المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 08 تشرين الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.october08.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ الإسلام السياسي بشقّيه السني والشيعي وغزوتا 7 و8 تشرين الأول 2023 الجهاديتان والهزائم المدوّية

الياس بجاني/عيد القديسين سركيس وباخوس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري من موقع "بيروت 24"

شهيدان بغارات إسرائيلية في ديرعامص وياطر.. وبيان للحزب

الطوفان والإسناد ... هزيمة واحدة في حربين

لبنان بعد 7 أكتوبر... موازين قوى جديدة لترميم العلاقة مع العالم  …تفكّك قبضة «حزب الله» وتحوّل الممارسة باتجاه تثبيت منطق الدولة

لهذه الأسباب حزب الله "يتعايش" مع ضربات إسرائيل لكوادره!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 7/10/2025

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: نسعى للسلام عبر القوة

ترمب يعبّر عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق في غزة

دون تقدم ملموس.. اختتام اليوم الثاني من المحادثات بين إسرائيل وحماس ...مسؤول أمني مصري: الوضع لا يزال على حاله مقارنة باليوم الأول

رئيس وزراء قطر ووفد تركي ينضمان للمباحثات بشأن غزة في مصر ...وفد أميركي برئاسة ويتكوف سينضم أيضاً إلى المحادثات الأربعاء

الجيش الإسرائيلي يعترض 3 مسيّرات من اليمن في منطقة إيلات

مصدر مصري: المرحلة الأولى من «اتفاق غزة» قد تحسم قبل الجمعة ...قال لـ«الشرق الأوسط» إن مفاوضات شرم الشيخ تشهد «أجواء إيجابية»

«حماس» تريد ضمانات من ترمب والدول الراعية لوقف حرب غزة ...طالبت بالإفراج عن أسرى بينهم البرغوثي وسعدات... وأكدت استعدادها لتسليم جميع الرهائن

ما ملاذات عناصر «حماس» الراغبين في الخروج من غزة؟ ...خطة ترمب تطرح لهم خيار المغادرة

السعودية ترحب بالخطوات المتخذة لإنهاء الحرب على غزة

هجوم 7 أكتوبر: الشرارة التي هزَّت معادلات الردع الإيرانية ...«مطرقة منتصف الليل» أظهرت ضعف طهران أمام الضربات الاستباقية

مفاوضات شرم الشيخ: حماس تريد ضمانات وأسرى بينهم البرغوثي

ما تفاصيل «خطة بلير» لحكم غزة للسنوات الخمس المقبلة؟ ...تغييب السلطة الفلسطينية وإيكال إدارة القطاع لـ«سلطة دولية انتقالية» بصلاحيات شاملة

ميلوني تعلن إحالتها لـ«الجنائية الدولية» بتهمة التواطؤ في إبادة جماعية بغزة

عراقجي يتهم نتنياهو بـ«فبركة» تهديد الصواريخ الإيرانية ..طهران ترفض أي اتفاق لا يعترف بتخصيبها لليورانيوم

بوتين: روسيا سيطرت على 5 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا هذا العام

الأزمة السياسية في فرنسا تتوسع وخيارات الرئيس ماكرون محدودة ...رئيس حكومة سابق انضم إلى المطالبين باستقالته واليمين المتطرف مُصِرّ على حل البرلمان وانتخابات تشريعية مبكرة

لجنة التحقيق الدولية تغادر السويداء.. ولا نتائج

الجيش الأميركي يعلن قتل قيادي بجماعة تابعة لـ«القاعدة» في ضربة بسوريا

الجيش الإسرائيلي يحبط محاولة تهريب أسلحة إلى إسرائيل من سوريا

وزير الدفاع السوري يعلن وقفاً فورياً لإطلاق النار مع «قسد» ...الأمن الداخلي يؤمن خروج الأهالي من حيي الأشرفية والشيخ مقصود

إسرائيل بين رهانات ترامب وهواجس النفوذ التركي في سوريا

البابا يدعم تصريحات الكاردينال بارولين عن "مجزرة" في غزة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إبادة حشرية، تعقيم، إعادة تصميم وبناء، ومن ثمّ إعادة تشغيل على نظيف/ادمون الشدياق

من كسر السراي والشرعية إلى إقرار خطة ترامب... مبادرة قاسم ساقطة سعوديًا/لارا يزبك/نداء الوطن

"حزب الله" يكشف سرّ قوة إسرائيل وانتصارها عليه/طوني عطية/نداء الوطن

قآني يكشف ما وراء "حرب الإسناد"/د. جوسلين البستاني/نداء الوطن

"الإسناد" يعجن المنطقة: "الحزب" سقط وإيران "برّا"/ألان سركيس/نداء الوطن

لبنان وفزاعة “إسرائيل الكبرى”: بين الحقيقة والوهم/شبل الزغبي

الفراد ماضي لنواف سلام: الى الامم المتحدة درّ مع الفصل السابع/الفراد ماضي/موقع أكس

"قطوع" الجلسة مَرّ: لا تعطيل للحكومة ولا خلاف جنوبي الليطاني/حسن فقيه/المدن

 عامان على الطوفان: حماس تواجه الخطة- الفخ.. وخيار طهران حاسم/منير الربيع/المدن

لبنان بين نزوحَين: من معارضي الأسد إلى معارضي الشرع/جمال محيش/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عون يرحب بزيارة البابا لاون للبنان: ننتظرها برجاء كبير

جنبلاط بعد زيارة عون: "الجو مطمئن".. وفضل الله ينتقد الحكومة

القوات مرتاحة لتقرير الجيش.. لكن المهلة تقلقها

الكتائب: لا مبرّر لبقاء أي سلاح خارج إطار الدولة ولتسريع بسط الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية

جعجع: على حزب الله أن يتعظ من تجربة حماس في غزة

قوى الأمن تشيّع شهيدها المعاون أول محمد جابر

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 07 تشرين الأول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي

إنجيل القدّيس لوقا05/من33حتى39/قَال الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ لِيَسُوع: «تَلاميذُ يُوحَنَّا يَصُومُونَ كَثيرًا وَيَرْفَعُونَ الطِّلْبَات، ومِثْلُهُم تَلامِيذُ الفَرِّيسييِّن، أَمَّا تَلاميذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون». فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي العُرْسِ يَصُومُون، والعَريسُ مَعَهُم؟ ولكِنْ سَتَأْتي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَرِيسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، حيِنَئِذٍ في تِلْكَ الأَيَّامِ يَصُومُون». وقَالَ لَهُم أَيضًا مَثَلاً: «لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي. ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَالخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُرَاقُ الخَمْرَة، وَتُتْلَفُ الزِّقَاق، بَلْ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ الخَمْرَةُ الجَديدَةُ في زِقَاقٍ جَديدَة. ولا أَحَدَ يَشْرَبُ خَمْرَةً مُعَتَّقَة، وَيَبْتَغي خَمْرَةً جَدِيدَة، بَلْ يَقُول: أَلمُعَتَّقَةُ أَطْيَب!”.

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الإسلام السياسي بشقّيه السني والشيعي وغزوتا 7 و8 تشرين الأول 2023 الجهاديتان والهزائم المدوّية

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148001/

مرّت سنتان على أبشع فصول البربرية المعاصرة: غزوة حماس الإرهابية في 7 تشرين الأول 2023، ذلك اليوم الأسود الذي كشفت فيه حركات الإسلام السياسي عن وجهها الحقيقي، الدموي والمتوحش. فقد خرجت عصابات حماس والجهاد الإسلامي من ظلمات الكهوف لتنفّذ مجزرة رهيبة لم يعرف التاريخ الحديث مثلها: قتل واغتصاب وحرق وتمثيل بالجثث وخطف للأطفال والنساء والعجائز. جريمة موصوفة بكل المقاييس، لا تمتّ إلى الدين ولا إلى الأخلاق ولا إلى الإنسانية بصلة.

وفي اليوم التالي، في 8 تشرين الأول، فتح حزب الله الإيراني جبهة لبنان، تنفيذًا لأوامر ملالي طهران، فجرّ لبنان إلى دمار جديد، ودمّر الجنوب والبقاع وضاحية بيروت، وقدّم آلاف العائلات قربانًا على مذبح الوهم المقاوم، الذي لم يجلب للبنان سوى الخراب والدم والفقر.

اليوم، وبعد سنتين على تلك الجريمة الكبرى، دفعت غزة الثمن الأغلى: أكثر من مئة ألف قتيل، ومئات آلاف الجرحى والمقعدين والمشرّدين، ودمار شبه كامل لبنيتها التحتية، انتهى إلى هزيمة حماس المذلّة وقبولها بخطة الرئيس ترامب للسلام.

أما في لبنان، فقد تكرّر المشهد نفسه: مئات القتلى من عناصر حزب الله، ودمار واسع في الجنوب والضاحية والبقاع، وانهيار اقتصادي شامل، لينتهي الحزب إلى وقف إطلاق نار مذلّ واستسلام فعليّ للمعادلات الدولية.

الخلاصة باتت جلية كالشمس

إنّ الإسلام السياسي، بشقّيه الإيراني الشيعي الإيراني وكل اذرعته، والسني المتمثّل بتركيا وقطر وجماعة الإخوان المسلمين، هو مشروع بربري مجرم لا علاقة له بالحضارة ولا بالإيمان الحقيقي. إنه فكر دموي لا يعرف الدولة ولا الدستور ولا التعايش، بل يقدّس العنف ويعتبر القتل طريقًا إلى الجنة، ويحوّل الدين إلى أداة سلطة وإخضاع وشمولية. ولذلك، فإنّ المواجهة مع هذا المشروع الجهنمي لا تكون بالمسايرة أو المجاملة، بل بالحسم والشجاعة:

يجب إسقاط نظام الملالي في إيران الذي حوّل الدين إلى وسيلة قمع وتصدير ثورات ودمار، ودعم كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة. لا استقرار في الشرق الأوسط ما دام هذا النظام قائمًا.

كما يجب التعامل مع حكّام قطر وتركيا بشدّة وحزم، لا بالتملّق والمصالح الضيّقة، لأنّهم الرعاة والمموّلون للإسلام السياسي السني المتطرّف، واحتضانهم لجماعات الإخوان وحماس والنصرة وغيرها هو تواطؤ مباشر مع الإرهاب.

كذلك، ينبغي على المجتمع الدولي أن يضع جماعة الإخوان المسلمين على لوائح الإرهاب العالمية، باعتبارها المرجعية الفكرية والتنظيمية لكل الحركات الجهادية التي دمّرت المجتمعات العربية ونشرت ثقافة الكراهية والدم.

لقد أثبتت التجربة أنّ الإسلام السياسي — من قم إلى أنقرة، ومن الدوحة إلى غزة — هو العدو الأول للحرية والسلام والإنسانية. مشروعه ليس نهضةً كما يدّعي، بل نكبة جديدة على الشعوب العربية والإسلامية، ودواؤه الوحيد هو تفكيكه، وتجفيف مصادر تمويله، ومحاسبة رموزه وأدواته بلا هوادة.

وفي الذكرى الثانية لجريمة 07 و08 تشرين الأول 2023، نقولها بوضوح، لن يكون هناك سلام ولا حضارة ولا مستقبل، ما دام هذا الفكر البربري قائماً.

فإسقاط الإسلام السياسي، بكل فروعه الإيرانية والقطرية والتركية والإخوانية، هو الشرط الأول لحماية الإنسان، وصون الكرامة، وإحياء القيم الحقيقية للإيمان والسلام.

الياس بجاني/فيديو: الإسلام السياسي بشقّيه السني والشيعي وغزوتا 07 و8 تشرين الأول 2023 الجهاديتان والهزائم المدوّية

https://www.youtube.com/watch?v=cXSUDt68gPM

07 تشرين الأول/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

عيد القديسين سركيس وباخوس

إلياس بجاني/07 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/147977/

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في العالم في السابع من تشرين الأول من كل عام بعيد القديسين سركيس وباخوس. فمَن هما، وما هو تاريخهما الإيماني والكنسي؟

مَن هما القديسين سركيس وباخوس وأين وُلدا؟

كان مار سركيس وباخوس ضابطين رفيعَي المقام في الجيش الروماني، عاشا في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع للميلاد، في عهد الإمبراطور مكسيميانوس. تشير المصادر التاريخية إلى أن أصلهما من المقاطعة الرومانية السورية، التي كانت تشمل أجزاء من سوريا الحالية وشمال بلاد ما بين النهرين، فيما يرى بعض المؤرخين أنهما وُلدا في الرها (أورفة)، التي كانت مركزاً مسيحياً هاماً في الشرق.

حياتهما وإيمانهما

خدم القديسان بإخلاص في صفوف الجيش الروماني وتمتّعا بمكانة رفيعة لدى الإمبراطور بفضل شجاعتهما وولائهما، إلا أنهما كانا في الوقت ذاته مسيحيين مؤمنين بالمسيح، يعيشان إيمانهما سراً في زمنٍ كانت فيه المسيحية تُحارَب وتُضطهد. وحين كُشف أمر إيمانهما، أُجبرَا على تقديم الذبائح للأوثان، لكنهما رفضا بشجاعة وأعلنا أن ولاءهما الأول هو لله وحده. عندها غضب الإمبراطور وأمر بتجريدهما من رتبتهما العسكرية وإلباسهما ثياب الإذلال وتعذيبهما بوحشية. استُشهد القديس باخوس أولاً في بلدة بارباليسوس في شمال سوريا حوالي سنة 303م، وتبعه بعد أيام القديس سركيس الذي نُقل إلى الرصافة (سرجيوبوليس) حيث قُطع رأسه لرفضه إنكار إيمانه بالمسيح. وقد تحوّل قبره هناك إلى مزارٍ للحجاج المسيحيين منذ القرون الأولى.

حياتهما الروحية

لم يكونا رُهباناً بالمعنى المؤسسي، إذ لم تكن الرهبنة قد تبلورت بعد، غير أنهما عاشا حياة نُسكية مكرَّسة لله داخل العالم العسكري، فجمعا بين الشجاعة العسكرية والبطولة الروحية، وكانا مثالين للطهارة والإيمان والثبات في وجه الاضطهاد.

تطويبهما ومكانتهما في الكنيسة

أُدرج اسماهما منذ القرن الرابع في سجلات الشهداء المسيحيين الأوائل، وتُليت سيرتهما في الطقوس البيزنطية والسريانية واللاتينية. وفي الكنيسة الكاثوليكية يُحتفل بعيدهما في السابع من تشرين الأول من كل عام، كما تكرّمهما الكنائس الأرثوذكسية والسريانية والقبطية بوصفهما “شهيدين للمسيح”. ويُعتبران شفيعين للعسكريين والمحاربين، ويُطلب شفاعتهما من أجل الشجاعة والثبات والإخلاص في مواجهة الظلم والاضطهاد.

انتشار تكريمهما في لبنان

وصلت عبادة القديسين سركيس وباخوس إلى لبنان منذ القرون المسيحية الأولى عبر الرهبان الأنطاكيين والسريان والموارنة الذين حملوا سيرتهما من سوريا والرها إلى جبال لبنان. وقد شُيّدت أولى الكنائس على اسميهما قرب المغاور والوديان الجبلية التي لجأ إليها المؤمنون الهاربون من الاضطهاد الروماني. ومع مرور الزمن، انتشرت عبادتهما على نطاق واسع، فغدا اسماهما جزءًا من النسيج الروحي والتراثي اللبناني. وجد اللبنانيون فيهما رمزاً للشجاعة والإيمان في وجه الظلم، وتماهوا مع قصتهما لأنهم عرفوا، مِثلَهما، معنى الاضطهاد والتشبّث بالمسيح رغم الأخطار. ولذلك لا تكاد قرية لبنانية تخلو من كنيسة أو مزارٍ مكرَّس لهما، ومن أبرز هذه الكنائس:

جبيل: المَنصِف، البَربارة، بِجّه، بحديدات، بيت حِبَّاق، حالات، ترتج، جَنَّة، فْغال، قرطبا، مِشمِش، ميفوق.

كسروان:  الزعيترة، الكفور، عشقوت، ريفون، فتقا، غبالة.

المتن الشمالي: الجديدة، برج حمود، ضهر الصوان.

زحلة: الفرزل.

بعلبك: عيناتا.

بشري: الديمان، بلوزا، بيت منذر، حدشيت، طورزا، عبدين، قنّات، ووادي قنوبين.

الكورة:  أميون، بشمزين، رشدين، زكرون، قلحات، كفتون، كوسبا.

زغرتا:  إهدن، إجبع، أردة، أسلوت، أيطو، بسلوقيت، حرف مزيارة، رشعين، سرعل، عرجس، كفردلاقوس.

الضنية: زغرتغرين.

البترون:  بشعلة، تنورين الفوقا، مزرعة بلعا، جران، حردين، دوما، رشكده، زان، شبطين، كفرحي، كفرعبيدا، مراح شديد (دير شواح)، ووُطى حوب.

إن هذا الانتشار الواسع يعكس عمق الإيمان الشعبي اللبناني بهذين الشهيدين العظيمين، ويجعل من عيدهما في السابع من تشرين الأول مناسبة روحية ووطنية تعبّر عن الثبات في الإيمان والوحدة في الرجاء.

تأمّل روحي: إيمان اللبنانيين وشفاعة القديسين مار سركيس وباخوس

رأى المسيحيون اللبنانيون في القديسين مار سركيس وباخوس صورة لإيمانهم الثابت بالمسيح، إذ وجدوا في شهادتهما نموذجاً للشجاعة وللتشبّث بالحق الإلهي مهما اشتدّ الاضطهاد. وعلى مرّ العصور، عاش اللبنانيون في جبالهم إيماناً شبيهاً بإيمانهما، فحملوا الصليب في وجه كلّ غازٍ وفاتحٍ حاول طمس هويتهم الدينية والإنسانية. فمن المماليك إلى العثمانيين، مروراً بكلّ الغزوات والاضطهادات التي استهدفت الكنيسة المارونية وسائر الكنائس الشرقية، ظلّ اللبنانيون يرفعون الصلوات إلى القديسين سركيس وباخوس، طالبين شفاعتهما لحماية الأرض والناس والإيمان. وفي كلّ مرّة كانت الجبال اللبنانية تتعرّض فيها للغزو أو الظلم، كان المؤمنون يستعيدون قصتهما ليجدوا فيها قوة الرجاء والاستمرار في المقاومة الروحية، كما رفض القديسان السجود للأوثان رغم التهديد بالموت. هكذا أصبح عيدهما في السابع من تشرين الأول عيداً للشجاعة المسيحية اللبنانية، واحتفالاً بالثبات في وجه الطغيان، وتأكيداً على أن مَن يتشبّث بالمسيح لا يُهزَم مهما اشتدت المِحن. فالقديسان سركيس وباخوس لا يُكرَّمان فقط كشهيدين للمسيح في التاريخ، بل كرفيقَي دربٍ لكلّ مؤمنٍ لبنانيٍ يحمل صليبه يومياً ويشهد للحق وسط عالمٍ مليء بالظلم والأنانية.

تأمّل، وصلاة

يا قديسَي الله، سركيس وباخوس، علّمانا أن نثبت في الإيمان كما ثبَتُّما، وأن نغفر كما غفَرْتُما، وأن نحمل صليبنا بفرحٍ ورجاء. تشفّعا من أجل لبنان، وطن الأرز المقدس، وأرض الإيمان والشهداء، ليبقَى منارةً للمسيح رغم كلّ الصعاب، ولتتحوّل جباله، كما حياتكما، إلى شهادة حيّة للحق والنور.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري من موقع "بيروت 24"

يوسف الخوري: سـلاح الحزب يوازي الاسـرى في غـزة

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148028/

07 تشرين الأول/2025

المخرج والكاتب يوسف الخوري يتحدث عن: إنعكاس الوضع في غـزة على لبنان، موقف الدولة الحقيقي من سـلاح حـزب الـله والإنتخابات النيابية المقبلة.

 

شهيدان بغارات إسرائيلية في ديرعامص وياطر.. وبيان للحزب

المدن/07 تشرين الأول/2025

استهدفت مسيّرةٌ إسرائيليّةٌ سيّارةً بين بلدتي دير عامص وصديقين، في قضاء صور، ما أدّى إلى سقوط شهيدٍ وإصابة عددٍ من العمّال السّوريّين. وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحّة التّابع لوزارة الصّحّة العامّة في بيانٍ أنّ "غارة العدوّ الإسرائيليّ على دير عامص قضاء صور أدّت إلى سقوط شهيدٍ وإصابة شخصٍ بجروحٍ". ولاحقًا، أغار الطّيران المسيّر الإسرائيليّ مستهدفًا جرّافةً بين بلدتي زبقين وياطر، فاستشهد سائقها. وذكر مركز عمليّات طوارئ الصّحّة في بيانٍ آخر أنّ "غارة العدوّ الإسرائيليّ بمسيّرةٍ استهدفت جرّافةً في بلدة ياطر أدّت إلى سقوط شهيدٍ". كما ألقت مروحيّةٌ إسرائيليّةٌ قنبلةً صوتيّةً على منطقة رأس النّاقورة، ولاحقًا استهدفت مسيّرةٌ إسرائيليّةٌ عمّالًا يرمّمون "العين التّراثيّة" في بلدة العديسة بقنبلتين صوتيّتين، من دون وقوع إصاباتٍ. ومنذ ساعات الصّباح الأولى، يحلّق الطّيران المسيّر المعادي على علوٍّ منخفضٍ فوق بيروت وضواحيها.

كفركلّا تودّع حسن عطوي وزوجته

شيّعت بلدة كفركلّا جنوب لبنان الشّهيدين حسن علي عطوي وزوجته زينب أنور رسلان، بعدما استشهدا أمس الاثنين إثر غارةٍ شنّها الطّيران الإسرائيليّ استهدفت سيّارتهما في بلدة زبدين الجنوبيّة.

ترحيل اللّبنانيّة لينا الطّبّال من "أسطول الصّمود"

على صعيدٍ آخر، أفيد بترحيل اللّبنانيّة لينا الطّبّال إلى اليونان بعد اعتقالها من على متن "أسطول الصّمود"، على أن تصل إلى فرنسا اليوم. ورحّلت السّلطات الإسرائيليّة 171 ناشطًا من المشاركين في الأسطول، بعد استلاء الجيش الإسرائيليّ الأسبوع الماضي على 42 سفينةً تابعةٍ له أثناء إبحارها في المياه الدّوليّة نحو غزّة، واحتجاز مئات النّشطاء الدّوليّين على متنها. وتحمل لينا الطّبّال، وهي لبنانيّةٌ من طرابلس ذات جنسيّةٍ فرنسيّةٍ وخبيرةٌ في القانون الدّوليّ، صفة مشاركةٍ في "أسطول الصّمود" الهدف منه كسر الحصار عن غزّة وإيصال المساعدات الإنسانيّة. ومن بين المشاركين أيضًا رئيس "المنتدى اللّاتينيّ ـ الفلسطينيّ"، محمّد القادري، وهو لبنانيّ الأصل من بلدة غزّة في البقاع الغربيّ.

حزب الله "يجدّد العهد"

إلى ذلك، أصدر "حزب الله" بيانًا، جدّد فيه العهد مع "شعب فلسطين" في الذّكرى الثّانية لانطلاق معركة "طوفان الأقصى" البطوليّة. وقال البيان: "في الذّكرى الثّانية لانطلاق معركة طوفان الأقصى البطوليّة، معركة الفداء والتّحرير والإرادة والصّمود، معركة مواجهة الظّلم والاحتلال والدّفاع عن المقدسات والكرامة، يجدّد "حزب الله" العهد بأنّه مع شعب فلسطين المقاوم والصّامد الّذي سطّر بثباته وصبره الممزوج بالمآسي والآلام أسمى دروس العزّة والكرامة في وجه أعتى كيانٍ إسرائيليٍّ مجرمٍ بإدارةٍ أمريكيّةٍ وحشيّةٍ، وأمام عالمٍ خانعٍ مكبولٍ يتفرّج على المجازر والقتل والتّدمير دون أن يحرّك ساكنًا".

وأضاف البيان: "لقد كشفت هذه المعركة المقدّسة من لحظتها الأولى الوجه الحقيقيّ للكيان الصّهيونيّ المجرم المتجرّد من أيّ صفةٍ إنسانيّةٍ، والمدعوم من الطّاغوت الأمريكيّ المتجبّر الّذي يدوس على كلّ القوانين والقرارات الدّوليّة والاعتبارات الإنسانيّة، وينتهك سيادات الدّول معتديًا عليها وعلى شعوبها، موغلًا في ارتكاب المجازر والإبادة الجماعيّة وممارسة حرب التّجويع والتّهجير بحقّ أهل غزّة، كاشفًا جهارًا عن مخطّطاته التّوسّعيّة والعدوانيّة". ورأى البيان أنّ "أمن المنطقة واستقرارها ومستقبلها مرهونٌ بوحدة الموقف والكلمة وتعاون الدّول العربيّة والإسلاميّة وشعوبها، ورصّ الصّفوف دعمًا للمقاومة وخيارها، وترجمة المواقف الرّافضة للعدوان الإسرائيليّ إلى أفعالٍ تردع هذا العدوّ الّذي لا يفهم إلّا لغة القوّة والمواجهة. وعلى هذه الأمّة أن تدرك أنّ هذا الكيان هو خنجرٌ مزروعٌ في قلبها وغدّةٌ سرطانيّةٌ خبيثةٌ يجب استئصالها قبل أن تتفشّى وتؤدّي حيثما حلّت إلى الدّمار والخراب". وأكّد البيان أنّ "نحن في 'حزب الله' ومقاومته الإسلاميّة على خطّ سيّد شهداء الأمّة السّيّد حسن نصر اللّه وصفيه الهاشميّ والشّهداء، مستمرّون في حفظ أمانة المقاومة ودماء الشّهداء. وفي هذه الذّكرى نوجّه تحيّة إجلالٍ وإكبارٍ إلى الشّهداء القادة الأبرار وكلّ الشّهداء الّذين ارتقوا على طريق القدس، وإلى الجرحى والأسرى وإلى كلّ من وقف وساند وضحّى في سبيل القدس وفلسطين".

وحيّى الحزب "شعب فلسطين الحرّ الصّامد، المتجذّر في أرضه، الّذي واجه آلة القتل الصّهيونيّة بصدره العاري. تحيّةٌ إلى أطفال غزّة الجوعى والأمّهات الثّكلى والقلوب الحرّة الّتي تعانق الأمل بالفرج القريب. تحيّةٌ إلى المقاومة الفلسطينيّة بكلّ فصائلها، إلى المجاهدين البواسل الّذين يخوّضون منذ سنتين معركة الدّفاع المقدّس عن القدس والأمّة ويقارعون أعتى طواغيت الأرض في ملحمةٍ أسطوريّةٍ. تحيّةٌ لكلّ من ساند ودعم غزّة وأهلها، للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بقيادة الإمام السّيّد عليّ الخامنئي، وإلى شعبها وحكومتها وقوّاها الأمنيّة والعسكريّة. لليمن الأشمّ، قيادةً وشعبًا، وللقوّات العسكريّة الباسلة. للعراق، بمقاومته ومرجعيّته وشعبه وحكومته. كما نحيّي الشّعوب الحرّة في العالم الّتي رفعت صوت فلسطين عاليًا، ونقلت إلى العالم صرخات وأوجاع أطفال ونساء غزّة". وختم البيان بالقول أنّ "هذه المناسبة التّاريخيّة العظيمة ستبقى خالدةً في التّاريخ، عن شعبٍ ثار على المحتلّ المغتصب لأرضه، فقاتل وضحّى وصمد، وبإذن اللّه سينتصر، فهو جديرٌ بالنّصر، وستعود فلسطين كاملةً لأهلها رغم كلّ متآمرٍ ومطبّعٍ ومتخاذلٍ، هذا وعدٌ إلهيٌّ واللّه لا يخلف وعده".

 

الطوفان والإسناد ... هزيمة واحدة في حربين

نداء الوطن/08 تشرين الأول/2025

اليوم الثامن من تشرين الأول 2025، الذكرى الثانية لحرب "الإسناد والمشاغلة" التي شنَّها "حزب الله" لمساندة حركة "حماس" في حرب "طوفان الأقصى" التي مرَّت أمس ذكراها الثانية. ذكرى حربين في يومين، وذكرى هزيمتين في يومين، حركة حماس خسرت حرب "طوفان الأقصى"، وبات جلّ طموحها أن تقبل بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتقدِّر جهوده لوقف الحرب، ولحق بها "حزب الله" فأيَّد موافقتها، ما يعني أنه موافقٌ بدوره على خطة ترامب. فصيلان دخلا الحرب وهُزِما فيها، فهل من محاسبة؟ الفصيلان شكَّلا أذرع إيران التي هُزِمَت بهزيمتهما. ومع هذه الهزيمة يُطرَح السؤال: هل سترفع إيران يدها عن لبنان؟ تمويلها لـ "الحزب" أدى إلى تدمير لبنان، فهل بعد هزيمتها فيه تسمح له بأن يسترد عافيته؟ الكرة في ملعبها واستطرادًا في ملعب "الحزب" الذي يرفض أن يسلِّم بالأمر الواقع.

الجيش اللبناني ماضٍ في تطبيق الخطة

ومن مفاعيل خسارة "الحزب" للحرب أن الجيش اللبناني باشر تطبيق خطته لحصرية السلاح. قائد الجيش العماد رودولف هيكل قدَّم في جلسة مجلس الوزراء أمس تقريرًا مفصلًا عن سير تطبيق الخطة، ومما ورد في ما قدَّمه العماد هيكل أن الجيش اللبناني قام بما يقارب الأربعة آلاف مهمة ومن أبرزها إقفال نحو ثمانية أنفاق، وقد لقي التقرير الذي قدمه العماد هيكل ارتياحًا لدى مجلس الوزراء.

هل ستزور أورتاغوس لبنان؟ ومتى؟

وليس بعيدًا، علمت "نداء الوطن" أن وفدًا من الكونغرس الأميركي سيأتي إلى لبنان نهاية هذا الشهر، في زيارة استطلاعية واستكشافية، وستتركز المحادثات على الوضع السياسي والأمني الذي يحتل صدارة الاهتمامات، وكذلك على الوضع المالي والاقتصادي حيث يضع الكونغرس في نهاية السنة تصورًا ماليًا ويطلع على أوضاع الدول التي يهمه أمرها ليرى بعدها كيف سينفق المساعدات. من جهة ثانية، أشارت معلومات رسمية إلى أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لم تبلّغ حتى الساعة الدولة اللبنانية بموعد زيارتها إلى لبنان، حيث لا تزال تناقش الأمور العسكرية، وكان من المرجح زيارتها في منتصف هذا الشهر خصوصًا بعد رفع الجيش اللبناني تقريره الأول للحكومة اللبنانية عن عمله في جنوب الليطاني، في حين تطالب أورتاغوس وإدارتها بتسريع العمل وشموله كل لبنان وليس فقط هذه المنطقة.

البابا في لبنان

بانتظار معرفة توقيت زيارة أورتاغوس، الأكيد أن البابا لاوون الرابع عشر سيزور لبنان لثلاثة أيام بين 30 تشرين الثاني والثاني من كانون الأول، وفق الإعلان الرسمي الصادر عن مكتب الإعلام في الكرسي الرسولي، والذي جاء فيه "تلبية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية والسلطات الكنسية اللبنانية، سيقوم الأب الأقدس بزيارة رسولية إلى لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول. وسيُعلن عن برنامج الزيارة الرسولية في حينه". رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون رحب بالزيارة واعتبر أنها ليست مجرّد محطة رسمية، بل لحظة تاريخية عميقة تعيد التأكيد على أنّ لبنان، رغم جراحه، لا يزال حاضرًا في قلب الكنيسة الجامعة، كما في وجدان العالم. أضاف الرئيس عون: "إنّ هذه الزيارة المباركة تُشكّل علامة فارقة في تاريخ العلاقة العميقة التي تجمع لبنان بالكرسي الرسولي، وتجسّد الثقة الثابتة التي يوليها الفاتيكان لدور لبنان، رسالةً ووطناً، في محيطه وفي العالم، كما شدد عليها الأحبار الأعظمون الذين لطالما اعتبروا لبنان، بتعدديته الفريدة، وبإرثه الروحي والإنساني، هو أكثر من وطن، هو أرض حوار وسلام، ملتقى للأديان والثقافات، ورسالة حية للعيش المشترك". وختم بالقول: "أتوجّه بالشكر العميق لقداسة البابا لاوون الرابع عشر على استجابته دعوتنا، وعلى محبته للبنان وشعبه. إننا ننتظر هذه الزيارة التاريخية بكثير من الرجاء والفرح، مؤمنين بأنها ستكون محطة روحية ووطنية جامعة، تحمل معها بلسمًا للقلوب ودعمًا معنويًا كبيرًا للبنان في مسيرته نحو النهوض والاستقرار".

أزمة النفايات عودة على بدء

وفي المشهد الداخلي، عادت النفايات لتتكدس، مع وصول مطمر الجديدة إلى أقصى قدرته الاستيعابية، ما حدا بمجلس الوزراء إلى وضعه بندًا أول على جدول أعمال الجلسة المقررة غدًا في السراي الحكومي، والمؤلف من أربعة وثلاثين بندًا.

 

لبنان بعد 7 أكتوبر... موازين قوى جديدة لترميم العلاقة مع العالم  تفكّك قبضة «حزب الله» وتحوّل الممارسة باتجاه تثبيت منطق الدولة

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

يكاد يُجمع الدبلوماسيون الدوليون في لبنان على أن تغييراً كبيراً حصل فيه منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. تحركت عجلة السلطة، وحصل تغيير سياسي كبير في المشهد اللبناني لناحية تفكك قبضة «حزب الله» عن الدولة، وتبدلت موازين القوى إلى حد كبير، لكن التقديرات تختلف بين مَن يرجعها إلى النتائج المباشرة للحرب الإسرائيلية التي قوّضت قوة «حزب الله» العسكرية، ومن يُعيدها إلى تبدّل في الموازين الإقليمية، وليس أقلها سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتراجع النفوذ الإيراني داخل لبنان. فقبل 7 أكتوبر، أي هجوم «حماس» على المستوطنات الإسرائيلية بغلاف غزة، كان لبنان يراوح ضمن «ستاتيكو» مستمر منذ سنوات: تعايش بين الدولة وسلاح «حزب الله» المشرّع ضمن البيانات الوزارية المتعاقبة، وتجاهل لكل الدعوات الدولية للإصلاح، ومراوحة في تنفيذ الاستحقاقات الدستورية، وفي مقدمها الفراغ الرئاسي، وتأرجح في قوائم التصنيفات المالية ضمن القائمة الرمادية لـ«فاتف»، وغيرها من الملفات العالقة. دخل «حزب الله» الحرب في 8 أكتوبر، وأطلق عليها اسم «حرب إسناد ودعم غزة»، وحاول أن يرسم حدود هذه المعركة، وهو ما رفضته إسرائيل عسكرياً، فكانت توسع الضربات بشكل متدرج، حتى بدأت الاغتيالات بحق قادة «حزب الله» و«حماس» في لبنان، بدءاً من يناير (كانون الثاني) 2024. ومع الوقت، انتهى ما كان يسميه «حزب الله»، «توازن الردّع» أو «قواعد الاشتباك»، فباتت الساحة اللبنانية، منذ يناير 2024، مشرّعة بأكملها أمام الاغتيالات، وتحوّلت بدءاً من أغسطس (آب) 2024 بأكملها إلى ساحة استهداف جوي إسرائيلي، قبل أن تنفجر الحرب الطاحنة في 23 سبتمبر (أيلول) 2024، وتنتهي باتفاق وقف إطلاق النار في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه. خلال تلك الفترة، جرى تعليق انتخابات رئاسة الجمهورية، وبقيت الحكومة اللبنانية حكومة تصريف أعمال. وحالَ الفراغ في المؤسسات دون إجراء تعيينات، علماً بأن الفراغ في المواقع الإدارية الأولى بلغت نسبته 50 في المائة، وتحوّلت الوفود الدولية باتجاه ملف واحد، وهو تجنب الانزلاق إلى نزاع أكبر، ووقف الحرب، وإقناع «حزب الله» بوقف مساندته لغزة.

بدء التحول السياسي

انفجرت الحرب في سبتمبر، وتوصل لبنان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر 2024. ومع انقضاء المعارك، انطلقت ورشة سياسية جديدة لترجمة نتائج الحرب التي مُني فيها «حزب الله» بهزيمة عسكرية، ما أفضى إلى اتفاق سياسي قضى بانتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية، وتكليف القاضي نواف سلّام بتشكيل الحكومة. انتهت التسوية إلى تغيير جذري في الأدبيات السياسية اللبنانية، إذ لم تُذكر المقاومة مطلقاً في خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة، في أول تغيير من نوعه منذ نهاية الحرب اللبنانية. كما تعهّدت الحكومة بـ«حصرية السلاح»، واحتكار قرار السلم والحرب.

منطق الدولة

عملياً، بدأت الدولة في عهد الرئيس جوزيف عون ترميم علاقتها مع العالم، ومخاطبة المجتمع الدولي، وتحوَّلت الممارسة في الداخل باتجاه تثبيت منطق الدولة وحضورها. فإلى جانب الإصلاحات الأمنية والسياسية جرى تعيين الهيئات الناظمة للقطاعات، وانطلقت خطة ملء الشغور في المواقع الإدارية وإجراء تعيينات، وفي مقدمتها حاكمية مصرف لبنان المركزي، وإعلان التشكيلات القضائية، وبدء ورشة إقرار القوانين الإصلاحية، وإجراء الانتخابات البلدية. في تلك المرحلة، برزت إجراءات أمنية عكست تغييرات كبيرة، وفي مقدمتها الإجراءات في مطار بيروت، وإبعاد المشتبه بأنهم من «حزب الله»، تزامنت مع إجراءات قضائية واستدعاءات وتوقيفات... وتُوّجت الإجراءات بقرار الحكومة في 5 أغسطس 2024، القاضي بحصرية السلاح، وتكليف الجيش اللبناني في جلسة 5 سبتمبر الماضي بتنفيذ الخطة التي عبرت من جنوب الليطاني في جنوب لبنان، إلى المخيمات الفلسطينية التي لطالما كانت عصيّة عن تسليم سلاح فصائلها، إلى جانب ضبط الحدود مع سوريا وبدء العمل المشترك مع دمشق على حل الملفات العالقة، وتفكيك مصانع الكبتاغون ووقف تهريب المخدرات. في كل تلك التفاصيل، برز حضور الدولة بشكل لافت، فيما تراجع الوجه العسكري لـ«حزب الله» وتقلّص نفوذه. واتجه الحزب في خطابه نحو التركيز على الجانب السياسي، في تحوّل نادر في مسيرته، محمّلاً الدولة اللبنانية مسؤولية الدفاع والحماية. وترى مصادر دبلوماسية أن ما تحقّق خلال العام الأخير «كان إنجازاً كبيراً ومفاجئاً لكل المعنيين الدوليين بملف لبنان»، فالبلاد التي اهتزت علاقتها بمحيطها العربي في وقت سابق، عادت إلى ترميم حضورها وتوطيد علاقاتها، وبدأ لبنان، في العهد الجديد، استعادة تلك الثقة تدريجياً، وخطى باتجاه تنفيذ تعهداته التي تحتاج إلى وقت، وهو ما يتفهمه أصدقاء لبنان، حسبما تقول المصادر، «كون الأمور وُضِعت على السكة».

 

لهذه الأسباب حزب الله "يتعايش" مع ضربات إسرائيل لكوادره!

المدن/07 تشرين الأول/2025

لا تلغي مراوحة الوضع الميداني جنوباً احتمالات خروجه من جديد عن سياقه الحالي الى دائرة تصعيد أوسع من جهة العدو الإسرائيلي. فبين هدوء نسبي تخرقه بين اليوم والآخر استهدافات جوية لأفراد من حزب الله او منشآت او آليات يستخدمها ، وتصعيد محدود بالغارات الجوية يطاول مناطق جنوبية وفي بعض الأحيان أهدافاً في عمق البقاع، حتى الآن يتكرر المشهد الميداني في أكثر من منطقة جنوب نهر الليطاني وشماله كما عند ضفة النهر، لكن من يتحكم به حتى اليوم، ومن جانب واحد، هو الإسرائيلي، فيما يستمر غياب حزب الله عن أي ردة فعل عسكرية أو ميدانية منذ سريان اتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 . ويلاحظ مراقبون للوضع أن الغارات الجوية العنيفة التي تشنها الطائرات الحربية الإسرائيلية بين الحين والآخر، تطاول بمعظمها أهدافاً ضربت سابقاً سواء في الجنوب أو في البقاع ، ما يعزز فرضية أن الحزب لا يزال موجوداً عسكرياً في تلك المناطق أو في الحد الأدنى لا يزال يحتفظ فيها بسلاح أو أنفاق أو مراكز، يعتقد الإسرائيلي أنها لا تزال تشكل تهديداً له، حتى لو كان الحزب أخلاها بشرياً وبقي مرابطاً على مقربة منها. فما يشغل الإسرائيلي بحسب مصادر متابعة لما يصدر عن مسؤوليه وإعلامه ، هو أن يكون الحزب لا يزال يخفي صواريخ متوسطة او بعيدة المدى يمكن ان يستخدمها عن بعد عشرات الكيلومترات باتجاه " شمال اسرائيل".  ويرى هؤلاء أن الإسرائيلي لا يريد فقط تجريد الحزب من سلاحه عبر تصفية هذا السلاح بالقوة ، بل يريد تجريده أيضاً من اي فرصة لإعادة بناء قدراته او التسلل الى المناطق الحدودية تحت أي غطاء مدني او بلدي او انساني ولا تحت غطاء اعادة اعمار البلدات الحدودية المدمرة ، حتى لا يتمكن الحزب من استعادة البنية التحتية التي كان بناها سابقاً في هذه البلدات وتم استهدافها في الحرب الأخيرة . ذلك أن الإسرائيلي يعتبر أن سلاح الحزب ليس فقط صواريخ وترسانة عسكرية ، بل هو كل حجر او حبة رمل تنقل جنوباً بهدف أية عملية إعادة بناء يكون للحزب يد بها ، كما حصل سابقاً حين تحولت البيوت والمؤسسات التجارية والمرافق العامة الى واجهة مدنية تخفي تحتها مخازن ومستودعات صواريخ - بحسب ما سبق واتهم الإسرائيلي حزب الله.  بالمقابل، ورغم ما يتكبده من خسائر بشرية في صفوف مقاتليه بفعل الضربات الجوية الإسرائيلية، نجح الحزب حتى الآن في ابقاء الإسرائيلي بحالة استنفار بري وجوي على مدار اليوم والساعة ، وهو استنفار – بحسب المراقبين– ليس فقط تعبيراً عن الجهوزية الإسرائيلية الدائمة للإعتداء على لبنان وملاحقة واستهداف المقاومين ، بل هو أيضاً شكل من أشكال التأهب والإستعداد الدائم لأي رد او هجوم محتمل يمكن أن يقدم عليه حزب الله بعد طول انقطاع عن الأعمال العسكرية فيباغت به الجيش الاسرائيلي!

لكن حتى هذا الأمر ، يعتبره حزب الله سلاحاً  – ولو نفسياً – بوجه اسرائيل يضيفه الى سلاحه الذي لا يزال يخفيه ويتمسك به. وهو اي الحزب، لا يريد حالياً اكثر من ذلك ريثما تتاح له الفرصة لتصفية حساب طويل معها! وحتى ذلك الحين ، ولأن رياح الظروف السياسية والاقليمية كما الميدانية تجري بما لا تشتهي سفنه حالياً،  فإن حزب الله سيبقى مضطراً لـ" التعايش" مع الضربات الإسرائيلية التي تستنزف المزيد من كوادره وعناصره ومقدراته ، لأنه مضطر بطبيعة الحال لأن يبقى حاضراً مع جمهوره ولأن يتحرك في بيئته ولو عرضه ذلك للإستهداف في كل لحظة .. كل ما يستطيع أن يقوم به الحزب حالياً هو استثمار كونه  "في موقع المعتدى عليه من عدو لا يزال يحتل ارضا لبنانية " وأن " يسجل على الدولة اللبنانية عجزها عن حماية لبنان او تحرير الأرض او استعادة الأسرى" ما يفقد المطالية بنزع سلاح الحزب مبررها امام انكشاف لبنان بوجه الخطر الإسرائيلي المستمر . في المحصلة ، يعتبر الحزب انه دفع اثماناً باهظة قبل وخلال وبعد الحرب ولا يزال.. وهو يرى أن تراكم هذه الأثمان هي رصيد شعبي له لدى بيئته الحاضنة ومن خلال اقناعها ان الدولة قاصرة عن حماية اللبنانيين وان سلاحه هو الذي سيحميهم!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 7/10/2025

وطنية/07 تشرين الأول/2025

 * مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"

إنه السابع من تشرين الأول بتوقيت طوفان الأقصى.

ما فعلته المقاومة الفلسطينية في ذلك اليوم من عام 2023 لم يكن مجرد عملية أمنية تستهدف موقعا أو شخصا أو مجموعة معادية بل هو استهداف للمنظومة الأمنية والعسكرية والدفاعية التي أقامها العدو الإسرائيلي حول قطاع غزة وكذلك للمنظومة السياسية الإسرائيلية.

بغض النظر عن الأثمان الباهظة التي كبدها الإجرام الإسرائيلي للقطاع بشرا وحجرا منذ اليوم التالي لطوفان الأقصى فإن الحقيقة الساطعة أن ما حل بالكيان في ذلك الحين شكل انعطافة تاريخية في العمل المقاوم.

فقد بدل الطوفان معادلات الصراع وحطم أسطورة الجيش والأمن الإسرائيلية ومس الأمن القومي والإقتصادي للكيان الإسرائيلي وكسر هيبته وهز جبهته الداخلية وعمق إنقساماته.

وبعد سنتين على الطوفان أضحت إسرائيل في عزلة دولية غير مسبوقة وقادتُها ملاحقين كمجرمي حرب مهما حظيت بغطاء ودعم من الغرب تتقدمه الولاياتُ المتحدة.

طوفان الأقصى الذي يدخل عامه الثالث سيبقى يطارد كيان العدو مهما تبجح بإنجاز هنا وانتصار هناك ... فللباطل جولة وللحق جولات.

وأما جولات التفاوض غير المباشر بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي فإنها متواصلة في شرم الشيخ لليوم الثاني على التوالي.

وتجري هذه المفاوضات بمواكبة من الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين ويتمحور البحث حول ثلاث نقاط رئيسية: تبادل الأسرى والإنسحابات الإسرائيلية ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وإذا كانت أجواء تفاؤل حذر تحيط بالمفاوضات  فإن تجارب سابقة أكدت أن العدو الإسرائيلي لا يُؤمنُ جانبُه.

ولئن قال بنيامين نتنياهو إن نهاية الحرب في غزة تقترب فإنه أضاف أن إسرائيل حطمت حركة حماس رغم أنها لم تُهزم بالكامل وسنصل إلى ذلك قريبا وهو تعبير يحمل في طياته مخاوف من مواصلة العدوان الإسرائيلي.

وأما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فأكد أن هناك تقدما كبيرا في مفاوضات شرم الشيخ مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة.

وفي انتظار الأيام المقبلة  يبقى قطاع غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي تقابله هجمات للمقاومة كان آخرُها اليوم في خان يونس حيث قُتل جندي إسرائيلي وأصيب آخرون بجروح.

وأما العدوان على لبنان فقد سجل اليوم غارتين شنهما الطيران المسير المعادي على دير عامص ووادي مريمين ما أسفر عن ارتقاء شهيدين يضافان إلى شهيدين سقطا أمس في غارة على سيارة في زبدين وتم تشييعهما اليوم في كفركلا.

بعيدا من ذلك أُعلن في الفاتيكان رسميا اليوم موعدُ زيارة البابا (لاون الرابع عشر) للبنان من الثلاثين من تشرين الثاني إلى الثاني من كانون الأول.

* مقدمة الـ "أم تي في"

7 أكتوبر 2023- 7 أكتوبر 2025. عامان على طوفان الاقصى، بل على طوفان أغرق المنطقة بأسرها. قبل سنتين ساد اعتقاد أن هيبة إسرائيل انكسرت. ولكن شيئا فشيئا تخطى الكيان الإسرائيلي العار الذي لحق به في 7 اكتوبر، ومن ثم انتقل من الدفاع الى الهجوم.

هكذا وبدلا من ان تُحرر غزة، وقعت حماس وغزة في الأسر. وبدلا من ان تُخلص حماس الغزاويين سقط كبار قادتها وتمت تصفيتُهم. وبدلا من ان تنجي حماس غزة من الدمار دُمر معظمُ القطاع.

. انها حرب اسقطت مقولات كثيرة. ففي المنطقة محور الممانعة سقط، ومعه سقطت نظرية وحدة الساحات.

وفي ايران برزت نظرية الصبر الاستراتيجي بعدما ظهرت طهران على حقيقتها كنمر من ورق.

وفي سوريا تم خلع ديكتاتور البراميل المتفجرة وصار لاجئا صامتا في روسيا.

وأما في لبنان فان الحرب التي أعلنها حزب الله لاسناد غزة تحولت وبالا عليه. فهو خسر كبار قادته، وخسر هيبته، وخسر جزءا كبيرا من قوته البشرية وقدراته العسكرية، ودُمر قسم غير قليل من مناطقه.

والأهم: اسقطت حرب الاسناد نظرية توازن الردع، بقدر ما أسقطت مقولته عن مقاومة اسرائيل. وبعدما خسر الحزب حربه مع إسرائيل، ارتد نحو الداخل ليؤكد بمناسبة وبلا مناسبة انه لن يتخلى عن سلاحه. لكن السؤال المطروح: سلاح الحزب اليوم "على مين"؟

فاسرائيل بعيدة من شمال الليطاني، وقدرات حزب الله اضعف من ان تحارب آلة الدمار الاسرائيلية، ومن ان تواجه التكنولوجيا الاسرائيلية.

لذلك نعيد السؤال في ذكرى 7 اكتوبر: سلاحك يا حزب الله "على مين"؟...

ولكن قبل استعادة ذكرى 7 اكتوبر فلسطينيا ولبنانيا وقفة عند قنبلة موقوتة تكاد تنفجر كل فترة.

اسم هذه القنبلة مطمر الجديدة، الذي يعاد تشغيلُه موقتا كلما ارتفعت صرخة الاهالي وكلما ارتفعت النفايات في الشوارع وعلى الطرقات والصور الملتقطة اليوم خير شاهد على الاهمال والتقصير واللامسؤولية.

* مقدمة "المنار"

عامان وطُوفانُ الاقصى عصي على الاخماد، وهديرُ جهاده ودمه وتضحياته يرفعُ فلسطين الى اعلى مراتب الضوء، حتى خلدها قضية عالمية عصية على النسيان.

طُوفان أرخ لتاريخ جديد، وفرز بين غث الامة وسمينها، فعاد السابعُ من اوكوبر والتضحياتُ جسيمة، ولكن المكاسب عظيمة كعظيم قافلة الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين والايرانيين على طريق القدس.

طوفان احال فلسطين من قبلة المجاهدين الى قبلة الانسانية، وعنوان الحق الذي ما استطاع عليه كلُ الاجرام الصهيوني الاميركي ولن يُعيقهُ تكدُسُ الفشل او الخنوع العربي، فتفرع الطوفانُ في شوارع لندن وباريس واخواتهما وجامعات واشنطن ونيويورك وباحاتها، يدقُ ابواب حكومات ويهزُ عروش زعامات، حتى فرض على العالم الاعتراف بدولة فلسطينية ونبذ الكيان النازي الصهيوني الا من سيده الاميركي وبعض اذنابه في المنطقة والعالم.

وبمنطق العهد الذي لن يخيب والثبات على خط سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي وسُلالة من الشهداء القادة والمجاهدين واهل المقاومة الصابرين، كان تأكيدُ حزب الله في الذكرى الثانية اننا مستمرون بحفظ أمانة المقاومة ودماء الشهداء، وان تضحيات الشعب الفلسطيني بالدماء والدموع والصبر والجوع ستبقى خالدة في التاريخ، وان ‏فلسطين ستعودُ كاملة لأهلها رغما عن كل متآمر ومطبع ومتخاذل، وهذا وعدُ الله الذي لا يُخلفُ ‏وعده.

ولهذا الوعد يعملُ كلُ المؤمنين ويُقدمون اغلى التضحيات، ومنهم الجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانيةُ التي تدفعُ الاثمان لانها تقفُ مع الحق ومع فلسطين ومع جميع المستضعفين، كما أكد الامينُ العامث لحزب الله سماحةُ الشيخ نعيم قاسم بكلمة مختصرة للايرانيين ضمن فعالية “ايرانُ المتضامنة”.

وفي الجنوب اللبناني مشهد يختصرُ كثير الكلام بفعل دولة غائبة حتى من الاحلام، ففي كفركلا وقف اطفالُ الشهيدين حسن عطوي وزينب رسلان وما تبقى من اهل بلدتهم ايتاما على ارض وطنهم، وهم من اعتادوا الصمود فوق الخيال، والصبر مع الارض التي لا تعرفُ الجزع ولا الاتكال الا على الله وعلى سواعد رجالها الرجال.

ومع تشييع الزوجين الشهيدين كان الجنوبُ يزفُ شهيدين آخرين بعدوانين على ياطر ودير عامص، فيما آخرُ دعوات الحكومة كانت لجلسة وزارية الخميس، ليس على جدول اعمالها ذكر لمأساة الجنوبيين ولا لشهدائهم ولا لايتامهم.

* مقدمة الـ "أو تي في"

بين خبر مُفرح، وآخر سيء، مضت ساعات هذا اليوم.

الخبر المفرح، تحديد موعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان بين الثلاثين من تشرين الثاني والثاني من كانون الاول، لتشكل علامة رجاء جديدة، في زمن اليأس.

اما الخبر السيء، فأن الطبقة السياسية نفسها التي تستعد لاستقبال الحبر الأعظم، كادت ان تتسبب اليوم بغرق لبنان مجددا في النفايات، بعدما أغرقته سابقا في بحر من الازمات، على كل المستويات.

فالهرب المزمن من مواجهة هذه المشكلة بالتحديد، كاد ان يودي بالبلاد اليوم في هاوية بيئية وصحية مكررة، وقفت الحكومة ازاءها موقف المتفرج، فيما تبارى سياسيون كثيرون في كلمات الادانة وعبارات التنديد، وكأنهم وصلوا الى سدة المسؤولية في لحظة الاعلان عن نبأ وقف جمع النفايات بعد قرار اقفال المطمر، الذي تمت لاحقا اعادة النظر فيه، ولو مرحليا.

هؤلاء هم سياسيو لبنان الذين يتكررون ويكررون: يتكررون، لأن الشعب يعيد انتخاب اكثرهم، فينسى قبيل الانتخابات تقصيرهم المجرم، فتُوجهُ اعتبارات طائفية ومذهبية وحزبية ومصلحية خاصة، صوته في الصندوق.

ويكررون، لأنهم لا يتعلمون من التجارب، او لا يريدون ان يتعلموا، ولذلك ينتقل لبنان بفضلهم، في ملف النفايات كما في سائر الملفات المزمنة المطروحة، من مصيبة الى مصيبة اكبر، ويبتعد اكثر عن الحل.

الخميس، تعقد جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي، وليس بين بنودها اي شأن يتعلق بأزمة النفايات، وكأن الخطر الجاثم اليوم لم يكن.

فثمة قضايا اهم ربما تستحق ان يبحث فيها الوزراء، اكثرها لا قرار لهم فيه، كمثل حصرية السلاح، التي تنصلوا في شأنها من موعد نهاية العام الذي سبق وحددوه لأنفسهم، ورموا كرة النار بين يدي الجيش.

وليس بعيدا من الوضع اللبناني، حلت اليوم الذكرى الثانية لطوفان الدم اثر احداث السابع من تشرين الاول 2023، من غزة الى لبنان، مرورا باليمن وسوريا وايران وحتى قطر. اما نتائج العملية بحد ذاتها، فتقييمها متروك للتاريخ، عله يجيب عن اسئلة كثيرة، حول الدوافع والخلفيات، لإحدى اكبر مجازر التاريخ.

* مقدمة الـ "أل بي سي"

البابا لاون الرابع عشر في  لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول، في أول زيار له خارج الفاتيكان منذ انتخابه.

أربعة وخمسون يوما بين الإعلان الرسمي عن الزيارة وحصولها، سينهمك لبنان الرسمي ودوائر الفاتيكان في الإعداد للزيارة، ومن المعروف أن أي زيارة للحبر الأعظم للبنان، تحظى باهتمام أقصى، تماما كما حصل حين زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للبنان وإعلانه من حريصا الإرشاد الرسولي.

والمتابعة الداخلية تمثلت في التقرير الذي قدمه قائد الجيش في جلسة مجلس الوزراء أمس عن سير تطبيق خطته في شهرها الاول، وعلى رغم سرية المداولات فقد أمكن معرفة الخطوط العريضة لما تضمنته، ومن ابرزها: انجز الجيش ضعف ما حققه في الاشهر السابقة، ما يساوي نحو الـ 4200 مهمة أنجزها بمفرده ، فيما 39 مهمة فقط تمت من خلال "الميكانيسم".

ومما ورد في التقرير أيضا ان عدد الانفاق التي اقفلها الجيش جنوب الليطاني هي سبعة، وهناك تسعة آنفاق على طريق الاقفال وسط معوقات اسرائيلية شرحها العماد هيكل تتمثل في الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته المستمرة.

ملف النفايات عاد مجددا إلى الواجهة ولاسيما مطمر الجديدة، ولأهمية الملف وضعه مجلس الوزراء بندا أول على جدول اعمال جلسة بعد غد الخميس التي ستنعقد في السرايا الحكومية تحت عنوان " استكمال البحث في واقع مطمر الجديدة الصحي.

اليوم السابع من تشرين الأول، الذكرى السنوية الثانية على حرب طوفان الأقصى، والحدث الابرز في الذكرى الثاني، بدء المفاوصات في شرم الشيخ بين إسرائيل وحماس، بشروط قاسية وضعتها إسرائيل.

* مقدمة "الجديد"

سجل المرصد السياسي ارتفاعا في منسوب التفاؤل بعدما انفض مجلس الوزراء عن قرارات قطعت الطريق امام المصطادين في ماء الروشة العكر، ووضعت الامور في نصابها القضائي والقانوني، وتقدمت الحكومة خطوة الى الامام في امتصاص الازمة، فحفظت ماء وجه الجميع، معطوفة على التقرير الممتاز لقائد الجيش فيما يتعلق بالالية التطبيقية لقرار حصر السلاح.

وبالمختصر المفيد وصف وليد جنبلاط الجو بانه مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة، وبعد زيارة ودية لقصر بعبدا قال مغادرا ان الجيش اللبناني يقوم بعمل جبار في الجنوب.

حتى هنا كاد يوم لبنان ان يمر على ما يرام الى ان طلعت ريحة المطامر، واطلت النفايات من اعلى قمة هرم الجديدة، في ازمة قديمة جديدة اسيئت ادارتها من كل الحكومات المتعاقبة حتى فاضت عن منسوب المعالجة الجدية.

وعملا بسياسة الهروب الى الامام، نزلت ادارة مطمر الجديدة عند رغبة مجلس الانماء والاعمار في اعادة فتحه موقتا امام النفايات الوافدة من شوارع بيروت والمتن وكسروان، ريثما يلتئم مجلس الوزراء الخميس المقبل للنظر في ازمة النفايات المستعصية.

في المقابل لا تزال العين الدولية مفتوحة على لبنان من باب عدم امتلاك ترف الوقت، بعدما تقدم الملف السوري ولحق به ملف غزة الذي انتهى في شرم الشيخ بمفاوضات اليوم الثاني حول خطة ترامب للسلام، ونقل موقع اكسيوس عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين ان الجولة الثانية كانت ذات طابع فني وركزت على سد الفجوات، وفيها طالبت حركة حماس بضمانات بشأن استكمال بنود الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الاولى.

وعلى مسافة ايام قليلة من اعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام بعث ترامب برسالة الى عائلات الاسرى ومن خلفهم الى نتنياهو اكد فيها عزمه على اعادتهم وانهاء الحرب خلال ايام.

تتزامن هذه التطورات مع مرور عامين على طوفان الاقصى، حيث البداية كانت من غزة واليها النهاية.

فالسابع من اكتوبر كان يوما مجيدا في التغريبة الفلسطينية، وحفر عميقا في ذاكرة شعب نصفه تحت الاحتلال والنصف الاخر في الشتات. وللتاريخ فان السابع من اكتوبر دخل التاريخ ليس فقط من باب الحصار الواسع لقطاع تحول الى رمز لاكبر معتقل في الهواء الطلق، انما بمفعول رجعي عن ماساة عمرها من عمر نكبة فلسطين.

لم يكن السابع من اكتوبر وليد اللحظة، ومهر الحرية كان غاليا بشهادة شلال الدم المتدفق على مدى عامين دفعت فيه غزة ضريبة حقها في العيش الكريم مئات الالاف بين شهيد وجريح ومفقود، لكنها ما استسلمت امام الة الحرب الا

عامان قامر خلالهما العالم على اجساد الغزيين وراهن على اقتلاع شعب من ارضه، وكان شريكا ومتواطئا في حرب الابادة، الى ان انقلبت الاية بعدما ثبت بوجه الابادة الشرعي وحرب التجويع زيف الرواية الاسرائيلية واهداف الحرب ووهم النصر المطلق، وتحول الطوفان الموضعي الى تسونامي عالمي حرك شوارع العواصم واحتل الجامعات، واخرج القضية الفلسطينية من الظلمة الى النور واعاد الزخم الشعبي والرسمي والدبلوماسي اليها، فكان السابع من اكتوبر تاريخا لعولمة القضية الفلسطينية وعنوانا للانتفاضة الثالثة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: نسعى للسلام عبر القوة

المدن/07 تشرين الأول/2025

شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على أنه سيواصل "الجهود التي يبذلها لإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، وضمان التدمير الكامل لحركة حماس"، مؤكداً أنه يسعى إلى "السلام عبر القوة" لإنهاء الحرب المستمرة في غزة. وجاءت تصريحات ترامب في رسالة شكر وجهها إلى منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بعد إعلانهم ترشيحه رسمياً لنيل جائزة نوبل للسلام. وأكد ترامب في رسالته المؤرخة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2025، أن "المشاهد المروعة لأحداث السابع من أكتوبر 2023 نُقشت في ذاكرتنا، ولن تُنسى أبداً". وأضاف أن "إدارته مصممة منذ ذلك اليوم على إعادة جميع الرهائن إلى منازلهم، وضمان ألا تتكرر تلك الفظائع"، مشيراً إلى أن واشنطن "ملتزمة تماماً بوضع حد لهذا الصراع، وإنهاء موجات معاداة السامية في الداخل والخارج".وختم ترامب رسالته بالقول: "نحن نصلي أن تنتهي هذه الحرب في الأيام المقبلة – أو غير ذلك"، في عبارة حملت تهديداً مبطناً، ولم تخلُ الرسالة من توظيف ديني واضح.ويعكس خطاب ترامب الذي يربط "السلام" بالقضاء على "حماس"، تناقضاً صارخاً بين لغة الدبلوماسية وواقع الحرب الدامية في غزة، التي أسفرت عن استشهاد عشرات آلاف المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل دعم سياسي وعسكري أميركي متواصل لإسرائيل. كما استمر ترامب في تجاهله التام لضحايا حرب الإبادة الجارية في القطاع. ووصف منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين ترشيح ترامب للجائزة بأنه "خطوة تاريخية"، وقال في رسالة إلى لجنة نوبل إن "إصرار ترامب على إعادة الأسرى والسلام إلى الشرق الأوسط أعاد لنا الأمل بعد كابوس دام عامين". وأشارت العائلات إلى أن "جهود ترامب الدبلوماسية أسفرت عن تحرير 39 أسيراً، وأعادت الدفن اللائق لعدد من القتلى"، معتبرةً أن "ترامب لم يكتفِ بالكلام عن السلام؛ بل حققه فعلياً، ولن يهدأ حتى يعود آخر أسير وتنتهي الحرب". ويسعى ترامب إلى نيل جائزة نوبل للسلام، معتبراً أن "ما أنجزه يفوق ما فعله كثيرون ممن نالوا الجائزة". ويأتي ترشيحه من قبل عائلات الأسرى ليكون خطوةً تهدف، وفق مراقبين، إلى استمالته وتعزيز التزامه بقضيتهم، على غرار ما فعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سابقاً خلال زيارة للبيت الأبيض.

 

ترمب يعبّر عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق في غزة

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاؤلاً كبيراً بإمكانية تحقيق السلام في غزة، مشيراً لدى استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ظهر الثلاثاء، بالبيت الابيض، إلى أن كل الدول تؤيد الخطة التي طرحها، المكونة من 20 بنداً، وأن المفاوضات تشهد مرحلة حاسمة. وقال: «نحن في خضم مفاوضات جادة للغاية، وأعتقد أن هناك إمكانية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط منذ 3 آلاف عام!». وأضاف ترمب: «نحن نريد إطلاق سراح الرهائن فوراً، وفريقنا موجود هناك، والآن غادر فريق آخر، وكل الدول حرفياً دعمت الخطة. لا أعتقد أن أحداً لم يدعمها، وهناك فرصة حقيقية أن نتمكن من القيام بشيء». وفي سؤال حول الضمانات التي تقدمها الولايات المتحدة للحلفاء العرب، قال ترمب: «إنهم يقومون بالمفاوضات الآن، وسنبذل قصارى جهدنا، ولدينا سلطة واسعة، وبمجرد إبرام صفقة غزة سنفعل كل ما بوسعنا للتأكد من التزام الجميع بها». من جانبه، أشار رئيس الوزراء الكندي إلى الذكرى الثانية لهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وقال: «كما تعلمون في هذا اليوم حدثت هجمات السابع من أكتوبر المروعة، ولأول مرة منذ عقود ومنذ مئات وآلاف السنين أصبح الأمل بالسلام ممكناً، وكندا تدعم هذه الجهود بكل قوة، وسنبذل قصارى جهدنا لدعمكم».

في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سينضم، الأربعاء، إلى المباحثات في مصر بشأن الحرب في غزة. وقال الأنصاري، الثلاثاء، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن رئيس الوزراء القطري «يتوجّه صباح غد (الأربعاء) إلى شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية للانضمام إلى المفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية بشأن غزة». وأضاف: «يأتي انضمام معاليه إلى الاجتماعات التي شارك فيها الوفد القطري خلال الأيام الماضية في مرحلة دقيقة من المشاورات، تأكيداً على عزم الوسطاء على التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب الكارثية في قطاع غزة». ويُبدي المسؤولون الأميركيون تفاؤلاً حذراً، مُصوّرين المحادثات على أنها «المحاولة الواعدة» حتى الآن لإنهاء الحرب التي استمرت 24 شهراً، والتي أودت بحياة أكثر من 41 ألف فلسطيني. مع توافد وفود قطرية وتركية وأميركية رفيعة المستوى لمناقشة المقترحات بين وفدي إسرائيل و«حماس»، وتفاصيل التبادل التدريجي للأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ونزع سلاح «حماس»، وإعادة إعمار غزة تحت إشراف دولي. وبينما يستعد مبعوثا ترمب؛ قطب العقارات ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، للانخراط في المعركة، رسمت إحاطة البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، صورةً أكثر تفاؤلاً، حيث أشادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، ببيان «حماس» الصادر يوم الجمعة، الذي يُمثل موافقةً ضمنيةً على «إطار العمل»، ووصفته بأنه ضوء أخضر «واضح». وأشادت ليفيت بحملة ترمب الإعلامية «الحقيقة الاجتماعية» في تحقيق هذا التوافق «اللافت» بين العرب والولايات المتحدة وإسرائيل. وقالت: «جميع الأطراف متفقة على ضرورة إنهاء هذه الحرب»، مشيرةً إلى أن الفرق الفنية تُجري مناقشاتٍ حول قوائم الرهائن وخرائط الانسحاب. وكرر السفير الأميركي لدى مصر، جوناثان كوهين، هذا الشعور في القاهرة، واصفاً الأجواء بأنها «بنّاءة» وسط إحياء الذكرى الثانية القاتمة للحرب في إسرائيل. وأشارت مصادر بالبيت الأبيض إلى أن الرئيس ترمب التقى يوم الاثنين كلاً من مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، قبل رحلتهما إلى القاهرة. وشدّد ترمب عليهما حول ضرورة تحديد صارم للجداول الزمنية، وفحص الخرائط مع رون ديرمر، مستشار نتنياهو، والتنسيق مع الدول الخليجية بشأن التمويل، والتعاون مع قطر حول «ضمانات» لحركة «حماس». وتعكس وجهات النظر لدى الخبراء الأميركيين حذراً براغماتياً، حيث يشير خبراء بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عن مخاطر «الرمال المتحركة»، مشيرين إلى نفس العقبات التنفيذية التي نسفت اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة. وأشار دينيس روس، الذي شارك في العديد من محادثات السلام في ظل إدارات أميركية سابقة، في حديثه في ندوة بمعهد واشنطن، يوم الاثنين، إلى «التقارب في مواقف الدول»، حيث ضغطت قطر ومصر حتى تركيا على «حماس»، لكنه أشار إلى عقبات «العودة إلى المستقبل»، مثل إصرار «حماس» على ربط الإفراجات بانسحابات إسرائيلية «كاملة»، وموقف إسرائيل غير القابل للتفاوض بشأن الجداول الزمنية لنزع السلاح. وقال روس: «الزخم حقيقي، لكن الرمال المتحركة موجودة كذلك»، مشيراً إلى أن نفوذ ترمب - من إجبار نتنياهو على الاعتذار في الدوحة، إلى زيادة المساعدات الإنسانية - قد حلّ مآزق سابقة، إلا أن «تاريخ انتهاء الصلاحية» لغزة يتطلب المتابعة. وترى سوزان مالوني، من معهد بروكينغز، في مقال رأي بمجلة الشؤون الخارجية، أن المحادثات الجارية في منتجع شرم الشيخ تعدّ «اختبار ترمب لجائزة نوبل للسلام»، وحذّرت من أنه من دون موافقة فلسطينية على الحكم (مجلس تكنوقراطي من دون «حماس») سيكون «سلاماً على الورق، وحرباً في الممارسة».

 

دون تقدم ملموس.. اختتام اليوم الثاني من المحادثات بين إسرائيل وحماس ...مسؤول أمني مصري: الوضع لا يزال على حاله مقارنة باليوم الأول

الرياض: العربية.نت والوكالات/07 تشرين الأول/2025

اختُتم اليوم الثاني من مفاوضات شرم الشيخ الهادفة إلى إنهاء الحرب في غزة، الثلاثاء، دون أي تقدم ملموس، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن "مصادر أمنية مصرية". وتُعقد المحادثات بين حماس وإسرائيل، بمشاركة قطرية وبوساطة مصرية. وقد اتسم اليوم الثاني من المفاوضات ببدء مناقشة قوائم لأسرى فلسطينيين تطالب حماس بالإفراج عنهم، بالإضافة إلى بحث آلية للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. وصرح مسؤول أمني مصري كبير مطلع على المناقشات لوكالة الأنباء الألمانية بأن "الوضع لا يزال على حاله مقارنة باليوم الأول"، حيث يتمسك كل من وفدي إسرائيل وحماس بمواقفهما. وأضاف المصدر أن وفد حماس لا يزال يطالب بضمانات قاطعة بأن إسرائيل لن تستأنف العمليات العسكرية بعد إطلاق سراح الأسرى، مصراً على ضرورة وقف الحرب بشكل كامل قبل أي تبادل. ووفقاً لقناة "القاهرة الإخبارية" المصرية، فإن قوائم الأسرى التي تطالب حماس بالإفراج عنهم تشمل شخصيات فلسطينية بارزة، مثل مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة، وعباس السيد، وآخرين. كما طالبت حماس بتوضيح الآليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بما في ذلك ضمانات بأن إسرائيل لن تعود إلى قصف غزة. وأضاف المصدر المصري أن الوفد الإسرائيلي رفض حتى الآن تقديم أي التزامات بشأن هذه الضمانات أو مناقشة وقف الحرب قبل تبادل الأسرى. وقال المسؤول إن الوفد الأميركي، برئاسة ستيف ويتكوف، من المتوقع أن ينضم إلى المحادثات يوم الأربعاء، مع أمل الوسطاء في أن تساعد المشاركة الأميركية في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإظهار المرونة بشأن النقاط الخلافية الرئيسية، وخاصة المطالبة بضمانات ضد تجدد الصراع بمجرد إطلاق سراح الأسرى. من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، مساء الثلاثاء، أن "حماس طالبت بأن يكون إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مشروطاً بانسحاب شامل للجيش الإسرائيلي من غزة". وأضافت أن "وفد حماس أكد أن إطلاق سراح آخر مختطف سيتم بالتوازي مع استكمال انسحاب إسرائيل من غزة". وعبر تصريحات متفرقة الثلاثاء، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن المفاوضات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي تبحث آلية أمنية تضمن انسحاب إسرائيل الكامل من غزة. وأضاف عبد العاطي أن المفاوضات "تعمل على تهيئة الظروف لتبادل الرهائن، والدخول الكامل للمساعدات دون أي عوائق". كما تهدف المفاوضات إلى "الاتفاق على خرائط لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية تمهيداً لانسحابها من القطاع"، وفقاً لوزير الخارجية المصري.

 

رئيس وزراء قطر ووفد تركي ينضمان للمباحثات بشأن غزة في مصر ...وفد أميركي برئاسة ويتكوف سينضم أيضاً إلى المحادثات الأربعاء

الرياض: العربية.نت والوكالات/07 تشرين الأول/2025

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني سينضم، الأربعاء، إلى المباحثات في مصر بشأن الحرب في غزة. وقال الأنصاري، الثلاثاء، عبر حسابه على منصة "إكس"، إن رئيس الوزراء القطري: "يتوجّه صباح غد الأربعاء إلى شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية للانضمام إلى المفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية بشأن غزة". وأضاف أن انضمام رئيس الوزراء القطري إلى الاجتماعات التي شارك فيها الوفد القطري خلال الأيام الماضية "يأتي في مرحلة دقيقة من المشاورات، تأكيداً على عزم الوسطاء على التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب الكارثية في قطاع غزة". من جهته، قال مسؤول مطلع لوكالة "رويترز": "بعد مرور يومين على بدء المحادثات، يتوجه رئيس الوزراء القطري إلى مصر للقاء وسطاء آخرين، من بينهم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، بهدف دفع خطة وقف إطلاق النار في غزة واتفاق إطلاق سراح الأسرى". في نفس السياق، يشارك وفد تركي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين، الأربعاء، في المباحثات المستمرة في مصر بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، وفق ما نقلته وكالة الأناضول التركية للأنباء، الثلاثاء. وأوضحت وكالة الأناضول أن "القضايا الأساسية في المحادثات التي ستعقد في شرم الشيخ ستشمل إرساء وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية". ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية أن كالين "أجرى محادثات ثنائية مع مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين ومن حركة حماس قبل المفاوضات". وأشارت إلى أن "عملية المفاوضات غير المباشرة التي شاركت فيها تركيا، انطلقت في مصر بعد المناقشات التي عُقدت في الدوحة الأسبوع الماضي". ومن المقرر أيضاً أن ينضم وفد أميركي برئاسة ستيف ويتكوف إلى المحادثات غير المباشرة، الأربعاء، بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار في غزة.

 

الجيش الإسرائيلي يعترض 3 مسيّرات من اليمن في منطقة إيلات

تل أبيب/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

اعترضت القوات الإسرائيلية ثلاث مسيّرات أُطلقت من اليمن خلال 30 دقيقة فوق منطقة إيلات جنوب إسرائيل، حسبما أفاد متحدث عسكري اليوم الثلاثاء. وكانت صفارات الإنذار من الغارات الجوية قد انطلقت في وقت سابق مرتين في المدينة الساحلية الواقعة على رأس خليج العقبة، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية». وتهاجم ميليشيا الحوثي في اليمن إسرائيل بالمسيّرات والصواريخ على مدى العامين الماضيين كبادرة تضامن مع «حماس» بعد اندلاع حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

 

مصدر مصري: المرحلة الأولى من «اتفاق غزة» قد تحسم قبل الجمعة ...قال لـ«الشرق الأوسط» إن مفاوضات شرم الشيخ تشهد «أجواء إيجابية»

القاهرة : محمد محمود/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

أكد مصدر مصري مطلع أن إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة قد يحسم قبل الجمعة المقبل، حال استمرت الأجواء الإيجابية التي تشهدها مفاوضات شرم الشيخ المصرية حالياً. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن الأمور يحكمها التقدم الجاري في مفاوضات شرم الشيخ، وقد تطول عدة أيام، حال واجهتها عقبات بددت الأجواء الإيجابية الحالية، وأضاف: «لكن يمكن القول إن جدول الأعمال تم التوافق عليه بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين، وجار الاتفاق على مراجعة خرائط الانسحابات من مدينة غزة وخان يونس ودير البلح على أن تمتد لمناطق أخرى». ونبه إلى أن «حماس» تضغط في ملف الأسرى لتحقيق مكسب داخلي بالإفراج عن قيادات النخبة أو الرموز الكبار عبد الله البرغوثي ومروان البرغوثي وحسن سلامة، مشيراً إلى أنه من المبكر القول إنه قد يحدث تجاوب معها بشأن هذين الملفين، في ظل ضغط أميركي متواصل من ترمب سيتكرر وسيرى في إحاطات مستمرة بشأن المفاوضات ونتائجها. ويرجح المصدر المصري ذاته أن يكون «الاتفاق الأولي الخميس أو الجمعة المقبلين، ويعلنه ترمب، وحال وجود عقبات قد يمتد الحسم إلى الأحد المقبل على أقصى تقدير». وأوضح أن «العقبة الرئيسية الحالية استمرار العملية العسكرية، و(حماس) تناقش اللوجستيات المطلوب توافرها وتضغط لأخذ وقت وإطار زمني يمكنها من الإيفاء بتسليم الرهائن، سواء برفع الحواجز والانسحابات ووقف التحليق أو الحصول على أسرى من فصائل أخرى». ويتوقع المصدر أن تمضي المرحلة الأولى باتفاق لن يتجاوز بأي حال أسبوعاً مع احتمال أن يعلن الجمعة أو قبلها، مرجحاً أن تشهد المراحل التالية الخاصة بالقضايا الأكثر تعقيداً كسلاح «حماس» مزيداً من الجهد والضغط الأميركي للوصول لتوافقات أو حلول وسط. في سياق متصل، قال متحدث وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي بالدوحة، الثلاثاء، إن مفاوضات شرم الشيخ شهدت «محادثات دقيقة امتدت إلى 4 ساعات»، وننتظر المخرجات «الأيام المقبلة». وأضاف: «هناك وفد قطري موجود بالمفاوضات يعمل عن قرب في شرم الشيخ للتوصل لاتفاق ممتد لما بعد المرحلة الأولى، وتركيزنا الوصول لخطة عملية لا تكون بها عقبات تتخذها إسرائيل فرصة لعودة عدوانها».وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، الثلاثاء، باستمرار مفاوضات جولة المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية، لليوم الثاني، لافتة إلى أن «الأجواء السائدة في المشاورات (التي بدأت الاثنين) تتسم بالإيجابية حتى الآن». وتتركز اللقاءات على وضع آليات وتفاصيل تطبيق المرحلة الأولى من ترمب، التي تشمل ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها تحديد آليات الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ثم بحث ترتيبات التهدئة وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ثم ضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع. والاثنين، انطلقت في مصر مشاورات غير مباشرة بشأن تنفيذ «خطة ترمب» لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، بحضور وفدين من إسرائيل وحركة «حماس»، لبحث ترتيبات تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن ترمب خطة تتألف من 20 بنداً، بينها الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح «حماس».

 

«حماس» تريد ضمانات من ترمب والدول الراعية لوقف حرب غزة ...طالبت بالإفراج عن أسرى بينهم البرغوثي وسعدات... وأكدت استعدادها لتسليم جميع الرهائن

القاهرة - غزة/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

أعلن كبير مفاوضي حركة «حماس» خليل الحية، اليوم الثلاثاء، في سياق المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل والتي تستضيفها مصر، أن الحركة «تريد ضمانات من الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب والدول الراعية لتنتهي الحرب إلى الأبد». وصرّح الحية، الثلاثاء، لقناة «القاهرة الإخبارية» بأن «الاحتلال الإسرائيلي جرّبناه، لا نضمنه ولا للحظة». وأضاف: «الاحتلال الإسرائيلي عبر التاريخ لا يلتزم بوعوده، لذلك نريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترمب ومن الدول الراعية... ونحن جاهزون بكل إيجابية للوصول إلى إنهاء الحرب».

إعادة الرهائن

من جهته، تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة وجهها الثلاثاء، في الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة، بدءاً بضمان الإفراج عن جميع الرهائن لدى حركة «حماس».وقال في بيان صادر عن مكتبه «نعيش أياماً مصيرية وحاسمة، وسنواصل العمل لتحقيق جميع أهداف الحرب: إعادة جميع المخطوفين، والقضاء على حكم «حماس» ، وضمان ألا يشكّل قطاع غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى».

قوائم الأسرى

وأكدت قناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم الثلاثاء، أن مصر بدأت مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم، وفق اتفاق التبادل بين حركة «حماس» وإسرائيل، موضحة أن قوائم الأسرى الذين تطالب «حماس» بالإفراج عنهم تضم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن سلامة وعباس السيد.

وأضافت القناة، نقلاً عن مصادر لم تسمّها، أن «حماس» أكّدت استعدادها لتسليم جميع المحتجزين الأحياء والجثامين، لكنها تطالب بتوضيح الآليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وضمانات لعدم عودة إسرائيل للحرب على غزة. وأشارت إلى استمرار وصول وفود من قطر وتركيا والولايات المتحدة إلى شرم الشيخ للمشاركة في اللقاءات الخاصة بتنفيذ الخطة. وأكّدت «القاهرة الإخبارية» أن مصر تكثف جهودها مع مختلف الأطراف من أجل التوصل لاتفاق واضح، وتحديد الآليات والإجراءات المطلوبة لتنفيذ خطة ترمب، المؤلفة من 20 بنداً. في سياق متصل، قالت شبكة «سي إن إن» الإخبارية، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مصدر مطلع، إن إسرائيل وحركة «حماس» حققتا «تقدماً» خلال أول يومين من المفاوضات في مدينة شرم الشيخ بمصر، والتي تهدف إلى وقف الحرب في قطاع غزة. وأضاف المصدر أنه نتيجة لهذا التقدم، من المتوقع وصول مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وقطر إلى شرم الشيخ، غداً الأربعاء. وذكرت الشبكة التلفزيونية أن المحادثات تهدف إلى معالجة «التفاصيل المتبقية»، ووضع آلية تنفيذ يمكن لجميع الأطراف الاتفاق عليها. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت سابق، أن فريقاً أميركياً آخر غادر للمشاركة في المفاوضات، واصفاً محادثات شرم الشيخ بأنها «جدية»، وقال إن «هناك إمكانية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط». وفي الدوحة، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية سوف يتوجه أيضاً، صباح غد الأربعاء، إلى شرم الشيخ للانضمام إلى المفاوضات، في ظل تكثيف الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.كما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن رئيس جهاز المخابرات التركي، إبراهيم قالن، سيتوجه أيضاً إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات. وفي وقت سابق اليوم، قال فوزي برهوم، القيادي في «حماس»، إن وفد الحركة المفاوض في مصر يسعى لتذليل كل العقبات للوصول إلى اتفاق لوقف الحرب، وإبرام صفقة تبادل أسرى «عادلة»، محذراً مما وصفها بمحاولات إسرائيل عرقلة الجولة الحالية من المفاوضات. وأضاف برهوم أن «حماس» تسعى لاتفاق يتضمن «وقفاً دائماً وشاملاً لإطلاق النار وانسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من كافة مناطق قطاع غزة، وإدخال المساعدات دون قيود، وضمان عودة النازحين، والبدء الفوري في عملية إعادة إعمار شاملة، تحت إشراف هيئة وطنية فلسطينية من التكنوقراط». ونقلت وسائل إعلام مصرية، اليوم، عن وزير الخارجية بدر عبد العاطي قوله إن الجانب الأميركي سينضم، غداً الأربعاء، إلى المفاوضات الجارية بين «حماس» وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية المطلة على البحر الأحمر.

 

ما ملاذات عناصر «حماس» الراغبين في الخروج من غزة؟ ...خطة ترمب تطرح لهم خيار المغادرة

غزة/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

تنص إحدى النقاط العشرين الواردة في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة على أنه «بمجرد عودة جميع الرهائن، سيُمنح أعضاء (حماس) الذين يلتزمون بالتعايش السلمي وبالتخلي عن أسلحتهم عفواً عاماً. أما من يرغب منهم في مغادرة غزة فستُوفَّر له ممرات آمنة إلى دول مستقبِلة».

وعلى الرغم من أن هذه النقطة المتعلقة بمصير قادة «حماس» ونشطائها البارزين، وتحديداً عناصر جناحها العسكري، تفتح باب جدل داخل الحركة وخارجها حول إمكانية تطبيقها، فإنه يبدو أن الحركة من خلال موافقتها على المبادئ العامة للخطة الأميركية لديها استعداد للموافقة على مثل هذا الخيار؛ لتبقى المشكلة التي ستليها هي تحديد الأسماء والمعايير. وقالت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة ستحاول منع تطبيق مثل هذا الخيار من خلال المفاوضات التي انطلقت في مدينة شرم الشيخ بمصر، يوم الاثنين، وستسعى لأن يكون هناك توافق بشأن هذه النقطة التي ستكون من النقاط الصعبة التي قد تواجه عقبات كبيرة. وقالت المصادر إن هذا البند قد يُطرح في مرحلة ثانية من المفاوضات، وليس في مرحلتها الأولى التي تركز على بدء وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وخطوط الانسحاب. وأضافت أن الحركة قد تقترح بديلاً يتمثل في إبقاء من تبقى من قيادات الحركة وعناصرها البارزة داخل القطاع، مقابل ضمانات أمنية بألا يكون لهم أي نشاط ضد إسرائيل ما دام هناك وقف لإطلاق النار. أما إذا اضطرت الحركة «مجبرة» إلى الموافقة على مثل هذه الخطة كما تنص، فإنها ستعمل على تحديد عدد معين وأسماء محددة للخروج من قطاع غزة، وفقاً للمصادر.

أبرز الخيارات

نقطة «الممرات الآمنة» الواردة في الخطة الأميركية تهدف إلى طمأنة الحركة إلى ضمان سلامة قياداتها ونشطائها الذين سيخرجون من القطاع، وعدم التعرض لهم من قِبل إسرائيل التي سبق واستهدفت قيادات للحركة في الخارج، وكان أحدث هذه الاستهدافات ذلك التفجير الذي شهدته العاصمة القطرية الدوحة في الشهر الماضي. ولا تحدد الخطة الجهة التي يمكن أن تقبل بترحيل هؤلاء القيادات والنشطاء إليها. وقالت مصادر «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إنه لم تُبحث حتى اللحظة أي أفكار تتعلق بالدول التي يمكن أن تستقبل قادة الحركة وأبرز عناصرها الذين قد تطلب إسرائيل ترحيلهم لخارج القطاع. وتضيف أنه حال الاضطرار إلى تنفيذ هذا البند، فإن خيارات الدول كثيرة، ولكن الأولوية ستكون لمنع الترحيل. وحول تلك الخيارات قالت المصادر إن تركيا والجزائر وموريتانيا وماليزيا «من الدول المتاحة بأريحية أكبر». ولفتت إلى أنه لم تجرِ اتصالات مع أي من تلك الدول حتى الآن. ورجحت نقل الشخصيات المذكورة إلى مصر لفترة قصيرة لحين إجراء اتصالات مع الدول الأخرى لنقلهم إليها. وحدث الأمر نفسه مع الأسرى الفلسطينيين الذين أُبعدوا خارج الأراضي الفلسطينية عقب الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي جرت ما بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) الماضي، قبل توقفها بفعل استئناف إسرائيل للحرب. ورأت المصادر أن تركيا وموريتانيا ربما تكونان أكثر الدول قبولاً حال تقرر ترحيل قيادات الحركة وعناصرها البارزة واضطرار «حماس» إلى القبول بهذا الشرط، مشيرةً إلى أنهما من أقل الدول التي قد تواجه ضغوطاً أو أزمات تتعلق بقضية استقبال هؤلاء الشخصيات، وكذلك لاعتبارات أمنية.

استهدافات سابقة

على مدار نحو عامين من الحرب على غزة، صعَّدت إسرائيل عمليات استهدافها قيادات حركة «حماس»، سواء داخل القطاع أو في بلدان بعضها لم يكن تنفيذ محاولات من هذا النوع على أراضيها متوقعاً. وكانت أحدث تلك المحاولات في الدوحة التي كانت تستضيف وفداً من الحركة في التاسع من سبتمبر (أيلول) الماضي لبحث مساعي التهدئة بقطاع غزة حين وقع انفجار أكدت «حماس» نجاة كبار مسؤوليها منه، بينما قُتل خمسة من أعضائها، إضافةً إلى عنصر في قوات الأمن القطرية. واستهدفت الغارات الإسرائيلية مجمعاً خاصاً بقيادة «حماس» في منطقة القطيفية بالعاصمة القطرية، وتسببت في مقتل همام الحية نجل عضو المجلس القيادي للحركة خليل الحية، ومدير مكتبه جهاد لبَّاد، إضافةً إلى مرافقيه أحمد مملوك، وعبد الله عبد الواحد ومؤمن حسّون. كذلك قُتل الوكيل عريف القطري بدر سعد محمد الحميدي الدوسري. والدول التي شهدت محاولات اغتيال إسرائيلية لقيادات من «حماس» منها ما اعتاد لفترات على تلقي ضربات مثل لبنان وسوريا، ومنها ما كان وقوع عمليات فيه غير معتاد، مثل إيران وقطر؛ كما وقعت سابقاً محاولات مشابهة في تركيا، ومرة في الإمارات، وكانت هناك محاولة واحدة على الأقل منذ عقود في العاصمة الأردنية عمان. ولعل أبرز تلك العمليات عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في 31 يوليو (تموز) 2024، داخل العاصمة الإيرانية طهران، في حين سبقه في الثاني من يناير (كانون الثاني) من العام نفسه، نائبه صالح العاروري خلال هجوم استهدفه في الضاحية الجنوبية بلبنان. وفي داخل قطاع غزة، وقعت سلسلة اغتيالات لقيادات من الحركة وجناحها العسكري، من أبرزهم محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، وكذلك محمد السنوار، إضافة إلى يحيى السنوار قائد الحركة في قطاع غزة سابقاً، ثم قائدها العام بعد اغتيال هنية، هذا إلى جانب أعضاء بارزين بالمكتب السياسي، مثل روحي مشتهى وسامح السراج وغيرهما. وفي العاصمة الأردنية عمّان، حاولت عناصر من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، في 25 سبتمبر (أيلول) 1997، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» آنذاك خالد مشعل، وذلك بإلقاء مادة سامة عليه خلال مروره بالطريق متجهاً صوب مكاتب الحركة. وأصيب مشعل حينها بجروح خطيرة. وجرت مساومة بين الأردن وإسرائيل، تضمنت الإفراج عن عناصر «الموساد» الذين نفذوا الهجوم مقابل إطلاق سراح مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين و70 أسيراً فلسطينياً، وتسليم مادة مضادة للسم لإنقاذ حياة مشعل؛ وتمت الصفقة. وفي مدينة دبي بالإمارات، نفذ جهاز «الموساد» في 19 يناير 2010 عملية داخل أحد الفنادق قُتل فيها محمود المبحوح، القيادي في «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، خنقاً وصعقاً بالكهرباء. وتعود أصول المبحوح لمخيم جباليا بشمال قطاع غزة، وقد أقام في الخارج لعقود، وكان مسؤولاً عن نقل أسلحة وصواريخ من إيران إلى داخل القطاع. وبين عامي 2021 و2022، حاول عملاء يعملون لصالح «الموساد» اغتيال أسرى محررين من قيادة «حماس» في أثناء وجودهم في تركيا، بعد إطلاق سراحهم في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، وكُشف عن مخطط للعمليات التي كانوا يعتزمون تنفيذها. سبق ذلك في 21 أبريل (نيسان) 2018 اغتيال عملاء من «الموساد» فادي البطش، أحد المهندسين السريين الذين يعملون في «كتائب القسام» وتحديداً لتطوير سلاح الطائرات المسيّرة؛ وذلك بإطلاق النار عليه في ماليزيا، ولكن «القسام» لم تتحدث رسمياً حتى الآن عن أنه أحد مهندسيها، لكنها نعته وأقامت له سرادق عزاء كبيراً ببلدته في جباليا. وفي يناير 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال حسن عكاشة بمحافظة ريف دمشق بسوريا، قائلاً إنه كان مسؤولاً عن إطلاق صواريخ «حماس» من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل. ولم يذكر كيفية الاغتيال. وفي أواخر سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، أعلن جيش إسرائيل عن تنفيذ غارة جوية جنوب سوريا قال إنه اغتال فيها أحمد محمد فهد، مشيراً إلى أنه كان قائداً ميدانياً في حركة «حماس» ووراء إطلاق قذائف صاروخية نحو هضبة الجولان.

 

السعودية ترحب بالخطوات المتخذة لإنهاء الحرب على غزة

الرياض/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

أكد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، الترحيب بالخطوات المتخذة حيال مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب على غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والبدء الفوري بالمفاوضات للاتفاق على آليات التنفيذ، وذلك عقب استعراض المجلس المستجدات الإقليمية الراهنة، لا سيما تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. واطّلع المجلس خلال الجلسة التي عُقدت برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في الرياض، على مجمل الاجتماعات الدولية التي استضافتها السعودية ضمن نهجها القائم على تعزيز الحوار متعدد الأطراف، وتكثيف التنسيق المشترك الذي يخدم الأمن والسلم الدوليين، ويسهم في معالجة التحديات العالمية، وتوفير الظروف الداعمة للتنمية. وأوضح سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، عقب الجلسة، أن المجلس نوهّ بمضامين اجتماع قادة مؤتمر «ميونيخ للأمن» الذي عُقد في العُلا بمشاركة كبار المسؤولين من مختلف دول العالم؛ لتبادل الرؤى تجاه التطورات في المنطقة، وقضايا الأمن العالمي للغذاء والمناخ والطاقة، إضافة إلى التجارة الدولية والتعاون الاقتصادي. وثمَّن مجلس الوزراء نتائج الدورة العادية الثانية لـ«مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب» التي استضافتها السعودية، وما حقق في عامه الأول من منجزات على صعيد تعزيز العمل المشترك والتعاون والتضامن في مجال الأمن السيبراني؛ بما يسهم في الوصول إلى فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق به يمكّن النمو والازدهار. وأشاد المجلس بمخرجات النسخة الخامسة لـ«المنتدى الدولي للأمن السيبراني» الذي أقيم في الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وما اشتمل على إطلاقات ومبادرات جسدت ريادة المملكة عالمياً في هذا المجال، ودعمها المستمر للشراكات الدولية، وكل ما من شأنه الإسهام في ازدهار الإنسان ورخاء المجتمعات. وبيَّن وزير الإعلام أن المجلس رحَّب باختيار السعودية لاستضافة «مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة لعام 2029»؛ الذي أتى تقديراً لمكانتها وإسهاماتها الوطنية والإقليمية والعالمية في دعم الدور التنموي للثقافة، وتحفيز الابتكار والإبداع. وفي الشأن المحلي؛ عدّ مجلس الوزراء مؤشرات البيان التمهيدي للميزانية العامة للدولة للعام المالي 2026، تأكيداً على مواصلة دعم النمو الاقتصادي الشامل، واستمرار الإنفاق التنموي والاجتماعي الموجه وفق الأولويات الوطنية؛ وذلك بالتوازي مع تعزيز قوة المركز المالي للسعودية، وضمان استدامة المالية العامة، والمضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الرامية إلى تعزيز كفاية الاقتصاد وتنويعه وزيادة تنافسيته؛ بما يسهم في تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030». واطّلع المجلس على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انتهى إليه كل من مجلسي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها. وفوض المجلس، وزير الخارجية - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب التايلاندي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية بالبلدين، والتوقيع عليه. ووزير البيئة والمياه والزراعة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الأذربيجاني في شأن مشروع مذكرة تفاهم في المجال الزراعي، والتوقيع عليه. ووافق المجلس على مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة في السعودية ووزارة الصحة والسكان في مصر للتعاون في المجالات الصحية، وعلى مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للإحصاء في السعودية وإحصاءات إستونيا في جمهورية إستونيا للتعاون في مجال الإحصاء. وعلى تنظيم المعهد الوطني لأبحاث الصحة، وعلى إنشاء فرع لجامعة «نيو هيفن» في مدينة الرياض. وأقر المجلس تعيين المهندس ماهر القاسم والدكتور محمد العبد اللطيف وعبد العزيز العودان؛ أعضاءً في مجلس إدارة معهد الإدارة العامة من ذوي الخبرة والاختصاص. ووافق على ترقيات وتعيين بالمرتبتين (الخامسة عشرة) و (الرابعة عشرة). كما اطّلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات العامة المُدْرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لهيئتي «تطوير منطقة المدينة المنورة» و«الحكومة الرقمية»، والمؤسسة العامة للري، ووكالة الأنباء السعودية، وصندوق النفقة، والمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، ودارة الملك عبد العزيز، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.

 

هجوم 7 أكتوبر: الشرارة التي هزَّت معادلات الردع الإيرانية ...«مطرقة منتصف الليل» أظهرت ضعف طهران أمام الضربات الاستباقية

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

مثّل هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) نقطة تحول فارقة في مشهد الأمن الإقليمي؛ فلم تقتصر تداعياته على الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بل امتدت لتطال جوهر معادلات الردع الإيرانية. لم يكن ردع إيران كتلة صلبة؛ فقد تشعبت معادلاته لعقود بين رهانٍ على وكلاء يخوضون «حرب الظل» مع إسرائيل، وبرنامجٍ عسكري متنامٍ ارتكز إلى الصواريخ الباليستية التي أثارت هواجس الغرب من اقتراب طهران من العتبة النووية. غير أن تداعيات الحرب التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر أزاحت الستار عن هشاشة غير متوقعة ونقاط ضعف بنيوية في تلك المنظومة، بعدما ارتطمت بوقائع ميدانية وتحولات جيواستراتيجية مفصلية قلبت الموازين.

كسر قواعد حرب الظلّ

منذ بداية الألفية الجديدة، نسجت طهران شبكة من الوكلاء والحلفاء الإقليميين، مثل «حزب الله» في لبنان وفصائل عراقية وحركة «أنصار الله» الحوثية في اليمن، لتؤمّن لنفسها عمقاً استراتيجياً يمكّنها من تهديد خصومها دون مواجهة مباشرة. في الواقع، ألغت تداعيات هجوم السابع من أكتوبر هامش المناورة الذي أتاح لطهران، لسنوات طويلة، التحكم في إيقاع التصعيد مع إسرائيل، وأجبرتها على الانخراط في مواجهة مباشرة انطلقت من أراضيها نفسها. هكذا انتقل الصراع الإيراني من «حرب الظل» إلى معادلة «وحدة الساحات»، ومن استراتيجية الإنكار والردع غير المعلن إلى مرحلة الحرب العلنية والردع المصرح به. دخلت الجماعات المسلحة التي تربطها صلات وثيقة مع طهران الحرب واحدة تلو الأخرى، في الأسابيع الأولى. ورغم تحاشي الأخيرة الانخراط المباشر وإظهار القدرة على إنكار التدخل في قرارات تلك الجماعات، لكنها دخلت تدريجياً على خط الحرب في غزة. وفي مقابلة حديثة، قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» إسماعيل بقائي إنه سافر في يوم بدء العلميات إلى بيروت، حيث وجد أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله عاكفاً على التخطيط للمراحل التالية بعد الهجوم، حسب روايته. مع تركيز النيران الإسرائيلية على خط إمداد «الحرس الثوري» في سوريا، وصلت المواجهة مع الخط الأول من الردع الإيراني ذروتها عندما قصفت إسرائيل اجتماعاً لكبار قادة «الحرس الثوري» في سوريا ولبنان بمقر القنصلية الإيرانية في دمشق. وعلى أثرها تبادلت إيران وإسرائيل لأول مرة النيران مباشرة في شهر أبريل (نيسان) العام الماضي. هدأ التوتر الإيراني - الإسرائيلي لنحو ثلاثة أشهر بعد تحطم مروحية الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، وما فرضه التطور من انتخابات رئاسية مبكرة في إيران وانتخاب مسعود بزشيكان المدعوم من الإصلاحيين. عاد التوتر الإيراني – الإسرائيلي إلى ذروته مجدداً في اليوم الأول لتسلم بزشكيان مهامه، عقب اغتيال رئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية، لتتبدد سريعاً إشارات الانفتاح التي حاولت طهران تمريرها إلى الغرب عبر انتخاب رئيس إصلاحي، مع تزايد التوقعات حينها بعودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للبيت الأبيض. وتمكنت الحكومة الوليدة من كبح الرد الإيراني وتأجيله خلال الشهرين الأولين من تسلّمها السلطة التنفيذية، غير أن حسابات التهدئة لم تصمد طويلاً. قُوضت سياسة «التريث» الإيرانية تحت وطأة الضغوط الميدانية وتكثيف الضربات الإسرائيلية في ساحات نفوذها، ولا سيما استهداف «حزب الله» وأمينه العام حسن نصر الله، إضافةً إلى مقتل عباس نيلفروشان، ثاني أبرز القادة العسكريين الإيرانيين الذين يقتلون خارج البلاد في الحرب. في مطلع أكتوبر الماضي، شنت طهران هجوماً ثانياً على إسرائيل انطلاقاً من أراضيها، قبل أيام من حلول الذكرى الأولى لـ«طوفان الأقصى». وبعد ثلاثة أسابيع، ردّت إسرائيل بسلسلة ضربات استهدفت منشآتٍ حسّاسة مرتبطة بالبرنامج الصاروخي الإيراني، وأدت إلى تدمير كامل لمنظومة الدفاع الجوي من طراز «إس - 300» إضافةً إلى أنظمة رادار ودفاعات جوية أخرى.

ورغم إصرار طهران على إنكار حجم الخسائر التي خلفها الهجوم الإسرائيلي الثاني، فإن الضربات أثارت جدلاً واسعاً داخل إيران حول إمكان ذهاب إسرائيل أبعد من ذلك، واحتمال استهدافها البنية التحتية الاستراتيجية، ولا سيّما البرنامج النووي، فضلاً عن التساؤل عن أوراق الردع المتبقية لدى طهران لمواجهة أي هجمات جديدة.

تغيّر الحسابات الإسرائيلية والأميركية

بعد تبادل الضربتين مع إسرائيل، أدت التلميحات الإيرانية إلى احتمال تغيير مسار البرنامج النووي، والتوجه إلى إنتاج أسلحة الدمار الشامل، إلى تسخين القلق الدولي من برنامج طهران، خصوصاً في ظل تعثر التعاون المتكرر من خمس سنوات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومع عودته إلى البيت الأبيض، سارع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إطلاق نسخة ثانية من سياسة «الضغوط القصوى» التي تبناها في ولايته الأولى؛ بهدف دفع إيران إلى اتفاقٍ شامل يعالج ملفها النووي وأنشطتها الإقليمية ويقيد برنامج الصواريخ الباليستية. وحينها أمر المرشد الإيراني علي خامنئي بمواصلة تطوير البرنامج الصاروخي، دون السقف المحدد لمدى الصواريخ ألفي كيلومتر. وقد بعث ترمب رسالةً مباشرة إلى خامنئي، وردت طهران عبر وسطاء، لتُفضي عملية تبادل الرسائل إلى خمس جولات تفاوض غير مباشر، في ظل مهلة حددها ترمب لطهران من أجل إبرام اتفاق لا تتجاوز شهرين. ولوح ترمب بخيار عسكري تكون إسرائيل جزءاً منه. وأصرت واشنطن على وقف تخصيب اليورانيوم الإيراني، وخصوصاً تجريد طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة القريبة من العتبة النووية، الذي باتت طهران تستخدمه ورقةَ ردعٍ ضد القوى الغربية، وهو الموضوع الذي أثاره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في شهادة أمام الكونغرس. بموازاة تعثر المسار الدبلوماسي بسبب رفض طهران الشرط الأميركي بوقف برنامج التخصيب، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً أدان طهران بعدم الامتثال لمعاهدة حظر الانتشار؛ الأمر الذي فتح الباب أمام إحالة ملفها لمجلس الأمن. لكن إسرائيل لم تكن تنتظر هذا المسار لعرقلة الطموحات النووية الإيرانية، بل باغتت إيران بهجوم قاسٍ في 13 يونيو (حزيران) أدى إلى مقتل قادة الصف الأول من هيئة الأركان المسلحة وكبار قادة «الحرس الثوري»، بما في ذلك الفريق الذي شكل النواة الأساسية لتطوير برنامج الصواريخ والطائرات المسيَّرة، إضافة إلى علماء ومسؤولين في البرنامج النووي، وكادت تقتل كبار المسؤولين الإيرانيين عندما استهدفت اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي. جاء الهجوم الإسرائيلي بعد أشهر من عجز طهران عن تعويض ما خسرته من منظومات الدفاع الجوي والرادار، مع سيطرة واضحة لإسرائيل على أجواء إيران. ولكن السيطرة الإسرائيلية الجوية لم تكن تامة؛ إذ لجأت طهران إلى الترسانة الصاروخية الباليستية للرد على الهجمات. في الواقع كانت الصواريخ الباليستية، ورقة الردع الوحيدة بيد طهران في الحرب الأخيرة، في ظل خروج الوكلاء مثل «حزب الله» من المعادلات الميدانية. حصيلة، الحرب الـ12 يوماً، أثارت تساؤلات جدية حول قدرات الردع الإيرانية، رغم السردية الرسمية التي تصر على أن البلاد خرجت أكثر «اقتدار وتماسكاً» سياسياً وعسكرياً، وأن قوتها الصاروخية أحدثت أضراراً «استراتيجية» للبنية التحتية الإسرائيلية؛ ما أجبر تل أبيب على قبول وقف إطلاق النار «من موقع الضعف». لكن الضربات الإسرائيلية التي انضمت إليها الولايات المتحدة باستهداف المنشآت النووية الإيرانية في عملية «مطرقة منتصف الليل»، أحدثت شرخاً في منظومة الردع الإيرانية، فمن جهة أظهرت إخفاق طهران في تطوير دفاعاتها الجوية وزيادة قدرات الرد السريع لمواجهة الضربات الاستباقية، والأهم من ذلك، دخلت دورة تخصيب اليورانيوم الإيراني حالة من الجمود، مع إصرار الولايات المتحدة على إنهائها بالكامل. دخل البرنامج النووي حالة من الغموض، بعد الحرب. ترفض طهران وصول المفتشين الدوليين منذ ذلك الحين رغم الضغوط الغربية التي انتهت بإعادة العقوبات الأممية على طهران. الحفاظ على الغموض النووي، يشكل عنصراً رادعاً؛ إذ إنه قد يرفع تكلفة أي هجوم محتمل ضد إيران، في ظل الدعوات الداخلية في إيران للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار.

ترميم الردع

لا يزال البرنامج الصاروخي يحتل الصدارة في معادلات الردع الإيرانية. كشف مسؤولون إيرانيون كبار عن أن طهران تعرضت لضغوط غربية مؤخراً لتقليص نطاق مدى صواريخها إلى نحو 400 كيلومتر. وقد لمح مسؤول عسكري إيراني إلى إمكانية رفع مدى الصواريخ الباليستية إلى أكثر من ألفي كيلومتر.

وكانت طهران قد أرسلت إشارات عدة من اهتمامها بتطوير صواريخ عابرة للقارات تحت غطاء برنامجها للصواريخ الفضائية. وهدَّد أكثر من قيادي في «الحرس الثوري» الدول الأوروبية، من أنها باتت في نطاق الصواريخ الإيرانية. تظل درجة متانة القدرات الصناعية للصواريخ الباليستية في إيران موضع تساؤل، في ضوء الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت أغلب القواعد الصاروخية المعروفة؛ ما اضطر «الحرس الثوري» إلى تعديل نمط الإطلاق والانتقال إلى استخدام منصّات متنقلة. ورغم أن الجهات المرتبطة بالبرنامج الصاروخي قد تواصل نشاطها، فإن «الحرس الثوري» في حاجة إلى فترة قد تمتد لسنوات لاستعادة جاهزيته، خصوصاً بعد خسارته كوادر محورية في وحدات تطوير الصواريخ والطائرات المسيَّرة. ومن شأن إعادة العقوبات الأممية، بموجب آلية العودة السريعة «سناب باك» وتشديد الحظر على السلاح الإيراني وكذلك الآثار الاقتصادية للعقوبات، أن تزيد من معاناة طهران في ترميم دفاعاتها المتضررة. إلى جانب العوامل الرئيسية الثلاثة في قدرات الردع الإيرانية التقليدية، تعول طهران على الصراع الذي تخوضه عبر الفضاء السيبراني، والذكاء الاصطناعي بوصفها مكونات مستقبلية للردع. يسود في طهران شعور بأن ميزان القوى الإقليمي بدأ يميل لصالحها، مدفوعاً بتنامي الانتقادات الإقليمية والدولية لاستمرار الحرب الإسرائيلية في غزة. ويمثل توسيع إيران لتحالفاتها الإقليمية والدولية عنصراً أساسياً في بنية ردعها الاستراتيجي؛ إذ يوفر دعماً سياسياً وتكنولوجياً، ويزيد العمق اللوجيستي، ويسهم في تقليص العزلة المفروضة عليها، بينما ترفع هذه الشراكات تكلفة أي هجوم محتمل، بما يعزز مفهوم الردع الشامل متعدد المسارات. تبدو عودة معادلة الردع الإيرانية إلى وضعها السابق لما قبل أكتوبر 2023 أمراً غير محتمل؛ فالتنافس المتصاعد بين طهران وتل أبيب يعيد رسم خطوط الاشتباك، ويجعل خيارات التصعيد أو التسوية رهينة التوازنات الإقليمية والدولية. ويمكن استشراف ثلاثة مسارات رئيسية: ترميم الردع بالوكالة، أو سباق تسلح وتصعيد مباشر، أو ضغوط دولية تفضي إلى اتفاق نووي – صاروخي جديد.

 

مفاوضات شرم الشيخ: حماس تريد ضمانات وأسرى بينهم البرغوثي

المدن/07 تشرين الأول/2025

ينضم، غداً الأربعاء، مسؤولون رفيعون إلى مفاوضات شرم الشيخ حول وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى، بينهم رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي أكدت الخارجية القطرية مشاركته، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، في خطوة تهدف إلى تسريع المباحثات.

حماس تطلب ضمانات

ويأتي ذلك، فيما قال القيادي في حماس خليل الحية: "جئنا بهدف مباشر لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين"، مشدداً في الوقت نفسه، على أن "حماس تريد ضمانات من (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب والدول الراعية لوقف الحرب في غزة". من جهته، نقل  "التلفزيون العربي"، مساء اليوم الثلاثاء، عن مصادر بأن "حماس" طلبت ضمانات واضحة بشأن استكمال تنفيذ بنود الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الأولى، وتمسكت بأن تقدم إسرائيل جدولاً زمنياً محدداً للانسحاب الكامل من قطاع غزة، مشيرة إلى أن وفدين أحدهما قطري والآخر تركي وصلا إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات خلال الساعات المقبلة. في الأثناء، كشفت مصادر لقناة القاهرة الإخبارية الرسمية، اليوم الثلاثاء، أن مصر بدأت مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية. وقالت المصادر إن القوائم التي تطالب حركة حماس بالإفراج عنها تتضمن أسماء بارزة من قيادات الفصائل الفلسطينية، من بينها مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة، وعباس السيد، إلى جانب آخرين من الأسرى الذين تمسّك الوفد الفلسطيني بإدراجهم ضمن الصفقة.

الاتصالات لم تُختتم

من جهته، قال مسؤول إسرائيلي رفيع في إحاطة لوسائل الإعلام العبرية، إن "الاتصالات لم تُختتم بعد اليوم، وستستمر المفاوضات في الساعات القريبة"، عشية وصول وفد أميركي رفيع للمشاركة في المحادثات، وذكرت التقارير أن مفاوضات اليوم الثاني "ركزت على دراسة خرائط الانسحاب الإسرائيلي من غزة خلال المرحلة الأولى". في المقابل، نقلت "القناة 13" العبرية عن مصدر إسرائيلي مطّلع على سير المفاوضات في مصر، وهو من الطاقم المهني وليس السياسي، بأن جلسات اليوم الثاني من المحادثات قد اختُتمت، فيما تستمر مشاورات جانبية بين الوفود المشاركة. وقال المصدر إن "هناك أجواء تفاؤل بنهاية اليوم الثاني من المحادثات، مع إمكانية حقيقية للتوصل إلى تفاهمات"، مشيراً إلى أن "بعض القضايا لا تزال بحاجة إلى تسوية، لكن الاتجاه العام حتى الآن إيجابي".

ترامب يعقد اجتماعاً لبحث تقدم المفاوضات

وفي واشنطن، عقد ترامب اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي لبحث تقدم المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب في غزة، وفق ما نقل موقع "أكسيوس". وحضر الاجتماع كل من نائبه جي. دي. فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيسة طاقم البيت الأبيض سوزي ويلز.

وذكرت المصادر أن الاجتماع جاء قبيل مغادرة المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وصهر ترامب، جاريد كوشنر، متوجهين إلى مصر للمشاركة في المفاوضات، في خطوة تهدف إلى "تسريع التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة"، بحسب "أكسيوس". وعقب الاجتماع، قال ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الكندي إن إدارته "منخرطة في مفاوضات جادة للغاية بشأن غزة"، مشدداً على أن "هناك فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز في المحادثات الجارية، وجميع دول العالم تدعمنا من أجل ذلك". وأضاف ترامب أن "فريقنا موجود حالياً في المنطقة من أجل صفقة غزة، وهناك فريق آخر غادر للتو متجهًا إلى الشرق الأوسط لدعم المحادثات"، مشيراً إلى أنه يرى في التطورات الراهنة "فرصة سلام تتجاوز غزة لتشمل الشرق الأوسط بأسره"، على حد تعبيره.

توقعات بتسارع المحادثات

من جهتها، قالت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" إنه من المنتظر أن تشهد مفاوضات شرم الشيخ تسارعاً في وتيرتها مع وصول ويتكوف وكوشنر، اللذين أوفدهما ترامب لدفع المفاوضات نحو "اختراق حقيقي". ولفتت إلى أن "جلسات غير مباشرة جديدة ستُعقد الليلة بين إسرائيل وحماس، يتركز جدول أعمالها على خرائط الانسحاب والفيتو (الإسرائيلي) على بعض أسماء الأسرى (الفلسطينيين) المطروحين للإفراج".

استمرار الخلافات الجوهرية

وأفادت "القناة 12" ، مساء الثلاثاء، بأن جولة المفاوضات الثانية في شرم الشيخ ستستمر حتى ساعات الليل، مشيرة إلى أن الجانب الإسرائيلي "يتعامل بحذر" مع مؤشرات التفاؤل، في ظل "استمرار خلافات جوهرية حول مطالب حركة حماس". وذكرت القناة أن المفاوضات ما زالت "تتركز في هذه المرحلة على عرض مواقف الطرفين"، وأنه رغم وجود "ديناميكية إيجابية في المحادثات"، فإن "الفجوات لا تزال كبيرة، ولا يمكن الحديث بعد عن اتفاق وشيك". ولفتت إلى هناك "مخاوف في إسرائيل من أن تستغل حماس موافقة مبدئية إسرائيلية لتشديد مواقفها ورفع سقف مطالبها"، ولذلك فإن "التفويض الممنوح للفريق الإسرائيلي يقتصر على مناقشة الملفات المحددة فقط، جدول ووتيرة تبادل الأسرى، وخرائط الانسحاب التي ما تزال موضع خلاف". وقال التقرير إن فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق خلال الساعات المقبلة قد يدفع الإدارة الأميركية إلى "طرح مقترح تسوية نهائي، بصيغة خذها أو اتركها"، مشيراً إلى أن واشنطن "لا تعتزم السماح بإطالة أمد المفاوضات، وتصرّ على إنهائها خلال الأيام القليلة المقبلة".

 

ما تفاصيل «خطة بلير» لحكم غزة للسنوات الخمس المقبلة؟ ...تغييب السلطة الفلسطينية وإيكال إدارة القطاع لـ«سلطة دولية انتقالية» بصلاحيات شاملة

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

فيما انطلقت، الاثنين، مفاوضات في مدينة شرم الشيخ المصرية بشأن تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المكونة من 20 مادة، لتشكل إطاراً عاماً يرسم مستقبل غزة، بدأ البحث يتركز على ما يسمى «اليوم التالي»، أي مستقبل القطاع بجوانبه كافة، من مسائل تتعلق بمصير «حماس»، ونزع السلاح، والحوكمة، وإعادة الإعمار، والعلاقة بين غزة والضفة الغربية، وبينها وبين السلطة الفلسطينية. وفي هذا السياق، برز الدور الذي لعبه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، إذ أظهرت المعلومات المتقاطعة أن «خطة ترمب» وُلدت من خلال مناقشات جرت في البيت الأبيض، نهاية أغسطس (آب) الماضي، بمشاركة الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، الذي عاد مؤخراً إلى الواجهة الدبلوماسية، ولكن من غير صفة رسمية، كما كان حاله خلال ولاية ترمب الأولى، وبمشاركة بلير. وتفيد معلومات أخرى أن «معهد توني بلير للتغيير العالمي» البحثي الذي أطلقه رئيس الوزراء الأسبق منذ عدة سنوات هو من تولى صياغة الخطة التي شكّلت نواة لمقترحات ترمب. ومنذ 18 سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأت موادها بالتسرب. وعرضت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية الخطة بشيء من التفصيل، يوم الاثنين، وذلك بعد تطرق وسائل إعلام إسرائيلية وبريطانية لجوانب من بنودها. ومن الجدير بالذكر أن البند التاسع من «خطة ترمب»، الخاص بحكم غزة، يشير إلى قيام «سلطة انتقالية» تعمل تحت إشراف «لجنة السلام»، المفترض أن يترأسها ترمب نفسه. وبلير هو الاسم الآخر الوحيد الوارد في هذا البند، ما يعني أن الطرف الأميركي يعدّه لترؤس هذه السلطة. وبحسب «لو فيغاور»، فإن الخطة التي جاءت في 21 صفحة، تنيط إدارة القطاع بـ«السلطة الدولية الانتقالية لغزة». وتقول الصحيفة إنها أُعدت «من قِبل فريق مرتبط بمكتب توني بلير ودوائر أميركية - إسرائيلية مقربة من إدارة ترمب»، وستتراوح مدتها الزمنية ما بين 3 و 5 سنوات. وتقول مصادر أخرى إنها تستوحي، إلى حد ما، نماذج من الإدارات الانتقالية التي أنشأتها الأمم المتحدة في غرب غينيا الجديدة وكمبوديا وكوسوفو وتيمور الشرقية.

السلطة الدولية الانتقالية لغزة

تمثل «السلطة الدولية الانتقالية لغزة» (GITA) حجر الأساس لحكم القطاع ومستقبله، وفق الوثيقة المنشورة التي يراد منها أن تكون شاملة متكاملة. وتقول الوثيقة إن السلطة الدولية الانتقالية «تمارس كافة الصلاحيات التنفيذية، والتشريعية، والقضائية. كما أنها تعيّن القضاة والوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية، وتتخذ قراراتها باسم السلطة الدولية. ولا يمكن لأي جهة فلسطينية إلغاء قراراتها»، أي أن مصير القطاع في كافة المناحي مرهون بما ترتئيه، وبعيداً عن أي تدخل لسكانه في المسائل الأساسية. واللافت أن الوثيقة لا تشير إلى الجهة التي يعود إليها تشكيل هذه «السلطة»، إذ مجلس الأمن لا يظهر في الصورة، ولا أي جهة دولية رسمية. كذلك ليست هناك إشارة دقيقة للمدة الزمنية الممنوحة لها حيث الوثيقة تتحدث عن 3 إلى 5 سنوات، وليس معروفاً ما إذا كان سيتم تمديدها. والحال أن دولاً، يُراد لها أن تكون جزءاً من «القوة الدولية» التي ستتولى الأمن في غزة ومهمات أخرى، مثل نزع سلاح الفصائل المسلحة، خلال المرحلة الانتقالية، تصرّ على أن يكون انتدابها نتيجة قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، وهو أمر غير وارد في الوثيقة. من الناحية العملية، يتكون «الطابق الأول» من الخطة من «مجلس إدارة دولي»، بإشراف بلير شخصياً بصفته منسقاً عاماً أو رئيساً تنفيذياً، يضم من 7 إلى 10 أعضاء يتم اختيارهم من رجال أعمال ودبلوماسيين وخبراء اقتصاديين. ويتمتع مجلس الإدارة الأشبه بـ«مجلس حكم» بصلاحيات موسعة، إذ تعود إليه مسؤولية «اتخاذ القرارات الأساسية في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد». ويُقترح أن يبقى مقره خارج غزة، إما في العاصمة القطرية الدوحة أو في العريش المصرية. ومن الأسماء المقترحة، إلى جانب بلير رئيساً للسلطة الانتقالية، الهولندية سيغريد كاغ نائبة للرئيس للشؤون الإنسانية، والأميركي مارك روان رئيساً لصندوق إعادة الإعمار، والمصري نجيب ساويرس مسؤولاً عن الاستثمارات الإقليمية، والإسرائيلي الأميركي آرييه لايتستون ممثلاً عن اتفاقات إبراهيم، وأخيراً تشير الوثيقة إلى «ممثل» فلسطيني مجهول الهوية وغير متمتع بأي صلاحية. وتقترح الخطة «طبقة ثانية»، قوامها اختيار «مديرين» فلسطينيين «محايدين من بين شخصيات مهنية غير حزبية». ومهمة هؤلاء إدارة القطاعات العامة ويعملون تحت إشراف مباشر من المجلس الدولي. ولمزيد من الضمانات، تشير الخطة إلى أنهم «سيخضعون لتدقيق دوري من لجنة دولية». أما «الطبقة الثالثة» فتتألف من «مجلس استشاري محلي» تشارك فيه شخصيات فلسطينية من غزة والضفة، ويكون دوره استشارياً فقط، ومن غير أي صلاحيات تنفيذية.

المكون الاقتصادي

بالنظر للدمار غير المسبوق في القطاع، سيكون الجانب الاقتصادي بالغ الأهمية لأن مهمته ستنصب على إعادة تأهيل القطاع ليكون مكاناً يحسن العيش فيه. من هنا تجيء أهمية إنشاء الصندوق الدولي تحت مسمى «صندوق تعافي غزة والاستثمار» الذي سيديره الأشخاص المذكورون سابقاً. ومن المفترض تمويله من التبرعات الخارجية، إضافة إلى الاستثمارات الغربية والقروض المضمونة دولياً، بحسب تقرير «لو فيغارو». وثمة ملاحظتان رئيسيتان؛ الأولى أنه لا إشارة مطلقاً لمسؤولية إسرائيل عن تدمير غزة ومساهمتها في إعادة بناء ما هدّمته طائراتها ودباباتها وجرافاتها؛ والثانية أن «مشاريع إعادة الإعمار سوف تتم وفق نموذج تجاري ربحي، عملاً بمبدأ أن الشركات تستثمر وتشارك في الأرباح».

الجانب الأمني والسياسي

تقترح الخطة إنشاء قوة أمنية متعددة الجنسيات تحت إشراف الأمم المتحدة، أو تحالف بقيادة الولايات المتحدة، كما أنها تؤكد بشكل قاطع على «حظر كامل لأي فصيل فلسطيني مسلح داخل غزة خلال الفترة الانتقالية». ومن بين مهمات هذه القوة «إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية تحت إشراف دولي».

أما بالنسبة لمرحلية عمل «السلطة الانتقالية» وأهدافها، فإنها تنص على مرحلة تأسيسية أولى تمتد 3 أشهر، يتم خلالها إطلاقها واختيار أعضائها الذين سيبقون خارج القطاع. والمرحلة الثانية المسماة «الانتشار الأولي» يُفترض أن تدوم 6 أشهر لإطلاق الإدارة الجديدة وتأمين الوضع الأمني. بعدها، يتعين أن تنطلق مرحلة إعادة الإعمار بالتركيز على مشاريع البنية التحتية، التي ستدوم من سنتين إلى 3 سنوات. وأخيراً، تشير الخطة إلى بدء «النقل التدريجي» للمسؤوليات إلى «السلطة الفلسطينية المعدلة»، في إشارة إلى ما جاء في خطة ترمب. ومن الملاحظ في الخطة أنها تُغيّب السكان. ورغم تناولها مسألة إعادة الإعمار، لا يظهر الفلسطينيون المهجَّرون والمدمرة بيوتهم، على الأقل في ما تسرب من هذه الخطة التي تتسم بتهميش المؤسسات الفلسطينية، وتوكل المسؤولية الأمنية بأكملها لقوى غير فلسطينية طيلة سنوات، وتربط إلى حد كبير إعادة الإعمار بقيام شركات ربحية. وبكلام آخر، سيكون مصير القطاع للسنوات الخمس المقبلة، في حال تم تنفيذ «الخطة» كما هي منشورة، لقيادة خارجية. والسؤال المطروح؛ هل سيتم العمل بـ«خطة بلير» الذي أعيد إلى المسرح الشرق أوسطي بإرادة أميركية، علماً بأن السنوات التي قضاها مندوباً لـ«اللجنة الرباعية» لم تشهد أي تقدم أو أي إنجاز يحسب له؟

 

ميلوني تعلن إحالتها لـ«الجنائية الدولية» بتهمة التواطؤ في إبادة جماعية بغزة

روما/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الثلاثاء، إنها أحيلت مع وزيرين في الحكومة إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية فيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على غزة. ووفقاً لـ«رويترز»، أضافت جورجيا ميلوني في مقابلة مع شبكة «راي» التلفزيونية الحكومية أن وزيري الدفاع جويدو كروزيتو والخارجية أنطونيو تاياني أحيلا أيضاً، مشيرة إلى «اعتقادها» بأن روبرتو سينجولاني، رئيس مجموعة ليوناردو الدفاعية، سيواجه محاكمة كذلك. وأردفت «لا أعتقد أن هناك حالة أخرى كهذه في العالم أو في التاريخ». ولم تقدم تفاصيل عن هوية الشخص الذي رفع الدعوى عليها وعلى الوزيرين. وشهدت إيطاليا مظاهرات خلال الأسبوع الماضي، خرج فيها مئات الآلاف إلى الشوارع احتجاجاً على عمليات القتل الجماعي في غزة، وسط انتقادات كثيرة لميلوني من جانب المتظاهرين. ونأت حكومتها اليمينية، المؤيدة بشدة لإسرائيل، بنفسها في الآونة الأخيرة عما وصفته بالهجوم «غير المتناسب» على غزة، لكنها لم تقطع أي علاقات تجارية أو دبلوماسية مع إسرائيل، ولم تعترف بدولة فلسطينية. وفي سياق منفصل، قالت جورجيا ميلوني إنها تعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب توصل إلى استنتاج مفاده بأن روسيا ليست مهتمة باتفاق سلام مع أوكرانيا.

 

عراقجي يتهم نتنياهو بـ«فبركة» تهديد الصواريخ الإيرانية ..طهران ترفض أي اتفاق لا يعترف بتخصيبها لليورانيوم

لندن/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الثلاثاء، إسرائيل بـ«اختلاق تهديد وهمي» من قدرات بلاده الدفاعية، وذلك رداً على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر فيها من خطر الصواريخ الإيرانية وقدرتها المحتملة على بلوغ الأراضي الأميركية مستقبلاً. وشدد عراقجي في تصريحات نشرت على منصة «إكس» على أن برنامج تخصيب اليورانيوم سيبقى قائماً، محذراً من أن طهران لن تنخرط في أي اتفاق نووي يشترط وقف التخصيب. وجاءت هذه المواقف بعد تحذير وجهه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إيران، الأحد، من مغبة استئنافها برنامج التخصيب، ملوحاً باستهدافها عسكرياً إذا مضت في ذلك الاتجاه. وقال عراقجي في منشوره: «عند انطلاقي في الجولة الخامسة من المحادثات مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، في 23 مايو (أيار)، كتبت: صفر أسلحة نووية = لدينا اتفاق... صفر تخصيب = ليس لدينا اتفاق». وأضاف أن الرئيس الأميركي «لو اطلع على محاضر تلك المحادثات، التي دوّنها الوسيط، لأدرك مدى قربنا من التوصل إلى اتفاق نووي جديد وتاريخي مع إيران». ودعا عراقجي واشنطن إلى التعلم من تجربة حرب العراق التي قامت على «معلومات استخباراتية مضللة»، على حد تعبيره، مشيراً إلى أنها تسببت في «دمار هائل وخسائر بشرية بين الجنود الأميركيين وهدر سبعة تريليونات دولار من أموال دافعي الضرائب». وأشار عراقجي إلى انخراط الولايات المتحدة في الحرب التي استمرت 12 يوماً وشنتها إسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي ضد أهداف إيرانية، قائلاً إن «لا معلومات استخباراتية كانت تثبت أن إيران على بُعد شهر من صنع سلاح نووي، لولا أن إسرائيل خدعت الولايات المتحدة لمهاجمة الشعب الإيراني». وتابع: «مع فشل ذلك العمل، تحاول إسرائيل الآن اختلاق تهديد وهمي من قدراتنا الدفاعية، فيما سئم الأميركيون من خوض حروب إسرائيل التي لا تنتهي». وكانت الأمم المتحدة قد أعادت فرض حظر على الأسلحة وعقوبات أخرى على إيران بسبب برنامجها النووي، في أعقاب عملية أطلقتها القوى الأوروبية، وحذرت طهران من أنها ستقابل برد قاسٍ. وبادرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإطلاق آلية «سناب باك» لإعادة فرض العقوبات على إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بسبب اتهامات بأنها انتهكت الاتفاق الذي أُبرم عام 2015 بهدف منعها من تطوير قنبلة نووية. وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وقال عراقجي إنه لا سبيل لحل القضايا النووية «إلا عبر تسوية تفاوضية». وأضاف: «قد تدمر المباني والآلات، لكن عزيمتنا لن تهتز أبداً. الإصرار على هذا الخطأ في الحساب لن يحل شيئاً». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الخميس الماضي عن مسؤولٍ أميركي قوله إن ضغوط واشنطن تهدف إلى دفع إيران للقبول بأربعة شروط صارمة تُعدّ أساساً لأي مفاوضات جديدة، وهي أن تكون المحادثات «ذات مغزى» ومباشرة، وأن توافق طهران على وقف برنامج تخصيب اليورانيوم، والحدّ من برنامجها الصاروخي، إضافة إلى وقف تمويل الجماعات الوكيلة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشروط شكلت إحدى أبرز العقبات التي واجهت الجولة السابقة من المفاوضات، ومن المرجح أن تعتبرها طهران شروطاً غير جوهرية. وقال عراقجي، الأحد، لدى استقباله مجموعة من السفراء الأجانب إن «المطالب التي تداولتها وسائل الإعلام باعتبارها شروطاً لإيران، لم تبلغ إلينا رسمياً على الإطلاق». وأضاف أنه «خلال الأشهر الماضية اقتصرت محادثاتنا على الملف النووي فقط، وكانت مباشرة أو غير مباشرة مع الجانب الأميركي». وأوضح: «في هذه التبادلات كانت مقترحاتنا واضحة تماماً، ولو جرى الأخذ بها ولم يضيق نطاق العمل الدبلوماسي؛ لما كان التوصل إلى حل تفاوضي ودبلوماسي أمراً بعيد المنال».

والأسبوع الماضي، قال نواب ومسؤولون عسكريون إن الجانب الأميركي طرح ملف الصواريخ الباليستية في المحادثات الأخيرة، مشيرين إلى أن واشنطن طالبت بتقليص مداها إلى نحو 400 كيلومتر. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الثلاثاء، عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن الصواريخ التي تنتجها إيران «قد تصل إلى الولايات المتحدة في المستقبل»، وإن «إسرائيل تحمي أميركا فعلياً». وأضاف نتنياهو في مقابلة أجراها مع برنامج بودكاست يقدمه الإعلامي الأميركي المحافظ بن شابيرو: «إن إيران هي من حاولت تطوير صواريخ نووية عابرة للقارات لتهديد مدنكم. لقد قضينا على هذا البرنامج بمساعدة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب». وقال نتنياهو: «تقوم إيران بتطوير صواريخ يصل مداها إلى 8000 كيلومتر. وبإضافة 3000 كيلومتر أخرى، فإنها سوف تستهدف نيويورك وواشنطن وبوسطن وميامي، وحتى منتجع مارالاغو (في فلوريدا)، بأهدافها النووية... لقد منعت إسرائيل ذلك». وكان النائب الإيراني والقيادي في «الحرس الثوري» أمير حياة مقدم قد صرح في يوليو (تموز) الماضي بأن كل الدول الأوروبية تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية، مشيراً إلى أن بلاده «طورت على مدى 20 عاماً قدرات تتيح استهداف مدن أميركية عبر سفن إيرانية تُبحر لمسافة تصل إلى ألفي كيلومتر من السواحل الأميركية».

 

بوتين: روسيا سيطرت على 5 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا هذا العام

موسكو/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إن بلاده سيطرت على ما يقارب خمسة آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا في 2025، وإن موسكو تحتفظ بالمبادرة الاستراتيجية الكاملة في ساحة المعركة. وذكر بوتين في اجتماع مع كبار القادة العسكريين الروس، أن كييف تحاول شن هجمات في عمق الأراضي الروسية، لكن ذلك لن يساعدها على تغيير الوضع، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

 

الأزمة السياسية في فرنسا تتوسع وخيارات الرئيس ماكرون محدودة ...رئيس حكومة سابق انضم إلى المطالبين باستقالته واليمين المتطرف مُصِرّ على حل البرلمان وانتخابات تشريعية مبكرة

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

لا تلوح في الأفق مؤشرات على وجود عناصر يمكن أن تتيح لفرنسا الخروج من أزماتها المتناسلة، بل إن الوضع السياسي العام يزداد تدهوراً، والانتقادات تنصب بشكل رئيسي على الرئيس إيمانويل ماكرون من المعارضة بالطبع، وأيضاً من الأحزاب التي المفترض أن تكون داعمة له.

وجاءت الضربة الموجعة من إدوار فيليب، الذي شغل منصب رئاسة الحكومة لنحو 4 سنوات خلال ولاية ماكرون الأولى. فيليب لم يتردد في دعوة ماكرون، صباح الثلاثاء، إلى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة بوصفها وسيلة وحيدة للخروج من الأزمة، منضماً بذلك إلى حزب «فرنسا الأبية» اليساري المتشدد الذي سبق له أن سلم رئاسة مجلس النواب اقتراح قانون وقَّعه 104 نواب يدعون فيه إلى إقالة ماكرون، وستبدأ مناقشته، الأربعاء. قطعاً، ليست هناك، وفق التركيبة الحالية للمجلس النيابي، أية إمكانية للموافقة عليه بسبب الشروط والعوائق الدستورية العديدة التي وضعها كتبة الدستور لحماية موقع الرئاسة.

لكن انضمام أحد أقطاب المشهد السياسي، أدوار فيليب، إلى المطالبة برحيل ماكرون من شأنها أن تضعف موقف الأخير الذي هبطت شعبيته إلى الحضيض. ويفيد آخر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «لو فيغارو»، الاثنين، أن ما لا يقل عن 70 في المائة من الفرنسيين يحبذون استقالة ماكرون الذي نجح في الفوز بالرئاسة مرتين، مقتفياً بذلك أثر رئيسين هما فرنسوا ميتران وجاك شيراك. يرى كثيرون من المحللين والسياسيين في فرنسا أن الخروج من الطريق المسدود الراهن لا يمكن أن يتم من غير العودة إلى صناديق الاقتراع. وهذا المسار متاح من خلال الدعوة إلى انتخابات إما تشريعية مبكرة وإما رئاسية مبكرة. والحال أن ماكرون قطع أكثر من مرة الطريق على الرئاسيات المبكرة، مؤكداً أنه يستمد شرعيته من الشعب الذي أعاد انتخابه ربيع عام 2022. لذا، تبقى الانتخابات التشريعية التي لوَّح بها ماكرون، مساء الاثنين، عندما سرب قصر الإليزيه أن رئيس الجمهورية «سوف يتحمل مسؤولياته» في حال فشل المهمة التي أوكلها، صباح الثلاثاء، نفسه لسيباستيان لوكورنو، رئيس الحكومة المستقيل؛ إذ أعطاه مهلة تنتهي، مساء الأربعاء، للاتصال مجدداً بالقوى السياسية لمعرفة إمكانية إيجاد «قاعدة لعمل مشترك والمحافظة على الاستقرار». منذ صباح الثلاثاء، بدأ لوكورنو مشاوراته مع قادة الأحزاب الأربعة التي تشكلت منها حكوماته منذ خريف العام الماضي، بيد أن الانطباع العام يشي بأن ما فشل لوكورنو في تحقيقه خلال 27 يوماً؛ أي منذ تكليفه بتشكيل حكومة جديدة عقب استقالة حكومة فرنسوا بايرو في 8 سبتمبر (أيلول) الماضي لن ينجح في إنجازه خلال 48 ساعة. وتجدر الإشارة إلى أن لوكورنو «احترق» سياسياً؛ إذ إنه قدم استقالته إلى رئيس الجمهورية، صباح الاثنين، بعد 14 ساعة فقط على إعلان تشكيلها، مساء الأحد، من القصر الرئاسي. ولم يسبق أن عرفت فرنسا حادثة من هذا النوع طيلة حياة الجمهورية الخامسة التي أطلقها الجنرال شارل ديغول في عام 1958. والحادثة الوحيدة المماثلة حصلت قبل 100 عام. والأكثر دلالة على هشاشة الوضع السياسي أن الأخير أعلن أنه لن يعود إلى رئاسة الحكومة حتى لو طلب منه ماكرون ذلك. ومعروف عنه أنه مقرب جداً من رئيس الجمهورية. وعندما كلف مهمة تشكيل الحكومة، صدرت أصوات تقول إن ماكرون «كلف نفسه» أن يكون رئيساً للحكومة. إذا كان طريق الانتخابات الرئاسية مقفلاً، فإن سلوك الانتخابات التشريعية دونه صعاب وعوائق. ولا مصلحة لماكرون في السير به. فاليوم، يطالب حزب «التجمع الوطني» بحل البرلمان، وإتاحة الفرصة للناخبين للفصل بين البرامج والأحزاب السياسية. وأول المدافعين عن هذا الخيار مارين لوبن، زعيمة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف الذي يتمتع بمجموعة نيابية من 120 نائباً والمتحالف مع حزب «اتحاد أحزاب اليمين من أجل الجمهورية» الذي لديه 15 نائباً، بحيث يتربع في المرتبة الأولى لجهة أعداد النواب في الندوة البرلمانية. والحال أنه في الانتخابات الماضية كان يأمل بالحصول منفرداً على الأكثرية المطلقة، إلا أن التفاهم الظرفي الذي حصل بين أحزاب اليمين واليسار قطع عليه الطريق. بيد أن هذا التحالف، اليوم، قد انطفأ ومات ولن يعود إلى الظهور، ما يفتح الباب واسعاً أمام رئيس الحزب جوردان بارديلا وزعيمته مارين لوبن لتحقيق حالة الوصول إلى حكم فرنسا. ولأن الواقع الانتخابي على هذه الحال، ولأن أي انتخابات نيابية مبكرة سوف تضر بالأحزاب الداعمة تقليدياً لماكرون، وهو ما تظهره استطلاعات الرأي، فإن لا مصلحة لرئيس الجمهورية في الدعوة إلى انتخابات مبكرة. وفي أي حال، فثمة إجماع في فرنسا مؤدّاه أن الخطوة التي أقدم عليها ماكرون، ربيع العام الماضي، بحل البرلمان لأسباب لم يفهمها أحد، هي سبب الفوضى السياسية، وما يستتبعها من صعوبات اجتماعية ومالية واقتصادية؛ إذ إنها أوصلت إلى مجلس النواب 3 مجموعات نيابية عاجزة عن التفاهم والاتفاق على برنامج حكم محدد كما هي الحال في ألمانيا مثلاً، حيث الحزب الديمقراطي المسيحي يحكم بالتوافق مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي. وبناءً عليه، سيكون وضع ماكرون أكثر هشاشة مما هو عليه اليوم. من هنا، تكليف لوكورنو في مهمة إنقاذية أخيرة. وقد سعى الأخير إلى حصر مهمته بموضوعين اثنين: الاتفاق على ميزانية عام 2026، والبحث في مصير كاليدونيا الجديدة، وهي الأرخبيل الفرنسي الواقع في جنوب المحيط الهادئ قرب نيوزيلندا وأستراليا. المعروف أن لا صداقات في السياسة. ويتجلى ذلك بوضوح في تدهور العلاقة بين ماكرون ورئيس الحكومة السابق غابرييل أتال الذي يرأس حزب «النهضة» ومجموعة نوابه في البرلمان. والحال أن أتال الطامح إلى الترشح للانتخابات الرئاسية، لم يعد يتردد في انتقاد ماكرون وسياساته ومبادراته بشكل مباشر. ويعي الجميع أن ماكرون هو «ولي نعمة» أتال، وهو من عيَّنه في منصب وزاري، ولاحقاً رئيساً للحكومة، وكان يقول عنه إنه «أخي الأصغر». ورغم ذلك، تبدو القطيعة بين الإثنين عميقة؛ ما يعني أن إنكار الجميل في السياسة عملة رائجة. هكذا يبدو واقع فرنسا اليوم؛ فأزماتها الداخلية تنعكس انهياراً لصورتها الخارجية وتخوفاً من تبعات الفوضى السياسية على أزمة مديونيتها وعلى استقرار العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، وعلى علاقاتها مع ألمانيا وتأثيرها داخل الاتحاد الأوروبي فضلاً عن إثارة قلق شركاتها في الداخل، الأمر الذي نبه إليه مراراً، وبقوة رئيس هيئة أرباب العمل، في الأيام الماضية.

 

لجنة التحقيق الدولية تغادر السويداء.. ولا نتائج

المدن/07 تشرين الأول/2025

أعلنت لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، اختتام زياراتها الأولى إلى السويداء، مؤكدةً بأنها لن تعلن أي نتائج قبل انتهاء التحقيقات في المحافظة.

اللجنة غادرت السويداء

وقالت اللجنة في بيان، إنها اختتمت زياراتها الأولى إلى المجتمعات المتضررة في السويداء، بما في ذلك ضمن مواقع داخل المدينة والمحافظة والمحافظات المجاورة. وأعربت اللجنة عن امتنانها لإتاحة إمكانية الوصول وتيسير المهمة، موضحةً أنها غادرت السويداء وتتطلع إلى القيام بزيارات أخرى إلى المجتمعات والمناطق المتضررة، لكن "شرط استمرار توفر إمكانية الوصول والظروف اللازمة لكي تواصل اللجنة عملها، بما في ذلك الاحترام الكامل لاستقلاليتها ومنهجياتها، إلى جانب احترام الطابع السري لعملها". كما عبّرت اللجنة عن امتنانها للناجين والشهود وأفراد المجتمعات المتضررة وقادتها الذين شاركوا إفاداتهم حول الانتهاكات المشتبه بها للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

استمرار التحقيقات

وعرضت اللجنة التوصيات الأولية لمعالجة الشواغل الملحة المتعلقة بحقوق الإنسان مع السلطات المعنية وأصحاب المصلحة، وذلك على الرغم من استمرار التحقيقات، وفق ما جاء في بيان. كما أعربت اللجنة عن أسفها من انتشار معلومات خاطئة عن زيارتها، لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدةً بأنها لن تعلن أي نتائج عن تحقيقاتها التي لا تزال مستمرة، وأنها لم تصدر أي دعوات عامة منفصلة لتقديم الشهادات أو توفير أرقام هواتف للجمهور أو للنشر. وأكدت اللجنة أنها ستواصل التحقيقات، بما في ذلك من خلال التواصل مع جميع المجتمعات المتأثرة وأصحاب المصلحة المعنيين. ويأتي الإعلان بعد أربعة أيام على دخول اللجنة إلى مدينة السويداء، للتحقيق بأحداث تموز/يوليو الأخيرة، في المناطق الواقعة خارج سيطرة القوات الحكومية السورية. وشهدت السويداء في تموز/يوليو الماضي، مواجهات دامية بين الدروز وعشائر البدو من المحافظة، تدخلت على إثرها القوات الحكومية كقوات "فض اشتباك"، قبل أن تدخل إسرائيل على خط المواجهات، وتقصف القوات السورية ومراكز حساسة للدولة بينها محيط القصر الرئاسي، قبل أن يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار برعاية الولايات المتحدة.

اللجنة السورية

ووقع على إثر المواجهات، أكثر من ألف و500 قتيل، معظمهم من المدنيين، سقطوا جراء انتهاكات ارتكبتها جميع الأطراف بما في ذلك القوات الحكومية السورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي آب/أغسطس الماضي، شكّلت الحكومة السورية لجنة تحقيق أحداث السويداء، إلا الزعيم الروحي للدروز في سوريا حكمت الهجري، رفض السماح بدخولها للتحقيق داخل مدينة السويداء، بحجة عدم استقلاليتها، مطالبا بدخول لجنة تحقيق دولية. وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني عن خريطة طريق لحل أزمة السويداء بشكل تدريجي، تتضمن دخول لجنة التحقيق الدولية للمحافظة، وذلك عقب اجتماع ثلاثي في دمشق، مع المبعوث الأميركي إلى سوريا توم بارك ووزير الخارجية الاردنية أيمن الصفدي.

 

الجيش الأميركي يعلن قتل قيادي بجماعة تابعة لـ«القاعدة» في ضربة بسوريا

دمشق/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان اليوم الثلاثاء إن قوات تابعة لها قتلت قياديا بجماعة مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة» في ضربة نفذتها بسوريا يوم الخميس الماضي. وأوضحت أن القتيل يدعى محمد عبد الوهاب الأحمد، وكان عضواً بارزاً في جماعة «أنصار الإسلام» التابعة لتنظيم «القاعدة».

وقال الأميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية، في البيان «تظل القوات الأميركية في الشرق الأوسط على أهبة الاستعداد لتعطيل وإفشال جهود الإرهابيين لتخطيط وتنظيم وتنفيذ الهجمات. وسنواصل الدفاع عن وطننا ومقاتلينا وحلفائنا وشركائنا في أنحاء المنطقة وخارجها».

 

الجيش الإسرائيلي يحبط محاولة تهريب أسلحة إلى إسرائيل من سوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

قال الجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين)، إنه أحبط محاولة لتهريب أسلحة إلى إسرائيل من داخل سوريا في وقت سابق من اليوم، حسبما أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».وأوردت الصحيفة أن جنوداً من مجموعة 595 القتالية الاستخباراتية الذين يقومون بتشغيل كاميرات المراقبة الحدودية، رصدوا اثنين من المشتبه بهم يقتربان من الحدود الإسرائيلية من جهة سوريا. وقال الجيش إنه أرسل قوات من لواء الجولان إلى المكان المرصود واعتقلوا الرجلين، وعثروا معهما على 5 أسلحة نارية. وأضاف الجيش أنه تم احتجاز المشتبه بهما لمزيد من الاستجواب.

 

وزير الدفاع السوري يعلن وقفاً فورياً لإطلاق النار مع «قسد» ...الأمن الداخلي يؤمن خروج الأهالي من حيي الأشرفية والشيخ مقصود

دمشق /الشرق الأوسط/07 تشرين الأول/2025

أعلن وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، اليوم الثلاثاء، وقفاً شاملاً لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا. ونقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أبو قصرة قوله، في منشور على منصة «إكس»: «التقيت قبل قليل مظلوم عبدي في العاصمة دمشق، واتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فورياً». وأشارت الوكالة إلى أن قوى الأمن الداخلي تؤمن خروج الأهالي من حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب باتجاه الأحياء المجاورة. يأتي اجتماع وزير الدفاع السوري مع عبدي بعد تصعيد شهدته خطوط التماس بين القوات الحكومية السورية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) أعنفها ما شهدته مدينة حلب الليلة الماضية في محاور حيي الشيخ مقصود والأشرفية التي تسيطر عليها قوات «قسد»، وسقوط قتلى وجرحى من عناصر القوات الحكومية السورية والمدنيين. بدوره، أكد محافظ حلب عزام الغريب الاتفاق على وقف إطلاق نار شامل في مدينة حلب، مشيراً إلى الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق 10 مارس (آذار) الماضي، سعياً لحقن الدماء والحفاظ على أمن وسلامة المدنيين. ولفت إلى متابعة أحوال الأهالي ومعالجة الآثار السلبية التي حصلت بعد أحداث الليلة الماضية لتعود الحياة طبيعية بين حيي الشيخ مقصود والأشرفية وباقي مناطق المدينة. كان المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك وقائد القيادة المركزية الأميركية، براد كوبر، قد عقدا أمس اجتماعاً مع قادة «قسد» شمال شرق سوريا. وقالت مصادر خاصة في محافظة الرقة لوكالة الأنباء الألمانية إن باراك طلب من قيادة «قسد» الإسراع في تنفيذ اتفاق مارس الماضي، ودمج قوات «قسد» في الجيش السوري. وأضافت المصادر أن «زيارة وفد (قسد) اليوم إلى دمشق، جاءت لتقريب وجهات النظر والوصول إلى حل سياسي يبعد المنطقة عن التصعيد العسكري».

 

إسرائيل بين رهانات ترامب وهواجس النفوذ التركي في سوريا

المدن/07 تشرين الأول/2025

في الذكرى الثانية لـ"طوفان الأقصى"، تبدو إسرائيل على أعتاب نهاية حرب غزة الطويلة، لكنها تواجه خريطة إقليمية يُعاد رسمها، فإيران التي شكّلت لعقود "حلقة النار" حول إسرائيل تضررت بشدة من الضربات الإسرائيلية، فيما تتقدم تركيا لتطرح نفسها قوة عسكرية– سياسية بديلة ضمن تحالف تدعمه واشنطن ويشمل دولاً خليجية وإسلامية وسوريا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

حرب أنهكت صورة إسرائيل

ورغم أن الحملة العسكرية الإسرائيلية قلّصت أضرّت بقدرات "حماس" و"حزب الله"، وألحقت أضراراً بالبرنامج النووي الإيراني ومخزونه الصاروخي، فإنها خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين في غزة وأثرت بعمق على صورة إسرائيل الدولية، فتراجعت موجة التضامن التي أعقبت "السابع من أكتوبر" أمام مشاهد الدمار، وبرزت تهديدات بمقاطعتها من شركاء أوروبيين على غرار العقوبات المفروضة على روسيا. ومع تراجع النفوذ الإيراني، يتقدّم تحالف عربي– إسلامي مدعوم من واشنطن تقوده تركيا وتلتحق به سوريا الجديدة. هذا التحالف لا يُنظر إليه كتهديد وجودي لإسرائيل، لكن احتمال تحوّل سوريا إلى وكيل تركي على حدودها يثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. ويرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تركيا مدخلاً أساسياً لمعالجة ملف غزة. وقال: "تركيا تملك القنوات مع حماس، ولديها ثقل عسكري وسياسي يجعلها جزءاً من الحل، لا المشكلة. نحن نعمل مع أنقرة والدوحة على صياغة اتفاق متوازن ينهي الحرب ويعيد الأسرى". كما أكد مبعوثه الخاص إلى أنقرة، توم باراك، أن "الفكر التركي في بناء هيكلية أمنية إقليمية يستحق الدعم. أنقرة ليست مجرد طرف وسيط، بل ركيزة أساسية لأي استقرار طويل الأمد".

بين القلق والرهان

المؤسسة الأمنية الإسرائيلية منقسمة حيال الدور التركي. إذ قال مسؤول أمني رفيع لموقع "المونيتور": "نحن نرى كيف يسعى الأتراك إلى إنشاء قواعد وأذرع نفوذ ومواقع متقدمة في جميع أنحاء المنطقة، من ليبيا إلى سوريا وما وراءها". وأضاف محذراً من صفقة التسليح المحتملة، "إذا مضت واشنطن في بيع قاذفات إف–35 لتركيا، فسوف نتخلى عن أفضلية استراتيجية كنا نتمتع بها لسنوات". وكان وزير الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين قال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" في 15 حزيران/يونيو 2023، إن "الخلافات السياسية مع أنقرة لا تمنعنا من النظر إلى المستقبل، نعتقد أن وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، أكثر براغماتية من أردوغان، وهذا يفتح نافذة للتفاهم". ويتضاعف القلق الإسرائيلي مع انخراط أنقرة في الملف السوري، وقال مسؤول سياسي إسرائيلي لـ"المونيتور" ، "نخشى أن تتحول سوريا إلى وكيل تركي على حدودنا. هذا يعني أن إيران خرجت من الباب لتدخل تركيا من النافذة".

وساطة متعثرة

في موازاة ذلك، تراهن إسرائيل على الضغط التركي–القطري لدفع "حماس" نحو قبول خطة ترامب، بعد أن لعب توم باراك دوراً في صياغة اتفاق خفض التصعيد مع دمشق، مع التركيز على إدماج الدروز والأكراد في ترتيبات "سوريا الانتقالية". أما في غزة، فكشفت تقارير عن محادثات غير مباشرة في شرم الشيخ بين إسرائيل وحماس، بوساطة أميركية– مصرية– قطرية، تتركز على تبادل الأسرى والانسحاب الإسرائيلي، لكنها تصطدم بفجوات كبيرة. هكذا تجد إسرائيل نفسها مضطرة للتعامل مع تركيا ليس كخصم بعيد، بل كقوة إقليمية متصاعدة على مسار التسوية. وبينما يثير نفوذ أنقرة مخاوف أمنية من فقدان التفوق العسكري، فإن تقاربها مع ترامب يفتح أمام تل أبيب نافذة للاستثمار السياسي، في معادلة إقليمية تتجاوز طوفان الأقصى لتعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط.

الرياض بين أنقرة وإسلام آباد

ولم تقتصر التغيرات الإقليمية بعد حرب غزة على إسرائيل وتركيا، بل شملت أيضاً علاقات السعودية مع قوى إسلامية كبرى، إذ شهدت العلاقة بين الرياض وأنقرة تقارباً لافتاً خلال العامين الماضيين. وجاءت هذه العودة التدريجية في ظل توافق الطرفين على إدارة ملفات إقليمية حساسة، أبرزها الأزمة السورية وإعادة الإعمار، إضافة إلى دور تركيا في الضغط على "حماس". ويترجم التقارب أيضاً في تنسيق اقتصادي وعسكري، مع محادثات حول استثمارات سعودية في الصناعات الدفاعية التركية. كما تعززت العلاقة بين السعودية وباكستان، مع تعمق الشراكة الأمنية–الاقتصادية، خصوصاً في ضوء الحرب في غزة وانعكاساتها على العالم الإسلامي، وعادت إسلام آباد، التي توازن تقليدياً بين واشنطن وبكين، لتوطد علاقاتها مع الرياض في ملفات الطاقة والدفاع، بينما تدعم المملكة استقرار الحكومة الباكستانية الجديدة. هذا التقارب يفتح المجال أمام محور سعودي–تركي–باكستاني له تأثير متزايد في معادلات الشرق الأوسط، بما يوازي تراجع المحور الإيراني التقليدي.

الشرق الأوسط بعد "طوفان الأقصى"

وبينما تطوي المنطقة عامين على "طوفان الأقصى"، تتضح ملامح شرق أوسط يُعاد تشكيله: إيران تتراجع، وتركيا تصعد بدعم أميركي، وإسرائيل تجد نفسها بين القلق والرهان. وفي خلفية المشهد، تتحرك السعودية لإعادة وصل ما انقطع مع أنقرة، وتعميق شراكاتها مع باكستان، في إشارة إلى اصطفاف إسلامي–عربي جديد لا يقوم على منطق المواجهة المباشرة مع إسرائيل، بل على معادلة النفوذ والمصالح. وفي قلب هذه التحولات، يظل دور واشنطن، عبر إدارة ترامب، هو العامل الحاسم في هندسة التوازنات، بينما تبقى غزة الاختبار الأشد لمدى صلابة هذه المعادلة الإقليمية الوليدة.

 

البابا يدعم تصريحات الكاردينال بارولين عن "مجزرة" في غزة

وطنية/07 تشرين الأول/2025

عبّر البابا لاوون الرابع عشر  عن دعمه تصريحات أدلى بها، مساعده الأبرز الكاردينال بيترو بارولين، وندد فيها بـ"مجزرة" في غزة، ما أثار ردّ فعل غاضبا من السفارة الإسرائيلية، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية". ووصف أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بارولين، الهجوم الذي شنّته حركة حماس في 7 تشرين الأول 2023 على إسرائيل بأنه "لا إنساني ولا يمكن الدفاع عنه"، وأكد أنه "يصلّي من أجل الرهائن الذين لا يزالون محتجزين".وقال الكاردينال بارولين في مقابلة مع وسائل إعلام الفاتيكان: "إن الحرب بين حماس وإسرائيل كانت عواقبها كارثية وغير إنسانية"، معبّرا عن صدمته من "الموت اليومي لـهذا العدد الكبير من الأطفال، الذين تبدو خطيئتهم الوحيدة أنهم وُلدوا هناك". واضاف: "نخشى أن نعتاد على هذه المجزرة. من غير المقبول وغير المبرر اختزال البشر إلى مجرد ضحايا جانبيين". وقال البابا أمام الصحافيين لدى مغادرته مقر إقامته الصيفي في كاستيل غاندولفو قرب روما: "إنّ الكاردينال بارولين عبّر عن رأي الكرسي الرسولي بشكل جيد جدا". وجاء كلامه ردا على سؤال عن رد فعل السفارة الإسرائيلية التي انتقدت المقابلة. وقالت السفارة في منشور عبر منصة "اكس": "إن المقابلة تركز على انتقاد إسرائيل، متجاهلة رفض حماس المستمر إطلاق الرهائن أو إنهاء العنف". وتحدث البابا عن "عامين مؤلمين جدا مع هذا الهجوم الإرهابي الذي أودى بأكثر من 1200 شخص" في الجانب الإسرائيلي.وتابع: "ثم خلال عامين مقتل 67 ألف فلسطيني، وهذا يجعلنا نفكر في مقدار العنف والشر الذي يمكن للإنسان أن يرتكبه". وأضاف: "يجب الحدّ من الكراهية، والعودة إلى الحوار، والسعي إلى حلول سلمية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إبادة حشرية، تعقيم، إعادة تصميم وبناء، ومن ثمّ إعادة تشغيل على نظيف.

ادمون الشدياق/07 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148015/

الوطن اللبناني، بحالته الحالية، بدّه مبيد حشري لكل زعماء الغيضة، بلا رحمة أو مسامحة اوغفران. وبعدها حملة تعقيم، ثمّ إعادة تصميم، فإعادة بناء شامل، وأخيراً إعادة تشغيل على نظيف.

وإذا ما صار هالشي، بقترح تغيير هالشعب الغاشي والماشي، الخروف يلي رايح عالمسلخ وما في شي عم يوقّفه. الشادق بوزّه بزعمائه المخصّيين متله.

لبنان بلد مقدّس، بشعب عم يعبد العجل (أو العجول) كلّ ما كان في نطرة ومشكلة بالوطن، بدل ما يعبد لبنان وترابه وحريّته.

الشعب اليهودي بالتوراة كان عنده عجل واحد، كلّ ما انحشر بيعبده. أمّا نحنا، فعنّا ١٢٨ عجل بالمجلس، و٢٤ بالوزارة، وشي ١٥ رئيس حزب، شَرابات خرج ناطرين بسخافة وهبل عضفة النهر.

الشعب اللبناني ناطر الفرج من زعماء الغيضة، يلي كلّ دزينة منهم بيضة. والنتيجة: لبنان عم ينازع على آخر نفس.

إذا الشعب اللبناني ما انتفض، وقام بثورة حقيقية تُبيد الحشرات، وتُعقّم، وتُعيد التصميم والبناء والتشغيل للدولة، منكون نحنا الشعب اللبناني الحربة يلي طعنت وطننا بخاصرته على الصليب، والأسفنجة المبلولة بالمرّ يلي عطشته بلا رحمة.

منكون أكبر علامة على فشل وطن مصلوب، عم يتطلّع حواليه ليلاقي سمعان قيرواني يحمل عنه الصليب،

 لكن سمعان لبنان اثبت انه سكران بخمرة العجول، وغافي بعد السكرة، وتارك معلّمه عم يتأرجح بصليبه على درب الجلجلة.

ولا من مُغيث.

يا معتر يا لبنان، على هيك زعماء، وهيك شعب.

تفوّه... هَهْ... هَهْ... هَهْ...

 

من كسر السراي والشرعية إلى إقرار خطة ترامب... مبادرة قاسم ساقطة سعوديًا

لارا يزبك/نداء الوطن/08 تشرين الأول/2025

ثلاثة أسابيع تقريبًا مرّت على الدعوة التي وجّهها الأمين العام لـ "حزب اللّه" الشيخ نعيم قاسم إلى السعودية لـ "فتح صفحة جديدة" وتنحية الخلافات وإنشاء جبهة موحّدة في وجه إسرائيل، معتبرًا أن "القوى الإقليمية ينبغي أن تنظر لإسرائيل، لا "حزب اللّه"، على أنها التهديد الرئيسي للشرق الأوسط. واقترح "تصفية العلاقات" مع الرياض. وأضاف قاسم :"نؤكد لكم أن سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي، وليس لبنان ولا السعودية ولا أي مكان ولا أي جهة في العالم".

التمسّك بالسلاح ليس تفصيلًا

هذه الدعوة تبقى حتى الساعة، بلا أي جواب سعودي، وذلك لأكثر من سبب. فمصادر دبلوماسية مطّلعة تكشف لـ "نداء الوطن" أن المملكة تتعاطى مع الدول، أي أنها لم ولن تتعاطى مع "الحزب" بالمباشر، بل مع لبنان أو مع إيران، ولية أمر "الحزب". هذا في "الماكرو". أمّا في العوامل الأساسية والمباشرة لصمت الرياض وإدارتها الأذن الصمّاء لقاسم، فيبرز إصرارُ "حزب اللّه" على الاحتفاظ بدويلته وعلى وضع العصي في عجلات عربة الدولة التي تحاول النهوض من جديد. فهو بتمسّكه بسلاحه، ورفضه التجاوب مع قرارات الحكومة في 5 و 7 آب والتي نزعت الشرعية عن سلاح "الحزب"، لا يتحدّى فقط الشرعية اللبنانية، إنما المجتمع الدولي بأسره، بجناحيه العربي- الخليجي، والغربي، ويتحدّى أيضًا القرار الذي اتُخذ في القمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بنقل الشرق الأوسط إلى حقبة جديدة، عنوانها السلام والازدهار، وهما يقتضيان تصفية كل التنظيمات المسلّحة غير الشرعية، وعلى رأسها أذرع إيران في المنطقة. فهل يظن قاسم فعلًا أن مسألة السلاح تفصيل، وأن المملكة ستتغاضى عنها، وتضع يدها في يده، لمواجهة إسرائيل؟

الخطة تجاوزت المبادرة

على أي حال، شكّلت خطة ترامب لوقف الحرب في غزة والتي صيغت بمشاركة العرب وحظيت بمباركتهم، والتي فرضها ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما فرضها على "حماس"، ردًّا واضحًا على محور الممانعة كلًا و "الحزب" ضمنًا، بأن الدبلوماسية هي السبيل لإسكات المدافع وإنقاذ ما تبقى من القضية الفلسطينية، لا الحروب العبثية. ويمكن القول، تضيف المصادر، إن مبادرة قاسم، بعد إبصار خطة ترامب النور، باتت من الماضي، لأن هذه الخطة تجاوزت الأهداف التي مِن أجلها، يقترح "الحزبُ" التعاونَ مع المملكة.

استهداف السراي يصيب المملكة

يبقى أيضًا أن "حزب اللّه" منخرط منذ أسابيع في مواجهة مباشرة مع رئيس الحكومة نواف سلام، ولا ينفك يخوّنه ويتحدّاه ويتعمّد ضربَ عرض الحائط بقراراته كما حصل أخيرًا في الروشة، وبعدها في مسار المتابعة القضائية لحادثة إضاءة الصخرة، حيث يرفض أيَ محاسبة ويقول للحكومة: قراراتك "بلّيها واشربي ميّتها". فهل يعتبر "الحزب"، الذي للمفارقة يُواصل إعلامه التصويب على الرياض وعلى موفدها إلى بيروت الأمير يزيد بن فرحان، أنه يمكنه القفز فوق السراي ونسج علاقات مباشرة مع المملكة فيما يشن حملة شعواء على رئيس مجلس الوزراء؟ هل يعتبر أن الرياض في وادٍ وسلام في واد آخر؟ مجدّدًا، الدوسُ على الدولة وقراراتها وعلى الرئاسة الثالثة، يصيب الرياض. فعلى "الحزب" أوّلًا، إن كان فعلًا يريد أو لا يزال يريد تطبيعًا ومصالحة مع المملكة، أن يطبّع علاقاته مع الدولة والشرعية، تختم المصادر.

 

"حزب الله" يكشف سرّ قوة إسرائيل وانتصارها عليه

طوني عطية/نداء الوطن/08 تشرين الأول/2025

هز "طوفان الأقصى" وملحقه "حرب الإسناد" المشهد الإقليميّ بعنف. قلب تربة الشرق الأوسط رأسًا على عقب. أحلام وكوابيس لم تكن لتُتصوّر، لا في اليقظة ولا في الخيال، قبل صبيحة السابع ثمّ الثامن من تشرين الأول 2023. رصاصة واحدة كانت كفيلة بإعدام مفاهيم، ظن كثيرون أنها باتت من المسلّمات، وأسقطت روايات وسرديّات طالما ارتكزت عليها سلطات ومحاور، فإذا بها أوهن من بيت العنكبوت. فالحرب التي خاضها "حزب اللّه" انقلبت وبالًا عليه، وأظهرت حدود قدرته وجدوى تهديداته، وأسقطت هالة ظلّلته بالهيبة والرهبة على مدى سنوات.

حتى اللحظة، ما زالت الأسئلة الكبرى بلا إجابات: من اتخذ قرار الإسناد؟ ما كانت الحسابات؟ هل كان "الحزب" على علم بعملية السنوار؟ لكن ما فضحته الحرب في أشهرها الأولى، أن كلّ خطابات "الممانعة" حول التخطيط البارع الذي يتقنه وادّعاء الردع الاستراتيجي وتوازن الرعب، هوت دفعة واحدة أمام الامتحان العظيم. أسقط "الثامن من أكتوبر"، معادلة الميليشيات في مواجهة الجيوش النظامية. برهن أن مفهوم الدول أكثر ضمانة للمجتمعات والبلدان من الدويلات. الدروس والعبر التي ينبغي على "حزب اللّه" تعلّمها (انطلاقًا من اعرف عدوّك وتعلّم منه)، أن إسرائيل في هذه المواجهة، وقبل أي دعمٍ أميركي - غربي، انتصرت على المحور، لأنها دولة: تملك المؤسسات، والقرار والجهوزية. منذ نشأتها، أرست حكم القانون والدستور (هذا لا يعني تبرئة انتهاكاتها الدولية وعدوانها بحق الفلسطينيين وغيرهم). بنت نظامًا ديمقراطيًّا حفظها من لعنة الانقلابات العسكرية وضَمنَ استقرارها الداخلي. دولة لم يعرف الفساد طريق مؤسّساتها. حكّامها وقياداتها وسياسيّوها يخضعون للمحاكمة والحساب والعقاب متى أخلّوا بمسؤولياتهم. لم تبنِ لشعبها معتقلات لزجّ المفكّرين والمعارضين منهم فيها. لم تُقم تحت شعار "إسرائيل الكبرى" أو "أرض الميعاد" نظامًا ديكتاتوريًا لترويض مواطنيها بالحديد والنار. وإذا كانت إسرائيل كيانًا مغتصبًا، غريبًا ومصطنعًا في نشأته، إلّا أنها شنت حروبها كدولة فعلية، يحكمها القانون، ويضبطها فصل السلطات.

ولأن في المقارنة عِبرة، فإن إسرائيل نجحت في تحويل شتاتها ومغتربيها وأدمغتها حول العالم، إلى قوّة ضغط ودعم خارجي، يساندانها في المحافل الدولية ويخدمان أجنداتها بفعالية. لم تحرم مواطنيها المنتشرين من حق الاقتراع. لم تؤجّل يومًا مواعيد استحقاقاتها الدستورية. في حربها ضد "حماس"، اقترع جنودها إلكترونيًا لبلدياتهم من أرض المعركة في غزة. لم تشهد رئاسة دولتها أو وزاراتها فراغًا أو شغورًا. ليس لديها رؤساء مجالس يتحايلون على القوانين الناظمة لحياتها السياسية. تُصنَف بين الاقتصاديات الكبرى في العالم. تُعدّ من الدول الرائدة في الابتكار، حيث حلّت في المرتبة 14 عالميًا والأولى إقليميًا وفق المؤشّر العالمي لعام 2025. في التربية والتعليم، حوالى 50.12 % من مواطنيها أكملوا التعليم العالي، ما يضعها في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث نسبة الحاصلين على دراسات عليا. أمّا المفارقة الغريبة، أنها في تقرير 2025، نالت المرتبة الثامنة ضمن قائمة الدول الأكثر سعادة. في تصنيفات سابقة، تبوّأت المركز الخامس. لهذه الأسباب كافة انتصرت إسرائيل؛ ليس فقط بفعل الإسناد العسكري واللوجستي والسياسي الهائل الذي وفرته لها الولايات المتحدة، على مدى عقود. فلو كانت دولة فاشلة، مارقة أو فاسدة، لما صمدت أمام الأزمات، ولما أمكن لأي دعم خارجي أن يعوّض انهيارها من الداخل على الأقلّ.

في المقابل، وتحت شعارات "تحرير القدس" و "مواجهة العدو الصهيوني"، أطلقت دول الطوق و "الممانعة" شياطين القمع والاستبداد ضد شعوبها. فكانت النتيجة قيام جمهوريات الخوف، حيث تحوّلت السلطة إلى جهاز أمنيّ، والمواطن إلى مشتبه فيه دائم، والدستور إلى ورقة شكلية. بدل أن تطوّر المدارس والجامعات، بنت أقبية التعذيب ومعتقلات الرأي. بدل أن تصنع التنمية، ازدهر الجوع والخراب. بدل أن تحرّر فلسطين، احتلّت أوطانها، باسم المقاومة. في لبنان، قدّم "حزب اللّه" أعظم الخدمات لإسرائيل من حيث لا يحتسب. كل فلسٍ نُهِبَ، وكل مؤسسة انهارت، وكل سياسة عطّلت قيام الدولة، كانت بمثابة هدية مجانية لإسرائيل. كل ضربة للاقتصاد، وكل موجة تهجير للأدمغة والكفاءات، وكل تفريغ للمجتمع من عناصر النهوض، كانت تصبّ في مصلحتها.  ألم يكن لبنان، الذي امتلك رصيدًا هائلًا في العلم والتكنولوجيا والعلاقات الدولية، وجذورًا تاريخية عميقة، قادرًا على أن يكون أفضل وأقوى من إسرائيل لو لم تدمّره الانتماءات الخاطئة لصالح مشاريع قومية وأيديولوجية، بدءًا بالمدّ الناصري مرورًا بالقوى الفلسطينية والسورية، ووصولًا إلى النفوذ الإيراني؟ في الخلاصة، لم تكن "حرب الإسناد" مجرّد زلّة عابرة أو مجرّد خطأ فادح في الحسابات، بل كانت امتدادًا لمشاريع مختلفة عقائديًا، تُناصِب العداء لإسرائيل وهذا مبرّر، ولكنها تكنّ عداء أعمق وأخطر للبنان كوطنٍ مستقلّ عن أمّة أم ولاية.

 

قآني يكشف ما وراء "حرب الإسناد"

د. جوسلين البستاني/نداء الوطن/08 تشرين الأول/2025

عندما فتح "حزب الله" جبهة الجنوب في 8 أكتوبر 2023، قدّم حسن نصر الله ذلك على أنه تعبير عن التضامن مع غزة و"واجب أخلاقي" تجاه لبنان. غير أن ما بدا للوهلة الأولى تحرّكًا محدودًا، تحوّل سريعًا إلى واحدة من أكثر الحروب تدميرًا في تاريخه الحديث. بعد مرور عامين، كشفت تصريحات إسماعيل قآني، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، جانبًا من الحسابات التي قادت إلى هذه الكارثة، والتي حاول أن يمنحها معنى آخر. فقد كشف قآني أن نصر الله، رغم أنه "لم يُبلَّغ بتاريخ" هجوم حماس أو ما عُرف بـ"طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، هو الذي "وضع بعناية المراحل اللازمة لمواجهة إسرائيل". كانت الصياغة مدروسة بعناية: فهي ترفع نصر الله إلى مرتبة الشريك في التخطيط الاستراتيجي، لكنها في الوقت نفسه تحافظ على هامش الإنكار المعقول لطهران. ومع ذلك، فإن محاولة قآني لتكريم شريكه الراحل كشفت، من حيث لا يدري، حقيقة أعمق: أن "حرب الإسناد" التي خاضها "حزب الله" لم تكن ردًّا تلقائيًا، بل حربًا مصطنعة صُمّمت ببرودة، وانتهت بنتائج كارثية. ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذا التصميم يندرج ضمن ما تصفه عقيدة الحرس الثوري الإيراني بـ"مراحل المواجهة" مع إسرائيل، حيث تُفتح في كل مرحلة جبهة جديدة أو يُزاد الضغط، بما يُجبر إسرائيل على القتال على أكثر من محور، من دون أن تتحمّل طهران المسؤولية المباشرة. وقد نوقش هذا المفهوم، المعروف داخل أروقة الحرس بـ"التدرّج في المقاومة"، بشكلٍ موسّع خلال اجتماعات التنسيق المشتركة التي عُقدت في ذلك العام في ضاحية بيروت الجنوبية. بالتالي، عندما شنّت "حماس" هجومها في 7 أكتوبر، كان الفصل الثاني من الخطة جاهزًا للبدء: أي أن يتحوّل "حزب الله" إلى العمود الفقري للمحور، وأن تصبح الساحة اللبنانية رادعًا ومسرحًا للأحداث في آنٍ واحد. لذلك، لا يمكن اعتبار قرار حسن نصر الله في 8 أكتوبر بالدخول في الحرب قرارًا عفويًا، خصوصًا بعدما كرّر في خطاباتٍ منذ مطلع عام 2023 أن "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي عندما تناديها فلسطين". وسواء كان نصر الله على علمٍ بالتوقيت الدقيق لهجوم "حماس" أم لا، فإن ما سُمِّي بـ"حرب الإسناد" اتّبع سيناريو كُتب بعناية في طهران: تصعيد متدرّج، إنهاك للقوات الإسرائيلية، ثم جني المكاسب من خلال مواجهة محسوبة ومدروسة.

لكن ما تلا ذلك كان انهيارًا منهجيًا. فقد توقّع "حزب الله" أن تكتفي إسرائيل بمناوشات حدودية، وقصفٍ مدروس، ومسرحيةٍ من "ضبط النفس" الدبلوماسي. إلا أن إسرائيل تعاملت مع 8 أكتوبر كجبهةٍ وجودية ثانية، وأطلقت العنان لقوةٍ ساحقة. وفي غضون أسابيع، أصاب الهجوم الدقيق هيكل قيادة "الحزب" بالشلل، وقطع الممرات اللوجستية إلى سوريا، وهجّر مئات الآلاف من المدنيين من جنوب لبنان. وبعد أن كان الهدف من "حرب الإسناد" تخفيف الضغط عن غزة، تحوّلت إلى السبب الذي ساعد إسرائيل في القضاء على "حزب الله". بذلك، تبدّل ميزان الردع في "محور المقاومة"، وربما لحقبةٍ كاملة، فيما تُركت آلة الدعاية الإيرانية تكافح لتسويق الدمار على أنه "إنجاز". ومن جهةٍ أخرى، لم يتمكّن النسيج الاجتماعي اللبناني من تحمّل "تصميم" عقيدة الحرس الثوري الإيراني، إذ كانت كل "مرحلة" من المواجهة التي فرضتها طهران تقوّض طبقةً جديدة من سيادة لبنان وقدرته على الصمود. وبحلول منتصف عام 2025، بدت الحصيلة قاسية: أكثر من عقدٍ من التعزيزات العسكرية تبخّر؛ ومناطق واسعة جنوب الليطاني أصبحت غير صالحةٍ للسكن؛ وتبدّدت الهالة التي أحاطت بمناعة "حزب الله"، تلك التي شكّلت جوهر قوّته الرادعة.

وهكذا، تحوّلت "المراحل" التي يحتفل بها إسماعيل قآني اليوم إلى مراحل استنزافٍ لـ "حزب الله" نفسه.

من هنا، برزت حاجة طهران إلى إعادة كتابة التاريخ. لأنه بالنسبة للأنظمة التي لا تستطيع الانتصار في ساحة المعركة، تصبح السيطرة على الذاكرة الجماعية بديلًا عن السيطرة على الأرض. وفي مواجهة الدمار الذي حلّ بلبنان، اتّبعت طهران ما دأبت عليه الأنظمة الاستبدادية بعد الهزيمة: تحويلها إلى انتصار.

لذلك، لم يكن تكريم إسماعيل قآني لأمين عام "حزب الله" في أكتوبر 2025 زلّة لسان، بل جزءًا من تبديل منسّق في السرد. وإشادته بـ"التحضير الدقيق" لنصر الله هي محاولة للاستيلاء على تلك الذاكرة قبل أن يُعرّفها الآخرون، وغرس أسطورة جديدة: أن تدمير لبنان كان اختبارًا مُختارًا للإيمان، وليس انهيارًا لاستراتيجية مُفرطة التوسّع. وقد قامت وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية (IRIB وTasnim وFars) بتنسيق تغطيتها حول هذه الصياغة: نصر الله توقّع المواجهة واستعدّ لها ونفّذها. والغرض من ذلك كان مزدوجًا: أولاً، يُعيد هذا النهج ترتيب الأدوار داخل "محور المقاومة"، مؤكّدًا أن حرب "حزب الله"، مهما كانت كارثية، كانت لا تزال جزءًا من المخطط الإيراني. ثانيًا، يُعيد صياغة الهزيمة على أنها تضحية مُتعمّدة ودليل على العمق الاستراتيجي، لا على سوء التقدير. لكن المفارقة قاتلة: إذ كلما زاد تمجيد إيران لتخطيط نصر الله، زاد اعترافها بأن دمار لبنان لم يكن حادثًا مأسويًا ناجمًا عن التضامن، بل نتيجة متوقعة لاستراتيجية فاشلة. وفي لبنان، يُلقي هذا الاعتراف بثقله على جُرحٍ مفتوح وعميق. وبعد مرور عامين، تُعيد أشرطة الفيديو الدعائية لـ "حزب الله" عرض المشاهد الأولى من الحرب وكأنها لحظات انتصار. وتصدر طهران تأبينات مزخرفة لشراكة صيغت بالدم. لكن الواقع المرئي، من صور إلى النبطية، يروي قصة مختلفة: مدن خالية، أُسَر ممزقة، وبلد مُنهك بحرب لم يخترها أبدًا. إذا صدّقنا كلام إسماعيل قآني: كارثة 8 أكتوبر لم تكن بسبب ردّة فعل عاطفية، بل خلاصة فشل حركةٍ توهّمت أن الطاعة استراتيجية بحدّ ذاتها، فَضَحّت بأمتها من أجل الحفاظ على أوهام إيران.

وبينما تحاول طهران إعادة كتابة قصة مواجهتها "المدبّرة بعناية"، تبقى أطلال الجنوب النصب التذكاري الصادق الوحيد: تحذير محفور على الحجر، يُظهر أن كل نص مكتوب بلغة "الممانعة" يُفضي في النهاية إلى العدم.

 

"الإسناد" يعجن المنطقة: "الحزب" سقط وإيران "برّا"

ألان سركيس/نداء الوطن/08 تشرين الأول/2025

تُحفر في ذاكرة الأوطان تواريخ لا يمكن نسيانها، وتشكّل المدخل لأي تغيير كبير. وفي لبنان البلد الذي يعجّ بالأحداث، يُعتبر تاريخ 8 تشرين الأول 2023 بداية التحوّل الكبير. اختار القياديّ في حركة "حماس" يحيى السنوار يوم 7 تشرين الأوّل 2023 ليطلق عملية "طوفان الأقصى". ودخل هذا اليوم كتاريخ أساسي في مسار القضية الفلسطينية، ولم تتوقّف تردداته على غزة وفلسطين، بل طالت السهام منطقة الشرق الأوسط بأكملها وكان للبنان حصّة الأسد. في ذاك اليوم الواقع في 8 تشرين الأول، وقف "حزب الله" محتارًا، بين التهليل لعملية "حماس" التي خرقت المحظورات، وبين كشف زيف شعاراته من قدرته على احتلال الجليل... كان الخيار صعب جدًا. لا يوجد فرصة أفضل مما حصل، إسرائيل مربكة وتحت الصدمة، و"الحزب" الذي كان أمينه العام السيّد حسن نصرالله بإمكانه أن يطلق شعارات نارية وتعبوية، وأن يحقق كل وعوده، لكن في باله تكرار مشهد حرب "تموز" المدمّر، إذ لا رحمة عند إسرائيل، فكيف الحال إذا كانت مجروحة نتيجة العملية.

القذيفة الأولى

أطلق "حزب الله" أول صاروخ وقذيفة في 8 تشرين الأول، ودخل وأدخل لبنان حرب "الإسناد"، وظلّ الغموض يلفّ موقف "الحزب" حتى الإطلالة الأولى لنصرالله الذي أعلن فيها إسناد جبهة غزة فقط وليس دخول الحرب الشاملة، وكانت كل ضحية تسقط من "الحزب" يطلق عليها شهيد على طريق القدس.

قامت القيامة في لبنان ولم تقعد والجميع حذّر من مغبة إدخال لبنان في الحرب. لكن "الحزب" الذي يعتبر نفسه هزم إسرائيل في حرب "تموز"، لم يردّ على أصوات الداخل، وبذلك انطلقت حرب "الإسناد"، وسارت وفق ما عرف بقواعد الاشتباك حيث أوهمت تل أبيب "حزب الله" بأنها لا تريد الحرب.

ظهر التفوّق الإسرائيلي واضحًا، واعترف نصرالله بهذا الأمر، فكل مجموعة من قوّة "الرضوان" كانت تطلق صاروخًا كانت تضرب وتصاب، وكثر الكلام عن وجود عملاء داخل "حزب الله"، لكن نصرالله لم يعر هذا الأمر اهتمامًا واعتبر أن الخليوي هو العميل.

الضاحية تُستهدف

قتلت إسرائيل القائد العسكري في "حماس" صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، ولم يردّ "حزب الله" ويقصف تل أبيب، وبقي قصفه محدودًا في شمال إسرائيل حيث هجّرت قرى الشريط الحدودي. وفشلت كل محاولات إبعاد "حزب الله" عن الشريط الحدودي وتطبيق القرار 1701 لأن نصرالله، أكد أن جبهة لبنان لن تقف قبل جبهة غزة. وفي مطلع أيلول 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي وصول عمليته في غزة إلى نقطة متقدّمة ونقل عددًا من جنوده إلى جبهة لبنان.

الحرب تشتدّ

لم يفهم "حزب الله" الرسالة جيدًا، وبقي على عناده، حصلت تفجيرات "البيجر" في 17 أيلول، وفي 23 أيلول ضربت معظم مخازن ومراكز "حزب الله" في يوم سقط فيه أكثر من 1000 شخص بين قتيل وجريح، لتضرب بعدها مقرّ قيادة قوة "الرضوان" وتستهدف نصرالله في 27 أيلول وبعده معظم قيادات "حزب الله" وأبرزهم السيد هاشم صفي الدين، ومن ثم إطلاق العملية البرية في جنوب الليطاني التي دمّرت بنى "الحزب" العسكرية. وجّهت حرب "الإسناد" ضربة قوية لـ "حزب الله" ومحور "الممانعة"، وعملية اغتيال نصرالله فكّكت المحور بأكمله في المنطقة وذلك باعتراف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أشار إلى أن نصرالله كان محور المحور، والدليل هو سقوط نظام الرئيس بشّار الأسد بعد أيام من توقيع اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 الذي أوقف حرب لبنان. لا يمكن قياس التغيرات على الساحة اللبنانية لحرب "الإسناد" بلحظتها، لكن مع الوقت يتم اكتشاف كيف اهتزّ محور "الممانعة" وتقلّصت قبضته على لبنان. عسكريًا بات "حزب الله" غير قادر على افتعال حرب، بينما سلاحه يهدد الداخل فقط. أما سياسيًا فحرب "الإسناد" أحدثت تغيرًا جذريًا في الحياة السياسية اللبنانية يحصل كل ثلاثين عامًا أو أكثر.

الانقلاب الكبير

باتت البلاد من دون نصرالله الذي كان إذا رفع إصبعه يوقف البلد لأسابيع وسنوات، وسقط ما كان يُعرف "بمرشد الجمهورية"، وتحرّرت الحياة السياسية من قبضة "حزب الله"، وانتخب رئيس جديد للجمهورية وتألفت حكومة لا يملك "الحزب" الثلث المعطّل فيها، وأصبح بلا حلفاء فأغلبيتهم تبرأت منه وأيّدت مطلب حصر السلاح. خرج "حزب الله" من مطار بيروت، وحتى الطائرات الإيرانية لم تعد قادرة على الهبوط في المطار، وتكثّفت الإجراءات في المرفأ، وقُطع خط الإمداد من دمشق، وأصبح مجلس الوزراء قادرًا على اتخاذ قرار بحصر السلاح مثلما حصل في جلستي 5 و7 آب من دون قدرة لـ "الحزب" على تكرار 7 أيار جديد. سقطت هيبة "حزب الله" وسطوته على الداخل، وحوّلته حرب "الإسناد" من قوّة إقليمية تقارع إسرائيل والولايات المتحدة، إلى حزب يحاول استعادة قوته وأقصى ما يمكن فعله هو إضاءة صخرة الروشة وكسر قرار الدولة، ولا يستطيع حماية الجمعية التي تلطى وراءها والتي علّق مجلس الوزراء عملها إلى حين انتهاء التحقيقات. ما أحدثته حرب "الإسناد" هو زلزال سياسي وعسكري ضرب لبنان والمنطقة، فمن كان يتصوّر أن الطائرات الإيرانية غير قادرة على الهبوط في مطار بيروت، وهذا أكبر دليل على خروج لبنان من دائرة الاحتلال الإيراني، وإذا كان ما حصل يعتبر مهمًا، إلا أن نتائج حرب "الإسناد" لم تنته بعد، فعلى سبيل المثال لم يعد المهجرون إلى قراهم ولا يوجد إعادة إعمار، وهناك نقمة داخلية شيعية على "حزب الله" يحاول إخفاءها. ويزيد الموقف العربي والأميركي من خسائر حرب "الإسناد" على إيران و"حزب الله"، فالتشدّد الأميركي واضح، وهناك إصرار على تسليم سلاح "الحزب" وإلا ستعود الحرب بشراسة أكثر، ومهما حاول "حزب الله" التخفيف من وطأتها، إلا أنه بات يعلم انتهاء صلاحية سلاحه وعدم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في لبنان والمنطقة، فـ "الإسناد" الذي دخل فيه أنهاه بالشكل الذي كان فيه، وبالتالي دخل لبنان والمنطقة مرحلة سياسية جديدة لا تزال ترتسم خيوطها، والأكيد أن "الممانعة" خارج المشهد الذي يرتسم.

 

لبنان وفزاعة “إسرائيل الكبرى”: بين الحقيقة والوهم

شبل الزغبي/07 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148018/

إلى الذين يُخيفون اللبنانيين بشعار “إسرائيل الكبرى”، نقول: كفى تضليلاً وخداعاً. هذه الفكرة لم تكن يوماً مشروعاً واقعياً موجهاً نحو لبنان، بل خرافة سياسية تُستخدم لتخويف الناس، ولتبرير سلاح غير شرعي، وتحالفات مدمّرة، واحتلال إيراني مقنّع.

لم تخض إسرائيل يوماً حرباً توسعية ضد لبنان. فكل الأعمال العسكرية التي قامت بها كانت ردّاً على اعتداءات انطلقت من الجنوب اللبناني، لا سيّما من الفصائل الفلسطينية التي استخدمت أرضنا منصةً لصراعاتها منذ الستينيات. حرب 1967 لم تكن مع لبنان، بل مع دول عربية أخرى. أما اجتياحا 1978 و1982 فكانا نتيجة مباشرة لتحويل الجنوب إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ والعمليات عبر الحدود.

ولمن يتحدّث عن “الطمع الإسرائيلي بالأرض والمياه”، فلينظر إلى الوقائع: إسرائيل لم تحتل شبراً واحداً من لبنان بغرض الضمّ أو التوسع، ولم تبنِ مستوطنة، ولم تسعَ إلى تغيير حدود. انسحبت عام 2000 باعتراف الأمم المتحدة، فيما بقي سلاح حزب الله ذريعة لاستمرار النفوذ الإيراني داخل الدولة اللبنانية.

أما الحديث عن “إسرائيل الكبرى” فهو مجرّد رسم أسطوري يُستعمل في أدبيات الأنظمة والمليشيات لتخويف الشعوب من السلام، تماماً كما فعلت الدعاية البعثية والإيرانية لعقود. الحقيقة التاريخية تظهر بوضوح في الخرائط القديمة: منذ فجر الحضارات، كانت فينيقيا — أي لبنان — كياناً مميزاً بذاته، بمدنه، وثقافته، وأبجديته، ونفوذه البحري الممتد نحو الغرب.

لبنان كان دائماً صاحب رسالة، لا ساحةً لحروب الآخرين. من هنا نقول:

حان الوقت أن يقود لبنان عملية سلام عقلانية جريئة وشجاعة، تفتح أمامه أبواب الاستقرار والازدهار، وتعيد إليه مكانته الرائدة منارة في شرق المتوسّط وكمركز حضاري واقتصادي وثقافي. فلبنان لا يُبنى بالخوف من السلام، بل بالثقة بنفسه وبإرادة أبنائه الأحرار.

لبيك لبنان

 

الفراد ماضي لنواف سلام: الى الامم المتحدة درّ مع الفصل السابع

الفراد ماضي/موقع أكس/07 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148023/

نواف سلام: " لا يمكن ان يشعر المواطنون بالمساواة في ظل امتلاك بعض الاطراف للسلاح".

 معك حق ... بس يا دولة الرئيس، اذا كان هيدا موقفك ليش مصر على الانتخابات النيابية؟

 ما عم بتقول ما في مساواة؟؟؟ يعني بصخرة الروشة ما في مساواة... بس بالانتخابات النيابية رح يكون في مساواة؟؟؟

اكيد لاء ... اذا بالصخرة ما قدرِت الدولة تثبت هيبتها، رح تقدرو بالانتخابات؟

 مستحيل ... لان الانتخابات بالنسبة للثنائي قصة حياة او موت ...

 اذًا رح ينترك المواطن اللبناني وخاصة الشيعي الحر تحت رحمة الثنائي ...

النتيجة: وبما انو انت مش من هالمنظومة ...

ما لازم يصير في انتخابات بظل السلاح "وعدم المساواة"، وبظل منظومة فاسدة عم تتحكم برقاب البلاد والعباد ...

الحل: الى الامم المتحدة درّ ... "الفصل السابع"

 

"قطوع" الجلسة مَرّ: لا تعطيل للحكومة ولا خلاف جنوبي الليطاني

حسن فقيه/المدن/08 تشرين الأول/2025

عاد الزخم من جديد إلى جلسات الحكومة، التي ربما تكون واحدة من أكثر الحكومات تحمّلاً للملفات الحساسة في تاريخ البلاد، علماً أن عمرها قصير بسبب الانتخابات النيابية المرتقبة في أيار المقبل. فبعد مرور شهر على عرض الجيش اللبناني أمام الحكومة خطة حصرية للسلاح، وما رافق ذلك من جدل وأخذ ورد وانتصارات هنا وهناك، تمّت صياغة التقرير الأول الذي سلّط الضوء على سير العمل الميداني بالأرقام، مستعرضاً الصعوبات وما أنجزه الجيش حتى الآن. هذا التقرير لم يكن الأول على جدول بنود الجلسة، ولكن بُدئ به مباشرة، بدلاً من البندين المتعلقين بصخرة الروشة وجمعية رسالات، واللذين أرجئا إلى الجلسة المقبلة تفادياً لأي توتر قبل الاستماع إلى تقرير قائد الجيش، العماد رودولف هيكل. وقد حملت الجلسة في طياتها عدداً من الملفات الحساسة، لكنها مرّت بسلاسة وبإخراج جيد. فما الذي كان وراء هذه التخريجة التي أفضت إلى تعليق عمل جمعية رسالات، والتأني في قرار حلها وسحب العلم والخبر منها؟ وماذا فصّل العماد هيكل في تقريره؟ وما هي الاتصالات السابقة للجلسة لتفادي التوتر المتصاعد بين رئيس الحكومة نواف سلام وحزب الله؟

اتصالات ومشاورات لتخفيف حدة الأزمة

كانت "المدن" قد تحدثت عن اتصالات ومشاورات أجراها وزيرا حزب الله في الحكومة، راكان ناصر الدين ومحمد حيدر، مع الرئيس نواف سلام، في محاولة للتخفيف من حدية الأزمة المتعلقة بإضاءة صخرة الروشة وما أعقبها من مواقف. واستمرت هذه الاتصالات بالرغم من غياب حيدر عن الجلسة بسبب السفر، إلا أن بطل التخريجة كان رئيس الجمهورية جوزاف عون. فحسبما علمت "المدن"، طلب الرئيس عون من رئيس الحكومة التريث في قرار حل الجمعية وسحب العلم والخبر منها، واتخاذ قرار أقل حدّة منعاً لتعقيد الأجواء بشكل أكبر، من دون أن يكون ذلك انتقاصاً من قيمة قرارات رئيس الحكومة أو من القانون المرعي الإجراء. كما أخبر الرئيس عون الرئيس سلام عن نيته البدء بملف تقرير الجيش اللبناني المتعلق بحصر السلاح، إذ أن هذا الموضوع هو الأساس في البلاد ويفوق أهميةً المواضيع الأخرى. فما كان من سلام إلا أن أبدى تفهماً في الأمرين، فالهدف الأساس كان استمرار العمل الحكومي وعدم شل الحكومة أو اتخاذ أي قرار قد يؤدي على الأقل إلى انسحاب وزير الحزب من الجلسة. ويبدو أن سلام اقتنع حسب معلومات "المدن" بضرورة ألا يطغى أي أمر على ملف حصرية السلاح، وهو الامتحان الأكبر لحكومته. وعليه بدأت الجلسة بخطابي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، تلاهما طلب الرئيس عون البدء بالاستماع إلى تقرير الجيش، وأبدى سلام أمام الوزراء ليونةً في الأمر. وبالفعل، بدأ العماد هيكل بالحديث عن مجريات الشهر الفائت وما حققه الجيش، خصوصاً في منطقة جنوب الليطاني.

تقرير الجيش: الإنجازات والتحديات الميدانية

بحسب معلومات "المدن"، تحدث هيكل عن الاستيلاء على عدد من أنفاق حزب الله في المنطقة والتعامل معها ومع الأسلحة بداخلها، مشيراً إلى تعاون كبير من قبل الحزب، وعدم تعرض الجيش لأي حادث يذكر، سواء من فئات تنظيمية أو شعبية. كما بيّن قائد الجيش صعوبة العمل في الأرض الوعرة في منطقة ما وراء الليطاني ، إضافة إلى العراقيل التي يتسبب بها العدو الإسرائيلي، والذي استهدف مرتين أماكن يعمل بها الجيش، مبيناً مدى خطورة هذا الأمر ودوره في عرقلة العمل. كما لفت إلى الحاجة الضرورية للعتيد والعتاد، لأن الجيش بات ينفذ في شهر واحد مهمات أكثر بضعفين مما كان ينفذه سابقاً. ولكن، بحسب هيكل، بدا أن من الممكن الانتهاء من العمل في المنطقة الأولى، أي جنوب النهر، بحلول نهاية العام كما رسمت الخطة. ومن الجنوب إلى الشمال، شرح هيكل كيف تسير العملية، خصوصاً فيما يتعلق بسلاح المنظمات الفلسطينية التي سيطر عليها الجيش اللبناني في المخيمات، من دون أن يتطرق إلى مسألة سلاح الحزب شمال النهر. وكما علمت "المدن"، إن قيادة الجيش لن تبدأ بنقاش هذه المرحلة إلا بعد التخلص من المرحلة الأولى، وذلك منعاً لاحتقان الأجواء وتوفيراً للهدوء داخل مجلس الوزراء، وهو ما حدث. مرّ التقرير بسلام وسط تفهم وإشادة من الوزراء بالمهمات التي يقوم بها الجيش في أحلك الظروف وأكثرها حساسية. وبحسب ما علمت "المدن"، فإن تقرير الجيش اللبناني تطرق أيضاً إلى ما تم إنجازه على الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، من حيث انتشار الجيش والمراقبة على المعابر غير الشرعية.

ملف صخرة الروشة: الحل الوسط والحسم الحكومي

من ملف حصرية السلاح، انتقل النقاش إلى بنود جدول الأعمال، وأهمها بندا أحداث صخرة الروشة، التي وصل إليها النقاش أخيراً.  وبدأ الحديث بشرح المخالفات التي وقعت والاستماع إلى الرأي القانوني بشأنها، والذي كان واضحاً لجهة إمكانية سحب العلم والخبر من الجمعية اللبنانية للفنون.

وبدا نتيجة التصويت القانوني أن الأكثرية تؤيد هذا الأمر، إلا أن رئيس الحكومة توصل إلى استنتاج آخر مفاده تعليق عمل الجمعية لحين انتهاء التحقيقات، وهو حل وسط وافق عليه جميع الوزراء باستثناء تحفظ الوزير راكان ناصر الدين، الذي قال: "فلننتظر نهاية التحقيقات، وبعدها يتم اتخاذ القرار"، لكن رئيس الحكومة كان واضحاً ومصراً على السير بالقرار، وهو ما حصل. وكان وزير الداخلية قد أعلن أنه تم استدعاء الجمعية في مناسبتين لإعطائها حق الدفاع عن النفس، لكنها تغيبت، مما يعطي أحقية لأي إجراء قانوني بحقها، مؤكداً أن التحقيقات ستستمر في هذه المسألة للوصول إلى خواتيمها وفق ما تقتضيه القوانين والأنظمة. وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر سياسية لـ"المدن" أن المواقف العالية من الطرفين قبل الجلسة، أي "رئاسة الحكومة وحزب الله"، أفضت لهذه النتيجة في هذه الجلسة، لكن الملف لم يُغلق، وهو رهن الاتصالات في الأيام المقبلة.

منع الالتباس الإعلامي والحفاظ على السرية

وكان لافتاً أيضاً، ومنعاً لأي التباس قد يقع فيه وزير الإعلام جراء أسئلة الصحفيين، عدم سماحه بطرح أي سؤال، متذرعاً بأنه تحدث بوضوح تام وليس هناك ما يمكن إضافته، فأنهى تلاوة المقررات وغادر على عجل، ذلك لأن كل الأسئلة كانت ستتركز حول ما ستصل إليه المشاورات بشأن جمعية رسالات، وأيضاً خطة الجيش، والتي تبقيها الحكومة في إطار السرية كما تقول.

ختام الجلسة: تجاوز المعوقات واستشراف المرحلة المقبلة

إذاً، مرت جلسة السادس من أكتوبر المليئة بالملفات الحساسة بأمان، وتجاوز الرئيسان عون وسلام المعوقات بغية تأمين سير العمل الحكومي. فالمهمات القادمة صعبة وحساسة، وأبرزها ملف الانتخابات النيابية، الذي حسم أمره الرئيس عون بالقول: "إن كل الكلام عن نية للتأجيل عار من الصحة"، والإنتخابات في موعدها. إضافة إلى ملف السلاح، الذي ما زال أمامه شهران للانتهاء من مرحلته المتفق عليها مع الحزب أي منطقة جنوبي الليطاني، ثمة انتظار لكي تتضح مخططات إسرائيل ونياتها، وما إذا كانت ستستمر في احتلال نقاط في جنوب لبنان.  وبذلك، تكون الحكومة قد تجاوزت مرة أخرى جلسة في غاية الحساسية بسلام. ولا بديل من ذلك، إذ مَن يتحمل في هذه المرحلة الحساسة أي شلل حكومي أو نزاع يؤدي إلى المقاطعة؟ فالطرفان المعنيان، أي الرئاسة الثالثة وحزب الله، يدركان أن لا مفر من استمرار عمل الحكومة، وضرورة معالجة الملفات وفق ما تقتضيه المرحلة. وإلى أن يتم الانتهاء من مرحلة جنوبي الليطاني، يبدو أن الأمور ستسير على ما يرام. وبعدها، وكما يقول المثل الشائع: "كل عقدة وإلها حلّال". فالأمور ليست سهلة، لكن لكل مرحلة حساباتها، و"الضرورات تبيح المحظورات".

 

 عامان على الطوفان: حماس تواجه الخطة- الفخ.. وخيار طهران حاسم

منير الربيع/المدن/08 تشرين الأول/2025

سنتان على طوفان الأقصى. العملية التي أدخلت إسرائيل في أطول حروبها. حرب لم تكن تل أبيب اعتادتها نظراً إلى حروبها السابقة مع الجيوش النظامية. سنتان على المواقف الأميركية والدولية التي بقيت نفسها، ولم تساهم في وقف الحرب، على الرغم من تعاظم الرأي العام الدولي الداعي إلى وقفها. وهذا ما جعل إسرائيل في موقع المنبوذ دولياً. لكنها تصرّ على مواصلة حربها سعياً إلى ما تسميه: تغيير توازنات وموازين القوى في الشرق الأوسط. وعلى مدى سنتين توالت المواقف الأميركية الداعية إلى وقف الحرب، من دون أي ضغط فعلي على إسرائيل، بغض النظر عن انتماء الإدارة الأميركية سواء كانت للديمقراطيين أم للجمهوريين. فكل المقترحات التي تبنتها الولايات المتحدة الأميركية هي مقترحات إسرائيلية أو بالحد الأدنى وافقت عليها إسرائيل وفق ما يلبي مصالحها ورؤيتها، كما هو الحال بالنسبة إلى خطة ترامب الأخيرة.

خطة ديرمر وكوشنير

فهذه الخطة كانت نتيجة تنسيق بين رون ديرمر وصهر ترامب جاريد كوشنير صاحب مشروع "صفقة القرن". وقد نجح الإسرائيليون مجدداً في دفع الأميركيين إلى تبني موقفهم، لا سيما أن الخطة خرجت بما يتلاءم مع الأهداف والشروط الإسرائيلية، علماً أن الأميركيين كانوا قد عملوا على تحصيل موافقة عربية عليها، وبعدها تم إدخال تعديلات من جانب نتنياهو وفريقه مع فريق ترامب، وجرى تقديمها بصيغة معدّلة ومختلفة عمّا جرى الاتفاق عليه مع الدول العربية. وهذا ما يظهِّر انطباعاً واضحاً حول مسار العلاقات الأميركية- الإسرائيلية.

حماس: السلاح خارج البحث

نتنياهو لا يريد وقف الحرب، بخلاف ما تظهره مواقف ترامب أو غيره من المسؤولين الأميركيين، الذين يشيرون إلى أنه يعمل على وقف كل الحروب في المنطقة. المفاوضات التي تخاض في مصر، هي مفاوضات شاقة، لا سيما أن الإسرائيليين يريدون من خلالها تحقيق نقطتين: الأولى إطلاق سراح الأسرى. والثانية البحث في سحب سلاح حركة حماس وإخراج قياداتها من القطاع، وهو ما ترفض حماس البحث فيه كلياً، لكنها توافق على إطلاق سراح الأسرى، مقابل ضمانات أميركية بوقف الحرب. وأما تسليم السلاح فتربطه حماس بحماية الأراضي الفلسطينية ومنع مشروع التهجير وضمان قيام دولة فلسطينية.

نتنياهو والنموذج اللبناني

يريد نتنياهو تكرار النموذج اللبناني في غزة، أي فرض مسألة سحب السلاح كملف أول لوقف الحرب والضربات. وهو يسعى إلى وضع حماس بين خيارين: إما الاستسلام الكامل، أي سحب السلاح وخروج قياداتها من القطاع، وإما استمرار الحرب المدمرة وتصعيد وتيرتها، إلى جانب العمل على تغذية الصراعات الفلسطينية- الفلسطينية الداخلية، تماماً كما يحاول أن يفعل في لبنان، علماً أن الإسرائيليين لا يغفلون أهدافهم الحقيقية من هذه الحرب، وهي السيطرة على غزة وتهجير القدر الأكبر من سكانها وأهلها.

حماس وتجارب إلقاء السلاح

المؤكد أن حماس لا توافق على سحب السلاح أو نزعه أو تسليمه، لأنه يمثِّل الدفاع عن الأرض بالنسبة إليها. وهي غير مستعدة للبحث في مصيره من دون التفاهم مع الفصائل الأخرى، ومن دون ربط ذلك ببناء دولة فلسطينية. وهي في ذلك تواجه مساعي نتنياهو إلى توسيع مخطط الاستطيان في الضفة الغربية، ولو أنه لم يلجأ الى إقرار السيادة الإسرائيلية عليها. فما يهمه هو قطع الطريق على أي حديث عن الدولة الفلسطينية، وأهدافه تتجاوز كلياً السيطرة على غزة، أو الانتقام لعملية 7 أكتوبر. إنه يريد مواصلة الحرب لتغيير التوازنات، وفرض هيمنة اسرائيلية أمنية وعسكرية وسياسية وحتى اقتصادية على مستوى المنطقة ككل. وتستذكر حماس تجارب كثيرة. فهي إذا ألقت السلاح وسلمته، ستتعرض لحرب أعنف، وستواصل إسرائيل عمليات التهجير. وإذا غادرت القطاع، فهي تخشى من تكرار سيناريو خروج منظمة التحرير من بيروت عام 1982 وتكرار مجزرة صبرا وشاتيلا.

إيران في الميزان

في هذا السياق، كل الأجواء الدولية تفيد بأن لا مصلحة للإسرائيليين في وقف الحرب على غزة، وأن هذه الحرب مفتوحة ومستمرة ولا أفق لكيفية إنهائها. ولا يمتلك نتنياهو أي رؤية في هذا الشأن. وهو خرج، مساء الإثنين، ليعلن عن معطيات لديه مفادها أن إيران تريد العودة إلى طاولة المفاوضات، بينما واشنطن تفرض على طهران شروطاً واضحة، هي وقف تخصيب اليورانيوم، وتسليم الصواريخ البالستية، ووقف دعم حلفائها في المنطقة. فإذا وافقت طهران على ذلك، يمكن لمسار الحلّ أن يسلك طريقه، وقد يتكفل بوقف الحرب. وأما إذا لم توافق إيران على هذه الشروط، فإنها ربما تعود إلى طاولة المفاوضات، من خلال إعداد العدة لعملية عسكرية مشتركة مع حلفائها، ومن جبهات مختلفة.

 

لبنان بين نزوحَين: من معارضي الأسد إلى معارضي الشرع

جمال محيش/المدن/08 تشرين الأول/2025

مع اندلاع الانتفاضة السورية عام 2011 بدأ لبنان يستقبل الفارّين من جحيم الحرب ومعظمهم من المعارضين للنظام السوري السابق. اليوم، وبعد أكثر من عقد على تلك المأساة، تتكرّر الصورة لكن من الجهة الأخرى: لبنان يستقبل الهاربين من العنف والاضطراب في الساحل السوري والسويداء وجلّهم من معارضي النظام الحالي. هذا التناقض لا يدلّ على أنّ لبنان واحةً للديمقراطية كما قد يُظَنّ، بل هو يعكس حقيقةً أعمق: ذلك أنّ تعدد المذاهب أوجد هامشاً من الحرية يتنفّس فيه المبعدون ويجعل من الأرض اللبنانية ملاذاً لمن ضاقت بهم الجغرافيا السياسية والخرائط الممزقة. من جبل لبنان إلى عكار وطرابلس، استقبل لبنان مجدداً موجات نزوح مختلفة: آلاف الدروز الذين آثروا الفرار من معركة السويداء، وعشرات الآلاف من العلويين الذين أجبروا على النزوح بعد موجة الاعتداءات والاغتيالات والخطف في الساحل السوري. وقد ترافق وصولهم مع مساعٍ ومبادرات إنسانيّة من جهات مختلفة.

مبادرة "أهل البيت": جهود إنسانية أم أبعاد سياسية؟

من أبرز هذه المبادرات، ما أُطلق عليه "أهل البيت" تحت إشراف "منظمة إنماء سوريا الغربية"، منظمة تأسست في واشنطن، تسلط الضوء على ما سمتهُ اضطهاد الأقليات العلوية والدرزية والمسيحية، إضافة إلى المجتمعات الكردية والسنية المعتدلة، مع التركيز على “مشاريع التنمية المستدامة والتمكين وإعادة الإعمار” كما جاء في أهداف تأسيسها.  لكن مبادرة "أهل البيت" لا تقتصر على البُعد الإنساني فحسب، إذ تكشف وثائق وتقارير عن تمويلٍ للمشروع بواسطة  اللواء كمال الحسن ، أحد أبرز الأسماء المرتبطة بالنظام الأسدي، والمفارقة أنّ الحسن نفسه من بين الأفراد المدرجين على قائمة العقوبات الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية (OFAC) بموجب برنامج PAARSS، وقد شغل سابقًا منصبًا رفيعًا في جهاز الاستخبارات العسكرية ولا سيما في الفرع 227. وهذا ما أثار تداعيات سياسية لدى أوساط بعض مناصري الحكومة السورية، الذين اعتبروا أنّ لبنان يفتح أبوابه أمام جماعات من “فلول النظام السابق” تحت عناوين إنسانية قد تتحوّل لاحقًا إلى ورقة ضغط ضد الحكم القائم في دمشق، مما يشكل خطراً على الدولة السورية وبالتالي يُدخل لبنان في دائرة توتر جديدة مع الجارة تفضي إلى أزمات متعددة.

المجلس الإسلامي العلوي: "الملف إنساني لا سياسي"

وفي هذا السياق، يوضح مدير مكتب رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أحمد عاصي في حديث خاص لـ"المدن" أنّ “مقاربتنا لمسألة النزوح السوري المستجد تنطلق من واقع إنساني بحت، وواجبنا أن نقف إلى جانبهم كما وقفنا إلى جانب غيرهم في الماضي”.

ويرى أنّ الحديث عن خطر المسّ بالتركيبة الديموغرافية في لبنان "لا يخرج عن طور المزايدات على الطريقة اللبنانية، حيث يحبّ بعض الأفرقاء أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك”. ويضيف عاصي أنّ “العلويين الذين نزحوا إلى لبنان يقيم أغلبهم في مناطق ذات وجود علوي، وما إن يستتب الوضع في بلادهم لن يبقوا في لبنان 24 ساعة”، داعيًا الدولة اللبنانية إلى النظر في أوضاعهم الإنسانية والاجتماعية والتربوية كما نظرت في أوضاع نازحي السويداء. ويشير إلى أنّ المجلس الإسلامي العلوي يرفض التمييز بين النازحين، قائلاً: “إن صحّ ما نسمعه عن قبول تسجيل بعض نازحي السويداء في المدارس، فلن نقبل أن يكون هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد". أما عن مبادرة "أهل البيت"، فيوضح أنّ "بعض العائلات كانت تعيش داخل خيم في عكار، ومع اقتراب فصل الشتاء، تبرع أحد المهتمين بنقلهم إلى شقق سكنية حرصًا على كرامتهم وسلامتهم، ونحن نبارك كل عمل فيه مسحة خير وإنسانية.” ويضيف أنّ المجلس الإسلامي العلوي لا يعنيه إن كانت الجهة الداعمة مرتبطة بشخصية من النظام السابق، طالما أن الهدف “إنساني بحت لا يمت بصلة لأي نشاط سياسي". وردًا على الاتهامات المتعلقة بـ"الفلول"، يقول الشيخ عاصي: "تهمة الفلول تطال الذي لا تهمة له، فهل يستطيع أحد أن يحدد من هم الفلول؟ أحيانًا كل من لا يحمل فكرك تعتبره من الفلول، وهذه طريقة لبنانية معروفة. نحن نراقب المشهد من منطلق إنساني، ولن نتعاطى مع أي شخص مطلوب من القضاء اللبناني، أما من يسعى لمساعدة أهله فنقول له: بارك الله بكم".

في النهاية، لا يملك لبنان الخيار في مَن يلجأ إليه، لكن مذاهبه وطوائفه هي المنارة لأمواجهم المتتالية والمتلاطمة أحياناً والحضن الدافئ لهم...رغم ما تستقدم معها من أوزار حروبٍ وقتلٍ وتشريد وحكايات متناقضة قد تجرّ لهذا البلد المأزوم والمثخن بالجراح أزماتٍ لا يستطيع دفعها...لكنه بالتأكيد هو في غنىً عنها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عون يرحب بزيارة البابا لاون للبنان: ننتظرها برجاء كبير

المدن/07 تشرين الأول/2025

رحّب رئيس الجمهوريّة جوزاف عون بالزّيارة الرّسوليّة الأولى التي سيقوم بها البابا "لاون الرابع عشر" للبنان، قائلًا: "بإيمانٍ راسخٍ ووجدانٍ مفعمٍ بالامتنان، أرحّب باسم الشّعب اللّبناني بإعلان الكرسيّ الرّسوليّ الزّيارة الرّسوليّة التّاريخيّة التي سيقوم بها قداسة البابا لاون الرابع عشر للبنان، تلبيةً للدّعوة الرّسميّة التي وجّهتها إليه. إنّ هذه الزّيارة التي يقوم بها قداسته إلى وطننا في بداية حبريّته ليست مجرّد محطّةٍ رسميّة، بل لحظةً تاريخيّةً عميقةً تعيد التّأكيد على أنّ لبنان، رغم جراحه، لا يزال حاضرًا في قلب الكنيسة الجامعة كما في وجدان العالم، مساحةً للحرّيّة، وأرضًا للعيش المشترك، ورسالةً إنسانيّةً فريدةً تعالن السّماء وتخاطب ضمير البشريّة". وأضاف عون: "إنّ هذه الزّيارة المباركة تشكّل علامةً فارقةً في تاريخ العلاقة العميقة التي تجمع لبنان بالكرسيّ الرّسولي، وتجسّد الثّقة الثّابتة التي يوليها الفاتيكان لدور لبنان، رسالةً ووطنًا، في محيطه وفي العالم، كما شدّد عليها الأبحار الأعظمون الذين طالما اعتبروا لبنان، بتعدّديّته الفريدة وبإرثه الرّوحيّ والإنسانيّ، أنّه أكثر من وطن، إنّه أرض حوارٍ وسلامٍ، وملتقى للأديان والثّقافات، ورسالةٌ حيّةٌ للعيش المشترك". وتابع رئيس الجمهوريّة: "يأتي قداسة البابا إلى لبنان، وقلوب أبنائه مشرعةٌ له من أقصى الشّمال إلى أقصى الجنوب. جميع اللّبنانيّين، مسيحيّين ومسلمين، من مختلف الطّوائف والمكوّنات، يتهيّأون منذ الآن لاسْتقباله بفرحٍ صادقٍ ووحدةٍ وطنيّةٍ نادرةٍ تعكس صورة لبنان الحقيقيّة. إنّ لبنان، قيادةً وشعبًا، ينظر إلى هذه الزّيارة بكثيرٍ من الرّجاء في زمنٍ تتعاظم فيه التّحدّيات على مختلف المستويات. ونراها نداءً متجدّدًا إلى السّلام، وإلى تثبيت الحضور المسيحيّ الأصيل في هذا الشّرق، وإلى الحفاظ على نموذج لبنان الذي يشكّل حاجةً للعالم كما للمنطقة". وختم بالقول: "أتوجّه بالشّكر العميق لقداسة البابا لاون الرابع عشر على استجابته لدعوتنا، وعلى محبّته للبنان وشعبه. إنّنا ننتظر هذه الزّيارة التّاريخيّة بكثيرٍ من الرّجاء والفرح، مؤمنين بأنّها ستكون محطّةً روحيّةً ووطنيّةً جامعةً، تحمل معها بلسمًا للقلوب ودعمًا معنويًّا كبيرًا للبنان في مسيرته نحو النّهوض والاستقرار".

إعلام الفاتيكان يعلن الموعد

وصدر عن مكتب الإعلام في الكرسيّ الرّسوليّ إعلانٌ رسميٌّ للزّيارة جاء فيه: "تلبيةً لدعوة فخامة رئيس الجمهوريّة والسّلطات الكنسيّة اللّبنانيّة، سيقوم الأب الأقدس بزيارةٍ رسوليّةٍ إلى لبنان من 30 تشرين الثّاني إلى 2 كانون الأوّل. وسيعلن عن برنامج الزّيارة الرّسوليّة في حينه".

ترحيبٌ كنسيٌّ واسع

ورحّب مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بالإعلان عن الزّيارة، مؤكّدًا باسم رئيس المجلس، البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، أنّه "نستقبل هذا الحدث التّاريخيّ بفرحٍ عظيمٍ ورجاءٍ متجدّد، راجين أن تحمل هذه الزّيارة الرّسوليّة للبنان سلامًا واستقرارًا، وأن تكون علامة وحدةٍ لجميع اللّبنانيّين مسيحيّين ومسلمين في هذه المرحلة الدّقيقة من تاريخ وطننا".

حراكٌ دبلوماسيّ

وعلى صعيدٍ آخر، وصل سفير لبنان لدى الكرسيّ الرّسوليّ في الفاتيكان سمير عسّاف إلى الدّولة لتسلّم مهامّه، وكان في استقباله على أرض المطار وكلاء الرّهبانيّات، إضافةً إلى قنصل لبنان في سفارة الفاتيكان ماري فهيم، وموفدٌ من أمانة سرّ الكرسيّ الرّسوليّ.

سياقٌ تاريخيّ: زيارات البابوات إلى لبنان

وفي تاريخ الزّيارات السّابقة للبابوات إلى لبنان، كان البابا بولس السّادس أوّل بابا يزور لبنان في العام 1964، ولم تكن زيارته رسوليّةً بل محطّةً خاطفةً خلال توجّهه إلى بومباي، واستمرّت لساعةٍ فقط في مطار بيروت، واستقبله الرّئيس شارل حلّو على أرض المطار. وفي العام 1997، زار البابا يوحنا بولس الثاني لبنان في عهد الرّئيس إلياس الهراوي، وأطلق شعار "لبنان بلد الرّسالة"، ودعا الشّباب إلى هدم جدران الحرب والانتقال من الرّيبة إلى الثّقة. أمّا في العام 2012، فزار البابا بنديكتس السّادس عشر لبنان لتقديم الإرشاد الرّسوليّ الخاصّ بالشّرق الأوسط، واستقبله الرّئيس ميشال سليمان، وأقام قدّاسًا مركزيًّا في بيروت. أمّا البابا فرنسيس، فلم تتيسّر له فرصة القيام بزيارةٍ رسوليّةٍ إلى لبنان على غرار أسلافه.

 

جنبلاط بعد زيارة عون: "الجو مطمئن".. وفضل الله ينتقد الحكومة

المدن/07 تشرين الأول/2025

أشار الرئيس السّابق للحزب التقدميّ الاشتراكيّ وليد جنبلاط، لدى مغادرته قصر بعبدا، إلى أنّ "الزيارة كانت ودّيّة، والجوّ مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة"، لافتًا إلى أنّ "الجيش اللّبنانيّ يقوم بعمل جبار في الجنوب". وكان جنبلاط قد قام بزيارة غير معلنة إلى القصر الجمهوريّ برفقة نجله النائب تيمور جنبلاط. وحملت الزيارة دلالات سياسيّة، إذ أوحت الأجواء المسربة عن الاجتماع بأنّ المواضيع الّتي نوقشت كانت على جانب كبير من الأهمية. وبحسب المعلومات، بدأ اللقاء بجولة أفق حول المرحلة الراهنة، وسُجل تطابق في وجهات النظر حيال العديد من الملفات. وشدّد الطرفان على أنّ الجيش يقوم بعمل جبار رغم حملات التشكيك الّتي يتعرض لها، حيث أكّد جنبلاط ضرورة الوقوف خلف المؤسّسة العسكريّة ودعم مساعيها.

فضل الله لا مفاعيل قانونيّة لـ"تعليق العلم والخبر"

إلى ذلك قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب حسن فضل الله، خلال تصريحٍ في مجلس النّوّاب، إنّ "الأكثريّة الحكوميّة لم تكن بحاجةٍ إلى صرف جلّ وقتها لإصدار بيانٍ بتعليق العلم والخبر المعطى لـ"الجمعيّة اللّبنانيّة للفنون، رسالات"، متجاهلةً مشكلات البلاد الكثيرة، وهو بيانٌ ليس له أيّ سندٍ في القوانين اللّبنانيّة أو النّصوص الدّستوريّة، أو حتّى الممارسة الدّستوريّة سابقًا، وبالتّالي لا تترتّب عليه أيّ مفاعيل قانونيّة". وأضاف: "إنّ زجّ مجلس الوزراء لإصدار بيانٍ مليءٍ بالمغالطات هو ما يسيء إلى هيبة الدّولة وصورة الحكومة ومصداقيّتها أمام الرّأي العامّ، الّذي شهد على فعّاليّة الرّوشة والتزام النّاس والقوّات الأمنيّة بالقانون والحرص على الأملاك العامّة". وتابع: "ولعلم هذه الأكثريّة الحكوميّة، فإنّ قانون الجمعيّات ينصّ على إعطاء "علمٍ وخبرٍ" للجهات المعنيّة ليس إلّا، والحرّيّات العامّة لا يمكن تعليقها، والفنون بأشكالها المختلفة هي رسالة "رسالات"، وستبقى تنساب مثل موسيقاها وصورتها الرّاقية، ولن تتوقّف عن العزف للحياة ولشعبها الوفيّ، ولن يؤثّر أيّ تشويشٍ على مواصلتها لعملها".

باسيل يلتقي داغر

استقبل رئيس "التّيّار الوطنيّ الحرّ" النّائب جبران باسيل معاون رئيس حزب الكتائب اللّبنانيّة للشّؤون السّياسيّة والانتخابيّة سيرج داغر، وذلك في إطار جولته على قادة الأحزاب اللّبنانيّة، وترافقه عضو المكتب السّياسيّ السّيّدة زينة حبيقة، وبحضور النّائب السّابق إدي معلوف.

وبحسب بيان اللّجنة المركزيّة للإعلام في "التّيّار"، تطرّق المجتمعون إلى الأوضاع الدّاخليّة في لبنان، إضافةً إلى التّطوّرات في المنطقة وانعكاساتها على السّاحة اللّبنانيّة. وأجمعوا على أهميّة إجراء الانتخابات النّيابيّة في موعدها، من دون أيّ تأخيرٍ أو تأجيلٍ، نظرًا إلى دورها المحوريّ في الحياة السّياسيّة، ولأنّها تعزّز الثّقة الدّوليّة بلبنان. كما عرض رئيس "التّيّار الوطنيّ الحرّ" موقفه من اقتراع المنتشرين، مؤكّدًا أنّه كان السّاعي الأوّل، منذ كان وزيرًا للخارجيّة، إلى إشراكهم في الحياة السّياسيّة، من خلال تمكينهم من التّصويت من الخارج، ومنحهم حقّ التّرشّح عبر تخصيص ستّة مقاعد للانتشار.

 

القوات مرتاحة لتقرير الجيش.. لكن المهلة تقلقها

جورج حايك/المدن/08 تشرين الأول/2025

اتجهت أنظار القوى السياسية اللبنانية إلى جلسة مجلس الوزراء أمس، ترقّبًا لما سيتضمّنه التقرير الأوّل حول تنفيذ خطة الجيش اللبناني التي كُلِّف بها في جلسة 5 أيلول الفائت. ورغم سريّة هذا التقرير الذي عرضه قائد الجيش العماد رودولف هيكل، إلّا أنّ بعض النقاط تسرّبت منه إلى وسائل الإعلام، وأهمّها كشف معلومات عن تنفيذ الجيش 4200  مهمة في جنوب الليطاني خلال شهر أيلول، وهو رقم يتجاوز مجموع المهمّات التي نُفِّذت في الأشهر السابقة، والتي اقتصرت على 1800  مهمة. كذلك نفّذ الجيش ما لا يقلّ عن 39  مهمة بطلب من لجنة "الميكانيزم"، وأغلق 11 نقطة عبور من جنوب الليطاني إلى شماله، كما أغلق 7 أنفاق تابعة لـ"الحزب"، وفجّر عددًا كبيرًا من الذخائر. وأكّد هيكل أنّ الجيش سينهي عمله في جنوب الليطاني عام 2025. أمام هذه المعطيات، أبدت أوساط في "القوّات اللبنانية" ارتياحها لهذا التقرير، وفي قراءة سياسيّة أوليّة أشارت إلى أنّ الحكومة من خلاله تؤكّد مضيّها في تنفيذ قرار حصر السلاح الذي اتُّخذ في 5 آب، وأنّ ما أنجزه الجيش من مصادرة أسلحة لـ"الحزب" وغيره من الفصائل الفلسطينيّة يمنح صدقية لقرار الحكومة، والجيش سيواصل تنفيذ هذه الخطة. وتلفت الأوساط في "القوّات" إلى أنّ ما يحصل يخالف إرادة "الحزب" الذي اعتبر أنّ القرار الحكومي يخدم المشروع الإسرائيلي، وهذا ما يؤكّد أنّ الحكومة لا تخضع للترهيب والتهديد، وهي ماضية في عملها مهما استخدم "الحزب" من عبارات تخوين وتمسّك بسلاحه. من جهة أخرى، تشير الأوساط في "القوّات" إلى أنّ تحديد العماد هيكل مهلة انتهاء مهام الجيش في جنوب الليطاني حتى آخر السنة قد لا يتناسب مع سرعة التطوّرات في المنطقة، وخصوصًا المستجدّات في قطاع غزّة. وعلى الحكومة اللبنانية أن تأخذ في الاعتبار سرعة المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس"، واسترداد الرهائن، تعيين السلطة الانتقالية. والسؤال الذي تطرحه الأوساط في "القوّات": هل سيمنح المجتمع الدولي عمومًا، والولايات المتحدة خصوصًا، لبنان الوقت الكافي لتنفيذ خطة الجيش؟ أم سيفوّضان إسرائيل لإنهاء مسألة سلاح "الحزب"، ما يعرّض لبنان لمزيد من النكبات؟

وتعتبر الأوساط في "القوّات" أنّه "على الحزب أن يقرأ جيّدًا ما حصل مع "حماس"، التي تخلّت عن مشروعها المسلّح تجنّبًا لمزيد من العنف، والمطلوب منه أن يقوم بالخطوة نفسها، ويُسهّل للجيش استكمال مهمّته في شمال الليطاني". إلى ذلك، كانت تفضّل الأوساط في "القوّات" أن يكون التقرير علنيًّا ومواكَبًا من الإعلام، لتأكيد جدّية تطبيق خطة الجيش رغم ثقتها به، لكن لا ثقة بـ"الحزب" الذي يلعب على عامل الوقت، آملًا في التوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. لذلك، هناك تخوّف "قواتي" من أن يُقدم على إثارة مشاكل سياسية وبلبلة في الشارع كما حصل في منطقة الروشة، فيقطع طريقًا من هنا ويضغط من هناك، لعرقلة خطة الجيش في الأشهر المقبلة، وخصوصًا في مرحلة شمال الليطاني. كما تقلق الأوساط من أن يستغرق تنفيذ خطة الجيش أكثر من سنة، ما قد يؤدي إلى فشلها. ومع ذلك، تولي الأوساط في "القوّات" ثقتها الكاملة بالجيش وقائده، وتؤكّد أنّ العبرة في التنفيذ، ولا مجال لهدر الوقت، لأنّ التطوّرات في المنطقة تتسارع، والتباطؤ ليس في مصلحة لبنان.

 

الكتائب: لا مبرّر لبقاء أي سلاح خارج إطار الدولة ولتسريع بسط الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية

وطنية/07 تشرين الأول/2025

عقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، وناقش الأوضاع السياسية والأمنية. ورحّب المجتمعون في بيان، ب"التقدّم المحقَّق في تنفيذ خطة الجيش اللبناني، وفق ما ورد في تقريره المرفوع إلى مجلس الوزراء"، ودعا إلى "استكمال التنفيذ وتسريعه على كامل الأراضي اللبنانية، كما نصّت عليه قرارات الحكومة". وجدّد الحزب دعوته "المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان ومنع أي تصعيد عسكري يهدّد السيادة اللبنانية وسلامة المدنيين، ولا سيما في الجنوب". وتوقّف عند "تكرار تصريحات مسؤولي حزب الله، ولا سيما نوابه، بأنهم غير معنيين بنزع السلاح في شمال الليطاني"، وسأل: "إذا كان حزب الله قد تخلى عن سلاحه جنوب الليطاني متنازلاً بذلك عن نيته محاربة إسرائيل، فبأي هدف يتمسك بهذا السلاح شمال الليطاني؟ أليس في ذلك إصرار على الاحتفاظ بفائض القوة وصرفه في مواجهة اللبنانيين والانقلاب على الدولة ومفهوم الشرعية؟". واشاد ب "الخطوات التي اتخذها وزير العدل، ولا سيّما تعميمه الأخير المتعلّق بكتاب العدل، لما يشكّله من محاولة جدّية لإخراج لبنان من اللائحة الرمادية لمكافحة تبييض الأموال، وبمبادرته تجاه السلطات السورية للحصول على معلومات عن المتورطين في الاغتيالات السياسية، وفي مقدّمهم قاتل الرئيس الشهيد بشير الجميّل حبيب الشرتوني، إضافة إلى الكشف عن مصير المفقودين في السجون السورية، وفي طليعتهم الرفيق بطرس خوند". كما نوّه الحزب ب"تعيين المحققين العدليين في جرائم الاغتيال لاسيما النائبين بيار الجميّل وانطوان غانم". واكد الحزب "استمراره في معركته لتمكين اللبنانيين غير المقيمين من الاقتراع لـ 128 نائبًا، ويأخذ علمًا بالحركة التي يقوم بها رئيس الحزب مع المسؤولين اللبنانيين لمعالجة هذه المسألة"، داعيًا الحكومة إلى "إرسال التعديل اللازم إلى مجلس النواب، لضمان إجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية ومشاركة اللبنانيين جميعًا في الداخل والخارج". وفوّض المكتب السياسي "الأمين العام للحزب إجراء ورشة تعيينات شاملة في جميع المراكز الحزبية".

 

جعجع: على حزب الله أن يتعظ من تجربة حماس في غزة

وطنية/07 تشرين الأول/2025

 اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في مقابلة مع "وكالة الصحافة الفرنسية "من معراب،  أنه "يتعيّن على حزب الله أن يتعظ من تجربة حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، وأن يسلّم سلاحه الى الدولة اللبنانية في أقرب وقت ممكن".

وقال ردا على سؤال حول الخيارات المتاحة أمام "حزب الله" بشأن تسليم سلاحه: "في ما يتعلق بموضوع السلاح، برأيي لا خيارات أمام “الحزب”، لسبب بسيط أنه لدينا مجلس نيابي شرعي.. انتخب رئيس جمهورية شرعي مئة في المئة وامجلس النيابي اعطى ثقة لحكومة شرعية مئة بالمية. عندما نتحدث عن دولة، مشكلتك الكل يتحدثون عن دولة في لبنان، لكن من هي الدولة في لبنان؟ هي السلطات الشرعية، وتحديدا الحكومة اللبنانية، التي هي في موقع القرار الفعلي، لان المجلس النيابي في الموقع التشريعي. فالدولة أخذت قرارا، وليس بامكان الحزب ان يقبل أو لا يقبل. تصور ان كل قرار يصدر عن الدولة،  يقبل به احدهم وآخر لا يقبل. إما انك تعيش في هذه الدولة وفي ظلها، وبالتالي تتقيد بقراراتها كما هو الوضع في كل دول العالم. وإما تصبح خارج الدولة. مسؤولو “الحزب” برأيي يزايدون في الوقت الراهن. وصراحة لا افهم كثيرا ما الذي يقومون به وصراحة اكثر واكثر لم أفهم حرب الاسناد التي كان واضحا اين ستصل. وبصراحة اكثر واكتر لم افهم كل حرب السابع من تشرين، على اي أساس قاموا بهذه الخطوات، بالتالي لا خيار لدى الحزب الا ان يسلم سلاحه الى الدولة اللبنانية لان ثمة دولة وهي أخذت القرار". وتابع:  "إذا افترضنا ان حماس تسلم سلاحها متأخرة لعامين، فـالحزب متأخر لثلاثين الى اربعين سنة 40 عن تاريخ بدء العمل باتفاق الطائف.. وبالتالي لم يكن يتعين أن ينتظر حماس ليرى ماذا ستفعل. لضرورات لبنانية داخلية، لقيام دولة فعلية في لبنان، يجب ان يكون كل السلاح داخل الدولة. على الأكيد على “الحزب” أن يتعظ مما يحدث حاليا مع حماس. هذا سبب اضافي، وان يسلم سلاحه للدولة في أقرب وقت ممكن. حرام إضاعة الوقت. لقد اضعنا ثمانية شهور من العهد الجديد اذا مش تسعة وحرام أن نضيع وقت اكثر بعد". سئل: هل الدولة قادرة على إلزام "الحزب" بتسليم السلاح؟ اجاب: "الدولة دائما هي الفريق الأقوى الموجود، بخلاف كل موازين القوى العسكرية أو أي شيء آخر، خصوصا في الوقت الحاضر، وبالتالي الدولة دائما قادرة. حاليا بعض المسؤولين ما زالوا يأخدون ويعطون ، هذا منحى لدى البعض، ليس لان الدولة عاجزة. الدولة ولا في أي وقت من الأوقات تكون عاجزة. على السلطة السياسية وهي رئيس الجمهورية والحكومة أن يظهروا أنهم أخدذوا قرارهم وماضون في تنفيذه. برايي حينها أمور كثيرة ستُحلّ ومن دون ضربة كف، بخلاف ما يعتقد كثر. يتعين أن يكونوا حازمين، لا ان يقدموا على خطوة الى الأمام وأخرى الى الخلف".  وعما اذا كان لديه انطباع بغياب الحزم المطلوب في هذا السياق؟ قال : "في بعض النواحي برأيي، لا يوجد الوضوح والحزم الكافيين".

سئل: هل تخشى من حصول اقتتال داخلي في حال رفض الحزب تسليم السلاح؟

اجاب: "أكبر خطأ يقع الواحد منا فيه إذا تحدث عن اقتتال داخلي. نتحدث عن اقتتال داخلي حين يكون هناك ثمة فرقاء في الداخل مختلفين حول أمر ما ويصل فيهم الأمر الى حد الاقتتال. لكن هنا، نحن نتحدث عن دولة. مع الدولة لا يوجد اقتتال داخلي. إذا كان ثمة من يريد أن يعارض الدولة، فعليها في مكان ما أن تستخدم الحزم لتحل المشكلة و إلا لا تكون الدولة دولة.

سئل:  خضتم في الماضي كقوات لبنانية تجربة تسليم السلاح، ماذا تنصحون الحزب؟

اجاب: " ان الحزب بالطريقة التي يتصرف بها حاليا يضع نفسه خارج اللعبة السياسية. “الحزب” بحكم منطق الأمور، بحكم الوقائع، وبحكم المعطيات كلها المستجدة، من الطبيعي جدا أن يقول أن اسلم سلاحي للجيش اللبناني، وليس لجهة غريبة، اي للمكان الذي يتعين أن يكون السلاح فيه اساسا، وبعدها ينخرط في اللعبة السياسية. يقول “الحزب” دائما ان لديه قاعدة شعبية كبرى، اعمل انت وهذه القاعدة لتنميها  أكثر وأكثر، وليصبح عندك قوة سياسية أكبر وتصبح فاعلا في الحياة السياسية اللبنانية. في حين أن ما تفعله حاليا ازاء قضية السلاح هو انك تضع نفسك خارج اللعبة السياسية، وتضع نفسك خارج القانون وتجعل نفسك وكأنك متمرد على الدولة. وهذا أمر يضعف موقفه ولا يقويه".

اضاف: "إذا كان لدى الحزب مكتسبات نالها بسبب السلاح، فهذه مكتسبات غير شرعية يتعين أن يردها. وإذا لديه مكتسبات في السياسة، فلا أحد يستطيع ان ينزعها منه. وبما أنه ذكرت ما حدث مع مع القوات اللبنانية، لنرى ماذا حصل معها حاليا. القوات اللبنانية لديها سلاح حاليا؟ ابدا… ولديها ثقلها الكبير في السياسة وبإمكان “الحزب” ان يكون كذلك بسهولة. لماذا يتأخر؟ وكلما يتأخر كلما يخسر من امكانية أن يكون لاعبا سياسيا أساسيا".

سئل: هل قرار تسليم السلاح داخلي ام بيد إيران وحساباتها؟

اجاب: "للأسف أن القرار يعود لإيران.. بكل أسف أقول ذلك، لكن نحن بالنسبة لنا لا يمكن إلا أن نفترض أن “الحزب” فصيل لبناني وويتعين أن يأخذ بنفسه القرار، لكن عمليا القرار في إيران. لأن قرار نشوء “الحزب” كان بيد إيران وبالتالي قرار تسليم السلاح بيدها. كل هذا السلاح من إيران، وكل تمويله من إيران، وكل اللوجستية من إيران. لكن ليجب أن ننتهي منذ ها الأمر لسبب اولى. برأيي على “الحزب” ان يرد أمرو كثيرة للشعب اللبناني، يعني ضيّع على الشعب اللبناني 35 سنة، وبالفعل كان الحزب سببا رئيسيا إن لم يكن الرئيسي وراء الأزمات التي وقعنا فيها  خصوصا الأزمة المالية.. ترين حاليا كيف أن الوضع المالي والاقتصادي يتحسن شيئا فشيئا، لسبب بسيط أنه تم رفع يد “الحزب” عن تأثيره داخل الدولة، هو وحلفاؤه الفاسدين. بالتالي، لا نريد أن نكافئ “الحزب” على ما فعله آخر 35 سنة.. بل عليه هو أن يحاول ان يرد بعض من الخسائر التي تلقاها الشعب اللبناني جراء وجود “الحزب” وأعماله".

وعما اذا كان لبنان يتحمل تبعات المماطلة في تسليم السلاح؟ قال :"القصة ليست مسألة السلاح بل انتظام العمل في الدولة، أي أن تصبح الدولة دولة فعلية. وحتى تصبح كذلك، يتعين أن يكون القرار الأمني والعسكري بيدها وأن تحتكر السلاح. هذا الأمر ليس وقفا على الدولة اللبنانية، لكن كل دول العالم التي تحترم حنفسها تتصرف بهذه الطريقة. اذا لم يحصل ذلك، فسنكون خسرنا أنفسنا،لا سمح الله 100%.. لن نخسر الدعم العربي أو الدعم الدولي، أي بالمعنى المادي، بل بكل المعاني الممكنة ونكون خسرنا حالنا بالدرجة الأولى.. كم سنبقى بدون دولة؟ عشنا 35 سنة بدون دولة فعلية، والان يتعين أن نكمل سنة او اثنيتني او ثلاثة بدون دولة  فاعلة؟ بالتأكيد لن نقبل".

سئل: هل تخشون من حرب اسرائيلية جديدة على لبنان؟

اجاب: "في ظل الوضع القائن في المنطقة وعلى وقع المعادلات السياسية الجديدة التي تنشأ ، كله وارد. لكن ليس هذا السبب الرئيسي، بالنسبة لي السبب الرئيسي هو انتظام الوضع في لبنان وقيام دولة فعلية في لبنان. من دونها، لسنا قادرين على فعل شيء. لا يضحك أحدنا على الآخر. نريد دولة فعلية ولتصبح دولة فعلية يجب أن يكون كل السلاح معها، نقطة على السطر، إذا كانت إسرائيل تود ان  تصعد او لا تود. على المسؤولين الرئيسيين في الدولة أن يطلبوا حضور جماعة “الحزب”، ويوقلولن لهم  أنتم لبنانيون مثلكم مثل غيركم نحبكم بقدر ما نحب غيركم. لكن نحن اليوم مسؤولون في الدولة ولم يعد ممكنا أن نتغاضى عن وجود سلاح خارج الدولة. تفضلوا وسلموا سلاحكم وإلا لن يكون هناك دولة وأصدقاؤنا العرب سينكفئون عنا وأصدقاؤنا الأوروبييون والأميريكيون سيتركونا وهذا أمر لسنا على استعداد له. تفضلوا وسلموا السلاح. لا ان يجدوا لهم اسبابا موجية، واسرائيل. ومشكلتك كل حدا عنده موبقة بده يعملها بيقلك إسرائيل، بس هودي ما بيحلوا المشكلة هون ولا بيجيبو خبز على بيت العايز بلبنان".

سئل:  بنيامين نتانياهو قال في الامم المتحدة إن السلام مع لبنان ممكن بعد نزع سلاح الحزب، هل تعتبرون ذلك ممكنا؟

اجاب: "برأيي هذا كلام غير مبني على وقائع، التركيبة اللبنانية معروفة طبيعتها. للبنان وضع خاص… عندما تتفق الاكثرية العظمى من الدول العربية، على التوصل الى حل لمشكلة الشرق الأوسط ككل، حينها يكون لبنان جاهزا.. لكن أن يذهب لبنان الآن لوحده نحو عملية سلام، فلا أعتقد ذلك".

وعن امكانية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها؟ قال: "برأيي من الضروري أن تحصل انتخابات نيابية، لا يمكن ألا تحصل وعلينا أن نعتاد على أن نحترم الاستحقاقات الدستورية.وهذا إستحقاق دستوري في ايار 2026. اين المشكلة في حصوله؟ لا مشكلة ابدا.من جهة ثانية في ما يتعلق بقانون الانتخابات، لدينا قانون نافذ، هناك 67 نائبا قدموا اقتراحا لتعديل بعض البنود في القانون النافذ. ويرفض الرئيس بري حتى الآن أن يدرجه على جدول الأعمال. هذا تصرف غير مقبول. ثمة اقتراح قانون نضعه على جدول اعمال الهيئة العامة، اذا سقط يكون قد سقط وإذا وجد اكثرية النواب أنه يتوجب تعديله، يصار الى ذلك".

وعن هدفه في الانتخابات المقبلة، قال: "صراحة الهدف الرئيسي لنا أن نكبّر كتلتنا، حتي يصبح لنا تأثير أكبر وأكبر وحتى نتمكن من أن نحقق أكبر جزء ممكن من مشروعنا السياسي الذي يعرفه الجميع".

 

قوى الأمن تشيّع شهيدها المعاون أول محمد جابر

نداء الوطن/08 تشرين الأول/2025

شيّعت قوى الأمن الدّاخلي وأهالي بلدة كفرتبنيت شهيدها المعاون أول محمد عدوان جابر، الذي استُشهد بتاريخ 6-10-2025، نتيجة تعرضه لطلق ناري أثناء تأديته واجبه في محلة طريق المطار، وذلك بتاريخ اليوم 7-10-2025 في مأتمٍ مهيب حضره إلى جانب عائلة الشهيد، قائد سرية النبطية العقيد حسن حمود ممثّلًا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله على رأس وفد من الضباط، بالإضافة إلى ممثّلين عن قيادات الأجهزة العسكرية والأمنية وفعاليات دينية واجتماعية، وعدد من زملاء الشهيد ورفاقه. وبعد أن سُجِّي جثمان الشهيد، ألقى العقيد حسن حمود كلمةً رثى فيها المعاون أول، جاء فيها: "نقف اليوم لنُشيّع بطلًا من أبطال مؤسّسة قوى الأمن الداخلي، التي لطالما قدّمت خيرة ضبّاطها وعناصرها فداءً للوطن والمواطنين، وخدمةً للناس والدفاع عنهم. المعاون أول محمد جابر لم يكن مجرّد عنصر في صفوف مفرزة استقصاء جبل لبنان، بل كان عنوانًا للاندفاع والتفاني، حيث ارتقى شهيدًا أثناء قيامه بواجبه، على درب التضحية والفداء. لقد جسّد الشهيد، بأفعاله، القَسَم الذي أقسمه يوم دخوله هذه المؤسسة: أن يحمي، ويَخدم، ويُضحّي دون تردّد. وها نحن، اليوم، نجدّد العهد لك ولجميع شهدائنا الأبرار، بأن نبقى العين الساهرة، والحارس الأمين لأمن الوطن وكرامة الإنسان. نم قرير العين أيها البطل الشهيد، فإننا نعاهدك، من قلب هذه المؤسّسة العريقة الملتزمة بأمن الوطن والمواطنين، على مواصلة المسيرة، ومواجهة الإجرام والمجرمين، وكلّ من تُسوّل له نفسه التطاول على أمن المواطن". بعد ذلك، حمل رِفاق الشهيد النعش على الأكف، وأُقيمت له مراسم التشريفات، وقُدِّم له السلاح على وقع لحن الموت، عزفته مجموعة من موسيقى قوى الأمن الداخلي. ثم انطلق موكب التشييع، يتقدّمه حملة الأوسمة والأكاليل باسم مؤسسة قوى الأمن الداخلي، إلى مثواه الأخير.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 07 تشرين الأول/2025

المجرم السنوار

https://x.com/i/status/1975108772898242605

 

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1975545032577790089

قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}

هذا المصحف الشريف وجدناه في السابع من أكتوبر داخل احدى الكيبوتسات التي اقتحمها دواعش حماس على جثة أحد الارهابيين. قادة #دواعش_حماس استخدموا الاسلام لتبرير جرائمهم المخزية التي حظرها الله تعالى

في مرجعيتهم الدينية - دواعش

في أفعالهم الميدانية - دواعش

حسبي الله ونعم الوكيل فيهم

 

افيخاي ادرعي

من يعتبر السابع من اكتوبر حدثًا مشروعًا أو بطوليًا فهو يبرّر قتل الأبرياء. ومن يصمت ولا يسمي الأحداث بمسمياتها الحقيقية كجرائم بشعة بحق المدنيين - يشارك ولو ضمنيًا في الجريمة.

أيها العرب! لقد نسيتم. هذه هي الفظائع التي ارتكبها دواعش حماس في ذلك اليوم المشؤوم وهذا هو سبب وكستهم. سيبقى السابع من اكتوبر يوم عار في تاريخ البشرية ويوم لعنة على كل من شارك وخطط ونفذ وتورط في هذه الجريمة النكراء https://x.com/avichayadraee//avichayadraee/status/1975259366904455424

 

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1975438512175362409

في مثل هذا اليوم قبل عامين في يوم السابع من أكتوبر المشؤوم استضافني أحد أبرز وجوه الإخوان الشامتين  @AhmedTahaAJ  وسألني مبتسمًا هل شعرت بالهزيمة؟ حيث كان ردّي عفويًا وقويًا: نحن سننتصر عليكم عسكريًا واعلاميًا مهما حاولتم لأن شعب اسرائيل حي…

فرغم هول المجزرة البشعة التي ارتكبتها حماس، والغضب الذي انتابني على رؤية مشاهد قاسية دموية طالت شعبي، رغم الألم الكبير الذي شعرت به لم اشعر ابدأ بالهزيمة لاني ابن شعب اسرائيل الذي لم ينحن يوما، ابن الشعب الذي واجه اعظم الامبراطوريات وحاربها منتصرا شامخا، لاني ابن شعب عرف بصلابته وجبروته في الصعاب

 

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1975540909057196155

صورة وضع حماس اليوم كصورة المتحدثين بلسانها…بدأوا طوفانهم الداعشي بكلمات لمحمد الضيف وهنية وحذيفة الكحلوت والعاروري ليجدوا انفسهم اليوم مستخدمين فوزي برهوم وطاهر النونو…

 

البابا لاون الرابع عشر

في شهر تشرين الأول أكتوبر هذا، وإذ نتأمل مع مريم أسرار المسيح المخلّص، لنكثف صلاتنا من أجل السلام: صلاة تتحول إلى تضامن ملموس مع الشعوب التي تعاني من ويلات الحرب. شكرًا للعديد من الذين في جميع أنحاء العالم التزموا بصلاة مسبحة الوردية المقدسة على هذه النية.

 

بشارة شربل

ذهب و...أوغاد

سعداء بارتفاع قيمة احتياطي الذهب لدى "المركزي" من 14 ملياراً الى 35. لا صندوق نقد ولا استرداد اموال بعد محاسبة سارقيها. ومثلما هو ملاذ آمن للمستثمرين فإنه سيكون ملاذ حلّ آمن يردم فجوة المنظومة ودولتها العميقة العابرة للسنوات والطوائف والرئاسات.

 

نوفل ضو

طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ٣ جزر اماراتية تحتلها ايران!

كل دول العالم تقرّ بالهوية الاماراتية لهذه الجزر وتعترف بالسيادة الاماراتية عليها،وتدعو ايران لإنهاء احتلالها…لكن ايران ترفض وتتشبث باطماعها التوسعية!

لم تتعلّم طهران من دروس السنتين الماضيتين أن مشاريع هيمنتها انتهت!

 

محمد بركات

الخبر ليس جديداً: تزوير جوازات سفر لبنانية من داخل جهاز الأمن العام.

بعضها لصالح تجار #مخدرات، وبعضها قد يكون لأهداف سياسية...

الجديد أنّ هناك تغييراً في إدارة جهاز #الأمن_العام، والمدير العام الجديد اللواء حسن شقير يواجه هذه الانحرافات. المسؤولون قيد المحاسبة، والتحقيقات تتوسّع.

 

يوسف سلامة

هل الثنائي يرفع سقف خطابه السياسي ويرفض تسليم السلاح من أجل مكاسب سياسية في المقابل؟

‏وثيقة "لقاء الهوية والسيادة" ساوت بين المذاهب، لم يتبناها وقاطع مؤتمر بكركي الذي افتتح باب الحوار حولها،

‏نسأله،

‏هل يرغب في قيام دولة؟

‏"لا" تعني عمالة ونصرًا لإسرائيل،

‏"نعم" تعني نضالا وحكمة.

 

 ريكاردو كرم

لقد تمّ الإعلان رسمياً عن زيارة قداسة البابا إلى لبنان من ٣٠ تشرين الثاني إلى ٢ كانون الأول، زيارة تتجاوز البروتوكول، وتمسّ الجوهر. ففي زمنٍ يشتدّ فيه العصف، ويكثر الانقسام، تأتي هذه الزيارة كنبض حياة جديد، وككلمة سلام في أرضٍ عطشى إلى الطمأنينة. يأتي البابا لا ليُخاطب لبنان من بعيد، بل ليُصغي إليه عن قُرب، إلى وجعه وأحلامه، إلى شبابه وإيمانه الذي لا ينطفئ. يأتي ليُذكّر العالم بأنّ هذه الأرض، رغم كل ما مرّت به، ما زالت تحمل رسالة: رسالة التلاقي، والمغفرة، والصمود. فلنفتح قلوبنا لاستقبال هذه الزيارة المباركة، لعلّها تُعيد إلى أرواحنا ما فقدناه من ثقة ورجاء، وتُضيء دربنا نحو مستقبل يليق بلبنان الذي نحبّ. #قداسة_البابا #لبنان

 

الجديد

دور سعودي.. يقلب المشهد في لبنان

https://x.com/i/status/1975276637462639047

لا تصادم داخلياً، ولا خلاف بين العهد والحكومة. والقرار هو بإدارة الازمات بالتفاهم عقب تشنج بالعلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة. مصادر دبلوماسية قالت لـ"#الجديد" إن قرار الإحتواء مرده الى حكمة الرئاسات الثلاث ودورٍ محوري للملكة العربية السعودية التي تضع في سلم أولوياتها التفاهمات الداخلية اللبنانية واستبعاد أي شرخٍ في المرحلة الحالية وهذا نتيجة جهد قام به الامير يزيد بن فرحان ومعه السفير السعودي وليد بخاري

ويجري نقاش مع وزير الدفاع حول مؤتمر الجيش في السعودية، الى جانب انفتاح سعودي - فرنسي على الملفات اللبنانية ومحاولة تفهم المعادلات القائمة.

 

طوني بولس

 7 اكتوبر في عامه الثاني

 ذكرى عملية وحشية ارتكبها حماس بحق مئات المدنيين في إسرائيل، في واحدة من أبشع الهجمات التي شهدها الشرق الأوسط.

 ما سمي بـ "طوفان الأقصى" كان قراراً غبياً، وكان الشرارة التي أشعلت أطول حربٍ في المنطقة منذ عقود — حربٌ ما زالت مشتعلة بعد مرور سنتين.

 من إيجابيات ما حدث أنه أسقط المحور الإيراني بكامله: كان قرارًا استراتيجيًا غبيًا جعل منظومة طهران تتساقط كأحجار الدومينو، من غزة إلى صنعاء مرورًا ببيروت ودمشق.

 بعد سنتين على تلك المجزرة، نتطلّع إلى السلام في المنطقة والعالم، ونأمل أن تكون هذه الذكرى الثانية مدخلًا لمرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.

 لعلّها تكون بداية شرق أوسط جديد خالٍ من التنظيمات الإرهابية ومن هيمنة المحور الإيراني.

 

شارل جبور

لقد غيّر السابع من أكتوبر وجه المنطقة بأكملها، وأخرجها من السيطرة الإيرانية وقواعد الاشتباك بين إسرائيل وأذرع إيران، إلى شرق أوسط خال للمرة الأولى منذ ما يقارب نصف قرن من الممانعة بشقيها الأسد والملالي. وهذا التغيير الكبير ما كان ليحصل لولا حرب يحيى السنوار ومساندة حسن نصرالله.

**"المتضرّر الأول من أحداث السابع من أكتوبر هو إيران ومشروعها التوسعي والتخريبي في المنطقة، أما المستفيد الأول فهي الشعوب الفلسطينية واللبنانية والسورية والعراقية واليمنية والإيرانية، التي كانت مختطفة من قبل إيران، وبدأت تتحرّر منها تدريجيا سعيا لقيام دول فعلية وحقيقية".

موقف اليوم

 

 نديم الجميّل

بين ٧ و٨ تشرين الأول ٢٠٢٣، اتُّخذ قرارٌ دمّر لبنان...

لبنان الذي دفع أثمانًا باهظة كلّما انزلق في صراعات الآخرين، وجد نفسه رهينة أجنداتٍ خارجية لا تمتّ إلى مصلحته بصلة. لم يكن القرار لبنانيًا، ولا نابعًا من حساباتٍ وطنية، بل انعكاسًا لأوهامٍ ووعودٍ فارغة.

مسؤوليتنا اليوم أن نقرأ الحدث بعينٍ وطنية لا بعين الاصطفافات، وأن ندرك أن الاستقرار لا يُصان بالشعارات، بل بالتمسّك بالدولة وبقرار حصر السلاح.

والعبرة أن نبقى على طريق لبنان... طريق الدولة، والسيادة.

 

t - محمد بركات

https://x.com/i/status/1975252037077246235

لماذا استقدم #حزب_اللّه شتّامين #سيكي_لاح_لاح؟

ولماذا غابت الأصوات العاقلة وتقدّم الصفوف الإعلامية من يهتكون الأعراض؟

لأنّ منطقهم انهزم ولا يملكون أجوبة على أسئلة الناس بعد الهزيمة أمام #إسرائيل...

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 07-08 تشرين الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 07 تشرين الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/147995/

 ليوم 07 تشرين الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 07/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/147998/

For October 07/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight