المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 10 تشرين الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.october10.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

فَكَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ المَوتَى ويُحْيِيهِم، كَذلِكَ الٱبْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاء

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/شركة حزب المعرابي همها تصير الإنتخاب وما تتأجل ولو تهمش الإغتراب بقانون البعث والخوزقا والبلف تبع ال 6 نواب الوهم والهلوسة

الياس بجاني/الإسلام السياسي بشقّيه السني والشيعي وغزوتا 7 و8 تشرين الأول 2023 الجهاديتان والهزائم المدوّية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اتفاق غزة يحشر "الحزب" في الزاوية...بين بري وسلام: فائض كلام ولا سلام

الجيش يحقق إنجازات "رئيسية" في نزع سلاح حزب الله شمال الليطاني

الرئيس عون ورئيس مجلس النواب بري يدعوان إلى الضغط على إسرائيل

للمرة الأولى منذ سقوط الأسد.. الشيباني في بيروت غداً ولقاءات مع مسؤولين

تراشق سياسي حول إعمار الجنوب وأزمة النفايات....بري يتهم الحكومة بتهميش الجنوب

رئيس الوزراء سلام يرد على بري ويؤكد التزام الحكومة تجاه الجنوب

ملف النفايات: قانون جديد ورخصة لتمديد مكب الجديدة

توقيف 32 شخصاً بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

شروط صندوق النقد الدولي للإصلاح

دعم بريطاني للحماية الاجتماعية والمساواة بين الجنسين

زيارة إسرائيلي إلى لبنان

لقاءات لوزير الدفاع وزيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري

وزير الدفاع اللبناني يعقد سلسلة اجتماعات حول قضايا اقتصادية وعسكرية

لبنان تحت الضغط: صندوق النقد الدولي يضع شروط الإصلاح قبل تقديم المساعدة

متى يفعل حزب الله ما فعلته حماس.. وهل ينتظر إمهاله 72 ساعة وإلا؟!

بين عون وسلام كيمياء غائبة ولكن...هدف واحد وترقّب!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

حزب الله» وأوهام النصر والتعافي/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الحكومة الإسرائيلية تصادق على المرحلة الأولى من اتفاق غزة

ترامب يتحدث عن "حل الدولتين".. والمرحلة المقبلة من اتفاق غزة

ترامب يعلن زيارة مصر.. والسيسي: تستحق نوبل للسلام

نتنياهو بين "النصر السياسي" و"الهزيمة الأخلاقية" في حرب غزة

أميركا ستنشر جنودا ضمن قوة مهام للإشراف على اتفاق غزة

زامير يحذر قواته في غزة: العدو لم يختفِ بعد

خليل الحية: تسلمنا ضمانات تؤكد انتهاء الحرب بشكل تام

وزير خارجية فرنسا: أمن غزة ستحققه شرطة فلسطينية مدربة

نتنياهو يُطلق على عملية تحرير الرهائن اسم "العودة إلى ديارهم"

ولايتي: وقف النار في غزة قد يمهّد لنهاية وقف نار آخر في العراق أو اليمن أو لبنان

بوتين: إسرائيل لا تريد مواجهة مع إيران ...دعا إلى حل في الملف النووي عبر الدبلوماسية

عقوبات أميركية جديدة على شبكة تهريب النفط الإيراني

ترمب: طهران تريد العمل على إحلال السلام وسنعمل معها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفرصة الأخيرة: لبنان في عمق العاصفة/ألان سركيس/نداء الوطن

"يا مهاجرين ارجعوا" وعاقبوا "الحزب والحركة والتيار"/جان الفغالي/نداء الوطن

كي لا يتبع لبنان طريق الانتحار/أسعد بشارة/نداء الوطن

لقراءة فاتيكانية متجددة... وتأكيد على تعزيز التنوع تحت سقف الوحدة...زيارة البابا في زمن التحولات اللبنانية/أنطوان مراد/نداء الوطن

الأردن يسدل الستار على خلية الصواريخ بعد تدريبها في لبنان/طارق أبو زينب/نداء الوطن

صفقة شاملة تُنهي حالة "اللاحرب واللاسلم" في الجنوب!/ناديا غصوب/نداء الوطن

غزة... بداية - نهاية "حرب السنتين"/جوزيف حبيب/نداء الوطن

من أرشيف عام 2013/وضع لبنان في التاريخ ومسيحيّيه بنوع خاص وأخطاء قادتهم الجسيمة والمتواصلة/سليم العازار عضو المجلس الدستوري سابقاً

خبار عن قصة الارز… والفرندز التاريخيين لليوم/الخوري مارون الصايغ/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الوزير سلامة يسأل عبر موقعنا: هل سيفتح إتفاق غزة أبواب السلام في المنطقة؟

9 تشرين الأول 1977: إعلان قداسة مار شربل

كتب الأب بولس ضاهر من الفاتيكان في “المسيرة”

مجلس الوزراء يقرّ خطّة نفايات جديدة ويكلّف العدل بمتابعة الاعتداءات على الصحافيين

سلام يرد على بري: اعادة الاعمار ليست وعداً بل عهداً وعين التينة: الشمس شارقة والناس قاشعة

بري: الانتخابات يجب أن تجرى في موعدها وفقا للصيغة الحالية للقانون الساري المفعول

الأمن العام يُحبط مخططاً اسرائيلياً لتفجيرات: سيارة معدّة للتفخيخ و"مارتين" المشغل!

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 09 تشرين الأول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَكَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ المَوتَى ويُحْيِيهِم، كَذلِكَ الٱبْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاء

إنجيل القدّيس يوحنّا05/من17حتى23/:”قالَ الربُّ يَسوع: «أَبِي مَا يَزَالُ يَعْمَلُ وأَنَا أَيْضًا أَعْمَل». لِذلِكَ ٱزْدَادَ طَلَبُ اليَهُودِ لِقَتْلِهِ، لأَنَّهُ مَا كَانَ يَنْقُضُ السَّبْتَ فَحَسْب، بَلْ كَانَ أَيْضًا يَدْعُو اللهَ أَبَاهُ مُسَاوِيًا نَفْسَهُ بِٱلله. وكَانَ يَسُوعُ يُجِيبُهُم ويَقُول: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم، لا يَقْدِرُ الٱبْنُ أَنْ يَعْمَلَ شَيئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلاَّ مَا يَرَى الآبَ يَعْمَلُهُ. فَمَا يَعْمَلُهُ الآبُ يَعْمَلُهُ الٱبْنُ أَيْضًا مِثْلَهُ. فَٱلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ، ويُريهِ كُلَّ مَا يَعْمَل، وسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ لِتَتَعَجَّبُوا. فَكَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ المَوتَى ويُحْيِيهِم، كَذلِكَ الٱبْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاء. فَٱلآبُ لا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ أَعْطَى الٱبْنَ أَنْ يَدِينَ الجَمِيع، لِيُكَرِّمَ الجَمِيعُ الٱبْنَ كَمَا يُكَرِّمُونَ الآب. مَنْ لا يُكَرِّمُ الٱبْنَ لا يُكَرِّمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

شركة حزب المعرابي همها تصير الإنتخاب وما تتأجل ولو تهمش الإغتراب بقانون البعث والخوزقا والبلف تبع ال 6 نواب الوهم والهلوسة

الياس بجاني/08 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148041/

غادة أيوب النائبة في شركة حزبالمعرابي ما عندها مشكلي ب 6 نواب للإغتراب، وهي همها عدم تأجيل الإنتخابات..غباء وانعدام رؤية وتخلي عن الإغتراب كما كان موقف سمير جعجع النرسيسي سنة 2017 الذي هلل ودبك ورقص وقال مواويل يومها مع الصهر العوني الشيطاني جبران باسيل والثنائي الملالوي الإرهابي لقانون الإنتخاب الذي همش الإغتراب الذي بأكثريته المسيحية واعطاه خازوق وبلفة الست نواب يلي فصلهم حزب البعث الأسدي وجراويه..غادة أيوب فضحت المفضوح في المقابلة المرفقة التي اجرتها مع موقع بيروت تيمز وكشفت المستور المعروف..ع الأكيد المليون أكيد مع هيك شركة حزب حني لا راح تاكل قمح ولا حتى راح يجي قمح غير القمح المضروب بسوسة النرسيسية وعمى البصر والبصائر..هودي حلفاء بري ع الأكيد والبركي بالبطب جورج عدوان ما غيرو.

 

الإسلام السياسي بشقّيه السني والشيعي وغزوتا 7 و8 تشرين الأول 2023 الجهاديتان والهزائم المدوّية

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148001/

مرّت سنتان على أبشع فصول البربرية المعاصرة: غزوة حماس الإرهابية في 7 تشرين الأول 2023، ذلك اليوم الأسود الذي كشفت فيه حركات الإسلام السياسي عن وجهها الحقيقي، الدموي والمتوحش. فقد خرجت عصابات حماس والجهاد الإسلامي من ظلمات الكهوف لتنفّذ مجزرة رهيبة لم يعرف التاريخ الحديث مثلها: قتل واغتصاب وحرق وتمثيل بالجثث وخطف للأطفال والنساء والعجائز. جريمة موصوفة بكل المقاييس، لا تمتّ إلى الدين ولا إلى الأخلاق ولا إلى الإنسانية بصلة.

وفي اليوم التالي، في 8 تشرين الأول، فتح حزب الله الإيراني جبهة لبنان، تنفيذًا لأوامر ملالي طهران، فجرّ لبنان إلى دمار جديد، ودمّر الجنوب والبقاع وضاحية بيروت، وقدّم آلاف العائلات قربانًا على مذبح الوهم المقاوم، الذي لم يجلب للبنان سوى الخراب والدم والفقر.

اليوم، وبعد سنتين على تلك الجريمة الكبرى، دفعت غزة الثمن الأغلى: أكثر من مئة ألف قتيل، ومئات آلاف الجرحى والمقعدين والمشرّدين، ودمار شبه كامل لبنيتها التحتية، انتهى إلى هزيمة حماس المذلّة وقبولها بخطة الرئيس ترامب للسلام.

أما في لبنان، فقد تكرّر المشهد نفسه: مئات القتلى من عناصر حزب الله، ودمار واسع في الجنوب والضاحية والبقاع، وانهيار اقتصادي شامل، لينتهي الحزب إلى وقف إطلاق نار مذلّ واستسلام فعليّ للمعادلات الدولية.

الخلاصة باتت جلية كالشمس

إنّ الإسلام السياسي، بشقّيه الإيراني الشيعي الإيراني وكل اذرعته، والسني المتمثّل بتركيا وقطر وجماعة الإخوان المسلمين، هو مشروع بربري مجرم لا علاقة له بالحضارة ولا بالإيمان الحقيقي. إنه فكر دموي لا يعرف الدولة ولا الدستور ولا التعايش، بل يقدّس العنف ويعتبر القتل طريقًا إلى الجنة، ويحوّل الدين إلى أداة سلطة وإخضاع وشمولية. ولذلك، فإنّ المواجهة مع هذا المشروع الجهنمي لا تكون بالمسايرة أو المجاملة، بل بالحسم والشجاعة:

يجب إسقاط نظام الملالي في إيران الذي حوّل الدين إلى وسيلة قمع وتصدير ثورات ودمار، ودعم كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة. لا استقرار في الشرق الأوسط ما دام هذا النظام قائمًا.

كما يجب التعامل مع حكّام قطر وتركيا بشدّة وحزم، لا بالتملّق والمصالح الضيّقة، لأنّهم الرعاة والمموّلون للإسلام السياسي السني المتطرّف، واحتضانهم لجماعات الإخوان وحماس والنصرة وغيرها هو تواطؤ مباشر مع الإرهاب.

كذلك، ينبغي على المجتمع الدولي أن يضع جماعة الإخوان المسلمين على لوائح الإرهاب العالمية، باعتبارها المرجعية الفكرية والتنظيمية لكل الحركات الجهادية التي دمّرت المجتمعات العربية ونشرت ثقافة الكراهية والدم.

لقد أثبتت التجربة أنّ الإسلام السياسي — من قم إلى أنقرة، ومن الدوحة إلى غزة — هو العدو الأول للحرية والسلام والإنسانية. مشروعه ليس نهضةً كما يدّعي، بل نكبة جديدة على الشعوب العربية والإسلامية، ودواؤه الوحيد هو تفكيكه، وتجفيف مصادر تمويله، ومحاسبة رموزه وأدواته بلا هوادة.

وفي الذكرى الثانية لجريمة 07 و08 تشرين الأول 2023، نقولها بوضوح، لن يكون هناك سلام ولا حضارة ولا مستقبل، ما دام هذا الفكر البربري قائماً.

فإسقاط الإسلام السياسي، بكل فروعه الإيرانية والقطرية والتركية والإخوانية، هو الشرط الأول لحماية الإنسان، وصون الكرامة، وإحياء القيم الحقيقية للإيمان والسلام.

الياس بجاني/فيديو: الإسلام السياسي بشقّيه السني والشيعي وغزوتا 07 و8 تشرين الأول 2023 الجهاديتان والهزائم المدوّية

https://www.youtube.com/watch?v=cXSUDt68gPM

07 تشرين الأول/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اتفاق غزة يحشر "الحزب" في الزاوية...بين بري وسلام: فائض كلام ولا سلام

نداء الوطن/10 تشرين الأول/2025

بعد مرور عامين على الحرب المدمرة التي أحرقت غزة وأغرقتها بالدمار والدموع، وأحرقت معها ما تبقى من وهم «الممانعة»، تطوى صفحة الحرب ليخطّ القطاع فصلًا جديدًا من تاريخه، إذ تقف حركة «حماس» التي طُعنت بحربة الخيانة من محور الممانعة، على أعتاب هدنة تاريخية مع إسرائيل في إطار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تشمل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والإفراج عن الأسرى والرهائن لإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني. إذًا في المبدأ انتهت حرب غزة، وبحسب الرئيس ترامب سيكون هناك سلام دائم، وفي انتظار التوقيع على الاتفاق في مصر، وزيارة الرئيس الأميركي المرتقبة إلى إسرائيل وخطابه التاريخي المتوقع في الكنيست، ومتابعة المفاوضات في ملف تحرير الأسرى الذي لا يزال معقدًا، تتجه الأنظار إلى الداخل اللبناني الذي لا يزال يتجرع سم ارتدادات حرب «الإسناد».في هذا السياق، تقول مصادر، إن استسلام «حماس» للورقة الأميركية أيًا كانت التسميات ليست إلا صفعة سياسية لـ «حزب الله» وسقوطًا مدويًا لمقاومته وشعاره «هيهات منا الذلة»، فالاغتيال الذي بات شبه يومي لعناصره وعجزه عن الرد هو الإذلال بحد ذاته».تضيف المصادر، إن توقيع «حماس» على خطة الرئيس الأميركي والذي ينهي وجودها السياسي والعسكري داخل القطاع، أحدث حالة غضب شديدة داخل كوادر «الحزب»، الذي يتخبط بفوضى عارمة وسوء تنظيم وتوزيع أدوار سيئ، وصراعًا بين جناحين داخل الحزب الواحد. والمفارقة أن من بدأ طوفان الأقصى يوقع اليوم اتفاق سلام ومن دخلها إسناداً خرج منها محطمًا مثقلًا بالدمار والعزلة والفواتير المفتوحة على حساب اللبنانيين. إذًا ما يجري في غزة ليس تفصيلًا بعيدًا من لبنان، بل مرآة لما ينتظر «حزب الله» في المرحلة المقبلة. فمَن سلم السلاح في غزة قد يكون مهد الطريق لسيناريو مشابه في لبنان، خصوصًا أن المؤشرات توحي بأن إسرائيل بعد حماس ستتفرغ لـ «حزب الله».

سجال بري - سلام

وفي هذا السياق سأل رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام جمعية الإعلاميين الاقتصاديين، ماذا بعد غزة؟ الجواب يجب أن يكون التوجه نحو لبنان لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه وممارسة المجتمع الدولي وخاصة الدول التي رعت اتفاق وقف إطلاق النار المسؤولية بإلزام إسرائيل بما لم تلتزم به حتى الآن.

بري صوّب سهامه باتجاه الحكومة سائلًا «هل يعقل ألا تقول الحكومة اللبنانية لأبناء القرى الحدودية «مرحبا»؟ وطالب الحكومة بأن تكون حاضرة أقله بالحد الأدنى، واعتبر أنه لا يجوز تحت أي وجه من الوجوه أن تربط الحكومة ملف إعادة الإعمار بأي أثمان سياسية . في المقابل، استغرب رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تصريح بري عن إهمال الحكومة لأهل الجنوب، وقال: «إن أول عمل قمت به مع عدد من زملائي الوزراء، وقبل مضي 48 ساعة على نيل حكومتنا الثقة، هو القيام بزيارة ميدانية إلى صور والخيام والنبطية، للوقوف على حال أهلنا والاستماع إليهم. كما قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بتأمين مساعدة مالية شهرية إلى 67 ألف عائلة متضررة وتقديم بدل إيجار شهري لـ 10 آلاف عائلة مهجّرة، والأهم أن حكومتنا عملت على الحصول من البنك الدولي على قرض بقيمة 250 مليون دولار لإعادة الإعمار». وختم سلام بالقول: «إعادة الإعمار ليست وعدًا مني بل عهدًا».

تعليق سلام استدعى ردًا من عين التينة جاء فيه: «الشمس طالعة والناس قاشعة». وفي كلمته في الاحتفال الرسمي بمناسبة إعادة انطلاق «أسواق بيروت» لفت سلام إلى أنه لا استقرار بلا دولةٍ عادلةٍ قوية، تُعامل مواطنيها سواسية أمام القانون. والعدالة، تتطلب ثقة المواطن بدولته، وشعوره بأن القانون يعلو ولا يعلى عليه، وأنه هو الذي يحميه ويصون حقوقه وحرياته.

إجراءات مشددة على المعابر

توازيًا، وفيما واصل نائب الأمين العام للسلام والأمن والدفاع في جهاز العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي، شارل فريز، والوفد المرافق جولته على المسؤولين اللبنانيين، علمت «نداء الوطن» أن الوفد ركز على مساعدة الجيش والقوى المسلحة ولم يأت على ذكر الدعم في إعادة الإعمار أو بقية المجالات، وبالتالي حدد الأوروبيون المسار بانتظار اتخاذ لبنان خطوات إصلاحية وسيادية واضحة. أمنيًا، بعد إعلان إسرائيل عن إحباطها محاولة إيرانية لتهريب أسلحة إلى الضفة الغربية، أشارت مصادر رسمية لـ «نداء الوطن»، أن لبنان يستمر بالإجراءات المشددة على الحدود والمعابر الشرعية، بالتوازي مع تنفيذ خطة الجيش جنوب الليطاني مما يجعل إدخال أسلحة وأموال من إيران أو أي بلد آخر بطريقة غير شرعية مهمة صعبة. وأكدت المصادر، أن إجراءات المطار لا تزال مشددة، كذلك هي الحال في المرفأ، حيث تتشدد الإجراءات بعد دخول ماكينات سكانر حديثة، بينما خط الإمداد من سوريا مقفل والنظام الجديد يقوم بدوره كما الجيش اللبناني والقوى الأمنية. وإذ شددت المصادر على أن لبنان يحاول ضبط كل المعابر والمنافذ رغم الصعوبات، تبرز زيارة وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني إلى بيروت اليوم، وهي الأولى منذ سقوط بشار الأسد، تلبية لدعوة وزير الخارجية يوسف رجي. يستهلها الشيباني بلقاء مع رجي كما يلتقي رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.وقد علمت «نداء الوطن» أن الزيارة تأتي تتويجًا للقاء عون والشرع في الدوحة. وسيحضر في اللقاءات ملف الحدود والموقوفين والتنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي والمالي ومحاربة الإرهاب وعدم استغلال أي جماعة الوضع لزعزعة أمن البلد الثاني، والأهم هو فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية - السورية، برعاية سعودية.

حل موقت لمطمر الجديدة

في المقابل، خرج مجلس الوزراء أمس بحل موقت لمطمر الجديدة، وسط تحفظ وزراء «القوات اللبنانية» على توسعته. فقد كلف مجلس الوزراء مجلس الإنماء والإعمار إنشاء خلية طمر جديدة في موقع مطمر الجديدة على أن يتوقف استقبال النفايات في المطمر قبل نهاية العام 2026 أو لحين استنفاد قدرة المطمر الاستيعابية، ويصار إلى إقفاله نهائيًا قبل هذا التاريخ. على أن يستمر استقبال النفايات في الخلية القائمة حاليًا حتى إنجاز خلية الطمر الجديدة. كما وافق المجلس على تمليك بلدية الجديدة البوشرية - السد العقار القائم عليه المطمر بعد إقفاله نهائيًا، وتثبيت حقها الحصري في استثمار سطح المطمر في أنشطة تتوافق مع طبيعة الموقع وتعود عائداتها حصرًا للبلدية. كما تم تكليف مجلس الإنماء والأعمار درس وتنفيذ إنشاء منظومة توليد كهرباء من خلال الطاقة الشمسية على سطح المطمر، والثاني إنشاء محطة لتوليد الكهرباء من الغاز المنبعث من المطمر، واعتبار المشروعين ملكًا للبلدية.

 

الجيش يحقق إنجازات "رئيسية" في نزع سلاح حزب الله شمال الليطاني

وكالات/ 09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

أفاد مصدر وزاري لصحيفة "الأنباء" الكويتية بأن الجيش اللبناني حقق "إنجازات رئيسية" في نزع سلاح حزب الله في المنطقة شمال نهر الليطاني، مع الإبقاء على تحركاته سريّة، حيث وُصفت بعض المواقع بأنها "أسرار عسكرية". وأشار المصدر إلى أن ذلك يدل على أن "انتشار السلاح على الأراضي اللبنانية بات تحت المراقبة والملاحقة بغض النظر عن الجهة المالكة له". وأضاف أن التقرير الأول للجيش حول نزع السلاح "وثّق بالأرقام والمعلومات حجم التقدّم المُحرز، متحدثاً عن مقاربة متكاملة توازن بين الحزم الأمني والحساسيات الوطنية، وحرص على تجنّب أي صدام داخلي أو توتر سياسي". وقد عزّز هذا "النهج الهادئ" الثقة الشعبية والرسمية بـ قيادة الجيش التي "تبدو مصممة على مواصلة مهمتها حتى النهاية، رغم التعقيدات والإمكانيات المحدودة". وقد أكد نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب هذا الكلام، مشيراً إلى أن الجيش حقق "إنجازات كبرى" في حصر السلاح، عارضاً بعضاً منها في جلسة مجلس الوزراء، بما في ذلك الأنفاق التي دخلها ومخازن الأسلحة التي فكّكها، ومؤكداً على ضرورة الحوار مع حزب الله لـ "بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية". وقد ناقش وزير الدفاع ميشال منسى مع رئيس الأركان اللواء الركن حسن عودي تقدّم العمل في خطة حصر السلاح.

 

الرئيس عون ورئيس مجلس النواب بري يدعوان إلى الضغط على إسرائيل

وكالات/ 09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من احتمال تنكّر إسرائيل للاتفاق، متهماً إياها بـ "تاريخ من عدم احترام كل الاتفاقيات"، بما فيها اتفاق تشرين الثاني/نوفمبر لوقف إطلاق النار مع لبنان. وحثّ بري المجتمع الدولي، وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة، على إجبار إسرائيل على الالتزام بالاتفاق من خلال الانسحاب من التلال الخمس التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، ووقف اعتداءاتها، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين. كما رحّب الرئيس جوزيف عون بوقف إطلاق النار في غزة، معرباً عن أمله في أن يشكّل خطوة أولى نحو سلام شامل وعادل، داعياً المجتمعين الدولي والإقليمي إلى مواصلة الضغط على إسرائيل لوقف سياساتها العدوانية في لبنان والمنطقة.

 

للمرة الأولى منذ سقوط الأسد.. الشيباني في بيروت غداً ولقاءات مع مسؤولين

المركزية/09 تشرين الأول/2025

يلبي  وزير الخارجية والمغتربين في  الجمهورية العربية السورية  اسعد الشيباني، دعوة نظيره اللبناني يوسف رجي  الى زيارة بيروت يوم غد الجمعة حيث سيعقد لقاء بين الجانبين عند الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر في مبنى الوزارة.وسيجري الشيباني، سلسلة لقاءات رسمية، أبرزها مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. إشارة أن زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تدوم ساعات، يعود بعدها إلى دمشق.

 

تراشق سياسي حول إعمار الجنوب وأزمة النفايات....بري يتهم الحكومة بتهميش الجنوب

وكالات/ 09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

اتّهم نبيه بري الحكومة اللبنانية بـ تجاهل سكان القرى الحدودية الجنوبية، مدعياً أن العرض الضوئي لـ "صخرة الروشة" حظي باهتمام أكبر من الحكومة مقارنة بـ إعادة إعمار القرى المتضررة من الحرب لتمكين السكان من العودة. واستنكر بري قائلاً: "للأسف، (الحكومة تتصرف) وكأن الجنوب ليس جزءاً من لبنان"، وهدّد بـ عدم تمرير موازنة 2026 ما لم تتضمن بنداً واضحاً يتعلق بإعادة الإعمار. وجاء هذا بعد أن شهدت الروشة عرضاً ضوئياً الشهر الماضي لأمين عام حزب الله الراحل وسلفه، في خطوة يبدو أن رئيس الوزراء نواف سلام حاول إيقافها.

 

رئيس الوزراء سلام يرد على بري ويؤكد التزام الحكومة تجاه الجنوب

وكالات/ 09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

عبّر رئيس الوزراء نواف سلام عن "دهشته" من تصريحات بري، مؤكداً التزام إدارته تجاه جنوب لبنان. وذكّر سلام في تدوينة على "إكس" بأن إحدى أولى خطواته بعد نيل الثقة كانت زيارة صور والخيام والنبطية مع وزراء للاطلاع على الوضع. وأشار إلى أن الوزارات المعنية بدأت أعمال الإصلاح لاستعادة الخدمات الأساسية، وأن وزارة الشؤون الاجتماعية قدّمت مساعدة مالية شهرية لـ 67,000 عائلة متضررة، وإيجارات شهرية لـ 10,000 عائلة نازحة، رغم غياب المساعدات الخارجية. ولفت سلام إلى أن الحكومة أمّنت قرضاً بقيمة 250 مليون دولار من البنك الدولي لإعادة الإعمار، لكن صرفه ينتظر موافقة البرلمان على القانون المتعلق به.

 

ملف النفايات: قانون جديد ورخصة لتمديد مكب الجديدة

وكالات/ 09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

أعلن وزير الإعلام بول مرقص أن مجلس الوزراء وافق على استمرار استقبال النفايات في خلية مكب الجديدة الحالية حتى نهاية عام 2026، مع العمل على إنشاء خلية جديدة وتوسيع المكب، وسيتم تقديم مشروع قانون إلى البرلمان لفتح التمويل اللازم.

في سياق متصل، تبحث الحكومة في مشروع قانون جديد يسمح للبلديات باسترداد تكاليف إدارة النفايات، من خلال فرض رسوم شهرية على المنازل والمؤسسات تتراوح بين 4 و 12 دولاراً، كخطوة نحو اللامركزية في إدارة الأزمة وتمكين البلديات من تمويل جمع وفرز ومعالجة النفايات دون انتظار التمويل المركزي أو الخارجي.

 

توقيف 32 شخصاً بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

وكالات/ 09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

أفاد مسؤول قضائي لوكالة فرانس برس أن لبنان أوقف في الأشهر الأخيرة 32 شخصاً للاشتباه في تقديمهم معلومات لإسرائيل عن حزب الله سهّلت ضرباته، ستة منهم قبل وقف إطلاق النار. وقد حوكم تسعة أشخاص حتى الآن، فيما لا يزال 23 قيد التحقيق. وحُكم على اثنين من المدانين بالسجن مع الأشغال الشاقة لمدد تصل إلى ثماني وسبع سنوات، بتهمة تقديم إحداثيات وعناوين وأسماء لمسؤولين في حزب الله. وكان من بين المعلومات التي سعت إليها إسرائيل، وفقاً لمصدر أمني، أنواع السيارات والدراجات النارية التي يستخدمها أعضاء حزب الله وتصوير المباني والمرافق المشتبه في أنها مستودعات أسلحة أو مراكز قيادة.

 

شروط صندوق النقد الدولي للإصلاح

وكالات/ 09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

يفرض صندوق النقد الدولي (IMF) شروطه الإصلاحية على لبنان قبل تقديم أي قروض أو استثمارات. وفي هذا الإطار، دعا الصندوق إلى تعديل قانون إعادة هيكلة المصارف لمنع ممثلي الهيئات الاقتصادية ومؤسسة ضمان الودائع من الجلوس في الغرفة الثانية لـ "الهيئة المصرفية العليا"، بسبب مخاوف من تضارب المصالح.

 

دعم بريطاني للحماية الاجتماعية والمساواة بين الجنسين

ال بي سي/09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

استضاف السفير البريطاني هاميش كاويل حفل استقبال على شرف وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين سيد، مؤكداً الشراكة البريطانية "القوية وطويلة الأمد" في مجالي الحماية الاجتماعية والمساواة بين الجنسين. وتقدّم بريطانيا دعماً لـ "شبكة أمان" (برنامج أمان) التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية لتصل إلى أكثر من 200,000 لبناني ضعيف إضافي هذا العام، كما أعلنت عن شراكات جديدة مع منظمة العمل الدولية (ILO) وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) لتعزيز نظام الحماية الاجتماعية ودعم الاستراتيجية الوطنية للمرأة والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

 

زيارة إسرائيلي إلى لبنان

ال بي سي/09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

زار المواطن الإسرائيلي المتشدد بيني ويكسلر، الذي يحمل جنسية أجنبية، لبنان متنكراً. وتجوّل ويكسلر في الضاحية الجنوبية ببيروت، معقل حزب الله، وزار كنيس ماغين أبراهام والمقبرة اليهودية، متخذاً احتياطات قصوى لإخفاء هويته الإسرائيلية، بعد أن شعر بالخوف عند الكشف عن مكان ولادته (بئر السبع) في جواز سفره عند دخوله المطار.

 

لقاءات لوزير الدفاع وزيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري

ال بي سي/09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

عقد وزير الدفاع ميشال منسى سلسلة اجتماعات تناولت قضايا مالية وعسكرية واجتماعية، أبرزها لقاء مع حاكم مصرف لبنان كريم سويد لمناقشة الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على المؤسسة العسكرية.

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بيروت يوم الجمعة للقاء نظيره اللبناني والرئيس ورئيس الوزراء.

 

وزير الدفاع اللبناني يعقد سلسلة اجتماعات حول قضايا اقتصادية وعسكرية

ال بي سي/09 تشرين الأول/أكتوبر 2025

عقد وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى سلسلة اجتماعات في مكتبه في اليرزة يوم الخميس، تناول خلالها قضايا مالية وعسكرية واجتماعية تؤثر على القوات المسلحة. اجتمع منسى أولاً مع حاكم مصرف لبنان (BDL) كريم سويد لمناقشة الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد وتأثيرها على المؤسسة العسكرية، بالإضافة إلى المسائل المالية المتعلقة بالجيش مباشرةً. استقبل الوزير لاحقاً النائب جميل عبود، حيث تمحورت المحادثات حول التطورات العامة والقضايا الإنمائية والخدماتية المختلفة. كما التقى الوزير بـ رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن حسن عودي لاستعراض الأوضاع العملياتية والإدارية للجيش، واحتياجاته المستمرة، والتقدم المحرز في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة. وكان من بين زوار منسى رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، الذي ناقش معه الشواغل المعيشية والاجتماعية التي تؤثر على العسكريين وعائلاتهم.

 

لبنان تحت الضغط: صندوق النقد الدولي يضع شروط الإصلاح قبل تقديم المساعدة

ال بي سي/09 تشرين الأول/2025

مع أو بدون اتفاق، يفرض صندوق النقد الدولي (IMF) شروطه الإصلاحية على الوضع المالي في لبنان. على الرغم من إدراك صندوق النقد الدولي، جنباً إلى جنب مع الجهات العربية والدولية المعنية، أن لحظة تنفيذ الإصلاحات تتزامن مع قضية نزع السلاح، فإن الضغط على لبنان مستمر، مما يؤكد أنه لن يتم تقديم أي قروض أو استثمارات دون التوصل إلى اتفاق مع الصندوق.     على هذا الأساس، يشارك صندوق النقد الدولي في تفاصيل قوانين الإصلاح. على سبيل المثال، دعا الصندوق إلى تعديل قانون إعادة هيكلة المصارف لمنع ممثلي الهيئات الاقتصادية ومؤسسة ضمان الودائع من الجلوس في الغرفة الثانية لـ "الهيئة المصرفية العليا"، وهي الجهة التي ستقرر مصير المصارف بعد تقييمها. يرى صندوق النقد الدولي أن مجرد وجود هؤلاء الممثلين هو، عملياً، تمثيل للمصارف نفسها بسبب صلاتهم، الأمر الذي قد يؤدي، وفقاً للصندوق، إلى تضارب في المصالح.

في غضون ذلك، أعدت وزارة المالية مشروع قانون يتضمن هذه التعديلات تحسباً لتقديمه وإقراره من قبل مجلس النواب. ويبقى السؤال عما إذا كان سيتم إقرار التعديل في الجلسة العامة الأولى أو إلى جانب ما يسمى بـ "قانون الفجوة" الذي لم يُطرح بعد. أكدت مصادر مصرفية مجدداً أن هناك محاولات لـ استثناء المصارف ومستشارها الدولي أنكورا من الحلول المقترحة، وكأنها وحدها المسؤولة عن الأزمة المالية. وفي الوقت نفسه، تواصل الدولة والمصرف المركزي المشاركة بنشاط في هذه الحلول، على الرغم من أن صندوق النقد الدولي يصف الأزمة بأنها غير مسبوقة، الأمر الذي يتطلب، وفقاً للمصادر المصرفية، إجراءات غير مسبوقة بالمثل من الصندوق.

 

متى يفعل حزب الله ما فعلته حماس.. وهل ينتظر إمهاله 72 ساعة وإلا؟!

لارا يزبك/المركزية/09 تشرين الأول/2025

مساء الجمعة الماضي، سلّمت حركة حماس، ردّها على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الحرب على غزة للوسطاء. وقالت في بيان إنها "تقدّر الجهود العربية والإسلامية والدولية وجهود الرئيس الأميركي الداعية إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى ودخول المساعدات فوراً ورفض احتلال القطاع ورفض تهجير الفلسطينيين منه". واعلنت موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات. وجددت الحركة موافقتها على تسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني، واستنادا للدعم العربي والإسلامي.

على الاثر، أبدت فصائل المقاومة الفلسطينية، السبت، تأييدها للرد الذي قدمته حركة حماس على المقترح الأميركي، واصفة إياه بأنه "موقف وطني مسؤول" اتُّخذ "بعد مشاورات معمقة مع فصائل المقاومة". ايضا، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن رد حركة حماس على خطة ترامب هو تعبير عن موقف "قوى المقاومة" الفلسطينية. وفي المفاوضات التي اعقبت هذه الموافقة وحصلت في شرم الشيخ، تم التوقيع على خطة ترامب وصادق عليها الإسرائيليون وحماس، وستسلك طريقها الى التنفيذ العملي في الساعات المقبلة.

تسرد مصادر نيابية سيادية هذه الوقائع، لتقول عبر "المركزية" ان حماس نفسها، التي اطلقت طوفان الاقصى وتعرّضت مباشرة للقتل والدمار والتهجير على يد تل ابيب، توصلت الى اتفاق مع إسرائيل، وضعته الولايات المتحدة، اي "الشيطان الاكبر"، والحركة لم تكتف بالترحيب بخطة واشنطن والموافقة عليها، بل شكرت ترامب وثمنت جهوده لوقف الحرب. في مقابل هذا الخطاب المرن، الذي سيتبعه خروجٌ من الحكم في غزة وايضا خروجٌ عسكري من القطاع، وصولا الى تسليم السلاح، نرى في لبنان، حزب الله يتشدد ويرفع السقوف ويتمسك بالسلاح. فهل يزايد على حماس؟ هل هو احرص على حقوق الفلسطينيين من حماس نفسها، وقد قررت الاخيرة وقفَ الحرب حقناً للدماء، لانها فهمت ان لا جدوى او توازنا في الحرب مع إسرائيل؟ ربما سلاح الحزب لم يعد دوره تحرير القدس بل ردع إسرائيل وتحرير الجنوب. حسنا، تتابع المصادر. حماس أوقفت القتال ووافقت على بعض الضمانات التي حصلت عليها من الدول العربية وواشنطن تقول بان إسرائيل ستنسحب من غزة وستوقف الحرب على الفلسطينيين، اذا طبقت حماس الاتفاق. فلماذا لا يفعل الحزب الامر نفسه في لبنان؟ لماذا يرفض تسليم السلاح على أن يعقب هذا التسليم انسحاب إسرائيل من الجنوب، وهو ما يطالب به الاميركيون لبنان؟ هل لتل ابيب اطماع في لبنان، اكثر من غزة مثلا؟! للتذكير، تتابع المصادر، نحن نتحدث هنا عن حماس والفصائل المؤيدة لها، اي انها كلها جزء من محور الممانعة، شأنها شأن الحزب، وقد وافقت على هذا المسار. فلماذا ما يسري عليها وما ترتضيه هي، لنفسها، حقنا لدماء الفلسطينيين، مرفوضٌ في لبنان، ويشن الحزبُ حملة شعواء ضده؟ وهل اتفاق حماس مع إسرائيل وترامب، حماية للفلسطينيين، حلال، بينما اتفاق مع اميركا يحمي اللبنانيين ويحرر أرضهم، حرام؟ نريد اجوبة من حزب الله، تقول المصادر قبل ان تسأل: هل يفعل الحزب ما فعلته حماس سريعاً ومن تلقاء نفسه، ام يفضّل ان يمنحه ترامب ٧٢ ساعة وإلا، كي يتصرف؟!

 

بين عون وسلام كيمياء غائبة ولكن...هدف واحد وترقّب!

نجوى أبي حيدر/المركزية/09 تشرين الأول/2025

 على خطين متوازيين لا يلتقيان الا على المصلحة الوطنية، يسير رئيسا الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة نواف سلام . الرجلان محكومان بالاتفاق في ما بينهما، فقط لأنهما وصلا الى موقعيهما انتخاباً وتكليفاً لتنفيذ عملية انقاذية للوطن المنهار والدولة المُشلعة المنقسمة على نفسها تحكمها دويلة مُرتهنة للخارج ومصالحه. ليست الكيمياء قوية بينهما حتى تكاد تكون في أدنى مستوى، استناداً الى ما تُبرزه المعطيات والوقائع، وما يلمسه العارفون ببواطن الامور، بيدّ ان الامر لا يلغي في الودّ قضية، فلكل منهما اسلوبه ومقاربته في كيفية بلوغ الهدف، ولو تضاربت احيانا وتباينت طريقة الاداء الى درجة الخلاف احياناً اخرى، على غرار ما حصل في اشكالية اضاءة صخرة الروشة وتداعياتها، الا انهما محكومان بالتفاهم والتوافق والتعاون، يتمسكان بالمبادئ والثوابت والمسلمات الوطنية لا يساومان على الحق ولا يتراجعان امام المصلحة الوطنية، لكنهما يتريثان في فرض الحلول، حرصاً على السلم الاهلي والاستقرار، في لحظة مصيرية يمر بها لبنان والمنطقة. وتقول اوساط سياسية مُطلِعة لـ"المركزية" ان الرئيس عون يحرص، اقله حتى نهاية السنة، على السلم الاهلي في لبنان وعدم تعريضه لأي انتكاسات امنية قد يتسبب بها استخدام القوة لتطبيق قرارات الحكومة. فالمنطقة تغلي والاوضاع غير مستقرة والضبابية تخيم على مجمل الملفات وثمة تغييرات جذرية تطرأ في اكثر من قضية وتقلب موازين القوى، بدليل ما يحصل راهناً في غزة ويصب في مصلحة مشروع السلام الذي يشق طريقه الى التنفيذ بإصرار من الرئيس الاميركي دونالد ترامب . وتؤكد ان الاتفاق الاسرائيلي مع حماس حول غزة لا بدّ سينعكس على لبنان ورياحه ستلفح مصير حزب الله وسلاحه، على قاعدة انه "لن يكون ملكياً اكثر من الملك". استناداً الى ما تقدم، تُمكن قراءة ما آلت اليه مداولات جلسة مجلس الوزراء في شأن تعليق عمل جمعية "رسالات" التابعة لحزب الله عوض سحب العلم والخبر منها وفق ما كان يطمح الرئيس سلام، لتجروئها على كسر قرار الحكومة ، والذي سبقته تصريحات جد استفزازية من نائب الحزب حسن فضل الله عبر قناة "المنار" وفيها ما فيها من لازمة "بلوه واشربوا ميتو" اذ توعّد الرئيس سلام  وقال بلهجة حادة ما حرفيته :أدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء بند سحب ترخيص جمعية الرسالات… إن شاء الله ما يغلطوا ويأخذوا قرار بسحب الترخيص. أنا أقول لك، يمكن كل احتفالاتنا نعملها باسم جمعية الرسالات. وأنا واحد من النواب بتعهّد للجمعية: كلّما يكون عندي كلام بمجلس النواب بدي أقول أنا أمثل جمعية الرسالات، وقرارك بلو واشرب ميتو، هيك رح أحكي بمجلس النواب… وبالتحدي محدا بياخد منا شي".

تهديد ووعيد نائب الحزب المُتسلِح بفائض القوة، كان لِيُحاكم عليه، في اي دولة يُطبق فيها القانون على الجميع، لما فيه من استهزاء بالحكومة ورئيسها، الا ان مقتضيات السلم الاهلي وضرورة التسلّح بالحكمة والتبصّر في المعالجات وترقب ما سيحمله قابل الايام من تطورات قد تكفل عودة دولة القانون، فرملت سحب الترخيص واندفاعة رجل القانون الصارم، الرئيس السلام، في فرضه تجنباً لمواجهات مفتوحة بين الحزب والسلطة التنفيذية ليس الزمان زمانها، بحسب نصيحة الرئيس جوزاف عون.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

المركزية/09 تشرين الأول/2025

* مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"

خطة الرئيس الأميركي في شأن قطاع غزة انطلق قطارها من شرم الشيخ والإتفاق على مرحلتها الأولى لم يعد ينقصه إلا التوقيع الرسمي والتطبيق الفعلي.

ورغم تحديد موعد دخول الإتفاق حيز التنفيذ ظهر اليوم أصر العدو الإسرائيلي على المماطلة والإستفزاز بإعلان بنيامين نتنياهو أن وقف إطلاق النار لن يطبق إلا بعد مصادقة حكومته على الإتفاق خلال الإجتماع الذي تعقده مساء.

وتشمل بنود وآليات الإتفاق في المرحلة الأولى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وانسحابا تدريجيا لجيش الإحتلال وإدخال مساعدات إنسانية ما قد يمهد الطريق لإنهاء عدوان شرس على قطاع غزة بدأ قبل عامين واستجلب  لهيبا إقليميا وزاد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.

وقد دعت حركة حماس الرئيس الأميركي والدول الضامنة ومختلف الأطراف العربية والإسلامية والدولية إلى إلزام تل أبيب بتنفيذ استحقاقات الإتفاق كاملة وعدم السماح لها بالتنصل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه.

وكان الرئيس الأميركي قد تابع لحظة بلحظة مجريات الساعات الأخيرة من المفاوضات في شرم الشيخ وعندما تبلغ التوصل إلى اتفاق قال أنه يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي ولإسرائيل ولكل الدول المجاورة  وللولايات المتحدة.

وأعلن ترامب أنه ربما يزور الشرق الأوسط ولا سيما مصر في نهاية الأسبوع.

وأفادت مصادر عبرية بأن الرئيس الأميركي سيزور إسرائيل الأحد حيث يلقي كلمة أمام الكنيست.

في بيروت متابعة للمسار التفنيذي للإتفاق بشأن غزة وانعكاساته على لبنان.

وفي هذا الإطار قال الرئيس نبيه بري اننا سنكون سعداء إذا ما توقفت حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على مدى عامين في قطاع غزة وشدد على وجوب الحذر من إنقلاب إسرائيل على الاتفاق وهي التي عودتنا دائما التفلت من كل الاتفاقات والعهود

واضاف: بعد غزة حتما يجب أن يكون التوجه نحو لبنان لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه وممارسة المجتمع الدولي وخاصة الدول التي رعت إتفاق وقف إطلاق النار المسؤولية بإلزام إسرائيل بما لم تلتزم به حتى الآن.

وقال الرئيس بري: هل يعقل أن لا تقول الحكومة اللبنانية لأبناء القرى الحدودية الذين عادوا لزراعة حقولهم وافترشوا منازلهم المدمرة أن لا تقول لهؤلاء "مرحبا" للأسف وكأن الجنوب ليس من لبنان!.

وشدد على ان الموازنة لن تمر إذا لم تكن تتضمن بندا واضحا متصلا بإعادة الإعمار, واكد ان لا تعافي اقتصاديا في لبنان والوضع في الجنوب على هذا النحو من إستمرار للاحتلال وللعدوان، ومن عدم مباشرة الحكومة في إعادة الإعمار.

وشدد الرئيس بري من جهة اخرى على ان الانتخابات يجب أن تجرى في موعدها وفقا للصيغة الحالية للقانون الساري المفعول وقال اننا ضد التمديد.

* مقدمة الـ "أم تي في"

دونالد ترامب قال وفعل، وعد ووفى.

أعلن انه سيحقق السلام لغزة، وقد بدأت الخطوات التنفيذية بالظهور.

فبعد سنتين ويومين من المعارك المستمرة دخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ ظهر اليوم. الرئيس الاميركي علق على اتمام وقف النار في غزة قائلا: انه يوم عظيم في الشرق الاوسط. 

والواضح ان ترامب يريد استغلال الانجاز الذي حققه في غزة  لامرين: للاقتراب اكثر فاكثر من نيل جائزة نوبل للسلام  ولينشر السلام في كل المنطقة.  لذلك  اعتبر ما تحقق  ليس مجرد سلام في غزة  بل انه السلام في الشرق الاوسط.

وانطلاقا من المقاربة المذكورة  يتوقع ان يزور ترامب  اسرائيل ، وسيلقي خطابا تاريخيا في الكنيست ، ما يعيد  الى الاذهان الخطاب التاريخي  الذي القاه الرئيس المصري انور السادات في الكنيست عام 1977.

فهل يشكل خطاب ترامب في الكنيست بداية السلام  في الشرق الاوسط، كما شكل خطاب السادات بداية السلام بين مصر واسرائيل؟ لبنانيا، انتظار لتداعيات السلام الغزاوي على الوضع اللبناني.

والاشكالية الكبرى المطروحة ما اذا كان  حزب الله سيتعظ مما حصل ويدرك ان شرق اوسط جديدا يتشكل، وان لا مكان بعد اليوم لقوى مسلحة خارج الدولة وخصوصا بعد انهيار محور الممانعة. في  الانتظار، يزور وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني بيروت يوم غد الجمعة بدعوة من نظيره اللبناني يوسف رجي.

أهمية الزيارة انها الاولى لوزير سوري الى لبنان منذ سقوط نظام بشار الاسد،  ولدقة المواضيع التي ستبحث خلالها، باعتبار ان ملفات قضائية وسياسية وامنية كثيرة مهمة عالقة بين البلدين  وتستلزم البحث المعمق، وهو امر لم يكن ممكنا في ظل النظام المخلوع السابق.

البداية من غزة، حيث  القطاع ينتظر المصادقة الرسمية من الحكومة الاسرائيلية على الاتفاق  في ظل ترحيب دولي ببدء تنفيذ خطة "رجل السلام".

* مقدمة "المنار"

إن مع الصبر نصرا.

نداء يملأ الارجاء، صاغته غزة واهلها بعظيم التضحيات وكتبوه بسيل الدم الذي اغرق كل اوهام المحتل وعنجهيته ومشاريعه التوسعية، وأكدوا انه في معركة الحق بوجه الباطل لا يكون قياس الربح والخسارة بحجم التضحيات، ففي معركة كهذه متى ننتصر ننتصر ومتى نستشهد ننتصر، كما قال سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله.

عامان وما انكسر شعب مؤمن بارضه وحقه وقضيته، وما ترك ترابا دفن فيه ولاجله اغلى ما يملك، حتى ملك العزة والكرامة وفرض مشروعية قضيته التي اعترف بها العالم كله.

حاصرت غزة – بعشرات الآلاف من شهدائها وجرحاها ومئات آلاف المشردين والمجوعين – عدوها وسيده الاميركي واتباعه في المنطقة والعالم، وفرضت منطقها واعلت شأن قضيتها، وفتحت صفحة لتاريخ جديد يسطع فيه الحق الفلسطيني فوق كل التضليل الصهيوني والعالمي.

عامان من حرب الابادة الصهيونية الاميركية ولم يستطع خلالها العدو تحقيق شروطه، فما عاد اسراه الا باطلاق آلاف الاسرى الفلسطينيين، وكسر الحصار عن غزة التي كان شعبها في سجن كبير، وما انتهت حماس ولا كل المقاومة الفلسطينية التي يفاوضها اليوم العدو وكل العالم، وستزهر تضحياتهم في وقت ليس ببعيد دولة فلسطينية حقيقية.

ورغم كل العنتريات الصهيونية سينسحبون خلف الخطوط الصفراء والخضراء وحتى تلك التي كانت حمراء، ولن يكون فيها حكم تابع لاحتلال او لوصاية دولية، وسيعاد اعمارها لاهلها لا لمصلحة تجار الحروب وساسة الصفقات، كدونالد ترامب واقرانه من تجار الموت الصهاينة وحتى بعض من في المنطقة.

هو منطق غزة منطق الحق الذي ستتكفل بتظهيره الايام، وان كانت الساعات الحالية حاسمة حتى ينتزع نتنياهو من غلاة حكومته الاتفاق المرعي اميركيا ودوليا وعربيا، ويوقف آلة القتل التي لا تزال تعمل حتى اخر لحظات وقف اطلاق النار.

هو حدث تاريخي صنعه الشعب الفلسطيني بعظيم التضحيات، وكان للبنانيين نصيب فيه ان قدموا في سبيله اسمى الدماء وتحملوا اقسى العذابات، ولليمن العزيز مساهمة لن تغفل وكذلك للعراق وايران ولكل الشعوب الحرة في العالم التي هزت عروش حكامها ففرضت عليهم الاعتراف بالحق الفلسطيني، وكذلك كان.

* مقدمة الـ "أو تي في"

لماذا وقعت حرب غزة؟

هل لأن اسرائيل كانت تخطط لها، فوجدت في طوفان الاقصى شرارة لإطلاقها؟ ام لأن حماس اساءت التقدير، فأوقعت القطاع، ومعه لبنان وسوريا واليمن وصولا الى ايران، وحتى العراق وقطر، في دوامة عنف، لم تنته بعد؟

قراءات عدة ستقدم، في هذا الاتجاه او ذاك، وكتب كثيرة ستكتب من هذا الرأي او ذلك، في الآتي من الايام والاشهر والسنين.

وأما الكلمة الفصل، فمتروكة للتاريخ، الذي سيحكم لحركة المقاومة الاسلامية او عليها، لكنه لن يتوقف كثيرا على الارجح عند عشرات آلاف الشهداء والمصابين بجروح ستلازمهم مدى الحياة، ولاسيما الاطفال منهم، الذين راحوا ضحية تضارب مصالح الدول والرهانات المشبوهة لبعض أصحاب النفوذ.

ولكن مهما يكن من امر، القضية الفلسطينية خرجت حية من تحت الركام. وسيأتي يوم تقوم فيه دولة فلسطينية مكتملة المواصفات، بما يليق بالدماء المبذولة في سبيلها.

وأما الدولة اللبنانية القائمة منذ مئة وخمسة اعوام، فبينها وبين المواصفات المكتملة سوء فهم كبير، اذا ليس فيها من مواصفات الدولة الا الشكل واسماء المسؤولين.

وأما المسؤوليات، فمرمية على قارعة الاهمال، تماما كما جرى اليوم في ملف مطمر الجديدة، وكما يجري كل يوم في كل الملفات.

فاليوم، وفي الذكرى الشهرية التاسعة لولادة السلطة الجديدة، اتخذت حكومة نواف سلام قرارا تاريخيا، لكن بالمعنى المعكوس، فقررت توسعة مطمر الجديدة بدل اقفاله، واجلت كل بحث جدي بحل مستدام لمأساة النفايات الى ما بعد الانتخابات النيابية المفترضة عام 2026.

وأما الوزراء المتحفظون، فسرعان ما فضحهم زملاؤهم، اذ ردا على سؤال لل او.تي.في. عن موقف وزراء حزب القوات من توسعة مطمر الموت، قالت وزيرة البيئة تمارا الزين: جوا، ما حدا تحفظ على شي.

* مقدمة الـ "أل بي سي"

حماس، وربما آخرون لاحقا، في سباق مع الإتفاق، والرئيس ترامب في سباق مع جائزة نوبل للسلام.

العالم يحبس أنفاسه، في اليوم الثاني من السنة الثانية على حرب طوفان الاقصى، رمى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بثقله، كأحد أقوى الرؤساء، في اقوى دولة في العالم، ليقول: "أريد السلام الآن"، فمن يجرؤ على الاعتراض؟

حماس منهكة، وكانت قبل اسابيع تحت خطر القضاء على من تبقى من قيادات الصف الاول.

نتنياهو عالق بين اليمين والقضاء، ويريد أن يبيع إنجازا لشعبه، إكتملت الحبكة، والأحد الثاني عشر من تشرين الأول ليعلن "طوفان السلام".

لبنانيا، وزير الخارجية السورية في لبنان غدا، وفي جدول لقاءاته لقاء مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية.

لبنانيا أيضا، حل موقت لمطمر الجديدة، تمديد مرفق بحوافز لبلدية الجديدة، هي أقرب إلى الإغراءات وبينها تمليك البلدية مساحات المطمر وتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية على مدى مساحة المطمر وتكون الإفادة للبلدية، ليبقى السؤال: ماذا بعد انتهاء الفترة الممددة؟...

* مقدمة "الجديد"

"كليلة العيد وأجمل".

هكذا تلقى سكان غزة الخبر ووسط ذهول مبلل بالدموع، خرجوا من الشوارع، حيث الإقامة، إلى الشوارع ومعهم نهضت غزة من تحت رمادها في مجزرة استمرت عامين لتعود ليس كأجمل المدن وأرقاها بل لأنها "تعادل تاريخ أمة".

ومن موتها تثبت جدارتها بالحياة وصدق درويش هكذا انتصف نهار غزة مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أن تصادق الحكومة الإسرائيلية المجتمعة على القرار مسبوقة بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجرا أن إسرائيل وحماس وافقتا على إنهاء الحرب في غزة كمرحلة أولى من خطة السلام والتي تتضمن تبادل الأسرى في مهلة أقصاها الإثنين المقبل.

وكالمزهو بإنجازه تحدث ترامب عن مجلس السلام وعن دول المنطقة الراغبة في إعادة إعمار القطاع والحفاظ على بقاء غزة سلمية, وأضاف أنه أبلغ بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل لا يمكنها أن تحارب العالم وهو يفهم ذلك جيدا.

وإذ بدا ترامب واثقا من أن السلام سيسود الشرق الأوسط قال: أعتقد بأن إيران ستكون جزءا من عملية السلام فهل غمز ترامب من قناة التفاوض مع طهران؟

وهل سيشهد التقارب الأميركي الإيراني انفراجا على الساحة اللبنانية وبالتالي تطبيق نموذج الاتفاق مع حماس ومن ضمنه نزع سلاحها... على حزب الله وبخاصة بعد التهنئة التي تلقتها الحركة من كل من طهران وحزب الله على الاتفاق.

وفي الانتظار قد يتوج الاتفاق بزيارة ترامب إلى القاهرة بعد تلقيه دعوة مماثلة لزيارة تل أبيب وإلقاء كلمة أمام الكنيست.

وفي وقت توجه ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى إسرائيل فإن مفاوضات شرم الشيخ مستمرة وتفرع منها اجتماع باريس لبحث "اليوم التالي" لغزة بعد انتهاء الحرب وذلك على مستوى وزراء خارجية دول عربية وأوروبية وبالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة ويناقش الاجتماع قوة الاستقرار الدولية والحكم الانتقالي في غزة والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار ونزع سلاح حماس وتفعيل الدولة الفلسطينية. ويكتسب اجتماع باريس أهميته من كونه يعد استمرارا للمبادرة الفرنسية السعودية الداعمة لحل الدولتين.

ومن هنا تأتي معارضة إسرائيل للاجتماع بعدما وصفته بمحاولة لتدويل النزاع وعلى أوجه الشبه بين ملفي غزة وجنوب لبنان وبعد ترحيبه بوقف حرب الإبادة على قطاع غزة حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من استدارة إسرائيل باتجاه لبنان معتبرا أن الحذر من انقلابها على الاتفاق واجب وقد عودتنا دائما على التفلت من كل الاتفاقات والعهود.

 

حزب الله» وأوهام النصر والتعافي

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2025

بين الواقع والرغبة، يسقط «حزب الله» أسير ثنائية التعافي والنصر. فالوقائع، أو واقعه بعد سنة على حرب المقتلة وسنتين على حرب الإسناد، تثبت بالمنطق والعقل واقعاً مغايراً لكل السردية الجديدة أو الإحاطة الجديدة التي يحاول الترويج لها أو يرغب في إقناع جمهوره بها عن انتصاره في الحرب وعن تعافيه؛ أيْ سردية جديدة متوهَّمة عن إنجاز تَحقَّق وتعافٍ حصل. بلغة الأرقام، الخسائر الكبرى التي تعرّض لها لا يمكن التعامل معها على أنها أضرار جانبية، خصوصاً أنها على المستويات القيادية والتدريبية والتسليحية لا تُعوَّض، ولا يمكن تغطيتها أو تعويضها بخطابات الأمين العام للحزب غير المؤثرة، لا بالشكل ولا بالمضمون، ولا بانفعالات القادة أو المسؤولين الطامحين لملء فراغ مستحيل على المستويين السياسي والمعنوي. فمحاولات فرض الانتصار على البيئة الحاضنة محفوفة بمخاطر كثيرة، أما على اللبنانيين فهو أمر مستحيل. فبين زلزال أيلول (سبتمبر) 2024 وارتدادات الأيام الـ66، لا يمكن إحصاء الخسائر أو إنجاز التعافي خلال سنة واحدة. فالزلزال الذي هزّ الحزب ولبنان والمحور، واستطاع تدمير جزء كبير جداً من البنية التحتية العسكرية والبنية الفوقية التنظيمية التي استغرق بناؤها نحو أربعة عقود، هو زلزال تبعته هزات ارتدادية جيواستراتيجية في سوريا غير موصوفة، لا يمكن إعادة تأهيلها في أقل من عام. فما جرى في الأيام الـ66 وما بعدها مباشرةً في سوريا، ولاحقاً مع إيران، فرض متحولاً جيوسياسياً من بيروت إلى طهران مروراً بدمشق، التي خرجت نهائياً من خرائط المحور، وبغداد التي تنأى بنفسها منذ الرصاصة الأولى في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

للنصر والتعافي شروطهما غير المتوفرة، فالحرب كانت نتائجها قاصمة، إذ نجح العدو في تحقيق أغلب أهدافه العسكرية والميدانية. ومن يرفض هذه الوقائع أو يحاول القفز فوقها يعاني من حالة إنكار مستعصية، يتلطّى خلفها في محاولة يائسة لممارسة السياسة والحفاظ على موقعه ودوره في التركيبة اللبنانية ضمن شروطه السابقة التي لم تعد متوفرة. ورفض التأقلم مع الواقع الجديد يدفعه إلى معارك جانبية داخلية، يحاول فيها الاستقواء على الدولة والمجتمع، وممارسة سلوكيات شعبوية يعتقد أنها ستمنحه القوة للاستمرار كما كان في السابق.

أما التعافي، فهو صعب إن لم يكن مستحيلاً؛ إذ يحتاج إلى قدرات وكفاءات وثروات وجغرافيا ووقت، لم تعد أغلبها متوفرة أو في المتناول. أما الحديث المتعمَّد عن التعافي، فهو انفصام وتضارب بين الحقيقة والواقع، لكنه يحمل دلالات مختلفة. فالحزب، وارتباطه مع طهران التي تتوقع عدواناً إسرائيلياً جديداً عليها وعلى «حزب الله»، يجعل الطرفين معنيين بإظهار الجاهزية لمواجهة جديدة. أما في الداخل، فلهذا الحديث شقَّان: الأول، أن الحزب قد استعاد موقعه وجاهزيته في المواجهة؛ والآخر، أن الحديث عن تسليم سلاحه مرفوض. ثنائية النصر والتعافي المتوهَّمة هي محاولة لإنكار أزمة الضعف التي يمر بها الحزب، وقلق واضح من فقدان السيطرة، لذلك يلجأ «حزب الله» إلى سردية متوهَّمة كأداة نكران جماعية للواقع، منعاً للانهيار أو تفادياً لاحتمالات السقوط.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الحكومة الإسرائيلية تصادق على المرحلة الأولى من اتفاق غزة

وكالات - أبوظبي/09 تشرين الأول/2025

أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنّها أقرّت فجر الجمعة اتفاقا يهدف لإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة، الأحياء منهم والموتى.وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن "الحكومة وافقت للتوّ على إطار عمل لإطلاق سراح جميع الرهائن - سواء كانوا أحياء أو موتى".

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إنه مع موافقة الحكومة على المرحلة الأولى من اتفاق غزة، يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.وبحسب المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرسيان فإن الاتفاق لن يدخل حيّز التنفيذ إلا "في غضون 24 ساعة" من المصادقة عليه. وأوضحت المتحدثة أنه يتعيّن على حماس بموجب الاتفاق أن "تُفرج عن جميع رهائننا، الأحياء منهم والأموات، في غضون 72 ساعة كحد أقصى بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، أي بحلول يوم الإثنين". وأضافت أنه في غضون 24 ساعة من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، ستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق التي تنتشر فيها، لكنها ستبقي سيطرتها على 53 بالمئة من أراضي قطاع غزة. وفي سياق متصل، قالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن 170 ألف طن متري من الغذاء والدواء وغير ذلك من المساعدات الإنسانية جاهزة للدخول إلى غزة، وإنها تسعى للحصول على الضوء الأخضر من إسرائيل لزيادة المساعدة بشكل كبير لأكثر من مليوني فلسطيني في أعقاب اتفاق لوقف الحرب. وأفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر بأن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني لم يتمكنوا في الأشهر العديدة الماضية إلا من تسليم 20 بالمئة من المساعدات اللازمة لمعالجة الوضع المتردي في قطاع غزة. وأوضح فليتشر أنه: "بالنظر إلى مستوى الاحتياجات، ومستوى المجاعة، ومستوى البؤس واليأس، سيتطلب الأمر جهدا جماعيا هائلا، وهذا ما نستعد له"، مضيفا "نحن مستعدون تماما للانطلاق والتسليم على نطاق واسع". وأعلنت إسرائيل الخميس أن جميع الأطراف المعنية وقعت في مصر على المسودة النهائية للاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، ما يشكّل محطة أساسية باتجاه إنهاء الحرب المستمرة منذ سنتين في القطاع الفلسطيني المُحاصر والمدمر والتي أوقعت عشرات آلاف القتلى وخلّفت كارثة إنسانية. ويوم الخميس، قال كبير مفاوضي حماس، خليل الحية، إن "الحركة تسلمت ضمانات من الوسطاء والإدارة الأميركية وأكدوا جميعا أن الحرب انتهت بشكل تام". وأعلن الحية أنه بموجب الاتفاق سيطلق سراح 250 أسيرا ممن حكم عليهم بالمؤبد و1700 من أسرى قطاع غزة، مشيرا إلى أن الاتفاق يشمل دخول المساعدات وفتح معبر رفح وتبادل الأسرى. وأضاف: "تعاملنا بمسؤولية عالية مع خطة الرئيس ترامب وقدمنا ردا يحقق مصلحة شعبنا وحقن دمائه".

 

ترامب يتحدث عن "حل الدولتين".. والمرحلة المقبلة من اتفاق غزة

وكالات - أبوظبي/09 تشرين الأول/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إنه سيلتزم بما تم الاتفاق عليه بشأن حل الدولتين. وذكر ترامب خلال حديثه للصحفيين في واشنطن: "ليس لدي موقف بشأن حل الدولتين وسألتزم بما تم الاتفاق عليه". وفي حديثه عن المرحلة المقبلة من اتفاق غزة، أوضح ترامب أنها "ستشهد نزع السلاح"، موضحا "سيكون هناك نزع سلاح وانسحاب بعد إطلاق سراح الرهائن.. وأعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام". وأكد أن "سلاح حماس سينزع وسيحل السلام في الشرق الأوسط". وتابع: "نعلم مكان غالبية الرهائن في غزة وقد يكون من الصعب إيجاد بعض القتلى". وبخصوص زيارته المرتقبة إلى إسرائيل، قال ترامب: "وافقت على التحدث في الكنيست، وسأفعل ذلك إذا طلب مني". وتوقع الرئيس الأميركي أن "تتوسع اتفاقيات السلام في الشرق الأوسط بسرعة كبيرة". وقال: "أنهينا الحرب في غزة.. وسنسعى إلى استعادة الرهائن يوم الإثنين أو الثلاثاء.. وهذا اليوم سيكون سعيدا".وأبرز: "سنحاول التوجه إلى المنطقة ونحن نعمل على تحديد التوقيت.. سنتوجه إلى مصر، حيث سيكون هناك توقيع الاتفاق بشكل رسمي". وقبل هذه الكلمة، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي ترامب.ودعا الرئيس المصري ترامب إلى زيارة مصر، ليشهد توقيع اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة.

 

ترامب يعلن زيارة مصر.. والسيسي: تستحق نوبل للسلام

سكاي نيوز عربية - أبوظبي/09 تشرين الأول/2025

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، أنه سيزور مصر لحضور مراسم توقيع اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة. وقال ترامب، للصحفيين في واشنطن: "أنهينا الحرب في غزة.. وسنسعى إلى استعادة الرهائن يوم الإثنين أو الثلاثاء.. وهذا اليوم سيكون سعيدا".  وأضاف: "سنحاول التوجه إلى المنطقة ونحن نعمل على تحديد التوقيت.. سنتوجه إلى مصر، حيث سيكون هناك توقيع الاتفاق بشكل رسمي". وقبل هذه الكلمة، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي ترامب. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن السيسي وجه التهنئة لترامب لنجاح جهوده الحثيثة في وقف الحرب في قطاع غزة، مبدياً تقديره البالغ لشخص الرئيس الأميركي، ولحرصه على وقف الحرب في القطاع.من ناحيته، أعرب الرئيس ترامب عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز التاريخي، وبصداقته الوطيدة مع السيسي، مشيراً إلى أن الأنظار كانت تتجه نحو مصر خلال الأيام الماضية لمتابعة تطورات مفاوضات شرم الشيخ والتوصل إلى اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة. وأشار الرئيس المصري في هذا الصدد إلى أن التوصل إلى الاتفاق هو إنجاز تاريخي، وأن ذلك تحقق لحرص وسعي الرئيس ترامب وجهوده الصادقة لتحقيق السلام، مؤكدا أن ترامب يستحق بناء على ذلك وعن جدارة الحصول على جائزة نوبل للسلام.

وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن السيسي شدد على ضرورة المضي قدما نحو تنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة بكافة مراحله، مع أهمية قيام ترامب بدعم ورعاية التنفيذ. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن السيسي وجه الدعوة للرئيس ترامب للمشاركة في الاحتفالية التي ستعقد في مصر بمناسبة إبرام اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، باعتباره اتفاقاً تاريخياً يتوج الجهود المشتركة لمصر والولايات المتحدة والوسطاء في الفترة الماضية، وهي الدعوة التي رحب بها الرئيس ترامب، مشيراً إلى سعادته بزيارة مصر، خاصة مع كونها دولة يكن لها كل الاعتزاز والتقدير.

 

نتنياهو بين "النصر السياسي" و"الهزيمة الأخلاقية" في حرب غزة

سكاي نيوز عربية - أبوظبي/09 تشرين الأول/2025

قال محرر الشؤون الإسرائيلية في "سكاي نيوز عربية"، نضال كناعنة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمكن اعتباره "منتصرا سياسيا" بعد حرب غزة، لكنه "فشل حكوميا وإنسانيا" في إدارتها، مشيرا إلى أن نهاية الحرب ستفتح فصلا جديدا من المحاسبة الشعبية والسياسية في إسرائيل.

وأوضح كناعنة في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن نتنياهو، زعيم حزب الليكود، "انتصَر سياسيا بعد سنتين"، موضحا أنه رغم كل الضغوط والانتقادات "ما زال رئيسا للوزراء في إسرائيل"، مضيفا: "نتنياهو السياسي انتصر، لكنه كرئيس حكومة فشل بعد سنتين من الحرب".وأضاف أن الحرب "بدأت تنتهي الآن"، ومعها يظهر "الوجه الحقيقي للإنجازات والإخفاقات"، مشيرا إلى أن الإنجاز الأبرز لنتنياهو يتمثل في "بقائه في الحكم"، رغم التوقعات التي رجحت سقوطه في الأيام الأولى من الحرب. وتابع كناعنة أن نتنياهو "تمكن من ضرب حركة حماس والتخلص منها رغم أنه لم يكن يريد ذلك"، لكنه في المقابل "وجه ضربات قوية لحزب الله، ولنظام بشار الأسد، ولإيران، وللحوثيين"، مؤكدا أن هذه الحرب "لم تكن على غزة فقط"، بل شملت جبهات متعددة في الإقليم. لكنه أشار في المقابل إلى أن "استمرار الحرب كان أفشل ما قام به نتنياهو"، موضحا أنه "كان يمكن لإسرائيل أن تكسب الحرب مئة بالمئة لو أنها أنهتها في الوقت المناسب"، غير أن إطالتها "حولت غزة إلى مجزرة ومأساة عالمية أضرت بسمعة إسرائيل إلى حد كبير"، ودفعت المجتمع الدولي نحو "الاعتراف بدولة فلسطينية". وأوضح كناعنة أن استمرار الحرب "خدم مصلحة نتنياهو الشخصية وليس مصلحة إسرائيل"، معتبرا أن هناك "شبه إجماع على أن إطالة أمد الحرب كانت مقصودة" لأسباب داخلية، أبرزها "منع سقوط حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة"، و"تجنب المحاكمات القضائية التي كان سيتعرض لها". وأضاف أن نتنياهو "نجح مؤقتا في تأجيل المحاسبة القضائية"، لكنه "لن ينجو من المحاكمة الشعبية"، موضحا أن "ما يخافه نتنياهو أكثر من القضاء هو محاكمة الشارع الإسرائيلي".

وقال كناعنة إن "الحساب سيبدأ غدا مع انتهاء الحرب"، متوقعًا أن "تعود التظاهرات إلى الميادين، لكن هذه المرة للمطالبة بمحاسبة نتنياهو وإنشاء لجنة تحقيق"، معتبرا أن المحاكمة في الشارع ستكون أقسى من المحاكمة القضائية، لأنها "لا تعرف التأجيلات ولا المحامين ولا المناورات القانونية".

وختم كناعنة بالقول إن "المحاسبة السياسية ستكون الأصعب على نتانياهو"، مشيرًا إلى أن ما ينتظره بعد الحرب "قد يكون أكثر قسوة مما واجهه خلالها".

 

أميركا ستنشر جنودا ضمن قوة مهام للإشراف على اتفاق غزة

وكالات - أبوظبي/09 تشرين الأول/2025

قالت وكالة "رويترز" للأنباء نقلا عن مسؤولين أميركيين كبيرين، إن الولايات المتحدة ستنشر 200 عسكري ضمن قوة مهام مشتركة لضمان استقرار غزة، دون أي يكون هناك أي وجود فعلي لأميركيين على الأرض في القطاع الفلسطيني. ووفقما نقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي رفيع، فإن قوة المهام المشتركة الخاصة في غزة "ستضم جنودا من مصر وقطر". ونقلت "الأسوشيتد برس" أيضا عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة "سترسل نحو 200 جندي إلى إسرائيل للمساعدة في دعم ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إطار فريق يضم دولا شريكة ومنظمات غير حكومية وجهات من القطاع الخاص". وأوضح المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تفاصيل غير مصرح بالكشف عنها، إن القيادة المركزية الأميركية ستنشئ "مركز تنسيق مدني عسكري" في إسرائيل من شأنه أن يساعد في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية وكذلك المساعدات اللوجستية والأمنية إلى الأراضي التي مزقتها حرب استمرت عامين.كذلك نقلت "فرانس برس" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "200 عسكري أميركي سيتولون (الإشراف) على حسن تطبيق اتفاق غزة". وأعلنت إسرائيل الخميس أن جميع الأطراف المعنية وقعت في مصر على المسودة النهائية للاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، ما يشكّل محطة أساسية باتجاه إنهاء الحرب المستمرة منذ سنتين في القطاع الفلسطيني المُحاصر والمدمر والتي أوقعت عشرات آلاف القتلى وخلّفت كارثة إنسانية. وصرّحت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرسيان لصحافيين بعد ظهر الخميس بأنه "تم توقيع المسودة النهائية للمرحلة الأولى هذا الصباح في مصر من جميع الأطراف لإطلاق سراح جميع الرهائن" المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023. وأوضحت بدرسيان لوكالة فرانس برس أنه "سيُفرج عن جميع رهائننا، الأحياء منهم والأموات، في غضون 72 ساعة كحد أقصى بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أي بحلول يوم الإثنين". من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إطلاق سراح الرهائن "يجب أن يضع حدا للحرب".

 

زامير يحذر قواته في غزة: العدو لم يختفِ بعد

وكالات - أبوظبي/09 تشرين الأول/2025

حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير القوات الإسرائيلية في قطاع غزة من مغبة التراخي بعد الإعلان عن توصل إسرائيل وحركة "حماس" لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقال زامير في بيان الخميس: "أطلب منكم، بينما يشاهد جميع الإسرائيليين الشاشات ويحتفلون بالإفراج عن الرهائن، أن تظلوا يقظين. فالعدو ما زال هنا - ولم يختف". وأضاف: "عملنا لم يكتمل بعد، فلن نهدأ حتى يعود آخر رهائننا ، ويتم دفن القتلى، ونضمن أمن دولة إسرائيل". ووصف زامير الأوضاع الراهنة بأنها "أيام تاريخية"، مشيدا بالضغط العسكري والعمليات البرية التي ساهمت في تهيئة الظروف للعودة المقررة للرهائن الـ 48 المتبقين، والنهاية المبدئية للصراع. وأكد قائلا: "يجب علينا أن ندير مرحلة الانتقال إلى وقف إطلاق النار بطريقة مدروسة ومهنية ومنظمة، فسلامة قواتنا تأتي في صدارة قائمة أولوياتنا العملياتية". وتوصلت إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في وقت سابق من يوم الخميس إلى اتفاق أولي، ضمن الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع في غزة. وكان كبير مفاوضي حماس، خليل الحية، قد قال الخميس، إن "الحركة تسلمت ضمانات من الوسطاء والإدارة الأميركية وأكدوا جميعا أن الحرب انتهت بشكل تام".وأعلن الحية بموجب الاتفاق سيتم إطلاق سراح 250 أسيرا ممن حكم عليهم بالمؤبد و1700 من أسرى قطاع غزة، مشيرا إلى أن الاتفاق يشمل دخول المساعدات وفتح معبر رفح وتبادل الأسرى. وشدد على أن حماس تعاملت: "بمسؤولية عالية مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقدمنا ردا يحقق مصلحة شعبنا وحقن دمائه".

 

خليل الحية: تسلمنا ضمانات تؤكد انتهاء الحرب بشكل تام

سكاي نيوز عربية - أبوظبي/09 تشرين الأول/2025

قال كبير مفاوضي حماس، خليل الحية، الخميس، إن "الحركة تسلمت ضمانات من الوسطاء والإدارة الأميركية وأكدوا جميعا أن الحرب انتهت بشكل تام". وأعلن الحية بموجب الاتفاق إطلاق سراح 250 أسيرا ممن حكم عليهم بالمؤبد و1700 من أسرى قطاع غزة، مشيرا إلى أن الاتفاق يشمل دخول المساعدات وفتح معبر رفح وتبادل الأسرى. وأضاف: "تعاملنا بمسؤولية عالية مع خطة الرئيس الأميركي وقدمنا ردا يحقق مصلحة شعبنا وحقن دمائه". وتوصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة ترامب بخصوص غزة، والتي تشمل وقفا لإطلاق النار وتحرير الرهائن مما قد يمهد الطريق لإنهاء حرب دامية مستمرة منذ عامين. وبعد يوم واحد فقط من الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس على إسرائيل، الذي تسبب في شن هجوم إسرائيلي مدمر على غزة، أسفرت محادثات غير مباشرة استضافتها مصر عن التوصل لاتفاق بشأن المرحلة الأولى من الإطار المكون من 20 بندا الذي اقترحه ترامب، والذي يهدف لإحلال السلام في القطاع. وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام".

 

وزير خارجية فرنسا: أمن غزة ستحققه شرطة فلسطينية مدربة

سكاي نيوز عربية - أبوظبي/09 تشرين الأول/2025

قال وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو، الخميس، إن هناك اتفاقا لتحقيق الأمن في غزة على يد شرطة فلسطينية ستدربها دول أخرى. وأوضح بارو، في مؤتمر صحفي، أن "هناك اتفاقا على تحقيق الأمن في قطاع غزة على يد شرطة فلسطينية دربتها كندا ومصر والأردن". وذكر أن "هذه الشرطة تهدف إلى الحفاظ على الأمن اليومي في غزة"، مشددا على "ضرورة أن تكون هذه الشرطة مدعومة من القوات الدولية لتعزيز الاستقرار". وأكد أنه "ينبغي إعطاء هذه القوات مهمة معينة"، مضيفا: "هذا ما سيتم تداوله في الأمم المتحدة في نيويورك للتوصل إلى قرار لإنشاء هذه القوات الدولية".وقال وزير الخارجية الفرنسي إن الاجتماع الذي عقد في باريس بحضور وزراء الخارجية 5 دول أوروبية 5 دول عربية، يهدف إلى دعم الجهود الأميركية لإنهاء الحرب في غزة. وشدد على أن "هناك إرادة تتشاركها جميع الأطراف لإنجاح مبادرة ترامب بشأن إنهاء الحرب في غزة". وبشأن اليوم التالي لغزة، شدد على أنه "ينبغي أن يكون هناك أفق سياسي تتلاقى فيه الأطراف، وهو ما نراه في مبادرة السلام التي عرضها ترامب".وأكد أن فرنسا ستساعد على إنجاح هذه الخطة عبر إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.وفي مستهل الاجتماع، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في ترسيخ السلام في غزة. وأضاف ماكرون: "نبحث في باريس إقامة حكم مؤقت لقطاع غزة بوجود فلسطيني دون حركة حماس". وأكد الرئيس الفرنسي أن "اجتماع باريس يتكامل مع المبادرة الأميركية والرئيس دونالد ترمب رسم مسارا طموحا للشرق الأوسط"، مضيفا: "نتمنى أن يوصلنا الاتفاق إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

 

نتنياهو يُطلق على عملية تحرير الرهائن اسم "العودة إلى ديارهم"

المركزية/09 تشرين الأول/2025

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن نتنياهو قرّر أن يُطلَق على اسم العملية الخاصة بتحرير الرهائن اسم “العودة إلى ديارهم”.

 

ولايتي: وقف النار في غزة قد يمهّد لنهاية وقف نار آخر في العراق أو اليمن أو لبنان

المركزية/09 تشرين الأول/2025

علّق علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، على وقف إطلاق النار في غزة، وقال إن بدء وقف إطلاق النار في غزة قد يشكل كواليس نهاية وقف إطلاق النار في مكان آخر. وكتب ولايتي في حسابه على منصة "إكس"، تحت هاشتاغ العراق_اليمن_لبنان: "إن بدء وقف إطلاق النار في غزة قد يكون كواليس مشهد نهاية وقف إطلاق النار في موقع آخر". وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على خلفية المحادثات التي جرت في شرم الشيخ بمصر. كذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وقف إطلاق النار في غزة سيدخل حيز التنفيذ بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية مساءً. وقال نتنياهو: "أوقفنا العمليات الهجومية في غزة".

 

بوتين: إسرائيل لا تريد مواجهة مع إيران ...دعا إلى حل في الملف النووي عبر الدبلوماسية

الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2025

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إسرائيل أبلغت موسكو بعدم رغبتها في الدخول في مواجهة مع إيران، مشدداً على ضرورة حل ملف طهران النووي عبر الدبلوماسية. وأشار بوتين خلال قمة «روسيا وآسيا الوسطى» في طاجيكستان إلى أن بلاده تتلقى إشارات من القيادة الإسرائيلية تطلب نقلها إلى طهران، وتؤكد تمسك تل أبيب بخيار التسوية، ورفضها لأي شكل من أشكال التصعيد أو المواجهة، حسبما أوردت وكالة «تاس» الروسية. وأضاف أن الملف النووي الإيراني لا يمكن حله إلا عبر الدبلوماسية والمفاوضات، مشيراً إلى أن روسيا «تحافظ على اتصالات وثيقة مع شركائها الإيرانيين، وتلمس التزامهم بإيجاد حلول مقبولة للطرفين، واستئناف التعاون البنّاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ستواصل العمل مع جميع الأطراف المعنية لتفادي التصعيد في المنطقة، موضحاً أن موسكو ترى في الحوار الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين.

 

عقوبات أميركية جديدة على شبكة تهريب النفط الإيراني

ترمب: طهران تريد العمل على إحلال السلام وسنعمل معها

واشنطن: هبة القدسي لندن/الشرق الأوسط/10 تشرين الأول/2025

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم (الخميس)، فرض حزمة عقوبات جديدة تستهدف نحو 50 شخصية وشركة وسفينة، غالبيتها في آسيا، لضلوعها في الالتفاف على العقوبات المتعلقة ببيع ونقل النفط والغاز الإيرانيين، في خطوة تهدف إلى تشديد الضغط الاقتصادي على طهران. وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إن الهدف من الخطوة هو «تقويض تدفق العائدات الإيرانية عبر تفكيك البنية الأساسية لآلة تصدير الطاقة الإيرانية»، مضيفاً أن واشنطن تسعى إلى «الحد من قدرة النظام على تمويل الجماعات الإرهابية».وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، تومي بيغوت، في بيان منفصل: «طالما تواصل إيران توليد عائدات من النفط لتمويل أنشطتها المزعزعة للاستقرار، ستواصل الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات لمواجهتها وتعزيز المساءلة تجاهها وتجاه شركائها في التهرب من العقوبات». وقالت وزارة الخزانة، في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني، إن العقوبات تطول شبكة يُعتقد أنها سهّلت نقل مئات ملايين الدولارات من صادرات الطاقة الإيرانية، ما وفّر «تمويلاً أساسياً للنظام الإيراني، وساهم في دعم جماعات إرهابية تهدد الولايات المتحدة».وبحسب البيان، تشمل العقوبات نحو 20 سفينة منضوية ضمن ما يُعرف بـ«الأسطول الشبح» الإيراني، ومحطة نفطية في الصين، إلى جانب مصافٍ مستقلة صغيرة تُعرف بـ«غلايات الشاي»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات إضافية على نحو 40 جهة أخرى، من بينها «أكبر المشترين للمنتجات البتروكيماوية الإيرانية»، فضلاً عن شخصيات تدير شركات مشاركة في هذا النشاط. وأوضحت أن هذه الحزمة هي الرابعة التي تستهدف مصافي صينية مستقلة، وتشمل أيضاً شركات، مقرها الإمارات، متهمة بتسهيل تجارة النفط الإيراني. وأشار البيان إلى أن السفن المشمولة بالعقوبات تُبحر بمعظمها تحت أعلام جزر بالاو وبنما، إضافة إلى عدد من الدول الأفريقية مثل غامبيا وجزر القمر.وتشمل العقوبات تجميد الأصول داخل الولايات المتحدة، ومنع أي تعامل تجاري مع الكيانات المدرجة، كما تطول الشركات الأجنبية التي تستخدم الدولار في تعاملاتها معها.

ترمب: سأعمل مع إيران

وبالتوازي مع إصدار العقوبات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، إن إدارته مستعدة للعمل مع إيران، مشيراً إلى أن واشنطن «تود أن يتمكن قادة طهران من إعادة إعمار بلادهم»، وذلك في تصريحات جاءت بالتوازي مع إعلان عقوبات أميركية جديدة تستهدف قطاعي النفط والغاز الإيرانيين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفرصة الأخيرة: لبنان في عمق العاصفة

ألان سركيس/نداء الوطن/10 تشرين الأول/2025

دخل لبنان مرحلة أقلّ ما يقال عنها إنها مصيريّة. وقد لا يصارح المسؤولون الشعب بما يحصل، لكن الأساس يبقى أن ساعة الحسم بدأت تقترب. أحيا قطاع غزة وفلسطين الذكرى الثانية لنكبة عملية «7 أكتوبر». فرح محور «الممانعة» في البداية وظن من شاهد الأيام الأولى للعملية أن مصطلح «رمي إسرائيل في البحر» قد يتحقق. وانقلب السحر على الساحر، وما كان في الساعات الأولى انتصارًا تحوّل إلى دمار وخراب وتهجير وقتل وفي النهاية استسلام عبر خطة الرئيس دونالد ترامب. أدخلت إيران عبر «حزب اللّه» لبنان في «حرب الإسناد». وساهمت في تدمير جزء من الجنوب ومناطق أخرى في البلاد. حاولت الدول الكبرى نصح الدولة اللبنانية و «حزب اللّه» بالابتعاد عن الحرب. وزار الموفد الأميركي آموس هوكستين لبنان مرات عدّة وحاول إيجاد حلول آخرها خروج «حزب اللّه» من جنوب الليطاني، لكن ردّ الأمين العام لـ «الحزب» السيّد حسن نصراللّه كان بعبارة «جبهة لبنان لن تتوقف قبل جبهة غزة، وأسهل نقل نهر الليطاني إلى الحدود من خروج مقاتلي «الحزب» من جنوب الليطاني». دارت الحرب دورتها وخرج «حزب اللّه» مهزومًا ومكسورًا من حرب «الإسناد»، ووقع عبر الدولة اللبنانية على اتفاق 27 تشرين الثاني 2024، اتفاق قريب من اتفاق استسلام، والدليل اغتيال إسرائيل أكثر من 400 مقاتل من «الحزب» بعد وقف إطلاق النار وعدم تجرّؤ «الحزب» على الردّ. ويظهر كأن التاريخ يعيد نفسه والأحداث تتكرّر، زار الموفد الأميركي توم برّاك لبنان مرّات عدّة ناصحًا ومحذرًا، وقبله وبعده الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، لكن لا توجد آذان تصغي. وهناك فرق جوهريّ بين مرحلة حرب «الإسناد» وما يحصل اليوم، وقتها كان الفراغ الرئاسي يسيطر على قصر بعبدا والحكومة كانت تابعة لـ «حزب اللّه». أمّا اليوم، فهناك رئيس جمهورية منتخب وحكومة جديدة ومجلس نواب، أي أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة.

وتؤكّد مصادر دبلوماسية مطلعة أن فترة السماح المعطاة للدولة اللبنانية شارفت على الانتهاء، فإمّا أن تقوم الدولة اللبنانية بواجباتها كاملةً، أو أن الوضع سيكون أسوأ بكثير ولا يوجد أحد يمنع الحرب حتى الولايات المتحدة الأميركية. وفي هذا الإطار، تشدّد المصادر على أن الرسالة وصلت إلى لبنان، وما حصل من عدم تقديم مساعدات أكبر دليل على الموقفين العربي والدولي تجاه لبنان، إذ لا مساعدات للنهوض الاقتصادي أو إعادة الإعمار قبل تسليم آخر بندقية لـ «حزب اللّه» والقوى غير الشرعية واحتكار الدولة السلاح وفرض سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. وتشدّد المصادر على أن وضع السلطة اللبنانية قد يكون مهتزًا، فمحاولة مسايرة «حزب اللّه» من جهة وتمرير ما يحلو له وما يرغب فيه، والتذاكي على المجتمع الدولي وعدم وضع جدول زمني لسحب السلاح، عوامل ستؤدّي إلى فقدان ثقة المجتمع العربي والأوروبي والدولي بالبلد ما سيدفع إلى تلزيم القضية اللبنانية مثلما كان يحصل سابقًا. والأخطر من هذا كلّه حسب المصادر، هو رغبة إسرائيل في القضاء على كلّ تهديد على حدودها، وإذا طبّق لبنان ما تعهّد به وما هو مطلوب منه، فستسلك الأمور طريقها نحو الحلّ السريع وسيكون لبنان بمنأى عن الرياح العاتية، أما إذا استمرّت الدولة في «طمر رأسها في الرمال»، فسيؤدّي ذلك إلى إعادة تجدّد الحرب في أي لحظة، وعندها لن يستطيع أحد التدخل لصالح دولة فشلت في بسط سيادتها ونكثت بتعهّداتها والتزاماتها.تعطي حادثة استسلام «حماس» في غزة بعد كلّ ما حصل من دمار وخراب، أكبر دليل على ما ينتظر لبنان، وسيناريو غزة مرجّح تكراره إذا استمرّ «حزب اللّه» في عناده، حيث تعاود إسرائيل ضربها وتهجيرها وتدميرها، وبعد الخراب يوافق «الحزب» على اتفاق إذعان، مهما ارتفع صوت رفضه حاليًّا، عندها يكون الشعب قد أكل نصيبه والدولة أثبتت عجزها وفشلها ومن يساير «الحزب» يكون قد كشف نفسه أمام الرأي العام.

 

"يا مهاجرين ارجعوا" وعاقبوا "الحزب والحركة والتيار"

جان الفغالي/نداء الوطن/10 تشرين الأول/2025

أمران يرفض رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يُفرج عنهما: هنيبعل القذافي واقتراع المغتربين في أماكن اغترابهم للمئة والثمانية والعشرين نائبًا. في الأمر الأول، لن أزيد عما استفاض به قانونيون توصلوا إلى أن كل قوانين "بيروت أم الشرائع" يجب أن تقف "على خاطر الأستاذ". في الأمر الثاني، حتى لو تقدَّم بالعريضة النيابية ليس فقط واحدٌ وستون نائبًا، بل جميع النواب، فإن الرئيس بري على موقفه، فهو "بالكاد" يستطيع أن يمون على الناخب في الجنوب والبقاع، فكيف بالناخبين في أوروبا وأستراليا والأميركتين، ولهذا السبب ينطلق الرئيس بري من ثابتة "مقيمٌ باليد ولا عشرة مغتربين على الشجرة"، لا بل إن الرئيس بري ذهب أبعد من ذلك إلى حد القول: "قانون الانتخاب الحالي لا يتقدم عليه إلا الإنجيل والقرآن". ذريعة الرئيس بري أن أنصاره وأنصار "حزب لله" لا يجرؤون على الجهر بانتمائهم الحزبي في الدول حيث هُم مغتربون! الرئيس بري يملك "ذاكرة الفيل"، ويصعب أن يمر حدث في يومياته ولا يعلق في ذاكرته، ومَن جاوروه على مقاعد كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية يروون أنه كان يحفظ "قانون الموجبات والعقود" بندًا بندًا، ولأنه كذلك فهو بالتأكيد يحفظ كيف أن أنصار حركة "أمل" قاموا بنشاطات في أكثر من عاصمة ومدينة أوروبية، كما وصلت إلى الرئيس بري تقارير عن نشاط "أمل" في برلين التي سميت في انتخابات 2022، "شياح برلين"، هذه التسمية تٌسقِط بالضربة القاضية ذريعة أن "أمل" و"حزب الله" لا يستطيعون أن يتحركوا أو أن ينظِّموا نشاطات انتخابية. مع ذلك، فهذه الاعتبارات في كفة، وتمسك الرئيس بري بموقفه في كفَّةٍ أخرى. وعلى هذا الأساس فإن اقتراع المغتربين في دولهم للمئة والثمانية والعشرين نائبًا، لن يمر، لأن الرئيس بري لا يريده. في هذه الحال، كيف يكون المخرج؟

استعينوا بالفنان وديع الصافي في أغنيته التي مطلعها: " يا مهاجرين ارجعوا". نعم لا حل إلا بالعودة والاقتراع في لبنان، فالرئيس بري "يقبض" على القانون ولن يفك أسره، والرد الوحيد عليه يكون في تعطيل مفاعيل المعتقل الذي يضع فيه اقتراع المغتربين. إن مقولة "المجلس سيد نفسه" خطأ شائع بالنسبة إلى الرئيس بري، والحقيقة بالنسبة إليه هي"رئيس المجلس سيد نفسه"، وعذرًا سلفًا من المغتربين لأنكم ستتحمَّلون عناء السفر والمجيء إلى لبنان للاقتراع فيه، وعند وضعكم الورقة في صندوق الاقتراع، تذكروا أن ثلاثية إذلالكم مؤلفة من "حزب الله" و"حركة أمل" و" التيار الوطني الحر"، والسبب أن هذه الثلاثية لا تستطيع أن تسيطر على أصواتكم في المغتربات، فأرادت أن تعاقبكم.  ردّوا لها المعاقبة في صندوق الاقتراع.

 

كي لا يتبع لبنان طريق الانتحار

أسعد بشارة/نداء الوطن/10 تشرين الأول/2025

فبينما ينتظر العالم دخول وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، مع احتمال بقاء بعض الخروقات، الأهم هو القرار الدولي بإنهاء الحرب على مراحل، بما يشبه إعلان نهاية حقبة بأكملها. التاسع من تشرين الأول 2025 ليس يومًا عاديًا. إنه محطة تاريخية توازي، بل تفوق، السابع من تشرين، لأنه يوم طيّ صفحة الحرب في غزة، وإعادة رسم واقع القطاع والضفة، وتحديد مستقبل حكومة نتنياهو، في ظلّ تدخلٍ أميركي غير مسبوق بحجمه وكثافته. حتى في حرب أوكرانيا، لم تُظهر واشنطن حماسةً دبلوماسية مماثلة. ترامب أراد شخصيًا إنهاء الحرب، مدفوعًا برغبةٍ في الظهور بمظهر صانع السلام، ولعلّ عينه على جائزة نوبل. لكن سياسات الدول الكبرى لا تُقاس بالرموز، بل بالنتائج. ما بعد التاسع من تشرين سيكون اختبارًا حقيقيًا للجميع. فإذا كان السابع من تشرين يشبه بيرل هاربر التي أدخلت أميركا الحرب العالمية الثانية، أو 11 أيلول التي أدخلتها حروب الشرق الأوسط، فإن التاسع من تشرين يشبه مؤتمر يالطا، أي نهاية العنف وبداية رسم خرائط جديدة للسلام والنفوذ. في الملف الفلسطيني، تحوّلت مغامرة حماس إلى كارثة. دخلت الحرب على أمل قلب الموازين، فانقلبت عليها. غزة دمّرت بالكامل تقريبًا، والنتائج واضحة: تجريد حماس من السلاح وإخراجها من اللعبة العسكرية، إلا إذا وُلدت "نيو حماس" سياسية، تعيد صياغة تحالفاتها، خصوصًا مع إيران التي كانت أحد دوافع عملية السابع من تشرين. على الضفة الأخرى، خرج نتنياهو بمكاسبَ كبرى، لكنه يقف أمام اختباراتٍ قاسية لما بعد الحرب، بعدما أصبح عمليًا غير مقيّد اليدين. أما لبنان، فها هو يقف على حافة المنحدر نفسه. الخطر داهم، والوقت يضيق. إذا لم يُسحب السلاح من يد "حزب الله"، فسيكرّر لبنان سيناريو غزة، ولكن على أرضه هذه المرة.التجربة الفلسطينية تقول بوضوح: من يغامر بالحرب خارج منطق الدولة، يجرّ شعبه إلى الانهيار. لبنان لا يحتمل مغامرةً جديدة، ولا طريق أمامه سوى الدولة - وإلا فطريق الانتحار.

 

لقراءة فاتيكانية متجددة... وتأكيد على تعزيز التنوع تحت سقف الوحدة...زيارة البابا في زمن التحولات اللبنانية

أنطوان مراد/نداء الوطن/10 تشرين الأول/2025

زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر لبنان في نهاية تشرين الثاني المقبل، لا تختلف كثيرًا في الشكل عن زيارتي سلفيه يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر، بالنسبة لمحطاتها الرسمية والروحية والسياسية والعامة. على أن ثمة تمايزات معينة لا بد من التوقف عندها، وبينها زيارة الحبر الأعظم ضريح القديس شربل في دير مار مارون عنايا، وهي زيارة سريعة لكنها شديدة التعبير، إذ تؤكد أهمية الطابع المشرقي والخصوصية الروحانية للكنيسة المارونية والأمة المارونية، كما يحب أن يسميها ملافنة موارنة كبار على مر الحقبات. والزيارة بحد ذاتها، اعتراف بأهمية الحياة الرهبانية والنسكية، لأن القديس شربل يمثل جميع القديسات والقديسين الموارنة والمشرقيين، ورهبانيته المتقدمة بحجمها وحضورها تمثل جميع الرهبانيات اللبنانية والمشرقية المرتبطة بالكرسي الرسولي إداريا في موازاة ارتباطها الروحي والليتورجي والمعنوي بالبطريركيات المعنية وأخصها بكركي. ومن الواضح أن الفاتيكان يتوجه إلى تعزيز الدور العملي للكنيسة ليس في لبنان وسائر المشرق فحسب، بل في مختلف أصقاع العالم، لا سيما وأن هذا الدور شهد تراجعًا ملحوظًا خلال العقود الماضية، وبالتالي فهو يسعى إلى تشجيع الكنائس المحلية على العناية بشكل أكبر وأكثر جدية برعاياها على مختلف الصعد، وفي الوقت عينه يقدّر دور الرهبانيات ويحثها على بذل المزيد من الجهود في هذا الإطار. وفي ما خص لبنان تحديدًا، يوفر الفاتيكان عناية خاصة لمسألة تجذر المسيحيين في أرضهم ووطنهم، ويحرص على ترتيب أفضل علاقات بين البطريركيات والمطرانيات وبين الرهبانيات على اختلافها، كي يستعيدوا حضورهم التاريخي في رفد الموارنة والمسيحيين عمومًا بما تملك تلك المرجعيات من حضور وإمكانات، فضلًا عن وجود مساع بعيدة من الأضواء في الحاضرة البابوية لإعداد إطار عملي يساهم في تشديد الأواصر بين الكنيسة والرعية، ويكون للعلمانيين فيه دورهم بحيث يقدّمون مساهماتهم وخبراتهم وإمكاناتهم لهذه الغاية، فـ "الكنيسة الحيّة هي انعكاس للشعب المؤمن الحي".

ويقول دبلوماسي مخضرم خبر العلاقات التاريخية بين الفاتيكان ولبنان، إن وطن الأرز يحتل مكانة مميزة بل فريدة لدى الكرسي الرسولي، ليس كحقل تجارب للتعايش المسيحي الإسلامي كما ساد الاعتقاد في إحدى الفترات الماضية، بل كنموذج يشكل مثالًا للتنوع وللتعددية الدينية والثقافية، علمًا أن الميثاق اللبناني سيسقط حتمًا عندما تسقط الإرادة المشتركة لجميع اللبنانيين بالبقاء في وطن واحد، وبالتالي فإن هذه الإرادة لها الكلمة الأولى في الحفاظ على لبنان وليست كلمة دولة كبرى أو مجتمع دولي أو إقليمي فحسب.

ويعتبر الدبلوماسي نفسه أن وحدة لبنان واستمراره كوطن عيش مشترك حقيقي ومتوازن يشكل ضمانة للمسيحيين فيه وفي المشرق وتجربة يبنى عليها لمواجهة التطرف والنزعات التكفيرية والأصولية الخطرة. وهذا لا يبخس أبدًا من تضحيات المسيحيين في الحفاظ على هذا الوطن، لكن أكثر ما يؤلم الكرسي الرسولي هو الخلافات المسيحية المسيحية مع إدراكه ضمنًا أن هناك نسبية في توزع المسؤوليات حول هذه الخلافات، ولكن في نهاية المطاف لا مشكلة في وجود تنوع وتمايز على المستوى السياسي بين المسيحيين، بل إن هذا الأمر طبيعي ومنطقي، لكن المشكلة تبدأ عندما ينعكس هذا التنوع سلبًا على المسيحيين ويضعف دورهم ويجعلهم أحيانا يلجأون أو يلجأ بعضهم إلى الاستعانة بقوى أخرى داخلية وربما خارجية لمجرد تدعيم موقفهم في المعادلة المسيحية. ولذا، فإن الفاتيكان يحاذر التعاطي بالمفرق مع القوى المسيحية إلا بالحد المعقول من منظاره، ولو أنه يحرص على الاطلاع على مواقفها جميعا، ليكوّن رؤيته الخاصة.

على خط مواز، تلفت أوساط كنسية إلى أن زيارة البابا لاوون الرابع عشر تصب في إطار استكمال ما بدأه البابا فرنسيس قبل وفاته لجهة زيارة مشرقية تضم كلًا من تركيا ولبنان، حيث تركز المحطة الأولى على الاحتفال بذكرى مرور سبعة عشر قرنًا على انعقاد مجمع نيقيا التاريخي، فضلًا عن زيارة لبنان، المحطة الثانية، علمًا أن لبنان لم يحظَ في مرحلة أولى من حبرية البابا فرنسيس بالاهتمام الكافي، وهو ما أراد البابا الراحل تعويضه. وتقول الأوساط إن البابا الجديد ما زال في مرحلة استكشاف علمًا أنه، وأقله في هذه المرحلة، يفضل التجدد الهادئ على التجديد الجذري، وهو لذلك لم يغير معظم أركان الدولة من الكاردينال بارولين أمين سر الدولة وهو بمنزلة رئيس الحكومة، إلى المطران بول ريتشارد غالاغر وزير خارجية الفاتيكان، لكنه بالتأكيد سيعمل تدريجًا على تطوير مقاربة الشأن اللبناني، بما يحافظ على لبنان ويحميه من التدخلات الخارجية ومن الإرباكات الداخلية لا سيما بخلفية طائفية. وتبدي الأوساط ارتياحها إلى التعاطي مع رئيس الجمهورية، والذي يعتبر البابا لاوون ضيفًا رسميًا وخاصًا مميزا وتشكل زيارته نوعًا من المباركة لمسار الدولة والعهد، لا سيما وأن أبرز اللقاءات السياسية ينحصر عمليا بقصر بعبدا.

 

الأردن يسدل الستار على خلية الصواريخ بعد تدريبها في لبنان

طارق أبو زينب/نداء الوطن/10 تشرين الأول/2025

تكشف الأحكام الصادرة عن محكمة الأمن الأردنية في واحدة من أخطر العمليات الأمنية التي شهدها الأردن خلال السنوات الأخيرة، أو ما عرف بـ"خلية الفوضى"، عن تصعيد ملحوظ في مواجهة التهديدات الأمنية الداخلية. الأحكام، التي تفاوتت بين السجن القصير والأشغال المؤقتة، تؤكد على نهج أمني وقضائي حازم في مواجهة الأنشطة التي تمس الاستقرار الوطني.

أحكام محكمة أمن الدولة

ووسّعت السلطات الأردنية ومحكمة أمن الدولة التحقيقات، بالتوازي مع تنسيقها مع عدة دول في المنطقة، أبرزها لبنان. وأصدرت المحكمة، نهار الأربعاء، أحكامًا نهائية بحق المتهمين، تراوحت بين السجن القصير والأشغال الموقتة وفقًا لطبيعة كل جريمة. وفي القضية الأبرز المتعلقة بتصنيع الصواريخ، حكمت المحكمة بالسجن 15 عامًا على كل من عبد الله هشام ومعاذ غانم، فيما حكم على محسن غانم بالسجن سبع سنوات ونصف السنة. وأسندت إليهم تهم الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع للخطر، وفقًا لأحكام قانون منع الإرهاب رقم 55 لعام 2006 وتعديلاته. وفي قضية التجنيد، حكمت المحكمة بالسجن ثلاث سنوات وأربعة أشهر على كل من مروان الحوامدة وأنس أبو عواد. أما في قضية التدريبات الأمنية غير المشروعة، فقد حكم على كل من خضر عبد العزيز وأيمن عجاوي ومحمد صالح وفاروق السمان بالسجن ثلاث سنوات وأربعة أشهر. وفي ما عُرف بقضية الطائرات المسيّرة، قررت المحكمة إخلاء سبيل المتهمين الأربعة لعدم توافر القصد الجرمي، مع الإشارة إلى أن الأحكام قابلة للطعن أمام محكمة التمييز.

تفاصيل عن عمليات الخلية

وأظهرت التحقيقات أن الخلية كانت تتكوّن من ثلاث مجموعات رئيسية عملت على تصنيع الصواريخ محليًا، وأنشأت مستودعين في الزرقاء وعمان، أحدهما محصّن بالخرسانة ومجهّز بغرف سرية. وتلقى عناصرها تمويلًا وتدريبات من الخارج، وتمكنوا بالفعل من إنتاج نموذج أولي لصاروخ قصير المدى قبل ضبطهم.

كما كشفت التحقيقات أن بعض المتهمين زاروا دولًا إقليمية، من بينها لبنان، وتواصلوا مع أطراف خارجية لتجنيد شبان أردنيين باستخدام وسائل اتصال سرية، وحددوا نقاطًا ميتة لإخفاء المواد والمعلومات. واشتملت الملفات الأخرى على تدريبات أمنية متقدمة داخل المملكة وخارجها، بهدف إعداد متدربين لتنفيذ مهام تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني.

حزم المملكة

رغم أن بعض محامي الدفاع أشاروا إلى وجود صلات بين بعض المتهمين وحركة "حماس"، لم تشر البيانات الرسمية أو الأحكام القضائية إلى أي علاقة مباشرة بالحركة. وتُبرز هذه القضية حجم التحديات الأمنية الداخلية التي تواجه الأردن، وتسلط الضوء على أهمية اليقظة المستمرة لمنع تحول المخاطر إلى أعمال إرهابية فعلية . كما تؤكد القضية حزم الدولة في مواجهة أي نشاطات لجماعة الإخوان المحظورة، وتوضح قدرتها على ضبط الأمن الداخلي والحفاظ على الاستقرار الوطني. ويُعد الكشف المبكر عن هذه الخلية وتطبيق العقوبات الصارمة بحق أفرادها رسالة واضحة إلى الداخل والخارج مفادها أن الأمن الوطني الأردني محمي، وأن أي محاولة للتسلل الأمني أو النفوذ الحزبي خارج إطار الشرعية القانونية ستواجه رادعًا قضائيًا حازمًا.

تفاصيل الكشف عن الخلية والتحقيقات

وبالعودة إلى تفاصيل القضية، كشفت الأجهزة الأمنية الأردنية عن واحدة من أخطر القضايا التي هزّت المملكة والمعروفة إعلاميًا باسم "خلية الصواريخ" أو "خلية الفوضى". وتألفت المجموعة من 16 عنصرًا على الأقل، وكانت تخطط لزعزعة استقرار البلاد وإشاعة الفوضى. وفي 15 نيسان 2025، أعلن جهاز المخابرات العامة إحباط مخططات الخلية واعتقال جميع أفرادها قبل تنفيذ أي عمليات. وبثّ الجهاز اعترافات مصوّرة للمتهمين تضمنت تفاصيل نشاطهم غير القانوني، وأقرّوا بانتمائهم إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأفاد أحد المتهمين، عبد الله هشام أحمد عبد الرحمن، بأن ارتباطه بالجماعة يعود إلى عام 2002، مشيرًا إلى أن أفراد الخلية تلقوا تدريبات في لبنان على يد عناصر فلسطينية ولبنانية تضمنت استخدام آلات الإنتاج والمخارط لتصنيع الصواريخ والمتفجرات المعدّة لاستهداف الأراضي الأردنية.

رد الإخوان وموقف المملكة

وبحسب مصادر أمنية أردنية لـ "نداء الوطن" أثارت قضية "خلية الصواريخ" جدلًا واسعًا حول مدى تورط جماعة الإخوان المسلمين. ورغم ذلك، سارعت الجماعة إلى إصدار بيان رسمي نفت فيه أي صلة لها بالخلية، مؤكدة أن المتهمين تصرفوا بشكل فردي ومن دون أي توجيه أو تنسيق تنظيمي.

في المقابل، اتخذت السلطات الأردنية قرارًا بحل جماعة الإخوان المسلمين وإغلاق مقراتها بعد سلسلة من المخالفات القانونية، ومنعت أي نشاط أو ترويج لأفكارها باعتبارها جماعة محظورة بموجب القوانين النافذة. وتُعدّ نشاطات الجماعة المنحلة مخالفة صريحة للقانون وتعرّض القائمين بها للمساءلة، مع تأكيد الحكومة التزامها بتطبيق القوانين الوطنية بما يضمن صون الأمن والاستقرار في المملكة.

 

صفقة شاملة تُنهي حالة "اللاحرب واللاسلم" في الجنوب!

ناديا غصوب/نداء الوطن/10 تشرين الأول/2025

منذ السابع من تشرين الأول 2023، يوم انطلقت عملية "طوفان الأقصى"، دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة من الصراع. لكن خلف هذا الانفجار المفاجئ، تتبدّى بصمات إيران بوضوح، إذ يرى كثير من المحللين أن طهران هي التي شجّعت، موّلت، وسلّحت حماس، لتفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في لحظة إقليمية دقيقة، تمامًا كما تفعل في لبنان من خلال "حزب الله"، في إطار استراتيجية أوسع لتوسيع نفوذها عبر "محور المقاومة". إلا أنّ السؤال الأخطر اليوم: هل كانت هذه الحرب فعلًا معركة لتحرير فلسطين، أم حربًا بالوكالة دفعت غزة ثمنها نيابةً عن إيران ومصالحها الإقليمية؟ على مدى عامين، ومنذ انطلاق طوفان الأقصى حتى خريف 2025، قُتل في غزة أكثر من ستين إلى ثمانين ألف شهيد بحسب تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية وتقارير مستقلة، فيما دمّر القطاع كليًا، وهُجّر الملايين، وتحوّلت الحرب إلى أكبر مأساة إنسانية في القرن الحديث.

ومع اقتراب تشرين الثاني 2025، تتجه التطورات إلى نهاية مختلفة:

انسحاب إسرائيلي تدريجي وفقًا لاتفاقية ترامب المعدّلة. تسلّم قوات دولية عربية – مصرية – خليجية إدارة القطاع، بدعم سعودي وفرنسي وأميركي. نقل عناصر حماس إلى الجزائر في إطار صفقة تبادل الأسرى. إنشاء سلطة مدنية محلية تشرف، بمساعدة الولايات المتحدة، على بناء "غزة الجديدة" - مدينة خالية من السلاح، ذكية ومستقبلية، على غرار سنغافورة أو مشروع نيوم في المملكة. وفي جوهر الخطة غير المعلنة، تقوم الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت رعاية سعودية - أميركية مشتركة، بحيث يُعاد رسم خريطة المنطقة سياسيًا واقتصاديًا. وهكذا، يتبدّل المشهد: ما كان يُقال إنّ قطار السلام سينطلق من الخليج، لم يعد دقيقًا، لأن الانطلاقة الجديدة ستبدأ من غزة نفسها - غزة التي دُمّرت باسم "المقاومة"، لتُبنى من جديد باسم "السلام". ويبقى السؤال الذي لن يهدأ: هل كانت كل هذه الدماء والدمار والتضحيات ثمنًا لمعادلات إيرانية باردة، أم بداية تحوّل حقيقي في تاريخ فلسطين والمنطقة؟

لبنان... الجبهة الرديفة في زمن التسويات

لا يمكن فصل ما يحدث في غزة عن المشهد اللبناني المترنح على حافة الانفجار. فمنذ اندلاع حرب "طوفان الأقصى"، تحوّل الجنوب اللبناني إلى جبهة رديفة تشعلها الاشتباكات اليومية بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، في سياق ما تسميه طهران "وحدة الساحات". لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن التسوية المقبلة في غزة لن تبقى حبيسة القطاع، بل ستتمدّد بتأثيرها إلى الحدود اللبنانية الجنوبية .فوفق مؤشرات دبلوماسية متقاطعة، يجري إعداد صفقة شاملة تُنهي حالة "اللاحرب واللاسلم" في الجنوب، وتشمل انسحابًا إسرائيليًا جزئيًا من بعض النقاط الحدودية، مقابل ضمانات دولية بتقييد سلاح "حزب الله" جنوب الليطاني وتوسيع مهام قوات "اليونيفيل". وفي موازاة ذلك، تبرز ضغوط أميركية - فرنسية - خليجية لإدراج لبنان ضمن الخطة الإقليمية الجديدة، بحيث لا يُعاد إعمار غزة من دون "ضبط الجبهة الشمالية"، أي تحييد "حزب الله" عسكريًا مقابل انفتاح اقتصادي ومالي على لبنان. بمعنى آخر، ما بدأ كحرب فلسطينية - إسرائيلية قد ينتهي بتسوية شرق أوسطية أوسع، يكون لبنان فيها جزءًا من معادلة "الردع مقابل الإعمار". غير أنّ المخاوف تبقى من احتمال أن تُستخدم الساحة اللبنانية كورقة تفاوض أخيرة - إمّا لتثبيت شروط طهران، أو لترجمة مشروع "غزة الجديدة" على مقاس "لبنان الجديد" أيضًا.

 

غزة... بداية - نهاية "حرب السنتين"

جوزيف حبيب/نداء الوطن/10 تشرين الأول/2025

فعلها الرئيس ترامب أخيرًا. أثمرت ضغوطه وجهوده بالتعاون مع الوسطاء، اتفاقًا تاريخيًا لوقف النار وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، تنفيذًا لـ "المرحلة الأولى" من "خطة ترامب" لإنهاء حرب غزة. إنها بداية - نهاية "حرب السنتين" التي تفجّرت شرارتها فجر 7 أكتوبر 2023 حين شنت "حماس" هجومًا دمويًا مباغتًا على غلاف غزة، خطفت خلاله 251 رهينة واقتادتهم إلى داخل القطاع. تُختتم في الأيام المقبلة أزمة الرهائن الإسرائيليين، الذين سبق أن أفرج عنهم وحرّر قسم منهم، كما قتل قسم آخر، من دون أن تطوى معها صفحة مأسوية بلغت ذروتها بـ "طوفان الأقصى"، حتى إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، الذي قد لا ينتهي أبدًا. يريد الرئيس الأميركي إسكات صوت المدافع بشكل نهائي. راهن كثيرون سابقًا على نجاح ترامب في تحقيق ذلك مع انطلاق ولايته الثانية غير المتتالية، خصوصًا أن مساعيه بالتعاون مع إدارة بايدن، ساهمت بولادة هدنة دخلت حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني من هذا العام، أي عشية توليته رئيسًا. لا تخلو التطوّرات الإيجابية المتسارعة من لقطات ورموز ستدخل التاريخ، فمشهد همس وزير الخارجية ماركو روبيو في أذن ترامب أثناء لقاء يُبث مباشرة على الهواء أن الاتفاق بين إسرائيل و"حماس" بات وشيكًا، ذكّر المراقبين باللقطة الشهيرة يوم اعتداءات 11 أيلول 2001، حين همس كبير موظفي البيت الأبيض آنذاك آندرو كارد في أذن الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن: "اصطدمت طائرة ثانية بالبرج الثاني. أميركا تتعرّض لهجوم".

يكمن الفرق بين اللقطتين بأن بوش الإبن أُخطر بتعرّض بلاده لهجوم إرهابي غادر، بينما تبلّغ ترامب نبأً تفاوضيًا سارًا مع دفع واشنطن في اتجاه السلام في الشرق الأوسط. انتقلت أميركا في المشهدَين من كونها في قلب الحدث الصادم إلى صناعتها الحدث المنتظر بفارغ الصبر. وما يزيد من الإثارة، أن هذه المستجدّات تحصل مع مصادفة موعد إعلان الفائز بجائزة "نوبل للسلام" اليوم. تفيد المعطيات بصعوبة نيل ترامب الجائزة المرموقة هذه السنة، لكن المراقبين يعتبرون أن ما طرأ على خطّ إنهاء حرب غزة يعيد خلط الأوراق، علمًا أن هذا الأمر يبقى مستبعدًا وفق معايير اللجنة النرويجية لجائزة نوبل. وكان معبّرًا اقتباس الرئيس المحافظ عبارة واردة في "إنجيل متى" ومنقولة عن لسان المخلّص يسوع المسيح: "طوبى لصانعي السلام" في ختام منشور له يُعلن فيه التوصّل إلى اتفاق.

عمّت أجواء الفرح في قاعة المفاوضات في شرم الشيخ، وكان لافتًا تحديدًا تبادل التهاني والمصافحات والابتسامات بين وفود دول وسيطة والوفد الإسرائيلي. لكن الاحتفالات العفوية العميقة النابعة من المعاناة، شهدتها مناطق القطاع، حيث خرج الغزيون إلى الشوارع ورقصوا وغنوا وتنفسوا الصعداء باقتراب وضع الحرب أوزارها بعد 733 يومًا على اندلاعها، فضلًا عن "ساحة الرهائن" في تل أبيب. ورغم هذه الانفراجة، لا ينبغي الإفراط في التفاؤل، فطريق "خطة ترامب" طويل وتتخلّله مطبّات خطرة. فـ "حماس" سارت في الخطة مكرهة، وهي ما زالت ترفض نزع سلاحها وتشكيل "مجلس السلام" برئاسة ترامب. لهذا، ستظهر العوائق جلية مع توالي تنفيذ الخطة وبلوغ دور "النقاط" موضع الخلاف.

يسير ترامب بمقتضى منطق "الصفقة المتكاملة"، ما يصعّب قدرة الحركة على المناورة والانحراف عن خطته، ويؤكد الرئيس الأميركي أن "نزع السلاح" جزء من "المرحلة الثانية"، وهو سيعمل بمساعدة الوسطاء الآخرين على تذليل العقبات في كلّ مرحلة بغية إنجاز الخطة حتى خواتيمها، فيما لن تقبل الدولة اليهودية بـ "أنصاف الحلول" الأمنية بعد 7 أكتوبر، لكن نتنياهو يتعاطى بإيجابية لتجنب إغضاب ترامب وتحسين وضعيّته الشعبية الداخلية. يشق ترامب مسار السلام في المنطقة المقرّر أن يزورها مطلع الأسبوع لتدشين "حقبة جديدة". إلّا أن الرئيس الجمهوري يواجه تحدّيات جسيمة في شرق أوسط مشحون بالأحقاد وزاخِر بالتناقضات وتربته مهيّأة للاشتعال السريع. من غزة تدفقت حمم بركان الحرب، ومنها يجهد ترامب لإطلاق "قطار السلام"، بيد أن سكة هذا القطار في طور التركيب، كما أن المسار محفوف بالمخاطر ومزروع بالألغام. يبقى رجاء الرهائن والأسرى أن يعودوا إلى عائلاتهم، وصلوات الفلسطينيين والإسرائيليين أن يعيشوا بسلام عادل، أغلب الظن أنه بعيد المنال.

 

من أرشيف عام 2013/وضع لبنان في التاريخ ومسيحيّيه بنوع خاص وأخطاء قادتهم الجسيمة والمتواصلة

بقلم سليم العازار عضو المجلس الدستوري سابقاً

الجمعة 15 شباط 2013

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/4517/

لم يكن لبنان يوماً في الزمن الغابر الطويل، دولةً مستقلّة، ولا وجود لكيانٍ له سياسي قبل ستة آلاف سنة، كما يزعم بعض المغالين، ولا شيء يربط اليوم أهله وسكّانه بالفينيقيّين القُدامى، لا في الأعراف والعادات والأعياد، ولا في اللغة وإن هي سامية الأصل، ولا في المعتقدات الدينيّة، ولا في أعراقه المتنوعّة.

والحقيقة أن لبنان لم يصل إلى ما هو عليه اليوم لو لم ينزح الموارنة منذ نحو ألفٍ واربعمئة سنة إلى جباله ويقبعوا فيها بإيمان وعنادٍ وثبات خوفاً من الاضطهاد المحدق بهم، يشجّعهم على الصمود بطاركتهم الأبرار، ولاحقاً لاذ إليه أيضاً الدروز والشيعة للأسباب نفسها.

وخلافاً لما ادّعاه خطأً ولا يزال، كلّ من الحزب السوري القومي وحزب البعث العربي لم يكن لبنان يوماً، لا من قبل ولا من بعد، تابعاً إلى بلاد الشام سياسياً أو سوسيولوجياً، لأن الفتح العربي وما تلاه من فتوحات لم تتسلّق جباله الشاهقة والوعرة، فبقي أهاليها يتمتّعون بنوع من الحرية، على ان لبنان في حدوده الحاضرة لم يحصل على استقلاله الكامل بصورة قانونية ورسميّة إلاّ في 22 تشرين الثاني 1943 .

ومن المفيد كثيراً ان نتوقّف لدى المحطّات التاريخية الهامّة التي طرأت على المنطقة وكان لها تأثيرها في لبنان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إذ هي تساعدنا على تفهُّم أوضاعه اليوم تفهُّماً واقعياً صحيحاً .

المحطة الأولى سنة 1774 :

هي تاريخ معاهدة Kutchuk Kaïnardji الشهيرة والقاسية التي بموجبها انتزعت أمبراطورة روسيا كاترين الكبيرة، الألمانية الأصل والبروتستنتيّة المذهب، والتي كانت قد اعتنقت المذهب الأرثوذكسي بسبب زواجها من قيصر روسيا بطرس الثالث وهي في السادسة عشرة من عمرها، ثمّ حلَّت محلَّهُ في الحكم بعد وفاته باكراً، فانتزعت من السلطنة العثمانية، بعد انتصارها عليها في حربٍ دامت ستّ سنوات، حق الملاحة في البحر الأسود وبحر أزوف، وملكيّة السهول الواقعة شمال هذين البحرين، وأيضاً حق المرور في مضايق البوسفور والدردنيل وحق التدخّل في السلطنة لحماية جميع المسيحيين المتواجدين فيها .

وعلى الأثر شاع في لبنان مثل عاميّ يقول عن كل فريق وضع في أي عقد شروطاً قاسية على فريق آخر، انه فرض عليه شروط المسكوب على السلطان، واخذ المسيحيون يتنفسون قليلاً الأوكسجين، لكن ذلك لم يكن بالطبع

كافياً .

المحطة الثانية سنة 1860

بعد مرور نحو ستين سنة على معاهدة Kutchuk-Kaïnardji المذكورة اعلاه، وقعت في جبل لبنان أحداث طائفية، دمويّة وعنيفة، لأسباب تافهة في الظاهر بين الموارنة والدروز في بادئ الأمر، وفي الحقيقة بأُسٍّ وتحريضٍ مستتر من السلطنة العثمانية، فطالت تلك الأحداث كثيراً حتى انتشرت على العموم بين المسلمين والمسيحيين وصولاً إلى الشام وحاصبيا بسبب تقاعس الدول الأوروبية الكبرى عن التدخّل وتضارب مصلحة كل منها مع الأخرى

واذ بلغ عدد الضحايا عشرات الألوف، وهو عدد كبير جداً بالنسبة لعدد السكان آنذاك، واذ حلّت الدول الأوروبية بالنتيجة خلافاتها مع بعضها البعض، تدخّلت عندئذٍ سنة 1860 وأرغمت السلطنة العثمانية التي كان يُطلَق عليها اسم “الباب العالي” على انشاء دولة لبنانية صغيرة مستقلّة استقلالاً ادارياً محدوداً، تمتدّ من الأرز إلى جزين وتتبعها زحلة ومنطقة الهرمل، سُمِّيت المتصرفية، مستثنى منها عكار وطرابلس وبيروت وصيدا وصور، وصار تعيين حاكم لها عثماني سُمّيَ المتصرف، على ان يكون مسيحياً من الأقليات كالأرمن واللاتين، وأنشئ فيها مجلس ادارة منتخب، وهو بمثابة مجلس نواب يمثّل الطوائف كلها المتواجدة فيها، أي الموارنة والدروز والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والسنّيون والشيعة، على ان يكون لكلٍّ من قناصل الدول الأوروبية الكبرى المعتمدين في بيروت لدى “الباب العالي” حق التدخّل لحماية طائفة معيّنة.

فقنصل فرنسا كان يتدخّل حفاظاً على مصالح الموارنة وقنصل روسيا حفاظاً على الأرثوذكس وقنصل بريطانيا العظمى حفاظاً على الدروز وقنصل النمسا حفاظاً على الروم الكاثوليك، أما المسلمون من أهل السّنة والشيعة فكان شفيعهم الباب العالي طبعاً.

وقد نَعِمتْ متصرفية جبل لبنان بالاستقرار والإلفة بين أهاليها والأمان والازدهار إلى درجة انه كان يقال على نطاق واسع: هنيئاً لمن له مرقد عنزة في جبل لبنان!… وقد كتبتُ من نحو خمس سنوات أو أكثر مقالاً نُشِر في صحيفة “النهار” تساءلت فيه عما إذا كان من تمايزٍ جوهري بين عهد القناصل قديماً وعهد السفراء اليوم.

على ان السلطنة العثمانية، إذ نشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914، قررت ان تدخل فيها سنة 1915 إلى جانب الأمبراطوريتين الألمانية والنمساوية، مستفيدة من الأوضاع الدولية المستجدّة الناشئة من الحرب، فألغت بروتوكول متصرفية جبل لبنان واستقلاله الاداري، وحكَمتهُ حكماً مباشراً، وبسبب سوء ادارتها وفسادها المستشري ضربت المجاعة لبنان بدءاً من سنة 1916 ولا سيما في مناطقه الجردية.

وإذ انتهت الحرب العالمية الأولى في تشرين الثاني 1918 بانتصار فرنسا وبريطانيا العظمى وحلفائهما وبخسارة السلطنة العثمانية وحليفتيها ألمانيا والنمسا، وإذ فرّ الجيش العثماني هارباً من لبنان ومن باقي الولايات العربية التي كان يحكمها وتخضع له، أي من ولاية عكّا أو صفد، أو ما يسمّى ولاية فلسطين، وايضاً من شرقي الأردن والشام وحلب وبغداد، واذ حلّ محله الجيش الفرنسي في لبنان والشام، كما حلّ محله الجيش البريطاني في فلسطين وباقي المناطق المشار إليها أعلاه، سافر عندئذٍ إلى فرنسا البطريرك الماروني الياس الحويّك، فاجتمع بالمسؤولين في الـQuai d’Orsay طالباً تكبير لبنان.

 ورغم ان الخارجية الفرنسية، كما يظهر من محفوظاتها، حاولت في بادئ الأمر ان تُثنيَ البطريك عن طلبه قائلةً له إنه سيندم لاحقاً فيما لو تحقّق، الاّ ان البطريرك أصرّ على موقفه، فكان ان كُلِّفَ المفوّض السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو ان يعلن في أول ايلول 1920 باسم حكومته وعصبة الأمم نشوء دولة مستقلة، تُدعى دولة لبنان الكبير، بعدما ضُمّت اليها عكار وطرابلس وبيروت وصيدا وصور وتوابعهما، على ان تخضع تلك الدولة للانتداب الفرنسي الموقت، فكان ذلك الخطأ الجسيم الأول كما سيتبيّن في أدناه.

المحطة الثالثة سنة 1920 .

 وما إن تكوَّن لبنان الكبير بعد ضمّ المناطق المذكورة إليه، وأكثرية أهلها من المسلمين السنيين أو الشيعة حتى توالت على الدولة اللبنانية الحديثة المنشأ المشاكل الكبيرة والمظاهرات الصاخبة والخطابات السياسية الرنّانة التي تلقى آذاناً صاغية لدى قسمٍ من الشعب لا يستهان به، إذ راح أهالي تلك المناطق يعلنون جهراً وصراحة انهم لا يرغبون في البقاء داخل لبنان، بل الانضمام إلى سوريا، وكانت الحكومة اللبنانية الشرعية تتصدّى لهم بقوة، تساندها في ذلك أحياناً الدولة الفرنسية المنتدبة، بجيشها القوي المتواجد في لبنان، فكان ذلك امتداداً للخطأ الجسيم الأول وتجاهلاً للارادة الشعبية المعلنة.

 وما زلتُ اذكر حتى الآن ما يلي من الأغاني الشعبية المعبّرة التي كان بعض أهالي الجنوب يُردِّدونها موجّهة إلى بتشكوف الذي كان المندوب الفرنسي في الجنوب:

“بتشكوف خبِّر دولتك باريس مربض خيلنا”.

أما في الشمال، وتحديداً في طرابلس، فلقد بقي أهلها، وبنوع خاصّ تجّارها، يعطون عنوان محلاتهم التجارية انه في طرابلس – الشام (هكذا) على مدى سنوات عديدة ويذكرون الشيء نفسه في بطاقاتهم الشخصية تعريفاً عن أنفسهم، غير معترفين بأن طرابلس هي في لبنان وصودف انظهر سنة 1936 الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي اسّسه وتزعّمه اللبناني من ضهور الشوير المرحوم انطون سعاده الذي راح ينادي بضم لبنان إلى سوريا معتبراً خطأً انه جزء من بلاد الشام مثل فلسطين وشرقي الأردن، فحظي فيهما وفي سوريا برواجٍ لا بأس به، كما حظي ايضاًبمثله في بعض الأقضية في لبنان وأوساط الجامعة الأميركية في بيروت حيث نشأ بدايةً، فتعرّض للمطاردة من قبل الحكومة اللبنانية والسلطة الفرنسية،واذ انهزمت فرنسا عسكرياً سنة 1940 في الحرب العالمية الثانية واحتلّ الجيش الألماني نصف اراضيها ونصّب فيها حكومة موالية له، ثم احتلّها بكاملها سنة 1942،

واذ اضمحلّ على الأثر كل نفوذٍ تقريباً لفرنسا في لبنان بعدما دخل اليه سنة 1941 الجيش البريطاني التاسع بقيادة الجنرال سبيرز قادماً من فلسطين يسانده بعض الفرنسيين من أتباع الجنرال دي غول زعيم فرنسا الحرة الذي كان قد التحق بالانكليز منذ حزيران 1940 قبيل سقوط باريس بيد الألمان بقليل، إذ ذاك ادرك معظم رجال السياسة في لبنان من المسلمين والمسيحييّن ان لا مناصَ من ان يتفاهموا ويتّفقوا مع بعضهم البعض، إذا ما أرادوا حقّاً ان يعيشوا معاً وينالوا استقلالهم الكامل.

وبالفعل تفاهم الزعماء المسيحيّون الكبار الموارنة، الشيخ بشارة الخوري رئيس الكتلة الدستورية والشيخ بيار الجميّل زعيم حزب الكتائب اللبنانية وحميد بك فرنجية الزعيم المعروف والنافذ في شمال لبنان مع الزعماء المسلمين الكبار: رياض بك الصلح ومفتي طرابلس الشيخ عبد الحميد كرامي وصبري بك حماده الزعيم البقاعي آنذاك والزعيم الجنوبي عادل بك عسيران واتفقوا في ما بينهم على ان لا يتطلّع أحدهم إلى الشرق وان لا يتطلّع آخر إلى الغرب وان يخوضوا الانتخابات النيابية المحدّد موعدها سنة 1943 على هذا الأساس.

 المحطة الرابعة سنة 1943

 في تلك السنة جرت الانتخابات النيابية كالمعتاد في كل محافظة من المحافظات الخمس التي يتكوّن منها لبنان، ورغم ان رئيس الكتلة الوطنية الأستاذ اميل ادّه كان قد انتُخِب قبلاً في 20 كانون الثاني 1936 رئيساً للجمهورية لمدة ثلاث سنوات، فلقد ترشّح سنة 1943 للانتخابات في محافظة جبل لبنان المخصّص لها آنذاك سبعة عشر مقعداً نيابياً، على أمل ان يحظى بالنتيجة، بتأييد أكثرية النواب في لبنان، ويصبح رئيساً للجمهورية مدعوماً من فرنسا

وقد فاز اميل اده مع أنصاره باثني عشر مقعداً نيابياً في محافظة جبل لبنان في حين ان منافسه الشيخ بشاره الخوري لم يفز مع أنصاره إلاّ بالمقاعد الخمسة الباقية، إلا ان معظم النواب في باقي المحافظات اللبنانية انتخبوا الشيخ بشارة رئيساً للجمهورية بطريقة شرعية وقانونية في الظاهر على الأقل، فألّف أول حكومة للاستقلال برئاسة رياض الصلح وعضوية الوزراء الذين تمّ التوافق عليهم من قبل، وبادرت هذه الحكومة فوراً في 9/11/1943 وبموافقة كل مجلس النواب تقريباً إلى تعديل المادة الأولى من الدستور التي كانت تنص على ان لبنان الكبير، حدوده هي التي تعترف له بها فرنسا الدولة المنتدبة وجمعية الأمم، فحُذِفت منها التعابير المسيئة إلى كرامة الوطن واستقلاله.

وعلى الأثر ارتكب المندوب الفرنسي لدى لبنان وسوريا السيد جان هلّو حماقة كبرى إذ أمر بعض جنوده ان يعتقلوا ليلاً رئيس الجمهورية ورئيس وبعض أعضاء الحكومة وأيضاً النائب الاستاذ عبد الحميد كرامي وان يسوقوهم مخفورين إلى قلعة راشيا، وارتكب في الوقت نفسه النائب اميل اده حماقة مماثلة، إن لم تكن أكبر، إذ قَبِلَ ان يعيّنه جان هلّو رئيساً للجمهورية وان يحكم لبنان بواسطة بعض المحافظين.

إلاّ ان فرنسا الضعيفة كثيراً آنذاك والتي يحتل الألمان كل أراضيها والتي كان ُيفتَرض ان تعرف نفسها، لم تتمكّن من الإصرار على فعلها غير المشرّف بداهةً والمخالف لكل الدساتير والقوانين، ولم تستطع مقاومة الضغط العالمي الهائل الذي مورس عليها في معسكر البلدان التي تنادي بالحرية، يضاف إليه الاستنكار الواسع والاضرابات والمظاهرات التي انتشرت في لبنان، فاضطرت صاغرة بعد أقل من اسبوعين إلى اعادة من اعتقلتهم، أحراراً مرفوعي الرأس. أمّا اميل اده، فلقد أُسقِط من النيابة لقبوله وظيفة لا تلتئِم معها، رغم ان شعبيته المسيحيّة لم تتأثّر كثيراً، بل بقيت وتجلّت في أثناء وفاته سنة 1949.

المحطة الخامسة، السنوات 1947 إلى 1951

في 25 أيار 1947 جرت في لبنان انتخابات نيابية عامّة أجمع النقّاد المحايدون وكثر من السياسيين ذوي الوزن الكبير على وصفها بالمزوّرة تزويراً فادحاَ وفاضحاً، وطبعاً يسأل عن ذلك المؤسسات الرسمية وفي طليعتها رئيس الجمهورية المسيحي ذو السلطة والنفوذ الكبيرين آنذاك، وإن كان القانون يحمّل الحكومة وحدها المسؤولية.

ويقيني ان التزوير، انما حصل لأن الرئيس الشيخ بشارة الخوري راح يخطّط منذ ذلك التاريخ لتجديد ولايته مرّة أخرى لمدة ست سنوات خلافاً للدستور، ساعياً بكل قواه إلى ايجاد مجلس نيابي مطواع بأكثر من ثلثيه يؤمِّن له تنفيذ مآربه الشخصية – وهنا يكمن خطأ جسيم آخر يضاف إلى ما سبقه من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها غيره من القادة – وقد جدّد الرئيس فعلاً ولايته، لكنّه لم يتمكّن من إكمالها فاضطرّ للاستقالة في منتصفها بسبب الاضرابات الواسعة والمظاهرات الشعبية الصاخبة المناوءة له.

وفي 15 أيار 1948 وفور خروج بريطانيا العظمى من فلسطين وانهاء حكمها لها، جرى فعلاً تقسيمها بين الفلسطينيين والإسرائيليين انفاذاً للقرار الصادر بشبه الاجماع عن الأمم المتحدة ، وبادرت الدول الكبرى إلى الاعتراف

بذلك، وفي طليعتها الاتحاد السوفياتي الذي كان صديق العرب ويساندهم على الدوام .

وقد آلت إلى الإسرائيليين صحراء النقب القاحلة والجليل والشواطئ التي تبعد عن البحر نحو عشرة كيلومترات، أما الفلسطينيون فقد آلت اليهم الضفة الغربية الغنيّة والخصبة تربتها وايضاً سهل غزّة والقدس التاريخية التي تحوي كنيسة القيامة الأثرية المبنيّة في المكان الذي قبر فيه السيد المسيح وقام منه، وهو أقدس الأماكن قاطبةً في الدين المسيحي، لكنّ المسيحية في عقيدتها وفي الجوهر تكمن في القلب والعقل وليست في البناء أو الحجر مهما كانت درجة قداستهما.

وآلت أيضاً إلى الفلسطينيين القدس العربية التاريخية الحاوية المسجد الأقصى – الذي زرته شخصياً سنة 1962 – والذي هو أولى القبلتين لدى المسلمين، أمّا القبلة الأهم فهي مكّة المكرّمة والكعبة المقدسة الموجودة فيها والمدينة المنوّرة التي يمتنع على غير المسلم الوصول اليها .

وما إن جرى تقسيم فلسطين كما سبق بيانه حتى تنازل الفلسطينيون عما آل اليهم من الأراضي، فضمّوها فوراً إمّا إلى شرقي الأردن الذي صار يدعى المملكة الاردنية الهاشمية وإمّا إلى مصر التي ضُمَّ اليها قطاع غزّة، وقد دام ذلك نحو عشرين سنة من سنة 1948 حتى سنة 1967 .

وفي الوقت نفسه أعلنت الدول العربية مصر وسوريا والأردن والعراق، وأيضاً لبنان، الحرب على إسرائيل، الدولة المُنشأة بموجب قرار الأمم المتحدة، وأمرت جيوشها النظامية ان تدخل إلى فلسطين لكي تطرد إسرائيل منها وطلبت من الفلسطينيين ان يتركوا بيوتهم أربعاً وعشرين ساعة فقط ليعودوا اليها من بعد، وتدفّق على الأثر إلى لبنان مئة وخمسون الفاً منهم، هاربين لاجئين، بموافقة الرئيس اللبناني المسيحي، رغم ان رئيس حكومته رياض الصلح المسلم عارض دخولهم في بادئ الأمر خوفاً من ان يؤدي ذلك إلى الإخلال بتركيبة لبنان الديموغرافية الحسّاسة، إلا أن الرئيس لم يأبه بمعارضة رئيس حكومته كما ان هذا الأخير لم يصرّ عليها كي لا يُحرَج كثيراً أمام جمهوره.

 ويقيني ان رئيس الجمهورية أدخل لبنان في الحرب ضد إسرائيل وسمح بدخول الفلسطينيين اليه استرضاءً وممالقةً للرأي العام الإسلامي في لبنان المتعاطف بطبيعته مع القضية الفلسطينية لحمله على الموافقة على تجديد ولايته فيما بعد، مع أنه لا مصلحة للبنان بتلك الحرب، وكان عليه ان يفعل كما فعلت المملكة السعودية التي نأت بنفسها عن الحرب وهي دولة كبرى مستقلة، عربية إسلامية، قوية وغنيّة ونافذة، وهنا يكمن مرةً أُخرى الخطأ الجسيم، إن لم يكن المميت الذي ارتكبه القادة المسيحيون.

ثم راح القادة المسيحيّون يصفون إسرائيل على الدوام بأنها العدوّ الوحيد لهم، جبناً وتخاذلاً وممالقةً، في حين ان لبنان كان البادئ بالهجوم عليها، وزيادة في الطين بلّة أعطوا الفلسطينيين سنة 1969 الحق الشرعي بالانطلاق من أراضٍ لبنانية سميت “فتح لاند” لمهاجمة إسرائيل، وهذا ما يعتبر بالقانون الدولي Casus Belli أي ما يعطي الدولة التي يقع عليها الهجوم من هذه الأرض الحق بإعلان الحرب على الدولة التي سمحت بالهجوم عليها من تلك الأرض، في حين ان الفلسطينيين المتواجدين في الدول العربية الأخرى مضبوطون جيداً وممنوع عليهم الانطلاق من أراضيها لمهاجمة إسرائيل.

ومن المعلوم ان الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان كان السبب المباشر لاندلاع الحرب اللبنانية الفلسطينية سنة 1975 والتي ما زال لبنان يعاني من آثارها وتوابعها.

 وفي سنة 1949 حصل انقلاب في سوريا قام به قائد الجيش السوري حسني الزعيم فاستولى على السلطة وكان قد اتّفق مع انطون سعاده زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي، على ان يقوم بانقلاب مماثل في لبنان بغية ضمّه إلى سوريا، واعداً بمساندته عسكرياً.

وبالفعل تمكّن انطون سعاده وأعضاء حزبه المدرّبون على القتال من الاستيلاء بقوة السلاح على ستة عشر مخفراً أو مركزاً عسكرياً في منطقة البقاع وجوارها وعلى اغتيال الجنود الذين قاوموهم وعلى تجريد البعض من أسلحتهم، واستعدّ الانقلابيون للزحف على بيروت.

لكنّ الجيش اللبناني تأهّب لصدّهم من جهة، ومن جهة أخرى، فإنّ حسني الزعيم تخلّى عن انطون سعاده بعد ضغط دولي عليه كبير، ولا سيما من فرنسا، واضطرّ لتسليمه إلى لبنان الذي حاكمه بسرعة وأعدمه بسرعة، وأُعدِم معه لاحقاً اثنا عشر قيادياً من حزبه.

وبالطبع ان هذه المحاكمات وما تبعها من أحكام بالإعدام لم تكن لتحصل لو لم يوافق عليها ويؤيدها رئيس الحكومة آنذاك رياض الصلح، الذي كان في الأصل مناضلاً في سبيل سوريا والعروبة والذي أخلص في النهاية للبنان قلباً وقالباً، والذي تحوّل كلياً عن مواقفه السابقة إذ وصلبه الأمر الى الدفاع عن لبنان علناً بوجه سوريا عندما قرر الرئيس السوري خالد العظم إعلان القطيعة الكاملة مع لبنان فردّ عليه رياض قائلاً: “القطيعة واللهِ ما أردناها ولكنّها صارت فما خشيناها”.

وبعد سنة تقريباً حاول أحد أعضاء الحزب السوري القومي اغتيال رياض الصلح في بيروت فيما كان ذاهباً لتناول طعام الغداء في بيت أحد محبّيه، وجمهوره يحيط به، فشاهد رياض شخصاً يهمُّ بالتصويب عليه فصرخ بمرافقيه ليقبضوا عليه فارتجفت يد الجاني، واذ أطلق الرصاص من مسدسٍ حربي، أخطأ الهدف، ولكنّ رياض أكمل طريقه كأنّ شيئاً لم يحصل، وبعد الظهر حضر إلى مجلس النواب مصطحباً ابنته الصغرى ليلى التي كانت طفلة في عامها الخامس، مثبتاً بذلك شجاعته غير آبهٍ بالموت.

وفي تموز 1951 تمكَّن ثلاثة لبنانيين من الحزب السوري القومي من اغتيال رياض الصلح في عمّان بعد اقتحام سيارته، وترصُّدها جيداً، وقد اصيب أحد الجناة برصاص الأمن الأردني فمات، أما الاثنان الباقيان ففرّا إلى سوريا

 لقد قضى رياض نحبَهُ شهيداً حقيقياً صادقاً لحبّهِ واخلاصه الكامل للبنان، أما رئيس الدولة وحكومته ومن جاء بعدهم فلقد تخاذلوا عن ملاحقة الجناة ومن هم وراءهم بشكل جدي.

 ومن المؤسف ان رياض الصلح، الذي كان بالتأكيد وفياً كثيراً في النهاية للبنان، لم يستطع ان ينقل وفاءَه، ولا مشاعره الرفيعة والبديعة، إلى جمهوره الذي كان في الأصل غفيراً جداً وداعماً له، فضعفت شعبيّته، ولا إلى حلفائه

الكثر الذين كانوا يستفيدون منه، فقلّ نفوذه. فلم تنتقل مشاعره الجميلة إلاّ إلى بناته، وبنوعٍ خاص إلى ابنته الصغرى ليلى الصلح حماده، وأيضاً وخصوصاً إلى كُبراهنّ علياء، التي، وإن اقترنت بصحافي فلسطيني، هو نصر الدين النشاشيي، وأنجبت منه ولداً، بقي تعلّقها بلبنان كاملاً رغم اندلاع الحرب اللبنانية – الفلسطينية الرهيبة وما تبعها، فأمضت البقية الباقية من حياتها في فرنسا مثل بعض اللبنانيين الشرفاء.

 وأخيراً، في الأوضاع المزرية التي وصل اليها لبنان اليوم أن الإسهاب في بحث وشرح بالتفصيل كل الأحداث الباقية والخطيرة التي طرأت على لبنان حتى اليوم، مع تشعّباتها وأسبابها الكثيرة والمتنوعّة، وكل منها ساهم في زمانه بتدهوره درجةً فدرجة وإضعافه مع الوقت وتفكيكهوايصاله بالنهاية إلى حافّة الموت، وبعض تلك الأسباب ناتج من أخطاء جسيمة لا تُغتفَر بسهولة، ارتكبها معظم قادته السياسيين، عن أنانيّةٍ أو عن قِصَرٍ في النظر، وبعضها الآخر متأتٍّ من تدخّلٍ اقليمي أو دوَلي، كان ممكناً الحؤول دونه بالحكمة والشجاعة، إن الإسهاب في كل ذلك يتطلّب كتابة مجلّدٍ ضخم لا يتّسع له مكان في مثل هذه الدراسة المختصرة.

على أنّنا سنكتفي بالاشارة قدر الإمكان إلى بعضها لِنُذكِّرَ الرأي العام بها، إذ يبدو انه ضعيف الذاكرة.

  ففي سنة 1958 وقعت احداث في لبنان دموية زعزعت كيانه بعدما أخذت منحىً طائفياً، ولكنه خرج منها في النهاية معافىً إلى حدٍّ مقبول وإن بقيت جراحه وقتاً كي تندمل.

وسنة 1961 قام الحزب السوري القومي بمحاولة انقلاب عسكري للمرة الثانية بهدف ضم لبنان إلى سوريا بعد مرور اثني عشر عاماً على محاولته الأولى الفاشلة، ولكن محاولته المكرّرة لم تنجح أيضاً.

وسنة 1969  أعطى رئيس الجمهورية وقائد الجيش متخاذلينِ الفلسطينيينَ في لبنان الذين أصبحوا مسلّحين، ارضاً سمّيت ” فتح-لاند” لينطلقوا منها ويشنّوا حسب هواهم وكيفهم مزيداً من الهجمات على إسرائيل التي صار عندها حجة شرعية للدفاع عن النفس بطريقة أقوى اضعافاً وأضعافاً، كما سبق قوله في أعلاه.

 وفي 13 نيسان 1975 اندلعت الحرب اللبنانية – الفلسطينية التي لم يشارك فيها باسم لبنان سوى المسيحيين وحدهم، لأن اللبنانيين المسلمين كانوا يعتبرون الكفاح المسلّح الفلسطيني وباقي المنظمات الفلسطينية المسلَّحة وحدها جيشاً اسلاميّاً، أمَّا الجيش الشرعي اللبناني فهو بنظرهم، جيش مسيحي، ما أدّى إلى انشقاق الجيش اللبناني وزعزعة الوطن حتى أعمق أعماقه، وكان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية يصرّح علناً بأن طريق القدس تمرُّ في جونية دون ان يلقى أي ردٍّ من الجانب الاسلامي.

وفي سنة 1976 دخل الجيش السوري إلى كل لبنان بحجَّة فرض الاستقرار ظاهرياً، ولكنَّه لم يلبث ان هيمن عليه في الواقع هيمنةً كاملة سياسيّاً واقتصادياً بعدما تمكّن من استحالة معظم أهاليه اليه بالترغيب أو التهديد، ولم يبقَ مناوِءاً له سوى قسمٍ من المسيحيين فقط الذين اصطدموا معه ومع عملائه من اللبنانيين بحروب بالأسلحة  الثقيلة في الاشرفية وعين الرمانة وزحلة وغيرها، ما أدّى إلى تدمير هائل وسقوط عدد كبير من الضحايا.

وسنة 1977 اغتالت المخابرات السورية الزعيم الدرزي والوطني الكبير كمال جنبلاط، إلاّ ان أحداً لم يجرؤ آنذاك على توجيه أي اتّهام إلى سوريا، حتى ولا نجله وليد، وحصل هيجان شعبي وعفوي، وصار توجيه التهمة إلى المسيحيين الأبرياء في عاليه والشوف، فَقَتل عدد كبير منهم وهُجِّر الآخرون، ما جعل المسيحيين بالنتيجة مضطرين للتعامل مع اسرائيل للدفاع عن النفس.

 وسنة 1982 اجتاحت اسرائيل للمرة الأولى عاصمة عربية، هي بيروت، وذلك منذ نشوئها من أربعة وثلاثين عاماً.

 وإذ أشرفت ولاية الرئيس الياس سركيس على نهايتها، وكانت منظّمة الصاعقة الفلسطينية الموالية لسوريا، هي التي أمَّنت له انتخابه سنة 1976، انتُخِبَ بعده رئيساً للجمهورية سنة 1982 الشيخ بشير الجميّل قائد القوات اللبنانية بإجماع 62 نائباً، ما يمثّل أكثر من ثلثي النواب الباقين أحياءً ، ولم يترشّح أحد ضده.

إلاّ أنه بعد أيام معدودة من انتخابه، وتحديداً في 14 ايلول من السنة نفسها، استطاع شخص من بيت الشرتوني، عضو في الحزب السوري القومي ان يدمِّرَ بواسطة رزمة من الديناميت تبلغ نحو ألف كيلوغرام كان قد وضعها على سطح المبنى الذي يعقد فيه الشيخ بشير اجتماعاً في الاشرفية مع أركان حزبه، استطاع الشرتوني ان يدمِّر المبنى كله تقريباً، فقضى بشير نحبه ومعه نحو عشرين من خيرة انصاره المثقّفين والأوفياء.

 وقد تمكّنت التحقيقات الحثيثة التي جرت آنذاك من معرفة اسم الجاني والقبض عليه واستجوابه، فاعترف وأُحيل إلى القضاء الذي أصدر بحقه مذكرة توقيف وجاهية، ولكنّه لم يُحاكم، فبقي في السجن إلى ان دخل الجيش السوري إلى قصر بعبدا ووزارة الدفاع في 13 تشرين الأول 1990 بدباباته ومدافعه وطيرانه، فأطلقه حرّاً وأخرَج معه ايضاً مجرماً آخر كان قبل يوم قد اطلق النار في بعبدا على العماد ميشال عون، فأخطأه ولكنه أصاب بمقتلٍ الجندي الذي يحرسه.

أما الحزب السوري القومي الذي صار ممثَّلاً شرعاً في الحكومة ومجلس النواب مدعوماً بقوة من سوريا، فما زال يتباهى علناً بأنه قتل بشير الجميّل ورياض الصلح.

وبعد أيام قليلة انتُخب الشيخ أمين الجمّيل رئيساً للجمهورية خلفاً لشقيقه الشيخ بشير، وقد صوّت له آنذاك نواب أكثر من الذين صوّتوا قبلاً لبشير، إلاّ ان الأوضاع العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية تفاقمت أكثر.

وكان أن أُسقِط الشاه من الحكم في ايران بعد نجاح الثورة الاسلامية بقيادة مرشدها الإمام السيّد محمد الخميني، وظهر ان ايران تنوي ان تلعب دوراً كبيراً في المنطقة بعدما رأت ان الظرف مؤاتٍ وان الدولة اللبنانية ضعفت كثيراً وان المنظمات الفلسطينية تحركش اسرائيل فتردّ هذه بقسوة على كل أهل المنطقة، وأكثر المتضررين كانوا طبعاً اخواننا الشيعة، فسلَّحتهم ايران ودرّبتهم وموّلتهم وراحوا يقاومون اسرائيل إلى ان طردوها من لبنان واصبحوا القوة الكبرى والفاعلة في الوطن.

وفي الأول من حزيران 1987 اغتيلَ رئيس الحكومة رشيد عبد الحميد كرامي دون سواه، وقد عُرف بأنه معتدل ولم يشارك في الحرب الأهليّة اللبنانية، وذلك فيما كان عائداً في مروحيّة عسكرية من طرابلس إلى مقرّ عمله في بيروت، بالرغم من أنَّ معه بعض مرافقيه علاوة على قائد المروحيّة.

ولدى اجراء التحقيق العسكري تبيّن ان عبوة صغيرة قد وُضِعتْ قبلاً تحت المقعد الذي كان الرئيس كرامي جالساً عليه فانفجرت وقُتِلَ فوراً، ولم يصب أحد غيره بأذىً، وان العبوة تنفجر إمّا تلقائياً اذا كانت معدَّة للانفجار بعد وقت معيّن، وإمّا من الأرض من خارج المروحيّة.

ولم توجَّه آنذاك التهمة لأحد، وتجدر الاشارة إلى ان قائد الجيش الذي من حقه قانوناً ان يراقب حسن سير التحقيق العسكري كان في حينه العماد ميشال عون المعروف بضميره الحيّ في مثل هذا الأمر وأنّه لا يقبل بطمسه حتى ولو كان الفاعل من أقرب المقرَّبين اليه.

ولما كان من الواجب بمقتضى الدستور ان تستقيل الحكومة بكاملها إثرَ وفاة رئيسها لأيّ سبب، وكان قد تعذَّر على رئيس الجمهورية، ان يُجري مشاورات نيابية لتأليف حكومة جديدة نظراً للانقسام الحادّ الذي ابتُلِيَ به لبنان، أَضِفْ إلى ذلك الظروف الأمنية المتشنّجة كثيراً، فلقد تمَّ التوافق الضمني سياسياً على ان يُعهد برئاسة الحكومة إلى أحد الوزراء السنيين البارزين الموجودين في الحكومة، فأصدر رئيس الجمهورية مرسوماً بتعيين الدكتور الحص رئيساً للحكومة.

وإذ أوشكت ولاية الرئيس أمين الجميّل على نهايتها سنة 1988 ولم يبقَ منها سوى يومين وكان قد تمَّ التوافق سياسيّاً بين سوريا والولايات المتّحدة الأميركية على أن يكون النائب مخايل ضاهر رئيساً عتيداً للجمهورية، وكان على الرئيس الجميّل ان يعيَّن قبلاً حكومة انتقالية موقّتة لتُشرِفَ على الانتخابات الرئاسية منعاً للوقوع في الفراغ وتأميناً لاستمرارية الحكم، كما كان على حكومة الرئيس الحصّ ان تستقيل بقوة الدستور لدى نهاية ولاية رئيس الجمهورية، فلقد عرض الرئيس الجميّل على الرئيس الأسبق شارل حلو ان يتولّى هذه المهمّة، ولكنّه رفضها ونصح بعرضها على نسيبه النائب بيار حلو لعلَّه يقبلها، لكنّ هذا الأخير قال بأنه ينوء بحملها ورفضها بدوره، عندئذٍ اضطرَّ الرئيس الجميّل إلى ان يعهد بهذه المهمّة الشاقة إلى حكومة عسكرية برئاسة قائد الجيش العماد عون الذي قبلها وقبلها معه الضباط الذين يؤلفون المجلس العسكري، إلا ان الوزراء العسكريين المسلمين استقالوا منها بعد قليل بضغطٍ من سوريا، أما الحكومة التي يرئسها الدكتور الحص فلم تستقِل رغم ان الدستور يُلزمها بهذا الموجب، كما سبق قوله وهنا بدأت المشاكل الأكثر خطورة:

1- ان تعيين العماد عون رئيساً للحكومة الانتقالية من أجل تأمين استمرارية الحكم وتجنَّب الوقوع في الفراغ والإشراف على انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية كان في الأصل وبلا شك، عملاً دستورياً شرعياً، ولكنّ العماد تجاوز فيما بعد دستورياً وواقعياً المهمّة التي انتُدِبَ لها، ولا سيما لاحقاً بعد انتخاب النوّاب رئيساً جديداً للجمهورية، ويا ليته اقتدى بقائد الجيش الأول فؤاد شهاب الذي صار تعيينه رئيساً للحكومة سنة 1952 قبل وقت قصير جداً من استقالة رئيس الجمهورية بشارة الخوري، من أجل تأمين آنذاك انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فأغراهُ بعضهم بأن يرشِّح نفسه للرئاسة، فرفض العرض مثبتاً بذلك اتّزانَهُ وحكمتَهُ وبُعدَ نظره واحترامَه الدستور، وبعد ست سنوات دانت له الرئاسة طوعاً وقُدِّمت اليه على طبق من فضّة.

2- ان العماد بدلاً من ان يحصر اهتمامه بتأمين انتخاب مخايل ضاهر المتفق عليه، داخلياً واقليمياً ودولياً، لم يلبث ان اختلف مع قائد القوات اللبنانية الذي كان يسيطر على قسم من المنطقة المسيحية، فراح يتبادل واياه القصف المدفعي والصاروخي دون ان يربح احدهما على الآخر، وبذلك كانا، كلاهما، خاسرين، والخاسر الأكبر كان طبعاً الجبهة المسيحية التي انقسمت قسمين.

لا أعلم مَن مِنَ الرجلين كان المسؤول الأول عن اندلاع تلك المعركة، لكنّي أعرف جيداً ان المعركة يلزمها فريقان، لا فريق واحد، وكان على من له المصلحة الكبرى بعدم الانجرار اليها ان لا ينجرَّ قطعاً وهو يعلم او يفترض به ان يعلم انه لا يستطيع احراز النصر فيها.

ورغم ان الفريقين قد تصالحا بعد وقت قصير، إلاّ انه بدا ان تلك المصالحة لم تكن نابعة من القلب إذ إنّ الإناء الذي يجمعهما قد تفسَّخ.

 3- فيما بعد ان العماد أعلن حرب التحرير للمناطق التي يؤيد أهلها سوريا عن قناعة او عن خوف، فأمر القوى الشرعية الأمنية، من جيش وأمن داخلي، المتواجدة في المنطقة الغربية او في باقي المناطق غير الخاضعة لسلطته، والتي لا حول لها ولا قوة، والتي يسيطر عليها السوريون والميليشيات الموالية لهم، ان يضبطوا المرافئ غير الشرعية في تلك المناطق التي يجري فيها على نطاق واسع كل أنواع التهريب، في حين انه، نفسه، والقسم من الجيش الموالي له يعجزان عن اجتياز طريق الشام، أي الحد الفاصل بين المنطقتين الشرقية والغربية، فتسبَّب عن قِصَرٍ في النظر بإشعال الحرب بينهما إلى أقصى حد دون نتيجة، وبتدمير البنية التحتية في المنطقة التي يتواجد فيها، وقُتِلَ وجرح دون فائدة الكثير من المدنيين والمقاتلين معه، وقديماً قيل رحم الله من عرف حدَّه ووقف عنده.

 4- ان العماد كان في الواقع محاصراً في محيط قصر بعبدا ووزارة الدفاع وصولاً إلى كفرشيما وفرن الشباك، وعين الرمانة التي استولى عليها بعد معركة ضارية ومكلفة، كما كان موجوداً في جزء من المتن الشمالي وجزء صغير ايضاً من بيروت يقع بين قصر العدل ومديرية الأمن العام

ولكنه ببراعته في الكلام وفنّ مخاطبة الجماهير اكتسب شعبية لا يُستهان بها، اذ إن الرأي العام المسيحي كان يكره السوريين في الحقيقة وأيضاً الميليشيات التي تجاوزت حدودها واساءت التصرّف احياناً كثيرة فبغت واستبدّت .

 وإذ كان النواب، حتى المسيحيون منهم، لا يوالون العماد، فلقد أعلن حلّ مجلس النّواب والاستعداد لإجراء انتخابات جديدة دون ان يتنبّه إلى انه عاجز عن تنفيذ ما وعد به، فذهب كلامه ادراج الرياح.

 وإذ قرّرت الدول الفاعلة، أميركا وأوروبا والدول العربية، بما فيها سوريا، دعوة النواب اللبنانيين وبعض الشخصيات إلى الاجتماع في الطائف في السعودية لإيجاد نوع من التفاهم بين الفئات المتناحرة في لبنان وإيقاف الحرب العبثية بينها، وذلك بموافقة القوى السياسية اللبنانية، عارض العماد حصول هذا المؤتمر، إلاّ انه لم يستطع منع النواب المسيحيين المتواجدين في المنطقة التي يسيطر عليها من المشاركة فيه، فأدّى ذلك بنتيجته، إلى تقوية الهيمنة السورية وتعديل الدستور والانتقاص كثيراً من صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي وتعزيز صلاحيات رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب المسلمين. ومن البديهي القول، لولا تلك الحروب التي خاضها العماد عون دون فائدة لما حصل مؤتمر الطائف ولما ضَعُفت صلاحيات رئيس الجمهورية.

5- ومن بعد، اجتمع النواب في مطار القليعات الصغير الواقع في شمال لبنان على ساحل عكار بالقرب من الحدود مع سوريا، لاستحالة اجتماعهم آنذاك في مقرهم الرسمي في بيروت، فتوافقوا بالأكثرية على انتخاب الاستاذ رينه معوّض رئيساً للجمهورية. وإذ عاد الرئيس معوض إلى بيروت الغربية وراح في 22 تشرين الثاني 1989 يتقبَّل التهاني بعيد الاستقلال – عيدٌ ، بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ – وفيما هو راجع من الاستقبالات في سيارته الرئاسية وبعض أنصاره يحمونها بأجسادهم، انفجرت فجأةً السيارة حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، فقُتل الرئيس فوراً وقُتِل معه كل أنصاره .منْ يا تُرى فخَّخ السيارة الرئاسيّة؟ .. وبعهدة من كانت موجودة؟ لم يطرح أحد هذين السؤالين البديهيين وطبعاً لم يأتِ أي جوابٍ عليهما، ولم يجرِ ايّ تحقيقٍ بهذه الجريمة الفظيعة والبالغة الخطورة. ومن المؤكّد بداهةً ان الجهة الوحيدة القادرة آنذاك على القيام بهذا العمل دون أية مساءلة هي الأجهزة السورية وحسب، المهيمنة على المنطقة التي وقعت فيها الجريمة. إلاّ أن أحداً لم يكن لديه الشجاعة لتصويب اصبع الاتّهام إلى سوريا، حتى ولا زوجة الرئيس السيدة نايلة عيسى الخوري معوّض التي انتُخبت فيما بعد أكثر من مرة نائباً عن زغرتا في محافظة لبنان الشمالي، فلازمت الصمت المطبق طوال سنواتٍ وسنوات، مقتديةً بما فعله قبلها الاستاذ وليد جنبلاط بعد اغتيال والده في آذار 1977، وذلك إلى ان غادرت الأجهزة السورية بكاملها لبنان في 26/4/2005

6- بعد اغتيال الرئيس معوّض الذي لم يكن، على ما يبدو، يتحلّى بالطاعة المطلوبة، أضحى من الواجب انتخاب رئيس بديل، فاجتمع النواب هذه المرة في شتورا، ولكن تحت جناح القوات السورية في كل حال، فأُوعِز اليهم ان ينتخبوا النائب الزحلاوي الاستاذ الياس الهراوي الذي تبيّن انه يتَّصف بدرجةٍ مقبولةٍ من الطاعة، لذلك لم يحاول أحد اغتياله طوال مدة رئاسته التي ما إن انتهت حتى مُدِّدتْ له ثلاث سنوات اضافية خلافاً للدستور، ولكن بطلبٍ من سوريا.

7- اما العماد عون فلقد بقي قابعاً في قصر بعبدا بحماية القسم من الجيش الموالي له، غير معترف بمؤتمر الطائف ولا بما انتهى اليه، من انتخابٍ للرئيس معوَّض وبعده للرئيس الهراوي، وبقي يردِّد بقوَّةٍ صارخاً بأعلى صوته أنّ من الممكن اغتياله او ا لقبض عليه، ولكن، من المستحيل أخذ توقيعه على ما حصل في الطائف، مكتفياً بالتلذّذ بمشاهدة قسمٍ كبير من الشعب اللبناني المسيحيّ – الذي كان يصفه دوماً بالعظيم – يؤمُّ بعبدا ويهتف له تأييداً، علماً ان معظم القوى السياسية في لبنان كانت آنذاك تناوِءُه، وكذلك الدول الكبرى والدول العربية، ومنها طبعاً سوريا.

 ولما ضاقت هذه جميعها ذرعاً بالعماد حاولت اولاً اغتياله وحده في 12 تشرين الأول 1990 عند غياب الشمس بواسطة شخص مسلم غُرِّر به وارسل اليه، يقطن في المنطقة الغربية  لعلَّهُ ينتمي إلى فصيل شيوعي – او هكذا بدا – فتوجّه إلى بعبدا وهو لا يعرف تماماً أين تقع، ولكنّه سار مع الجمهور الصاعد اليها بعدما اندسَّ فيه، واذ اقترب كثيراً من العماد الذي كان يلقي خطاباً حماسياً في الجمهور كعادته، شهر الرجل مسدسه وأطلق منه النار على العماد، إلا ان أحد الاشخاص المحيطين به رآهُ، فأمسك يده فأخطأً الهدف، ولكنّه اصاب بمقتل الجندي الذي كان يحرس العماد.

اني أروي ما حدث كما اذكره جيداً من التحقيق الذي اشرفتُ عليه شخصياً في وزارة الدفاع التي لم أتمكّن من الوصول اليها بسهولة بسبب الظلام الدامس وعدم انارة طرقاتها الداخلية لو لم أكُن الوحيد بين مرافقيَّ  الذي أحمل بطارية كهربائية صغيرة أرشدتني وأرشدتهم إلى الدرب.  وفيما اناعائد ليلاً بعد التحقيق من وزارة الدفاع إلى بيتي في الزلقا بدأتِ القنابل والصواريخ تتساقط بالقرب مني، ولكن لم أُصَبْ بأذى فوصلتُ إلى منزلي بسلام.

 عندئذٍ، وافقتْ ضمناً كل الدول والجهات الفاعلة، أميركا واسرائيل والدول الأوروبية والعربية والقوى السياسية في داخل لبنان، بعد فشل عملية اغتيال العماد، على ان يُعهَد إلى سوريا بإرغام العماد وجيشه على ترك بعبدا وان يُسمح لها باستعمال كل قدراتها العسكرية، بما فيها الطيران الحربي، وان تبسط بالمقابل هيمنتها على كل لبنان في جميع الأصعدة. وقد أحيطَ العماد عون علماً مسبقاً بما سوف يحصل له قريباً من السفير الفرنسي رينه ألا الذي كان مركزه في الحازمية غير بعيد عن بعبدا.

وفي الصباح الباكر من اليوم التالي 13 تشرين الأول 1990 طلب العماد من الجنود الموالين له إطاعة الأوامر التي تصدر عن العماد اميل لحود ولجأَ إلى سفارة فرنسا آتياً اليها في ملاّلة عسكرية، دون زوجته وبناته اللواتي أحضرهنّ اليه فيما بعد ايلي حبيقة الذي كان قد اصبحصديقاً لسوريا ويتعامل معها، ولم يعد يتعامل مع اسرائيل، وهو الذي اقتحم، على رأسِ أتباعٍ له، مخيّمي صبرا وشاتيلا في 15 ايلول 1982 بعد اغتيال بشير الجميّل، وصفّى على ما قيل، أكثر من ألف وخمسمئة فلسطيني، معظمهم من الشيوخ والنساء والأولاد.  وبنجاح حبيقة في إخراج زوجة العماد وبناته من بعبدا سالمات يكون قد أوفى ما عليه من دينٍ معنوي للعماد، الذي سبق له ان أخرجه في مصفَّحة عسكرية وخلَّصه من الموت اثناء محاصرته سنة 1986 في الكرنتينا في المجلس الحربي.

 8- لقد فقد لبنان عمليا بعد ذلك استقلاله وسيطرت عليه سوريا بكل معنى الكلمة، إلى درجة ان Jean-François Deniau الذي كان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي ألّف كتاباً، عنوانه Une Croix sur le Liban بمعنى لنضع صليباً على لبنان لأنه انتهى ومات. ولم يعد أحد يتجاسر ان ينتقد علناً سوريا أو عملاءَها، ما عدا قلة قليلة من غير السياسيين.

أما بما خصّ العماد عون، بعدما لجأ إلى سفارة فرنسا في الحازمية مدة نحو عشرة أشهر، وبعدما عدلت الحكومة اللبنانية والسلطة السورية عن التهديد باقتحام السفارة أو بمحاصرتها، إذا ما امتنع العماد عن تسليم نفسه، بعدما ردَّ رئيس جمهورية فرنسا FrançoisMittérand على التهديد بتهديد أعنف قائلاً بأنه يعلّق شرف فرنسا على ذلك، J’engage l’honneur de la France ، فلقد اجتمع مجلس النواب عندئذٍ واتخذ لنفسه سلطة قضائية واصدر قراراً نافذاً بحق العماد يقضي بنفيه إلى فرنسا خمس سنوات ومنعه من اطلاق أي تصريح سياسي، مخالفا بذلك، مبدأ انفصال السلطات الدستورية، التشريعية والتنفيذية والقضائية، وفي الوقت نفسه راحت النيابة العامة تلاحق العماد قضائياً بجرائم خطيرة مختلفة، ودام نفي العماد خمس عشرة سنة.

 9- وبعد بضعة ايام من دخول الجيش السوري إلى بعبدا وجوارها ولجوء العماد عون إلى سفارة فرنسا اغتيل في 20 تشرين الأول داني شمعون وعائلته في منزله في بعبدا بعدما رُفِعت الحراسة عنه.

10- وسنة 1992 ، أي بعد مرور أكثر من خمس سنوات على اغتيال الرئيس رشيد كرامي واكثر من سنتين على اغتيال داني شمعون، عُرِض على قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ان يشارك في الحكومة وان يكون وزيراً، ولكن عليه لقاء ذلك طبعاً، ان يوافق ضمناً على الأقل على كل ما فعلته سوريا في لبنان، فرفض، ولكنه لدى الإلحاح عليه قَبِلَ بأن يمثِّلَهُ الأستاذ روجيه ديب الذي عُيِّن عندئذٍ وزيراً، الاّ انه لم يبقَ في الحكومة مدة طويلة.

 11- وسنة 1993 قُتِل في حادث سيارة باسل الأسد، الضابط في الجيش السوري ونجل الرئيس حافظ الأسد والذي كان والده يُعدِّه لخلافته في الحكم، وذلك فيما كان يقود سيارته بسرعة هائلة بين المزَّة ودمشق والضباب يحجب الرؤية فاصطدم بحاجزٍ عسكري على الطريق لم يتنبّه له فقتِلَ على الفور.  فقامت الدنيا، وبنوع خاص في لبنان، ولم تهدأ بسهولة، وهرع المسؤولون الكبار كلّهم، الزمنيُّون والروحيّون  بعضهم في المروحيات والبعض الآخر في السيارات، وأيضاً كل الموظفين الكبار، والنواب والسياسيون والأحزاب ومنها حزب القوات اللبنانية، من اجل تقديم واجب التعزية إلى الرئيس حافظ الاسد في القرداحة التي تقع في شمال اللاذقية، على بعد نحو خمسمئة كيلومتر عن بيروت ذهاباً واياباً، وقد أقفلت بسبب ذلك معظم الدوائر الرسمية وعلّقت المحاكم جلساتها.

12- سنة 1994 وقع ما سُمِّي جريمة كنيسة الذوق التي قُتِلَ فيها عدد من الأبرياء الذين كانوا يصلّون فيها، فاستهجن كل الناس هذا العمل البربري، وعلى الأثر صدر مرسوم باحالة هذه الجريمة الشنعاء على المجلس العدلي ولم يمضِ وقت حتى وجِّهت التهمة الى قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي وصل اليه خبر اتهامه عن طريق الاعلام، وربما كان القصد من نشر الخبر حمْل الدكتور جعجع على التواري عن الأنظار، ولكنه لم يفعل، فقُبض عليه بسهولة واستُجوِب وحُلَّ حزب القوات اللبنانية.

 وبنتيجة التحقيق أصدر المحقق العدلي قراره باتهام الدكتور جعجع بالتحريض على ارتكاب الجريمة أو باعطاء الأمر لتنفيذها واتّهام آخرين بارتكابها. واذ تسنّى لي الإطلاع على قرار الاتهام وقراءته فوجئت بأن أكثر من ثلثه عبارة عن مطالعة سياسية من المعيب ان ترد في قرار قضائي، ولا يصلح الاستناد اليها لإصدار اي حكم وأسفتُ في نفسي ان يكون هنالك في وطني لبنان قاضٍ يقبل بأن يُوقِّع على مثل هذا القرار وقلت لمن كان يحدّثني ان المتهمين فيه سوف يبرَّأُون لا محال في المحكمة.

 13- وعلى الأثر نشطت التحقيقات في الجرائم السابقة التي كانت نائمة أو متوقفة ولم يكن بعد قد اتّهم فيها أحد، رغم ان جريمة اغتيال الرئيس رشيد كرامي كانت قد وقعت في 1/6/1987 ، أي منذ سبع سنوات، وجريمة اغتيال داني شمعون قد وقعت في 20 تشرين الأول 1990، أي منذ أربع سنوات، كما سبق بيانه، وبنتيجة التحقيقات المستجدة فيهما وُجّهت التهمة إلى الدكتور جعجع بأنه هو الذي اعطى الأمر بتنفيذهما.

 14- عليّ الآن ان أشهد إحقاقاً للحق، اني في 15 تشرين الأول 1990، أي بعد يومين من دخول الجيش السوري إلى القصر الجمهوري وزارة الدفاع، وبعدما هدأت العمليات العسكرية رغبتُ بأن أتوجه إلى منطقة بعبدا وجوارها للاطلاع على الوضع فيها، وقد اصرّت ابنتي ذات السبعة عشر ربيعاً آنذاك على مرافقتي.

ففوجئت بكثافة الوجود العسكري السوري ودباباته الضخمة، فكنتُ كلما قطعت في السيارة مسافة مئة متر أو اقل استوقفني حاجز سوري ليسألني إلى أين انا ذاهب، وكنت أجيبه بإني ذاهب إلى بيتي في الزلقا، وكانت عينا ابنتي تدمعان بكثرة، وقد تكررت الحواجز والأسئلة اربع مرات، ولما وصلت إلى الحاجز الأخير طُرِح عليّ السؤال نفسه: إلى أين انا ذاهب، عندئذٍ، وكان صبري قد نفذ وصرت متأثراً عاطفياً إلى أقصى حدّ، أجبتُ الضابط السوري بنبرة قوية عالية قائلاً له  إلى البيت! … فردّ عليّ  أي، اضربني! … فأجبته: ليش فيني أضربك؟ … فتركني في سبيلي.

 أروي ما حدث معي آنذاك في منطقة بعبدا وجوارها لأفُهِمَ القارئ انه كان من المستحيل على أيِ كان في تلك الفترة من الزمن اقتحام بيت داني شمعون الكائن هنالك واغتياله دون معرفة وموافقة السوريين، أضف إلى ذلك انه يجدر التساؤل عن السبب الحقيقي لرفع الحراسة بسرعة في حينه عن بيته.

13- يبقى عليَّ ان أُبديَ بكل تجرُّدٍ سلسلة ملاحظات متداخلة، نابعة من ضميري وخبرتي الطويلة في القضاء، حول الحكم الذي صدر من المجلس العدلي على الدكتور جعجع في قضية اغتيال الرئيس كرامي، وذلك تنويراً للرأي العام، وقسم من هذه الملاحظات طرحته في حينه على بعض المسؤولين دون ان ألقى منهم أي جواب، أو اني أُجبتُ عليه جواباً غير منطقي أو غير مقنع:

ألف – لقد انتهى التحقيق في جريمة كنيسة الذوق التي وقعت سنة 1994 واتُّهم فيها الدكتور جعجع والتي بسببها صار حلّ حزب القوات اللبنانية، فوصل قرار الاتهام الصادر فيها إلى المجلس العدلي الذي وضع يده عليه قانوناً ولم يكن بعد قد وصل اليه أي تحقيق آخر، كما سبق بيانه، لا في جريمة اغتيال الرئيس كرامي التي وقعت في 1/6/1987 ولا في جريمة اغتيال داني شمعون التي وقعت سنة 1990 ، رغم ان التحقيقات التي كانت نائمة أو متوقفة فيهما دون ان تُسفِر عن نتيجة، بدأت تنشط عندئذٍ على قدمٍ وساق .

 ومن المعلوم والمعمول به اصولاً والمتعارف عليه لدى كل المحاكم، ان المحكمة تنظر أولاً في الدعوى التي تصل اليها قبلاً، ولا تستأخرها ما لم يكن هنالك سبب لذلك، كأن يكون هنالك تلازم بين واحدةٍ وأخرى، وعندئذٍ على المحكمة ان تصدر قراراً بالاستئخار وان تثبت وجود هذا التلازم.

إلا ان المجلس لم يُصدر رسمياً أي قرار باستئخار جريمة الكنيسة ولكنه أخَّر عملياً النظر فيها ريثما ينتهي التحقيق في قضية اغتيال داني شمعون، رغم ان لا تلازم في القضيتين وإن كان الدكتور جعجع متهم فيهما كلتيهما، فهذا لا يشكّل تلازماً بينهما بالمعنى القانوني اذ قد يُحكم على الدكتور جعجع في احداهما ويُبرّأ في الثانية، وهذا ما فعله المجلس العدلي في الواقع فيما بعد.

وباعتقادي ان المجلس العدلي أخَّر عملياً النظر في جريمة الكنيسة التي كانت السبب الرئيس والمباشر لملاحقة الدكتور جعجع بباقي الجرائم، رغم انها وصلت اليه قبل غيرها، أو أُوعِز اليه ان يستأخرها، لأنه لا بدّ ان يكون قد اطَّلع بالتأكيد على قرار الاتّهام الصادر فيها، فوجده فارغاً وانه سوف يضطرّ لا محال لإعلان براءة الدكتور جعجع ممّا هو منسوبٌ فيه اليه، فيحُدِث ذلك صدمةً قويّة في الرأي العام، المسيحي، يستحيل أو يصعب معها كثيراً الحكم فيما بعد بتجريم الدكتور جعجع في أية قضية اخرى، وتبعاً انزال اية عقوبة بحقِّه، فآثرَ المجلس النظر اولاً في قضية داني شمعون حيث التحقيق فيها افضل، وإن كانت بعض الشوائب تعتوره أيضاً، كما سبق بيانه.

باء – لقد قرّر المجلس العدلي انزال عقوبة الاعدام في الدكتور جعجع بما خص الجرائم العديدة التي يقول المجلس انه استثبتها عليه، وكلها مرتكبة عن سابق تصوّر وتصميم وتستحقّ فعلاً الاعدام مبدئياً.

 إلاّ ان المجلس منح الدكتور جعجع الظروف التخفيفية التقديرية، ولكنه لم يبين أسبابها وإن يكن ليس ملزماً ببيانها. فاستبدل الإعدام بالحبس المؤبد، ومن المعلوم ان الإعدام يختلف جوهرياً بطبيعته عن باقي العقوبات، حتى ولو كانت الحبسَ المؤبد، لأن الفرق بينها وبين الإعدام هو الفرق بين الحياة والموت أو بين الأرض والسماء.

 ومن الملاحظ ان المجلس منح أيضاً الظروف المخفّفة للمجرم الفارّ من وجه العدالة غسّان توما المتّهم بأنه المنفّذ الأكبر للجريمة، علماً ان ذلك غير مألوف لدى المحاكم لأن الحكم الغيابي يسقط تلقائياً لدى القبض على المدعى عليه، فتعاد محاكمته بالصورة الوجاهية، وعندئذٍ يمكن منحه الاسباب المخفّفة.

 واذا ما علمنا بأن رئيس الجمهورية الياس الهراوي قد تعهّد آنذاك علناً بتنفيذ الإعدام إذا ما قرره المجلس العدلي، فهمنا عندئذٍ لماذا استبدل المجلس بالحبس المؤبد حكم الاعدام الصادر حتى في المحاكمة الغيابية، لأن ضميره لم يطاوعه به، شاعراً داخلياً في أعماقه بأنه ربما كان مخطئاً في أحكامه غير الأكيدة، فيما لو أبقى فيها على الإعدام الذي إذا ما صار تنفيذه، كما تعهد رئيس الجمهورية، فانه لا مجال من بعد لأيّ تعويضٍ أو تصحيحً للخطأ.

جيم – لقد سبق ان قلتُ انه عُرِض على الدكتور جعجع سنة 1992 بعد سنوات عديدة من اغتيال رشيد كرامي وحتى داني شمعون ان يكون وزيراً ويشارك في الحكومة ولكنه رفض، وبعد الإلحاح عليه قَبِلَ بأن يتمثل بالاستاذ روجيه ديب الذي عُيِّن عندئذٍ وزيراً، ولكن لم يلبث جعجع انطلب منه ان ينسحب فانسحب.

 لقد قيل آنذاك ان جعجع رفض ان يشارك في الحكومة لأن سليمان طوني فرنجيّة يشارك فيها، وان جعجع كان يخشى ان يثأر منه سليمان في ساعة تخلٍّ لمقتل والده طوني، فيقع ما لا تُحمد عُقباه، وبين الرجلين عداوة لم تندمل بسبب الهجوم سنة 1978 على اهدن ومقتل طونيفرنجية في عقر داره ومعه أيضاً نحو ثلاثين من أنصاره.  إلاّ اني استبعد هذا التفسير للسببين الآتيين، مع اني سمعته في حينه:

اولاً، ان ايلي حبيقة، الذي كان من أبرز المتعاملين مع اسرائيل دون خجل، قد شارك ايضاً في الهجوم على اهدن، وهو الذي اقتحم أيضاً في 15 ايلول 1982 مخيمي صبرا وشاتيلا وقام بتصفية نحو الفٍ وخمسمئة فلسطيني، معظمهم منا لشيوخ والنساء والأولاد، ومع ذلك، إذْ اوقفتعامله مع اسرائيل وانتقل إلى التعامل مع سوريا فقط، صار الترحيب به وكوفئ بتعيينه وزيراً نافذاً، كلمته لا تُردّ.

ولو شارك جعجع في الحكومة ولم ينسحب منها لما اعتُقِل بالتأكيد، ولما حوكم في الجرائم التي اتّهم بها ولما عوقب في بعضها، ولَسكَتَ سليمان فرنجية أو أُسكِت ولأَخَذ مصيبته بالشكر، ولَتصرّف كما تصرف تجاه حبيقة.

الا ان مشاركة جعجع في الحكومة لو تمَّتْ لسوفَ تُلزِمُه بالمقابل بالتأكيد ان يُصبح موالياً لسوريا بكل معنى الكلمة، وهذا ما لا يستطيع فعله دون التنكُّر لماضيه وخسارة كل شعبيّته المسيحية.

ثانياً، لو كان ما حال دون مشاركة جعجع بالحكومة هو خشيته فقط ان يصطدم بسليمان فرنجية وما يعقب ذلك، لكان أبقى روجيه ديب في الوزارة ولما سحبه منها، ولكن، حتى وجود روجيه ديب المحسوب عليه في الحكومة كان يتطلّب ان يوالي سوريا وبالتالي ان يفقدَ شعبيته.

وبعد اعتقال الدكتور جعجع واتّهامه بجريمة الكنيسة، وبأخرى وقعت قبل عدة سنوات دون ان يتّهمه أحد في واحدةٍ منها آنذاك، اذكر اني دُعيتُ لتناول العشاء في بيت أحد الأصدقاء، وكان أحد القياديين في حزب القوات جالساً ايضاً إلى الطاولة نفسها بالقرب مني ويجلس معي أيضاً صحافيّ مرموق، فخطر على بالي عندئذٍ ان استفسر من القيادي في القوات عن أمرٍ فسألته: ألستم أنتم الذين تكتبون على حيطان شوارع بيروت وغيرها، “اعرف عدوّك، السوري عدوَّك” فأجابني، نعم، هذا صحيح. فقلتُ له: لماذا ذهبت إذاً إلى القرداحة مع الوفد الذي ترأّسه الدكتور جعجع، فقطعتم مسافة خمسمئة كيلومتر ذهاباً واياباً، وبقيتم بضع دقائق هناك فقط من أجل تقديم التعزية لحافظ الأسد  بوفاة نجله باسل جراء اصطدامه بحاجزٍ فيما هو يقود سيارته بسرعة هائلة؟

 فأجابني القيادي: انه واجب التعزية.

 فسألته: هل كلّما توفي شخص في سوريا له مكانة ما، تقطعون كل هذه المسافة لتقديم واجب التعزية فيه؟ … فأجابني القيادي: نعم!

 عندئذٍ سألته: هل لك ان تذكر لي اسم سوريّ واحد مات في سوريا وشاركتم بوفدٍ للتعزية به؟.. فسكت القيادي ولم يجبني، وهنا تدخَّل الصحافي المشار اليه قائلاً وجازماً: ان ذهاب وفدٍ من القوات اللبنانية إلى القرداحة برئاسة الدكتور جعجع، جعل حافظ الأسد يدرك ان الدكتور جعجع اصبح ضعيفا، وإلا لما كان ذهب إلى سوريا، فطلب عندئذٍ من الرئيس الهراوي ان يقبض عليه ويزجّه في السجن.

 فأجبته: هذا استنتاج يا أستاذ، وأنا عقليّتي عقليّة قاضٍ ولا اعتمد الاستنتاج ما لم يكن مستمدّاً مباشرة من وقائع أكيدة.

الاّ إني اليوم  بعد مرور أكثر من خمس عشرة سنة على ذلك، وبعد ما لمسته خلال تلك السنوات، صرتُ اعتقد ان ما قاله لي آنذاك الصحافي المرموق كان صحيحاً وواقعاً في محله.

دال – إنّي أرغب بالتوقف تكراراً لدى جريمة اغتيال الرئيس رشيد كرامي لأنها ما زالت موضع أخذٍ وردٍّ وإثارة في الرأي العام حتى اليوم، رغم صدور العفو منذ سبع سنوات عن كل الجرائم التي اتّهم بها الدكتور جعجع ورغم بقاء الموفدين الدوليين والسفراء والوزراء والرؤساء، أكانوا من الشرق ام من الغرب – باستثناء سوريا – على مواصلة زياراتهم له دون انقطاع بعد خروجه من السجن.

 أما الجرائم الأخرى التي اتّهم بها الدكتور جعجع، ومنها ما بُرئّ منها في المجلس العدلي ومنها ما حُكِم فيها عليه، فلقد أَشرتُ قبلاً إلى الثغرات التي تعتور الأحكام الصادرة فيها وتجعلها بالتالي غير واقعة في محلها، علماً ان الادعاء لازم فيها الصمت زماناً طويلاً، ما يفيد ضمناً انه غير متأكِّد من صحتها. وعليه ، فإنيّ أُبدي بشأن اغتيال الرئيس كرامي الملاحظات الآتية:

من الواقع الأكيد، ان الرئيس كرامي كما سبق بيانه، صار اغتياله بعبوة صغيرة وُضِعتْ تحت المقعد الذي كان جالساً عليه في المروحيّة العسكرية التي يستقّلها كعادته لدى رجوعه من طرابلس إلى بيروت، كما بالعكس لدى إتيانه من بيروت إلى طرابلس، فانفجرت وقُتِلَ على الفور ولم يُصب أحد غيره بأذىً، رغم انه كان معه بعض من محبّيه ومرافقيه بالإضافة طبعاً إلى قائد المروحية، ومنطق التحقيق وفنّ التحقيق كانا يقضيان قبل كل شيء بالبحث عمَّن وضع العبوة في المروحيّة، وهذا أمر سهل الوصول اليه، بدلاً من البحث عمَّن أمرَ بوضع العبوة أو قام بتفجيرها أو حرّض عليه، وهذا أمر صعب ويفتقر عادة إلى الأدلة الحسية المقنعة.

أما من وضع العبوة في المروحيّة، وتحديداً تحت المقعد الذي يجلس عليه الرئيس كرامي، فتكاد الوقائع المادية نفسها ان تدلّ عليه وتكشفه، إذ لا بدّ ان يكون منتسباً للجيش ومؤهَّلاً للدخول إلى المروحيّة لتنظيفها أو لصيانتها بعد كل اقلاعٍ وهبوط ، كما تتطلّب الاصول المتَّبعة لسلامة الطيران، ولا بدَّ أيضاً ان يكون قد راقب مراراً اين يجلس الرئيس كرامي في المروحية واصبح واثقاً بأنه يجلس دوماً على مقعد معيّن ولا يغيّره ابداً.

ولا يركن قطعاً إلى تقارير سريّة مخابراتية أو إلى قرائن غير حسيّة وغير كافية للحكم بالإعدام، وأكثر من ذلك، وعلى فرض انه قبض على الفاعل واستجوب واعترف ولكنّه عطف الجرم على شخص آخر، في محاولةٍ منه لتخفيف العقوبة على نفسه، فهذا أيضاً غير كافٍ قضائياً للحكم بالإعدام على الشخص المعطوف عليه الجرم، وهذا ما يفسّر لماذا منح المجلس العدلي الدكتور جعجع الاسباب المخفّفة، إذ إنه لم يكن، كما سبق قوله، مطمئناً ضميرياً للحكم عليه فاستبدله بالحبس المؤبد. وقد ألمح قرار الاتهام إلى هذا الشخص، ولكنّه لم يذكر اسمه ولم يُستجوب، فبقيَ مخفياً حتى في المحاكمة العلنية أمام المجلس العدلي، في حين ان هذا الشخص، لو استجوب بدقة، لكان من المأمول ان ينير التحقيق.  ولا بدّ من الإشارة إلى ان حصل أكثر من مرة في لبنان، ولا سيما في زمن الهيمنة السورية، ان اتّهم أشخاص بجناية ثم تبين انهمأبرياء، فعدا جريمة كنيسة الذوق الشهيرة، هنالك أيضاً جريمة “الكوليج هول” في الجامعة الأميركية التي اتُّهم فيها بعضُهم ثم حُكِم ببراءتهم، وهذا ما يُضفي على اتّهام الدكتور جعجع بجريمة اغتيال الرئيس كرامي ظلالاً كثيفاً من الشك كان يوجب تبرئته منها قضائياً.

لقد وصل لبنان، ومسيحيّوه بنوعٍ خاص، إلى الحضيض في زمن الهيمنة السورية وكاد اليأس ان يستولي عليهم جميعاً لو لم يقع زلزال لم يكن بالحسبان، فأعمال الربّ كلها بحكمةٍ صنعت، ونحن البشر لا ندرك دائماً مغزاها، وما عند الله ليس عند العبد، فهو على كل شيء قدير.

المحطّة الأخيرة 14 شباط 2005

لبنان َإلى التدحرج البطيء فالموت، أم إلى النهوض المستمر إلى أعلى فالحياة ؟…

من المتّفق عليه والثابت في السوسيولوجيا ان الدولة، أية دولة، لا تُبنى على القهر، أو الغشّ أو الخداع أو الممالقة، بل يُفترض ان تتجَّسد فيها أماني أهاليها كلّهم الصادقة والحقيقية، أو أكثريتهم الساحقة على الأقل.

وقد رأينا من دراستنا المتجرّدة المبينة في أعلاه ان وجود لبنان كما هو الآن، إنّما مردُّه تاريخياً إلى لجوء الموارنة والدروز والشيعة اليه لأسباب متشابهة، وإن كان قسم من كلٍّ منهم قد ضلَّ الطريق في فترة من الزمن، بالترهيب أو الترغيب، أو عن جهلٍ أحياناً أو عن مصلحة ذاتية عابرة

أما أهل السُنَّة في لبنان أو خارجه فكانوا لا يعترفون بوجوده الاّ مسايرةً في أحسن الحالات، لأنهم يعتبرون ان المنطقة بأكملها هي تحت رعايتهم، والذين فيه من غير السنّة هم في حمايتهم، إلى ان حصلت أعجوبة إلهيّة في 14 شباط 2005 غيّرت عقولهم وقلوبهم بأكثريتهم، في لبنان على الأقل.  فلأول مرة في التاريخ يعلن الجمهور السنّي اللبناني بأكثريته، أي الشعب السنّي، جهراً ودون مواربة، انه مع لبنان أولاً قبل كل شيء ومع ثورة الأرز.

 نعم، إنّ اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005 أدّى بنتيجته إلى وقوع عجيبةٍ إلهيّة كبرى، ألا وهي خروج الجيش السوري من كل لبنان بعد سبعين يوماً، وتحديداً في 26/4/2005، بعدما دام احتلاله إيّاه نحو ثلاثين سنة، فلولا تلك العجيبة لَبقيَ السوريون فيه يتحكَّمون بمقاديره إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، فكل أعمال الربّ، حقاً بحكمةٍ صُنِعت، ونحن عبيده لا نُدرِك مغزاها دائماً، وهو يُمهِل، ولا يُهمِل إلى ما لا نهاية، وانا بعد تأمّلٍ طويل، أتّهمُ بضميرٍ مرتاح سوريا بالاشتراك مع بعضٍ من عملائها الكثر في لبنان بهذه الجريمة الشنعاء المدروسة والمنفّذة بعقل شيطاني، ففجّرت بنتيجتها الغضب الشعبي، الذي هو انبثاق من الغضب الإلهيّ صار يتدفَّق شلاّلاتٍ هادرة تلو شلاّلات دون انقطاع، وذلك بعد اغتيالات سابقة عديدة، اتّهم فيها أيضاً سوريا وعملاءها، وأذكر منها على سبيل المثل، لا الحصر، اغتيال كمالجنبلاط والشيخ حسن خالد ورياض طه وناظم القادري وبشير الجميّل ورينه معوَّض ومحاولة اغتيال ميشال عون ومروان حماده ومي شدياق وغيرهم، وغيرهم.

 لاّ ان النضال ضد قوى الشرّ لم ينتهِ بعد ولم يُحسم، رغم خروجها من لبنان من الباب العريض، بل زاد ضراوةً وشراسة، وإذ تكشّفت الآن على بشاعتها، فهي تحاول العودة إليه من الشبَّاك، وأصبحت المعركة معها معركة حياة أو موت. وحدها المصارحة تنجّي، وحدها الحقيقة تنجّي. ان لبنان لم يعد عمليّاً قابلاً للحكم في وضعه الحالي، فلا أَمن ولا عدل بالقدر المطلوب، ولا تغيير ولا اصلاح ولا امكانية لمكافحة الفساد المستشري، والموضوع أصبح الآن محصوراً بأن نبقى أو لا نبقى، وكل ما عداه حديث خُرافةٍ يا أُمِّ عمروٍ.

  لذلك، أدعو إخواني السنّيين في لبنان إلى الثبات والتجذُّر في مواقفهم ومشاعرهم الجديدة الجميلة تجاه لبنان، والى العمل بكل قواهم على نقلها بالحُسنى إلى باقي السنّيين الذين لم يهتدوا بعد إلى الحقيقة.

وأدعو العماد ميشال عون، الذي ابتعد الآن عمّا كان يُعرَف عنه وينادي به في الماضي، إلى العودة إلى ما كان عليه قبل رجوعه من المنفى، وأتضرَّع إلى الله كي ينير عقله وقلبه ويميت فيه الأنانية وشهوة السلطة التي تُعطِّل أو تُضعِف البصيرة. وأتضرَّع إلى الله أيضاً من أجل إخواني الشيعة الكرام، وهم أصيلون في لبنان وساهموا في تكوينه، كي يعودوا إلى أصالتهم ويفكّوا ارتباطهم بايران وسوريا.

  أما اخواني الدروز، وهم متجذّرون أيضاً في لبنان، فيبدو انهم حسموا أمرهم وعادوا بوضوح إلى الالتصاق بلبنان دون أي تراجع، فباركهم الله

ولِنتفاهم من بعد بصدقٍ ومحبَّة مع بعضنا البعض على ميثاق جديد للبنان جديد.  عندئذٍ، ينجو لبنان من خطر الزوال، بل انه يثبت ويزيد قوةً ومنعةً، ويصبح قدوةً لغيره مثل سويسرا في الغرب التي اهتدت إلى السلام بعد حروب داخلية طال زمانها، ويشعّ كالمنارة في المنطقة وينعم أهاليه بالازدهار والإلفة والمحبة مع بعضهم البعض ، وتتلاشى فيه كلياً العصبية الطائفية رويداً رويداً ، وينأى بنفسه عن كل الحروب، بما فيها الحرب مع إسرائيل التي شارك بحركشتها منذ البداية دون أية مصلحة له فيها فعانى منها الكثير، على ان يكتفي بالدفاع عن نفسه بقوّة إذا ما اعتدى عليه غريب ام قريب.وإلاّ … فليأتِ ما سوف يأتي … وعلى الدنيا السلام !  اللَّهمَّ أشهد اني بلَّغتُ وانا على حافَّة قبري.

 

خبار عن قصة الارز… والفرندز التاريخيين لليوم

الخوري مارون الصايغ/فايسبوك/09 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148075/

خبار عن قصة الارز… والفرندز التاريخيين لليوم

 - القص بلش من ايام الفينيقيين والفرندز تبع الارزة من احفادن. 

-البطرك الحويك بمذكرتو امام مؤتمر الصلح ٢٥ ت١ ١٩١٩ طالب بالتعويض عن الشجر يللي قطعوهن   الاتراك والالمان ويقول  بالنقطة التالته :"وأضاف الاتراك والالمان إلى اعمالهم الانتقامية … إقتلاع أشجار الأحراج والتوت وهذه الأخيرة مورد البلاد الاساسي… تقديم التعويضات  وإعادة تحريج الغابات". يعني قصو السنديان والصنوبر والتوت وهيدا الشي مثبت بالوثائق حتى يتدفّو ويمشّو الترانات  وبس من دير مار شعيا برمانا قصو ٥٠٠ شجرة سنديان معمّرة.  بس ما قصّو الارز متل الفرندز. 

- شعار بكركي المحفور على المدخل

وهوي الاساس ما في ارزة في شجرة سنديان  بالمطبوع حدا حط الارزة.

- سردية الحرم في حال قطع حدا ارزة  ما في وثيقة بتثبتها لهلق اذا حدا معو الوثيقة مشكور اذا بيعطيني نسخة عنّا.

- اول من رفع الارزة على علم هني تلاميذ المدرسة المارونية وزادو على الطلبة يا ارزة لبنان تضرعي لاجلنا.

- في ارزة بالغابة اسما ارزة الناسك  وقصتا انو من انواع النسك بمدرسة سوريا الشمالية في عنّا "الشجريون"  كانو يعيشو على شجرة ويربطو حالن حتى ما يوقعو وقت نومن  من هون جايي قصة العرزال نشالله لفرندز ما يكونو قصوها وقّعو الناسك.

- كانو بعيد الرب يعملو مراجيح للاولاد ويسكرو تحت الارز  ومنعتن الكنيسة يللي هي اول فرند للارز..

- اخطر اعتداء صار على الغابة بزمن الاحتلال السوري. 

زياد بقول بغنيته يا زمان الطائفية

ولي عمي حاج رايحه معكم

بالأونطة والتفليك

عنا هالأرزة ع راسي

وغيرا شو عنا يا شريك؟

في التفاحة يا ما شاالله

إن شا الله ما يضربها الله

وفي عنا البيض بأورمة

السودة نية و المعاليق

فينا نخلّص بكل لغة

وفينا نزرزق بالإبريق

عنا حجرة عليها سمكة

بعلبك، صور، و “بيت الديك”

في عنا سنسول مسائب

فرجة كل ما إيجي ترانزيت

عنا حرية – أجلّك

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الوزير سلامة يسأل عبر موقعنا: هل سيفتح إتفاق غزة أبواب السلام في المنطقة؟

أخباركم – أخبارنا/ناديا شريم/09 تشرين الأول/2025

بعد مرور ساعات على اتفاق شرم الشيخ بين اسرائيل وحماس، يحبس العالم أنفاسه في انتظار تطبيقه، وذلك في ظل هجمة وعربية ودولية وإقليمية استثنائية لطيّ صفحة الحرب. إذا كانت الأسئلة مشروعة والى حد كبير، فإن الاجوبة المتعلقة بالمرحلة المقبلة لا تزال صعبة رغم وجود ضمانات، ورغم رغبة الافرقاء بالدخول في مرحلة تنفيذ الاتفاق. يقول رئيس لقاء الهوية والسيادة الوزير السابق يوسف سلامة عن هذا الموضوع لموقعنا: كي نستطيع أن نقرأ مفاعيل اتفاق غزة الذي فرضه الرئيس ترامب بين حماس، التي هي جزء فاعل من الإخوان المسلمين، وإسرائيل، علينا أن نستقرئ تاريخ استنهاض هذه الجماعة في منتصف القرن العشرين، ومواكبتها لنشوء دولة إسرائيل. ويضيف: إنّ الحرب العالمية الثانية انتهت إلى قيام دولة إسرائيل في فلسطين، ومعها بدأت الخطط الاستراتيجية تتحضر من قبل الصهيونية العالمية والدول الراعية لها، أي انكلترا والغرب وحتى الاتحاد السوفياتي آنذاك الذي كان أول دولة اعترفت بإسرائيل في أربعينات القرن الماضي، فالجميع كان يُخطّط لتثبيت الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين.

الإسلام السياسي السني

ويشير سلامة إلى أن من أوائل التحضيرات كان استنهاض منظمة الاخوان المسلمين، وخلق ما يسمى بالإسلام السياسي السني، بهدف ايجاد توازن في منطقة الشرق الأوسط بين التطرف السني والتطرف اليهودي، وجعل المنطقة تتشابه وتتصارع حول هويّات دينية.

صمود لبنان

ويتابع سلامة: إنّ دول المشرق، أي لبنان، سوريا والعراق فيها تنوّع من الأديان، ولأنّ الطائفة المسيحية كانت وازنة في لبنان ومتمرسة بالثقافة الديموقراطية، فشلوا في ضربه. اما سوريا والعراق فهما دولتان متنوّعتان لكن غير متوازنتين بتنوّعهما، لذا شهدتا انقلابات كرّست الإسلام دينًا للدولة، وبالتالي تحوّلتا إلى دول دينية كإسرائيل التي اكتسبت مشروعية وجودية في فلسطين.

مصر

ويكشف سلامة أن المحاولة انتقلت إلى مصر، وهي أكبر دولة عربية مستقرة ورائدة في المنطقة، فوقع فيها الانقلاب العسكري الأول الذي أدخل المنطقة في صراع ومزايدات عنيفة مع جمال عبد الناصر الذي أراد إختزال القومية العربية. فضرب استقلال دول المشرق، وحاول الهيمنة على المنطقة التي دخلت في مرحلة تدمير ذاتي، وانقسمت بين دول حلف بغداد والدول الحليفة لمصر. وكان من نتائج هذا الصراع، قيام حرب 1967 التي لم تدم أكثر من ثلاثة أيام، هزمت خلالها إسرائيل الدول العربية واجتاحت ما تبقى من فلسطين. في هذا الوقت، ازدادت حاجة إسرائيل إلى الإسلام السياسي الذي تكفّل بضرب الحداثة في المنطقة العربية، فاخترق المجتمعات العربية وكانت جمعية الإخوان المسلمين هي الجمعية الأم التي انبثقت منها الحركات الإسلامية المتطرفة التي ضربت الاستقرار العالمي.

الاسلام السياسي الشيعي

ويشير سلامة الى أنه من أجل استكمال المسار الإنحداري، نمت في المقابل من رحم المخابرات الغربية نفسها، نظرية ولاية الفقيه على أيدي علماء شيعة من بلاد فارس. فكانت الثورة على الشاه، التي تمكّنت من تسلم السلطة في إيران في نهاية السبعينات من القرن الماضي، حيث بدأ التخطيط لمدّ نفوذها إلى العالم العربي وجميع دول المشرق، وذلك من أجل ترهيبه ودفع أكثريته السنية إلى القبول بسلام مع دولة إسرائيل خشية وقوعها تحت سلطة ولاية الفقيه.

انتهاء السيناريو

ويتابع: اليوم، وبعد استكمال هذا السيناريو وصلنا الى اتفاق بين حماس ودولة إسرائيل، استسلمت بموجبه حماس لإسرائيل والغرب بغطاء عربي شامل بعدما استُكمل تدمير غزة. هذا الاستسلام كان سهلاً بالنسبة إلى الإخوان، لأن راعيهم الأول الآن هو تركيا، الدولة العلمانية الوحيدة في المنطقة المحيطة والتي هي جزء من حلف الناتو، أي الحلف الاطلسي، فقامت بدورها على أكمل وجه برعاية أميركية مباشرة. إذاً، تمكّنت تركيا من أن ترعى هذا التفاهم وتقول لحماس: “إنتهت وظيفتك، استسلمي لإسرائيل” .

ضربة عسكرية لايران

ويعتبر سلامة أن وضع الثورة في إيران وأذرعها في المنطقة مختلف، لأنّ الدولة في إيران ملتزمة، كما النظام، بالعقيدة الشيعية المستحدثة عكس تركيا العلمانية، فأضحت أسيرة وهمها بأنها أصبحت قوة عظمى. لذلك أعتقد أنها ستتعرض الى ضربة عسكرية كبيرة تنهي خطر الإسلام الشيعي والتطرف الشيعي ونظام الثورة في ايران وامتداده إلى دول المشرق، بينما الغي اتفاق حماس مع إسرائيل بعد صراع طويل كانت كلفته غالية على المنطقة. ويختم سلامة قائلًا: بعد اتفاق غزة سيتفرّغ الغرب لضرب الثورة الإيرانية، إما بحرب مباشرة أو من الداخل، لينمو في المنطقة سلام كامل بين إسرائيل والدول العربية على أنقاض الإسلام السياسي الذي فقد وظيفته بعدما لعب دوره بامتياز.

 

9 تشرين الأول 1977: إعلان قداسة مار شربل

كتب الأب بولس ضاهر من الفاتيكان في “المسيرة” ـ العدد 1632/السبت 14 تشرين أول 2017

كتب الأب بولس ضاهر من الفاتيكان في “المسيرة” ـ العدد 1632

وتتوالى الأيام والليالي سريعًا… ويدنو يوم التاسع من تشرين الأول عام 1977. قداسة البابا بولس السادس نفسه، الذي أعلن مار شربل طوباويًا، يعلنه اليوم قديسًا… لكأن هذا الشيخ الجليل بثقل السنوات الثمانين، يحمل وقار تاريخ الكنيسة القدسي جميعًا لكي يكرّم قديس لبنان العظيم… في الفاتيكان كما في عنايا وبقاعكفرا، وقفت الجماهير خاشعة أمام رهبة القداسة، ومجد الفضيلة، وعظمة شربل المختار «الذي ارتفع كالأرز في لبنان».

لبنان المقيم والمغترب كان منتصبًا تحت قبة ميكال أنج العظيمة انتصاب الزنابق الزاهية عند طلوع الشمس… وفد رئاسي ووفد برلماني مثّل لبنان الرسمي. ووفد البطريرك الماروني والأساقفة والبطاركة مثّل لبنان الكنسي. ووفد الأباتي شربل قسيس مثّل الرهبانية المارونية اللبنانية. وعشرات الألوف من رعايا الكنيسة من لبنان وإيطاليا وسواها وقفوا بخشوع النجوم أمام رهبة الليل وسكونه.

تمركزت الوفود في مقاعدها تمركز الرياحين على ضفاف الجداول المترنمة: أربعون ألفا في الكاتدرائية، وخمسة وثلاثون ألفا في باحتها… شعّت الأضواء في الثامنة والدقيقة الأربعين بتوقيت روما… ها هو الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي شربل قسيس يصل برفقة المطران الجديد جورج أبي صابر، فيستقبله الرهبان والجمهور بالتصفيق… جوقة جامعة الروح القدس، وقد ضمت ستين عنصرًا، بإدارة الأب لويس الحاج، بدأت أولى ترانيمها: «يا جميع الشعوب، صفقوا بالأكف…» وصل الرئيس شارل حلو يمثل فخامة الرئيس الياس سركيس، ثم يلج الشيخ بيار الجميل برفقة ولده الشيخ بشير وأعضاء الوفد الكتائبي، وسائر الوفود. وفي التاسعة والدقيق الأربعين، يطل موكب البابا بولس السادس، تحيط به شموع حملها الرهبان اللبنانيون، فموكب البطريرك مار أنطونيوس بطرس خريش يرافقه مطارنة الكنيسة المارونية… البابا محمول على العرش بلباسه الأبيض، يبارك الجماهير يمينا وشمالا.. استقبل موكبه بتصفيق كأنه الرعد القاصف، ورنمت جوقة الكسليك بالسريانية: «مجمد لبنان أعطي له»…

افتتح البابا القداس… وبدأت حفلة إعلان قداسة مار شربل. تقدم البطريرك خريش من البابا بطلب إعلان القداسة وتليت طلبة جميع القديسين الذين سيضاف إليهم إسم القديس شربل. ثم وقف البابا وقال: «نسأل السيد المسيح أن يتقبل بحنانه صلوات شعبه، وأن ينير عقولهم بنور الروح القدس، كيما نكمل مهمتنا وتكون مقبولة لديه لمجده ولخير كنيسته». واستوى البابا على عرشه وتلا صورة إعلان القداسة وهي: «لمجد الثالوث الأقدس، ولرفع شأن الإيمان الكاثوليكي، ولإنماء الحياة المسيحية، بسلطة ربنا يسوع المسيح، والرسولين بطرس وبولس، وبسلطتنا نحن، وبعدما فكرنا طويلاً، وسألنا العون الإلهي، وأخذنا رأي إخوتنا في الأسقفية، نعلن الطوباوي شربل مخلوف قديسًا.

عندها دوى تصفيق حاد استمر نحو خمس دقائق… وأعلن البابا اختتام رتبة التقديس وكمّل القداس الإلهي… وبعد الإنجيل، ألقى البابا كلمة بالفرنسية هذه ترجمتها: إن الكنيسة جمعاء، شرقا وغربًا مدعوة اليوم الى فرح عظيم. وأن قلبنا يتجه الى السماء حيث نعرف منذ الآن معرفة اليقين، أن القديس شربل مخلوف يشترك في سعادة القديسين التي لا توصف بنور السيد المسيح ويشفع بنا، وتتجه أنظارنا كذلك الى حيث عاش شربل، الى لبنان الحبيب، الذي يسعدنا أن نحيي ممثليه، غبطة البطريرك مار أنطونيوس بطرس خريش وعددًا من إخوانه وأبنائه الموارنة وممثلي الطوائف الأخرى الكاثوليكية والأرثوذكس، ونحيي على الصعيد المدني وفد الحكومة اللبنانية والبرلمان، وسائر الوفود اللبنانية الكريمة الأخرى الذين نشكرهم شكرًا حارًا.

أيها الأصدقاء اللبنانيون الأحباء، إن وطنكم قد حيّاه بإعجاب شعراء الكتاب المقدس، إذ أثرت فيهم صلابة الأرز الذي بات رمزًا للأبرار. ويسوع نفسه جاء يكافئ فيه إيمان امرأة سورية فينيقية: باكورة الخلاص المعد لجميع الأمم. لبنان هذا، ملتقى الشرق والغرب، قد أصبح بالفعل، وطن الشعوب المختلفة التي تمسكت بشجاعة بأرضها وبتقاليدها الدينية الخصبة. إن ألم الأحداث الأخيرة قد حفر تجاعيد عميقة في وجه لبنان وألقى ظلاً خطيرًا على طرق السلام، ولكنكم تعلمون عطفنا ومحبتنا الدائمة. معكم نأمل بثبات تعاونا متجددًا بين أبناء لبنان جميعًا.

وها نحن اليوم نكرّم معًا إبناً يمكن لبنان جميعًا والكنيسة المارونية خاصة أن تفخر به: بشربل مخلوف. إبن فريد، صانع للسلام غير مألوف، لأنه بحث عنه في عزلة، في الله وحده، الذي به عاش كسكران. ولكن مصباحه الذي أضاء على قمة جبل صومعته في القرن الماضي، قد شعّ ضياء أيضًا أشد لمعاناً وقد ذاع سريعًا صيت قداسته.

لقد كرّمناه نحن بالذات إذ أعلناه طوباويًا في الخامس من كانون الأول 1965، وفي اختتام المجمع الفاتيكاني الثاني. واليوم، إذ نعلنه قديسًا وندعو الكنيسة جمعاء الى تكريمه، نقدم للعالم بأسره مثالاً هذا الراهب الرفيع القدر، مجد الرهبانية اللبنانية المارونية، وممثلاً لكنائس الشرق وتقليدها الرهباني العريق.

ما من حاجة لإعادة الكلام بإسهاب في سيرة حياته البسيطة، إنما تجدر الإشارة الى المحيط الذي تأصلت فيه روح يوسف (شربل) على الإيمان وتأهلت للدعوة: عيلة قروية وضيعة، عاملة، متحدة، وطيدة الإيمان… وخاصة والدة رائعة، تقيّة، متقشفة حتى الصوم المتواصل. إليكم الكلمات التي نطقت بها بعد دخول ابنها الى الدير: «إذا ما كنت رح تصير راهب منيح، أحسن ترجع معي ع البيت. بس أنا عارفي الله رايدك لخدمتو، ورح قلّك وقلبي موجوع: الله يكون معك، يبني، ويباركك، ويصيّرك قديس..» (الأب ضاهر، شربل إنسان سكران بالله. دير مار مارون عنايا، جبيل، لبنان 1065، صفحة 73).

إن فضائل البيت الوالدي ومثل الوالدين تكوّن أبدًا محيطاً ممتازًا لتفتّح الدعوات. ولكن الدعوة تقدم دائمًا على عزم الطالب الشخصي الأكيد، حيث أمر النعمة يحمل إرادة الإنسان على أن يصير قديسًا، «أترك كل شيء وهلمّ اتبعني» (المرجع نفسه، صفحة 63).

ماذا تمثل حياة شربل مخلوف الرهبانية والنسكية، سيما بالنسبة الى أصحاب النظريات الحديثة في العالم المعاصر؟ ممارسة متشددة، بالغة أقصى الحدود، للنذور الثلاثة، عاشها في الصمت والتجرد الرهباني. أولاً الفقر الأقصى في السكن واللباس ووجبهة الطعام الواحدة في اليوم. في العمل اليدوي الشاق في مناخ الجبل القاسي. وثانيًا وخاصة طاعة فريدة لرؤسائه، حتى لإخوته، ولقانون الحبساء أيضًا الذي يعبّر عن خضوعه التام لله. إنما مفتاح هذه الحياة الغربية في الظاهر هو طلب القداسة، أي الاقتداء الأكمل بالمسيح الوديع الفقير، ومخاطبته المستمرة، والاشتراك الذاتي في ذبيحة المسيح…

ويتابع البابا خطابه بالتساؤل: قداسة صارمة قداسة شربل؟ فيجيب إنها قداسة نابعة من إرادة الله ومسيحه في الإنجيل. ويكمل: لقد أشرقت قداسة شربل الى حد أن مواطنيه مسيحيين وغير مسيحيين راحوا يلجأون الى شفاعته ويكرّمونه. نوره قد شع على ضريحه. هناك أناس تائقون الى اللفتة العليا أو مبتعدون عن الله أو فريسة للمضائق لا يزال شربل مخلوف قديس لبنان وقدس العالم أجمع يجتذبهم الى الله لأنه رجل الله. فلنشكر الرب لأنه أعطانا شربل مخلوف.

ألا فليتابع شربل تأثيره العجيب، لا في لبنان وحسب، بل في الشرق والكنيسة جمعاء وليشفع برهبانيته وكنيسته المارونية التي يعرف كل إنسان أفضالها، وليشفع بلبنان الحبيب الى قلبنا وقلوبكم ويساعده على تخطي مصاعبه الحالية ويضمّد جراحه ويعضده ويوجهه على الطريق الصحيح، وليشرق نور شربل مخلوف من عنايا فيجمع الناس في الوفاق ويجذبهم الى الله الذي يحيا شربل غبطته الى الأبد. آمين.

بعد تلاوة قانون الإيمان، بدأ تقديم الهدايا التقليدي: برميل خمر صغير من إنتاج دير عنايا، وخبز مرقوق من قرية القديس، وغرسة أرز في سلة، وشمعة، وحجل، وفاكهة لبنانية، وباقة زهر بألوان العلم اللبناني وشكل أرزة، وصورة القديس وذخيرة من عظامه.

وبعد كلام التقديس، تلا البابا هذه الصلاة: «يا إله الجودة العظمى، يا من هدمت الإنسان العتيق في شخص شربل مخلوف لتخلق فيه إنساناً جديدًا على صورتك، إمنحنا أن نتجدد مثله، كي نستطيع أن نرضيك بتقدمتنا لك هذه الذبيحة، ذبيحة الغفراق والسلام».

وعند المناولة، توجه خمسون كاهنا، بينهم عشرون من لبنان الى مناولة المؤمنين. راحت الجماهير تغادر الكنيسة ظهرًا، وقرعت أجراس الكاتدرائية معلنة اختتام الاحتفال. وبارك البابا الجماهير من شرفته قائلاً: «لنرفع الصلوات لله ونشكره على تقديس مار شربل الذي هو من بلد فيه تتعايش الأديان بنوع رائع عجيب».

كان التاسع من تشرين 1977 لنا عرس شمم ومجدًا وفخارًا. بطرس الرسول اغتبطت عظامه في قبر الفاتيكان، لأن خليفته على الأرض راح يؤدي الإكرام، هذه المرة، لحفيد له من بلاد الأنبياء والرسل.

كم عملت يا شربل لرهبانيتك وكنيستك ولبنان، يوم الدنيا حاضرة إعلان قداستك، أنت أول قديس من الشرق. كانت الدنيا تجهل موقع لبنان على خارطة الأرض، واليوم راحت الأرض تتلمس موقعها من خريطة قداسة لبنان. لقد رفعت إسم لبنان أكثر من ألف سفير في ألف دولة. غدا لبنان، البلد الصغير أرضًا يتحدى شاسعات المدى، يقول: «بعمق قداسة الضمير، بصيرورة الذات من روح الله، يتجسد الأزل في الزمن ويرتفع الإنسان الى عتبات بيت مبدع الكون»… حققت آمال لبنان فوق مطال الأمل. أكسبت الجبل، لأجيال، مناعة بطولة الروح. ألا، فليدم مصباحك مضيئاً بالقداسة الى الأبد؟

في عنايا

أمام ضريح شربل الأول ازاء باب الدير حيث تمثاله، إكتظ المؤمنون يموجون كأنهم البحر الصاخب، بكثافة لم يسبق لها مثيل في تاريخ لبنان. وعلا التصفيق والهتاف: أعجوبة… أعجوبة…

في كنيسة الدير وكنيسة مار شربل، قداديس تقام طوال الليل، وأمام ضريح شربل حيث جثمانه تمر ألوف بألوف تضرع، تبكي، تؤمن، تصلي عفويًا من أعماق الروح. صفوف صفوف الى منبر التوبة وتناول القربان الأقدس.

ويطل الصباح، منتظرًا قدوم الرئيس الياس سركيس. مفارز من الحرس الجمهوري والجيش وقوى الأمن تتمركز في باحات الدير وعلى طول الطريق المؤدية إليه. هذا قائد الجيش فيكتور خوري يصل ليشرف على الترتيبات لأجل استقبال الرئيس سركيس. في العاشرة تمامًا، وصل موكب الرئيس الى دير عنايا. كان في استقباله قائد الجيش والمدبر العام للرهبانية الأب يعقوب سقيّم، ورئيس الدير الأب بولس ضاهر. عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني وأدى له الحرس التحية بالسلاح. توجه الرئيس توًا الى كنيسة مار شربل حيث حضر القداس وتناول القربان الأقدس.

بعد القداس، توجه الرئيس سركيس لزيارة ضريح مار شربل وصلى خاشعًا، ثم عاد الى صالون الدير تحيط به الشخصيات الرسمية والعسكرية، حيث ألقى كلمة، منها: «أسفت كثيرًا لعدم تمكني، لظروف خارجة عن إرادتي، من الحضور شخصيًا الى المدينة الخالدة لمشاركة اللبنانيين الملتفين في هذه اللحظة بالذات حول قداسة الحبر الأعظم لتقديس الطوباوي شربل. إني أشاركهم من هنا، من عنايا، بالروح، في هذا الجو الذي يوحي كله بالطهارة وسمو الإنسان…»

في بقاعكفرا

بلدة شربل تحولت في الساعة التاسعة الى خضم بشري يتلاطم في ممراتها الضيقة، متوجهًا الى كنيسة السيدة حيث أقام سيادة النائب البطريرك رولان أبو جودة قداسًا حبريًا على أنغام وأناشيد جوقة جامعة الكسليك. ثم انتقل النائب البطريركي الى دير مار مارون عنايا، حيث أقام قداسًا حبريًا ثانيًا في الساعة الثالثة بعد الظهر في كاتدرائية القديس شربل، بحضور جماهير غفيرة.

* من كتابه «شربل سكران بالله»

 

مجلس الوزراء يقرّ خطّة نفايات جديدة ويكلّف العدل بمتابعة الاعتداءات على الصحافيين

المركزية/09 تشرين الأول/2025

بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء عند السادسة والربع مساء أدلى وزير الإعلام بول مرقص بالمعلومات الرسمية الآتية:"

عقد مجلس الوزراء جلسته برئاسة الرئيس الدكتور نواف سلام وحضور السيدات والسادة الوزراء،  في غياب  وزراء العدل والاقتصاد والزراعة،  بعدما أقر مجلس وزراء معظم بنود  جدول أعماله خصص حيزاً لاستكمال البحث في واقع المطمر المعروف بمطمر الجديدة ، واستدعى لهذه الغاية رئيس مجلس الإنماء الأعمار والاستشاري في المشروع ورئيس بلدية الجديدة  البوشرية - السد ، وبنتيجة المداولات المكثفة والعرض الذي تم الاستماع إليه ضوئياً وعبر الشروحات قرر المجلس ما يأتي. اولاً: تكليف مجلس الانماء والاعمار انشاء خلية طمر  جديدة في موقع مطمر الحديدة الصحي المعروف بهذا الاسم وفقاً للاقتراحات والشروط الفنية على أن يتوقف استقبال النفايات في المطمر المذكور قبل نهاية العام 2026 أو لحين استنفاذ قدرة المطمر الاستيعابية،  ويصار إلى اقفاله نهائياً قبل هذا التاريخ،  على أن يكون العمل على مشروع معالجة نفايات منطقة المتن ضمن أولى مهام الهيئة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة الجاري تعينها والتي ستعمل أيضاً على وضع وتنفيذ خطة شاملة لإدارة النفايات.

الاستمرار في استقبال النفايات في الخلية القائمة حاليا حتى إنجاز خلية الطمر الجديدة المشار اليها. الموافقة على تمليك بلدية الجديدة البوشرية-  السد العقار القائم عليها المطمر بعد اقفاله نهائيا ، وتثبيت حقها الحصري في استثمار سطح المطمر في أنشطة تتوافق مع طبيعة الموقع وتعود عائداتها حصرا للبلدية.

 تكليف مجلس الانماء والأعمار درس وتنفيذ مشروعين ، الأول إنشاء منظومة توليد كهرباء من خلال الطاقة الشمسية على سطح المطمر ، والثاني إنشاء محطة لتوليد الكهرباء من الغاز المنبعث من المطمر.

اعتبار المشروعين المحددين في البند اعلاه ملكاً لبلدية الجديدة- البوشرية- السد وبالتالي يعود لهذه البلدية حصراً حق استثمار الطاقة المنتجة من هذين المشروعين،  وذلك وفق الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء،  مع الإشارة إلى أن تنفيذ المشروعين المذكورين يمكن أن يتم إما عبر مجلس الانماء والأعمار أو أي جهة أخرى يعني البلدية أو إتحاد البلديات،  على أن يتم الاستثمار تحت إشراف هيئة تنظيم قطاع الكهرباء .

التأكيد على قرارات مجلس الوزراء السابقة المتعلقة بالحوافز العائدة لبلدية الجديدة -البوشرية - السد وتكليف وزارة المال تطبيق هذه المقررات .

الترخيص للبلديات انشاء معامل لمعالجة النفايات على أنواعها مستوفية الشروط البيئية كافة،  وعلى نفقتها الخاصة أو عن طريق الPPP أو المساعدات أو من خلال الاعتمادات تخصص لهذه الغاية.

أيضاً أثير من خارج جدول الأعمال من قبل الوزير الأعلام موضوع الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت الصحفيين وأدت إلى استشهاد البعض وجرح البعض الآخر وإحداث أضرار. وقد أيد جميع الوزراء ذلك المطلب بضرورة تكليف وزارة العدل وهذا هو القرار. دراسة الخيارات القانونية المتاحة لمقاضاة العدو الإسرائيلي بسبب الاعتداءات التي ارتكبها بحق الصحفيين، ولا سيما المصور الشهيد عصام العبدالله ورفاقه ، واشكرا الوزراء الزملاء جميعهم ولا سيما منهم وزير الصحة ووزير العمل والآخرين الذين ساندونا في هذه الذكرى التي ستحل بعد ايام قليلة ، فتكون الحكومة ماضية باتجاه خطوات عملية إن شاء الله وفقاً للدراسة التي ستقدمها وزارة العدل.

الأسئلة

وسئل عن موضوع مطمر الجديدة فقال:" ما عرضناه هو حل انتقالي، لا بد منه، وحل وفقا لمهلة ضيقة بالمدى الأقصر الممكن، وهذا ليس توسعة للمطمر بل فقط إنشاء خلية جديدة لها غلاف لكي لا تلوث المكان،  ووفقا للشروط البيئية والقانونية المطلوبة، ومقابل ذلك هناك حوافز وحقوق  ستكون بطبيعة الحال للمنطقة وللبلدية. وردا على سؤال أخر قال:" هذا الحل ليس ترقيعيا، بل ضروريا، وهو حل بحدود الدنيا اللازمة بيئيا وهو حل متواز مع سلسلة اجراءات ذكرتها، وكذلك متواز مع استراتيجيات نفذناها في ضوء الخطة التي كانت قدمتها وزيرة البيئة خلال عرض في جلسة سابقة لمجلس الوزراء، وستترافق مع مشاريع قوانين وأنظمة في هذا الإطار".

وردا على سؤال حول نقل النفايات الى الكوستا برافا أوضح: هذا الأمر بحث وتمت تسويته أيضا.

 وردا على سؤال حول عدم اصدار الحكومة بيانات عن سقوط الشهداء في الجنوب أجاب: ان الحكومة لا تكرر الموقف نفسه، بل تتصدى لموضوعات محددة، أي في كل مرة يثار الموضوع من جانب أو من اخر نتيجة هذه الاعتداءات، ولكنها لا تكرر موقفها، وبالفعل خلال جلسات مجلس الوزراء وفي آكثر من مرة تداولنا عما إذا كان يجب تكرار هذه المواقف، فوجدنا أنه من الأنسب أن نأخذ اتجاها معينا للعمل عليه، كما حصل في القرار الذي أخذناه بشأن اعادة النظر والدراسة بموضوع الخيارات الدولية المتاحة لمقاضاة العدو الإسرائيلي نتيجة هذه الاعتداءات ولاسيما بحق الصحافيين.

وردا على سؤال حول تحفظ وزراء القوات اللبنانية بشأن توسعة مطمر الجديدة وما سببه؟

 أجاب: ان تحفظهم مبدئي ويعود لهم شرحه، وربما حسب ما أدلوا في الجلسة لديهم تساؤلات إضافية حول هذا الموضوع وهذه التساؤلات لا تنتهي، والنقاش لا ينتهي، فهذا موضوع اشكالي في حد ذاته، وهناك الكثير من الخيارات والحلول والمفاضلات بين الحلول، يمكن أن يستمر طويلا، وهذا حقهم بالتحفظ.

وعما اذا اثيرت في الجلسة مواضيع سياسية أجاب:" هناك مواضيع اتخذنا قرارات بها لها طابع سياسي منها مثلا مشروع القانون الذي تقدمت به في وزارة الاعلام وتم الأخذ به في مجلس الوزراء رغم اعتراض هيئة التشريع والقضايا التي خالفت هذا المشروع الذي يقول بأن المؤسسات والشركات التي تملك فيها الدولة حصصا أو أسهما عليها أيضا أن تضع اعلانات في وسائل الإعلام العامة ومنها تلفزيون لبنان. واتخذ هذا القرار من قبل مجلس الوزراء مشكورا. وهناك أمور مهمة أيضا في الجدول ومنها رفع الحد الادنى الالزامي للشركات المساهمة المحدودة المسؤولية، لأن المبالغ أصبحت زهيدة جدا، والذي يكون في طور  تأسيس شركة يبغى الربح او هو مقبل على الربح، ومن الاجدى أن يساهم في المالية العامة عبر الزيادة التي اقريناها، وهناك عدد آخر من البنود الطويلة جدا ليس لها طابعا سياسيا في العنى الذي قصدته

.وعن محاكمة  فضل شاكر قال:" نحن لا نتدخل في عمل القضاء، ولم نتلق اي ضغوط، ولا نعطي ضمانات في المواضيع القضائية،  فهناك استقلال بين السلطتين التنفيذية والقضائية ولو ان هناك تعاونا بينهما بشكل مطلق.

وزير العمل

ولدى مغادرته جلسة مجلس الوزراء قال وزير العمل محمد حيدر:" تعقيبا على التصريح الذي أعلناه صباحا بالنسبة لتعويضات نهاية الخدمة، والموضوع الذي أثير اليوم  في الإعلام من قبل الإتحاد العمالي العام بأن الحكومة لا تهتم بالمواطنين وتقاعدهم. اود أن أشير  بأن الحكومة شكلت لجنة لدراسة موضوع تعويضات نهاية الخدمة وتضم وزراء: المالية الأقتصاد. الصناعة، العمل، الإتصالات لبحث هذا الأمر والعودة الى مجلس الوزراء بخطة عملية في أسرع وقت، وفي فترة لا تتعدى الشهر، وهذا تأكيد بأن الحكومة تأخذ هذا الأمر على محمل الجد والأهمية، وتدرسه على أعلى المستويات، وطبعا بالتوازي هناك عدة قوانين تدرس في مجلس النواب لبحث هذا الأمر، كذلك في لجنة المؤشر ولجنة الحماية الإجتماعية ونظام التقاعد، والامر أصبح الآن في مجلس الوزراء، وان شاءالله تكون لدينا خطة واضحة نطلع المواطنين عليها لتأمين تعويضات نهاية الخدمة."

 

سلام يرد على بري: اعادة الاعمار ليست وعداً بل عهداً وعين التينة: الشمس شارقة والناس قاشعة

المركزية/09 تشرين الأول/2025

صدر عن رئيس الحكومة نواف سلام ما يلي: إستغربت كثيرا التصريح المنسوب اليوم الى دولة الرئيس نبيه بري والذي مفاده ان الحكومة لا تسأل عن اهلنا في الجنوب، وانها لم تقل لهم حتى “مرحبا”! لذلك يهمني ان اذكر، لو صح هذا التصريح، ان اول عمل قمت به مع عدد من زملائي الوزراء، وقبل مضي ٤٨ ساعة على نيل حكومتنا الثقة، هو القيام بزيارة ميدانية الى صور والخيام والنبطية، للوقوف على حال اهلنا في الجنوب والاستماع اليهم. ويهمني ان اذكر ايضا انه بغياب اي دعم خارجي لاسباب معروفة، وضمن امكانيات الدولة المحدودة، فقد قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بتأمين مساعدة مالية شهرية الى ٦٧,٠٠٠ عائلة من العائلات المتضررة في الحرب كما اعلنت عن تقديم بدل ايجار شهري ل١٠,٠٠٠ عائلة هجرت بسبب الحرب. ناهيكم ان وزارات الاتصالات، والاشغال، والكهرباء باشرت بالاصلاحات الضرورية لاعادة الخدمات الى المناطق المتضررة. اضافة الى ذلك، فقد كلفنا مجلس الجنوب والهيئة العليا للاغاثة الاسراع في اعمالها وحولنا لها المبالغ المطلوبة منها. والاهم ان حكومتنا عملت على الحصول من البنك الدولي على قرض ب٢٥٠ مليون دولار لاعادة اعمار البنى التحتية المتضررة من الحرب. لكن الاستفادة من هذا القرض لا تزال تنتظر اقرار القانون المتعلق به في مجلس النواب. ونحن نتمنى عودة المجلس النيابي الكريم الى عمله التشريعي بسرعة لاجل اقرار هذا القانون كي يستفيد منه اهلنا في الجنوب وسائر المناطق المتضررة من الحرب. وكما سبق واعلنت مرارا، فان اعادة الاعمار ليست وعدا مني بل عهدا. وتعليقاً على تغريدة رئيس الحكومة اكتفت مصادر عين التينة بالقول للـ NBN: الشمس طالعة والناس قاشعة

 

بري: الانتخابات يجب أن تجرى في موعدها وفقا للصيغة الحالية للقانون الساري المفعول

المركزية/09 تشرين الأول/2025

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب الأمين العام للسلام والأمن والدفاع في جهاز العمل الخارجي الأوروبي شارل فرايز (Charles Fries) والوفد الاوروبي المرافق بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان سندرا دي وايل (Sandra De Waele) حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية . الرئيس بري استقبل أيضاً رئيسة جمعية الاعلاميين الاقتصاديين في لبنان الزميلة سابين عويس واعضاء الهيئة الادارية للجمعية وقال امامهم: أننا سنكون سعداء إذا ما توقفت حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على مدى عامين في قطاع غزة مشددا على وجوب الحذر من إنقلاب إسرائيل على الاتفاق وهي التي عودتنا دائما التفلت من كل الاتفاقات والعهود التي أبرمتها وآخرها، إتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في تشرين الثاني الماضي، والذي التزم به لبنان كاملا في منطقة جنوب الليطاني بإعتراف من يتفق أو يعارض المقاومة وحزب الله بذلك . فالمقاومة منذ 27 تشرين الثاني عام 2024 لم تطلق طلقة واحدة، في حين أن إسرائيل بدل الإنسحاب وإطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان إحتلت أماكن لم تكن قد احتلتها، ودمرت قرى بكاملها.وقال الرئيس بري سائلاً: ماذا بعد غزة ؟ الجواب حتما يجب أن يكون التوجه نحو لبنان لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه وممارسة المجتمع الدولي وخاصة الدول التي رعت إتفاق وقف إطلاق النار  المسؤولية بإلزام إسرائيل بما لم تلتزم به حتى الآن ، الانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها ، وقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى  .واضاف رئيس المجلس: أن لا تعافياً اقتصادياً في لبنان والوضع في الجنوب على هذا النحو من إستمرار للاحتلال، وللعدوان، ومن عدم مباشرة الحكومة في إعادة الإعمار. وسأل الرئيس بري: هل يعقل ألا تقول الحكومة اللبنانية لأبناء القرى الحدودية في عيتا الشعب وكفركلا وحولا ويارين ومروحين والضهيرة وميس الجبل وبليدا والخيام ويارون ومارون الراس وكل قرى الشريط المدمرة، هؤلاء الذين عادوا لزراعة حقولهم وافترشوا منازلهم المدمرة ألا تقول لهؤلاء "مرحبا"؟ للأسف وكأن الجنوب ليس من لبنان! المطلوب من الحكومة بكل وزاراتها أن تكون حاضرة أقله بالحد الأدنى، كي لا يشعر أبناء الجنوب العائدين بأن الجنوب ليس جزءاً من لبنان.

وأضاف رئيس المجلس: على الجميع أن يتصرف على أساس أن مصلحة لبنان قبل أي شيء فلبنان أصغر من أن يقسم، ان الشعب اللبناني الذي احتضن بعضه البعض خلال العدوان الإسرائيلي أثبت أنه أكثر وطنية من بعض سياسييه ، فلا يجوز تحت أي وجه من الوجوه أن تربط الحكومة ملف إعادة الإعمار بأي أثمان سياسية . وفي الشأن المتصل بالانتخابات النيابية وقانون الانتخابات وموقف بعض الكتل منه؟ .

قال رئيس المجلس النيابي: البعض ينظر إلى هذا القانون كالفتاة التي أحبت رجلاً فتزوجته وفي اليوم التالي طلبت الطلاق. فمن صنع هذا القانون ومن تمسك به، الآن لا يريده، ما أريد قوله الآن: الانتخابات يجب أن تُجرى في موعدها وفقاً للصيغة الحالية للقانون الساري المفعول، وهذا القانون قد أعطى صلاحيات إستثنائية لوزيري الداخلية والخارجية فليتفضلوا إلى الانتخابات، وأؤكد أننا ضد التمديد.  وحول علاقة الرئيس بري مع الرؤساء وسائر الأطراف؟ .  قال رئيس المجلس: علاقتي مع الجميع "منيحة"  أما علاقتي مع رئيس الجمهورية ممتازة. وأضاف مستغرباً: معقول أن قضية صخرة الروشة أخذت ولا تزال تأخذ كل هذا الجدل أكثر مما أخذ ملف إعادة الإعمار من اهتمام؟ . وفي الشق الإقتصادي والإصلاحي أكد الرئيس بري أن المجلس النيابي أنجز وأقر معظم ما هو مطلوب منه من تشريعات اقتصادية ولا زال ينتظر قانون الفجوة المالية وفي هذا الإطار أعود وأؤكد أن أموال المودعين مقدسة، وهذه الأموال ذهبت إلى ثلاثة أطراف ، الدولة اللبنانية،  المصارف، ومصرف لبنان ، فلا يجوز التفريط بحقوق هؤلاء تحت أي ظرف من الظروف.

وحول موازنة عام 2026؟ .

قال الرئيس بري لم أطلع عليها بعد، لقد حولتها إلى المجلس النيابي، لكن أقول وأؤكد أن هذه الموازنة لن تمر إذا لم تكن تتضمن بنداً واضحا متصلاً بإعادة الإعمار. وفي ملف النازحين السوريين أكد الرئيس بري أن واحدة من الأزمات التي تعمق الأزمة الاقتصادية في لبنان هو ملف النزوح السوري مشيرا الى ان بعد سقوط النظام سقطت ذريعة إستمرار هذه الأزمة التي تشكل خطرا على لبنان في حال إستمرت دون حل. وبعد الظهر تابع الرئيس بري الاوضاع العامة لاسيما الاوضاع في منطقة عكار وشؤونا انمائية خلال استقباله رئيس بلدية تكريت طارق الترك وعدد من اعضاء المجلس البلدي بحضور رئيس جمعية إتحاد شباب عكار الشيخ مفيد العبد الله.

 

الأمن العام يُحبط مخططاً اسرائيلياً لتفجيرات: سيارة معدّة للتفخيخ و"مارتين" المشغل!

المركزية/09 تشرين الأول/2025

كشفت الشبكة الوطنية للاخبار  أن الأمن العام اللبناني أحبط مخططاً إرهابياً إسرائيلياً واسع النطاق كان يستهدف تنفيذ تفجيرات متزامنة خلال إحياء ذكرى الحرب عند مرقد السيد حسن نصرالله وفي المدينة الرياضية في بيروت ضد المشاركين في المناسبة. العملية نُفّذت بسرية تامة بإشراف مباشر من مديرية الأمن العام، حفاظاً على سرّية التحقيقات التي لا تزال مستمرة لكشف الارتباطات الخارجية للمجموعة. وبحسب المعلومات الخاصة بـ"الشبكة"، يقف وراء المخطط شخص أجنبي يُدعى "مارتين"، يُقيم في ألمانيا ويتنقّل في أوروبا، تبيّن من التحقيقات أنّه المشغّل الأساسي الذي كان يتواصل مع عناصر الشبكة عبر تطبيقات مشفّرة، من دون أن يعرفوا بعضهم البعض، وسط تأكيد مصادر أمنية ارتباطه بالاستخبارات الإسرائيلية. القضية بدأت بعد توقيف سوري يحمل الجنسية الأوكرانية ومتزوّج من أوكرانية، وقد ضُبط بحوزته عبوة ناسفة على شكل بطارية كان ينوي إخفاءها في دراجة نارية، ثم قادت التحقيقات إلى اكتشاف سيارة معدّة للتفخيخ، كانت قد خضعت لتجهيزات خاصة لتحميلها بالمتفجّرات، قبل أن تُخبّأ في محلة البترون تمهيداً لاستخدامها في الهجوم. وفي عمليات متزامنة، داهمت قوّة من الأمن العام مناطق عرمون وخلدة ودوحة الحصّ، وأوقفت عدداً من المشتبه فيهم من الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية، بينهم اللبنانيان ش.غ وع.غ، إضافة إلى لبناني يحمل الجنسية الألمانية. وقد بلغت حصيلة الموقوفين حتى الآن خمسة موقوفين. وعلمت "الشبكة" أنّ مدير عام الأمن العام أبلغ رئيس الجمهورية بتفاصيل العملية، وتمّ الاتفاق على عقد مؤتمر صحافي خلال الأيام المقبلة للكشف عن تفاصيل هذا الإنجاز الأمني النوعي.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 08 تشرين الأول/2025

القديسة ريتا

في ذكرى إعلان تقديس مار شربل اليوم، نصلّي لك يا طبيب السماء على نيّة كل مريض وموجوع لتشفيهم وتخفف أوجاعهم.. أنتَ قلت "الصليب هو مفتاح السماء"، ساعدنا على حمل صليبنا فننال السعادة الأبدية في السماء.. علمنا أيها القديس شربل أن نستسلم دومًا لإرادة الرب، وليُضئ نور سراجك طريق حياتنا

 

القاضي فرنسوا ضاهر

إن تعيين محققين عدليين، بقرار من وزير العدل بالتوافق مع مجلس القضاء الأعلى، في بعض الجرائم السياسية، بصورة إنتقائية، وقعت إبان الحرب الاهلية التي حطّت أوزارها بإتفاق الطائف في ١٩٨٩/١٠/٢٢ وإقترنت بقانون العفو الذي صدر في ٢٠٠٥/٧/١٩ بعد إنقضاء الوصاية السورية عن لبنان، هو أمر مشبوه وينمّ عن قصر نظر وقلة بصيرة وحتى عن غرضيّة سياسية. هذا، إن لم تكن تلك الجرائم قد سقطت بمرور الزمن المسقط.

 

جلبرت يونس

ناضلنا سوا تنبني وطن كرمالي وكرمالك وكرمال كل اوادم هالبلد. لما انتَ وصلت، تعمشقت يالكرسي ونسيت كل الاحلام والمبادىء! صرت تبخر وتقدر تدوير الزوايا تبع رئيس المجلس، عجبوك جلسات جماعة المنظومة وعيشتهم وبطرهم لدرجة انك صرت تتعمشق فيهم بس عالواطي، هتكت عرض المبادىء وتضحيات كل اللي راحو، وطلعت انتَ ما بدك وطن الا كرمالك وكرمال نغنغاتك وكرمال تتنعم سليلتك وحوثتك وحساباتك بالبنوك بكل شي فيه عهر بهالبلد

 

يوسف سلامة

المنظومة المتحكّمة،

‏-تآمرت على لبنان لتُشبع جوعها إلى السلطة،

‏-تحالفت مع الخارج لتستقوي على أهلها في الوطن،

النخب والعقلاء،

‏أقليّة في طوائفهم، رفضوا لعبة الدم والاستقواء بالخارج، ولم يدخلوا نادي المنظومة،

‏حان الوقت ليترك العملاء الساحة الوطنية ويحكم العقلاء كي نستنهض الوطن.

 

محمد الأمين

اعتبار البعض حماس منتصرة وحزب الله خاسر يكشف ازدواجية في المعايير، ويدل على أن المواقف لا تنبع من رفض مبدئي للسلاح غير الشرعي، بل من خلفيات طائفية ومذهبية، وهذا يُضعف صدقية الخطاب السياسي ويقوض منطق الالتزام بالمبادئ

 

بسام ابو زيد

هو الشعور الأجمل لدى أهل غزة أن الحرب قد توقفت ولكن العبرة تبقى في التنفيذ.

المهم أن هذه الحرب التي استمرت لسنتين دفع ثمنها الفلسطينيون غاليا جدا أرواحا ودماء وممتلكات وهم بالتأكيد يتمنون ألا تتكرر هذه التجربة وأن تذهب الأمور باتجاه استقرار دائم يضمن لهم كيانا وهوية وطنية.

غزة ساحة الحرب ومآسيها هي درس لكل أطراف النزاع ومناصري الحروب في المنطقة علهم يتعظون.

 

 خالد ممتاز

الآن و قد اثبت الخيار العسكري انه فاشل تماما بوجه اسرائيل و ان تبعاته الكارثية ... كما و قد ثبت ان ايران  تستعمل عواطف المسلمين للدفاع عن مصالحها و تثبيت وجودها الإقليمي بحجة فلسطين ... على كل الدول الإسلامية قطع العلاقات مع ايران و وضع عقوبات عليها و منع التعامل معها لمعاقبتها على ما تسببت به في فلسطين أولا و في لبنان و المنطقة ثانيا. كما عليها تبني الخيار العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و الإمارات لتحقيق السلام الذي يضمن كرامة و سلامة الشعب الفلسطيني اولا و دول المنطقة ثانيا.

 

عبدالله بن الحسين

وقف إطلاق النار في غزة خطوة مهمة يجب أن تفضي إلى نهاية الحرب. آن الأوان أن ينعم أهلنا بالأمان وأن تصل المساعدات بلا قيود. نثمن دور الرئيس ترمب في التوصل للاتفاق وجهود الأشقاء في مصر وقطر وتركيا. وسيظل الأردن السند للشعب الفلسطيني الشقيق في سعيهم للحرية والدولة على ترابهم الوطني

 

 وضاح الصادق

أمام التطوّرات في المنطقة، من تسليم سلاح حماس، وسقوط الأسد في سوريا، وابتعاد العراق عن المحور، ودخول إيران في مفاوضات لحماية بقاء نظامها، ننتظر من الحزب أن يتّخذ الموقف الوطني بتسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، وانخراطه في العمل السياسي لبناء مؤسسات الدولة، مقابل ضغط كل لبنان ودولته من أجل انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلّة، وإعادة الأسرى، ووقف كامل للاعتداءات على الأراضي اللبنانية.

 

محمد بركات

عيب على #حماس ألا تشكرنا، نحن أهل #جنوب_لبنان، الذين خسرنا بيوتنا وقرانا وأموالنا وأرزاقنا، في حرب #إسناد لها.

وعيب على حماس ألا تشكر #لبنان الذي كان فقيراً ومنهاراً، وازداد فقراً وانهياراً بعد الحرب المشؤومة التي أطلقها من بين بيوتنا #حزب_الله، وقال إنها على طريق #القدس... فأضاعت طريق ضيعنا وأراضينا.

 

زينا منصور

لبّى مظلوم عبدي الوساطة الأميركية وإلتقى الجولاني بطرح واحد.

حكم ذاتي للكورد شمال سوريا على غرار ماهو قائم بإقليم كوردستان العراق.

الفدرالية والكونفيدرالية او التقسيم أساس الإستقرار. كل من يرفض الفيدرالية والتقسيم يجر المنطقة نحو حروب واقتتال للشعوب المتناقضة فكرياوثقافياً.

 

 وضاح الصادق

أمام التطوّرات في المنطقة، من تسليم سلاح حماس، وسقوط الأسد في سوريا، وابتعاد العراق عن المحور، ودخول إيران في مفاوضات لحماية بقاء نظامها، ننتظر من الحزب أن يتّخذ الموقف الوطني بتسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، وانخراطه في العمل السياسي لبناء مؤسسات الدولة، مقابل ضغط كل لبنان ودولته من أجل انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلّة، وإعادة الأسرى، ووقف كامل للاعتداءات على الأراضي اللبنانية.

الأحداث العالمية

 

زينا منصور

تماما متل الممثلين السياسييّن لدروز لبنان، خلصوا ع دروز لبنان، وبدك ياهن يدعموا دروز الشرق الأوسط بسوريا وإسرائيل.

شلومو سليمان تصغيرها سلمان.

شلومو بالٱرامية تعني "سلمان" عند الدروز.

الدروز لم يسألوا أنفسهم لماذا يسمون شلومو.

الجهل والتذويب والإنبطاح قضى عليهم في تبعية الذمية.

 

بشارة جرجس

 مريم يونس، شابة لبنانية مارونية، اضطرت عائلتها عام 2000 إلى مغادرة بلدتها في الجنوب واللجوء إلى إسرائيل. يدور الحوار معها حول مسألة الهوية والانتماء، والحياة اليومية داخل المجتمع الإسرائيلي، وكيفية نظرة شعوب الشرق الأوسط إلى إسرائيل، والصورة المقابلة التي تراها إسرائيل عن محيطها. رابط الحوار الكامل 

https://youtu.be/dOCHJ5yz5Qg?si=ZCzHrtLrNJ6xZv01

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 09-10 تشرين الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 09 تشرين الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148065/

ليوم 09 تشرين الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 09/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148068/

For October 09/2025

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight