المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 15 تشرين الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.october15.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ضرورة انهاء حقبة ديما صادق ومرسال غانم

الياس بجاني/نص وفيديو: ذكرى شهداء 13 تشرين الأول 1990 وتنكر ميشال عون لهم وللبنان وغرقه في اوهام السلطة والمال

الياس بجاني/فيديوونص/ذكرى شهداء 13 تشرين الأول 1990 وتنكر ميشال عون لهم وللبنان وغرقه في اوهام السلطة والمال

الياس بجاني/عيد الشكر في كندا وآيات من الكتاب المقدّس تحكي فرح فضيلة الشكر

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وانكليزي/عند بري بالمصيلح وبغيرها إسرائيل عم ترد ع عهركم وفجوركم وعنترياتكم ودجل مقاومتكم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 14 تشرين الأول 2025

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 14/10/2025

عون رسم خريطة الطريق وحل المشاكل الخلافية مع إسرائيل بالتفاوض غير المباشر

لبنان وسوريا يقتربان من إبرام اتفاق لتسليم السجناء والمطلوبين

وزيرا العدل ترأسا اجتماع اللجنة المشتركة في بيروت

رسالة من مكتب السيستاني إلى «حزب الله» حذّرت من «حرب بلا قواعد» ...وصلت قبل أسابيع من اغتيال نصر الله... ومضمونها «نصيحة لحماية المدنيين في لبنان»

دعم فرنسي معطوف على الاميركي للرئيس عون

ماكرون: احيي القرارات الشجاعة لحصر السلاح

تعاون قضائي لبناني- سوري واجتماعات نالية في واشنطن

تحرير فتيين لبنانيين بعد خطفهما بين القصر وحوش السيد علي في الهرمل

غارة من مسيرة تستهدف سيارة في يانوح جنوباً

وزير الزراعة عن قضية "مياه تنورين": علمتني درساً كبيراً.. "لاري": النتائج خلال 48 ساعة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: حماس أبلغتني بأنها ستتخلى عن سلاحها

جثث الرهائن تُهدّد الاتفاق... وترامب يتوعّد "حماس": سلّموا سلاحكم وإلّا

"سنتكوم" بعد اتفاق غزة: من ذراع عسكرية إلى ضامن إقليمي

قطر: الخطوات التالية لتنفيذ الاتفاق بشأن غزة ستكون صعبة

إسرائيل تسلّم الدفعة الأولى من جثامين الفلسطينيين القتلى إلى غزة

«الصليب الأحمر»: إعادة الرفات من غزة ربما تستغرق وقتاً

الجيش الإسرائيلي يعلن التعرف على رفات 4 رهائن سلّمتها «حماس»

تعقيدات «إسرائيلية» تعرقل تشغيل معبر رفح ...مصر تسعى لإدارة فلسطينية ورقابة أوروبية للمنفذ البري

الخارجية الإيرانية: رغبة ترامب المُعلنة في السلام والحوار تتعارض مع سلوك اميركا العدائي ضد إيران

إيران: نداء ترمب لإحلال السلام يتعارض مع تصرفات الولايات المتحدة

إيران تؤكد أنها «لم تفوت فرصة» في تبرير غيابها عن قمة شرم الشيخ حول غزة

محكمة إيرانية تقضي بسجن فرنسيَين اثنين بتهمة التجسس

الشرع: إعادة إعمار سوريا تكلف 900 مليار دولار وتتطلب دعماً دولياً واسعاً

جولة لقاءات «إيجابية» بين دمشق و«الإدارة الذاتية»

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: اللقاء بحث مصير «قسد» و«الأسايش»

حي «الدخانية» قرب دمشق نموذج لليأس من إعادة الإعمار ...ترميم محدود بمبادرات فردية... وتعويل حكومي على الاستثمارات

 "سانا": الشرع الى روسيا غدا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا السلاح بعد غزّة/الدكتور شربل عازار/اللواء/14

حذارِ منع المحاسبة والعفو عن الجرائم المالية/حنا صالح/الشرق الأوسط

يومٌ عظيم ولكن/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

«نوبل للسلام 2025» وفخ الآيديولوجيا/نديم قطيش/الشرق الأوسط

ترمب لم يخسر «نوبل»/جمعة بوكليب/الشرق الأوسط

نظـام سياسي أضاع السيادة ومقوماتها الوجـودية الحرّة/بسام ن ضو

الأمن اللبناني دقَّ ناقوس الخطر: هواجس "خرقٍ إسرائيلي بارد"/نغم ربيع/المدن

صفقة غزّة: مراسم دفنٍ لزمنٍ مضى/نديم قطيش/أساس ميديا

درس غزة في لبنان/رفيق خوري/نداء الوطن

الصندوق "يكبّر الحجر" ولبنان يتحصّن بالأخذ والردّ الإيجابيّ...ذرائع مالية تغطّي غياب القرار السياسي بالحلّ/كبريال مراد/نداء الوطن

«الميكانيزم» تجتمع على وقع اتفاق غزة: الموقف الأميركي أساسي/ألان سركيس/نداء الوطن

التفاوض مبادرة رئاسية بحجم التحوّلات: واشنطن تؤيّد وتدعم بضغط على نتنياهو/لارا يزبك/نداء الوطن

اتكأت آخر جبهات "المقاومة" على قُصّر....بين علمين ونشيدين وولاءين... "أدركنا يا مهدي"/مريم مجدولين اللحام/نداء الوطن

السوشيال ميديا في أسبوع/ألين الحاج/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس الجمهورية تلقى رسالة من ماكرون تؤكد تصميمه على تنظيم مؤتمري دعم الجيش والإعمار

البابا لاون الرابع عشر لشيخ العقل: السلام هو الطريق الوحيد لضمان كرامة الشعوب وامنها

الراعي عرض الاوضاع مع ديب والتقى وفدي "المؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي" وجامعة الحريري

استنفار لأبناء العشائر في المنطقة الحدودية لبلدة القصر بعد اختطاف عناصر سوريين لبنانيين اثنين من لبنان إلى داخل سوريا

تنورين/ساميا خدّاج/موقع أكس

رئيس الجمهورية عاد وقال كلامًا جيدًا -ولو متأخرًا، بعدما كاد عهده أن يدخل في شغور مبكر وغير معلن/علي خليفة/موقع أكس

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 14 تشرين الأول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

إنجيل القدّيس لوقا12/من16حتى21/”قالَ الربُّ يَسُوعُ هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

ضرورة انهاء حقبة ديما صادق ومرسال غانم

الياس بجاني/14 تشرين الأول / 2025

السيدة ديما صادق اعلامية دجالة ولا فرق بينها وبين حزب الله الإرهابي بغير الإسم والموقع..يسارية حاقدة وتسوّق للحروب الأزلية مع إسرائيل وللعداء الأبدي معها. باختصار هي منافقة ودجالة ...ومعها البويجي مرسال غانم مفروض يفكوا عن سما اللبنانيين. مرسال اعتق من بري ووظيفته بويجي متخصص بتلميع السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب بمصداقية صفرية والسيدة ديما من صنف اليساريين الذين انقرضوا

 

الياس بجاني/نص وفيديو: ذكرى شهداء 13 تشرين الأول 1990 وتنكر ميشال عون لهم وللبنان وغرقه في اوهام السلطة والمال

الياس بجاني/13 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/123147/

أنعم علينا الشهداء، وأعطونا حياتهم مجاناً وبفرح، لأنهم آمنوا بقول السيد المسيح:

ليس لأحد حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبّائه.” (يوحنا 15/13)

ولا بدّ أن شهداء 13 تشرين الأول الأبطال، ومن قبورهم، يصرخون بصوتٍ مدوٍّ قائلين:

ما من قائدٍ مرّ يوماً قرب مقابرنا إلا وصرخ كلّ واحدٍ منّا في وجهه: أين دمي يا هذا؟”

قمة النفاق أن يحتفل البعض بذكرى شهداء 13 تشرين، ويرفع راياتهم، فيما هو اليوم متحالف مع من قتلهم، وفتك بهم، ونكّل بجثثهم. هذا خداعٌ للذات، وعهرٌ سياسي، ونرجسيةٌ قاتلة، وتدنيسٌ لقدسية الشهادة.

نتذكّر اليوم بحزنٍ وأسى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في 13 تشرين الأول 1990، ومعهم كل شهداء وطن الأرز الأبطال الذين رووا أرض لبنان بدمائهم الطاهرة.

نتذكّر المدنيين والعسكريين الذين استُشهدوا ببسالةٍ وشجاعةٍ وهم يواجهون الجيش السوري البعثي الغازي والمحتلّ، ومعه أرتال الطرواديين والمرتزقة المحليين، دفاعاً عن وطن الأرز، وعن رسالته، وتاريخه، وإنسانيته، واستقلاله.

كما نتذكّر اليوم أيضاً، بمرارةٍ ولوعةٍ، المئات من أهلنا — من رهبانٍ وعسكريين ومدنيين — الذين اختطفهم جيش الاحتلال السوري ومرتزقته، ونُقلوا إلى معتقلات نظام الأسد النازية، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.

نستحضر بطولاتهم، ونتخيّلهم في وجداننا اليوم يتقلّبون في قبورهم غضباً وحزناً على ما آل إليه وطنهم المفدّى، الذي سقوا ترابه بدمائهم وافتدوه بأرواحهم.

إن شهداء 13 تشرين، وكل شهداء وطن الأرز قبلهم وبعدهم، لا بدّ أنهم من أمكنة رقادهم على رجاء القيامة، يلعنون كلّ حاكمٍ وسياسيٍّ وحزبيٍّ وتاجرِ سلطةٍ ومواطنٍ نسي تضحياتهم ولم يحترم دماءهم، لأن هؤلاء الإسخريوتيين يتاجرون بدم الشهداء خدمةً لأجنداتهم السلطوية، لا لخدمة الوطن والمواطن.

هؤلاء الإسخريوتيون من حكّامٍ وتجارِ أحزابٍ، قفزوا فوق دماء الشهداء، وباعوا الكرامة والاستقلال، وداكشوا الكراسي بالسيادة، واستسلموا للأمر الواقع بذلٍّ وخنوع، وتعايشوا مع الاحتلال الإيراني وسلاحه ودويلته بضميرٍ مخدّرٍ بعدما أضاعوا البوصلة الوطنية والإيمانية، وغرقوا في أوحال الغرائزية والطروادية، فسلكوا دروب الأبواب الواسعة كما حذّرنا الإنجيل المقدّس.

لكننا، وبفضل تضحيات هؤلاء الشهداء الأبرار، ومنهم شهداء 13 تشرين الأول 1990، وبرغم كلّ الصعاب والمشقات وواقع الاحتلال الإيراني والإرهاب المفروض على وطننا، ما زلنا نتمتّع في داخلنا، وفي ضميرنا وإيماننا، بحريتنا الكاملة، وكرامتنا المصانة، وجباهنا الشامخة.

إن الشهداء هم حبة الحنطة التي ماتت لتُثمر كثيراً، وهم الخميرة التي تُخمّر باستمرار همّة وعنفوان وضمير ووجدان الأحرار في لبنان، ليُكملوا بإيمانٍ وشجاعةٍ وتقوى وتفانٍ مسيرة الشهادة والجلجلة والصلب والقيامة.

فلبنان، وطن الأرز، هو أرض القداسة والفداء والرسالة، عرين الأحرار والشهداء، وملاذ كلّ مضطهدٍ ومتعبٍ، هكذا كان، وهكذا سيبقى إلى اليوم الأخير والقيامة.

وواجب كلّ لبنانيٍّ مؤمنٍ وحرٍّ أن يشهد للحقّ دون خوفٍ أو تردّد، وأن يرفع عالياً رايات الإيمان، والأخوّة، والحرّية، والمحبة، والعطاء، والتسامح.

يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية (8/31–32):

“وبعد هذا كله، فماذا نقول؟ إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟ الله الذي ما بخل بابنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعاً، كيف لا يهب لنا معه كلّ شيء؟”

في الخلاصة، نعم، إن الله معنا، ولبنان في قلبه، وهو مع كلّ لبنانيٍّ حرٍّ وسياديٍّ في مواجهة الاحتلال الإيراني وطروادييه وأدواته المحليّة. لذلك، لن يتمكّن الأشرار، وجماعات الأبالسة، والإرهاب، والأصوليين، والانغلاقيين، مهما تنوّعت ألوانهم وأسلحتهم، من كسر عنفواننا، أو فرض إرادتهم الشيطانية علينا، أو فرض نمط حياتهم المتحجّر والمتعصّب.

شكراً لكلّ شهيدٍ تسلّح بالمحبّة، ووهب حياته قرباناً على مذبح وطن الأرز ليبقى لبنان حرّاً، سيّداً، مستقلاً.

وشكراً لعائلات الشهداء العظماء في إيمانهم ووطنيتهم لأنهم أنجبوا أبطالاً أبراراً، وشكراً لتراب لبنان المقدّس الذي أنبت شهداء واحتضن رفاتهم الطاهرة.

الياس بجاني/فيديو /ذكرى شهداء 13 تشرين الأول 1990 وتنكر ميشال عون لهم وللبنان وغرقه في اوهام السلطة والمال

https://www.youtube.com/watch?v=59IUZSeGuyA

13 تشرين الأول/2025

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

عيد الشكر في كندا وآيات من الكتاب المقدّس تحكي فرح فضيلة الشكر

الياس بجاني/13 تشرين الأول / 2025

“اشكروا في كل شيء، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم” (01 تسالونيك05/18)

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/5182/

تحتفل كندا، في ثاني اثنين من شهر تشرين الأول من كل سنة، بعيد الشكر Thanksgiving Day، وهو من أعرق الأعياد الوطنية والروحية في تاريخها، إذ يجتمع الناس في هذا اليوم لتقديم الشكر لله على عطاياه وبركاته وخصوبة الأرض وغلالها الوفيرة.

هذا التقليد الذي يجمع بين البساطة والقداسة، يعود إلى مئات السنين، حين كان المزارعون الأوائل والسكان الأصليون — من الهنود الحمر — يحتفلون بعد موسم الحصاد بتقديم القرابين والشكر للآلهة التي كانوا يعبدونها، عرفانًا بجميل العطاء ووفرة القوت. ومع مرور الزمن، تحوّل هذا التقليد إلى عيد وطني وروحي يرمز إلى الامتنان لله، الخالق وواهب الحياة.

إنّ كلمة “الشكر” وردت في الكتاب المقدّس حوالي 181 مرة، وهذا ليس عبثًا، بل دلالة على أهميّة هذه الفضيلة في علاقة الإنسان بخالقه. فالسيد المسيح نفسه شكر الآب في كل مناسبة، كما شكر الأنبياء والرسل عبر الأجيال الله على عطاياه وخلاصه ومحبته. الشكر في جوهره ليس مجرّد كلمة أو طقس، بل ثقافة إيمانية وروحية تُهذّب أخلاق الإنسان وتزرع فيه التواضع والعرفان، وتجعله يرى في كل ما يملك نعمة لا استحقاقًا.

في يوم عيد الشكر، يجدر بنا أن نرفع قلوبنا قبل أيدينا، وأن نتذكّر أن كل عطية صالحة هي من عند أبي الأنوار (يعقوب 1:17). نشكر الله على نعمة الحياة، على العائلة والأصدقاء، على الصحة والأمان، على الأوطان التي تحتضننا، وعلى كل تجربة نمرّ بها، لأنها فرصة للتقوّي بالإيمان والنموّ بالمحبة. فالشكر لا يكون فقط في أيام الفرح، بل أيضًا في أوقات الألم، لأنّ الإيمان الحقيقي يُثمر حين نشكر في كل حال، كما قال بولس الرسول: “لكن اعلم هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة، لأن الناس يكونون غير شاكرين، دنسين.” (2 تيموثاوس 3:1-2)

إنّ عدم الشكر هو علامة جحود وانفصال عن الله، فيما الشكر الدائم هو تعبير عن حضور الله في القلب. من يشكر يعيش بسلام، لأنّه يدرك أن يده ليست مصدر العطاء، بل يد الله التي تعمل فيه ومن خلاله. ومن لا يشكر، يكون في غربة عن ذاته وعن الناس، لأنّ الجحود يقتل الفرح ويعمّق الأنانية.

فلنطلب من الرب في هذا اليوم المبارك، أن يمنحنا قلوبًا شاكرة وألسنة حامد، وأن يعلّمنا أن نرى في كل شيء وجه نعمته. فبالشكر تدوم النعم، وبدونه تذبل الأرواح. ولنتذكّر دومًا أن الشكر ليس موسميًا بل أسلوب حياة، يعبّر عن إيمان عميق وثقة مطلقة بالله الذي يرعانا في كل حين.

في أسفل النص عدد من الآيات الإنجيليّة من العهدين القديم والجديد، تتكلّم عن فضيلة الشكر بأبهى صورها ومعانيها، وتؤكّد أنّه من صميم الحياة المسيحية التي تدعو إلى الحمد والاعتراف بجميل الله الدائم.

عيد شكر مبارك لكندا وللكنديين ولكل مؤمن يشكر الرب على الدوام.

*الياس بجاني/فيديو/ذكرى شهداء 13 تشرين الأول 1990 وتنكر ميشال عون لهم وللبنان وغرقه في اوهام السلطة والمال

https://www.youtube.com/watch?v=59IUZSeGuyA

الياس بجاني/13 تشرين الأول/2025

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وانكليزي/عند بري بالمصيلح وبغيرها إسرائيل عم ترد ع عهركم وفجوركم وعنترياتكم ودجل مقاومتكم

الياس بجاني/11 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148125/

ع الأكيد، بكي ودموع وندب بري وحزب الله وجنبلاط، وبيانات كتيبة المستشارين ورئيسون ببعبدا، وزجليات ونتاق وهرار كل باقي تجار وكذبة المقاومة والتحرير الدجالين والذميين والجبناء، ومعون وبضهرون  وذمية وتقية حربائيات كل اصحاب شركات الأحزاب وصنمية وغباء قطعانهم… هودي كلن، لا بيقدموا ولا بيأخروا مصيركم الأسود…. بدون تكبوا إسرائيل بالبحر، وتقتلوا اليهود، وتصلوا بالقدس، وتعملوا جمهورية ملالوية بلبنان.. تحملوا، أو انقبروا اضبضبوا وسملوا سلاحكم الإيراني التنك للدولة، وعملوا سلام مع دولة إسرائيل، واعتذروا من اللبنانيين عن كل اجرامكم وفحشكم وإرهابكم وعهركم ونفخة صدوركم التعتير.

**الياس بجاني/فيديو/عند بري بالمصيلح وبغيرها إسرائيل عم ترد ع عهركم وفجوركم وعنترياتكم ودجل مقاومتكم

https://www.youtube.com/watch?v=iXKbS6-ruv0

الياس بجاني/11 تشرين الأول/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 14 تشرين الأول 2025

وطنية/14 تشرين الأول/2025

النهار

بعد "تباطؤ" في ملف التعيينات الإدارية، رجح مصدر وزاري أن يتم هذا الأسبوع تعيين رئيس للهيئة الناظمة لزراعة القنب الهندي وأن الإسم بات معلوماً وستتم ترقيته من مدير حالياً إلى رئيس للهيئة.

على رغم الكلام عن تنظيم "تاكسي المطار" إلا أن الفوضى لا تزال سائدة في هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر واجهة البلد للقادمين إليه من الخارج.

اشتكى مواطنون عبر وسائل التواصل من قيام عناصر مدنية بإقفال الطريق عند المدينة الرياضية في قلب العاصمة وسؤال المواطنين عما إذا كانوا يحملون بطاقة من "حزب الله" قبل السماح لهم بالمرور خلال تنظيم الحزب مهرجانه الكشفي.

تقول مصادر متابعة إن عدد جوازات السفر المزورة والتي يُتهم مركز الأمن العام في بعلبك بإصدارها بلغ نحو 73 حتى الساعة وأكثرها لمطلوبين للعدالة.

وفق مستشار سابق، فإن البديل لقوات اليونيفيل في لبنان، قوة أميركية فرنسية على جانبي الحدود مع إسرائيل، إضافة إلى قوة روسية تركية على الحدود السورية الإسرائيلية.

يلاحظ أن عدداً كبيراً من المواقع الإلكترونية لوزارات ومؤسسات رسمية لا يفعّل وقد تجمدت حركته منذ أعوام ويتضمن أخباراً عن مسؤولين رحلوا وتم تعيين بدائل لهم.

الجمهورية

اتخذت إدارة رسمية إجراءات قاسية وصلت إلى حدّ الطرد بحق موظفين، بعدما تأكّد تورّطهم برشاوى وعمليات تزوير.

صارح مسؤول كبير جهة فاعلة بأنّ عليها إعادة النظر في حساباتها والتكيّف مع المعطيات الجديدة لتكون جزءاً من الحل.

تلاحق جهة أمنية متورّطين في خلق أزمة مصطنعة بإخفاء طوابع مالية لإعادة بيعها في السوق السوداء على حساب المواطنين.

اللواء

تضمنت مراجعة مرجع لموقف له، ملاحظة بمحلها لجهة الربط مع غارة اسرائيلية تدميرية ضد منشآت آلية تستخدم في عمليات الإعمار والبناء..

ينشط الفرقاء في تنظيم سباق حاد لكسب الانتخابات، عبر اتصالات مباشرة وإغراءات معروفة في الانتخابات اللبنانية..

يحرص وفد لبنان الى اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على إبعاد لبنان عن اللائحة السوداء وإزالته عن اللائحة الرمادية..

نداء الوطن

علَّق مسؤول صناعي على قضية إحدى شركات تعبئة مياه الشرب: هناك أكثر من ألف شركة تعبئة مياه غير مرخصة ولا تستوفي الشروط فمَن يراقبها؟ ومَن يفحص خلوها من الجراثيم؟ من جهة أخرى طُرحت علامات استفهام حول استعجال التوقيع من قبل الوزير بالإنابة بدلًا من الأصيل.

أثار موقف رئيس الجمهورية من موضوع التفاوض اهتمام البعثات الدبلوماسية في لبنان، واستفسر كثير منهم عن خلفيات الموقف وتوقيته، وعما إذا كان "إعلانًا رسميًا" عن استعداد لبنان للانخراط في العملية السلمية.

القداس الذي أقيم لمناسبة 13 تشرين بدعوة من "حركة الإنقاذ الوطني" التي تضم عسكريين متقاعدين لفت إلى أنها دعت إلى "الانتفاض على كل من نسف المعاني الحقيقية لـ 13 تشرين" ما يشكل اتهامًا واضحًا لقيادة "التيار الوطني" الحالية.

البناء

لاحظ خبراء في السياسات الدولية أن الرئيس الأميركي الذي نجح في خطوة تكتيكية لإنقاذ “إسرائيل” وإدارته من خطر تصاعد الموجة المعادية لحرب الإبادة في الغرب عموماً وأميركا خصوصاً عبر إعلان وقف حرب الإبادة ليس هناك ما يضمن نجاحه في تعهده لبنيامين نتنياهو بفك العزلة عن “إسرائيل”، وفوق ذلك فشل تأمين مشاركة نتنياهو في قمة شرم الشيخ لعدم جاهزية عدد من المشاركين لمصافحته وفشل في أن يضمن لنتنياهو عفواً يجنبه الملاحقة القضائية وربما يكون نجح بالتمهيد لحكومة تجمع نتنياهو والمعارضة عبر إشارات وجّهها لرئيس المعارضة يائير لبيد ولنتنياهو حول التعاون لكن غياب أي أفق سياسي حول مستقبل القضية الفلسطينية وتجاهل الضفة الغربية والتباهي بضمّ القدس والجولان أسباب كافية للقول إن زيارته لم تفتح الباب للحلول السياسية وما طرحه هو تطبيع عالناشف، كما يُقال، بمعايير صفقة القرن ذاتها.

قارن خبراء في لغة الجسد وخبراء في اللغويات والألسنية بين خطابي الرئيس الأميركي في الكنيست وفي قمة شرم الشيخ، حيث كان المخاطب في الكنيست كياناً سياسياً واحداً حجمه أقل من محافظة في دولة مشاركة في قمة شرم الشيخ مثل إندونيسيا وباكستان، بينما هناك 20 دولة عربية وإسلامية وأوروبية في قمة شرم الشيخ، وبقدر ما بدا كل شيء أمام الكنيست في حضوره وحركات جسده وكلماته منتمياً ومراعياً راغباً بالاستطراد والإطالة ساعياً لكلمات حماسية تؤكد الشراكة في حرب الإبادة التي وصفها بنصر يستحق التهنئة واضحاً في مضمون الموقف كان متعالياً وغريباً ومملاً ومتملقاً متصنعاً مستعجلاً فارغ المضمون خلال حضوره في شرم الشيخ، بحيث لا يمكن لمن ينتمي إلى بلد من البلدان المشاركة في شرم الشيخ إلا الشعور بالمهانة والإذلال مهما أراد تجميل المشهد.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 14/10/2025

وطنية/14 تشرين الأول/2025

 * مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"

غادر دونالد ترامب المنطقة لكن ملائكته بقيت حاضرة فيها من خلال مبعوثيه ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير اللذين صرحا بأنهما سيعملان على تطبيق إتفاق غزة وبأن لديهما مهمات طويلة في المنطقة.

وستكون هذه المهمات إستكمالا ليوم وصفه ترامب بالتاريخي توزعت وقائعه بين غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة نهارا وتوج بقمة دولية في مصر مساء يوم بدأه الرئيس الأميركي بكلام الدعم والحب في حضن بنيامين نتنياهو تحت قبة الكنيست وأنهاه باحتفالية في شرم الشيخ اعتبرها البعض من باب التندر تعويضا عن جائزة نوبل بعيدة المنال.

وأما عناوين المواقف التي أطلقها ترامب في كل محطاته فكانت خلاصتها سلام القوة.

وخلال الساعات التي أمضاها في المنطقة لم يتلفظ ولو شكليا باحتمال قيام دولة فلسطينية تعيد بعضا من حقوق الشعب الفلسطيني.

وعندما سأله أحد الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في طريق العودة إلى واشنطن عن هذا الموضوع قال ترامب: أنا لا أتحدث عن دولة واحدة أو دولة مزدوجة أو دولتين ... نحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة وفقا للإتفاق المعلن.

والإتفاق الذي أشار إليه الرئيس الأميركي تعرض اليوم لإنتهاكات فاضحة إذ أطلق جيش العدو الإسرائيلي نيرانه في اكثر من منطقة بقطاع غزة ما أسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين.

وتأتي هذه الخروقات بعد ساعات على إنجاز فصل من فصول الإتفاق كان أبرز عناوينه تبادل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين العشرين مقابل نحو ألفي معتقل فلسطيني.

وإذا كانت قد أنجزت المرحلة الأولى من الإتفاق فإن المراحل التالية ستكون شاقة  ولا سيما أنها تتضمن عناوين حساسة مثل نزع السلاح في قطاع غزة والإنسحاب الإسرائيلي وتشكيل إدارة تحت إشراف دولي لحكم القطاع.

في لبنان ترقب لما بعد إتفاق غزة ورحلة ترامب الشرق اوسطية ورصد لما قد يمكن أن يتأثر به من إرتدادات ولا سيما أن العامل العدواني الإسرائيلي قائم دوما ونموذجه الفاضح كان في معارض المصيلح يوم السبت الماضي.

وفي هذا الشأن أفاد تقرير إحصائي اليوم بأن أكثر من اربعين جرافة وحفارة استهدفتها الإعتداءات منذ تشرين الثاني 2024 وسقط فيها ثلاثة وعشرون شهيدا.

أما العنوان الواضح لإستهداف هذه الآليات فهو: ممنوع إعادة إعمار الجنوب.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد في رسالة إلى رئيس الجمهورية جوزف عون التصميم على تنظيم مؤتمرين لدعم الجيش اللبناني وإعادة الإعمار.

* مقدمة الـ "أم تي في"

غادر دونالد ترامب المنطقة، فعادت شياطين التفاصيل الى الظهور. اسرائيل اعترضت نتيجة عدم اعادة حماس جثث جميع الرهائن، وقد بعثت برسالة الى الموفد الاميركي ستيف ويتكوف بهذا الخصوص.

لكن رغم كل ما يحصل، الثابت ان قطار الحل في غزة والمنطقة انطلق، وان لا مجال للتراجع . فالاتفاق يحظى برعاية اميركية لصيقة وقوية، وبدعم عربي - دولي  تجلى في مؤتمر شرم الشيخ.

وأما في لبنان، فالموقف المتقدم والواضح لرئيس الجمهورية اعاد تأكيد المؤكد، واسكت اصواتا اعتبرت ان العهد تخلى عن مشروع حصر السلاح، الذي يشكل العنوان العريض لخطاب القسم. فالرئيس جوزاف عون  اعلن انه لا يمكن للبنان ان يكون خارج مسار التسويات القائم في المنطقة.

وهذا يعني ان لبنان، كالمنطقة، يسير على السكة الصحيحة، وان ما حصل في غزة سيسري على لبنان لسببين. الاول وجود قرار واضح لدى المسؤولين اللبنانيين وفي طليعتهم رئيس الجمهورية لاخراج لبنان من اتون المعارك والحروب المستمرة.

وأما السبب الثاني فلان التوازنات الاقليمية والدولية تغيرت  وصار في الامكان تحرير لبنان من كل ارتهانات الخارج، مهما كان هذا الخارج. وفي هذا الاطار ، الحراك الدولي الداعم للبنان مستمر.

فالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جدد تصميمه على تنظيم مؤتمرين لدعم لبنان قبل نهاية السنة الجارية. اما اميركيا فعلمت ال "ام تي في" ان  ترامب لن يترك ملف لبنان مفتوحا، بل سيعمل عبر السفير الاميركي الجديد على تهيئة لبنان لاتفاق يشبه اتفاق غزة.

* مقدمة "المنار"

فيما المنطقة تطفو على بحر من التطورات، يكاد بلدنا يغرق في قنينة مياه بعد ان لوثت السياسة بعض العقول، وكشفت الفحوصات الوطنية ان الكثير من اهازيج المنابر تضيع عند اول فحص حقيقي لمفهوم الدولة.

فحوصات مخبرية أجريت وفق الاصول المتبعة لكشف سلامة الغذاء، اظهرت ان فحوصات لشركة مياه لم تأت مطابقة للمواصفات، فارتفعت امواج المواقف الى ما فوق الغليان السياسي، حتى انكشفت للبنانيين ينابيع السياسة التي ترفد تلك الشركات او تتغذى منها.

فانبرى حراس الدولة والمؤسسات والجمهورية القوية كما يدعون الى سباق الغوص في ابعاد دنكيشوتية لقضية ادارية، حتى غرقوا بقنينة مياه بعد أن طيفوا ماء الوطن ومذهبوه، وجروا فعل الواجب المفروض ان تقوم به اي وزارة وتحاسب ان قصرت الى بازار المناكفات السياسية المقيتة.

في بازار المنطقة، ومع تسيد منطق الصفقات الترامبية غير المبني على اسس دولتية المشهد، تشهد الخطابات البهلوانية من الكنيست الى شرم الشيخ تقييمات سياسية خففت من جوهر ما قدم على حساب الاستعراض الذي لا يمكن ان تبنى عليه مسارات تحدد مصير المنطقة.

ومع اصرار اصوات صهيونية على وصف خطة ترامب لوقف الحرب وزيارته الى شرم الشيخ وتل ابيب بخطة استنقاذ لصورة ومستقبل بنيامين نتنياهو، فان غزة “اليوم التالي” وثبات اهلها حفروا في المشهد الصهيوني صورة شعب جبار لا يمكن كسره، فارتفعت الاصوات لاستغلال الترامبية املا بتحقيق الاحلام الصهيونية.

اما احلام السلام لبعض انظمة الامة فقد انتظمت في قطار الخيبة المتكررة كما اظهرتها قمة شرم الشيخ ومخرجاتها الخالية من اي خطوة عملية. على ان عمل الجميع هو لاستنقاذ اتفاق غزة الذي اصيب اليوم باعتداءات صهيونية ادت الى ارتقاء اربعة شهداء واصابة عدد من الغزيين.

* مقدمة الـ "أو تي في"

بإعلان الاتفاق من شرم الشيخ أمس، انتهت رسميا مرحلة الحرب على غزة بعد سنتين وستة ايام، على رغم استمرار الاعتداءات في الساعات الماضية ما ادى الى مزيد من الشهداء والمصابين والدمار.

ولكن عمليا، ما الذي بدأ؟

هل هو عصر ذهبي للشعب الفلسطيني في القطاع، ومعه في اسرائيل والمنطقة، كما اعلن الرئيس دونالد ترامب اكثر من مرة؟

وما هي معالم ذلك العصر؟

أم بدأ زمن الاحتلال الشامل المستعاد للقطاع، واليد المطلقة لآلة الحرب الاسرائيلية، على غرار مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار في لبنان والمستمرة الى الآن؟

وفي كل الاحوال، الى متى ستقبل ايران، ومعها حلفاؤها على مختلف الساحات الاقليمية بالأمر الواقع الجديد؟

كل هذه الاسئلة وغيرها ستبقى مطروحة الى أمد بعيد، تماما كالاسئلة حول مصير الوضع في لبنان، وهل هو مقبل على حرب موسعة جديدة، علما ان الكلام الذي توجه به ترامب الى الرئيس جوزاف عون من داخل الكنيست امس استوقف كثيرين، تماما كمسارعة الرئيس الفرنسي اليوم الى اعادة طرح مؤتمري دعم الجيش والإعمار، الذي لن تقبل به اسرائيل بأي شكل من الاشكال قبل تحقق شروطها، بدليل اعتدائها الاخير على المصيلح.

وفي غضون ذلك، دخلت كل القوى السياسية اللبنانية في الكواليس قبل العلن في مرحلة الاعداد للانتخابات النيابية المقبلة، فيما يبقى الخلاف على اقتراع المنتشرين معلقا في انتظار حل ما...

وفي وقت تبقى المبادرة التي اطلقها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في ذكرى الثالث عشر من تشرين الطرح الانقاذي الوحيد للحق الذي حصله المغتربون على عهد الرئيس ميشال عون، والذي تسعى غالبية القوى السياسية الى تطييره، والعودة بالوضع الى ما كان عليه قبل قانون عام 2017.

* مقدمة الـ "أل بي سي"

حتى المياه تسيس، ففي بلد كل شيء فيه سياسي، فحوصات مياه تتحول إلى سجال يطغى على كل ما عداه.

هل مياه تنورين ملوثة أم غير ملوثة؟

وزارة الصحة بحسب نتائج فحوصات لعينات قالت إنها ملوثة، شركة مياه تنورين شككت وهي تجري الفحوصات، ولكن الضربة وقعت، وكيف سيتم ترميم سمعة شركة لها أربعين سنة في الأسواق اللبنانية والعربية والدولية؟

قد تكون هناك خفة في مكان ما وإهمال في مكان آخر.

لكن هل هكذا تعالج الأمور؟

ماذا يقول العلم؟

ماذا عن الحس الوطني؟

من يهتم بالصناعة؟

وأين تقع صحة المواطن في سلم الأولويات؟

في العادة، المياه تطفئ الحرائق، اليوم المياه تشعل حرائق السجالات، وما ينتظره اللبنانيون هو : كيف سينتهي هذا "الماتش " بين وزارة الصحة وتنورين؟

في حل تأكد التلوث كيف ستتعاطى الوزارة مع الموضوع؟

وفي حال لم يثبت التلوث، ماذا سيفعل الوزير الموقع؟

ومن يعوض عن الشركة؟

تجدر الإشارة إلى أن مديرة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية سيلين حجار قامت بأخذ عينات من مياه تنورين من مناطق مختلفة اضافة الى ماركات أخرى لفحصها، وستصدر النتائج خلال 48 ساعة, وهي  تمنت على الوزارات اللجوء إلى المختبرات المعتمدة، أي معهد البحوث الصناعية ومصلحة الأبحاث الزراعية.

* مقدمة "الجديد"

غرق لبنان "بشربة مي" وجرفت سيول التواصل الاجتماعي تعليقات جعلت للمياه لونا وطعما ورائحة حزبية وطائفية.

ولكن المياه سلكت مجاريها نحو الفحوص المخبرية بعينات مستقاة من ينابيعها ومستخرجة من عبواتها المعبأة والقضية باتت في عهدة السلامة العامة وتحت وصاية الوزارات المختصة وتأكيد الشركات المعنية التزامها بالتعاون مع الجهات الرسمية وبالتالي لا داعي للهلع ولا لحروب طواحين "المياه" الافتراضية.

وعلى أرض الواقع قطع الملف السوري اللبناني بشقه المتعلق بالموقوفين السوريين في سجن رومية أشواطا ملموسة نحو صياغة بنود اتفاق تعاون قضائي قائم على احترام القانون وسيادة البلدين وفي بنوده: الاتفاق مع الجانب السوري على تسليم المعلومات كافة عن الاغتيالات التي حصلت في لبنان إبان النظام السابق إضافة إلى تسليم الفارين من العدالة في لبنان إلى سوريا وتسليمهم للسلطات اللبنانية.

وكما في القضاء كذلك في السياسة إنما على خط باريس بيروت وربطه برسالة وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرئيس جوزاف عون حياه فيها على القرارات الشجاعة لتحقيق حصرية السلاح بيد القوات الشرعية اللبنانية، وأبلغه من خلالها بتصميمه على تنظيم مؤتمرين لدعم لبنان في نهاية العام الجاري، الأول لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة والثاني لنهوض لبنان وإعادة الإعمار وتحقيق الهدف الثاني دونه عقبات في ظل استهداف إسرائيل المتواصل لجهود الإعمار من خلال التدمير المتعمد للوسائل من معدات وآليات كما حصل أخيرا في المصيلح.

وهو ما يحصل أيضا في قطاع غزة حيث تمنع إدخال الآليات لإزالة الركام والبحث عن رفات أسراها وآلاف المفقودين تحت الأنقاض.

وفي أول خرق إسرائيلي لاتفاق ترامب أغلقت معبر رفح ومنعت دخول المساعدات بذريعة التأخر في تسليم جثامين الأسرى وربطا بالنهار الاستعراضي الذي امتد من تل أبيب إلى شرم الشيخ.

ومع طي صفحة الحرب الدامية على غزة فتحت صفحة جديدة مليئة بالتساؤلات عن مستقبل الترتيبات الإقليمة والدور الإسرائيلي وحدود النفوذ الأميركي في صياغة مسار السلام بحسب صحيفة هآرتس.

ومن علامات الاستفهام حول الاندفاعة الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب جعل من مشروعه للسلام بالقوة منصة انتخابية ومثله فعل نتنياهو الذي سيجير استرجاع الأسرى في الانتخابات المقبلة وهو لم ينضم إلى قمة شرم الشيخ كي يتفادى مصافحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويحافظ على تماسك ائتلافه اليميني.

فهل يصمد اتفاق السلام الموقع بالدم الفلسطيني؟ وأي سلام سيعم المنطقة وقد سقط حل الدولتين واستبدل الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالسلام الإبراهيمي في الطائرة التي أقلته إلى المنطقة راوغ ترامب لدى سؤاله عن حل الدولتين.

وقال: البعض يؤيد الدولة الواحدة والبعض الآخر يؤيد حل الدولتين وأنا لن أعلق على ذلك فهل يستدير لاحقا كعادته؟ لأن السلام الذي ينشده لا يتحقق بلا دولة للفلسطينيين والطريق إلى "نوبل" تمر بفلسطين "والسلام بينكم... أو السلام عليكم.

 

عون رسم خريطة الطريق وحل المشاكل الخلافية مع إسرائيل بالتفاوض غير المباشر

نداء الوطن/15 تشرين الأول/2025

استمر الصدى الإيجابي لموقف رئيس الجمهورية في ما يتعلق بموضوع التفاوض، في هذا السياق علمت «نداء الوطن» أن مواقف رئيس الجمهورية الأخيرة قوبلت بارتياح دبلوماسي غربي واسع خصوصًا في أوساط الأوروبيين والأميركيين، فالرئيس رسم خريطة طريق للمرحلة المقبلة وأكد أن لا تراجع عن حصر السلاح وتحرير الأرض وحل المشاكل الخلافية مع إسرائيل بالتفاوض غير المباشر. وتشير المعلومات إلى أن غياب أورتاغوس عن اجتماع الميكانيزم اليوم لا يعني عدم حضور أميركي، فرئيس اللجنة هو أميركي وعلى تنسيق دائم مع أورتاغوس وبالتالي فإن واشنطن تتابع أدق التفاصيل، والدولة اللبنانية تقوم بواجباتها من أجل استعادة سيادتها على كامل الأراضي إذ لا عودة إلى الوراء في هذا الملف.

قضائيًا، تحرَّك الملف القضائي بين لبنان وسوريا، وليس تفصيلًا أن يزور وزير العدل السوري لبنان، للمرة الثانية في غضون أسبوع، المرة الأولى كان بمعية وزير الخارجية السوري، وأمس يمكن اعتبار زيارته على أنها لمتابعة ما تم بحثه في الاجتماع الأول.

ومن خلال المواقف التي صدرت يمكن القول إن هناك إلحاحًا لبنانيًا سوريًا حول إنجاز هذا الملف وطي صفحته. الاجتماع ساده جو إيجابي ومثمر، وتقدّم ممتاز في كافة الملفات المطروحة. وقد أعطى وزير العدل السوري الويسي وعدًا رسميًا للوزير نصار بمتابعة حثيثة لمطالبه، وتم الاتفاق على ما يلي:

أ- توفير الدعم الكامل لعمل لجنة المتابعة لملف المخفيين قسرًا.

ب - تسليم كافة المعلومات المتوفرة لدى الجانب السوري عن الأعمال الأمنية التي حصلت في لبنان إبان عهد النظام السوري ولا سيما الاغتيالات السياسية.

ج- البحث عن الفارين من العدالة في لبنان إلى سوريا وتسليمهم إلى السلطات اللبنانية.

وفي معلومات «نداء الوطن» أن الاتفاق سيشمل آلية قضائية لتسليم عدد من الموقوفين الذين تم توقيفهم في لبنان سابقًا بتهم تتعلق بانتمائهم إلى الثورة السورية، مع درس إمكان تسريع المحاكمات لإطلاقهم. ووفق معلومات «نداء الوطن»، فإن الجانب السوري سيعرض مسودة الاتفاقية على المسؤولين السوريين، قبل أن يعلن الطرفان شروعهما في اتخاذ الخطوات الكفيلة بوضعها حيّز التنفيذ. وفي موازاة اللقاءات السياسية، سُجّل توجّه الوفد السوري، بعد موافقة النيابة العامة التمييزية، إلى سجن رومية، ولقاؤه عددًا من السجناء السوريين، ناقلًا سعي البلدين لتحقيق العدالة وصون كرامة الموقوفين بما يضمن احترام سيادة الدولتين.

وزير الداخلية وقضية السجناء

وزير الداخلية أحمد الحجار، وفي خلال جولة له في طرابلس كشف أنه «ستعقد اجتماعات مخصصة لبحث أوضاع جميع السجناء، وهناك تنسيق مع الدولة السورية في ما يخص المحكومين والموقوفين السوريين، ضمن اتفاقيات يجرى العمل على تفعيلها». وفي ملف الانتخابات النيابية قال الوزير الحجار: «الناس يرغبون بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار 2026»، مشيرًا إلى «أن وزارة الداخلية والبلديات تعمل بكل جهد لتطبيق القانون النافذ بحذافيره والالتزام بالمهل القانونية كافة، بهدف إجراء الانتخابات في أفضل الظروف وبشفافية كاملة». وقال: «هذا الأمر يحظى بإجماع وطني، وقد أكده فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة ودولة رئيس مجلس النواب، لأنه مطلب الناس وواجب علينا تلبيته».

مؤتمران في فرنسا لدعم لبنان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدد في رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تصميمه على «تنظيم مؤتمرين لدعم لبنان قبل نهاية السنة الجارية، الأول لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة، حجر الزاوية في تحقيق السيادة الوطنية، والمؤتمر الثاني لنهوض لبنان وإعادة الإعمار فيه». وشدد الرئيس ماكرون في رسالته على «الصداقة التي تجمع بين البلدين الصديقين»، مؤكدًا «استمرار دعم فرنسا للبنان في المجالات كافة»، معربًا عن سعادته «للقرار الذي اتخذه مجلس الأمن بالتجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان «اليونيفيل»، وقال: «أحيي بالمناسبة القرارات الشجاعة التي اتخذتها لتحقيق حصرية السلاح بيد القوات الشرعية اللبنانية».

توتر على الحدود اللبنانية – السوريةوليلًا ساد التوتر الحدود اللبنانية السورية لجهة الهرمل بين بلدتي القصر وحوش السيد علي، إثر فقدان الشابين حسين قطايا ومجتبى زعيتر بعد اعتقالهما من قبل عناصر من الإدارة السورية الجديدة، ونقلهما إلى داخل الأراضي السورية للتحقيق معهما. وأتت عملية الاختطاف إثر تجول الشابين على دراجة نارية بالقرب من الحدود والتي شهدت خلال فترات سابقة اشتباكات بين عناصر الإدارة السورية وأبناء العشائر والمنطقة، وهي تعتبر ضمن الأراضي التي يحظر الاقتراب منها، وفيما تضع الإدارة السورية عملية الخطف ضمن أطر أمنية بحتة لمعرفة أسباب تجول الشابين، يعيش أهالي الشابين حالةً من القلق والتوتر لكونهما من أبناء الطائفة الشيعية، وما قد يحمل ذلك من تبعات في حال حصل لهما أي أذى. هذا، وبدأ الجيش اللبناني وفاعليات المنطقة التواصل مع الإدارة السورية للوقوف على تبعات عملية الخطف وحل القضية في أسرع وقت قبل أن تتطور الأمور.

 

لبنان وسوريا يقتربان من إبرام اتفاق لتسليم السجناء والمطلوبين

وزيرا العدل ترأسا اجتماع اللجنة المشتركة في بيروت

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

دخلت بيروت ودمشق مرحلة جديدة من التعاون القضائي تهدف إلى إرساء اتفاقية شاملة لتسليم السجناء السوريين الموقوفين في لبنان، وتبادُل المعلومات بين الأجهزة القضائية في البلدين حول الفارين من العدالة والمطلوبين، بما يشمل ملفات حساسة تتصل بجرائم الاغتيال. وعقدت اللجنتان القضائيتان اللبنانية والسورية اجتماعاً موسعاً في بيروت، ترأسه وزير العدل اللبناني عادل نصّار ونظيره السوري مظهر الويس، في مقرّ مجلس الوزراء السابق ببيروت، بحضور نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري. وناقش المجتمعون، على مدى أكثر من ساعتين، «مسودة الاتفاقية القضائية الجديدة»، التي من شأنها أن تنظم التعاون بين البلدين في الملفات القضائية العالقة منذ سنوات. وعقب الاجتماع، قال نصار في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري: «نحن في طور صياغة اتفاقية لنقل المحكومين والموقوفين السوريين إلى بلادهم». وأكد أن الاتفاقية «لا تشمل المحكومين والمتهمين بجرائم قتل عسكريين في الجيش اللبناني أو مدنيين أو جرائم اغتصاب». وأضاف: «تطرقنا إلى باقي المواضيع، ومنها قضية الفارين من العدالة إلى سوريا والاستحصال على معلومات لدى الدولة السورية عن الاغتيالات التي حصلت في لبنان». وتحدّث نصّار عن «استجابة سورية للتعاون مع لبنان»، لافتاً إلى أن نظيره السوري «أبدى تجاوباً ومرونة، واتفقنا على إنجاز المعاهدة الجديدة بما يضمن احترام الأطر القانونية وسيادة الدولتين».

تطوير العلاقات

وفي المقابل، أكد وزير العدل السوري أن «وجهات النظر بين الطرفين كانت متقاربة جداً، وهناك رغبة مشتركة لتطوير العلاقات القضائية بما يخدم مصلحة البلدين». وقال إن العمل «لا يقتصر على الموقوفين السوريين في لبنان، بل يشمل أيضاً المطلوبين السوريين الفارين إلى الأراضي اللبنانية، وبالعكس»، وأضاف: «نحن نسعى إلى تعاون قضائي شامل ومنظّم بين البلدين يضمن العدالة».

مرحلة جديدة

وتحظى اللقاءات القضائية اللبنانية - السورية باهتمام ومتابعة دقيقة لدى مراكز القرار في البلدين؛ كون أن نجاحهما بالوصول إلى اتفاقية جديدة، يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون، كما أنها تنعكس إيجاباً على واقع السجون اللبنانية التي تشهد اكتظاظاً ينذر بانفجار وشيك داخلها. ورأى مصدر رسمي لبناني مطّلع على مضمون المحادثات أن الاتفاق «يشكل ضرورة ومصلحة للطرفين، ولا بدّ من إنجازه». وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجانب اللبناني «أبدى تشدداً في رفضه تسليم أي موقوف أو محكوم سوري متورّط في قتل عناصر من الجيش اللبناني أو تنفيذ تفجيرات إرهابية على الأراضي اللبنانية وتسبب بقتل أبرياء، لكنه قد يشمل متورطين في أعمال دعم لوجيستي أو تمويلي، شرط ألّا تكون لديهم تهم جنائية خطيرة».

موقوفين ومحكومين في السجون اللبنانية

ووفق المصدر نفسه، أبدى لبنان «مرونة لجهة شمول الاتفاقية كلّ السجناء السوريين والبالغ عددهم 2300 موقوف ومحكوم، على أن تُستثنى القضايا الكبرى المرتبطة بالقتل والاغتصاب وشبكات المخدرات الخطيرة، وهي لا تتجاوز 500 حالة».وعدّ أن «هذه الخطوة تهدف إلى تخفيف الاكتظاظ في السجون اللبنانية، خصوصاً بعد أن بات السوريون يشكلون ما نسبته 35 في المائة من نزلاء السجون اللبنانية». وأكد المصدر الرسمي أن «الصياغة النهائية للاتفاقية ستُستكمل خلال الأسابيع المقبلة، على أن تُعرض على مجلس النواب اللبناني وتصدر بقانون».

تعاون الوزارات

في موازاة التحرك القضائي، أعلن وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، أن الدولة «تعمل على معالجة ملفّ السجناء السوريين في لبنان». وقال في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس (شمال لبنان): «نعمل بالتعاون مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ونائبه (طارق متري) المكلف ملف السجناء السوريين، ومع وزيري العدل والدفاع؛ لمعالجة هذا الملف الحيوي».وقال: «خلال اليومين المقبلين ستعقد اجتماعات مخصصة لبحث أوضاع جميع السجناء، وهناك تنسيق مع الدولة السورية فيما يخص المحكومين والموقوفين السوريين، ضمن اتفاقيات يجري العمل على تفعيلها». وأضاف الحجار: «لن نغفل عن السجناء اللبنانيين، فهم مسؤوليتنا، وسيعقد أيضاً اجتماع في السرايا الحكومية مع الوزراء المعنيين للنظر في أوضاعهم، والعمل على تطبيق الإجراءات نفسها التي تُتخذ حيال السجناء السوريين، نحن في وزارة الداخلية، رغم أن إدارة السجون قانوناً من صلاحيات وزارة العدل، لن نتخلى عن مسؤولياتنا، وسنواصل التعاون مع وزارة العدل والجسم القضائي لتسريع المحاكمات وتخفيف الاكتظاظ، خصوصاً بعد افتتاح محكمة سجن رومية التي بدأت العمل بفاعلية».

 

رسالة من مكتب السيستاني إلى «حزب الله» حذّرت من «حرب بلا قواعد» ...وصلت قبل أسابيع من اغتيال نصر الله... ومضمونها «نصيحة لحماية المدنيين في لبنان»

بيروت: علي السراي/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

كشف رجال دين عراقيون ولبنانيون، للمرة الأولى، عن رسالة بعثها مكتب المرجع الشيعي علي السيستاني إلى «حزب الله» في لبنان، قبل أسابيع من اغتيال الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، حذَّرت من «تبعات خطيرة لحرب بلا قواعد» في المنطقة، وشدَّدت على «حماية أرواح المدنيين كافة في لبنان». كانت الرسالة عبارة عن «نصيحة» وصلت إلى قيادة الحزب اللبناني بعد تفجيرات أجهزة «البيجر» في لبنان، وفق ما ورد في مقابلات خاصة أجرتها «الشرق الأوسط» مع شخصيات دينية شيعية في بيروت والنجف. وقال رجل دين لبناني كان استمع إلى مضمون الرسالة خلال اجتماع خاص عُقد بعد أسبوع من تفجيرات «البيجر»، إن «نصيحة المرجع الديني (علي السيستاني) شجّعت على اتخاذ قرارات تُولي الأولوية القصوى ليس فقط لحياة المؤمنين الشيعة، بل لعموم المدنيين من سكان لبنان».m وانفجرت في 17 سبتمبر (أيلول) 2024 كثير من أجهزة الاتصال «البيجر» كان يستخدمها أعضاء «حزب الله»؛ ما تسبب في سقوط 9 قتلى وأكثر من 2700 مصاب في بيروت وجنوب لبنان. وسادت يومها حالة من الصدمة والذهول على نطاق واسع في لبنان، وقال رجل دين لبناني، لـ«الشرق الأوسط»: «إن تفجير أجهزة البيجر كان بداية النهاية». وفي الأسابيع اللاحقة كثّفت إسرائيل هجومها، وصولاً إلى اغتيال نصر الله.

حرب بلا قواعد

وحذَّرت رسالة مكتب السيستاني، وفق رجل الدين الشيعي اللبناني الذي قابلته «الشرق الأوسط» في منزله قرب الضاحية الجنوبية في بيروت، من أن «الاعتداء على لبنان لا حدود له، ونيران الحرب لا تضبطها قواعد، ما يفرض تحمل مسؤولية حماية أرواح اللبنانيين». وكان الرجل الذي بدا في منتصف الستينات، يتحدَّث مرتدياً عمامة بيضاء، وإلى جانبه صور على طاولة طعام لشبان من عائلته المتحدرة من قرية جنوبية، قُتلوا خلال غارة إسرائيلية العام الماضي. وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، قُتل في لبنان نحو 3700 شخص وجُرح أكثر من 15 ألفاً، في الحرب التي بدأت في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق السلطات اللبنانية. وقال اثنان من رجال الدين الشيعة لـ«الشرق الأوسط»، إن رسالة مكتب السيستاني شدَّدت على أن القرارات في الظروف الدقيقة «ينبغي أن تنسجم مع مصلحة المؤمنين، وألا يُستدرج لبنان إلى حروب تخدم أجندات خارجية تزيد معاناة شعبه». وقال رجل دين عراقي: «إن رسالة مرجع الشيعة في العراق والعالم يجب أن تُتَّخذ في سياق النصح والرشد فقط... هذه تقاليد مرجعية النجف التي لا تتغيّر». وأضاف: «نصيحة السيستاني لا تُفرض، لكنها تُسمَع جيداً». وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرسالة جاءت «بعد أسئلة بعث بها أتباع المرجعية في لبنان، كثيرون منهم كانوا قد لجأوا إلى النجف خلال فترات من الحرب». وبحسب رجل الدين العراقي، فإن «العشرات من مقلدي (أتباع) السيستاني في لبنان وجَّهوا أسئلة عمّا يجب أن يقوموا به مع اتساع رقعة الحرب». والسيستاني مرجع روحاني لملايين المسلمين الشيعة حول العالم، ويتبعه كثيرون في دول المشرق العربي وإيران. وكانت مؤسسات دينية في مدينتَي النجف وكربلاء (جنوب غربي البلاد) يُشرف عليها مكتب السيستاني قد ساعدت، بالاتفاق مع الحكومة العراقية، على إسكان آلاف اللبنانيين الذين فروا من الحرب. وحتى منتصف أكتوبر 2024، أفادت بيانات للحكومة اللبنانية بأن نحو 20 ألف لبناني اختاروا البقاء في العراق حتى نهاية الحرب، جلّهم من قرى الجنوب اللبناني. كان مكتب السيستاني في النجف دعا، في بيان يوم 23 سبتمبر 2024، إلى «بذل كل جهد ممكن لحماية الشعب اللبناني من العدوان الإسرائيلي المُدمِّر»، في حين طالب بـ«القيام بما يسهم في تخفيف معاناة اللبنانيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية». في اليوم التالي، قال نصر الله في بيان: «إن المعركة بين الحق والباطل... لا نبالي بكثرة عددهم (الإسرائيليين) وخذلان الناصر».

مكانة لبنان في النجف

يميل خبراء إلى الاعتقاد بأن رسالة مكتب السيستاني كانت تعكس القلق من انزلاق المنطقة نحو هاوية الفوضى.

ورأى هشام داود، الباحث في «المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية»، أن «لبنان، بالنسبة لمرجعية النجف، بلد مهم، ليس فقط لكونه يحوي عدداً كبيراً من الشيعة، وليس فقط للتأثير الذي تمارسه المرجعية هناك، بل لإدراكها لما يشكِّله لبنان إقليمياً ودولياً رغم ظروفه الصعبة». وقال داود لـ«الشرق الأوسط»: «لبنان، بالنسبة لمرجعية النجف، ناصية مهمة للتواصل مع العالم، خصوصاً الأوروبي والغربي عموماً». وبحسب الباحث العراقي، فإن «العيش مع الآخر المختلف دينياً يبدأ من لبنان، ويفترض هذا القبول بتعدديته، وليس تعنيف التوازنات القائمة». وشدَّد داود على أن ذلك لا يعني أن مرجعية السيستاني ليست مهتمة برؤية شيعة لبنان في موقع سياسي أهم، لكن أن يتم ذلك سلمياً وعبر الدولة، ومؤسساتها واحترام التوازنات الداخلية الدقيقة. وبعد أكثر من عام على وقف الحرب في لبنان، يتعرَّض «حزب الله» إلى ضغوط هائلة لتسليم سلاحه والاندماج في الحياة السياسية سلمياً، لكن الجماعة الموالية لإيران لا تزال تتمنّع عن تنفيذ خطة «حصرية السلاح»، بذريعة أنها «تخدم إسرائيل»، وفقاً لقيادة الحزب. وكانت «الشرق الأوسط» كشفت في 12 أكتوبر الحالي أن واشنطن رفضت مقترحاً قدّمه وسطاء يقضي بنقل أسلحة استراتيجية بحوزة «حزب الله» اللبناني «وديعةً» عند طرف «ضامن» في العراق.

 

دعم فرنسي معطوف على الاميركي للرئيس عون

ماكرون: احيي القرارات الشجاعة لحصر السلاح

تعاون قضائي لبناني- سوري واجتماعات نالية في واشنطن

المركزية/14 تشرينالأول/2025

انتهت قمة شرم الشيخ حول السلام في غزة، وبدأ الاختبار الجدي لمدى صلابة الاتفاق وتطبيق خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب عمليا في الميدان، على وقع اعتراضات اسرائيلية جراء عدم اعادة جثث كل الرهائن من قبل حماس وتوجيه رسالة الى الموفد الاميركي ستيف ويتكوف لحملها على الوفاء بالتزاماتها. فيما يبقى التحدي الاكبر اعادة اعمار غزة التي تبلغ كلفتها نحو 70 مليار دولار . وكما دول المنطقة، بقي لبنان تحت تأثير زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب والمواقف التي اطلقها خلالها وابرزها لبنانيا، دعمه مسار رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لحصر السلاح بيد الشرعية ، وقد اعتبر الاخير امس ان لبنان لا يمكنه ان يعاكس مسار التفاوض الاقليمي... في سياق الدعم الدولي للعهد ايضا، جدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في رسالة وجهها الى الرئيس عون تصميمه على تنظيم مؤتمرين لدعم لبنان قبل نهاية السنة الجارية، الأول لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة، حجر الزاوية في تحقيق السيادة الوطنية، والمؤتمر الثاني لنهوض لبنان وإعادة الاعمار فيه. وشدد الرئيس ماكرون في رسالته على الصداقة التي تجمع بين البلدين الصديقين، مؤكدا على استمرار دعم فرنسا للبنان في المجالات كافة، معرباً عن سعادته للقرار الذي اتخذه مجلس الامن بالتجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان (اليونيفيل) وقال: " أحيي في المناسبة القرارات الشجاعة التي اتخذتها لتحقيق حصرية السلاح بيد القوات الشرعية اللبنانية".

بين لبنان وسوريا: وبينما استقبل الرئيس عون، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع السياسية الراهنة في ضوء التطورات المحلية والإقليمية، استقبل ايضا الرئيس عون، في حضور السفير البريطاني في بيروت هاميش كويل، مستشار وزارة الدفاع البريطانية عن منطقة الشرق الأوسط الادميرال EDWARD AHLGREN، وعرض معه الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة وما استجد من تطورات لاسيما بعد الإعلان عن اتفاق انهاء الحرب في غزة، والاجتماع الذي عقد في شرم الشيخ وما صدرت عنه من مواقف. وتطرق البحث الى العلاقات اللبنانية- السورية حيث اكد الرئيس عون للمسؤول البريطاني ان التنسيق قائم بين البلدين في مختلف المجالات خصوصا الأمنية والاقتصادية. وقيم رئيس الجمهورية مع الادميرال AHLGREN  العلاقات المتينة التي تجمع بين لبنان وبريطانيا لاسيما التعاون القائم في المجال الأمني والدعم البريطاني في انشاء أبراج المراقبة على الحدود الشرقية والجنوبية، وفي هذا السياق شكر الرئيس عون الدعم البريطاني للبنان في مختلف المجالات.

عند منسى: وزار المستشار البريطاني ايضا وزير الدفاع الوطني ميشال منسى، وتم خلال اللقاء عرض المستجدات الأخيرة في المنطقة وانعكاساتها المحتملة على الوضع في لبنان، ولا سيّما بعد توقيع وثيقة إنهاء الحرب في قطاع غزة بالأمس. كما جرى التطرق إلى سير العمل في تنفيذ الخطة التي وضعها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد السلطة الشرعية ومراحل تطبيقها، إضافةً إلى عملية انتشار الجيش وفقًا للقرار ١٧٠١. وتناول البحث أيضًا التحديات التي قد تواجه المؤسسة العسكرية في ملء الفراغ الناتج عن انتهاء مهام قوات اليونيفيل البرية والبحرية في لبنان نهاية العام ٢٠٢٦. وأكد الأدميرال الغرين مواصلة دعم بلاده في تأمين احتياجات الجيش اللبناني خلال هذه المرحلة الدقيقة، لا سيّما في ما يتعلق بإنشاء أبراج ومراكز مراقبة على الحدود البرية.

تعاون قضائي: على ضفة العلاقات اللبنانية – السورية ايضا، خطت الإتفاقية القضائية بين لبنان وسوريا خطوة إضافية في اجتماع عقِد في المبنى القديم لرئاسة الحكومة بين نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزير العدل عادل نصار مع وفد سوري برئاسة وزير العدل السوريّ مظهر الويس الذي وصل قبل الظهر الى بيروت . وجرت في الاجتماع مناقشة الاتفاقية القضائية بين لبنان وسوريا التي يعرضها الوزير نصار واستكمال البحث في موضوع الموقوفين والمساجين السوريين. نصار وبعد لقائه نظيره السوري، أشار إلى أنّه تمت "المناقشة في صياغة اتفاقية وقدمنا خطوات جدية لإنهاء نصها في إطار قانوني، وفيما يتعلق بالإستثناءات لا يشمل هذا الموضوع جرائم القتل المدنية والعسكرية اللبنانية وجرائم الإغتصاب". وقال: "تداولنا في موضوع الفارين من لبنان إلى سوريا والحصول على المعلومات المتوفرة في سوريا فيما خص الإغتيالات الأمنية والسياسية وتنظيم عمل اللجنتين". وأكد نصار ألا جدول زمنيا لإنهاء هذا الملف ولكن هناك أطر قانونية على الجانبين احترامها، ويجب أن يكون العمل بأسرع وقت والمهم التأكيد على سيادة الدولتين ورغبة التعاون لدى الطرفين". من جانبه،، قال وزير العدل السوري مظهر عبد الرحمن الويس: "نبحث التعاون القضائي مع لبنان على كافة الصعد وليس قضية الموقوفين السوريين حصرا". أضاف: "طالبنا لبنان بفارين من العدالة السورية تابعين للنظام السابق ودرسنا عدة مواضيع وكل القرارات ستقوم على مبادىء العدالة والسيادة ووجهات النظر قريبة". أما نائب رئيس الحكومة طارق متري فلفت الى انه تواصل مع رئيس الحكومة نواف سلام وسيُعقد اجتماع غدا بخصوص الإكتظاظ في السجون اللبنانية. وقال: "نعمل على إنجاز اتفاقية مع سوريا لحل ملف السجناء السوريين لدينا". كما اعلنت وزارة العدل السورية بعد الظهر "اننا قطعنا اليوم شوطا كبيرا في مناقشة جهود معالجة ملف الأسرى السوريين في لبنان مع الجانب اللبناني".

السلام شجاعة: في المواقف من التطورات، أكد النائب فؤاد مخزومي من دار الفتوى، لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان أنّ "لبنان يجب أن يستفيد من هذا المناخ الإيجابي، وأن يقف خلف دولته ومؤسساتها الشرعية، بحيث تكون الجهة الوحيدة التي تمتلك السلاح والقرار". وشدد على أن" لا قيام لدولة قوية في ظلّ سلاح خارج الشرعية، ولا مستقبل لوطن منقسم بين ولاءات متنازعة". وقال : إنّ "ما شهدناه في مصر يبرهن أن السلام ليس ضعفاً، بل هو شجاعة ووعي ومسؤولية، وعلينا في لبنان أن نتحلّى بالشجاعة نفسها: أن نختار الدولة، أن نختار السيادة، وأن نختار لبنان أولاً". ودعا مخزومي "كل القوى السياسية إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإنهاء ظاهرة الميليشيات أياً كانت، حمايةً لوحدتنا الوطنية واستقلالنا". وأكد أنه "آن الأوان أن نلتقط هذه اللحظة التاريخية، وأن نعيد إلى لبنان دوره الطبيعي بين الدول العربية الساعية إلى السلام والاستقرار ونؤمن مستقبلا افضل لاولادنا وللاجيال القادمة".

لتطبيق القانون النافذ: في الشأن الانتخابي، أكد وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار الذي جال اليوم في طرابلس حيث ترأس اجتماعا امنيا، أن "الناس ترغب بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار 2026"، مشيرا إلى "أن وزارة الداخلية والبلديات تعمل بكل جهد لتطبيق القانون النافذ بحذافيره والالتزام بالمهل القانونية كافة، بهدف إجراء الانتخابات في أفضل الظروف وبشفافية كاملة". وقال "هذا الأمر يحظى بإجماع وطني، وقد أكد عليه فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة ودولة رئيس مجلس النواب، لأنه مطلب الناس وواجب علينا تلبيته".

حق المغتربين: بدوره، تطرق النائب مخزومي من دار الفتوى إلى موضوع الانتخابات، مشدداً على  أنه "لا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح من دون تجديد الحياة الديموقراطية". ومؤكداً " ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد، من دون تأجيل أو تلاعب، لأنّ إرادة الشعب هي أساس الشرعية". وطالب  بتطبيق حق اللبنانيين المغتربين بالتصويت لجميع النواب الـ128، لا فقط لستة مقاعد، لأنّ مساهمتهم في اقتصادنا الوطني تتجاوز 31٪، ولولا تحويلاتهم لانهار الاقتصاد منذ زمن. واكد أن هؤلاء اللبنانيين هم نبض الوطن في الخارج، ويجب أن يكون صوتهم شريكاً كاملاً في رسم مستقبل لبنان. وشدد على على أهمية تفعيل المراكز الكبرى (الميغا سنتر) يوم الانتخابات، لضمان الشفافية، والحرية، وسهولة التصويت لكل المواطنين، بعيداً عن الضغوط والممارسات غير الديمقراطية.

كنعان: اقتصاديا، أكد رئيس لجنة المال النيابية النائب ابراهيم كنعان بعد مشاركته في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لعام 2025 في واشنطن والتي حضرها برلمانيون من حول العالم، أن البحث تطرّق الى العلاقة بين المجالس النيابية وكل من صندوق النقد والبنك الدولي لجهة الوصول الى مسارات اصلاحية ومشاريع وبرامج محددة وتنفيذها وتحقيق أهدافها التي تتمحور أو يجب أن تتمحور حول اصلاح القطاع العام وتفعيل انتاجية القطاع الخاص. وأشار كنعان الى أن "لبنان الذي لا يزال يتفاوض مع صندوق النقد منذ العام ٢٠١٩ بانتظار بلورة مسار للتعافي سليم وواقعي، يأخذ بالاعتبار مصلحة الشعب اللبناني، ألا وهي اصلاح المالية العامة من جهة، وتحديد آلية جديدة لاسترداد الودائع كما حصل في الكثير من الدول التي عانت من تعثرات مالية". وقال كنعان "كما اكدنا دائماً وعملنا منذ ما قبل الانهيار المالي، على اصلاح القطاع العام والمالية العامة، وتفعيل المحاسبة لمحاربة جدّية للفساد والهدر، نؤكد على ضرورة وضع آلية لاسترداد الودائع عبر قانون الفجوة المالية الذي خلق لاسترداد الودائع". وستكون لكنعان اليوم لقاءات في البيت الأبيض ومع إدارة صندوق النقد.

جابر: ايضا، بدأ وزير المال ياسين جابر ترؤسه الوفد اللبناني الى اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، باجتماع خاص مع المدير التنفيذي في البنك الدولي عبد العزيز الملا، تم خلاله البحث في برنامج عمل البنك الدولي في لبنان والمشاريع التي يقوم البنك بتمويلها، وترتيبات زيارة مجموعة المدراء التنفيذيين في البنك الدولي إلى لبنان خلال شهر تشرين الثاني المقبل للاطلاع على المشاريع التي يقوم البنك بتمويلها، واعتبر جابر أن هذه الزيارة تعد من الزيارات الهامة لتعزيز التعاون بين لبنان والبنك .

تنورين: حياتيا، أكد رئيس مجلس ادارة مياه "تنورين" جورج مخول في مؤتمر صحافي عقده اليوم، أن " مياه تنورين من أربعين عاما هي من أنظف المياه ولم يكن حولها يومًا أي علامة إستفهام".  أضاف: مستشفى الحريري ليس اختصاصيا بالمياه حسب المعلومات التي لدينا ولم نتبلغ بالقرار من الوزارة فقد علمنا أولًا من وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: العيّنة التي تم الاستناد إليها لم تسحب وفقًا للأصول المعتمدة وفي حضور أي ممثل من الشركة والفحص الذي بني عليه القرار يجعل النتائج غير دقيقة وصالحة لتبنى عليها استنتاجات. وتابع: نخضع دورياً لفحوص وكل النتائج تثبت بشكل قاطع مطابقة تنورين للمواصفات ولم نكن يوما خارج الدولة وكنا شركاء أساسيين في كل ما يحمي صحة المواطن. وقال: مؤسف ما صدر عن وزارة الصحة ونحن اليوم نبحث عن تصحيح خطأ مؤسف وليس عن مواجهة. نحتفظ بحقّنا في اتخاذ كلّ الإجراءات اللازمة لاحترام سمعتنا ومكانتنا وأولويتنا تبقى التعامل مع مؤسسات الدولة. ولفت إلى أن "ما حصل يمكن أن يكون سوء تفاهم أو خطأ وهذه الشركة من أهم الشركات التي دخلت السوق الخليجية".

 

تحرير فتيين لبنانيين بعد خطفهما بين القصر وحوش السيد علي في الهرمل

جنوبية/14 تشرينالأول/2025

تعرض فتيان لبنانيان لعملية خطف عند المنطقة الحدودية الشرقية، على يد أشخاص من الجنسية السورية. وقع الحادث في محلة العريض، الواقعة بين بلدتي حوش السيد علي والقصر في قضاء الهرمل. الفتيان المخطوفان هما حسين يوسف قطايا (مواليد 2010) ومجتبى علي زعيتر (مواليد 2009). ومساء الثلاثاء، تسلم الجيش اللبناني الفتيين من الجانب السوري بعد مفاوضات معه، وظهرا عند معبر جوسيه خلال تسلمهما من قبل المخابرات. وأفادت وسائل اعلامية بأن الخاطفين اقتادوا الفتيين إلى جهة مجهولة يُعتقد أنها داخل الأراضي السورية. بعدها بدأت الأجهزة الأمنية اللبنانية ومديرية المخابرات تحقيقات مكثفة لتحديد هوية الخاطفين ومكان احتجاز الفتيين، بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان عودتهما سالمين. عائلتا الفتيين والأهالي استنفروا وأكدوا مطالبتهم الدولة اللبنانية ببذل أقصى الجهود لإنهاء الحادثة. وكانت “الوكالة الوطنية للاعلام” أفادت عن استنفار أبناء العشائر في المنطقة الحدودية لبلدة القصر – قضاء الهرمل، بعد الإقدام على عملية الخطف

 

غارة من مسيرة تستهدف سيارة في يانوح جنوباً

جنوبية/14 تشرينالأول/2025

أفاد مراسل قناة “الجديد” بأن سيارة تعرضت لهجوم بغارة من طائرة مسيرة في بلدة يانوح جنوب لبنان. وافادت وسائل اعلامية عن إصابة مواطن جراء استهداف السيارة في وادي الحضايا بين وادي جيلو ويانوح. كما ويُسجّل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء مناطق الجنوب على علوّ متوسط ونشاط مكثّف ومنخفض للمسيّرات فوق بلدات البازورية، جويا، بافلية، سلعا، المجادل، وصريفا.

 

وزير الزراعة عن قضية "مياه تنورين": علمتني درساً كبيراً.. "لاري": النتائج خلال 48 ساعة

المركزية/14 تشرين الأول/2025

أكد وزير الزراعة اللبناني نزار هاني، اليوم الثلاثاء، أن "قضية مياه شركة تنورين علمته درساً كبيراً"، وذلك في معرض تعليقه على القضية رداً على سؤال صحافي قبيل دخوله اجتماعاً مع مزارعي البطاطا في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع حول الضجة التي أثارها القرار على وسائل التواصل الإجتماعي والاتهامات التي طالته شخصياً، كما أعاد شرح القضية في مستهل الاجتماع.  وشرح هاني أنه وقع القرار بالتكليف عن وزير الصحة العامة الموجود في برلين للمشاركة بمؤتمر لمنظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى أنه "كان قد أرسل القرار لي بحالة مستعجلة لتوقيعه، لوجود مشكلة في عينات مياه شركة تنورين، وهذه قضية صحة عامة". وأوضح أنه وقّع على القرار من دون أن يكون له علم لا بتفاصيل المشكلة ولا بتبعاتها.  وفي هذا الإطار، عُلِم أن وزير الزراعة كان موجوداً في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة عندما أرسل له القرار لتوقيعه.  وأشار هاني إلى أن القرار تقني، وأنه كان يُفترض أن يذهب من الوزارة إلى الشركة عبر طبيب القضاء، وأن يتوقف العمل بخط الإنتاج لمدة أسبوعين للقيام بإجراءات أوسع لتبيان مكامن المشكلة، وتقوم الشركة بتصحيحها وتنتهي العملية، مضيفاً: "للأسف ذهب القرار باتجاه آخر، وباتجاه سياسي" .  وتوقف عند البيان التوضيحي الصادر عن وزير الصحة اليوم، وقال في هذا الإطار إنَّ "البيان أُنجز مع مدير الشركة صباح اليوم، وهو كان أول من تواصلت معه بأن لا أحد مستهدف وهو إجراء تقني، ووزارة الصحة مضطرة للسير به". كما لفت هاني إلى المؤتمر الصحافي لشركة مياه تنورين اليوم "الذي كان كلامها علمياً، ومن يتحدث بإطار تقني علمي في مؤتمر صحافي لن يخطئ بالتأكيد في موضوع المياه". وأكد أن "وزارة الصحة أخذت 11 عينة إضافية ومن المتوقع أن تبدأ نتائجها بالصدور بدءاً من صباح غد، كما أن وزارة الزراعة طلبت من مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية أخذ عينات على أن تصدر نتائجها ظهر غد". وخلص هاني إلى أنه "في هذه الحكومة نحن مجموعة إداريين وتقنيين أتينا إلى هذه الحكومة لندفع ببلدنا نحو الأمام لا لنضر بشركات ونشهّر بها. وعلى الصعيد الشخصي فخور بكل منتج لبناني". وتابع: "كان هذا درساً كبيراً لأني آتٍ من خلفية تقنية علمية بعيدة من كل هذه التشنجات والكلام الذي سمعناه"، موضحاً أن علاقته بشركات نستله وأكوافينا والندى هي "بحكم أنها تعمل في محيطنا بالشوف، وليس لديّ أي تحيز لأي شركة بلبنان والشركات على الرأس والعين". مشيراً إلى أنه "في مكتب وزارة الزراعة نشرب مياه تنورين". في سياق متصل، أعلنت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية Lari في بيان، أن “مديرة مختبر المياه في الفنار سيلين حجار أخذت عينات من مياه تنورين من مناطق مختلفة، إضافة إلى علامات أخرى لفحصها وستصدر النتائج خلال ٤٨ ساعة”. وتمنت Lari على “الوزارات اجراء الفحوصات في المختبرات المعتمدة، وليس أي مختبر آخر، والمختبرات هي: Lari وIRI”، موضحة أن “هذا الموضوع صادر بقرار من وزير الزراعة، ولا يحق لأي موظف من أي وزارة تغيير المختبرات”. كما تمنت من “وسائل التواصل الاجتماعي التأكد من أي خبر، خصوصا أنها تبحث عن الفضائح لتصبح بذلك وسائل التدمير الاجتماعي

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: حماس أبلغتني بأنها ستتخلى عن سلاحها

وطنية/14 تشرين الأول/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم، إن حركة حماس أبلغته بأنها "ستتخلى عن سلاحها".

أضاف ترامب، خلال اجتماع في البيت الأبيض مع نظيره الأرجنتيني خافيير ميلي: "حماس قالت إنها ستتخلى عن سلاحها.. وإذا لم تتخل عن سلاحها سنجردها منه". وتابع: "إذا لم يلقوا سلاحهم، فسننزعه. وسيحدث ذلك سريعا وربما بعنف". وحين سألته إحدى الصحفيات عن معنى "سريعا"، رد بالقول: "فترة زمنية معقولة"، ثم أوضح: "ليس علي أن أشرح كيف سنفعل ذلك، لكن إذا لم يتخلوا عن سلاحهم سنجردهم منه... إنهم يعلمون أنني لا ألعب ألعابا". وتابع: "تحدثت مع حماس.. وقلت لهم ستتخلون عن سلاحكم، صحيح؟، فقالوا نعم سيدي سنتخلى عن السلاح". وتدارك فيما بعد وقال إن "حماس" لم تبلغه بالمباشر، ولكن المحادثات جرت معها "من خلال أرفع المسؤولين الأميركيين". وكانت حركة حماس أعلنت في وقت سابق تمسّكها بسلاحها ورفضها أي صيغة لنزعه. وقال مسؤول في حماس، فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس"، إن "موضوع تسليم السلاح المطروح خارج النقاش وغير وارد". وكذلك قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الذين أُفرج عنهم في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في غزة "عادوا إلى ديارهم وهم بخير"، لكنه شدد على أن "المهمة لم تنتهِ بعد". وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال"، الثلاثاء: "كل الرهائن العشرين عادوا وهم بخير. لقد أزيح عبء كبير، لكن المهمة لم تنته بعد. لم تُعد جثث القتلى كما وُعدنا! المرحلة الثانية تبدأ الآن".هذا وكشف مسؤول لوكالة "رويترز"، الثلاثاء، أن حماس أبلغت الوسطاء بأنها ستبدأ بنقل رفات أربع رهائن متوفين إلى إسرائيل مساء اليوم. وقال المسؤول المشارك في عملية تسليم رفات الرهائن الإسرائيليين إن العملية ستبدأ على الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (19:00 بتوقيت غرينتش). كما ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصدر إسرائيلي قوله إن "الوسطاء أبلغوا إسرائيل بأن نقل جثث عدة إلى إسرائيل متوقع الليلة".

 

جثث الرهائن تُهدّد الاتفاق... وترامب يتوعّد "حماس": سلّموا سلاحكم وإلّا

نداء الوطن/15 تشرين الأول/2025

يعيش قطاع غزة أجواء هدنة حذرة وسط تعقيدات ومطبّات تنفيذ "المرحلة الثانية" من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد أمس أنه "عاد جميع الرهائن الـ 20 (الأحياء) وهم في حال جيّدة قدر الإمكان"، مشدّدًا على أنه "لقد أُزيل عبء كبير، لكن المهمّة لم تنتهِ بعد، فلم تتم إعادة (الرهائن) القتلى كما وُعِدنا"، بعدما أفرجت حركة "حماس" الإثنين عن أربع جثث رهائن فقط من أصل 28. لتعود "حماس" وتسلّم 4 جثث رهائن إضافية مساء أمس، وذلك بعدما أجّلت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة وأبقت حدود القطاع مغلقة لتباطؤ الحركة الشديد في تسليم رفات الرهائن، بينما أوضحت "حماس" أن تحديد مكان الرفات أمر صعب. توازيًا، حسم ترامب أن "المرحلة الثانية" من خطته في شأن غزة "تبدأ الآن"، وتشمل نزع سلاح "حماس" والفصائل وتسليم الحكم في غزة إلى لجنة تكنوقراط فلسطينية تعمل تحت إشراف "مجلس السلام"، بالإضافة إلى نشر قوات دولية في القطاع. وجزم بأن "حماس" ستتخلّى عن أسلحتها، متوعّدًا بأنه "إذا لم تتخل عن سلاحها سنجرّدها منه". وأكد أن "نزع سلاح "حماس" سيحدث بسرعة وربّما بعنف"، لافتًا إلى أنه تحدّث إلى "حماس" من خلال أرفع المسؤولين الأميركيين وأبلغته بأنها ستتخلّى عن السلاح. ورأى أن الحركة "أطاحت ببعض العصابات" في القطاع، مشيرًا إلى أن "هذا لا يزعجني حقًا"، فيما أفاد مصدر إسرائيلي لشبكة "سي أن أن" بأن المفاوضات حول المراحل الحاسمة التالية من خطة ترامب لا تزال جارية في شرم الشيخ، موضحًا أن وفدًا فنيًا بقي في المدينة المصرية منذ بدء المفاوضات الأولية، وما زال هناك لمواصلة المحادثات.

في الأثناء، قرّرت إسرائيل تقييد المساعدات إلى القطاع وتأجيل خطط فتح معبر رفح الحدودي مع مصر حتى اليوم على أقلّ تقدير. كما أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة بأنها لن تسمح إلّا بدخول 300 شاحنة مساعدات إلى غزة، تمثل نصف العدد اليومي المتفق عليه اعتبارًا من اليوم، ولن تسمح بدخول أي وقود أو غاز إلّا لاحتياجات محدّدة تتعلّق بالبنية الأساسية الإنسانية. بالتزامن، أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته أطلقت النار لإبعاد تهديد شكّله عدد ممن وصفهم بالمشتبه فيهم الذين اقتربوا من قواته في شمال غزة، موضحًا أن المشتبه فيهم تجاوزوا الخط المقرّر للانسحاب الإسرائيلي الأوّلي بموجب اتفاق شرم الشيخ، في وقت ذكرت فيه السلطات الصحية في القطاع أن سبعة فلسطينيين على الأقل قتلوا في إطلاق نار إسرائيلي في واقعتين منفصلتين.

وحول إعادة الرهائن المتوفين، كتب "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" رسالة إلى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، تحضه فيها على التحرّك بسرعة لضمان أن تعيد "حماس" جميع الرهائن المتوفين. ونظم المنتدى اجتماعًا طارئًا لعائلات الرهائن في ضوء ما وصفه بأنه انتهاك للاتفاق الموقع، حاسمًا أنه "يجب على الطرفين الالتزام بالاتفاق، إن انتهاكه وفشل "حماس" في إعادة الرهائن يجب أن يُقابلا بتعليق تنفيذ باقي بنود الاتفاق من قِبل حكومة إسرائيل والوسطاء"، في حين جزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "نعمل على استعادة جثث المتوفين، ولن نوفر أي جهد أو وسيلة لإعادتهم". ورأى وزير المال بتسلئيل سموتريتش أن "فقط الضغط العسكري سيعيد جثث الرهائن". وتمسّك بفكرة أنه "سيكون هناك استيطان يهودي في قطاع غزة"، موضحًا أن "هذه أرض إسرائيل وتعود إلينا، ومن دون استيطان لن يكون هناك أمن".

في الغضون، كشفت دائرة العمل الخارجي، الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، في وثيقة اطلعت عليها "رويترز"، أنه ينبغي على الاتحاد تعزيز نفوذه في عملية إعادة إعمار غزة والانضمام إلى "مجلس السلام" الذي اقترحه ترامب بهدف الإشراف الموَقت على إدارة القطاع. وجاء في الوثيقة أنه "من المهمّ الحصول على مزيد من الوضوح في شأن العناصر الأساسية (في خطة ترامب) التي لم تُفصّل بالكامل بعد، ولا سيّما الدور الذي سيلعبه الفلسطينيون في غزة بعد الحرب"، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي عضوًا في هيئة الإشراف على "مجلس السلام" للتأثير على الخيارات الاستراتيجية. ومن المقرّر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ الإثنين المقبل لمناقشة كيفية مساهمة أوروبا في خطة ترامب.

ميدانيًا، أحكم مقاتلو "حماس" قبضتهم على المناطق التي انسحبت منها إسرائيل بموجب اتفاق شرم الشيخ، بعدما نفذوا علنًا عمليات إعدام ميداني بحق معارضين لهم، ما ألقى بظلال على آفاق خطة ترامب لإنهاء الحرب. وظهر مقاتلو "حماس" في أحد مقاطع الفيديو الذي جرى تداوله الإثنين، وهم يسحبون سبعة رجال إلى داخل دائرة من الناس في مدينة غزة ويجبرونهم على الركوع ثمّ أطلقوا النار عليهم من الخلف، على مرأى من عشرات الأشخاص، فيما دعت الرئاسة الفلسطينية إلى الوقف الفوري للإعدامات الميدانية ومحاسبة كلّ من تورّط فيها. وقتل عشرات الأشخاص في اشتباكات بين "حماس" وخصومها خلال الأيام القليلة الماضية. وكشف سكان في غزة لـ "رويترز" أنهم لاحظوا أمس زيادة أعداد المقاتلين وانتشارهم على الطرق التي يستلزم السير عليها لتوصيل المساعدات.

ومن أبرز العشائر التي اشتبك أفرادها مع "حماس" خلال العامَين الماضيَين: عشيرة "أبو شباب" بزعامة ياسر أبو شباب التي تنشط في جزء من جنوب قطاع غزة لا تزال تحتلّه القوات الإسرائيلية، وعشيرة دغمش التي تُعدّ إحدى أكبر وأقوى العشائر في القطاع وتُعرف بأنها مسلّحة بشكل جيّد، وعشيرة المجايدة التي تُعتبر عشيرة كبيرة وقوية تتمركز في خان يونس في جنوب غزة، وعشيرة حلس الكبيرة في مدينة غزة.

إلى ذلك، عاد ناصر القدوة، ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إلى الضفة الغربية، بعد أربع سنوات من المنفى الاختياري، حاملًا معه خريطة طريق لضمان السلام في غزة مع تحويل "حماس" إلى حزب سياسي. وأبدى استعداده للمساعدة في الحكم، معتبرًا أن إدارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحتاج إلى إصلاح عميق، ويجب أن تبذل مزيدًا من الجهد لمواجهة عنف المستوطنين في الضفة. تجدر الإشارة إلى أن القدوة غادر الضفة في 2021 بعدما طردته حركة "فتح" بسبب قراره تقديم لائحته الخاصة في الانتخابات متحديًا عباس الذي ألغى التصويت. وأعاد عباس قبول القدوة في "فتح" الأسبوع الماضي، بعدما أصدر عفوًا عن الأعضاء المطرودين.

 

"سنتكوم" بعد اتفاق غزة: من ذراع عسكرية إلى ضامن إقليمي

مها غزال/المدن/15 تشرين الأول/2025

منذ إنشائها عام 1983، ارتبط اسم القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) بصور العمليات العسكرية المباشرة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، من حرب الخليج إلى غزو العراق وأفغانستان، وصولاً إلى المعارك ضد تنظيمي القاعدة و"داعش". غير أن المشهد الإقليمي بعد توقيع اتفاق غزة في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام الشامل، يكشف عن انتقال نوعي في وظيفة هذه القيادة: من ذراع قتالية تتحرك في مسارح الحروب التقليدية، إلى مظلة استراتيجية تعمل كضامن للأمن وإطار للإعمار، حيث تتداخل مهامها العسكرية مع حسابات السياسة، وتتقاطع مع رهانات الاقتصاد وإعادة البناء.

هذا التحول لا يقتصر على فلسطين وما يرتبط بها من ترتيبات "مجلس السلام"، بل يمتد إلى سوريا حيث تلعب "سنتكوم" دور الوسيط بين حكومة الشرع وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وإلى لبنان حيث تواكب ملف سلاح "حزب الله" واستثمارات الغاز البحري، فيما باتت مصر، بعد اتفاق غزة، شريكاً مباشراً في رسم خطوط الدور الأميركي عبر بوابة سيناء والعريش. وهكذا، تجد القيادة المركزية نفسها اليوم في قلب معادلة إقليمية جديدة، تمزج بين الردع العسكري، وإدارة التوازنات السياسية، وصياغة بيئة تسمح للإعمار الدولي بأن ينطلق.

من الحرب إلى الإعمار

لم يكن اتفاق غزة، الذي تضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مجرد محطة لالتقاط الأنفاس بعد حرب مدمرة استمرت عامين، بل تحول إلى بداية مرحلة انتقالية جديدة تعيد رسم أدوار القوى الفاعلة في المنطقة. ففي قلب هذه المرحلة تقف الولايات المتحدة، عبر ما يسمى بـ"مجلس السلام" برئاسة الرئيس الأميركي بوصفه إطاراً إشرافياً مؤقتاً يتولى توجيه مسار ما بعد الحرب، بينما أوكلت المهمة التنفيذية الميدانية إلى القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم). وستنشر سنتكوم قرابة 200 عسكري لتأسيس وإدارة مركز التنسيق المدني–العسكري "CMCC" المتمركز خارج غزة، ليكون بمثابة غرفة عمليات مشتركة تضم ضباط ارتباط من مصر وقطر وتركيا وربما الإمارات، في صيغة غير مسبوقة للتعاون الأمني–الإقليمي. وتتوزع المهام على مراقبة الهدنة ومنع انهيارها، وإدارة قنوات فضّ الاشتباك، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية ومشاريع الإعمار، مع رفع تقارير دورية إلى مجلس السلام ليبني عليها قراراته السياسية والمالية.

وإلى جانب واشنطن، دخل الاتحاد الأوروبي على الخط عبر وثيقة صادرة عن خدمة العمل الخارجي الأوروبي "EEAS"، طالَب فيها بعضوية داخل المجلس لتكريس نفوذه وتأمين موطئ قدم في آلية الإشراف. وتربط بروكسل هذا الدور بقدرتها على ضخ تمويلات معتبرة تصل إلى 1.6 مليار يورو مخصصة للفلسطينيين بين 2025 و2027، وهو ما يجعل سنتكوم حلقة الوصل الضرورية بين الضمانات الأمنية الأميركية والتمويل الأوروبي، في معادلة معقدة تسعى إلى تحويل غزة من ساحة مواجهة إلى مختبر إقليمي للإعمار تحت مظلة أميركية–دولية.

 سوريا… سنتكوم كوسيط وضامن

في سوريا، انتقل حضور سنتكوم من ملاحقة فلول "داعش" إلى مستوى أكثر تعقيداً، حيث أصبحت الوسيط والضامن السياسي– العسكري بين حكومة الرئيس أحمد الشرع و"قسد". وجاء هذا التحول بعد سقوط المخلوع بشار الأسد وثم توقيع اتفاق 10 آذار/مارس 2025، الذي نص على دمج الوحدات الكردية ضمن المؤسسات المدنية والعسكرية السورية، لتجنيب البلاد سيناريو الانقسام أو استمرار المواجهة المسلحة. منذ ذلك التاريخ، برز الدور الأميركي بشكل أوضح، حيث حضر قائد "سنتكوم" الأدميرال براد كوبر، اجتماعات مشتركة في دمشق والقامشلي لدعم تنفيذ بنود الاتفاق، مقدّماً ما يشبه شهادة ضمان عسكرية للطرفين. وتتوزع مهام القيادة المركزية في هذا الملف على توفير الضمانات الأمنية للطرفين، ومراقبة عملية الدمج التدريجي للوحدات الكردية في الجيش الجديد، ومنع عودة "داعش" في دير الزور والحسكة، وضبط التوازن مع روسيا وإيران واحتواء الهواجس التركية. وبذلك، تحولت "سنتكوم" إلى فاعل استراتيجي يتجاوز طبيعتها العسكرية التقليدية، إذ لم تعد مجرد قوة ميدانية، بل أصبحت طرفاً يضمن أن مرحلة ما بعد الأسد لن تنزلق نحو صدام داخلي أو انفصال كردي، وأن الترتيبات الانتقالية ستتم تحت سقف دولي منظم، تتقاطع فيه الاعتبارات الأمنية والسياسية والجيواستراتيجية.

لبنان… معادلة السلاح وثروة الغاز

وفي لبنان، يتخذ دور "سنتكوم" طابعاً غير مباشر لكنه شديد الحساسية. فرغم غياب قاعدة عسكرية أميركية دائمة على الأراضي اللبنانية، فإن حضورها يُترجم في تدريب وتسليح الجيش اللبناني وتوفير الدعم اللوجستي والفني له، في محاولة لترسيخ قاعدة "احتكار السلاح" من قبل الدولة في مواجهة تفوق "حزب الله" العسكري. وبذلك، تغدو القيادة المركزية جزءاً من معركة أوسع تتجاوز حدود لبنان لتلامس جوهر التوازنات الإقليمية بين واشنطن وطهران. وتتركز أدوار سنتكوم على مسارين رئيسيين، أمني–عسكري عبر برامج تدريب مستمرة للجيش اللبناني، وتزويده بمعدات مراقبة الحدود وتفكيك الذخائر، بما يمكنه من أداء دور أكثر استقلالية وضبط المعابر مع سوريا، واستراتيجي– طاقوي من خلال توفير مظلة ردع لمشاريع الغاز البحرية في شرق المتوسط، حيث يشكل الأسطول الخامس الأميركي عنصر طمأنة للشركات الدولية (توتال، إيني) ويمنع تهديدات محتملة تطال منصات التنقيب والبنى التحتية. إلى جانب ذلك، لعبت "سنتكوم" دوراً لوجستياً في إدارة الكوارث، كما حصل بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حين ساعدت في إيصال مساعدات عاجلة عبر البحر والجو. وفي سياق إعادة الإعمار، يبقى وجودها الأمني غير المباشر شرطاً لطمأنة المانحين والمستثمرين بأن مشاريع البنية التحتية لن تكون رهينة للتقلبات الأمنية أو للمواجهة مع "حزب الله". وهكذا، تتحول "سنتكوم" في لبنان إلى ضامن صامت لا تفرض وجوداً مباشراً، لكنها تمسك بخيوط حساسة تتعلق بأمن الجيش واستقرار الحدود ومستقبل الثروة الغازية، ما يجعلها شريكاً غير معلن في أي معادلة لإعادة بناء الدولة وتعافي اقتصادها.

مصر شريك مباشر بعد غزة

بعد توقيع اتفاق غزة، ارتقت مكانة مصر من دور الوسيط الإقليمي المعتاد إلى موقع الشريك المباشر في ترتيبات الأمن والإعمار. فقد أصبحت القاهرة طرفاً فاعلاً داخل مجلس السلام عبر ضباط ارتباط في مركز التنسيق المدني–العسكري (CMCC)، ما يمنحها حضوراً مؤثراً في صياغة آليات وقف النار ومتابعة تدفق المساعدات. هذا التحول يعكس إدراك واشنطن أن أي ترتيبات لغزة لا يمكن أن تستقر دون مصر، بوصفها الجار الجغرافي والبوابة الوحيدة التي تربط القطاع بالعالم العربي. وبالتوازي، برزت تسريبات حول احتمال إقامة مركز عمليات أو محطة لوجستية في العريش بشمال سيناء، لتكون بمثابة قاعدة خلفية لدعم المراقبة وتسهيل دخول المساعدات ومعدات الإعمار. ورغم أن القاهرة لم تؤكد هذه الطروحات رسمياً، فإن مجرد تداولها يكشف عن تزايد الثقل المصري في معادلة ما بعد الحرب. وعملياً، قد يشمل التعاون المصري–الأميركي، تنسيق أمني ولوجستي لتأمين معبر رفح وتسهيل مرور المساعدات، وتبادل معلومات بين الجيش المصري وسنتكوم لمراقبة الحدود وضبط أي تهديدات محتملة، واستخدام مطار العريش كنقطة استقبال وإعادة توزيع للمساعدات الدولية. وبذلك، تتحول سيناء من هامش أمني ارتبط بمكافحة الإرهاب إلى مركز ثقل إقليمي في مشروع إعادة إعمار غزة، مع ما يعنيه ذلك من إعادة رسم العلاقة بين واشنطن والقاهرة على أسس أكثر عمقاً من الوساطة الدبلوماسية التقليدية.

نحو دور متزايد إقليمياً

ولم تعد "سنتكوم" مجرد قوة قتالية مكرسة لمواجهة الإرهاب، بل تحولت تدريجياً إلى ضامن إقليمي للسلام والأمن، تتجاوز مهامها الطابع العسكري التقليدي. فهي اليوم معنية بإدارة وقف إطلاق النار في غزة والإشراف على ترتيبات الإعمار، وبمراقبة خطوط الطاقة في شرق المتوسط، فضلاً عن دورها في سوريا ولبنان لمنع الفوضى وضبط التوازنات. ويبقى السؤال: هل تستطيع القيادة المركزية جمع المتضادّين في غرفة عمليات واحدة، من إسرائيل إلى مصر وتركيا والأردن وقطر؟ تقنياً وعسكرياً، تمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك عبر شبكات المراقبة وتبادل المعلومات وبروتوكولات فضّ الاشتباك. لكن سياسياً، تبقى الملفات الجوهرية ـ من الدولة الفلسطينية إلى سلاح "حزب الله" مروراً بالدور الإيراني ـ رهينة مجلس السلام والصفقات الدبلوماسية التي ترعاها واشنطن وحلفاؤها. بهذا المعنى، يتجسد صعود "سنتكوم" في صورة مركبة، قوة عسكرية تؤمّن الأرضيات المشتركة، لكنها تحتاج إلى غطاء سياسي يترجم هذا الإنجاز إلى استقرار دائم. إنها أداة ضغط وطمأنة في الوقت نفسه، تملك مفاتيح الميدان، فيما يظل نجاحها مرهونا بقدرة الفاعلين السياسيين على تحويل المكاسب الأمنية إلى تسويات نهائية. اليوم تجد "سنتكوم" نفسها أمام لحظة مفصلية في تاريخ حضورها بالشرق الأوسط. فبعد أن ارتبط اسمها بعمليات الردع ضد القاعدة و"داعش" فقط، أصبحت الذراع التنفيذية لمجلس السلام في غزة، والوسيط بين حكومة الشرع و"قسد" في سوريا، والضامن غير المباشر لاستقرار لبنان وثروته الغازية، والشريك الأمني المتقدم لمصر عبر بوابة سيناء والعريش. وهكذا، لم تعد مجرد أداة عسكرية تابعة للبنتاغون، بل تحولت إلى جسر بين الأمن والسياسة والاقتصاد، وحلقة وصل بين التمويل الأوروبي والضمانات الأميركية والتوازنات الإقليمية. ومع ذلك، يبقى نجاح هذا الدور مرهوناً بقدرة مجلس السلام على تحويل المكاسب الأمنية إلى تسويات سياسية طويلة المدى، وباستعداد القوى المتعارضة للجلوس حول طاولة واحدة. فــ "سنتكوم" اليوم أكثر تمدداً من أي وقت مضى، لكنها أيضاً أمام أكبر اختبار، إما أن تثبت قدرتها على تثبيت الأمن وتسهيل الإعمار وفتح الطريق أمام تسويات شاملة، أو تتحول إلى قوة احتواء لأزمات متجددة. وفي كل الأحوال، فإن ما بعد اتفاق غزة لن يشبه ما قبله، إذ يدخل الشرق الأوسط مرحلة تُدار فيها الملفات الكبرى تحت عينٍ عسكرية أميركية، بانتظار أن تحسم السياسة مصير ما تبقى من نزاعات مزمنة.

 

قطر: الخطوات التالية لتنفيذ الاتفاق بشأن غزة ستكون صعبة

وطنية/14 تشرين الأول/2025

وطنية - صرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بأن "الخطوات التالية نحو تنفيذ الاتفاق بشأن قطاع غزة ستكون صعبة"، معبرا في الوقت ذاته عن "تفاؤل حذر" بشأن المرحلة التالية، بحسب "روسيا اليوم".وقال الأنصاري في حديث لقناة "فوكس نيوز": "هذا يوم تاريخي وهذا يوم انتظرناه لسنوات، وخصوصا خلال السنتين الماضيتين"، مشيرا إلى أن المنطقة شهدت خلال هاتين السنتين "مستوى من التصعيد لم تره منذ عقود".أضاف: "نحن ممتنون جدا للرئيس ترامب على قدومه إلى المنطقة اليوم والتوقيع على إنهاء الحرب. ونأمل في أن تكون هذه الخطوة الأولى من بين خطوات كثيرة نحو إحلال السلام والاستقرار في المنطقة بقيادة الرئيس ترامب الذي سيعمل مع الزعماء الآخرين في المنطقة". وأشار إلى أن "الخطوات التالية ستكون صعبة جدا، وقد أجلنا المناقشات حول المرحلة الثانية من أجل التأكد من تحقيق المرحلة الأولى، والآن جميع الرهائن في منازلهم ونحن في هذه اللحظة، والآن قد بدأت المناقشات الصعبة بشأن كيف سيتم تأمين غزة وإدارة غزة والتأكد من أننا لن نذهب إلى الحرب مجددا". وأكد أن "فرقنا تعمل الآن لضمان عدم وجود أي فارق زمني بين المرحلتين الأولى والثانية". وفي معرض حديثه عن آفاق تنفيذ الاتفاق، قال الأنصاري: "نحن واثقون مما قاله الرئيس ترامب اليوم وواثقون من الخطة وقد عملنا معه بشكل وثيق جدا على تنفيذ هذه الخطة على الأرض، ولكن يجب أن أقول إن التحديات القائمة أمامنا ليست سهلة وعلينا أن نعمل جميعا لضمان تحقيق ذلك"، مضيفا: "تعلمنا من خبرة هذه الحرب والنزاعات الأخرى في المنطقة أن نكون متفائلين بحذر، وإن لم نكن آملين لما كان لدينا طريق للمضي قدما إلى الأمام".

 

إسرائيل تسلّم الدفعة الأولى من جثامين الفلسطينيين القتلى إلى غزة

غزة - تل أبيب/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

كشفت السلطات الصحية المحلية في غزة لوكالة «رويترز»، الثلاثاء، عن أن الدفعة الأولى من جثامين الفلسطينيين، الذين قُتلوا في أثناء الحرب، وصلت إلى القطاع بعد تسليم إسرائيل لها. وأعلن مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة استلام رفات 45 فلسطينيا أفرجت عنها إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقال محمد زقوت مدير عام المستشفى في مؤتمر صحافي: «تسلمنا من اللجنة الدولية لـ(الصليب الأحمر) 45 جثماناً. هناك لجنة مختصة تقوم بفحص الجثث ومحاولة التعرف عليها. لا توجد معلومات عن هوية الشهداء، لكن حصلنا على وعد من (الصليب الأحمر) بالحصول على قائمة بأسمائهم قريباً». ولا تزال إسرائيل تحتجز مئات الجثث لفلسطينيين قُتلوا منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بما في ذلك جثث مقاتلين شاركوا في الهجوم والحرب التي تلته. من جهتها، كشفت اللجنة الدولية لـ(الصليب الأحمر)، الثلاثاء، عن أن تسليم رفات الرهائن والمعتقلين الذين قُتلوا في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» سيستغرق وقتاً، ووصفت الأمر بأنه «تحدٍ هائل» بالنظر إلى صعوبة العثور على الرفات وسط أنقاض غزة. وأطلقت «حماس» سراح آخر الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا محتجَزين في غزة، الاثنين، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وأفرجت إسرائيل أيضاً عن معتقلين فلسطينيين، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتهاء الحرب التي استمرّت عامين. لكن إسرائيل لم تتسلّم حتى الآن إلا 4 توابيت تحوي رفات رهائن لقوا حتفهم، لتظل هناك حاجة إلى العثور على رفات أكثر من 20 شخصاً وإعادتهم.

 

«الصليب الأحمر»: إعادة الرفات من غزة ربما تستغرق وقتاً

جنيف/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء، إن تسليم رفات الرهائن والمعتقلين الذين سقطوا في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» سيستغرق وقتاً، ووصفت الأمر بأنه «تحدٍ هائل» بالنظر إلى صعوبة العثور على الجثث وسط أنقاض غزة. وقال كريستيان كاردون المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «هذا تحدٍ أكبر من حتى إطلاق سراح الأحياء. إنه تحدٍ جسيم»، مضيفاً أن الأمر ربما يستغرق أياماً أو أسابيع، وأن هناك احتمالاً ألا يتم العثور عليهم أبداً. وعبّر مسؤولون إسرائيليون، أمس، عن صدمتهم وإحباطهم بعد أن سلّمت حركة «حماس» لإسرائيل أربع جثث فقط من الرهائن، وهو عدد أقل بكثير مما كان متوقعاً، وعدّوا ذلك «خرقاً» للاتفاق الذي كان من المفترض أن يشمل إعادة جميع الرهائن -الأحياء والأموات- بحلول منتصف النهار أمس. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه إذا لم تتعاون «حماس» بشكل كامل في عملية إعادة باقي الجثامين، فستعتبر إسرائيل أن الحركة تتعمّد احتجازها لاستخدامها ورقة ضغط في مفاوضات مستقبلية. في الوقت نفسه، وجّهت إسرائيل رسائل حازمة إلى الوسطاء، دعتهم فيها إلى الضغط على «حماس» لنقل المزيد من الجثامين بسرعة، وإثبات جديتها في تنفيذ الاتفاق. وقد ألقت هذه التطورات بظلالها على ما وصفه المسؤولون الإسرائيليون سابقاً بـ«اليوم التاريخي»، الذي كان من المفترض أن يشكّل تقدّماً في ملف الرهائن الطويل.

 

الجيش الإسرائيلي يعلن التعرف على رفات 4 رهائن سلّمتها «حماس»

تل أبيب/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، التعرف على هويات رفات 4 رهائن سلّمتها حركة «حماس»، وهم ثلاثة إسرائيليين وطالب نيبالي يدعى بيفين جوشي، بينما أكد منسق ملف الرهائن في الحكومة الإسرائيلية، غال هيرش، لعائلات الرهائن أن الضغط على الحركة «سيستمر وسيتصاعد» حتى تفي بالتزاماتها التي تعهدت بها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «في ختام عملية تحديد هوية (رفات الجثامين الأربعة) من قِبل المعهد الوطني للطب الشرعي، أبلغ ممثلو الجيش عائلات غاي إيلوز وبيفين جوشي ورهينتين أخريين متوفيين، والذين لم تُجز عائلتاهما بعد نشر اسميهما، أن ذويهم أُعيدوا إلى البلاد لدفنهم». وكان غاي إيلوز قد اختُطف خلال مهرجان «نوفا» الموسيقى الذي شهد مقتل أكثر من 370 شخصاً، حسب السلطات الإسرائيلية، خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأما بيفين جوشي، وهو طالب زراعة، فقد اختُطف من كيبوتس ألوميم.

وأضاف البيان أن «غاي إيلوز، الذي كان يبلغ 26 عاماً عند وفاته، أُصيب واختُطف حياً على يد حركة (حماس)، وتوفي متأثراً بجروحه؛ إذ لم يتلقَّ العلاج الطبي اللازم خلال أسره لدى الحركة». أما جوشي، الذي كان يبلغ 22 عاماً «واختُطف من ملجأ في كيبوتس ألوميم على يد (حماس)، فقد قُتل خلال فترة أسره في الأشهر الأولى من الحرب»، حسب الجيش، مشيراً إلى أنه كان آخر رهينة غير إسرائيلي محتجز في غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي أن «الاستنتاجات النهائية بشأن أسباب الوفاة ستُحدَّد بعد استكمال فحص الملابسات» من قِبل مركز الطب الشرعي. وقال: «منتدى عائلات الرهائن»، وهو المنظمة الإسرائيلية الرئيسية المطالبة بإطلاق سراح المحتجزين في غزة، في بيان إنه «رغم الحزن (...)، فإن استعادة جثماني غاي وبيفين، إلى جانب رفات رهينتين أخريين، تحمل بعض العزاء للعائلات التي عاشت لأكثر من عامين في حالة من القلق وانعدام اليقين».

 

تعقيدات «إسرائيلية» تعرقل تشغيل معبر رفح ...مصر تسعى لإدارة فلسطينية ورقابة أوروبية للمنفذ البري

القاهرة: أحمد جمال/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

تواجه إجراءات فتح معبر رفح البري أمام حركة الخروج والدخول من قطاع غزة تعقيدات «إسرائيلية» بعد أن كان مقرراً العمل به، الأربعاء، بموجب اتفاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، الثلاثاء، قولهم إن «معبر رفح سيظل مغلقاً، الأربعاء، وسيتقلص تدفق المساعدات إلى القطاع لعدم تسليم (حماس) رفات رهائن تحتجزهم في إطار وقف إطلاق النار». كان الاتحاد الأوروبي أعلن الاثنين أن بعثة المراقبة التابعة للاتحاد ستستأنف الأربعاء مهامها في معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر، وأنها «ستلعب دوراً مهماً في دعم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 10 أكتوبر الحالي». ودخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، ظهر الجمعة، بعد موافقة إسرائيل وحركة «حماس» على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب في غزة. لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أوصت بعد ساعات من التوقيع على «وثيقة اتفاق غزة» في مدينة شرم الشيخ «بعدم فتح معبر رفح وعدم نقل المساعدات كلها إلى القطاع حتى تسليم جثامين القتلى المحتجزين لدى (حماس)»، حسب هيئة البث الإسرائيلي، الثلاثاء، التي قالت إنه «لا تنسيق حتى الآن لتسليم جثامين لإسرائيل من قبل الصليب الأحمر، اليوم».وتضغط إسرائيل من أجل تسريع تسليم الجثامين الـ24 المتبقية في قطاع غزة عبر استخدام ملف دخول وخروج الأفراد إلى جانب نفاذ المساعدات إلى القطاع، وقالت هيئة البث: «إن عدد الجثث التي ستسلم في الوقت الراهن أقل مما كان مخططاً له». وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، إنّ تسليم رفات المحتجزين الإسرائيليين الذين قتلتهم إسرائيل في حربها على غزة سيستغرق وقتاً، ووصفت الأمر بأنه «تحدٍّ هائل»، بالنظر إلى صعوبة العثور على الجثث وسط أنقاض غزة. ويرى المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية في مصر، اللواء محمد الغباري، أن «تشغيل معبر رفح لعبور الأفراد من قطاع غزة وإليه يتطلب توافقاً بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي، وهي أطراف مهمتها إدارة معبر رفح من بوابته الشرقية في قطاع غزة التي ما زالت خاضعة لوجود قوات إسرائيلية، فيما تقوم مصر الآن بتجهيزه لكي يكون قابلاً للعمل». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «مصر تسعى لأن تكون السلطة الفلسطينية مسؤولة عن إدارة المعبر من جانب قطاع غزة مع وجود رقابة من الاتحاد الأوروبي وتعمل على تدريب العناصر الفلسطينية التي يمكن أن تتولى الأمر، ومن الناحية المصرية فإن المعبر جاهز لدخول وخروج الأفراد». والهدف من نشر بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية تأمين وجود طرف ثالث محايد على هذا المعبر الرئيسي، وتضم عناصر شرطة من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا. وقد نُشرت البعثة في يناير (كانون الثاني) لكن مهمتها عُلّقت في مارس (آذار) عقب انتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار. وأطلقت حركة «حماس» سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين، في أعقاب اتفاق بقيادة الولايات المتحدة تم التوصل إليه الأسبوع الماضي. كما أفرجت إسرائيل، الاثنين، عن نحو 2000 سجين فلسطيني بموجب الاتفاق. وكان معبر رفح نقطة الدخول الرئيسية للبضائع والأفراد إلى القطاع قبل بدء الحرب، إلى أن أغلقته إسرائيل في منتصف عام 2024. وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إلى أن «تشغيل معبر رفح يواجه تعقيدات تتعلق بسيطرة إسرائيل حتى الآن على محور فيلادلفيا، وليس من المعروف كيف يمكن أن يصل الفلسطينيون إليه، ومن سينظم عملية الخروج من الناحية الأمنية مع عدم وجود جهاز شرطي يتبع لحركة (حماس) وكذلك عدم وجود جهة تدير القطاع، إلى جانب التعنت الإسرائيلي المستمر حتى الآن رغم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الطواقم الفلسطينية التي من المفترض أن تتولى إدارة القطاع إلى جانب الاتحاد الأوروبي توجد في مصر منذ عدة أشهر لتجهيزها وتدريبها، وهناك مساع مصرية لتنظيم دخول وخروج من يستحقون العلاج أو من لديه تأشيرة سفر للخارج أو تسهل دخول الطلاب، بحيث لا يحدث ما يشبه (الهجرة) الجماعية من القطاع في ظل البيئة الطاردة للسكان». وتوقع أن يتم تشغيل المعبر تجريبياً خلال الأيام المقبلة حال حسم مسألة تسليم جثث الرهائن الإسرائيلية، غير أن العمل به بشكل كامل سيكون بحاجة لمزيد من الوقت، بخاصة وأن القاهرة تسعى لأن تكون السلطة الفلسطينية حاضرة في مشهد إدارته. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، قبل أيام ما قالت إنه «الملحق الإنساني» في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، ويتضمن السماح لسكان غزة بالسفر إلى الخارج عبر معبر رفح وفقاً للآلية نفسها المتبعة في اتفاق يناير 2025، وذلك بعد موافقة إسرائيلية، وتحت إشراف وتفتيش بعثة الاتحاد الأوروبي. وبعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي «بأنه لأول مرة منذ بداية الحرب ستسمح إسرائيل للفلسطينيين من القطاع العودة إليه عبر معبر رفح»، وأوضحت «أن عودة الفلسطينيين ستبدأ بعد التوصل إلى آلية متفق عليها مع الجانب المصري، ومن ثم سيتم تحديد المعايير، الأعداد، وكامل الإجراءات».

 

الخارجية الإيرانية: رغبة ترامب المُعلنة في السلام والحوار تتعارض مع سلوك اميركا العدائي ضد إيران

وطنية/14 تشرين الأول/2025

دانت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيان، أوردته "ارنا"، "الاتهامات الباطلة والمزاعم غير المسؤولة والمخزية للرئيس الأميركي بشأن إيران، والتي أطلقها يوم الاثنين في الكنيست الصهيوني بحضور مجرمي الإبادة الجماعية".وقالت: "إن اميركا، بصفتها أكبر مُنتج للإرهاب في العالم وداعمًا للكيان الصهيوني الإرهابي المُجرم، لا تملك أي اهلية أخلاقية لاتهام الآخرين". وأكدت ان "تكرار الادعاءات الكاذبة حول البرنامج النووي السلمي الإيراني لا يبرر بأي حال من الأحوال الجريمة المشتركة للنظامين الأميركي والصهيوني في مهاجمة تراب إيران المقدس واغتيال أبناءها الغيارى. إن التفاخر والاعتراف بالجريمة والعدوان يزيدان من عبء مسؤولية اميركا عن ارتكاب هذه الجرائم، ويكشفان عن عمق عداء صانعي السياسة الأمريكيين تجاه الشعب الإيراني العظيم". واعتبرت أن "تواطؤ اميركا ومشاركتها الفاعلة في الإبادة الجماعية والتحريض على الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ليس خافيًا على أحد، ويجب محاسبة اميركا على دورها في إفلات الكيان الصهيوني من العقاب، بما في ذلك منع أي إجراء فعال ضده في مجلس الأمن الدولي، وكذلك عرقلة الإجراءات القضائية الدولية لمحاكمة المجرمين الصهاينة". ورأت أن "رغبة الرئيس الأميركي المُعلنة في السلام والحوار تتعارض مع سلوك اميركا العدائي والإجرامي ضد الشعب الإيراني"، وسألت: "كيف يُمكن لأحد أن يهاجم المناطق السكنية الآمنة والمنشآت النووية في بلد ما في خضم مفاوضات سياسية، ويقتل أكثر من ألف شخص، بمن فيهم نساء وأطفال أبرياء، ثم يدعي السلام والصداقة؟". وختمت: "إن الإيرانيين، بالاستناد إلى ثقافتهم الغنية وتراثهم التاريخي، هم اصحاب منطق وحوار وتفاعل، وفي الوقت نفسه يتصرفون بشجاعة وعزم في الدفاع عن استقلال إيران وكرامتها الوطنية ومصالحها العليا".

 

إيران: نداء ترمب لإحلال السلام يتعارض مع تصرفات الولايات المتحدة

طهران/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

رأت إيران، الثلاثاء، أن نداء الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإحلال السلام في الشرق الأوسط يتعارض مع تصرفات الولايات المتحدة. وكان ترمب قد صرح، أمس (الاثنين) في خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي أن من مصلحة المنطقة أن تتخلى إيران «عن الإرهابيين و أن تتوقف عن تهديد جيرانها وعن تمويل أذرعها المسلحة، وأن تعترف بحق إسرائيل بالوجود» مؤكدا أن بلاده «مستعدة للسلام» معها. وردت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان بالقول إن «الرغبة في السلام والحوار التي أعرب عنها الرئيس الأميركي تتعارض مع التصرفات العدوانية والإجرامية للولايات المتحدة تجاه الشعب الإيراني». وشنت إسرائيل في منتصف يونيو (حزيران) حرباً غير مسبوقة على إيران مستهدفة منشآت نووية وعسكرية فضلاً عن مناطق سكنية ما أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص. وأدت الحرب التي استمرت 12 يوما وشاركت خلالها الولايات المتحدة في قصف مواقع نووية رئيسية في إيران، إلى توقف محادثات رفيعة المستوى بين طهران وواشنطن. وردت إيران بإطلاق صواريخ ومسيرات أسفرت عن مقتل العشرات في إسرائيل. وتم التوصل إلى وقف للإطلاق النار بين إسرائيل وإيران في 24 يونيو. وتتهم دول غربية إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط. وتساءلت وزارة الخارجية الإيرانية في بيانها «كيف يمكن لطرف أن يقصف مناطق سكنية ومنشآت نووية في بلد في خضم مفاوضات سياسية ويقتل أكثر من ألف امرأة وطفل بريء ومن ثم يطالب بالسلام والصداقة». وأكدت الوزارة أن كلام ترمب «غير مسؤول ومشين» متهمة الولايات المتحدة بأنها «أكبر منتج للإرهاب وداعمة للكيان الصهيوني مرتكب الإبادة». وأضافت «لا تتمتع الولايات المتحدة بالسلطة الأخلاقية لاتهام الآخرين».

 

إيران تؤكد أنها «لم تفوت فرصة» في تبرير غيابها عن قمة شرم الشيخ حول غزة

لندن/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

أكدت إيران، الثلاثاء، أنها لم تفوت «فرصة» على الساحة الدبلوماسية في معرض تبرير غيابها عن قمة شرم الشيخ حول غزة، والتي عُقدت في مصر، وشارك في رئاستها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وانتقدت كثير من وسائل الإعلام الإيرانية في الأيام الماضية قرار طهران رفض دعوة مصر للمشاركة في القمة التي عُقدت، الاثنين، في منتجع شرم الشيخ. والثلاثاء، رأت صحيفة «شرق» الإصلاحية أن غياب إيران عن هذا الحدث يُظهر «سلبية وغياباً للمبادرة وإضاعة للفرص» على صعيد السياسة الخارجية، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». من جانبها، نقلت صحيفة «هام ميهان» عن دبلوماسي سابق قوله إنه كان ينبغي لطهران المشاركة في المفاوضات؛ لأن «قضية فلسطين ومستقبل غزة مرتبطان بإيران». وفي رده على هذا الموقف، دافع المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، الثلاثاء، عن قرار بلاده بالتأكيد على أن المشاركة في مثل هذه الاجتماعات «دون حسابات دقيقة» قد «تضرّ بمكانة البلاد». وأوضح: «تعرّضنا لهجوم مخالف للقانون وإجرامي من الولايات المتحدة في يونيو (حزيران)، كما لعب النظام الصهيوني دوراً في هذا الفعل، بضوء أخضر وتعاون من الولايات المتحدة»، وفق وكالة «تسنيم» للأنباء. وشاركت واشنطن في الهجمات التي شنتها إسرائيل ضد إيران لاستهداف المواقع النووية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً في يونيو. وقال بقائي، الثلاثاء: «من الطبيعي ألا نشارك في اجتماع برئاسة طرف يتباهى بمثل هذا العمل الإجرامي» في إشارة إلى الولايات المتحدة. وقّع قادة الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر في شرم الشيخ، الاثنين، وثيقة اتفاق غزة الذي توسّط فيه دونالد ترمب لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل و«حماس»، مع التأكيد على الالتزام «بمستقبل يسوده السلام الدائم».

 

محكمة إيرانية تقضي بسجن فرنسيَين اثنين بتهمة التجسس

لندن/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

أصدرت السلطات الإيرانية، الثلاثاء، أحكاماً بالسجن لفترات طويلة بحق مواطنَين فرنسييَّن أُدينا بعدد من التهم، بما في ذلك التجسس لصالح إسرائيل، حسب ما أعلن القضاء. ولم تكشف السلطات القضائية عبر موقع «الحرس الثوري» عن هوية الفرنسيَين، لكنها ذكرت أن أحكاماً صدرت بحقهما في تهم تشمل «التجسس لصالح الاستخبارات الفرنسية» و«التواطؤ لارتكاب جريمة ضد الأمن القومي» و«التعاون الاستخباراتي مع النظام الصهيوني».

 

الشرع: إعادة إعمار سوريا تكلف 900 مليار دولار وتتطلب دعماً دولياً واسعاً ...قال في حوار مع شبكة أميركية إن الأسد سيلاحق بالطرق القانونية «ولا مصلحة لنا بمواجهة روسيا»

لندن/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

شدد الرئيس السوري أحمد الشرع على أن إعادة إعمار البلاد ضمن أولويات الدولة، مشيراً إلى أن تكلفة هذه العملية تتراوح بين 600 و900 مليار دولار، ما يتطلب دعماً واسعاً من المجتمع الدولي. وكان الشرع يتحدث في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على شبكة «CBS NEWS» الأميركية، وقال: «العالم راقب هذه المأساة لـ14 عاماً، ولم يتمكن من منع هذه الجريمة الكبرى، لذا يجب أن يقدم اليوم الدعم لسوريا». وقام الشرع بجولة مع محاورته في القناة الأميركية داخل حي جوبر الدمشقي المدمّر بأكمله، مشدداً على أهمية منح الناس الأمل في إعادة الإعمار، والعودة إلى ديارهم. وأشار إلى أن العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على سوريا تعرقل جهود إعادة الإعمار، مشدداً، على أن «من يعوق رفعها يصبح شريكاً في الجريمة التي ارتُكبت». وبيّن الشرع، بحسب ما نقلت وكالة (سانا) الرسمية أنه ستُجرى انتخابات عامة حين يعاد إعمار البنى التحتية، ويحصل الناس على بطاقات هوية، ووثائق رسمية، مشدداً على أنه يريد لسوريا أن تكون مكاناً يُصوّت فيه كل شخص، وعلى أن الشعب السوري قوي وقادر على النهوض. وأكد أن سوريا تستحق أن تعيش بسلام، وأمن، وأن هذا يصب في مصلحة المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن سوريا ستكون منفتحة على الشراكات الدولية التي تحترم سيادتها. وأوضح الرئيس الشرع أن هناك أجيالاً كاملة من السوريين عانت من صدمات نفسية هائلة جراء الحرب التي شنها النظام البائد، وقتل خلالها أكثر من مليون سوري، ودمر الكثير من المناطق، والبنى التحتية، وشرد الملايين بين لاجئين في الخارج، ونازحين في الداخل. وقال إن العالم بقي يشاهد هذه المأساة على مدى 14 عاماً، ولم يتمكن من فعل شيء لوقف هذه الجريمة الفظيعة، لذا يجب على العالم اليوم تقديم الدعم لسوريا. من جهة أخرى، قال إنه سيتم استخدام وسائل قانونية لملاحقة بشار الأسد الهارب إلى روسيا، إلا أنه أوضح أن «الدخول في صراع مع روسيا في الوقت الراهن سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة لسوريا، ولن يكون ذلك في مصلحة البلاد أيضاً».وبشأن أحداث الساحل والسويداء، شدد الرئيس الشرع على أنها مسألة داخلية يجب أن تُحلّ قانونياً، والدولة ملتزمة بمحاكمة كل من ارتكب جرائم ضد المدنيين، من أي طرف كان. وفيما يخص الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، قال الرئيس الشرع: «سوريا لم تستفز إسرائيل منذ وصولنا إلى دمشق، ولا تريد أن تشكّل تهديداً لها، أو لأي دولة أخرى»، مؤكداً أن استهدافها للقصر الرئاسي لم يكن لإيصال رسالة «بل إعلان حرب، لكن سوريا لا ترغب في خوض الحروب»، مشدداً على وجوب انسحاب إسرائيل من أي نقطة احتلتها بعد الـ 8 من ديسمبر (كانون الأول). من جهة أخرى، بيّن الرئيس الشرع أن عمليات (هيئة تحرير الشام) قبل التحرير كان هدفها إسقاط نظام «الأسد»، ولم تقم بأي عمليات خارج الأراضي السورية، ولم تستهدف أحداً سوى النظام، معيداً التذكير بأنه قطع العلاقة مع تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وقال: «لو كنت متّفقاً معهما لما تركتهما». ورداً على سؤال حول دخوله القصر الرئاسي لأول مرة، قال الشرع: «لم تكن تجربة إيجابية جداً، خرج من هذا القصر الكثير من الشر تجاه الشعب السوري»، مؤكداً أنه من المهم اليوم منح الناس أملاً لإعادة البناء، والعودة إلى منازلهم، فإعادة الإعمار لا تقتصر على البنية التحتية، بل تشمل معالجة الصدمات النفسية التي خلّفتها الحرب. وردّ الرئيس السوري أحمد الشرع على سؤال لمذيعة شبكة «CBS NEWS» حول وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب له بأنه «شخص وسيم وصلب»، بالقول: «هل تشكون في ذلك؟».

 

جولة لقاءات «إيجابية» بين دمشق و«الإدارة الذاتية»

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: اللقاء بحث مصير «قسد» و«الأسايش»

دمشق: موفق محمد/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

وصف نائب الرئاسة المشتركة لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد)، علي رحمون بـ«الإيجابية»، نتائج اجتماعات جرت أمس في العاصمة السورية دمشق بين وفد عسكري وأمني من مناطق نفوذ «الإدارة الذاتية» الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا وآخر من الحكومة السورية. وتم خلال اللقاء بحث عملية دمج «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ضمن الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) في وزارة الداخلية. وقال رحمون في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب قول الطرف المفاوض من قبل (قسد)، فإن أجواء الاجتماعات كانت إيجابية، ويعتقدون أن النتائج كانت إيجابية أيضاً». وأوضح رحمون، أن المباحثات بين الجانبين، تناولت مجموعة من النقاط حول التشكيلات (العسكرية) وآلياتها وتفاصيلها وسجلاتها وأقسامها، وكذلك لناحية «الأسايش»، التابعة لـ«الإدارة الذاتية» في مناطق شمال وشمال شرقي سوريا. وخلال سنوات النزاع في سوريا، بنى الأكراد في مناطق شمال وشمال شرقي سوريا «إدارة ذاتية» تتبع لها مؤسسات عسكرية واقتصادية وخدمية، وتمكنوا من السيطرة على مساحات واسعة بعد طرد تنظيم «داعش» منها، وهي مناطق تضم أبرز حقول النفط والغاز في سوريا. ويُعد «مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) الذي يضم أحزاباً سياسية الواجهة السياسية لـ«الإدارة الذاتية» الكردية، بينما تعدّ (قسد) ذراعها العسكرية. وتضم «قوات سوريا الديمقراطية» و(الأسايش) التي بنتها «الإدارة الذاتية» تباعاً في مناطق نفوذها قرابة مائة ألف عنصر. وذكر المصدر أن الجانبين «اتفقا على أن يلتقيا قريباً جداً بلجان أخرى أكثر تخصصاً، للبحث في آلية الاندماج في وزارتي الدفاع والداخلية». وأشار إلى أن «الاجتماع استمر ثلاث ساعات ونصف ساعة، وتم خلاله الاتفاق على الأسس السابقة، بعدما سألوا عن أسس كثيرة من بينها الأعداد والهيكل التنظيمي والتوزيعات، وكيف يمكن أن تكون احتمالات الاندماج».

«قسد» تنفذ مداهمات واعتقالات

يأتي ذلك بينما نفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملة مداهمات جديدة في محافظتي الرقة والحسكة شرق سوريا، أسفرت عن اعتقال عدد من المدنيين، إضافة إلى إصابة شخص بجروح من جراء إطلاق النار خلال عمليات الدهم والتفتيش، وفق «وكالة الأنباء الألمانية». وقالت شبكات إخبارية محلية الثلاثاء إن «قسد» اعتقلت طفلاً (14عاماً)، من قرية أم الكيف شمال الحسكة، واقتادته إلى معسكرات التجنيد الإجباري في صفوفها.

خلاف وجهات النظر

وفي وقت سابق ذكرت وسائل إعلام كردية محلية، أن وفداً أمنياً وعسكرياً من مناطق «الإدارة الذاتية» أجرى اجتماعات مع مسؤولين في دمشق لبحث آليات تطبيق بنود اتفاق العاشر من مارس (آذار) الذي وقَّعه الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد (قسد) مظلوم عبدي، إلا أن تبايناً في وجهات النظر حال دون إحراز تقدم في تطبيقه. وذكرت قناة «روناهي» الناطقة بالكردية، أن اجتماعات أمس عُقدت في قصر تشرين الرئاسي، إذ التقت لجنة (قسد) العسكرية التي ضمت عضوي قيادتها العامة، سوزدار حاجي، وسيبان حمو، والمتحدث باسمها أبجر داؤود، والقيادي شاكر عرب مع وزير الدفاع في الحكومة السورية مرهف أبو قصرة.

بينما اجتمعت اللجنة الأمنية لـ«الإدارة الذاتية» التي تألفت من اللواء ديلر تمو، اللواء علي الحسن، واللواء آحو لحدو، ونائبة الرئاسة المشتركة لهيئة الداخلية آرين مصطفى، مع وزير الداخلية في الحكومة السورية، أنس خطاب. وأكد الجانبان خلال الاجتماعين بحسب «روناهي»، «أهمية تنفيذ اتفاقية 10 مارس لتعزيز التنسيق الميداني وتثبيت الاستقرار في عموم البلاد في إطار استمرار المباحثات بين ممثلي شمال وشرق سوريا والحكومة الانتقالية، ووصفت اللقاءات بالإيجابية».

 

حي «الدخانية» قرب دمشق نموذج لليأس من إعادة الإعمار ...ترميم محدود بمبادرات فردية... وتعويل حكومي على الاستثمارات

دمشق: موفق محمد/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

يدل المشهد على مشارف مدخل حي «الدخانية»، على أن لا حياة فيه ينتظر إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب. طوابق علوية من أبنية دُمّر معظم جدرانها، وتدلت أجزاء من أسقفها جراء قصف عنيف تعرضت له. «الدخانية» أحد أحياء ضاحية جرمانا في ريف دمشق الشرقي، أو ما يعرف بين السوريين بـ«الغوطة الشرقية»، وكان معقلاً رئيسياً لفصائل المعارضة المسلحة وساحة معارك عنيفة خلال سنوات الحرب. وكان محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، قد أعلن في أبريل (نيسان) الماضي، أن نسبة الدمار في بعض مناطق المحافظة تصل إلى 70 في المائة، موضحاً أن هناك مناطق دُمرت بشكل شبه كامل؛ مثل «الغوطة الشرقية، وداريا، والزبداني، ودوما، وحرستا، ووادي بردى، وجنوب دمشق». كما أعلنت محافظة ريف دمشق، مؤخراً، عن إحصائيات للقطاعات التي دمرها النظام السابق، منها المنازل السكنية، مشيرة إلى أن عدد المنازل المدمرة كلياً وتحتاج إلى إعادة بناء، يبلغ 75 ألف منزل، أما المدمرة جزئياً وتحتاج إلى ترميم وتجهيز فيبلغ عددها 125 ألف منزل، بتكلفة إجمالية تصل إلى 12 ألف مليار دولار. يصعب الدخول إلى حي الدخانية، بسبب تلال الردم المنتشرة على مداخل الشوارع الرئيسية. وفي ظل هذا الوضع، وجدنا ضالتنا في عامل محطة وقود على طريق رئيسي محاذٍ للحي طلباً للمساعدة. وبعد حديث طويل، استجاب العامل لطلبنا، وفتح بوابة حديدية كبيرة مجاورة للمحطة. قال: «من هنا بإمكانك الدخول سيراً»، محذراً من الخطر، كون معظم المباني التي قدّر لها أن تبقى قائمة، آيلة للسقوط. خلف البوابة تُشاهدُ ساحة ترابية واسعة محاطة بسور إسمنتي ارتفاعه نحو مترين، وتظهر خلف جهتها الشرقية أبنية من الحي مدمرة، وثقوب الرصاص واضحة فيما تبقى من جدرانها.

الدخول إلى الحي من إحدى الفتحات لم يكن أمراً سهلاً، لأنه يُحتم تسلّق تلة عالية من الردم موجودة وراءها، ما يُعرّض المرء للانزلاق في أي لحظة. ومع اعتلاء التلة يظهر مشهد دمار هائل وتلال ركام تجمعت من أنقاض أبنية منهارة كلياً وأخرى جزئياً. ينسحب المشهد ذاته على وسط الحي. لكن الأمر لم يخلُ من استثناء؛ إذ كان شابان يقومان بترميم شقة في مبنى دُمّر معظم جدرانه الخارجية وسقف الطابق الذي فوقه. الصعود إليهما لم يكن بالأمر اليسير وتم بمساعدتهما. روى أحدهما بعدما عرّف عن نفسه باسم «أحمد» الدوافع وراء ترميم شقة عائلته؛ وهي العودة للعيش في بيتهم والتخفيف من تكاليف المعيشة التي أفقدتهم القدرة على دفع بدل إيجار شهري يبلغ 150 دولاراً في قرية مجاورة. شكا الشاب من ارتفاع خيالي في أسعار مستلزمات الترميم، وقدّر تكلفة ترميم الشقة بنحو 7 آلاف دولار، مؤكداً أن معظم المبلغ تم اقتراضه من أقارب وأصدقاء، فأجره الشهري من عمل في كشك صغير، لا يتعدى 200 دولار، وبالكاد يكفي لتأمين معيشة العائلة. ومع أن التدمير شمل البنى التحتية في الحي، ما أدى إلى انعدام كل الخدمات الأساسية (مياه، وصرف صحي، وكهرباء)، أبدى أحمد إصراراً شديداً على العودة، وقال: «سنتدبر أمرنا. المهم أن نعود إلى بيتنا، ونتخلص من عبء الإيجار». استثناء آخر ظهر على بعد نحو 100 متر، حيث كان العمال منهمكين في إعادة بناء شقة مدمرة كلياً. أحد العمال الذي بدا من حديثه أنه من أبناء الحي النازحين، أبدى عتبه على الحكومة والمنظمات الإنسانية الدولية لعدم اكتراثها بما آل إليه الوضع في الأحياء. وقال: «الأسد منعنا من العودة لأننا قاتلناه وقد أسقطناه، واليوم الناس تريد العودة، والحكومة والمنظمات أقل ما يمكن أن تفعله مساعدتنا بإزالة الأنقاض، وإعادة الخدمات»، لافتاً إلى معاناة كبيرة يتكبدها صاحب الشقة في جلب مستلزمات الترميم عبر طريق ترابي. وتوسمت عائلات المناطق المدمرة كلياً وجزئياً خيراً بحملات التبرع التي أقيمت في عدد من المحافظات، بهدف ترميم ما أفرزته الحرب من دمار في البنى التحتية والخدمات الأساسية؛ منها حملة «ريفنا بيستاهل» في ريف دمشق التي بلغ حجم التبرعات فيها، أكثر من 76 مليون ليرة سورية. بيد أن العامل لم يُبدِ تفاؤلاً وقال هو يجهز «البيتون»: «حتى لو خصصوا مبالغ للحي فكل ما جمعته (ريفنا بيستاهل) قد لا يكفي لإعادة الكهرباء فقط».

أهمية استراتيجية

لا تتجاوز مساحة الحي كيلومتراً مربعاً، وكان يتبع إدارياً محافظة دمشق. لكن بعد جدل بين الأخيرة ومحافظة ريف دمشق بشأنه، ألحق عام 2016 بضاحية جرمانا. وقدّرت عدة مصادر مسؤولة في جرمانا لـ«الشرق الأوسط»، أن عدد سكان «الدخانية» قبل الحرب بنحو 100 ألف نسمة، ينحدرون من معظم المحافظات السورية. ويكتسب الحي أهمية استراتيجية، كونه يقع على طريق المتحلق الجنوبي من الجهة الشرقية، ولا يبعد سوى مئات الأمتار عن أحياء دمشق القديمة، وهو ملاصق لحيي الكباس وكشكول، وكان معظم السكان فيهما موالين لنظام الأسد، عدا عن أن السيطرة على الحي تشكل تهديداً لطريق مطار دمشق الدولي. هذه الأهمية ولّدت الخشية من تسلل مقاتلي المعارضة في «الدخانية» إلى دمشق، بعد سيطرتهم عليه في أكتوبر (تشرين الأول) 2014. ولذلك، استمات النظام لاستعادته، فقصفه بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً، حتى تمكن من السيطرة عليه في الشهر ذاته، بعد تدميره كلياً ونزوح جميع سكانه.

3 جادات ناجية

في مقابل هذا الدمار الهائل، تظهر مفاجأة في أقصى شرقي «الدخانية»، بوجود 3 جادات ناجية من الدمار ومنازلها مأهولة بالسكان، والسؤال الذي يتبادر للمرء في تلك اللحظة، هو: كيف نجت؟ الإجابة كانت عند وسيم الذي ذكر أن أغلبية شبان الحي انضموا في بداية الثورة إلى فصائل المعارضة بالغوطة، ولذلك قصفه النظام السابق بوحشية ودمره. وخلال عمليات القصف ونزوح الأهالي، استولى قائد ميليشيا موالية للأسد اسمه، شادي العلي، على منازل في تلك الجادات التي لم يكن القصف وصل إليها بعد، وعمل على تأجير المنازل للموالين منذ أواخر عام 2014 حتى سقوط النظام. ومثلُ كثير من قادة الميليشيات، هرب العلي والمستأجرون من تلك المنازل ليلة سقوط الأسد، وبدأ سكانها الأصليون بالعودة إليها.

لا حلول إسعافية

الصراحة كانت واضحة لدى مسؤولين في الحكومة الجديدة التي ورثت تركة دمار في كل المجالات، وتواجه تحديات كبيرة وصعبة، بينها إعادة إعمار المناطق المدمرة وإعادة النازحين إليها. وفي ظل افتقارها للموارد المالية اللازمة، تعوّل الحكومة على قدوم شركات استثمارية عربية وأجنبية لإعادة إعمار المناطق المدمرة. وقال مسؤول الإعلام في منطقة الغوطة الشرقية، عمر المحمد، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما تخطط له الحكومة بشأن المناطق المدمرة كلياً، «لا يزال في طور الأفكار التي من بينها حالياً بناء شركات استثمارية لأبراج سكنية فيها». وكشف المحمد عن غياب الخطط الإسعافية لدى الحكومة لإحياء المناطق المدمرة كلياً من أجل عودة السكان إليها، مؤقتاً، ريثما تتم إعادة بنائها من قبل مستثمرين. وأوضح أن «الحكومة لا تستطيع السماح بترميم شقق (سلامتها الإنشائية صفر)، لأن ذلك يشكل خطراً على حياة الأفراد. كذلك لا يمكن ترميم البيوت ومن ثم تُخرج الناس منها لإعادة بنائها، لأن تكلفة الترميم ستذهب سدى». وعدّ المحمد مشكلة المناطق المدمرة كلياً «ضخمة ولا يمكن حلها بشكل إسعافي». وإن كانت أموال التبرعات التي جُمعت في حملة «ريفنا بيستاهل» سيتم تخصيص جزء منها لإعادة خدمات أساسية، ذكر المحمد أن التصرف في تلك الأموال يحتاج إلى خطة مدروسة، لافتاً إلى أنه «حتى الآن لا يوجد تصريح بكيفية التعامل مع هذه الأموال».

 

 "سانا": الشرع الى روسيا غدا

وطنية/14 تشرين الأول/2025

يجري الرئيس السور أحمد الشرع زيارة رسمية غداً إلى روسيا الاتحادية، "في إطار إعادة تنظيم العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث ملفات التعاون السياسي والاقتصادي"، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية "سانا". وذكرت مديرية الإعلام في رئاسة الجمهورية لـ سانا، أنه من المقرر أن يلتقي الرئيس الشرع خلال الزيارة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وبحث سبل تطوير التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. كما يلتقي الرئيس الشرع الجالية السورية في روسيا. وكان الرئيس الشرع تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي في شباط الماضي أكد الرئيس بوتين خلاله دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، كما أبدى استعداد روسيا لإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها روسيا مع النظام البائد، ووجوب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا السلاح بعد غزّة؟

الدكتور شربل عازار/اللواء/14 تشرين الأول/2025

١- منذ إقرار اتفاق الطائف في العام ١٩٨٩، برعاية سعوديّة جزائريّة مغربيّة وعربيّة كاملة، وبإجماع نيابي لبناني، وُجِبَ على جميع الميليشيات، بدون استثناء، تسليم سلاحها للدولة خلال مهلة ستة أشهر، وبالتالي أي احتفاظ لأي فريق بسلاحه هو بمثابة خروج على الدستور.

انصاع الجميع الّا "حزب الله" بحجّة أنّه "مقاومة" ودوره تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي.

وطبعاً هذا الأمر ما كان ليحصل لولا التبدّل بالأولويّات الإقليميّة حينها، ولولا انكفاء الرعاية العربيّة لاتفاق الطائف ووضع اليد السوريّة على كلّ مفاصل الدولة اللبنانيّة واعتقال ونفي كلّ القيادات السياديّة لتخلو الأجواء للاحتلال السوري.

٢- في أيّار من العام ٢٠٠٠ خرجت إسرائيل من لبنان، ولا زلنا منذ خمسة وعشرين سنة نحتفل بعيد "المقاومة والتحرير".

فلو سَلَّمنا جدلاً، انّ حزب الله" لم يسلّم سلاحه للدولة في العام ١٩٨٩ إنفاذاً لاتفاق الطائف لأنّه "مقاومة" بوجه إسرائيل وليس ميليشيا،

فكان عليه إذاً تسليم سلاحه في العام ٢٠٠٠ للجيش اللبناني وإنهاء دوره العسكري لأن الجنوب اللبناني قد تحرّر في العام ٢٠٠٠.

طبعاً هذا لم يحصل.

٣- وتأكيداً على خروج  الاسرائيلي حينها، لم تحصل ضربة كفّ واحدة بين إسرائيل ولبنان بين العام ٢٠٠٠ والعام ٢٠٠٦.

الى أن أتت حرب تموز ٢٠٠٦ التي اندلعت بفعل قتل وخطف "حزب الله" لجنود إسرائيليّين من داخل الشريط الحدودي والتي انتهت ب "لو كنت أعلم"، وانتهت بالقرار ١٧٠١ المتضمّن تنفيذ القرار ١٥٥٩ الذي يفرض على "حزب الله" تسليم سلاحه للدولة اللبنانيّة.

إذاً، مرّة جديدة خَرَجَ الجيش الإسرائيلي من لبنان وبالتالي، لم يَعُد من داعٍ بعدها لبقاء السلاح بيد "حزب الله" بعد العام ٢٠٠٦ بِفِعلِ خروج إسرائيل من جنوب لبنان.

٤- وعلى مدى أكثر من ١٧ سنة، بين تمّوز ٢٠٠٦ حتى ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣ لم يحدث حادث حدودي يُذكَر بين لبنان وإسرائيل.

الى أن قرّرت قيادة "حزب الله"، أو الى أن أَجبَرَت إيران هذه القيادة على الدخول في حرب إسنادٍ "لحماس" وحرب "إلهاء وإشغال" لإسرائيل أدّت الى ما أدّت إليه من تدميرٍ غير مسبوق للحَجَرِ وللبشرِ عند "حزب الله" وبيئته، عدا عن فقدانه أمينه العام الاستثنائي إضافة الى خسارته معظم قياديّيه من الصفّ الأول والثاني والثالث وأكثر.

٥- اليوم حَصَلَ ما كان يَتَوقّعه كلّ عاقلٍ وكلّ صاحبِ بصيرة منذ أن أطلقت حماس عمليّة "الطوفان الأقصى" في ٧ تشرين الأول عام ٢٠٢٣، حيث لم يكن من مجال أن تنتهي حرب غزّة إلا بإعادة الأسرى الإسرائيليّين وخروج "حماس" من القطاع وانهاء حالة الحرب مع إسرائيل الى غير رجعة. فكانت عملية "طوفان الأقصى" أعظم هديّة على الإطلاق لدولة إسرائيل التي سَيُطَبِّع معها مُعظَم العالم الإسلامي والعربي.

إذاً، نحن منذ اليوم الأول لإقرار إتفاق الطائف في العام ١٩٨٩ ومروراً بالأعوام ٢٠٠٠ و ٢٠٠٦ وصولاً الى اليوم في العام ٢٠٢٥، رَفَضنا ونَرفض بقاء أيّ سلاح خارج الجيش اللبناني وخارج القوى الأمنيّة الشرعيّة ودفعنا ثمن ذلك اغتيالاً واعتقالاً، إقصاءً والغاءَ.

واليوم، أكثر من أي يومٍ مضى، ثَبُتَ بالوجه الشرعي، أنّ الشرعيّة وحدها هي التي تحمي الجميع شعباً وأرضاً، وكلّ ما عداها أوهام وأضغاث أحلام وقوّة من وَرَق.

ونحن على ثِقة كبيرة أنّ دولتنا قادرة على استعادة كلّ شبر محتلّ، وعلى إعادة بناء ما تهدّم بدبلوماسيّتها وعلاقاتها الغربيّة والعربيّة والخليجيّة وغيرها، شرط أن نُسَلّمها كلّ ثِقتنا وكلّ دعمنا وخاصّةً كلّ سلاحنا.

رحمةً بِوطنِنا وبِشعبِنا و"ببيئتكم" لا تتأخّروا، لكي لا نعطي المبرّر لإسرائيل لتنفيذ ما تحلم بتنفيذه.

هل قصف المصيلح البارحة، هو نموذج مصغّر عمّا ينتظرنا في قادم الأيّام ؟

 

حذارِ منع المحاسبة والعفو عن الجرائم المالية!

حنا صالح/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

أنهى اتفاق الطائف الحرب الأهلية، ورسم سياق تعديلات دستورية جدية. لكن السلطة الناشئة في ظلِّ هيمنة النظام الأسدي شرّعت قانون عفو عن جرائم الحرب؛ ما أرسى الأسس الكارثية للمسار الذي عاشه لبنان منذ صدوره مطلع تسعينات القرن الماضي. ساد نظام حصانات ومحاكم استثنائية وتمترست المنظومة السياسية خلف نظام الإفلات من العقاب! انتقل زعماء الحرب الأهلية من المتاريس إلى مقاعد الحكم. تحاصصوا الوزارات والمؤسسات مع ميليشيات المال. لم تحصل محاسبة ولم يقر أي طرفٍ بما ارتكبه من خطايا رغم تجاوز أعداد الضحايا 150 ألفاً. تم طمس فظائع الحرب التي أحدثت تغييراً ديموغرافياً قسرياً، وهجّرت نحو مليون مواطن، وخارج المواقف الصوتية استمر مجهولاً إلى يومنا مصير نحو 17 ألف مخطوف. توازياً، أبقى رموز تلك المرحلة خطوط التماس محفورة في وجدان اللبنانيين من خلال ابتداع كل فئة مناسبة تتاجر بها بدماء من تسببت في هدر دمهم والادعاء بصوابية المشروع الذي قتلوا من أجله.

جرى تفصيل السياسة على مقاس مصالح منظومة التسلط. وُضِعت قوانين انتخابية متصادمة مع الدستور زوّرت إرادة الناخبين فتهمشت السياسة ودور البرلمان. وخدمت السياسات المالية مصالح نظام المحاصصة. نهج الاستدانة لم يفضِ إلى تكبير الاقتصاد، وبعض إيجابيات إعادة الإعمار: مطار وشبكة جسور وطرق.

طيلة 3 عقود ونيّف حصل تساكن بين السلاح اللاشرعي والكارتل السياسي المصرفي فأوصل هذا التحالف البلد إلى الجحيم. عُلِّق الدستور وانعدمت السياسة واستتبع القضاء وساد كسل فكري. تعاموا بالجملة عن استتباع البلد محور الممانعة، ومع مناخ الخروج على الدستور استبيح كل شيء: اغتيل الحريري وأُخذ البلد إلى حرب يوليو (تموز) 2006 المدمرة، وفُرض الشغور في الرئاسة حتى استكمل «حزب الله» انقلابه فترأس ميشال عون ما خنق لبنان وعزله عن محيطه العربي وأصدقائه فتسارع مسار الانهيار.

بين غمضة عينٍ وانتباهتها، استفاق نحو مليوني مُودِع على الكارثة. لأشهر لم يصدقوا أن جني الأعمار قد سُرق، وتبدلت أحوال الناس وانتقلوا من اليسر إلى العسر. لم يصدق المواطن أن المصرف لم يعد مكاناً آمناً لأمواله، وأرعبه أن المفترض بهم حماة حقوقه شركاء بهذه المنهبة. وعلناً، قرر اجتماع رفيع ترأسه الرئيس السابق ميشال عون حماية الناهبين بفرض رفع يد القضاء عن دعاوى أصحاب الحقوق. وتوازياً، أسقط البرلمان خطة لازارد المحاولة اليتيمة لتحديد المسؤوليات وسبل استعادة المنهوب! طيلة 6 سنوات عمَّت الفاقة واتسع العوز، وارتبطت القدرة على البقاء بتعاميم غير قانونية اقتطعت كمتوسط 75 في المائة من الودائع مع تسعير الدولار بـ3900 ليرة ثم 8000 ليرة ومنذ سنوات بـ15000 بينما السعر الحقيقي 89500 ليرة. وأُسدل الستار على «التدقيق الجنائي» بوضعية مصرف لبنان، لتنفجر ارتكابات الكارتل المصرفي أمام القضاء الدولي؛ ما أفشل مؤقتاً المخطط المافياوي تشريع عفوٍ عن الجرائم المالية! عجّلت كارثة حرب الإسناد بولادة عهد لبناني جديد، فأعاد خطاب القسم الأمل وشجع البيان الوزاري على التفاؤل. وبالتأكيد لا أولوية تفوق حصر السلاح بيد الدولة وبسط السيادة بواسطة القوى الذاتية. والأكيد أن الآليات التي وضعها الجيش لجمع السلاح لن تعيقها عنجهية «حزب الله» الذي يعيش حالة إنكار وانعدام توازن. لكن هذا الجانب المهم غير كافٍ لاستعادة الدولة المهابة الجانب العادلة والقوية.

تعهد نواف سلام إعادة الإعمار، وتضمن البيان الوزاري تعهدات أخرى: استكمال «التدقيق الجنائي» لكشف المستور أمام القضاء، والعدالة لضحايا تفجير المرفأ ولأصحاب الحقوق. وأعلن سلام أن القوانين الانتخابية منذ عام 1990 متصادمة مع الدستور. وتعهد بسياسة تعكس الهجرة من الخارج إلى الداخل، وهو يعلم بأن سنوات الانهيار بعد عام 2019 هجَّرت نحو 500 ألف جُلّهم كفاءات شابة. وبعد 9 أشهر على ولادة الحكومة لم توضع هذه التعهدات في التنفيذ. وقوى المرحلة السابقة تقاتل للإبقاء على قانون انتخاب يحرم المغتربين من حقهم الدستوري في الاقتراع لـ128 نائباً في إصرارٍ فج على تكريس التزوير. وبينما يتعمق «الهيركات» على الودائع لتدفيع المودعين ثمن اللصوصية، فإن ما يطرح بشأن «الانتظام المالي» يمنع المحاسبة ويكرّس عملياً العفو عن الجرائم المالية، تتمته السطو على احتياط الذهب. مشهد سريالي تصدر بعض نظام المحاصصة في موضوع جمع السلاح، وهم شركاء الكارتل المصرفي وحماته، وأولويتهم منع المحاسبة، وإن أدى ذلك إلى فقدان الاستقرار الاجتماعي ومنع قيام دولة العدالة والأمان... بسط السيادة أولوية، لكن الوجه الآخر لهذه الميدالية سيادة مالية ومحاسبة؛ لذا مستحيل التعافي مع بقاء البلد رهينة من أوصله إلى الجحيم. إنه التوقيت المناسب لبلورة قطب شعبي، يعبّر عن النسيج الحقيقي للبنان، فينهي الخلل في ميزان القوى الوطني، يمتص الخصوصيات المناطقية والطائفية ويبلور البديل السياسي، فلا يخسر لبنان فرصة بلوغ المكانة التي تليق بشعبه.

 

يومٌ عظيم ولكن...

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

أمس الاثنين، كان يوماً كبيراً في تاريخ الحرب والسلام في ديارنا التي ينعتها الغرب بالشرق الأوسط، من مجلس الكنيست في تل أبيب الإسرائيلية إلى مقرّ قمّة السلام في شرم الشيخ المصرية. استهلّ الرجل الذي هو عنوان هذا اليوم، وهو الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، نشاطه في خطبة سيحفظها التاريخُ له، في مقرّ «الكنيست ذاته» كما قال يوماً ما الرئيس المصري العظيم أنور السادات. في خطبته أمام ممثّلي الشعب الإسرائيلي، وبحضور قادة إسرائيل، أكّد ترمب أن وقف إطلاق النار الذي ساهم في التوصل إليه يمثل «فجراً تاريخياً لشرق أوسط جديد». وعلى طريقة ترمب الخاصّة في الخطابة، قال: «اليوم سكتت البنادق، ومستقبل الشرق الأوسط سيصبح مشرقاً». وأوضح: «هذه ليست نهاية حرب، بل هذا يوم بزوغ فجر تاريخي لشرق أوسط جديد». في هذه الكلمة التي هي الرابعة في تاريخ خطب رؤساء أميركا في الكنيست الإسرائيلي، حرص ترمب على الإشارة للدور العربي والإسلامي في صناعة هذه اللحظة، ومن ذلك الضغط على حركة «حماس» للمُضي قُدُماً في هذا المسار الجديد، والمعني بصورة خاصة في التأثير على «حماس»، تركيا وقطر ومصر. لكن يظلُّ المسار الأبعد مدى والأدوم زمناً من إنهاء الحرب الخبيثة في غزة - على جلالة وعظمة هذا الإنهاء - هو بناء وضع سياسي جديد - قديم، للقضية الفلسطينية، أعني بناء دولة تملك أسباب البقاء للشعب الفلسطيني، أو الموجود منه في جغرافيا حدود عام 1967. هذا المسارّ الأعمق أثراً هو الذي قادته السعودية وفرنسا عالمياً، وكسبت منه اعتراف جملة كبيرة من الدول في العالم بهذه الدولة، والباقي في الطريق. العربُ شركاءٌ في هذا السلام، كما وصفهم ترمب في كلمته، وهم أهل الدار، وقال ترمب، قبل ذلك بساعات من خطبة الكنيست إنّه لا يعتقد أن أحداً «يريد أن يخذله». وحتى نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي قدّم له ترمب دعمه السياسي، سار على خطّة ترمب، رغم «الخلافات التي سُوّيت» ولم يخفها ترمب مع نتنياهو. ماذا عن «ريفيرا غزة» التي سبق أن تحدّث عنها ترمب؟!

ذكر الرجل في حديث الطائرة أنّه لا يعلم شيئاً عن «ريفييرا غزة»! حتى نكون واقعيين في فهم الصورة الحالية، فهو أن ما جرى هو إنهاء هذه الحرب «الحالية»، وهذا عملٌ جليل، لكنّه ليس حلّاً نهائياً لأسباب الحروب المتجدّدة، التي تهدأ حيناً لتعود من جديد. الشفاء التامّ من هذا الداء الوبيل، هو التعافي من أسبابه الجوهرية؛ أي اعتراف متبادل بين فلسطين وإسرائيل، اعتراف حقيقي، له مرجعياته الدولية المعروفة من قبل. غير ذلك، نخشى من عودة الداء ولو بعد حين...

 

«نوبل للسلام 2025» وفخ الآيديولوجيا

نديم قطيش/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

أخرج منح جائزة «نوبل للسلام 2025» لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماشادو، الجائزة ولجنتها من مأزق سياسي، وأدخلهما في فخ آيديولوجي أعمق. رغم استحقاق ماشادو للتكريم لنضالها السلمي الثابت ضد نظام بلدها، فإنَّ الجائزة هذا العام ستُعرَّف ولوقت طويل بهوية من حُجبت عنه لا بهوية من فاز بها؛ الرئيس دونالد ترمب. أفرزت حملة الضغط غير المسبوقة التي شنَّها الرئيس الأميركي معضلة وجودية للجنة. منحه الجائزة كان سيبدو استسلاماً لـ«التنمر» السياسي الذي مارسه ترمب، وسيؤدي للمزيد من الطعن في مصداقية الجائزة في النرويج. وكانت الجائزة ستضفي شرعية أخلاقية على شخصٍ تصنّفه النخبة الليبرالية العالمية معادياً للقيم الديمقراطية ومؤسساتها. في المقابل، فإن حجب الجائزة عنه عزز الشكوك التي رافقت مسيرة الجائزة، والاتهامات للجنتها بأنها لا تعمل ككيان يقيّم السلام دائماً بموضوعية، بل كحارس آيديولوجي للقيم والرموز الليبرالية في الغالب. فاللجنة، التي تشكلت بتأثير التوجهات اليسارية الوسطية في النرويج، غالباً ما تميل إلى تكريم المقاومة الفردية ضد الأنظمة التي تنظر إليها على أنها استبدادية، كما في حالة ماتشادو، على حساب إنجازات دبلوماسية أوسع لنظم وإدارات سياسية قد لا تتماشى مع رؤيتها الآيديولوجية. تجاهُل ترمب، الذي أسهمت جهوده في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإنقاذه لمئات آلاف الأشخاص المهددين في حال استمرار النزاع، يكشف عن انحياز آيديولوجي عميق للمثل التقدمية على حساب الجهود البراغماتية ذات الأثر الكبير، لا سيما حين تقودها شخصيات مكروهة من الليبراليين مثل ترمب.

لم يفز ترمب بالجائزة، لكن منطق الحرب السياسية التي يخوضها ضد اليسار العالمي فاز بلحظة تعزز الانطباع بأن «نوبل» أصبحت صدى للنخب الليبرالية التي تعيش داخل فقاعتها الخاصة. هذا التجاهل يُغذي السردية الشعبوية بأن «النخب تُزوّر قواعد اللعبة» لتهميش الخصوم السياسيين، وهي التهمة التي لم يتنازل عنها الرئيس الأميركي منذ أن اعتبر أن نتائج انتخابات الرئاسة عام 2020 زُوّرت لصالح مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن. لم تُضِع لجنة جائزة «نوبل للسلام» فقط فرصة تاريخية لاستخدام الجائزة لترسيخ المكاسب الدبلوماسية لترمب ومنحه غطاءً سياسياً لمواصلة عمله نحو عملية سلام أشمل، بل تغامر الآن بزيادة الانقسامات الآيديولوجية بين تيار الصحوة اليساري (ثقافة الووك) وتيارات اليمين القومي الصاعدة في أوروبا والعالم. ليست مطالبات ترمب بالجائزة مجرد تفاخر من شخصية نرجسية، بل موقف تدعمه إنجازات دبلوماسية ملموسة تفوق، من حيث الحجم والتأثير، إنجازات العديد من المرشحين، وحتى بعض الفائزين السابقين. اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتمهيد لإنهاء تصعيد وحشي استمر لعامين بين إسرائيل و«حماس»... يقود ترمب بنشاط لافت جهود تحقيق السلام الشامل في المنطقة، بعد نجاحه في عقد اتفاقيات سلام في ولايته الأولى بين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

ولا تخلو جعبة ترمب من توظيف القوة العسكرية الأميركية لصالح تعزيز السلام، بدل نشر الفوضى، كما حصل مع إيران خلال نهاية ولايته الأولى، وما يحصل الآن من تحجيم للنفوذ الإيراني وزعزعة قدرات النظام. وإن كانت جهود ترمب في ملف الحرب الروسية - الأوكرانية لا تزال في مراحلها الأولى وتواجه تحديات جمة، فإن نهجه الدبلوماسي غير التقليدي القائم على الاتصال المباشر مع الرئيس فلاديمير بوتين، والتلويح بالعقوبات القاسية، قد أثمر بعض النتائج الملموسة. وقد تُشكل جهوده أساساً لتسويات مستقبلية أكثر شمولاً.

هذه وغيرها، بصرف النظر عن مبالغات ترمب عن إنهائه ثماني حروب، إنجازات فعلية وليست وعوداً. في المقابل، استند منح الجائزة لباراك أوباما في عام 2009 كلياً إلى النيّات والتطلعات والأمل، قبل أن يوسع الأخير حروب الطائرات من دون طيار، ويزيد من التدخلات العسكرية الأميركية حول العالم.

وعليه، فإذا كان معيار الجائزة هو النتائج الفعلية، فإن ترشيح ترمب يستحق النقاش بجدية أكبر. وإذا كان المعيار هو النوايا، فنواياه لإنهاء الحروب وتحقيق السلام تتفوق على نوايا من سبقه. للتغطية على المأزق، اختارت اللجنة ماشادو، التي تستحق التكريم لشجاعتها. بيد أن لفتة ماشادو المثيرة، وإهداءها الجائزة لترمب، أكد أن «دعمه الحاسم» هو ما «أنقذ ملايين الأرواح»، لتكشف هي نفسها عن العلاقة المباشرة بين جهود ترمب في أميركا اللاتينية وفوزها. يبقى الخطر الحقيقي الذي تواجهه الجائزة ليس في مبررات منحها لماشادو، بل في الأسباب الكامنة خلف حجبها عن ترمب. إن حرمان صانع صفقات عالمي يمتلك إنجازات ملموسة في أكثر مناطق العالم اشتعالاً، بسبب يمينيته السياسية، يرسخ الانطباع بأن الجائزة لم تعد تقيس السلام، بل الولاء السياسي للنخبة الليبرالية. وبمجرد أن تفقد الجائزة مصداقيتها في تقييم الإنجازات، فإنها تتوقف عن كونها أداة لتعزيز السلام، وتصبح مجرد سلاح يُستخدم للانحياز في الصراعات الآيديولوجيّة.

 

ترمب لم يخسر «نوبل»

جمعة بوكليب/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/2025

الرئيس الأميركي دونالد ترمب محظوظ جداً، لأنَّ نجاحَه الأخير في وقفِ حرب غزةَ، إذا سار حسبَ الخطة المرسومة وحقَّقَ أهدافَه، فإنَّه يضمن له أحقيتَه بالجائزة من دون منازع في العام المقبل، فلماذا هذا الاستعجال بأنَّه خسر الجائزة. وفي الواقع نستطيع أن نقولَ إنَّها أقرب إليه من أي شخصية أخرى. أضف إلى ذلك، أنَّ الحربَ في أوكرانيا وسعيَه المتوقع لتكرار محاولة إقناع الطرفين بالجلوس إلى طاولات التفاوض، والوصول إلى حلّ مرضٍ للطرفين يحقق السلام؛ تفتح أمامه أبواب الجائزة بشكل أوسع. خلال الأيام القليلة الماضية، ذهبت جائزة نوبل للسلام هذا العام إلى المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، وبقي حلم الرئيس ترمب مؤجلاً. بعدها بيومَين، على أكثر تقدير، اندلعت نيران حرب أخرى بين أفغانستان وباكستان، وكأنَّ السلامَ على الأرض حلم بعيد المنال. اللجنة النرويجية قررت أن تمنح الجائزة عن عام 2024 للسيدة ماتشادو، تقديراً لجهودها في مكافحة الديكتاتورية ببلادها ودفاعها عن الديمقراطية، حسب قول اللجنة.

الملاحظ أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يخفِ يوماً طموحه ورغبته في نيل الجائزة، نتيجة لجهوده في إطفاء نيران ثماني حروب في قارات مختلفة. وخلال الأيام الأخيرة التي سبقت إعلان اسم الفائز بالجائزة، أبدى جهداً مضاعفاً في سعيه لوقف الحرب في غزّة، على أمل التأثير في أعضاء اللجنة وتغيير رأيهم، لكن الجائزة ذهبت إلى السيدة ماتشادو. الجائزة التي مُنحت خلال الأيام القليلة الماضية تتعلق بجهود السلام في عام 2024. في حين أن الجائزة التي تُمنح في العام المقبل تتعلق بجهود السلام في هذا العام (2025). الرئيس ترمب تسلَّم إدارة أميركا، في ولايته الثانية، في شهر يناير(كانون الثاني) 2025، أي قبل شروعه في عملية إطفاء نيران الحروب الثماني، في وقت كانت اللجنة قد بدأت اجتماعاتها لفرز المرشحين للجائزة عن عام 2024. اللافت للاهتمام أن اللجنة منحت الرئيس الأميركي الأسبق بارك أوباما في عام 2009 الجائزة، بعد وقت قصير من فوزه بالانتخابات الرئاسية خلال عام 2008.

أخذاً في الاعتبار العلاقة الشخصية غير الودية بين الرئيس الأسبق أوباما والحالي ترمب، من الممكن الاستنتاج والتصريح بأن منح الرئيس أوباما الجائزة ربما كان، ضمن دوافع أخرى، الحافز وراء سعي الرئيس ترمب للحصول على الجائزة. ولعل أفضل برهان على ذلك ما صرح به الرئيس ترمب ذات مرة قائلاً: «لو كان اسمي باراك أوباما لكنتُ مُنحتُ الجائزة في عشر ثوانٍ». الضجة التي أثارها الرئيس ترمب ومساعدوه وأنصاره حول أحقيته بالجائزة، أدّت بوسائل الإعلام إلى تقديم الكثير من المعلومات عن اللجنة وأعضائها وطريقة عملها بغرض التوضيح. ومنها عرفنا أن اللجنة مكونة من خمسة أعضاء. من بينهم خبير في حقوق الإنسان، وخبير في الشؤون الخارجية، وثلاثة وزراء سابقين. وتتسم اجتماعاتهم بالسرية، ولا يتم الكشف عن محاضر الجلسات إلا بعد مرور 50 عاماً. اللجنة تتسلّم مئات التوصيات والترشيحات من حكومات وشخصيات سياسية وأناس عاديين، لكنها لا تلتفت إليها. اللجنة تحظى باستقلالية ولا تسمح بالتدخل في شؤونها، وفي الوقت ذاته ليست صمّاء عن الضغوطات التي تُمارس سرّياً من قِبل الحكومات للتأثير في قرارها. اللافت للاهتمام، وعلى عكس ما ذكرنا، فإنَّ الرئيس ترمب كان ينتهز كلَّ فرصة متاحة للتذكير باستحقاقه الجائزة، وفي أكثر الأحوال بلهجة تنقصها الدبلوماسية ولا تخلو من عدوانية. التقارير الإعلامية ذكرت أن إدارة ترمب مارست ضغوطاً على وزارة الخارجية النرويجية لمنح الجائزة لرئيس الولايات المتحدة، إلا أن وزيرة الخارجية أكدت استقلالية قرار اللجنة. في نهاية المطاف، وفي حين قد تتباين المعايير الشخصية والسياسية للجنة، فإن الجائزة تُمنح لمن يحقق «أفضل عمل للتآخي بين الأمم». وليس هناك من الصراعات والنزاعات الدولية بثقل ودموية وتعقيد النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي. سعي ترمب إلى وضع نهاية للحرب في المنطقة وتحقيق السلام يضع إنجازاته على طاولة نوبل بوصفها حقيقة لا يمكن تجاهلها. فإذا كانت الجائزة تبحث حقاً عن صانع سلام، فإن الرئيس ترمب، بلا شك، هو المرشح الذي تفرض إنجازاته نفسها على قرار العام المقبل.

 

نظـام سياسي أضاع السيادة ومقوماتها الوجـودية الحرّة

بسام ن ضو/14 تشرين الأول/2025

سياسة النظام اللبناني تحمل مهام "إضاعة الفرص" كما تجيير القرار اللبناني للغير،والمنظومة السياسية القائمة منذ العام 1975 تفرّق بين مفهوم الوطنيّة الإجتماعية الصرفة وتُمْهِـل تطبيق القواعد الدستورية . إنّ النظام السياسي القائم خلافًا للأطر الديمقراطية يُميّزْ في كل تفاصيله اليومية بين قانون وآخـر وبين طائفة ومذهب وأخرى وبين منطقة وأخرى . وفقًا للدستور من المفترض أن تكون المنظومة السياسية والإجتماعية جامعة للجميع تحت سقف القانون ومن دون أي إلتباس وتوجب على السياسيين بإسم الدستور والقوانين والمعاهدات وشرعة حقوق الإنسان البحث عن كل السُبُلْ التي توّفر الإستقرار السياسي – الإمني – الإقتصادي – المالي – الإجتماعي – الإنساني .

في مرحلة جـد حسّاسة تُرسم فيها ملامح تركيب أنظمة سياسية جديدة على قواعد المصالح العامة والخاصة وعلى قواعد السلم المبني على إحترام حدود الدول ضمن الأطُـر الممكنة ،تبرز على الساحة اللبنانية صور مقلقة تتناقلها كل مراكز الأبحاث ومنها مركزنا البحثي "PEAC" حول خلافات سياسية فيما بين رجال السياسة والإكليروس المسيحي والمُسلم لأنهم لا يهتمّون لما هو حاصل على الساحة الإقليمية والدولية من قبل الأطراف المُمسكة بزمام الأمور على المسرح السياسي الدولي للبحث عن حلول علميّة رصينة لمشكلات السيادة في الإقليم ومنها قضية السيادة اللبنانية التي فقدتْ عذريتها جرّاء ساسة أمر واقع يُناورون ويتغاضون عن كرامة السيادة الوطنية وعذريتها حيث حوّلوها مرتعًا للدعارة السياسية دونما خجـل أو وجــل .

إنّ مشكلة السيادة الوطنية مع نظام سياسي أضاعها وأفقدها مقوماتها الحرة لم تَعُـد مشكلة فرديّة أو هامشية ، أو قضية يمكن حلّها على الهامش أو بشرطي سير أو إشارة أو يمكن التصّدي لها بطرق عشوائية أو على مستوى القرارات المتسرّعة العشولئية أو الإرتجالية التي تتخـذ من قِبَلْ رجال السياسة في ظل سكوت مُطبق ومُبرمج من قبل رجال الدين . مشكلة السيادة على ما نظن تحوّلت مشكلة وطنيّة بإمتياز بنيّوية تطول الوطن والشعب والمحيط الإقليمي والدولي وتمُّسْ الأمن الوطني برمته .

من الواضح أنّ هذا النظام السياسي المتوارث تحوّل إلى عبء ثقيل على كاهل المواطن اللبناني وعلى المحيط العربي والدولي وبات يُهدِّد بمأساة موجعة لا بل عاشها الشعب اللبناني تحت ستار عناوين لا علاقة له بها ومنها على سبيل المثال "جيش وشعب ومقاومة – مُساندة النظام السوري – محاربة الإرهاب الأصولي ومنعه من التمدُّدْ - حرب الإسناد " كلها منظومات فتكتْ بالسيادة الوطنية وعُرابوها مسؤولون لبنانيّون حكموا خلافًا للقاعدة الواردة في الدستور اللبناني والتي تذكر أنّ الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يُمارسها عبر المؤسسات الدستورية .

النظام السياسي الحالي ومجموعات سياسية باطنها ميليشياوي مبني على الفوضى والسلاح وعدم إحترام القوانين والعمالة وغير مؤمن بمبدأية تداول السلطة ، نظام سياسي عفِـنْ عاق أدخلنا في مسار حروب مؤلمة خلال سنوات عديدة أتلفت اللبنانيين جميعًا ، وممارسة هذا النظام وأسلافه قضوا على السيادة الوطنية وجيّروها للغريب ، فإذا بالمواطن اللبناني حُكِمَ عليه أن يدفـع الثمن غاليًا دون ذنب إقترفه ولا جُــرم . المؤسف أنّ كل أُمَـمْ العالم شعرتْ بعمق الأزمة ومعاناة الشعب اللبناني ولكن مسؤولو لبنان علمانيين وروحيين لم يشعروا بالذنب !!!

باتتْ التجارب مع نظام سياسي أضاع كل الفرص غنية في هذا السياق ، إذ أنّ كثافة التجارب التي عشناها كباحثين وناشطين سياسيين طيلة هذه الفترات مكتوبة بلهيب المرارة والحروب المتتابعة وكان أخرها حرب إسرائيل ضد ميليشيا حزب الله على أرض الجنوب والبقاع وبيروت جعلتنا كمواطنين آمنين نعيش قضية السيادة مغموسة في آتون العمالة والدم والنار. وهذا النظام المتخصص بإضاعة الفرص دفعنا كباحثين وناشطين إلى أن نستخلص النتائج بأنفسنا عبر التجارب المريرة حيث بات من الواجب القول " لا معدى عن الشرعية

الدستورية – الديمقراطية – القانونية التي هي أساس للحقوق والحريات السياسية

الأمنية – الإقتصادية – المالية – الإجتماعية – الإنسانية – السيادية ولا بديل عن دولة ذات سيادة تامة وناجـزة عادلة تقوم مؤسساتها على قواعد راسخة من سيادة القانون ". المطلوب اليوم "لبننة السيادة الوطنية" واللبننة السيادية التي نريدها ليست الميليشيات ومسؤوليها وليست الإرهاب والدمار والسلاح الغير شرعي ، وليست العمالة لهذا النظام أو ذاك ، وليست التنابذ والإنشاقاقات ، بل إقامة النظام السياسي على أسس الحـوار الديمقراطي الذي يثري بالفكر العميق والتحليل الثاقب بشكل يمكنه من وضع الحلول الموضوعية والواقعية لقضاياه الشائكة وفي طليعة الأمور الشائكة "السيادة المُجيّرة للغريب" والتي أضحتْ مهدِدَةُ للسلم الأهلي – الإقليمي – الدولي .

ليكُنْ معلومًا أنه لا خيار لدى الكُتّاب والباحثين والناشطين ورجال الفكر علمانيين وروحيين أمامهم سوى دولة ذات سيادة تامة ناجزة ،ولا مجال للتعاطي مع نظام سياسي موروث أضاع الفرص كفاية ، وبما أنّ الخيار هـو السيادة اللبنانية الوطنية التامة والناجــزة فإنه من الواجب لا بل من الضرورة بذل قُصارى الجهد للحفاظ على السيادة الوطنية وتحقيق أقصى ما هو مُتاح لنا كلبنانيين ضمن التركيبة الإقليمية الدولية الجديدة وليس أمام الشرفاء إلاّ قبول حقيقة وجود دولة سيدة مستقلة وإعطائها أقصى ما يمكن من الحضور الداخلي – الإقليمي – الدولي لأنها في هذه الحالة ستُجسِّدْ الحقوق والحريات التي إكتسبناها في مسارنا النضالي وهي عمليًا وفعليًا الحامية لهذه الحقوق والحريات لأنها تكون قد تحرّرتْ من نظام سياسي أضاع السيادة ومقوماتها الوجودية الحرّة .

بسام ن ضو (كاتب وباحث سياسي – أمين سر المركز الدولي للأبحاث السياسية والإقتصادية PEAC )

 

الأمن اللبناني دقَّ ناقوس الخطر: هواجس "خرقٍ إسرائيلي بارد"

نغم ربيع/المدن/15 تشرين الأول/2025

دقّ إعلان "الامن العام" عن تفكيك شبكة إسرائيلية في لبنان، ناقوس الخطر من الانكشاف الأمني الذي تعاني منه البلاد على مختلف المعابر الجوية والبحرية، فضلاً عن الاستفادة من الثغرات القانونية، مما دفع مصدر أمني بارز للتنبيه من "الخرق الاسرائيلي البارد".  وتحوّل لبنان إلى أرضٍ خصبة للتجسس لصالح إسرائيل، أثبتته الأرقام في لبنان، إذ أوقفت الأجهزة الأمنية 32 شخصاً منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تشرين الثاني الماضي، فيما أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبنانية عن توقيف أربعة اشخاص في الاسبوع الماضي. وقال مصدر أمني لبناني لـ"المدن" إن الأجهزة تبذل أقصى الجهود وتبقى في حالة استنفار دائم للتحقق وملاحقة المشتبه بهم، إلا أن "الثغرات لا تزال قائمة"، موضحاً أن "التحقيقات اليومية مع مشتبهين جدد تكشف حجم الخرق الحاصل". وتتنوع الثغرات بين خروقات بشرية، وقدرة وصول لوجستية وتقنية، فضلاً عن ثغرات قانونية يستفيد منها العدو لادخال عملائه الى لبنان، ما يجعل مهام منع نشاط التجسس الاسرائيلي أكثر تعقيداً، ويثبت أن الساحة اللبنانية لا تزال هشّة.  ويحذّر المصدر الأمني من أن "غياب القدرة على ضبط حركة الأفراد الأجانب القادمين الى لبنان ومن الجنسيات المقيمة، يترك البلد عرضة لتوترات أمنية في أي لحظة".

فشل أمني أم دليل على خرق استخباراتي؟

لم يعد الحديث عن "الاختراق الإسرائيلي" في لبنان مجرّد فرضية أمنية أو هاجس شعبي. فالمشهد بات زاخراً بالوقائع: اغتيالات غامضة، دخول أشخاص يحملون هويات إسرائيلية بجوازات أجنبية، وتحركات مريبة تُعيد طرح أسئلة عن هشاشة النظامين الإداري والأمني في الدولة. خلال عشر سنوات، وقعت سلسلة عمليات إسرائيلية داخل لبنان، يُعاد التذكير بها اليوم كمؤشراتٍ على حجم الانكشاف. أبرز تلك العمليات، اغتيال القائد العسكري في "حزب الله حسان اللقيس، في العام 2013، حين تحدّثت روايات عن مجموعة دخلت بحرًا إلى منطقة السانت تيريز في الضاحية الجنوبية، نفّذت العملية، ثم انسحبت بالطريقة نفسها. هذه الحادثة عمّقت القناعة بأن السواحل اللبنانية قد تكون منفذًا قابلًا للاختراق، وأن قدرة أجهزة الاستخبارات على التحرك في محيط العاصمة إنطلاقاً من البحر، لم تعد احتمالًا نظريًا. وتعزز هذا الاعتقاد في الحرب الأخيرة، إذ ظهرت مؤشرات مشابهة: عملية إنزال بحرية في البترون واختطاف المواطن عماد أمهز. في المقابل، كشفت حوادث الدخول عبر المطار عن ثغراتٍ إضافية لا تقل خطورة، وكان أحدثها ما كشفته وسائل إعلام اسرائيلية عن دخول الإسرائيلي بيني وِكسلِر، صاحب وكالة سفر في القدس، الى بيروت عبر مطار رفيق الحريري الدولي مستخدمًا جوازًا أوروبيًا، وتوجّه إلى الضاحية الجنوبية حيث زار موقع استشهاد الأمين العام لـ"حزب الله". وقبله أوقف الأمن العام الصحافي يشوع تارتاكوفسكي بعد أسبوعين من إقامته في لبنان، إثر اكتشاف هويته الإسرائيلية داخل حقيبته. وفي ذروة المشهد، جاءت تقارير إعلامية إسرائيلية لتؤكد أن "الموساد" كان حاضرًا في قلب الضاحية عند اغتيال السيد نصرالله.

معابر القانون المزدوجة

تُظهر التجارب أنّ كثيرين من الذين زاروا إسرائيل سابقًا بجوازاتهم الأجنبية يتمكّنون من دخول لبنان بجواز سفر آخر دون أن تُكتشف سجلاتهم بسبب ثغرات في أمن المطار وعدم التشدد. لكن خبراء في التكنولوجيا يؤكدون إن القدرة التقنية على كشف أصحاب الجنسيات المزدوجة، أو المشغلين من قبل إسرائيل، صعبة، بالنظر الى أن لبنان لا يمتلك داتا للإسرائيليين. غير أن هذه الوقائع، تنذر بخطورة ما يسمى بـ"الخرق البارد"، أي الاختراق غير القتالي، الذي يتمّ بلا أجهزة تنصّت، بل عبر استغلال الفجوات القانونية والادارية. من هذا المنظور، تتبلور خلاصة عملية: ثمّة أساليب متعددة لدخول لبنان، بحرياً عبر الإنزال، وجوّياً عبر مطارات تعتمد على جوازات أجنبية أو مزدوجة الجنسية، كما توجد ثغرات إجرائية يُمكن استغلالها.

رمزية الدخول

ويعيد دخول الإسرائيليين إلى الأراضي اللبنانية النقاش إلى مستوى آخر، يتمثل بالرمزية السياسية. فنجاح أي إسرائيلي في الوصول إلى قلب بيروت أو إلى الضاحية الجنوبية لا يُقاس بحدوده الميدانية فقط، بل بما يحمله من بُعد نفسي ومعنوي يوحي بأنّ الحدود لم تعد منيعة كما يروّج لها الخطاب الرسمي، وأنّ الخطوط الحمراء التي طالما صُوّرت كحصون مغلقة يمكن تجاوزها بخدعة جواز سفر أو ثغرة إجرائية. هذه الوقائع لا تبقى محصورة في بعدها الأمني، بل تتحوّل بسرعة إلى أداة في الحرب الإعلامية والسياسية، ويستغلها العدو لرفع معنويات جمهوره وإظهار تفوّق أجهزته الاستخبارية.

 

صفقة غزّة: مراسم دفنٍ لزمنٍ مضى

نديم قطيش/أساس ميديا/14 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148214/

تختتم اتّفاقيّة وقف إطلاق النار في غزّة، وهي تعلن عن نهاية الحرب أو فصولها الأكثر دمويّة، زمناً سياسيّاً امتدّ لأكثر من عشرين عاماً، في الشرق الأوسط. فليس ما نشهده هو نهاية الحرب، بل نهاية الحرب كلغة سياسيّة، أُسّس بها لأسطورة أنّ الميليشيات قادرة، من غير الدول، على رسم مستقبل المنطقة إلى أجل غير مسمّى. لا تفاوض حركة حماس الآن من موقع من رسّخ رؤيته للصراع وأدواته، بل تبحث بين أنقاض العمران والسياسة عن سبل البقاء، بعد أن استُنزِفت وجُوِّفت، وتواجه مستقبلاً تملؤه أسئلة إعادة الإعمار، والحوكمة، والشرعيّة. بيد أنّ “حماس” ليست سوى الخاسر الأكثر وضوحاً في سياق انهيار أيديولوجيّ أوسع شمل عموم ما يُسمّى محور المقاومة.

هل انتهت إدارة إيران للحروب بالوكالة؟

تتّجه كلّ حرب بالوكالة تديرها إيران في المنطقة إلى النهاية ذاتها، حيث يجد شركاؤها أنفسهم وقد باتوا ظلالاً لوضعيّاتهم السابقة. رضخ “الحزب” قبل “حماس” لاتّفاق وقف إطلاق نار من دون أن يحقّق أيّاً من شروطه. فحرب غزّة استمرّت بعد أن أُجبر على الخروج منها، وهيكله العسكريّ دُمّر وقادته قُتلوا، والأرض التي لم تكن محتلّة قبل حرب الإسناد أصبحت محتلّة الآن، من دون أيّ أفق حقيقيّ للانسحاب منها ما لم توافق إسرائيل على أنّ شروط أمنها قد تحقّقت.

أمّا الحوثيون فسيجدون صعوبة في تبرير هجماتهم بعد أن استسلمت “حماس” لمنطق وقف إطلاق النار، بشروط إسرائيل الكاسحة، وأبرزها بقاء جيشها في غزّة. وفوق كلّ ذلك، خضعت إيران للامتحان، الذي من أجل تجنّبه، خلقت محور المقاومة، وهو الحرب المباشرة مع إسرائيل وأميركا، ليتبيّن أنّ نظريّة الردع الإيرانيّ ليست سوى ردع بالوكالة، لنظام لا يتحمّل الضربات المباشرة، ويدرك أنّ ثمن المواجهة الصريحة أعلى بكثير من إمكاناته.

ضمُّ هذه التطوّرات معاً، يشير إلى نهاية مشروع المقاومة برمّته، لا إلى مجرّد هزائم تكتيكيّة متفرّقة.

إيران وانتهاء الصّلاحيّة

لم يُسحق المشروع الإقليميّ الإيرانيّ عسكريّاً فقط، بل انتهت صلاحيّته النظريّة والعمليّة، بعد أن فشل في تحقيق وعده بنظام بديل، وسرديّة مضادّة للنموذج الغربيّ والخليجيّ. فالتدقيق في اتّفاق غزّة وبنوده العشرين، يفيد بأنّ المحور الفكريّ والسياسيّ الذي تدور حوله مداولات اليوم التالي بعد نهاية الحرب، هو فكر براغماتيّة الدولة، وليس تهويمات التشدّد اللاهوتيّ.

أوّلاً: من الملاحظات التي لم تحظَ بالتغطية الكافية خلال حرب غزّة هي أنّ العالم العربي لم ينفجر، كما دعا يحيى السنوار أو خالد مشعل. فكلّ التعاطف والسخط والاحتجاج، لم ينتج التعبئة الشاملة أو انتفاضة شعبيّة مستدامة، أرادها المحور مطيّة لتغيير التوازن السياسي في العالم العربي، لا في إسرائيل، بهدف هزّ الحكومات والدول العربيّة وإعادة رسم الحدود في البعض منها. هذا النضج السياسيّ الجماهيريّ، هو الترجمة العمليّة لحال التخمة التي وصلت إليها المنطقة بدولها وشعوبها بحيث انتقل المركز العاطفيّ والعقليّ للسياسة العربيّة من القضيّة الفلسطينيّة إلى التحدّيات الداخليّة لكلّ دولة على حدة. ليس تفصيلاً أنّ تظاهرات الشبيبة في المغرب مثلاً لم تحصل إلّا في سياق مطالبتهم بتحسين ظروف الصحّة والتعليم. وليس تفصيلاً أنّ سوريا تفاوض إسرائيل علناً حول ترتيبات الأمن المشترك في ذروة حرب غزّة. وليس تفصيلاً أن تحتفل أغلبيّة اللبنانيّين بخروج بلدهم من حرب الإسناد التي زُجّوا فيها وسط ترحيب ضمنيّ ومعلن بنتائج الحرب الإسرائيلية على “الحزب”. وليس تفصيلاً أن ينجح الأردن، وهو الحلقة الأضعف في فريق متلقّي تداعيات حرب غزّة، في تعزيز حصانة البلد السياسيّة والمجتمعيّة، في مواجهة التحريض اليوميّ على أمن الأردن ونظامه.

سرّعت مأساة غزّة هذا الانتقال النفسيّ، ليس لأنّ الرأي العامّ العربيّ تخلّى عن أهلها في محنتهم الأصعب، بل لأنّه تجاوز السياسات التي جعلت من غزّة قضيّة دائمة ومستمرّة.

ثانياً: تُنشئ اتّفاقيّة وقف إطلاق النار وصاية إقليميّة ودوليّة على غزّة، وربّما عموم القضيّة الفلسطينيّة، من قبل الولايات المتّحدة ودول الخليج ومصر وتركيا، لتصبح غزّة النموذج الأوّليّ لِما يمكن أن نُطلق عليه “السيادة الهجينة”: فلسطينيّة الاسم محليّاً، مدعومة ماليّاً من الخليج والمؤسّسات الدولية، مُدارة سياسيّاً من واشنطن، وتخضع لإشراف عمليّ من مجموعة من الفاعلين الإقليميّين ذوي المصالح المتضاربة، ولكن ذوي الحصص المشترَكة في الاستقرار. البديل عن الاحتلال ليس السيادة أو حلّ الدولتين، أقلّه الآن، بل تركيب سياسي تتعدّد فيه طبقات السيادة، وتتوزّع فيه السلطة، ويتمّ التفاوض فيه باستمرار على الشرعيّة. إنّ المعركة الحقيقيّة المقبلة ليست حول مَن يسيطر على غزّة، بل حول مَن يكتب قواعد هذا النظام الناشئ، وما إذا كان سيصبح نموذجاً لمرحلة ما بعد الصراع في اليمن أو لبنان أو حتّى سوريا وغيرها.

ثالثاً: للمرّة الأولى ستُستخدم إعادة الإعمار في منطقتنا كسلاح، من خلال توظيف العقود، والأموال، ومشاريع البنية التحتيّة، وآليّات الرقابة لإعادة هندسة الحمض النوويّ السياسيّ لغزّة وعموم القضيّة الفلسطينيّة. يُراد بهذا المعنى أن يتحوّل التحديث الاقتصاديّ والإعماريّ إلى أداة مصمَّمة لنزع السلاح الأيديولوجيّ، بحيث لا يُنفَق دولار واحد في مكان لا يؤدّي إلى إعادة ترميم الروح السياسيّة والقيميّة والفكريّة لغزّة والمنطقة قبل ترميم الحجر والبنى التحتيّة. فما نحن بإزائه الآن هو عمليّة بناء دولة معقّدة تتجاوز فيها عمليّة إعادة الإعمار بُعدها الإنسانيّ والخيريّ الذي ساد في الحروب الماضية، أكان في جولات غزّة السابقة أو بعد حرب لبنان 2006.

تنوّع السّرديّات

لن يكون مستغرباً أن يزعم كلّ فاعل إقليميّ في هذا الاختبار بأنّ صفقة غزّة تثبت صحّة وجهة نظره. ستؤطّرها قطر كدليل على نجاح الوساطة. وستقدّمها الإمارات كتأكيد على جدوى التطبيع. وستوظّفها السعوديّة لدعم التحوّلات والخيارات السياسيّة المستقبليّة للمملكة. وستصرّ إيران على أنّها برهنت على أنّ المقاومة لا يمكن إخمادها بالكامل. وستعلن تركيا أنّها تستحقّ الثناء على تدخّلها الإنسانيّ. وستصفها الولايات المتّحدة بأنّها انتصار للدبلوماسية غير التقليدية للترامبية السياسيّة. وستحتفل بها إسرائيل بوصفها علماً على التفوّق الإسرائيليّ الحاسم. سيكون الصراع المقبل صراعاً خطابيّاً في حرب السرديّات، بشأن مَن يكتب قصّة النصر، ومَن يعرِّف الهزيمة، ومَن يتصدّر أبوّة النظام الجديد. لكن ما لا خلاف عليه أنّ مأساة غزّة، وللمفارقة، ستتحوّل إلى مسقط رأس الواقعيّة السياسيّة العربيّة الجديدة، وستقدّم نموذجاً لكيفيّة إدارة مناطق ما بعد الصراع في عصر لم تعُد فيه اقتراحات الاحتلال الدائم أو السيادة الكاملة ممكنة دائماً. كتلة الأنقاض الأوضح في غزّة المدمّرة، هي أنقاض خطاب محور المقاومة وإجاباته القديمة. فالمقاومة ليست جوهر الهويّة، والتشدّد اللاهوتيّ بشأن أفكار الجهاد والنصرة ليس أداة أكيدة لصناعة المستقبل، والصراع الأبديّ ليس مصدراً للتماسك الوطنيّ. قد لا تكون صفقة غزّة هي نهاية الصراع. لكنّها بالتأكيد نهاية الكفاح المسلّح والميليشيات كمبدأ مُنظِّم للسياسة الإقليميّة.

 

درس غزة في لبنان

رفيق خوري/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2025

كما في غزة كذلك في بيروت وبغداد وصنعاء وطهران، ومن قبل في سوريا: السلاح واحد، وصاحبه واحد، ومن يشرف على إدارته واحد هو الحرس الثوري الإيراني. لكن المهام متفاوتة ضمن وحدة الوظائف والأدوار. سلاح "حماس" مرتبط بقضية واحدة هي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين تحت شعار التحرير من البحر إلى النهر. أما سلاح "حزب اللّه"، فإنه مرتبط، لا فقط بمواجهة الاحتلال وخطر إسرائيل الدائم على لبنان بل أيضًا بدور إقليمي في المنطقة ضمن مشروع إمبراطوري إيراني في ثوب ولاية الفقيه. وهذا، مع فوارق تفرضها الجغرافيا، ما ينطبق على "الحشد الشعبي" في العراق و "أنصار اللّه" الحوثيين في اليمن وبقية الذين يعتبرون أنفسهم في "محور المقاومة" بقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران. "حزب اللّه" بدأ "حرب الإسناد" لغزة غداة عملية "طوفان الأقصى" التي زلزلت إسرائيل على يد "حماس". وهو رفض كلّ المساعي لوقف النار على جبهة الجنوب إن لم يتلازم مع وقف النار في غزة، على الرغم من انكشافه أمام العدوّ والضربات القاسية التي أصابت قادته العسكريين في الصف الأول واغتيال قائده التاريخي السيد حسن نصراللّه وخليفته السيد هاشم صفي الدين. لكن التوحّش الإسرائيلي دفعه مضطرًا إلى قبول وقف الأعمال العدائية بشروط أميركية وفرنسية وبالتالي إسرائيلية، مع استمرار الحرب في غزة. واليوم تقبل "حماس" وقف الحرب بشروط أميركية وإسرائيلية ومباركة عربية وإسلامية لخطة الرئيس دونالد ترامب، بعدما صارت غزة بالتوحّش الإسرائيلي صورة واقعية لقصيدة ت.س. إليوت "أرض الخراب". والوقائع صادمة. لا "وحدة الساحات" بدت أكثر من شعار. ولا إيران دافعت عن أذرعها. ولا الأذرع ساعدت طهران عندما تعرّضت لحرب أميركية- إسرائيلية ضربت بنيتها العسكرية ومنشآتها النووية. لا "حماس" تستطيع التملّص من التخلّي عن السلاح وحكم غزة، مع استمرارها كفصيل سياسي وحركة تحرّر وطني والانضمام إلى منظمة التحرير والوقوف تحت سقف العمل المدعوم من 160 دولة لإقامة دولة فلسطينية في إطار "حلّ الدولتين". ولا "حزب اللّه" يمكنه الاستمرار في رفض تسليم السلاح للجيش تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء، كما في مواجهة تحوّلات هائلة أكبر منه ومن لبنان والمنطقة.

ذلك أن ما يراد لغزة بقوة النار ثمّ بقمّة السلام في شرم الشيخ هو أن تكون درسًا للبنان والجميع عنوانه "انتهت اللعبة". فما وصلت إليه "حماس" هو أنه لا شيء أخطر عليها وعلى غزة من عودة الحرب. وما برّر به الشيخ نعيم قاسم امتناع "حزب اللّه" عن مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية اليومية هو الخشية من أن يقود الردّ إلى "توحّش العدو الإسرائيلي". وإذا كانت "حماس" قادرة على التكيّف مع الوقائع الصعبة، فإن "حزب اللّه" يتصرّف على أساس أن ارتباطه بالسلاح مبدئي وعضوي وإيماني. وهو يسخر من الذين يتصوّرون أن من الممكن إجراء تحوّل فيه أو "اختراع" نوع آخر من "حزب اللّه" على طريقة الأحزاب في لبنان. إذ ولد "الحزب" وفي يده سلاح. ولا قدرة له على الاحتفاظ بولاء طائفته من دون الارتباط بإيران والإيمان بولاية الفقيه. والحزبان يحاولان القيام بمهمة صعبة جدًا هي "انتزاع النصر من بين فكي الهزيمة" حسب القول الأميركي الشهير. وهذه مهمة لم ينجح فيها سوى الرئيس جمال عبد الناصر عبر تحويل الهزيمة العسكرية في حرب السويس إلى نصر سياسي واستراتيجي ولكن في ظروف دولية مساعدة لم تعد قائمة حاليًا، ظروف رغبة الرئيس آيزنهاور في معاقبة فرنسا وبريطانيا وإسرائيل بسبب شن حرب من دون الوقوف على رأي أميركا التي وجدت فرصة لوراثة الدور الأوروبي في الشرق الأوسط، وحرص الزعيم السوفياتي خروشوف على دعم حركة التحرر العربية ضد بقايا الاستعمار الأوروبي. ولا قدسية للسلاح ولا للأنظمة والزعامات. ولا شيء ينطبق على حالنا أكثر من قول ماركس: "العجز يلجأ إلى الاعتقاد بالمعجزات والتصور أن العدو غُلب على أمره إذا تغلّب عليه الخيال".

 

الصندوق "يكبّر الحجر" ولبنان يتحصّن بالأخذ والردّ الإيجابيّ...ذرائع مالية تغطّي غياب القرار السياسي بالحلّ

كبريال مراد/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2025

واشنطن

تتركّز اجتماعات الوفد الحكومي اللبناني في واشنطن، والذي يضمّ وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد على لقاءات من مختلف المستويات في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ويسعى الوفد إلى الحفاظ على إيجابية التواصل مع المؤسّسات المالية الدولية، في سياق "الخطوة خطوة" التي يتبعها لبنان بمناقشة القوانين الإصلاحية المطلوبة وإقرارها. وتبرز نفحة الإيجابية في ما يصدر عن الوفد الذي يضع الزيارة في إطار "الزيارات المهمة لتعزيز التعاون بين لبنان والمؤسّسات المالية الدولية". لكن، وبحسب معلومات "نداء الوطن"، يبدو أن الهوّة لا تزال قائمة بين ما يقوم به لبنان، ومطالب صندوق النقد. وتشير المعطيات إلى أن بعض ملاحظات أو مطالب صندوق النقد من لبنان، تبدو صعبة التطبيق. على سبيل المثال لا الحصر، ناقشت الحكومة في الفترة الماضية مشروعها لإصلاح المصارف مع الصندوق، وأحالته إلى مجلس النواب الذي أقرّه كخطوة إصلاحية مطلوبة في سياق العمل على استعادة الثقتين المحلّية والدولية بلبنان. ليفاجأ الجميع بعد أسابيع بمطالب جديدة وملاحظات إضافية للصندوق. وقد حضرت هذه المسألة في النقاشات الدائرة في واشنطن، حيث صبّت وجهة النظر اللبنانية في إطار عدم القدرة على العودة إلى الوراء على صعيد القانون الذي نشر في الجريدة الرسمية، وطعن به، وأبدى المجلس الدستوري ملاحظات عليه. لكن ما يطالب به الصندوق، يأتي في سياق إعادة النظر بالقانون، بما يشبه نسفه.

هنا، تتوقف أوساط متابعة عند تعاطي الصندوق مع لبنان، "بخلفية غير تسهيلية". وكأن لا نية لدى المؤسّسة الدولية في الوصول إلى اتفاق مع لبنان في المدى المنظور. إذ كلّما أقرّ لبنان إصلاحًا بالتشاور مع الصندوق، تبرز ملاحظات جديدة، ومطالبة بتصحيح كلمة أو تعديل عبارة، "وكأن الصندوق يجري امتحان إملاء للدولة اللبنانية". وهو ما تضعه الأوساط المتابعة في سياق التغليف المالي الإصلاحي لخلفية سياسية مرتبطة بملفات أخرى، وبضوء أخضر لم يأت بعد. وتشرح الأوساط هذه المقاربة بالقول إن بند حصرية السلاح يتحكّم بكلّ شيء، حتى بمسار التفاوض مع صندوق النقد، وكأن هناك من يريد زيادة الأعباء، و "تكبير الحجر" كإشارة إلى أن لا إمكانية لجرعة أمل، ما لم يتمّ تطبيق بند حصرية السلاح الذي سيكون المدخل إلى تحويل اللاءات إلى نعم، ورفع الحظر عن الاستثمارات والدعم الماليّ للبنان. حتى أن اللقاءات مع الصناديق والمؤسّسات المانحة العربية والأجنبية المرتبطة بإعادة الإعمار، لا تحصل بمجملها حتى الآن سوى على الوعود والقليل القليل من التقديمات بينما الحاجة تفوق ذلك بأضعاف وأضعاف. في الانتظار، يبدو أن الوفد الحكومي يحاول الحفاظ على الحدّ الأفضل من التعاطي، والأخذ والردّ، وإعطاء الإشارات الإيجابية، ريثما تتوافر الظروف لتعامل مختلف، ونهاية سعيدة للمسار التفاوضيّ المستمرّ منذ ما بعد انهيار العام 2019.

أجواء بيروت

هذه الأجواء غير المريحة، سبق أن اختبرها فريق العمل اللبناني المسؤول عن ملف المفاوضات مع الصندوق خلال زيارة وفد الصندوق الأخيرة إلى بيروت، حيث بدت اللاءات التي شهرها الصندوق وكأنها تستهدف الإحراج، ووصلت إلى حدّ التدخل في شؤون داخلية، ومسّت باستقلالية المؤسّسات، وعلى رأسها مصرف لبنان.  وسبق أن تصدّى حاكم مصرف لبنان كريم سعيد لمحاولات التدخل هذه، وحاول رسم خطّ واضح بين ما يطالب به صندوق النقد، وبين استقلالية البنك المركزي التي لا يمكن التفاوض عليها. وسبق لسعيد أن تصدّى للصيغة الأولى لقانون الإصلاح المصرفي، التي أُرسلت إلى المجلس النيابي، انطلاقًا من حرصه على صلاحيات البنك المركزي واستقلاليته. وإذا كان سعيد رفض أن يتمّ المسّ باستقلالية المركزي من قبل السلطة السياسية اللبنانية، فهل يمكن أن يوافق على أن تمسّ جهات خارجية بهذه الاستقلالية؟ من هنا، تبدو الأمور عالقة عند نقطة الفصل بين الإصلاحات التي يطالب بها الصندوق، وتلقى القبول من دون تحفظ من قبل السلطات اللبنانية، وبين شروطه التعجيزية التي تبدو أقرب إلى التدخل والمسّ بسيادة القرار اللبناني، واستقلالية مؤسّساته، وعلى رأسها البنك المركزي. وهذا يعني برأي المتابعين، أن الصندوق يضع شروطًا تعجيزية.  وفي هذا السياق، يبرز العرض الأميركي الذي قدّمته المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس على الهواء ذات مرة، عندما اعتبرت أن لبنان قد لا يحتاج إلى عقد اتفاق مع صندوق النقد، لكي يكسب مشروعية العودة إلى الأسواق المالية العالمية، وإلى استعادة ثقة العالم به، بل يكفيه أن يحصل على "الختم" الأميركي لكي يكسب ثقة العالم مجدّدًا. ومن يعتقد أن مثل هذا الكلام يمكن أن يصدر عن طريق الخطأ، عن مسؤولة أميركية بوزن أورتاغوس واهم، لأن ما قدّمته المسؤولة الأميركية هو عرض أميركي واضح، وقد يكون حان الوقت لدراسته بعناية. 

نشاطات الوفد اللبناني

في السياق، عقد الوفد اللبناني إلى اجتماعات الخريف في واشنطن، اجتماعًا مطوّلًا مع مجموعة لبنان في الصندوق الدولي لاستكمال ما تمّ بحثه خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت خلال شهر أيلول الماضي في جوّ من الإيجابية والتقدّم، وسيستكمل البحث في اجتماع ثانٍ خاص بموضوع المصارف.

وقد عقد وزير المال ياسين جابر، الذي ترأس الوفد اللبناني إلى اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن أمس، اجتماعًا خاصًا مع المدير التنفيذي في البنك الدولي عبد العزيز الملا، تمّ خلاله البحث في برنامج عمل البنك الدولي في لبنان والمشاريع التي يقوم البنك بتمويلها، وترتيبات زيارة مجموعة المديرين التنفيذيين في البنك الدولي إلى لبنان خلال شهر تشرين الثاني المقبل، واعتبر جابر أن هذه الزيارة تعدّ من الزيارات المهمة لتعزيز التعاون بين لبنان والبنك. وفي لقاء مع فريق الصندوق العربي للتنمية ومقرّه الكويت، وصف جابر اللقاء بالجيّد والمثمر، بحيث أبدى الفريق استعداد الصندوق للمساهمة في صندوق إعادة الإعمار LEAP بعد صدور القانون في المجلس النيابي، كما أبدى استعدادًا لدراسة أي مشروع يتقدّم به لبنان على صعيد الإعمار أو سواه بهدف تمويله. إلى ذلك، عقد الوفد اللبناني اجتماعًا مع رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية محمد الجاسر، أكّد خلاله الأخير التزام مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بدعم لبنان في التغلّب على تحدّياته الراهنة، واستعادة الاستقرار والازدهار، ودفع جهود التنمية من خلال التركيز على المبادرات ذات الأولوية لضمان تحقيق أثر ملموس ومستدام. وسلّطت المناقشات الضوء على أهمية تعزيز التكامل الإقليمي ومواصلة تطوير مشاريع التنمية المشتركة مع سوريا لتعزيز النموّ الشامل والازدهار المشترك. وفي اللقاءات التي تناولت الأزمة المالية وإصلاح القطاع المصرفيّ، جدّد جابر تأكيد التزام حرص الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي على إقرار الإصلاحات والتشريعات اللازمة لإعادة التوازن المالي وحماية صغار المودعين، لافتًا إلى أن "العمل جادّ على خطة متكاملة تعيد الثقة بالقطاع المصرفيّ وتضمن العدالة في توزيع الخسائر". وشدّد في اللقاءات مع صندوق النقد الدولي على "أهميّة معالجة التزامات مصرف لبنان بطريقة قانونية وشفافة تحافظ على الاستدامة المالية"، لافتًا إلى أن "الحكومة تطبّق خطة مالية متوسطة الأجل تركّز على تحسين الجباية لا فرض ضرائب جديدة".

تحرّكات كنعان

وفي إطار متصل، أكّد النائب ابراهيم كنعان بعد مشاركته في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لعام 2025 في واشنطن والتي حضرها برلمانيون من حول العالم، أن البحث تطرّق إلى العلاقة بين المجالس النيابية وكلّ من صندوق النقد والبنك الدوليين لجهة الوصول إلى مسارات إصلاحية ومشاريع وبرامج محدّدة وتنفيذها وتحقيق أهدافها التي تتمحور أو يجب أن تتمحور حول إصلاح القطاع العام وتفعيل إنتاجية القطاع الخاص. وأشار كنعان إلى أن "لبنان الذي لا يزال يتفاوض مع صندوق النقد منذ العام 2019 بانتظار بلورة مسار للتعافي سليم وواقعي، يأخذ في الاعتبار مصلحة الشعب اللبناني، ألا وهي إصلاح المالية العامة من جهة، وتحديد آلية جديدة لاسترداد الودائع كما حصل في الكثير من الدول التي عانت من تعثرات مالية". وقال كنعان "كما أكّدنا دائمًا وعملنا منذ ما قبل الانهيار المالي، على إصلاح القطاع العام والمالية العامة، وتفعيل المحاسبة لمحاربة جدّية للفساد والهدر، نؤكّد ضرورة وضع آلية لاسترداد الودائع عبر قانون الفجوة المالية الذي خلق لاسترداد الودائع".

 

«الميكانيزم» تجتمع على وقع اتفاق غزة: الموقف الأميركي أساسي

ألان سركيس/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2025

يسجّل الشرق الأوسط أحداثًا تاريخية إذا استمرّ مسار غزة. نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كتابة بداية نهاية الحرب. ويبقى لبنان معلقًا على حبال الانتظار بعد كل الذي حصل. كان العام 1993 مفصليًا في تاريخ المنطقة. وقع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين اتفاق أوسلو للسلام، لتبدأ بعده مرحلة جديدة في مسار الصراع العربي - الإسرائيلي. وقضى اغتيال رابين على الأمل بالسلام واستكمال المسار. انتعش لبنان حينها وظنّ أن القطار سيمرّ به وستُحلّ مشاكله بعد خروجه من الحرب، لكن كل الآمال تبدّدت وانهارت الأحلام بعد فشل السلام.

يقف لبنان اليوم على درج الانتظار. حركة "حماس" التي ساندها "حزب الله" تسير بمركب السلام وتقرّر تسليم سلاحها وتتخلّى عن حكم قطاع غزة، بينما يكابر "حزب الله"، ولا يزال يريد مقارعة الإمبريالية الأميركية والتمسّك بالسلاح وتعطيل مسار بناء الدولة. وإذا كان العالم بقيادة واشنطن وبمباركة عربية يرعى اتفاق غزة، فيبدو أن النعم التي سيحدثها هذا الاتفاق لن تحلّ على لبنان قريبًا. وأتت غارات المصيلح لتوجّه رسالة قاسية إلى "حزب الله" والبيئة الشيعية والدولة اللبنانية مفادها أن لا إعادة إعمار قبل تسليم السلاح. ويرغب قسم من السلطة اللبنانية بالإسراع في عملية التسليم لتجنب أي ضربة إسرائيلية محتملة، بينما هناك قسم آخر يعتبر التذاكي على أميركا والمجتمع الدولي لعبة سهلة، متجاهلًا كل تطورات المنطقة. وإذا كان قائد الجيش العماد رودولف هيكل قد شرح المهمات التي يقوم بها الجيش والعمليات من أجل حصر السلاح، فاجتماع الميكانيزم يشكّل محطّة أساسية لبحث كل الأمور التي تحوط بوضع الجنوب والأمن في البلاد.

لو حصل اجتماع اللجنة سابقًا لكان اجتماعًا عاديًا، لكن التطورات التي تحصل تكسبه أهمية كبرى. ويتمثل العامل الأول بحصول الاجتماع بعد المباشرة بتنفيذ اتفاق غزة، وبالتالي سينتقل الاهتمام بعد أيام إلى ملفات أخرى غير حرب القطاع. ويكتسب الواقع الأمني الجديد الذي سينشأ اهتمامًا بالغًا. الجيش الإسرائيلي يبدو أكثر ارتياحًا، والضغط من جهة غزة سيخفّ، بينما ستواجه الساحة الجنوبية واللبنانية تحديات أمنية جديدة إذا استمرّ "حزب الله" في عناده. وينعقد اجتماع الميكانيزم بعد غارات المصيلح. وتعطي هذه الغارات رسالة قوية إلى الدولة اللبنانية من جهة، وإلى "حزب الله" والرئيس نبيه برّي من جهة ثانية، فلا لعب مع تل أبيب، وهذه الدولة لا تردّ على أحد، وبالتالي الوضع سيتجه نحو الخطورة. يحضر الطرف اللبناني ملفاته جيدًا. وسيتمّ التركيز حسب المعلومات على الخروقات الإسرائيلية أولًا، فما حصل في المصيلح مرشح للتكرار في أي منطقة أخرى، وأنشطة إسرائيل العسكرية لم تتوقف وبلا رادع. وسينتقل الحديث إلى عدم التجاوب الإسرائيلي والعرقلة، فاستمرارها باحتلال التلال الحدودية وعدم تسليم الأسرى والخروقات المستمرّة، أسباب تؤخر نشاط الجيش اللبناني في الجنوب. وإذا كان لبنان قد حضر النقاط التي سيتحدّث عنها معززةً بما قام به الجيش في الفترة الماضية، إلا أنّ هناك سؤالًا أساسيًا يطرح وهو هل ستحضر الموفدة الأميركة مورغان أورتاغوس الاجتماع. وتشير المعلومات إلى أن لبنان لم يتبلّغ بجدول زيارة أورتاغوس، وهناك تحليل في الساعات الماضية يقول إذا تمّت الزيارة فستقتصر على الشق العسكري - التقني مثلما حصل في المرّة الأخيرة، إلا إذا حصل أي طارئ يقضي بتوسيع جدول زيارتها. وسادت أجواء في الساعات الماضية تشير إلى أن غيابها عن الاجتماع سيكون بمثابة رسالة كبيرة للدولة اللبنانية، ما قد تعني التراجع الأميركي عن الملف اللبناني وترك الأمور تأخذ مجراها، أو تعبيرًا عن استياء أميركي من تراخي السلطة اللبنانية وعدم حزم أمرها والقيام بخطوات جديّة لحصر السلاح، وبالتالي سيكون اجتماع الميكانيزم فرصة لاستكشاف وضعية لبنان بعد اتفاق غزة وكيفية التعامل الأميركي الجديد مع هذا الملف خصوصًا أن ترامب تحدث عن لبنان وأكد ضرورة سحب السلاح وأشاد بالرئيس اللبناني في هذا السياق.

 

التفاوض مبادرة رئاسية بحجم التحوّلات: واشنطن تؤيّد وتدعم بضغط على نتنياهو

لارا يزبك/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2025

أمام عظمة المشهدية التي ارتسمت إقليميًا في 13 تشرين الجاري مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنطقة، فهم لبنان الرسميّ أن عدّة العمل التي يستخدمها منذ اتفاق 27 تشرين الأول الماضي، لم تعد صالحة، وبأن عليه اعتماد أدوات جديدة لمواكبة التطوّرات، وإلّا دفع ثمن تخلّفه غاليًا، مِن أمنه واقتصاده، فخطا خطوة كبيرة نحو "تحديث" مقاربته شؤونه السيادية والاستراتيجية، تمثلت في انفتاحه على التفاوض مع تل أبيب.

ترحيب أميركيّ

الجيّد، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لبنانية رفيعة لـ "نداء الوطن"، أن الدولة اللبنانية اتخذت أخيرًا، قرارَ الانضمام إلى ورشة التبدّلات التي انطلقت في المنطقة. فحتى حركة "حماس" "أمّ الصبي" إذا جاز القول، تخلّت عن الخيار العسكري وذهبت نحو التفاوض، فهل نبقى نحن خارجه؟

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بادر الاثنين الماضي، ومدّ يده، مبلغًا العالم استعداد لبنان للجلوس إلى الطاولة. هي رسالة موجّهة أوّلًا إلى الوسيط الأميركي. وبحسب المصادر، واشنطن تلقفت هذه الخطوة بارتياح، وهي تستعدّ في المرحلة المقبلة، خاصة مع مباشرة سفيرها الجديد ميشال عيسى عمله في بيروت، لتزخيم وساطتها بين لبنان وإسرائيل.

الضغط على نتنياهو

الرئيس عون يشترط وقف الاعتداءات الإسرائيلية قبل أي شيء آخر وقبل التفاوض. وهنا، لا تستبعد المصادر أن يفعل الأميركيون مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ما فعلوه معه عند طرح الرئيس ترامب خطّته لغزة، حيث ضغطوا عليه للسير بها. أي أن ترامب قد يُجبر نتنياهو على وقف الاعتداءات على لبنان، خاصة أن الأخير أعلن جهارًا نيته التفاوض. هذا "الباس"، من شأنه أن يعزز موقفَ الدولة في حصر السلاح ويُضعف حجّة "حزب اللّه". أي أنه سيخلط الأوراق لبنانيًا بحيث يُسكت "الحزب" ويُجبره على التعاون مع مسار جمع السلاح غير الشرعي. على أي حال، ليست تفصيلًا مطالبة رئيس الجمهورية "حزب اللّه"، بشكل غير مباشر، بإسناد نموذج هدنة غزة في لبنان. وقد بلغت أصداء مواقف عون هذه، واشنطن، فأشاد ترامب بأداء رئيس لبنان في عملية حصر السلاح، في خطابه أمام الكنيست.

تراجع سيناريو الحرب

ثمّة إذًا ما تبدّل إيجابًا في الأداء اللبناني بعد موافقة "حماس" على خطة ترامب وعقب انطلاق قطار السلام في غزة والمنطقة رسميًا في 13 تشرين. وبعد قلقٍ من انعكاس هذه التطوّرات سلبًا على لبنان، بحيث تعاظمت المخاوف من تجدّد حرب إسرائيل على "الحزب" للتخلّص من سلاحه، فإن المؤشرات الأولية التي صدرت عن "لبنان – الدولة" منذ غارة المصيلح، بدت متقدّمة وبحجم الحدث الإقليمي، وسكبت ماء باردًا على السيناريوات الساخنة، ودلّت على أن إبعاد كأس الحرب عن لبنان ممكن وعلى أن الخلاص ممكن أيضًا، اللّهم إذا تمسّك أهل الحكم بقرارَي التفاوض وحصر السلاح، ولم ينصتوا لجوقة التخوين والرضوخ التي ستنطلق ضدهم، تختم المصادر.

 

اتكأت آخر جبهات "المقاومة" على قُصّر....بين علمين ونشيدين وولاءين... "أدركنا يا مهدي"!

مريم مجدولين اللحام/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2025

أربعة وسبعون ألف طفلٍ يرفعون العلم اللبناني ثم الإيراني، يفتتحون تجمّعهم بالنشيد الوطني اللبناني ويختتمونه بالنشيد الولائي الفارسي "سلام فرمانده". يُظهرون تارةً حبّ الوطن وتارة أخرى يُعلنون عشق المحتل، بحضورٍ "سيادي" لنواب - الميليشيا في البرلمان اللبناني، والمديرة العامة لوزارة الشباب والرياضة فاديا حلال، المُشرفة على أدلجة الأطفال مرتدي صور قائد مقتلتهم المباركة على قمصانهم الكشفيّة. لبننة هشة في إيرنة فجّة. انضباط عسكريّ في نشاطٍ مدنيّ. تجمّع تربويّ في تنظيم تعبويّ. جنودٌ بلا لحى ولحاء بلا جُند. هوية تائهة بين دولتين ورمزيّتين ومشروعين وهدفين ومصيرين. "سَمِك بلَبِنْ". لا يتعامل "حزب الله" مع الطفولة كمرحلة عابرة بعيدة عن السياسة. على العكس من ذلك، يراها أرضًا خصبة لتأسيس جيل كامل من الأطفال الشيعة العرب المفاخرين بتقديم الإخوة والأشقاء قربانًا للنهج الخميني، فيما يُقدم لهم "الاستشهاد" كقيمة حياتية.

احتفال بنهاية الفكرة

ما بدأ كمناهج تربوية موازية داخل مدارس المهدي وكشافتها، لم يعد مجرد خيارٍ تعليمي لحزبٍ ذي مرجعية دينية، بل تحوّل إلى نظام اجتماعي بديل يهدد ركائز الدولة اللبنانية ومرجعيتها القانونية، برعاية وزارية من وزارتي التربية والشباب والرياضة. شبكة المدارس والكشافات التي أسّسها "حزب الله" بدعم مباشر من مؤسسات إيرانية مثل مركز الخميني الثقافي والمركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، تجاوزت وظيفة التعليم إلى وظيفة إعادة تشكيل الوعي الجمعي للطفل الشيعي على أسس عقائدية تتنافى مع مبدأ المواطنة والمساواة أمام القانون. جيل نشأ على فكرة أن الولاء ليس للدولة اللبنانية بل لمشروع "صاحب الزمان" ونائبه بالحق الولي الفقيه. يتعلم الأطفال في جمهورية الفزاعات، مسار الطاعة والولاء لإيران وأن سلوكهم يجب أن يخضع لـ "تكليف شرعي". قواعد تهيّئ جيلًا بأكمله، نفسيًا وجسديًا، للالتحاق بجهاز عسكري أو تنظيمي، من دون أن يشكك بخياراته.  عادة، يُبعد الطفل عن السلاح ولو كان سكينًا أو "فرد مَيْ"!... أما هنا في أحد "اللبنانَيْن"، فيفتخر أهالي الطلاب بأطفالهم الولائيين ويشترون لهم الهاون البلاستيكي كلُعبة للتدرّب على نمط العسكرة الخارجة عن القانون منذ الصِغَر. الأنشطة شبه العسكرية مفخرة وتقديم قادة "الحزب" كرموز مقدّسة أسلوب حياة. يتربى الطفل على مبادئ أساسية: الولاء لـ "الولي الفقيه" أولًا، تقديس السلاح كوسيلة وجود، وربط الهوية الشخصية بمشروع إقليمي أكبر من لبنان على ألّا يبلغ الطفل الخميني سن الرشد، إلا ويكون خياره حرًّا ووعيه السياسي مُعاد التشكيل على نحوٍ يعتبر أن القتال العقائدي واجب طبيعي، حتى لو تعارض مع الدولة أو السيادة اللبنانية.

خطورة لا تكمن في حرمانهم من طفولتهم الطبيعية فحسب، بل بتربيتهم ليكونوا جنود مشروع غير لبناني. هي ليست "تربية دينية - كشفية - مدنية بل أدلجة كاملة تخلق جيلًا لا يرى الدولة اللبنانية كمرجع، إنما يراها عائقًا يجب تجاوزه أو اختراقه بالحد الأدنى.

برعاية حارسات الموت المُقدّس

بالتوازي، ما نجح فيه "حزب الله" حقًا، إيمان الأمهات بضرورته. الأمهات اللواتي من المفترض أن يكُن الضمانة الأخيرة لبراءة أبنائهن، أصبحن سلسلة من حلقات التنظيم العقائدي، يحملن أطفالهن إلى عرضٍ تعبويّ لا يُكرّس خلاله طاعة فلذات أكبادهنّ فحسب بل طاعتهنّ الذاتية أولًا. رُوِّضت عاطفة الأمومة – العاطفة الأقوى في الوجود – وباتت وسيلة سياسية ضامنة. القانون اللبناني نفسه، في مادته الثالثة من اتفاقية حقوق الطفل المصادق عليها عام 1991، يُلزم الدولة أن تكون "المصلحة الفضلى للطفل" هي المعيار الأعلى في أي سياسة عامة أو ممارسة اجتماعية. لكن غياب الإرادة التنفيذية وضعف أجهزة الرقابة، وتواطؤ قادة الوزارات الرسمية، جعلت النصوص القانونية ذات الروحية الطبيعية لوطن طبيعي، مجرّد حبر على ورق، فيما تُمارس أمام العلن عملية تطبيع للولاء العقائدي كمكوّن من مكونات الهوية المركزية لطائفة متخبّطة ومرتبكة تبحث عن شكلها الأجدد: "سلاطة".

من الدفاع عن الإنسان إلى هندسة الإنسان

فجوة سقوط الهيبة نحو القاع كبيرة، وما الاستعراض الكشفي الذي رفع قسمًا هتلريًا إلا محاولة بائسة من "حزب الله" تسعى لإيهامنا "صهاينة الداخل" على حدّ تعبيره، أنه ما زال قادرًا على الحشد الشعبي ولو بالبراعم. حزب أفل نجمه ينتهك البراءة على مرأى من الدولة بل يمكن القول على مباركة منها وتصفيق.

هي المرة الأولى التي يبدو فيها "حزب الله" أضعف من لغته وأقوى من الاعتراف بالارتباك. سلاح بشري يجهره وبزّات موحّدة، فلا يخيف أحداً بل يُشعر الجميع بالحرج والتعاطف. تعاطف مع مشهد العاجز والتكتيك المكشوف، المحموم والملتبس في آن، إذ نرى تداخلًا بين التربية والعسكرة... المواطنة وعمالة المواطن الناشئ.

سياسيًا، يُعدّ ما شهده لبنان في مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت من كسر لرقم قياسي عالمي لتجمع كشفي عُدّ الأكبر في العالم لـ "أجيال السيّد"، في السنوية الـ 40 لتأسيس جمعية كشافة الإمام المهدي، استعراض نفوذ اجتماعي في لحظة خنوع ميداني لتعويض تراجع قدرات "حزب الله" القتالية. وفق الواقعيين، يظهر أن "حزب الله" انتقل من توازن الردع إلى توازن الصورة، ومن ساحة الحرب إلى ساحة الرأي العام الداخلي. والبنيويّون يرون في الحدث انعكاسًا لمأسسة الأيديولوجيا داخل البنية التربوية والاجتماعية، أي "تطييف الطفولة كمكوّن موازٍ" يُثبّت بنية الجيل الجديد صاحب المعركة اللاحقة المنتظرة لا الآنية.

ماذا يعني أن تضع حركةٌ سلاحها جانبًا وترفع الأطفال مكانه؟ بعد أن تآكلت "شرعية الفعل المقاوم"، لوحظ في سياق الأحداث عرض "حزب الله" عبر أطفال كشافته عنفه الترويضيّ، وهويته الهجينة التي تُشرعن الولاء للوليّ الفقيه تحت عباءة الوطنية اللبنانية، في ثنائية فردية تُنتج خللاً سياديًا طويل الأمد، تعيش ضمنها كتلة بشرية كاملة غير مندمجة في النظام الوطني بل مهيّأة – ذهنيًا وعاطفيًا – للانخراط في منظومة عسكرية متى استُدعيت لتطيع. "حزب الله" الذي قدّم نفسه سيّد الميدان صار أسير صورته، وحين يحتاج السيّد الشهيد الأسمى المتربع على صورة تفترش عشب الملعب الرياضي إلى تصفيق القاصرين ليؤكّد سلطته، فهو قد دخل طور الاغتراب والمرحلة التي فقدت فيها الفكرةُ ثِقلها التاريخي وتحوّلت إلى طقسٍ شعائري يغتصب الطفولة.

 

السوشيال ميديا في أسبوع

ألين الحاج/نداء الوطن/15 تشرين الأول/2025

جولة على سجالات الأسبوع السياسيّة في مواقع التواصل الاجتماعيّ شملت العناوين التالية: "لبنان الحاضر الغائب"، "غزة: انتصار ووجع"، "من حادث سير إلى نظريّة مؤامرة"، "ترامب والتكريم بلا "نوبل"".

لبنان الغائب الحاضر

يوم الإثنين، حضر لبنان في كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي، لكن لبنان الرسمي غاب عن "قمة السلام" في شرم الشيخ التي جمعت قادة عربًا وغربيين لمناقشة مستقبل المنطقة. وفي كلمته خلال محطته الأولى في إسرائيل، أشاد ترامب بجهود لبنان في نزع سلاح "حزب الله"، قائلًا: "إدارتي تدعم الرئيس اللبناني الجديد في مهمّته لنزع سلاح "حزب الله". هو يقوم بعمل جيّد جدًّا في هذا الصّدد". تصريحات ترامب أثارت سيلًا من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، حيث كتب أحدهم: "رغم كل شيء، لبنان لم يغب عن الاهتمام الدولي"، فيما علّق آخر: "ترامب، رئيس أميركا، يقول إنه مع الرئيس عون وفخور فيه"،  كذلك، قرأ أحد الناشطين في كلام ترامب رسالة سياسية إيجابية فكتب: "كلامه يأتي لتشجيع لبنان على مواكبة التحوّلات الكبرى في المنطقة والانخراط في المتغيّرات القادمة". في المقابل، ورغم أهمية لبنان كدولة مجاوِرة لغزة، إلا أنه لم يُدعَ للمشاركة في"قمة شرم الشيخ" التي ترأسها ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشارك فيها قادة من أكثر من 20 دولة غربيّة وعربيّة، ما أثار تساؤلات وتحليلات حول أسباب هذا الاستبعاد. فكتب أحد الناشطين: "القافلة انطلقت وهناك من لا يزال يتفرّج للأسف"، بينما علّق النائب فؤاد مخزومي عبر حسابه الرقميّ كاتبًا: "يبقى لبنان غائبًا عن هذا الزخم بفعل سياسة العزلة التي يفرضها "حزب الله""، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى "اتخاذ خطوات فورية لنزع سلاح جميع الميليشيات لإعادة إعمار لبنان". يُذكر أنّ "حزب الله" أثار جدلًا واسعًا يوم الأحد الفائت، خلال إحيائه مجدّدًا ذكرى اغتيال أمينَيْه العامَّيْن السابقَيْن وذكرى تأسيس "كشافة الإمام المهدي" في "مدينة كميل شمعون الرياضية"، حيث أُعلن أنه "أكبر تجمّع كشفي في العالم"، بمشاركة أكثر من 74 ألفًا من الكشّافة التابعة لـ "الحزب". هذا الرقم سرعان ما قوبل بتشكيكٍ واسع على مواقع التواصل الإجتماعي، إذ أشار ناشطون إلى أنّ "المدينة الرياضيّة" لا تتسع لأكثر من 50 ألف شخص، معتبرين أنّ "الحزب يواصل سياسة المبالغة في الأعداد لإظهار القوة التنظيمية". كما انتشرت تعليقات مناهضة، أبرزها: "حزب الله" انتقل من مئة ألف مقاتل... إلى مئة ألف كشاف".

ترامب في الكنيست

غزة: انتصار ووجع

أُعلن عن "وقف تاريخي لإطلاق النار" في غزة. الرهائن الإسرائيليون خرجوا إلى الضوء، وأفرجت إسرائيل عن نحو ألفَي أسير فلسطيني، لكن على منصّات التواصل لم تحصد القصّة إجماعًا على التصفيق. فوق أنقاض البيوت المُهدَّمة وبين عائلات فقدت أبناءها وأحلامها وذاكرتها، علّق كثيرون: "كرمال مين؟"، وكتب أحدهم: "لأجل عدد من الأسرى، قُتل عشرات الألوف ودُمّرت مدينة بأكملها". ولاقى منشور لأحد أبناء ضحايا الحرب اهتمامًا ودعمًا واسعَين حيث كتب: "لقد خسرت العشرات من أفراد عائلتي، منازلنا سوّيت بالأرض، لم يبقَ لنا شي. وأنا أرفض أن يخرج أحد المسؤولين في حماس ليقول انتصرنا".  في المقابل، انتشرت صور ومقاطع مصوّرة لذوي الرهائن الإسرائيليّين يتواصلون معهم صوتًا وصورة عبر الهاتف، وللأسرى الفلسطينيّين وهم يعودون إلى بيوتهم والدموع في عيون عائلاتهم وعيونهم. كذلك حصدت تصريحات ترامب تفاعلًا واسعًا، لا سيّما إعلانه "انتهاء الحرب"، وسط موجة شكر من الفلسطينيين الذين رأوا في وساطته انتصارًا للدبلوماسية الأميركية. لكنّ البعض شكّك في صمود الاتفاق، واعتبر أحدهم أنّ "نتنياهو أراد فقط تحرير الرهائن" مضيفًا: "الحرب ستعود". وفي لبنان، انقسمت التعليقات بين مهلّل للصفقة، لا سيّما من جمهور الثنائي، وبين جمهور منتقد. فيما برز تعليق لافت لأحد الناشطين اللبنانيين المناهضين لـ "حزب الله" حيث كتب: "لبنان دفع أكبر الأثمان بسبب القضية الفلسطينية، ودخل في حروب ودمار وصراعات، وخسر الكثير من الأرواح والفرص، وهجرة كبيرة! حان وقت وضع لبنان على سكة الخروج من كل هذه المآسي ووضع المصلحة اللبنانية فوق كل مصلحة!".

غزة المدمّرة

من حادث سير إلى نظريّة مؤامرة

حادث سير على طريق شرم الشيخ أودى بحياة ثلاثة دبلوماسيين قطريين، كان كفيلًا بإشعال مواقع التواصل الاجتماعي، العربيّة تحديدًا، وتحويل الواقعة المأسويّة إلى ساحة مفتوحة للتكهّنات والاتهامات، تعكس مزاجًا عامًا يبدو مستعدًا لتصديق أن لا شيء يحدث صدفة. في البداية، ضجّت مواقع التواصل بخبر "حادث سير على طريق شرم الشيخ ووفاة ثلاثة قطريّين من الوفد المشارك في "قمّة السلام"". وفجأة برزت "نظرية المؤامرة" بشدّة، فانطلقت منشورات تحدّثت عن "تصفية مدروسة"، وأخرى زعمت أنّ "الوفد كان في مهمّة سرّية وتمّ استهدافه"، فيما كتب أحدهم: "الداخلية المصرية مجبورين يقولوا حادث سير للهروب من الإحراج". أما أكثر التعليقات تطرُّفًا فذهبت إلى حدّ القول: "ضربة جويّة من درون إسرائيلية"، ليردّ عليه آخر: "درون يدخل سماء سيناء والرادارات المصرية ما ترصده؟ مستحيل. مصر فيها رادارات بتغطّي مئات الكيلومترات". وازداد الجدل اشتعالًا بعد تداول صورة لسيارة متضرّرة بفعل إطلاق نار، زُعِم أنها مرتبطة بالحادث، لتتضخّم معها رواية "المؤامرة" أكثر فأكثر. لكن الحقيقة، أكّدتها مصادر رسميّة مصريّة وقطريّة لاحقًا، حيث جاء في تقريرها أنّ الحادث "مروري بحت" وقع عند أحد المنعطفات على بُعد نحو 50 كلم من شرم الشيخ، أثناء انتقال دبلوماسيين من القاهرة للمشاركة في فعالية دبلوماسية، وأدى انفجار أحد الإطارات إلى فقدان السيطرة على السيارة وانقلابها، ما أسفر عن مصرع ثلاثة من موظفي السفارة القطرية في القاهرة. ومن بين التعليقات برز واحد متعقّل: "حادث على طريق، فيه شهود عيان شافوا إطار السيارة انفجر وانقلبت... لو كان اغتيال، كان نتنياهو اغتال الوفد الفلسطيني مش القطري".

سيارة الدبلوماسيين القطريين

ترامب والتكريم بلا "نوبل"

لم يحصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "جائزة نوبل للسلام" رغم أمله الكبير في أن تُمنح له، ومع ذلك نجح في أن يكون مؤثرًا في مسار السلام الشرق أوسطي، وإنهاء نزاعات حادّة لا سيّما في غزة. وعلى الرغم من عدم حصوله على "نوبل"، فقد نال ترامب من مصر "قلادة النيل"، أرفع وسام في البلد. ومن إسرائيل، نال وسام "حمامة السلام"، إضافة إلى "وسام الشرف الرئاسي الإسرائيلي"، وهو أعلى وسام مدني تمنحه الحكومة الإسرائيلية. كلّ ذلك تقديرًا لإسهاماته في دعم جهود السلام ودَوره المحوريّ في إنهاء حرب غزة. أحد الناشطين علّق على هذه التكريمات بأنها "تعويض رمزي عن خسارة "جائزة نوبل""، فيما برز تعليق طريف للصحافي طوني عطيّة: "مش بعيدة يطالب ترامب بإنشاء "جائزة ترامب للسلام" بدل "نوبل"... بيحقلّو!". وفي لحظة عائلية دافئة، قال ترامب لحفيدته إنه كان يحلم بأن يصبح رئيسًا، واليوم يطمح لأن يكون رئيسًا عظيمًا، لتنهال التعليقات فورًا: "أنت رئيس عظيم!".لكنّ المفاجأة الأكبر جاءت من زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو التي حصدت "جائزة نوبل للسلام"، حين قرّرت إهداءها لترامب، معتبرة أنّ دعمه لقضيتها كان حاسمًا، وأكّد ترامب تلقيه اتصالًا منها واصفًا الأمر بأنه "لطيف جدًا".

ميداليّة "جائزة نوبل"

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رئيس الجمهورية تلقى رسالة من ماكرون تؤكد تصميمه على تنظيم مؤتمري دعم الجيش والإعمار واطلع من الوزير مرقص على التحضيرات لـ"ملتقى الاعلام العربي" وعرض مع ألغرين للتعاون الامني والدعم البريطاني للبنان

وطنية/14 تشرين الأول/2025

جدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في رسالة وجهها الى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تصميمه على "تنظيم مؤتمرين لدعم لبنان قبل نهاية السنة الجارية، الأول لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة، حجر الزاوية في تحقيق السيادة الوطنية، والمؤتمر الثاني لنهوض لبنان وإعادة الاعمار فيه".

وشدد الرئيس ماكرون في رسالته على "الصداقة التي تجمع بين البلدين الصديقين"، مؤكدا "استمرار دعم فرنسا للبنان في المجالات كافة"، معربا عن سعادته "للقرار الذي اتخذه مجلس الامن بالتجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان "اليونيفيل"، وقال: "أحيي بالمناسبة القرارات الشجاعة التي اتخذتها لتحقيق حصرية السلاح بيد القوات الشرعية اللبنانية".

مرقص

واستقبل الرئيس عون وزير الاعلام المحامي د. بول مرقص وأجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة.

واطلع الوزير مرقص رئيس الجمهورية على التحضيرات الجارية لانعقاد "ملتقى الاعلام العربي" في بيروت ابتداء من 29 تشرين الأول الجاري.

وتطرق البحث أيضا الى مسار متابعة مشروع قانون الاعلام الجديد في لجنة الإدارة والعدل النيابية التي يرأسها النائب جورج عدوان.

الخازن لحود

واطلع رئيس الجمهورية من وزيرة السياحة لورا الخازن لحود على الحركة السياحية النشطة خلال فصل الصيف الماضي، والحركة الراهنة في الخريف والتحضيرات الجارية لتشجيع السياحة الشتوية بمختلف وجوهها.

كذلك اطلعت الوزيرة لحود الرئيس عون على عمل مغارة جعيتا بعد إعادة افتتاحها قبل شهرين، لا سيما لجهة ارتفاع مداخيل الدولة نتيجة ازدياد عدد الزوار وتعديل حصة الدولة من عائداتها.

تطرق الحديث أيضا الى زيارة البابا لاون الرابع عشر المقررة نهاية شهر تشرين الثاني المقبل ودور وزارة السياحة في مواكبة الزيارة البابوية.

الجميل

واستقبل الرئيس عون، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع السياسية الراهنة في ضوء التطورات المحلية والإقليمية.

ألغرين

الى ذلك، استقبل الرئيس عون في حضور السفير البريطاني هاميش كويل، مستشار وزارة الدفاع البريطانية عن منطقة الشرق الأوسط الادميرال ادوارد ألغرين EDWARD AHLGREN، وعرض معه للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة وما استجد من تطورات، لا سيما بعد الإعلان عن اتفاق انهاء الحرب في غزة، والاجتماع الذي عقد في شرم الشيخ وما صدرت عنه من مواقف.

وتطرق البحث ايضا الى العلاقات اللبنانية – السورية، حيث اكد الرئيس عون للمسؤول البريطاني ان "التنسيق قائم بين البلدين في مختلف المجالات خصوصا الأمنية والاقتصادية".

وقيم رئيس الجمهورية مع الادميرال ألغرين العلاقات المتينة التي تجمع لبنان وبريطانيا، "لا سيما التعاون القائم في المجال الأمني والدعم البريطاني في انشاء أبراج المراقبة على الحدود الشرقية والجنوبية".

وفي هذا السياق شكر الرئيس عون "الدعم البريطاني للبنان في مختلف المجالات".

اتحاد المستشفيات العربية

الى ذلك، استقبل الرئيس عون، رئيس اتحاد المستشفيات العربية النائب فادي علامة مع وفد من الاتحاد، ضم، أليس يمين بويز، نقيب أصحاب المستشفيات البروفسور بيار يارد، الدكتورة ميراي خليل، الدكتور يوسف باسيم، روني عبد الحي، لوتيسيا أبو شبكة، الدكتور سالي الرباع، الدكتور بسام القديسي وبراين دي فرانشيسكا.

وفي مستهل اللقاء، تحدث النائب علامة عن نشأة الاتحاد في لبنان منذ ربع قرن والدور الذي لعبه في تأمين التواصل بين صانعي القرار الصحي في الدول العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة الصحة الدولية، لافتا الى ان "التعاون قائم بين الاتحاد الذي يتخذ من بيروت مقرا له وسائر الجهات المعنية بالشأن الصحي والطبي إضافة الى منظمة الصحة الدولية".

وتحدثت بويز عن الاتحاد، فأشارت الى "انشاء منصة صحية تعد الأكبر في المنطقة"، وقالت: "حصدنا المصداقية والثقة من كل وزارات الصحة في الوطن العربي، الهيئات الصحية والمنظمات وخصوصا منظمة الصحة العالمية وجامعة الدول العربية التي حصلنا فيها على صفة مراقب في هاتين المؤسستين العريقتين، أضف إلى ذلك عدد هائل من المستشفيات الحكومية والخاصة".

اضافت: "إن إتحاد المستشفيات العربية هو إتحاد غير سياسي وهذه النقطة هي الأهم، هو شمولي، وبعيد عن التجاذبات ومنضو تحت راية الموضوعية الأسمى تحت مظلته 1700 عضو من 22 دولة عربية. كما يشكل منصة مثالية لتبادل الأفكار والسياسات والخدمات في إدارة الرعاية الصحية، فضلا عن توفير التدريب لقادة الرعاية الصحية، وهو مصدر للمعلومات حول المواضيع الصحية والإتجاهات الحديثة في الرعاية الصحية".

واشارت الى انه "على مر السنوات، اطلق الاتحاد مبادرات ونشاطات صحية تحولت لتكون نقاطا بارزة في القطاع الصحي العربي. كما عمل على إعلانات صحية مهمة وقع عليها وزراء الصحة العرب وتسلمها رؤساء بلدان على سبيل المثال : إعلان القاهرة حول صحة المرأة، إعلان بيروت لصحة الأم والطفل، وإعلان مسقط لسلامة المريض .وأنشأ ملتقى سنوي له "ميدهيلث" حيث تطور ليصبح منصة صحية متميزة تجمع صناع القرار من وزراء ورؤساء هيئات ومسؤولين حكوميين، إضافة الى كبار الرؤساء التنفيذيين في المؤسسات الصحية العربية والعاملين الصحيين والمساهمين والشركاء".

وشددت على ان "رسالتنا هي عالم عربي يتمتع بمجتمعات صحية ومستشفيات تدار بشكل جيد، وخدمات صحية متميزة تقدم رعاية آمنة وعالية الجودة وفاعلة للذين يحتاجون لها"، وقالت: "مهمتنا الأساسية أن يكون الاتحاد منصة مرجعية قادرة على دعم أعضائها تتمحور نقاطها حول رفع مستوى الجودة والسلامة وتقليل التكلفة وتعزيز الكفاية وتحقيق حوكمة جيدة وتشجيع المبادرات والقيادة الفاعلة وتنفيذ ممارسات تقديم الرعاية القائمة على القيمة".

بعدها تحدث أعضاء الوفد عن عمل الاتحاد ودور ألاعضاء فيه.

ورد الرئيس عون مرحبا بالنائب علامة والوفد المرافق، منوها بما يقوم به الاتحاد على الصعيدين الصحي والطبي، مشددا على "استعادة لبنان موقعه الطبيعي كمستشفى الشرق الأوسط نظرا لما تتمتع به المستشفيات اللبنانية من مستوى تقني واستشفائي رفيع، فضلا عن مهارة الأطباء اللبنانيين في الداخل والخارج وهؤلاء رفعوا اسم لبنان عاليا".

محفوض

واستقبل الرئيس عون رئيس حزب "حركة التغيير" ايلي محفوض مع وفد من الحزب، وعرض معهم للأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة.

بعد اللقاء قال محفوض: "تشرفنا كوفد حزب حركة التغيير بلقاء فخامة رئيس الجمهورية، الحريص على سيادة واستقلال لبنان. وابلغناه دعمنا المطلق للمسار الصحيح الذي يقوده لأنه لا يمكن للدولة ان تعمل في ظل الضوضاء والفوضى. والواضح ان رئيس الجمهورية يعلم جيدا بما يقوم به انطلاقا من الدستور اللبناني، وهو ابن المؤسسة العسكرية. وبطبيعة الحال جددنا امامه دعمنا المطلق لمؤسسة الجيش اللبناني، ولا يمكننا ان ندعم الجيش على " القطعة" اي نقدم دعمنا له عندما نرى انه انجز امرا يناسبنا ونتهجم عليه عندما يأخذ قرارا لا يناسبنا". ورأى أن "على جميع اللبنانيات واللبنانيين، منح فرصة لهذا العهد ولرئيس الجمهورية الحريص كليا على ديمومة المؤسسات. فلا يمكن احداث اي تغيير خلال فترة اسبوع او اسبوعين لمعادلات عمرها اربعين سنة او خمسين. إن الحرص كبير جدا على استمرار المؤسسات وقد يكون الرئيس جوزاف عون من الاقلية الحريصة على التمسك بالمؤسسات ضمن الاطار الدستوري". وطمأن محفوض اللبنانيين، بأن "الايام والاشهر المقبلة ستكون افضل للجمهورية اللبنانية، ونحن ذاهبون الى سلام والى امان والى اطمئنان وبطبيعة الحال نحن ذاهبون الى ازدهار اقتصادي".

وسئل: لقد قلتم اننا ذاهبون الى سلام، فما هي الاجواء اليوم في المنطقة بعد قمة شرم الشيخ؟

اجاب: "انا لا اريد التحدث عن السلام بين لبنان والخارج، بل عن السلام في الداخل. نحن بحاجة لأن نكون مسالمين مع بعضنا البعض وان نحتضن بعضنا البعض ونتفهم ظروف الجميع، وان تكون ايدينا ممدودة للجميع من دون استثناء. فهذا الوطن وجد ليكون ل 18 طائفة، ولا يمكن لأي طرف الغاء طرف آخر، ولا احد يمكن ان يتخطى أحدا، هكذا علمنا التاريخ، والجميع تعلم من تجاربه، بأنه من خلال استضعاف او استهداف أي فريق في الداخل لن يكون هناك لبنان الذي نعرفه. وكل مشاريع التقسيم والانعزال والشرذمة والتباعد لا تؤدي إلى أن تكون مساحة لبنان 10452 كلم. واريد ان اختم بشعار وضعه عميد في الجيش اللبناني وهو "يبقى الجيش هو الحل" وانا اقول ايضا بأن الجمهورية، بمؤسساتها ورؤسائها ودستورها هي الحل".

 

البابا لاون الرابع عشر لشيخ العقل: السلام هو الطريق الوحيد لضمان كرامة الشعوب وامنها

وطنية/14 تشرين الأول/2025

تلقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى رسالة خطية من امانة سر دولة الفاتيكان ثمّن فيها البابا لاون الرابع عشر " الموقف المسؤول للشيخ ابي المنى، باعتبار الاديان مدعوة إلى خدمة الانسان وحماية حياته وحقوقه، وتعزيز ثقافة الأخوّة والرحمة، وبذل الجهود لتحقيق السلام في المنطقة، كون السلام هو الطريق الوحيد الذي يضمن للشعوب كرامتها وأمنها". وابدى الكرسي الرسولي للشيخ ابي المنى "ألمه الكبير، ازاء الاحداث المأساوية التي طالت الأبرياء من ابناء الطائفة الدرزية في السويداء". وجاءت رسالة البابا باللغتين العربية والإنجليزية عبر امانة سر دولة الڤاتيكان، ردا على رسالة شيخ العقل له، الذي سبق وسلّمه اياها مستشاره الإعلامي الشيخ عامر زين الدين في حاضرة الفاتيكان في السادس من ايلول الماضي.

 

الراعي عرض الاوضاع مع ديب والتقى وفدي "المؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي" وجامعة الحريري

وطنية/14 تشرين الأول/2025

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، الوزير السابق روجيه ديب الذي أثنى على "الجهود التي تبذل داخليا وخارجيا بهدف تثبيت السلام والحفاظ على الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة". ولفت ديب الى ان "اللقاء مع صاحب الغبطة تمحور حول زيارة البابا لاون الرابع عشر المرتقبة الى لبنان في نهاية الشهر المقبل، واهمية هذه المبادرة على جميع الصعد ولا سيما لناحية الحضور المسيحي في لبنان والشرق الأوسط وسط الظروف والتطورات الملفتة التي تشهدها المنطقة، والتحرك الدولي باتجاهها". وأشار الى ان "اللقاء تخلله تبادل لوجهات النظر في ضوء ما يشهده لبنان والمنطقة بشكل عام من تطورات وتغييرات وجهتها السلام الذي يبحث عنه الجميع"، معربا عن "تفاؤل كبير نتيجة وقف الحرب في غزة وما شهده مؤتمر شرم الشيخ من التزام عالمي مؤيد للسلام والإستقرار".

مسرة

والتقى الراعي العضو المؤسس "للمؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي" البروفسور أنطوان مسرة ورئيسها ربيع قيس اللذين وجها دعوة له لرعاية وحضور المؤتمر الإقليمي للمحاكم الذي تنظمه المؤسسة الشهر المقبل، في المعهد العالي للأعمال – كليمنصو، بمشاركة قضاة ورؤساء محاكم من لبنان والأردن وفلسطين. وتسلم الراعي من مسرة عددا من مؤلفات المؤسسة حول تطبيق القوانين وجدواها وتأثيرها على المجتمع، إضافة إلى كتاب جديد بعنوان "الأحوال الشخصية – دراسة تقييمية لعمل المحاكم المسيحية والإسلامية وآفاق تطويرها"، وهو عمل مشترك لقضاة ومحامين لبنانيين من مختلف الطوائف.

جامعة الحريري

ووجه وفد من جامعة الرئيس رفيق الحريري - المشرف، دعوة الى الراعي لحضور المؤتمر الذي تنظمه الجامعة في العشرين من كانون الثاني المقبل، بعنوان "القيم المهنية وأخلاقياتها". وعرض الوفد لواقع "الجامعة ورسالتها التربوية والإنسانية ودورها في تنشئة جيل ملتزم بالقيم الوطنية".

خريش

ومن زوار الصرح ايضا، المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد عماد خريش.

 

استنفار لأبناء العشائر في المنطقة الحدودية لبلدة القصر بعد اختطاف عناصر سوريين لبنانيين اثنين من لبنان إلى داخل سوريا

وطنية/14 تشرين الأول/2025

 سجل مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" استنفارا وحشودا من أبناء العشائر في المنطقة الحدودية لبلدة القصر - قضاء الهرمل، بعد إقدام عناصر سوريين على خطف لبنانيين اثنين، من الاراضي اللبنانية، إلى داخل الأراضي السورية.

 

تنورين

ساميا خدّاج/موقع أكس/14 تشرين الأول/2025

تسريب الخبر قبل نتائج العينة..غريب!

عدم معرفة مصدر العينة وتخزينها..غريب!

تسييس الصحة بين رفض تنورين توزيع مجانا للعرض الكشفي لحزبلا غريب!

المنافسة الجنبلاطية اليوم وتنورين غريب!

انا بيّي احد ضحايا علاج السرطان المغشوش، ما عندي اي ثقة بنتائج تتم بإسم وزارة تابعة لحزبلا. وزير حزبلا لليوم بيتستر عملف دوا السرطان المغشوش، وعالج احد رجال بشار بمستشفى طرابلس الحكومي، وسابقا وزير الدبكة والكاتو لحزبلا استفاد من ال pcr بالمطار ونشر الادوية الايرانية بالبلد..كيف ساقب الموضوع بسفرة وزير ايران؟ وينه من اللحوم الفاسدة؟ وينه من القرعون والري اللي عم يصير؟

المطلوب من وزير الزراعة مؤتمر صحافي يوضح فيه بالتفصيل كل خطوة صارت ويعتذر من تهديد شركة بالاقفال وعائلات تصير بلا مدخول بعد ما شركة تنورين وضحت.

@Nizar_Hani @walidjoumblatt

ولبعض معتوهي وسائل التشابك لا التواصل ولاهثي الشهرة بنشاط مأجور مقيت، خفّهوها ما تاخدوا الناس بالعجقة لحملات مأجورة، ما تغرّقوا الناس بالرواسب لان ببساطة:

نحنا بجمهورية مسرطنة من ساسها لراسها

صحتنا بالدق يا ولاد البلد..ما تروحوا بالعجقة

 #وزير_حزبلا_مُدان #لبنان

 

رئيس الجمهورية عاد وقال كلامًا جيدًا -ولو متأخرًا، بعدما كاد عهده أن يدخل في شغور مبكر وغير معلن

علي خليفة/موقع أكس/14 تشرين الأول/2025

أحداث المنطقة تسير بوتيرة عالية جدًا. لسنا بعد في لبنان جزءًا من المشهد المتشكّل للمستقبل، نحن نغرق في الانتظار، نتأخّر بالمبادرة، نتورّط أكثر في المراوحة الخائبة…

رئيس الجمهورية عاد وقال كلامًا جيدًا -ولو متأخرًا، بعدما كاد عهده أن يدخل في شغور مبكر وغير معلن؛ فالعالم سينسانا لسنوات وثمة ما ينشغل به عنا… الحكومة متعثّرة على الرغم من وجود رجل دولة على رأسها وخطيئته الأصلية تكوينية؛ إذ ليس الثنائي جزءًا من فريق عمل المرحلة ولا شيء يُلزم قانونًا ودستورًا أن تكون الحكومة بالأصل والتكوين صورة مصغرة عن المجلس النيابي. كان يجب أن يدفع الثنائي ثمنًا سياسيًا للحرب وتداعياتها فيخرج من الحكومة، ولم يحصل. وتعثرات الحكومة حصاد التأليف. وفي عنق زجاجة النظام السياسي القائم، يقبع نبيه بري: يوزّع أرانب ووجهنات ويخنق بالجهر أو بالخديعة كل فرصة جادة للتغيير…

لنترك الأحداث الكبيرة في المنطقة. ماذا يحدث في يوميات الداخل وأحداثه الصغرى؟ لم يبقَ لدى حزب الله من عراضات سوى الأطفال في مدارس التعبئة والجمعيات الكشفية، بعد عراضات فيلق الموستيكات والشبيحة. لم يبقَ لدى نبيه برّي سوى بعض الأرانب والكثير من الملل لرجل يحاذي التسعين حولاً… فمرةً يلاحظ أن الحكومة لم تقل مرحبا. ولأنه لم يعد يملك شيئًا باليد، يحاجج من أجل عشرة عصافير على شجرة قانون الموازنة.

يريد توجيه غضب الناس، على الحكومة وتحديدًا رئيسها، في موضوع التعويضات وإعادة الإعمار…

للمفارقة، المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى قال منذ أشهر إن شنطة المليونين ونصف مليون دولار المضبوطة في مطار بيروت تعود له. ومعلوماتنا أن الأموال لا يزال ينقلها أفراد في حزب الله عبر المطارات التركية إلى بيروت…

فأين صرف المجلس الإسلامي الشيعي الأموال؟ لماذا لا تذهب للفئات الأكثر تضرّرًا من الطائفة مثلاً؟ أسئلة مشروعة يجب أن تطرحها بيئة الثنائي خيرٌ لها من عصافير بري التي لم تعد تطير وأرانبه التي لم تعد تدهش أحدًا.

الصورة، منذ أشهر، حين تقدّمتُ بإخبار ضد المجلس الإسلامي الشيعي بشبهة المشاركة في جريمة تبييض أموال… لا النيابة العامة تحرّكت ولا المجلس الإسلامي الشيعي أوضح وجهة صرف هذه الأموال بحسب نظامه الداخلي… لكن نبيه بري وحزب الله والمجلس الشيعي والمفتن الجعفري لا يزالون يستثمرون بخسائر الناس مقدّراتهم وأرزاقهم… في المشهد اللبناني الذي يضيق ويضيق حتى على فسحة الأمل.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 14 تشرين الأول/2025

البابا لاون الرابع عشر

فلننظر إلى وجوه مَن تضربهم الشراسة غير الطبيعية لمن يخطط بلا رحمة للموت والدمار. فلنُصغِ إلى صرختهم. فلنواصل العمل من أجل إحلال السلام في كل جزء من العالم ولتُعزَّز مبادئ العدالة، المساواة، والتعاون بين الشعوب والتي هي أساس السلام.

 

البابا لاون الرابع عشر

فلا ننسين أبدا الأهمية الأساسية، على الأصعدة كافة، لاحترام الحياة وحمايتها، في كل مراحلها، من الحبل بها إلى السن المتقدمة حتى لحظة الموت. أتمنى أن يستمر تنامي هذا الحس أيضا فيما يتعلق بالحصول على العلاج الطبي والأدوية.

 

رياض قهوجي

اختصار مشهدية اليوم الطويل لترامب بالشرق الأوسط هو ان واشنطن تقود عملية هندسية لمنظومة جديدة للشرق الأوسط لا دور فيها لمحور الممانعة. حدد بكلمته دور رئيس الجمهورية #لبنانيه بتجريد #حزب_الله من سلاحه وحدد هدف المساعدات الأمريكية للجيش بتحقيق ذلك. هل يستوعب قادة #لبنان هذا ام سيفوتهم القطار مجدد

 

نوفل ضو

عندما يجمع ترامب في شرم الشيخ الهند مع باكستان، وارمينيا مع اذربيجان، وتركيا مع اليونان وقبرص، واوروبا مع اكبر الدول الاسلامية، والعرب مع مصالح اسرائيل، من دون اي مشاركة لروسيا والصين فهذا يعني ان الولايات المتحدة لا تزال سيدة النظام العالمي وان الحديث عن تعددية قطبية مجرد وهم

 

فارس خشان

لن يستطيع لبنان أن يبقى على قارعة الأمم ينتظر "حزب الله" وايرانه. المنطقة تتقدم  وتأخره عن اللحاق بركبها سيوقعه في حفرة أكبر. الرئيس عون يدرك هذه الحقيقة ولكنّه يبدو كمن يحتاج إلى "موافقة ما"للذهاب في الاتجاه الإنقاذي!

 

غيث يزبك

بعد خطاب ترامب في الكنيست ومشهدية شرم الشيخ نسأل: الى متى سيظل الشعب اللبناني يتفرج على الجوار يزدهر وينمو، يراجع تجاربه ويتعظ، يخطئ ويصيب، فيما هو غارق في ازماته، حزين محبط ينزف شبابه وصباياه، اسير التردد والاستسلام لخاطفيه واستبدادهم، متى ستنتفض الدولة لشعبها وسيادتها؟. وبعد عقود الحزن الا يحق للبنانيين الاستقرار والفرح؟ متى يجرؤ الجميع مع القوات لننتصر؟!.

 

جورج صبرا

كان المشهد في احتفالية " شرم الشيخ " يوم أمس مسرحياً بامتياز . حيث قام المعلم باستعراض إرادته ومواهبه وإمكاناته أمام تلاميذه من الملوك والرؤساء والأمراء . كان لبعضهم أدوار صغيرة ، وكان الآخرون بين محتفل بابتهاج ،وحاضر بإحراج ،ومشارك بالتصفيق والابتسام البارد كما يفعل الكومبارس .

 

مجدى خليل

1967 سقط مشروع القومية العربية لعبد الناصر، لا صوت يعلو على صوت المعركة مع إسرائيل.

1991 سقط مشروع صدام حسين الصمود والتصدى لإسرائيل.

2025 سقط المشروع الايرانى المقاومة والممانعة.

السوال

من هى الدولة المرشحة لركوب قضية فلسطين وقيادة مشروع الخراب الجديد فى المنطقة؟

 

 زينا منصور

ما حدا عارف شو صاير بهوية دروز لبنان. دمروها من زمن. ابادة ثقافية وهوياتية تستدعي رفع دعوى أمام الجنائيةالدولية. والمشكلة بشهود الزور من الجسم الكهنوتي والمدني والثقافي والسياسي الإستثماري. المؤسسين الدروز نايمين ع هوية ممحية بسبب المصالح والتبعية والذمية والخط اليسارو-إسلاموي.

 

فريد هاشم

المسلم لن يستطيع ابدا التعايش مع غير المسلم. انظروا ماذا يحدث اليوم في اوروبا. لقد وصل المسلمين بطريقة غير شرعية الى اوروبا فاطعموهم والبسوهم وامنوا منزل لهم وادخلوهم المدارس وطببوهم وامنوا العمل لهم. هؤلاء المسلمين يقطعون الطرقات اليوم ويطلبون بتطبيق الشريعة الاسلامية في اوروبا

 

شارل شرتوني

بعد كل الجهد الدپلوماسي الاميركي، قرر جوزف عون إنو حان وقت التفاوض مع إسرائيل، يعني وسع دائرة مقاربته، نأمل توحيد موقف كل السلطة التنفيذية بها الاتجاه

 

يوسف سلامة

‏كلام الرئيس ترامب أمس عن المهمة الموكلة للرئيس عون بنزع سلاح الحزب ودعمه له في إنجاز مهمته، سيف ذو حدين،

‏إنجاز المهمة بعد تردّد سيعرّض لبنان لصراع داخلي،

‏عدم إنجازها يُعرّضه لسلام القوة على غرار سلام غزّة،

‏فخامة الرئيس،

‏"كل الفرص كانت بين يديك، كلفة إضاعتها مرتفعة دائمًا"

 

جو مجلي

السلام هو من أعمدة وركائز الدين المسيحي وكل من هو ضد السلام هو ضد الله و هو عدو لنا وللانسانية والعالم

صار وقت نرتاح من جلاميق الممانعة

١٠٠ سنة اكتفينا من اجرامهم، دجلهم و غباءهم

صار وقت نروح على السلام مع كل جيراننا و نرتّب نظامنا أقلّه

#السلام_الابراهيمي

 #فدرالية_أقلّه

 

طوني بولس

 ما يحصل في قضية مياه تنورين فاضح ومشبوه!

 يبدو أن القصة مفبركة بالكامل، وأن هناك من يستخدم وزارة الصحة كأداة لتصفية حسابات ومنح الأفضلية لشركة على حساب أخرى.

 القرار الذي أصدره وزير الزراعة بالوكالة عن وزير الصحة نزار هاني، قرار غبي وخطير — لأنه بُني على عينات مجهولة المصدر وغير معتمدة، فيما أثبتت كل الفحوصات التي اجرتها الوزارة نفسها في الشركة  خلو المياه من أي شوائب!

 الهدف ضرب سمعة شركة ناجحة تعتمد معايير ISO وفحوصات من مختبرات عالمية، مقابل التغاضي عن دكاكين مياه تجارية غير مرخصة ولا تخضع لأي رقابة!

 الوزير بدل أن يلاحق الفوضى والمخالفات، ذهب يضرب الشركات الوطنية الناجحة، كأنه يعمل لحساب منافس تجاري!

 هذا ليس خطأ إداريًا، هذا تواطؤ واضح يجب أن يُحاسَب عليه الوزير نفسه.

 على القضاء أن يتحرك فورًا، وأن يُسقط الحصانة عنه، لأن اللعب بسمعة الشركات التي تشغّل اللبنانيين وتدعم الاقتصاد هو جريمة اقتصادية وسياسية معًا.

 من غير المقبول أن تُستخدم الوزارات كسلاح في يد المصالح والمافيات!

 

طوني بولس

 ملاحقة نزار هاني قضائياً

 إذا تبيّن أن الفحص المخبري لمياه تنورين كان متلاعب فيه أو الهدف منه تشويه الشركة لصالح شركة محسوبة على الوزير او زعيمه او حزبه، فالموضوع لم يعد صحّيًا بل جريمة سياسية واقتصادية.

 القضاء مطالب بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة الوزير، وإلزامه بدفع التعويضات من ماله الخاص بعد الضرر الذي لحق بشركة تصدّر منتجاتها إلى الخارج وتدعم الاقتصاد اللبناني.

 

محمد الأمين

استبدال أغنيه "باي باي يا حلوين" ب"باي باي يا بشعين” يتجاوز حدود النقد السياسي إلى ما يشبه التنمر ، لأنه يهاجم الشكل بدل السياسات أو الأفكار.

 

زينا منصور

سوريا اليوم لا تشبه الشعوب السورية المتنوعة.

حين يتم إستبدال نظام إستبداد بنظام أصولي مذهبي أسوأ منه وبقرار دولي، إعلم أنك أمام (أفغنة) تتجاوز (الصوملة).

الأفغنة : أجندة تدمير لضرب المشرق ومنع قيامته لقرن بهدف إنتعاش جغرافية أخرى.

 مصير معقد سيأخذ المنطقة لهندسة جديدة.

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 14-15 تشرين الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 14 تشرين الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148207/

 ليوم 14 تشرين الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 14/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148209/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@everyone

@followers

@highlight