بلدٌ اسمه إيران».

في المقابل، كتب وزير خارجية بولندا رادوسواف سيكورسكي، تعليقًا على تصريحات نظيره الإيراني عباس عراقجي الذي نفى صلة إيران بالطائرة المسيّرة المعروضة في البرلمان البريطاني: “كان من الأفضل ألا تُباع الطائرات المسيّرة وتراخيص تصنيعها إلى موسكو خلال العدوان الروسي على أوكرانيا”. وأضاف الوزير البولندي متمنيًا للشعب الإيراني أن يحظى بحكومة “تركّز على إعادة بناء الحضارة الإيرانية، بدلًا من تصدير الثورة والاستمرار في برنامج تخصيب اليورانيوم”.

وفي الداخل الإيراني، برزت انتقادات لافتة من صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري، ردًا على تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان، الذي قال مؤخرًا: «نحن ننام على الذهب لكننا جياع، ونجلس على النفط والغاز لكننا جياع». رأت الصحيفة أن النقد لا يكون بتكرار كلمة “الجوع”، بل بتقديم سياسات اقتصادية واجتماعية تعزّز العدالة التوزيعية وتقلّص الفجوة الطبقية، معتبرةً أن من واجب الرئيس أن يبثّ الأمل لا الإحباط في المجتمع.

رئيس بلا سلطة

لكن، من موقع المراقب، تبرز مجموعة أسئلة مشروعة إلى صحيفة “جوان”:

كيف لا يكون النقد مشروعًا في ظل إقرار الصحيفة ذاتها بعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية؟

وكيف يمكن تحميل رئيسٍ إصلاحي مسؤولية الانهيار بينما تُحاصره بنية سياسية وأمنية متجذّرة تمنعه من تنفيذ برنامجه الإصلاحي الذي انتخبه الشعب على أساسه؟

ثم كيف يكون الرئيس الإيراني “رمز الإرادة الوطنية”، في حين لا يملك سلطة حقيقية على مفاصل القرار الاقتصادي والعسكري التي تمسك بها الدولة العميقة؟

لقد شهد الإيرانيون ثورات شعبية سابقة، أبرزها الثورة الخضراء، التي جرى قمعها بعنف، وسُفكت فيها دماء الإيرانيين في المدن الكبرى. فكيف يمكن بعد كل ذلك الحديث عن “روح الثقة” و”النظرة المستقبلية” بينما يعيش المواطنون في قلقٍ دائم من أزمات متراكمة؟

انهيارات اقتصادية

ولعلّ انهيار بنك “آينده” مؤخرًا يكشف عمق الأزمة البنيوية. فبعد خسائر هائلة وشبهات فساد طالت شخصيات نافذة، أعلنت إيران إفلاس أحد أكبر بنوكها الخاصة، فيما كتب مؤسسه علي أنصاري رسالة اعتبر فيها نشاط البنك “جهادًا ورمزًا للجهد والذكاء”، متجاهلًا القروض الضخمة التي أغرقت البنك.

ورغم أن أنصاري شكر الله على “توفيق” عمله، فإن التساؤلات الشعبية في إيران تمحورت حول حجم الأموال المهدورة والعلاقات الوثيقة بين بعض رجال الأعمال ومراكز النفوذ داخل النظام. فقد كشفت صحيفة “هم‌میهن” أن 98٪ من القروض الكبرى في بنك “آينده” غير مسدّدة، ما يعادل نحو 120 ألف مليار تومان، أي ما يعني عمليًا شلل النظام المصرفي داخل البنك.

ردود الفعل الشعبية كانت واسعة، واعتبر كثير من الإيرانيين أن الفساد البنيوي في النظام السياسي هو السبب الجذري في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد. وهكذا، يتبدّى المشهد الإيراني بين خطابٍ رسمي يدعو إلى الثقة والأمل، وواقعٍ اقتصادي وسياسي يعكس هشاشة النظام القائم على تحالفٍ بين الدين والسلطة والمال.

والخلاصة، فان إيران اليوم عند مفترق طرقٍ حقيقي: إمّا أن تستعيد توازنها عبر مراجعة شجاعة لسياسات “الولي الفقيه” في الداخل والخارج، وإمّا أن تبقى أسيرة دوامة الفوضى التي لم تعد تملك السيطرة على قوانينها.

 

«لا يُسلَّم السلاح إلا لصاحب الزمان (عج)»: قراءة نقدية لشعار المقاومة الغيبية

حيدر الأمين/جنوبية/28 تشرين الأول/2025

في فضاء معقّد تتداخل فيه القناعات الدينية مع الرهانات السياسية، تبرز شعارات تُكسِب البُعد الغيبي قداسة تُعفيه من النقد والمراجعة، ومن أبرزها: “سلاحنا لا يُسلَّم إلا لصاحب الزمان (عج)”

شعارٌ يحمل في ظاهره ولاءً وانتظارًا، لكنه يطرح في عمقه أسئلة شرعية وعقلية شائكة: يَظهرُ منه التباسٌ بين الإيمان والسلطة، بين الانتظار والاحتكار، وبين الدين والدويلة.

هل الانتظار يعني تعطيل الدولة؟

هل الإمام الغائب، الذي أسقطت الغيبة الكبرى النيابة الخاصة عنه، ينتظر “سلاحًا” أم ينتظر “مجتمعًا “عادلًا راشدًا؟

وهل نعيش اليوم نوعًا من الفوضى الفقهية، حيث تُستحضر مفاهيم الغيب والنيابة لتبرير مواقف تنظيمية أو فئوية، دون مستند شرعي صريح أو إطار علمائي مؤسسي؟ أليس في ذلك إرباكٌ لأصول الفقه الإمامي في زمن الغيبة الكبرى، حيث سقطت النيابة الخاصة بنصّ العقيدة نفسها؟

في ضوء رؤى فكرية إصلاحية داخل الحوزة المعاصرة، تُعاد قراءة هذا الشعار بمقاييس العقل والشرع، لا الانتماء الحزبي. هذا المقال لا يستهدف الشعارات في ظاهرها، بل يُفكك مضامينها بما يتّسق مع أصول الفقه الإمامي، وقراءات إصلاحية داخل الحوزة العلمية المعاصرة. وهو يسعى إلى قراءة هذا الشعار قراءة نقدية عقلانية تُحررالتمهيد من عسكرة المفهوم، وتعيد السلاح إلى موقعه الطبيعي ضمن سلطة القانون، لا فوقها.

إننا بحاجة اليوم إلى إعادة تعريف “الانتظار” بعيدًا عن الغلو والتأويل السياسي وإلى مساءلة مفاهيم تُستخدم .أحيانًا لتبرير احتكار القوة، لا للتمهيد للعدل الإلهي.

أولًا: هل مشروع الإمام المهدي مشروع مسلح؟

يُفهم من الشعار أن هناك تصوّرًا ضمنيًا للإمام المهدي كمشروع عسكري يحتاج إلى سلاح موجود بيد جماعة معيّنة تنتظر لحظة “التسليم”. لكن هذا الفهم يُناقض الصورة التي يُقدّمها القرآن الكريم والعديد من الروايات عن المهدي كمشروع عدالة إلهية لا كخطة عسكرية: وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (القصص: 5)

الوراثة هنا ليست استيلاءً على الحكم بالقوة، بل تحقيق لوعد الله بالعدل، بعد أن يُمهّد الناس لذلك بالأعمال لا بالسلاح.

ثانيًا: مفهوم “التمهيد” في عصر الغيبة

تختزل بعض الخطابات المعاصرة “التمهيد” في التسلّح، التنظيم، بناء القوة العسكرية، بينما الرؤية الإصلاحية الشيعية ترى أن التمهيد هو إصلاح النفس والمجتمع، إقامة العدل، مواجهة الظلم بالحق، لا بالسلاح فقط. التمهيد ليس صناعة نخبة مسلّحة، بل إعداد أمة راشدة. وليس خلق وصاية بل تحرير الإنسان من كل وصاية غير شرعية.

ثالثًا: الدولة العادلة لا تعارض الإمام

من المغالطات الشائعة أن “الدولة الحديثة” هي مشروع يتعارض مع الإمام المهدي. وكأن التمهيد يقتضي تفكيك الدولة، وتعطيل القانون، وإنشاء سلطات موازية! بينما ترى التيارات الإصلاحية أن الإمام المهدي لا يقف ضد دولة عادلة، بل يمثل ثمرة العدل الإنساني الكامل. رفض الدولة باسم الغيب، هو في حقيقته رفض للمحاسبة، لا تعبير عن الولاء فإن الدولة الناظمه للأمر هي ضرورة لا بد منها لاقامة العدل كما يشير الى ذلك الإمام علي عليه السلام “وأنه لا بد للناس من أمير”.

رابعًا: من يُمثّل الإمام في الغيبة؟

الغيبة الكبرى، وفق المعتقد الإمامي، أسقطت النيابة الخاصة، ولا حجّة شرعية لادعاء التمثيل المباشر عن الإمام الغائب. والقول إن “السلاح لا يُسلّم إلا للإمام”، يتضمّن ضمنًا أن من يحتفظ به مفوّضٌ من قبله، وهذا زعم غير مدعوم شرعًا. ولذلك ترى بعض الاتجاهات الإصلاحية في الفكر الشيعي أن هذه اللغة تفتح باب التسلّط باسم الغيب، وتحوّل دعوى تمثيل الإمام إلى غطاء لمشروع أرضي خاص.

خامسًا: هل يُبرِّر الانتظار بقاء السلاح خارج الدولة؟

عند القول: “نحتفظ بالسلاح لصاحب الزمان”، فإن الواقع السياسي يُشير إلى: رفض الرقابة، تجاوز القانون، تبرير الهيمنة، تقديس التنظيم. الرؤية الإصلاحية تعتقد أن حصر السلاح بالمؤسسات الشرعية للدولة هو وسيلة لتحقيق العدل، وليس خيانة لنهج الانتظار للعدل الشامل.

سادسًا: السلاح والعدل في إطار الشرعية

الاحتفاظ بالسلاح خارج إطار الدولة والقانون يحرّف مقاصد القوة الشرعية ويحوّلها إلى أداة للاستئثار والسيطرة. السلاح يجب أن يكون وسيلة لتحقيق الأمن والعدل، لا أداة للهيمنة أو التفرد، ويجب أن يكون تحت سلطة المؤسسات الشرعية

  وفي الروايات، جاء أن الإمام المهدي: “يملأللدولة. الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا” وهي معادلة لا تتحقق بالبندقية، بل بمنظومة قيم، ومجتمع مؤمن بالحق، في ظل دولة قائمة على العقل وعاملة بالعدل. فإذا كان الإمام المنتظر هو “حُجّة الله على خلقه”، فإن مشروعه لا يتناقض مع الموازين التي أمر الله بها، من الطاعة والنظام، ورفض الظلم والاستبداد. وبالتالي، لا يمكن للتمهيد لمشروعه أن يتحقق بإبقاء السلاح خارج سلطة الدولة الشرعية أو بتحويله إلى قوة فوق الدولة والمجتمع.

التمهّل في زمن الغَيبة: قراءة في موقف الإمام الصادق (ع)

في خضمّ الدعوات المتكرّرة للثورات المسلحة واستعجال التغيير السياسي، نقف عند موقف بالغ الأهمية في تاريخ الفكر الإمامي، نقله مأمون الرقي يُظهر حكمة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في التعامل مع الحماسة غير الواعية لبعض الأتباع. دخل على الإمام الصادق (عليه السلام) سهل بن الحسن الخراساني، وقال له: «يا ابن رسول الله، لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الإمامة، ما الذي يمنعك أن يكون لك حقٌّ تقعد عنه، وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف؟

فأجابه الإمام «اجلس يا خراساني، رعى الله حقك، ثم دعاه إلى اختبار عملي للإيمان والثقة، وأمر أحد أصحابه المخلصين، هارون المكي، بالجلوس في تنّور مشتعل، فامتثل دون تردّد ثم قال له الإمام:

«كم تجد بخراسان مثل هذا؟»

قال الخراساني: ولا واحداً

فأجابه الإمام الصادق (ع):لا والله، ولا واحداً. أما إنّا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا .نحن أعلم بالوقت

هذه الرواية تُبيِّن أن القيادة المعصومة لا تُقيم مشروعها بناءً على العدد أو الحماسة، بل على الوعي والتمحيص والثقة الكاملة بالمبدأ والزمن الإلهي. وقد أكّد الإمام على مبدأ جوهري: أن التغيير لا يخضع لعجلة الناس، بل لحكمة الله وتقديره، وهذا ما ورد في روايات أخرى عنه (ع): إن الله لا يُعجِّل لعَجَلة العباد، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من .زوال ملكٍ لم ينقضِ أجله.

تأملات معاصرة: فكر إصلاحي في الغيبة

في ذات السياق، يتخذ بعض المفكرين الإصلاحيين في الحوزة موقفًا عقلانيًا متزنًا، محذّرين من التعلّق المفرط بعلامات الظهور والانشغال بالغيبيات، دون وعي بمسؤوليات الإنسان في واقعه الحاضر. ففي كتاب زبدة التفكير في رفض السب والتكفير (ص178)، يُحذَّر من المبالغة في الانشغال بالغيبيات .على حساب الواجبات الشرعية الحاضرة. “وأما الحديث عن علامات ظهور الإمام المهدي واللقاء به والتواصل معه، فلا نرى فيه كبير فائدة خصوصاً وأن أكثر الأخبار التي تحدّثت عنها ضعيفة السند، لا يصحّ العمل بها والاستناد إليها… وفي الحديث المشهور: (كذب الوقّاتون)، وفيه أيضاً (إن الله لا يستعجل لعجلة العباد). وهذه الأخبار لا تغيّر شيئًا من التكاليف الشرعية الملقاة على عاتقنا، في إقامة الفرائض والعبادات، والسعي إلى تحقيق العدل في مجتمعاتنا، بالأمر بالمعروف والنهي .عن المنكر، والدعوة إلى وحدة الكلمة، ونبذ الفتنة فإن طلب العدل بالظلم لا يستقيم ولا يقوم والحكم مع .الجور لا يدوم، ولا يرضى به الحيّ القيّوم.

وعندما قال امير المؤمنين عليه السلام: “بلى، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، إما ظاهرًا مشهورًا أو خائفًا مغمورًا”، لم يكن بذلك يبرر قيام سلطة موازية باسم الغيب، بل يؤكد بقاء الحجة في مقامها الإلهي، بعيدًا عن التمثيل التنفيذي في زمن الغيبة. فالحجة قائمة، نعم، لكنها قائمة لله بالحجة، لا قائمة على الناس بالسيف. وليس من وظيفتها، في زمن الغيبة، التصدّي لإدارة شؤون الدولة أو مصادرة إرادة الأمة. بل تبقى شاهدة على الحق مرشدة إليه، لا متسلطة على العباد باسم النيابة أو التمثيل. ومن ثم، فإن وجود الحُجة في حال الغيبة لا يقتضي نيابة تنفيذية، ولا يستلزم ولايةً عامة، ما لم ينهض على ذلك دليل شرعي خاص وصريح.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بري رفع جلسة مجلس النواب لعدم اكتمال النصاب

جنوبية/28 تشرين الأول/2025

رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة مجلس النواب، وذلك لعدم اكتمال النصاب. وكان قد وصل إلى مجلس النواب 63 نائبًا.وقاطع تكتل الجمهورية القوية والكتائب وعدد من النواب المستقلين والتغيريين الجلسة.

 

الرئيس جوزيف عون يلتقي رئيس الاستخبارات المصرية في قصر بعبدا.. ماذا وراء هذه الزيارة؟

جنوبية/28 تشرين الأول/2025

يلتقي رئيس الجمهورية جوزاف عون الوفد المصري برئاسة رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد في قصر بعبدا . وعشية زيارة رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد لبيروت، أكد السفير المصري علاء موسى، “أن ما أخذه شكل الخروقات الإسرائيلية ضد لبنان والمدى الذي وصلت إليه، يستدعي أن يكون هناك تحرك من أصدقاء لبنان ومن لهم علاقات مع مختلف الأطراف لوقف هذا الأمر، والتوصّل إلى حل جذور المشكلة من أساسها”.وأكد أن “كل المؤشرات التي تأتي من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون تشير إلى أنه يسعى إلى تحقيق مصلحة لبنان ولديه مقاربة موضوعية ونحن ندعمها بالكامل”، مشدداً على وقوف مصر إلى جانب لبنان. اللواء رشاد، الذي يزور لبنان للمرة الأولى على رأس وفد أمني رفيع، يحمل تفويضاً مباشراً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمتابعة الوضع الميداني في الجنوب والتشاور مع الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل حول إمكان قيام القاهرة بوساطة تمنع توسع الحرب.

وقالت مصادر وزارية لبنانية أن رشاد لا يحمل مبادرة جاهزة، بل سيستمع إلى وجهة النظر اللبنانية ليبني على نتائج مشاوراته، موضحة أن الزيارة تأتي في إطار تضامن مصري صادق مع لبنان، لا في سياق نقل رسائل أو تحذيرات إسرائيلية كما تروّج بعض الأوساط. وبحسب مصدر دبلوماسي عربي، فإن القاهرة تسعى إلى استكشاف مدى استعداد الدولة اللبنانية لتفويضها بلعب دور وسطي شبيه بالدور الذي أدّته في غزة، بدعم أميركي، والذي أفضى إلى وقف الحرب هناك. وتؤكد القيادة المصرية دعمها الكامل لخطة الجيش اللبناني بتطبيق مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة، معتبرة أن هذا الخيار هو السبيل الوحيد لبسط سلطة الشرعية وتنفيذ القرار الدولي 1701، الذي ترفض إسرائيل الالتزام به.وتزامن التحرك المصري مع وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت بعد زيارتها لتل أبيب، حيث أجرت معاينة ميدانية للحدود اللبنانية – الإسرائيلية وشاركت في اجتماعات لجنة المراقبة الدولية. وتلتقي أورتاغوس الرؤساء الثلاثة تباعاً، لبحث سبل تفعيل وقف الأعمال العدائية وتقييم الموقف اللبناني من آليات التفاوض المستقبلية، فيما يبقى تحديد لقائها برئيس البرلمان نبيه بري مرتبطاً بعامل الوقت بسبب انعقاد الجلسة التشريعية اليوم. إقرأ أيضا: دور المملكة العربية السعودية في تحقيق السلام الإقليمي: قيادة دبلوماسية للحفاظ على استقرار الوطن العربي

وترى أوساط سياسية أن مجيء اللواء رشاد يحمل دلالات تتجاوز الطابع الأمني، إذ يعكس حرص القاهرة على منع تدهور الموقف في الجنوب، بالتوازي مع رغبة واشنطن في ضبط إيقاع الميدان عبر تحريك الوساطة الدولية. أما على الصعيد اللبناني الداخلي، فالمطلوب – بحسب هذه الأوساط – موقف رسمي موحّد يعيد القرار الأمني والعسكري إلى الدولة، ويمنع إسرائيل من استغلال الانقسام الداخلي لتبرير اعتداءاتها المتكررة. وفي انتظار ما ستسفر عنه مشاورات رشاد وأورتاغوس، يبدو أن لبنان أمام مرحلة دقيقة تتطلب تضافر الجهود العربية والدولية لتفادي الأسوأ. فالقاهرة تعرض وساطتها، وواشنطن تراقب الميدان عن قرب، فيما تبقى الكرة في ملعب الدولة اللبنانية لتحديد اتجاه البوصلة: نحو تثبيت الاستقرار، أم نحو جولة جديدة من التصعيد غير المحسوب.

 

أورتاغوس تبدأ لقاءاتها في بيروت.. اللقاء مع بري كان جيدًا وبناءً

جنوبية/28 تشرين الأول/2025

التقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون نائب المبعوث الخاص الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في قصر بعبدا. وبدأت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس جولتها بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة صباحاً. وأفادت تقارير صحافية بأن “اللقاء بين بري وأورتاغوس كان جيداً وبناءً”.إقرأ أيضا: دور المملكة العربية السعودية في تحقيق السلام الإقليمي: قيادة دبلوماسية للحفاظ على استقرار الوطن العربي وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب أن “أورتاغوس بحثت مع بري في موضوع التفاوض المباشر أو غير المباشر بين لبنان وإسرائيل”. وبحسب التقارير فإن “اللقاء خلا من كل ما تم ترويجه قبل أيام من رسائل تحذيرية للبنان وما مورس من تهويل خلال الأيام الماضية لم يكن له مكان في اللقاء”. وتأتي زيارة اورتاغوس إلى لبنان بعد زيارة قامت بها إلى إسرائيل، وبعد جولة قمت بها برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، على أن تشارك في اجتماع لجنة “الميكانيزم”. وتتجّه الأنظار إلى ما قد تحمله في جعبتها، ولا سيّما بعد جنون التحذيرات من تصعيد إسرائيلي.

 

الوزير السابق يوسف سلامة من بكركي: مع غياب الدولة صاحبة الوكالة الحصرية بحماية لبنان أو تغييبها، على مَن أُعطي مجد لبنان الا يتخاذل ويتصرّف، وكلي أمل بأن يُقدم قبل فوات الأوان".

وطنية/28 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148629/

استقبل ا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس "لقاء الهوية والسيادة"  الوزير السابق يوسف سلامه الذي قال بعد اللقاء:"كلنا يعلم أنّ بكركي لعبت دورًا تأسيسيًّا في تحصين الكيان اللبناني ودورًا محوريًّا في ولادة دولة لبنان الكبير، ملتزمة ثقافة الحياة المشتركة بين مختلف الطوائف، متحديةً حواجز نفسية ارتفعت مداميكها على مدى عقود، مراهنة على إنسانيةٍ تجمع وهُويّة توحّد. ولأنّ لبنان يمرّ بمرحلة مصيرية ترتسم فيها معالم الشرق الأوسط الجديد، ويخضع لولادة قيصرية وفق معايير وتوازنات جديدة، ولأنّ الحالة الهستيرية التي يعيشها اليوم لا يمكن تجاوزها إلا بالرضوخ لمنطق المفاوضات، ولأنه يُستحسن أن تكون نقطة الانطلاق في المفاوضات المنوي إجراءها اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل سنة ١٩٤٩ والتي أُقِرّت بعد مفاوضات مباشرة بين البلدين، ولأنّ استكمالها اليوم مراعاةً لموازين القوى ومتطلبات هذا الزمن واجب لتعود الحياة إلى لبنان، فيتمكّن من التموضع في حيادٍ يُحصّن رسالته، ويُعيد له دورَه الريادي في مواكبة الحداثة". وأكد انه "بعدما ثبت تردّد الدولة في حسم خياراتها، ولأنّ المطلوب حسم الخيارات بسرعة وتنفيذها، تمنيّت على غبطته أن يستنهض التاريخ ويتحرّك بمسؤولية أبوية لهذا الوطن، متجاوزًا ضوابط نصٍّ تنكّر له واضعوه، فعند غياب الوكيل يحضر الأصيل ويحسم، وخصوصا إذا كان المطلوب، إنقاذ حياة وطن من الاحتضار"، لافتا الى ان "القدر شاء  أن يُعيد التاريخ نفسه، وأن يكون لبكركي دورٌ في إعادة صياغة لبنان الجديد وفي صناعة السلام وفي تكريس هُويّة لبنان وحمايتها كي تتفاعل برُقي مع مستقبل المنطقة وموازينها الجديدة".

وختم:"أكرّر،مع غياب الدولة صاحبة الوكالة الحصرية بحماية لبنان أو تغييبها، على مَن أُعطي مجد لبنان الا يتخاذل ويتصرّف، وكلي أمل بأن يُقدم قبل فوات الأوان".

28 تشرين الأول/2025

 

مرتاح «حزب الله» إلى تقارير تضخم قدراته، ويطالب الحكومة بتصحيح «الخطيئة» في قرار «حصرية السلاح

حنا صالح/فايسبوك/28 تشرين الأول/2025

تلاحقت التحذيرات الأوروبية من أن «ضربة واسعة ضد لبنان قد تكون مسألة وقت فقط». والإعلام الإسرائيلي يتوعد: «إما تنزع الدولة اللبنانية سلاح (حزب الله) أو ستقوم إسرائيل بذلك». والمسيّرات الإسرائيلية تغطي سماء لبنان، وتنبّه جهات أمنية إلى أن العدو يبني بنك أهداف جديداً قد يشمل البنى الأساسية للدولة. يتزامن ذلك مع اتساع رقعة الاعتداءات التي طالت كل البقاع والسلسلتين الشرقية والغربية. والبيانات الإسرائيلية تتشابه: استهداف قوة «الرضوان» ومراكز لتصنيع الصواريخ والمسيّرات. وتضخم تقارير الإعلام العالمي قدرات «الحزب»، في تجاهل غير مسبوق لأبعاد عجزه المطلق عن الرد، وقد باتت الاغتيالات المبرمجة للقيادات الميدانية عملية يومية. ولبنان يعيش حالة سوريالية مع السؤال اليومي: متى تبدأ المرحلة الثانية من الحرب؟

مرتاح «حزب الله» إلى تقارير تضخم قدراته، ويطالب الحكومة بتصحيح «الخطيئة» في قرار «حصرية السلاح». وفي تنكّر لبصمه على اتفاق وقف النار، يزعم أنه رمّم «المقاومة»، مدعياً أنها قوة لبنان، فيوحي بأنه استعاد قرار الحرب والسلم، متجاهلاً التبعات، رافضاً تسليم السلاح اللاشرعي، والتمادي في التخوين ليغطي مسؤوليته عن نكبة حرب «الإسناد».

***لبلد في عين العاصفة، ولا أفق لإعادة الإعمار ولا لعودة المهجّرين وإنهاء أكبر معاناة إنسانية. لقد حمل اتفاق وقف النار شروط المنتصر، بعدما ثبت أن السلاح اللاشرعي لم يكن لحماية لبنان، كما لم يحمِ حامله، بل استدرج الاحتلال، وبات تسليمه من دون إبطاء ممراً وحيداً لقيام وضع يحد من تراكم الخسائر ويتيح بدء مواجهة سياسية لتحرير الأرض، وتوفير مقدرات تتيح عودة مستدامة وآمنة. بعد الطوفان الإسرائيلي والزلزال اللبناني والقتل المجاني، وخطوات العدو لربط جنوب الليطاني بالجنوب السوري لإقامة حزام أمني، لا أولوية تفوق حماية الأرواح بتلافي تجدّد الحرب، وتحرير الداخل تأكيد بأن الكرامة ليست بالسلاح الذي حوّل الجنوب إلى أطلال ويهدد الوجود والمصير. إنه أوان التغيير في النهج، وتمتلك الدولة المدعومة شعبياً قدرات تضع حداً للتخادم المدمر بين «حزب السلاح» والعدو الإسرائيلي.

**بينما لا تُطرح مسؤولية «الحزب» عن أخذ البلد إلى حربين مدمرتين خلال أقل من عقدين، وأن ما يقوم به اليوم يجعل لبنان وكل اللبنانيين رهائن في خدمة مشغّليه، يروج البعض أن تسليم السلاح يتم بشكل «ناعم»، رداً على معطيات ذكرت أن التجميد يلف تنفيذ «حصرية السلاح»، وأن «التعاون» قائم بين القوى العسكرية و«حزب الله» على قاعدة تسليم أنفاق في جنوب الليطاني، والمتبقي من مخازن في منطقة شبه خالية من السكان نتيجة إرهاب العدو الذي قيّد الحركة كلياً. ويطرح السؤال نفسه: بعد هذه النكبة هل ما زال هناك من يصنف هذا السلاح بأنه سلاح صديق، ويتوسل تسلّمه؟

توازياً بالنسبة لبقية المناطق يبدو أن هناك من يعمل وفق قاعدة «الاحتواء» بعدم التساهل مع حمل السلاح أو نقله، والرهان أنه بمثل هذا الأداء يتحول السلاح إلى خردة وسيكون تأثيره منعدماً. طبعاً يحصل كل ذلك ولبنان على مسافة شهر من مرور سنة على اتفاق وقف النار، والنقاش يدور بين تسليم «ناعم» أو «احتواء»، في حين أن المطلوب جمع السلاح لإخراج لبنان من الكارثة، والانتقال إلى تفكيك البنية العسكرية لـ«الحزب»، كما كل بنى القوى الطائفية التي تتلطى خلف عنوان كشفي.

 

 المطالبين بتعديل قانون الإنتخاب تقدموا باقتراح القانون وفق القواعد والأصول الدستورية

بسام ابوزيد/فايسبوك/28 تشرين الأول/2025

طرح تعديل أي قانون في مجلس النواب ليس هرطقة دستورية بل هو في صلب صلاحيات المجلس النيابي. قد يكون أي تعديل مطروح هو محور خلاف،كما هو الحال اليوم مع قانون الإنتخابات وتحديدا المادة ١١٢ منه المتعلقة باقتراع اللبنانيين المقيمين خارج لبنان،هناك من يريد تعديلها ليقترع المقيمون في الخارج من مكان إقامتهم للنواب ال ١٢٨ كل  وفق دائرته الإنتخابية،وهناك من يريد إبقاءها كما هي أي أن يقترع اللبنانيون في الخارج ل ٦ نواب يمثلونهم. حسم هذا الخلاف لا يكون بزيارة لهذا المرجع أو لذاك المسؤول وبعريضة من هنا وعريضة من هناك بل يكون بالعودة إلى المؤسسة الدستورية التي أقرت القانون وهي مجلس النواب حيث يُحسم الخيار لهذا الطرف أو ذاك وهذه ممارسة ديمقراطية لا تزيد من الشرخ الوطني بل تعزز ثقافة الديمقراطية والتعددية وقبول الآخر،والإمتناع عن اللجوء إلى هذه المؤسسة أو تعطيل اللجوء إليها هو نوع من التعسف سيزيد من الشرخ الوطني وسيعزز حال الانقسام. ولا بد من الإشارة إلى أن المطالبين بالتعديل تقدموا باقتراح القانون وفق القواعد والأصول الدستورية ولذلك لا يوجد أي مبرر لعدم طرح الأمر أمام الهيئة العامة فإن حصل التعديل يمكن عندها لمعارضيه الطعن به أمام المجلس الدستوري فهكذا تدور عجلة الديمقراطية والمؤسسات وكل ما هو خلاف ذلك سيكون تكريسا للفوضى والإستقواء. ملاحظة:المطالبون بالتعديل ومن يرفضونه حازوا جميعا على أصوات لبنانيين مقيمين في الخارج في الدورة الإنتخابية الماضية لأن هؤلاء صوتوا وفق دوائرهم الإنتخابية في لبنان وساهموا في وصول هؤلاء النواب إلى البرلمان.

 

زيارة البابا إلى لبنان: فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة

بيار مارون/فايسبوك/28 تشرين الأول/2025

تحمل زيارة قداسة البابا إلى لبنان إمكانية تحقيق مكاسب أمنية مؤقتة، لا سيّما في ظلّ الهدوء النسبي الذي يسود الإقليم، والخضوع المرحلي للحسابات الأميركية والإسرائيلية قبيل الزيارة. ويُعدّ خطاب أورتاغوس الهادئ مؤشّرًا واضحًا على هذا التوجّه. (وإن شاء الله يكون باراك تلقّى التعليمات نفسها).

لكن هذا الهدوء لا يعني أن الأمن مستتبّ، أو أن المشاريع الخارجية في لبنان والمنطقة قد تبدّلت أو انتهت. بل على العكس، قد تكون هذه الزيارة بمثابة هدنة قصيرة ينبغي للبنان أن يستغلّها لإعادة ترتيب أوضاعه الداخلية، وإطلاق استراتيجية جديدة تحدّد موقعه في خضمّ المتغيّرات الإقليمية.

فلنحوّل هذه المناسبة إلى رسالة وحدة وسيادة، لا مجرّد حدث ديني أو بروتوكولي. فلبنان اليوم أحوج ما يكون إلى لغة هادئة وعقل راجح. ورغم كل التحديات، يبقى الأمل بأن لبنان قادر على النهوض من جديد، إذا اجتمع أبناؤه على مصلحة الوطن العليا.

 

الخوف الخفي!

بيار مارون/فايسبوك/28 تشرين الأول/2025

رغم مرور أكثر من عقدين على خروج الجيش السوري البعثي من لبنان، إلا أن الخوف الذي زرعته مرحلة الوصاية لم يختفِ بالكامل. كثير من المسؤولين اللبنانيين ما زالوا يتصرّفون وكأن “شبح المخابرات السورية” يراقبهم، وكأن كلمة واحدة قد تفتح عليهم أبواب المتاعب القديمة. تلك المرحلة لم تكن مجرد احتلال عسكري، بل مدرسة في السيطرة والخضوع. فيها تعلّم البعض أن البقاء في السلطة مرهون بالولاء لا بالكفاءة، وأن الخوف هو وسيلة البقاء. اليوم، تغيّر شكل الخوف، لكنه لم يختفِ: صار خوفًا من انهيار المنظومة، من فقدان النفوذ، ومن عودة الفوضى والاغتيالات.هكذا يستمر الجمود السياسي وكأن لبنان لا يزال يعيش في ظل الوصاية، ولكن بوجوه جديدة. لبنان لا يحتاج إلى مسؤولين خائفين، بل إلى رجال دولة يملكون شجاعة القرار وجرأة التحرر من الماضي، ويؤمنون بأن بناء دولة المواطنة يبدأ بكسر حلقة الخوف.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 28 تشرين الأول/2025

في هذه المنطقة من العالم تلزمنا ثورة فرنسية

ايلي الحاج/فايسبوك/28 تشرين الأول/2025

كنت أقول إن الإسلام يحتاج إلى حركة إصلاحية مثل البروتستانتية.  غيّرت رأيي.  في هذه المنطقة من العالم تلزمنا ثورة فرنسية تقطع رؤوس ممثلي الله على الأرض. جميعهم قشّة لفّة.

ولكن مهلاً  غيّرت رأيي  بلا دماء دخيل عرضكم. لا شيء أغلى من نقطة دم إنسان. تعرفت مرة على فتاة ذبحتني بلطفها ولا مرة نادتني باسمي دائماً حبيبي فلنفتش عليها ونتعلم كيف نقضي على أعدائنا ونعمل ثورة قبل النوم  بمنتهى الرقة.

 

نوفل ضو

تصدي الاكثرية النيابية للرئيس بري، ومنعه من المضي في التحكم بمجلس النواب واعماله، دليل على ان ارادة "الثنائي" ليست قدرا على اللبنانيين الخضوع له!

‏التصدي لبري، الوجه الآخر لحزب الله،  تصحيح لمسار طويل من الحسابات الخاطئة والتسويات والصفقات، لولاها لما تمكن من التحكم بمجلس النواب

 

نوفل ضو

عندما يشيد الاميركيون بدور الجيش في جمع سلاح حزب الله "جنوب الليطانيفانهم يحاولون افهام الحكومة والجيش بأن الاشادة محصورة بجنوب الليطاني وبأنها لا تشمل تصرفهما في شمال الليطاني وكل لبنان.

‏اعتبار الكلام الاميركي قبولا بحصر جمع السلاح في جنوب الليطاني دون كل لبنان غباء سياسي!

 

كمال ريشا

من علامات البهدلة بلبنان كانت المصارف تعمل رعاية للحفلات الفنية، صارت الرعاية لمحلات الصرافة وتحويل الاموال

 

بسام بوزيد

كل ما دق الكوز بالجرة بقولولك عم "تمس بالسلم الأهلي"

ما خليتوا شي ما مسيتوا فيه وما خليتوا شي ما مصيتوا دمو.

إذا كان السلم الأهلي عا شاكلة يلي نحنا فيه بلاه أفضل.

 

علي خليفة

كالمتفرّجين يقف اللبنانيون والشيعة أمام مشهد الحرب. منع الحرب يتطلّب فرض الدولة سيادتها بقوة الشرعية؛ ودون ذلك مسؤولية وطنية وسياسية… حزب الله يريد الناس دروعًا بشرية لحماية ما تبقى من سلاحه الذي ستستخدمه إيران حتى آخر بيت في الجنوب والضاحية وبيروت والبقاع وحتى آخر لبناني

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 28-29 تشرين الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 تشرين الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148605/

ليوم 28 تشرين الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 28/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148608/

For October 28/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@everyone

@followers

@highlight