المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 19 تشرين الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.october19.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

مثال العذارى الحكيمات والجاهلات الإنجيلي

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/العوربة هي غير العروبة ولا علاقة بين الإثنين

الياس بجاني/عربي وانكليزي/نص وفيديو/تعرية أكاذيب وسرديات انتصارات حزب الله: لا هو حرر الجنوب سنة 2000 ولا هو انتصر في حرب 2006

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع "دي أن أي" مع الجنرال حليم فغالي تشخص سرطان حزب الله الإيراني وتقترح العلاجات الاستئصالية وتسمي المقصرين والمترددين دون مواربة

عناوين مقابلة الجنرال المتقاعد حليم فغالي

رابط فيديو تقرير من موقع "جنوبية" يتناول حياة وقصة حسن كامل الصباح أديسون الشرق لبنان

نتنياهو: دمّرنا مخزون حزب الله من السلاح في 6 ساعات

تناغم غير مسبوق بين عون وبرّي… و«حارة حريك» على خطّ التفاهمات بدعمٍ أميركي

 أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 تشرين الأول 2025

الحدث في الفاتيكان اليوم: الطوباوي مالويان... قدّيسًا

سوريا: الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة للبنان

نتنياهو يكشف: إيران خططت لإرسال فرقتين جويتين لإنقاذ نصرالله

"كسرنا محور الشر"... نتنياهو: لو هاجمنا الشمال أولًا لكنا "غرقنا في الوحل"

ترحيب لبنانيّ وارتياح دوليّ لمبادرة عون التفاوضية مع إسرائيل ... تستند إلى تجربة ترسيم البحر... وتلاقي التوجهات العربية

هانيبال القذافي: العدالة الإلهية بدأت تأخذ مجراها

مخاوف الحرب تدفع سكان ضاحية بيروت الجنوبية لبيع منازلهم .. تراجع الأسعار يصل إلى 50%

تقديرات إسرائيلية عن إعادة بناء «حزب الله» قدراته العسكرية

تقرير عبري: هيكل جديد أقل تكلفة مادية وبشرية يمثل تحدياتٍ لتل أبيب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الشرع يطلب من بوتين تسليم «الهارب بشار الأسد»

الشيباني: نسعى لتصحيح العلاقة مع لبنان

تفكيك خلية لـِ"داعش" بالقلمون: مقتل إرهابيين واعتقال ثالث

انفجار عبوة ناسفة في البوكمال وإصابة عسكري

حماس تسلم جثث رهائن قتلى إلى الجيش الإسرائيلي

مصر قد تقود القوة الدولية في غزة.. بغطاء أميركي- أوروبي

كاتس: سنطلق النار على أي تهديد يقترب من الخط الأصفر في غزة

الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة اثنين من جنوده في طوباس.. و"حماس" تتبنى العملية

إسرائيل تربط فتح معبر رفح بتسلّم الجثث: مغلق حتى إشعار آخر

إيران تُعلن انتهاء مفعول قرار مجلس الأمن 2231: حقوقنا السيادية غير قابلة للتفاوض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إدفع تخرج/عماد موسى/نداء الوطن

غزّة «بداية البداية» وليس البداية حتّى/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

ثقافة الحوار وحوار الثقافات/د. ناصيف حتي/الشرق الأوسط

ماذا بعد ملتقى شرم الشيخ؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

وهمُ المحور: اعتراف بالهزيمة أو طريق الخروج منها/علي أحمد بركات/الدولة

مسيح علي نجاد: صرخة الإيرانيات ضد الملالي "اذهبوا إلى الجحيم"/أمل شموني/نداء الوطن

لمن الحكم في لبنان؟ السلطة الجديدة أم الأشباح القديمة؟/المحامي جيمي فرنسيس/نداء الوطن

هل يقترب لبنان من مفاوضات مباشرة مع إسرائيل؟ بين الواقعية السياسية وهاجس الاعتراف/فراس حميّة/جنوبية

سُنّة بعلبك الهرمل ظلمتهم الجغرافيا: مأزقُ هويةٍ ودور وتمثيل/طارق الحجيري/المدن

لبنان وإسرائيل إلى مفاوضات قريبة: بنود أولية هذه تفاصيلها/غادة حلاوي/المدن

ترمب يخاطب ظلّه/أحمد جابر/المدن

عودة العرب إلى قيادة العالم الإسلامي: هل بدأ أفول الملالي؟/جاد الاخوي/نداء الوطن

رجي والشيباني وصناعة التاريخ/أحمد عياش/نداء الوطن

الرئيس برّي... لو كان يقرأ لو كان يدري!/أنطوان سلمون/نداء الوطن

أمن الدولة: هذه هي القصة الحقيقية لعناصر الحماية الشخصية/سامر زريق /نداء الوطن

عن رسائل اتفاق غزة للبنان/مهند الحاج علي/المدن

ماذا تعني الآية الإنجلية: “لا تدينوا لكي لا تدانوا” (انجيل القديس متى 7: 1)؟/نقلا عن موقع GotQuestions

اسرائيل تثبت ربط جغرافيا لبنان بسوريا.. استعدادات لقتال بري/منير الربيع/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

جوزيف عون: ننتظر البابا لاوون ولا تتركوا الأجيال بلا تعليم

بعد توزيع بيان ضد اسرائيل.. اعتقال شابين من حزب التحرير في بيروت

السفير الروسي يدعو لالتزام كامل بالقرار 1701.. ماذا عن تسليم السلاح؟

فضل الله: على الحكومة مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتحمل مسؤولية الإعمار

في قانونية قرار وزير الصحة بوقف إنتاج مياه تنورين وإخراجه من الأسواق/القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك

هل سيسمح للبيطار باستجواب مالك "سفينة الموت" في بلغاريا؟/فرح منصور/المدن

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 18 تشرين الأول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مثال العذارى الحكيمات والجاهلات الإنجيلي

إنجيل القدّيس متّى25/من01حتى13/“قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس، خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات. فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا. أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيْحِهِنَّ. وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ. وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس! أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ! حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ مَصَابِيحَهُنَّ. فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ، لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ. فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ. إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ. ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب. وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ! إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة.”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

العوربة هي غير العروبة ولا علاقة بين الإثنين

الياس بجاني/06 آذار/2025 

اعادة نشر التعليق/17 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/140944/

المصطلح "عوربة"، الذي ابتكره الصحفي والسياسي اللبناني نوفل ضو، يعبر عن مفهوم مختلف عن العروبة التقليدية التي روّج لها التيار القومي العربي بقيادة جمال عبد الناصر وجماعة الإخوان المسلمين. لفهم الفروقات بينهما، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1. العروبة التقليدية (القومية العربية)

نشأت في سياق مشروع سياسي وأيديولوجي يهدف إلى توحيد الدول العربية تحت راية قومية واحدة.

ركزت على البعد الهوياتي والثقافي، واعتبرت أن جميع الشعوب الناطقة بالعربية تنتمي إلى أمة واحدة بغض النظر عن الفروقات السياسية والاقتصادية.

كانت ذات طابع اشتراكي مركزي في الاقتصاد، مع سيطرة الدولة على القطاعات الرئيسية.

تبنت موقفًا معاديًا للغرب وإسرائيل، وربطت القومية العربية بمواجهة "الاستعمار والصهيونية".

دعمت التنظيمات القومية مثل حزب البعث العربي الاشتراكي والناصرية وارتبطت بجماعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين، الذين استخدموا العروبة كجسر لمشروعهم الإسلامي السياسي.

2. العوربة (بحسب نوفل ضو)

مفهوم اقتصادي وسياسي يركز على التكامل الاقتصادي بين الدول العربية بدلًا من التوحيد الأيديولوجي القسري.

يرى أن العروبة رابط اقتصادي ومصلحي وليس هوية ثقافية أو قومية تفرض على الشعوب.

يدعو إلى انفتاح اقتصادي وتعاون بناء على المصالح المشتركة، دون أن يكون ذلك مشروطًا بإيديولوجيات مثل الناصرية أو الإسلام السياسي.

يرفض فكرة أن تكون العروبة مرتبطة بالصراع أو المواجهة مع العالم الخارجي، بل يدعو إلى تحالفات عربية قائمة على التنمية والتحديث والانفتاح على الغرب.

ينتقد القوى التي تستغل العروبة لتبرير الأنظمة القمعية أو المشاريع الديكتاتورية التي أضرت بالشعوب العربية.

الفرق الجوهري

العروبة التقليدية كانت إيديولوجية قومية قائمة على مشروع سياسي موحد يسعى إلى دمج الدول العربية تحت سلطة مركزية، وغالبًا ما كان مرتبطًا بسياسات قمعية واقتصاد مغلق.

العوربة كما يطرحها نوفل ضو هي رؤية اقتصادية وسياسية حديثة، تدعو إلى التكامل بناءً على المصالح وليس على الهوية المفروضة، وتركز على التعاون والانفتاح بدل الصراع والتناحر.

بالتالي، يمكن القول إن "العوربة" تقدم بديلًا براغماتيًا عن العروبة التقليدية، بعيدًا عن الشعارات والمشاريع الفاشلة التي قادت إلى الحروب والاستبداد والانهيار الاقتصادي.

 

الياس بجاني/عربي وانكليزي/نص وفيديو/تعرية أكاذيب وسرديات انتصارات حزب الله: لا هو حرر الجنوب سنة 2000 ولا هو انتصر في حرب 2006

 16 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148263/

ربع حزب الله، قادة وأفراداً ورجال دين ومسؤولين، يدّعون باطلاً أنهم أشرف وأذكى وأنقى وأتقى الناس، وهم لم يخجلوا يوماً من تبعيتهم المطلقة والعلنية والوقحة لحكام إيران ولما يسمى معتقد ولاية الفقيه. في عقيدتهم هذه، لا ولاء لديهم للبنان الدولة والدستور والمواثيق والحدود، ولا لأي بلد يحمل أتباع ولاية الفقيه جنسيته، كما هو الحال في سوريا والعراق واليمن، بل ولاءهم مطلق لولاية الفقيه الإيرانية.

عملياً، هم في حالة مرضيّة، يعيشون على رزم من الأوهام والهلوسات وأحلام اليقظة، منفصلين تماماً عن واقع الإمكانيات والقدرات والقوة العسكرية والعلمية، سواء تلك التي يمتلكها الحزب وإيران أو ما هو بحوزة إسرائيل والولايات المتحدة وكل دول الغرب، الذين يصنفونهم تحت مسميات "الشيطان الأكبر" (أميركا) و"الشيطان الأصغر" (إسرائيل) و"الكفرة" (كل الدول التي لا يحكمونها أو يسيطرون عليها).

هذه الثقافة العدائية، التي تقوم على الشتم والافتراء والتخوين والتصنيف بين "وطني" و"عميل"، لم تتوقف يوماً منذ أن أسست إيران ونظام حافظ الأسد الحزب عام 1982، خلال حقبة الاحتلال السوري الدموية للبنان، حيث تم تسليم حزب الله كل مناطق سكن أبناء الطائفة الشيعية بالقوة والإرهاب والإجرام. ومن أكثر المحطات الدموية كانت معركة إقليم التفاح في آذار 1988، حيث قضى الحزب بالقوة على كل مجموعات حركة أمل العسكرية، مسقطاً أكثر من 1200 قتيل وآلاف الجرحى والمعاقين، مما أنهى وجود أمل العسكري وأخضعها بالكامل لأوامره ومخططاته الإيرانية.

حسن نصرالله، وصفي الدين، وقاسم، وقاووق، ورعد، وموسوي، وكل قادة هذه الفرقة المضللة، الأموات منهم والذين لا يزالون على قيد الحياة، توهموا ولا يزالون بأن مشروع إمبراطوريتهم الفارسية أمسى على قاب قوسين، وإذ بهذا المشروع الوهمي يتهاوى تحت الضربات، فيسقط القادة، وتُدمَّر مناطق سيطرتهم، وتهجير بيئتهم التي يسمونها "حاضنة"، بينما هي في الواقع رهينة ومخطوفة بالقوة.

حزب الله وقادته وأفراده، مدنيين وعسكريين ورجال دين، لا ينتمون إلى لبنان ولا إلى العروبة، ولا لأي وطن من الأوطان، وهم عملياً منسلخون عن الواقع وعن كل ما هو إنساني. لقد بنوا لأنفسهم قصوراً من الأوهام، أقفلوا أبوابها، فلا يسمعون إلا أصواتهم ولا يرون إلا أنفسهم، أما المختلف عنهم فلا وجود له في قاموسهم، وثقافتهم الأصولية ودماء اللبنانيين والسوريين والعرب محللة في اعتقادهم.

مع كل جريمة وانفجار واغتيال وانكسار، يزدادون وقاحة واستكباراً، غير مبالين بأوجاع الآخرين، بل يتلذذون بها بسادية فاقعة، ويتباهون ويرقصون ويوزعون الحلوى عند حدوثها. لقد أخذوا أبناء طائفتهم رهائن، وحولوا شبابهم إلى وقود تم التضحية بهم من أجل نظام الأسد في سوريا والحوثيين في اليمن، وفي العديد من البلدان الأخرى خدمة للمشروع الإمبراطوري الفارسي الوهمي.

يتوهمون أن بإمكانهم إذلال وإركاع اللبنانيين، متناسين أن لبنان، هذا البلد الرسالة، عمره 7000 سنة، وأنه بقوة إيمان أهله وعناده، قهر وطرد وأذل كل الغزاة والفاتحين والمارقين من أمثالهم، وكان آخرهم جيش الأسد الذي أُجبر على الخروج من لبنان ذليلاً يجرجر الخيبة في عام 2005.

حزب الله انتهى عملياً على يد إسرائيل ومن ورائها العرب والغرب، ولن تقوم له قائمة. الخسائر البشرية والاقتصادية التي أوقعها في بيئته الشيعية غير مسبوقة في تاريخها، ومن المؤكد أنها ستثور عليه وترذله عندما تستعيد الدولة سيادتها وتحررها من استعباده وإرهابه.

لذلك، من الضرورة أن يعي كل العاملين في الشأن العام، خصوصاً في بلاد الانتشار، أن كل لبناني مغترب أو مقيم يغطي حزب الله ويتعامل معه تحت أي ظرف أو حجج، فهو يعادي لبنان واللبنانيين، ويضرب السيادة والكيان والهوية والاستقلال.

أكذوبة "تحرير" الجنوب و"الانتصار" في حرب 2006

الحزب الذي يدّعي المقاومة والتحرير لم يكن يوماً لا محرِّراً ولا مقاومة، بل مجرد ذراع عسكرية لإيران. سردية "تحرير الجنوب" عام 2000 ما هي إلا كذبة كبرى، حيث إن إسرائيل انسحبت من لبنان بقرار داخلي، بعد أن بات وجودها مكلفاً وغير مجدٍ، ولم يكن لحزب الله أي دور حاسم في ذلك. أما في حرب 2006، فقد كانت النتائج كارثية على لبنان، حيث قُتل أكثر من 1200 لبناني، ودُمّرت البنية التحتية، ونُكبت البيئة الشيعية بالكامل. حزب الله لم يحقق أي انتصار، بل خرج لبنان كله مهزوماً ومدمراً... والحرب الكارثة والنكبة والهزيمة بالكامل كانت حربه الغبية على إسرائيل دعماً لحماس في غزة التي أدت إلى نهايته وإلى وقوف العالم كله خلف ضرورة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان 1559 و1680 و1701 التي تقضي بتجريده من سلاحه وتفكيك مؤسساته العسكرية وبسط سلطة الدولة اللبناني بواسطة قواها الذاتية على كل الأراضي اللبناني وحصر قرار الحرب والسلم بالدولة اللبنانية فقط.

بناءً على كل الحقائق الموثقة لبنانياً وعربياً وإسرائيلياً ودولياً، لا هو حرر الجنوب، ولا هو انتصر في حرب 2006، وبالتأكيد لا هو مقاومة ولا ممانعة ولا تحريري. بل هو عملياً العدو الأول للبنان ولكل اللبنانيين، ولكل الدول العربية، ويجب التعامل معه ومع كل المتحالفين معه - سياسيين وأحزاباً ومسؤولين ورجال دين - على هذا الأساس، وأي تعامل آخر هو غباء وخداع للذات.في النهاية، هذا الحزب دمر لبنان، أفقر شعبه، هجّره، وحوّله إلى مخزن سلاح وقاعدة عسكرية ومنطلق لحروب إيران العبثية. ولا خلاص للبنان إلا بتفكيكه وتجريده من سلاحه، واعتقال قادته، وتحميلهم مسؤولية الدمار الذي ألحقوه بالوطن.

الياس بجاني/فيديو/تعرية أكاذيب وسرديات انتصارات حزب الله: لا هو حرر الجنوب سنة 2000 ولا هو انتصر في حرب 2006

https://www.youtube.com/watch?v=ueIlXYmCeFA

 16 تشرين الأول/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع "دي أن أي" مع الجنرال حليم فغالي تشخص سرطان حزب الله الإيراني وتقترح العلاجات الاستئصالية وتسمي المقصرين والمترددين دون مواربة

18 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148311/

 

عناوين مقابلة الجنرال المتقاعد حليم فغالي

(تفريغ وصياغة وتلخيص بتصرف كامل بواسطة ناشر الموقع إلياس بجاني)

18 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148311/

الحل في لبنان بكل ما يخص حزب الله لن يكون داخلياً لأن الداخل، أي الحكم والحكام والمسؤولين والمؤسسات، فشلوا ولا يقومون بالمواجهة بل باسترضاء الحزب الذي، كما يقول، يعيد بناء نفسه.

حزب الله طبقاً للقانون اللبناني بكل متفرعاته الدستورية ليس حزباً، بل هو عصابة مسلحة إرهابية مكونة من أشرار وعميلة للخارج.. والعمالة هي لإيران، حيث أن قادة الحزب ومنذ تأسيسه سنة 1982 يفاخرون بأمرها، ويمارسونها في أعمالهم الحربية والأمنية، وفي تعاطيهم مع الدولة واللبنانيين، ويؤكدونها في خطابهم، ويثبتونها بالقوة ثقافياً واجتماعياً وولاءً وبمجاهرة فوقية بتبعيتهم لجمهورية إيران الملالوية.

كان العالم الحر والعربي يريد من لبنان أن يقوم بواجبه الحكومي والعسكري والقانوني وينهي حزب الله ويفكك منظومته بكافة أشكالها (عملاً بالقرارات الدولية واتفاقية وقف إطلاق النار والدستور اللبناني) لا أنه يسترضيه ويدخله في الحكومة ويعطيه التوقيع الحكومي الرابع (وزارة المالية) لتعطيل قرارات الحكومة.

مطلوب من لبنان، الحكم والحكام، ضرورة تفكيك كل منظومة حزب الله وليس فقط مصادرة أو استلام سلاحه وإقالة وزرائه من الحكومة.

بنتيجة السلام بين إسرائيل والعرب انتهى دور حزب الله، وكذلك دور أسِيادِه الملالي "البعبع" الذي كان هدفه إخافة العرب وإفشال إقامة السلام مع إسرائيل.

إسرائيل والعالم الحر والعربي سوف ينهون حزب الله عسكرياً وتنظيمياً وهيكليةً حتى لا تقوم له أي قيامة مستقبلية.

لم يعد بقدرة إسرائيل القبول بأذرع إيرانية مسلحة على حدودها، ولهذا الحرب قادمة مع الحزب وعليه.

على الدولة اللبنانية أن تفكك بالقوة وعملاً بالقوانين والدستور رقبة كل من يعصي أوامرها.. وحزب الله الممثل في الحكومة هو عاصٍ على أوامرها ويتحداها علانية ويهدد بالقتل والحروب كل من يقترب من سلاحه... ورغم هذا العصيان، فهؤلاء الممثلون للحزب في الحكومة يجب طردهم.

الحكومة والحكام لا يقومون بواجباتهم المحلية والإقليمية والدولية والدستورية لإنهاء حالة حزب الله... وكل ما يُعلن عن سحب ومصادرة سلاح وخطط بهذا الشأن سرية والشعب لا يعرف عنها أي شيء مما يفقدها الجدية والمصداقية.

أمام لبنان فرصة تاريخية لاسترداد سيادته واستقلاله وإنهاء وضعية الدويلة الإيرانية، إلا أن الحكم والحكام، كما هي وضعية لبنان باستمرار، يضيعون الفرصة.

 

رابط فيديو تقرير من موقع "جنوبية" يتناول حياة وقصة حسن كامل الصباح أديسون الشرق لبنان

جنوبية/18 تشين الأول/2025

أديسون الشرق: العبقري اللبناني الذي سبق عصره بـ 100 عام واغتيل في حادث غامض

https://www.youtube.com/watch?v=1nACDcnVeCo

في قمة عطائه العلمي، وفي عمر الـ 41 عاماً، انتهت حياة العبقري اللبناني حسن كامل الصباح في حادث سيارة غامض لم يُكشف سره حتى اليوم.

من هو "أديسون الشرق" ابن النبطية الذي أذهل أميركا والعالم باختراعاته؟ في هذا الفيديو، نروي قصة الرجل الذي ابتكر أساس "الفيديو كول" والطاقة الشمسية قبل قرن تقريباً، وساهمت تقنياته في وصول الإنسان إلى الفضاء. هل كانت وفاته مجرد قضاء وقدر، أم عملية اغتيال مُدبّرة لإسكات عقل عربي فذّ أراد أن ينقل علمه إلى وطنه؟

 

نتنياهو: دمّرنا مخزون حزب الله من السلاح في 6 ساعات

المدن/19 تشرين الأول/2025

أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن "إسرائيل دمّرت مخزون حزب الله من السلاح الذي جمعه لسنوات خلال ست ساعات"، لافتاً إلى أن "عملية البيجرز نُفِّذت بعد ورود معلومات عن إرسال حزب الله عينات منها إلى الفحص".  وقال في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية بأن "حكومته لم تُبلِغ الولايات المتحدة بعملية اغتيال حسن نصر الله"، مشيراً إلى أن "اطلاعهم كان بمثابة إطلاع نصر الله، فإنه كان سيتسرب الخبر". وأردف بأن "قرار اغتياله لم يكن بالإجماع". وقال: "توقعنا أن تمطرنا إيران بالصواريخ عقب اغتيال نصر الله لكن لم يحدث". ميدانياً، أغار الطيران الإسرائيلي مستهدفاً بثلاثة صواريخ المنطقة الواقعة بين بلدتي دير كيفا وكفردونين. واستهدفت الغارة حفارة "بوكلين"، وهذا ما أدى إلى سقوط شهيد، كان على متن الحفارة. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن الغارة التي شنها العدو الإسرائيلي على آلية في بلدة دير كيفا قضاء صور، أدت إلى سقوط شهيد. في المقابل، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو عبر حسابه على منصة "آكس"، يظهر ما زعم أنه عملية نفذها الجيش الإسرائيلي للقضاء على عنصر من حزب الله في بلدة كفردونين. وزعم أدرعي أن العنصر "حاول إعادة إعمار بنى تحتية أمنية للحزب في جنوب لبنان وذلك من خلال آلة هندسية". سبق الغارة اعتداءات إسرائيلية جنوباً، بعد أن ألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه منطقة غاصونة شرق بلدة بليدا.  كذلك أُفيد عن العثور على جسم معدنيّ عليه كتابات عبرية، في بلدة تولين الجنوبية. وتجري المتابعة لفحص الجهاز من قبل القوى الأمنيّة للتأكد من طبيعته ومصدره.  ورجّحت المعلومات أنّ يكون الجهاز يُستخدم لأغراض تجسسية.

 

تناغم غير مسبوق بين عون وبرّي… و«حارة حريك» على خطّ التفاهمات بدعمٍ أميركي

جنوبية/18 تشين الأول/2025

كشفت صحيفة الأنباء الكويتية عن تناغمٍ لافت بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، إذ أبدى الأخير تأييده لمواقف الرئيس عون وخطواته الأخيرة المتزامنة مع انعقاد قمة شرم الشيخ.

وأشارت المعلومات إلى تحرّك نائبٍ مقرّب من الرئيس عون باتجاه «حارة حريك»، بدعمٍ واضح من السفارة الأميركية، حيث التقى شخصيتين بارزتين في الحزب، إحداهما نيابية والأخرى استشارية، وتركّز البحث على ملف السلاح وموقف الرئاسة من مسار عملية السلام. وبحسب مصادر متعددة، فإن غياب الرؤية الموحدة لإعادة إعمار القرى المهدّمة تحوّل إلى ورقة ضغط سياسية يجري التلويح بها مع اقتراب الاستحقاق النيابي، وسط قناعة داخلية وخارجية متنامية بأن لا إعمار ولا مساعدات قبل التوصّل إلى حلّ جذري لقضية السلاح.

 

 أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 تشرين الأول 2025

جنوبية/18 تشرين الأول/2025

نداء الوطن

يتردّد أن أحد القائمقامين في محافظة الجنوب يغض النظر عن مخالفات تُرتكب في نطاقه، متذرّعًا في كل مرة باتصال من مرجعية سياسية عليا، ما يثير استياء معنيين يرون في ذلك تغطية مقصودة على تجاوزات واضحة.

تعلو الصرخة داخل قطاع حيوي احتجاجًا على أداء الوزيرة المعنية، الذي يوصف بالانطوائي والبعيد عن التفاعل المطلوب، فيما يتصاعد التململ أيضًا داخل أروقة الوزارة نفسها.

يُلاحظ تناغم لافت بين وزير الصناعة جو عيسى الخوري وجمعية الصناعيين، تجلّى بوضوح في جولاته الأخيرة وخطواته الداعمة للصناعة اللبنانية خصوصًا بعد التحديات الكثيرة التي واجهتها في الأشهر الأخيرة، والإعلان المشترك عن “معرض الصناعة اللبنانية 2025” الذي سيقام نهاية تشرين الأول الجاري.

اللواء

توقف الوسطاء عن الكلام على معالجات للوضع اللبناني، بانتظار وصول السفير الأميركي الجديد- من أصل لبناني- إلى بيروت.

بات بحكم الواضح أن البدائل الناضجة عند رئيس تيار للتحالف مع حزب انفصل عنه، لم تصبح قائمة في الساحة المسيحية..

تتحدث المعلومات عن أن وظائف الجيش اللبناني جنوب الليطاني حققت تقدماً مُعترفاً به، وكان الجانب الأميركي يطَّلع شيئاً فشيئاً على الأسلحة المصادرة والأنفاق المدمَّرة..

الجمهورية

مستثمر عربي بارز كان قرر وقف أعماله في لبنان، ينصح الآن أصدقاءه بالمجيء إلى لبنان والاستثمار فيه.

سأل وزير بارز كيف ان شركة عامة كانت تعيش على نزيف الخزينة، وهي اليوم تواصل أعمالها بما تجبيه عادة من موارد فقط ومن دون استنزاف الخزينة، بعدما رفض الوزير تغطية خسائرها.

اقر دبلوماسي غربي بتقدم في أعمال الحكومة والمجلس النيابي ٍ ولكنه غير كاف ويحتاج إلى البناء على زخم المرحلة.

البناء

تقول مصادر أوروبية تتابع تطبيق اتفاق غزة وعلى صلة بعدد من المنظمات الأممية العاملة في قطاع غزة إن المقاومة تبذل جهداً صادقاً للوصول إلى أماكن دفن جثث الأسرى القتلى وهي تدرك أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يرغب بأن ترتكب المقاومة أي خطأ لاستغلاله في تبرير جعل الاتفاق هشاً يمكن التلاعب بتطبيق إلزامية وقف النار فيه في أي وقت. وقالت المصادر إن المقاومة تدرك أنها عندما سلمت الأسرى الأحياء فقد التمسك بجثث القتلى أي قيمة تفاوضيّة بل أصبح هذا التمسك خدمة للاحتلال للتنصل من التزاماته خصوصاً بفتح المعابر أمام قوافل المساعدات الغذائية والطبية وإدخال الخيام والمنازل المسبقة الصنع والآليات الثقيلة لرفع الأنقاض. وتعتقد المصادر أن تأمين دخول معدات ثقيلة وفرق خبراء يساعدون في الوصول إلى الجثث سيسهل مهمة تسليمها لكن نتنياهو يعتبر أن مقايضة الحصول على الجثث بإدخال المعدات الثقيلة صفقة خاسرة.

توقع خبراء في الحروب الإعلامية أن يجري ضخ مجموعة من الروايات المثيرة في الساحة الإعلامية وتوظيف قنوات إعلامية عملاقة في الترويج لها اضافة لتنشيط توزيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإشغال الرأي العام بها وصرف الانتباه عن غياب القدرة على المبادرة السياسية والعسكرية لحسم الملفات العالقة في المنطقة من الجانب الأميركي الإسرائيلي بينما تجري المماطلة في تنفيذ الالتزامات الخاصة بإعادة الإعمار في غزة ولبنان ورسم معادلة مقايضة سلاح المقاومة بالإعمار. وعن الروايات المثيرة توقع الخبراء نشر تقارير تتناول ما توصف بأنها أسرار أحداث كبرى تكون عموماً مفبركة لكنها مثيرة للجدل والتصديق مثل كيف سقطت سورية أو كيف تمّ اغتيال قادة المقاومة أو خطة الحرب على إيران وسواها من العناوين

 

الحدث في الفاتيكان اليوم: الطوباوي مالويان... قدّيسًا

نداء الوطن/ 19 تشرين الأول/2025

تتنحّى السياسة جانبًا لفترة وجيزة في فترة قبل الظهر، وتفسح المجال أمام حدث دينيّ وروحيّ بامتياز.

فعند العاشرة من صباح الأحد بتوقيت روما، تتجه الأنظار إلى ساحة القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان، حيث سيُرفع سبعة قديسين على مذابح الكنيسة، بينهم الطوباوي الشهيد المطران اغناطيوس مالويان، أسقف ماردين للأرمن الكاثوليك. القداس الاحتفالي الذي سيترأسه البابا لاوون الرابع عشر، يشارك فيه وفد لبناني برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي كان وصل أمس السبت إلى روما، وأعلن من هناك أن لبنان ينتظر زيارة الحبر الأعظم وبدأ كل الترتيبات لإتمامها. الرئيس عون زار فور وصوله، المدرسة الحبرية الأرمنية والتقى بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان، الذي منح رئيس الجمهورية "وسام صليب الإيمان"، وهو الأعلى في البطريركية. وتوجّه إلى عون قائلًا إنّ حضوركم "ليس مجرد مشاركة رسمية في احتفال كنسي بل هو شهادة ناطقة على أن لبنان لا يزال بلد الإيمان وأن جذور الإيمان فيه أقوى من العواصف التي عصفت به". بدوره، شكر الرئيس عون، البطريرك ميناسيان، على مبادرته، معربًا عن سعادته بالمشاركة في تقديس المطران مالويان. وتمنّى في كلمته، على "رجال الدين من كل الطوائف، ألا يتركوا الأجيال تنشأ بلا تعليم لأنه الأساس لبناء الأوطان وخصوصًا بناء لبنان".

البابا للراعي: "لبنان في قلبي"

وفي الفاتيكان، استقبل البابا لاوون، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في لقاء هو الأوّل بينهما. وأكد الحبر الأعظم أن لبنان في قلبه كما الكنيسة المارونية المنتشرة، وأن التحضير لزيارة بيروت جارٍ بفرح عظيم وعاطفة أبوية كاملة من قداسته لوطن الرسالة والقديسين. بدوره أطلع الراعي، قداسة البابا، على وضع المسيحيين في لبنان والشرق وعن حالة الهجرة المقلقة التي تسببت بها الحروب والأزمات الإقتصاية، معربًا عن حماسة الشعب اللبناني لاستقباله بكل أطيافه في أواخر الشهر المقبل.

إحباط تهريب أسلحة بين لبنان وسوريا

داخليًا، وفيما تـُطبخ المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل على نار هادئة، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته على لبنان، معلنًا استهداف عنصر من "حزب الله" في منطقة دونين جنوب لبنان، كان يستخدم مركبة هندسية لإعادة بناء بنية تحتية تمّ تدميرها خلال عملية "السهام الشمالية". ميدانيًا أيضًا، أعلن الجيش الإسرائيلي إحباط محاولة تهريب وسائل قتالية في منطقة جبل حرمون، عند الحدود بين سوريا ولبنان، وذلك خلال عملية ميدانية ليلية أدت إلى اعتقال عدد من المشتبه بهم، أثناء محاولتهم تهريب أسلحة من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي اللبنانية. وبحسب البيان، تم ضبط كميات من القنابل اليدوية، المسدسات، الصواريخ المضادة للدروع، وذخيرة متنوعة. وعلى خط العلاقات بين بيروت ودمشق، أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني، أن حكومة بلاده تسعى إلى تصحيح العلاقة بين البلدين، وأن هناك إرثاً من الماضي لا تتحمّل الحكومة السورية الجديدة مسؤوليته.

 

سوريا: الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة للبنان

المدن/18 تشين الأول/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي عن إحباط محاولة لتهريب الأسلحة في منطقة جبل الشيخ غرب سوريا، إلى لبنان، فيما اقتحمت قوة إسرائيلية قرية حضر ذات الغالبية الدرزية واعتقلت شخصاً يشتبه بضلوعه في عملية تهريب الأسلحة نحو الأراضي اللبنانية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، إن قوات الاحتلال، أحبطت محاولة لتهريب "وسائل قتالية" في منطقة قمة الحرمون (جبل الشيخ)، وذلك في عملية أمنية نفذها "لواء الجبال- 810"، بالتعاون مع "الوحدة- 504" في الجيش الإسرائيلي. وزعم ادرعي في بيان، أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عدداً من المشتبه بهم خلال محاولتهم تهريب أسلحة من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، موضحاً أن المضبوطات شملت قنابل يدوية، ومسدسات، وصواريخ مضادة للدروع، وذخائر متنوعة. وأشار إلى أن جيش الاحتلال أحال المعتقلين للتحقيق لدى الجهات الأمنية الإسرائيلية، وصادر الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزتهم. في غضون ذلك، أفاد مراسل "المدن" في القنيطرة، بأن قوة من الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت بلدة حضر ذات الغالبية الدرزية، شمال محافظة القنيطرة، عند الحدود مع الجولان المحتل، مضيفاً أنها اعتقلت شخصا يُدعى كمال نقور، يُشتبه في تورطه بعمليات تهريب أسلحة عبر طرق غير شرعية تمر من جبل الشيخ باتجاه الأراضي اللبنانية. وتُعد المنطقة الممتدة عبر سلسلة جبال الشيخ ومزارع شبعا، من أبرز خطوط التهريب النشطة، نظراً لقربها من الحدود السورية- اللبنانية، إلى جانب صعوبة مراقبتها بسبب التضاريس الجبلية الوعرة التي تعيق عمليات الرصد والمراقبة. كما تُعرف قرى وبلدات جبل الشيخ باستخدامها منذ سنوات كممرات للتهريب، في ظل الطبيعة الجغرافية المعقدة التي توفر غطاء للمهربين.

 

نتنياهو يكشف: إيران خططت لإرسال فرقتين جويتين لإنقاذ نصرالله

نداء الوطن/ 19 تشرين الأول/2025

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم السبت أن إيران كانت تخطط لإرسال فرقتين جويتين إلى سوريا لإنقاذ حسن نصرالله من الانهيار، مشيرًا إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي تلقّى أمره بالتدخل وردع تلك الخطّة. وأوضح نتنياهو أن "الحرب مع إيران شيء يلاحقني منذ 40 عامًا"، وبيّن أن التهديد الإيراني النووي يُعدّ أحد دوافع استمرار المواجهة، إذ رأى أن إسرائيل كانت في خطر وجودي إذا ما حصلت طهران على سلاح نووي. تطرّق نتنياهو إلى القرار الذي اتخذه حول استهداف نصرالله، قال: "يجب أن نفهم أننا قضينا على نصرالله، وبالتالي كنا على وشك زعزعة النظام السوري. وكانت هناك حاجة لخطوة إضافية، لأن إيران كانت تنوي إرسال فرقتين جويتين لإنقاذهم. وأنا أمرت سلاح الجو وفعلًا تم ردعهم". وأضاف أن إيران، بعد سقوط نصرالله، "عجّلت المسار النووي" معتبرًا أن انهيار المحور الإيراني - السوري - اللبناني فتح الطريق أمام طهران لتسريع تطوير القنبلة النووية. وأقرّ نتنياهو بأن مهمته كرئيس وزراء هي إزالة التهديد النووي الإيراني بأسرع ما يمكن، وأن ما حذّر منه بالفعل هو "إرجاع التهديد وتأخيره". كما بيّن أن المواجهة مع حزب الله والنفوذ الإيراني في المنطقة لم تنتهِ بعد، وأن إسرائيل تواصل الاستعداد الكامل لأي تصعيد أو تهديد قادم.

 

"كسرنا محور الشر"... نتنياهو: لو هاجمنا الشمال أولًا لكنا "غرقنا في الوحل"

نداء الوطن/ 19 تشرين الأول/2025

شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم السبت، في حفل تدشين الاستوديو الجديد لبرنامج "البطريروتيم" (الوطنيّون) على القناة 14، بحضور شخصيات فنية وأمنية، من بينها المطرب عوفر ليفي وتسفيكا مور، والد الأسير المُحرَّر إيتان. كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم السبت، عن نيته طرح قرار على الحكومة، يوم الأحد، لاعتماد "حرب النهوض" اسمًا رسميًا للحرب الجارية في غزة، قائلاً: "أختتم هذه الحرب بقرار سأقدمه غدًا للحكومة أن نُطلق عليها اسم "حرب النهوض" هذا هو اسمها". واستغل نتنياهو ظهوره عبر القناة 14 الإسرائيلية لاستعراض ما وصفه بـ"التحوّل الدراماتيكي" في مكانة إسرائيل الإقليمية والدولية، وقال:"قبل عامين كنا نواجه تهديدًا وجوديًا، واليوم، بعد هذه الحرب، باتت إسرائيل تُوصف بأنها قوة، وبعضهم يقول: قوة عالمية. لقد خرجنا من الحضيض إلى القمة". وأضاف أن هذا التحول تحقق بفضل "بسالة الجنود والقتلى والجرحى"، و"القرارات الصعبة" التي اتخذتها حكومته، إضافة إلى دعمه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. في ردّه على سؤال حول موعد نهاية الحرب، قال نتنياهو: "إن الحرب في غزة لن تنتهي قبل تنفيذ شروط إسرائيل"، موضحًا:

"أولًا، استعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا، ثم نزع سلاح غزة وتفكيك حماس بالكامل".

تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التهديد الإيراني، كاشفًا أن إيران كانت تعتزم إرسال فرقتين جويتين إلى سوريا، مضيفًا: "تمكّنا من القضاء على عدد من كبار القادة الإيرانيين، ولكن مثل الأورام في الجسد، قد تعود، لهذا نبقى يقظين دائمًا". وبشأن عملية اغتيال حسن نصرالله، كشف نتنياهو أنه امتنع عن إبلاغ الأميركيين بالخطة مسبقًا، مبررًا ذلك بالقول: "إطلاعهم كان سيُسرّب إلى نصر الله فورًا". وأكد أن إسرائيل دمرت خلال ساعات ما بناه حزب الله من صواريخ خلال سنوات، وأنه كان يتوقع ردًا صاروخيًا ضخمًا من إيران عقب عملية اغتيال نصرالله، لكن ذلك لم يحدث. وأضاف، "قرأت تقريرًا سريًا عن نصرالله وفهمت أن القضاء عليه سيكسر محور الشر، لذلك قررت تنفيذ العملية دون إبلاغ أحد، حتى الأميركيين". وتحدث نتنياهو عن الجبهة الشمالية، معتبرًا أن تأجيل المواجهة مع حزب الله كان قرارًا استراتيجيًا صحيحًا. وقال: "لو هاجمنا الشمال في بداية الحرب، لكنا غرقنا في الوحل، ولم نحقق ما أنجزناه في الجنوب". أبدى نتنياهو انتقادًا لإدارة بايدن، متهمًا إياها بـ"الرضوخ للضغوط الدولية" و"تجميد تسليم الأسلحة". وروى أنه قال لوزير الخارجية الأميركي آنذاك، أنتوني بلينكن: "إذا لم يكن لدينا سلاح، سنقاتل بأيدينا".أشار نتنياهو إلى ما وصفه بـ"الجبهة الثامنة"، في إشارة إلى الانتقادات الداخلية التي يتعرض لها، قائلًا: "ليس سهلًا أن تُهاجم عائلتك، وتُهدد بالقتل، وتُشوّه سمعتك محليًا ودوليًا. لكنني صمدت، لأنني كنت أعلم أنه إذا رضخت للضغوط لوقف الحرب، فستكون أيام دولة إسرائيل معدودة". في ختام حديثه، شدّد نتنياهو على ما وصفه بـ"الروح العظيمة لدى شعب إسرائيل"، مضيفًا: "تسير في الشوارع وتلمس الفخر والمعنويات المرتفعة، الجنود هم من منحوني القوة".

 

ترحيب لبنانيّ وارتياح دوليّ لمبادرة عون التفاوضية مع إسرائيل ... تستند إلى تجربة ترسيم البحر... وتلاقي التوجهات العربية

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/2025

تلقّف المستوى السياسي اللبناني مبادرة رئيس الجمهورية جوزيف عون للتفاوض مع إسرائيل، بإيجابية، في مسعى لتحريك الجمود في الوضع الميداني القائم، ولم تثر المبادرة غضب «حزب الله» الذي بدا هادئاً في التعامل معها، مشترطاً في الوقت نفسه مفاوضات غير مباشرة، وهي شكل من التفاوض لم يطرحه عون الذي يستند في مقاربته إلى تجربة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية قبل ثلاث سنوات. وبدا طرح عون، بمثابة مبادرة سياسية يُراد منها إخراج الوضع اللبناني من المراوحة، في ظل تأزم ميداني يتضاعف يومياً، إثر انتقال إسرائيل إلى مرحلة استهداف المنشآت المدنية والمؤسسات الصناعية والتجارية، ومضيّها في منع عودة مظاهر الحياة إلى المنطقة الحدودية، واستهداف العائدين وممتلكاتهم، وتعنّتها في مسألة رفض الانسحاب من النقاط المحتلة، فيما يمنع هذا الاحتلال الجيش اللبناني من استكمال انتشاره في جنوب الليطاني، وتنفيذ حصرية السلاح بالكامل في المنطقة، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.

الواقع الميداني ومفاوضات غزة

وتقول مصادر مطلعة على موقف عون لـ«الشرق الأوسط»، إن طروحات عون الأخيرة، تستند إلى واقعين، أولهما أن الواقع الميداني لا يزال أسير المراوحة، في وقت يتصدر الحل الدبلوماسي الخيارات المطروحة لإنهاء أزمة الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، بالنظر إلى أن خيار الحرب لإنهاء التأزمة «شبه معدوم». كما يستند إلى تجربة التفاوض لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتلتقي مع الرؤية العربية لحل النزاعات، في وقت تتصدر التسويات، خيارات المنطقة لحل القضايا العالقة، وهي خيارات تحظى بمباركة عربية ودولية. وكان عون قد أكد أنه «لا يمكن أن نكون خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار تسوية الأزمات، بل لا بد من أن نكون ضمنه؛ إذ لم يعد في الإمكان تحمُّل مزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير». وأضاف خلال لقائه بصحافيين مطلع الأسبوع: «اليوم الجو العام هو جو تسويات، ولا بد من التفاوض... أما شكل هذا التفاوض فيحدَّد في حينه».

احتمالات الحرب شبه معدومة

وقال مصدر وزاري مواكب لمبادرة عون، إن الرئيس اللبناني يرى أن كل المواجهات يفترض أن تنتهي بأحد حلين، إما انتصار طرف وهزيمة آخر عسكرياً، وإما الحل الدبلوماسي القائم على التفاوض والحوار الذي يفترض أن ينتهي باتفاق. مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الحرب «ليس بالوارد أن توصل إلى نتيجة، وباتت احتمالات الحرب أصلاً شبه معدومة، مما يحصر الخيارات بالتفاوض». وشدد المصدر على أن عون «لم يتحدث عن اتفاقية سلام أو تطبيع، بل عن تفاوض لم يحدد شكله، بغرض التوصل إلى حل ينهي الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، ويثبت النقاط الحدودية البرية، ويزيل الخروقات الإسرائيلية على الحدود، ويحل أزمة المناطق المحتلة العالقة منذ 2006» في إشارة إلى شطر قرية الغجر وسائر نقاط النزاع الحدودي.

ترسيم الحدود البحرية

ومع أن عون لم يحدد شكل التفاوض، فإن تجربة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بين عامي 2020 و2022، برعاية الأمم المتحدة وتحت علمها، وبوساطة أميركية، تقع في خلفية الطرح. ويقول المصدر الوزاري إن تلك تجربة «أثمرت نتائج مهمة» على صعيد حل نزاع حدودي، كما أن قوة الاتفاق، كانت أكبر من أن يُخرق في حرب امتدت لـ13 شهراً بين إسرائيل و«حزب الله»، حيث «صَمَدَ الاتفاق رغم توسع الحرب وقصف بيروت والضاحية وتل أبيب وحيفا، فلم يستهدف الحزب المنشآت البحرية الإسرائيلية، كما لم يُسجل احتلال إسرائيلي للمياه الإقليمية اللبنانية»، في إشارة إلى أن الدخول البحري الإسرائيلي لم يتعدّ مسألة الخروقات للمياه اللبنانية، إسوة بالخروقات البرية والجوية.

لا تفاوض تحت النار

وطرح عون مبادرته على رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام خلال اليومين الماضيين، وأوضح في تلك اللقاءات أن المبادرة الساعية إلى اختراق الجمود القائم، ووضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية، تشترط «عدم التفاوض تحت النار»، بمعنى أن هناك اتفاقاً لوقف الأعمال العدائية لا تحترمه إسرائيل ولا تنفذه، وفي المقابل، «لا يمكن للبنان أن يتفاوض بظل الاحتلال وتحت الضغط الناري والاعتداءات العسكرية والأمنية»، حسبما تقول مصادر مواكبة للحراك، وبالتالي، «على إسرائيل أن تزيل عوامل التفجير، وتتم تهيئة الأجواء لمفاوضات جدية تنهي الاحتلال والاعتداءات وتحرر الأسرى وتنهي النزاعات الحدودية».

ارتياح غربي للطرح

وتشير المصادر إلى «ارتياح أميركي وأوروبي ودولي لمواقف عون»، لافتة إلى أن ترجمة هذا الارتياح على أرض الواقع «يتم بالضغط على إسرائيل تسهيلاً للتفاوض المطروح وتطبيق الاتفاقات». وفيما كان التوجه الغربي قبل أشهر ميالاً باتجاه وضع ملف المحادثات بين لبنان وإسرائيل على السكة، بمعزل عن مستوى المنخرطين بالمحادثات، تؤكد المصادر أنه بعد التغول الإسرائيلي والضغوطات العسكرية، «بات هناك تفهّم غربي للموقف اللبناني»، إذ «لاقت المبادرة أصداء إيجابية على المستوى الدولي»، لافتة إلى أن المعنيين والمؤثرين في الملف اللبناني «يدركون أن هناك خطة لحصرية السلاح يتم تنفيذها على مراحل، فيما تعرقل إسرائيل استكمال تنفيذها من خلال الاحتلال المتواصل للأراضي اللبنانية».

ليونة.. ولا مفاوضات مباشرة

وينسحب التفهم الدولي، على تأييد لبناني داخلي للمبادرة التي لم تثر غضب «حزب الله» وحلفاءه، إذ تم التعليق عليها بشكل غير مباشر، بلغة هادئة وليونة من دون رفض مباشر لأصل المبادرة. وبعدما شددت كتلة «حزب الله» البرلمانية (الوفاء للمقاومة) على «الأولويات السيادية التي يتوجب أن تحكم مسار السياسة والمواقف والمقاربات في البلاد من ‏أجل مواجهة الاحتلال وتحقيق الأمن والاستقرار فيها»، قال النائب عن الحزب حسن فضل الله، السبت، إنه «من واجب الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها وتلزم الجهات الراعية للاتفاقات بوقف الاعتداءات»، موضحاً أن «المقاومة ستقابل أي خطوة إيجابية من الحكومة بإيجابية لأن الهدف هو وقف سفك الدماء ووقف التخريب الإسرائيلي». وبدا أن تحفّظ «حزب الله» يتركز على المفاوضات المباشرة، إذ أكد النائب عنه علي المقداد: «إننا إذ ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تؤدي واجبها الدبلوماسي والسياسي شرط ألا يأخذنا هذا العمل إلى مواقف أخرى، وخصوصاً أننا نسمع البعض يتحدث عن التفاوض المباشر مع العدو»، مشدداً على أنه «لا تفاوض مباشر مع هذا العدو الصهيوني».

 

هانيبال القذافي: العدالة الإلهية بدأت تأخذ مجراها

الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/2025

قال هانيبال القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، اليوم السبت، تعليقا على قرار القضاء اللبناني، الجمعة، بإخلاء سبيله بعد عشر سنوات من توقيفه من دون محاكمة إن «العدالة الإلهية بدأت تأخذ مجراها كما يجب». وأضاف هانيبال، عبر منصة «إكس»، «أقولها اليوم بكل ضمير مرتاح: العدالة الإلهية بدأت تأخذ مجراها كما يجب، وأرجو من الله عز وجل أن يكرم عائلة الإمام موسى الصدر ورفيقيه بأي بصيص حقّ يُشفي الم قلوبهم ويُعيد لهم بعض السكينة بعد طول الانتظار»، مؤكدا: «فالحق لا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن». كان هنيبال القذافي، المتزوّج من عارضة أزياء لبنانية، قد أُوقف في ديسمبر (كانون الأول) 2015 من قبل السلطات اللبنانية بتهمة «كتم معلومات» بشأن قضية اختفاء الزعيم الشيعي اللبناني موسى الصدر وشخصين كانا برفقته خلال زيارة إلى ليبيا في 31 أغسطس (آب) 1978، حين كان والده يتولى الحكم. وجاء قرار إخلاء سبيله بعد استجوابه، الجمعة، من قبل قاضي التحقيق. وكان محاميه قد أبلغ «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأسبوع الماضي، أنّ الحالة الصحية لموكله البالغ 49 عاماً «مقلقة». وتتّهم السلطات اللبنانية معمّر القذافي بالوقوف وراء الاختفاء الغامض للإمام الصدر ومرافقَيه، وكان هنيبال حينها في الثانية من عمره. وقُتل معمر القذافي في عام 2011 خلال الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكمه. وكان نجله هنيبال لاجئاً سياسياً في سوريا قبل استدراجه إلى لبنان من قبل مجموعة يقودها النائب السابق حسن يعقوب الذي اختفى والده الشيخ محمّد يعقوب مع الصدر.

 

مخاوف الحرب تدفع سكان ضاحية بيروت الجنوبية لبيع منازلهم .. تراجع الأسعار يصل إلى 50%

بيروت: حنان حمدان/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/2025

قبل نحو شهر تقريباً، باع علي ب. (46 عاماً) شقته الواقعة في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، بـ105 آلاف دولار، وهو سعر أقل بـ30 ألف دولار عما كان ثمنها قبل عام، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً أنه أراد «بيعها وتحصيل جزء من ثمنها خوفاً من خسارتها بالكامل في حال استهدفتها إسرائيل، وخصوصاً أن هذه الشقة هي جنى عمري الذي قضيته في إحدى دول الاغتراب». ومثل علي كثيرون ممن يمتلكون شققاً سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، مركز نفوذ «حزب الله»، يسعون لبيعها خوفاً من أن تتضرر جراء استهدافات إسرائيلية محتملة، أو في حال تجددت الحرب على لبنان، الأمر الذي يخشاه غالبية اللبنانيين، خصوصاً مع الاعتقاد بأن انتهاء الحرب في غزة يثير المخاوف من انتقالها إلى لبنان. وتزخر الصفحات الإلكترونية المتخصصة في الإعلانات عن العقارات بإعلانات بيع شقق في الضاحية الجنوبية، وهو أمر لم يكن منتشراً إلى هذا الحد قبل استئناف إسرائيل ضرباتها في الضاحية الجنوبية لبيروت في أواخر مارس (آذار) الماضي، وتصاعدت الظاهرة مع تزايد المخاوف أخيراً من تجدد الحرب بعد هدنة غزة.

سيناريو خسارة البيت بالكامل

أبو حسين واحد من هؤلاء، قرر بيع شقته في السان تيريز. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «عرضت شقتي للبيع منذ أكثر من شهر، لسبب أساسي أنني أحتاج لثمنها كي أتمكن من دفع الإيجار المترتب عليّ»؛ إذ نزح أبو حسين وعائلته منذ نحو عام تقريباً واستأجر منزلاً في بشامون، وهو لا يزال فيه حتى اليوم نتيجة الوضع الأمني المأزوم. ولا يكترث أبو حسين لتقاضي ثمن منخفض لشقته؛ إذ يفضل ذلك على إبقائها، يقول: «تضررت شقتي عدة مرات أثناء الحرب الموسعة (بين سبتمبر/ أيلول ونوفمبر/ تشرين الثاني 2024) وبعدها، وفي حال حصلت حرب أو استهدافات جديدة، قد أخسرها كلياً». ويضيف: «طلبت من وسيط أعرفه عرضها للبيع، وأنتظر منه خبراً. أخبرني أن هناك شققاً كثيرة معروضة للبيع». واستهدفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت مرات عديدة بعد دخول وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل حيز التنفيذ في نوفمبر 2024، فتضررت شقق سكنية جراء الاستهدافات المتكررة، نتيجة الغارات.

حالة عامة

والحال أن عرض المباني للبيع في الضاحية أصبح شائعاً. يقول أحمد، وهو من سكان برج البراجنة هناك، إن «شققاً سكنية كثيرة معروضة للبيع»، وإن هذا الأمر «بات الشغل الشاغل للناس؛ كيف يبيعون شققهم؛ لأنهم انتقلوا للعيش في مكان آخر، أو أنهم يريدون الانتقال في أقرب وقت ممكن»، وفق ما يقول لـ«الشرق الأوسط». ونزحت عائلات كثيرة من الضاحية إلى مناطق كثيرة في الجبل وعلى أطراف بيروت، خوفاً من الوضع الأمني المأزوم في البلاد، وتريد أن تبيع منازلها مخافة أن تخسرها نهائياً. يعلق أحمد: «أسعار الشقق المعروضة للبيع انخفضت بشكل كبير عما كانت عليه، ويتراوح تراجع الأسعار بين 20 و40 في المائة. الأرقام مستهجنة ولم تصل إلى هذا الحد في وقت سابق. الناس لا تعلم متى ستستقر الأمور».

أكثر من النصف

ويؤكد وسطاء بيع العقارات في الضاحية هذا الواقع، ويقول أحد السماسرة لـ«الشرق الأوسط»: «ارتفع عدد الشقق المعروضة للبيع بشكل كبير في الفترة الأخيرة»، ويضيف: «... إلا أن الطلب وشراء المعروض من هذه الشقق قليل، ويحدث في حالات نادرة»، وذلك رغم انخفاض أسعار الشقق المعروضة بشكل كبير.

ويتابع: «من يهتم بشراء الشقق راهناً هم ميسورو الحال الذين ينتظرون انتهاء الحرب للاستثمار فيها وبيعها بأسعار مضاعفة». وقد تدنت الأسعار كثيراً ووصلت لأقل من نصف ثمن الشقة أحياناً كثيرة؛ فعلى سبيل المثال يقول الوسيط: «انخفض سعر متر البناء في قلب الضاحية من 1300 و1500 دولار إلى 500 و700 دولار»، أما المناطق التي يرتفع فيها سعر متر البناء في الأصل، مثل حي الأميركان ومنطقة السان تيريز، والتي كان يتراوح فيها سعر المتر بين 2000 و3 آلاف دولار، فبات سعر المتر فيها «معروضاً بنحو ألف دولار أو أكثر بقليل».

خطوة استباقية

وكخطوة استباقية، قررت لمى بيع شقتها قبل وقت قصير من الحرب، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «تركت منزلي في الضاحية وانتقلت للعيش في منطقة الحازمية؛ لأسباب كثيرة، أهمها أنني كنت أشعر بأن الوضع الأمني ليس مستقراً، وأن شيئاً ما قد يحدث في أية لحظة». وعن السبب الأساسي الذي دفعها للانتقال والعيش خارج الضاحية، وهو المكان الذي وُلدت وترعرعت فيه، تقول: «أردت أن يعيش أطفالي حياة آمنة، وأعتقد أنني كنت محقة في خياري هذا»، وتضيف: «عاش الأطفال ظروفاً صعبة للغاية أثناء الحرب الإسرائيلية على لبنان، وقبل الحرب وبعدها، بسبب وجود المسيّرات الإسرائيلية المستمر في سماء البلاد، والطلعات الجوية للطيران الحربي الإسرائيلي، وكذلك الاستهدافات التي تكررت هناك». ويحدث ذلك في وقت لم يحصل أصحاب الشقق السكنية على تعويضاتهم بعد، وإنما بدل إيواء وأثاث فقط، وذلك بعد مرور نحو 10 أشهر على انتهاء الحرب. ويقدّر البنك الدولي أعداد الوحدات السكنية المدمرة والمتضررة بأكثر من 162 ألف وحدة، في حين تقول مؤسسة «جهاد البناء» إنها تخطت 348 ألف وحدة، علماً أن إسرائيل لا تزال تستهدف وتقصف لبنان بشكل شبه يومي، وبالتالي فإن هذه الأعداد قابلة للارتفاع أكثر.

 

تقديرات إسرائيلية عن إعادة بناء «حزب الله» قدراته العسكرية

تقرير عبري: هيكل جديد أقل تكلفة مادية وبشرية يمثل تحدياتٍ لتل أبيب

تل أبيب - بيروت/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/2025

عزز «حزب الله» التقديرات الإسرائيلية بأنه يعتمد ترسانة جديدة تتطلب عدداً أقل من الأفراد، وأموالاً أقل، وبنية تحتية محدودة، بتأكيده على لسان النائب عنه حسن فضل الله، أن «وجود المقاومة هو الذي يمنع العدو حتى اليوم من احتلال الأرض، ولولا هذه المقاومة لكان العدو قد احتل أرضنا كما يفعل الآن في سوريا، وكما يسعى إلى ضمّ الضفة الغربية في فلسطين». وقال فضل الله في تصريح: «الحرب سجال؛ يوم لنا ويوم علينا»، داعياً إلى «التمسك بوصايا القادة وتضحيات الشهداء لأن إرادة المقاومة لم تُكسر». جاء ذلك بالتزامن مع تقرير عسكري نشره موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، قال فيه إن «حزب الله» اللبناني دخل عام 2023 في مواجهة مع إسرائيل مزوداً بأكثر من 150 ألف صاروخ، وآلاف العناصر المدربة، وبنية تحتية استغرق بناؤها عقدين من الزمن، «لكن تفاؤل الحزب اصطدم بواقع غير متوقع، إذ حطم الجيش الإسرائيلي كل ما كان يملكه الحزب تقريباً بفضل التفوق التكنولوجي، والابتكارات الاستخباراتية، والقوة النارية»، حسبما كشف عنه التقرير. ومع ذلك، قد تكون الجولة التالية من المواجهة المحتملة دائماً قاب قوسين أو أدنى.

إعادة بناء جيشٍ مُصاب

وأفاد تقرير «واي نت» بأن «حزب الله» يُعيد بناء قدراته بسرعة، وقد يُشكّل الهيكل الجديد للجماعة تحدياتٍ جديدةً لإسرائيل، لا سيما في ثلاثة مجالات: الصواريخ والقذائف، والطائرات المُسيّرة، والبنية التحتية التي تدعمها، وفقاً للتقرير. تقليدياً، اعتمدت القوة النارية لـ«حزب الله» على شبكة مدفعية واسعة النطاق -صواريخ باليستية دقيقة مخبَّأة داخل المنازل، وقاذفات صواريخ منتشرة في أنحاء جنوب لبنان. وقد أتقن الجيش الإسرائيلي مواجهة هذه المنظومة جيداً، واستجاب لها بفاعلية. فشل معظم الصواريخ الباليستية -وهي نسخ إيرانية الصنع من طراز «فاتح-110»- في إصابة العمق الإسرائيلي. وتم اعتراض العديد منها، بينما دمّر سلاح الجو منصات الإطلاق قبل أن تتمكن من إطلاقها. وأحدثت الصواريخ الثقيلة، مثل «فجر-5» و«غراد»، دماراً عند سقوطها، لكنَّ «حزب الله» واجه صعوبة في مواصلة إطلاق وابل كثيف من الصواريخ. ووفقاً لبيانات الجيش الإسرائيلي، لم يطلق الحزب أكثر من 230 صاروخاً في يوم واحد -وذلك مرة واحدة فقط، في نهاية أغسطس (آب) 2024. يعود السبب وراء هذا العدد القليل إلى أن الصواريخ المخزَّنة ليست صواريخ على منصات إطلاق. واجهت المجموعة مشكلات لوجيستية جسيمة، في نقل الذخيرة، ونشر منصات إطلاق كافية في الوقت المناسب، والتعامل مع القادة الميدانيين الجرحى الذين كانوا يتعافون من الحروق في مستشفيات بيروت، حسب «واي نت». استغل الجيش الإسرائيلي هذه الثغرات، فدمر مئات منصات الإطلاق دفعةً واحدة. في عملية يوم 21 سبتمبر (أيلول)، حيث تم القضاء على 400 منصة إطلاق صواريخ في غضون ساعات. حتى عندما تمكن «حزب الله» من تركيز عمليات الإطلاق، اعترضت القبة الحديدية معظم الصواريخ.

رخيصة.. وفعّالة

كان صاروخ «بركان» البدائي أحد أكثر الأسلحة تدميراً التي استخدمها «حزب الله» -وهو في الأساس برميل متفجر مزود بمحرك صاروخي صغير. جعل قصر مداه اعتراضه صعباً، ولم تتمكن القبة الحديدية أحياناً من الرد في الوقت المناسب. كما أثبتت صواريخ «ألماس» المضادة للدبابات بعيدة المدى، الموجهة بصرياً والتي تُطلق من مكان مخفي تماماً، خطورتها. كان بإمكان المشغلين تحديد الأهداف باستخدام كاميرا مثبتة على متن الصاروخ، مما يسمح بضربات دقيقة للقواعد والمركبات والمنازل. في حين أن نظام الدفاع الإسرائيلي «تروفي» قادر على اعتراض مثل هذه الصواريخ، إلا أنه لا يحمي إلا الشيء المُركّب عليه -لا سبيل لتركيب مثل هذه الأنظمة على كل منزل قرب الحدود مثلاً. ونتيجةً لذلك، قد ينتقل «حزب الله» إلى مزيج من الصواريخ «الذكية» والأسلحة «الغبية» -ترسانات أصغر حجماً ولكنها أدوات أكثر فاعلية تتجاوز دفاعات إسرائيل، وفقاً لـ «واي نت». كما أن وحدة «حزب الله» الجوية، التي بُنيت على مدى عقود بمليارات الدولارات من الاستثمارات الإيرانية، كانت مزودة بصواريخ «كروز» بعيدة المدى مثل DR-3 وطائرات هجومية مُسيّرة متطورة مثل «شاهد-129». كانت هذه الطائرات قادرة على إسقاط قنابل مُوجّهة أو اعتراض طائرات مُسيّرة أخرى. لكن سلاح الجو الإسرائيلي دمّر معظم هذا الأسطول قبل أن يُحدث تأثيره. كان التهديد الحقيقي من طائرات «الكاميكاز» المسيَّرة البسيطة -القنابل الطائرة التي تُطلق جماعياً من لبنان إلى إسرائيل. نماذج رخيصة وفعّالة، مثل: أبابيل-تي، وصمد-2 بعيد المدى، وشاهد-101 و-107 الصغيرتين والمراوغتين، ألحقت إصابات وأضراراً بالممتلكات. كلٌّ منها سلاحٌ ذو اتجاه واحد، لكن تكلفتها زهيدةٌ جداً، ويسهل إطلاقها من أي مكان، حتى في غياب البنية التحتية المناسبة. وقد بدأ «حزب الله» بالفعل بتحويل إنتاجه نحو هذه الطائرات المسيَّرة منخفضة التكلفة. وتقول إسرائيل إنها دمَّرت في الغارات على ضاحية بيروت ومواقع أخرى في يونيو (حزيران) خمسة مصانع للطائرات المسيَّرة، ومع ذلك، يواصل الحزب إعادة بناء مصانعه على نطاق واسع بعد أن فقد نحو 70 في المائة من مخزونه من الطائرات المسيَّرة، حسبما أوضح التقرير.

ساحة المعركة القادمة

لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلى إسرائيل هي التداعيات العملية، حسب «واي نت». يمكن إطلاق صواريخ «ألماس» من مواقع خفية -حتى من ثقوب في الأرض- مما يُصعّب على إسرائيل القضاء على طواقم الإطلاق. سيتطلب الأمر عدداً أقل من المقاتلين لتشكيل تهديدات خطيرة، ورغم تكلفتها الباهظة، قد يُعوَّض ارتفاع سعر هذه الصواريخ بتوفير القوى العاملة. بالمثل، لا يتطلب إطلاق الطائرات المسيَّرة الانتحارية مدارج أو مرافق معقدة. طائرة «شاهد-101» تُوضع في صندوق بحجم علبة تلفزيون، سهلة الإخفاء، ورخيصة التخزين، وقادرة على الوصول إلى أهداف على بُعد مئات الكيلومترات. لم يعد «حزب الله» بحاجة إلى مخابئ ضخمة تحت الأرض تكلف الملايين وتجذب الاستخبارات الإسرائيلية. هذا هو الخطر، حسب «واي نت»: «كلما كان السلاح أبسط زادت صعوبة وقفه». تتطلب ترسانة «حزب الله» الجديدة عدداً أقل من الأفراد، وأموالاً أقل، وبنية تحتية محدودة، لكنها تُشكل تحديات كبيرة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الشرع يطلب من بوتين تسليم «الهارب بشار الأسد»

جنوبية/18 تشين الأول/2025

كشف نائب مدير إدارة روسيا وشرق أوروبا في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، أشهد صليبي، أن الرئيس أحمد الشرع طالب خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسليم “الهارب بشار الأسد”، وفق تعبيره، مؤكداً أن الطلب طُرح بشكل واضح وصريح خلال المباحثات بين الجانبين. وأوضح صليبي، في مقابلة مع الإعلام السوري مساء الجمعة، أن الجانب الروسي أبدى تفهماً لمسار العدالة الانتقالية في سوريا، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو تأتي ضمن إطار إعادة تفعيل التنسيق والتعاون مع الدول الصديقة، بما يتناسب مع المرحلة السياسية الجديدة التي تمر بها البلاد. وأضاف أن دمشق تتجه نحو إعادة صياغة سياستها الخارجية بما ينسجم مع مصالحها الوطنية العليا، لافتاً إلى أن القيادة السياسية الجديدة تعتمد مبدأ الشفافية والانفتاح في إدارة العلاقات الدولية، وخصوصاً في ما يتعلق بالملف الروسي. كما أشار صليبي إلى أن الاتفاقيات الموقعة سابقاً بين دمشق وموسكو ستخضع للمراجعة وإعادة الصياغة بما يخدم المصلحة السورية، موضحاً أن المباحثات بين الرئيسين تناولت وضع آليات قانونية جديدة للتعاون في ملفات المطلوبين والقضايا العالقة، إلى جانب تعزيز التنسيق داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة لدعم الحضور السوري في المحافل الدولية. وكان الرئيس الشرع قد وصل إلى موسكو الأربعاء الماضي في زيارة رسمية التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث بحثا العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية، وملفات إعادة الإعمار والاقتصاد. ويُذكر أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد كان قد فرّ إلى روسيا عقب سيطرة الفصائل المسلحة على السلطة في كانون الأول الماضي.

 

الشيباني: نسعى لتصحيح العلاقة مع لبنان

المدن/ 18 تشرين الأول/2025

اعتبر وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني أن "النظام السابق أوصل إلى لبنان وشعب لبنان صورة سيئة لا تعبّر عن الحضارة السورية"، مؤكداً "نريد تصحيح العلاقة بين سوريا ولبنان، وهناك إرث لسنا جزءاً منه ولا نتحمّل مسؤوليته". الشيباني أكد في مقابلة تلفزيونية أنّ "ملف اللاجئين السوريين في لبنان كان يشكل ضغطاً على الدولة اللبنانية وسوريا في الوقت نفسه"، وأردف بالقول "نريد أن نضمن عودة كريمة للاجئين السوريين في لبنان". وفيما يختص بملف المعتقلين السوريين، أكد الشيباني أنه "كان على رأس أولوياتنا خلال زيارة لبنان "، مشيراً إلى أنه "تجاوزنا مرحلة القرار في ملف المعتقلين السوريين في لبنان وبدأنا بالأمور الإجرائية". على صعيد آخر، وبعد قرار إخلاء سبيله بكفالة وقدرها 11 مليون دولار أميركي، علّق هانيبال القذافي للمرة الأولى على القرار، وكتب عبر حسابه على منصة "إكس": "أقولها اليوم بكل ضمير مرتاح: العدالة الإلهية بدأت تأخذ مجراها كما يجب، وأرجو من الله عز وجل أن يكرم عائلة الإمام موسى الصدر ورفيقيه بأي بصيص حقّ يُشفي ألم قلوبهم ويُعيد لهم بعض السكينة بعد طول الانتظار، فالحق لا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن".

 

تفكيك خلية لـِ"داعش" بالقلمون: مقتل إرهابيين واعتقال ثالث

المدن/ 18 تشرين الأول/2025

أعلن الأمن السوري، اليوم السبت، عن عملية مشتركة مع جهاز الاستخبارات العامة استهدفت خلية من تنظيم "داعش" في شمال محافظة ريف دمشق، في حين أكدت مصادر متابعة أن العملية جرت بمشاركة مروحيات من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف. وقالت وزارة الداخلية السورية في بيانٍ لها، إنَّ جهاز الاستخبارات العامة نفّذ بالتعاون مع قيادة الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق، عملية أمنية محكمة ضد خلية من "داعش" كانت تنشط في معضمية القلمون، ذلك "عقب متابعة ميدانية دقيقة ورصد متواصل لتحركات عناصرها". وأضاف البيان أن العملية أسفرت عن "تفكيك الخلية الإرهابية بالكامل"، وإلقاء القبض على أحد أفرادها، في حين حُيّد اثنين آخرين حاول أحدهما تفجير حزامه الناسف أثناء الاشتباك، وقُتل الآخر متأثراً بجروح أصيب بها خلال الاشتباكات. ولفت إلى العثور على عدد من الأسلحة الفردية والذخائر المتنوعة وحزام ناسف معدّ للتفجير في مكان وجود خلية التنظيم، مشيراً إلى أن الأسلحة والذخائر صودرت، في حين "أُحيل المجرمون إلى الجهات المتخصّصة لاستكمال التحقيقات، تمهيداً لعرضهم على القضاء المتخصّص واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحقهم، وفقاً للأنظمة والقوانين النافذة". وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن العملية "تأتي ضمن نهجها الاستباقي في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وتجسّد جاهزية كوادرها وكفاءتها العالية في حماية أمن الوطن والمواطن".ووفق مصادر متابعة، فإن العملية جرت بمشاركة من مروحيات من قوات التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، فجر اليوم السبت، واستهدفت خلية مكونة من 3 أفراد، وهذا ما أدى إلى تفكيكها على نحوٍ كامل. وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، نفّذ التحالف الدولي عملية إنزال جوي، بالاشتراك مع قوات أرضية من الأمن السوري في قرية جرجيسة بريف حماة الجنوبي، وأسفرت عن مقتل قيادي بارز في "داعش" يدعى عبد القادر بسام والمسؤول عن العمليات والأمن الخارجي. ووفق بيان، صدر حينها عن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، فإن "الحلبي" تولّى الإشراف على ما يعرف بـ"الولايات البعيدة"، وكان ضالعاً في تفجير السفارة الإيرانية في لبنان، فضلاً عن محاولات لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا والولايات المتحدة، جرى إحباطها بجهود استخبارية. وتأتي العمليات في إطار تعاون استخباراتي وأمني بين الأمن والاستخبارات في سوريا، والتحالف الدولي لاستهداف التنظيم المتطرف في سوريا، وذلك بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

 

انفجار عبوة ناسفة في البوكمال وإصابة عسكري

نداء الوطن/ 19 تشرين الأول/2025

أُصيب عسكري سوري بجروح، مساء اليوم السبت، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة عسكرية في مدينة البوكمال، شرقي محافظة دير الزور، قرب الحدود السورية - العراقية. وأفادت مصادر سورية بأن العبوة كانت لاصقة، وانفجرت أثناء مرور السيارة العسكرية في شارع المعري وسط المدينة، بالقرب من مبنى الهجانة الذي يُستخدم مقرًا لقوى "الأمن الداخلي".

 

حماس تسلم جثث رهائن قتلى إلى الجيش الإسرائيلي

نداء الوطن/ 19 تشرين الأول/2025

تسلمت سيارات الصليب الأحمر مساء اليوم السبت في جنوب قطاع غزة جثث رهينتين كانتا في قبضة حركة حماس، وتم تسليمهم إلى قوات الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي. في حين لم تكشف حركة حماس عن هوية الرهينتين اللتين ستسلمهما، قالت الجماعة الإرهابية إنها "استعادت" الجثث خلال اليوم.

 

مصر قد تقود القوة الدولية في غزة.. بغطاء أميركي- أوروبي

المدن/18 تشرين الأول/2025

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن مشروع قرار مدعوم من الولايات المتحدة وأوروبا يُحضر في مجلس الأمن لمنح قوة دولية صلاحيات واسعة للسيطرة على الأمن داخل غزة، وسط توقّعات قوية بأن تقود مصر هذه القوة. وأوضحت الصحيفة أن واشنطن تسعى لأن تحصل القوة على تفويض أممي، من دون أن تكون بعثة حفظ سلام تقليدية؛ بل بآلية مشابهة لتجربة القوات الدولية في هايتي لمواجهة العصابات. ويُطرح إلى جانب مصر كل من تركيا، إندونيسيا وأذربيجان بوصفهم أبرز المساهمين بالقوات. وبالرغم من عدم التوقع بأن تشارك قوات أوروبية أو بريطانية مباشرة، أرسلت بريطانيا مستشارين إلى خلية صغيرة تديرها الولايات المتحدة داخل إسرائيل، لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب ذات العشرين بنداً. كما أشارت "الغارديان" إلى أن بريطانيا دربت بالفعل وحدات من الشرطة الفلسطينية، في حين ستتولى القوة الدولية المسؤولية الأمنية الأساسية.

ووفق الصحيفة، ستنسحب إسرائيل على نحوٍ أوسع إذا أثبتت القوة فعاليتها، لكنها تصر على الاحتفاظ بمنطقة عازلة كبيرة تحت سيطرتها لحماية نفسها من هجمات جديدة لـِ "حماس". وأكد دبلوماسيون بريطانيون أن نزع سلاح "حماس" هو التحدي الأصعب. وتطرح لندن أفكاراً مستوحاة من تجربة إيرلندا الشمالية، حيث جرى التخلص من أسلحة الجيش الجمهوري الإيرلندي عبر آلية تحقق مستقلة. وتتوقع المصادر أن توافق "حماس" على تسليم أسلحتها لجهة فلسطينية فقط لتجنب دلالات "الاستسلام"، مع إمكانية إشراك طرف ثالث للتحقق لمصلحة إسرائيل. وستبدأ العملية بالأسلحة الثقيلة وقاذفات الصواريخ، في حين يُؤجل ملف الأسلحة الفردية. وذكرت "الغارديان" أن بريطانيا تدعم بقوة إسناد دور لرئيس وزرائها الأسبق توني بلير في "مجلس السلام" الذي نصت عليه خطة ترامب، للإشراف على لجنة من 15 تكنوقراطياً فلسطينياً. وبالرغم من اتهام بلير بدعم غزو العراق في العام 2003، فقد حصل على دعم من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي قال لـِ CNBC : "توني بلير صديق للعراقيين، ونريده أن ينجح في هذه المهمة وسندعمه". ومن المتوقع أن يتضح موقع بلير بحلول الأسبوع الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، تزامناً مع مؤتمر دولي في القاهرة لإعمار غزة، تنظمه مصر، ويستهدف جذب المانحين والقطاع الخاص. وتشير تقديرات بريطانية إلى أن حجم الأموال المطلوبة لإعادة الإعمار يتجاوز 67 مليار دولار، وهو ما يستدعي تمويلاً خليجياً وخاصاً إلى جانب المساعدات الدولية. وأضافت الصحيفة أن محكمة العدل الدولية ستصدر الأسبوع المقبل حكماً ضد إسرائيل بسبب وقف تعاونها مع وكالات الأمم المتحدة، بما فيها "الأونروا". ويستند الطلب إلى مبادرة نرويجية مدعومة بقرار من مجلس الأمن، ويُتوقع أن يعيد تأكيد التزام إسرائيل القانوني بوصفها قوة احتلال بتقديم المساعدات لسكان غزة. وفي سياق متصل، نقلت "الغارديان" عن وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين أغابكيان، قولها في مؤتمر بمدينة نابولي، إن السلطة "تعلمت من أخطائها، وأصبحت دولة قيد التشكل". وأكدت أن تطوير المناهج التعليمية هو أحد أبرز الإصلاحات، لكنها تساءلت: "هل تكفي أفضل المناهج لمنح الأطفال رواية سلام، في حين يعيشون الحواجز والإذلال واقتلاع الأشجار وقتل الآباء يومياً؟".

 

كاتس: سنطلق النار على أي تهديد يقترب من الخط الأصفر في غزة

نداء الوطن/ 19 تشرين الأول/2025

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن سياسة إسرائيل الأمنية في قطاع غزة تقوم على عدة مبادئ أساسية، أبرزها استعادة جميع الجنود المختطفين، وتجريد حركة حماس من أسلحتها وقدرتها على تصنيعها، إلى جانب تدمير البنية التحتية "الإرهابية" في القطاع. وفي بيان رسمي، أوضح كاتس أن الخطة تشمل "نزع السلاح من غزة بالكامل عبر تدمير أنفاق التهريب والقتال، ومرافق إنتاج الأسلحة، وكل البنية التحتية التابعة لحماس"، إضافة إلى "فرض رقابة صارمة على المعابر، وعلى ممر فيلادلفي الحدودي مع مصر لمنع تهريب المعدات القتالية". وأشار كاتس إلى أن الجيش الإسرائيلي سيُعاد انتشاره على طول ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" داخل غزة، بما يشمل أكثر من 50% من مساحة القطاع، مع ترسيم هذا الخط وتطبيق قواعد صارمة تمنع الاقتراب منه أو عبوره. وأكد أن القوات الإسرائيلية سترد بإطلاق النار على أي تهديد أو محاولة استهداف لجنود الجيش.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة اثنين من جنوده في طوباس.. و"حماس" تتبنى العملية

نداء الوطن/ 19 تشرين الأول/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، أن مقاتلين اثنين أُصيبا بجروح متوسطة، إثر انفجار عبوة ناسفة ألقاها فلسطيني، خلال عملية عسكرية نفذتها قواته في مدينة طوباس، شمالي الضفة الغربية، ضمن نشاط هجومي لوحدات تابعة للواء "مناشيه". وأضاف بيان الجيش الإسرائيلي أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأُبلغت عائلتاهما، مشيرًا إلى أن قواته تواصل عملياتها العسكرية في المنطقة. في المقابل، أعلنت حركة "حماس" مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم، واعتبرته "تأكيدًا على أن المقاومة في الضفة الغربية لن تنكسر أو تخمد". وقالت الحركة في بيان: "العملية التي استهدفت قوة راجلة للاحتلال بعبوة ناسفة تعبّر عن إرادة شعبنا في الرد على جرائم الاحتلال المتصاعدة"، مشيدة بـ"أبطال المقاومة الذين يثبتون في الميدان رغم كل الصعاب". وأكدت "حماس" أن استمرار هذه العمليات "تعبير صادق عن غضب شعبنا ورفضه للاحتلال"، مجددة تمسكها بـ"الحق المشروع في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل".

 

إسرائيل تربط فتح معبر رفح بتسلّم الجثث: مغلق حتى إشعار آخر

المدن/18 تشرين الأول/2025

قال مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء اليوم السبت، إن نتنياهو أوعز بعدم فتح معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر حتى إشعار آخر، رابطاً مصير فتحه بالتزام "حماس" بإعادة جثث الأسرى الإسرائيليين. وفي السياق، أعلنت "كتائب القسام" مساء اليوم السبت، أنها سلمت جثتي أسيرين إسرائيليين، وذلك بعد انتشالهما من غزة في وقت سابق اليوم. وأوضح المكتب في بيانٍ له، أنه "سينظر في فتحه بناء على مدى وفاء حماس بالتزاماتها في إعادة جثث القتلى، وتطبيق المقترح المتفق عليه".

وتشير تقديرات في الجيش الإسرائيلي، إلى أن "حماس تعلم مواقع 8 جثث على الأقل" من الأسرى، مشيرةً إلى أنه "بإمكانها إعادتها على الفور"، وفق ما أوردت "القناة 13". بدورها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" نقلاً عن تقديرات، قولها إن الحركة "تعلم بدقة مكان نحو 10 من الجثث، في حين أن تخليص قسم منها يحتاج إلى عمليات هندسية". كما ذكرت  "كان 11"، أنه علاوة على إغلاق معبر رفح، تدرس إسرائيل فرض عقوبات أخرى على "حماس" من أجل الضغط عليها للإفراج عن جثث أسراها المتبقية في القطاع. وقال مسؤول إسرائيلي، إن نتنياهو يدرس تحريك قوات الجيش من خطوط الانسحاب التي ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأشار إلى أن ذلك سيكون حتى موعد تحدده إسرائيل، وفي حال عدم الإفراج عن جثث الأسرى من قطاع غزة إلى حين ذلك. من جهتها، رحبت عائلات الأسرى الإسرائيليين،  بقرار نتنياهو عدم إعادة فتح معبر رفح، وجاء في بيانٍ لها "مع ذلك على الحكومة ألا تعتمد على الوسطاء؛ بل عليها أن تتخذ موقفاً حازماً ضد حماس، وأن تطالب بإعادة جميع المختطفين الـ18 من دون استثناء، وأن تفعّل جميع الأدوات المتاحة بحوزتها". وأضافت "على الحكومة الإعلان أنها لن تواصل تطبيق الاتفاق حتى تُعاد جميع جثث القتلى وفقا لمقترح ترامب". ويأتي قرار نتنياهو بعد أن أعلنت السفارة الفلسطينية لدى القاهرة مساء السبت، أن معبر رفح البري سيفتح الاثنين، من أجل تمكين الفلسطينيين في مصر من العودة إلى القطاع. وقالت السفارة، في بيانٍ لها، إنَّ معبر رفح سيفتح أمام الفلسطينيين المقيمين في مصر والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة، داعيةً الراغبين إلى تسجيل بياناتهم عبر تطبيق إلكتروني مخصّص، على أن يُبلغوا بمواعيد التجمع وأماكنه لاحقاً. لكنها لم تحدد ما إذا كان سيُسمح بمرور المساعدات الإنسانية عبر المعبر في هذه المرحلة.

ويعد هذا التطور الأول من نوعه منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في أيار/ مايو 2024، حيث دُمرت مبانيه وأُحرقت، ومنع الفلسطينيون من استخدامه، بما في ذلك المرضى الذين واجهوا أزمة إنسانية خانقة. وأعيد فتحه لفترة وجيزة فقط في مطلع العام 2025 خلال هدنة قصيرة الأمد. منذ ذلك الحين، اقتصرت المساعدات الإنسانية على المرور عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب رفح، حيث واجهت الشاحنات عوائق متعددة، من إجراءات بيروقراطية صارمة إلى ساعات عمل قصيرة، وهو ما جعل كمية المساعدات أقل بكثير من الاحتياجات الفعلية.

وفق برنامج الغذاء العالمي، دخل إلى غزة منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير نحو 560 طناً من الغذاء يومياً في المتوسط، وهو رقم أدنى بكثير من الحد الأدنى المطلوب. ووفق مرصد الجوع العالمي، أُعلنت المجاعة في مدينة غزة في آب/ أغسطس الماضي، في حين أكدت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 400 شخص لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، وقد رفضت إسرائيل هذه التقديرات ووصفتها بـ"المبالغ فيها". وفي آذار/ مارس الماضي، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً استمر 11 أسبوعاً، أدى إلى نضوب مخزونات الغذاء وارتفاع الأسعار على نحوٍ غير مسبوق، وزاد من تفاقم الأزمة التي خلفتها حرب استمرت عامين وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألفاً، إلى جانب تدمير 90% من البنى التحتية في القطاع، وفق إحصاءات فلسطينية. وجاء قرار إعادة فتح معبر رفح ضمن الترتيبات المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في شرم الشيخ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بعد وساطة أميركية مباشرة، وبدعم من مصر وقطر وتركيا، والذي نصَّ على وقف شامل لإطلاق النار، وتبادل للأسرى بين إسرائيل و"حماس".

 

إيران تُعلن انتهاء مفعول قرار مجلس الأمن 2231: حقوقنا السيادية غير قابلة للتفاوض

جنوبية/18 تشين الأول/2025

أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا أعلنت فيه انتهاء فترة سريان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، المتعلق بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، داعية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تصحيح ما وصفته بـ”المعلومات الخاطئة” المنشورة على موقع المنظمة بشأن إعادة تفعيل القرارات السابقة ضد طهران. وفي رسالة رسمية، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن “حقوق إيران السيادية غير قابلة للتفاوض ولن تخضع للضغوط السياسية”، مشيرًا إلى أن القرار 2231 “انقضى نهائيًا وفقًا لأحكامه الصريحة”، ومتهمًا واشنطن بـ”التنصل من التزاماتها ثم الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات غير قانونية وأحادية الجانب”. وانتقد عراقجي كذلك المواقف الأوروبية، معتبرًا أن دول الاتحاد الأوروبي “لم تفِ بالتزاماتها بل فرضت عقوبات إضافية على مؤسسات وأفراد إيرانيين”، فيما أبدت طهران – بحسب قوله – “أقصى درجات ضبط النفس” للحفاظ على الاتفاق. وأضاف عراقجي أن “أكثر من 120 دولة انضمت إلى إيران في الاجتماع الأخير لحركة عدم الانحياز في كمبالا، وأكدت انتهاء صلاحية القرار 2231، ما يعني انتهاء جميع القيود السابقة على إيران وشطب اسمها من جدول أعمال مجلس الأمن”. وشدد الوزير الإيراني على أن بلاده، بصفتها طرفًا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، “لن تلتزم بعد اليوم إلا بحقوقها والتزاماتها ضمن هذه المعاهدة”، وأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيقتصر على اتفاقية الضمانات الشاملة ووفقًا للقانون الذي أقره مجلس الشورى الإسلامي. وختم عراقجي بتأكيد أن “الغالبية العظمى من الدول رفضت الإجراءات غير القانونية التي تمارسها حفنة من الحكومات المعزولة، التي ستزداد عزلةً باستمرارها على هذا النهج”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إدفع تخرج

عماد موسى/نداء الوطن/18 تشرين الأول/2025

بحسب القانون اللبناني يُحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في عدد من حالات الخطف منها "إذا جاوزت مدة حرمان الحرية الشهر" أو "إذا استعمل الفاعل ضحيته رهينة للتهويل على الأفراد أو المؤسسات أو الدولة بغية ابتزاز المال أو الإكراه على تنفيذ رغبة أو القيام بعمل أو الامتناع عنه...ألخ".

وما حصل أن النائب السابق حسن يعقوب قُبض عليه في العام 2015 بجريمة "خطف هانيبال معمر القذافي وحجز حريته وعدم إبلاغ السلطات الرسمية بالأمر وتعذيبه جسديًا ونفسيًا ومعنويًا" وأطلق بعد 7 أشهر،  لو أخد يعقوب السيد هانيبال خطيفة لأُبقي في بيت خالته من سنة إلى ثلاث سنوات. سبعة أشهر وطلع من الحبس مش ممنون. في المحصلة أطلق الخاطف واعتقل المخطوف لحوالى عشرة أعوام من دون محاكمة أو اتهام سوى ما سرّب عن كتم معلومات في قضية إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه، علمًا أن القانون يحمي كاتم المعلومات إن مت بقرابة لصيقة إلى المرتكب. كيف إذا كان الكاتم المفترض دون الثالثة من عمره يوم حصلت عملية الاختفاء والإخفاء. غداة توقيف يعقوب أصدرت عيلته بياناً جاء فيه "إن يزيد قد طغى وتكبّر وتجبّر لكي يمتلك حقبة من زمن فأراد الله أن يمتلك الحسين كل الزمن ويكون المصلح". حسنًا وماذا عن عملية الخطف؟ أدرجت العيلة إذًا العملية الإلهية المباركة في إطار الصراع القائم بين الجبهة اليزيدية والجبهة الحسينية، وبين مستكبرين ومظلومين. في هذه القضية، وبعد عقد من الزمن لا أحد يعرف ما إذا كان هانيبال شاهدًا، أو متهمًا أو مجرد ورقة ضغط عالقة في الأدراج. الجليّ أن تهمة القذافي الأساسية هي قرابته البيولوجية لقائد الجماهيرية العظمى معمر القذافي، معطوفة على قدحه بالبقلاوة اللبنانية وذمه بالتبولة! سلك محامو القذافي كل الطرق القانونية لإطلاق موكلهم البريء من التهم المنسوبة إليه. سعت منظمات دولية كما حكومة بلاده لتحريره. وأعلن الرجل ذو الشعر الطويل مرات عدة إضرابه عن الطعام لتحريك الرأي العام اللبناني والعربي الساكت على الظلم. كل ذلك لم يؤت ثماراً... إلى أن انتهت فصول احتجاز السيد هانيبال، أو كادت، بقرار إخلاء سبيله بكفالة قيمتها 11 مليون دولار ومنعه من السفر. 11 مليون دولار عشرات أو عشرينات أو خمسينات؟ كيف سيجمعها؟ ما الزلمي بلا شغل من 10 سنين وإنتو عم تشتغلوا فيه، وهو من يجب التعويض عليه لقاء حجز حريته غير المبرر. ولماذا منعه من السفر؟ ما الذي لم يُستكمل بعد؟ هل سيحقق معه حسن يعقوب؟ 11 مليون دولار؟ أهي كفالة أو فدية يدفعها المخطوف للدولة الخاطفة؟

 

غزّة «بداية البداية» وليس البداية حتّى

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/2025

لم يمضِ على مؤتمر شرم الشيخ المصرية سوى بضعة أيّام، حتى بدت لنا بوادر الانشقاق والفِراق بين طرفي النزاع، إسرائيل و«حماس»، وكل طرف يجرُّ حبل الصواب لشاطئه. خطّة ترمب للسلام في غزّة، ركّزت على إنهاء الحرب وتسليم الرهائن والجُثث في المرحلة الأولى، ثم نزع سلاح «حماس» وتشكيل إدارة قطاع غزة في المرحلة الثانية، التي بدأ الحديثُ عن تنفيذها رغم عدم نهاية المرحلة الأولى، مرحلة الرهائن والجُثث وأسرى فلسطين. تعرقل تسليم بعض الجُثث، تقول «حماس» إنها تفتقد للتقنيات اللازمة للعثور عليها، وتقول إسرائيل إن «حماس» تكذب وتناور، وتقول أميركا الترمبية، إياكم يا «حماس»..! طالب «منتدى عائلات الرهائن والمفقودين» الحكومة الإسرائيلية بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق الذي أُبرم مع «حماس» إن لم تُسلّم جثث الرهائن المتبقية. عضو «اللجنة التنفيذية» لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، قال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعلم أن للاحتلال نوايا لاستئناف القتال، خصوصاً أن هناك مؤشرات لإمكانية عودته لتدمير وفرض السيطرة، ونعرف أن هناك عقبات في المراحل التالية، ونريد تذليلها في الإطار الدولي، وكذلك في اجتماع الفصائل لإنهاء أي تهديد له». هذا من جهة، ومن ثانية، فإن هناك تحضيرات لحوار فلسطيني- فلسطيني، من أجل بناء كلمة فلسطينية واحدة وموقف موحّد، وهذا مسارٌ آخر من مسارات الافتراق، ربما. مصدر فلسطيني قال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك حوار فلسطيني - فلسطيني مُزمعٌ إجراؤه في القاهرة، خلال الفترة المقبلة، ونترقب حدوثه قريباً للغاية، ونتطلع لنجاحه في ظل مخاوف تهدِّد الاتفاق بالانهيار».الحوار الفلسطيني المُزمع في القاهرة يضمُّ مجموعات فاعلة مثل «حماس»، و«الجهاد»، و«الجبهة الشعبية»، و«تيار الإصلاح» التابع للقيادي محمد دحلان. حسبما أكد مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط».

هل يتفق المختلفون الفلسطينيون على مسألة إدارة غزّة؟!

هذه بحدّ ذاتها معضلة كبيرة خطيرة، فلسطينية داخلية، بصرف النظر عن ملاحقات وتشديدات أو «خنزوانات» نتنياهو، كما يؤثر التعبير بهذه الكلمة، عزيزنا الأستاذ رضوان السيّد. نعلمُ ويعلمُ كل واقعيٌ، أن ما جرى في شرم الشيخ هو «بداية البداية» وليس البداية حتّى، ناهيك أن يكون النهاية أصلاً. السبيل للمشي نحو النهاية، هو الشروع ببحث المسائل الكبيرة المُؤسّسة للقضية، أي الدولة الفلسطينية والدولة الإسرائيلية وتحديد العلاقات بينهما، أي «توليد» الدولة من رحم المعاناة الدامية. ما سوى ذلك، لن يكون سوى فترة هدوء عابر، ليشتعل الفتيلُ من جديد. ويتجهّز كل طرف للجولة المقبلة.

 

ثقافة الحوار وحوار الثقافات

د. ناصيف حتي/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/2025

نعيش اليوم في ما يشبه «القرية الكونية»، كما يصف الكثيرون عالم اليوم رغم أن البعض يفضل وصف هذا العالم بالمدينة الكونية. «فسقوط» حاجز المسافات بسبب ثورة الاتصالات والمواصلات وازدياد حجم التفاعل والاندماج بأشكال وصيغ مختلفة صار واقعاً، لكن ما زال «ضجيج المدينة» على حساب «هدوء القرية» هو السمة الأساسية لهذا العالم، في ظل غياب المشترك المجتمعي، بقيمه وسلوكياته، الذي يميز القرية عن المدينة. وللتذكير أيضاً، وفي وصف عالم «ما بعد بعد الحرب الباردة» كتب فرنسيس فوكوياما عن «نهاية التاريخ والرجل الآخر» ليتحدث عن انتصار الغرب، في حين كتب صامويل هانتغتون عن «صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي» كأمر حتمي. رأيان يحملان رؤيتين مختلفتين لا بل متناقضتين، منذ عقود ثلاثة ونيف من الزمن حول مستقبل النظام العالمي. سقطت ثنائية الشرق والغرب لتحل مكانها ثنائية الشمال والجنوب، فتغيرت أسس وعناوين ومضامين الصراعات. كما أن الصدام بين الحضارات، ولنقل بين الثقافات، لم يكن حتمياً بالشكل الذي قُدم فيه. مسار القضايا والأولويات المصلحية التي تطبع العلاقات بين الدول والمجتمعات لا يندرج بتاتاً في تلك الحتمية الحاملة لصورة كلية، ولتفسير أحادي تبسيطي واختزالي لعملية تطور نظام عالمي لم تتحدد ولم تستقر بعدُ قواعده، وبالتالي سماته الناظمة للعلاقات بين الدول والمجتمعات. نجد الصراعات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية والقيمية ضمن الجغرافيا الحضارية أو الثقافية ذاتها رغم المشترك المشار إليه في تلك النظرية، والذي هو دون شك أحد العوامل المؤثرة بدرجات مختلفة حسب كل قضية أو مسألة، ولكن ليس المحدد شبه الكلي لذلك الصراع أو الصدام. يعود الموضوع بقوة في هذا الزمن بسبب عودة الهويات الأصلية ما دون الوطنية في حالات معينة، والعابرة للوطنية في حالات أخرى حسب تاريخ «الدولة الوطنية» التي نتحدث عنها في حالة معينة. من أهم عناصر إحياء الهويات الأصلية حتى في الدول التي نجحت في بناء الدولة الوطنية منذ تاريخ ليس بالقصير، التحديات التي تواجهها مجتمعات هذه الدول لأسباب مختلفة في مسار تطور هذه المجتمعات، وحدوث أزمات قد تكون مسبباتها اقتصادية أو سياسية تؤدي إلى ردود فعل هوياتية. من المسببات السائدة في مجتمعات متعددة لعودة إحياء مخاوف الهويات دون الوطنية أو الوطنية، ولكن بشكل حاد ومتطرف، التداعيات السلبية العديدة لعولمة متسارعة أحدثت مكاسب ونجاحات للبعض، وهمّشت أو أسقطت اقتصادياً واجتماعياً البعض الآخر. من مظاهر ردود الفعل هذه أحياناً التعلق بتفسيرات تقوم على التبسيط والاختزال والتعميم في بلورة الرد، وبالتالي ما يجب عمله. خطاب شعبوي تبسيطي واختزالي يلامس أحياناً نظرية المؤامرة في قراءة وضع معين وفي بلورة «الوصفة المطلوبة» للإنقاذ: إنه «الآخر» المختلف في اللون أو الدين أو الهوية الأصلية «المسؤول عما آلت إليه الأوضاع».ثلاثية التعميم والاختزال والنظرية التآمرية هي التي تبلور وتحكم الرؤية والسلوكية في هذا المجال.

صدام الحضارات أو الثقافات كأمر حتمي، حسب ما أشرنا إليه، لا يمكن مواجهته فقط بالدعوة إلى حوار الثقافات. هذا بالطبع أمر أكثر من ضروري لمعالجة الكثير من التوترات بين الدول، وحتى في الدول ذاتها ضمن مجتمعاتها المتنوعة في هوياتها الأصلية، أو ما دون الهوية الوطنية المشتركة والجامعة.

ما هو المطلوب في ظل ازدياد عملية إحياء الهويات الأولية بشكلٍ خاص التي تتغذى على أساس التفسير التبسيطي لكثير من الأزمات، والتي تؤدي ليس إلى صدام الحضارات والثقافات والهويات الأصلية، بل في حقيقة الأمر إلى صدام «الفوبيات» والمخاوف بين هذه الأطراف المشار إليها؟ هذا الصدام وتلك المخاوف لن يقدما الحلول المطلوبة للتحديات المتعددة والمختلفة بتداعياتها على المجتمع المعني. إن شرط النجاح في حوار الثقافات الأكثر من ضروري كما نرى في العلاقات الدولية، وحتى أحياناً ضمن الدولة المتعددة الهويات الأصلية ذاتها، هو بلورة وتعزيز ودعم ثقافة الحوار. الثقافة التي تقوم على البحث عن المشترك الإنساني والقيمي والبناء عليه، والتي تقوم على احترام التنوع كمصدر غنى للمشترك. إن ما يُعرف بصراع الحضارات أو الثقافات هو ليس بينها، بل بين من يصادر بمفاهيمه ورؤيته الحق المطلق بالتحدث باسمها: إنه صراع ضمن الحضارات والثقافات بين من يؤمن بالتعددية القائمة على احترام الآخر، وعلى أن الاختلاف هو مصدر تنوع وغنى إذا ما أُحسنت إدارته، وبين أصحاب المدرسة الإلغائية. خلاصة الأمر أن الشرط الأكثر من ضروري للنجاح في مسار حوار الثقافات يمر عبر تعزيز ثقافة الحوار، ولا سبيل أخرى غير ذلك.

 

ماذا بعد ملتقى شرم الشيخ؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/2025

واضح أن تقييم ما تحقّق في قمة شرم الشيخ انضم إلى المسائل الخلافية العديدة التي نتوقعها، ونعتاد عليها، سواء في منطقتنا الشرق أوسطية أو في علاقاتنا مع البيئة الإقليمية والمجتمع الدولي، وفق حساباته الخاصة، مع تذكّر حقيقة أنه لم تكن هناك رؤية واحدة لتشخيص الداء... وبالتالي، لوصف الدواء.

حتى على الجانب الإسرائيلي، نحن أمام «إسرائيلات» متعدّدة، متفاوتة التطرف والجموح، يمثل إحداها بنيامين نتنياهو بـ«لا مبدئيته» وانتهازيته وتحايله وهروبه الدائم من كل ما يمتّ إلى حل سياسي حقيقي للنزاع. ومن ثم، تبدأ التعقيدات بطريقة التعامل مع هذا الشخص وما يمثله داخلياً، من ناحية، ومن ناحية أخرى، التعامل مع تشابكاته المصلحية الخارجية التي نمّاها على امتداد فترة طويلة، مُستقوياً بانهيار البديل الإسرائيلي المعتدل، واستمرار الدعم الأميركي اللامحدود واللامشروط. في المقابل، حتماً هناك مشكلة في الجانب الفلسطيني. إنها مشكلة حقيقية تشمل الشلل السياسي، والعجز الإرادي، والقصور التنظيمي، وتراجع الصدقية على المستوى الشعبي.... هنا نحن أمام حالة معقدة. إذ يستحيل على أي قائد خوض رهانات تاريخية صعبة من دون صدقية شعبية تسمح للمواطن بأن يعتمد عليه ويأتمنه على ما تبقى له ولأهله من مستقبل. وما عشناه فلسطينياً منذ تولي الرئيس محمود عباس الدفة... زوال تدريجي للهالة التاريخية التي كانت تسمح لقيادة مناضلة دفعت طويلاً ضريبة الدم بتقديم التنازلات وممارسة التكتيك! صحيح أن محمود عباس كان رفيق نضال لياسر عرفات. إلا أنه كان أيضاً - بوجود عرفات - براغماتي «تسويات الحل الأدنى»، والرجل المستعد للذهاب بعيداً في الوثوق بمَن يصعب على الإنسان الفلسطيني الوثوق به. ومن ثَم، لئن قال قائل «ولكن إلى أين أوصلتنا نضالية عرفات؟»... يمكن الرد بسؤال معاكس عن النتائج التي حققتها «البراغماتية» اللاحقة... فهل نجحت حيث فشل عرفات؟ القصد، هنا طبعاً، ليس تسجيل النقاط، بل الخروج بحالة سياسية فلسطينية... قابلة للصمود أولاً، وقادرة على التحرك ثانياً. أيضاً، هناك حالة تفرض نفسها، تتعلق هذه المرة بالواقع الانقسامي للقيادة الفلسطيني والدور الخارجي في تغذيته وديمومته. فمن ناحية، تولّد اقتناع عند قطاع فلسطيني غير صغير بأن الدور الأميركي «حقيقة واقعة» لا بد من التعامل معها - وهذا كلام منطقي - مع أن ثمة تيارات فقدت منذ زمن بعيد أي أمل بموقف أميركي، بل قل غربي بالمطلق، غير متطابق مع المصالح الإسرائيلية. في المقابل، بدا لقطاع كبير آخر أنه من العبث الإصرار على «تجربة المجرّب». ومن ثم، لا بأس من المغامرة، بالرهان على قوى تدّعي «الرفض» و«الصمود» و«التصدي» و«المقاومة»... وتبدي جهوزيتها للمضي قدماً بالدعمين العسكري واللوجيستي، ولو أدى ذلك: أولاً إلى انقسام الساحة الفلسطينية، وثانياً إلى رهن المصير بحسابات تلك القوى على مستوى التحالفات الدولية الكبرى. وبالفعل، فإن ما شاهدناه من معاناة وكوارث إنسانية بعد «طوفان الأقصى»، جاء نتيجة طبيعية للثقة المفرطة وغير المستحقة عند الجانبين بمواقف الخارج!

ونصل إلى الجانب العربي....

هنا أيضاً، علينا الإقرار بأنه – رغم سلامة النيّات في معظم الأحيان – لا وجود حقاً لاستراتيجية عربية واحدة موحدة، لا إزاء المستقبل الفلسطيني، ولا إزاء العلاقات العربية - العربية، ولا إزاء المعادلة الإقليمية الشديدة الاختلال... والمتمثلة بالضعف العربي في وجه «المثلث» الإقليمي غير العربي المكوّن من إسرائيل وتركيا وإيران... هنا، تكراراً، أقنعنا أنفسنا – نحن العرب – بوهم تمتّعنا بـ«حلفاء» يُركن إليهم، بينما تشكل الزوايا الثلاث لـ«المثلث» الإقليمي أهمية مركزية في الاستراتيجيات العالمية الكبرى. فأين نحن، مثلاً، من إسرائيل التي «شبّت عن الطوق» الأميركي لتغدو شريكاً تكنولوجياً وسيبرانياً في عالم المستقبليات؟ لقد صارت اللاعب «الداخلي» الأقوى في تحديد هوية أميركا ومسارها، وكذلك تعريف هويات حلفائها وأعدائها، وتحديد مُثُلِها ومنظومات قِيَمها... لقد آن الأوان لأن نُدرك أن إسرائيل لم تعُد قطّ مجرد قاعدة عسكرية متقدمة أو «حاملة طائرات» جاثمة عند سواحلنا! إنها اليوم «الناخب» الأكبر والأعظم نفوذاً في الحياة السياسية الأميركية، وصانع الثقافة الجماهيرية، والمتحكّم بما سيصبح قريباً جداً أعرافاً ومفاهيم... وتاريخاً لا يجادل فيه. تركيا أيضاً، عملت على إيقاظ ديناميكيات دينية وقومية ومذهبية، أعادتها بقوة إلى «عالم» شرق المتوسط. وعزّزت في الوقت نفسه مكانتها الصاعدة في «عمقها» التاريخي بوسط آسيا... حيث تتقاطع المصالح الكبرى لكل من تركيا وإيران وروسيا والصين والهند مع خطوط التجارة العالمية وصفقات التكنولوجيا والسلاح. تركيا، التي كانت ذات يوم «رجل أوروبا المريض»، ما عادت مكترثة بأوروبا «شائخة»... تسرق قومياتها شراذم عنصرية وفاشية في وضح النهار... أما إيران، «الغائب الحاضر» عن شرم الشيخ، فتظل الرقم الصعب سواء في حضورها أم في غيابها، واللاعب المؤثر والمفيد... معادياً كان أم حليفاً. ولذا، أزعم أنه يخطئ كثيراً مَن يحلم بـ«انتهاء» دور إيران في «سيناريو» الشرق الأوسط... إنها اللاعب الذكي - المغرور أحياناً - الذي يعيد المرة تلو المرة ابتكار دوره الواهن، واستنهاض حاجة الآخرين إليه، لكون الجميع بحاجة إما لأن يكون معهم، وإما مع خصومهم... يبقى، أخيراً، الكلام عن أميركا... «أميركا دونالد ترمب»، التي تصحو الآن على واقع كثرة من الأميركيين بوغتوا به، لنا معها يوم آخر...

 

وهمُ المحور: اعتراف بالهزيمة أو طريق الخروج منها

علي أحمد بركات/الدولة/18 تشرين الأول/2025

لم أصدق يومًا ما كان يقوله محور المقاومة، ولم تنطوِ عليّ تلك الخطابات الرنانة الفارغة التي لم تُخاطب العقل، بل غرائز الناس وعواطفهم، واللعب عليها كيفما اتّسعَتْ يد القيادة: يمينًا وشمالًا، بحسب ما ترتئيه.

علي أحمد بركات

أكبر هذه الشعارات — وهي محور المحور — كان «تحرير فلسطين» و«الصلاة في القدس»، والادعاء أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وأنها بحاجة إلى «دفشة صغيرة» لتُسقِطَ في البحر، وأنها قابلة للتدمير في سبع دقائق.

بين الشعارات والواقع

لم تكن المسألة ذات حاجةٍ إلى جهدٍ كبيرٍ لاكتشاف عدم واقعية هذه الشعارات. كيف يعقل أن تكون طائفة، هي جزء من طوائف كثيرة في بلدٍ صغيرٍ كاللبنان، قادرةً على تحرير فلسطين؟ كان ذلك مستحيلًا حتى في الحلم. كنتم تَعيشون في وهمٍ، وصالحتموه، ووهمتم الناس إلى أن صارت حياتنا كلها أوهامًا.

عندما كنتم في قمة مجدكم، وكنا ننتقد تلك الشعارات حفاظًا على المقاومة وربما خوفًا عليها — أكثر منكم أحيانًا — كنتم تستهزئون بنا، وتعتبرون من يخالفكم أغبياء وجهلة. ليتبيّن فيما بعد العكس؛ وأظهرت الأحداث أن كثيرًا من رهاناتكم كانت خاطئة.

تبعات العُجْب والتمادي في القرار

دفعنا وما نزال ندفع ثمن عنجهيتكم، وشوفة حالكم، وتكبركم، واعتقادكم بأنكم فوق كل اعتبار ومنزهون عن الخطأ. تبين أن كثيرًا مما راهنتم عليه كان خاطئًا: من الذهاب إلى سوريا تحت حجج واهية، إلى التباهي بولاية الفقيه في مناسباتٍ غير مناسبة، إلى خوض «حرب الإسناد» التي أثبتت عدم جدارتكم بتحمّل تلك المسؤولية.

غاب عنكم ما يعرفه أي طفل في الوطن العربي: أن من يريد قتال إسرائيل، بطبيعته، يقاتل أيضًا أميركا والدول الأوروبية وبقية العالم الذي ساند إنشاء هذا الكيان لأهدافٍ معلومة. هذه الدول لن تتخلى عنه مهما حصل، حتى ولو أدى ذلك إلى دمار العالم.

المحاسبة بما يحررنا — ليست انتقامًا للأشخاص

لن نخرج من هذه الحالة إلا بالاعتراف بتلك الأخطاء وبالهزيمة التي نعيشها اليوم، وبمحاسبة تلك المرحلة بكل ما فيها من أخطاء وتراكمات وشعارات وهفوات، التي هي، لوفرتها، لا تُحصى. لست أدعو إلى محاسبة الأشخاص الآن — لأننا ما زلنا بعيدين عن بيئة ثقافية تسمح بذلك — بل إلى محاسبة المرحلة نفسها: مراجعة السياسات، تصحيح الرؤى، وإقرار حقائق الواقع.

مدخلات عملية للخروج من حلقة الأوهام

أما الإصرار على نفس النهج والأسلوب فسيقودنا حتمًا إلى نفس النتيجة: ضياع أكبر، تخبطٍ أكثر، وهزائم جديدة.

 

مسيح علي نجاد: صرخة الإيرانيات ضد الملالي "اذهبوا إلى الجحيم"

أمل شموني/نداء الوطن/18 تشرين الأول/2025

في قلب المشهد الاجتماعي والسياسي المتطور في إيران، تشتعل ثورة قوية بهدوء، تقودها في المقام الأول النساء الشجاعات اللواتي يتحدّين النظام القمعي. وبينما يخلعن حجابهن الإلزامي متحديات سلطة حكومية تزداد يأسًا، لا تشارك هؤلاء النساء في تمرد فحسب؛ بل يُشعلن حركة تستعيد استقلاليتهن وهويتهن.

تجد جمهورية إيران الإسلامية، التي اتسمت بتاريخ من القمع الجندري، نفسها عند منعطف حرج. مسيح علي نجاد، ناشطة إيرانية تعيش الآن في الولايات المتحدة الأميركية، تُجسد ببراعة وقوة جوهر هذا النضال. فهي قالت لـ "نداء الوطن": "إن عدد النساء اللواتي يخلعن حجابهن الإلزامي بشجاعة وسط نظام في أضعف حالاته، دليلٌ قوي على ثورة عصيان هادئة في إيران. مع رفض الملايين قفص المراقبة الرقمي وجرأتهن على السير سافرات، يُجسدن مقاومة متنامية، مُعلنات: "ليس لدينا ما نخسره". إن تحدّيهن لا يُخيف النظام فحسب، بل يُمثل بداية النهاية لمضطهديه".

أصبحت محنة النساء في إيران مثالًا واضحًا على التحديات الأوسع التي تواجه المجتمع الإيراني. فبينما يُصارع النظام شعبًا يزداد اضطرابًا، فإن إنفاذه "الوحشي" للقوانين - وخاصة تلك المتعلقة بالحجاب - يعكس تفكك قبضته على السلطة. "إن ادعاءات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأنه رئيس إصلاحي تُخفي الواقع القاسي في إيران، حيث تضطهد القوانين البربرية النساء والمجتمع. بعد الانتخابات، اشتدت وحشية النظام، مع تزايد عمليات الإعدام وسجن عائلات الضحايا"، تؤكد علي نجاد، مُسلِّطةً الضوء على الواقع المُريع الذي تواجهه النساء اللواتي يُسجنّ لأفعالٍ بريئة كالغناء.

ويكشف التناقض الصارخ بين أساليب النظام القمعية وشجاعة النساء اللواتي يتم السعي للسيطرة عليهن عن حالة يأس عميقة لدى النخبة الحاكمة. تُعلق علي نجاد على تصريحات مسؤولين كبار مثل محمد رضا باهنر، العضو السابق في مجلس الشورى الإيراني والذي اقترح مؤخرًا أن الحجاب لا ينبغي أن يتطلب إنفاذًا قانونيًا، "عندما أسمعه يتحدث، لا أرى إصلاحيًا يدعو إلى احترام المرأة الإيرانية؛ بل أرى خوفًا". وتضيف علي نجاد أن هؤلاء السياسيين يدركون أنهم لم يعودوا قادرين على السيطرة على النساء؛ فالأمر لا يقتصر على أفعال تحدٍ معزولة، بل ملايين النساء ينزلن إلى الشارع بشجاعة دون حجاب، يمارسن العصيان المدني، ويعلنّ: "اذهبوا إلى الجحيم". وصل هذا التحدي الواسع النطاق إلى المؤسسات التعليمية في إيران، حيث يتجاهل الشباب والفتيات على حد سواء القوانين الصارمة المفروضة عليهم بشكل متزايد. تؤكد علي نجاد: "لقد واجهوا قوة جبارة، حيث يتجاهل المراهقون في المدارس هذه القوانين الهمجية، وتقف النساء في جميع أنحاء إيران متحدات ضد القمع"، مشيرةً إلى أن محاولات النظام لفرض التوافق الأيديولوجي تنهار تحت وطأة المقاومة الجماعية. يؤكد منتقدو النظام أن الحوار المنبثق من إدارة بزشكيان لا يدور حول الإصلاح الحقيقي، بقدر ما يدور حول الحفاظ على الوضع الراهن، وسط ضغوط متزايدة من شعب يزداد استعدادًا لمواجهة السلطة. تقول علي نجاد: "باهنر وسياسيون آخرون من حكومة بزشكيان، الذين أمضوا حياتهم المهنية في الدفاع عن إهانة المرأة، يدّعون الآن نفاقًا أنه لا ينبغي فرض الحجاب قانونيًا. هذا التغيير المفاجئ في الخطاب، ليس دعوة حقيقية للإصلاح في إيران، بل هو محاولة يائسة للحفاظ على سلطتهم ونظامهم".

ومع كل القمع الذي تواجهه النساء، بدأ المشهد السياسي الإيراني يتغير. إن شجاعة النساء، التي تصفها علي نجاد بأنها "كشفٌ مُرعبٌ لمن هم في السلطة"، هي شهادة على روح المقاومة التي "لا تُنكر والتي تنمو في جميع أنحاء البلاد". وتؤكد: "الاحترام الحقيقي لحقوق المرأة يتطلب ديمقراطية علمانية تكون فيها الكرامة غير قابلة للتفاوض، ويقف كل مواطن على قدم المساواة أمام القانون. هذا النضال من أجل الحرية... لا يتعلق بإصلاحات رمزية، بل بتفكيك الاستبداد"، مؤكدةً أن كل شجاعة في مواجهة الإجراءات القمعية لا تزيد إلا من عزيمتهن ووحدتهن. بينما يُحكم النظام قبضته على المعارضين من خلال عمليات إعدام وحشية مُصممة لبثّ الخوف، لا تزال أصوات النساء تتردد بقوة أكبر. يُثير تأمل علي نجاد في الآثار الأوسع لهذا النضال تفاؤلاً: "عندما يسقط النظام أخيرًا ويعترف بالدعوات إلى ديمقراطية علمانية، ستستعيد إيران كرامتها وحريتها، مما يؤدي إلى منطقة أكثر أمانًا للجميع". وفي ختام مؤثر لتأملاتها، تُشارك علي نجاد تحدياتها الخاصة: "أخبار سارة! في 29 أكتوبر الجاري، سيُحكم على رأفت أميروف وبولاد عمروف، عضوي الجريمة المنظمة اللذين تآمرا لقتلي، في محكمة فيدرالية في نيويورك، وسأشهد ضدهما. أنا متحمسة للدفاع عن نفسي وضمان تحقيق العدالة!" لا يُسلط هذا الإعلان الضوء على المخاطر الشخصية للعديد من الناشطين فحسب، بل أيضًا يُعزز الأهمية الحاسمة للدعم الدولي في هذه الأوقات التي تزداد حرجًا. ومع الرجاء بأن لا يبقى السعي نحو المساواة والعدالة في إيران أملًا بعيدًا، بل يكتسب زخمًا متزايدًا، مدفوعًا بعزيمة النساء الإيرانيات الراسخة الرافضة للصمت، يراقب العالم هذه الأرواح الشجاعة وهي تمهد الطريق للأجيال القادمة، مطالبةً بمجتمع يحترم كرامة وحقوق كل فرد، بغض النظر عن جنسه. إن النضال من أجل الحرية في إيران لم ينتهِ بعد، فكل تحدٍ يُقرّب حلم التحرير من الواقع.

 

لمن الحكم في لبنان؟ السلطة الجديدة أم الأشباح القديمة؟

المحامي جيمي فرنسيس/نداء الوطن/18 تشرين الأول/2025

في لبنان، وعلى مدى خمسةٍ وثلاثين عاماً، لم تتغيّر الطبقة السياسية بقدر ما تغيّر حجم فرقائها. حتى تاريخ 27 تشرين الثاني 2024، يوم بدأ التغيير الفعلي والجوهري في السلطة والتوجّه السياسي العام، مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية وتكليف القاضي الدولي نواف سلام تشكيل الحكومة، من خارج النادي السياسي التقليدي المقفل. في النظام الديمقراطي المقفل، لا تسقط الأنظمة بل تتكيّف. وكلما ولدت سلطة جديدة، خرجت من رحم السلطة القديمة نفسها، وكأن النظام يتجدّد مع الحفاظ على عناصر الخبرة والأقدمية والمعرفة التي تؤمّن استمرارية الحكم، وتضمن في الوقت نفسه منع أي تغيير جذري قد يُخِلّ بالتوازن القائم. هي قاعدة "شرّ بتعرفو أفضل من خير بتجهلو"، التي تتحكّم بإيقاع النظام وتمنع أي اهتزاز حقيقي في بنيته. فالمعارك في لبنان لا تدور بين خصوم سياسيين بالمعنى التقليدي، بل بين سلطة ظاهرة مستجدّة تحاول أن تحكم، ودولة عميقة تعرف كيف تحكم في الخفاء؛ تفسح المجال للتغيير في الشكل، وتمنع المسّ بالجوهر. الدولة العميقة في لبنان ليست جهازاً أمنياً متماسكاً كما في الأنظمة العسكرية، ولا منظومة بيروقراطية جامدة كما في الدول السلطوية. إنها شبكة مرنة من المصالح المتقاطعة بين المال والسياسة والأمن والعسكر والطائفة والإدارة، "مغلقة"، ومنتشرة من المرفأ إلى المصرف، ومن القضاء إلى الإعلام، ومن المدرسة الرسمية إلى مجلس الوزراء. إنها الدولة غير المرئية التي تُسيّر المرئية، وتقرّر ما يُنفّذ وما يُعطَّل، ومن يُحاسَب ومن يُحمى.

حين تُشكَّل حكومة جديدة، يُخيَّل للبنانيين أن صفحة جديدة فُتحت. لكن في العمق، تبقى الملفات نفسها في الأدراج ذاتها، والموظف في موقعه، و”المستشار” في الظل.

كل محاولة إصلاح تصطدم بجدارٍ من المصالح المحصّنة بقوانين العرف والولاء والابتزاز المتبادل.

الدولة العميقة في لبنان تلبس طربوشاً طائفياً وبدلة نصب، تعرف كيف تغيّر خطابها حسب العهد، لكنها لا تغيّر قواعدها أبداً. أما السلطة الظاهرة، أي تلك التي تأتي عبر الانتخابات أو التسويات، أو الضغوطات، فتملك النوايا أحيانًا، لكنها لا تملك الأدوات. فالمفاتيح الحقيقية للقرار ليست في السراي أو بعبدا، بل في دهاليز الإدارات العامة، وفي مكاتب القضاة “العتاق”، وفي بقايا “المكتب الثاني” الذي سقط شكلياً بعد أن استنسخ نفسه في كل جهاز أمني على شكل مكتبٍ ثانٍ جديد يحرس الدولة العميقة. إنها سلطة لا تموت، لأنها لا تُنتخَب أصلًا، بل تُورَّث وتُزرَع في كل مفصل من مفاصل الدولة، حتى صار المسّ بها يُعتبر تهديداً للسلم الأهلي الذي لا يضمنه سوى التسويات والاتفاقيات. كل رئيس جديد يحاول أن “يحكم”، يُكتشف سريعاً أنه مجرد ضيف مؤقت في بيتٍ لا يملكه، إذا قرّر التغيير ديمقراطياً. وكل حكومة تتعهّد الإصلاح، تجد نفسها عاجزة أمام شبكة الصفقات التي تربط الموظف بالزعيم، والمصرفي بالوزير، والأمني بالحزبي… كل شعار “محاسبة” يتحوّل إلى تسوية، وكل تسوية تتحوّل إلى حصانة جديدة للفساد، والفاسد ذاته ولو بأسماء مختلفة. اليوم، لبنان الذي اختار التغيير الديمقراطي، يعيش صراعاً صامتاً بين دولتين، دولة تحاول أن تولد من ركام المؤسسات المنهارة، ودولة عميقة تحرس الخراب لأنه ضمانة استمرارها.

في الظاهر، يبدو أن السلطة تتبدّل، لكن في الحقيقة، الذي يتغيّر هو فقط وجه المتحدث باسم النظام نفسه.

المؤسسات تُستعمل كواجهة شرعية لسلطة لا شرعية، والمحاسبة تتحوّل إلى أداة ابتزاز سياسي، والديمقراطية إلى مسرحٍ تتبدّل فيه الأدوار لا النصوص. هذه الدولة العميقة هي التي أحبطت كل محاولات الإصلاح منذ الطائف حتى اليوم، هي التي أفشلت استقلال القضاء، وابتلعت القطاع العام، ووزّعت العدالة على قياس الزعامات، وأبقت اللبنانيين منشغلين بانقسامهم الطائفي كي لا ينتبهوا إلى من يسرقهم جميعًا باسم الطوائف، وهي التي لا تزال تظن أن بإمكانها احتواء أي محاولة تغيير، حتى وهي عاجزة عن تأمين كهرباء أو ليرة أو أمان، أو إعادة إعمار، أو مساواة، هي نفسها التي تضرب هيبة الدولة كما حصل في الروشة، وهي نفسها التي تعمل جاهدة لنسف العلاقات الديبلوماسية للبنان مع الدول الأخرى وخاصة سوريا بعد تسريب صور جوازات سفر الوفد الديبلوماسي السوري، هي نفسها التي تركّب الملفات وتوقف المعارضين الشيعة، ونفسها التي تحرق صور العهد على طريق المطار، وهي التي حاولت تهريب الأموال والسلاح وتسهل ما يتعلق بالحزب أو "جماعته"، وهي نفسها التي تحاول اليوم منع تعديل قانون الانتخابات وإشراك المغتربين بالانتخابات المقبلة. لكن ما لا تدركه هذه الدولة العميقة، هو أنها باتت تعيش على هامش مجتمع لم يعد يخافها كما في السابق. فطالما أن لا عودة إلى الوراء، ولا عودة للحاكم الخفي، فإنها ستذوب رويدًا رويدًا مع مرور الوقت وإصرار السلطة الحديثة على ممارسة الحكم فعلاً لا شكلاً. في النهاية، كان لبنان طوال عقود تحت سلطة متجذّرة “ناخرة عظم” الدولة، كلما ولدت سلطة جديدة، ابتلعتها وضاعفت من صلابتها، والتخلّص من هذه السلطة - الحوت، أي الدولة العميقة، لا يمكن أن يكون إلا بطريقتين، إما بانقلابٍ عسكري يطيح بالديمقراطية، أو بديمقراطيةٍ “نَفَسها طويل” قادرة على التهامها من الداخل. ورغم أن هذه السلطة استفادت مؤخراً من أن التغيير كان ديمقراطياً، لا عسكرياً، فإنها مدعوّة اليوم إلى الاستسلام، لأن لا عودة إلى الوراء، والأهم، أن هذه المرة كلّ أدوات التنفّس الطبيعيّة والاصطناعية ستتوفر للسلطة الجديدة، وبالتالي السقوط واقع لا محالة، والمسألة - مسألة وقت.

 

هل يقترب لبنان من مفاوضات مباشرة مع إسرائيل؟ بين الواقعية السياسية وهاجس الاعتراف

فراس حميّة/جنوبية/18 تشرين الأول/2025

مع دخول الحرب الإسرائيلية-اللبنانية مرحلة التهدئة، ووسط التغيرات الإقليمية المتسارعة بعد اتفاق غزة، يتزايد الحديث في الأوساط السياسية والعسكرية عن إمكان فتح باب المفاوضات بين لبنان وإسرائيل. يعود هذا الطرح إلى الواجهة اليوم، في ظل ضغط الواقع الميداني والاقتصادي الذي يعيشه الجنوب اللبناني. وبين من يعتبر التفاوض خيارًا واقعيًا لا مفرّ منه، ومن يراه تنازلًا عن الثوابت الوطنية، يظل السؤال الأساسي مطروحًا: هل أصبح لبنان على مشارف مرحلة سياسية جديدة؟ “الحرب هي متابعة للسياسة ولكن بوسائل أخرى”، يقول الجنرال المتقاعد نزار عبد القادر لموقع جنوبية، ويشير إلى أنه: “لم يعد أمام لبنان إلا أن يعتمد المنطق السياسي والدبلوماسي، والقبول بإجراء مفاوضات مع إسرائيل، وقد تكون برعاية أميركية-فرنسية أو برعاية الأمم المتحدة”.

عبد القادر: إسرائيل تريد كسب خطوة أولى، قد تتبعها خطوات ضمن خطة طويلة الأمد من أجل تطبيع العلاقات مع لبنان، وإيجاد سلام بالمعنى السياسي بين البلدين

لبنان خاض مفاوضات دبلوماسية واسعة وطويلة مع إسرائيل برعاية أميركية بعد الاجتياح عام 1982، وعُقدت بعض الجلسات داخل لبنان وبعضها داخل إسرائيل في كريات شمونة. ويعتبر عبد القادر أنه: “سبق للبنان أن قبل بمثل هذا المنطق في مباحثات ترسيم الحدود البحرية بقيادة آموس هوكشتاين”. مضيفًا: “المفاوضات ليست أمرًا محرمًا أو مستحيلًا إذا كانت لصالح لبنان واللبنانيين”.

المفاوضات لا تعني الاعتراف بإسرائيل!

وعند سؤاله عن ما إذا كانت إسرائيل تريد تحقيق هدف سياسي من خلال نتائج الحرب الأخيرة، يؤكد أن: “إسرائيل تريد كسب خطوة أولى، قد تتبعها خطوات ضمن خطة طويلة الأمد من أجل تطبيع العلاقات مع لبنان، وإيجاد سلام بالمعنى السياسي بين البلدين”. لكنه يشدد على أن المفاوضات لا تعني أبدًا الاعتراف بإسرائيل، لأن مسألة الاعتراف تتطلب تبادل السفارات وإجراءات ترعاها الأمم المتحدة، ويُخطر بها مجلس الأمن، وهو مسار معقد.

الواقعية السياسية!

ويرى عبد القادر أنه من الضروري أن يكون لبنان واقعيًا في مقاربة الأمور، ويجب الوصول إلى اتصالات دبلوماسية هادئة، مباشرة أو غير مباشرة، تؤدي إلى تسويات أمنية وتفتح الباب لنقاش هدفه الاستقرار ووقف التهديدات من قبل الجانبين. ويعتقد أن على “لبنان السياسي أن يكون مبدعًا في إيجاد الحلول”، ويضرب مثالًا عن مساعي دونالد ترامب وكيفية إنجاحه للمفاوضات بين حماس وإسرائيل برعاية دول عربية وإسلامية، طاويًا صفحة الحرب.

التفاوض لمصلحة لبنان

بدوره، قال اللواء الدكتور عبد الرحمن شحيتلي لموقعنا، إن الحرب في نهايتها وليست في بدايتها، لافتا الى ان: “نهاية كل حرب هي التوصل إلى اتفاقات ومفاوضات وشروط من نوع ما بين الأطراف المتحاربة”، مضيفًا: “العدو الإسرائيلي يحاول التوصل إلى اتفاقية مباشرة مع لبنان على غرار هدنة 1949”. ورأى أننا أمام مشهد تعديل الهدنة السابقة أو الدخول في تفاوض لتوقيع اتفاقية هدنة جديدة، مشيرًا إلى أن “التفاوض لمصلحة لبنان وليس لمصلحة إسرائيل، لأنها تعتبر نفسها منتصرة وتريد فرض شروطها بدون تفاوض”.

لبنان في عجلة لإنهاء الحرب

ويعتقد شحيتلي أن طرح الرئيس جوزيف عون طرح “واقعي” ويجب “تأييده من قبل اللبنانيين”. ويعتبر أن الجلوس مع العدو في نهاية الحرب لا يعني الاعتراف به. ويشير إلى نقطة في غاية الأهمية تتعلق بالمدة الزمنية التي تتطلبها عملية المفاوضة، ويضرب مثالًا زيارات السفير طوم باراك إلى لبنان وإسرائيل، والتي تتخللها عقبات أو سوء فهم. ويرى أن: “إسرائيل غير مستعجلة، بينما لبنان مستعجل ويريد إنهاء الحرب وحماية ناسه”، ولذلك فالتفاوض المباشر بوجود وسيط لمصلحة لبنان. وعن سلبيات التفاوض الحالي، يجيب شحيتلي: “يأتي المبعوث الأميركي ويسلمنا ورقة، تقرأها الدولة اللبنانية ثم تُسلم للمبعوث الأميركي الذي يذهب بدوره إلى إسرائيل، فلا توافق عليها، وبذلك يخسر لبنان سقفًا من سقوفه التفاوضية في كل مرة”. وبرأيه، تلجأ بعدها إسرائيل إلى وضع سقف أعلى من السقف الموافق عليه من قبل لبنان في الورقة. شحيتلي: نهاية كل حرب هي التوصل إلى اتفاقات ومفاوضات وشروط من نوع ما بين الأطراف المتحاربة، والعدو الإسرائيلي يحاول التوصل إلى اتفاقية مباشرة مع لبنان على غرار هدنة 1949

لا حلول أمام إسرائيل!

ويرى شحيتلي أن هناك “مطلبًا استراتيجيًا إسرائيليًا لتأمين حدوده مع لبنان”، وبذلك تكون “الهدنة ذات طابع عسكري، هي المدخل لأي حلول سياسية مستقبلية في المنطقة، شرط حصول لبنان على حقوقه كافة”. ويعتبر أن إسرائيل ليس أمامها من حل سوى توقيع اتفاقية هدنة مع لبنان. لكنه في المقابل يلفت إلى أن مشكلة لبنان تكمن في عدم قدرة الأطراف السياسية على “حل مشاكلهم الداخلية بهدف الذهاب بموقف موحد إلى المفاوضات”، وهذا “جريمة بحق الوطن”.

حصرية التفاوض بيد الشيعة!

هناك نقطتان يجب الإشارة لهما: الأولى، أن الهدنة تعني أن سلاح حزب الله يصبح مسألة لبنانية داخلية. أما النقطة الثانية، والتي توجب الإشارة لها، فهي أن الرئيس نبيه بري لا يرفض التفاوض المباشر مع إسرائيل بشكل شبه مطلق، لكن رفضه ينبع من استراتيجية لحفظ النفوذ والسيطرة واحتكار هذا الملف الحساس حصرًا بيد الطائفة الشيعية. في هذا السياق، يقول عبد القادر بأن الرئيس بري لا يحق له دستوريًا أن يتكلم باسم اللبنانيين، فهذه مسألة يقررها مجلس الوزراء ويتبناها رئيس الجمهورية. ويطرح تساؤلات: “هل لبنان واللبنانيون يريدون السلام أم الحرب؟ ألا تستدعي حياة خمسين قرية في الجنوب وعشرات آلاف المواطنين اللبنانيين وأرزاقهم وأمنهم ومستقبلهم البحث عن حلول أمنية للاستقرار على طرفي الحدود؟” ويختم بالقول: “نحن مع حقوق الفلسطينيين، ولكن ألا توجد حقوق للبنانيين؟!”. والخلاصة، انه في ضوء المواقف المتباينة بين الواقعية السياسية والحسابات الطائفية، يبدو أن لبنان يقف أمام مفترق مصيري. فالحرب استنزفت قدراته، والمجتمع الدولي يلوّح بخيار التسوية. بين من يرى في التفاوض فرصة لحماية لبنان، ومن يعتبره تنازلًا مرفوضًا، يبقى القرار مرهونًا بوحدة الموقف الداخلي. فهل يملك لبنان الشجاعة والعقلانية الكافية ليحوّل الحرب إلى فرصة سلام تحفظ سيادته وكرامة شعبه؟

 

سُنّة بعلبك الهرمل ظلمتهم الجغرافيا: مأزقُ هويةٍ ودور وتمثيل

طارق الحجيري/المدن/19 تشرين الأول/2025

يعاني السُّنة في محافظة بعلبك – الهرمل من فقدان الدور والوزن السياسيين، نتيجة غياب الزعامات المحلية التقليدية وتراجع التمثيل النيابي الفاعل، وانكفاء الشخصيات القادرة على خلق التوازن في منطقةٍ يهيمن عليها الثنائي الشيعي. ومع اقتراب الانتخابات النيابية، يجد سُنّة البقاع الشمالي أنفسهم أمام فراغٍ قياديٍّ غير مسبوق، يهدّد ما تبقّى من حضورٍ سياسي واجتماعي في واحدةٍ من أكثر المناطق تهميشًا على مستوى الدولة اللبنانية.

من حضورٍ تاريخي إلى غيابٍ كامل

يقول السياسي البعلبكي حسين صُلَح في حديثٍ إلى "المدن" إنّ السُنّة في بعلبك – الهرمل "كانوا يمتلكون حضورًا سياسيًا فاعلًا ووجوهًا مؤثرة داخل الدولة، سواء عبر المجلس النيابي أو من خلال الوجهاء والمخاتير والمشايخ الذين لعبوا دورًا وطنيًا جامعًا". لكنّ التحوّلات الكبرى بدأت في العام 1976 مع الدخول السوري إلى لبنان، إذ "استُهدف السُنّة وطاولهم الاغتيال جسديًا أو معنويًا، ما أدّى إلى تراجع دورهم الوطني". ويضيف: "يعلم الجميع كيف حاول الرئيس رفيق الحريري إعادة التوازن، وكيف انتهت محاولته باغتياله في العام 2005".

ومع ارتدادات الحرب السورية واعتكاف الرئيس سعد الحريري "أحكم الثنائي الشيعي قبضته على المقعدين النيابيَّين السنيَّين وعلى البلديات والمؤسسات، ما أدّى إلى تغييب الصوت السني عن القرار المحلي في الإنماء والأمن والتمثيل". ويختم صُلَح بالقول: "الدور السني مرتبط بالدولة، يقوى بوجودها ويخفت لغيابها".

غياب المشروع الوطني

الارتباك الذي أصاب الساحة السنية في المركز انعكس مباشرةً على الأطراف. فلا مرجعية سياسية جامعة، ولا مشروع وطني موحّد يستعيد مكانة الطائفة ودورها داخل الدولة. هكذا تحوّل سُنّة بعلبك – الهرمل إلى ساحةٍ مهمّشةٍ سياسيًا، مفتوحةٍ على نزعاتٍ عشائريةٍ ومناطقيةٍ ضيّقة، وسط تفكّك المرجعيات العائلية وغياب المؤسسات الأهلية، في انتظار بروز قيادةٍ قادرةٍ على مخاطبة الجميع بلغةٍ وطنيةٍ جامعة.

المفتي وملء الفراغ

في مواجهة هذا الواقع، برز مفتي البقاع الشمالي الشيخ بكر الرفاعي كصوتٍ يسعى إلى ترميم الحضور السني في المنطقة. فمنذ تولّيه الإفتاء، عمل على كسر جدار الصمت بخطابٍ وسطيٍّ يجمع بين الدعوة إلى الاعتدال ورفض التهميش. نشط الرفاعي في إعادة التواصل مع القرى السنية النائية، وأطلق مبادراتٍ للمصالحة بين العشائر، وسعى إلى تفعيل مؤسسات دار الفتوى كمظلّةٍ دينيةٍ واجتماعيةٍ تعوّض غياب الزعامة السياسية. وفي الوقت نفسه، حافظ على علاقةٍ متوازنة مع القوى الشيعية النافذة، مدركًا أنّ المواجهة المباشرة خاسرة لتفاوت ميزان القوة، وأنّ الاعتدال هو الخيار الواقعي الوحيد المتاح.

التوازن الصعب

يحاول المفتي الرفاعي إعادة الطائفة إلى المعادلة من دون أن ينزلق إلى صدامٍ سياسي، مستندًا إلى قوةٍ رمزيةٍ ومعنوية. فهو يدرك أنّ أي تصعيد قد يُفسَّر كتموضعٍ في محورٍ سياسي، وأن الحفاظ على مساحة الاعتدال هو السبيل الوحيد لضمان الحضور ولو بحده الأدنى. لكن السؤال، هل يمكن للخطاب الديني وحده أن يعوّض غياب القيادة السياسية والتنظيمية. ومع ذلك، فإنّ مبادرات الرفاعي تحظى بتقديرٍ شعبيٍّ واسع في الأوساط السنية التي تُركت لمصيرها بين ظلم الجغرافيا والأمر الواقع.

أزمة تمثيل وهوية

في العمق، يعكس الضعف السني في بعلبك – الهرمل أزمة تمثيلٍ وهويةٍ ودور. فالمواطن السني في المنطقة يجد نفسه بلا مرجعيةٍ سياسيةٍ حقيقية، لا يعرف إلى من يتوجّه بمطالبه أو شكواه. النواب السُّنة التابعون للثنائي لا يمثّلون نبض القاعدة الشعبية، والدولة غائبة، والبلديات في حالة موتٍ سريري. يصف حسين أحمد الحجيري أحد وجهاء بلدة عرسال في حديثٍ إلى "المدن" الانتخابات المقبلة بأنّها "محطة مصيرية لاستعادة التمثيل الفعلي، نكون أو لا نكون. لا نريد الهيمنة على مقاعد غيرنا، لكن مقاعدنا ليست مستباحة أو للاستتباع"، داعيًا إلى "تواضعٍ وطنيٍّ جامع، لأن مصلحة لبنان واستعادة الثقة بالدولة تتطلّبان تمثيلًا حقيقيًا يُعبّر عن الناس لا يُفرض عليهم". ويشدّد الحجيري على ضرورة "تحالف القوى السيادية التي تؤمن بالدولة وتعمل في سبيل استعادة هيبتها وسلطتها".

بين الغياب والمبادرة

يجد السُنّة في بعلبك – الهرمل أنفسهم اليوم على هامش الدولة والمواطنة معًا. ولإعادة التوازن إلى هذه المنطقة، لا بدّ من مشروعٍ وطنيٍّ سُنّي جديد يعيد وصل الأطراف بالمركز، ويؤكد أنّ الشراكة تُستعاد عبر نُخَبٍ سياسيةٍ قادرة على جمع الناس لا تفريقهم وشرذمتهم. في منطقةٍ أنهكها الإهمال والحرمان، يبقى الأمل معقودًا على وعي الناس، لاستعادة الدور لا بالسلاح والمال، بل بالموقف الوطني الجامع.

 

لبنان وإسرائيل إلى مفاوضات قريبة: بنود أولية هذه تفاصيلها

غادة حلاوي/المدن/19 تشرين الأول/2025

أواخر الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل، أي مع وصول سفير الولايات المتحدة الجديد إلى لبنان ميشال عيسى، والموفدة الرئاسية مورغان أورتاغوس، يُفترض أن ينطلق البحث في صيغة أو مقترح أميركي جديد هدفه إطلاق عجلة مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل حول نقاط عدة مطلوب تحقيقها من لبنان وإسرائيل. غير أن موعد وصول السفير والموفدة الأميركية هو موعد مبدئي، لأن زيارتهما دونها قرار الرئيس دونالد ترامب بوقف صرف الميزانيات للموفدين إلى لبنان، وهذا كان سبب تأجيل زيارة مقرَّرة لوفد الكونغرس الأميركي قبل فترة، وسيكون سببًا لتأخير وصول أورتاغوس أيضًا.

لكن لبنان تبلّغ أفكارًا تمهيدية للصيغة الأشمل، لاقتراح مفاوضات لبنانية - إسرائيلية برعاية أميركية. وبدأ الرؤساء الثلاثة التشاور بشأنها تمهيدًا للتوصّل إلى موقف لبناني موحّد، وتحديد ما يريده لبنان من خلالها. بالموازاة، بدأ البحث في تشكيل الوفد المفاوض، والذي عُلِم من المداولات الأولية أنه سيضمّ، إلى شخصيات عسكرية، دبلوماسيين وحقوقيين ووزيرًا أو وزيرين من الحكومة. وفي المعلومات الأولية أن المفاوضات تقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة شهرين، يبدأ خلالها التفاوض على الانسحاب الإسرائيلي ووقف نهائي للعدوان وترسيم الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلّها، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، والاتفاق على منطقة خالية من السلاح بعد إنجاز الجيش خطته لسحب سلاح حزب الله نهائيًا من جنوب الليطاني. الورقة الجديدة لن تكون بعيدة عن ورقة توم باراك السابقة، وإن بصياغة مختلفة وبعض النقاط المختلفة والجديدة، وأخرى مع تعديلات، حيث لن يكون لباراك دورٌ هنا، والدور الأساسي سيكون لأورتاغوس والسفير الأميركي الجديد. وستكون مقاربة موضوع التفاوض هذه المرة مختلفة، سواء من قبل لبنان الرسمي أو من قبل الثنائي الشيعي، وحزب الله على وجه التحديد.

المفاوضات كحل وحيد

بعد اتفاق غزة، ودخول الأميركي بثقله لتحقيقه بأي ثمن، وجد لبنان نفسه محاصرًا أميركيًا بما هو معلن ومتعارف عليه لناحية العدوان المستمر ومنع إعادة الإعمار بكل الوسائل المتاحة، وما هو غير معلن وتتعاطى واشنطن على أساسه من حجب التمويل لسفر الموفدين إلى لبنان، إلى تعطيل مؤتمرات الدعم، بما فيها دعم الجيش، ودعم عدوان إسرائيل المستمر على لبنان. وفي ضوء حصارٍ كهذا، أرسلت واشنطن عرضها للتفاوض مع إسرائيل لحلّ نقاط الخلاف العالقة: تثبيت نقاط الحدود، سحب السلاح، التعهد بضمان الأمن على الحدود، مقابل وقف العدوان والانسحاب وإطلاق سراح الأسرى ونقاط تفصيلية أخرى لم تصل بتفاصيلها بعد. الفكرة المتفق عليها هي السير بالتفاوض برعاية أميركية لضيق الخيارات، خصوصًا وأن مبدأ التفاوض قد ورد في أحد بنود القرار 1701، أي أن لبنان لم يأتِ بجديد. وفي المعلومات أيضًا أن الموضوع مثار تشاور رسمي، وقد تبلّغ حزب الله خطوطه العريضة، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو من الأساسيين الذين يتم التواصل معهم بشأن المقترحات الجديدة، وهو أرسل موفدًا إلى رئيس الحكومة لوضعه في الأجواء قبل أن ينطلق التشاور رسميًا بين رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة.

موقف حزب الله من مبدأ التفاوض

تؤكد المعلومات أن الموضوع طُرح مع حزب الله في إطار تطبيق الاتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. في رأي حزب الله، إن المفاوضات غير المباشرة يجب أن يسبقها وقفٌ للعدوان، إذ يرفض الحزب التفاوض تحت النار للضغط، ويعتبر أن تفاوضًا غير مباشر سبق ونصّ عليه القرار 1701. والفرق بين هذا القرار واتفاق وقف النار هو الطرف الضامن الذي خاض عملية التفاوض، وهو الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تضغط على إسرائيل للالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق. في تقدير حزب الله أن الطرح تزامن مع انطلاق توقيع اتفاق غزة في شرم الشيخ، والاندفاعة الأميركية في المنطقة، وقد أتى كلام عون ليستفيد لبنان من هذا المسار الأميركي الذي ظهرت نتائجه باتفاق غزة. أعلن عون الفكرة موضحاً أن التفاوض سيكون غير مباشر، ثم كان له توضيح ثانٍ وثالث بوجوب وقف العدوان ثم الانسحاب. ما تبلّغه حزب الله أن الأمر مطروح في إطار وقف النار وانسحاب إسرائيل واستعادة الأسرى، وهو يرى أن لبنان سبق وخاض غمار التفاوض غير المباشر في تجربتي ترسيم الحدود البحرية، والتي أدّت إلى نتائج حظيت بموافقة داخلية، واتفاق وقف النار. واليوم يُعاد الحديث عن تجربة مماثلة مع تطمينات بأنها ستكون مفاوضات غير مباشرة، ولذا فإذا كانت الفكرة للانسحاب الإسرائيلي ووقف العدوان، فلا يرى حزب الله مانعًا، شرط أن يتحقّق مسبقًا وقف نارٍ جدي، كي لا يكون التفاوض تحت النار الذي عادة ما يمنح إسرائيل الأرجحية، ولإظهار حسن نوايا الوسيط أو الطرف الثالث المعني بالضغط على إسرائيل لإنجاح أي اتفاق، أي الولايات المتحدة.

واشنطن ذاتها ضغطت على إسرائيل من أجل توقيع اتفاق غزة، ولو أرادت لفعلت الشيء نفسه من أجل فرض تطبيق الاتفاق على إسرائيل، خصوصًا وأن لبنان خطا خطوات متقدمة في مجال حصرية السلاح، حظيت بإشادة الرئيس دونالد ترامب، ولم تقابلها إسرائيل بالمثل، بل ذهبت إلى تصعيد جديد باستهداف بنى اقتصادية في الزهراني أو في صور جنوبًا. فهل نحن أمام اتفاق ستُجبر إسرائيل على تنفيذه؟ يجب أن تكون مفاوضات غير مباشرة لفرض تحقيق نتائج يريدها لبنان، وليس لتجاوز اتفاق وقف النار الذي التزم لبنان بتنفيذه، بينما تخلّفت إسرائيل عن ذلك. تفاوضٌ غير مباشر، الأساس فيه دفع إسرائيل إلى الالتزام بالاتفاق القائم، أي القرار 1701، والذي يتحدث في البند رقم 13 منه عن مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لمعالجة النقاط العالقة. لا يمكن الدخول في مفاوضات من دون إلزام إسرائيل بوقف العدوان، ثم الانسحاب من النقاط التي تحتلّها. هذا كان جواب لبنان الأوّلي أو الموقف اللبناني الموحّد تجاه أي طرح قريب ستحمله أورتاغوس أو غيرها. الأجواء إيجابية، لكنها محفوفة بالحذر.

 

ترمب يخاطب ظلّه

أحمد جابر/المدن/18 تشرين الأول/2025

أن يفقد الرجل ظلّه، هو أن يفقد هويته وقيمه، وأن ينقاد إلى سلوك الفساد والانتهازية، طلباً لارتقاء السلّم الاجتماعي وتقرّباً من ذوي النفوذ، ليكون شريكاً تابعاً في "منظومة" نفوذهم.

تلك هي حال "سامي" في كتاب فتحي غانم، الذي حمل عنوان "الرجل الذي فقد ظلّه". بالمقارنة اللفظية، وبمقاربة تستعيد مفردة الظلّ، نستحضر رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترمب، بصفته الرجل الذي يخاطب ظلّه، فيكونه حين يختال سياسة، ويكون أصله حين يقتحم نور المشهد، فتصير له كل الظلال. جاءنا ترمب فاتحاً مسالماً! حَمَل الاستنسابية في مقاربته للملف الفلسطيني، فكان متناقضاً، وكان موسميّاً، وكان وافر الحركة، فهذه تنوب عن بركة الفعل، عندما يأنس المرء من نفسه، أن ما يقدم عليه ينطوي على قليل من الواقع، وعلى كثير من الخيال. باختصار، أحال ترمب "الحلّ" الذي ارتضاه، إلى أزمة تمتد مجدّداً في الزمن. وحاول جاهداً أن ينسب إلى الأزمة إيّاها الثبات في المكان، من دون التفات إلى "السكان" ومع كثير من الإهمال الواضح لمعطيات الزمان. قلنا خاطب ترمب ظلّه، نعم، وأعطى الخطاب اسم وقف الحرب، نعم، لكن ذلك لم يحجب صورته، لدى من يريد رؤية الصورة على حقيقتها. فترمب، الرجل والظل، ظلّ للنظام السياسي الذي ينتمي إليه، قدّم رمزيته العصرية متخفّفة من جوهرها الإنساني، وبعيدة من "الضميرية" التي تحفظ التوازن الأخلاقي، فتحرص فقط على المشهد السلطوي، وتزين ثقل حضورها بميزان النجاح الخارجي، ولا تعير اهتماماً للداخل الجوّاني، الذي أضحى بلا مرآة أخلاقية عاكسة.

كم كان ترمب إسرائيلياً وهو يخاطب ظلّه؟ كان أقرب إلى رئيس وزراء الكيان الذي رعاه، فشابهه استعراضياً، وماثله شخصنة وشعبوية، وشاركه الشعبوية، التي صارت ظاهرة ملازمة لليمين السياسي وليساره، محليّاً وعلى نطاق عالمي. نفى ترمب الشعب الفلسطيني، فقال نفيه بقلمٍ عاري الكلمات. لم تحضر فلسطين المستباحة منذ عقود الاستعمار الأولى، ولم تحضر المأساة الغزّاوية، وغاب مستقبل الفلسطينيين المنتظرين على أبواب الزمن، فلا ورد اسم الدولة، ولا ورد اسم استقلال الشعب في صيغة اسمية، أو في صيغة جواز سفر.

تعالى دونالد ترمب، بصوت عالٍ، وبمظهر تفوقٍ كاسح، وبأسلوب كسر المعايير الإنسانية والسياسية، ولم يفته قول "مديح الظل"، في ترسانته الحربية، التي أتاحت التفوق الميداني للعدو، هذا الذي جاء ليضمه إلى انتظام خطة سلامه. هو سلام ترمبي، ضجيجه كثير، وطحنه قليل، ومع ذلك، قوبل الرجل الذي خاطب ظلّه، بما كان يتوقعه من ترحاب، أو من تهليل وتكريم وإعجاب. كانت الحفاوة متوقعة، وربما مفروضة من خلال رقابة ذاتية، على من جاء المشهد بنوايا صافية، أو من جاءه باعتقاد واقعي بضيق ذات الحال، وباتساع ضيق القدرات. هل في الأمر هجاء لمن أدرك واقعه، فالتحق بما أوتِيّ من واقع ضاغط مغاير؟

ليس الأمر كذلك، وهل كان واقعيّاً تتويج سيرة الانحدار الواقعي المتمادي، بانتفاضة يقظة مفاجئة؟ هذا من الفجاءة الشعارية التي تليق برجل يخاطب ظلّه من مكان آخر، من موقع شعبوي أو من طفرة إرادوية بلا جدوى.

لو شئنا تعميم الصورة، لقلنا إن القضايا باتت تقاس بمدى انتشار أسمائها وليس بمدى عمق جوهرها، وإن الاستجابة إلى شعارية الانتشار، وإلى سطحية المواضيع، قرّبت المستمع والمتداول والكاتب والقارئ... إلى حالة رجالٍ "فقدوا" ظلالهم، وبدّلوا سلوكهم، وركبوا مركب الانتهازية السياسية والتخلي الأخلاقي... وارتضوا حالة الصدى التابع، حين المتبوع هو الصوت والسوط وكل الظلال.

والحال، ما الرفض الواجب في الحالة الترمبية التي جاءتنا من دون غصن الزيتون المعتاد؟ لن يأتي الجواب من محفل الذين يسلّمون بقهر الواقعية، ولا من محفل الذين يبشرون بالثورة الدائمة. المحفلان اللذان تنزلهما "النخب" القديمة، باتا خارج "سَوْفَ"، وصارا وقعاً لـ"كان وأخواتها"، لذلك باتت الأسئلة مطروحة حول النخب الجديدة وشروط قيامها وآليات اشتغالها، وكيفية نشوئها وترعرعها في ظل حراس الهيكل القديم، ذوي الأسلحة الماضية عندما يتعلق الأمر بصراع الداخل مع داخله، وذوي السيوف المثنونة، عندما يتعلق الأمر بصراع الداخل مع ما يحيط به من أخطار خارجية.

لو استرسلنا في حديث "الظل" لقلنا إن من مدركات النخبة الجديدة الضرورية، الانتباه إلى أن من فقد ظلّه بيننا بالاستتباع، سيواصل رحلة البحث ليحط في فيء ظل آخر. لذلك، سيظل ضرورياً الالتفات إلى البنيوي المجتمعي الذي جعل النخب السياسية والفكرية، أسيرة شمس غيرها وسجينة ظلالها في الوقت ذاته. وسيظل ضرورياً تذكر مقولة "هوى المغلوب في اتباع الغالب"، ذلك أن سيطرة الانتهازية والشعبوية والاستنسابية، وتبنّي مقولات سلام القوة، ستزيّن للمنتقلين من ظلّ إلى ظلّ، التماهي مع الأقوى، والالتحاق بالقائد الرمز. هذا هو الواقع، أما في الغيب، فسيظل انتظار "المخلّص" الأبدي، جرعة صبر تضاف إلى طول أناة الصابرين. وبعد، ماذا ننتظر من الرجل الذي خاطب ظلّه؟ أكثر من إشارة تدلُّ على أن الوقائع ما زالت مفتوحة على مصاعبها، وأن المخاطر ما زالت فاغرة الفاه، في فلسطين وفي لبنان، وفي سائر الأقطار العربية. نقصر الأمر على غزّة، لنقول، إن التهجير القسري الذي كان هدفاً معلناً للعدوان الإسرائيلي، ربما تحول إلى تهجير طوعي مضمر ومرغوب، بعد سيادة وصفة السلام الترمبية. أما الدولة التي اعترف بها "العالم" الديبلوماسي فقد تأكد رفضها بالتجاهل، فلم ترد على لسان ترمب، ولم تشر إليها يداه، ولم "تغمزها" عيناه، لذلك ستظل الدولة الفلسطينية حبراً على ورق، فإذا توفّرت ظروف إعلانها، فلن تكون تلك الدولة التي عرّفها اتفاق أوسلو، بل ستكون بقية دولة بعدما أكل الاستيطان الأرض، وبعدما بعثرت الحرب الشعب، ومن كان يَعْمُرُ الأرض. هل يفتح ذلك على ضرورة مراجعة ما حصل، والتنبيه مما ما زال يحصل؟ هذا مؤكد، إذ لا تسليم بمقولات المحاربين بعد وقف الحرب، والنقد الذي حجبته ضرورات المعركة، يجب أن يُدْلَقَ دفعة واحدة، ومن دون تورية أو مواربة. نتذكر، ولن تكون لنا نعمة النسيان، إن النظام العالمي صار شبه نظام، وأن الانتظام السلمي مع محمولاته الإنسانية، وممنوعاته الدولية التوافقية، قد اهتزّ وبات أشلاء انتظام. هذه حقيقة مريعة، ومما يجعلها مريعة أكثر، هو أن من يطمح إلى قيادة الانتظام الجديد، هو الرجل الذي يخاطب ظلّه، يعاونه "الرجل الذي فقد ظلّه"... ما أطول مسيرة المعاناة.

 

عودة العرب إلى قيادة العالم الإسلامي: هل بدأ أفول الملالي؟

جاد الاخوي/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2025

تعيش إيران اليوم واحدة من أكثر مراحلها حساسية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. فالأصوات التي ترتفع من داخل المجتمع الإيراني لم تعد تطالب فقط بتحسين الوضع المعيشي أو توسيع الهامش السياسي، بل بدأت تلامس جوهر النظام نفسه: شرعية "ولاية الفقيه" ودورها في الحكم. هذا التحوّل، مهما حاول النظام احتواءه، يعكس تآكلاً متزايدًا في البنية الأيديولوجية التي قامت عليها الجمهورية الإسلامية، ويطرح سؤالًا جوهريًا: هل ما يحدث هو انفتاح محسوب، أم بداية أفول نظام الملالي؟ طوال العقود الأربعة الماضية، بنى النظام الإيراني نفوذه على ثلاث ركائز: الشرعية الدينية في الداخل، والقدرة العسكرية عبر الحرس الثوري، والتمدّد الإقليمي عبر شبكة الميليشيات في المنطقة. لكن هذه الأعمدة الثلاثة بدأت تتعرّض للاهتزاز المتزامن. داخليًا، لم تعد "الشرعية الثورية" تقنع جيلًا جديدًا يبحث عن حياة طبيعية لا عن شعارات المقاومة. اقتصاديًا، تُنهك العقوبات الطبقات الوسطى والفقيرة، فيما يتضخّم نفوذ الحرس الثوري على حساب مؤسسات الدولة. وخارجيًا، تتراجع فعالية "الهلال الشيعي" الذي أنشأته طهران، في ظل تبدّل موازين القوى الإقليمية وصعود محور عربي جديد. فمنذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كانت القيادة في العالم العربي والإسلامي بيد العرب أنفسهم. مصر بقيادة جمال عبد الناصر رفعت راية القومية والوحدة، والسعودية بقيادة الملك فيصل مثّلت الثقل الإسلامي والاقتصادي. بذلك كان القرار العربي والإسلامي عربيًا خالصًا. لكن مع أفول المشروع الناصري، وضعف الدور المصري بعد كامب ديفيد، وانشغال السعودية بملفات داخلية معقدة، برز فراغ قيادي عربي في نهاية القرن الماضي.

في ذلك الفراغ، تسلّل الفرس والأتراك إلى قلب العالم العربي.

إيران رفعت شعار "تصدير الثورة" وأسّست محورًا يمتدّ من طهران إلى بيروت مرورًا ببغداد ودمشق، تحت مسمّى "الهلال الشيعي". وتركيا في عهد رجب طيب أردوغان تبنّت مشروع "النيـو-عثمانية" بغطاء إسلامي سني. وبين هذين المشروعين، انقسمت المنطقة وتراجع الدور العربي التقليدي، فتحوّل العرب إلى ساحات نفوذ يتقاسمها غير العرب. لكن السنوات الأخيرة حملت منعطفًا مغايرًا. فـمصر استعادت هدوءها ودورها الإقليمي، بينما أعادت السعودية صياغة مفهوم القيادة العربية والإسلامية على أسس جديدة: دولة قوية، تنمية داخلية، سياسة خارجية مستقلة، وواقعية تحكم العلاقات الدولية. اليوم، يمكن القول إن محور القاهرة – الرياض أعاد رسم الخريطة، وأعاد القيادة إلى العرب بعد مرحلة طويلة من التراجع. في هذا السياق، يبدو أن إيران تدخل مرحلة انكماش استراتيجي. فهي محاصرة اقتصادياً، منقسمة داخلياً، وتواجه عودة عربية قوية تُضعف قدرتها على التمدّد. حتى حلفاؤها التقليديون في المنطقة يلمسون حدود الدعم الإيراني وتراجع قدرته على الحسم. أما في لبنان، فـ"حزب الله"، الذي كان يستمد قوته من "الولاية" وارتباطه العضوي بطهران، سيجد نفسه مضطرًا لإعادة تعريف دوره، مع تراجع مركز القرار الإيراني وتبدّل المزاج الإقليمي والدولي. إنّ ما يجري في إيران ليس حدثًا داخليًا معزولًا، بل علامة على تحوّل أوسع في العالم الإسلامي. فبعد عقود من قيادة فارسية – تركية للمنطقة، تعود القيادة إلى محور عربي براغماتي يقدّم الدولة والتنمية على الأيديولوجيا. وهكذا، قد يكون أفول الملالي بداية ولادة مرحلة عربية جديدة، تستعيد فيها القاهرة والرياض زمام المبادرة، وتعيد رسم المشهد الإسلامي على أسس واقعية لا ثورية، عربية لا مذهبية، وعقلانية لا عقائدية.

 

رجي والشيباني وصناعة التاريخ

أحمد عياش/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2025

أظهر وزيرا الخارجية في لبنان وسوريا يوسف رجي وأسعد الشيباني خلال لقائهما الأخير في بيروت كل مظاهر الانسجام. وبدا أن كلًّا منهما يعرف الآخر قبل اللقاء، وهذا بالفعل واقع الحال بينهما. ويوضح الوزير اللبناني أن مناسبات عدة جمعت بينه وبين نظيره السوري منذ أشهر كانت كافية لنسج علاقات شخصية فتحت الأبواب ليس بين وزيرين فحسب، وإنما بين بلديْن عاشا على مدى عقود تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، علاقات ملتبسة بلغت ذروتها في حقبة الحكم الأسدي لسوريا والتي استمرّت نصف قرن. يكشف الوزير رجّي أن سوريا الجديدة التي انطلقت في بداية كانون الأول الماضي، تكافح من أجل بناء مؤسساتها من نقطة البداية. ويواجه لبنان تحدّيًا كي يجعل مؤسساته تعمل من جديد وسط صعوبات هائلة على كل المستويات. ويستطيع رجي أن يتحدّث طويلًا عن الإمكانات المتواضعة جدًا التي بحوزة وزارة الخارجية، التي خرجت مثل سائر المؤسسات مهشمة منذ أن ضرب زلزال الإفلاس لبنان عام 2019. ناهيك عن زلزال أخطر يمتد منذ العام 1975 عندما انهارت الدولة وأصبحت الخارجية اللبنانية تباعًا فرعًا للخارجية السورية. بدأ لبنان وسوريا منذ أشهر مسارًا جديدًا. وأتت زيارة الشيباني الأخيرة لبيروت لتؤكد أن هناك دولتيْن خرجتا للتو من حقبة ظلامية أرادت أن تجعل من سوريا معقلًا ديكتاتوريًا ليس في سوريا فحسب، وإنما في المنطقة ولاسيما الجوار وتحديدًا لبنان. وتمّ تدشين المسار على يديّ فريقيْن حاكميْن في البلديْن يشبهان التغيير التاريخي فيهما. ويستحق كل من رجي والشيباني القول إنهما من روّاد هذا التغيير، كلّ في مساحته وخصوصياته. حضر الشيباني إلى بيروت لمتابعة ملفات أبرزها الحدود والموقوفين والتنسيق الأمني. وأدرك المسؤولون اللبنانيون الذين التقاهم، وفي مقدمهم رجي، أن قرار حكم الرئيس أحمد الشرع هو الذهاب إلى النهاية في إقامة علاقات فاعلة وتصفية كل رواسب الماضي. ويذهب رجي إلى القول إن مصلحة لبنان العليا الآن هي في إعادة الموقوفين السياسيين السوريين إلى بلدهم من دون إبطاء.

كيف وصل رجي الى الخارجية التي كانت دمشق تصرّ على إدارتها حتى أتى زلزال انهيار نظامها السابق وفرار الديكتاتور تحت جنح الظلام في 9 كانون الأول الماضي؟ وكذلك، كيف وصل إلى خارجية سوريا رجل من جماعة كانت حتى أمد قريب موصوفة بالإرهاب؟ وإذا بنا نفاجأ بأن وزير خارجية دمشق الجديد مسؤول كأنه أمضى عقودًا في العمل الديبلوماسي وليس محاربًا وصل من خنادق ادلب.

شاءت الاقدار وكانت مشيئتها مدهشة. ونستطيع القول بما يتعلق بلبنان أن وزير الخارجية أتى منذ عقود إلى سلك الوزارة نتيجة الكفاءة. لكن في زمن الوصايات وآخرها الوصاية الاسدية، ما كان لرجي ولأمثاله في هذه الوزارة أو سواها أن يصل إلى ما وصل إليه حاليًا، إلا نتيجة "كفاءته" في الالتحاق بالنظام السوري. وهكذا تعاقب على الخارجية من هم بالاسم لبنانيون، لكن جلّهم وفي المضمون، من رعايا النظام الاسدي المخلصين. وحاول على سبيل المثال لا الحصر الوزير فارس بويز إيجاد شيء من الاستقلالية للخارجية اللبنانية لكن كانت الصعوبات جمّة. منحت الأقدار لبنان فرصة ثمينة كي يعود دولة حرة كما يجب. وأعطى رجي مثلًا كيف تكون الدولة الحرة. وأتت زيارة علي لاريجاني الامين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران الأخيرة لبيروت لتثبت أن لبنان يعيش زمنًا جديدًا. فقد تحرّك وزير الخارجية فور علمه بنبأ زيارة المسؤول الإيراني واقترح على رئيس الحكومة نواف سلام منع لاريجاني من دخول لبنان على خلفية تصريح أدلى به الأخير عشية الزيارة، وهاجم فيه الحكومة اللبنانية. طبعًا، ليس كلّ ما هو قرار سيادي يمكن اتخاذه، فكان أن أتى لاريجاني، لكن رجي أعلن مسبقا أنه لن يستقبله إذا ما طلب لاريجاني ذلك. على الضفة السورية، وفي إطلالة إعلامية أمس، أعلن الوزير الشيباني أن التحول الذي نراه في الدبلوماسية السورية هو نقطة تحول أساسية في تمثيل سوريا بشكل لائق وطبيعي. وقال: "نعمل على معالجة آثار الدبلوماسية للنظام البائد التي اعتمدت على الدبلوماسية الابتزازية، واستطعنا تحويل الدبلوماسية السورية إلى دبلوماسية منفتحة على الحوار والتعاون. النظام البائد شوّه صورة سوريا والسوريين في لبنان، واليوم نحن نحاول تصحيح هذه السياسة. نحاول حلّ ملف الموقوفين السوريين في لبنان ولاسيما الموقوفين هناك بتهم سياسية تحت ضغط النظام البائد". جدد الشيباني موقف الحكومة السورية الرافض لأي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية، مؤكداً أن هذا المبدأ "لا يحتاج إلى نقاش أو تفاوض"، وأن وحدة الأراضي السورية خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

وأكد الشيباني أن إسرائيل تحاول فرض واقع جديد في المنطقة مستغلة التغيرات التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية. وأوضح أن الممارسات الإسرائيلية تهدف إلى تعزيز حالة عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة عمومًا، في إطار مشروعها التوسعي المعروف. قال الشيباني في الممارسات الإسرائيلية ما يجب قوله وهو الذي جلس في محادثات في العاصمة الفرنسية باريس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر برعاية المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم برّاك، بهدف الحوار والتوصل إلى تفاهمات

أمنية بشأن جنوبي سوريا. قامت جوقة ممانعة في بيروت لتقول في الشيباني ما لم يقله مالك في الخمرة. بدوره قال رجي في الممارسات الإيرانية ما يجب قوله، مبديًا في الوقت نفسه استعداد لبنان لعلاقات ندية بين البلديْن إذا أرادت طهران. لكن الجوقة نفسها، شنّت ولا تزال حملة على وزير لم يأت من وصاية سورية بائدة أو هيمنة إيرانية ما زالت تحلم بالهيمنة على لبنان. ابتسمت الأقدار ولا تزال في لبنان وسوريا ان يتحمل مسؤوليات الشؤون الخارجية وزيران في حقبة تأسيسية للبلدين. ما يفعله رجي والشيباني اليوم هو المساهمة في صنع تاريخ جديد لبلديهما.

 

الرئيس برّي... لو كان يقرأ لو كان يدري!

أنطوان سلمون/نداء الوطن/19 تشرين الأول/2025

يصحّ القول، عند محاولتنا تفسير أو ترجمة قراءات رئيس مجلس النواب للدستور والقوانين كما للقرارات الدولية: "إن كنتَ تدري فتلك مصيبة، وإن كنتَ لا تدري فالمصيبة أعظم".

في آخر مقاربة له، اعتبر الرئيس نبيه برّي أنّه بمجرّد أنّ "الحزب لم يُطلق رصاصة واحدة فور سريان مفعول اتفاق وقف إطلاق النار"، يكون لبنان قد "اتخذ ما يمكن اتخاذه من قرارات وخطوات تعكس التزامه الكلّي باتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701". وكأنّ الرئيس برّي لم يدرِ بما ورد في القرار 1701 من مندرجاتٍ أو بنود، أو حتّى بما تضمّنه اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي صدّق عليه مجلس الوزراء في 27 تشرين الثاني 2024 برعايته، كـ"أخ أكبر" مفوّض من الحزب. فمن قرأ القرار 1701 منذ صدوره عام 2006، قبل الوصول إلى اتفاق العام 2024 ببنوده التطبيقية، يدرك أنّ البند الثالث نصّ بوضوح على: "بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية وممارسة سيادتها عليها وفق أحكام القرارين 1559 و1680 لعام 2006، والأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، ومنع تداول الأسلحة أو استخدامها دون موافقة الحكومة". كما أشار البند العاشر إلى أنّه: "يتوجّب على الأمين العام وضع مقترحات لتنفيذ الأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680، بعد التشاور مع العناصر الفاعلة، بما يشمل نزع السلاح وترسيم الحدود الدولية للبنان ومعالجة مسألة مزارع شبعا، وتقديم المقترحات إلى مجلس الأمن خلال 30 يوماً من صدور القرار". ودعا القرار بوضوح جميع الدول إلى: منع بيع أو تزويد أي كيان أو فرد في لبنان بأسلحة أو عتاد عسكري أو شبه عسكري من أي نوع، إلا بموافقة الحكومة اللبنانية أو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). منع تقديم أي تدريب أو مساعدة تقنية في ما يتعلّق باستخدام تلك الأسلحة أو صيانتها، إلا بما تسمح به الحكومة اللبنانية. وطبعًا، يدري الرئيس برّي أنّ لا الحزب التزم ولا حكومات الثنائي أمل – الحزب بالبنود الواردة في القرار 1701. والمصيبة الأعظم أنّ الحزب، حين يعلن مسؤولوه أنّه "يعمل على استعادة عافيته"، أو كما قال أمينه العام مؤخرًا إنّه "خرج من حربي الإسناد وأُولي البأس أقوى من قبل"، إنّما يمنح العدو الإسرائيلي ترخيصًا علنيًا لاستعادة الأعمال العدائية ضد لبنان، متسلّحًا بالنص الوارد في الاتفاق الذي يجيز له "حق الدفاع عن النفس عند أي تهديد محتمل". فهل يدري الرئيس نبيه برّي ما قد يجرّه هذا التملّص من الاتفاق، خصوصًا في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة بدءًا من جنوب الليطاني، كما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار الذي يُعدّ التطبيق العملي للقرار 1701؟ وهل يدري أنّ ما يجري اليوم قد يعيد تكرار نتائج رفض تطبيق القرار نفسه عام 2006؟

وهنا نستعيد ما قاله الأمين العام الراحل للحزب في 13 شباط 2024: "قرار الأمم المتحدة رقم 1701 لم يحمِ لبنان يومًا، بل معادلة الجيش والشعب والمقاومة". لكن في المقابل، جاء الردّ من داخل فريق الثنائي نفسه، على لسان وزير المالية ياسين جابر في 24 نيسان 2025، حين قال: "فيما يخصّ السلاح، القرار السياسي واضح في خطاب القسم للرئيس العماد جوزف عون، وفي البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام... في النهاية، الأمن يجب أن يكون بيد الدولة، ومطلوب من لبنان أن تكون هناك عودة إلى الأمن من دون سلاح، فـالجيش هو السلاح والأمن".

 

أمن الدولة: هذه هي القصة الحقيقية لعناصر الحماية الشخصية

سامر زريق /نداء الوطن/19 تشرين الأول/2025

لم تمرّ جلسة لجنة الدفاع الوطني والداخلية النيابية هذا الأسبوع مرور الكرام، حيث تحوّلت إلى ساحة نقاش حاد الطابع بين من يدافع عن القانون والمصلحة العامة، وبين من يصرّ على حماية مصالحه الخاصة وصورته العامة، ولو كان على حساب الشعارات التي يحملها وينادي بتطبيقها، وعلى رأسها مشروع الدولة وقيمها. وبينما كان من المفترض أن تأخذ مسألة "وثائق الاتصال" الحيّز الأكبر من النقاش في هذه الجلسة، قفزت آلية توزيع عناصر الحماية الشخصية للنواب وبعض القضاة، وهو موضوع قانوني – إداري بحت، إلى صدارة النقاش، وكشفت عن واقع مؤسف: نواب يقاربون الاستراتيجيات الأمنية بكل مساراتها من زاوية شخصية، وجهاز أمني يحاول تطبيق القانون وتأدية المهمات المكلّف بها من ضمن الاستراتيجية الأمنية الوطنية، بموارد وإمكانيات محدودة. في خضمّ هذا النقاش، برز موقف مدير عام أمن الدولة، اللواء إدكار لاوندس، الذي قدّم مقاربة واقعية ووطنية في آن، واضعًا الإصبع على الجرح، حيث بيّن أن المؤسسة التي يرأسها أُنيط بها من قبل رئاسة الجمهورية والحكومة، المسؤولية عن ملفات وقضايا دقيقة تتعلّق بمكافحة الفساد والتهريب، والجرائم المالية والإدارية، وهي مهمّات حسّاسة للغاية وتتطلّب عناصر ميدانيين متفرّغين وكفاءة بشرية عالية.

بيد أن الواقع مختلف، حيث معظم عناصر أمن الدولة منشغلون في حماية شخصيات سياسية وقضائية وغيرها، ما يفقدها الموارد البشرية المطلوبة، ويمنعها من أداء مهامها الجوهرية كما يجب. وفي هذا الإطار فإن المرسوم رقم 2512 لعام 2009 أتاح لكلّ نائب الحصول على 4 عناصر حماية بالحد الأقصى، وكذلك الحال لكل وزير. في حين يحق لكل قاضٍ عنصر، لكن يمكن لمجلس الأمن المركزي إضافة عناصر حسب خطورة القضية التي ينظر فيها. بالإضافة إلى 6 عناصر لرؤساء الطوائف. ناهيكم عن القضاة المتقاعدين والنواب والوزراء السابقين، ورجال دين معيّنين. في حين أنه لا وجود لأيّ عناصر حماية أمنية مخصّصة لإعلاميين، وخصوصاً في الوقت الحالي، الأمر الذي ينفي تمامًا الشائعة التي جرى تداولها بكثرة في الأيام الأخيرة حول تمتّع بعض الإعلاميين بعناصر حماية شخصية تتبع لأمن الدولة. وعليه، وانطلاقًا من أن المرسوم يقول بأن الحدّ الأقصى هو 4 عناصر، فمعنى ذلك أنه يجيز تخفيض العدد، خصوصًا عند وجود أسباب موجبة، وهذا ما فعله اللواء إدكار لاوندس حيث استخدم صلاحيته لتخفيض العدد بسبب النقص الهائل في العديد. هذه الأمور عرضها ووضّحها اللواء لاوندس في جلسة لجنة الدفاع والداخلية النيابية لتصويب النقاش، حيث أكد أنه يطبق القانون، وذكّر بأن استنزاف العناصر في مهمّات خاصة يشكل تهديداً جدياً لقدرة الجهاز على تنفيذ دوره الوطني والمهمات الموكلة إليه، ولا سيما في ظل الموانع والمعوّقات المحيطة بتطويع عناصر جديدة، من ناحية العدد والوقت المطلوب، وفوق ذلك الأعباء المادية المرتبطة بالسياسة المالية العامة للدولة.

هذا الواقع الذي عرضه اللواء لاندوس كان له وقع حسنٌ لدى عدد من النواب الحاضرين، الذين أبدوا تفهّمهم الكامل، ودعوا إلى إعادة توزيع عناصر الحماية بعدالة وشفافية، فيما أصرّ نواب آخرون على المطالبة بالمزيد من الحمايات، فظهروا كأنّهم يفضلون أمنهم الشخصي على حساب الأمن الوطني ومصلحة البلاد.

ما قاله اللواء لاندوس في الجلسة يعبّر عن تفكيره بالمصلحة الوطنية وأمن البلاد، ويعكس مدى جدّيته في تنفيذ المهمات الموكلة إلى مؤسّسته رغم النقص الفادح في العديد والعتاد، وذلك من خلال التوظيف الأمثل للموارد المتاحة، وتطبيق القانون بمعايير موحدة على الجميع دون استثناء، على عكس ما كان يحصل في السابق، ويشتمل ذلك على ضباط وعناصر أمن الدولة كما أثبت منذ تعيينه. بيد أن الإشكالية التي يواجهها، عدا عن الظروف المادية المعروفة، تكمن في أن البعض لا يزال يفكّر بنفسه من منطلق "الأنا" ويقيس المسألة بعدد العناصر المفروزة لحمايته. في ظل هذه الإشكالية فإن السؤال الذي يطرح نفسه: أيّهما أولى حماية الأشخاص أم حماية الوطن؟

 

عن رسائل اتفاق غزة للبنان

مهند الحاج علي/المدن/19 تشرين الأول/2025

اتفاق وقف النار في قطاع غزة كان للفلسطينيين بمثابة حبل نجاة لإنقاذ ما تبقى، بعد سنتين على حرب مُدمرة. تحقق نتيجة مسارين، الأول هو المطالب الأساسية لحكومة بنيامين نتنياهو، والثاني هو الوساطة السياسية للإدارة الأميركية الحالية (بدفع عربي) وخطوطها الحمراء.

ماذا يُخبرنا الاتفاق؟

أولاً، لدى إسرائيل اعتبارات أمنية غير مرتبطة بحسابات نتنياهو فحسب، بل ستنسحب على المرحلة المقبلة حتى لو لم يكن رئيساً للوزراء. تريد إسرائيل منطقة عازلة لا تخلو فقط من السلاح، بل من السكان أيضاً. هذا ينطبق على قطاع غزة، وعلى لبنان وسوريا كذلك. إنها استراتيجية دولة على ارتباط بالخلاصات العسكرية والأمنية لاعتداءات 7 أكتوبر.

هذا الصنف من الاستراتيجية اختبرناه مع الضربات العسكرية المفتوحة على سوريا، بغض النظر عن تغيير النظام هناك أو اسم رئيس الحكومة في إسرائيل. منذ عام 2012، اعتمد الجيش الإسرائيلي سياسة الساحة المفتوحة في سوريا والتعامل الاستباقي مع "التهديدات" قبل نشوئها. وربما بات بإمكاننا الاستنتاج بأن إسرائيل قررت اليوم تعميم استراتيجيتها السورية على لبنان (منذ عام 2023)، وكذلك قطاع غزة، حين تتوافر فيه الظروف لاستئناف الضربات الاستباقية وإعادة رسم الترتيبات القائمة فيه.

هذه سياسة ستُلازمنا لفترة طويلة، وهي بمثابة احتلال طويل الأمد، وعن بُعد، وستحول دون أي تعافٍ حقيقي لهذه الدول القابعة في مراحل انتقالية، للاستجابة لاستنتاجات أمنية صرف.

ثانياً، الاتفاق استبعد المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة لمصلحة الدور الأميركي المباشر. ذلك أن المرحلة الثانية من الاتفاق تشمل دوراً أميركياً مباشراً في الإشراف على المرحلة الانتقالية في قطاع غزة، من خلال إدارة تضم حوالى 200 شخص. هذا ما يتسرب عن المرحلة الثانية للآن.

والحقيقة أن اتفاق وقف النار في لبنان في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، يشرح هذا الدور المعروف بالميكانيزم، أي الآلية، وهي عملية تقودها الولايات المتحدة كضامن. ما تعلمناه عن هذا الدور خلال الشهور الماضية هو أن التنسيق الثنائي بين إسرائيل والولايات المتحدة، ومن ضمنه الترتيبات والوعود بينهما (رسالة الضمانات)، يتفوّق على وظيفة الضامن المنوط بواشنطن. الأخيرة لا تعتبر نفسها ضامناً بين حليف منتصر عسكرياً مثل إسرائيل، من جهة، وبين خصوم مهزومين مثل لبنان وتنظيم "حزب الله" فيه. لهذا لن يُدين الدور الأميركي الخروقات في لبنان عبر تسجيلها وطلب تجنبها بشكل جدي، بل سيكون الميكانيزم امتداداً للعلاقة الأميركية-الإسرائيلية، يغض النظر عن الضربات اليومية في سياق التنسيق الثنائي. ولهذا أسباب كثيرة، منها أن الضغط على إسرائيل يتطلب تدخلاً رئاسياً أميركياً، وهذا نادر الحدوث ولا تتوافر شروطه دورياً.

ثالثاً، في خيارات حركة "حماس" رسائل لحليفها "حزب الله". المفارقة أن "حماس" بدأت هذه الحرب بعملية واسعة لم يكن "حزب الله" على دراية بحصولها، لناحية التوقيت والحجم، ولكنها جرّته إليها متردداً بفعل استراتيجية "وحدة الساحات"، وهي اليوم تُنهيها بالموافقة مبدئياً على نزع سلاحها، وتُحرجه أمام خيارات مماثلة لبنانياً. ولكن ما يأتي لاحقاً لا يختلف كثيراً لناحية أهمية تأثيره. إن قررت حركة "حماس" تجنّب عملية نزع سلاحها، وخاضت مواجهة انتحارية مكلفة، أو لو أحبطت إسرائيل المرحلة الثانية بعمليات لها، سيتأثر "حزب الله" بنتائج أي مسار. خلاصة كل رسائل اتفاق غزة، أن السياسة مؤجلة لمصلحة إجراءات أمنية وعسكرية. وهذا خطير في عواقبه لأن الحلول الأمنية على الطاولة لا بدائل لها، ولا هامش فيها لتسوية منطقية ومتدرجة مع من يريد في دمشق وبيروت ورام الله طي هذه الصفحة الانتقالية بدل أن تصير حكماً مؤبداً كما الحال اليوم.

 

ماذا تعني الآية الإنجلية: “لا تدينوا لكي لا تدانوا” (انجيل القديس متى 7: 1)؟

نقلا عن موقع GotQuestions / (ترجمة بحرية من الإنكليزية بواسطة الياس بجاني) 18 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148307/

الإجابة: ربما تكون وصية يسوع بعدم دينونة الآخرين هي أكثر أقواله اقتباسًا، على الرغم من أنها تُقتَبَس دائمًا تقريبًا في تجاهل كامل لسياقها. إليك قول يسوع: "لا تدينوا لكي لا تدانوا" (متى 7: 1). يستخدم كثير من الناس هذه الآية في محاولة لإسكات منتقديهم، مُفسرين قصد يسوع بأنه "ليس لديك الحق في أن تقول لي إني مخطئ." إذا أُخِذَت وصية يسوع "لا تدينوا" بمعزل عن سياقها، فإنها تبدو بالفعل وكأنها تمنع جميع التقييمات السلبية. ومع ذلك، فالنص يحتوي على أكثر من هذه الكلمات الثلاث.

إن وصية الكتاب المقدس بأننا لا ندين الآخرين لا تعني أننا لا نستطيع إظهار التمييز. ففور قول يسوع: "لا تدينوا"، يقول: "لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير" (متى 7: 6). وبعد ذلك بقليل في العظة نفسها، يقول: "احذروا من الأنبياء الكذبة... من ثمارهم تعرفونهم" (الآيات 15-16). كيف لنا أن نُميّز من هم "الكلاب" و"الخنازير" و"الأنبياء الكذبة" ما لم تكن لدينا القدرة على إصدار حكم على العقائد والأعمال؟ إن يسوع يُعطينا إذنًا بتمييز الصواب من الخطأ.

كذلك، لا تعني وصية الكتاب المقدس بأننا لا ندين الآخرين أن جميع الأفعال متساوية أخلاقيًا أو أن الحقيقة نسبية. يُعلِّم الكتاب المقدس بوضوح أن الحقيقة موضوعية، أزلية، ولا تنفصل عن صفة الله. أي شيء يُناقض الحقيقة هو كذب - ولكن، بالطبع، أن تُسمّي شيئًا "كذبًا" هو إصدار لحُكم. إن تسمية الزنى أو القتل خطيئة هو كذلك إصدار لحُكم - ولكنه أيضًا اتفاق مع الله. عندما قال يسوع ألّا ندين الآخرين، لم يكن يقصد أن لا أحد يستطيع تحديد الخطيئة على حقيقتها، بناءً على تعريف الله للخطيئة.

ولا تعني وصية الكتاب المقدس بأننا لا ندين الآخرين أنه لا ينبغي أن تكون هناك آلية للتعامل مع الخطيئة. للكتاب المقدس سِفر كامل بعنوان "القضاة". وقد أقام الله نفسه القضاة في العهد القديم (القضاة 2: 18). النظام القضائي الحديث، بما في ذلك قضاته، هو جزء ضروري من المجتمع. بقول يسوع: "لا تدينوا"، لم يكن يقول: "كل شيء مباح" ("Anything goes").

في موضع آخر، يُعطي يسوع وصية مباشرة بالدينونة: "لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكماً عادلاً" (يوحنا 7: 24). هنا لدينا دليل على النوع الصحيح من الدينونة مقابل النوع الخاطئ. بأخذ هذه الآية وبعض الآيات الأخرى، يمكننا تجميع وصف للنوع الخاطئ من الدينونة:

الدينونة السطحية خاطئة: إصدار حُكم على شخص ما بناءً على المظاهر فقط هو أمر خاطئ (يوحنا 7: 24). إنه لَحُمْق أن نقفز إلى الاستنتاجات قبل التحقيق في الحقائق (الأمثال 18: 13). سمعان الفريسي أصدر حُكمًا على امرأة بناءً على مظهرها وسمعتها، لكنه لم يستطع أن يرى أن المرأة قد غُفِر لها؛ وبالتالي استحق سمعان توبيخ يسوع بسبب دينونته غير البارة (لوقا 7: 36-50).

الدينونة الريائية (النفاقية) خاطئة: وصية يسوع بعدم دينونة الآخرين في متى 7: 1 تسبقها مقارنات بالرياء (متى 6: 2، 5، 16) وتليها تحذير ضد الرياء (متى 7: 3-5). عندما نشير إلى خطيئة الآخرين بينما نرتكب نحن أنفسنا الخطيئة ذاتها، فإننا ندين أنفسنا (رومية 2: 1).

الدينونة القاسية، التي لا تغفر، خاطئة: نحن مدعوون إلى أن نكون "مُظهرين كل وداعة لجميع الناس" (تيطس 3: 2). الرحماء هم الذين سيُظهَر لهم الرحمة (متى 5: 7)، وكما حذر يسوع: "لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يُكال لكم" (متى 7: 2).

الدينونة البارة ذاتيًا (التي تُبَرِّر الذات) خاطئة: نحن مدعوون إلى التواضع، و"الله يُقاوِم المستكبرين" (يعقوب 4: 6). في مَثَل يسوع عن الفريسي والعشار، كان الفريسي واثقًا في برّه الخاص ومن هذا الموقف المتغطرس أدان العشار؛ ومع ذلك، فالله يرى القلب ورفض أن يغفر خطيئة الفريسي (لوقا 18: 9-14).

الدينونة الكاذبة خاطئة: يمنع الكتاب المقدس بوضوح شهادة الزور (الأمثال 19: 5). "لا تذموا أحداً" (تيطس 3: 2).

غالبًا ما يُتَّهَم المسيحيون بـ "الدينونة" أو التعصب عندما يتحدثون ضد الخطيئة. لكن مُعارضة الخطيئة ليست خطأ. إن رفع راية البر يُعرّف بطبيعة الحال عدم البر ويجذب سهام أولئك الذين يختارون الخطيئة على التقوى. لقد أثار يوحنا المعمدان غضب هيروديا عندما تحدث ضد زناها مع هيرودس (مرقس 6: 18-19). وفي نهاية المطاف أسكتت يوحنا، لكنها لم تستطع إسكات الحقيقة (إشعياء 40: 8).

يُحَذَّر المؤمنون من دينونة الآخرين بغير عدل أو بغير بر، لكن يسوع يمدح "الحكم العادل" (يوحنا 7: 24 - النسخة الإنجيلية المعيارية). يجب أن نكون مميّزين (كولوسي 1: 9؛ 1 تسالونيكي 5: 21). يجب أن نكرز بمشورة الله الكاملة، بما في ذلك تعليم الكتاب المقدس عن الخطيئة (أعمال الرسل 20: 27؛ 2 تيموثاوس 4: 2). يجب أن نواجه الإخوة أو الأخوات في المسيح الذين يخطئون بلطف (غلاطية 6: 1). يجب أن نمارس تأديب الكنيسة (متى 18: 15-17). يجب أن ننطق بالحق في المحبة (أفسس 4: 15).

 

اسرائيل تثبت ربط جغرافيا لبنان بسوريا.. استعدادات لقتال بري

منير الربيع/المدن/18 تشرين الأول/2025

تبحث إسرائيل عن أي سبب أو ذريعة للاستمرار في حالة الحرب، في غزة، سوريا، أو لبنان. في غزة تواصل خرق الاتفاق وستسعى دوماً إلى خرقه وتكرار السيناريو اللبناني بمواصلة الضربات وعمليات الاغتيال للوصول إلى سحب سلاح حركة حماس. أما في لبنان، فهي تريد أن تستنسخ اتفاقاً جديداً مشابهاً لاتفاق غزة وبنوده، حول الانسحاب التدريجي والمنطقة "الآمنة أو العازلة". النظرة إلى سوريا لا تختلف كثيراً عن النظرة إلى لبنان، فعملية توسيع النقاط التي تحتلها في الجنوب اللبناني، وتثبيتها، تحاكي عمليات تثبيت نقاط في الجنوب السوري.

عندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، نظم مستوطنون إسرائيليون متطرفون تظاهرات باتجاه بعض النقاط اللبنانية التي اعتبروا أن فيها آثاراً يهودية، وهم طالبوا باستعادة "قبر العباد" في حولا، كما برزت دعوات لاستيطان قرية محيبيب والتي اعتبروا أن فيها مقاماً للنبي بنيامين إبن النبي يعقوب، وخرجت دعوات للاستيطان في هذه المناطق. على الجانب السوري بدأت دعوات المستوطنين للدخول إلى قرى ومناطق مستغلين التوغلات الإسرائيلية والسيطرة على نقاط عديدة وتثبيتها.

في متابعة للإعلام الإسرائيلي، وكلام مسؤوليه ولا سيما  ما يتعلق بالمنطقة "الشمالية" وسكان تلك المستوطنات، تكاثر الكلام في الفترة الأخيرة عن استعادة حزب الله لنشاطه العسكري وإعادة بناء قدراته، قبل أيام سربت القناة 14 الإسرائيلية معلومات عن مشاهدة سكان المستوطنات والمسؤولين الأمنيين والعسكريين لعمليات تفريغ أسلحة لحزب الله في مناطق الجنوب. يندرج التسريب في سياق الحرب الإعلامية أو التحضير استباقاً لأي عملية عسكرية. وبعدها، توالت التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن إعادة حزب الله بناء قدراته العسكرية، مع التشكيك بما تقوم به الدولة اللبنانية في مهمتها لسحب سلاح حزب الله، علماً أن الكلام الإسرائيلي يناقض تماماً ما صدر عن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي والتي أشارت بوضوح إلى ما قام به الجيش بالتفصيل حول الأسلحة التي جرى سحبها.

ما جرى تداوله في الإعلام، نُقل إلى طاولات اجتماعات المسؤولين الأمنيين والعسكريين، إذ أصبح الجو شبيهاً بما كان عليه قبل شن إسرائيل عملياتها العسكرية الواسعة ضد حزب الله في أيلول 2024. وتكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية عن اجتماعات أمنية وعسكرية تعقد على مستوى قيادة المنطقة الشمالية، وقد اتخذ قرار بإجراء تدريبات عسكرية واسعة خلال الأسبوع المقبل تحاكي عمليات توغل برية، لأجل توفير الجهوزية العملياتية للجيش الإسرائيلي ليكون قادراً على تنفيذ عمليات عسكرية في العمق اللبناني. وبحسب التقارير فإن فرقة الجليل اتخذت تعليمات للعمل في منطقة واسعة على طول الحدود وقد تمتد إلى العمق اللبناني لبضعة كيلومترات، أبعد من النقاط التي تحتلها إسرائيل وتعمل على وصلها ببعضها البعض. وبحسب المعلومات المسربة في الإعلام الإسرائيلي، فإن هذه العمليات العسكرية تحاكي أيضاً إقدام الجيش الإسرائيلي على تنفيذ مداهمات لمواقع تحت أرضية لتفكيك أسلحة وسحبها.

تبدو إسرائيل وكأنها في حالة تجهز لمواجهة جديدة، ليست بالضرورة أن تكون مشابهة للحرب السابقة على لبنان، ولكن من خلال رفع وتيرة العمليات ونوعيتها وعدم الاكتفاء بالضربات الجوية المتقطعة. قد يكون ذلك واقعياً، وقد لا يكون، إذ من الممكن أن يندرج في سياق التهويل وتخويف اللبنانيين لدفعهم إلى تجنّب خيار المواجهة والحرب من خلال القبول بالتفاوض وتقديم التنازلات المطلوبة من قبل تل أبيب. في السياق أيضاً، برز إعلان الجيش الإسرائيلي عن إلقاء القبض على أشخاص متهمين بتهريب الأسلحة إلى لبنان أي إلى حزب الله، وهذا يندرج في إطار تعويم الإسرائيليين ادعاءاتهم حول إعادة حزب الله بناء قدراته، لكن الأهم أنهم بهذا الإعلان يريدون ربط الجغرافيا السورية بالجغرافيا اللبنانية عسكرياً ومن خلال نقاط تمركزهم.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

جوزيف عون: ننتظر البابا لاوون ولا تتركوا الأجيال بلا تعليم

المدن/ 18 تشرين الأول/2025

وصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون إلى روما، وتوجها من المطار مباشرة إلى المدرسة الحبرية الأرمنية، حيث كان في استقبالهما بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان وعدد من المطارنة والكهنة. وتأتي زيارة عون والوفد المرافق للمشاركة في القداس الاحتفالي الذي يقام غداً في ساحة القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان لإعلان قداسة الطوباوي المطران إغناطيوس مالويان. ورحب ميناسيان بعون والوفد المرافق، وقال "إذا كانت هذه الكنيسة صغيرة لكنها تملك تاريخاً عريقاً في وطننا لبنان، وتبقى الكنيسة راسخة رسوخ الأرز. واليوم يقف التاريخ عند لحظة مهمة حيث يلتقي التاريخ بالوطنية والوفاء بالتضحية". وأضاف: حضوركم هو شهادة ناطقة على أن لبنان لا يزال بلد الإيمان، وأن جذور الإيمان فيه أقوى من العواصف التي عصفت به. لبنان بلد الحضارة ولا يزال ينبض، وأنتم على رأسه الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الاوسط، ونحن نفتخر ونعتز بهذا الواقع".

بدوره ردّ عون شاكراً البطريرك ميناسيان، وقال: "يعجز الكلام في هذه المناسبة مع مشاركتنا في تقديس المطران مالويان، الذي هو قديس للبشرية جمعاء. لقد كان مؤمناً بقضية، وقدّم أغلى ما عنده؛ أي حياته من أجلها، ولو لم يكن لديه الإيمان القوي لما أقدم على ذلك. إن أجدادنا حفروا الصخر بأيديهم وبنوا الأديرة لأنه كان لديهم الإيمان بقضية. هم نشروا الدين والإيمان والتعليم وأتمنى عليكم؛ أي على رجال الدين من كل الطوائف، ألا يتركوا رسالة التعليم، وألا يتركوا الأجيال تنشأ بلا تعليم، لأنه الأساس لبناء الأوطان، وخصوصاً بناء لبنان". ولدى مغادرة الرئيس عون الكنيسة سأله الصحافيون عما إذا كان لبنان يستعد لاستقبال قداسة البابا لاوون الرابع عشر فقال: "طبعاً إننا ننتظر قداسة البابا في لبنان، ونجري كل الترتيبات لأجل إتمام هذه الزيارة".

اللقاء الأول بين البابا والراعي

كذلك التقى البابا لاوون الرابع عشر، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في لقاء هو الأول بينهما، وقد تمنى البابا الصحة لغبطته، الذي غاب عن حفل تنصيب البابا الجديد بحكم الظرف الصحي الذي ألمّ به في عيد الفصح الماضي. وأكد البابا لاوون أن لبنان في قلبه كما الكنيسة المارونية المنتشرة، مشيراً إلى أن "التحضير لزيارة لبنان جارٍ بفرح عظيم وعاطفة أبوية كاملة لوطن الرسالة والقديسين".  بدوره شكر الراعي، البابا "على محبته الخاصة للبنان، واختياره بين المحطات الأولى لزياراته الأولى بعد توليه سدة البابوية البطرسية على رأس الكنيسة الكاثوليكية"، وقد وضع البابا بوضع المسيحيين في لبنان والشرق، وعن حالة الهجرة المقلقة التي تسببت بها الحروب والأزمات الاقتصادية، وقد أعرب له عن حماسة الشعب اللبناني لاستقباله بكل أطيافه في لبنان في أواخر الشهر القادم، وفق بيان للبطريركية المارونية".

المجلس الشرعي: لإجراء الانتخابات في موعدها

على صعيد آخر، عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري، برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في مقره في دار الفتوى، وبحث في الشؤون الإسلامية والوطنية والعربية. وتوقف بيان صادر عن الاجتماع أمام "التوافق الدولي على وقف حرب الإبادة التي شنّها العدو الصهيوني على قطاع غزة، بعد أن قتلت عشرات الألاف من الشيوخ والأطفال والنساء والمدنيين، وبعد أن دمّرت مدنه وقراه ظلماً وعدواناً". وأكد المجلس حتمية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، كما نصّت على ذلك قرارات الأمم المتحدة، وكما جدّدت الاعتراف بهذا النصّ دول العالم شرقاً وغرباً. وتساءل المجلس بألم وقلق شديدين، كيف يكون مجرّد توقف العدوان الإسرائيلي سلاماَ بالرغم من أهمية هذا التوقف! كما دعا المجلس إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ممثلةً بقرارات الأمم المتحدة التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرّة المستقلّة، وعلى استعادة كامل حقوقه. وأثنى المجلس على ظاهرة الوعي الإنساني التي عبّرت عنها مجتمعات دولية في الشرق والغرب، استنكاراً للجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني في غزة، وتعاطفاً مع الشعب الفلسطيني، وتأييداً لحقوقه. وتوقف المجلس أيضاً أمام ظاهرة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان جنوباً وبقاعاً، جنوب نهر الليطاني وشماله، كأن العدو الصهيوني لم يكتفِ بما ألحقه بلبنان حتى الآن من قتل ومن إحراق متعمّد للحقول والمزارع، ومن تدمير للبيوت فوق رؤوس أهلها الأبرياء. وطالب المجلس الشرعي المجتمع الدولي بالضغط على العدو الصهيوني للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، والتوقف عن ارتكاب الاعتداءات التي بلغت من التمادي حدّ التعرض لقوات "اليونيفيل" الدولية بالقصف المتعمّد. وأبدى المجلس ارتياحه للجهود والمساعي التي تبذلها الحكومة لتنفيذ قراراتها في شتى الميادين، وبقيام الجيش اللبناني بمسؤوليته الوطنية في بسط سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، التي تملك وحدها شرعية حمل السلاح واستخدامه في الدفاع عن السيادة الوطنية، والأرض، والشعب، والمؤسسات.

وطالب المجلس الشرعي الحكومة بإيلاء الوضع المعيشي أولوية كبرى لما يعانيه المواطن من أزمات كثيرة ومتلاحقة، ويؤكد المجلس أن تحسين الظروف المعيشية ينبغي أن تكون أولوية وطنية، وأي إصلاح سياسي أو إداري يفقد معناه ما لم ينعكس مباشرةً على حياة الناس اليومية، وعلى الساسة أن يجعلوا تحسين الشأن المعيشي والصحي والبيئي والتربوي والاجتماعي والمالي نقطة التقاء وطنية جامعة، وتتطلب معالجات سريعة حفاظاً على سلامة اللبنانيين، ولاستعادة ثقة المواطن بالدولة. وأكد المجلس أنَّ التوافق والتفاهم والتناغم بين الرئاسات الثلاث هو ضمانة للاستقرار الوطني، وأي خلل في العلاقة ينعكس سلبياً على أداء السلطة التنفيذية، وحين يسود التفاهم تُفتح الأبواب أمام الحلول المشروعة في إطار من القانون والالتزام بالدستور الذي يحفظ المصلحة الوطنية، والمحافظة على التوافق بين الرئاسات هو واجب وطني لضمان وحدة المؤسسات واستقرار البلاد.

ودعا المجلس الشرعي إلى أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، بكل شفافية وحرية وديمقراطية وعدالة وضبط، ومكافحة الفساد الانتخابي بكل حزم ومسؤولية، ويرفض المجلس رفضاً قاطعا أي تأجيل أو تمديد للمجلس النيابي، ولا يرى المجلس الشرعي أي مبرر لهذا الأمر، الذي يرفضه المواطن أيضاً، فالدولة ينبغي أن تكون على جهوزية تامة لهذا الاستحقاق على الصعد كافة، والانتخابات النيابية هي فرصة يعبر بواسطتها المواطن عن رأيه في اختيار من يمثله لتولي المسؤولية، لخدمة الناس والإنماء والمحافظة على العيش الواحد، وما يحكى عن تعديل لمشروع قانون الانتخابات النيابية ينبغي أن يتوافق عليه النواب، ويؤدي إلى العدالة والإنصاف في تمثيل اللبنانيين بكل تنوعاتهم.

شكر لقطر لدعمها في بناء مسجد الإمام الشافعي

وتوجّه المجلس بالشكر لدولة قطر الشقيقة لدعمها في بناء مسجد الإمام الشافعي رضي الله عنه في العاصمة بيروت، ولما تبديه من اهتمام ورعاية للشؤون الإسلامية والوطنية في لبنان. وأثنى المجلس على الجهود المشتركة التي تقوم بها الحكومتان اللبنانية والسورية، لإعادة بناء العلاقات الأخوية بين الدولتين الشقيقتين والثقة على قواعد الاحترام والسيادة والمصالح المشتركة.

 

بعد توزيع بيان ضد اسرائيل.. اعتقال شابين من حزب التحرير في بيروت!

جنوبية/18 تشين الأول/2025

شهدت منطقة الطريق الجديدة في العاصمة بيروت بعد صلاة الجمعة بتاريخ 17 تشرين الأول 2025، حادثة اعتقال شابين من حزب التحرير – ولاية لبنان، أثناء توزيعهما بيانًا ينتقد استمرار الضربات الإسرائيلية على لبنان ويتهم السلطة بالسير في مسار التطبيع. وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحزب، أقدم أشخاص يستقلون دراجات نارية – وُصفوا بأنهم تابعون لجهاز أمني رسمي – على توقيف الشابين حسن عبد الهادي وصلاح داوود من أمام مسجد الإمام علي، واقتادوهما من دون إبراز أي مذكرة توقيف أو مستند قانوني. واعتبر الحزب أن ما جرى “عودة إلى نهج الاعتقالات التعسفية” و”دليل على استمرار سلوك الأجهزة الأمنية نفسها رغم تغيّر بعض الوجوه في السلطة”، متسائلًا إن كان العهد الجديد في لبنان سيحافظ على وعوده بـ”قيام دولة قانون” أم سيواصل “الأساليب القديمة ذاتها”. وأكد حزب التحرير في بيانه أن هذه الإجراءات “لن تُسكت صوته ولا عمله السياسي”، مشيرًا إلى أن الحزب “سيبقى في مواجهة العدوان الإسرائيلي وكل أشكال التطبيع أو الاستسلام للمشاريع الأميركية في لبنان والمنطقة”. وختم الحزب بيانه بمطالبة السلطات اللبنانية بإطلاق سراح المعتقلَين فورًا، معتبرًا أن “الاعتقال لا يستند إلى أي مسوّغ قانوني، بل يعكس استمرار نهج القمع الأمني بحق من يعبّر عن رأيه بالكلمة والحجة”.

 

السفير الروسي يدعو لالتزام كامل بالقرار 1701.. ماذا عن تسليم السلاح؟

جنوبية/18 تشين الأول/2025

أكد السفير الروسي لدى لبنان، ألكسندر روداكوف، على “تعاون فعال وبناء بين روسيا ولبنان في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن “القضية الجوهرية اليوم تكمن في كيفية تنفيذ قرار نزع السلاح في ظل استمرار الاستهدافات الإسرائيلية”. وقال روداكوف إن “السبيل الأساسي لمعالجة هذا الملف المعقد يتمثل في الالتزام الصارم من جميع الأطراف بالاتفاقات السلمية بين إسرائيل ولبنان، استناداً إلى القرار 1701”، مشيراً إلى أن هذا القرار “حظي بدعم جميع اللبنانيين، بمن فيهم قيادة حزب الله، التي يجب أن تتحول تدريجياً من حركة ذات طابع عسكري إلى قوة سياسية بحتة”. وأكد السفير الروسي أن “روسيا كانت وستبقى إلى جانب لبنان قبل الأحداث الأخيرة”، مشدداً على دعم موسكو للبنان في أزمات عدة، من بينها جائحة كورونا وتفجير مرفأ بيروت، فضلاً عن دعم القوات المسلحة اللبنانية. وأضاف: “تؤكد روسيا موقفها الثابت الداعي إلى تمكين اللبنانيين من تقرير توجهات سياستهم الوطنية بأنفسهم بعيداً عن أي تدخل خارجي”.وفي ما يتعلق بالأمن الإقليمي، قال روداكوف إن روسيا لعبت “دوراً حاسماً في دحر تنظيم داعش على الأراضي السورية ووقف تقدم العصابات الإرهابية نحو لبنان”. وبخصوص سوريا، شدد روداكوف على أن “موقف روسيا الثابت في دعم وحدة واستقلال وسيادة سوريا وسلامة أراضيها لم يتغير”، مضيفاً أن “القيادة السورية الجديدة تدرك أهمية بناء علاقات متينة مع موسكو”. كما أشار إلى آلية تنسيق عسكرية بين الروس والأميركيين قبل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، والتي “أثبتت فاعليتها في تنظيم العمليات وتفادي الحوادث الميدانية، وتقييمها كان إيجابياً من الجانبين”.

 

فضل الله: على الحكومة مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتحمل مسؤولية الإعمار

جنوبية/18 تشين الأول/2025

قال نائب كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، أن لبنان يواجه في هذه المرحلة تحديين أساسيين يتمثلان في “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ومسؤولية الدولة في مواجهتها”، إضافة إلى “قضية الإعمار وإعادة بناء ما دمره العدوان”. وشدد فضل الله، خلال كلمة ألقاها في بلدة كفرصير، على أن “من واجب الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها وتلزم الجهات الراعية للاتفاقات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان”، مؤكداً أن “المقاومة ستقابل أي خطوة إيجابية من الحكومة بإيجابية مماثلة، لأن الهدف هو وقف سفك الدماء ووقف التخريب الإسرائيلي”.

 

في قانونية قرار وزير الصحة بوقف إنتاج مياه تنورين وإخراجه من الأسواق

القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك/18 تشرين الأول/2025

إنه لا يسوغ لوزارة الصحة أن تُصدر قراراً بوقف عمل شركة تنورين المصنعة لمياه الشرب المعدّة للبيع من العموم وإخراج بضائعها من الأسواق إستناداً الى فحوصات مخبرية أجرتها على عينات مياه مأخوذة من نقاط البيع والتسويق أو إستناداً الى فحوصات مخبرية أجراها مستهلكون فضوليون على تلك المياه.

بل كان عليها، في مثل هذه الحالة، (عملاً بأحكام القانون الناظم لعملها)، أن تعتبر تلك النتائج المخبرية بمثابة إخبار فحسب، حتى تنطلق منه للاتصال للتوّ بالشركة المصنعة وتأخذ عينات مياه بحضورها من مختلف مراحل الانتاج، فتقوم بفحصها لدى المختبرات الرسمية المختصة المعتمدة منها. حتى إذا ما تبين أن نتائجها سلبية تقوم عندئذ بإتخاذ الاجراء المناسب بحقها وإلاّ تصرف النظر عن أية ملاحقة ضدها. اما وإن خالف وزير الصحة تلك القواعد بمعرض مراقبته لانتاج مياه تنورين فإنه يكون قد إرتكب خطأً جسيماً من شأنه أن يربط مسؤوليته الوظيفية الشخصية (٦٦ و ٧٠ دستور) كذلك مسؤولية الدولة اللبنانية عن أدائه الخاطئ وعن كل الاضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالشركة المصنعة، في حال تبين نتيجة الفحوصات المخبرية التي أجرتها الوزارة على العينات المأخوذة من مراحل الانتاج بحضور الشركة المنتجة أن مياهها هي مطابقة للمواصفات القانونية.

 

هل سيسمح للبيطار باستجواب مالك "سفينة الموت" في بلغاريا؟

فرح منصور/المدن/ 18 تشرين الأول/2025

أيام قليلة، وربما ساعات، تفصل لبنان عن قرار السلطات البلغارية تسليم مالك سفينة RHOSUS، إيغور غريشوشكن إلى القضاء اللبنانيّ، أو اطلاق سراحه. لم تتخذ بلغاريا قرارها النهائيّ بعد. ما دفع بالمحقق العدلي طارق البيطار إلى التقدم بطلبٍ إلى بلغاريا للسماح بحضوره شخصيًا، لاستجواب غريشوشكن.

تكشف مصادر قضائية لـ"المدن" أن النيابة العامة التمييزية حوّلت استنابة قضائية من البيطار إلى بلغاريا. طلب فيها الموافقة على سفره إلى بلغاريا للتحقيق مع غريشوشكن، في حال رُفض تسليمه إلى لبنان.  فقد انتهت المهلة المعطاة للبنان من أجل تحويل ملف استرداده. لكن السلطات البلغارية وافقت على تمديدها لأيام إضافية، تمهيدًا لاتخاذ القرار النهائيّ. تشير معلومات "المدن" إلى أن القضاء اللبناني بذل جهودًا لاقناع بلغاريا تسليم غريشوشكن نظرًا لأهمية استجوابه حول شحنة نيترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت، وتعهد رسميًا بعدم إنزال عقوبة الاعدام بحقه. فمُدّدت فترة توقيفه لأيام إضافية. ورد القضاء البلغاري طلب إخلاء السبيل الذي رفعه غريشوشكن بحجة تدهور صحته الجسدية، ونقله إلى المشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. وحسب معلومات "المدن" فإن البت بملف استرداده سيكون مسألة أيامٍ قليلة جدًا. وعلى الرغم من تخوف القضاء اللبناني من إطلاق سراح غريشوشكن بشكل مفاجئ، إلا أن مصادر قضائية أوضحت لـ"المدن" أن الأمور لم تُحسم بعد. ولبنان بانتظار القرار البلغاري، معتبرة أن تمديد فترة احتجازه بمثابة مؤشر ايجابيّ على أن القضاء البلغاري يدرس ملف استرداده، وهناك امكانية لتسليمه للبيطار".  من جهته، تجهز البيطار لكل الاحتمالات المتوقعة. وتقدم من السلطات البلغارية بطلب لاستجواب غريشوشكن على أراضيها في حال رفضت تسليمه للبنان. وبحسب معلومات "المدن" سيتقدم البيطار بطلب أمام القاضي حبيب رزق الله، لرفع منع السفر عنه الذي كان وضعه المدعي العام التمييزي السابق غسان عويدات، للسفر إلى بلغاريا على وجه السرعة، وتدوين إفادة غريشوشكن ومساءلته حول حمولة نيترات الأمونيوم. وأوضحت المصادر أن قرار منع السفر لن يكون عائقًا أمام تحركات البيطار، بما يخدم مصلحة ملف المرفأ. وفي ضوء هذه المرحلة الحساسة، يبقى السؤال هل ستسلم بلغاريا غريشوشكن للبيطار؟ أم سيغادر الأخير الأراضي اللبنانية قريبًا؟  

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 18 تشرين الأول/2025

 

البابا لاون الرابع عشر

أيها الإخوة والأخوات من الروم والسنتي والكمينانتي، يمكنكم أن تكونوا شهوداً أحياء لمركزية هذه الأمور الثلاثة: الثقة في الله وحده، وعدم التعلق بأي خير دنيوي، وإظهار إيمان نموذجي في الأفعال والأقوال. إن العيش بهذه الطريقة ليس أمراً مسلّماً به. بل نتعلّمه، من خلال قبول بركة الله والسماح لها بالعمل على تغيير قلوبنا.

 

ايلي خوري

تـضـيـيـع وقــت

1. انبطاح بعض الوزرا الزايد قدام الـIMF طمعاً بديون جديدة (للبعزقة) وتفادياً لإجراءات حاسمة بموضوع السلاح وفلتان الكاش. 2. دعوات لمؤتمرات شحادة عالم تالت بدل من مؤتمرات استثمار بتقنع الناس انو صرنا بلد بيعرف شو بدّو. قلّة خصيّة عطعمة تخلّف تنظيري واستعراض فارغ.

 

 وضاح الصادق

بعد ستّ سنوات على #١٧_تشرين، أصبح بإمكاننا القول إنّ نضالنا كلبنانيين أثمر فرصةً حقيقيةً لبناء دولة، وهي فرصة لا يجب أن نفوّتها كما فوّتنا فرصة ١٤ آذار. اليوم أوصلنا إلى الحكم سياديين إصلاحيين، والعالم أجمع يدعم لبنان ويؤكّد على هذه الفرصة. علينا مواصلة النضال دون يأسٍ أو تخاذلٍ أمام كلّ العقبات لتحقيق أهداف ١٧ تشرين، والوصول أخيرًا إلى لبنان الوطن، لبنان الدولة.

 

علي الأمين

على حزب الله أن يعترف بالهزيمة كي نخرج منها. لأن لا أحد يخرج من الانتصار. وعليه أن يعترف بـالدولة قبل أن يطلب منها القيام بأي دور.

https://x.com/i/status/1979228801243435049

 

 محمد الأمين

في 17 تشرين، اتفقت القوى السياسية والمسلحة، بما فيها الثنائي المسلح والأحزاب السيادية والجماعات اليسارية ، على تحجيم الاحتجاجات ومنع رفع شعارات ضد إيران وسلاح حزب الله باعتبارها “قضايا حساسة” و”مش وقتها”. هذا التوافق جعل الثورة تقتصر على مطالب معيشية دون المساس بمصالح هذه الأحزاب. وهذا ما عجل في افقادها لجوهرها.  وايضاً وايضاً كانت مرحلة توافق عليها الكل. لتحجيم الاعتراضات  على قوى الأمر الواقع الشيعية في  مناطقها والتي كانت ترفع المطالب المعيشية والحرية والتخلص من حكم الثنائي .  "قلة قليلة" تمسكت بالشعارات السيادية، وكانت سباقة في رفعها رغم منعها، في حين أن العديد من القوى التي تتسابق اليوم على رفع هذه الشعارات، كانت قد تحاشتها في ذلك الوقت. وبقي كل حزب بما لديهم فرحون.

 

سامي الجميل

لماذا يحق لحزب الله التفاوض مع اسرائيل لإعادة أسراه عام 2006 ولا يحق للدولة اللبنانية التفاوض لاسترجاع حقوق كل اللبنانيين ولضمان استقرار حدودها الجنوبية؟ لا زلنا في بداية المسار بهذا الشأن، هناك تجاوب من الرئيس عون وأعلن الرئيس نواف سلام قراره، ولكن هل المطلوب البقاء في حالة حرب وفي صراع أبديّ؟

 

نديم قطيش

التفاوض المباشر مع إسرائيل هو أفضل السبل لحل المشكلات بين البلدين، ولكن لا بأس بغير المباشر.. السؤال الحقيقي: هل تتوفر إرادة لبنانية حقيقية لتحمل مسؤولية متطلبات الحل والأمن المشترك والسلام المحتمل. بغير ذلك، لا فرق بين تفاوض مباشر أو غير مباشر..

 

 غازي المصري

اصبح من المؤكد

سوريا علمانية لا مركزية وقد يكون فدرالية

الشرطة الروسية تنتشر في الجنوب والشمال الشرقي والساحل حتى الحدود

اللبنانية

مجلس انتقالي من جميع المكونات

 

هاروتيون كوك كوزيان.

فحماية اللبنانيين أولوية قصوى ومع تواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على بلدات الجنوب والبقاع، تحوّلت مخازن «حزب الله» إلى براكين تهدّد المدنيين والبيوت. أمام هذا المشهد الخطير، بات من الضروري على الحكومة تسريع تسلّم السلاح واستعادة سيادة الدولة فوراً.

 

سامي الجميل

أنا مع التفاوض المباشر مع اسرائيل، ولكن الى أين قد يصل التفاوض المباشر فهذا مربوط بقدرة لبنان على أن يتقدم في المفاوضات دون التنازل عن أي شيء متعلّق بمصلحته، قد نصل الى اتفاق أمني أو تفعيل هدنة، أو ترسيم حدود أو الحصول على تعويضات من اسرائيل نتيجة اعتداءاتها.

 

هادي مشموشي

الثنائي يسعيان هما للتفاوض مع إسرائيل مباشرة وليس عبر الحكومة اللبنانية للحصول على أكبر عدد من المكاسب والضمانات كما حدث في ترسيم الحدود البحرية حين باعا حقوق لبنان النفطية وقبضا الثمن بالتنسيق مع هوكستاين.لهذا يرفض الحزب تسليم سلاحه للتفاوض هو عليه بغطاء من حليفه رئيس المجلس.

على رئيسي الجمهورية والحكومة الإعلان فوراً عن فتح باب التفاوض المباشر مع إسرائيل وقطع الطريق على الدولة العميقة.

 

ايلي الحاج

زيارة لقداسة البابا لاوون الرابع عشر

يبقى بعدها القديم على قدمه في بكركي

لا يُعوّل عليها،تماماً مثل انتخابات نيابية

يبقى بعدها 27 نائباً شيعياً

في جيبة "حزب الله".

 

يوسف سلامة

‏ثورة ١٧ تشرين،

‏افتقرت إلى مشروع وخطاب وطني وازن، ‏أكّدت أنّ شعبنا الملتزم بعناوين الوطنية والكرامة والتحرّر أقلية عاجزة من أن تُطوّر نفسها وتُصوّب مسارها، ‏شكّلت صدمة سلبية وأطفأت شعلة الأمل بقدرتنا على تطوير النظام وإقصاء المنظومة بإرادة وطنية،

‏لذلك كله، تناسيت الذكرى أمس.

 

بسام ابوزيد

مش حاكم مصرف لبنان مانع وصول الاموال للبنان ومش عم يسمح بإعادة الإعمار. نواب الثنائي بيعرفو منيح ليش ما في أموال لإعادة الإعمار وبيعرفو منيح أنو هالموضوع مرتبط بقضية حصرية السلاح وبيعرفو منيح أنو الدولة مش قادرة تأثر على الدول المانحة وعلى الدول التي رعت وقف إطلاق النار. من الأول شو كان بدكم بكل هالقصة لا كنتو وصلتو ولا وصلتونا للمطرح يلي نحنا فيه.

 

مصادر رفيعة

اكثر شخصين مسيحيين كانا على عداء مع بشير الجميل في حياته واكثر شخصين استفادا من غيابه.

واحد ورث الرئاسة وحزب الكتائب والثاني ورث حزب القوات.

#سمير_جعجع

#أمين_الجميل

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 18-19 تشرين الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 تشرين الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148301/

ليوم 18 تشرين الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 18/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148304/

For October 18/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@everyone

@followers

@highlight