المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 28 تشرين الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.october28.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُم هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُم، وقَدْ قَبِلْتُمُوهُ مِنَ الله؟ وأَنَّكُم لَسْتُم لأَنْفُسِكُم؟ لأَنَّكُم قَدِ ٱشْتُرِيتُم بِثَمَنٍ كَرِيم! فَمَجِّدُوا اللهَ في جَسَدِكُم.

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

إلياس بجاني/نص وفيديو/إلى نواف سلام: حزب الله عصابة إرهابية وإيرانية مسلحة وهو لم يحرّر الجنوب سنة 2000 بل يحتلّه مع كل لبنان

الياس بجاني/رجاء أخذ العلم بأن حسابي على منصة "إكس" مجمّد لأسباب أجهلها، وهذا هو الحساب الرابع خلال خمس سنوات الذي يتعرض لهذا التجميد الاعتباطي.

الياس بجاني/نص وفيديو: الذكرى الـ42 لجريمة تفجير حزب الله لمقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت عام 1983

 

عناوين الأخبار اللبنانية

والد الشّاب إيليو أرنستو أبو حنا يشرح لـ"النهار" تفاصيل مقتل ابنه في مخيم شاتيلا

أثار خبر مقتل الشاب إيليو أبو حنا برصاص فلسطيني في مخيم شاتيلا عضباً لبنانياً كبيراً.

إيليو أبو حنا ضحية السلاح الفلسطيني غير الشرعي في مخيم شاتيلا... مصدر أمني لـ"النهار": لإجراءات عقابية صارمة وسريعة

تطالب عائلة الضحية بتحقيق شفاف، وبمحاسبة كل من تورّط في إطلاق النار على ابنها

غضب لبناني إثر مقتل شاب برصاص مسلحين فلسطينيين داخل مخيم شاتيلا ...الأجهزة القضائية والأمنية تتحرّك وتعهّد فلسطيني بكشف الفاعلين

مقتل الشاب إيليو أبو حنّا برصاص حاجز فلسطيني في شاتيلا

أيُّ وطنٍ هذا الذي يُقتَلُ فيه شابٌّ لبنانيٌّ أعزلٌ على أرضٍ لبنانيةٍ برصاصٍ غريبٍ لا يعرف لا القانونَ ولا السيادة؟/الخوري طوني أبو عساف/فايسبوك

رابط فيديو عجيبة في أمريكا لمريم العذراء سنة 2003 نتج عنها براءة سجناء مُتّهمين باطلاً بجرائم قتل/طلبه الأخير قبل الإعدام كان رؤية العذراء مريم – ما حدث صدم الجميع

نتنياهو يقول إن إسرائيل لا تحتاج موافقة لضرب لبنان

موسى يقول إن عون أعرب عن استعداد لبنان للمفاوضات مع إسرائيل

مقتل شخصَين بغارة إسرائيلية على بلدة البياض في جنوب لبنان

قتيلان من حزب الله  جنوبًا.. وإسرائيل تلوّح بحسمٍ قريب في لبنان

مسعد بولس: حزب الله وافق على نزع السلاح فعلًا

 إنذار أخير يسابق الحرب.. إسرائيل تودِع أورتاغوس شروطها

 أورتاغوس في لبنان.. ومصر تتحدث عن تكرار تجربة غزة

 إسرائيل ترسم ملامح المواجهة المقبلة: معركة في عمق لبنان

 جعجع يتحدى برّي.. ونواب التغيير "للمدن":سنقاطع جلسة الثلاثاء

الثنائي في بعبدا: غدا سنرى من يعطل عمل المجلس

«اليونيفيل» تسجِّل سابقة بإسقاط مسيَّرة إسرائيلية بجنوب لبنان شكلت خطراً على جنودها بعد حادثتين وإصابة عسكري خلال أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان

مدير المخابرات المصرية يستطلع الأجواء للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل ...هل من جديد تحمله الموفدة الأميركية من تل أبيب للرؤساء؟

البابا ليو يعتزم زيارة موقع انفجار مرفأ بيروت خلال وجوده في لبنان...يزور تركيا أيضاً لإحياء ذكرى أول مجمع مسكوني مسيحي منذ 1700 عام

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ساعر: إسرائيل لن تقبل بوجود قوات تركية في غزة

كاتس يعلن انتهاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل

تقرير: إسرائيل تزرع ألغاماً بمحيط نقطة عسكرية تابعة لها جنوبي سوريا

ملك الأردن: الدول سترفض «فرض السلام» في غزة بموجب خطة ترمب ... قال إن بلاده ومصر على استعداد لتدريب قوات الأمن الفلسطينية بأعداد كبيرة

قتيلان وجريحان في قصف بطائرة مسيرة إسرائيلية بقطاع غزة ...إدخال مزيد من الآليات المصرية للبحث عن جثث الرهائن

 معاريف:وقف إطلاق النار في غزة يفتح الباب لتصعيد ضدّ حزب الله

 إسرائيل تنهي حالة الطوارئ في الجبهة الداخلية

 عائلات الرهائن تدعو لتعليق خطة غزة حتى استعادة جميع الرفات

 بترايوس: نجاح الشرع من مصلحة واشنطن وجيران سوريا

 دبلوماسي أميركي يكشف: حذف بند من خطة ترامب تحت ضغط نتنياهو

 طرطوس: انفجار عبوة ناسفة بسيارة للشرطة السورية في بانياس

القواعد الروسية بسوريا.. من منصات حرب إلى بوابات إعمار؟

 التحالف الدولي يسأل سكان شرق سوريا: الحكومة أم قسد؟

وزير الاقتصاد السوري: اقتربنا من رفع معظم العقوبات الدولية

الكنيسة الأرثوذكسية تهدي الرئيس السوري نسخة من «العهدة» النبوية...تبادل رسائل في زيارة الشرع إلى المقر البطريركي الأنطاكي للروم الأرثوذكس بدمشق

انفجار عبوة ناسفة بسيارة للشرطة في مدينة بانياس السورية

روسيا: ترمب تراجع عن إطار السلام المتفَق عليه في ألاسكا

خاتمي ينتقد «السعي وراء الأوهام»: الشعارات لا تعمّر أوطاناً ...أشار إلى تراجع التنمية في بلاده خلال 20 عاماً

أوكرانيا تعزز مواقعها العسكرية مع احتدام المعارك في مدينة بوكروفسك الاستراتيجية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نقد التسويات السياسية ودعوة للمقاومة الحقيقية في لبنان ...التسويات السياسية المرفوضة/ادمون الشدياق

الوهم الجماعي المستشري بين أنصار "حزب الله" اللبنانيّين لا يُصدَّق/حسين عبد الحسين/فايسبوك

 بين لبنان وسوريا.. آلاف الطلاب يخسرون سنواتهم الدراسية/يوسف الحيدر/المدن

لبنان وإدارة الحدود مع إسرائيل: الهدنة والسقوط نحو الفوضى/إيلي الحاج/المدن

 مصر تطلُّ من لبنان بعد غزة: تكريس الدور بالأمن والتوازنات/منير الربيع/المدن

لبنان... حرب دائرة وتلكؤ قائم/سام منسى/الشرق الأوسط

القوى الثلاث بعد خروج إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

نهايات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

بوتين وأعراس ترمب/غسان شربل/الشرق الأوسط

حرب غزّة كشفت إسرائيل أيضا!/خيرالله خيرالله/العرب

حركة دبلوماسية محمومة تسابق التصعيد: خطة مصرية لنزع السلاح!/منير الربيع/المدن

 ملاحظات قانونية حول مشروع تعديل نظام كتاب العدل/حسين حرب/المدن

 التجربة الشهابية و"التغييريون": متى إلغاء الطائفية السياسية؟/عايدة الجوهري/المدن

 النواب أمام ساعات حاسمة: النصاب مهدّد والخيارات مفتوحة/غريس هبر/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس لقاء الهوية والسيادة الوزير السابق يوسف سلامه: النتائج الكارثية لتردّد السلطة في الحسم والاصلاح

يعيش اللبنانيون اليوم تحت سلطةٍ عاجزةٍ ومشلولةٍ ومتواطئة/بيار مارون/فايسبوك

ممنوع تضيع طريقك بلبنان عدم مقاطعة جلسة يوم غد/القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك

ممنوع تضيع طريقك بلبنان/باتريسيا سماحة/فايسبوك

د. سمير جعجع/ رسالة إلى نبيه بري

جريمة قتل الشاب إيلو أبوحنا/جوزيف أبوفاضل/موقع أكس

الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: جاهزون للدفاع ولن نسمح للعدو أن يمر

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 27 تشرين الأول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُم هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُم، وقَدْ قَبِلْتُمُوهُ مِنَ الله؟ وأَنَّكُم لَسْتُم لأَنْفُسِكُم؟ لأَنَّكُم قَدِ ٱشْتُرِيتُم بِثَمَنٍ كَرِيم! فَمَجِّدُوا اللهَ في جَسَدِكُم.

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس06/من12حتى16/:"يا إِخوَتِي، هُنَاكَ مَنْ يَقُول: «كُلُّ شَيءٍ مُبَاحٌ لِي!». فَأُجِيب: ولكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ يَنْفَع! «كُلُّ شَيْءٍ مُبَاحٌ لِي!». ولكِنِّي لَنْ أَدَعَ شَيْئًا يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ! أَلطَّعَامُ لِلبَطْن، والبَطْنُ لِلطَّعَام، لكِنَّ اللهَ سَيُبيدُ كِلَيْهِمَا. أَمَّا الجَسَدُ فَلَيْسَ لِلزِّنَى، بَلْ لِلرَّبِّ، والرَّبُّ لِلجَسَد! فَاللهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبّ، وسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِقُدْرَتِهِ. أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُم هيَ أَعْضَاءٌ لِلمَسِيح؟ فَهَل أَنْزِعُ أَعْضَاءَ المَسِيحِ وأَجْعَلُهَا أَعْضَاءً لِزَانِيَة؟ حَاشَا! أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ يَتَّحِدُ بِزَانِيَةٍ يَصِيرُ وإِيَّاهَا جَسَدًا وَاحِدًا؟ لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول: «يَصِيرانِ كِلاهُمَا جَسَدًا واحِدًا». أَمَّا مَنْ يَتَّحِدُ بِالرَّبِّ فَيَصِيرُ وإِيَّاهُ رُوحًا وَاحِدًا. أُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَى! فَكُلُّ خَطيئَةٍ يَرْتَكِبُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنْ جَسَدِهِ، أَمَّا الزَّانِي فَيَخْطَأُ إِلى جَسَدِهِ الخَاصّ. أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُم هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُم، وقَدْ قَبِلْتُمُوهُ مِنَ الله؟ وأَنَّكُم لَسْتُم لأَنْفُسِكُم؟ لأَنَّكُم قَدِ ٱشْتُرِيتُم بِثَمَنٍ كَرِيم! فَمَجِّدُوا اللهَ في جَسَدِكُم".

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/رجاء أخذ العلم بأن حسابي على منصة "إكس" مجمّد لأسباب أجهلها، وهذا هو الحساب الرابع خلال خمس سنوات الذي يتعرض لهذا التجميد الاعتباطي.

إلياس بجاني/نص وفيديو/إلى نواف سلام: حزب الله عصابة إرهابية وإيرانية مسلحة وهو لم يحرّر الجنوب سنة 2000 بل يحتلّه مع كل لبنان

نواف سلام… حين يزوّر التاريخ من أجل استجداء حزب الله

إلياس بجاني/24 تشرين الأول 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148510/

في مقابلة مع تلفزيون "الميادين" يوم 23 تشرين الأول 2025، قال رئيس وزراء لبنان نواف سلام جملة صادمة لا يمكن أن تمرّ من دون توضيح وردّ: "لولا تضحيات حزب الله والمقاومة الوطنية عموماً ما قبل الحزب ومع الحزب، لما تحرّر الجنوب."

هذا الكلام ليس فقط مجافياً للحقيقة التاريخية، بل هو تزوير موصوف للتاريخ، وإهانة لذاكرة اللبنانيين الذين عاشوا وقائع التحرير لحظة بلحظة، ويدركون أن إسرائيل انسحبت من الجنوب اللبناني عام 2000 بقرار إسرائيلي داخلي محض، لا علاقة له لا بالمقاومة ولا بالتضحيات المزعومة.

ففي أيار 2000، نفّذ رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك وعده الانتخابي بالانسحاب الأحادي من لبنان، قراراً كان قد أُقرّ داخل الحكومة الإسرائيلية كجزء من استراتيجية إعادة تموضع أمنية. حزب الله لم يكن له أي دور في الإنسحاب، ولم يدخل المناطق التي تركتها إسرائيل إلا بعد أيام من الانسحاب الفعلي، في وقت منع الاحتلال السوري الجيش اللبناني من الانتشار في الجنوب، ليبقى فراغ أمني استغلّه الحزب لاحقاً لفرض هيمنته على المنطقة باسم "التحرير".

وللتذكير، فإن آخر محاولة عسكرية لحزب الله قبل الانسحاب الإسرائيلي بأيام كانت في معركة "جسر الحمراء" ضد جيش لبنان الجنوبي، حيث فشل الحزب فشلاً ذريعاً وتكبّد خسائر بشرية كبيرة. تلك الواقعة وحدها تنسف الرواية البطولية التي يسوّقها الحزب وأنصاره عن "التحرير بالسلاح".

أما في ما يخص الخلفية السياسية للانسحاب، فقد كان هناك تفاهم غير معلن بين إسرائيل وسوريا وإيران برعاية قنوات عربية وغربية، يقضي بانسحاب إسرائيل من الشريط الحدودي في إطار ترتيبات إقليمية لم حزب الله جزءاً منها لا تنظيماً ولا عملياً ولا قراراً. كل الوثائق والمذكرات السياسية الإسرائيلية والسورية والإيرانية التي صدرت لاحقاً تؤكد أن قرار الانسحاب جاء ضمن مقايضات أمنية تتعلق بالجنوب اللبناني والجولان ومستقبل المفاوضات السورية–الإسرائيلية، وليس نتيجة معركة خاضها حزب الله.

وفي مقطع آخر من المقابلة، أشار نواف سلام إلى ما سماه "الحركة الوطنية اللبنانية" التي ضمّت آنذاك أحزاباً مثل الحزب التقدمي الاشتراكي، وحركة أمل، والحزب القومي السوري، والشيوعي، والمنظمات الفلسطينية. وصفهم بأنهم كانوا من ضمن ما سماه "المقاومة الوطنية"، فيما الواقع التاريخي يؤكد أن هؤلاء كانوا أدوات في المشروع التآمري السوري – الفلسطيني الذي أنهى ما تبقّى من السيادة اللبنانية من خلال اتفاق القاهرة المشؤوم عام 1969، الذي تنازل بموجبه لبنان عن سلطته على الجنوب والمخيمات الفلسطينية الثلاثة عشر، وأتاح للفصائل الفلسطينية أن تقيم دولة داخل الدولة وتجرّ لبنان إلى الحرب الأهلية.

أما ما سماه سلام "المقاومة اللبنانية قبل حزب الله"، فلم تكن مقاومة أصلاً، بل مجموعات مسلّحة فوضوية لم تحرّر شبراً واحداً من أرض لبنان، بل كانت جزءاً من الفوضى التي دمّرت الدولة ومهّدت لاحتلالها من قبل النظامين السوري والإيراني.

ورغم أن المقابلة التي أجراها نواف سلام تضمنت مواقف مقبولة في بعض فقراتها، إلا أن انحناءه الكلامي أمام حزب الله واستجداء رضاه بالقول إنه حرّر الجنوب وقدم التضحيات، هو سقوط سياسي وأخلاقي لا يليق برئيس وزراء لبناني يُفترض أنه يمثل الدولة لا الدويلة. إن ما قاله سلام يمثّل تبييضاً لصفحات سوداء في تاريخ ميليشيا إرهابية مارست على اللبنانيين كل أشكال القهر والاغتيال والخطف والاحتلال.

سجلّ حزب الله الإرهابي والإجرامي

منذ عام 2000 وحتى اليوم، لم يقدّم حزب الله للبنان سوى الدمار والاغتيالات والهيمنة الإيرانية والحروب الخاسرة والعبثية والفقر والتهجير وعداوة دول وشعوب العالم. عصابة حزب الله اغتالت خيرة رجال لبنان: رفيق الحريري، جبران تويني، بيار الجميّل، وليد عيدو، أنطوان غانم، لقمان سليم، وسام عيد، وسام الحسن، ومحمد شطح، جو بجاني، إلياس الحصروني وغيرهم كثيرون من الصحافيين والسياسيين والأمنيين.

هو من غزا بيروت والجبل في أيار 2008 ووجّه سلاح "المقاومة" إلى صدور اللبنانيين.

هو من يحتل اليوم قرار الدولة بالكامل، ويعطّل عمل الحكومة وتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل والقرارات الدولية والدستور اللبناني ومجلس النواب وكل المؤسسات القضائية، ويستعمل المرافئ والمطارات والمعابر للتهريب والسلاح والمخدرات.

هو من ورّط آلاف الشباب الشيعة في حروب إيران الخاسرة في سوريا واليمن والعراق، وترك عائلاتهم في البؤس والفقر.

حزب الله ومنذ العام 1982، تاريخ إنشائه من قبل الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع نظام حافظ الأسد البعثي السوري المجرم، لم يكن تنظيماً لبنانياً، ولا مقاومة، ولا محرّراً، ولا ممثلاً للطائفة الشيعية، ولا حزباً سياسياً، بل ميليشيا وعصابة إيرانية عابرة للحدود، وجسماً جهادياً إرهابياً مكوّناً من مرتزقة لبنانيين يعملون لحساب نظام الملالي الإيراني، هدفه إقامة جمهورية إسلامية في لبنان تابعة لولاية الفقيه، لا علاقة لها بلبنان ولا بتراثه ولا بالشيعة اللبنانيين الذين يختطفهم بالقوة ويأخذهم رهائن.

الخلاصة

حزب الله لا هو "محرّر" ولا "مقاومة"، ولا لبناني، بل عصابة من الأشرار أدرجتها غالبية دول العالم على قوائم الإرهاب، تمارس كل أنواع الإجرام والتهريب والاغتيالات باسم الدين والمقاومة وفي إطار الأجندة الإيرانية الملالوية.

أما الحقيقة الثابتة فهي أن الجنوب تحرّر بقرار إسرائيلي، لا برصاص حزب الله، وأن ما فعله الحزب لاحقاً هو احتلال جديد للجنوب ولكل لبنان بلباس ديني فرض على لبنان واللبنانيين عزلة وحروباً لا تنتهي.

إنّ قول نواف سلام إن حزب الله حرّر الجنوب ليس سقطة سياسية فقط، بل خيانة للحقيقة والتاريخ. فمن يحرّر لا يحتل، ومن يضحّي لا يغتال، ومن يقاتل من أجل الوطن لا يسلّمه لنظام ولاية الفقيه.

إلياس بجاني/فيديو/إلى نواف سلام: حزب الله عصابة إرهابية وإيرانية مسلحة وهو لم يحرّر الجنوب سنة 2000 بل يحتلّه مع كل لبنان

نواف سلام… حين يزوّر التاريخ من أجل استجداء حزب الله

https://www.youtube.com/watch?v=LqM-JHMSoi4

24 تشرين الأول 2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

والد الشّاب إيليو أرنستو أبو حنا يشرح لـ"النهار" تفاصيل مقتل ابنه في مخيم شاتيلا

أثار خبر مقتل الشاب إيليو أبو حنا برصاص فلسطيني في مخيم شاتيلا عضباً لبنانياً كبيراً.

النهار/27 تشرين الأول/2025

عبّر وليد أبو حنا، والد الشاب الضحية إيليو، عن حزنه العميق، مؤكداً أن ابنه كان يحمل أحلاماً كأي شاب لبناني. وكشف أبو حنا  لـ"النهار" تفاصيل الاعتداء الذي تعرّض له إيليو في مخيم شاتيلا. وتساءل الوالد المفجوع، مستنكراً: "كيف يُطلب منا الامتثال لمسلحين لا يتمتعون بأي صفة رسمية؟".

وأثار خبر مقتل الشاب إيليو أبو حنا برصاص فلسطيني في مخيم شاتيلا عضباً لبنانياً كبيراً. في تفاصيل الرواية التي قدمتها عائلة إيليو، أن الشاب العشريني كان يمضي سهرة مع أصدقائه في أحد مقاهي شارع بدارو، وضلّ طريق العودة ليجد نفسه يسلك مساراً غير اعتيادي مرّ في محاذاة مطعم يُدعى "شاتيلا كامب"، قبل أن يفاجأ بحاجزٍ تابعٍ للقوى الأمنية الفلسطينية في مخيم شاتيلا. لم يتوقف، إمّا خوفاً وإما لعدم اعتياده المرور بحواجز مماثلة، ما دفع العناصر إلى إمطار سيارته بالرصاص وإصابته إصابة قاتلة. مصدر أمني في مخيم شاتيلا أكد لـ"النهار" أن هذه الحواجز تنصب أسبوعياً، خصوصاً يوم السبت لأسباب أمنية، إذ في هذا اليوم تحديداً يتردد العديد من الشبان لشراء المخدرات من المخيم قبل التوجه إلى السهر في ملاهي العاصمة بيروت، ومنهم من يمكن أن يكون جاسوساً أو عميلاً أو مدسوساً لافتعال مشكلة، لذا يقيم عناصر الأمن الوطني الفلسطيني هذا الحاجز الوحيد بزيهم العسكري، حاملين سلاحهم على نحو ظاهر ليفتشوا معظم السيارات التي تدخل وتخرج. وهذه "الحجة" أقبح من الذنب، إذ يعترف المصدر بأن المخيم يشكل وكراً لبيع المخدرات التي تنخر المجتمع، إضافة إلى إقامة حواجز مسلحة. وهذه كلها أمور تحتاج إلى إجراءات عقابية صارمة وسريعة.

 

إيليو أبو حنا ضحية السلاح الفلسطيني غير الشرعي في مخيم شاتيلا... مصدر أمني لـ"النهار": لإجراءات عقابية صارمة وسريعة

تطالب عائلة الضحية بتحقيق شفاف، وبمحاسبة كل من تورّط في إطلاق النار على ابنها

النهار/27 تشرين الأول/2025

إيليو أبو حنا ضحية جديدة للسلاح الفلسطيني غير الشرعي والمتفلت، في فصل جديد من فصول التفلت الأمني والسلاح غير الشرعي، وخصوصا الفلسطيني، الذي تجهد الدولة لمعالجته بعدما عصا عليها زمناً طويلاً، وأدى إلى تحول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى دويلات داخل الدولة، يلجأ اليها الهاربون من العدالة والفارون من القوى الأمنية اللبنانية. ضجّ المجتمع اللبناني ومواقع التواصل الاجتماعي بخبر مقتل الشاب إيليو أبو حنا برصاص فلسطيني في مخيم شاتيلا. في تفاصيل الرواية التي قدمتها عائلة الضحية أن الشاب العشريني كان يمضي سهرة مع أصدقائه في أحد مقاهي شارع بدارو، وضلّ طريق العودة ليجد نفسه يسلك مسارا غير اعتيادي مرّ في محاذاة مطعم يُدعى "شاتيلا كامب"، قبل أن يفاجأ بحاجزٍ تابعٍ للقوى الأمنية الفلسطينية في مخيم شاتيلا. لم يتوقف، إمّا خوفًا وإما لعدم اعتياده المرور بحواجز مماثلة، ما دفع العناصر إلى إمطار سيارته بالرصاص وإصابته إصابة قاتلة.

مصدر أمني في مخيم شاتيلا أكد لـ"النهار" أن هذه الحواجز تنصب أسبوعيا، خصوصاً يوم السبت لأسباب أمنية، إذ في هذا اليوم تحديداً يتردد العديد من الشبان لشراء المخدرات من المخيم قبل التوجه إلى السهر في ملاهي العاصمة بيروت، ومنهم من يمكن أن يكون جاسوسا أو عميلا أو مدسوسا لافتعال مشكلة، لذا يقيم عناصر الأمن الوطني الفلسطيني هذا الحاجز الوحيد بزيهم العسكري، حاملين سلاحهم على نحو ظاهر ليفتشوا غالبية السيارات التي تدخل وتخرج. هذه "الحجة" أقبح من الذنب، إذ يعترف المصدر بأن المخيم يشكل وكرا لبيع المخدرات التي تنخر المجتمع، إضافة إلى إقامة حواجز مسلحة. وهذه كلها أمور تحتاج إلى إجراءات عقابية صارمة وسريعة. التحقيقات بدأت بعدما حضرت عناصر قوى الأمن الداخلي اللبناني إلى موقع الجريمة، وسط غضب عارم عمّ مواقع التواصل الاجتماعي وتساؤلات عن شرعية وجود حواجز مسلّحة خارج سلطة الدولة وتصاعد حملات التشكيك في جمع السلاح الفلسطيني خصوصا من مخيمات بيروت، وقد تفاعل الرأي العام اللبناني في شكل واسع مع الجريمة، خصوصا أن إيليو وحيد أهله، والأحزاب كلها أصدرت بيانات استنكار وإدانة، فضلا عن إصدار لجنة "الحوار اللبناني-الفلسطيني" بيانا اعتبرت فيه أن "العبرة التي يجب استخلاصها من هذه الجريمة هي أن السلاح الذي لا يزال بيد بعض الفصائل والمجموعات داخل المخيمات لا يخدم القضية الفلسطينية بشيء، بل يشكل خطرا على الاستقرار في لبنان وأمن أهله". إضافة إلى ذلك، تطالب عائلة الضحية بتحقيق شفاف، وبمحاسبة كل من تورّط في إطلاق النار على ابنها، فيما تلتزم الجهات الفلسطينية الصمت وعدم الإعلان عن تسليم المرتكبين، على الرغم من مطالبة مخابرات الجيش بتسلمهم.

 

غضب لبناني إثر مقتل شاب برصاص مسلحين فلسطينيين داخل مخيم شاتيلا ...الأجهزة القضائية والأمنية تتحرّك وتعهّد فلسطيني بكشف الفاعلين

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

أثارت حادثة مقتل الشاب اللبناني إيليو أرنستو أبو حنا (24 عاماً) برصاص مسلحين فلسطينيين عند مدخل مخيم شاتيلا في بيروت، الأحد، موجة غضب سياسي وشعبي. وأعاد الحادث طرح ملف السلاح الفلسطيني، خصوصاً أن الجريمة حصلت بعد أسابيع قليلة من إعلان الدولة اللبنانية أنها جمعت سلاحاً من داخل المخيم. واستدعت الحادثة تحركاً سريعاً للأجهزة القضائية والأمنية اللبنانية التي بدأت تحقيقاتها، وجمع المعلومات لتحديد هوية من قتلوه، والأسباب. وأفادت معلومات أولية بأنه «فجر الأحد أقام مسلحون من (اللجنة الأمنية الفلسطينية) حاجزاً لتفتيش المارة عند مدخل مخيم شاتيلا، وقد أطلقوا النار على أبو حنا الذي كان يقود سيارته، بذريعة أنه لم يمتثل للوقوف على الحاجز، حيث أقدم أحد العناصر على إطلاق النار من سلاح حربي نوع كلاشنيكوف باتجاهه فأصابه، ونُقل على أثرها إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة. وأعلن مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سامي صادر «كلّف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي إجراء التحقيق الأولي، وكشف هوية الذين قتلوا الضحية، وما إذا كان حاجزاً أمنياً تابعاً لأمن المخيم، أم حادثاً آخر». وأوضح المصدر أن «المعلومات لا تزال متضاربة، فبعضها يتحدّث عن أن الشاب الضحية دخل المخيم عن طريق الخطأ، وعندما اصطدم بحاجز أمني وتفاجأ بالمسلحين، تملكّه الخوف ولم يمتثل للوقوف، فأطلق عليه النار، وبين فرضيّة أخرى، ترجّح إمكانية استدراجه إلى المكان الذي قتل فيه»، مشيراً إلى أن شعبة المعلومات «ستحسم هذا الجدل قريباً، وتحدد كيفية حصول الحادث، وهوية مطلقي النار».

ونفى مصدر فلسطيني نفياً قاطعاً أن تكون حادثة مقتل الشاب إيليو أبو حنّا «مدبرة». واعتبر أن الحادثة «آلمت الفلسطينيين مثل اللبنانيين»، مؤكداً لـ«لشرق الأوسط» أنه «بناء على تنسيق مع الجيش اللبناني، وبغرض ضبط الأمن داخل المخيم ولجم أي تفلّت بداخله، أقامت (القوة الأمنية المشتركة) حواجز داخل المخيم للتفتيش، وإنهاء ظاهرة حمل السلاح أو الإخلال بالأمن، وأثناء مرور الفقيد إيليو أبو حنا فوجئ بالحاجز، ولم يمتثل للتوقف، وسار مسرعاً، فقام أحد العناصر بإطلاق النار ما أدى إلى إصابته». وقال: «لقد تم تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية، وبدأت عملها بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعرفة حقيقة ما جرى، وتسليم المسؤول عن مقتل الشاب إلى السلطات اللبنانية». أما مسؤول العلاقات العامة والإعلام في «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان، المقدم عبد الهادي الأسدي، فدعا إلى انتظار نتائج التحقيق. وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «لجنة التحقيق الفلسطينية مؤلفة من ضبّاط كبار، وباشرت عملها بإشراف مباشر من اللواء العبد إبراهيم خليل (قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني)، وبتنسيق دائم مع مخابرات الجيش اللبناني». وقال: «عندما يحدد التحقيق هوية مطلقي النار الذين تسببوا في قتل الشاب الضحية نحن تحت سقف القانون اللبناني».

من جهتها، دانت لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني، في بيان، «الجريمة الأليمة التي أدت إلى مقتل الشاب أبو حنا، وتقدّمت بأصدق التعازي من عائلة الفقيد ومحبيه». وقالت إنها «تتابع التحقيق الجاري تمهيداً لمحاسبة المرتكبين». وأكدت أن «العبرة الأساسية التي يجب استخلاصها من هذه الجريمة هي أن السلاح الذي لا يزال بيد بعض الفصائل والمجموعات المسلحة داخل المخيمات لا يخدم القضية الفلسطينية بشيء، بل يشكل خطراً على الاستقرار في لبنان وأمن أهله»، مجددة التزامها «بمسار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، وبسط سلطتها على كامل أراضيها». وتعليقاً على جريمة القتل، كتب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل عبر منصة «إكس»: «شاب لبناني يُقتل على أرضه بسلاحٍ غير لبناني». واعتبر أن «هذه الجريمة ليست حادثاً عابراً، بل إهانة لسيادة لبنان ولدم أبنائه، كل من يبرّر بقاء السلاح خارج الدولة شريك في الجريمة». وقال «السيادة لا تُجزّأ، ومن دونها لا وطن». ودان التيار الوطني الحر «بشدة إطلاق النار على المواطن الشاب إيليو أبو حنا على حاجز في مخيم شاتيلا ما أدى إلى مقتله وهو في ريعان شبابه، في أسوأ تعبير على تفلّت السلاح الفلسطيني في المخيمات خارج الشرعية اللبنانية». وقال إن هذا الحادث «يظهر بوضوح أن ما حصل في المخيمات حول ما حكي عن تسليم السلاح لم يكن سوى مسرحية هزلية ومبكية، طالما أنها لا تزال تؤدي إلى استهداف المدنيين، والأمن اللبناني».

 

مقتل الشاب إيليو أبو حنّا برصاص حاجز فلسطيني في شاتيلا

موقع كسروان ع الفايسبوك/27 تشرين الأول/2025

الشاب إيليو أرنستو وليد أبو حنّا، وهو طالب متخرّج حديثًا من جامعة الروح القدس – الكسليك في اختصاص الكيمياء، إثر إطلاق نار تعرّض له أثناء مروره بسيارته في محلة شاتيلا – بيروت، مساء السبت.

وفي التفاصيل التي رواها أصدقاء مقربون من الضحية لـ”ليبانون ديبايت”، فإنّ إيليو كان قد زار أحد أصدقائه مساء السبت في جلّ الديب، وغادر عند الساعة الحادية عشرة ليلًا بعدما اعتذر صديقه عن مرافقته لتناول العشاء بسبب انشغاله بالدراسة.

توجّه إيليو بمفرده إلى مطعم “صاج نايشن” في بدارو، حيث التقط صورة أثناء تناوله الطعام، واتّصل بوالدته ليطمئنها قائلاً إنّه سيتوجّه بعدها إلى المنزل، وكان يستمع إلى الموسيقى أثناء القيادة

وبحسب رواية العائلة، فإنّه ضلّ طريق العودة ووجد نفسه يسلك مسارًا غير اعتيادي مرّ بمحاذاة مطعم يُدعى “شاتيلا كامب”، قبل أن يجد نفسه فجأة أمام حاجزٍ تابعٍ للقوى الأمنية الفلسطينية. وتشير المعلومات إلى أنّ إيليو لم يتوقف عند الحاجز، إمّا خوفًا أو بسبب عدم إدراكه لطبيعة الجهة المسلّحة، ما دفع العناصر إلى إطلاق النار مباشرة على السيارة، وليس في الهواء، ما أدّى إلى إصابته إصابة قاتلة.

وتابعت السيارة سيرها لمسافة قصيرة قبل أن تصطدم بأحد المباني وتتوقّف. عندها، قام أحد الأشخاص بالاتصال بوالد إيليو لإبلاغه بأن ابنه جثة داخل السيارة، بعدما تمكّن من الحصول على رقمه من خلال لوحة التسجيل، كون السيارة مسجّلة باسم والده.

فيما سارعت فرق الإسعاف إلى نقله إلى أحد المستشفيات القريبة، لكنه كان قد فارق الحياة قبل وصوله، وفق التقرير الطبي الأولي.

وقد باشرت القوى الأمنية اللبنانية التحقيق في الحادثة، وتمّ حجز السيارة التي كان يقودها الضحية، في حين أُفيد بأنّه تمّ استدعاء عدد من عناصر الحاجز للتحقيق بإشراف القضاء المختصّ.

وأكدت والدة صديقه أنّ السيارة تعرّضت لوابلٍ من الرصاص المباشر، مشدّدة على أنّ “إيليو لم يكن يحمل أي سلاح أو يقوم بأي تصرف عدواني”.

وتعيش عائلة الضحية وبلدته حالة من الصدمة والحزن العميق، وسط دعوات إلى تحقيقٍ شفافٍ وكامل لكشف ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار.

يُحتفل بالصلاة لراحة نفس الشاب أبو حنا عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الإثنين ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥، في كنيسة مار منصور – النقّاش، ثم يُوارى الثرى في مدافن العائلة.

تُقبل التعازي يوم الإثنين ٢٧ تشرين الأول في صالون الكنيسة من الساعة الثانية بعد الظهر حتى السادسة مساءً، ويوم الثلاثاء ٢٨ تشرين الأول قبل الدفن وبعده، في صالون الكنيسة من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر حتى السادسة مساءً

 

أيُّ وطنٍ هذا الذي يُقتَلُ فيه شابٌّ لبنانيٌّ أعزلٌ على أرضٍ لبنانيةٍ برصاصٍ غريبٍ لا يعرف لا القانونَ ولا السيادة؟

الخوري طوني أبو عساف/فايسبوك/27 تشرين الأول/2025

أيُّ وطنٍ هذا الذي يُقتَلُ فيه شابٌّ لبنانيٌّ أعزلٌ على أرضٍ لبنانيةٍ برصاصٍ غريبٍ لا يعرف لا القانونَ ولا السيادة؟

أيُّ دولةٍ تلك التي تتركُ أرضها مشرَّعةً أمام السلاح غير الشرعيّ، وأمام لجانٍ "أمنية" تُمارس سلطةً موازيةً لسلطة الدولة؟

إنّ اغتيال الشاب إيليو أرنستو أبو حنّا عند مدخل مخيّم شاتيلا، ليس حادثًا فرديًّا بل جريمةٌ في صميم الكيان اللبنانيّ.

هي رصاصةٌ أُطلقت على القانون، على السيادة، وعلى كرامة كلّ لبنانيّ يؤمن بأنّ الأرضَ لا تحكمها إلّا الدولة والقانون.

نرفضُ أن يُختَطف الأمنُ في مربّعاتٍ خارجةٍ عن سلطة الدولة.

نرفضُ أن تتحوّل المخيّماتُ إلى دويلاتٍ داخل الدولة، يكفينا ما فعلتم طيلة الحرب الأهلية وقبلها وكنتم السبب في مقتل شعبنا وتهجيرنا واستباحة ارضنا.

نرفضُ أن يُبرَّر القتلُ بحجّة “التفتيش” أو “الاشتباه”.

رحم الله إيليو، شهيدَ السيادة المهدورة، وشهيدَ دولةٍ ما زالت تتغاضى عن قاتلي أبنائها.

لن تُبنى دولةٌ في لبنان ما دام السلاحُ مشرَّعًا خارجَها، وما دام الدمُ اللبنانيّ مستباحًا في وضح النهار.

وهل ننسى مسرحيّة تسليم السلاح في المخيّمات؟

فإلى متى تبقى الدولةُ غائبةً، والعدالةُ صامتةً، والكرامةُ في حداد؟

الخوري طوني بو عسّاف

#لاهوت_الوجود

 

رابط فيديو عجيبة في أمريكا لمريم العذراء سنة 2003 نتج عنها براءة سجناء مُتّهمين باطلاً بجرائم قتل/طلبه الأخير قبل الإعدام كان رؤية العذراء مريم – ما حدث صدم الجميع

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148598/

هذه قصة تظهر قوة معجزات العذراء مريم – سيدتنا، أم يسوع – حتى في الأماكن التي يبدو فيها أن الأمل قد اختفى تمامًا. في هذا الفيديو من قناتنا المخصصة حصريًا لشهادات الإيمان بالعذراء مريم، وروايات النِعم التي تم الحصول عليها، وقصص معجزات العذراء مريم، ستكتشف القصة المذهلة لـ مايكل كارتر، وهو رجل عاش لسنوات محكومًا عليه ظلمًا، ولكنه اختبر تدخلاً مباشرًا وخارقًا للطبيعة من سيدتنا، أم السماء. تُظهر القصة كيف يمكن لشفاعة العذراء مريم أن تعبر الجدران، والقضبان، والأحكام، وحتى القلوب القاسية، لإنقاذ أولئك الذين تخلى عنهم العالم بالفعل. أثناء المشاهدة، سترى كيف أن الصلاة بالوردية، والتعبّد للعذراء مريم، والثقة برحمة العذراء مريم يمكن أن تغير الأقدار، وتكشف الحقيقة، وتمنح معجزات لا يستطيع العلم تفسيرها.

هذا الفيديو هو جزء من التزامنا بنشر التعبّد المريمي وتقوية الإيمان بسيدتنا، أم يسوع وأمنا. ستجد هنا قصصًا عن معجزات سيدتنا، ظهورات مريمية، شهادات تحول، شفاءات غير متوقعة من خلال العذراء مريم، نِعم تم الحصول عليها، خلاص روحي، وتحولات في الحياة تم نيلها بشفاعة العذراء مريم. حالة مايكل كارتر هي مثال قوي: لقد أعاد اكتشاف إيمانه، وقبل كل شيء، الحضور المحب للعذراء مريم. خلال ساعاته الأخيرة، بدأت الصورة الصغيرة لسيدتنا التي كان يمسك بها في يديه تتوهج بضوء سماوي، أمام الحراس، والمديرين، والشهود. أطلق هذا الظاهرة غير القابلة للتفسير سلسلة من الأحداث التي أدت إلى الكشف عن الحقيقة وإطلاق سراحه. تُظهر القصة كيف تتشفع العذراء مريم، سيدتنا، بقوة لدى يسوع المسيح، ابنها، وتسكب النِعم على أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها. كثيرون يسمونها صدفة… لكن بالنسبة للمؤمنين، إنها معجزة من العذراء مريم. يسعى هذا الفيديو إلى إحياء اليقين في قلوب المؤمنين بأن أم يسوع مستمرة في العمل في العالم، صانعةً للمعجزات، ومعزيةً للمتألمين، وحاميةً للأبرياء، ومرشدةً للخطاة إلى طريق الخلاص. إذا كان لديك إيمان بسيدتنا، إذا كنت تؤمن بقوة المسبحة الوردية المقدسة، إذا كنت ترغب في سماع شهادات عن معجزات مريمية وقصص حقيقية عن التحول والخلاص، فهذه القناة لك.

شاهد حتى النهاية واسمح لهذه القصة أن تقوي إيمانك وتجدد رجاءك. شارك هذا الفيديو مع أولئك الذين يمرون بأوقات عصيبة، حتى يجدوا هم أيضًا العزاء في أحضان الأم الكلية القداسة. اشترك في القناة لتلقي قصص جديدة عن معجزات العذراء مريم، ظهورات سيدتنا، وشهادات تثبت أن العذراء مريم لا تتخلى أبدًا عن أبنائها. عندما يبدو أن كل شيء قد ضاع، تذكر: سيدتنا، أم يسوع، تتشفع لنا دائمًا.

#MiraclesOfMary #VirginMary #FaithStory #CatholicMiracle #MarianDevotion معجزات مريم، قصص معجزات العذراء مريم، ظهور مريمي، معجزات مريمية، مريم أم يسوع، معجزات العذراء مريم، معجزات سيدتنا، شهادات إيمان بمريم، قصص كاثوليكية، قصص إيمان مؤثرة، معجزات سيدتنا، مريم الشفيعة، روايات معجزات العذراء مريم، تعبّد مريمي، الإيمان الكاثوليكي، شهادات الصلاة لمريم، علامات مريم، ظهورات مريم، معجزات كاثوليكية، إيمان بسيدتنا

 

نتنياهو يقول إن إسرائيل لا تحتاج موافقة لضرب لبنان

وكالة الأنباء الفرنسية/27 تشرين الأول/2025

حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل لن تسعى للحصول على أي موافقة لضرب أهداف في لبنان أو غزة، على الرغم من موافقتها على اتفاقيات وقف إطلاق النار. وصرح نتنياهو خلال اجتماع للوزراء الحكوميين يوم الأحد قائلاً: "إسرائيل دولة مستقلة. سندافع عن أنفسنا بوسائلنا الخاصة وسنواصل تقرير مصيرنا". وأضاف، في أعقاب أسبوع من زيارات قام بها سلسلة من كبار المسؤولين الأمريكيين الذين سعوا لترسيخ وقف إطلاق النار في غزة: "نحن لا نسعى للحصول على موافقة أحد على هذا. نحن نتحكم في أمننا".

 

موسى يقول إن عون أعرب عن استعداد لبنان للمفاوضات مع إسرائيل

موقع نهارنت /27 تشرين الأول/2025

التقى السفير المصري لدى لبنان، علاء موسى، يوم الاثنين في بعبدا بالرئيس جوزيف عون عشية زيارة وفد أمني مصري رفيع المستوى للبلاد. وقال موسى: "الاجتماع كان مهماً ومثل فرصة لعرض تقييم مصر لما تشهده المنطقة، لا سيما بعد وقف إطلاق النار في غزة والتطورات اللاحقة". وأضاف السفير: "أعرب الرئيس اللبناني عن استعداد بلاده للانخراط في مفاوضات للتوصل إلى تسوية، خاصة في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة". ومضى موسى يقول: "إن التصعيد الإسرائيلي في لبنان يتطلب جهداً إقليمياً لوقفه". وأضاف أن عون أطلعه على ما يقوم به لبنان في ملف "حصر السلاح بيد الدولة"، مؤكداً أنه شدد للرئيس على "دعم مصر الكامل والواضح للخطوات التي يتخذها لبنان". وأضاف أن "مصر لديها القدرة على تقديم المساعدة في هذا المجال". وفي غضون ذلك، ذكرت تقارير إعلامية أن رئيس المخابرات المصرية، حسن رشاد، سيقترح وساطة مصرية بين لبنان وإسرائيل. وبحسب التقارير، فإن المبادرة المصرية طُرحت لأول مرة من خلال اتصالات دولية تلت قمة شرم الشيخ. وكان رشاد قد التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام للغرض ذاته.

 

مقتل شخصَين بغارة إسرائيلية على بلدة البياض في جنوب لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية بأن الطيران المسيّر الإسرائيلي، أغار على منشرة في أطراف بلدة البياض في قضاء صور بجنوب لبنان. وقالت الوكالة إن الغارة أسفرت عن مقتل شخصين شقيقين. يُذكر أن إسرائيل لم تلتزم ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية بينها وبين لبنان، الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ولا تزال قواتها تقوم بعمليات تجريف وتفجير، وتشن بشكلٍ شِبه يومي غارات على جنوب لبنان. كما لا تزال قواتها موجودة في خمس نقاط بجنوب لبنان. وتقول إنها تضرب أهدافاً لجماعة «حزب الله» التي تتهمها بعدم الالتزام ببنود الهدنة.

 

قتيلان من حزب الله  جنوبًا.. وإسرائيل تلوّح بحسمٍ قريب في لبنان

صحف ألكترونية/27 تشرين الأول/2025

شَنَّت مُسيَّرةٌ إسرائيليّة عصر اليوم الاثنين غارةً استهدفت محيط مِنشرةِ خشب في بلدةِ البيَّاض في قضاء صور، وأُفيد عن سقوطِ قتيلين وجريحَيْن جرّاء الغارة. وأفادت الصحف اللبنانية بأنّ القتيلين في بلدة البياض هما شقيقين من آل سليمان. كما أشارت تقارير ميدانيّة إلى أنّ الاستهداف وقع في المنطقة المحيطة بالمنشرة، وليس داخلها، وهذا ما أدّى إلى وقوع أضرار ماديّة في المكان. في السِّياق نفسه، حَلَّق الطيران الحربيّ الإسرائيليّ والطيرانُ المُسيَّر على علوٍّ منخفضٍ جدًّا فوق قرى قضاء الزهراني، وهو ما أثار حالَةَ توتّرٍ في أوساط الأهالي.

إسرائيل تلوّح بحسمٍ قريب في لبنان

وطبقاً لموقع المدن فإنّ مسؤولين في الحكومة والجيش الإسرائيليَّيْن أبلغوا وفودًا أميركيّة زارت تل أبيب في الأيّام الماضية أنّ "حزب الله هرَّب في الأشهُر الماضية مئات الصَّواريخ القصيرة المدى مِن سوريّا إلى لُبنان"، وإنّ الجيش الإسرائيليّ "أحبط جُزءًا فقط" من هذه الكميّات خلال محاولات تهريبها عبر الحدود. وأضافت "قناة كان" العبريّة أنّ إسرائيل عرضت على المَسؤولين الأميركيّين تقديرها بأنّ "حزب الله" يعمل على إعادة بناء ترسانته الصاروخيّة "تحت غطاء التهدئة"، وأنّ تل أبيب تعتبر ذلك "خَرقًا لِاتِّفاق وَقْف إطلاق النار" على الجبهة اللُّبنانيّة. وقالت القناة إنّ إسرائيل أبلغت الموفدين الأميركيّين أنّها "ستُواصِل الهجمات القويّة على الأراضي اللُّبنانيّة"، لأنّها ترى في تحرّكات "حزب الله" تهديدًا مباشرًا لأمنها في الشمال، ولأنّها ترفض ما تصفه بـِ "ترسيخ بُنىً صاروخيّة جديدة" قرب الحُدود. وأضافت القناة أنّ المؤسّسة الأمنيّة في إسرائيل تقول إنّ الغارات الجوّيّة وضربات المُسيَّرات داخل لُبنان، بما في ذلك في البقاع والجنوب، تهدف إلى "منع الحزب من تَكديس السلاح وإنشاء منصّات إطلاق قريبة" بالرغم من سريان تهدئة هشّة. وقالت القناة 15 العبريّة، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، إنّ "الوَضع في الجبهة الشماليّة يقترب مِن نُقطة الحَسْم"، وإنّ الجيش الإسرائيلي "يتهيّأ لِخِيار تَوسيع العمليّات في لُبنان" إذا لم يتوقّف ما تصفه إسرائيل بأنّه "تَكديس صواريخ قصيرة المدى وتهريبها من سوريّا إلى لُبنان". وأضاف المسؤول، وفق القناة 15، أنّ المؤسّسة العسكريّة الإسرائيليّة "جاهزة لِلوُصول إلى أيّ مَكان في لُبنان" واستهداف ما تعتبره "بُنى حزب الله العسكريّة"، في حال فشلت المحاولات الدبلوماسيّة في ضبط الجبهة الشماليّة. وقالت الوسائل العبريّة إنّ تل أبيب نَقَلَت أيضًا إلى واشنطن أنّ استمرار هذا الواقع قد يَفرِض "قرارًا عسكريًّا أوسع" على الحدود اللُّبنانيّة، في حين تُشدِّد إسرائيل على أنّ إطلاق الصواريخ والطائرات المُسيَّرة من لُبنان بات يمثّل "مستوى تهديد غير مقبول" للشمال الإسرائيلي. وأضافت هذه الوسائل أنّ الولايات المتحدة تضغط على السُّلطة اللُّبنانيّة لِكَبح "حزب الله"، وتثبيت انتشار الجيش اللُّبناني جنوب نهر اللِّيطاني، في محاولة لِمنع انزلاق الموقف إلى حرب شاملة، في حين تُواصِل إسرائيل القول إنّ "نافذة الحلّ السياسي تضيق". وبهذا المشهد، تُلوِّح إسرائيل بأنّ ساعة القرار في الجبهة اللُّبنانيّة تقترب، وتواصل في الوقت نفسه الضربات الجوّيّة داخل لُبنان بذريعة "إحباط قوافل الصواريخ"، في حين يردّ "حزب الله" برشقات عبر الحدود، ويُؤكِّد أنّه "لن يسمح بفرض معادلات جديدة بالقوّة".

 

مسعد بولس: حزب الله وافق على نزع السلاح فعلًا

المدن/27 تشرين الأول/2025

قال مستشار الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، مسعد بولس، إنّ "حزب الله هو من وافق على خطوة نزع السّلاح"، مشيرًا إلى أنّ "قرارات الحكومة اللّبنانيّة لا تنفّذ بالسّرعة المنتظرة، ما يؤخّر تطبيق بنود الاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه برعايةٍ دوليّة". وأكّد بولس في مقابلةٍ تلفزيونيّة أنّ "الإدارة الأميركيّة تتابع عن كثب مسار تنفيذ التفاهمات اللّبنانيّة – الإسرائيليّة بعد حرب لبنان الأخيرة"، لافتًا إلى أنّ "المطلوب اليوم هو تثبيت الهدوء على الحدود، وضمان تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النّار الذي تمّ التوصّل إليه بوساطةٍ أميركيّة وفرنسيّة، وبتأييدٍ من الأمم المتّحدة". وأضاف بولس أنّ "الاستقرار على الجبهة الجنوبيّة يعدّ شرطًا أساسيًّا للمضيّ في بقيّة الخطوات، وفي مقدّمها تنفيذ التزامات نزع السّلاح".

 

 إنذار أخير يسابق الحرب.. إسرائيل تودِع أورتاغوس شروطها

المدن/27 تشرين الأول/2025

تسابق الحركة الديبلوماسية التي تشهدها الساحة اللبنانية، رسائل التهديد الإسرائيلية بتصعيد العمليات العسكرية. كل الموفدين يركزون على نقطة أساسية، وهي تحقيق تقدم جدي في مسار سحب السلاح، كي لا تنتقل إسرائيل إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية والدخول في "أيام قتالية". هذه الرسائل سيتبلغها المسؤولون اللبنانيون من الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد الذي سيلتقي الرؤساء والمسؤولين، ويبلغهم بما لدى القاهرة من معلومات ومعطيات حول التوجه الإسرائيلي للمرحلة المقبلة. في السياق أيضاً، فإن الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة دخلت على خط المساعي وهي بدأت زيارة إلى إسرائيل ستلتقي خلالها المسؤولين هناك لتعود بجواب واضح حول التوجه الإسرائيلي في المرحلة المقبلة.  عملياً، تتركز الأنظار على هذه الزيارات واللقاءات، فالموفدة الأميركية ستكون واضحة في مواقفها ورسائلها. ووفق المعلومات، فإنها ستنقل رفضاً إسرائيلياً للمسار المتبع لبنانياً في سبيل سحب سلاح حزب الله. وتضيف المعلومات أنها سمعت من الإسرائيليين ملاحظات كثيرة حول أداء الدولة اللبنانية، وأن الإسرائيليين يعتبرون أن هناك تراجعاً في مسار حصر السلاح، وإذا بقيت الأمور على حالها، فإن الاتجاه الإسرائيلي هو لتصعيد العمليات العسكرية. ووفق المعلومات، إن الإسرائيليين، وخلال الجولة التي أجروها لأورتاغوس على الحدود مع لبنان، أطلعوها على ما لديهم من معطيات حول استعادة حزب الله لبناء قوته وقدراته العسكرية، وقدموا إليها سردية تفيد بأن الحزب لا يزال يهدد إسرائيل، وبإمكانه تنفيذ عمليات داخل المستوطنات الإسرائيلية، ولا سيما حانيتا ومسكافعام. وبدا ذلك كأنه محاولة لتسويغ أي تصعيد إسرائيلي لاحقاً، وتبريره. في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن سجالات ونقاشات وخلافات كبيرة تشهدها إسرائيل حول كيفية التعاطي مع الملف اللبناني، بين من يشير إلى أن الضربات الحالية لا تمنع حزب الله من بناء قدراته، وأنه لا بد من القيام بعملية برية موسعة، في مقابل الذين يرفضون ذلك، ويشددون على ضرورة تشديد الخناق والاكتفاء بالعمليات الجوية وتكثيفها. ووفق المعلومات، فإن الإسرائيليين حمّلوا أورتاغوس شروطاً واضحة لسحب سلاح الحزب ومنع بناء قدراته، مع تحديد مهلة زمنية بدأت تضيق قبل أن تتحرك إسرائيل بنفسها، مع الإشارة إلى زيادة التعزيزات العسكرية الإسرائيلية على الحدود مع لبنان. وفي هذا السياق، تشير مصادر متابعة إلى أن هذه الضغوط والتصعيد سترتبط بضغط أميركي وديبلوماسي على لبنان للقبول بالدخول في مفاوضات مباشرة لتجنب التعرض لعمليات عسكرية موسعة. لبنانياً، الاتصالات مستمرة بين الرؤساء والمعنيين لأجل الوصول إلى صيغة للتعاطي مع كل هذه الضغوط، ومع العروض المتواصلة حول الدخول في مفاوضات لتجنب التصعيد، كما أن اتصالات تحصل مع حزب الله لإقناعه بالتخلي عن إعلاناته المتكررة حول بناء قدراته العسكرية وجهوزيته للقتال، وإقناعه بالموافقة على خطة لحصر السلاح بيد الدولة. 

 

 أورتاغوس في لبنان.. ومصر تتحدث عن تكرار تجربة غزة

المدن/27 تشرين الأول/2025

وصلت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، قادمة من إسرائيل، في زيارة تستمر لغاية يوم الأربعاء حيث ستشارك في اجتماع لجنة لجنة وقف إطلاق النار الميكانزيم في رأس الناقورة.  يأتي ذلك في ضوء العدوان الإسرائيلي المتواصل، من تكثيف الغارات جنوباً وبقاعاً، والضرب بعمق المناطق السكنية كما الاعتداء الذي طال أمس بلدة النبي شيت في البقاع، إلى الأطماع الإسرائيلية، بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم يتنفيذ أشغال حفر وتجريف داخل الأراضي اللبنانية على بعد أمتار من الشريط الشائك بين العديسة ومركبا، تتواصل الرسائل السياسية الحاسمة، وهذا ما ينذر بأسبوع مقبل على ضغط سياسي. بدءاً من زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس اليوم مساء إلى لبنان، قادمة من إسرائيل، بعد أن أجرت أمس جولة على الحدود مع الأراضي المحتلة برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي وجه لها تحية لمساندتها بحماية المستوطنات الشمالية. وكذلك زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، حيث تفيد المعلومات الخاصة أن الزيارة تندرج في إطار سعي مصري للعب دور لتطبيق اتفاقِ وقفِ النار، وقد تقدّم مصر ورقة تتضمنُ نقاطًا عديدةً لتثبيتِ الاتفاقِ على نحوٍ يُطمئنُ مختلفَ القوى، بما فيها حزب الله. إضافة إلى الزيارة التي يقوم بها اليوم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي سيلتقي مع الرؤساء الثلاثة بهدف تأكيد وقوف الجامعة العربية مع الحكومة اللبنانية في بسط سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة، لا سيما مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان. ووفق المعلومات الخاصة، فإنّ الموفدين الدوليين سيُبلِغون لبنان برسائل حاسمة حول وجوب الإسراع في سحب السلاح، وأن المهلة هي حتى شهر كانون الأول، وإلا فإن إسرائيل ستصعد من عملياتها العسكرية.

السفير المصري: مصر تدعم مواقف عون للدخول في مفاوضات

على مستوى المواقف السياسية، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله رئيس المجمع الثقافي الجعفري الشيخ محمد الحاج مع وفد، ألا انقسام على المستوى الشعبي ولغة الحرب لا تنفع، وأيّة مشكلة مهما كان حجمها لا تحل إلا بالحوار. وكانت زيارة للسفير المصري علاء موسى إلى قصر بعبدا، حيث التقى عون وأشار إلى أن اللقاء "كان هامًا وكانت فرصة لعرض تقييم مصر لما يحصل في المنطقة، خصوصًا بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وما يترتب عليه من أمور".  اللافت فيما نقله موسى بعد اللقاء أمام الصحفيين ما أشار إليه بخصوص وقف إطلاق النار في غزة، معتبراً أن "وقف إطلاق النار في غزة جعل الجميع يلتقط الأنفاس، ومن المفترض أن تهدئة الأوضاع في غزة تنعكس إيجابًا على المنطقة"، مضيفاً "لننظر إلى ما تم في غزة  إيجابي، ونتمنى أن ينسحب هذا الأمر على ملفات أخرى في المنطقة، وعلى رأسها ملف لبنان". وفي السياق لفت موسى إلى أنه "نتمنى أن نستغل صلات مصر وعلاقتها مع مختلف الأطراف لكي تساعد لبنان على الخروج من هذه المرحلة الشائكة، لأن ما يمرّ به لبنان يجب التحوّط بشأنه، ويجب محاولة وقفه بأسرع وقت". وناقش موسى مع عون الوضع في لبنان "لا سيما لجهة الاعتداءات الإسرائيلية التي ترتفع وتيرتها". وقال "استمعت من الرئيس عون إلى ما يقوم به لبنان في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، وعن مسألة استعداد لبنان للدخول في مفاوضات من أجل الوصول إلى تسوية نهائية في قضية الخروقات". وأكد موسى لعون أن "مصر تقف وقوفاً كاملاً وواضحاً إلى جانب خطواته، ومصر لديها قدرة على تقديم يد العون في هذا المجال، وما يكن القيام به في المستقبل". وأكّد موسى عقب اللقاء أنّ زيارة مدير المخابرات المصرية تدخل في إطار التنسيق الأمني والسياسي مع لبنان، ومصر تبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع، مشيراً إلى أن "ما يحدث من تطور في الاعتداءات الإسرائيلية في مداها ووتيرتها يدعونا للتحوط مما يجري".

موسى: لنقل تجربة غزة

كذلك استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام السفير المصري علاء موسى. ولدى سؤاله بعد اللقاء حول ما إذا كان هناك مبادرة مصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، أجاب "دعونا نستغل حالة الزخم المصاحب لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ونتائج اتفاق شرم الشيخ والالتزام الدولي لإنهاء كافة الصراعات والنزاعات في المنطقة والعالم، ولنبن على هذا الزخم من أجل أيضا إنهاء النزاع في لبنان". واعتبر أن "هذا مدخلنا ونستخدم فيه قدراتنا وتواصلنا مع مختلف الأطراف. وأتصور أن ما حدث من نجاحات مصرية فيما يخص الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة طبعا بالاشتراك مع شركائنا في الإقليم وفي العالم سنستغله أيضاً في محاولة حلحلة الملف اللبناني، لأن ما يجب تأكيده أن ما يتعرض له لبنان من اعتداء، يجب ألا يستمر، لأنه يمكن أن يؤدي إلى اشياء أسوأ، وبالتالي ما نحمله من رسائل إلى لبنان هو ضرورة التحوط مما يحدث". وأضاف: "نحن لا نحمل لا رسائل تهديد ولا تحذير؛ إنما رسالة تحوط مما يمكن أن يحدث في المستقبل. نحن ننسق مع الدولة اللبنانية بكامل أركانها من أجل محاولة الوصول إلى حل بجنبنا المزيد من التصعيد".

 

 إسرائيل ترسم ملامح المواجهة المقبلة: معركة في عمق لبنان

المدن/27 تشرين الأول/2025

يُكثّف الجيش الإسرائيلي استعداداته العسكرية في الجبهة الشمالية تحسّبًا لمواجهة مستقبلية مع حزب الله، في ظلّ وقف إطلاق النار الهش الذي تواصل تل أبيب انتهاكه وتستغله لتثبيت مكاسبها الميدانية وتعزيز قدرتها العملياتية. في قراءة ضمن مقال نُشر في موقع "عرب 48" فإنّه "وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله يعيد تموضعه استعدادًا لمواجهة جديدة، متّبعًا سياسة الاحتواء المحسوب تجاه الهجمات الإسرائيلية، عبر التضحية بقوات تكتيكية على الحدود مقابل تعزيز قدراته في العمق اللبناني". في المقابل يزعم الجيش الإسرائيلي أن الغاية من الهجمات الراهنة هي "منع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية وإحباط استعداده للحرب المقبلة، بل والمساهمة في تشكيل ميدان القتال المستقبلي". .بالتوازي، أنهت الفرقة 91 في الجيش الإسرائيلي، أوسع تدريب لها منذ اندلاع الحرب، شمل سيناريوهات دفاع وهجوم في البحر والجو والبر، ضمن مساعٍ إسرائيلية لرفع مستوى الجهوزية لمعركة تعتبرها "معركة حتمية"، وتهدف إلى ضرب "العمق اللبناني وشلّ القدرات الإستراتيجية لحزب الله".

سيناريو الحرب المقبلة

ويتابع التقرير: "تقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله، باعتباره تنظيمًا عسكريًا محترفًا ومدعومًا من إيران، يواصل دراسة المعركة الأخيرة واستخلاص الدروس منها". ويقول مسؤولون أمنيون إنّ "حزب الله تلقّى ضربات قاسية، لكنه حقّق أيضًا بعض النجاحات، وسيحاول تطويرها وتوظيفها في الحرب القادمة".

ويُتوقع أن يسعى الحزب إلى فرض معادلات جديدة واستخدام وسائل مختلفة عن المواجهات السابقة، وهو ما يفرض، بحسب الجيش الإسرائيلي، تحديًا استخباراتيًا كبيرًا يتمثل في "منع مفاجأة مشابهة لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. لهذا السبب، تعمل شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي "أمان" على "تحديث نموذج الإنذار المبكر" وتكييفه مع التهديدات المتغيّرة".

معركة في عمق لبنان

وتقدّر إسرائيل أن حزب الله نقل مراكزه الأساسية إلى عمق الأراضي اللبنانية، لا سيما في منطقة البقاع، "ما سيجبر الجيش الإسرائيلي، في أي مواجهة مستقبلية، على تنفيذ عملية برية وجوية واسعة داخل لبنان". وتشير التقديرات إلى أنّ هذه المعركة ستتطلّب "اجتياحاً برياً وتوغلا لفترة أطول بكثير من العمليات التي نُفّذت حتى الآن في غزة أو سوريا"، مع استخدام أكبر للمجنزرات والدبابات، وزيادة نيران الإسناد من الجوّ والبرّ، وتوسيع منظومات الحماية للقوات البرية والقدرات اللوجستية. ويقدّر الجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله احتفظ بخطط لشنّ هجمات برّية داخل الأراضي الإسرائيلية، في حين تزعم حكومة بنيامين نتنياهو أنها "أحبطت هذه القدرات".  غير أنّ التقديرات العسكرية لا تستبعد أن يعمد الحزب مستقبلًا إلى "عمليات توغل أكثر اتساعًا وتعقيدًا، تشمل عدة محاور بهدف تشتيت القوات الإسرائيلية وإرباكها".

التهديد المسيّر

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن حزب الله يسعى إلى تطوير قدرات وحدة 127 المختصّة بتسيير الطائرات بدون طيار ضد أهداف داخل إسرائيل. وأشار موقع "واللا" إلى أن حزب الله أثبت في الحرب الأخيرة أنه قادر على تشغيل فرق صغيرة موزّعة في مناطق متعدّدة بلبنان لإطلاق طائرات مسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، بفاعلية. وترى تل أبيب أنّ المواجهة المقبلة ستكون "حرب عقول" بين أساليب الهجوم والدفاع المتبادلة، في ظل سعي الطرفين لتطوير قدراتهما التقنية والاستخبارية.

التحدي الاستخباراتي

وتحذّر أجهزة الأمن الإسرائيلية من أن "انسحاب حزب الله إلى عمق المناطق المدنية وتمركزه في مبانٍ سكنية أو منشآت تحت الأرض يجعل مهمة اكتشافه واستهدافه أكثر تعقيدًا"، وفق ما جاء في التقديرات الأمنية. وتقرّ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأنّ التجارب في غزة ولبنان أظهرت أن "القوة الجوية وحدها، مهما بلغت دقتها، لا يمكن أن تكون بديلًا عن العمليات البرية والهندسية"، وهو ما يعني ارتفاعًا في مستوى المخاطرة التي ستتحمّلها القوات في الميدان.

الاعتبارات الدولية

وتحاول تل أبيب أن تظّل أي عملية عسكرية في لبنان مقيدة بشرط أساسي هو الحفاظ على "الشرعية الدولية". فالقصف المكثّف لمئات الصواريخ والأنفاق والمخازن — الذي تتوقعه إسرائيل في المرحلة الأولى من أي حرب — قد يخلّف أضرارًا بيئية وبشرية كبيرة، ما يستدعي، "خطة إعلامية ودبلوماسية واسعة النطاق".

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنّ استهداف العاصمة بيروت أو مناطق مأهولة أخرى قد يُعرّض إسرائيل لضغوط دولية تحدّ من قدرتها على "حسم" المعركة ميدانيًا. وتسعى إسرائيل، وفق ما تقول مؤسساتها الأمنية، إلى "إحباط إعادة تموضع حزب الله وإضعاف قدرته على مفاجأة إسرائيل في الحرب المقبلة"، عبر الجمع بين العمليات الحالية والهجمات الدقيقة في العمق، لضمان أن تبقى أي مواجهة محتملة "تحت السيطرة الإسرائيلية ميدانيًا وسياسيًا". غير أن هذه التقديرات تظلّ قائمة على فرضية لم تختبر بعد: أن حزب الله، رغم خسائره، ما زال يمتلك قدرة على المبادرة، وأن أي حرب جديدة، إذا اندلعت، قد تتجاوز حدود التوقعات الإسرائيلية نفسها.

 

 جعجع يتحدى برّي.. ونواب التغيير "للمدن":سنقاطع جلسة الثلاثاء

المدن/27 تشرين الأول/2025

 صعَّدَ رئيس حزب "القوات اللّبنانيّة" سمير جعجع موقفه السّياسيّ من رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، معلنًا مواجهة مفتوحة حول آلية إدارة المجلس وجدول أعمال الجلسة التشريعيّة المُقرَّرة غدًا الثلاثاء. ودعا جعجع النوّاب من مختلف الكتل إلى مقاطعة الجلسة "تعبيرًا عن الاستياء العامّ من الطريقة الّتي يُدار بها المجلس"، مطالبًا بوضع اقتراح قانون مُعجَّل مكرَّر على جدول الأعمال "كخطوةٍ أولى توحي بتغيير النَّهج". وقال جعجع في بيانٍ صدر عنه إنّه "ليس مفهومًا ولا مقبولًا ما يقوم به الرئيس نبيه برّي". وذكَّر بأنّ برّي "أشرف بنفسه على انتخاب رئيسين للجمهوريّة من دون أي تعديل دستوريّ، رغم أنّ انتخابهما كان يستوجب تعديلًا في الدستور". وبرّر برّي ذلك في حينه، بحسب جعجع، بأنّ "أكثريّةً كبرى تفوق الأكثريّة المطلوبة لتعديل الدستور أقرّت توجهًا معيّنًا، وبالتالي يُعتبَر هذا التوجّه بمثابة موافقة ضمنيّة على التعديل". واعتبر جعجع أنّ هذا الكلام يعني عمليًّا أنّ "تلك الأكثريّة كانت مع تعديل الدستور طالما أنّها انتخبت الرئيسين".

وانطلاقًا من هذا القياس، سأل جعجع "كيف يسمح لنفسه اليوم أن يضرب عرض الحائط باقتراح القانون المُعجَّل المُكرَّر الذي وقّع عليه أكثر من 67 نائبًا، أي ما يفوق الأكثريّة المُطلقة في المجلس النيابيّ؟". وأضاف جعجع أنّه "حتى لو سلّمنا جَدَلًا بالحجج الّتي يتذرّع بها الرئيس برّي، انطلاقًا من تمسّكه بالنظام الداخليّ للمجلس النيابيّ، فإنّ هذه الحجج تسقط من أساسها، لأنّ النظام الداخليّ نفسه خاضع لإرادة الأكثريّة المُطلقة الّتي تُصوّت عليه وتعدِّله". ورأى جعجع أنّ ما يقوم به برّي "يُشكِّل مُخالَفَةً صريحة لأحكام الدستور والنظام الداخليّ، واعتداءً على حقّ الأكثريّة النيابيّة"، معتبرًا أنّ هذا السّلوك "لم يَعُد مقبولًا، لأنّ أكثريّة اللبنانيّين تتطلّع إلى قيام دولة فِعليّة، لا يَحول دون قيامها وجود سلاحٍ خارجها فحسب، بل أيضًا ممارساتٌ تتجاهل الدستور والقوانين والأصول والأعراف وإرادة الأكثريّة النيابية، وتضرب عمل المؤسّسات وفي طليعتها المجلس النيابيّ". وبناءً على ذلك، دَعا جعجع "جميع النوّاب، من مختلف الانتماءات السّياسيّة، إلى عدم حضور الجلسة التي دعا إليها الرئيس بري يوم غد"، معتبرًا المقاطعة تعبيرًا سياسيًا مباشرًا ضدّ "الطريقة التي يُدير بها شؤون المجلس". وطرح جعجع ما وصفه بـ"خطوةٍ إيجابية أولى، ولو يتيمة"، يُنتظر من بري القيام بها "لدلالة على أنّه بصدد تغيير نهجه في إدارة مجلس النواب". وتتمثّل هذه الخطوة، بحسب جعجع، في "وضع اقتراح القانون المُعجَّل المُكرَّر الرامي إلى إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة"، معتبرًا أنّ إدراجه يسمح "بتصويب المسار، وبَتّ الاقتراح، والتصويت على سائر القوانين".

الكتائب تُقاطع

بيان جعجع يأتي في لحظة ضبابيّة تحيط بمصير جلسة مجلس النوّاب غدًا الثلاثاء، إذ يتّجه حزب "القوّات اللّبنانيّة" وحزب "الكتائب اللّبنانيّة" وعددٌ من نوّاب "قوى التغيير" ومستقلّين إلى مقاطعة الجلسة التشريعيّة، في محاولةٍ لمنع تأمين النصاب المطلوب، وبالتالي الحؤول دون انعقادها. وفي هذا السياق، عَقَد المكتبُ السياسيُّ في "حزب الكتائب اللّبنانيّة" اجتماعَه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميِّل، وبحث في التطوّرات السياسيّة والأمنيّة الأخيرة. وأصدر بيانًا قال فيه: "أوّلًا، استنكر المكتب السياسي ما سمّاه "إصرار رئيس مجلس النوّاب على عدم إدراج مشروع قانون اقتراع اللّبنانيّين غير المقيمين على جدول أعمال الجلسة التشريعيّة الثلاثاء"، واعتبر أنّ ذلك يشكِّل "محاولةً مكشوفةً لمصادرة أصوات 67 نائبًا يطالبون بإدراجه على الهيئة العامّة للمناقشة". وأكّد أنّ "منع النقاش في القانون يُعَدُّ تَعَدِّيًا على الدستور وإرادة اللّبنانيّين داخل الوطن وخارجه"، مُعلنًا أنّ نوّاب الحزب سيُقاطعون الجلسة التشريعيّة". وأضاف: "ثانيًا، رفض المكتب السياسي التصريحات المنسوبة إلى رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، والّتي قال فيها إنّ إعادة طرح قانون الانتخاب تهدف إلى "عزل طائفة". ووَصَف هذا الكلام بأنّه "خطير ومرفوض شكلًا ومضمونًا". وشدّد على أنّ "حقّ مئات آلاف اللّبنانيّين المُغتربين من كلّ الطوائف والمناطق في تقرير مصير وطنهم ليس عزلًا لأحد، بل تجسيدٌ للدستور والمساواة بين جميع اللّبنانيّين". وأضاف أنّ "مَن يحاول عزل الطائفة عن بقيّة اللّبنانيّين هو مَن يرفض منطق الدولة والمساواة ويتمسّك بسلاحه".

ضبابيّة المشهد التشريعيّ

التصعيد المعارض بوجه برّي ليس حدثًا معزولًا. ففي الجلسة التشريعيّة الأخيرة الّتي عُقِدت قبل نحو شهر، انسحب عدد من النوّاب اعتراضًا على عدم إدراج اقتراح قانون تعديل قانون الانتخاب، المُقدَّم بصيغة مُعَجَّلة مُكرَّرة، على جدول الأعمال. وقد أدّى ذلك إلى إسقاط النصاب. لكنّ رئيس المجلس نبيه برّي أبقى المحضر مفتوحًا، وأعلن استئناف الجلسة في اليوم التالي، قبل أن يتكرَّر المشهد ويُمنَع انعقادها مُجدَّدًا بفعل المقاطعة. وردّ برّي حينها بإبقاء المحضر مفتوحًا تحت عنوان أنّ المجلس لم "يُصدِّق عليه بعد"، مُعلنًا أنّ "القوانين الّتي جرى إقرارها ستبقى مُعلَّقة حتّى إقفال المحضر في جلسةٍ مُقبلة". هذا الاشتباك الدستوريّ ـ السّياسيّ، بين رئاسة المجلس وكتل معارضة لطريقة إدارة الجلسات، تحوَّل إلى معركةٍ على الصلاحيّة: هل تُفرَض أولويّات جدول الأعمال من رئاسة المجلس؟ أم أنّ كتلةً نيابيّة وازنة قادرة على فرض بندٍ مُعيَّن تشريعيًّا ولو رغم اعتراض الرئاسة؟

حسابات النِّصاب: بين المقاطعة وحكومة سلام

في الموازاة، تُرَجِّح معطيات نيابيّة أن تنعقد جلسة الثلاثاء رغم غياب "القوّات" و"الكتائب"، نظرًا إلى أنّ كتلة "الاعتدال الوطني" إلى جانب عددٍ من المستقلّين أبلغت استعدادها للحضور، بطلبٍ من رئيس الحكومة نواف سلام الساعي إلى إقرار عددٍ من اقتراحات القوانين المعلَّقة. ويُتَوَقَّع أن يتأمَّن النِّصاب بحضور هؤلاء مع نوّاب "الحزب التقدّمي الاشتراكي"، و"التيّار الوطني الحرّ"، و"حزب الله"، و"حركة أمل"، و"تيّار المردة"، وبعض نوّاب "قوى التغيير". من جهته، أعلن عضو كتلة "لبنان الجديد" النائب نبيل بدر في حديث صحافيّ، أنّه "بعد أن وجدنا أنه ليس هناك حل لموضوع الإنتخاب ولكي لا نكون سببًا في تعطيل عمل المجلس النيابي قررنا في التكتل ان ننقسم بين حاضر ومتغيب عن الجلسة". وعلمت "المدن"، أنّ عددًا من نواب التّغيير يتجهون لمقاطعة جلسة الغد، ومنهم النائبة بولا يعقوبيان، النائب إبراهيم منيمنة، النائب فراس حمدان، النائبة نجاة عون، النائب شربل مسعد، والنائب ياسين ياسين. مع ذلك، تؤكِّد مصادر نيابيّة من أكثر من كتلة، في اتصالاتها بـ"المدن"، أنّ قرار المشاركة ما زال قيد الدرس، وأنّ الحسم سيحصل في السّاعات المقبلة، ما يُبقي المشهد مفتوحًا على سيناريوهين متناقضين: انعقاد الجلسة وإمرار جدول أعمالها، أو سقوطها سياسيًّا قبل الدخول في مضمونها.

توازي مسارين: التشريع في المجلس والحكومة في المرآة الخلفيّة

بالتوازي مع هذا الاشتباك التشريعيّ، يستعدّ مجلس الوزراء لعقد جلسة يوم الأربعاء المقبل. وبحسب جدول الأعمال الأوّلي، سيبحث المجلس في طلب وزارة الخارجية والمغتربين "الموافقة على مشروع قانون مُعجَّل مكرَّر يرمي إلى تعديل أحكام قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب رقم 44 تاريخ 2017/6/17"، إلى جانب طلب وزارة الداخلية والبلديات "الموافقة على مشروع قانون مُعجَّل مكرَّر يرمي إلى تعديل المادة 84 من قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب رقم 44 تاريخ 2017/6/17". بهذا المعنى، معركة قانون الانتخاب لم تَعُد محصورة بقاعة الهيئة العامّة، بل انتقلت أيضًا إلى طاولة الحكومة. وفيما يبقى الاشتباك حول آليّة إدارة الجلسات هو عنوان اليوم، تتقدّم معركة تعديل قانون الانتخاب لتصبح عنوان الغد.

 

الثنائي في بعبدا: غدا سنرى من يعطل عمل المجلس

المدن/27 تشرين الأول/2025

في وقت أعلنت بعض الكتل النيابية مقاطعة الجلسة التشريعية غداً، إلاّ أن الجلسة لا تزال قائمة على الرغم من احتمالية فقدانها النصاب، إذ دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة في تمام الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الغد وذلك لمتابعة مشاريع واقتراحات القوانين التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول 2025.  وفي حين يجري حراك على مستوى القوى السياسية الداعية إلى إدراج القانون المعجّل المكرّر الذي قدّمه تسعة نواب في أيار 2025 لإلغاء المادة 112 من قانون الانتخابات، التي تحرم المغتربين من المشاركة الكاملة في الاستحقاق النيابي عبر المقاعد الـ128، وتحصر تمثيلهم في ستة مقاعد رمزية، بحسب مؤيدي القانون، شهد قصر بعبدا اليوم على لقاء لمعارضي الاقتراع، إذ استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون نواباً من "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" والنائب جهاد الصمد، حيث بحثوا مع الرئيس عون في الانتخابات.  وبعد اللقاء تحدث باسم الوفد النائب علي حسن خليل، فقال "ناقشنا مع رئيس الجمهورية قانون الانتخابات الذي حاز على الاجماع، واعتُبر إنجاز في حينه، وعبرنا له عن أن هناك شرائح لا يمكن أن تمارس دورها، مما يعطل أهم مبدأ وهو تكافؤ الفرص". وأضاف حسن خليل: "نحن حرصاء على اجراء الانتخابات في مواعيدها، ونتمنى على الحكومة أن تلحظ عند نقاش القانون، أن هذا الأمر سيؤدي إلى شرخ وطني كبير"، مشيراً إلى ان الرئيس نبيه بري حريص على المجلس النيابي وسنرى غدا من يعطل عمل المجلس".

 

«اليونيفيل» تسجِّل سابقة بإسقاط مسيَّرة إسرائيلية بجنوب لبنان شكلت خطراً على جنودها بعد حادثتين وإصابة عسكري خلال أكتوبر

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

سجَّلت قوات حفظ السلام الدولية العاملية بجنوب لبنان (يونيفيل) سابقة، بإسقاطها مسيَّرة إسرائيلية حلقت فوق دورية للبعثة بـ«شكل عدواني»؛ ما اضطرها لإطلاق النار عليها وإسقاطها، قبل أن يطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه قوات حفظ السلام، واستهداف محيط الدورية بقنبلة أسقطتها مسيَّرة أيضاً. وأعلنت قوات «اليونيفيل» في بيان، الاثنين، أن مسيَّرة إسرائيلية اقتربت، مساء الأحد، من دورية تابعة للبعثة قرب بلدة كفركلا، وألقت قنبلة. وبعد لحظات، أطلقت دبابة إسرائيلية النار باتجاه قوات حفظ السلام. وقالت البعثة: «لحسن الحظ، لم تُلحق أي إصابات أو أضرار بأفراد (اليونيفيل) أو معداتهم»، لافتة إلى أن إطلاق النار جاء «عقب حادثة سابقة في الموقع نفسه، حيث حلقت مسيَّرة إسرائيلية فوق دورية (اليونيفيل) بشكل عدواني»، مضيفة أن «قوات حفظ السلام اتخذت الإجراءات الدفاعية اللازمة لعزل المسيَّرة».

الجيش الإسرائيلي

أفاد الجيش الإسرائيلي بأن مسيَّرة (درون) تابعة له أُسقطت، مساء الأحد، في منطقة كفركلا بجنوب لبنان خلال نشاط روتيني لجمع المعلومات والاستطلاع، «حيث تبين من التحقيق الأولي أن قوات (اليونيفيل) التي وُجدت بالقرب من المكان أطلقت النار بشكل متعمد نحو الدرون، وذلك رغم عدم تشكيله أي تهديد عليها». وتابع الجيش الإسرائيلي في بيان: «بعد إسقاط الدرون ألقت قوات جيش الدفاع قنبلة يدوية على المنطقة التي شهدت إسقاط الدرون». وأكد أنه «لم يتم إطلاق النار صوب قوات (اليونيفيل)، حيث ستتم مواصلة فحص الحادث عبر قنوات الارتباط العسكرية».

تنديد «اليونيفيل»

ندّدت «اليونيفيل» بإطلاق النار الإسرائيلي باتجاه البعثة الأممية، علماً أنه ليس الحادث الأول من نوعه لجهة إطلاق النار باتجاه الجنود الأمميين. وقال المتحدث باسم «اليونيفيل» باللغة العربية داني الغفري إن إطلاق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه الجنود الأمميين، «يمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وسيادة لبنان»، مؤكداً موقف «اليونيفيل» من أن هذه الحوادث «تُظهر استخفافاً بسلامة وأمن جنود حفظ السلام الذين يُنفِّذون المهام التي كلفهم بها مجلس الأمن في جنوب لبنان».

تاريخ من الانتهاكات

ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الجنود الدوليون لإطلاق نار من الجانب الإسرائيلي، وسُجلت 4 حوادث في هذا الشهر، ففي 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أُصيب أحد جنودها بجروح طفيفة جراء قنبلة ألقتها طائرة مسيَّرة إسرائيلية بالقرب من موقع تابع لها في بلدة كفركلا جنوب البلاد. وألقت القوات الإسرائيلية قنابل قرب موقع آخر لـ«اليونيفيل» في مارون الراس، مطلع الشهر، دون تسجيل إصابات. أما في العام الماضي، فأُصيب جنديان من قوات «حفظ السلام» بجروح، بعدما أطلقت دبابة «ميركافا» إسرائيلية النار في اتجاه برج المراقبة في مقر «اليونيفيل» في الناقورة. لكن رغم تلك الانتهاكات، كانت قوات البعثة الأممية تتعامل مع الحوادث ضمن آلية الارتباط المباشرة، حيث تتم مناقشة الحوادث مباشرة مع الجانب الإسرائيلي ضمن الآلية لضمان عدم تكرارها، إلى جانب تبليغ مجلس الأمن بتلك الانتهاكات وتوثيقها ضمن كتب رسمية تصل إسرائيل ومجلس الأمن.

ووصفت مصادر أمنية دولية مطَّلعة على الحادثة الإجراء بأنه «حادث استثنائي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن إسقاط المسيَّرة الإسرائيلية في كفركلا، الأحد، «يدخل ضمن إطار الإجراءات الدفاعية»، موضحة أنه «ليست المرة الأولى التي تتخذ (اليونيفيل) إجراءات دفاعية حين يتعرض جنودها لخطر مباشر»، مذكرة باعتراض مسيَّرة في البحر اقتربت من سفينة حربية ألمانية عاملة ضمن «اليونيفيل» في أكتوبر 2024، وأسقطتها. وقالت المصادر: «ضمن نطاق عمليات قوات (اليونيفيل)، اتخذ الجنود مرات عدة إجراءات دفاعية، وغالباً ما يتم استخدام أجهزة تشويش ضد المسيَّرات التي تقترب من جنود البعثة، وذلك لضمان إبعاد الخطر عن الجنود»، أما هذه المرة، فتم إسقاط المسيَّرة بإطلاق النار المباشر عليها؛ «لأنها كانت في مجال الجنود الحيوي، وشكَّلت خطراً على حياتهم».

دفاع عن النفس

تنص ولاية «اليونيفيل» على حقها في استخدام القوة في حالات الدفاع عن النفس، كما تستخدمها لضمان عدم استخدام مناطق عملياتها لأي أعمال عدائية، ومقاومة أي محاولات لمنعها من أداء واجباتها بموجب ولاية مجلس الأمن والقرار 1701، فضلاً عن حماية المدنيين من أي خطر وشيك.

وتقول مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إنه «رغم هذا الحق المنصوص عليه في القرار 1701، فإن جنود البعثة أحياناً يتفادون استخدام القوة؛ لأنهم ليسوا جزءاً من النزاع»، مشددة على أن الجنود «يتخذون إجراءات دفاعية حين يتهددهم خطر وشيك»، في إشارة إلى دخولهم الملاجئ أو إعادة الدورية، منعاً لتهديد الجنود، مشددة على أن الجنود يرتدون القبعة الزرقاء، «وهو ما يدعو لحمايتهم». وتقول المصادر إن البعثة «تمتلك خطوطاً مباشرة ومفتوحة مع الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي ضمن آليات الارتباط المنصوص عليها»، وقالت المصادر إن فريق الارتباط «عادة ما يبلغ الجانب الإسرائيلي حول تحركات البعثة ودورياتهم منعاً لسوء الفهم، وعادة ما يتم التنسيق الفوري عند أي حادثة، عبر خطوط رئيس بعثة «اليونيفيل» المفتوحة مع الجانب الإسرائيلي، كما يطول التنسيق تحركات الجيش اللبناني»، وأضافت: «حوادث الاعتداء على الجنود الدوليين، مدانة ومستنكرة؛ لأنها قوة حفظ سلام، ولسنا جزءاً من النزاع».

 

الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان

تل أبيب/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

اتهم الجيش الإسرائيلي، الاثنين، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بإسقاط مُسيَّرة تابعة له كانت تقوم بمهمة استطلاع «روتينية» لجمع معلومات فوق جنوب لبنان. وكتب المتحدث باسم الجيش ناداف شوشاني، على «إكس»، أن «تحقيقاً أولياً يشير إلى أن قوات (اليونيفيل) المتمركزة في الجوار أطلقت النار بصورة متعمدة على المُسيَّرة وأسقطتها».وقالت «اليونيفيل»، الأحد، إن إحدى دورياتها تعرضت لإطلاق نار من قبل إسرائيل، ولكن لم يصب أي فرد، ولم تتضرر أي معدات. وجاء في بيان صادر عن «اليونيفيل» أنه «اقتربت مُسيَّرة إسرائيلية من دورية بالقرب من قرية كفركلا، وألقت قنبلة». وأضاف البيان: «بعد لحظات، أطلقت دبابة إسرائيلية النار باتجاه قوات حفظ السلام. لحسن الحظ، لم تقع أي إصابات أو أضرار في أفراد أو معدات (اليونيفيل)». وذكر البيان أن الحادث جاء بعد مواجهة سابقة في الموقع نفسه، عندما حلَّقت مُسيَّرة إسرائيلية بشكل عدواني فوق دورية، مما دفع «اليونيفيل» لاتخاذ إجراءات دفاعية. وأدانت «اليونيفيل» هذه الأعمال بوصفها انتهاكات لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وللسيادة اللبنانية، قائلة إنها «تعرِّض حياة حَفَظة السلام الذين ينفِّذون تفويض مجلس الأمن في جنوب لبنان للخطر». وتعرضت مواقع «اليونيفيل» للاستهداف مرات عدة، منذ اندلاع الاشتباكات عبر الحدود، بعد بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، واصلت إسرائيل شن ضربات دورية في لبنان، متذرعة بتهديدات «حزب الله»، وحافظت على مواقعها الحدودية بعد الموعد النهائي للانسحاب في 18 فبراير (شباط).

 

مدير المخابرات المصرية يستطلع الأجواء للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل ...هل من جديد تحمله الموفدة الأميركية من تل أبيب للرؤساء؟

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

يقف لبنان على موعد مع حدثين يتصلان بالوضع المأزوم في جنوبه امتداداً إلى بقاعه، في ظل تمادي إسرائيل في خروقها واعتداءاتها وعدم التزامها بوقف الأعمال العدائية. يتمثل الأول بالزيارة الخاطفة لمدير المخابرات المصرية الفريق حسن رشاد إلى بيروت في الساعات المقبلة، أما الثاني فيتمثل بالمحادثات التي ستجريها نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس القادمة من تل أبيب، وعلى جدول أعمالها اجتماعها بالرؤساء الثلاثة (الجمهورية جوزيف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام) للوقوف على ما لديها من جديد، في ضوء معاينتها من الجانب الإسرائيلي للحدود اللبنانية المتاخمة لها، كونها مكلفة بمواكبة اجتماعات لجنة المراقبة الدولية الموكل إليها تثبيت وقف إطلاق النار وحضورها اجتماعها الأسبوعي يوم الأربعاء.

تصاعد التأزم

وتأتي المحادثات التي سيجريها الفريق رشاد وأورتاغوس على وقع تصاعد وتيرة التأزم بين بري ومعارضيه الذين قرروا مقاطعة الجلسة التشريعية التي تُعقد استكمالاً للجلسة السابقة، احتجاجاً على امتناعه عن إدراج اقتراح القانون المعجّل المكرر الرامي إلى شطب المادتين 112 و122 من قانون الانتخابات النيابية، بما يسمح للبنانيين في الاغتراب بالاقتراع من مقر إقامتهم، بحسب قيودهم في لوائح الشطب لـ128 نائباً. ويقف على رأس مقاطعي الجلسة حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب» وعدد وافر من النواب التغييريين والمستقلين، فيما يرفض «اللقاء الديمقراطي» مقاطعة الجلسات وإن كان يتوافق وإياهم على شطبهما من القانون.

فريق أمني مصري بارز

فزيارة رشاد للبنان هي الأولى لمسؤول أمني مصري بارز من العيار الثقيل ومعه فريق من كبار الضباط الأمنيين برتبة لواء، ويُتوقع أن يلتقي الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل بحضور مدير المخابرات العميد طوني قهوجي، وعلى جدول أعمال لقاءاته بند وحيد يتعلق بالوضع المأزوم في الجنوب وإمكانية الخروج منه بمساعدة من القيادة المصرية، التي لا تخفي قلقها حيال احتمال لجوء إسرائيل لتوسعة الحرب، وتبدي استعدادها للتدخل في حال ارتأى لبنان أن هناك ضرورة لذلك.

مهمة رشاد

وفي هذا السياق، قال مصدر وزاري لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط» إن رشاد لا يحمل أفكاراً جاهزة، وأن مهمته تبقى في إطار الاستماع إلى وجهة نظر الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، في حال أنه باستكشافه للموقف اللبناني لمس أن الأبواب مفتوحة أمام قيام القيادة المصرية بوساطة على غرار تلك التي قامت بها بين حركة «حماس» وإسرائيل بضوء أخضر أميركي، أدت إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة تأييداً للخطة التي طرحها الرئيس دونالد ترمب، رغم أن تنفيذها لا يزال في بدايته. واستغرب المصدر الوزاري ما أخذ يشيعه البعض، استباقاً لزيارة رشاد، بأنه يحمل معه تحذيراً إسرائيلياً للبنان هو أقرب إلى الإنذار، وينطوي على استعدادها لتوسعة الحرب في حال لم يُستجب لشروطها.

تشاور وتفهم

وأكد المصدر، نقلاً عن دبلوماسي عربي بارز مواكب للزيارة، أن لا صحة لما أشيع، وأن مجيئه إلى بلد شقيق يأتي في سياق التضامن معه والتشاور مع قيادته في السبل الآيلة لإخراجه من الوضع المأزوم، مبدياً استعداد القيادة المصرية للقيام بكل ما تراه أركان الدولة مناسباً لتهيئة الظروف أمام تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا والتزم به لبنان بخلاف إسرائيل. وأضاف المصدر: «نحن نتفهم الموقف اللبناني ونتعاون لوقف مسلسل الاعتداءات عليه».

تأييد حصرية السلاح

ولفت إلى أن القيادة المصرية كانت أول من بادر لتأييد قرار الحكومة اللبنانية بتبنّيها الخطة التي أعدتها قيادة الجيش لتطبيق حصرية السلاح بيد الدولة لبسط سلطتها على جميع أراضيها تنفيذاً للقرار 1701. وقال إن الموفد الأمني المصري يُكلَّف، كما هو معروف عنه، بمهام سياسية وأمنية فوق العادة، وبطلب مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان شارك بشكل فاعل في المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل التي أدت لوضع آلية لإنهاء الحرب في غزة. وتوقّف المصدر أمام زيارة رشاد إلى تل أبيب الأسبوع الماضي واجتماعه برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وتواصله مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف الذي شارك في المفاوضات التي استضافتها القاهرة. وتنقّل أيضاً ما بين قطر وإسرائيل لتذليل المعوقات التي مهدت للتوافق على إنهاء الحرب. وسأل، نقلاً عن المصدر الدبلوماسي، ما إذا كان استعداد مصر للقيام بوساطة موضع نقاش بينه وبين نتنياهو؟

ترحيب لبناني بزيارة رشاد

وكشف المصدر أن مجرد إعلام القاهرة بيروت بإيفادها الفريق رشاد قوبل بارتياح لبناني عبّر عنه الرؤساء الثلاثة أمام زوارهم. وقال إذا كان المقصود بإصرار تل أبيب، بتناغمها مع الولايات المتحدة على استدراج لبنان للموافقة على التفاوض مباشرة مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لتطبيق القرار 1701؛ فإن المشكلة لا تكمن في عدم وجوده، وإنما تقع على عاتق إسرائيل برفضها تطبيقه، مع أن واشنطن تعهدت بإلزامها بتنفيذه ولم تفِ حتى الساعة بما وعدت به.

إنقاذ الوضع

ورأى المصدر الوزاري أن القاهرة بإيفادها رشاد، أرادت تمرير رسالة تبدي فيها استعدادها للعب دور يؤدي لإنقاذ الوضع في الجنوب، لكنها لن تُقدم على أي خطوة ما لم تلق الضوء الأخضر من لبنان. وأكد أنه لا يحمل أفكاراً جاهزة وهو يرغب بالوقوف على الرأي اللبناني وما لدى الرؤساء من معطيات. وأكد أن لا مجال أمام «حزب الله» للاعتراض على الوساطة المصرية بناء على موافقة لبنانية، خصوصاً أنه لم يسبق له أن اعترض على وساطتها بين «حماس» وإسرائيل لتطبيق خطة ترمب لإنهاء الحرب، وبالتالي لم يعد من خيار أمامه سوى التموضع خلف القرار الرسمي اللبناني بدل التباهي بأنه استعاد بناء قدراته العسكرية ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها. وهذا ما ادعته «حماس» عندما وافقت على وقف النار، مع أن غزة ولبنان دفعا أكلافاً مادية وبشرية لا تقدّر بثمن ترتبت على قرار تفردا باتخاذه من دون أن يحسبا أي حساب لرد إسرائيل.

إعاقة مشروع الدولة

وقال إنه آن الأوان للحزب للتواضع، وهو ليس مضطراً لمحاكاة بيئته لرفع معنوياتها بتوفير الذرائع لإسرائيل، مع أنها ليست في حاجة إليها، بخلاف لبنان الذي يتعرض لحصار دولي وإقليمي رداً على احتفاظ «حزب الله» بسلاحه الذي يشكل عائقاً أمام النهوض بمشروع الدولة.

ماذا تحمل أورتاغوس؟

لذلك لا بد من التريث قبل إصدار الأحكام المسبقة على ما ستحمله محادثات رشاد في بيروت من نتائج تتلازم مع لقاءات أورتاغوس بالرؤساء الثلاثة، وإن كان تحديد موعد اجتماعها ببري يتوقف على عامل الوقت لأنه يتزامن وانعقاد الجلسة التشريعية، لكنه يبقى قائماً بحسب تأكيد مصدر نيابي لـ«الشرق الأوسط»، للوقوف على ما لديها من ملاحظات في معاينتها للحدود اللبنانية. وسأل: هل ستستبق الاجتماع الأسبوعي للجنة المراقبة لتؤكد تأييدها لتفعيل اجتماعاتها لوقف الأعمال العدائية؟ أم ستحمل في جعبتها أمر عمليات بتطبيق فوري لحصرية السلاح، وإلا فالآتي أعظم؟

 

البابا ليو يعتزم زيارة موقع انفجار مرفأ بيروت خلال وجوده في لبنان...يزور تركيا أيضاً لإحياء ذكرى أول مجمع مسكوني مسيحي منذ 1700 عام

الفاتيكان/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

أعلن الفاتيكان، الاثنين، برنامج الزيارة التي ستجرى بين 27 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول)، وتشمل محطات عدة للبابا الأميركي الأول في تاريخ الكنيسة ليتحدث عن العلاقات بين الأديان والمذاهب، وعن أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، إضافة إلى التوترات الإقليمية. وتشمل الزيارة تركيا من 27 إلى 30 نوفمبر، ولبنان من 30 إلى 2 ديسمبر. وكان البابا فرنسيس قد خطّط لزيارة كل من لبنان وتركيا، إلا أنه توفي في وقت سابق هذا العام قبل أن يتمكّن من تنفيذها. وكان يرغب بشدّة في زيارة لبنان، لكن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها البلد حالت دون ذلك خلال حياته، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية

الدافع الرئيس لرحلة البابا ليو إلى تركيا هو إحياء الذكرى 1700 سنة على انعقاد مجمع نيقية، أول مجمع مسكوني في تاريخ المسيحية. وأكد ليو منذ بداية حبريته أنه سيسير على نهج سلفه فرنسيس في هذا الالتزام، إذ من المقرر أن يُقيم صلوات مشتركة مع بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، الزعيم الروحي للكنائس الأرثوذكسية. وسيصل البابا بالمروحية في 28 نوفمبر إلى مدينة نيقية (المعروفة اليوم باسم إزنيق جنوب شرقي إسطنبول)، حيث سيؤدي صلاة قصيرة قرب بقايا كنيسة القديس نيوفيتوس الأثرية، وهي إحدى المناطق التاريخية المقدسة لدى الأرثوذكس.

زيارة لبنان وموقع انفجار المرفأ

بالإضافة إلى اللقاءات البروتوكولية مع المسؤولين الأتراك واللبنانيين، واجتماعاته مع رجال الدين الكاثوليك وإقامة القداديس، ستكون زيارة البابا إلى موقع انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس (آب) 2020 من أبرز اللحظات الرمزية في رحلته، إذ تأتي في ختامها. فقد دمّر الانفجار الهائل أجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية بعدما انفجرت مئات الأطنان من نترات الأمونيوم المخزّنة في المرفأ، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 218 شخصاً، وجرح أكثر من ستة آلاف آخرين، وتسبّب الانفجار في خسائر بمليارات الدولارات. أثار الانفجار غضباً شعبياً واسعاً في لبنان نتيجة الإهمال الحكومي المتراكم، وسط أزمة مالية خانقة في البلد سببها عقود من الفساد، وسوء الإدارة. ورغم مرور خمس سنوات على الانفجار، لم يُدن أي مسؤول رسمي حتى اليوم بعد أن تعطّلت التحقيقات مراراً.

قداس على واجهة بيروت البحرية

سيُقيم البابا قداساً على الواجهة البحرية لبيروت، ويزور مناطق قريبة من العاصمة، لكن اللافت أنه لن يتوجّه إلى الجنوب اللبناني، الذي تعرّض العام الماضي لدمار واسع خلال الحرب بين إسرائيل و«حزب الله». ورغم أن الأضرار تركزت في المناطق ذات الغالبية الشيعية، فإن القرى المسيحية تأثرت أيضاً، إذ تدمّرت منازل وأراضٍ زراعية وكنائس. وكانت جماعات مسيحية جنوبية قد طالبت البابا بزيارة المنطقة، إلا أن ذلك لم يُدرج على برنامجه.

                                  

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ساعر: إسرائيل لن تقبل بوجود قوات تركية في غزة

القدس/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الاثنين)، إن إسرائيل لن تقبل بوجود قوات مسلحة تركية في غزة، بموجب خطة أميركية لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني إلى الأبد. وتتضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب نشر قوة دولية في غزة، للمساعدة في ترسيخ وقف إطلاق النار الهش الذي بدأ هذا الشهر، وأوقف حرباً دامت عامين بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول العربية وغيرها مستعدة للمشاركة بجنود في القوة الدولية. ووفقاً لـ«رويترز»، قال ساعر في مؤتمر صحافي في بودابست: «يجب على الدول التي تريد إرسال قوات مسلحة، أو هي على استعداد لذلك، أن تكون على الأقل منصفة مع إسرائيل». وتوترت العلاقات التركية الإسرائيلية التي كانت جيدة في السابق، بشكل كبير خلال حرب غزة؛ إذ انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية المدمرة على القطاع الفلسطيني الصغير. وقال ساعر، متحدثاً وبجواره نظيره المجري بيتر سيارتو: «تركيا بقيادة إردوغان قادت نهجاً عدائياً ضد إسرائيل... لذلك ليس من المعقول أن نسمح لقواتهم المسلحة بدخول قطاع غزة، ولن نوافق على ذلك، وقلنا ذلك لأصدقائنا الأميركيين». واستبعدت إدارة ترمب إرسال جنود أميركيين إلى قطاع غزة، أجرت واشنطن مناقشات مع عدد من الدول، للمساهمة في القوة متعددة الجنسيات. وفي الأسبوع الماضي لمح نتنياهو إلى أنه سيعارض بشدة أي دور لقوات الأمن التركية في غزة. وقال أمس (الأحد) إن إسرائيل ستقرر أي قوات أجنبية ستسمح بوجودها في غزة. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال زيارته لإسرائيل بهدف ترسيخ وقف إطلاق النار يوم الجمعة، إن القوة الدولية يجب أن تكون مكونة من «دول ترحب بها إسرائيل». ولم يعلق على مشاركة القوات التركية.

 

كاتس يعلن انتهاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل

تل أبيب/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنه قرر رفع حالة الطوارئ المعلنة في جنوب إسرائيل، لأول مرة منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. هذا «الوضع الخاص» سمح لقيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش بتقييد التجمعات وإغلاق مناطق معينة، وقد تم إعلانه صباح 7 أكتوبر في أنحاء البلاد كافة، لكنه استمر منذ ذلك الحين فقط في الجنوب وفقاً لما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وسوف ينتهي سريان هذا الأمر غداً، ولأول مرة منذ أكثر من عامين لن يكون هناك «وضع خاص» مطبّق في إسرائيل. وقال كاتس في بيان: «لقد قررت اعتماد توصية الجيش الإسرائيلي وإلغاء الوضع الخاص في الجبهة الداخلية، للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر». وأوضح كاتس أن «القرار يعكس الواقع الأمني الجديد في جنوب البلاد، الذي تحقق بفضل الإجراءات الحاسمة والقوية خلال العامين الماضيين التي قامت بها قواتنا الباسلة ضد حركة (حماس) الإرهابية».

 

تقرير: إسرائيل تزرع ألغاماً بمحيط نقطة عسكرية تابعة لها جنوبي سوريا

الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

أفادت قناة سوريا الإخبارية بأن قوات إسرائيلية أقدمت على زرع ألغام في محيط نقطة عسكرية أنشأتها في ريف القنيطرة، في انتهاك يضاف إلى الانتهاكات المتكررة في مناطق الجنوب السوري، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين. وذكرت قناة سوريا الإخبارية، في موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، أن قوات الاحتلال زرعت الألغام المخصصة للأفراد في محيط النقطة العسكرية التي أنشأتها داخل محمية جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي. ويأتي زرع الألغام بعد عمليات توغل متكررة من قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل القرى والأراضي السورية، ولا سيما حملات المداهمة والاعتقالات التي تنفذها في تلك المناطق التي تحتلها. ويشكل زرع الألغام في تلك القرى والأراضي الزراعية من قبل قوات الاحتلال تهديداً مباشراً لحياة المدنيين، ويعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية المتعلقة باستخدام الألغام في المناطق المحمية. ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية للجيش السوري، بهدف تدميرها ومنع إعادة تأهيل بنيتها التحتية، إضافة إلى شن عمليات توغل بري في أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، حيث سيطرت على المنطقة العازلة على الحدود بين سوريا وإسرائيل، ثم انتقلت لتنفيذ مداهمات في المناطق الحدودية تخللتها اعتقالات لأشخاص.

 

ملك الأردن: الدول سترفض «فرض السلام» في غزة بموجب خطة ترمب ... قال إن بلاده ومصر على استعداد لتدريب قوات الأمن الفلسطينية بأعداد كبيرة

عمان/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم (الاثنين)، إن الدول سترفض أن يُطلب منها «فرض» السلام في قطاع غزة بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف إطلاق النار. وأضاف الملك عبد الله، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن بلاده تأمل أن تكون مهمة القوات الدولية في غزة «حفظ السلام» وليس «فرض السلام»، مشيراً إلى أن الأردن لن يرسل قوات إلى غزة؛ لأن الأردن «قريب سياسياً جداً» من التطورات هناك. غير أن عبد الله الثاني أوضح أن الأردن ومصر على استعداد لتدريب قوات الأمن الفلسطينية بأعداد كبيرة، لكن هذا سيستغرق وقتاً. وشدد العاهل الأردني على أن «حفظ السلام» هو أن يتم دعم قوات الشرطة المحلية، «لكن إذا كنا نجوب غزة في دوريات مسلحة، فهذا وضع لا ترغب أي دولة في التورط فيه». وبموجب خطة السلام التي وضعها الرئيس الأميركي، والمكونة من عشرين بنداً، فإن الدول العربية والشركاء الدوليين سيلتزمون بإرسال قوة استقرار «لتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية في غزة، والتشاور مع الأردن ومصر، اللذين يتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال». وستتخلى «حماس» عن سلاحها، وتنهي سيطرتها السياسية على القطاع.

أكثر من نصف سكان الأردن هم من أصل فلسطيني

تقديرياً، أكثر من نصف سكان الأردن هم من أصل فلسطيني، وعلى مدى عقود، استقبلت البلاد 2.3 مليون لاجئ فلسطيني من حروب سابقة مع إسرائيل، وهو العدد الأكبر في المنطقة. وعندما سُئل الملك عبد الله عما إذا كان يثق في قدرة «حماس» على الوفاء بوعدها بالتخلي عن أي دور سياسي في غزة، أجاب: «أنا لا أعرفهم، ولكن أولئك الذين يعملون بشكل وثيق للغاية معهم، أي قطر ومصر، يشعرون بتفاؤل شديد بأنهم سيلتزمون بذلك». وأوضح: «إذا لم نحل هذه المشكلة، وإذا لم نجد مستقبلاً للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلاقة بين العالم العربي والإسلامي وإسرائيل، فنحن محكومون بالفشل».

 

قتيلان وجريحان في قصف بطائرة مسيرة إسرائيلية بقطاع غزة ...إدخال مزيد من الآليات المصرية للبحث عن جثث الرهائن

غزة/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

قُتل فلسطينيان وأُصيب آخران، يوم الاثنين، بعدما استهدفتهم طائرة مُسيّرة إسرائيلية شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة، في خرق جديد لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في حين أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه قرر رفع حالة الطوارئ المعلنة في جنوب إسرائيل لأول مرة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023. وقالت مصادر محلية إن طائرة مسيّرة أطلقت صاروخاً تجاه الفلسطينيين قرب الخط الأصفر في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة اثنَين آخرَين، أحدهما في حالة خطيرة. وذكرت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن أربعة أفراد من عائلة قديح تقدموا إلى منطقة الشحايدة التي تُصنّف على أنها في المنطقة الحمراء، أي خلف الخط الأصفر، وتعرضوا لغارة إسرائيلية، مشيرةً إلى أنه أمكن بصعوبة بالغة نقل جثمان وثلاثة مصابين بجروح متفاوتة، قبل أن يُعلن وفاة آخر متأثراً بجروحه.

وأشارت إلى أن جهات من منظمات أممية هي من أجرت عملية التنسيق لانتشالهم ونقلهم إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس. وأضافت المصادر أن القوات الإسرائيلية أطلقت الصاروخ تجاههم، رغم أنهم كانوا في نقطة بعيدة عن أماكن تمركزها، ولم يشكلوا أي خطر، مشيرة إلى أنهم كانوا يحاولون الوصول إلى ما تبقى من منازلهم لاستخراج بعض أمتعتهم. وتزامن هذا مع استمرار عمليات النسف الإسرائيلية لما تبقى من منازل سكان القطاع في المناطق الواقعة شرق الخط الأصفر، وتحديداً إلى الشرق من محافظتَي خان يونس وغزة، حيث تردد دوي انفجارات قوية أعادت إلى أسماع سكان القطاع أصداء الحرب.

رفع الطوارئ في جنوب إسرائيل

ومع إعلان كاتس رفع حالة الطوارئ في الجنوب، لن يكون هناك -ولأول مرة- «وضع خاص» مطبّق في إسرائيل منذ هجوم السابع من أكتوبر. وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن ذلك «الوضع الخاص» الذي تقرر رفعه سمح لقيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش بتقييد التجمعات وإغلاق مناطق معينة. وقد تم إعلانه صباح السابع من أكتوبر 2023 في كل أنحاء إسرائيل، لكنه استمر بعد ذلك في الجنوب فقط. وقال كاتس في بيان: «لقد قررتُ اعتماد توصية الجيش الإسرائيلي وإلغاء الوضع الخاص في الجبهة الداخلية للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر». وأضاف أن القرار «يعكس الواقع الأمني الجديد في جنوب البلاد، الذي تحقق بفضل الإجراءات الحاسمة والقوية خلال العامَيْن الماضيَيْن». قتلى وسط «وقف النار» وتُكرر القوات الإسرائيلية، في أكثر من منطقة حدودية، إطلاق نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة تجاه المناطق الواقعة إلى الغرب من الخط الأصفر، في حين أطلقت زوارق حربية نيران أسلحتها تجاه صيادين قبالة سواحل وسط قطاع غزة. وتواصل القوات البرية الإسرائيلية، بمشاركة آليات هندسية، عمليات لم يُحدد هدفها في المناطق الواقعة بين المغازي ودير البلح إلى الشرق من وسط القطاع، داخل مناطق مصنفة على أنها خضراء، أي أنها خلف الخط الأصفر. وعن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادياً في حركة «الجهاد الإسلامي» في غزة السبت الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إنه لا يرى فيها انتهاكاً لوقف إطلاق النار، مؤكداً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها «كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار». وأضاف: «لديهم الحق إذا كان هناك تهديد وشيك لإسرائيل. وجميع الوسطاء يوافقون على ذلك». وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» يستند إلى التزامات من الجانبَين، داعياً الحركة الفلسطينية إلى الإسراع في إعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم في الأسر. وارتفع إجمالي عدد الضحايا الذين سقطوا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ إلى 93 قتيلاً و337 مصاباً بجروح متفاوتة، حسب ما أعلنته وزارة الصحة بغزة. ولا تشمل هذه الأعداد ضحايا هجوم يوم الاثنين. وقالت الوزارة إنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 8 قتلى جدد، انتُشلوا من مناطق قُصفت خلال الحرب، فيما وصل 13 مصاباً للمستشفيات خلال آخر 24 ساعة حتى صباح الاثنين. وأضافت أن إجمالي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية ارتفع إلى 68 ألفاً و527 قتيلاً، و170 ألفاً و395 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023. وأشارت إلى انتشال 472 جثماناً من مناطق مختلفة في القطاع منذ وقف إطلاق النار.

جثامين ومقبرة جماعية

وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، قامت وزارة الصحة في غزة بدفن 41 جثماناً سلَّمتها إسرائيل ضمن صفقة تبادل الأسرى التي توصلت إليها مع حركة «حماس» في مقبرة جماعية. وحسب الوزارة، أمكن التعرف إلى جثامين 72 فلسطينياً من أصل 195 سلمتها إسرائيل خلال الأسبوعَيْن الماضيَيْن. وفي العادة، تُنقل الجثامين إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، حيث تُعرض صورها في صالة صغيرة عبر شاشة على أهالي الضحايا، لمحاولة التعرف إلى ذويهم من خلال ما تبقى من وجوههم أو أجسادهم، أو قطع من ملابسهم أو بعض المقتنيات التي كانت بحوزتهم، نظراً إلى عدم قدرة الوزارة على توفير إمكانيات طبية متقدمة مثل فحص «دي إن إيه». تزامن هذا مع سماح إسرائيل بإدخال معدات هندسية جديدة من مصر إلى قطاع غزة، بهدف المشاركة في عملية البحث عن جثث محتجزين إسرائيليين في بعض مناطق القطاع. وسمحت إسرائيل قبل أيام بإدخال أربع آليات هندسية، ثم سمحت، مساء الأحد، بإدخال 12 آلية أخرى. وشُوهدت بعضها، نهار الاثنين، وهي تشارك في عملية البحث عن جثة إسرائيلي يعتقد أنه دُفن شمال غربي خان يونس، فيما شُوهدت أخرى بالقرب من شارع صلاح الدين على بعد نحو 500 متر من الخط الأصفر. وتوجد في أماكن البحث فرق مصرية، وأخرى من حركة «حماس»، تتابع عملية البحث عن الجثث، فيما شُوهدت طائرات مُسيرة إسرائيلية أو أميركية تحلق على انخفاض كبير في سماء مناطق العمليات، لمراقبتها عن قرب فيما يبدو. وتهدد عملية فقدان آثار جثث رهائن إسرائيليين اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث تلوح إسرائيل كثيراً باتخاذ إجراءات عقابية أو القيام بعمليات عسكرية محدودة كما فعلت منذ أكثر من أسبوع، في حين تؤكد «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى أنها تبذل جهوداً كبيرة للتوصل إلى الجثامين في عملية تحتاج إلى معدات هندسية حديثة. وتحاول الولايات المتحدة من جهة أخرى الضغط على الطرفَين للوفاء بالتزاماتهما بموجب الاتفاق. ودعا منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل، يوم الاثنين، إلى تعليق المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار إلى حين تسليم حركة «حماس» جميع الرفات المتبقية لديها. وقال المنتدى، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «(حماس) تعرف بالضبط مكان كل واحد من الأسرى القتلى المحتجزين لديها. لقد مر أسبوعان منذ الموعد النهائي المحدد في الاتفاقية لإعادة جميع الأسرى الـ48، ومع ذلك لا يزال 13 منهم في قبضة الحركة». وأضاف البيان: «تحث العائلات حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والوسطاء على عدم الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاقية حتى تفي (حماس) بجميع التزاماتها وتعيد كل الأسرى إلى إسرائيل».

 

 معاريف:وقف إطلاق النار في غزة يفتح الباب لتصعيد ضدّ حزب الله

المدن/27 تشرين الأول/2025

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريرًا جديدًا قالت فيه إنّ "وقف إطلاق النار في قطاع غزّة يجب أن يُقْلِقَ حزب الله في لبنان"، لأنّ هذا التطوّر غيّر ميزان التركيز العسكري الإسرائيلي. فبعد وقف القتال في غزّة، بات لدى الجيش الإسرائيلي "وقتًا كافيًا وقوّة بشريّة وذخائر وقدرات عمليّاتية" تسمح له بتحويل جهوده نحو الجبهة الشماليّة، وتعزيز الضغط على حزب الله في لبنان. وبحسب "معاريف"، تستفيد المؤسّسة العسكريّة الإسرائيليّة من الهدوء النسبي في غزّة لتكثيف نشاطها على الحدود اللبنانيّة وفي العمق اللبناني، عبر مسارين متوازيَيْن: ضرب البنى التحتيّة العسكريّة لحزب الله، واستهداف كوادره الميدانيّة والقياديّة. وخلال الأسبوعين الأخيرَيْن من تشرين الأوّل/أكتوبر، نفّذ الجيش الإسرائيلي سلسلة ضربات تقول إسرائيل إنّها موجّهة إلى قدرات الحزب، لا إلى أهداف مدنيّة.

استهداف البنى التحتيّة

تقول الرواية الإسرائيليّة إنّ الجيش الإسرائيلي ركّز على حرمان حزب الله من القدرة على ترميم أو تطوير بناه العسكريّة. وفي هذا السياق، سُجِّلت جملة من الضربات المعلَنة:

في 2 تشرين الأوّل/أكتوبر، هاجم الجيش الإسرائيلي آليّة هندسيّة قال إنّ حزب الله كان يستخدمها لإعادة ترميم بنى تحتيّة عسكريّة في منطقة بليدا جنوب لبنان.

في 16 تشرين الأوّل/أكتوبر، أعلن الجيش أنّه قصف بنى تحتيّة تحت الأرض خُزِّنت فيها أسلحة في منطقة البقاع وجنوب لبنان. وفي اليوم نفسه، استُهدِف مقلع حجارة اتُّهِم الحزب باستخدامه لإنتاج الإسمنت بغرض إعادة بناء منشآت وبنى تحتيّة عسكريّة دُمِّرت خلال "حرب السيوف الحديديّة"، ولا سيّما في أثناء "عمليّة سهام الشمال".

كما استُهدِف، في 16 تشرين الأوّل/أكتوبر أيضًا، موقع تابع لمنظّمة "أخضر بلا حدود" التي تتّهمها إسرائيل بأنّها "غطاء مدني لإخفاء وجود حزب الله" على طول الحدود. في 17 تشرين الأوّل/أكتوبر، قالت الفرقة 91 في الجيش الإسرائيلي إنّها دمّرت مبنىً عسكريًّا تابعًا لحزب الله في قرية يارون، وُصِف بأنّه مثّل "تهديدًا للقوّات الإسرائيليّة". في 20 تشرين الأوّل/أكتوبر، تحدّث الجيش عن استهداف بنى تحتيّة في منطقة النبطيّة.

وفي 23 تشرين الأوّل/أكتوبر، أعلن أنّه قصف معسكرًا عسكريًّا وموقعًا لإنتاج الصواريخ الدقيقة في منطقة البقاع وشمال لبنان. وبحسب البيان الإسرائيلي، كان هذا المعسكر يُستَخدَم لتدريب عناصر من حزب الله على تنفيذ عمليّات ضدّ إسرائيل، كما جرى قصف موقع عسكريّ آخر في منطقة شربين في شمال لبنان، ومخزن أسلحة في جنوب لبنان. الهدف المعلن من هذا النمط من الضربات، بحسب "معاريف"، ليس فقط تدمير مواقع قائمة، بل منع حزب الله من إعادة بناء ما دمّرته إسرائيل سابقًا، خصوصًا بعد جولات التصعيد السابقة.

عمليّات التصفية والاغتيال

المسار الثاني الذي يسلّط عليه التقرير الضوء هو تصفية عناصر وقياديّين ميدانيّين في حزب الله، وخصوصًا المرتبطين مباشرة بعمليّات إعادة التأهيل العسكري. وتعتبر المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة أنّ "ضرب الأشخاص المعرّفين كمفاصل لوجستيّة وميدانيّة" يوازي في أهمّيّته ضرب البنية التحتيّة نفسها.

في 12 تشرين الأوّل/أكتوبر، أُعلِن عن مقتل عنصر من حزب الله قيل إنّه كان يعمل على ترميم بنى تحتيّة عسكريّة في جنوب لبنان.

في 17 تشرين الأوّل/أكتوبر، قُتِل عنصر آخر خلال ما وُصِف بأنّه "محاولة لإعادة بناء قدرات الحزب العسكريّة" في خربة سلم.

في 18 تشرين الأوّل/أكتوبر، تحدّثت المصادر الإسرائيليّة عن تصفية عنصر حاول ترميم بنى تحتيّة للحزب في جنوب لبنان.

في 22 تشرين الأوّل/أكتوبر، قُتِل قائد فصيل في وحدة "الرَّضوان"، قيل إنّه كان مسؤولًا عن نقل الأسلحة داخل لبنان.

في 24 تشرين الأوّل/أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي تصفية "مسؤول اللوجستيات في جبهة الجنوب" في حزب الله، وهو الشخص الذي وُصِف بأنّه أشرف على إعادة بناء القدرات العسكريّة للحزب، وعلى إدارة تخزين السلاح في جنوب لبنان.

في 25 تشرين الأوّل/أكتوبر، قُتِل قائد في منظومة مضادّات الدروع في كتيبة تابعة لقوّة "الرَّضوان"، ونُسِب إليه دور في إعادة تأهيل البنية العسكريّة في الجنوب.

وفي 26 تشرين الأوّل/أكتوبر تقريبًا، تحدّثت الرواية الإسرائيليّة عن اغتيال أربعة أشخاص إضافيّين:

زين العابدين حسين فتوني، وُصِف بأنّه "قائد في منظومة مضادّات الدروع"،

محمد أكرم عربية، الذي قُدِّم بصفة "قائد في القوّة الخاصة لوحدة الرَّضوان"،

عبد محمود السيّد، الذي سُمِّي "مسؤول تنسيق ميداني في منطقة الناقورة"،

وعلي حسين الموسوي، الذي قيل إنّه "تاجر أسلحة بارز ساعد في إعادة تسليح الحزب".

يقدَّم هذا النهج على أنّه جزء من خطّة أوسع لشلّ قدرة حزب الله على التعافي الميداني السريع، ومنعه من تثبيت وقائع عسكريّة جديدة قرب الحدود.

التحوّل نحو الجبهة الشماليّة

وفق مصادر في المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة، "باتت الاستخبارات الإسرائيليّة تمتلك رؤية شبه كاملة بشأن نشاط حزب الله"، إلى درجة أنّ الحزب أصبح "شبه شفاف" أمام الرصد. هذه المصادر تقول أيضًا إنّ وقف إطلاق النار في غزّة أتاح لإسرائيل "تحويل مواردها العسكريّة والاستخباريّة إلى الجبهة الشماليّة"، بما يشمل زيادة وتيرة الضربات الجويّة ضدّ أهداف داخل لبنان، وتشديد المراقبة على تطبيق "التفاهمات الأمنيّة مع الحكومة اللبنانيّة".

هذا التحوّل يعني، بحسب القراءة الواردة في التقرير، أنّ الضغط على حزب الله ليس ظرفيًّا ولا تكتيكيًّا فقط، بل يميل إلى أن يكون مستمرًّا وطابعه استنزافي، مستفيدًا من أنّ الجنوب اللبناني بات ساحة مفتوحة نسبيًّا أمام المسيّرات والاستطلاع.

تقدير لوضع حزب الله داخليًّا

إلى جانب العامل العسكري، تقول "معاريف" إنّ حزب الله يواجه ضغوطًا سياسيّة واجتماعيّة متراكمة داخل لبنان. ويَعتبر التقدير الإسرائيلي أنّ الحزب "محشور في الزاوية وظهره إلى الحائط"، للأسباب الآتية:

أوّلًا، تُشير الصحيفة إلى أنّ الحكومة اللبنانيّة، "برعاية أميركيّة"، تعمل على مسار هدفه الحدّ من سلاح الحزب وضبط حضوره العسكري قرب الحدود.

ثانيًا، تُشير إلى أنّ صورة الحزب "تتراجع وسط الرأي العام اللبناني"، ليس فقط بين خصومه، بل "حتى داخل بيئته الشعبيّة وفي داخل الطائفة الشيعيّة نفسها"، بسبب الخوف من انزلاق لبنان إلى مواجهة شاملة جديدة.

ثالثًا، تسوق الصحيفة مؤشّرًا اقتصاديًا ـ اجتماعيًا تعتبره معبّرًا، وهو "الانخفاض الحادّ في أسعار الشقق في ضاحية بيروت الجنوبيّة"، مع تزايد خشية السكان من احتمال تجدّد القصف الإسرائيلي لمناطق تُعتبر معاقل أساسيّة للحزب.

وتضيف الصحيفة عنصرًا ضاغطًا آخر من خارج لبنان: تقول إنّ هناك اتجاهًا في الساحة السوريّة يقيّد حركة الحزب ويعرقل ما تصفه إسرائيل بأنّه "محور الشرّ الإيراني" الممتدّ "من إيران وصولًا إلى لبنان". ويُشار في هذا السياق إلى تضييق من قوى محليّة في سورية، يوصف بأنّه يستهدف الحدّ من هامش تحرّك الحزب.

مخاوف من انفجار واسع

برغم هذا الضغط المركَّب، لا تفترض المؤسّسة الأمنيّة الإسرائيليّة أنّ حزب الله سيتراجع تلقائيًّا. على العكس، يحذّر التقرير من أنّ الحزب "لا يزال قادرًا على خطوة قد تهزّ المنطقة كلّها وتُقَوِّض النظام الذي تحاول الولايات المتحدة بناءه هنا". وتُطرَح ثلاثة سيناريوهات أساسيّة:

الأوّل، شنّ هجوم على "خطّ المواقع" الإسرائيليّة في مزارع شبعا، التي تسميها إسرائيل "جبل دوف"،

الثاني، محاولة السيطرة على بلدات حدوديّة مثل "أفيفيم" أو "يرؤون" أو "حنيتا"، ولو بشكل موضعي لرفع منسوب الضغط السياسي والأمني،

الثالث، تنفيذ إطلاق صواريخ نحو العمق الإسرائيلي "وخصوصًا ضدّ منشآت استراتيجيّة"، بما يضع المنشآت الحيويّة في حالة إنذار دائم.

بهذا المعنى، يخلص تقرير "معاريف" إلى أنّ وقف إطلاق النار في غزّة لم يؤدِّ إلى خفض التوتّر على الحدود اللبنانيّة ـ الإسرائيليّة، بل سمح لإسرائيل بإعادة توجيه مواردها وتركيزها نحو الشمال. ووفق القراءة المطروحة، فإنّ التهدئة في غزّة رفعت المخاطر في لبنان بدل أن تخفّفها، وفتحت الباب أمام مرحلة عنوانها الأساسي "تصعيد محسوب، لكن قابل للاشتعال".

 

 إسرائيل تنهي حالة الطوارئ في الجبهة الداخلية

المدن/27 تشرين الأول/2025

قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وافق على توصية الجيش بعدم تمديد "الوضع الخاص في الجبهة الداخلية بجنوب البلاد"، الذي يمنح السلطات صلاحيات موسعة خلال حالات الطوارئ الأمنية. ويعني قرار كاتس إنهاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل لأول مرة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقال كاتس في بيان اليوم الاثنين: "تعكس هذه الخطوة الواقع الأمني الجديد في الجنوب الذي تحقق بفضل العمليات الحاسمة والقوية التي نفذها مقاتلونا الأبطال ضد تنظيم حماس الإرهابي على مدى العامين الماضيين". وأضاف أن إسرائيل تظل "ملتزمة تماماً بتحقيق جميع أهداف الحرب المحددة، وفي مقدمتها تفكيك القدرات العسكرية لحماس ونزع السلاح من غزة". وشدد كاتس على أن الحكومة ستواصل العمل "بقوة ومسؤولية للحفاظ على أمن المواطنين الإسرائيليين داخل جميع حدودها". وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بدأ سريان مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل.

حكم فلسطيني بديل

وفي سياق آخر، اعتبر تقرير إسرائيلي أن مستقبل خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس "غير واضحة وهشة"، وأنه إذا استمرت سيطرة حماس في مدن قطاع غزة وانتشار الجيش الإسرائيلي عند "الخط الأصفر" داخل القطاع، الذي انسحب إليه، فإن "البديل الأفضل لإسرائيل هو أن تقيم في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي منطقة حكم فلسطيني بديل مع حكومة خبراء مرتبطة بالسلطة الفلسطينية، ومدعومة من جانب دول المنطقة والمجتمع الدولي، لتضع بديلا فكريا – سياسيا – مدنيا لحماس". وحسب التقرير الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، فإن "هذا البديل سيُنشئ حيزاً آمناً تبدأ فيه إعادة إعمار وترميم مؤسساتي واقتصادي، وسلطة حكم مؤقتة وتوفير خدمات مدنية متاحة، وسيدعم إصرار إسرائيل على مصالحها الأمنية وسيشكل نقطة انطلاق أفضل لعمليات عسكرية ضد حماس لاحقاً، بهدف دفع نزع سلاح القطاع، وبإمكان هذا البديل المقترح أن يشكل أمام الجمهور الغزيّ بديلاً لحكم حماس". وأضاف التقرير أنه "في هذا البديل أيضاً، يتعين على إسرائيل أن تلتزم بتمهيد الظروف لإقامة دولة فلسطينية، كي تسمح للسعودية والإمارات أن تأخذان القيادة وبلورة حيز إقليمي جديد من أيدي قطر وتركيا"، علماً أنه يوجد إجماع في إسرائيل، من جانب الحكومة وكذلك من جانب الأحزاب الصهيونية في المعارضة، على رفض فكرة الدولة الفلسطينية. وادعى التقرير أنه "إذا نُفذت خطة ترامب بكاملها، فإنه بالإمكان اعتبارها على أنها إنجاز كبير لإسرائيل وتحقيق لأهداف الحرب التي وضعتها الحكومة، وتضاف إليها فائدة إستراتيجية من خلال توسيع ’اتفاقيات أبراهام’ كأساس لهندسة إقليمية جديدة، التي تشكل إسرائيل ركيزة مركزيه فيها. وفي المقابل، حماس تشير بوضوح إلى أنها لا تعتزم أن تغيب عن الخارطة السياسية، ولا أن تلقي سلاحها ولا أن تجعل القطاع منطقة منزوعة السلاح". وأشار التقرير إلى أنه "على إسرائيل أن تدفع مصالحها بالاستناد إلى مبادئ خطة ترامب، وأن تفصل بشكل واضح بين تطلعات غير واقعية وبين غايات بالإمكان تحقيقها. فخطة ترامب هي إطار مبادئ من أجل دفع هدف إستراتيجي، يتجاوز في جوهره وحجمه قطاع غزة".

 

 عائلات الرهائن تدعو لتعليق خطة غزة حتى استعادة جميع الرفات

المدن/27 تشرين الأول/2025

دعا منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل، اليوم الإثنين، إلى تعليق المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي توسطت فيه الولايات المتحدة إلى حين تسليم حركة "حماس" جميع الرفات المتبقية لديها. وقال المنتدى في بيان: "حماس تعرف بالضبط مكان كل واحد من الرهائن  القتلى المحتجزين لديها. لقد مر أسبوعان منذ الموعد النهائي المحدد في الاتفاقية لإعادة جميع الأسرى الـ48، ومع ذلك لا يزال 13 منهم في قبضة حماس". وجاء في البيان "تحث العائلات حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والوسطاء على عدم الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاقية حتى تفي حماس بجميع التزاماتها وتعيد كل الأسرى إلى إسرائيل". وكانت إسرائيل وحركة حماس أبرمتا في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الحالي اتفاقاً بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد حرب استمرت لعامين. وبموجب الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 رهينة أحياء وسلمت رفات 15 رهينة من بين 28 سبق أن أعلنت إسرائيل مقتلهم. وأكدت الحركة الإسلامية التزامها تسليم جثامين 13 رهينة لا تزال في قطاع غزة هم عشرة إسرائيليين اختطفوا إبان هجوم الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وإسرائيلي مفقود منذ العام 2014، وعامل تايلاندي وآخر تنزاني.

تغيير طبيعة الأرض

وفي بيان للقيادي البارز في الحركة خليل الحية، جاء فيه أن الحركة تواجه "إشكاليات في البحث عن جثامين أسرى الاحتلال، لأن الاحتلال الإسرائيلي غيّر طبيعة أرض غزة، وحتى إن بعض من دفن هذه الجثامين استشهد أو ما عاد يعرف أين دفنهم".وأرسلت مصر في اليومين الماضيين وبموافقة إسرائيل، فرق مع معدات ثقيلة للمساعدة في عملية استعادة الرفات. ولم يُحدد جدول زمني للمرحلة التالية من الاتفاق لكن الإدارة الأميركية تسعى إلى إنشاء قوة أمنية دولية تضم قوات من دول عربية وإسلامية لمراقبة الوضع. وأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها اقامة مركز التنسيق المدني-العسكري لدعم استقرار غزة، كما أوفدت عدداً من كبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار. وسحبت إسرائيل بموجب الهدنة قواتها داخل غزة إلى ما أطلق عليه "الخط الأصفر"، لكنها لا تزال تسيطر على أكثر من نصف مساحة القطاع كما تُشرف على كل قافلة مساعدات أممية تدخل الحدود.

 

 بترايوس: نجاح الشرع من مصلحة واشنطن وجيران سوريا

المدن/27 تشرين الأول/2025

قال القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، وقائد الجيش الأميركي في العراق، ديفيد بترايوس، إن من مصلحة الشعب السوري والولايات المتحدة وجيران سوريا، أن ينجح الرئيس أحمد الشرع في مهمته في توحيد سوريا، وإقامة حكم يمثّل جميع المكونات.

وتحدث بترايوس في مقال بمجلة "ناشيونال انترست"، عن كواليس اللقاء الذي جمعه مع الشرع في قمة "كونكورديا" في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك عن تاريخ الرئيس السوري، واصفاً قصة تحوله من زنزانة السجن في العراق إلى رئاسة سوريا، بأنها قصة تحوّل نادرة في الشرق الأوسط.

أمر غير مسبوق

وقال بترايوس إن رحلة الشرع من شاب متطرف في العراق إلى قيادة دولة ممزقة، ليست أمراً غير محتمل فحسب؛ إنما غير مسبوق، وهو الرجل الذي اعتقلته القوات الأميركية في العراق في العام 2006، بسبب نشاطه مع تنظيم "القاعدة" آنذاك. وأضاف أن القوات الأميركية اعتقلت الشرع أثناء زرعه عبوات ناسفة قرب الموصل، وأمضى في السجن 5 سنوات، وكان قائداً ميدانياً في تنظيم "القاعدة" في العراق، مشيراً إلى أنه كان داخل السجن عندما قاد عملية "الصحوة" بين العامين 2007 و2008، التي أدت لهزيمة "القاعدة" هناك. ولفت إلى أنه لم يكن يعرف الشرع حينها، لكنه كان يعرفه بأنه من النوع "المؤدلج، والخطير تكتيكياً، وتهديد حقيقي لقواتنا"، مضيفاً أن ما تلا إطلاق سراحه في العام 2011 فاق التوقعات؛ إذ إنه عاد إلى سوريا، وسرعان ما برز كقائد في جبهة "النصرة"، فرع "القاعدة"، وأحد الفصائل التي ثارت ضد نظام بشار الأسد الدموي، قبل أن ينفك عن التنظيم في العام 2016، ويؤسس هيئة تحرير الشام في إدلب. وأكد بترايوس أن الشرع لم يكن أحد الأصول الأميركية، عندما كان مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية بين العامين 2011 و2012، كما يروج، مشيراً إلى أن الولايات خالفت توصياته آنذاك، وقدمت دعماً محدوداً للفصائل المعارضة لنظام الأسد.

اللقاء مع الشرع

وتحدث بترايوس عن كواليس اللقاء في قمة " كونكورديا"، قائلاً إن سلوك الشرع لفته إذ كان هادئ اللسان، متزن، متفكر، كما يمتلك رؤية لافتة ومعرفة واسعة بمكونات الاقتصاد السوري وبنيته التحتية، وإنه لم يتحدث كثوري؛ بل كرجل مثقل بالتاريخ وعازم على إعادة صياغته، وفق وصفه. وأضاف إن العبارة التي قالها الشرع على المنصة: "لا يمكننا أن نحكم على الماضي بمعايير الحاضر، ولا أن نحكم على الحاضر بمعايير الماضي"، كانت "مؤثرة ليس فقط للجمهور؛ بل لي أيضاً حتى وأنا أتذكر أن هذا الرجل كان يوماً يقود هجمات القاعدة ضد قواتنا في العراق". وتابع: " الجمهور، الذي ضمّ العديد من الأميركيين السوريين المتحمسين الذين طالما حلموا بإسقاط الأسد، كان معجباً ومتحمساً لكلمات الشرع. وأنا كذلك. في الواقع، كنا جميعاً (معجبين) بما قال إنه يسعى إلى تحقيقه".

بناء الاقتصاد

وقال بترايوس إن الشرع يسعى اليوم إلى توحيد سوريا، البلد الذي تتقاطع فيه خطوط الصدع العرقية والطائفية والقبلية في الشرق الأوسط، كما يحاول إقامة نظام حكم يمثل جميع مكونات سوريا المتنوعة، ويضمن حقوق الأقليات إلى جانب حكم الأغلبية. وكذلك  يعمل على إخضاع القوى المختلفة لسلطة الدولة، وإعادة بناء اقتصاد سوريا المدمر وبنيتها التحتية المتهالكة بسبب الحرب. كما فتح قنوات حوار سرية مع إسرائيل، ودعا إلى إلغاء عقوبات "قانون قيصر" التي أصدرها الكونغرس وفرضها على النظام السابق، لافتاً إلى خطاب الشرع كان وطنياً لا جهادياً، وموقفه براغماتي لا أيديولوجي. وأشار إلى الزمن كفيل بمعرفة ما إذ كان هذا التحول حقيقي، مؤكداً أن من مصلحة الشعب السوري، وجيران سوريا، والولايات المتحدة، أن ينجح الشرع وأن تنجح سوريا. وقال: "فلنأمل أن يكون هذا هو حال أحمد الشرع، سواء استمر تحوّله أو تعثر، فإن المخاطر على سوريا وعلينا جميعاً لا يمكن أن تكون أكبر".

 

 دبلوماسي أميركي يكشف: حذف بند من خطة ترامب تحت ضغط نتنياهو

المدن/27 تشرين الأول/2025

كشف دبلوماسي أميركي سابق، في تصريح خاص لصحيفة "العربي الجديد"، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة، كانت تتضمن بنداً صريحاً يمنع ضم إسرائيل للضفة الغربية، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نجح في إزالته خلال التعديلات الأخيرة قبل الإعلان الرسمي للخطة. وقال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، الذي عمل مع إدارات جمهورية وديمقراطية، إنه اطلع على نصوص أولية للخطة، تضمنت في البند رقم 21 إشارة واضحة إلى أن إسرائيل لن تضم الضفة الغربية. وأضاف أن هذا البند جرى حذفه في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، إثر نقاشات بين ترامب ونتنياهو أثناء زيارة الأخير للبيت الأبيض، قبل إعلان الخطة إعلاناً رسمياً.

تصريحات ترامب العلنية

يأتي هذا الكشف بعد أيام قليلة من مقابلة ترامب مع مجلة " تايم"، التي أكد خلالها أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، محذراً من أن تل أبيب ستخسر الدعم الأميركي إذا أقدمت على هذه الخطوة. وقال: "ضم الضفة لن يحدث، لن يحدث لأني أعطيت وعداً للدول العربية". وبالرغم من هذا الموقف العلني، أوضح الدبلوماسي الأميركي أن الصياغات النهائية للخطة لم تعد تتضمن أي بند ملزم بهذا الشأن، وهو ما أتاح لنتنياهو وحكومته مساحة للمناورة. ومنذ وصول ترامب إلى السلطة، ألغت وزارة الخارجية الأميركية العقوبات التي كانت قد فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن على المستوطنين في الضفة الغربية. وبالرغم من تزايد الاعتداءات من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين بعد توقيع خطة السلام، لم تعمد إدارة ترامب إلى إعادة فرض هذه العقوبات، وهذا ما أثار انتقادات واسعة بشأن ازدواجية السياسة الأميركية. في المقابل، كثفت إسرائيل من إجراءاتها على الأرض، سواء عبر التوسع الاستيطاني أو تشديد الحواجز والقيود على الفلسطينيين في الضفة، في الوقت الذي دعا فيه وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، السبت الماضي، الحكومة إلى تبني مطلب اليمين والمستوطنين بتطبيق ما يسميه "السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية المحتلة.

الضغط على نتنياهو

وفي حديثه لمجلة " تايم"، تباهى ترامب بقدرته على إلزام نتنياهو بوقف الحرب في غزة، قائلاً: "العالم سئم من هجماتنا. وقلت لبيبي: لا يمكنك محاربة العالم... إسرائيل مكان صغير جداً مقارنة بالعالم. كنت أرى ما يحدث، وإسرائيل تفقد شعبيتها على نحوٍ كبير... وعلى أي حال فعل نتنياهو الأمر الصواب". هذا التباهي يتناقض مع ما كشفه الدبلوماسي الأميركي السابق، حول تراجع ترامب في اللحظة الأخيرة عن بند جوهري في خطته، نتيجة ضغوط مباشرة من نتنياهو، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى صلابة المواقف التي يعلنها ترامب مقارنة بما يقرره عملياً على الطاولة.

 

 طرطوس: انفجار عبوة ناسفة بسيارة للشرطة السورية في بانياس

المدن/27 تشرين الأول/2025

انفجرت عبوة ناسفة مزروعة داخل سيارة للأمن السوري، في مدينة بانياس، في ريف محافظة طرطوس على الساحل السوري، وذلك في واحدة من سلسلة استهدافات باتت تستهدف القوات السورية مؤخراً في مواقع متفرقة داخل الأراضي السورية.

الأضرار مادية

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، عن مصدر أمني في طرطوس، قوله إن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة للشرطة في مدينة بانياس، موضحاً أن العبوة كانت ملصقة بالسيارة المركونة بجانب مخفر الشرطة، وأن الأضرار اقتصرت على الماديات. وقالت مصادر متابعة لـ"المدن"، إن الأمن السوري ضرب طوقاً أمنياً عقب الانفجار، وباشر بالتحقيقات لمعرفة حيثيات الحادثة. ويُعتبر الانفجار هو امتداد لسلسة عمليات استهدفت الأمن والجيش السوريين في مواقع متفرقة من الأراضي السورية، عبر استخدام العبوات الناسفة اللاصقة، قبل أن يتم تفجيرها عن بُعد او بشكل ذاتي بعد تشغيل محرك السيارة.

انفجاران في أسبوع

ويأتي الانفجار بعد نحو أسبوع على إصابة عنصر من الأمن الداخلي السوري، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة للأمن في مدينة البوكمال، بريف ديرالزور الشرقي. وقالت مصادر محلية لـ"المدن"، إن عبوة ناسفة لاصقة، انفجرت بسيارة من نوع "بيك آب" تابعة لأمن السوري، في شارع الهجانة بمدينة البوكمال. وأضافت أن طفلاً وعنصراً من الأمن السوري أصيبا جراء الانفجار، مشيرةً إلى أن الحادثة وقعت قرب مقر للأمن الداخلي في شارع الهجانة. سبق ذلك بيومين، انفجار عبوة ناسفة، بحافلة مبيت تابعة للجيش السوري على طريق الميادين- ديرالزور، ما أدى إلى مقتل 4 عناصر من "الفرقة- 66"، وهم من عناصر قسم حراسة المنشآت النفطية التابعة لوزارة النفط.

وقبل أسبوعين، استهدفت عبوة ناسفة سيارة تقل عدداً من عناصر الجيش، قرب قرية الطوب في ريف ديرالزور، ما أدى إلى إصابة عنصرين. كذلك، استهدفت سيارة مفخخة في أيار/مايو الماضي، مخفر شرطة مدينة الميادين في ريف ديرالزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل 3 عناصر وسقوط عدد من الجرحى. وفي تموز/يوليو الماضي، دوّى انفجار في حي المزة فيلات شرقية، في العاصمة السورية دمشق، حيث تقع مقار منظمات أممية وفنادق فاخرة يرتادها دبلوماسيون وزوار أجانب. ووفق وزارة الداخلية السورية، فإن سبب الانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة داخل سيارة قديمة من نوع "أوستن"، مركونة منذ سنوات مقابل فندق "غولدن مزة".

 

القواعد الروسية بسوريا.. من منصات حرب إلى بوابات إعمار؟

المدن/27 تشرين الأول/2025

في أعقاب الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو، تتجه الأنظار إلى مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، لا سيما قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية، اللتين شكّلتا ركيزة أساسية للوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط، منذ تدخل موسكو المباشر في الحرب السورية عام 2015. الزيارة، التي وصفها مراقبون بأنها "حاسمة" و"معقدة"، لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل كانت محاولة من الطرفين لإعادة تعريف العلاقة في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، وسط تساؤلات واسعة حول طبيعة التعاون الجديد، ومدى استعداد دمشق الجديدة لمنح روسيا استمرارية في استخدام أراضيها كمنصّة عسكرية لعمليات خارجية، خصوصاً في ظل تصاعد النشاط العسكري الروسي في إفريقيا ومناطق أخرى.

ما الذي أرادته روسيا من الزيارة؟

وفقاً لمصادر مطلعة على أجواء اللقاء الذي جمع الشرع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الكرملين، فإن روسيا دخلت المحادثات وهي تحمل أجندة واسعة، تشمل ملفات سياسية وأمنية واقتصادية، لكن في قلب هذه الأجندة، برزت قضية القواعد العسكرية كأحد أبرز البنود المطروحة. الشرع، الذي بدا عليه الإرهاق الشديد خلال لقائه مع الجالية السورية في موسكو، أشار بوضوح إلى أن بلاده "تريد تصفير العلاقات مع كل دول العالم، بما فيها روسيا، لبدء مرحلة جديدة من التنمية وإعادة الإعمار". لكنه في الوقت نفسه، أكد أن سوريا "دولة ذات سيادة ولا تبعية لأحد"، ملمّحاً إلى أن أي اتفاق جديد يجب أن يراعي هذا المبدأ.

هل ستبقى القواعد منطلَقاً للطائرات الحربية الروسية؟

هنا، يبرز سؤال جوهري: هل ستسمح القيادة السورية الجديدة لروسيا باستخدام قاعدة حميميم كمنصّة لشنّ غارات جوية على مناطق خارج سوريا، كما فعلت سابقاً في ليبيا أو حتى في أوكرانيا بشكل غير مباشر؟

الإجابة، وفقاً لتصريحات مسؤولين سوريين، تميل إلى النفي، فقد صرّح وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني، في مقابلة تلفزيونية، أن "الاتفاقيات الموقعة بين روسيا والنظام المخلوع معلّقة تماماً، ولن نقبل بها"، مشيراً إلى أن "التعامل مع روسيا كان تدريجياً، ولم تُبرم أي اتفاقيات جديدة". في هذا السياق، يذهب مراقبون إلى أن الخيار الأرجح هو تحويل قاعدتي حميميم وطرطوس، من منصّات عسكرية إلى مراكز لوجستية وإنسانية تُستخدم في دعم جهود إعادة الإعمار. ويُنظر إلى هذا التحوّل كحل وسط يحفظ ماء الوجه للطرفين: فروسيا تحتفظ بوجود رمزي في سوريا، بينما تضمن دمشق عدم استخدام أراضيها كمنصّة لحروب إقليمية أو دولية قد تُعرضها لمخاطر أمنية أو سياسية جديدة.

إدارة مشتركة!

ويُعتقد أن الإدارة المستقبلية لهذه القواعد ستكون "مشتركة"، بحسب ما أشار إليه مسؤول سوري رفيع المستوى، بحيث لا يكون للروس السيطرة الكاملة عليها، بل يقتصر دورهم على التنسيق الفني واللوجستي ضمن إطار مدني. وقال الخبير بالشأن الروسي، الدكتور محمود الحمزة لـ "المدن"، إن "وجود القوات العسكرية الروسية في سوريا يُعدّ من أبرز الملفات، إلى جانب قضية تسليم بشار الأسد، وهذان الملفان يُشكّلان العقدتين الأكبر في العلاقات الروسية السورية حالياً، أما فيما يخص الوجود العسكري الروسي، فهو الآن في حالة شبه مجمدة، لكن الروس بدأوا بنقل نشاطهم إلى مطار القامشلي، الذي يُعتبر قاعدة روسية أيضاً". وأضاف أنه "بالنسبة لقاعدتي حميميم وطرطوس، فقد تسرّبت في الآونة الأخيرة تسريبات حول مصيرهما، بل وصرّح الرئيس الروسي نفسه بأنه من الممكن تحويل هاتين القاعدتين إلى مراكز دعم إنساني، أي أن القاعدتين ستتخلّيان تدريجياً عن طابعهما العسكري، ولن تنطلق منهما طائرات عسكرية إلى دول أخرى، لأن ذلك يُعدّ انتهاكاً لسيادة سوريا، وقد يُستخدم كذريعة لاتهام سوريا بالسماح باستخدام أراضيها ضد جيرانها". وأشار إلى أن هذا التوجّه يُظهر أن سوريا لم تعد تتمسّك بالتحالف الاستراتيجي السابق مع روسيا كما كان في السابق، وهو أمرٌ مستبعد حالياً نظراً لوجود مشاكل كبيرة وملفات عالقة بين الطرفين، منها: مسألة الديون الروسية على سوريا، الاتفاقات الاقتصادية الموقّعة بين البلدين وطبيعة التعاون الأمني والعسكري المستقبلي، ومن المقرّر أن تُناقَش هذه القضايا ضمن لجنة حكومية مشتركة". ورجّح أن "تُعاد هيكلة القواعد"، وقال: "سيتمّ التوصّل إلى اتفاق دقيق جداً بين الطرفين يحدد بوضوح: مهمة هذه القواعد، حدود صلاحياتها، عدد الكوادر العسكرية الروسية المسموح بوجودها وطبيعة الإدارة المشتركة". واعتبر أنه "في حال بقي هناك وجود روسي في القاعدتين، فستكون إدارتهما مشتركة بين الجانبين السوري والروسي".

العقدة الأصعب

لكن القواعد العسكرية ليست وحدها على طاولة النقاش. فقد كشفت مصادر مطلعة أن الشرع طرح خلال لقائه مع بوتين ملف "العدالة الانتقالية" بشكل صريح، متضمناً مسائل تسليم بشار الأسد ورفاقه، واسترداد الأموال المهربة، بل وحتى مطالبة روسيا بالمساءلة عن جرائم ارتكبتها قواتها خلال الحرب، بما في ذلك القصف العشوائي على مناطق مدنية. هذا الملف، رغم أهميته الأخلاقية والسياسية، يصطدم بواقع أن سوريا اليوم دولة "هشّة"، بحسب وصف الشرع نفسه، وتحتاج إلى دعم خارجي عاجل لإعادة بناء ما دُمّر. ومن هنا، تظهر المفارقة: كيف يمكن لمطالبة روسيا بالمساءلة أن تتم في وقت تحتاج فيه دمشق إلى موسكو لدعمها في مجلس الأمن، خصوصاً في مواجهة مشروع قرار أميركي قد يهدّد شرعية الدولة الجديدة؟

الرهان على الشرق

في الخلفية، تبدو زيارة الشرع إلى موسكو جزءاً من استراتيجية أوسع تتبناها القيادة السورية الجديدة، تتمثل في "فتح نوافذ نحو الشرق"، بعد أن أدركت أن الرهان الكامل على الغرب قد لا يُجدي نفعاً، خصوصاً في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، وغياب أي موقف غربي فاعل لوقفه.

وقد عبّر الشرع عن ذلك بوضوح حين قال: "لا يمكننا ترك أبواب مفتوحة تهدّد مستقبلنا"، وهو ما يفسّر أيضاً لماذا تسعى دمشق إلى توازن دقيق بين المطالبة بالعدالة وبين الحفاظ على علاقات عملية مع القوى التي لا تزال تملك نفوذاً على الأرض. ووصف المحلل السياسي الروسي ديمتري بريدجة، زيارة الشرع إلى موسكو، بأنها "كانت محطة مفصلية حملت في طياتها مفاجآت مدروسة، ورسائل دقيقة تعكس التحول الكبير في موازين العلاقة بين دمشق وموسكو". وحول مصير القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس، قال بريدجة لـ"المدن"، إن المعطيات تؤكد أن الرئيس الشرع "لن يُقدم على أي خطوة تمسّ السيادة الوطنية السورية، لكنه في الوقت ذاته يدرك أن بقاء روسيا في سوريا أمر حيوي لأمن واستقرار البلاد". أما عن وظيفة القاعدتين، فالمرحلة المقبلة ستشهد تحولاً في طبيعة مهامهما، إذ يتجه التفكير، بحسب بريدجة، إلى تحويلهما إلى مراكز لوجستية وإنسانية. ورأى أن هذه الخطوة، إن تمّت كما يُخطط لها، ستعني أن موسكو تتحول من قوة تدخل إلى قوة استقرار وتنمية، وهو ما يريده الشرع تماماً، حسب قوله. وحسب ديمتري: "الشرع وفق ما رشح من أوساطه يريد روسيا، ويريدها بقوة، لكنه يريدها شريكاً لا وصياً، ويريد أن تبقى القواعد الروسية في طرطوس وحميميم ولكن في خدمة مشروع سوري شامل".

وحتى اللحظة، لا يوجد اتفاق مُعلن بين دمشق وموسكو حول مستقبل القواعد العسكرية، وكل ما في الأمر أن الطرفين دخلا مرحلة "مفاوضات حساسة"، تتقاطع فيها المبادئ مع المصالح، والماضي مع المستقبل.

وما يُجمع عليه المراقبون هو أن سوريا الجديدة لن تكرّر أخطاء الماضي، ولن تسمح بأن تُستخدم أراضيها كجسر لحروب لا ناقة لها فيها ولا جمل.

 

 التحالف الدولي يسأل سكان شرق سوريا: الحكومة أم قسد؟

إدلب - أحمد العقلة/المدن/27 تشرين الأول/2025

نفذ التحالف الدولي سلسلة زيارات ميدانية إلى ريف الحسكة وصولاً إلى الرقة الغربي، حيث ركز على استطلاع آراء السكان بشكل مباشر حول تفضيلهم بين الحكومة السورية و"قسد". وقال مصدر مطلع لـ"المدن"، إن دورية تابعة لـ"قسد"، رافقت إحدى جولات التحالف، لكن التحالف رفض تكرار ذلك، فأصبح يجري الاستطلاعات لوحده تماماً، دون أي مشاركة من "قسد". وشملت الجولات منطقة الحوس – التي صححت فوراً إلى المنطقة السويدية – إضافة إلى ريف الرقة الغربي. وفي كل مكان، سأل التحالف الأهالي عن رغبتهم في الإدارة المستقبلية، بحسب المعلومات التي نقلها المصدر المطلع. أجمع كل من تم استطلاعه على تفضيل الحكومة السورية بوضوح، وفقاً لما أفاد به المصدر. في السابق، عندما كانت "قسد" ترافق التحالف، كان الخوف يمنع السكان من التعبير عن رأيهم الحقيقي، أما الآن، وبغياب "قسد"، ظهرت الإجابات صريحة ومتسقة، مما يعكس تحولاً واضحاً في الثقة الشعبية تجاه التحالف واستقلالية عمله، كما أوضح المصدر المطلع.

تنسيق بين التحالف والحكومة

بدأت مرافقة التحالف الدولي لوفود حكومية سورية إلى مناطق سيطرة "قسد: في شرق الفرات، كجزء من جهود الوساطة لتنفيذ اتفاق آذار/مارس 2025، الذي ينص على اندماج "قسد" في الجيش السوري/ وضم المناطق تحت سيطرتها إلى الإدارة المركزية قبل نهاية العام. في أيار/مايو 2025، رافق التحالف وفداً حكومياً إلى مخيم الهول في الحسكة، لمناقشة تسليم السجون والمعسكرات، مما مهد لزيارات لاحقة أكثر شمولاً. وفي نيسان/أبريل 2025، زار وفد من وزارة الداخلية السورية، سد تشرين برفقة التحالف لتطبيق بنود الاتفاق، بما في ذلك حماية مشتركة للسدود والحقول النفطية. أما في تشرين الأول/أكتوبر 2025، فقد بلغت الزيارات ذروتها مع وصول وفد برئاسة العقيد محمد عبد الغني، قائد الأمن الداخلي في حلب، إلى مدينة الطبقة غرب الرقة، حيث ناقش الوفد التوترات في حلب وسبل الاندماج السلمي، مع تسليم "قسد" لمعتقلين حكوميين كبادرة حسن نية.

الوساطة بين "قسد" والحكومة

يأتي دور التحالف كوسيط محايد لضمان الأمن وتعزيز الثقة، خصوصاً في ظل التوترات مع تركيا، وفقاً لتصريحات الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع "سي بي إس نيوز"، بأن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى الاعتماد على "قسد" في مكافحة "داعش"، مع التركيز على دمج القوات المحلية في الجهاز السوري.

وشهدت الفترة الأخيرة في 2025 تصعيداً في التعاون العسكري بين الجيش السوري والتحالف الدولي، خصوصاً في عمليات الإنزال والتوغلات المشتركة ضد خلايا "داعش" في شرق سوريا، كجزء من استراتيجية أميركية لإعادة سيطرة الحكومة المركزية على الجغرافيا السورية.

 

وزير الاقتصاد السوري: اقتربنا من رفع معظم العقوبات الدولية

الرياض: آيات نور/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

أكد وزير الاقتصاد والصناعة السوري الدكتور محمد نضال الشعار أن بلاده دخلت مرحلة جديدة من التنمية والانفتاح بعد تجاوز سنوات الحرب، مشيراً إلى أن سوريا اليوم بعد أن اقتربت «من رفع معظم العقوبات الدولية، ستبدأ مرحلة التحول الشامل التي تقوم على فرص استثمارية حقيقية، وإعادة التموضع الإقليمي والانفتاح على العالم بثقة وحزم». وقال الشعار خلال أعمال الطاولة المستديرة السعودية السورية في الرياض، يوم الاثنين، إن «توقيع الاتفاقية الاستثمارية بين سوريا والسعودية يمثل نواة أساسية لتعاون أكبر، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية، ويعزز ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال السورية المتجددة». وتابع، «لا يمكن هنا أن نغفل الدور الأخوي والقيادي للسعودية التي وقفت إلى جانب الشعب السوري والاقتصاد الإقليمي لقد كانت المملكة قيادةً وحكومةً وشعباً صوت الحكمة والبصيرة». مؤكداً أن «سوريا اليوم أرض الفرص، بلد غني بالموارد ومتعدد المناخ، ويتمتع بموقع استراتيجي يجعله جسراً بين الخليج والبحر المتوسط وآسيا وأوروبا».

خطة وطنية للتنمية

وكشف الشعار أن الحكومة السورية وضعت خطة وطنية للتنمية ترتكز على خمس أولويات أساسية، تشمل إعادة الإعمار عبر تطوير المدن الصناعية والمناطق الاقتصادية، وتأهيل شبكات الطرق والسكك الحديدية والمرافق الحيوية لربط المحافظات السورية بدول الجوار والأسواق الإقليمية، إلى جانب تطوير مشروعات الاقتصاد الدائري، وإدارة النفايات لتحقيق الاستدامة البيئية، وتوفير فرص عمل جديدة. كما أشار الشعار إلى التركيز على الصناعات كثيفة العمالة والصناعات الزراعية والغذائية لزيادة القيمة المضافة للمنتجات السورية، إضافة إلى تأهيل القوى العاملة المتضررة من الحرب ودمجها في سوق العمل من خلال برامج تدريب وتقنيات متقدمة.

جذب الاستثمارات

وفي الجانب المالي، لفت الوزير إلى أن دمشق تعمل على جذب الاستثمارات العربية والدولية عبر تشريعات جديدة توفر الحماية القانونية، وتمنح حوافز طويلة الأمد، مؤكداً إطلاق آلية وطنية متكاملة لتمويل المشاريع بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبالتعاون مع مؤسسات مالية عربية وإقليمية ودولية، إلى جانب تطوير أدوات تمويل مبتكرة وشمول مالي يعزز وصول التمويل لجميع فئات المجتمع.

 

الكنيسة الأرثوذكسية تهدي الرئيس السوري نسخة من «العهدة» النبوية...تبادل رسائل في زيارة الشرع إلى المقر البطريركي الأنطاكي للروم الأرثوذكس بدمشق

دمشق: سعاد جروس/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

حملت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى المقر البطريركي الأنطاكي للروم الأرثوذكس في مدينة دمشق القديمة، مساء الأحد، كثيراً من الرسائل والدلالات، لا سيما أنه اطلع خلالها على «العهدة» النبوية المحفوظة في الكنسية المريمية، وتلقى نسخة منها هدية من البطريرك يوحنا العاشر يازجي، في تأكيد على المواثيق الإسلامية في العيش المشترك، وهو ما رد عليه الشرع برسالة للكنيسة جاء فيها: «دمشق لهي أول عيش مشترك عرفته البشرية»، ما عدَّه متابعون إعلان لموقف المسيحيين السوريين النهائي في علاقتهم مع السلطة السورية الجديدة، في وقت تشهد فيه البلاد حملات تحريض طائفي على خلفية الدعوات إلى التقسيم. وخلال زيارته للكنيسة المريمية في دمشق القديمة، أطلع الرئيس الشرع على نسخة أصلية من «العهدة» النبوية المحفوظة في مكتبة الوثائق والمخطوطات النادرة في الكنيسة. وبحسب الروايات التاريخية، فإن هذه «العهدة» كتبها معاوية بن أبي سفيان بإملاء من رسول الله إلى المسيحيين، تتعهد بحماية كنائسهم وحرية ممارسة شعائرهم. ويرى مراقبون أن العودة إلى هذه الوثيقة اليوم «تحمل أهمية خاصة في الوضع السوري القلق، بعد تسلم قيادة جديدة ذات خلفية إسلامية السلطة في سوريا». وفي رد على هدية البطريرك، كتب الرئيس الشرع رسالة تذكارية دوَّنها في سجل زيارات الكنيسة تضمنت الآية القرآنية ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾، إضافة إلى عبارة «دمشق لهي أول عيش مشترك عرفته البشرية، ودوام ذلك عهد وميثاق وواجب، كل الحب»، وفق ما ذكرته «وكالة الأنباء السورية (سانا)».

الباحث السياسي في «مركز دراسات جسور» وائل علوان أكد لـ«الشرق الأوسط» وجود «توجه حقيقي من الحكومة السورية لإعطاء كل أنواع التطمينات لمكونات المجتمع السوري الدينية والإثنية والفكرية الثقافية». وقال إن الدلالات واضحة في العودة إلى «رموز تاريخية تدل على تعايش مشترك وسلام أهلي ضامن لحقوق المكونات جميعاً» على أساس أن «العهدة تمثل نموذجاً لقواعد التعايش المشترك الآمن، والذي يضمن المجتمع فيه حقوق مكوناته، وتضمن السلطة حقوق كل المكونات بعدالة». مصادر أهلية قريبة من الكنيسة قالت إن زيارة الرئيس السوري إلى البطريركية «كانت متوقعة ومنتظرة منذ أكثر من شهرين، إلا أنها تأخرت لأسباب لوجيستية تتعلق بالحفريات وأعمال الإصلاح في الشارع الأثري المؤدي إليها». ولفتت المصادر إلى «الأثر الإيجابي الذي تركته الزيارة في الحي المسيحي»، مشيرة إلى أنه بعد تسلم السلطة الجديدة «انتظرت الكنيسة زيارة من الرئيس أحمد الشرع جرياً على العادات المعمول بها تاريخياً من أيام الدولة العثمانية، وهي قيام الحاكم أو الوالي الجديد لدمشق بزيارة الكنيسة، إلا أن السلطة انتظرت مبادرة البطريرك بزيارة القصر أولاً؛ ما أدى إلى التباس في قراءة المواقف المتبادلة، ظهر بعتب للبطريرك عبَّر عنه بخطابه في أثناء تشييع ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة في يوليو (تموز) الماضي، وقد تمت إزالة الالتباس خلال زيارة مسؤولين في الحكومة والقصر الرئاسي إلى البطريركية، ومن ثم زيارة البطريرك إلى القصر، الشهر الماضي، وفي المقابل، أظهرت السلطة الجديدة حرصاً واضحاً على علاقة جيدة مع الكنائس السورية، لا سيما أنها تبذل جهوداً واضحة على المستوى الدولي لرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا كونها أضرت بالشعب السوري». ولفتت المصادر إلى أن زيارة الرئيس الشرع إلى الكنيسة «تكتسب أيضاً أهمية خاصة كونها تأتي في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط مع اقتراب موعد زيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان، الشهر المقبل». وحول ما جرى طرحه خلال لقاء الرئيس الشرع مع البطريرك يازجي، قالت المصادر إن البطريرك عرض أوضاع المسيحيين في سوريا، وأكد «أنهم جزء من النسيج السوري وهم يطلبون الحماية والأمن من الدولة السورية». وأوضحت المصادر نفسها «أن هذا هو موقف الكنيسة، وقد طرحته في كل اللقاءات السابقة بين مسؤولين سوريين وممثلين عن القصر الرئاسي، مع التأكيد دائماً على أن المسيحيين أصلاء في الأرض، ولا يطلبون امتيازات خاصة، ولا حصة في التمثيل الحكومي، وإنما يطالبون بمشاركة جميع السوريين في عملية البناء الوطني، بما فيه خير للبلاد عموماً». الباحث السياسي عباس شريفة رأى أن زيارة الرئيس السوري إلى المقر البطريركي بدمشق «تأكيد على رعاية الدولة السورية لكل أطياف وطوائف الشعب السوري»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة «جاءت رداً على زيارة البطريرك للقصر الجمهوري ولقائه مع الرئيس الشرع، في تتويج لموقف نهائي وهو وقوف المكون المسيحي مع الدولة السورية». وأشار رداً على سؤال إلى أن «تموضع المسيحيين السوريين كان دائماً مع الدولة السورية، وخلال الشهور الماضية، لم تصدر عنهم أي نزعات أو دعوات انفصالية، وهذا كان محط تقدير من الدولة السورية»... ولم ينف شريفة وجود «بعض الخلافات حول بعض الملفات»، لكنه أكد أن المسيحيين السوريين يقفون مع «سوريا بوصفها وطناً نهائياً لجميع السوريين». وكان ممثلون عن الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية في سوريا قد وجهوا في العاشر من الشهر الحالي، نداءً إنسانياً عاجلاً إلى الكونغرس الأميركي، طالبوا فيه بإلغاء «قانون قيصر» والعقوبات المترتبة عليه «بشكل كامل ودائم»، مؤكدين أن استمرارها «يفاقم معاناة الشعب السوري، ويهدد بقاء الوجود المسيحي التاريخي في البلاد». ووفق المصادر، فإن الكنائس السورية فوضت بطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني، بقيادة جهود رفع العقوبات، «كونها تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تزيد الهجرة القسرية، بما في ذلك، نزيف الطائفة المسيحية التي تعاني الفقر وفقدان مقومات الحياة».

 

انفجار عبوة ناسفة بسيارة للشرطة في مدينة بانياس السورية

دمشق/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

أفادت «الوكالة العربية السورية للأنباء» بوقوع انفجار في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس في غرب سوريا ناتج عن عبوة ناسفة استهدفت سيارة شرطة، الاثنين. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى جراء الانفجار. وأوضح مصدر أمني في محافظة طرطوس في تصريح لـ«وكالة الأنباء السورية» (سانا) أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بسيارة للشرطة مركونة بجانب المخفر، مبيناً أن الأضرار كانت مادية فقط. وأشار المصدر إلى أن الوحدات الأمنية باشرت التحقيقات اللازمة وجمع الأدلة لتحديد هوية الفاعلين وملاحقتهم. ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)، شهدت سوريا عمليات مسلحة وتفجيرات نفذتها مجموعات من النظام السابق في عدة مناطق شمال غربي البلاد، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من بينهم عناصر بإدارة العمليات العسكرية.

 

روسيا: ترمب تراجع عن إطار السلام المتفَق عليه في ألاسكا

موسكو/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتخلي عن المبادئ المتفق عليها في محادثات ألاسكا، وذلك بعدما دعا ترمب إلى نهاية سريعة للقتال في أوكرانيا. وفي مقابلة مع قناة مجرية على موقع «يوتيوب»، نشرتها وزارة الخارجية الروسية مساء الأحد، قال لافروف إن تركيز ترمب الجديد على وقف سريع لإطلاق النار يُمثل «تغييراً جذرياً». وقال لافروف إن ترمب قال في ألاسكا إن الهدف هو اتفاق سلام شامل، وليس الوقف الفوري للقتال. وذكر لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على الموقف الأميركي في ألاسكا بوصفه أساساً لمزيد من المفاوضات، ووصف السلام الدائم وليس هدنة مؤقتة بأنه «أهم» عنصر في هذا الموقف. وألقى لافروف باللوم على الدول الأوروبية وأوكرانيا فيما وصفه بـ«تغيير رأي» ترمب منذ اجتماع أغسطس (آب). وتطالب موسكو باستمرار بألا يتم وقف إطلاق النار إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام شامل، وهو موقف يقول مراقبون غربيون إنه تكتيك يهدف إلى استخدام الضغط العسكري لتعزيز موقف روسيا التفاوضي. وقال الكرملين، في وقت سابق الاثنين، إن العلاقات مع الولايات المتحدة «في أدنى مستوياتها»، مضيفاً أنه حتى الآن لم تُبذل سوى جهود خجولة لاستعادتها.ونقل تلفزيون «آر تي» عن بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله إن موسكو منفتحة على الحوار مع واشنطن، عادّاً أن الاتصالات غير الرسمية مع الولايات المتحدة عنصر مهم في الحوار بعد خطوات واشنطن «غير الودية». وقال الكرملين إن الأوروبيين في «حالة من الهستيريا المعادية لروسيا»، مضيفاً أن ضمان الأمن لروسيا قضية حيوية، خصوصاً في ظل «النزعة العسكرية الأوروبية». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال في وقت سابق، إن على الرئيس الروسي إنهاء الحرب في أوكرانيا بدلاً من اختبار صاروخ يعمل بالطاقة النووية، مضيفاً أن الولايات المتحدة لديها غواصة نووية متمركزة قبالة سواحل روسيا. وأتى كلام ترمب بعد إعلان بوتين نجاح صاروخ يعمل بالطاقة النووية، ويمكنه حمل رأس نووي تقول موسكو إنه قادر على اختراق أي درع دفاعية، وإن روسيا ستتحرك نحو نشر السلاح. إلى ذلك، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، من وزير خارجية كوريا الشمالية تشو سون هي أن يخبر الزعيم كيم جونغ أون بأن «كل شيء يسير وفق الخطة» في العلاقات بين البلدين. جاء ذلك خلال لقاء بوتين مع وزير الخارجية في الكرملين.

 

خاتمي ينتقد «السعي وراء الأوهام»: الشعارات لا تعمّر أوطاناً ...أشار إلى تراجع التنمية في بلاده خلال 20 عاماً

لندن-طهران/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

انتقد الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي «السعي وراء الأوهام»، مؤكداً أن الشعارات الوطنية لا تبني الأوطان، وأن الهتاف بـ«يا إيران» الذي ارتفع عقب الحرب مع إسرائيل في يونيو (حزيران) ليس بديلاً عن الاهتمام العملي بقضايا البلاد. ونقل موقع خاتمي قوله لمجموعة من أنصاره السبت: «لقد ذهبنا وراء أوهام أخرى لم نصل إليها ولم نحقق من خلالها أي تنمية». وقال خاتمي: «في الحرب التي استمرت اثني عشر يوماً، رأيتم كيف تلاشت جميع الخلافات، وحتى الذين كانوا منتقدين للحكومة وقفوا صفاً واحداً في مواجهة العدوان، وأصبح الجميع يتحدث عن إيران. كما أن نظام الجمهورية الإسلامية شجع الجميع على ترديد (يا إيران)». لكنه أضاف: «من المؤكد أن قول (يا إيران) لا يكفي، بل ينبغي أن يرافقه اهتمام عملي وحقيقي بإيران»، وأضاف: «إنني أتحدث عن إسلام يحترم إيران وقد كشف عن قدرات كبيرة فيها، وأتحدث أيضاً عن إيران استفادت من الانفتاح الذي جاء به الإسلام». وتصدرت صورة خاتمي الصفحات الأولى لأغلب الصحف الإصلاحية الصادرة الأحد، في تطور لافت بعد سنوات من فرض الحظر على صورة الرئيس الإصلاحي الأسبق، في أعقاب احتجاجات «الحركة الخضراء»، التي هزت البلاد، بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2009.وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، في أول ظهور له بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً، قد طلب من المنشد الديني الخاص بمكتبه، أن يردد أنشودة «يا إيران» خلال مراسم عاشوراء، وأطلق بذلك حملة تتمحور حول الرموز الفارسية القديمة، في محاولة لإثارة المشاعر القومية. وتحولت عبارة «يا إيران» إلى محور الحملات الإعلامية والدعائية للمؤسسات ووسائل الإعلام الإيرانية في سياق «الحرب النفسية» المتبادلة بين طهران وتل أبيب. وقارن خاتمي بين مسار التنمية في إيران ودول الجوار، وقال: «طالما طُرح سؤال مفاده: هل النفط نعمة أو نقمة؟»، موضحاً أنه «لا تعد تركيا نموذجاً يحتذى به بالضرورة، غير أنها لا تملك قطرة نفط واحدة، ومع ذلك نجحت عبر السياحة والصناعة في التقدم علينا بمسافات واسعة». وأوضح خاتمي: «نحن نملك النفط، وهم لا يملكونه، لكن إيراداتهم السياحية تفوق إجمالي عائداتنا من النفط، علماً بأن لدينا تاريخاً أعرق وإمكانات أفضل لتطوير السياحة»، وقال: «ما نملكه من إرث ثقافي وحضاري يمكن أن يجعلنا في غنى عن الاعتماد على النفط، وأن يحول النفط ذاته إلى قيمة مضافة نحافظ عليها للأجيال المقبلة». كما أشار إلى نمو السياحة في دول الخليج، وقال: «إذا وضعنا جانباً استثمارات دول الخليج في مجالات العلوم والتكنولوجيا، يكفي أن نقارن عائداتنا السياحية بعائداتهم لنعرف حجم الفجوة». وأضاف خاتمي: «إيران انشغلت بأوهام لم تصل إليها، ولم تحقق معها أي تقدم ملموس، فتأخرت عن تنفيذ كل أهداف وثيقة الرؤية التنموية، وتراجعت خلف دول الجوار». وأعرب خاتمي عن اعتقاده أن «التقدّم الوحيد الذي أحرزته البلاد كان في المجال العسكري بفضل القدرات الصاروخية؛ ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة إقليمياً في هذا الجانب، في حين بقيت متدنية في سائر المؤشرات». وتطرق خاتمي إلى تدهور الوضع الاقتصادي بعد 20 عاماً على انتهاء ولايته الثانية التي انتهت مطلع أغسطس (آب) 2005. وقال: «إيران كانت آنذاك، وفقاً لكل المؤشرات الاقتصادية، في مرحلة (الإقلاع) نحو تحقيق أهداف الرؤية العشرينية للتنمية»، مضيفاً أن «جميع الأرقام متوافرة وتشهد على ذلك»، وأن حكومته سلمت البلاد بنمو اقتصادي بلغ 12 في المائة، وبسعر صرف موحد. وتساءل: «مع وجود تلك الأرضية المتينة، لماذا لم نصل إلى أهدافنا وتراجعنا إلى الخلف؟». وواجهت إيران عقوبات فرضتها الأمم المتحدة بين عامَي 2006 و2010، في فترة حكومة محمود أحمدي نجاد، بسبب طموحات طهران النووية. وأعاد مجلس الأمن مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، العقوبات الأممية على إيران، بعدما جرى تجميدها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 لمدة عشر سنوات.

وتخلت طهران تدريجياً عن التزاماتها النووية منذ عام 2019، وذلك رداً على انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق في ولايته الأولى. جاءت تصريحات خاتمي في وقت تعرض حليفه الرئيس الأسبق حسن روحاني لضغوط غير مسبوقة بسبب انتقادات وجهها لكبار المسؤولين الذين عرقلوا حكومته في إبرام صفقة لإحياء الاتفاق النووي، قبل نهاية ولايته الثانية في أغسطس 2021، وكذلك انتقادات جديدة وجهها لنواب البرلمان، الأسبوع الماضي. وانتقد رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، في خطابه الافتتاحي للجلسات الأسبوعية كلاً من روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، على ما وصفه بالإضرار بالعلاقات الاستراتيجية بين طهران وموسكو. وردد النواب شعار «الموت لفريدون»، في إشارة إلى اللقب العائلي الأول لروحاني. وقال النائب المتشدد أمير حسين ثابتي مخاطباً روحاني: «بات اليوم يحطم الأرقام القياسية كأكثر السياسيين مقتاً في إيران، ومع ذلك لا يزال لسانه طويلاً». واتهم روحاني بالتسبب في الاحتجاجات التي هزت إيران بعد رفع مفاجئ لسعر البنزين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وقال: «أنت الذي تقول إن قرارات البرلمان تبتعد عن رأي أغلبية الشعب. لو كنت تريد رضا الشعب، لَما أحدثت فاجعة نوفمبر 2019 بين عشية وضحاها حيث قُتل المئات، وبعدها انخفضت نسبة المشاركة في الانتخابات إلى أقل من 50 في المائة. لو كان الشعب مهماً بالنسبة لك، لاستطلعت رأيه في قضية (سناب باك)». وأضاف النائب: «أتمنى أن تتصدى السلطة القضائية لقضايا إساءة التصرف من قبل حسن روحاني، حتى يعود من يفكر في المناصب الأعلى إلى مكانه الحقيقي خلف قضبان السجن». وكان النائب يشير ضمناً إلى اتهامات يرددها خصوم روحاني بشأن سعيه للوصول إلى منصب المرشد، لخلافة خامنئي إذا ما تعذر ممارسة مهامه في حال وفاته أو تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل إسرائيل. وقبل ذلك بأيام تبادل مسؤولون روس وإيرانيون كبار الزيارات، لبحث مسار اتفاق التعاون الاستراتيجي الموقع بين البلدين في يناير (كانون الثاني) الماضي. ووجّه روحاني وظريف في الأسابيع الأخيرة انتقادات لمواقف روسيا في المفاوضات، وكذلك العقوبات على البرنامج النووي الإيراني. وانتقد روحاني مؤخراً التعويل على الصين وروسيا، مشيراً إلى أنهما لم تعارضا ستة قرارات أممية فرضت عقوبات على إيران. ومن جانبه، اتهم ظريف روسيا بإجبار إيران للدفع لآلية «سناب باك» التي أعيد بموجبها العقوبات على طهران، وذلك بعدما طرح نظيراه الفرنسي والروسي مشروعاً آخر خلال مفاوضات 2015 للتصويت على الاتفاق النووي في مجلس الأمن كل ستة أشهر.

 

أوكرانيا تعزز مواقعها العسكرية مع احتدام المعارك في مدينة بوكروفسك الاستراتيجية

كييف/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

قال الجيش الأوكراني، اليوم الاثنين، إنه عزز مواقعه في مدينة بوكروفسك الاستراتيجية بشرق البلاد بعد تسلل مجموعات منفصلة عن القوات الروسية إلى المدينة المحاصرة. وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية جددت محاولاتها للسيطرة على المركز اللوجيستي الرئيسي، بعد فشل مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تأمين وقف لإطلاق النار. وقالت وحدة الرد السريع السابعة التابعة للقوات الجوية الأوكرانية المحمولة جواً إن المواقع في المدينة تعززت في الأيام الأخيرة مع استمرار القتال في المناطق الحضرية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وأضافت الوحدة في منشور على «فيسبوك»: «لا تحاول (قوات) الاحتلال التي دخلت المدينة ترسيخ وجودها، بل تنوي التقدم شمالاً... وبذلك، يريد العدو تشتيت قواتنا المدافعة وسد ممرات الإمداد اللوجيستي البري». وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، إن روسيا ركزت قوتها الضاربة الرئيسية ضد بوكروفسك. وأضاف: «هناك قتال شرس في المدينة وعلى الطرق المؤدية إليها... الوضع اللوجيستي صعب ولكن يجب أن نواصل تدمير المحتلين».وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن مجموعاتها الهجومية تحاول التقدم بالقرب من محطة القطار في المدينة. تحاول روسيا منذ أشهر احتلال بوكروفسك، وهي جزء رئيسي من الخطوط الدفاعية لكييف، وتعتبرها نقطة حاسمة في مسعاها للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نقد التسويات السياسية ودعوة للمقاومة الحقيقية في لبنان ...التسويات السياسية المرفوضة

ادمون الشدياق/27 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148582/

التسوية وقعت من تحت الطاولة وما في انتخاب لا بستة أو ١٢٨ بل تم الاتفاق بين السياديين ؟؟!! والممانعة والاتفاق بيقضي باستئجار باخرة غنم بتجيب الغنم والخواريف وتصوت بلبنان.

اي واحد بيتسجل تينتخب بهالقانون  بيكون عم بيخون قضيته. وبيكون عم بينخ راسه تحت جزمة الديكتاتور والفاسد نبيه بري. لما قبلنا بهالقانون يلي شرع الانتخاب بستة نواب كنا بدنا نساير ابو طبليه الزمك زبران باسيل واليوم منبرر ومنقول نحنا وقتها تحفظنا.

. تناقض الأقوال والأفعال

لأيمتن بدنا نتخبا ورا اصبعنا القانون يلي قرر الست نواب كان يسمى قانون جورج عدوان وكنا نهلله كانتصار. لأيمتى لح نضل نحكي شي ونعمل بعكسه ومنضل نتذاكى والقاعدة بتمشى بالمبداء وعكسه وحتى ولو عم نبرم ١٨٠ درجة وعطول منتحجج بأننا قبلنا بتحفظ. هيك بدها تضل مقاومتنا قايمة على انصاف الحلول والتذاكي  وتدوير الزوايا وتبويس اللحى والدقون.

. القوات ومبادئ الحقيقة

القوات ولا مرة كانت ترضى الا انه تقول الحقيقة مهما كانت صعبة. ضربات الكم والملعنة وتدوير الزوايا هيدي سياسة ما بترضي امال وتضحيات شهداءنا.

 الانتخاب والتسجيل للانتخابات بظل هيك ظروف هي بيع للقضية وتسويات على ظهرها وانصاف حلول بعمره ما كانت من صفات القوات اللبنانية. بعمرنا ما بسنا ايد ودعينا عليها بالكسر ولا رضينا يلي بياخد امنا يصير عمنا، هيدي مش صفات مقاومتنا واذا بدنا ناخد عشر نواب زيادة على هالاساس بلاهم لأنه لح بيكونوا شرابة خرج بمجلس داعسه نبيه بري بصباطه. وبيتعامل فيه مع اطخن شنب مثل استاذ مدرسة من مدارس المهدي مع خيزرانه وشعار ماده أجرها من الشباك.

. إهانة تضحيات الشهداء

عيب نلخص تضحيات ١٥٠٠٠ شهيد بتسويات من تحت الطاولة بين عدوان وبو صعب وبري بتمثيلية صارت هزلية ونحنا عم نمضي على العميانة. الرطل صار بدو رطل ووقية ونبيه بري لازم يتحجم حاج راكب على ضهر هالجمهورية ونحنا عم نتحاصص معه من تحت الطاولة... عيب بقا.

. نواب بلا تأثير

ما بدنا بقا نواب الغيضا يلي كل عشرة منهم ببيضا بدنا نواب مثل ما كان الشيخ بيار الجميل وكميل شمعون لما كانت كتلهم ما تتجاوز السبع أو ثمان نواب وكانوا يهزو البلد ويقرروا مصيره. اليوم بعشرين نايب وبري بيسحسح للكبير فيهم وبينيمهم برأت المجلس اذا ما كان راضي عليهم.

اكثر من ٦٧ نايب مش قادرين يخلوه يفتح باب المجلس كأنه المجلس ملك بيت بيه اذاَ لشو هالنواب. بيقولوا الحجر محله قنطار واذا هالنواب ما الهم عازه لشو عمالي نجمعهم انه يعني هواية مثل تجميع الطوابع.

. الفساد السياسي والدولة المتهالكة

لازم نوقف ونراجع مواقفنا ونتائج هالمواقف ولوين لح بتوصلنا ولح بتوصل لبنان بهالدولة المهرهرة الفاسدة يلي ما في منها نوا. دولة أنتجت طبقة فاسدة واحزاب عميلة وخاينة ومجلس نواب شرابة خرج ومجلس وزراء مثل الزوج المخدوع اخر من يعلم ورئاسة جمهورية بلا طعم ولا فعالية ولا سلطة تنفيذية. صار رئيس الجمهورية اضرب من ملكة بريطانيا شرابة خرج لا بيهش ولا بينش والمصيبة بعدن كل الموارنة راكضين على الرئاسة وعم بيقتلوا بعضهم على هالكرسي المرت.

. الانقسامات وفقدان الوحدة

عم نتقاتل كاحزاب سيادية على نايب بالناقص ونايب بالزايد بكتلنا وعم نتدابح على مقعد بالمتن ومقعد بكسروان ومقعد بالكورة... الخ وناسيين انه بدون تضامنا وتوحدنا ومقاومتنا بايمان لح نخسر قضيتنا ولبنان. ما حدن منا عم بيحط من رصيده تيضحي للقضية الكل بدو يا ربي نفسي وحزبي ولو كنا بسفينة عم تغرق.

. لبنان المصلوب ودعوة لليقظة

لبنان مصلوب على الصليب ونحنا عم نتخانق مين بدو يورث ثيابه. ايمتى لح نرجع مثل يوحنا الحبيب ونوقف تحت اجرين المصلوب ونواسي امه لما كل تلاميذه هربوا وفكروا بنفسهم ونفسهم بس. بدنا نرجع قوات تغيير وثورة وعنفوان مش قوات نطرة على ضفة النهر وغيمة الصيف يلي لا بتشتي ولا بتفيد زرع. قوات مقاومة وإيمان ما بتمشي بانصاف الحلول وقوانين جورج عدوان، قوات بتاخد موقف مش كل ما دق الكوز بالجرة بتهرب لقدام وبتتحفظ تتحفظ ماء الوج.

. الثورة ضد الفاترين

المسيح قال "هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي". سفر رؤيا يوحنا (3 :16). الرب ما بيقبل انه نكون فاترين ولا إرادة شهداءنا بتتوقع منا هالشي منشان هيك الثورة والعصيان المدني للأخر هي الجواب والتسجيل للانتخابات بهيك نظام عم يقتل لبنان هو تغطية للاحتلال وشرعنة لألو وكل رموزه من أعلى الهرم حتى أصغر مسؤول بوطننا. كل ورقة بتنزل بصندوق اقتراع بالانتخابات القادمة هي رصاصة بقلب لبنان ومسمار بأيد المصلوب يلي اسمه لبنان. 

الخيار بين المقاومة والذمية

اليوم علينا نختار يا منكون يوحنا الحبيب وسمعان القيرواني ونوقف تحت الصليب ومنحملوا مع المصلوب، أو منكون الجندي يلي عم يطعن المصلوب بالحربة ويقدمله اسفنجة الخل. مش لازم نخلي التاريخ يسبقنا ويكتب انه يوم من الايام وقفنا عجنب بمعركة الحرية وكنا فاترين ولو بصفحة واحدة من صفحاته.

 نعم للثورة والتضحية من أجل لبنان

لبنان واقف اليوم على مفترق طرق، مصلوب على صليب الفساد والتسويات. لن نكون من يقدم له إسفنجة الخل أو يطعنه بالحربة، بل لازم نكون كيوحنا الحبيب، عم نقاوم بإيمان وثبات، رافضين أنصاف الحلول والتسويات يلي بتُذل قضيتنا.لازم نرجع إلى جذور القوات اللبنانية الحقيقية، قوات الثورة والتغيير، ونحمل راية المقاومة بصدق وشجاعة، حتى ما يُنكتب بالتاريخ أننا خذلنا لبنان بلحظة الحقيقة. الثورة هي الجواب، والعصيان المدني هو الطريق لإنقاذ وطننا من قبضة الفاسدين. فلازم نكون حارّين  بإيماننا، ونرفض أن نكون فاترين، لأن لبنان بيستحق منا كل التضحية والنضال.

 

الوهم الجماعي المستشري بين أنصار "حزب الله" اللبنانيّين لا يُصدَّق

حسين عبد الحسين/فايسبوك/27 تشرين الأول/2025

1- دخل "حزب الله" في حرب مع إسرائيل لدعم غزة، بهدف تثبيت القوات العسكرية الإسرائيلية في الشمال وإبعادها عن غزة في الجنوب.

2- أصرّت أميركا على وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل. وافقت إسرائيل، لكن "حزب الله" رفض، رابطاً وقف إطلاق النار الخاص به بالتوصل إلى هدنة في غزة.

3- اغتالت إسرائيل قائد "حزب الله" وثلاثين قائداً تسلسلياً بعده، مما مزّق الميليشيا إرباً. عند ذلك، تضرّع "حزب الله" المهزوم طالباً وقف النار. لكن إسرائيل فرضت شروطها: نزع السلاح الكامل ل"حزب الله" في كل أنحاء لبنان. وافق "حزب الله"، ووقّع اتفاق "وقف الأعمال العدائية".

4- أعلن "حزب الله" انتصاره على إسرائيل استناداً إلى:

أ. "الصمود الأسطوري" في وجه "العدوان الإسرائيلي".

ب. إيقاف "حزب الله" تقدم إسرائيل نحو بيروت (هدف إسرائيلي مُتخيَّل).

 ج. فشل إسرائيل في إشعال حرب أهلية في لبنان.

بسبب إصراره الحالي على الانتصار، نكث "حزب الله" بوعوده المتعلّقة بنزع السلاح، وهو يلقي باللوم على الحكومة اللبنانية لالتزامها باتفاق الهدنة الذي وقّعت عليه الميليشيا، ويصف كل من يؤيد نزع السلاح بأنه خائن.

في عالم هذا الوهم الجماعي، يصبح بناء الدولة والتخطيط لمستقبل أفضل أمراً مستحيلاً. إن حزب الله ليس هو سبب الفشل في الثقافة الاجتماعية والسياسية اللبنانية الذي يعوق بناء الدولة، بل هو نتيجة لهذا الفشل.

يتطلب إصلاح لبنان ما هو أكثر بكثير من مجرد صفقات دبلوماسية. إنه يحتاج إلى تغيير جذري في مسار النقاش حول وجوده ومستقبله، الأمر الذي يستلزم بدوره جهداً فكرياً هائلاً. لكن المثقفين اللبنانيين إما هاجروا، أو سخّروا طاقاتهم لمَن يدفع أكثر من القوى الخارجية، ليصبحوا مجرد مروّجين دعائيين.

إنها معضلة مستعصية (Catch 22)، وبصرف النظر عن عدد الفرص التي تمنحها إسرائيل للبنانيين (ثلاث مرات على الأقل في حياتي وحدها — 1983، 2000، 2024)، سيستمر لبنان في الفشل. يا للأسف.

 

 بين لبنان وسوريا.. آلاف الطلاب يخسرون سنواتهم الدراسية

يوسف الحيدر/المدن/28 تشرين الأول/2025

يواجه العديد من الطلاب السوريين العائدين من لبنان تحدياً كبيراً يتمثل في عدم قدرتهم على توثيق أو نقل شهاداتهم الدراسية إلى بلدهم سوريا، ما يجعل تحصيلهم العلمي مهدداً بالبقاء معلقاً، رغم الجهد الذي بذلوه والفائدة التعليمية التي اكتسبوها خلال سنوات دراستهم هناك. لا تزال شهادات الكثير من هؤلاء الطلاب معلّقة، سواء كانوا من الذين درسوا في التعليم النظامي، في مدارس لبنانية رسمية وخاصة، أو من الذين تعلموا في التعليم غير النظامي، في مراكز تديرها جمعيات ومنظمات. شهادات معلقة ومن دون اعتراف رسمي بها من الجانب السوري، وسط غياب حل شامل وواضح من وزارة التربية في دمشق، وغياب أي توضيح لأسباب هذا التعثر الذي ينعكس سلباً على مستقبل الآلاف من الطلبة.

إشكالية طلاب الثانوي

حاولت وزارة التربية السورية منح جميع الطلاب حقهم في متابعة تعليمهم، فأدخلت كل طالب في الصف الذي يوافق عمره في جميع صفوف مرحلة التعليم الأساسي (الحلقة الأولى والثانية)، حتى لو لم يملكوا أي ورقة رسمية، بشرط اجتياز اختبار (سبر) الصف السابق. لكن المشكلة باتت تكمن في طلاب المرحلة الثانوية. فالوزارة لا يمكنها تجاوز القوانين الناظمة التي تنصّ على منع الطالب من دخول المرحلة الثانوية من دون حيازة شهادة معتمدة للتعليم الأساسي (شهادة التاسع). ومنحت الوزارة هؤلاء الطلاب مهلة مُدّدت حتى نهاية العام الدراسي لإحضار وثيقة تثبت حصولهم على تلك الشهادة. لكن الكثير من الطلاب وجدوا صعوبة في إثبات وذلك. فمعظمهم لا يملكون إقامة للعودة إلى لبنان لاستكمال أوراقهم الرسمية، إضافة إلى أن البعض تلقوا تعليماً غير نظامي في جمعيات خيرية أو منظمات. فهل سيضطر هؤلاء الطلاب إلى إعادة مرحلة تعليمية من المفترض أنهم قد اجتازوها؟ أم سيتم التعاون مع الجانب اللبناني لإيجاد حل لهؤلاء الطلاب لمواصلة تعليمهم مع أقرانهم.

حلول عبر التعليم الخاص

حسام سلمان مدير المجمع التربوي في مدينة يبرود بريف دمشق أشار إلى أنّ عدد الطلاب العائدين من لبنان إلى مجمعه حوالي 1500 طالب من مختلف الصفوف أغلبهم تلقوا تعليماً نظامياً. ولفت إلى وجود حالات عدم استكمال أوراق ثبوتية نتيجة عدم الدراية بالمطلوب قبل عودتهم من لبنان. ومنهم من يجد صعوبة في العودة إلى لبنان لاستكمال أوراقه كونه غير حائز على إقامة هناك. عدد من أهالي الطلاب الذين تواصلت معهم "المدن" بينوا أنّهم توجهوا نحو تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة التي يمكن أن تغض الطرف عن وجود أوراق رسمية، وخاصة طلاب الثانوي، ريثما تتضح مآلات هذا الملف. لكن الأستاذ سلمان حذّر من وقوع بعض الطلبة ضحيةً بعض المعاهد الخاصة. فهي تمنحهم أملاً بحل أمورهم لإقناعهم للتسجيل فيها، من خلال تقديم طلبات حرّة للامتحانات الرسمية. لكنهم سيفاجأون عندما يحين موعد تقديم الطلبات برفض وزارة التربية لها، لكونهم لم يستكملوا أوراقهم الثبوتية.

الأمور معقدة في التربية

"المدن" حاولت الحصول على رد رسمي من وزارة التربية، لكنها لم تلق أي جواب، ما يكشف جانباً من التعقيدات في هذا الملف. وتوجهت "المدن" إلى مديرية التربية في محافظة ريف دمشق، التي راجعها العديد من هؤلاء الطلاب، وفق مدير تربيتها فادي نزهت. وبيّن أنّ الحدود المشتركة الكبيرة لريف دمشق مع الجانب اللبناني، ولجوء أهله إلى لبنان في الحرب، وعودتهم بعد سقوط النظام السابق مباشرةً، من أهم أسباب ما يحدث اليوم. وأشار إلى أنّ عدد الطلاب الذين عادوا إلى ريف دمشق بعد التحرير حتى نهاية العام الدراسي الماضي من الصف الأول وحتى التاسع بلغ نحو 15552 طالباً. أما عدد العائدين هذا فتضاعف، لكن لم يجر لهم إحصاء دقيق بعد. وأوضح نزهت أنّ حالات متفرقة راجعت المديرية لعرض مشكلتهم في التسجيل بالتعليم الثانوي، ولأن الحل لا يندرج تحت صلاحيتها، وجّهتهم إلى الوزارة لعرض مشكلتهم، للتواصل مع الجانب اللبناني لإيجاد حل يسمح بالعودة لاستكمال أوراقهم ولا سيما للذين لا يحوزون على إقامة، إضافة إلى حل مشكلة الذين تلقوا تعليماً غير نظامي  لمنحهم أوراق ثبوتية تسهّل استكمال تحصيلهم العلمي، وإيجاد حل لمن لم يتلقوا التعليم تحت إشرافها.

تكاليف باهظة لتحصيل مستندات

دفع خالد القادري، والد الطالب حسن، نحو ألف دولار مصاريف في محاولة الحصول على مصادقات من وزارة التربية اللبنانية. لكنه لم يتمكن من معادلة شهادة الصف التاسع لابنه، الذي لديه مستندات تثبت التسلسل الدراسي في جمعية المقاصد في منطقة المرج. وأكد القادري، الذي كان يسكن في منطقة تعلبايا في البقاع، أنّه سجل ابنه في إحدى مدارس قطنا في ريف دمشق بداية العام الحالي. لكن التسجيل في الصف العاشر مشروط بإحضار المستندات من لبنان. وأرسل أوراقه مرة أخرى إلى أقاربه لأنه لا يستطيع العودة إلى لبنان من دون إقامة. ويأمل في الحصول على تصديق أوراقه أسوةً بأخته التي صدقت شهادة البكالوريا قبل التحرير. لكن بعد التحرير تغير كل شيء والسبب مجهول. وصارت التربية اللبنانية تضع شروطاً تعجيزية، حسب تعبيره.

ليست المرة الأولى

المعلمة رابعة القادري من قطنا، أستاذة اللغة العربية، لجأت إلى لبنان منذ العام 2012 وسكنت في البقاع وعملت في ملف الطلاب السوريين منذ العام 2020. وأكدت أنه سبق لها ونظمت حملة مناصرة عندما منع الطلاب من الحصول على شهاداتهم بسبب عدم حيازتهم إقامة بلبنان. فاضطرت الحكومة اللبنانية تحت الضغط إلى تسليم الشهادات دون الالتفات للإقامات. وأشارت إلى أن الأمر تكرر بعد التحرير، إذ تطلب الوزارة الإقامة من أهالي الطلاب كشرط للحصول على شهادات أبنائهم الدراسية. واعتبرت أن هذا الأمر سيؤدي إلى خسارة العديد من الطلاب سنوات دراسية، ولا سيما طلاب الثانوي، وهذا إجحاف كبير بحقهم.

طلاب المعاهد والجامعات

لم يقتصر الأمر على طلاب المدارس بل وصل إلى طلاب المعاهد والجامعات. وتقول المدرّسة رابعة: "ذهبت ابنة أخي، الطالبة الناجحة في أول سنة من معهد التمريض، لإصدار إقامة إضافية فحصلت على ترحيل، ولم تمنح الإفادة أيضاً". وطالبة أخرى أنهت سنتين في معهد مهني باختصاص التمريض إضافة إلى التدرّج (ستاج) ولم تمنح شهادة التخرج. وعادت الطالبتان إلى معادلة شهادة البكالوريا في وزارة التربية تمهيداً للتسجيل في اختصاص جديد في سوريا. وألقت رابعة المسؤولية على عاتق الجانبين السوري واللبناني لإيجاد حل لهؤلاء الطلاب، مشددة على أن المسؤولية الكبرى تقع على الحكومة السورية، التي يجب أن تنظر في هذا الأمر وتجد له حلاً

 

 لبنان وإدارة الحدود مع إسرائيل: الهدنة والسقوط نحو الفوضى

إيلي الحاج/المدن/28 تشرين الأول/2025

ينظر كثر إلى سوء حظ لبنان بسبب موقعه الجغرافي. منذ نشوء دولة إسرائيل في 1948، قامت مرايا متقابلة بين الوضع على تلك الحدود وبين الداخل اللبناني. لطالما ربط عالِم التاريخ كمال الصليبي في كتاباته عقدَي الهدوء (بتوقيع اتفاقية الهدنة في 1949) و(اتفاقية القاهرة في 1969)، بأوضاع الحدود والتحوّلات السياسية اللبنانية. كان ذلك في ظل صراع اصطف فيه أنصار "القومية العربية" زمن الرئيس المصري جمال عبد الناصر، مقابل أنصار "الوطنية اللبنانيّة"، بفعل تكوين طائفيّ هشّ لدولة "وُلِدت برغبة مسيحية ورضيَ بها المسلمون على مَضض". إلّا أن الصورة انقلبت رأساً على عقب خلال عقود الحروب والسلم التي أعقبتها. وها هو رئيس الحكومة نوّاف سلام في 2025 يقود عمليّاً وحَرفيّاً معركة استعادة الدولة سيادتها ووحدتها على كل أراضيها. أين أصبحت الأحزاب والجماعات التي كانت تطالب في الستينيّات والسبعينيّات بفتح الحدود أمام العمل المسلح؟ وكيف تقلبت الجماعة المسيحية التي أعطت ولاءها وأصواتها في مرحلة ما لزعامة ميشال عون المؤيدة لوارث التنظيمات الفلسطينية "حزب الله"؟ هذا موضوع آخر وطويل.

"الهدنة" (1949): عشرون عاماً من الهدوء الهش

ضمنت اتفاقية الهدنة التي وُقّعت في رأس الناقورة بتاريخ 23 آذار 1949، هدوءاً نسبياً للبنان على حدوده الجنوبية استمرّ ما يُقارب عقدَين، على نقيض أوضاع حدود الأردن ومصر وسوريا. حدثت خروق متقطعة تحمّل تبعاتها ضباط وجنود في الجيش اللبناني ومزارعون ورعاة جنوبيون، بفعل عمليات توغل متبادلة وهجمات بين الجيش الإسرائيلي وجماعات مسلحة من اللاجئين الفلسطينيّين. الجيش اللبناني، الذي لم يُنشأ على أساس خوض مواجهات عسكرية خارجية كبيرة، نجح إلى حد بعيد في حفظ الأمن الداخلي ومواجهة التحديات السياسية. مرّت بسلام حدوديّ جنوباً عهود بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب، قبل أن تنفجر القنبلة الكامنة في وجه الرئيس المسالم شارل حلو في السنتين الأخيرتين من عهده. بفعل هدوء الحدود والوضع الاقتصادي المزدهر نسبياً مدة عشرين عاماً، تحوّل لبنان ملجأً ومستقراً للنشاطات السياسية والإعلامية والاقتصادية العربية. أدّت سياسة الانفتاح واللحاق بركب الحداثة إلى تحويله "جزيرة" مختلفة عن أحوال دول المنطقة التي حكمتها أنظمة عسكرية وقومية. العدد الأكبر من الضحايا والجرحى في تلك الحقبة لم يسقط بفعل خروق الهدنة، بل بسبب التناقضات الداخلية التي كانت تتفاقم تحت السطح. لا بد من المرور بأزمة الهوية والولاء، التي كتب عنها كمال الصليبي وانعكست في أزمة 1958 أو "الفتنة". كانت في الواقع حرباً أهلية مصغّرة ومقدمة لأهوال ما سيحدث لاحقاً. حملت في جوهرها صراعاً داخلياً حول محور الانتماء: هل يكون لبنان جزءاً من الوحدة بين مصر عبد الناصر وسوريا، أو يتبع الغرب؟ كانت الهدنة الظاهرة في الداخل تحمي الهدنة مع إسرائيل، وتخفي في الوقت نفسه انقساماً عميقاً حول الهوية والمصالح، مما جعل لبنان عرضة للانهيار عندما بدأت المنطقة تغلي بعد "حرب النكسة" في 1967، ثم مع بدايات سيطرة التنظيمات الفلسطينية المسلحة على أجزاء واسعة من بيروت وسائر لبنان.

"اتفاقية القاهرة" (1969): سقوط الهدنة وشرعنة العمل الفدائي

يمكن القول إن توقيع "اتفاقية القاهرة" كان إيذاناً فعلياً بتفكيك وسقوط اتفاقية الهدنة اللبنانية-الإسرائيلية. تنصّ اتفاقية الهدنة على وقف الأعمال العسكرية، احترام الحدود الدولية، ومنع أي عمل حربي أو عدائي ينطلق من أراضي أي من الطرفين ضد الآخر، بما في ذلك القوات غير النظامية، مما يتطلب سيادة الدولة اللبنانية الكاملة على أراضيها. منحت الدولة اللبنانية بموجب "اتفاقية القاهرة" الفصائل الفلسطينية المسلحة صفة الشرعية، وسمحت بـ"تسهيل العمل الفدائي" انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، خصوصاً في منطقة العرقوب التي سُمّيت "فتح لاند". كان توقيع قائد الجيش اللبناني إميل البستاني وقائد "منظمة التحرير الفلسطينية" ياسر عرفات، برعاية وضغط من الزعيم المصري جمال عبد الناصر، نقطة تحوّل بارزة في تاريخ لبنان الحديث.  بمجرد توقيعها، على وقع الاشتباكات بين الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية وضغط الشارع المؤيّد لشعار "فتح كل الحدود"، اعتبرت إسرائيل أنها في حِلّ من التزامها "اتفاقية الهدنة". لم يتأخر ردّها العسكري على قواعد "الفدائيّين"، مما أوصل إلى انهيار الهيكل الأمني الذي أقامته هدنة 1949. وبدأت "جلجلة الجنوبيّين" بضربات مهّدت لاندلاع "حروب لبنان" المتنوعة بعد 13 نيسان 1975.

قرارات ومحاولات: من 425 إلى 1701

تلاحقت الحروب والأوضاع القانونية الدولية لإدارة أحوال الحدود بعد سقوط اتفاقية الهدنة.

القرار 425 (1978): صدر عن مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السادس رداً على اجتياح إسرائيلي حتى الليطاني. طالب بالانسحاب الإسرائيلي الفوري والكلّي لتصبح الأراضي في عهدة الجيش اللبناني وحده بمساعدة قوة "اليونيفيل". كانت النتيجة المباشرة فشلاً في التنفيذ الفوري، ولم يتحقق الانسحاب إلا عام 2000.

اتفاق 17 أيار (1983): كان محاولة اتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية التي احتلت مناطق واسعة، لقاء ما يشبه معاهدة سلام لم تُصادق. وظيفته الأساسية كانت إنهاء حالة الحرب ووضع ترتيبات أمنية تضمن عدم القدرة على مهاجمة إسرائيل من أراضي الجنوب. مصير الاتفاق كان فشلاً ذريعاً وأُلغي رسمياً عام 1984 بسبب الرفض الداخلي (لا سيما من حركة "أمل" والحزب التقدمي الاشتراكي)، والضغط الإقليمي من إيران وسوريا ودولياً من الاتحاد السوفياتي، ليبرز بعدها دور "حزب الله" الكبير. القرار 1701 (2006): قرار شامل لمجلس الأمن تحت الفصل السادس، وظيفته الأساسية تحقيق وقف الأعمال العدائية وتثبيت الردع من خلال نشر وحدات الجيش اللبناني واليونيفيل المعززة جنوب الليطاني. كانت نتيجته هدوءاً طويل الأمد (نحو 18 عاماً)، رغم فشله في نزع سلاح ميليشيا "حزب الله". اتفاق ترسيم الحدود البحرية (2022): تفاهم فني غير مباشر مع إسرائيل، قاده "حزب الله" عبر حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بوساطة أميركية تمثلت في المبعوث آموس هوكشتاين. وظيفته كانت تحديد الموارد البحرية وحل نزاع الطاقة. نتيجته الرئيسية نزع فتيل نزاع جيوسياسي-اقتصادي كبير وتأمين حق لبنان في التنقيب عن النفط. اتفاق وقف النار (2024): يمثل آليات تنفيذية للقرار 1701، تم التوصل إليها بعد حرب "إسناد غزة" الواسعة التي استمرت 66 يوماً وفقد فيها "حزب الله" قيادته. وظيفته الأساسية وقف الحرب وإعادة تمركز القوات الإسرائيلية واللبنانية الشرعية على الخط الأزرق تحت رقابة مشددة. نتيجته إعادة تفعيل القرار 1701 مع تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب وتسلم مواقع ومخازن عدة للحزب هناك.

الخلاصة: إدارة نزاع تحت ضغط الأمر الواقع

تُظهر هذه المقارنة أن العلاقة بين لبنان وإسرائيل لم تعرف قط حالة السلام الدائم، بل حالة من "إدارة نزاع" تتأرجح بين ضغط الأمر الواقع العسكري وبين محاولات فصل الملفات التي تخدم المصلحة الاقتصادية للدولة اللبنانية. ويبقى اتفاق 17 أيار لائحاً في الأفق، ما دام الاختلال في موازين القوى بفعل نتيجة "حرب الإسناد" يكبر يوماً بعد يوم، حتى أن إسرائيل اغتالت نحو 365 كادراً وعنصراً في "حزب الله" خلال سنة بعد اتفاق وقف النار الأخير الذي ألحّ عليه "الحزب"، من دون احتساب الشهداء المدنيين، من غير أن تلقى أي رد فعل من "الحزب"، سوى كلمات

 

 مصر تطلُّ من لبنان بعد غزة: تكريس الدور بالأمن والتوازنات

منير الربيع/المدن/28 تشرين الأول/2025

هي مشاهد متقاطعة، بعضها يساهم في تعقيد الصورة، وبعضها الآخر يساهم في تكوينها أو إيضاحها. لكنها ببساطة تشكل طبيعة مركّبة ومعقدة لسياقات العلاقات بين القوى الإقليمية والدولية وتقاطعاتها أو خصوماتها أو تنافسها المشهود في الشرق الأوسط. في المشهد تجدد مصر دورها في المنطقة، متقدمة هذه المرة باتجاه لبنان. تستفيد القاهرة مما تحقق في اتفاق غزة، ودورها هناك، وصولاً إلى نتائج ومقررات قمة شرم الشيخ. في هذا السياق، تأتي زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى بيروت، والتي سيلتقي فيها الرؤساء وعدداً من المسؤولين، وهو الذي كان الأسبوع الفائت في إسرائيل والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 مقترح يراعي التوازن

للزيارة المصرية أكثر من بُعد. أولاً، هي تنطلق من تجربة ما تحقق في غزة. ثانياً، لدى مصر مقاربة تستند إلى منطق يكون مقبولاً من الجميع، ولا تقوم على مبدأ الكسر، بمعنى أن هناك قراءة مصرية واضحة حول تغير كل الظروف على مستوى المنطقة، وطرح ملف سلاح حزب الله على الطاولة، ولكن ليس بدافع القوة أو الكسر أو الانقسام، بل انطلاقاً من مسعى إقليمي دولي يمكن أن يحقق النتائج المطلوبة كما حصل في غزة. ثالثاً، هناك فكرة تقديم مقترح جديد قد يكون مشابهاً لمقترح غزة، ويختلف عن الورقة التي قدمها سابقاً الموفد الأميركي توم باراك، على أن تتضمن الورقة الجديدة جدولاً للانسحاب الإسرائيلي من لبنان موزعة على خطوط أو نقاط، بمعنى وضع جدول تدريجي للانسحاب في مقابل وضع جدول تدريجي لعمية حصر السلاح.

الاستقرار والحل المقبول

هذا المسعى، ينطلق من سعي مصري إلى الحفاظ على الاستقرار والتوازن في المنطقة، وتجنب الاختلال في موازين القوى، لأنه سيُنتج صدامات ومواجهات تؤدي إلى ضرب الاستقرار ككل. وفي هذا السياق، فإن الزيارة المصرية ستشير إلى اهتمام القاهرة بالملف اللبناني من جهة، إلى جانب السعي لتعزيز دور مصر على مستوى المنطقة، بما يوفر فرصة للدولة اللبنانية كي تصل إلى معالجة ملف السلاح وكل الملفات العالقة. وذلك لا ينفصل عن كمِّ التهديدات والتسريبات التي تصدر نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أو عن ديبلوماسيين يعملون على توجيه رسائل مباشرة تحذر من شن عملية عسكرية إسرائيلية واسعة ضد الحزب وسيتضرر منها لبنان ككل. وهذه الرسائل والتحذيرات هي جزء أساسي من الطرح الذي سيتم تقديمه على قاعدة وجوب تجنّب التصعيد والتوصل إلى حلّ مقبول.

إسرائيل تنسحب.. والحزب يتحول سياسياً

يعني ذلك أن الحلّ المطروح سيكون مشابهاً لطرح الحل في غزة، فلا يقوم على التهجير ولا على استكمال الحرب بل بالبحث عن حلول سياسية، تبدأ بضمان انسحاب إسرائيل، ووقف الضربات والاعتداءات. وذلك لا ينفصل عن مواقف دولية كثيرة تشير إلى ضرورة أن يتحول حزب الله إلى حزب سياسي ويتخلى عن العمل العسكري. وهو أيضاً ما تسعى إليه دول عديدة مع حركة حماس التي لا تزال حتى الآن تتمسك بخيار المقاومة في انتظار ولادة الدولة الفلسطينية. وتكثر الدعوات الخارجية إلى حزب الله كي يحصر عمله بالشق السياسي، ويحل الجناح العسكري ويتخلى عن السلاح، بينما الحزب يتحدث عن الاستعداد لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية ودمج قوته بالجيش اللبناني والأجهزة الرسمية.

مفاوضة الحزب.. كما حماس

والفكرة التي ينطلق منها هذا الطرح، هو الاستناد إلى التعاطي الواقعي مع حركة حماس في غزة، فهي التي كانت مصنفة إرهابية، وشُنت عليها حرب برعاية دولية لإنهائها، عاد مسؤولوها والتقوا بممثلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفُتحت مفاوضات مباشرة معهم. كما أن البحث عن اليوم التالي في غزة يحصل من خلال التفاوض مع حماس التي ستكون مشاركة من خلال اللجنة المدنية التي يتم العمل على تشكيلها. الطرح نفسه يتم عرضه على حزب الله أيضاً.

مقاربة تلائم لبنان الرسمي

مصر إحدى الدول المشاركة في المجموعة الخماسية المعنية بلبنان، وهي تقوم بمسعاها إنطلاقاً من موقعها هذا وانطلاقاً من قدرتها على التواصل مع مختلف القوى داخل لبنان وخارجه. لكن ذلك أيضاً لا ينفصل عن تكوين الصورة الأوسع في المنطقة، على مستوى الدور والتأثير ومناطق النفوذ. فالمقاربة المصرية قد تلائم قوى عديدة في لبنان ولا سيما الموقف الرسمي اللبناني الذي يتعرض لضغوط كثيرة من جهات خارجية وداخلية، حول ضرورة الإسراع في عملية سحب السلاح، ولو أدى ذلك إلى بعض التشنج أو المواجهة مع حزب الله.

طبيعة العلاقة بين مصر وسوريا

الموقف المصري يشكل ارتياحاً لدى لبنان الرسمي، وهو لا ينفصل عن زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون لمصر، من ضمن زياراته لدول الجوار، التي شملت العراق، الأردن، وقبرص، فيما لا تزال سوريا غائبة عن جدول الزيارات الرسمية للرئيس. ذلك أيضاً يأتي في ظل وجود الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية للمشاركة في منتدى الاستثمار، فيما يغيب عنه لبنان ومصر، كما أن لبنان وسوريا غابا عن مؤتمر شرم الشيخ، ولذلك تفسيران: الأول هو أن مصر لم تكن متحمسة لمشاركة سوريا، ولذلك لم يكن من الممكن توجيه دعوة إلى لبنان من دون سوريا. والثاني هو أن سوريا لم تُدعَ لأن مصر لم ترد توجيه الدعوة إليها، أما لبنان فلم يُدع لأنه لا يلتزم بالشروط الدولية ضمن مسار عمل "سريع" لتطبيق حصرية السلاح.

 من الترسيم مع قبرص إلى "فجر الجرود"

ضمن المشهد القابل للتشكل أيضاً، عودة دور مصر على المستوى السياسي في المنطقة، إلى جانب دورها الأساسي على مستوى الغاز، أو في مدار البحث عن تعزيز خطوط التجارة لديها. وهو ما يعيد إلى الأذهان مرحلة "تحالف دول شرق المتوسط" عندما كان هناك مسعى لإنشاء خط أنابيب من المتوسط باتجاه اوروبا، وهو ما تقاطعت عليه مصر مع قبرص، اليونان، الأردن وإسرائيل. وكان هذا التحالف يتعارض مع سعي تركيا إلى اعتماد الخط التركي باتجاه بلغاريا. وفي هذا السياق، لبنان هو إحدى أبرز الدول التي تنتظر التنقيب عن الغاز في المتوسط، وقد أقر الأسبوع الفائت اتفاقية الترسيم مع قبرص، من دون التفاهم مع تركيا، وقبل إنجاز الترسيم مع سوريا. وللمفارقة، أنه بالتزامن مع إقرار الترسيم، وفي انتظار زيارة وفد سوري موسع إلى بيروت للبحث في ملف الحدود، أقر لبنان طابعاً جديداً تحت اسم "فجر الجرود" بما قد يتم تحميله من معان ربطاً بالمعارك التي خاضها الجيش اللبناني ضد فصائل المعارضة السورية، ومن ضمنها جبهة النصرة حينذاك. 

خطوط الغاز والتجارة: الحجاز وقناة السويس

مصر صاحبة دور أساسي في قطاع غزة، وتركيا سعت إلى تكريس نفسها كصاحبة دور أساسي، لكنه مرفوض إسرائيلياً. ويكرر المسؤولون الإسرائيليون مواقفهم الداعية إلى رفض أي دور أو وجود لتركيا في غزة. بينما أنقرة تؤكد أن دورها ووجودها يرتبطان بالتفاهم مع مصر والولايات المتحدة الأميركية. التنافس التركي الإسرائيلي قائم في سوريا أيضاً، بينما تجد أنقرة نفسها أمام علاقة محكومة بالتفاهم مع السعودية في سوريا، وصولاً إلى طرح خط الحجاز الذي فتح خطوط التجارة بينها وبين الخليج، ومن الخليج في اتجاه أوروبا عبرها من خلال الأراضي السورية. وهذا الخط سيكون بديلاً من اعتماد خط البحر الأحمر، وسيؤثر بشكل أو بآخر على مصر وقناة السويس. وأمام كل هذه الخطوط المعقدة والمركبة، فإن لبنان ينتظر أي فرصة دولية لمساعدته على الخروج من الأزمات ولتفادي التصعيد الداخلي أو الخارجي، علماً أن الولايات المتحدة الأميركية هي صاحبة القرار في من سيكون صاحب الدور، على الرغم من التنافس بين جهات إقليمية عديدة لتستبق نيل الموافقة الأميركية على الدور.

 

لبنان... حرب دائرة وتلكؤ قائم

سام منسى/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

العنوان الأبرز في لبنان اليوم هو: متى تتجدَّد الحرب الإسرائيلية الشاملة على «حزب الله»، وما طبيعتها وحجمها؟ يعزز هذا المناخ سيل التصريحات الإسرائيلية، وما يصدر أو يُسرَّب من الحزب عن استعادة قوته وجهوزيته للحرب، حتى باتت أوساطه القريبة تتحدَّث عن تنظيم سري جديد يختلف عن كل ما سبق وعُرف عنه. إلى ذلك، واستكمالاً للمواقف الأميركية من لبنان، جاءت تصريحات المبعوث الأميركي لدى سوريا ولبنان، توم براك، لتصب الزيت على النار، محذراً من أن فشل لبنان في نزع سلاح «حزب الله» قد يدفع إسرائيل إلى تحرك عسكري أحادي، بعواقب ستكون «خطيرة للغاية».

أما لبنان الرسمي الذي تعبر عنه مواقف السلطة المتباينة، فيبدو أنه في عالم آخر. يسأل المواطن إلى مَن يتوجه الخطاب الرسمي بشأن خطر الحرب مع إسرائيل؟ إلى واشنطن أم تل أبيب أم إلى العرب والعالم الإسلامي؟ أم أنه مجرد خطاب للاستهلاك الداخلي؟

يصعب فعلاً فهم مواقف السلطة، وكأنها غائبة عما تحقق في قمة شرم الشيخ من انخراط غير مسبوق لدول تمثل أكثر من مليار ونصف المليار من العرب والمسلمين، إلى جانب أميركا وأوروبا، في مسار يهدف إلى إنهاء النزاع العسكري العربي - الإسرائيلي وإرساء سلام دائم في المنطقة، يجمع العرب، كل العرب، ومعظم المسلمين. إنه مسار طويل وصعب، لكنه يؤشر إلى بداية عصر جديد نتج عن تحولات جذرية شهدها الإقليم خلال العامين الماضيين. ويبدو أن السلطة اللبنانية لم تستوعب بعد دلالات ما تحقق في جارته (سوريا)، ولا معنى نزع سلاح «حماس» في غزة وإنهاء دورها السياسي في فلسطين، ولا حجم الخسائر التي مُني بها «حزب الله» في لبنان وسوريا، من اغتيال قادته من الصف الأول إلى الثالث وربما أكثر، إلى تدمير ترسانته ومناطق بيئته. كما لم تفقه أبعد من معنى الحرب الأميركية - الإسرائيلية على إيران واستباحة مجالها الجوي وضرب منشآتها النووية.

كيف يمكن للسلطة أن تقنع اللبنانيين والعرب والعالم بأنها هضمت ما يجري، وهي تصر على تكرار الأخطاء ذاتها، متمسكة بالمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، ومسوقة لهذا الخيار، وكأنه إنجاز نوعي أو خطوة جريئة؟ والأدهى أنها تتصرف وكأن الحزب قد انتصر في الحرب، ويملي شروطه، فيما اتفاق وقف العمليات القتالية الموقَّع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 يمنح إسرائيل حق مراقبة الأراضي اللبنانية بالمسيّرات ليلاً ونهاراً، وهي تواصل القصف والاغتيالات اليومية منذ أكثر من تسعة أشهر، مع استمرار احتلالها أراضيَ لبنانية.

ماذا تريد السلطة اللبنانية أو بالحري ماذا تنتظر؟ هل تتوقع أن الحل سيأتيها من الخارج لتكتفي بدور المتلقي وتتنصل من المسؤولية؟ وأي خارج هذا؟ فالتدخل الأميركي أو الأوروبي غير متاح ولا مرجَّح، وأقصى ما يمكن توقعه مبادرات شبيهة بما اعتدنا عليه. أما العرب، فقد يئسوا من لبنان واللبنانيين ورفعوه من سلم أولوياتهم. يبقى الخارج الوحيد الممكن هو إسرائيل، وحربها تمثل الشر المطلق، وأسوأ ما قد يصيب لبنان، إذ إنها تعقد الأمور بدل حلها، وتنذر بتهجير الجنوبيين إلى شمال نهر الليطاني، وربما أبعد، بما يفتح الباب أمام أزمات ونزاعات داخلية أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية.

المرجح أن السلطة تفضل استمرار «الستاتيكو» وبقاء الحال على ما هو عليه، مكتفية بصريح العبارة بإدارة الأزمة لا حلها، باعتبار ذلك، في رأيها، أهون الشرور. وفي هذا المناخ، تكرس حال المراوحة واقعاً يسمح للبعض ممن أصابهم العمى السياسي، بالانشغال بالهموم الداخلية على حساب التحولات الإقليمية: من الانتخابات العامة إلى محاولات القوى المحلية تعزيز مواقعها وشعبيتها طائفياً ومناطقياً وحزبياً.

الثنائي الشيعي، حركة أمل و«حزب الله»، يسعى إلى تثبيت نفوذه في البرلمان وداخل بيئته الشعبية، فيما تتنافس الأحزاب المسيحية إلى زيادة عدد نوابها وزعامة الطائفة، وبعضها الآخر تدور هواجسه حول استعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية وإحياء شعار «الرئيس القوي»، في تكرار ممجوج لتجارب سابقة فاشلة وخطيرة وتعطيلية. أما السنَّة، فحالهم، كما وصفها أحدهم: «زعماء يبحثون عن شارع، وشارع يبحث عن زعيم». خارج هذا السياق يصعب فهم تلكؤ السلطة في تبني مواقف من خارج الصندوق تلاقي ما أجمع عليه العرب والمسلمون من ضرورة الخروج من حال الحرب بدل الاختباء وراء التعابير الملطفة، ليطالب بـ«هدنة دائمة» تعلن الخروج من النزاع مع إسرائيل لا «طويلة الأمد» والفرق بينهما جوهري. موقف كهذا يبدأ سياسياً ليترجم أمنياً لاحقاً. فهل يدرك أحد في هذه السلطة أثر موقف جريء كهذا يمكن أن يتخذه الحكم أو الحكومة أو رئيسها لدى الأميركيين والأوروبيين، خصوصاً لدى الدول العربية الساعية لمساعدة لبنان، ليبنى لاحقاً على الشيء مقتضاه؟ هل هناك من يتجرأ ويقدم؟ التجارب عودت اللبناني على الخيبات والعيش، كما في عنوان كتاب المؤرخ الراحل كمال الصليبي: «بيت بمنازل كثيرة: الكيان اللبناني بين التصور والواقع».

 

القوى الثلاث بعد خروج إيران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

أحدثت حربُ السَّنتين التي أدارها نتنياهو تغيراتٍ مهمةً على الصَّعيد الجيوسياسي وتوازناتِ القوى في منطقة الشرق الأوسط. تبنَّت إسرائيلُ بعد هجمات أكتوبر 2023 سياسةً مختلفة، من الاشتباكِ مع وكلاءِ إيرانَ إلى سياسة القضاء عليهم. تتوازنُ في المنطقة ثلاثُ قوى إقليميةٍ لكلٍّ منهَا نفوذُها ومجالُها الأمني.

إسرائيل في طورِ التَّحول إلى لاعبٍ إقليميّ متخليةً عن سياستِها القديمة التي تكتفِي بالدفاع عن أمنها، وهي قوةٌ عسكريةٌ متفوقة أكثر من كونِها دبلوماسيةً وسياسية في الوقت الراهن. الكاسبُ الثاني تركيا. وهذا حدثَ نتيجةً لخروج إيران، التي قامت إسرائيلُ بتدمير معظم أصولِها وأضعفت نفوذَها في المنطقة. الفراغ الناشئ من تراجع إيرانَ يجذب قوى طامحةً، وهنا تنشط تركيا من بوابةِ سوريا. فهي تتمتَّع إقليمياً اليومَ بأهميةٍ لم تشهد مثلَها منذ قرن، عندما خسرت نفوذَها في بلادِ الشَّام والمنطقةِ منذ الحرب العالمية الأولى. الرئيسُ الأميركي ترمب كرَّر قولَه إنَّ تركيا عادت للمنطقة، وهي بالفعل عادت، لكن بصيغةٍ مختلفة بصفتها لاعباً إقليميّاً مشاركاً، حيث تتميَّز بأنَّها قوةٌ اقتصادية وعسكرية. إسرائيل وُلدت من جديد منافساً إقليميّاً بعد حروبِها الثلاث في لبنانَ وغزةَ وإيران. ولم تنتهِ بعد، حيث لم يتم توصُّلُ البلدين، إيران وإسرائيل، إلى تفاهماتٍ تنهي النزاعَ الطويل ممَّا يعزّز احتماليةَ عودة الاشتباكِ من جديد. علينا أن نرى إسرائيلَ بوجهٍ مختلف عمَّا كنَّا نعرفها عليه قبل السَّابع من أكتوبر. هي اليومَ لاعبٌ رئيسي. وقد عبَّر عن ذلك رئيسُ حكومتها نتنياهو بأنَّ هناك شرقَ أوسطَ جديداً. ففي دراسةٍ لمعهد أبحاثِ السياسة الخارجية FPRI قال إنَّه نتيجةَ مبادرة إسرائيل، أي حروبها الأخيرة، وبدعمٍ من واشنطن، يتشكَّلُ نظامٌ إقليميٌّ ثلاثيُ الرَّكائز، إسرائيل وتركيا والخليج (السعودية). وهي نتيجةٌ طبيعيةٌ لهزيمة محورِ إيرانَ وما خلَّفه من فراغٍ بعد سقوط الأسد وانكماشِ وكلاءِ إيرانَ في لبنانَ وغزةَ والعراق. والعراق هو الآخرُ تطالبه الولاياتُ المتحدة بتجريد ميليشيات إيرانَ العراقيةِ من سلاحها. لا يتبقَّى سوى ميليشيا الحوثي الموالية لإيران، التي ربَّما أصبحت أيامُها معدودة، حيث تستعدُّ القوى اليمنيةُ المحلية لافتراسِها نتيجة الضَّرباتِ الإسرائيلية التي أفقدتها جزءاً كبيراً من مواردها الماليةِ وقدراتها العسكرية. تختلف مراكزُ القوى الإقليمية الثلاث عن القوة «السابقة» (إيران)، بأنَّه ليس لها آيديولوجياتٌ تسعى لنشرِها، ولا تدعمها قوى دوليةٌ متنافسة، كمَا كانَ في زمن الحرب الباردة، يمكن أن تدفعَها للصدام. لتركيا مصالحُ واضحةٌ في مجالها الأمني، شمال العراق وسوريا ومصالح استثماريّة في الخليج. في حين تعيدُ إسرائيلُ رسمَ خريطة مجالها الأمنيّ الحدودية وقد بدأت في سوريا. دعوى إسرائيلَ الكبرى أو التلمودية ليست مشروعاً سياسياً حقيقياً، إلَّا في إطار أنَّها ستستمر في استكمالِ ابتلاع ثم ضمّ الضَّفة الغربية وغزة، وهذه لا تزال مهمةً صعبة. من المبكرِ التَّعرف على طموحات إسرائيلَ وهي منشغلة بإنهاءِ ما تعهَّدت به بعد هجماتِ السابع من أكتوبر. أتوقَّع أن تلتفتَ لاحقاً للانخراط في لعبة التَّحالفات الإقليمية بعد أن كانت قطباً منعزلاً. وإسرائيل لن تنجحَ في سياسةٍ جديدة إنِ استمرّت ترفض الاندماجَ الإقليمي، الذي يشترط أن تقبلَ بقيام كيانٍ فلسطيني كما سبقَ وأعلنتِ الرياضُ في مفاوضاتها مع واشنطن. يمكنُها التَّقوقعُ في داخل حدودها كما كانت تفعلُ لسبعينَ عاماً، لكنْ إن اختارت أن تنشطَ باعتبارها لاعباً إقليمياً لن تجدَ مفراً من استيعاب الفلسطينيين ضمن مشروعٍ سياسي. أيضاً، حتى مع انتصاراتها الساحقةِ واعتراف كلّ دولِ المنطقة بها تعرف إسرائيلُ أنَّ ذلك لن يجلبَ لها الأمنَ والاستقرار على المدى الطويل، بل لا بدَّ من حلّ سياسي للفلسطينيين. هذه مسألةٌ أثبتتها الأحداثُ وعلى مرّ العقود. عسكرياً، ستستمرُّ إسرائيلُ مهمةً للولايات المتحدة ككلبِ حراسةٍ لمصالحها وسياساتها. وما قدَّمته واشنطن من دعم بصورٍ مختلفة لإسرائيل، ويقدّرُ بسبعةٍ وعشرين مليار دولار في سنتي الحرب، رغمَ ضخامتِه ليس كبيراً عند مقارنته بما كلَّفه غزوُ العراق وحربه. الولايات المتحدة تقول إنَّه بلغَ تريليون دولار. واشنطن تجدُ في إسرائيلَ قوةً تستحقُّ كلَّ دولار دفعته عليها. فقد حطَّمت إيران و«حزب الله» و«حماس» والأسد والحوثي، وكلّها جماعات مسلحة معادية لواشنطن ومحورها. إنَّما ترجمةُ هذه الانتصارات إلى عملٍ سياسي ليس سهلاً من دون معالجةٍ للقضايا العالقة.

 

نهايات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

روت الراحلة العزيزة، جيزيل خوري، أنها ذهبت لإجراء مقابلة مصورة مع صاحبة أشهر اسم في الرقص الشرقي بعد تقاعدها، فوجدت تحية كاريوكا تعيش في غرفة بسيطة من منزل بسيط لعائلة بسيطة. انتهت الممثلة الكبيرة أمينة رزق إلى حالة مشابهة من الأسى والعوز. وكثيرون وكثيرات من ذوي الأسماء البراقة التي لمعت طويلاً في سماء الشهرة. ليس ما هو أضنى وأقسى من الفقر. والأكثر قسوة هي التي تأتي بعد حياة رغيدة. أحياناً أو غالباً ما يكون الضحية هو المسؤول. لم يعرف كيف يدبر أموره، ولم يصدق أن الدهر غدار، وأنه «يوم لك ويوم عليك». وأحياناً تحاصره أنواء الأقدار مهما قاوم وسعى.

في هذه الحالات المحزنة يأتي دور الفرسان في المجتمعات. دور الذين يملكون في إعانة الذين لا يملكون، كما صنفهم همنغواي. لكن حتى هؤلاء تقل نخوتهم عندما تقل قدرتهم في الأزمات الشمولية والجفاف العام. لا نستطيع أن نصرف عن تفكيرنا ضحايا هذه النهايات المروعة. وأول ما تفعله الحروب في الناس أنها تغني القلة وتفقر الأكثر. أعلن صندوق النقد الدولي أن 50 في المائة من اللبنانيين يعيشون تحت مستوى 8 دولارات في اليوم... أي لا يعيشون. هذه معاناة شديدة في بلد بلا دخل وأزمات بلا مخارج. تصور كيف يكون عليه الحال في سوريا، أو غزة، أو دنيا المخيمات المنتشرة في العالم العربي منذ النكبة. لكن الإنسان يفكر تلقائياً في الذين يعرفهم. وما المشاهير الذين أتعبوا سوى حالات رمزية للبؤس العام. ثمة آلام كبرى كثيرة من حولنا. ويلنا إذا عرفنا بها ونحن نعجز عن المساهمة في درئها، وويلنا إذا لم نعرف، مستسلمين إلى وباء الضمائر الميتة، مقلدين في ذلك أفظاظ السياسة وتكلس الأفئدة.

يقول صديق إن نجمة من أهل «الماضي الجميل» اتصلت به من دون مناسبة. وبدا من صوتها أن العمر نشر التعب في حنجرتها. تحدثت طويلاً عن أشياء لا أهمية لها. وكان هو يستمع وينتظر أن تبوح بما تريد. لكن كبرياءها لم تسمح لها بذلك. وعندما انتهت المكالمة شعر كأن جبلاً من الذنوب أُلقي عليه. فاتصل هو بها هذه المرة: نسيت أن أطلب منك عنوانك!

 

بوتين وأعراس ترمب

غسان شربل/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/2025

منذ وقتٍ غير قليلٍ تتشابه الشَّاشاتُ في مكتبه الواسع. كأنَّها تعيد المسلسلَ نفسَه. يصعبُ تصديقُ الأمر. كأنَّ هوليوود لم تنجبْ إلا نجماً واحداً ووحيداً. البطل عينه يتكرَّر. ربطةُ عنقٍ حمراءُ مستفزةٌ تخلي المكانَ أحياناً للون الأزرق. قبضةٌ لا تتعب. يستقبلُ ويودع. يهدّد ويطمئن. يلوّح بالعقوبات ثم يبرم الصَّفقات. إذا شاركَ في حدث تحوَّل الحدث. وإذا غاب عن قمةٍ خفض من بريقها. مفردات المبالغة إن رضيَ وإن غضب. ينتقده الصحافيون لكنَّهم يلحقون به أنَّى ذهب. يصطادون سقطاتِه لكنَّه سرعان ما يقدّمها في صورة انتصارات ويسخر منهم. إنَّه أبرع منهم. في فرض الأخبار العاجلة. وليّ عنق المناسبات. واقتناصَ الصورة. وصوغِ العناوين. والترويج. والتسويق. ورسالتُه صريحة. أنا الرَّجل الأقوى في البلاد الأقوى في العالم. لا يقلقه الإغلاقُ الحكومي. ولا تربكه عناوينُ الصحف الكبرى التي كانت تؤرق أسلافه أو تدفعهم إلى الانسحاب والنسيان. الكراهيات تضاعف وقود اندفاعه. ينقسم العالمُ حوله كما لم ينقسمْ حول أحدٍ. هذه متعة الزعامةِ وهذا سرُّ لمعانِها. رجلٌ واحد على شاشات كثيرة. شيء ما يتململ في داخله. هل هي الغيرة تتسلَّل إلى أيامه؟ ينتفض كم جرح لمجرد التساؤل. لا يحقُّ للقيصر أن يشعر بالغيرة. يكفيه أنَّه القيصر. سيد البيت الأبيض موظفٌ عابر. القيصرُ حاكمٌ مقيم. الدستور سيفٌ على عنق الرئيس الأميركي. يلجمه ويعاقبه ويرسم حدوداً لولايته. روسيا العظيمة لا تستعذب الإقامةَ في ظلّ الرجال العابرين. القيصر ليس موظفاً في جمهورية الدستور. الدستور نادلٌ في مكتب القيصر. ابتهج ذاتَ يوم بعودة دونالد ترمب إلى المكتب البيضاوي. توقع أن يغسل الرَّجل يديه من بلاد زيلينسكي وأن يدفعَ الأخير إلى التوقيع على وثيقة استسلام. كانَ يأمل أن يتذوّق ذهبَ الانتصار الكاسح. وأن يقنعَ الروس أنَّ المغامرة الأوكرانية كانت تستحق كلَّ هذه الدماء وكل هذه الدموع. اكتشف أنَّ هذا الرجلَ الفوضوي أصعبُ وأخطر مما اعتقد. يحدد له مواعيدَ وإن لم يسارع إلى تلبيتها يلوّح بسيف العقوبات كمن يحاول استدعاءه مرغماً. لن يذهب.

لا يستطيع أن يغفرَ للغرب جريمتَه الكبرى. ذبح الاتحادَ السوفياتي من الوريدِ إلى الوريد. ومن دون رصاصةٍ أو سكين. قتله بجاذبيةِ النموذج. فكَّكه واستولَى على الكثير من أملاكه. نادتِ الرُّوحُ الروسية رجلاً وكان الرجلَ. رمَّم الاتحاد الروسي واستعدَّ لطي صفحة استضعاف بلاد لينين تمهيداً لاستعادة بعض المفقودات. أطلقَ الحرب في أوكرانيا لتأديب الشقيقةِ الخائنةِ واستنزاف الغرب. لا يكفي أن تذهب إلى الحرب. الأهم هو أن ترجع باكراً منها وأن ترجع منتصراً. ما أصعبَ هذه الرحلة! أوروبا الهرمة لا تبخل على زيلينسكي بالمليارات ومفتاح الحلّ في يد الرَّجل الأميركي الصاخب.

قبل وقت قصير جاءَ ترمب إلى شرم الشيخ ولحقت به الأضواء. وحدَه كان قادراً على إرغام بنيامين نتنياهو على وقف حرب الإبادة التي يشنُّها في غزة. أمسك ترمب بكل الخيوط. أعلن عرساً وبدا كمن يعيد رسمَ ملامح الشرق الأوسط. كان زمنُ ما بعد «طوفان السنوار» صعباً على روسيا. لم تكن قادرة على إنقاذ مواقع إيران في سوريا. لم تكن قادرةً أيضاً على إنقاذ بشارِ الأسد الذي كانت تدخلت قبل عقدٍ مع إيران وأنقذته. أقصى ما فعلته هو منحُ الأسد اللجوءَ الإنساني في أراضيها. دخل أحمد الشرع قصرَ الرئاسة وجلسَ على كرسي الأسدين. سدَّد رجب طيب إردوغان طعنةً نجلاء إلى الطوق الذي ضربته إيرانُ حول قسم من المنطقة. جاءنا الشرعُ المنهمك بحفظِ وحدة بلاده وإعادةِ إعمارها. يريد إقامةَ شبه توازن لكنَّه يعرف تماماً أنَّ المفتاح الحاسم بيد ترمب. ليس سراً أنَّ موقع سوريا الجديدة لا يشبه أبداً موقع سوريا السابقة.

الشَّاشات شديدة التشابه. كلما دُعي إلى مناسبة سرق ترمب الأضواء وحوّلها عرساً. محطات جولته الآسيوية مهمة ومثيرة. ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية وموعده الكبير مع شي جينبينغ. قبل وصوله دفع لعبته إلى أقصاها. الإغراءات والعقوبات. موازنة النفوذ الاقتصادي والمبادرات السياسية. أسلوب «الصفقات المتقاطعة» الذي يربط الملفات التجارية بالأمنية والسياسية. يريد إثبات أنَّ أميركا لا تزال القوة المحورية في آسيا رغم التحولات المتسارعة. وهذا يعني مصير الكوريتين وصديقه الشائك كيم جونغ أون. ويعني مستقبلَ تايوان وحلم إمبراطور الصين الحالي باستعادتها لتسجيل هدف تاريخي في شباك ماو تسي تونغ.

في السبعينات لا يبقى أمام اللاعب الكبير غير أن يتحسَّس موقعه المقبل في التاريخ. هل قيّدتِ الحربُ في أوكرانيا قدرتَه على المناورة والتحرك؟ هل ينهال زعيمٌ روسي مقبل على إرثه كما انهال خروشوف ذات يوم على جثة ستالين؟ في بداية القرن كان النَّجمَ الواعد واللامع. احتفلت به العواصم وتكرَّرت صورته على الشاشات. وها هو الربع الأول من القرن ينتهي بسلسلة من الأعراس الأميركية. تايلند وكمبوديا توقعان اتفاقاً لوقف النَّار تحت أعين ترمب. وضع سيد البيت الأبيض هجماته الاقتصادية والسياسية المتلاحقة تحت راية صانع السلام. جاء بوتين لاستعادة عظمة روسيا التي أذلها الغرب وخانها ركاب القطار السوفياتي. وها هو ترمب يستعيد عظمة أميركا ومصالحها بأعراس سريعة. يتحسَّس سيد الكرملين ترسانته النووية فيما يتحسَّس سيد البيت الأبيض جائزة نوبل للسلام.

 

حرب غزّة كشفت إسرائيل أيضا!

خيرالله خيرالله/العرب/27 تشرين الأول/2025

للمرة الأولى منذ سنوات يظهر سعي أميركي لضبط نتانياهو عبر وقف النار في غزّة والتمهيد لمشروع سلام إقليمي وسط دعم دولي متزايد لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

كشفت حرب غزّة حقيقة إيران وتوابعها في “محور المقاومة” بدءا بـ”حزب الله” في لبنان والنظام العلوي في سوريا، وهو نظام سقط بمجرّد رفع الغطاء الإسرائيلي عنه. لكنّها كشفت أيضا إسرائيل على الرغم من كلّ ما ألحقته من هزائم بخصومها في الحروب التي خاضتها منذ السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر 2023، يوم شنّت “حماس” هجوم “طوفان الأقصى” مستهدفة مستوطنات في غلاف غزّة.

أظهرت إسرائيل أنّها تعاني من حال مرضية تجعلها عاجزة عن التقدم بأي مشروع سياسي قابل للحياة. بموجب مثل هذا المشروع تكون إسرائيل دولة من دول المنطقة بدل أن تكون دولة معزولة على صعيدي الشرق الأوسط والعالم. صحيح أنّ إسرائيل تستطيع تدمير غزّة والعمل على تهديد الضفّة الغربيّة فضلا عن توسيع احتلالها للجولان، لكن الصحيح أيضا أن الدولة العبرية لا تقدر إيجاد ترجمة لقوتها على أرض الواقع. هذا ما يفسّر التجاذبات التي نشهدها بين حكومة بنيامين نتانياهو من جهة وإدارة دونالد ترامب من جهة أخرى. لا يمكن تضخيم حجم هذه التجاوزات، لكنّه لا يمكن في الوقت ذاته تجاهلها على الرغم من أنّ معظم المحيطين بالرئيس الأميركي من المنحازين للدولة العبريّة وقد دفعوا دائما في اتجاه دعم السياسات المتطرفة لنتنياهو.

حرب غزّة كشفت هشاشة "محور المقاومة" من إيران إلى حزب الله وسوريا كما عرّت إسرائيل التي رغم قوتها العسكرية عجزت عن تقديم مشروع سياسي قابل للحياة في المنطقة

للمرّة الأولى، منذ سنوات عدّة، يمكن الكلام عن سعي أميركي لضبط “بيبي” بغية تثبيت وقف النار في غزّة من جهة والتمهيد لطرح مشروع سلام أميركي يشمل المنطقة كلّها من جهة أخرى. يستند هذا المشروع إلى النقاط العشرين التي طرحها ترامب في زيارته الأخيرة للمنطقة حيث ألقى خطابين الأوّل في الكنيست والآخر في شرم الشيخ.

 يمكن الكلام عن تفهّم أميركي، لا أكثر، لأهمّية مراعاة الجانب العربي الذي يدعو إلى قيام دولة فلسطينية، وهو موقف بات يحظى بتأييد أكثرية دولية تتجاوز حدود الـ155 دولة. أكثر من ذلك، لم تخف دول عربيّة نافذة مثل المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدة امتعاضها من محاولات في الكنيست الإسرائيلية لإقرار قانون ضمّ للضفة الغربية. جرى تمرير مشروع القانون في قراءة أولى بأكثرية ضئيلة في الكنيست. سعت الحكومة الإسرائيلية إلى النأي بالنفس عن مشروع القانون المتعلّق بضمّ الضفة. لكنّ ذلك لم يمنع نائب الرئيس الأميركي جي. دي. فانس الذي كان في إسرائيل من اعتبار ذلك تحديا له واصفا تصرفات نواب إسرائيليين ينتمون إلى اليمين بأنّها “سخيفة”.بات السؤال الآن إلى أي حدّ يمكن ذهاب إدارة ترامب في ضبط رئيس الحكومة الإسرائيليّة الذي حقّق من دون شكّ انتصارات باهرة على خصومه الإقليميين، بمن في ذلك “الجمهوريّة الإسلاميّة” التي هاجمها مباشرة. لكنّ اللافت أن الرئيس الأميركي لا يتوقف عن تذكيره بأن الولايات المتّحدة من أوقف المشروع النووي الإيراني بشنّها لغارات على أربعة مواقع إيرانيّة تعتبر جزءا من المشروع. فعل ترامب ذلك في خطابه أمام الكنيست وراح يردّد مقولة أن بلاده، وليس إسرائيل، من دمّر المشروع الإيراني في المنطقة بما سمح بالتوصّل إلى وقف للنار في غزّة.

الرئيس الأميركي يتفادى مواجهة مباشرة مع نتانياهو ويسعى إلى إقناعه بأن مستقبله السياسي مرتبط بالانتقال من الحرب إلى السياسة

سبق لرؤساء أميركيين أن عملوا على تدجين إسرائيل. كان دوايت إيزنهاور أوّل هؤلاء. أجبر إسرائيل على الانسحاب من سيناء في العام 1956 التي احتلتها بعد مشاركتها مع بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر. كان إيزنهاور حازما. لم يكن الرئيس جورج بوش الأب، الذي كان إلى جانبه وزير خارجيته جيمس بايكر ومستشاره لشؤون الأمن القومي برنت سكوكرفت، أقلّ حزما عندما منع إسرائيل من المشاركة الردّ على العراق في مرحلة ما بعد اجتياح صدّام حسين للكويت صيف العام 1990.

أراد صدّام استفزاز إسرائيل للتغطية على الجريمة التي ارتكبها في حق الكويت وأهلها. لكنّ إدارة بوش الأب منعت حكومة إسرائيل من الردّ كي يبقى الأمر محصورا بالكويت وتحريرها من صدّام. في مرحلة لاحقة أجبرت إدارة بوش الأب حكومة اسحق شامير على قبول استقبال طواقم أميركيّة وصواريخ “باتريوت” في مواجهة أي صواريخ يمكن أن تطلق من العراق في اتجاه الدولة العبريّة… ثم ضغطت ما فيه الكفاية كي تشارك إسرائيل في مؤتمر مدريد للسلام الذي انعقد في العاصمة الإسبانية أواخر تشرين الأوّل – أكتوبر 1991 على أساس القرار 242 الذي يلحظ مبدأ الأرض في مقابل السلام.

ينجح ترامب في تدجين حكومة نتانياهو أم لا؟ لا يمكن الاستخفاف بالفريق الذي يعمل مع الرئيس الأميركي، وهو فريق يمتلك أفراده مصالح متشعبة في المنطقة، خصوصا في دول الخليج العربي. الأمر يتجاوز إسرائيل وغياب المشروع السياسي لدى الحكومة الإسرائيليّة الحاليّة.

في اعتراضه على ضمّ الدولة العبريّة للضفّة الغربيّة، يمتلك الرئيس الأميركي ورقة قويّة جدا في تعاطيه مع حكومة إسرائيليّة مستعدّة لمتابعة حرب غزّة. تبحث الحكومة الإسرائيلية في مرحلة لاحقة عن حرب في لبنان تبرّرها التصرفات غير المسؤولة لـ”حزب الله” ومن خلفه إيران. تشير التصريحات الأخيرة لترامب إلى أن لا قدرة لدى الدولة العبريّة في الذهاب إلى أي حرب من دون السلاح الأميركي. من دون هذا السلاح لا مجال لأي حرب جديدة تشنّ على إيران التي لم تقتنع بعد بخسارتها كلّ الحروب التي افتعلتها على هامش حرب غزّة عبر أدواتها الإقليميّة.

في لعبة التجاذبات مع حكومة نتانياهو، قدمت إدارة ترامب مشروعا سياسيا انطلاقا من وقف النار في غزّة. الأكيد أن الرئيس الأميركي يتفادى مواجهة مباشرة مع نتانياهو ويسعى إلى إقناعه بأن مستقبله السياسي مرتبط بالانتقال من الحرب إلى السياسة. يسعى إلى ذلك على الرغم من أن “بيبي” لا يزال يتصرّف من منطلق أنّه يستطيع أن يفعل ما يشاء في واشنطن!

 

حركة دبلوماسية محمومة تسابق التصعيد: خطة مصرية لنزع السلاح!

منير الربيع/المدن/28 تشرين الأول/2025

يستعد لبنان لأسبوع حافل ديبلوماسياً، بالتزامن مع انعقاد اجتماع جديد للجنة مراقبة وقف إطلاق النار- "الميكانيزم"، برئاسة رئيسها الجديد الجنرال جوزيف كليرفيد، وحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. كذلك فإن لبنان على موعد مع زيارة أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومدير المخابرات المصرية حسن رشاد، في ظل معلومات تتحدث عن زيارة جديدة سيجريها المبعوث الأميركي توم باراك إلى بيروت، على أن تكون الزيارة الأخيرة، طالما أن السفير الاميركي الجديد في بيروت ميشال عيسى سيصل إلى لبنان قبل 10 تشرين الثاني، وسيكون هو المسؤول عن الملف اللبناني بالكامل.

كل الزيارات هدفها حث الدولة اللبنانية على تكثيف تحركاتها، من أجل سحب سلاح حزب الله وحصره بيدها، واستكمال انتشار الجيش اللبناني في الجنوب.

تأتي أورتاغوس إلى بيروت قادمة من إسرائيل، بعد عقدها لقاءات مع المسؤولين هناك للبحث في كيفية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وسط معلومات لبنانية تؤكد أن الاتصالات مع الأميركيين تتركز على ضرورة وقف الضربات الإسرائيلية وخفض التصعيد، طالما أن لبنان يلتزم بمسار سحب السلاح، وإعطاء لبنان الفرصة والمجال لتطبيق ذلك، مع تشديد المسؤولين اللبنانيين على أن مواصلة التصعيد الإسرائيلي يعيق عملية حصر السلاح، ويعرقل مسار انتشار الجيش. ولذلك، يحاول لبنان مع الولايات المتحدة الأميركية العمل على وضع مسار واضح لتراجع الضربات الإسرائيلية، وصولاً إلى وقفها، في مقابل أن يكثف الجيش اللبناني من تحركاته لحصر السلاح. خصوصاً، أن المصادر المتابعة تؤكد أن الجيش يحقق المزيد من التقدم في مهمته، وهو يعمل بصمت ويكتشف مواقع الحزب، ويعمل على احتواء السلاح. إذ أنه حتى ولو لم يتم تفجير هذه المواقع أو تفكيكها وسحب السلاح منها، يتم العمل على إغلاق مداخل ومخارج هذه المواقع ومنع استخدام السلاح أو تحريكه. تركت اللقاءات التي عقدها رئيس لجنة الميكانيزم مع المسؤولين اللبنانيين ارتياحاً لديهم. إذ اعتبروا -وفق ما تشير مصادر قريبة من الرؤساء- أن موقفه يتضمن تفهماً للمسار الذي يعمل عليه لبنان لتحقيق مبدأ حصرية السلاح، وأنه كان متجاوباً مع مطالبته من قبلهم بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف ضرباتها، وأيد مبدأ تكثيف اجتماعات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار. وحسب المعلومات، فقد تم الاتفاق على أن يتم عقد حوالى 10 اجتماعات للجنة من الآن وحتى نهاية السنة. ستتوزع هذه الاجتماعات على نوعين، الأول هو الاجتماعات للجنة العليا التي تكون برئاسة الجنرال الأميركي وتحضر بعضها مورغان أورتاغوس، والثاني على مستوى اللجنة التنفيذية التي ستجتمع على مستوى ضباط ذات رتبة منخفضة، لمتابعة مسار تطبيق خطة الجيش لحصر السلاح.

يأتي ذلك بالتزامن مع تكثيف الضغوط الديبلوماسية على لبنان، من أجل الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. هذه الفكرة لم تعرض للمرة الأولى بل عرضت كثيراً في السابق، لكن لبنان تمسك بمبدأ التفاوض غير المباشر، وبعدم رفع مستوى تمثيله سياسياً أو ديبلوماسياً. وعندما اقترح لبنان أن يتم عقد هذه الجلسات التفاوضية بالتزامن مع وقف الضربات الإسرائيلية ووضع جدول للانسحاب من الجنوب، رفض الإسرائيليون هذا المقترح. وبحسب ما تكشف مصادر ديبلوماسية، فإن الأميركيين وعندما فاتحوا وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر في مسألة المفاوضات المباشرة، لم يبد ديرمر حماسة لهذا الأمر، ولا استعداداً لتقديم أي تنازل إسرائيلي لتحقيق هذا التفاوض، بل كان جوابه أن إسرائيل تعرف جيداً كيف تتعامل مع الملف اللبناني، وكيف ستضغط لأجل دفع لبنان الى القبول بما يرفضه. في المقابل، على المستوى اللبناني، التنسيق قائم بين الرؤساء ومع الدول المعنية برعاية اتفاق وقف إطلاق النار، وهناك تمسك بالمفاوضات غير المباشرة، وفق الصيغة التي اعتمدت في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية. أمام هذه الوقائع، تبدو الصورة وكأنها تشهد سباقاً بين التحركات الديبلوماسية واحتمالات التصعيد العسكري، خصوصاً في ظل التسريبات الإسرائيلية المستمرة عن الاستعداد للدخول في مواجهة جديدة مع حزب الله، وفي ظل التسريبات الإسرائيلية عن استعادة حزب الله لبناء قدراته، ليبدو ذلك وكأنه محاولة تبرير من قبل الإسرائيليين للتصعيد في ضرباتهم والضغط أكثر على حزب الله ولبنان. في هذا السياق، تشير مصادر ديبلوماسية إلى وجود تضارب في وجهات النظر والتقييمات حول حقيقة الوضع. فهناك من يستبعد لجوء إسرائيل إلى تنفيذ عمليات عسكرية موسعة وتكثيف الضربات وتصعيد نوعيتها للضغط على الحزب والدولة، في مقابل من يستبعد ذلك ويعتبر أن إسرائيل ستحافظ على هذه الوتيرة مع إمكانية تصعيدها نسبياً، ولكن من دون اللجوء إلى الدخول في عملية عسكرية واسعة ولا تكرار تجربة حرب أيلول 2024.

ومن بين القراءات المختلفة لآلية التعامل الإسرائيلي مع الملف اللبناني، هناك من يشير إلى أن إسرائيل لا تزال تلتزم بالمهلة التي تم وضعها، وهي حتى شهر كانون الأول المقبل. وأنه في حال لم يكن لبنان قد حقق المطلوب منه على طريق سحب السلاح، حينها ستلجأ إسرائيل إلى تكثيف وتصعيد عملياتها العسكرية. في هذا السياق، سيتلقى لبنان المزيد من الرسائل التي تصب في هذا الاتجاه. وربما في هذا الإطار تندرج زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى بيروت، خصوصاً في ضوء معلومات تفيد بأن مصر تبدي تخوفها من احتمالية زيادة التصعيد الإسرائيلي. وبحسب المعلومات، فإن رئيس المخابرات المصرية كان له الدور الأبرز في الوصول إلى الاتفاق الذي تحقق في غزة، وهو سيطرح مع المسؤولين اللبنانيين إمكانية إنتاج اتفاق مماثل في لبنان مع حزب الله، على قاعدة التفاهم لمعالجة ملف السلاح بدلاً من الصدام، ذلك لا ينفصل بحسب ما تكشف مصادر ديبلوماسية عن محاولات مصرية للعب دور تفاوضي بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.

 

 ملاحظات قانونية حول مشروع تعديل نظام كتاب العدل

حسين حرب/المدن/27 تشرين الأول/2025

أُدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء، يوم الخميس الماضي، طلب من وزارة العدل الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى تعديل القانون رقم 337/1994 (نظام الكتاب العدل ورسوم كتابة العدل)، ولكن العناية الإلهية شاءت أن يغادر وزير العدل قبل نقاش مقترحه. استبشرنا خيراً بمجيء القاضي نواف سلام رئيساً للحكومة، والذي أطلق شعار "حكومة الإصلاح والإنقاذ" و"حكومة بناء دولة القانون والمؤسسات". لكن أقل ما يقال في مشروع القانون المشار إليه آنفاً، إنه متعثر في الشكل والمضمون، ولا يمت للإصلاح ولا لدولة القانون والمؤسسات بصلة، ولا يمكن لحقوقي أن يتصور أن يصدر هذا المشروع عن وزير العدل المحامي اللامع الأستاذ عادل نصار، أو عن حامل الأختام كما يكنيه الفرنسيون!

وفيما يلي عرض لبعض الثغرات القانونية في مشروع القانون:

 في طلب إبداء الرأي من مجلس الكتاب العدل:

فإن من صلاحيات مكتب مجلس كتاب العدل "إبداء الرأي في كل ما يتعلق بشؤون المهنة من مشاريع واقتراحات قوانين ومراسيم"، كما جاء في البند الثاني من المادة 50 من القانون 1993/337، ولكن معالي وزير العدل تقدم بمشروع القانون دون طلب إبداء الرأي من مكتب المجلس. وكان مجلس شورى الدولة قد أبطل مرسوم استحداث مراكز أقرتها حكومة الرئيس حسان دياب سابقاً بسبب عدم طلب إبداء الرأي. 2- في دمج مواد التعميم رقم 1355 تاريخ 2/10/2025 الصادر عن وزير العدل والموجه إلى كتاب العدل بشأن آليات تطبيق القانون رقم 44/2015 (قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب) في القانون رقم 337/1994 (نظام الكتاب العدل). أصدر وزير العدل التعميم المذكور ثم ألحقه، وبعد التشاور مع مكتب مجلس كتاب العدل، بتعميم توضيحي رقم 1438 تاريخ 20/10/2025. وبعيداً عن الانتقادات ذات الطابع السياسي، لم يكن مفاجئاً الجدال القانوني في أوساط كتاب العدل والمحامين والقضاة والحقوقيين حول مدى التزام التعميم بأحكام سنده القانوني، أي قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. ولكن المفاجأة جاءت من مشروع القانون المقدم لمجلس الوزراء لتعديل قانون الكتاب العدل، والذي أقحم فيه الوزير مواد التعميم المذكور ضمن أحكام هذا القانون!

من البديهي التذكير بأن كاتب العدل ضابط عمومي ملزم بتطبيق أحكام جميع القوانين النافذة خلال قيامه بمهامه. وتضع أحكام المادة الخامسة من قانون تبييض الأموال على عاتقه موجبات مفندة، عاد وزير العدل وأدخل معظمها ضمن مواد نظام كتاب العدل. فهل من المنطقي ومن أصول التشريع أن نضمن نظام كتاب العدل أحكام ومواد جميع القوانين التي تلقي موجبات على عاتقه؟ وهل من المنطقي أن ندخل، على سبيل المثال لا الحصر، أحكام السند الرسمي الواردة في قانون أصول المحاكمات المدنية وأحكام الوصية التي يتولى كاتب العدل تلقيها والتصديق عليها الواردة في قانون الإرث لغير المحمديين أيضاً في نظام الكتاب العدل؟ وإذا أخذنا بوجهة الوزير، فقد يصبح نظام كتاب العدل بحجم Code Justinien.

  في رسم الواحد بالألف للقضاة والمساعدين القضائيين

يحظى صندوق تعاضد القضاة بموارد قيمة ومتنوعة، وتتكون واردات الصندوق من:

1- بدلات  اشتراك المنتسبين التي يحددها مجلس إدارة الصندوق، ويصدقها وزير العدل.

2- مساهمة مالية سنوية ترصد في موازنة وزارة العدل، تحدد وفقًا لحاجات الصندوق.

3- رسم يعادل نصف الرسم المنصوص عليه في المادة 14 وكامل رسم الطابع المنصوص عليه في المادة 15 من القانون رقم 18/78 تاريخ 18/12/1978، والذي حُددت قيمته بألف ليرة، يُفرض ويُحصّل وفقًا لأحكام المادتين المذكورتين وما يطرأ عليهما من تعديل.

4- نسبة ثلاثين بالمئة من الغرامات المحصلة من الأحكام القضائية المنصوص عليها في المادة 131 من المرسوم الاشتراعي رقم 150/83 تاريخ 16/09/1983 (قانون القضاء العدلي).

5- رسم مقطوع يعادل نصف الرسم المفروض قانونًا على كل تسجيل أو تعديل أو شطب في قيود السجلين التجاريين العام والخاص.

6- المساعدات والمنح والهبات والوصايا والقروض التي يقرر مجلس إدارة الصندوق قبولها بعد تصديقها من سلطة الوصاية.

7- خمس 1/5 الرسم المنصوص عليه بمقتضى قانون الرسوم القضائية على الدعوى والأحكام والمعاملات التنفيذية. تُستوفى الواردات المنصوص عليها في هذه المادة وفقًا للطريقة التي يحددها مجلس الإدارة.(المادة الخامسة من المرسوم الاشتراعي رقم 52 تاريخ 29/7/198)

وقد بلغت قيمة مساهمة الدولة في الصندوق لسنة 2025 ألف وخمسمئة مليار ليرة لبنانية (16,500,000$ ستة عشر مليون دولار ونصف المليون تقريبًا).

ويستفيد المساعدون القضائيون من خدمات تعاونية موظفي الدولة شأنهم شأن باقي الموظفين في الجمهورية اللبنانية.

ومع كل ذلك، أدخل وزير العدل في المادة الثالثة من مشروعه رسمًا لصالح صندوق القضاة وصندوق المساعدين القضائيين في قانون خاص يعود لمهنة كتاب العدل! هذا مضمونه:

"يستوفي الكاتب العدل نسبة واحد بالألف عن العقود المتبادلة المسجلة لديه وعن تلك المعدة للتسجيل في الدوائر العقارية وفي السجل التجاري، يعود سبعون بالمئة منها لصندوق تعاضد القضاة والباقي للصندوق التعاوني للمساعدين القضائيين."

رسوم كتابة العدل يدفعها المواطن للخزينة لقاء خدمات قانونية، عمادها توثيق المعاملات ومنحها الصفة الرسمية وحفظها، يقدمها الكاتب العدل لأصحاب العلاقة وتتناسب قيمتها مع هذه الخدمة، كما هو الحال في سائر الرسوم كرسوم الكهرباء والمياه والبلديات وغيرها.

لم يعد رسم معاملة كاتب العدل الآن متناسبًا مع الخدمة التي تُقدم لأصحاب العلاقة، فقد أصبحت هذه المعاملة مشجبًا تعلق عليه الرسوم ودجاجة تبيض ذهبًا لصالح صناديق متنوعة لا علاقة للمستفيدين منها بهذه الخدمة. فقد سبق للمحامين أن علقوا على هذه المعاملة رسمًا غير دستوري مقداره واحد بالألف (وكان يستحيل على القانون الذي أقر هذا الرسم عام 1991 أن "يقطع" أمام المجلس الدستوري فيما لو كان قد أنشئ قبل هذا التاريخ) ها هو الوزير يعلق عليها اليوم رسمًا جديدًا لصالح القضاة والمساعدين القضائيين، وقد يخطر ببال وزير المالية أو وزير العمل أو وزير الداخلية أو… تعليق رسوم عليها لصالح الموظفين في إداراتهم. وعلى سبيل الاستطراد، وفرضًا أنه يحق للوزير أن يقترح تغذية صندوق القضاة من رسوم على معاملات الكاتب العدل، لماذا لم يلجأ إلى تعديل نظام صندوق القضاة؟ وهذا ما تقتضيه أصول التشريع، ويقترح زيادة بند على بنود المادة 5 المخصصة لتعداد موارد الصندوق؟ اعتقادي لأنه مجلس القضاء الأعلى لا يقبل المبادرة إلى اقتراح مشروع يأتي بموارد فاسدة قانونيًا لتغذية صندوق القضاة. من حق القضاة على الحكومة وعلى وزير العدل أن يتقدموا بالتشريعات التي تغذي صندوقهم وتؤمن لهم ولعائلاتهم حياة كريمة، ولكن ليس على حساب القانون الذين هم حماته.

 – في بيع كتاب العدل من كيسهم.

كل صناديق تقاعد المهن الحرة: الأطباء، المحامون، المهندسون، الصيادلة وغيرهم تتغذى، بموجب قوانين، من موارد تتعلق بمواد ومعاملات تتعلق بالمهنة ذات العلاقة، بالإضافة طبعًا إلى اشتراكات الأعضاء. إلا أن مهنة كتابة العدل فإن موارد صندوقها تغذيه فقط اشتراكات الأعضاء وفق المادة ٢١ من نظام الكتاب العدل.

"تتألف واردات صندوق تعاضد الكتاب العدل من:

١- بدل اشتراك شهري تحدده لجنة الصندوق بعد موافقة مفوض الحكومة وتصديق وزير العدل.

٢- الهبات التي تقرر لجنة الصندوق قبولها."

ويتغذى الصندوق شكليًا من مورد لا يعتد به في موازنته لأن نسبته ضئيلة جدًا إلى درجة الهلاك، وقد نصت عليه في المادة العاشرة من نظام الكتاب العدل ومقداره "نسبة ٢٥٪؜ من البدلات التي يحصلها الموظف المكلف بمهام كاتب العدل في حالة الشغور النهائي أو تغيّب الكاتب العدل من دون عذر مشروع أو بنتيجة توقيفه مؤقتًا عن العمل".

أما ما يثير الاستغراب والدهشة في مشروع صادر عن وزارة العدل فهو أن يستخف بكتاب العدل  إلى حد الهزل. فقد خصص لهم مادة كاملة مضمونها هو نفسه نسبة ال25% المذكورة والمنصوص عليها في المادة العاشرة من نظام الكتاب العدل:

جاء في المادة الثانية من مشروع الوزارة:

"تُضاف إلى المادة ٢١ من القانون رقم 337 تاريخ 8/6/1994  (نظام الكتاب العدل ورسوم كتابة العدل) المحددة لواردات صندوق تعاضد وتقاعد الكتاب العدل الفقرة التالية:

٣- خمسة وعشرون بالمئة من البدلات المحصلة من المكلفين بمهام كتابة العدل في حالة الشغور النهائي أو تغيّب الكاتب العدل من دون عذر مشروع أو بنتيجة توقيفه مؤقتًا عن العمل".

على مدى ربع قرن، ومنذ تاريخ إنشاء صندوق تعاضد وتقاعد الكتاب العدل، تراوحت قيمة اشتراكات الكتاب العدل الذين هم حاليًا على مقاعد التقاعد، ما بين ثلاثة آلاف وإثنى عشر ألف دولار سنويًا وبمعدل أناه خمسة آلاف دولار سنويًا عن كل كاتب عدل، وهذا ما لا مثيل له في اشتراكات أعضاء أية مهنة أو وظيفة في لبنان قاطبة! ويؤسفني أن أذكر بأن راتب الكاتب العدل التقاعدي الآن ٢٠٠$ (مئتا دولار أمريكي فقط لا غير) وأنه لا يستفيد من بوليصة تأمين ولا من أية ضمانات صحية كون أموال الصندوق الوفيرة قبل ٢٠١٩ قد حجزت في المصارف.

يقول المثل الشعبي "الماء لا تمر على عطشان". فكيف لمن يجبي رسومًا لخزينة الدولة ويجبي رسومًا لصالح صناديق المحامين وهو معرض الآن لخطر جباية رسوم لصالح صناديق القضاة والمساعدين القضائيين، وهي صناديق تصب فيها موارد متنوعة ووفيرة، أن يُحرم من تحصيل رسم لصندوقه الفارغ بفعل الانهيار المالي العام وعلى معاملات يتولاها كاتب العدل شخصيًا

 

 التجربة الشهابية و"التغييريون": متى إلغاء الطائفية السياسية؟

عايدة الجوهري/المدن/28 تشرين الأول/2025

تشرين الأول هو شهر الحديث عن التغيير في لبنان، لأنّه الشهر الذي هبَّ فيه اللبنانيون في 17 منه، هبّةً واحدةً، للمطالبة بتغيير واقعهم المزري، رافعين شعارات شتى مشتّتة، يتعذّر حصرُها، وهنا أحد مكامن الخلل، وكانوا عمومًا يتخوّفون من رفع سقف المطالب، ظنًّا منهم أنّ الإصلاح ضمن النظام الطائفي التحاصصي المتجذّر، ممكنٌ وجائزٌ، غير أنّ الوقائع التاريخية والحالية، لا تلبث أن تؤكد عدم صحة هذه الفرضية، والشاهدُ على ذلك تجربة فؤاد شهاب الإصلاحية (1958-1964) الفريدة، التي وسمت التاريخ اللبناني الحديث بميسمها. والدروسُ التي نستخلصها من تجربة فؤاد شهاب ليست أحاديةَ الجانب، بل متعدّدة، منها أهمية بناء الدولة على المؤسسات لا على الأشخاص، وأنّ العدالة الاجتماعية شرطٌ للاستقرار الوطني، وأنّ الحياد الإيجابي ضرورةٌ تنمويةٌ وأمنيةٌ، وأنّ الطائفية تقف عقبةً في وجه الإصلاح، وإنّنا معنيّون بالدروس الثلاثة، ولكنّها كلّها مترابطة، وتتعارض مع الطائفية السياسية. فما هي أبرز ملامح مشروعه؟ وما الذي أعاق السير به إلى نهاياته؟ كان هدف فؤاد شهاب الرئيس تكوين مجتمع يسوده القانون، وتحقيق الإجماع حول مفهوم الدولة ومؤسساتها، كمرجع أساسي يرجع إليه اللبنانيون لا الزعيم الزبائني، الذي يستقطب الناس عبر خدمات ينتزعها من الدولة، بغية ضمان تبعية ناخبيه، وأنصاره، وولائهم، ما من شأنه أن يؤدي إلى استبدال منطق الحق الذي تضمنه الدولة للمواطن بمنطق العطاء والهبة، بقطع النظر عن انتماء هذا المواطن السياسي أو الطائفي أو المناطقي، فالمؤسسات التي تعمل بشكل سليم تُحرّر الفرد من التبعية للزعيم وتجعل منه مواطنًا، غير مرتهن في قراره السياسي لهذا الحزب أو ذاك.

قامت سياسة فؤاد شهاب الإصلاحية على ركيزة أساسية، وهي تصميم الدولة على التدخل في المجالات كافة، بغية سدّ حاجات المواطنين من دون وسيط، عشائري أو طائفي. تصدّى شهاب لاستغلال الإقطاع السياسي الطائفي لوظائف الدولة وخدماتها، وتوظيف الأنصار والمحاسيب، ما أدى إلى تفشّي الفساد والرشوة والمحسوبية والزبائنية، والافتقار إلى الكفاءة الوظيفية، والتنظيم والتخطيط، والنزاهة، فعمل على اكتشاف مكامن الخلل في الإدارة، وأخضع التوظيف لمعايير الكفاءة والأداء الوظيفي، وللمراقبة والمحاسبة، فتأسّس في عهده مجلس الخدمة المدنية، التفتيش المركزي، المجلس التأديبي، هيئة التفتيش القضائي، من دون أن يمسَّ بمبدأ التوزيع الطائفي على قاعدة 6 و 6 مكرر، في جميع وظائف القطاع العام من الدرجة الأولى. وميّزت عهد فؤاد شهاب سياسات الإنماء المتوازن بين المناطق والطوائف، مسترشدًا بمفهوم "العدالة الاجتماعية"، ساعيًا إلى إعطاء مفهوم "الميثاقية" مضمونًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا، يتخطّى مبدأ تقاسُم السلطة بين الطوائف، مركّزًا على تنمية الأطراف، البقاع، الجنوب، الشمال، ومدّ القرى النائية بالخدمات الأساسية من كهرباء وماء وطرقات، ومدارس وغيرها من خدمات إنمائية، ضمن خطة شاملة لرفع مستوى معيشة الفقراء وسكان الأطراف، وقال ذات يوم شارحًا أهدافه من هذه التدابير:

"إنّ الحاجات الأساسية للبنانيين المفروض في الدولة تأمينها، وأن تشير إليهم كحقوق لا كهبات، وتصل إليهم مجردة من المنّة، لا يمليها تمييز ولا يشوبها تفريق"([1]).

لتحقيق رؤيته الإصلاحية، عكف شهاب على إنشاء مؤسسات تُوسّع أدوار الدولة، وترمي إلى تنظيم الإدارة وتفعيلها وتنمية الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية، وتحسين حياة الناس اليومية، في آن، ومن ضمن المؤسسات التي أنشأها والتي ما زالت قائمة إلى اليوم: مجلس الخدمة المدنية، التفتيش المركزي وديوان المحاسبة، كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، مجلس التخطيط والإنماء الاقتصادي، مصلحة الإنعاش الاجتماعي، معرض طرابلس الدولي، مجلس تنفيذ المشاريع الكبرى لمدينة بيروت، مكتب الفاكهة، مكتب القمح، المجلس الوطني للسياحة، المجلس الوطني للبحوث العلمية، المشروع الأخضر، مصرف لبنان المركزي، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مديرية الشباب والرياضة، المخطط التوجيهي العام لضواحي بيروت، تعاونية موظفي الدولة، المعهد الموسيقي الوطني، مدارس رسمية للتعليم المهني والتقني، هذا إضافةً إلى إقرار قانون تنظيم التعليم العالي، وقانون التنظيم المدني الشامل بكل لبنان، وقانون النقد والتسليف، ووضع نظام المناقصات، وتنظيم معهد المعلمين العالي، وتنظيم عمل الأجانب، وإعادة تنظيم مجلس القضاء الأعلى ومجلس شورى الدولة ومعهد الدروس القضائية، وإعادة تنظيم مصالح المياه والكهرباء في المدن والمناطق وإنشاء مصلحة كهرباء لبنان، وغيرها من المشروعات، إلى جانب النصوص التنظيمية التي ما زالت تُعَدّ حتى اليوم المدماك الذي بُنيت عليه مؤسسات الدولة اللبنانية الحديثة وأجهزتها الإدارية المتعددة. تشتّتت المؤسسات التي بناها فؤاد شهاب وتأثّرت بالسياسة الطائفية التحاصصية، حيث أدى تسييس هذه المؤسسات وإخضاعها لمشاريع الطوائف وأهوائها، إلى إضعاف كفاءتها ومصداقيتها.

ارتطمت رؤية شهاب الإصلاحية بالطبقة السياسية التقليدية المتكلّسة، بتلك الفئة من السياسيين الساعين إلى اقتطاع حصص لهم من مصالح الدولة ومواردها، والمستقوين بالعصبيات الطائفية، وبادعائهم النطق بحقوق الطوائف التي يُمثّلونها، والذين نعتهم فؤاد شهاب تارةً بـ Les Fromagistes، أكلة الجبنة، وتارةً أخرى بـLes Politicards، أو الدساسين([2])، الذي يدأبون على حياكة المكائد والمؤامرات، مبرزًا الحدود الأخلاقية التي تفصل بينه وبينهم، وكان هذا الفارق مصدرَ ازدرائه لتلك الطبقة برمّتها، وإن وجد نفسه ملزمًا فيما بعد بالتعاون معها.

وعبّر فؤاد شهاب عن الصعوبات التي واجهها في تحقيق مشروعه الإصلاحي مرّتين، في المرة الأولى عندما أعلن قرارَه الاستقالة، وفي المرة الثانية عندما رفض تجديد ولايته.

ففي 20 تموز 1960 وجّه الرئيس فؤاد شهاب رسالةً إلى رئيس مجلس النواب آنذاك صبري حمادة يُعرب فيها عن رغبته في الاستقالة، معتبرًا أنّ مهمته انتهت وأنّ البلاد استعادت عافيتَها، وأنّ الانتخابات النيابية قد أُنجزت، وأنّ العلاقة مع المنطقة وتحديدًا مع مصر جمال عبد الناصر قد صُحّحت.

ولكنّ التحليلات السياسية أجمعت على أنّ السببَ الحقيقي وراء استقالته، هو أنّه توخّى من الإصلاحات السياسية والإدارية التي وضعها، أن تُفرزَ الانتخابات التي جرت عام 1960 طبقةً سياسيةً شفافةً وأكثرَ حداثة وفهمًا لحاجات لبنان، إلا أنّه ظنَّه خاب مع عودة الطبقة التقليدية، فأيقن أنّ الإصلاح والتحديث مستحيلان مع عودة الطبقة التقليدية. غير أنّ هذه الطبقة ذاتها مارست ضغوطًا هائلةً على شهاب كي يعودَ عن استقالته، فبدا موقفها مغايرًا لممارساتها العملية، ولكنّ موقفَها المفارق لم ينطلِ على شهاب الذي أسرَّ إلى فؤاد بطرس بـ"أنّهم جميعًا أرغموني على العودة عن الاستقالة حتى لا ينهار الوضع ومعه مصالحهم، لكنّهم لن يتركوني أحكم بقناعاتي"([3]).ولكنّه في المقابل رفض عام 1964 تجديد ولايتَه، رغم تحفيز الطبقة السياسية له على الترشُّح، لأنّه كان هذه المرّة قد فقد صبرَه، ومعه الأمل بالتغيير الحقيقي بوجود هذه الطبقة.

تقبّلت الفئات الحاكمة الإجراءات الإصلاحية التي قام بها فؤاد شهاب، على مضض، حيث لم تكن هذه الفئات مقتنعةً بتعديل بنية النظام وضبطه وكفّ يدها عن التدخُّل في الإدارة، واعتماد هيئات التفتيش والرقابة والمحاسبة، وتحسين أوضاع الفقراء ومحدودي الدخل، وإنعاش المناطق المحرومة، وغيرها من الإصلاحات، وكانت تميل إلى تقليص دور الدولة في القطاعات الاقتصادية والمالية والمصرفية، وحريصة على أن تبقى هذه القطاعات تحت إمرتها.

إنّ المرارةَ التي انتهت بها تجربة فؤاد شهاب الإصلاحية، لَدليلٌ دامغٌ على عقم أي إصلاحات إدارية أو مؤسساتية تجري في ظلّ النظام السياسي الطائفي القائم، لأنّ الفساد الطائفي لا بدّ أن يعكسَ نفسه وينقل عدواه إلى أرقى وأفضل المؤسسات التي يُمكن أن تنشأَ في كنفه، فالبنية السياسية الفوقية أعلى من جميع البنى الإدارية والمؤسساتية، التي هي دونها قدرةً وصلاحياتٍ.

تُؤكّد تجربة فؤاد شهاب أنّ أيَّ شكل من أشكال الإصلاح، يحتاج إلى أن نتعاملَ مع المسألة الطائفية والنظام الطائفي القائم أصلًا على أولوية حقوق الطوائف و"قدسيتها". وحاول شهاب التعاملَ معها كأمر واقع، بأن أوجد العدالة الطائفية في الإدارة، فكرّس الـ6 و 6 مكرر، وقلّل بذلك من حصّة الموارنة في الحكم، ولكنّ هذه العدالة لم تكن كافيةً للجم الجموح الطائفي التحاصصي، كما أنّه راهن على قانون الستين الانتخابي للإتيان بطبقة سياسية جديدة، غير أنّ الأمل بظهور طبقة سياسية لا يستوي ولا يستقيم مع المراهنة على قانون انتخابات نيابية تعتلي صهوتَها الأحزاب الطائفية الأخطبوطية.

نحن نستعيد سيرةَ فؤاد شهاب بشيء من التوسُّع، لأنّ اللبنانيين يعيشون شبهَ قطيعة معرفية مع تاريخ لبنان الحديث، فلا يتبحرون في الأحداث والوقائع السياسية التي تلت تأسيسه وسبقت الحرب الأهلية، فينصبّ تفكيرهم على مرحلة الحرب الأهلية (1975-1989) وما بعدها، وكأنّ تاريخ لبنان يبدأ مع الحرب الأهلية وما تلاها، فلا يتعرفون إلى نماذج سياسية صالحة للاتعاظ، والتفكير، والتأمل، والاستشهاد.

ونحن نستعيد الإنجازات الإصلاحية التي نراها، وتراها شريحة واسعة من اللبنانيين، رئيسةً وحاسمةً في مرحلة الحكم الشهابي، إذ أثبتت هذه التجربة الفريدة أنّ لبنانَ الكبير الذي تأسّس عام 1920 ليس خطأً، بل قابل للتنظيم والانتظام والهيكلة، في إطار دولة حديثة تعتمد التخطيط العلمي، وتُعنى بالشؤون العامة عنايةً شاملةً، وتسعى إلى سدّ حاجات المواطنين الأساسية، من دون تمييز أو مفاضلة.

إنّ تجربة فؤاد شهاب الفريدة، وغيرها من المحاولات الجزئية، تحثّنا على التفكير باستحالة تجاوُز المسألة الطائفية، فكيف يتجاوزها أو يُؤجّل البت فيها منظّرو وقياديّو قيادة 17 تشرين، فلا ينادون بتطبيق الإصلاحات السياسية الواردة أصلًا في الدستور اللبناني ذاته، والتي يُفقد عدم تطبيقها بعد مرور 35 عامًا على "وثيقة الطائف"، ممثّلي الشعب الحاليين مشروعيَّتَهم؟

لعلّ التغييريين الحالمين بنظام قائم على مبدأ المواطنة وقعوا في فخّ الخطاب السياسي الفوقي، الذي حوّل مطلب إلغاء الطائفية السياسية إلى فزاعة تبتزّ بها الطائفة الأكبر الطوائف الصغرى، وتُهدّدها بالهيمنة العددية، وكأنّ إلغاء الطائفية السياسية لا يُحتّم خلقَ أحزاب مدنية، عقيدةً وتكوينًا، على أن تختصّ الأحزاب الطائفية بمجلس الشيوخ، وإلا ما الفائدة من إلغاء الطائفية السياسية، أو من خلق مجلس الشيوخ، وماذا عنى الدستور في مادته 22 من جملة "مع انتخاب أول مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي يُستحدث مجلسٌ للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية".

([1]) نقولا ناصيف، جمهورية فؤاد شهاب، دار النهار، بيروت 2008، ص389.

([2]) المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

([3]) المصدر نفسه، ص220.

 

 النواب أمام ساعات حاسمة: النصاب مهدّد والخيارات مفتوحة

غريس هبر/المدن/28 تشرين الأول/2025

لا تزال الصورة رمادية حول مصير الجلسة التشريعية غدًا الثلاثاء المخصصة "لمتابعة درس مشاريع واقتراحات القوانين التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول". ويبدو أن سيناريو اكتمال نصاب الجلسة أو "تطييرها" متوقف على حضور نواب يمكن وصفهم بـ "بيضة القبان"، لاسيما أن الساعات القليلة المقبلة حاسمة لجهة ما سيتخذه بعض النواب من قرار.  وعلى الرغم من أن ما يدور في الأروقة السياسية يشي بأن الانتخابات النيابية 2026 ستحصل دون الاغتراب، فلا تزال عقدة العقد تكمن في المادة 112 من قانون الانتخاب والمتعلقة بانتخاب المنتشرين، علمًا أن اقتراح القانون المعّجل المكرر لتعديل القانون لن يكون مدرجًا على الجلسة التشريعية "المكملة" للجلسة السابقة. ففي جلسة 29 أيلول ساد جو من "التشنج" واعتراض معلن ومغادرة عدة كتل نيابية قاعة المجلس من بينها كتلة نواب حزب الكتائب، وتكتّل الجمهورية القوية ونواب تغيريين ومستقلين. فمن سيحضر غدًا وماذا سيكون مصير الجلسة؟

جريمة دستورية وأخلاقية!

بعد اجتماع عقده مساء أمس، أعلن تكتّل الجمهورية القوية في بيان قراره الحاسم بمقاطعة الجلسة التشريعية، مؤكداً أنّ "المشاركة فيها تعني الرضوخ لتسلط الرئيس نبيه بري على المجلس النيابي، كما تعني عملياً التغطية على جريمة دستورية وأخلاقية بحق مئات آلاف اللبنانيين المغتربين الذين يُراد حرمانهم من حقهم في المساهمة بتغيير الواقع عبر صناديق الاقتراع". وأهاب التكتّل "بكلّ النواب الأحرار، من أي كتلةٍ أو انتماءٍ كانوا، أن يقفوا إلى جانب الحق والدستور، وألا يمنحوا شرعية لحالة تعطيل المجلس النيابي وإفراغه من دوره الوطني"، بحسب ما ورد في البيان.

كما طالب التكتّل رئيس الحكومة ومجلس الوزراء في أول جلسة يعقدها، "بتحمّل مسؤولياته الوطنية من خلال إقرار مشروع قانون في مجلس الوزراء يقضي بإلغاء المادة 112 وإحالته إلى المجلس النيابي بمرسوم معجل مكرر لإقراره قبل انقضاء المهل القانونية التي تقترب من الانصرام، استعداداً للانتخابات النيابية المقبلة في أيار 2026. وعلى خطٍ موازٍ، لن تشارك كتل معارضة أخرى ونواب تغييريون في الجلسة من بينها كتلة تحالف التغيير، التي اتخذت قرارها بعدم حضور الجلسة، "إيمانًا منها بتمسك أعضاء الكتلة بالدستور اللبناني الذي يكفل حق النواب ويحفظ دورهم في وجه من يصر على مخالفته بشكل متكرر، من خلال ممارسته غير الدستورية وخطابه الإلغائي"، وفق بيان صادر عن الكتلة. أما النائبة من قوى التغيير الدكتورة نجاة عون، فكشفت في اتصال مع "المدن" أنها لن تشارك في الجلسة اعتراضاً على عدم إدراج اقتراح قانون على جدول أعمال الجلسة تقدم به أكثر من 60 نائبًا، مشيرة الى أن هناك توجهاً لعدد كبير من النواب بعدم المشاركة.

مشاورات ولا نصاب

من جهته، يتوقع النائب الدكتور غسان سكاف ألا يكتمل نصاب الجلسة، كاشفًا في حديث لـ "المدن" أن ثمة مشاورات ستحصل اليوم الإثنين لاتخاذ قرار الذهاب إلى الجلسة أو مقاطعتها"، موضحًا بأن هناك اتجاهاً لدى عدد كبير من النواب للمقاطعة".

لن نقاطع!

وعلى الرغم من عدم إدراج اقتراح القانون المعّجل المكرر لتعديل قانون الانتخاب، ستشارك كتلة اللقاء الديمقراطي في الجلسة التشريعية، إذ يؤكد عضو الكتلة النائب هادي أبو الحسن لـ "المدن" أنه "بقدر تمسك الكتلة بتعديل قانون الانتخاب لناحية المادة 112، نرفض تعليق التشريع وتعطيل المؤسسات الدستورية".

وفي السياق، يشدد أبو الحسن على أن موقف اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي، مبدأي وتاريخي، "ولن نكيل بمكيالين، إذ لدينا معيار واحد ونبقى على موقفنا الثابت بإتاحة الفرصة للمنتشرين كي يصوتوا لـ 128 نائبًا في لبنان ولكن لن نقاطع الجلسة"، على حد تعبيره. إلى ذلك، يتلاقى قرار كتلة اللقاء الديمقراطي مع قرار كتلة الاعتدال الوطني، إذ أكد عضو الكتلة النائب الدكتور أحمد رستم أنها ستشارك في الجلسة، انطلاقًا "من أهمية الدور التشريعي للمجلس"، مشيرًا إلى انه لم يسبق للكتلة أن قاطعت الجلسات، لا بل على العكس من ذلك". ويعرب رستم عن تفاؤله باكتمال نصاب الجلسة يوم غد، معيدًا ذلك إلى المعطيات المتوافرة والمشاورات والتنسيق مع النواب والكتل، إذ أن هناك عدداً من النواب سيحضر الجلسة ومن بينهم النواب نبيل بدر وعماد الحوت ونعمت فرام وجميل عبود، موضحًا أن ثمة 18 نائبًا سيحضرون. ويضيف: "صحيح ثمة انقسام داخلي في المجلس النيابي، لكن هذه الانقسامات لن تصل بنا إلى أي مكان، إذ نمر في مرحلة من المهم العمل على تسيير الأمور، لاسيما أن ثمة اقتراحات ومشاريع قوانين مرتبطة بالمتقاعدين والعسكريين، وبخدمة المجتمع وبالتالي لا يمكن تعطيل المجلس النيابي". وكانت الجلسة الماضية التي انعقدت في 29 أيلول قد تعطلت بسبب تطيير النصاب، ولكن من دون أن يقفل المحضر، إذ ناقش المجلس النيابي 9 بنود من أصل 17، وصوّت على 8 وأقرّ 7، فيما سحبت الحكومة مشروع القانون حول منحها صلاحية تعديل غرامات السير. وتشمل البنود السبعة استضافة المكتب العربي لريادة الأعمال الزراعية، وتعديل قانون النقد والتسليف للسماح بطباعة فئات جديدة من العملة اللبنانيّة، والانضمام إلى اتّفاقية حماية وتعزيز تنوّع أشكال التعبير الثقافي، وتعديلات الشراكة بين القطاع العام والخاص: المرافق العامة رهنٌ للمصارف، وفتح اعتماد لتغذية المنح الشهرية لمتقاعدي القطاع العام، والإجازة للحكومة الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي خارج نطاق الولاية الوطنية.

تسجيل مواقف وشعبوية

وقد نوقش البند التاسع وفق الترتيب الوارد في جدول أعمال الجلسة السابقة، المتعلق بالقرض المخصص لإعادة الإعمار، ولم يُقّر، ومن المتوقع أن يتصدر جلسة الغد نظرًاً لأهميته، وتحديدًا بالنسبة إلى الثنائي أمل - حزب الله، وذلك لعدة اعتبارات.  وتوازيًا، يشير عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم في حديث لـ"المدن" إلى أن الجلسة التشريعية يوم غد تأتي "استكمالا للجلسة التي تم تطيير نصابها، ولم يقفل فيها المحضر، ولا تزال مفتوحة لحين إنهاء الجلسة، وتصبح المواد التي تم إقرارها جاهزة للتعاطي معها كقوانين منجزة بعد توقيعها وفق الأصول واعلانها في الجريدة الرسمية". ويشدد على أن هذا الموضوع يجب التعاطي معه من هذه الزاوية، وليس من باب المزايدة وتسجيل المواقف والشعبوية، أما الاستمرار لتعطيل الجلسات كما حصل فهو ليس في مصلحة أحد لأن القوانين التي تقر ليس في مصلحة فريق او لجهة سياسية معينة".  ويعتبر أن "الاستمرار في تعطيل الجلسات سواءً من باب محاولة الضغط لتغليب مصلحة فريق على اخر في هذا الوقت بالذات، فهو في غير محله ولا يصب في مصلحة أحد ولا في مصلحة البلد بشكل أو بآخر، لأن الظروف التي نمر بها غير طبيعية وتتطلب التعاطي بمرونة وفتح الآفاق أمام وحدة الموقف الداخلي في مواجهة التحديات التي يمر بها لبنان". إلى ذلك، سيحضر تكتل لبنان القوي الجلسة، ويؤكد عضو التكتل النائب أسعد درغام لـ "المدن" التوجه للمشاركة بالجلسة، وما من داعٍ للمقاطعة أو عدم المشاركة، على حد تعبيره. أما البنود المتبقية للنقاش في جلسة غد الثلاثاء، فتشمل قرض بـ 250 مليون دولار لإعادة الإعمار، وإلغاء اتّفاقية ضريبية مع السودان، وإلغاء قانون الانضمام إلى معاهدة التعاون بشأن البراءات الصادر عام 2002 والإجازة للحكومة بالانضمام إلى هذه المعاهدة من جديد بصيغتها المعدّلة، وتعديل قانون النفايات الصلبة، وإخضاع المتعاقدين في وزارة الإعلام لشرعة التقاعد، وإعادة عناصر ورتباء سبق أن سرّحوا من الضابطة الجمركية، واقتراح لتعزيز حماية المستهلك ضدّ البنود التعسفية: إرساء نظام غرامات إدارية، وتسوية أوضاع العناصر الفارين من قوى الأمن الداخلي منذ العام 2019، وتعديل على قانون الإعفاءات للمتضررين من العدوان الإسرائيلي، وتعديل قانون مزاولة مهنة الصيدلة لفتح المجال أمام الإعلان لبعض المنتجات. كما يبدو أن "شد الحبال" سيستمر بين رئيس المجلس والنواب المقاطعين للجلسات التشريعية، لحين البت بمستقبل اقتراح القانون الرامي إلى تعديل قانون الانتخاب لاقتراع المنتشرين لـ 128 نائبًا. ومن ناحية أخرى، لا يبدي جزء كبير من المنتشرين حماسة لتسجيل أسمائهم على قائمة المقترعين، فالأرقام ضئيلة حتى الآن. وعليه، الجميع في سباق مع الوقت والمهل.. فمن سيفوز في السباق؟

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس لقاء الهوية والسيادة الوزير السابق يوسف سلامه: النتائج الكارثية لتردّد السلطة في الحسم والاصلاح

27 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148578/

أدلى رئيس لقاء الهوية والسيادة الوزير السابق يوسف سلامه بالتالي:

‏إنّ تردّد السلطة في الحسم والاصلاح يُذكّرني بمن يُغمض عينيه ليتجنب رؤية أفعى جنب قدميه وبمن يعيش صحوة الموت وكأنه بصحة جيّدة.كما إنّ تراكم الأحداث يؤكًّد أنّ حزب الله، المنظومة والسلطة عناوين ملوّنة لعملة واحدة،

‏أيها اللبنانيون، ‏لبنان يستحق أكثر، ارحموه، أداؤكم فيه تخاذل وخيانة بحقّ الوطن.

غدًا ستذهبون إلى انتخابات شكلية تُجدّد البيعة لمنظومة أفلست الدولة، سرقت أموالكم وقتلت شبابكم، وما مقتل الشاب "إيليو ابو حنا" على حاجز فلسطيني إلا شاهد حي على تمادي السلطة بالاستقالة من وظيفتها والاهتمام فقط بما يُشبع جوعها إلى التسلّط والمال، ‏كيف يمكن أن نقتنع بعد اليوم بجدّيتها بفرض سيادة الدولة وإيليو ابو حنا يُقتل على حاجز فلسطيني قرب مخيّم "شاتيلا" ومسرحية لمّ السلاح من المخيّم لا تزال عالقة في الأذهان.

‏سلطة تعمل من حيث تدري أو لا تدري في خدمة الخارج وتؤكّد لإسرائيل أنها عاجزة أن تفرض سيادتها على كل شبر من أرض لبنان بل أكثر من ذلك، تُعطيها الغطاء لاستباحة الوطن بحجة التخلّص من قوى الأمر الواقع الخارجين عن الشرعية، مما يجعلنا نتساءل هل هذه السلطة سلطة غبية أم عميلة؟

في أسفل 3 تغريدات جديدة للوزير السابق يوسف سلامة

‏**مقتل الشاب "إيليو ابو حنا" على حاجز فلسطيني شاهد حي على تمادي السلطة بالاستقالة من وظيفتها والاهتمام فقط بما يُشبع جوعها إلى التسلّط والمال، ‏كيف يمكن أن نقتنع بجدّيتها بفرض سيادة الدولة وإيليو ابو حنا يُقتل على حاجز فلسطيني في شاتيلا بعد مسرحية لمّ السلاح.‏سلطة في خدمة إسرائيل.

‏**تردّد السلطة في الحسم والاصلاح يُذكّرني،‏-بمن يُغمض عينيه ليتجنب رؤية أفعى جنب قدميه، -وبمن يعيش صحوة الموت وكأنه بصحة جيّدة. ‏الحزب، المنظومة والسلطة عناوين لعملة واحدة،

‏أيها اللبنانيون، ‏لبنان يستحق أكثر، ارحموه، ‏أداؤكم خيانة بحقّ الوطن.

**‏يفتقر السياسيون إلى عقلٍ سياسي راجح وإلى برامج دسمة ومقنعة، ‏يتسابقون على استضافة السفراء في زمن الانتخابات، ‏يرتهنون بِكَرَمٍ إلى قوىً خارجية، ‏هل سيشعرون يومًا بنكهة الكرامة الوطنية كي يكونوا قدوة ومثالاً يُهتدى؟ ‏أشكّ بذلك، ‏"جهلهم وازن، وذمّيتهم قاتلة"

 

يعيش اللبنانيون اليوم تحت سلطةٍ عاجزةٍ ومشلولةٍ ومتواطئة.

بيار مارون/فايسبوك/27 تشرين الأول/2025

في بلدٍ يُفترض أن تحكمه دولة، يعيش اللبنانيون اليوم تحت سلطةٍ عاجزةٍ ومشلولةٍ ومتواطئة.

الدولة لم تفشل فقط في حماية مواطنيها، بل تخلّت عن مسؤوليتها، وتركت الأمن رهينة الفوضى والسلاح المنفلت والولاءات الطائفية.

إنّ مقتل إيليو أرنستو أبو حنّا، وتهجير أهل الجنوب، وانفلات السلاح في كل مكان، ليست أحداثًا معزولة، بل نتائج مباشرة لغياب الدولة وتواطؤها.

الدولة التي تساوي بين الضحية والجلاد، وتنسّق مع المسلّحين، خاصة الفلسطينيين، بدل نزع سلاحهم، تتخلّى عن سيادتها وعن دورها في حماية شعبها.

لا أمن ولا عدالة ولا كرامة من دون دولة سيّدة وسلاح شرعي واحد.

كفى تواطؤًا، كفى تهاونًا، وكفى دولةً بلا سيادة، وكفى تسييس الأمن “لدرء الفتنة”!

بدنا دولة!

 

ممنوع تضيع طريقك بلبنان عدم مقاطعة جلسة يوم غد

القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك/27 تشرين الأول/2025

على القوى السيادية المعارضة المؤلفة من ٦٧ نائباً، وهي ما يزيد على الأكثرية المطلقة في مجلس النواب، أن توفّر النصاب لجلسة انعقاده المقرّرة ليوم غد (٢٠٢٥/١٠/٢٨) بدلاً من مقاطعتها، وأن تقف بوجه رئيس المجلس وتُعلن تصويتها بالأيادي المرفوعة تعديل القانون الانتخابي الحالي بالغاء المادة ١١٢ منه طالبةً تدوين قرارها هذا في محضر الجلسة ومبادرةً الى الانسحاب منها للتوّ بعد ذلك.

فتكون بذلك الموقف (action instead of abstention) قد طبّقت أحكام النظام الداخلي للمجلس، الذي خالفه رئيسه، او حتى عدّلته ضمناً، تقيّداً بما تمثّله من إرادة وطنية جامحة.

 

ممنوع تضيع طريقك بلبنان

باتريسيا سماحة/فايسبوك/27 تشرين الأول/2025

ممنوع تضيع طريقك بلبنان ..ما بتعرف بأي مجرور رح تفوت وما بتعرف برصاص مين رح تموت .. بلد مفخخ مريض عم ينفجر 

بابناءه .. غرباء بقررو  يوقفو حياة ولاد البلد ..

وبكل وقاحة قال بقوصو وبصيبو وبيقتلو ..له يا مجرمين يا وقحين ...

ما وقف ع حاجزكم قام قتلتو ...ليش انتو مين لتعملو حواجز 

بس مش الحق عليكم   ...الحق ع جماعة الكرافاتات يلي عاملين حالن مسؤولين..

وقال باشرو التحقيقات ولشو التحقيقات وشو هم اذا وقفتو ١٠٠ منن؟؟؟ .. في شب لبناني راح بالرخص لان ما في قرار ..ما في مواقف وما في سيادة وفي وطن عم  بدبح  ولادو  ..

 

د. سمير جعجع/ رسالة إلى نبيه بري

موقع أكس/27 تشرين الأول/2025

ليس مفهوماً ولا مقبولاً ما يقوم به الرئيس نبيه بري. فقد أشرف بنفسه على انتخاب رئيسين للجمهورية من دون أي تعديل دستوري، رغم أن انتخابهما كان يستوجب تعديلاً في الدستور. وقد برّر ذلك يومها بأن أكثريةً كبرى، تفوق الأكثرية المطلوبة لتعديل الدستور، أقرت توجهاً معيناً، وبالتالي يُعتبَر هذا التوجّه بمثابة موافقة ضمنية على التعديل. وهذا يعني عملياً أن تلك الأكثرية كانت مع تعديل الدستور طالما أنها انتخبت الرئيسين. فكيف يسمح لنفسه اليوم أن يضرب عرض الحائط باقتراح القانون المعجّل المكرّر الذي وقّع عليه أكثر من 67 نائباً، أي ما يفوق الأكثرية المطلقة في المجلس النيابي؟

وحتى لو سلّمنا جدلاً بالحجج التي يتذرع بها الرئيس بري، انطلاقاً من تمسّكه بالنظام الداخلي للمجلس النيابي، فإن هذه الحجج تسقط من أساسها، لأن النظام الداخلي نفسه خاضع لإرادة الأكثرية المطلقة التي تصوّت عليه وتعدّله. إن ما يقوم به الرئيس بري يشكّل مخالفة صريحة لأحكام الدستور والنظام الداخلي واعتداءً على حقّ الأكثرية النيابية، وهو أمر لم يعد مقبولاً، لأن أكثرية اللبنانيين تتطلّع إلى قيام دولة فعلية، لا يعيق قيامها وجود سلاح خارجها فحسب، بل أيضاً مثلُ هذه الممارسات التي تتجاهل الدستور والقوانين والأصول والأعراف وإرادة الأكثرية النيابية، وتضرب عمل المؤسسات وفي طليعتها المجلس النيابي. من هنا، أدعو جميع النواب، من مختلف الانتماءات السياسية، إلى عدم حضور الجلسة التي دعا إليها الرئيس بري يوم غد تعبيرا عن الاستياء العام من الطريقة التي يدير بها شؤون المجلس. وننتظر منه خطوة إيجابية أولى، ولو يتيمة، توحي بأنه بصدد تغيير نهجه في إدارة مجلس النواب، وتتمثّل هذه الخطوة بوضع اقتراح القانون المعجّل المكرّر الرامي إلى إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب على جدول أعمال جلسة يوم غد، لتكون مناسبة لتصويب المسار، وبتّ اقتراح القانون، والتصويت على سائر القوانين.

 

جريمة قتل الشاب إيلو أبوحنا

جوزيف أبوفاضل/موقع أكس/27 تشرين الأول/2025

بها المسيحيّون،أيها الأحزاب المسيحيّة اللبنانيّة،أيها الشخصيات المسيحيّة ألم تشاهدوا كيف ذبح قتلا الشاب الطالب #إيليو_أبو_حنا على حاجز العهر والسلبطة الفلسطيني..!؟ ماذا تنتظرون لإعلان الإضراب العام وإغلاق كل الطرقات والمستديرات في المناطق المسيحيّة..!؟من أنتم لتقفزوا فوق قضية البقاء والوجود المسيحي في #لبنان والمشرق العربي!؟ لماذا لا تتنادون الآن الى مقام سيدنا في بكركي وتصدروا بيان شّل هذه الدولة التي لا تقيم وزناً للمسيحييٍّن بل للكروش والسفر وطق الحنك..!؟ أين المسيحيّة الحقيقيّة من حساباتكم الضيقَة الداخليّة والخارجيّة..!؟

لقد صدعتم رؤوسنا بتحالفاتكم مع النواب والأحزاب والأخوة المسلمين والمسلمات..أين هذا التضامن في ساعات حرجة كهذه يغتال ويقتل ويذبح فيها الشاب المسيحيّ على حاجز الضيوف المسلّح ل #شاتيلا، لقد ركبتم على ظهر المجتمع المسيحي-اللبناني والمسلم-اللبناني بأنكم مع سيادة #لبنان 🇱🇧

جلسة الثلاثاء حول عدم إدراج قانون الإنتخابات النيابية المطروح ممكن أن تحصل وممكن أن تتأجل،لكن اغتيال المسيحييّن ودورهم وموقعهم لا يتأجل، فهذه هي فرصتكم لإثبات مسيحيّتكم في هذا اللبنان والمشرق العربي فأخوكم سيف النصارى #جوزيف_أبو_فاضل لا يريد مركزاً ولا وظيفة بل على..دينته لا تعلّق كل المراكز..!! نحن على أبواب حرب العام 1975 ولا نريدها إلا إذا استمرت الدولة اللبنانية العرجاء والإسلام السياسي المتطرّف الحاقد مع"اليسار الخرائري" التطاول علينا، المسيحيون مطالبون اليوم بإعلان الحداد والإغلاق على اغتيال الجمهورية اللبنانيّة في #شاتيلا وفي قلب العاصمة #بيروت..فلا يعنينا بعد اليوم خطابات ومهرجانات وكذب #أرطة_سوروس ولا #أرطة_كلنا_أرادة مغطاة بشرعية أحبطت اللبنانييّن واللبنانيّات.. سقطت العدالة في الوزارة بعد فضيحة الحلقة الأخيرة، لكننا نطالب كمسيحيّون أن يقف معنا المسلمون لإسقاط السلاح الذي تخافه دولة الجبناء والطبول والحمص والمشاوي والبروكولي والأرنبيط على البخار خوفاً من غازات ذهبت ولن تعود..نريد موقفاً مسيحياً من جريمة إغتيال #إيليو_أبو_حنا على مقربة من #الجيش_اللبناني وفي قلب بيروت ،لا استنكارات وتفنيصات أكل وشرب ورقص ودبَك الدهر عليها.. الإضراب والإغلاق التام لمدة طويلة يعيد للدولة مكانتها وإلا عمرها ما تكون هكذا دولة لبنانية ساقطة بكل المعاييّر...!!

 

الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: جاهزون للدفاع ولن نسمح للعدو أن يمر

موقع المنار/26 تشرين الأول/2025

أكد الأمين العام لحزب الله، حجة الاسلام والمسلمين سماحة الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة عبر قناة المنار، أن حزب الله يمثل مشروعاً استراتيجياً يرتكز على رؤية واضحة في معالجة قضايا المواطنين، والتفاعل مع التحديات التي تواجههم، سواء كانت اجتماعية، اقتصادية، تربوية أو متصلة بالعدوان واغتصاب الأرض. وشدد على أن الحزب يتخذ مواقف واضحة في مواجهة أي تحدٍ يمس الحقوق والقضايا الأساسية. وأكّد الشيخ قاسم أن المقاومة بالنسبة لحزب الله ليست مجرد خيار عسكري أو مكسب تكتيكي مؤقت يمكن التخلي عنه؛ بل هي منهج حياة متكامل لا ينفصل عن جوهر الحركة، قائلاً: “نحن لا نتعب، ومسيرة الحزب قوية وصلبة، ولا يمكن أن نذهب إلى الاستسلام لمجرد الشعور بالإرهاق، بل نستمر في الدفاع والصمود”. وأشار إلى أن جميع أبناء حزب الله يحملون روح الاستشهاد، من المقاتلين على الخطوط الأمامية وصولاً إلى العائلات التي قدمت الكثير من التضحيات. وقال: “صفة الاستشهادي تخص كل فرد من أفراد الحزب، وهي تعني اقتحام الصعاب وتقديم كل غالٍ من أجل تحقيق الهدف مهما كان الطريق صعباً.” وأكد الشيخ قاسم أنه مطمئن في قيادة حزب الله ويتخذ القرارات ضمن إطار مؤسساتي جامع، حيث يتشارك القيادة مع الشورى والمجاهدين والشعب، مضيفاً: “لست وحيداً، فالحزب يضم شبكة قيادية جماعية متكاملة على كافة المستويات، وهذا سر صلابته ونجاحه.” وأشار الشيخ قاسم إلى رفضه مغادرة لبنان أو الذهاب إلى إيران خلال الحرب الأخيرة، لأسباب أخلاقية وميدانية، إذ اعتبر أن قيادة المعركة تفرض عليه البقاء بين رفاقه في الميدان، وأن القيادة لا تستقيم إلا عندما يكون القائد حاضراً في ساحة المواجهة، جنباً إلى جنب مع المجاهدين والأهالي. إدارة المقاومة جماعية… معركة “أولي البأس” أثبتت فاعلية القرار الداخلي ودور الدعم الإيراني في مجال الإسناد

وأكد الأمين العام لحزب الله، أن إدارة معركة “أولي البأس” جرت بقيادة جماعية تضم الأمين العام، وقيادات الحزب، ومجلس الشورى، وبمتابعة حثيثة من المجاهدين والمجاهدات وجميع العاملين في الميدان. ولفت إلى أن السيد علي الخامنئي، قائد الثورة الإسلامية في إيران، قدّم مختلف أشكال الدعم للمقاومة، وتابع تفاصيل المعركة وحاجاتها، دون أن يكون هناك أي تدخل مباشر في قيادة الحرب نفسها، موضحاً أن القرار والعمل كانا لبنانيين بالكامل. وأوضح الشيخ قاسم أن الروايات التي تتحدث عن قيادة خارجية إيرانية للمعركة غير صحيحة، مشدداً على أنّ كل الانجازات التي تحققت في “أولي البأس” كانت ثمرة العمل الجماعي لحزب الله ونتاج التواصل المستمر بين القيادة السياسية والعسكرية للحزب. وتطرق إلى عملية استهداف منزل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن ذلك تمّ بناءً على عمل استخباري دقيق وقرار سياسي واضح، تماماً مثل استهداف تل أبيب بصواريخ المقاومة. وأشار إلى الانضباط العالي الذي أبدته القيادة العسكرية للمقاومة خلال إدارة العمليات، وإلى أن استمرار العمليات كان ممكناً لو استمرت المواجهة. وعن الرد على اغتيال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، شدد الشيخ قاسم على أن المقاومة قامت بما أمكن وما يقتضيه الواجب في ذلك الوقت، ضمن ما تملكه من قدرات وإمكانات.

وأوضح أن معركة “أولي البأس” تمثل انتقالاً نوعياً إلى مرحلة جديدة في أساليب العمل والمستوى القيادي وتفاعل الجمهور، مؤكداً أن فائض القوة الذي راكمته المقاومة منذ عام 2006 وحتى 2023 كان الركيزة الأساسية في تحقيق الردع أمام الاحتلال الإسرائيلي.

وكشف الشيخ قاسم أن التكتيك اليوم اختلف، وأن أدوات الصراع وأساليب العرض تطورت، مع حفاظ المقاومة على فائض القوة القادر على مواجهة التحديات، مشدداً على أن قرار الإسناد خلال المعركة كان موفقاً، ولو أعيدت الظروف لاتُّخذ نفس القرار مجدداً.

المجاهدون قدموا نموذجاً أسطورياً واستمرارية المقاومة أساسها الإيمان والإرادة

وأكد الشيخ نعيم قاسم، أنّ المجاهدين الذين تصدوا للعدوان وكانوا على الخطوط الأمامية هم أكثر من استشهاديين؛ فقد قاتلوا حتى آخر رمق وقدّموا مثالاً غير مسبوق في التضحية والثبات. وأشار إلى أن مئات المقاومين الأسطوريين تمكنوا من إيقاف تقدم أكثر من 75 ألف جندي إسرائيلي، مبيناً أن شهادة السيد حسن نصر الله منحت المجاهدين زخماً إضافياً عزز من صمودهم الأسطوري ورسّخ روح الفداء والإقدام في صفوفهم. وأوضح الشيخ قاسم أن المجاهدين رسموا معركة “أولي البأس” التي ستظل نموذجاً متجدداً إلى يوم القيامة، حيث كان لوجودهم وصمودهم الدور الحاسم في منع الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى نهر الليطاني أو التوغل نحو بيروت وتحقيق أهدافه العسكرية في لبنان.

وأضاف أن قوة “الرضوان” تشكّل جزءاً لا يتجزأ من قوة المقاومة وقد واجهت ذات الخسائر والتضحيات، لكنها تواصل أداء دورها الحيوي ضمن منظومة الصمود والمقاومة الشاملة.

وفي معرض حديثه عن معاني التعافي، شدد الشيخ قاسم على أن الحشود المليونية التي ظهرت في تشييع القادة الشهداء والكشافة التي تربي الأجيال الجديدة هي صورة حية لإرادة الجمهور وصناعة مستقبل المقاومة في لبنان، مؤكداً أن حضور المقاومة مستمر ومتكامل، والأساس في بقائها هو الإيمان والإرادة، أما باقي العناصر التنظيمية فهي مكملات تعزز هذا الطريق. وفي رسالة مباشرة وجّهها الشيخ قاسم إلى المجاهدين، قال: “أنتم الذين أعطيتمونا الزخم والدفع للأمام، وأنا جزء منكم وأتمنى أن أكون بينكم جندياً على خط المواجهة وفي قلب الميدان”.

الناس هم الأساس في معركة المقاومة… لا عزّة للمنطقة إلا بالمقاومة

كما شدد الشيخ نعيم قاسم، على أن الشعب هو الرقم واحد في معركة المقاومة، وقيمته تفوق قيمة القادة والمقاومين أنفسهم، مشيراً إلى أن أبناء المجتمع المقاوم لا يُقدّرون بثمن، فهم من يجعلون المسيرة أكثر قوة وصلابة. وقال موجهاً كلامه للناس: “بكم تصبح المسيرة أقوى، وأنتم جزء لا يتجزأ من المقاومة ومن انتصاراتها”. وأكد الشيخ قاسم على أن حزب الله لا يُبادر إلى الحرب، بل يتخذ موقف الدفاع المشروع في مواجهة عدو يسعى إلى إبادة الشعب واحتلال الأرض، موضحاً أنه إذا لم يتم التصدي للكيان الإسرائيلي، فإنه سيواصل التوسع والسيطرة وقد يقضي على مستقبل الأجيال القادمة. وأضاف: “لسنا من يقود شعبنا نحو خيارات سيئة، بل نحو خيارات عظيمة تحفظ الكرامة وتؤسس لمستقبل أفضل”. وأكد أيضاً أن لا عزّة في المنطقة إلا بالمقاومة، وأن خلل ميزان القوى الحالي هو مرحلة لا يمكن فصلها عن مراحل المواجهة والصمود السابقة، مشدداً على أن خيار المقاومة هو الخيار الحتمي للدفاع عن الأرض والإنسان وضمان الكرامة الوطنية للأجيال القادمة.

علاقتنا بالرئيس نبيه بري متينة والتنسيق على أعلى المستويات

كما أكد الأمين العام لحزب الله، أن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تتميز بمتانة استثنائية، موضحاً أن التنسيق بين الطرفين كان دائماً في أعلى درجاته، خاصة خلال فترة العدوان، حيث جرى التشاور المستمر حول تطورات الميدان والمواقف المقاومة.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن الحزب يضع الرئيس بري بشكل دائم في صورة التطورات كافة المرتبطة بالعمل المقاوم، فيما يقوم الرئيس بري بمتابعة القضايا والتنسيق من جانبه بلا انقطاع، ما عزز التكامل والتفاهم في أصعب الظروف. ولفت إلى أنه بعد مرور سنة على الاتفاق الأخير، لا يزال التنسيق بين الحزب والرئيس بري في أوج قوته، الأمر الذي وصفه بأنه “محل حسد من الآخرين”، مشدداً على توافق وجهات النظر، والتقاطعات في الحرص على الطائفة والوطن والمقاومة، مضيفاً: “قواعدنا واحدة ونحن نحمل نفس المبادئ العامة، وهذا يفرض علينا مواصلة العمل المشترك بروح واحدة من أجل حماية لبنان ومصالحه الوطنية”.

المقاومة قرار لا رجعة فيه… هدفنا الدفاع لا المبادرة بالحرب

وشدّد الأمين العام لحزب الله على أن المقاومة خيار لا يمكن التخلي عنه في مواجهة العدوان، مهما بلغ مستوى التعافي أو قوة الإمكانات. وقال: “نحن نقول أمام العالم كله إننا سنبقى مقاومة حتى لو لم يتبقَ لنا سوى الأظافر أو عصا، ولن نتوقف”. وأكد أن حزب الله جاهز للدفاع، لا للمبادرة بمعركة أو شنّ هجوم، مضيفاً: “لا قرار لدينا ببدء قتال، ولكن إذا فرضت علينا معركة فلن ندع الكيان الإسرائيلي يمر وسنقاتله حتى الرمق الأخير، وهذا قرار راسخ مهما كانت الظروف”. وأوضح الشيخ قاسم أن الحزب في موقع الدفاع ولن يتخلى عن هذا الدور، وسيستمر في المقاومة مهما كان مستوى القدرات المتاحة، مشدداً: “من يمتلك الإرادة ويتوكل على الله لا تنقطع به السبل وسيجد دائماً طريق الاستمرارية”. وأشار إلى أن من يعتدي ويقود لبنان للخيارات الصعبة هم إسرائيل وأمريكا، مضيفاً: “لسنا من افتعل الأزمة أو دفع نحو الخيارات الخطيرة، بل هم من يعتدون ويحرضون، وقد ارتضينا في حزب الله أن نلتزم بما هو أنبل وأشرف موقف حين وافقنا على الاتفاق مع الدولة اللبنانية والتزمنا به عشرة أشهر دون أي ضربة، رغبة في إراحة البلد ومنع الذرائع، لكن العدو بقي بدون أن يتوقف”.وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة في لبنان هي مقاومة وطنية لجميع اللبنانيين، داعياً الجميع للخروج من منطق التقسيم. واكمل حديثه بالتأكيد على استمرار التحقيقات في القضايا المختلفة، وأن الحزب سيعلن تفاصيلها أمام الناس حين تنتهي، مشدداً على أن العمل سيستمر بغضّ النظر عن التحديات، متمنياً أن تتوسع الإمكانات وتنفتح السبل أمام المقاومة الوطنية.

الردع يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها ونلتزم باتفاق الدولة اللبنانية

وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن استمرار الأميركي والإسرائيلي في التصعيد، يهدف إلى الضغط السياسي لأخذ مكاسب لم تتحقق بالحرب. وأوضح أن القدرات الردعية المتوفرة اليوم قد لا تمنع اندلاع الحرب، لكنها تحول دون تحقيق إسرائيل لأهدافها المرجوة مهما بلغ حجم المواجهة: “إذا فكرت إسرائيل بشن حرب كبيرة أو ضخمة فلن تحقق شيئًا، وليعلموا ذلك مسبقًا”. وأضاف الشيخ قاسم أن احتمال اندلاع الحرب موجود ولكنه غير مؤكد، ويتوقف على حسابات وموازين القوى في الميدان، ناصحًا قادة الاحتلال بضرورة الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، مؤكداً أن تطبيق الاتفاق يصب في صالح جميع الأطراف. وقال: “إن لم تطبقوا الاتفاق فلن تحصلوا على نتيجة، ونحن سنبقى على جهوزية لمقاومة أي عدوان محتمل”.وشدد على أن البيئة الشعبية المقاومة تدرك أن الثبات والصمود هو السبيل نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مستشهداً بمعركة “أولي البأس” التي فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه خلالها، مؤكداً أن أي إنجاز جديد له مستحيل بعد هذا الاتفاق. وفي سياق حديثه عن غزة، نوه الشيخ قاسم إلى أن إسرائيل لم تحقق أهدافها واضطرت بعد عامين إلى التراجع، مجددًا التأكيد أن الكيان الإسرائيلي غير قادر على تحقيق أهدافه في لبنان: “عليها أن تكتفي بما حصل وإلا فنحن جاهزون للدفاع”.وأوضح الشيخ قاسم أن حزب الله سلَّم الأمانة للدولة اللبنانية بعد الاتفاق، وأصبحت الدولة اليوم مسؤولة عن الدفاع وبسط السيادة الوطنية ومنع العدوان. وأكد التزام الحزب بتطبيق الاتفاق، قائلاً: “لو قمنا بالردّ الآن سيُصوّر الأمر كخرق للاتفاق وسنعطي إسرائيل ذريعة”. ودعا الدولة اللبنانية للقيام بواجباتها الوطنية، قائلاً: “مرّ عشرة أشهر من الاتفاق ولم تتحرك الدولة، يجب أن تضغط وتصرخ وتتحمل مسؤوليتها، فهذه تجربة علنية أمام الجميع”. وأكد أن التزام الحزب باتفاقاته يعكس جدوى الاتفاقية، مشدداً أن على الجميع استخلاص الدروس من هذا النموذج من الالتزام، ولم يستبعد الشيخ قاسم تغير الظروف وأن تبحث الدولة اللبنانية يوماً ما في صيغة تفاهم جديدة مع المقاومة حول آليات الرد على الكيان الإسرائيلي.

سلاح المقاومة حق مشروع في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة ليست مرتبطة بالجغرافيا بل بالإرادة والواجب الوطني

وأكد الأمين العام لحزب الله، أن وجود السلاح لدى الحزب ليس إلا لمقاومة الكيان الإسرائيلي الذي يحتل الأرض ويشكل خطراً استراتيجياً على وجود لبنان والمنطقة بالكامل. وشدد على أن الدفاع الذي تقوم به المقاومة يشمل فلسطين ولبنان وسوريا ومصر وكل الأمة، باعتبارها جبهة واحدة في مواجهة عدو يمتلك أطماعاً تجاوزت كل الحدود الجغرافية. وأوضح الشيخ قاسم أن تواجد الحزب العسكري ليس رداً على جغرافيا معينة أو وجود مباشر للعدو، بل هو فعل مستمر أملته طبيعة الاحتلال والتهديدات المتواصلة، قائلاً: “وجود السلاح مشروع للدفاع عن الوطن والوجود، لأنه لا فصل بين وجودنا ووجود الوطن، ونحن نرفض أن نصبح هدفاً لمعادلات العدو أو شروطه”. واعتبر أن مطالبة بعض القوى اللبنانية بحصر المقاومة في الجنوب أو ربطها بوجود العدو بعد الانسحاب إنما تتجاهل حقيقة أن العدو ما زال يحتل أراضي لبنانية وفلسطينية ويسيطر ويعتدي، بل يروج لمشروعات التوسع مثل “إسرائيل الكبرى”، مؤكداً أن هذا الخطر وجودي الآن ومستقبلاً ولا مبرر لإيجاد ذرائع لسلاح المقاومة: “إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع للاعتداء، والدليل ما فعلته في سوريا من تدمير ممنهج دون وجود مقاومين ولا مستودعات عسكرية”. ولفت الشيخ قاسم إلى أن العدو يسعى لفرض نظام سياسي واجتماعي على لبنان وتدمير فئات من شعبه عبر العقوبات ومسح مناطق جغرافية بأكملها بغرض السيطرة الكاملة، مؤكداً أن هذا النوع من العدوان يفرض الرد عليه وعدم النقاش في ذرائعه بل التصدي الصريح لأي اعتداء. وأوضح أنه مع عدم قدرة الجيش اللبناني على التصدي لكل عدوان، تظهر أهمية المقاومة الشعبية إلى جانب الجيش. وأكد ضرورة التنسيق بين الجيش والمقاومة لمواجهة الاعتداء، محذراً من محاولات نزع السلاح بحجة إنهاء الذرائع طالما العدوان قائم. وشدد على استعداد الحزب للنقاش حول استراتيجية وطنية أمنية شاملة في حال توقّف العدوان، ووقف إطلاق النار، وانتفاء أسباب المواجهة، مؤكداً أن المقاومة حق مشروع مستقل عن الجغرافيا والمناطق، وأن ما دامت هناك اعتداءات وتهديدات فدور المقاومة باقٍ. وأكد بالقول أن المقاومة ليست حدوداً جغرافية ولا تُقاس بموازين القوى مع العدو، بل هي قرار وسيادة وإرادة وطنية، وإذا ضعف القادر اليوم فقد يقوى غداً، فالمواجهة مستمرة بين المعتدي وصاحب الحق: “المقاومة فكرة ومشروع وإرادة، ولو بقي رجل واحد سيبقى يقاوم حتى النهاية.”

القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية شأن داخلي لبناني… إسرائيل ليس لها دور في تحديد مصير السلاح

أكد الأمين العام لحزب الله، على ضرورة التمييز بين القرار الدولي 1701 وبين اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أبرم بتاريخ 27 نوفمبر، موضحاً أن الاتفاق ينص حصراً على وقف الأعمال العسكرية جنوب نهر الليطاني، ويُذكر ذلك خمس مرات في نصه. وأكد أن تنفيذ هذا الاتفاق هو المقدمة للانتقال لاحقاً إلى تطبيق القرار 1701 واستكمال باقي البنود المرتبطة به. وشدد الشيخ قاسم على أن العلاقة بين إسرائيل والدولة اللبنانية محكومة فقط بحدود الاتفاق الموقع، وأن أي إجراءات تتعلق بسيادة لبنان أو بالتنسيق مع المقاومة أو بإدارة ملف السلاح والمقاومة هي تفاصيل لبنانية خالصة، تعالج داخلياً بين الأطراف اللبنانية بعيداً عن التدخل الإسرائيلي: “عندما يُنفذ الاتفاق، يعود القرار للدولة اللبنانية لتقرير الخطوات المقبلة، سواء بنشر السيادة أو التنسيق مع المقاومة أو معالجة ملف السلاح؛ هذه أمور داخلية تناقش في إطار الدولة وحدها”. وأشار إلى أن إسرائيل تتعمّد التدخل في شؤون لبنان الداخلية رغم أنها عجزت سابقاً عبر معركة “أولي البأس” عن تحقيق أي مكاسب، وقال: “إذا أرادوا تكرار التجربة فقرارنا واضح… نحن ندافع ونقاوم حتى آخر نفس، وثقتنا بالله راسخة في دوام الانتصار واستمرارية المسيرة”.

الإعمار مسؤولية الدولة أولاً وأخيراً

وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب يقوم بجهود كبيرة في ملف إعادة الإعمار ضمن حدود استطاعته، مشدداً على أن عملية الإعمار مسؤولية الدولة اللبنانية بالدرجة الأولى والأخيرة، إذ أن الاعتداء يقع من إسرائيل، والمتضرر هو الشعب اللبناني، والدولة هي المسؤولة عن حماية ومساندة مواطنيها.

وأوضح الشيخ قاسم أنه لا استقرار للدولة بدون إعمار حقيقي، داعياً الحكومة اللبنانية إلى إطلاق الورشة بما هو متاح لديها، مؤكداً أن الإعمار يمثل رافعة اقتصادية واجتماعية ضرورية لبقاء لبنان وصمود مجتمعه. وأشار الشيخ قاسم إلى أن الهدف الأساسي للعدو الإسرائيلي هو ضرب البيئة الحاضنة للمقاومة عبر منع النازحين من العودة إلى منازلهم وإبقائهم في حالة تشرد، من أجل التأثير سلباً على مستقبل المقاومة، محذراً من أن رهان العدو في هذا المسار لن ينجح: “على الحكومة أن تتحرك أكثر لمواجهة هذا المخطط، فهذا المسار العدائي لن يؤدي إلى نتائج”. وتطرق الشيخ قاسم إلى “الميكانيزم”، متسائلاً عن دورها الفعلي: “هل المدير الأميركي لمثل هذه الآليات موظف لمساعدة إسرائيل على التدمير أم لوقف الخروقات؟”، منتقداً عدم قيامها بأي دور فعلي في وقف الخروقات الإسرائيلية، ومؤكداً أن استمرارها بهذه الصورة يخدم إسرائيل ويروج لروايتها ويغطي على انتهاكاتها، وقال “قد يأتي اليوم الذي نقول فيه إن هذه الآلية أصبحت عبئاً ويجب إعادة النظر بوجودها لأنها لم تقدم أي فائدة فعلية على أرض الواقع”.

نؤيد إجراء الانتخابات في موعدها والقوانين اللبنانية تعطي الحقوق للجميع

وأكد الشيخ نعيم قاسم، موقف حزب الله الداعم لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفقاً للقانون النافذ، مشدداً على أن تأجيل الانتخابات لا يصب إلا في مصلحة من يسعى لتحقيق أهداف ضيّقة بعيداً عن المصلحة الوطنية. وقال: “نؤيد الانتخابات من أجل الحفاظ على انتظام العمل العام وإثبات التمثيل الواسع للحزب في المجلس النيابي، ولعلها فرصة لتبديل بعض المعادلات وتحسين الوضع الداخلي”. وأشار الشيخ قاسم إلى أن التشريعات اللبنانية تكفل الحقوق المدنية لكل مواطن، ولا يجوز لأي مسؤول أن يطبق القرارات الأميركية أو الخارجية بحق اللبنانيين. وأضاف: “القوانين الوطنية وحدها المرجعية في التعامل مع المواطنين، ويجب الحفاظ على استقلالية القرار اللبناني”. كما أكد الشيخ قاسم على استمرارية حزب الله وقوته، مشيراً إلى أن وجود أبنائه من النساء العظيمات والرجال والكبار والصغار هو الضمان الحقيقي لبقاء المقاومة وعدم زوالها، مهما تنوعت التحديات والرهانات الداخلية والخارجية.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 26 تشرين الأول/2025

البابا لاون الرابع عشر

لقد أصبحنا اليوم خبراء في التفاصيل الدقيقة للواقع، لكنّنا فقدنا القدرة على رؤية الصورة الكاملة، على أن نربط الأشياء بمعنى أعمق وأشمل. غير أنّ الخبرة المسيحية تريد أن تعلّمنا أن ننظر إلى الحياة والواقع بنظرة موحَّدة، قادرة على معانقة كل شيء ورفض أي منطق جزئي.

 

سامي الجميل

شاب لبناني يُقتل على أرضه بسلاحٍ غير لبناني.

جريمة كهذه ليست حادثًا عابرًا، بل إهانة لسيادة #لبنان ولدم أبنائه.

كل من يبرّر بقاء #السلاح خارج #الدولة شريك في الجريمة.

#السيادة لا تُجزّأ، ومن دونها لا وطن.

تعازينا الحارة الى عائلة ايليو أبو حنّا وأصدقائه.

 

فؤاد مخزومي

نتقدّم بأحرّ التعازي إلى عائلة الشاب إيليو أبو حنّا، الذي خسر حياته قرب مخيم شاتيلا. نطالب الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات الفورية والحاسمة لمحاسبة المرتكبين وإنزال أقصى العقوبات بحقهم، فلا أمن ولا استقرار في ظلّ السلاح المتفلّت. إنّ ما حصل يؤكد مجددًا أنّ نزع السلاح من جميع المخيّمات الفلسطينية أصبح ضرورةً وطنيةً وأمنيةً عاجلة، فلا يجوز أن تبقى أيّ بقعة على الأراضي اللبنانية خارج سلطة الدولة والقانون.

آن الأوان لوضع حدّ نهائي لهذا الواقع الشاذّ، واستعادة هيبة الدولة كاملةً على كامل أراضيها.

 

 مارك إليان

الثورة الحقيقيّة بدأت عام ١٩٧٠، عندما تمّ اختطاف بشير الجميّل عند حاجز فلسطيني في الدكوانة، ثمّ احتُجز في مخيّم تلّ الزعتر لمدّة ثماني ساعات. لقد صدم بشير بهذا الحادث، ولم يفهم آنذاك كيف يمكن لمجموعة مسلّحة أجنبيّة أن تفرض قوانينها على أرضه وأن تعتدي على المارة. لولا معركة تلّ الزعتر التي قادها بشير ورفاقه عام ١٩٧٦، لما تمكّن أهالي المتن اليوم من العودة إلى منازلهم ليلاً بأمان. ولو كان بشير على قيد الحياة اليوم، لكانت صبرا وشاتيلا وسائر المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان منزوعة السلاح وتحت سلطة الدولة اللبنانيّة.

والأهمّ من ذلك، لو كان نهج بشير لا يزال حاضراً بين الطبقة السياسيّة، لكان الشاب إيليو أبو حنّا لا يزال بيننا اليوم.الله يرحمكم يا إيليو ويا بشير !

#العدالة_لإيليو_أبو_حنا

 

محمد الأمين

إيليو"ما ضيّع الطريق… ‏الدولة هي اللي ضيّعت دورها. ما قدرت تحمي شاب لبناني من سلاح فلسطيني مش شرعي.

 

بشارة شربل

هدر رئاسي

إجحافٌ تحميلنا "الحزب" وحده وزر حرب مُرجَّحة، فهو صُنع لأجلها ويحيا بها. مسؤولية تجنبها على عهد عليه الاقتناع بأن "الدولة أولاً" فيُقدم او يصارح بعجزه. لا يزال أمل اللبنانيين معقوداً على الرئيس، فحبذا لو يوقف هدر الوقت ورصيده، ويتصرف كحاكم وليس كمحكوم.

 

بشارة شربل

"مش عم نلعب"

نصاب جلسة الثلاثاء ليس اختباراً عددياً تقنياً او تشريعياً، بل فرزٌ بين من يريد دولة بلا سلاح غير شرعي وبين من يؤيده أو يبقى رمادياً متواطئاً معه. الرد على نجاح بري بتأمين النصاب لا يكون بالاستكانة والانصياع ل"اللعبة البرلمانية" بل برفض الانتخابات قبل نزع السلاح.

 

شارل شرتوني

الشاب ايليو أبي حنا يقتل برصاص مسلحين فلسطينيين على حاجز في منطقة شاتيلا. بوادر الحرب الأهلية القذرة. ذاكرتنا لا تزال حية.

شو موقف الحكومة من حواجز المخيمات، شو موقف جوزف عون ورودولف هيكل، عأساس الجيش استلم؟! لا تعليق، لا موقف، إيليو أبي حنا قتل مين المسؤول ؟

 

 نديم الجميّل

نستنكر بأشدّ العبارات جريمة قتل الشاب #إيليو_أبو_حنّا، ونسأل بقلق عن سبب وجود حواجز تابعة لتنظيمات فلسطينية في قلب بيروت، ولا سيّما بعد كلّ ما قيل عن تسليم السلاح الفلسطيني. فلا يحقّ لأي جهة أن توقِف المواطنين أو أن تطلق النار عليهم.

فإمّا أن تكون هناك دولة تُمسِك بقرارها وسيادتها، أو أنّ الدولة ما زالت "مضيّعة الطريق".

رحم الله ايليو، وأعطى الصبر لأهله.

 

بيار جبور

ما جرى في شاتيلا جريمة إعدام ميدانية مكتملة العناصر. شاب جامعي أعزل يُقتَل لأنه “ضلّ الطريق”. بأي حق يوجد حاجز مسلّح فلسطيني داخل الأراضي اللبنانية؟ ومن سمح له بإطلاق النار على اللبنانيين ؟

لن نقبل بيانات تبويس اللحى ولا قصة “السلاح الذي سلّم”. نريد محاسبة فورية للقتلة وللسياسي الذي يحميهم إذا وجِد،  قبل المسلّح الذي ضغط الزناد.

صمت الدولة شراكة بالجريمة.

#لبنان_خالٍ_من_المسلحين

 

داني درغام

عائلة لبنانيّة قدّمت الغالي والنفيس لتُربّي ابنها على العلم والأخلاق، لا ليموت برصاصة مرتزقة على حاجز خارج عن الشرعيّة وسط بلده!

على الجيش اقتحام المخيّمات وجرف الحواجز الفلسطينيّة ونزع السلاح بالقوّة.

كفى بيانات حكوميّة فارغة! السيادة لا تُستعاد بالكلام والتصريحات بل بالقوّة.

 

 علي خليفة

علي خليفة للMTV: الرئيس #نبيه_بري يشوّه صورة المشاركة الشيعية في الحياة العامة اللبنانية لأنه لا يطبّق الدستور ولا يحترم نظام مجلس النواب ويتعامل باستنسابيّة ومن زاوية المصلحة الحزبية الضيقة لفريقه، لا كرجل دولة…

 

نوفل ضو

معارضة اقتراع المغتربين للنواب ال١٢٨، عملية "نفي سياسي" لمئات الالوف من اللبنانيين، واجراء يوازي تجريدهم من حقوقهم المدنية تعسفا، بهدف الامعان في تغيير هوية لبنان، واستكمال المفاعيل السياسية والديموغرافية والتهجيرية للحروب التي تسبب بها المتمسكون بحصر انتخاب المغتربين ب ٦ نواب.

 

حسن عبدالحسين

يجب ترحيل كل الفلسطينيين والسوريين المقيمين بصفة لاجئين في لبنان. من يمكنه العودة الى بلاده، فليكن، ومن لا يمكنه، مسؤولية الأمم المتحدة توطينه في دول مختلفة.

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 27-28 تشرين الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 تشرين الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148572/

ليوم 27 تشرين الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 27/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148575/

For October 27/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@everyone

@followers

@highlight