المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 04 تشرين الأول /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.october04.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

إنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وإنكليزي: مؤامرة جبران باسيل وحزب الله وحركة أمل على حق المغتربين الانتخابي/مطلوب من بكركي والمطارنة لموارنة طرد باسيل من الكنيسة ومعاقبته بجرم الحرمان

الياس بجاني/نحن بحاجة لقديس يخلصنا من هذه اللعنة المزمنة

الياس بجاني/كوارث كتيبة المستشارين بقصر بعبدا واستدارات تراجعية لجوزيف عون.

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وانكليزي: استهداف الشيخ عباس يزبك من القضاء المُسيَّس والخاضع لهيمنة ميليشيا حزب الله الإرهابية مرفوض ومستنكر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

غارات إسرائيلية تستهدف بلدة النبطية الفوقا في جنوب لبنان تسببت في اندلاع حرائق واسعة

استهداف الجرمقالخردلي وشركة «معمار»: هل انتقلت إسرائيل لضرب مؤسسات «الحزب»؟

غارات إسرائيلية على النبطية.. ورعد في بعبدا لتطويق ملف السلاح

تقرير غربي: أداء حكومة سلام يهدّد خطة نزع سلاح حزب الله.. سياسياً

كيف يتصرّف «حزب الله» مع خطة الجيش لحصرية السلاح؟...توقعات لبنانية بأن تنسحب خطة غزة على الجنوب

عمان ولبنان وآيرلندا تتابع احتجاز إسرائيل مواطنين شاركوا في «أسطول الصمود»

علي برو يتخلّف عن المثول ويتحدى القضاء: لا أنزل إلى المخافر!

قاآني: حزب الله استعرض قوّته أكثر من أيّ وقتٍ مضى

تقارير أجنبية تحلل وضع "حزب الله": يواجه أزمة وجوديّة

هيكل يجول جنوب الليطاني وتنسيق مع "اليونيفيل"

واشنطن تدعم حصر السلاح بـ 230 مليون دولار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: حماس مستعدة لسلام دائم.. على إسرائيل وقف قصف غزة

حماس تحيي جهود ترامب.. وتوافق على تسليم الأسرى الإسرائيليين

ترمب يلوح بـ«جحيم لا يُطاق» لـ«حماس»... ومهلة حتى الأحد لقبول خطة السلام ...الحركة الفلسطينية تحتاج إلى «بعض الوقت» لدراسة المقترح

السلطات الإسرائيلية تحتجز مواطناً يشتبه في قيامه بالتجسس لصالح إيران

حماس» تهاجم عشيرة «المجايدة» بخان يونس... وإسرائيل تتدخل ..قتلى وجرحى وتبادل جثث وأحياء بين الطرفين

مرشح يهودي لعضوية مجلس الشعب في سوريا لأول مرة منذ عقود

إيران تنفي تجميد أصول «الطاقة الذرية» في تركيا بعد «مراجعة حسابات تابعة للمنظمة»

إيران تعاني.. عقوبات من جهة وتهديدات عسكرية من جهة أخرى

ألمانيا تعرض التفاوض على إيران بشرط التخلي عن «النووي»

خطيب طهران: سنحرث تل أبيب وحيفا إذا هوجمنا

شراكة تركية- سعودية تشمل سوريا ولبنان بالنفط والغاز والتجارة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مُعظَمُنا يَعرف هذه القصّة/الدكتور شربل عازار/فايسبوك

جميع الذين تبلغوا أبدوا تجاوبًا مبدئيًا/نورما أبو زيد/نداء الوطن

عون… خيار الدولة/جو رحال/نداء الوطن

يلّا تنام يلّا تنام/عماد موسى/نداء الوطن

وصفت واقعة الروشة"بالانتكاسة الأخيرة"...واشنطن تعود إلى Maximum Pressure ونزع سلاح "الحزب" في البقاع/أمل شموني/نداء الوطن

"رسالات" تمتحن الحكومة الإثنين... وصفا يغيب عن الاستدعاءات/طوني كرم/نداء الوطن

سيزار الجبار/سناء الجاك/نداء الوطن

صخرة الروشة... تهاوي التهاوي/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

وسط رماد الحرب.. هل ينجح لبنان في خفض الانبعاثات حتى 2035؟/جنى الدهيبي/المدن

إعادة تأسيس الحالة اليسارية/أحمد جابر/المدن

نواف سلام.. حارسُ الكتابِ والجمهورية/طارق الحجيري/المدن

تحت سقف إسرائيلي وفوق طموح روسي.. من يملك مفتاح تسليح سوريا؟/مهيب الرفاعي/المدن

ما هو يوم الكفارة (يوم كيبور)؟/موقع كوت كوستشنز

الإنسانية والفشل في الإقلاع عن العنف/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

بناء السلام وتجاوز الأوهام!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

وفد من لقاء الهوية والسيادة التقى اليوم رئيس الحكومة نواف سلام: لقد حان الوقت كي نبرهن للعالم ولأنفسنا، أننا بلغنا سنّ الرشد، ودولته من المسؤولين القلائل الذين نعتبر أنهم بلغوه

نحنا ناس وحدنا" التي قالتها رشا، أخت الكاتب لقمان سليم، ليست مجرد كلمات عابرة/ محمد الأمين/موقع أكس

الخاسر الأكبر مما حصل في الروشة هو مصداقية الجهة المنظِّمة ومن يقف خلفها/رئاسة مجلس الوزراء/موقع أكس

تجمع مبادرة "نحو الإنقاذ" توجّه أسئلة إلى الحكومة ورئيس الجمهورية...

الاغتراب مش صندوق بريد،  ATM./بيار مارون/فايسبوك

في الموقف من الانتخابات النيابية المقبلة/القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك

كم مرة تمّت إعادة إعمار الجنوب؟/جورج يونس/فايسبوك

رعد زار عون وهيكل: رأب التباينات.. وسلام: لن أتراجع عن طريقي

الرئيس اللبناني يشدد على ممارسة الرقابة القضائية باستقلالية تامة ونزاهة مطلقة

حراك انتخابي: الداخلية جاهزة..ومواقف شتى حول اقترع المغتربين

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 03 تشرين الأول /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا

إنجيل القدّيس متّى12/من43حتى45/:”قالَ الربُّ يَسوع: «إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذَا خَرَجَ مِنَ الإِنْسَان، يَطُوفُ في أَمَاكِنَ لا مَاءَ فيهَا، يَطْلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُهَا. حينَئِذٍ يَقُول: سَأَعُودُ إِلى بَيْتِي الَّذي خَرَجْتُ مِنْهُ. ويَعُودُ فَيَجِدُهُ خَالِيًا، مَكْنُوسًا، مُزَيَّنًا. حينَئِذٍ يَذْهَبُ ويَجْلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْهُ شَرًّا، ويَدْخُلُونَ ويَسْكُنُونَ في ذلِكَ الإِنْسَان، فَتَكُونُ حَالَتُهُ الأَخِيْرَةُ أَسْوَأَ مِنْ حَالَتِهِ الأُولى. هكَذَا سَيَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الجِيلِ الشِّرِّير!».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو: مؤامرة جبران باسيل وحزب الله وحركة أمل على حق المغتربين الانتخابي/مطلوب من بكركي والمطارنة لموارنة طرد باسيل من الكنيسة ومعاقبته بجرم الحرمان

https://www.youtube.com/watch?v=EDe3NuvZ7Vw&t=19s

02 تشرين الأول/2025

 

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وإنكليزي: مؤامرة جبران باسيل وحزب الله وحركة أمل على حق المغتربين الانتخابي/مطلوب من بكركي والمطارنة لموارنة طرد باسيل من الكنيسة ومعاقبته بجرم الحرمان

02 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/147866/

في تاريخ لبنان الحديث، قلّما اجتمع القانون والخبث في نص واحد كما اجتمعا في المادة 122 من قانون الانتخابات رقم 44 الصادر سنة 2017، والتي خُصّصت لحرمان اللبنانيين غير المقيمين من ممارسة حقهم الطبيعي والدستوري بالاقتراع في دوائرهم الأصلية داخل الوطن، أسوة بأبناء بلدهم المقيمين. فقد تمّ فصل المغتربين، وتحديد ستة مقاعد لهم موزعة على القارات الست، بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين، من خلال هرطقة قانونية غير قابلة للتطبيق في شكل من الأشكال.

للتذكير، فإن هذه المادة ليست عفوية، ولا طارئة، بل هي نتيجة تراكمات ومخططات مشينة وتآمرية بدأت مع اتفاق الطائف الذي كان ولا يزال ضربة قاصمة للميثاق الوطني، وللشراكة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين في الحكم. فالطائف لم يكتفِ بضرب صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني، بل ألغى مبدأ المناصفة في وظائف الدولة كافة، وأبقاها شكلياً فقط على وظائف الفئة الأولى. واليوم، تأتي المادة 122 من قانون الإنتخاب كامتداد لهذا النهج الإلغائي، لتكمل عملية عزل المغترب اللبناني – ومعظمه من المسيحيين – عن التأثير الفاعل في القرار السياسي الوطني.

وهنا لا بد من تذكير الجميع بأن مشروع فصل المغتربين عن دوائرهم الانتخابية الأصلية لم يظهر سنة 2017 فقط، بل تعود جذوره إلى عهد الرئيس المعيّن من البعث السوري، إميل لحود، حين حاولت وزارة الخارجية، من خلال مدير الشؤون الاغترابية يومها، هيثم جمعة – أداة نبيه بري المذهبية والإقصائية – تسويق هذا المشروع في بلاد الانتشار، وجرى تكليف النائب الماروني الكسرواني نعمة الله أبي نصر بجولات ترويجية فاشلة له اصطدمت برفض واسع، وكنتُ شخصياً في طليعة ناشطين اغترابيين كثر قاموا بفضحه وتعرية أهدافه المعادية للمغتربين المسيحيين تحديداً، مما دفع النظام اللبناني التابع لسوريا يومها إلى وضع المشروع في الأدراج بانتظار الفرصة المؤاتية لإعادته إلى الحياة.

وقد أُعيد المشروع التآمري هذا إلى الحياة سنة 2017، وهذه المرة عبر بوابة الأحزاب المسيحية نفسها، التي للأسف ارتضت بذمية وبعمى رؤية المساومة على حقوق المغتربين مقابل حفنة من المقاعد هنا وهناك. يومها وافق “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” على المادة 122، وأعطوا الشرعية لهذا القانون المسخ، دون إدراك – أو بتجاهل متعمّد – لخطورته الكيانية ولهدفه الأهم وهو تهميش دور المسيحيين المغتربين. (نشير هنا إلى أن حزب الكتائب رفض القانون ولم يصوت عليه)

راهناً، إن معارضة نبيه بري وحزب الله للدور الاغترابي المسيحي ليست جديدة، فبري معروف بطائفيته وعدائه لكل ما يمتّ للمسيحيين من حقوق أو صلاحيات بصلة، وكذلك عصابة حزب الله الملالوية والإرهابية والجهادية… ولكن الكارثة الأكبر هي أن يسير جبران باسيل، رئيس “التيار الوطني الحر”، على هذا الخط ويعارض إلغاء المادة 122، متنكّراً لحقوق المسيحيين في الانتشار، ومتواطئاً مع من يسعون لضرب دورهم. حقيقة وعملياً، فإن هذا ليس غريباً على باسيل الفاسد والإسخريوطي والمعاقب بقانون ماغنيتسكي الأميركي، فهو تلميذ يوضاصي متخرج بإمتياز من مدرسة عمع ميشال عون الفاشلة في كل ممارساتها السياسية، ذاك العون الذي داكش السيادة بالكراسي وأرضى التبعية المذلة والذمية لحزب الله الملالوي والإرهابي، مما أورث لبنان الخراب، والفراغ، والانهيار.

وما يفضح باسيل مسيحياً عموماً ومارونياً بشكل خاص ويعريه من كل ادعاء الكاذب بالتمثيل المسيحي، هو البيان الجريء الذي أصدره المطارنة الموارنة في بلاد الاغتراب، والذين عبّروا من خلاله بجرأة ووطنية وبكل وضوح عن رفضهم للمادة 122، وطالبوا بإلغائها حفاظاً على حق المغترب اللبناني بالاقتراع في دائرته الانتخابية الأم، وعدم تحويله إلى ناخب من الدرجة الثانية أو “نائب قاريّ” بلا أرض، ولا هوية سياسية حقيقية. (اضغط هنا لقراءة البيان)

نص المادة 122: شرذمة وتفصيل طائفي مغترب

تُخصّص ستة مقاعد للمغتربين اللبنانيين، تُضاف إلى عدد أعضاء مجلس النواب ليصبح العدد 134 نائباً، وذلك في الدورة الانتخابية التي تلي الدورة الأولى التي تُجرى وفقاً لأحكام هذا القانون. يُوزّع النواب الستة على القارات الست على الشكل التالي:

نائب واحد عن قارة إفريقيا

نائب واحد عن قارة أمريكا الشمالية

نائب واحد عن قارة أمريكا الجنوبية

نائب واحد عن قارة أوروبا

نائب واحد عن قارة أستراليا

نائب واحد عن قارة آسيا

تُراعى في توزيع هذه المقاعد المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، بحيث يُخصّص:

مقعد واحد للموارنة

مقعد واحد للروم الأرثوذكس

مقعد واحد للكاثوليك

مقعد واحد للسنّة

مقعد واحد للشيعة

مقعد واحد للدروز

على أن تُحدّد آلية الترشيح والاقتراع والدوائر الانتخابية الخاصة بالمغتربين بمرسوم يُتّخذ في مجلس الوزراء بناءً على اقتراح وزيري الداخلية والخارجية، وتُخفض ستة مقاعد من مقاعد مجلس النواب الـ128 في الدورة التي تليها، من المقاعد العائدة للطوائف نفسها التي خُصّصت لغير المقيمين.”

هذه المادة لا تحمل أي قيمة ديمقراطية حقيقية، بل هي أداة إلغاء وتهميش مقنّعة. فلا المقيم ربح تمثيلاً نزيهاً، ولا المغترب حُفظ له حقه بالمشاركة السياسية العادلة. إنها مادة إقصائية، ظاهرها تنظيمي، وباطنها مؤامرة.

في الخلاصة، إن التمسّك بالمادة 122 من قانون انتخاب 2017 لا يمكن وصفه إلا بخيانة صريحة للدستور، والميثاق، والمغترب، والمسيحيين خصوصاً، ولهذا على كل القوى السياسية الشريفة، وكل اللبنانيين الأحرار في الداخل والانتشار، أن يرفعوا الصوت عالياً لإسقاط هذه المادة – العار، التي لا تليق إلا بعهود الاحتلال والتبعية. فليُلغَ البند 122، ولتُستعاد كرامة الاغتراب، وليعود المغترب اللبناني ناخباً كاملاً، لا مصدراً للمال فقط.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

نحن بحاجة لقديس يخلصنا من هذه اللعنة المزمنة

الياس بجاني/01 تشرين الأول/2025

مصيبتنا واللعنة عنا نحن الموارنة ان أسوأ وأعطل ما عنا هم رؤساء وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب وجبب وقلانيس وكتبة وفريسيين وعشارين

 

كوارث كتيبة المستشارين بقصر بعبدا واستدارات تراجعية لجوزيف عون.

الياس بجاني/01 تشرين الأول/2025

نسأل بغضب وحزن إين كان جوزيف عون يوم القى خطاب القسم وأين اصبح اليوم؟ انكشاف كلي واستدارة إلى الوراء خيبت الأمال واستنساخ فاضح لإميل لحود وميشال عون.

*في حال استمر جوزيف عون في تبعيته المطلقة لكتيبة المستشارين في قصره وكلهم من التابعين لبري وحزب الله والقومي السوري وميشال عون فاقالته أو استقللته تصبح أكثر من ضرورية وطنية. الرجل كما يتبين جاؤوا به على خلفيات اتفاقيات تبقىي الإحتلال الإيراني مهيمناً على لبنان..عليه ان كان حراً في قراراته وفي وعيه ان ينظر ماذا يحصل في غزة .. انه وبتبعيته  المطلقة للفرس ولبيري وحزب الله سيجعل من لبنان غزة اخرى بالدمار والكوارث.. ربنا يحمي لبنان من جوزيف عون ومن كتيبة المشتشارين المفخخة إيرانياً

 

الياس بجاني/نص وفيديو/عربي وانكليزي: استهداف الشيخ عباس يزبك من القضاء المُسيَّس والخاضع لهيمنة ميليشيا حزب الله الإرهابية مرفوض ومستنكر

الياس بجاني/30 أيلول 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/09/147777/

إنّ التوقيف التعسّفي والمهين الذي تعرّض له الشيخ عباس يزبك، رجل الدين الشيعي المعارض لحزب الله الإرهابي، مرفوض ومستنكر بأشد العبارات.

ففي السادس والعشرين من أيلول 2025، مُنع الشيخ يزبك في مطار بيروت الدولي من السفر، وصودرت أوراقه الثبوتية وجواز سفره وهاتفه، في خرقٍ فاضحٍ للقانون وانتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان.

إنّ ما جرى ليس سوى حلقة إضافية في مسلسل الترهيب الممنهج الذي يستهدف كل من يجرؤ داخل الطائفة الشيعية على رفع صوته ضد حزب الله. وقد أثبتت الحادثة هذه مرّة أخرى على أنّ القضاء اللبناني، ولا سيّما المحكمة العسكرية، ليس سوى أداة طيّعة في يد حزب الله الإرهابي، تُستعمل لإسكات المعارضين وفبركة التهم ضدّهم، فيما يستمر الحزب في السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسّساتها القضائية.

ما حدث مع الشيخ عباس يزبك لم يكن اعتداءً شخصياً فحسب، بل رسالة مباشرة لكل شيعي حرّ: إنّ معارضة حزب الله تعني التعرّض للإذلال أو الاغتيال أو الملاحقة القضائية الملفّقة. ورغم إعادة أوراقه الثبوتية إليه بعد تحقيق شكلي وسطحي اليوم، إلّا أنّ الضرر السياسي والمعنوي كان قد وقع، وهو الهدف الحقيقي من العملية: تشويه صورة المعارضين وكسر إرادتهم.

وعليه، لا مكان للوهم أو التعويل على ما يُسمّى الدولة اللبنانية لاستعادة حقوق الشيخ يزبك، إذ لا دولة في لبنان اليوم، بل منظومة محتلة خاضعة بالكامل لسطوة ميليشيا حزب الله الإرهابية.

إنّ اللبنانيين الأحرار، في الداخل تحت الاحتلال وفي بلدان الاغتراب، مدعوّون إلى الالتفاف حول المعارضين الشيعة لحزب الله، ودعمهم بكل الوسائل المتاحة، وعدم تركهم فريسة سهلة لأجهزة الحزب الأمنية والقضائية. كذلك، يتوجّب على الأحرار من أبناء لبنان دعوة المنظّمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وكل المدافعين عن الحريات، إلى رفع الصوت عالياً ضد هذه الممارسات وفضح تحويل القضاء والأجهزة الأمنية إلى أدوات قمع سياسي.

إنّ الطائفة الشيعية اليوم في لبنان المحتل مخطوفة بالكامل من قبل حزب الله، وأبناؤها رهائن في بيئة خانقة حيث يُواجَه أي صوت معارض بالمهانة أو الاغتيال أو الملفات القضائية المفبركة. ومع ذلك، بات واضحاً أنّ هذه السياسات القمعية لن تسكت الأحرار الشيعة، ولن تنجح في كسر إرادة الرجال والنساء الشرفاء الذين يواجهون آلة القمع التابعة لميليشيا حزب الله.

الحرية للشيخ عباس يزبك ولكل صوت لبناني حر.

العار والخزي لكل من حوّل القضاء اللبناني إلى سلاح بيد حزب الله.

**الياس بجاني/فيديو: استهداف الشيخ عباس يزبك من القضاء المُسيَّس والخاضع لهيمنة ميليشيا حزب الله الإرهابية مرفوض ومستنكر

https://www.youtube.com/watch?v=PQKJVcr2D1A

30 أيلول 2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

غارات إسرائيلية تستهدف بلدة النبطية الفوقا في جنوب لبنان تسببت في اندلاع حرائق واسعة

بيروت: «الشرق الأوسط»/03 تشرين الأول/2025

شن الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر اليوم (الجمعة)، سلسلة غارات استهدفت أطراف بلدة النبطية الفوقا في جنوب لبنان؛ ما تسبب في اندلاع حرائق واسعة وأضرار في المنازل بالأحياء القريبة من أماكن الاستهداف. ونفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي فجراً، سلسلة غارات عنيفة استهدفت الأطراف الشمالية لبلدة النبطية الفوقا في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية. وألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية «عدداً من الصواريخ الارتجاجية التي أحدث انفجارها دوياً هائلاً تردد صداه في مختلف المناطق الجنوبية، وتسبب في إحداث حرائق كبيرة، وتعمل فرق الدفاع المدني اللبناني وكشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية على إخمادها». بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام». وتسببت الغارات «بأضرار وتصدعات في عشرات المنازل بالأحياء القريبة من الأماكن المستهدفة، فضلاً عن تحطم زجاج عدد كبير من المنازل والمحال التجارية أيضاً». يُذكر أن إسرائيل لم تلتزم ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية بينها وبين لبنان الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ولا تزال قواتها تقوم بعمليات تجريف وتشن بشكل شبه يومي غارات في جنوب لبنان. كما لا تزال قواتها مَوجودة في خمس نقاط بجنوب لبنان».

 

استهداف الجرمقالخردلي وشركة «معمار»: هل انتقلت إسرائيل لضرب مؤسسات «الحزب»؟

 جنوبية/03 تشرين الأول/2025

Meamar Construction Engineers Killed

في مشهد يوحي بتبدّلٍ في بنك الأهداف، اغتيل المهندسان أحمد سعد ومصطفى رزق (من بلدة كفررمان) خلال غارةٍ إسرائيلية استهدفت سيارةً مدنية على طريق الجرمقالخردلي جنوب لبنان الخميس، بينما كانا في مهمة كشف أضرار لصالح شركة «معمار». ما هي «معمار» .. في مرمى العقوبات الأميركية منذ 2020 ليست هذه المرّة الأولى التي يرد فيها اسم «معمار» في سياقٍ أمني–سياسي. ففي 17 أيلول 2020، أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية (OFAC) إدراج شركتَي Arch Consulting وMeamar Construction («معمار») على لوائح العقوبات باعتبارهما «مملوكتين أو موجهتين من قبل حزب الله». كما شمل الإدراج القيادي في المجلس التنفيذي سلطان خليفة أسعد المرتبط بالشركتين. وجاء في بيان الخزانة أن حزب الله يستخدم واجهاتٍ تجارية بملكية خاصة لإخفاء تحويلات مالية وتجاوز العقوبات، وأنه تعاون مع الوزير اللبناني السابق يوسف فنيانوس لضمان فوز «آرش» و«معمار» بعقودٍ حكومية بقيمة ملايين الدولارات. وبعد الحرب الإسرائيلية على لبنان منذ تشرين الأول 2023 وانتهائها في 27 تشرين الثاني 2024 أدارت شركة «معمار» بين شركات أخرى خطة أسماها حزب الله «التعافي من آثار الحرب». ,وشملت هذه الخطة بحسب بيانات رسمية لحزب الله عشرات الفرق الهندسية والفنية المنتشرة في قرى الجنوب، وافتتحت غرف إدارة مزوّدة بفرق تدقيق ومكننة لإصدار ملفات التعويضات.

أدارت شركة معمار ملف التعافي من آثار الحرب من الاستهداف العسكري إلى مؤسسات حزب الله؟

اعتبرت صحيفة «الشرق الأوسط» أن الغارة تُدشّن «مشهدًا جديدًا في مسار التصعيد»، إذ بدت إسرائيل وكأنها انتقلت من ضرب البنية العسكرية لحزب الله إلى استهداف المؤسسات المرتبطة به، مستشهدةً بمهمة الشهيدين كمهندسين في الكشف على الأضرار تمهيدًا لأعمال إعادة الإعمار. هذا التطور مهمّ لأنه يربط بين الذراع الإنشائية/اللوجستية للحزب وملف العقوبات الأميركية على شركات واجهة: «معمار» و«آرش»، ما يوحي بمحاولة تعطيل حلقات الدعم غير القتالي (مسح أضرار، مقاولات، دعم لوجستي) بالتوازي مع استهدافاتٍ عسكرية. كذلك، إن اختيار محيط جسر الخردلي—الفاصل بين جنوب الليطاني وشماله—يحمل دلالةً عملياتية ورسالة فرض معادلات حركة في الممرات الحيوية جنوبًا. يذكر إن الإدراج الأميركي عام 2020 على «معمار» و«آرش» ليس معزولًا؛ فقد سبقه إدراج مشروع «الوعد» (جهاز إعمار تديره مؤسسات الحزب) عام 2009، في سياق استهداف المنظومة الاقتصادية والخدمية المرتبطة بحزب الله.

 

غارات إسرائيلية على النبطية.. ورعد في بعبدا لتطويق ملف السلاح

 جنوبية/03 تشرين الأول/2025

دخل لبنان مرحلة جديدة من الصراع الداخلي مع تفاقم أزمة قانون الانتخاب، التي باتت تتقدّم على سائر الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فقد شكّل تعليق عمل اللجنة النيابية الفرعية، بعد مقاطعة كل من كتلتي القوات اللبنانية والكتائب، مؤشراً إضافياً على عمق الشرخ القائم حول مسألة اقتراع المغتربين.

رئيس مجلس النواب نبيه بري حسم موقفه رافضاً أي تعديل للقانون النافذ، قائلاً لـ”النهار” إن هذا القانون “لا يتقدّم عليه إلا الإنجيل والقرآن”. أما نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب، فأكد بدوره أن الانتخابات ستُجرى على أساس القانون الحالي، بما يعني اعتماد المقاعد الستة للمغتربين دون تغيير.

الحكومة أمام الامتحان

في المقابل، تزداد الضغوط على الحكومة التي تجد نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما إعداد مشروع قانون معجّل مكرّر لتعديل آلية اقتراع غير المقيمين، وإما إعلان السير بالقانون الحالي وتحمّل تبعاته السياسية والقانونية. فوزير الداخلية أعلن أنه يعمل وفق النص النافذ، ما يعني عملياً أن المغتربين سيقترعون لستة نواب فقط موزعين على القارات. النائب هادي أبو الحسن حذّر الحكومة من المماطلة، داعياً إلى حسم الأمر “خلال عشرة أيام كحد أقصى”، فيما اعتبرت النائبة غادة أيوب أن أي تعطيل هو “خرق فاضح للقانون” ودعت لإرسال مشروع جديد يمنع إضاعة حق المغتربين.

غارات إسرائيلية على النبطية

في موازاة التجاذبات الداخلية، استيقظ الجنوب فجر أمس على سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت أحراج علي الطاهر عند الأطراف الشمالية لبلدة النبطية الفوقا. الغارات أحدثت انفجارات هائلة أشعلت حرائق واسعة، وألحقت أضراراً كبيرة بعشرات المنازل والمحال التجارية. مصادر ميدانية تحدثت عن تحليق مسيّرات إسرائيلية على علو منخفض في أجواء النبطية وصيدا، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أن غاراته أصابت موقعاً لحزب الله في جبل شقيف كان يُستخدم “لإدارة النيران والدفاع”، مشيراً إلى أن وجود هذا الموقع يشكل “انتهاكاً للتفاهمات” مع لبنان.

رعد في بعبدا: محاولة لاحتواء ملف السلاح

وسط التصعيد، برزت زيارة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إلى قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية جوزف عون، ثم قائد الجيش رودولف هيكل. مصادر متابعة رأت أن اللقاء لم يكن سوى محاولة من حزب الله لاستباق أي قرار حكومي لا يخدم مصلحته في ملف حصرية السلاح.

في المقابل، شدّد رئيس الحكومة نواف سلام على تمسكه بمبدأ “دولة واحدة، قانون واحد، جيش واحد”، مؤكداً أن الحكومة ستناقش قريباً التقرير الأول للجيش حول تطبيق خطة حصر السلاح، وقال: “لا خيار آخر أمامنا إذا أردنا بلدًا لنا ولأولادنا”.

قضية الروشة لم تنتهِ

أما ملف صخرة الروشة فما زال يتفاعل، إذ استجوب القضاء شخصين أحدهما صاحب جهاز الليزر الذي استُخدم في إضاءة الصخرة، فيما صدرت مذكرات بحث وتحرّ بحق آخرين. سلام اعتبر أن “الخاسر الأكبر مما حصل هو الجهة المنظمة”، مؤكداً أن استعادة هيبة الدولة تكون عبر المحاسبة الصارمة.

بوادر مع دمشق

إقليمياً، سُجل لقاء في مدينة العُلا السعودية بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، لبحث ترسيم الحدود وتفعيل التعاون الأمني. مصادر أشارت إلى “بوادر حسن نية” من الجانب السوري، تتعلق بتسوية أوضاع معتقلين وإطلاق سراح موقوفين مقابل تعاون لبناني في ملفات أمنية وسياسية حساسة.

أزمة مركبة… والوقت يضيق

بين الغارات الإسرائيلية التي تعيد الجنوب إلى أجواء الحرب، والاشتباك الداخلي حول الانتخابات والسلاح، يجد لبنان نفسه أمام مشهد معقد يختصر أزماته التاريخية: صراع على التمثيل، جدل حول السيادة، وضغوط إقليمية متشابكة. ومع فتح باب تسجيل المغتربين حتى 20 تشرين الثاني، تبدو الأيام المقبلة مفصلية، إذ ستحدد ما إذا كان البلد سيخوض الانتخابات في موعدها وفق القانون الحالي، أم أن التجاذبات ستقوده إلى أزمة دستورية جديدة.

 

تقرير غربي: أداء حكومة سلام يهدّد خطة نزع سلاح حزب الله.. سياسياً

 جنوبية/03 تشرين الأول/2025

خلال الأسابيع الأخيرة تحوّل ملف إضاءة صخرة الروشة إلى نقطة التقاء محليّة ودولية: مناسبةٌ داخليةٌ صارت اختبارًا لقدرة الحكومة على فرض سيادة الدولة، وفي الوقت نفسه ساحةً لاختبار الخيارات الكبرى تجاه «حزب الله» ، إذ باتت الاستراتيجية المطروحة لدى بعض الأطراف المفاد منها نزعُ سلاح الحزب عبر عزله سياسياً وبرلمانياً بدلاً من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة. تقاطعت في هذا المشهد تصريحات وتحليلات محلية وخارجية حول إمكان توظيف الانتخابات المقبلة لإخراج الحزب من موقع النفوذ داخل الدولة، مع رهاناتٍ على دعم دولي صريح.

الفرضية: نزع السلاح عبر البرلمان لا الميدان

القاعدة الفكرية لهذه الاستراتيجية بسيطة لكنها طموحة: إذا نجحت قوى «مناهضة لحزب الله»، أو كما يصفها المعلقون «التحالف السيادي»، في الفوز بغالبية نيابية قادرة على تقويض شبكة نفوذ الحزب داخل مؤسسات الدولة، فإن ذلك يفتح الباب أمام إجراءات قانونية وإدارية تستهدف تفكيك خلاياه وامتداداته الأمنية والسياسية. ثم يأتي الدور الخارجي، عبر دعم أميركي وأوروبي، وضغوطات دبلوماسية تترافق مع عقوبات قد تجبر الحزب على الخضوع والقاء السلاح بدلاً من خوض مواجهة عسكرية شاملة. هذه الفكرة حُسبت بأنها مخرج محتمل من سيناريو «الحرب» الذي يروّج له بعضُ الأطراف الإقليمية.

العقبة الأبرز: الزعامة السنية!

لكنّ وبحسب معلومات تلقاها موقع “جنوبية” من تقارير غربية مطلعة على الملف اللبناني افادت ان، التوافق السياسي الداخلي بين القوى المناهضة لحزب الله تجابهها عقبة كبرى، على راسها شخصية رئيس الحكومة نواف سلام الذي لم تستطع بعد بلورة زعامة سنّية قوية ذات خطابٍ وطنيٍّ مؤثر يفرض نفسه على الشارع من اجل امتلاك «عصبية لبنانية» قادرة على التفوق على قاعدة حزب الله الانتخابية وحلفائه، والمعضلة تتفاقم اذا ما صحت المصادر التي تؤكد ان سلام غير راغب مطلقا ببناء زعامة سنية وتحالفات سياسية على هامشها، متناسيا ومستشاريه ان مهمتهم الأساسية هي سياسية وليست ادارية!

هذه التقارير اعتبرت أن الحادثة الأخيرة في الروشة انعكاسٌ لضعف صورة الدولة وفاعلية قيادتها، وأن أداء سلام لا يخدم بل ربما يضرّ بالحلف المضاد للحزب في نظر الكثيرين. وبالتالي، هذا يعني عملياً أن الخطة التي تعتمد على حشد الناخب بحثًا عن «الهيبة والقوة» تواجه معضلة، فالناخب يصوّت للمنظومة التي يشعر أنها تحميه وتعطيه قدرةً وتأثيراً؛ فإذا بدا المرشحون ضعفاء أو مشتتين فإن فرصة التغيير البرلماني تميل إلى الصفر حتى لو وجدت رغبة خارجية في دعم العزل. إذا نجحت قوى «مناهضة لحزب الله»، في الفوز بغالبية نيابية قادرة على تقويض شبكة نفوذ الحزب داخل مؤسسات الدولة، فإن ذلك يفتح الباب أمام إجراءات قانونية وإدارية تستهدف تفكيك خلاياه وامتداداته الأمنية والسياسية.

ما الذي يحتاجه التحالف للفوز؟

وفقا للتقارير نفسها، فإن ثمة تقديرات إسرائيلية وأميركية أوروبية ترى في الحل السياسي الداخلي أفضل مسار لتقليص نفوذ حزب الله دون اللجوء الى الحرب، حتى أن هناك إشارات إلى وعود أو تنسيق بين قيادات إسرائيلية وغربية حول خيارات التحرك المختلفة. لكن هذه التوقعات تبقى رهينة نتائج الانتخابات اللبنانية وقدرة القوى الداخلية على تحويل الدعم الدولي إلى إجراءات ملموسة داخل الدولة اللبنانية، خلافًا للسيناريو العسكري المباشر. لدى أي تحالفٍ يسعى لهذا الخيار حاجةٌ ملحة لبناء خطابٍ شعبي موحّد، استراتيجية محلية قابلة للتنفيذ، وتحالفات طائفية وجغرافية تضمن الكتلة النيابية المطلوبة. ويجب ألا نغفل عنصر الزمن: فترة ما بعد حادثة الروشة تُعتبر نافذةً محدودة يجب استثمارها بسرعة وبحكمة. الخطة التي تعتمد على حشد الناخب بحثًا عن «الهيبة والقوة» تواجه معضلة، فالناخب يصوّت للمنظومة التي يشعر أنها تحميه وتعطيه قدرةً وتأثيراً؛ فإذا بدا المرشحون ضعفاء أو مشتتين فإن فرصة التغيير البرلماني تميل إلى الصفر ولا شك ان الفكرة التي تروّج لها الأوساط السياسية الموالية للسلطة وهي نزع سلاح حزب الله عبر عزله سياسياً وبرلمانياً بدلاً من الحرب، قد تكون جذابة من باب تجنّب الدمار. لكنّها تتطلب ثلاثية نادرة: قيادة وطنية قادرة ومقنعة، أغلبية برلمانية فعلية، ودعم خارجي متوافق ومطبق على الأرض. حتى اللحظة، تؤكد هذه الاوساط ان الدعم الخارجي موجود، ولكن لا بدّ من وتبلور قيادة وطنية سيادية قادرة، من اجل الحصول على الاغلبية البرلمانية المنشودة.

 

كيف يتصرّف «حزب الله» مع خطة الجيش لحصرية السلاح؟...توقعات لبنانية بأن تنسحب خطة غزة على الجنوب

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط»/03 تشرين الأول/2025

يترقّب لبنان رد فعل حركة «حماس» على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة، لما سيكون له من مفاعيل عسكرية وسياسية على المشهد الداخلي، فيما الأنظار مشدودة إلى التقرير الشهري الأول الذي أعدّته قيادة الجيش الخاص بالمرحلة الأولى لحصرية السلاح بيد الدولة، ومدتها 3 أشهر، والذي سيُعرض على مجلس الوزراء في جلسة يعقدها الاثنين المقبل برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ويتعلّق بتجاوب «حزب الله» مع استكمال انتشار الوحدات العسكرية في جنوب الليطاني بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية الموقتة «اليونيفيل». فانتهاء قيادة الجيش من إعداد تقريرها الشهري تلازم مع استئناف الحوار بين عون و«حزب الله»، ممثلاً في رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الذي التقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وخُصّص اللقاء لتقويم الوضع في جنوب الليطاني، وامتداداً إلى شماله باحتواء السلاح، ومنع حمله واستخدامه والتنقل به، بموازاة قيام الوحدات العسكرية بضبط الوضع فيه ومنع استخدامه لإطلاق الصواريخ كما جرى في السابق. وفي هذا السياق، تبدي مصادر أمنية ارتياحها للأجواء الإيجابية التي سادت لقاء «عون - رعد»، ولتعاون الحزب مع الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وتجاوبه مع احتواء السلاح في شماله بإخلائه عدداً من المواقع المطلة على جنوبه. وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن إعلان الحزب، من حين لآخر، عن تمسكه بسلاحه واستعادته لقدراته العسكرية «يتناقض والتزامه بحصرية السلاح بيد الدولة». وتوقفت المصادر أمام ما صرّح به أخيراً أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني بأن الحزب لو أراد التحرك فلديه القدرة على قلب الموازين. واستغربت دخوله على خط الحوار بين الحزب وعون، بخلاف تعهده لدى زيارته لبنان بعدم التدخل في الشأن الداخلي؟ وسألت هل أنه أراد، بتحريضه الحزب للتمسك بسلاحه، تمريرَ رسالة إلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بأن طهران هي الأقدر على الإمساك بالورقة اللبنانية، وأن ما صرّح به بمثابة ردٍّ على تمديد العقوبات على بلاده؟

ولفتت إلى أن إيران، بلسان لاريجاني، تُصر على الإمساك بالورقة اللبنانية، كونها الساحة الوحيدة لتأكيد حضورها في الإقليم، ومن ثم ليست في وارد التخلي عنها بلا أي ثمن سياسي، خصوصاً بعد الضربات التي أصابت أذرعها في المنطقة. وقالت إن الحزب بات محرجاً، ولم يعد بمقدوره الدخول في مواجهة مع إسرائيل، بعد أن قرر التموضع خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي للضغط عليها للانسحاب من جنوب لبنان. وأكّدت المصادر أن مجرد موافقة الحزب على وقف النار، وامتناعه الردّ على الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، يعني حكماً بأنه وضع سلاحه، بملء إرادته، على طاولة المفاوضات، ووافق على أن يتمثل في حكومة الرئيس نواف سلام التي تبنّت خطاب القسم، وأدرجت حصرية السلاح بيد الدولة في صلب بيانها الوزاري. وسألت عن الأسباب الكامنة وراء عدم اعترافه بالتحولات التي شهدتها المنطقة، وأدخلت لبنان في مرحلة سياسية جديدة؟

وقالت إنه بعد ردّ «حماس» على خطة ترمب، سواء أكان سلباً أم إيجاباً، فإن الضغوط الدولية على لبنان سترفع من منسوب الحصار العسكري المفروض على «حزب الله»، الذي لم يعد له حليف سوى رئيس المجلس النيابي نبيه بري من موقع الاختلاف معه حول تحريك الشارع، وخروجه على التعهد بعدم إضاءة صخرة الروشة لمناسبة مرور عام على اغتيال إسرائيل لأمينيه العامين السابقين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. وأكّدت أن بري يسعى جاهداً لاستيعاب الحزب واحتضانه، وهو يمر حالياً بأصعب المراحل، وهذا ما يُفسر الرهان الدولي والعربي على دوره لإخراج لبنان من التأزم.

وأبدت المصادر تخوّفها من لجوء إسرائيل لتوسيع حربها ضد الحزب، في حال رفضت حركة «حماس» التجاوب مع خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة. وأشارت إلى أنّ لجنة المراقبة الدولية المشرفة على وقف إطلاق النار ستتوقّف عند التقرير الشهري لقيادة الجيش، الذي يُفترض أن يُناقَش في اجتماع خاص يُعقد بحضور نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس.

ورأت أنه لا مصلحة للحزب بالتشويش على التقرير الشهري لقيادة الجيش. وقالت إنه لا خيار أمامه سوى التموضع تحت سقف الدولة بدلاً من أن يستمر في مكابرته وتنكره لواقع الحال في الميدان الذي يتعارض مع دعوة أمينه العام الشيخ نعيم قاسم لفتح حوار مع القوى السياسية على قاعدة طي صفحة الماضي التي لم تلقَ التجاوب المطلوب من خصوم الحزب وحلفائه السابقين، الذين سارعوا للتخلي عنه بعد أن قرروا التموضع إلى جانب القوى السياسية المؤيدة لحصرية السلاح بيد الدولة. لذلك، فإن مجرد تجاوب «حماس» مع خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة يعني أن الخطة ستنسحب تلقائياً على لبنان بغطاء عربي ودولي، ما يضع الحزب أمام خيار صعب لا بديل عنه سوى تموضعه تحت جناح الدولة، وهذا من شأنه أن يقوّي موقعها في المفاوضات، ويضع الإدارة الأميركية أمام مصداقيتها بالضغط على إسرائيل لتحقيق التلازم في الخطوات، وصولاً إلى حصرية السلاح لتطبيق القرار «1701». ويبقى السؤال: هل يفعلها الحزب، سواء وافقت «حماس» على الخطة، واحتفظت بمطالبة إسرائيل بجدول زمني للانسحاب من غزة أو لم توافق، خصوصاً أن قيادته تدرك بالملموس بأن إسنادها لغزة أفقدها توازن الردع، وانتزع منها قواعد الاشتباك التي كانت تتحكم في حربه المفتوحة مع إسرائيل؟

وفي المقابل، هناك مَن يدعو إلى التواصل مع إيران للتفاوض على سلاح الحزب بوصفها المصدّرة الوحيدة له، وهي تقف وراء تمسكه بسلاحه ولا تؤيد، حسب المصادر، تسليمه مجاناً بلا أي مقابل، أقله تحسين شروطها في حال تقرر استئناف مفاوضاتها مع واشنطن.

 

عمان ولبنان وآيرلندا تتابع احتجاز إسرائيل مواطنين شاركوا في «أسطول الصمود»

مسقط/بيروت/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

قالت وزارة الخارجية العمانية، اليوم (الجمعة)، إنها تتابع باهتمام بالغ أوضاع المواطنين المشاركين في «أسطول الصمود العالمي» بعد أن اعترضت إسرائيل سفن الأسطول في البحر المتوسط قبل يومين. وأكدت الوزارة عبر منصة «إكس» أنها تعمل بصورة حثيثة وعبر شركائها لضمان أمن المواطنين وعودتهم إلى البلاد بأمان، ودعت إلى ضمان سلامة جميع المشاركين في الأسطول. كما دعت وزارة الخارجية العمانية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتكررة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق.

وفي بيروت، قال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، إن الوزارة تتابع قضية توقيف إسرائيل مواطنَين لبنانيين كانا على متن «أسطول الصمود العالمي» المتوجه إلى قطاع غزة، وتجري الاتصالات اللازمة لمعرفة مصيرهما وتأمين الإفراج عنهما بأسرع وقت. من جهته، قال وزير الخارجية الآيرلندي سايمون هاريس، اليوم (الجمعة)، إن إسرائيل تحتجز ستة عشر آيرلندياً كانوا على متن سفن «أسطول الصمود العالمي» التي اعترضتها القوات الإسرائيلية في البحر المتوسط قبل يومين. وأكد الوزير في بيان أن الأولوية بالنسبة إلى آيرلندا هي ضمان سلامة المواطنين الموجودين في مركز الاحتجاز بجنوب إسرائيل. وأضاف هاريس أنه يعلم بمشاركة آيرلنديين آخرين في أساطيل بحرية أخرى متجهة إلى غزة، وأن الوزارة تراقب الوضع عن كثب. و«أسطول الصمود العالمي» مبادرة للمجتمع المدني يشارك فيها مواطنون من مختلف الدول وتهدف لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بحراً.

 

علي برو يتخلّف عن المثول ويتحدى القضاء: لا أنزل إلى المخافر!

المدن/03 تشرين الأول/2025

تخلّف الصحافي والناشط الرقمي علي الرضا برو عن المثول أمام فصيلة الروشة في شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، بموجب استدعاء النيابة العامة التنفيذية له، قائلاً في مقطع مصور له: "أنا لا أُتوقَّف.. ولا أنزل إلى مخفر".  وكانت النيابية العامة التمييزية سطرت استدعاء لبرو، بتهمة القذح والذم بحق رئيس الحكومة نواف سلام، استناداً الى مقاطع فيديو نشرها خلال الأسبوعين الماضيين. وأصدر القضاء استنابة لشعبة المعلومات لاستجوابه، فأبلغته بضرورة حضوره أمام فصيلة الروشة اليوم الجمعة. لكن برو تخلّف عن الحضور، وقال لاحقاً إنه أرسل وكيله القانوني في الموعد المحدد في الساعة 11 صباحاً. وحضر عن برو، وكيله القانوني الذي صرح أن موكله إعلامي ولا يمثل أمام الضابطة العدلية؛ بل أمام محكمة المطبوعات فقط، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية. وعلى ضوء تخلفه عن المثول، طلبت النيابة العامة تحديد موعد آخر، هو يوم السبت، الى الفصيلة نفسها، وهو واحد من الإجراءات القانونية المتبعة في قضايا مشابهة. وفي حال عدم مثوله، يمكن للنيابة العامة إصدار مذكرة بحث وتحرّ بحقه، تماماً كما جرى مع شخصين اثنين جرى استدعاؤهما في ملف إضاءة صخرة الروشة، بعد تخلفهما عن المثول قبل يومين. وفي الموعد المحدد لمثوله اليوم الجمعة؛ أي 11 صباحاً، نشر برو مقطع فيديو، قال فيه إنه رفض المثول، وأرسل محاميه إلى المخفر. وقال في الفيديو: "مثلما تعرفون أنا لاأُتوقَّف، ولا أنزل إلى المخفر، عملاً بالقانون". وأرفق الفيديو بنص المادة 28 من قانون المطبوعات التي تنص على أنه: "تنظر محكمة الاستئناف بالدرجة الأولى في جميع القضايا المتعلقة بجرائم المطبوعات، وتخضع أحكامها للمراجعة أمام محكمة التمييز بصفتها مرجعاً استئنافياً، وتفيد بأنه "لا يجوز التوقيف الاحتياطي في جميع جرائم المطبوعات". واستكمل برو في الفيديو التطاول على رئيس الحكومة.

 

قاآني: حزب الله استعرض قوّته أكثر من أيّ وقتٍ مضى

المدن/03 تشرين الأول/2025

قال قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيراني إسماعيل قاآني، في مقابلةٍ مع التلفزيون الإيرانيّ، إنّ "استشهاد بطل جبهة المقاومة السيّد حسن نصر الله، ورفيقه السيّد هاشم صفيّ الدين، جعل هذا العام بطبيعة الحال عامًا مليئًا بالحزن والأسى لجبهة المقاومة. ومع ذلك، فإنّ نظرةً أعمق إلى هذه المرحلة تظهر أنّ هذا العام كان من أهمّ فترات استعراض القوّة لدى حزب الله"، وذلك نقلًا عن وكالة "تسنيم". وأضاف: "لطالما عرف حزب الله بمشاركته في الحروب المفروضة عليه، وكانت مقاومته ضدّ الكيان الصهيونيّ بارزةً في مراحلٍ متعدّدة، لكن في العام الماضي ظهرت نسخةٌ جديدةٌ من هذه المقاومة. ورغم استشهاد السيّد حسن نصر الله، استطاع حزب الله، في ذروة الضغوط والمحن، أن يظهر قوّته وثباته أكثر من أيّ وقتٍ مضى". وأوضح قاآني أنّ "لحزب الله دورًا جادًّا وفاعلًا في دعم المقاومة الفلسطينيّة، وقد نفّذ سلسلة عمليّاتٍ ضدّ المستوطنين في شمال الأراضي المحتلّة". وكشف أنّه "في يوم انطلاق عمليّة 'طوفان الأقصى' في 7 تشرين الأوّل، وأثناء دخولي إلى لبنان، كنت أتساءل: كيف سنتحدّث مع السيّد حسن عن هذه العمليّة؟ وماذا يجب أن نفعل أو لا نفعل؟ لكن قبل أن أبدأ بالكلام، رأيت أنّ السيّد حسن نصر الله كان منذ اللحظة الأولى لانطلاق العمليّة غارقًا في التفكير بواجبه الدينيّ والإلهيّ". وتابع: "اللافت أنّ لا نحن، ولا السيّد حسن، ولا حتى قادة حماس الأساسيّون، كانوا على علمٍ مسبق بموعد انطلاق العمليّة"، مشيرًا إلى أنّ "إسماعيل هنيّة كان في طريقه إلى المطار للسفر إلى العراق حين تبلّغ الخبر". وقال قاآني إنّ "استشهاد القادة الأساسيّين في حزب الله واحدًا تلو الآخر، وبعد حادثة 'البيجر' التي وجّهت ضربةً قاسيةً للمجتمع الشيعيّ وجسد المقاومة، دفع الكيان الصهيونيّ إلى شنّ أشدّ حروبه في تاريخه ضدّ حزب الله"، لافتًا إلى أنّ "هذه الحرب غير المتكافئة لم تقتصر على جيش الاحتلال، بل وقفت وراءها الولايات المتّحدة وحلف الناتو وبعض الدول التي تدّعي الإسلام، وسخّرت فيها أدوات الحرب الحديثة لصالح الكيان". وذكر أنّه "على مدار 66 يومًا من القتال، ورغم الضغوط غير المسبوقة، صمد حزب الله وحقّق إنجازًا فريدًا في تاريخ المقاومة. حتى في ذروة الهجمات، بلغت كثافة نيران العدوّ مستوياتٍ غير مسبوقة، ومع ذلك بقيت المقاومة صامدة". وأضاف: "كانت سرعة ردّ فعل العدوّ كبيرةً إلى حدّ أنّ الفاصل بين إطلاق قذائف الهاون ووصولها كان يحدث في أجزاءٍ من الثانية". وأشار إلى أنّ "حزب الله أشغل ثلث قدرات جيش العدوّ في جنوب لبنان، ولم يتحمّل الكيان الصهيوني تلك الضغوط، فلجأ إلى تغيير معادلة الحرب. وبعد سلسلةٍ من الجرائم، من استشهاد القادة إلى حادثة انفجار أجهزة النداء، ارتكبت في النهاية الجريمة الكبرى باغتيال السيّد حسن نصر الله". وتابع: "في هذا الهجوم، بالإضافة إلى استخدام القنابل الثقيلة، استخدمت موادّ كيميائيّة أيضًا، ما يجعله جريمة حربٍ واضحة". وختم قائلًا إنّ "الشهيد السيّد حسن نصر الله لم يكن مجرّد زعيمٍ لحزب الله، بل كان بمثابة جبلٍ راسخٍ في لبنان، يستند إليه الناس، شيعةً وسنّة، في أحلك الظروف. وبحكمته وصلابته واجه الكيان الصهيونيّ في المواقف الحسّاسة، متحكّمًا بأبعاد الحرب العسكريّة والنفسيّة، وظلّ صامدًا حتى لحظة استشهاده رغم الإجراءات الأمنيّة المشدّدة"، على حدّ تعبيره.

 

تقارير أجنبية تحلل وضع "حزب الله": يواجه أزمة وجوديّة

المدن/03 تشرين الأول/2025

ذكر موقع "Foundation for Defense of Democracies" الأميركيّ أنّه "قد لا يكون حزب الله قادرًا على العمل بكامل طاقته في سوريا بعد سقوط نظام بشّار الأسد، لكنّه لا يزال يسعى إلى الاستفادة من حالة عدم الاستقرار في البلاد، إلى جانب جماعاتٍ مسلّحةٍ أخرى". وأشار إلى أنّ الحزب "لا يزال يستخدم سوريا ممرّاً لتسليح عناصره في لبنان"، لافتًا إلى أنّ "مسؤولًا سوريًّا أكّد بقاء بقايا من حزب الله تعمل في القنيطرة، بالقرب من الحدود الإسرائيليّة". ووفق الموقع، "في 29 أيلول، زعمت وزارة الداخليّة السوريّة أنّ السلطات ضبطت 200 صاروخ غراد في مستودعٍ بمدينة القصير، في ريف حمص الغربي". وذكّر بأنّ القصير "كانت تعدّ قاعدةً استراتيجيّةً للحزب خلال الحرب الأهليّة السوريّة لقربها من الحدود اللبنانيّة، واستخدامها في تهريب الأسلحة". وأضاف أنّه "على الرغم من مغادرة الحزب المنطقة بعد سقوط نظام الأسد، فإنّ إيران ووكلاءها يواصلون استغلال الحدود السوريّة لإعادة بناء ترسانة الحزب بهدوء، بعد الخسائر الفادحة التي تكبّدها في حربه مع إسرائيل". وتابع أنّ "السلطات السوريّة أحبطت عشرات محاولات تهريب أسلحةٍ متنوّعةٍ إلى حزب الله عبر طرقٍ تقليديّة، إلّا أنّها تفتقر إلى القدرة على منع كلّ المحاولات، في ظلّ إنهاك الأجهزة الأمنيّة، ومحاولة دمشق الحفاظ على النظام في مناطق سيطرتها". وعلى "الجانب الآخر من الحدود"، قال الموقع إنّ "القوّات المسلّحة اللبنانيّة أبدت تردّدًا في اتخاذ أيّ إجراء، ولا دليل يذكر على مصادرة أسلحةٍ عند عبورها إلى الأراضي اللبنانيّة". وأردف أنّه "منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأوّل 2024، غرق جنوب سوريا، بما في ذلك القنيطرة، في فوضى، بالرغم من – أو بسبب – جهود دمشق لفرض سيطرتها الكاملة". ووفق الرواية نفسها، "سمح عدم الاستقرار بظهور فصائل مسلّحةٍ مستقلّة، أبرزها المقاومة الإسلاميّة في سوريا، المرتبطة بما يسمّى "محور المقاومة"، والمتحالفة مع فلول أجهزة الأسد الأمنيّة". وأشار إلى حوادث اعتقالٍ إسرائيليةٍ وسوريّةٍ لعناصر من فرقٍ محسوبةٍ على إيران وحزب الله خلال أيلول. كما ذكر الموقع أنّ "الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا"، وأنّ "دمشق وتلّ أبيب تتفاوضان على اتّفاقيّةٍ أمنيّةٍ بوساطةٍ أميركيّة تتمحور حول العودة إلى خطّة فكّ الاشتباك للعام 1974"، داعيًا واشنطن إلى "الضغط لتوقيع الاتّفاق"، وحضّ "الرئيس أحمد الشرع" على "التعاون الكامل مع إسرائيل لتحييد التهديدات جنوبًا"، مع التشديد أيضًا على "تشديد شروط المساعدات للبنان إذا استمرّ التردّد في وقف نقل الأسلحة".

قراءةٌ أخرى من "يو بي آي": أزمةٌ وجوديّةٌ وتوازناتٌ متحوّلة

إلى ذلك، ذكر موقع "United Press International (UPI)" الأميركيّ أنّ "حزب الله، الذي خرج ضعيفًا إلى حدٍّ كبيرٍ من حربٍ مدمّرةٍ مع إسرائيل، يواجه الآن أزمةً وجوديّةً وسط تغيّراتٍ جذريّةٍ تهزّ الشرق الأوسط، وحليفه الرئيس إيران". وأوضح أنّه "بعد عامٍ على الحملة العسكريّة الإسرائيليّة التي جمعت بين ضرباتٍ جوّيةٍ كثيفةٍ واغتيالاتٍ وتوغّلٍ برّيٍّ محدود، أعاد الحزب تأكيد موقفه المتحدّي، معلنًا استعادة عافيته وإعادة هيكلة قدراته وقيادته، ومصرًّا على أنّه لن يتخلّى عن سلاحه". ويضيف التقرير أنّ "إسرائيل تدّعي تدمير 70% إلى 80% من قدرات الحزب الصاروخيّة"، في حين يرى خبراءٌ عسكريّون أنّ "فتح جبهة الدعم لغزّة في 8 تشرين الأوّل 2023، كان خطًا استراتيجيًّا أفقد الحزب جزءًا من قوّته الرادعة"، محذّرين من "مخاطر اندلاع حربٍ أخرى إذا رفض نزع السلاح بالكامل". ونقل الموقع عن هلال خشّان، أستاذ العلوم السياسيّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، قوله إنّ "الحزب لم يتعلّم الدروس كما ينبغي"، معتبرًا أنّه "يراهن على تحوّلٍ ميدانيٍّ يرجّح الكفّة لمصلحته".

ولفت التقرير إلى "دعمٍ إيرانيٍّ متجدّد"، شمل زيارة علي لاريجاني إلى بيروت للمشاركة في مراسم إحياء ذكرى اغتيال الأمين العامّ السابق للحزب حسن نصر الله وخليفته المعيّن هاشم صفيّ الدين. وبرأي خشّان، "زاد ذلك شعور الحزب بأنّه غير وحيد". وأشار التقرير إلى أنّ "إيران بدورها تعيد بناء مواقع لإنتاج الصواريخ بعد ضربات حزيران"، لكنّه تساءل عن "قدرة الحزب الفعليّة على الإطلاق في ظلّ الاختراق الاستخباراتيّ". وأضاف الموقع أنّ "إسرائيل قد تحوّل كامل اهتمامها إلى لبنان مع اقتراب نهاية حرب غزّة، وفق خطّة سلامٍ أعلنها الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب"، وأنّها "لم توقف هجماتها كليًّا منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024"، مع الإشارة إلى "سقوط نحو 300 قتيل، بينهم عناصرٌ من الحزب ومدنيّون". كما تحدّث عن "رفض إسرائيل الانسحاب من خمسة مواقع استراتيجيّةٍ في الجنوب، وعدم الإفراج عن أسرى"، وهذا ما يُبقي، وفق السرديّة المطروحة، "أسباب تمسّك الحزب بسلاحه".

ونقل التقرير عن ديفيد وود، المحلّل في "مجموعة الأزمات الدوليّة"، أنّه "من غير المرجّح أن تقيّد واشنطن عمليّات إسرائيل العسكريّة إذا قرّرت توسيعها ضدّ الحزب"، مرجّحًا صعوبة "إعادة بناء القدرات بعد قطع خطّ الإمداد عبر سوريا في أعقاب الإطاحة بالأسد"، ومشيرًا إلى "قرارٍ واضحٍ للحكومة اللبنانيّة باحتكار السلاح". وخلص إلى أنّ "المشهد الذي ازدهر فيه الحزب سابقًا تغيّر جذريًّا، وهو ما يفرض عليه مواجهة ضغوطٍ داخليّةٍ وإقليميّةٍ تعيد تشكيل مساره"، في الوقت الذي تعاني فيه إيران "اختبارًا قاسيًا لاستراتيجيّتها الدفاعيّة ومحورها".

 

هيكل يجول جنوب الليطاني وتنسيق مع "اليونيفيل"

واشنطن تدعم حصر السلاح بـ 230 مليون دولار

نداء الوطن/04 تشرين الأول/2025

بعد قبول حركة «حماس» خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب، تتجه الأنظار إلى لبنان حيث يترقب الداخل والخارج ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستقدم العرض ذاته لـ «حزب الله» فيترك أمام خيارين: إما التسليم الطوعي للسلاح غير الشرعي وإما ترك إسرائيل تتصرف وحدها وعلى طريقتها وبما تراه مناسبًا. وبين الخيارين يقف لبنان على خط الزلزال محكومًا بميزان قوى دولي لن يرحم أي مغامرات وعنتريات خارج إطار الدولة السيدة والمستقلة. في المقابل، أتى الإعلان أمس عن انعقاد جلسة لمجلس الوزراء بعد غد الإثنين ليؤكد الالتزام باستحقاق التقرير الشهري لقيادة الجيش حول تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة والذي اتخذته الحكومة في 5 آب الماضي. وتزامن هذا التوقيت مع سلسلة تطورات ذات الصلة أبرزها موافقة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تقديم 230 مليون دولار للجيش اللبناني في إطار سعيها لنزع سلاح «حزب الله». كما شهد أمس تصعيدًا في العمليات الإسرائيلية بما في ذلك تحليق المسيرات فوق الضاحية الجنوبية لبيروت. وأوضح رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في لقاء إعلامي أمس أن تحديد موعد جلسة الحكومة الإثنين، هو لمطابقة مهلة الشهر التي أعطيت لقيادة الجيش في 5 أيلول الماضي. ولفت إلى أنه يجب عدم استباق الأمور حول ما سيتضمنه قرار قيادة الجيش. وشدد على تطبيق القانون رافضًا الاستنسابية. وأكد أن تطبيق القانون هو ما يمنع الفتنة وليس التساهل في التطبيق كما يروج البعض.

جلسة اختبار

وعلمت «نداء الوطن» أن جلسة الإثنين التي ستعقد الساعة الثالثة بعد الظهر في بعبدا ستكون مهمة في تحديد التضامن الحكومي، وقد وضع على جدول أعمالها حل الجمعية التي نظمت احتفال الروشة، لذلك ستتجه الأنظار إلى موقف كل كتلة وزارية داخل مجلس الوزراء وخصوصًا التناغم بين رئيس الجمهورية جوزاف عون وسلام. أما الموضوع البارز فهو عرض تقرير الجيش الذي سيؤشر إلى كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة في ما خص موضوع حصر السلاح ما سيفتح نقاشًا في البلد. وكذلك ستتوجه الأنظار إلى تصرف وزراء «الثنائي» الشيعي في الجلسة وما بعدها.

زيارة رعد الالتفافية

وتوقفت أوساط سياسية عبر «نداء الوطن» عند زيارة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد عشية تحديد موعد جلسة الإثنين لرئيس الجمهورية وقائد الجيش رودولف هيكل. وقالت إن  الزيارة أتت استباقًا لما سيصدر عن الجلسة. وأوضحت أن رعد حاول أن يتأكد من أن ما سيصدر عن الجلسة لا يشكل استفزازًا لـ«الحزب»، بل ينسجم مع ما يريده. كما أبلغ رعد رئيس الجمهورية وقائد الجيش بأن موضوع جنوب الليطاني يختلف عن شماله. ففي موضوع جنوب الليطاني، يمكن لـ «حزب الله» أن يسير فيه بشكل طبيعي، ولكن بالنسبة لسلاح «الحزب» شمال الليطاني فهو يعبر علنًا أنه غير مطروح للبحث فيه لا من قريب ولا من بعيد. وأكدت الأوساط أن هدف زيارة رعد كان احتواء تقرير قيادة الجيش المرتقب ونسفه والتقليل من وقعه. ولفتت الأوساط نفسها إلى أن رعد لم يزر رئيس الحكومة لأن «الحزب» يعتبر نفسه في مواجهة معه، لا بل  «جرّب تطويق سلام من خلال زيارة بعبدا واليرزة، إنه أمر مؤسف لكن هذا هو الواقع».

حل جمعية «الحزب»

في سياق متصل، وبعد البلبلة التي أثيرت على خلفيّة إضاءة صخرة الروشة بصورة الأمينين العامّين لـ«حزب الله» حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، طلب وزير الداخليّة والبلديّات أحمد الحجّار حلّ «الجمعيّة اللبنانيّة للفنون- رسالات» وسحب العلم والخبر منها لمخالفتها كتاب محافظ بيروت رقم 3681/ب م تاريخ 24/9/2025 ومخالفتها نظامها الداخلي والموجبات التي التزمت بها عند طلبها العلم والخبر إضافةً إلى مخالفتها القوانين التي ترعى الأملاك العموميّة والتعدّي عليها واستعمالها لغير الغاية المخصّصة لها ولغايات تمسّ بالنظام العام من دون ترخيص أو موافقة مسبقة. وقد أُدرج طلب وزارة الداخليّة كبند ثانٍ على طاولة مجلس الوزراء.

المساعدة الأميركية للجيش

في الموازاة، وافقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تقديم مساعدات لقوات الأمن اللبنانية بقيمة 230 مليون دولار، تشمل 190 مليون دولار للجيش و40 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي.  وذكر مساعدون ديمقراطيون في الكونغرس أن إطلاق التمويل جاء قبيل انتهاء السنة المالية لواشنطن في 30 أيلول. وقال أحد المساعدين «بالنسبة لبلد صغير مثل لبنان، هذا أمر مهم للغاية». وأشار مصدر لبناني إلى أن التمويل سيمكن الأمن الداخلي من تحمل المسؤولية في لبنان كي يتسنى للجيش التركيز على مهام حيوية أخرى.

قائد الجيش في الجنوب

من جهته، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل، المقر العام لـ «اليونيفيل» في الناقورة، حيث كان في استقباله قائد «اليونيفيل» الجنرال ديوداتو ابنيارا وعدد من الضباط. وعقد لقاء موسع تناول سبل التعاون والتنسيق بين «اليونيفيل» والجيش وتنفيذ القرار 1701. كما زار قائد الجيش ثكنة بنوا بركات في صور، والتقى قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولا تابت وعددًا من الضباط والعسكريين. بعدها انتقل جنوبًا باتجاه بلدة البياضة وتفقد قيادة اللواء الخامس والتقى قائد اللواء والضباط والعسكريين هناك. كما زار بعد الظهر ثكنة فرنسوا الحاج في مرجعيون.

الجنوب على صفيح إسرائيلي ساخن

أمنيًا، تعرضت أحراج علي الطاهر عند الأطراف الشمالية لبلدة النبطية الفوقا، للمرة الرابعة بعد توقف حرب الـ 66 يومًا لموجة عنيفة من الغارات نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي بعدد من الصواريخ الارتجاجية التي أحدث انفجارها دويًا هائلًا وشكل زنارًا ناريًا، وتسبب بإحداث حرائق كبيرة في الأحراج وتصدعات في عشرات المنازل في الأحياء القريبة من الأماكن المستهدفة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت موقعًا كان يستخدم لإدارة النيران والدفاع في «حزب الله».  من ناحيتها، أشارت «اليونيفيل» في بيان، إلى «إلقاء الجيش الإسرائيلي يوم أول من أمس، قنابل قرب قوات حفظ السلام التي كانت تعمل إلى جانب الجيش اللبناني لتأمين الحماية للعمال المدنيين في بلدة مارون الراس، حيث كانوا يقومون بإزالة الركام الناتج عن تدمير المنازل جراء الحرب».

تعميم وزير العدل

وفي تطور قضائي لافت، أصدر وزير العدل عادل نصار تعميمًا موجهًا إلى الكتّاب العدل، يتضمن منع كل من صدرت في حقه عقوبات دولية من أن يتعامل بأي عملية بيع أو شراء أو استئجار، وذلك في خطوة تنظيمية تهدف إلى دعم مسار التزام لبنان بمعايير مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وتحصينه أمام ضغوط «FATF». وقال وزير العدل لـ «نداء الوطن»، إن التعميم لا يقتصر على الأسماء الواردة في لوائح العقوبات الأميركية، بل يشمل العقوبات الدولية التي تتضمنها اللوائح الصادرة عن مصرف لبنان. وكشف أنه ولحسن تنفيذ التعميم طلب من «المركزي» تأمين رقم ساخن يربط الكتّاب العدل مباشرة بهيئة التحقيق الخاصة، بما يتيح التحقق الفوري من أي جهة يُراد التعامل معها.

بانتظار موعد الفاتيكان

على صعيد آخر، علمت «نداء الوطن» أن التحضيرات لزيارة البابا تتكثف، لكن لبنان الرسمي ينتظر صدور بيان من الفاتيكان في الأيام المقبلة ليؤكد الزيارة ويحدد موعدها حيث تشير المعلومات إلى حصولها في 30 تشرين الثاني و1 و 2 كانون الأول إلا إذا طرأ أي تغيير من الفاتيكان على الموعد، وستكتسب الزيارة أهمية سياسية وليس فقط دينية خصوصًا أن الفاتيكان فاعل على الساحة اللبنانية وعبر علاقاته الدولية لخدمة القضايا اللبنانية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: حماس مستعدة لسلام دائم.. على إسرائيل وقف قصف غزة

المدن/03 تشرين الأول/2025

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، أن حركة "حماس" مستعدة لسلام دائم، وطلب من إسرائيل وقف قصف قطاع غزة فوراً، وذلك في تعليق على الرد الذي قدمته حركة "حماس" للوسطاء، حول مقترح ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة. وكتب ترامب على حسابة على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "استنادًا إلى البيان الذي أصدرته حماس للتو، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم". وأضاف "يجب على إسرائيل التوقف فوراً عن قصف غزة، حتى نتمكن من تحرير الرهائن بأمان وسرعة!". وتابع: "في الوقت الحالي، من الخطير جداً القيام بذلك. نحن بالفعل في مناقشات حول تفاصيل لم تُحسم بعد. الأمر لا يتعلق فقط بغزة، بل هو مسألة سلام في الشرق الأوسط طالما رغبت فيه".

منشور لترامب

وقبل رده الأخير، قدّم ترامب رداً صامتاً على بيان الحركة، إذ اكتفى بنشر رد على "حماس"، على حسابه على منصته للتواصل الاجتماعي، دون أي تعليق عليه، فيما اعتُبر تقييماً أولياً إيجابياً للرد.

البيت الأبيض

وفي وقت سابق أمس الجمعة، أعلن البيت الأبيض أن ترامب، سيتحدث عن "قبول" حركة "حماس"، بالخطة التي طرحها لوضع حد للحرب في قطاع غزة. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت، في منشور على منصة "إكس": "في أروقة المكتب البيضاوي، يرد الرئيس ترامب على قبول حركة حماس بخطته للسلام"، التي تحظى بدعم إسرائيل، مرفقة ذلك بصورة للرئيس الأميركي جالساً إلى مكتبه، محاطا بأجهزة تصوير وصوت.

رد حماس

يأتي ذلك بعد أن سلمت الحركة ردّها على مقترح الرئيس الأميركي لوقف الحرب عل قطاع غزة، للوسطاء. وقالت الحركة في بيان، في وقت سابق اليوم الجمعة، إنها وافقت على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الأموات، وتسليم جثث الأسرى المتوفين. وفي موقف غير مسبوق، أعربت الحركة عن تقديرها لجهود ترامب لوقف الحرب في غزة. وأكدت أنها تقبل بإداة مستقلة لقطاع غزة. وفي السياق، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، عن مصدر مصري، قوله إن هناك تحضيرات تجري حالياً، لبدء مناقشة توفير الظروف الميدانية لتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين. وقال المصدر المطلع، إن التحضيرات تجري أيضاً لإقامة حوار فلسطيني جامع لمناقشة مستقبل قطاع غزة.

 

حماس تحيي جهود ترامب.. وتوافق على تسليم الأسرى الإسرائيليين

المدن/03 تشرين الأول/2025

 أعلنت حركة "حماس"، اليوم الجمعة، أنها سلمت الوسطاء ردها الرسمي على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لوقف الحرب على غزة. وحيّت، في موقف غير مسبوق، جهود ترامب الداعية لوقف الحرب في قطاع غزة.

إدارة مستقلة لغزة

وأكدت الحركة في بيان، موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين، وفق صيغة المقترح، واستعدادها للدخول فوراً من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل العملية. كما أكدت موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين، أحالت ما تبقى من قضايا أخرى في مقترح ترامب تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، إلى مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع، تكون "حماس" جزءاً منه.

نعم مع ملاحظات

وأكد مصدر من حركة حماس ل"المدن" أن رد حماس معناه "نعم مع ملاحظات.. وليس لا مع ملاحظات"، مشيرا إلى عوامل متعلقة بظروف داخلية واقليمية ودولية. وأشار المصدر الحمساوي، إلى أن الحركة اتّبعت أسلوب المفاصلة بين "السيء والأسوأ"، إضافة إلى استماعها لنصائح ومعطيات من الوسطاء ودول عربية وإسلامية أخرى، إلى جانب تقييم الحركة للمخاطر الوجودية التي تتهدد الفلسطينيين وقضيتهم. وبيّن أن الحركة ستحاول عبر هذا الرد، أن تقوم بمفاوضات عبر الوسطاء مع الجانب الأميركي، بشأن البنود التي تحتاج إلى ضمانات وآليات واضحة، خصوصا ما يتعلق بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي. لكن المصدر بيّن أن حماس اتّبعت لغة دبلوماسية كبيرة في ردها، لفتح الباب أمام حوار عميق وجدي مع الادارة الاميركية بخصوص البنود التي تحتاج إلى إيضاحات وآليات واضحة.

بيان حماس

وفي ما يلي النص الحرفي لرد الحركة:

حرصاً على وقف العدوان وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهلنا الصامدون في قطاع غزة، وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية، وحرصاً على ثوابت شعبنا وحقوقه ومصالحه العليا،، فقد أجرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مشاورات معمقة في مؤسساتها القيادية، ومشاورات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، ومشاورات مع الإخوة الوسطاء والأصدقاء، للتوصل لموقف مسؤول في التعامل مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.وبعد دراسة مستفيضة، فقد اتخذت الحركة قرارها، وسلمت للإخوة الوسطاء ردها التالي:

- تقدر حركة المقاومة الإسلامية حماس الجهود العربية والإسلامية والدولية وجهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الداعية إلى وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى ودخول المساعدات فوراً، ورفض احتلال القطاع، ورفض تهجير شعبنا الفلسطيني منه.

- وفي إطار ذلك وبما يحقق وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع، تعلن الحركة عن موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب، ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، وفي هذا السياق تؤكد الحركة استعدادها للدخول فوراً من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك.

- تجدد الحركة موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستناداً للدعم العربي والإسلامي.

- ما ورد في مقترح الرئيس ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة، وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، فإن هذا مرتبط بموقف وطني جامع واستناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية).

 

ترمب يلوح بـ«جحيم لا يُطاق» لـ«حماس»... ومهلة حتى الأحد لقبول خطة السلام ...الحركة الفلسطينية تحتاج إلى «بعض الوقت» لدراسة المقترح

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

في منشورٍ لاذع على موقع «تروث سوشيال» أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنذاراً صارماً لحركة «حماس»: إما قبول خطة سلام شاملة بوساطة أميركية لغزة بحلول الساعة السادسة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الأحد، أو «جحيمٌ لا يُطاق، لم يشهده أحدٌ من قبل».

وقال ترمب في تغريدة طويلة نسبياً «لطالما شكّلت حماس تهديداً عنيفاً لا يرحم في الشرق الأوسط لسنوات طويلة! لقد قتلت (وجعلت حياة الناس بائسة لا تُطاق)، وبلغت ذروتها بمجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في إسرائيل، حيث راح ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ، والعديد من الشباب والشابات، فتياناً وفتيات، يستعدون للاحتفال بحياتهم المستقبلية معاً». ودافع ترمب عن الحملة العسكرية الإسرائيلية، وقال: «انتقاماً لهجوم السابع من أكتوبر على الحضارة، قُتل أكثر من 25.000 من جنود حماس بالفعل. معظم الباقين محاصرون ومحاصرون عسكرياً، ينتظرون فقط أمري (ارحلوا) لإخماد حرائقهم بسرعة. أما البقية، فنحن نعرف أين أنتم ومن أنتم، وستتم مطاردتكم وقتلكم». وطالب ترمب الفلسطينيين بالرحيل ملوحاً بمخاطر يمكن أن تحدث وقال: «أطلب من جميع الفلسطينيين الأبرياء مغادرة هذه المنطقة التي يُحتمل أن تكون مهداً للموت في المستقبل إلى مناطق أكثر أماناً في غزة. سيحظى الجميع برعاية جيدة من أولئك الذين ينتظرون المساعدة». وأضاف: «لحسن حظ (حماس)، مع ذلك، ستُمنح لهم فرصة أخيرة! لقد وافقت الدول العظيمة والقوية والغنية جداً في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، مع توقيع إسرائيل، على السلام، بعد 3000 عام، في الشرق الأوسط. كما أن هذه الصفقة تنقذ أرواح جميع مقاتلي حماس المتبقين! تفاصيل الوثيقة معروفة للعالم، وهي وثيقة عظيمة للجميع! سيكون لدينا سلام في الشرق الأوسط بطريقة أو بأخرى. سيتوقف العنف وإراقة الدماء. إطلاق سراح الرهائن، جميعهم، بما في ذلك جثث القتلى، الآن!». وأعطى ترمب قادة حركة «حماس» مهلة حتى يوم الأحد المقبل، ملوحاً مرة أخرى بجحيم إذا لم ترد «حماس» بالموافقة على الخطة، وقال: «يجب التوصل إلى اتفاق مع حماس بحلول مساء الأحد في الساعة السادسة (6) مساءً بتوقيت واشنطن العاصمة. لقد وقعت كل دولة! إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الفرصة الأخيرة هذا، فإن الجحيم كله، كما لم يره أحد من قبل، سيندلع ضد حماس. سيحل السلام في الشرق الأوسط بطريقة أو بأخرى».

مشاورات «حماس» مستمرة وتحتاج إلى الوقت

وفي وقت سابق اليوم، أوضح قيادي في «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الحركة «تحتاج إلى بعض الوقت» لدراسة خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة التي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأييده لها. وقال القيادي: «(حماس) ما زالت تواصل المشاورات حول خطة ترمب التي قُدّمت للحركة، وأبلغت الوسطاء أن المشاورات مستمرة، وتحتاج إلى بعض الوقت». وكان ترمب أمهل «حماس»، الثلاثاء، «3 إلى 4 أيام» للقبول بالخطة التي قال إنها تهدف إلى إنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني المدمر.

قبول مشروط

يقول المحللون إن حركة «حماس» تواجه ضغوطاً وجودية متزايدة ويشيرون إلى أن الرفض ليس مطروحاً؛ بل قبول مُشروط مُرفق بمراجعات. يقول هيو لوفات، الباحث البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لصحيفة «فيرست بوست»: «من المرجح أن ترد حماس بإيجابية، لكنها تقترح تعديلات». ويشير إلى أن مطلب الخطة بنزع السلاح الفوري - دون ضماناتٍ قاطعة ضد إعادة الاحتلال الإسرائيلي - «مرفوضٌ تماماً» لدى الحركة، مُعيداً إلى الأذهان تاريخ «حماس» في استغلال الرهائن بصفقاتٍ تدريجية. وصرح مسؤولٌ في «حماس» لموقع «ياهو نيوز» بأن الحركة «لا تزال بحاجةٍ إلى وقتٍ لدراسة الاقتراح»، مُشيراً إلى عدم رفضه القاطع، بل البحث عن تنازلاتٍ مثل الانسحاب الإسرائيلي الكامل وإعادة الإعمار بإشراف الأمم المتحدة. ويُشدد لورينزو كوريت من معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية على غموض النقاط العشرين، ويتساءل: من سيُشرف على غزة بعد «حماس»؟ دون موافقة فلسطينية، ستكون «سلاماً على الورق، وحرباً على أرض الواقع».

 

السلطات الإسرائيلية تحتجز مواطناً يشتبه في قيامه بالتجسس لصالح إيران

تل أبيب/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

أفاد موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بأن السلطات ألقت القبض على مواطن إسرائيلي يعمل في فندق بمنطقة البحر الميت للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح إيران. ونقل الموقع عن بيان مشترك للشرطة والأمن العام أن المواطن الإسرائيلي البالغ من العمر 23 عاماً يُشتبه في قيامه بجمع معلومات تحت إشراف جهات من إيران. وأضاف البيان أن المقبوض عليه كان على اتصال مع عناصر من الاستخبارات الإيرانية وقام بمهام أمنية لصالحها، بما في ذلك جمع معلومات والتقاط صور للفندق الذي كان يعمل فيه والمناطق المحيطة به. ولم تتضح بعد الظروف الدقيقة لإلقاء القبض على المشتبه به، حيث أشارت الشرطة إلى أن تحقيقاتها لا تزال مستمرة. ويمثّل المشتبه به واحدة من عشرات قضايا التجسس الإيرانية التي تم الكشف عنها خلال العامين الماضيين، ويتم تجنيد الجواسيس عبر الإنترنت من قبل عملاء إيرانيين، وفق صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ألقت القبض على شخصين للاشتباه في قيامهما بتصوير قواعد عسكرية ومواقع أخرى في إسرائيل لصالح عملاء إيرانيين.

 

«حماس» تهاجم عشيرة «المجايدة» بخان يونس... وإسرائيل تتدخل ..قتلى وجرحى وتبادل جثث وأحياء بين الطرفين

غزة/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

قتل وأصيب كثير من المسلحين الفلسطينيين، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، إثر تبادل إطلاق نار بين مئات العناصر المسلحة التي تتبع لحركة «حماس»، وآخرين من عشيرة المجايدة المعروفة بانتماء غالبيتها لحركة «فتح»، وذلك في خان يونس، جنوب قطاع غزة. وتضاربت الأنباء حول أعداد القتلى في الهجوم المسلح الذي شنته «حماس» بشكل مفاجئ، بمشاركة ما لا يقل عن 250 مسلحاً، بأسلحة متوسطة وخفيفة، وداهموا خلاله عدة منازل في حارة المجايدة بمنطقة مواصي خان يونس غرب المدينة. ووفقاً لمصادر متطابقة، فإن هناك عناصر قتلوا من الجانبين، كما قتل أحد أفراد عشيرة المجايدة بعد إصابته بطلق ناري، على يد مسلحين من «حماس» بعد نقله للعلاج في مجمع ناصر الطبي.

وتعود أصول القصة، كما تكشفها مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إلى قبل نحو شهرين حينما هاجم عناصر من «حماس» أفراداً من عشيرة المجايدة، وأصابوا أحدهم فيما يعرف بمنطقة الكويتي، بمواصي خان يونس، ولاحقاً توفي المصاب. ووفقاً لتلك المصادر، فإن عناصر من العشيرة بعد مرور يومين على تلك القضية، اختطفوا اثنين من عناصر «حماس»، وتبين أن أحدهما كان يعمل مرافقاً ليحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة «حماس»، وقد تعرض للطعن، قبل أن يفرجوا عنه لاحقاً هو وشخص آخر، قبل أن يعتدوا على عناصر أخرى من الحركة، بينهم من ينشطون فيما تسمى وحدة «سهم» التي شكلت خلال الأشهر الماضية، لملاحقة اللصوص والمتخابرين مع إسرائيل وغيرهم، وتم الاستيلاء على أسلحتهم وغيرها. وطالبت «حماس» مخاتير ووجهاء العشيرة بتسليمهم القائمين على تلك الأحداث، وكذلك إعادة الأسلحة.وبعد نحو 3 أسابيع من الحدث الأولي، هاجم عناصر من العشيرة اثنين من عناصر النخبة في «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، وقتلوهما بإطلاق النار تجاههما والاستيلاء على أسلحتهما، وفق المصادر ذاتها. بينما قالت مصادر أخرى إنهما خططا لقتل أفراد من العشيرة، وهو أمر لم يؤكد في ظل التضارب حول هذا الحدث. ومع رفض العشيرة تسليم أي من أبنائها لأجهزة أمن «حماس»، بقيت الأوضاع متوترة، قبل أن يقع هجوم الصباح الباكر، الأمر الذي أدى لمقتل 2 من عشيرة المجايدة بعد مداهمة منزلهما بشكل أساسي من قبل عشرات المسلحين، وهما المتهمان بقتل عناصر «القسام»، كما أن شقيقهما هو من قتل بداية الأحداث، كما قتل آخرون من أفراد العشيرة، فيما قتل اثنان من عناصر الحركة. وتقول المصادر إنه قبيل انسحاب عناصر «حماس»، هاجمتهم طائرات إسرائيلية بعد مرور نحو ساعة على هجومهم ضد العائلة، وتبادل إطلاق النار من الجانبين، حيث يعرف عن العشيرة أنها تمتلك سلاحاً، خصوصاً أن عدداً كبيراً من أبنائها ينتمون لحركة «فتح»، كما أنهم مجندون بأجهزة السلطة الفلسطينية. وتسبب التدخل الإسرائيلي بمقتل 16 آخرين من نشطاء «حماس» ومدنيين كانوا بالمنطقة، على الأقل، إلى جانب مقتل شخصين آخرين من عائلة المجايدة نتيجة القصف المركّز والعشوائي الذي طال المنطقة.

ووفقاً لمصادر من «حماس»، فإن أحد قتلى الحركة قائد ميداني في «كتائب القسام» شارك في الهجوم على أفراد العشيرة. ويبدو أن عناصر «حماس» نجحوا في اعتقال أفراد من عشيرة المجايدة، كما قام أفراد العشيرة باحتجاز عناصر من الحركة. وقالت بعض المصادر إنه باتفاق جرى بوساطة بعض العشائر وجهات أخرى، تم الاتفاق على تبادل بعض الجثث، ويبدو أن التبادل شمل أيضاً بعض الأحياء المحتجزين، كما تجري محاولات لمنع تكرار الأحداث خشيةً من تطور الأوضاع الأمنية في ظل الظروف الراهنة بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية. وتفتح هذه القضية ملف الوضع الأمني المتدهور والمتراجع في قطاع غزة، مع ازدياد حالة الفلتان الأمني مؤخراً، التي تسببت في ظهور جماعات مسلحة، وقيام عشائر مسلحة بمهاجمة عناصر من «حماس»، وكذلك السيطرة على المساعدات ونهبها في بعض الأحيان، إلى جانب تنظيم أعمال خراب كبيرة طالت ممتلكات مختلفة، وفي بعض الأحيان كانت هذه العشائر والعصابات تهاجم المستشفيات. وتتوعد «حماس» من حين إلى آخر، تلك العشائر والعصابات المسلحة، بردعها، ونفذت في الأشهر القليلة الماضية، سلسلة من العمليات التي استهدفتها وأدت لقتل بعض أفرادها، كما أعدمت متخابرين مع إسرائيل في إطار هذه العمليات.

 

مرشح يهودي لعضوية مجلس الشعب في سوريا لأول مرة منذ عقود

دمشق/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

يخوض السوري الأميركي هنري حمرة، ابن آخر حاخام غادر سوريا في التسعينات، السباق إلى مجلس الشعب الذي تستعد السلطات السورية لتشكيله الأحد، ليكون بذلك أول مرشح للطائفة اليهودية منذ قرابة 7 عقود. وتُحاول الطائفة اليهودية، التي تمتد جذورها في سوريا إلى قرون قبل الميلاد، إعادة إحياء وجودها في البلاد، منذ وصول السلطة الانتقالية إلى دمشق، التي أبدت مرونة تجاهها. وتقلص عدد أفراد الطائفة تباعاً على وقع النزاع العربي-الإسرائيلي من آلاف إلى بضعة أشخاص.وفي فبراير (شباط)، زار حمرة (47 عاماً) المُقيم في الولايات المتحدة برفقة والده، دمشق، في أول زيارة ليهود سوريين بعد إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي فرض والده الرئيس الراحل حافظ الأسد قيوداً عليهم قبل هجرتهم تباعاً. في حارة اليهود في دمشق، شاهد مصورو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، منشورات لحملة حمرة الانتخابية ملصقة على جدران عدد من الأبنية، ضمت صورته وخلفه العلم السوري مرفقاً بتعليق «مرشح دمشق لعضوية مجلس الشعب السوري». وقال المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، نوار نجمة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، «هنري حمرة مرشح رسمياً للانتخابات، وأعلن برنامجه الانتخابي، شأنه شأن أي مرشح آخر». ويردّ اسم حمرة على قائمة المرشحين لعضوية مجلس الشعب التي تضم 1578 مرشحاً، 14 في المائة منهم نساء. وتستعدّ السلطات الانتقالية، الأحد، لتشكيل أول برلمان على وقع انتقادات تطول آلية الاختيار، مع استبعاد الانتخابات المباشرة من الشعب، وإقصاء 3 محافظات خارجة عن سلطة دمشق. وبموجب آلية حددها الإعلان الدستوري، يعيّن الرئيس أحمد الشرع ثلث أعضاء مجلس الشعب، المؤلف من 210 مقاعد. وتنتخب هيئات مناطقية عيّنها الشرع ثلثي الأعضاء المتبقين. على حساب مستحدث على منصة «إكس» تحت مسمى «الحملة الانتخابية لهنري حمرة، مرشح مجلس الشعب»، يتطلع حمرة الذي ظهر في مقطع فيديو قبل أيام زار سوريا لمرات عدة خلال العام الحالي بعدما غادرها عام 1992، إلى «سوريا مزدهرة ومتسامحة وعادلة». ويتعهّد في برنامجه الانتخابي بنقاط عدة، بينها «العمل على ربط اليهود السوريين في الداخل والخارج بوطنهم الأم سوريا»، وحماية التراث والهوية الثقافية وبينها اليهودية، والإسهام في إعادة الإعمار. وحسب المؤرخ سامي مبيض، جرى في عام 1947 انتخاب آخر مرشح يهودي لعضوية مجلس الشعب. منذ وصولها إلى دمشق، زارت وفود عدة دمشق، كما التقى الشرع وفداً من اليهود السوريين في نيويورك على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وألقى الصراع العربي-الإسرائيلي بظلاله على وجود اليهود في دول المنطقة، وكثيراً ما دفعوا ثمن كونهم يهوداً، خصوصاً في محطات بارزة أبرزها حرب 1967. وخلال حكم عائلة الأسد، تمتعوا بحريّة ممارسة شعائرهم الدينية، وجمعتهم علاقات ودية مع جيرانهم السوريين، لكن نظام الأسد الأب قيّد حركتهم داخل البلد، ومنعهم من السفر حتى عام 1992، لينخفض بعدها عددهم من نحو 5 آلاف إلى بضعة أفراد، بينهم بخور شمنطوب الذي يتولى رئاسة الطائفة في سوريا وتسيير شؤونها. وقال شمنطوب، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، «عودة اليهود السوريين إلى البرلمان أمر إيجابي، خصوصاً في ظل وجود الحكومة الجديدة».

 

إيران تنفي تجميد أصول «الطاقة الذرية» في تركيا بعد «مراجعة حسابات تابعة للمنظمة»

طهران/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

نفى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمال وندي، أن تكون تركيا جمدت أصولاً تابعة للمنظمة في أراضيها، وذلك في أعقاب خطوة اتخذتها أنقرة نحو تنفيذ عقوبات مفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن كمال وندي أنه «بناءً على المراجعات التي أجريناها، لا صحة لتجميد أصول أو حسابات تابعة لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أو الشركات المرتبطة بها في تركيا»، مؤكداً أن التقارير المتداولة «لا تستند إلى مصادر رسمية». وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني بعد أن أشارت تقارير إلى أن أنقرة اتخذت بالفعل إجراءات قضت بتجميد أصول وحسابات مصرفية لجهات إيرانية، بينها منظمة الطاقة الذرية، التزاماً بقرارات العقوبات الأممية الأخيرة. وكانت الحكومة التركية قد أصدرت مرسوماً رئاسياً ليل الأربعاء - الخميس، نصّ على تجميد أصول أشخاص وكيانات إيرانية مرتبطة بأنشطة تخصيب اليورانيوم، في إطار تحرك منسق مع واشنطن وأطراف أوروبية لتضييق الخناق على طهران، بعد إعادة فرض العقوبات الدولية على خلفية برنامجها النووي. ويستهدف المرسوم كيانات وأفراداً متورطين في عمليات تطوير تخصيب اليورانيوم وتحويله، وإنتاج الوقود النووي، إلى جانب شركات شحن ومراكز أبحاث ومؤسسات مالية مرتبطة بالنشاط النووي الإيراني، في مقدمتها منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وجاءت التطورات في سياق تصعيد دولي تجاه طهران بعد تفعيل آلية «سناب باك»، من قبل الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، وهو ما أعاد إيران إلى دائرة العقوبات الأممية منذ 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، متضمناً حظراً على الأسلحة والصواريخ الباليستية، وجميع أنشطة تخصيب اليورانيوم. وتشير مصادر إلى أن الخطوة التركية تندرج ضمن جهود إقليمية لاحتواء تداعيات الملف النووي الإيراني، خصوصاً بعد مباحثات جرت بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي آنذاك دونالد ترمب، في البيت الأبيض، أواخر الشهر الماضي. ورغم النفي الإيراني، يرى مراقبون أن تأثير العقوبات على طهران يتسع تدريجياً، خصوصاً في ظل تشديد الرقابة على التحويلات المالية والأنشطة المرتبطة بالقطاع النووي، ما يعيد وضع إيران إلى ما كان عليه قبل الاتفاق النووي لعام 2015.

 

إيران تعاني.. عقوبات من جهة وتهديدات عسكرية من جهة أخرى

طهران - مجيد مرادي/المدن/03 تشرين الأول/2025

شهد الأسبوع الأول بعد تفعيل آلية الزناد، وعودة عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، مشهداً معقداً من التداعيات الاقتصادية والنفسية التي بدأت تظهر على الاقتصاد والمجتمع الإيرانيين. وفي حين تشير بعض التحليلات إلى أن الآثار الفعلية لهذه الخطوة قد تكون محدودة بسبب وجود عقوبات أميركية أقسى سابقاً، لكن الآثار النفسية والانعكاسات على الأسواق تبدو واضحة، حيث تشهد البلاد تراجعاً حاداً في قيمة العملة، وارتفاعاً في معدلات التضخم، وسط مشاعر من عدم اليقين بشأن المستقبل.

انهيار قيمة العملة وتآكل المدخرات

شهدت العملة الإيرانية تراجعاً حاداً خلال الأسبوع الماضي، حيث وصل سعر الدولار إلى ما يقرب من 120 ألف تومان، قبل أن يصحح السعر قليلاً عند 116 ألف تومان، أمس الجمعة، مما يعني خسارة ما يقرب من 16 إلى 20٪ من قيمة المدخرات النقدية للإيرانيين. وهذا التدهور جعل العملة الإيرانية تحتل المرتبة الأولى كأقل العملات قيمة في العالم إذا استثنينا فنزويلا، التي تواصل حذف الأصفار من عملتها. ويرى محافظ البنك المركزي الإيراني، أن هذه القفزة ناتجة عن الحرب النفسية التي تشنها القنوات المشبوهة على منصة "تلغرام"، من خارج إيران، بهدف نشر الذعر. ويؤكد خبراء اقتصاديون أن سوق الصرف تشهد حالة من الهياج والعوامل النفسية، حيث أن حجم التداولات منخفض ولا يوجد طلب حقيقي كبير على العملة.

تداعيات على القطاع العقاري

بالتوازي مع ارتفاع سعر الدولار، تشهد أسعار البيوت في إيران تراجعاً ملحوظاً، مما يعكس رغبة العديد من المواطنين إلى تحويل أموالهم من القطاع العقاري إلى الاستثمار في الدولار أو الذهب، كملاذ آمن لحماية مدخراتهم. وتشير تحليلات إلى أن البنك المركزي، يعمل على تعزيز الاحتياطيات من الذهب كبديل استراتيجي لمواجهة هذه التحديات، حيث تمت إضافة كمية كبيرة من الذهب إلى الاحتياطيات الاستراتيجية خلال العامين الماضيين.

مخاوف من هجوم عسكري محتمل

بعد تفعيل آلية "الزناد"، شهدت المنطقة تحركات لطائرات التزود بالوقود الأميركية، مما عزز مخاوف عامة من هجوم عسكري محتمل من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. وبما أن هذه التحركات تجري بعد تنفيذ العقوبات الأممية المقررة في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينطبق على الدول التي تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، ربما يوفر ذريعة إضافية لأي عمل عسكري مستقبلي.ورداً على هذه التحركات، صرح وزير الدفاع الإيراني الجنرال نصير زاده: "بصرف النظر عما إذا كان الأميركيون لديهم تلك التحركات أم لا، فإننا كقطاع عسكري يجب أن نكون مستعدين بشكل منتظم للدفاع عن البلاد". وأضاف أن "الجزء الأكبر من هذه التحركات، هو عمليات نفسية، ويكررون باستمرار أن الهجوم سيحدث لخلق مشكلة للمجتمع وتعطيل الاستقرار الاقتصادي".

جدل الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية

وعلى الرغم من أن الدبلوماسيين الإيرانيين، أشاروا إلى خيار الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، كعامل ردع لأوروبا في وجه تفعيل "آلية الزناد"، إلا أنه بعد التفعيل، لم يؤيد أي مسؤول دبلوماسي إيراني الخروج من تلك المعاهدة كرد مناسب. ويُعتقد أن تكلفة الانسحاب من المعاهدة وإنتاج السلاح النووي باهظة جداً، مما يجعل هذا الخيار غير عملي في الظروف الحالية. في المقابل، وفي تطور مفاجئ، وافق مجمع تشخیص مصلحة النظام، الذي كان قد امتنع لمدة 7 سنوات عن الانضمام إلى اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (CFT)، على الانضمام إليها بعد أيام قليلة من عودة العقوبات. وقد أثار هذا القرار جدلاً واسعاً، حيث كان يعارض في السابق بحجة أن الانضمام اليها "سيقيد يد إيران عن تقديم المساعدة المالية للجماعات التابعة لها، مثل حزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين، والحوثيين في اليمن". بينما يرى المؤيدون أن عدم الانضمام، يسبب خسائر اقتصادية جسيمة لإيران، ويبقيها في القائمة السوداء لفريق العمل المالي (FATF)، علماً أن الدعم المالي الإيراني لهذه الجماعات لا يتم عبر القنوات الرسمية حتى تمنعه اتفاقية "CFT". تعيش إيران حالياً واحدة من أقسى وأصعب الفترات في تاريخها، إذ تواجه في آن واحد، عقوبات اقتصادية دولية، وخطر اجتياح عسكري، فضلاً عن أزمات داخلية متعددة اجتماعية وأمنية. الجمهورية الإسلامية تعاني من الخطأ في إدراك الواقع، والتأخر في اتخاذ القرارات، وافتقاد الشجاعة اللازمة.

 

ألمانيا تعرض التفاوض على إيران بشرط التخلي عن «النووي»

خطيب طهران: سنحرث تل أبيب وحيفا إذا هوجمنا

لندن/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

اعتبرت ألمانيا أن طهران «لم تتمتع بالمصداقية والشفافية اللازمة» في الجولة الأخيرة من المباحثات النووية، محذرة من «خطر جدي» إذا ما واصلت مسارها الحالي، في حين ردّت طهران بتشديد لهجتها بشأن الحرب «التي ستخوضها بكامل طاقتها»، كما دعت المجتمع الدولي لعدم تحويل القانون الدولي إلى «أداة بيد الولايات المتحدة».وفي حديث مع صحيفة «برلينا تسايتونغ»، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن «طهران في الجولة الأخيرة من المباحثات النووية لم تتمتع بالمصداقية والشفافية اللازمة»، مؤكداً موقف بلاده الحاسم: «يجب ألا تمتلك إيران السلاح النووي أبداً».

وأضاف فاديفول أن الضربات العسكرية الأميركية والإسرائيلية ضد إيران أظهرت أنه «على المدى القصير، لن تتمكن إيران من صنع قنبلة نووية، لكن في النهاية هناك خطر جدي قائم؛ ولهذا السبب نؤكد على الحل عبر التفاوض من أجل إنهاء هذه القضية بشكل دائم». ولم يستبعد الوزير الألماني استمرار سياسة الضغط الاقتصادي، مشدداً على أن «العقوبات الجديدة» ستضع الاقتصاد الإيراني «تحت ضغط شديد»، وأن استمرار عدم الشفافية لدى طهران في المفاوضات السابقة كان سبباً في «عودة العقوبات»، واصفاً قرار طهران بأنه «مكلف وخاطئ». مع ذلك، قدم فاديفول نافذة دبلوماسية، قائلاً: «آمل أن يسلك نظام طهران الآن مساراً جديداً، ولهذا فإن عرضنا لاستئناف المفاوضات ما زال مطروحاً على الطاولة». وكانت الأمم المتحدة قد أعادت فرض حظر على الأسلحة، إلى جانب عقوبات أخرى على إيران، بسبب برنامجها النووي، وذلك في أعقاب خطوة أطلقتها الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) رداً على انتهاكات طهران للاتفاق النووي عام 2015، والهادف إلى منعها من صنع قنبلة نووية. وينفي المسؤولون الإيرانيون سعي بلادهم إلى امتلاك أسلحة نووية.

«التخصيب ضرورة وطنية»

ردت طهران على المؤشرات الدولية والأمم المتحدة عبر تصريحات لوزير خارجيتها عباس عراقجي الذي وجه رسالة إلى نظرائه في سريلانكا والمالديف حول إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة. وأكد عراقجي أن «القانون الدولي لا يجب أن يتحول إلى أداة بيد الولايات المتحدة»، وكتب أن «يجب أن ندافع عن القانون الدولي. فهذه المسألة لا تخص إيران وحدها، بل تتعلق بكرامة القانون الدولي»، وفق وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري». على الصعيد نفسه، نقلت وكالة «تسنيم» عن إمام جمعة طهران المؤقت أحمد خاتمي تصريحات حملت لهجة رافضة للضغوط الغربية والأوروبية، معرباً عن قناعة راسخة بأن «أميركا على مدى 47 سنة لم تستطع أن تفعل شيئاً، ولا يستطيع الأوروبيون أيضاً أن يفعلوا شيئاً بتفعيل آلية (سناب باك)». وقال خاتمي: «كما يشدد المرشد علي خامنئي دائماً، فإن تخصيب اليورانيوم ضرورة وطنية، وأن التفاوض المباشر مع واشنطن طريق مسدود تماماً». وكانت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، قد كشفت عن أن طهران اقترحت مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك الأسبوع الماضي، لكن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف «لم يشارك في الاجتماع».

«حرب نفسية»

وبشأن إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية، قلّل مسؤولون إيرانيون من احتمال تصاعد حالة عسكرية فورية، واعتبروا أن «حشوداً» عسكرية في المنطقة قد تكون جزءاً من «حرب نفسية». وقال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان إسماعیل کوثري إن التحركات العسكرية «لا تعني بالضرورة اقتراب مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل، بل تمثل حرباً نفسية»، مضيفاً أن «تفعيل (سناب باك) لا يعني اندلاع الحرب»، وأن الحديث عن مواجهة وشيكة يهدف إلى «إرباك الأسواق». على النقيض، حذّرت برلمانية إيرانية، سارة فلاحي، من أن أي عدوان إسرائيلي قد «يجر جميع دول المنطقة إلى أتون الحرب»، مشددة على أن «المواجهة المقبلة لن تكون شبيهة بحرب الـ12 يوماً»، وأن إيران «ستخوضها بكامل طاقتها». بدوره، قال خطيب جمعة طهران، أحمد خاتمي: «هؤلاء الحمقى (الإسرائيليون) لا يعلمون أننا سنحرث تل أبيب وحيفا إذا هاجمونا. لذلك، السبيل الوحيد هو الإصرار الذي اختاره هذا الشعب».

بوادر مواجهة

جاءت هذه المواقف في أعقاب إعلان نائب قائد العمليات الإيرانية محمد جعفر أسدي أن بلاده ستعمل على رفع مدى صواريخها الباليستية، رداً على مطالب غربية لتقليص المدى إلى 400 كيلومتر.

وأكد أسدي أن «قوة صواريخ إيران ومداها جعلا الحرب التي بدأتها إسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي تستمر 12 يوماً فقط»، وأن «القدرة الصاروخية الردعية لعبت دوراً حاسماً»، مضيفاً أن «مدى صواريخ إيران سيزداد ليصل إلى أي نقطة تكون ضرورية»، متجاوزاً سقف ألفي كيلومتر الذي حددته طهران لنفسها سابقاً. على الصعيد الإسرائيلي، قال أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق وأحد معارضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن «المواجهة مع إيران لم تنتهِ بعد». وأضاف أن طهران تعزز كل يوم قدرتها الدفاعية وإمكاناتها العسكرية، وتسعى هذه المرة إلى مفاجأة إسرائيل. وتلوح في الأفق بوادر مواجهة بين إيران والولايات المتحدة، مع تنامي القلق من عمليات تفتيش قد تطول السفن الإيرانية، في وقت تسود فيه مخاوف من تكرار الهجمات الإسرائيلية.

 

شراكة تركية- سعودية تشمل سوريا ولبنان بالنفط والغاز والتجارة

المدن/04 تشرين الأول/2025

إذا كان المشروع الإسرائيلي السائد والمستمر في المنطقة، يرتكز إلى القوة العسكرية لفرض "السلام السياسي" أو بالأحرى الاستسلام على دول الجوار، فهو حتماً يرتبط بأهداف أخرى بعضها يتصل ببعد الدور الإقليمي أو تعزيز الهيمنة، إلى جانب سعي إسرائيل الدائم لإحراز درجات في التقدم على الجميع في المجالات المختلفة، وهو ما يسميه الإسرائيليون "إسرائيل العظمى" بقوتها الاقتصادية وامتداداتها وسيطرتها على جغرافيات أو ممرات ومعابر. ولأن أي حرب ستكون لها أهداف سياسية واقتصادية، فإن ما تريده تل أبيب هو ربط كل دول المنطقة باقتصاداتها وثرواتها وأمنها بسياساتها وأمنها. وقبل سنوات حاول الإسرائيليون العمل على إنشاء تحالف نفطي شرق أوسطي أطلقوا عليه إسم "ايست ميد" أي تحالف دول شرق المتوسط، وهدف هذا المشروع إنشاء ممر بحري لأنابيب النفط والغاز من دول المنطقة للتصدير إلى أوروبا. ووفق الدراسات، كانت تكلفة هذا المشروع عشرات المليارات من الدولارات. عندذاك، شعرت تركيا بتهديد استراتيجي، هي التي لها مصالحها في البحر المتوسط وحقول نفط وغاز.

لبنان بين خطين للغاز: إسرائيلي أو تركي  

كانت إسرائيل تسعى إلى تكريس تحالفها مع قبرص واليونان، إضافة إلى الربط والتشبيك مع مصر والأردن. ولديها طموح إلى أن تكون الحقول اللبنانية مشبّكة مع هذا الخط. حينذاك، أُطلق مسار ترسيم الحدود البحرية في لبنان، وجرى تلزيم شركات نفطية عملية التنقيب، وسط سجال أساسي يرتبط بكيفية تصدير لبنان لمنتجاته من الغاز، لاسيما أن الدراسات الاستكشافية أشارت إلى أن لبنان لا يمتلك كميات تجارية كبرى تتيح للشركات العمل على إنشاء خط أنابيب مستقل. فوُضع لبنان بين خيارين: إما الخط الإسرائيلي وإما الخط التركي. وبعد سنوات من العمل، سقط مشروع "إيست مد" نظراً إلى تكلفته العالية جداً والخلافات السياسية وعدم إنجاز التفاهمات حول خط الأنابيب. في تلك الفترة كانت أنقرة قد نجحت في توقيع اتفاق تشاركي مع ليبيا يمنحها توسيعاً لمداها الحيوي في المتوسط. وبموجب هذا الاتفاق، أصبحت تركيا حاضرة في المتوسط ولا يمكن تجاوزها، أي تمرير الخط من دون التفاهم معها.

مشروع طريق الهند يهتزّ

قبل حصول عملية طوفان الأقصى، جرى الإعلان عن مشروع طريق الهند، والذي يربط آسيا بمنطقة الشرق الأوسط مروراً بالخليج في اتجاه حيفا، ومنها إلى أوروبا. هذا المشروع أيضاً، كان يهدّد تركيا استراتيجياً، نفطياً وتجارياً، ويهدّد مصالحها في البحر الأبيض المتوسط. وقد رفضته تركيا بشكل علني. وبعد الحرب الإسرائيلية على غزة والمنطقة كلها، اهتزّ المشروع، والدول التي كانت الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تجعلها على علاقة تشاركية أو تحالفية مع إسرائيل لتمرير هذا المشروع في مواجهة المشروع الصيني في "حزام وطريق" شعرت نفسها مهددة من إسرائيل.

مصلحةٌ لتركيا والسعودية معاً غيَّرت الحرب الإسرائيلية توازنات المنطقة ومعالمها. في الموازاة سقط نظام بشار الأسد، فيما حققت تركيا تقدماً على الساحة السورية، وهي لا تزال موضع منافسة مع إسرائيل. بسقوط الأسد، تعززت فرص تحسين العلاقة بين تركيا ودول الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية، التي تعتبر ما جرى في سوريا ذا أهمية استراتيجية بالنسبة إليها. فعملت على تعزيز حضورها هناك وتثبيته، إلى جانب تعزيز حضورها في لبنان من خلال التوازنات السياسية التي فُرضت. وفي الموازاة التقت المصلحة الإستراتيجية لتركيا والسعودية معاً على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا ومركزيتها، لأن الرياض تعتبر أن أي اهتزاز للحكم الجديد سيسمح لإيران بالعودة إلى بسط نفوذها والتأثير في الساحة السورية. أما أنقرة فتعتبر أن أي اهتزاز في مركزية الدولة السورية سيكون له انعكاس عليها، لاسيما ما يتعلق بمسألة "الأكراد" في شمال شرق سوريا.

خطّ الـM5

ليست الحسابات سياسية فقط، بل هي ذات بعد اقتصادي واستراتيجي، خصوصاً بعدما أعلن وزير النقل التركي، قبل أسابيع، العمل على إعادة إنشاء خط قطار الحجاز وتشغيله. وهذا الخط يعني تعزيز وتفعيل العلاقة مع السعودية التي ستكون مركزيتها الساحة السورية، واعتماد خط تجاري جديد يمرّ في البرّ السوري من خلال اعتماد خط الـ M5 الذي يربط جنوب سوريا بشمالها وصولاً إلى الحدود التركية، ومن الجنوب يمتد في اتجاه الأردن ومنه الى السعودية. وهذا الخط الذي يُراد العمل عليه هدفه تركيز اعتماد ممرات التجارة على الطريق البري من السعودية في اتجاه تركيا ومنها إلى أوروبا، كما يمكن الارتكاز إلى الساحل السوري كمنفذ في اتجاه أوروبا. وفي ذلك تتم الاستعاضة عن ممرّات البحر الأحمر والتهديدات التي كانت قائمة ولا تزال وتؤثر على مسار الرحلات التجارية.

"مرفأ بيروت في مواجهة مرفأ حيفا"

ذلك لا ينفصل عن السعي إلى ربط لبنان والعراق بهذا المشروع. فلبنان ينتظر الاستفادة من وصول النفط والغاز عبر الأنابيب السورية في اتجاه المصافي اللبنانية، كما أن خط الـM5 يلتقي في شمال سوريا مع خط الـM4 والذي يصل إلى حدود العراق. ويطمح لبنان إلى تعزيز دور مرافئه، ولا سيما في بيروت وطرابلس، لأداء دور نشط في التصدير في اتجاه أوروبا. وهنا لا يمكن إغفال معادلة برزت قبل سنوات، وهي معادلة "مرفأ بيروت في مواجهة مرفأ حيفا"، هذا المرفأ الذي تريد إسرائيل تعزيز دوره وتكبيره ليكون مرتكز التصدير من المنطقة نحو أوروبا.

منطقة خالية في سوريا واقتصادية حرة في لبنان

كل ذلك يشكل أبرز عناصر التنافس بين تركيا وإسرائيل في سوريا. وأما لبنان فلا يمكنه أن يكون بعيداً. فتل أبيب التي تريد إقامة منطقة خالية من السلاح في سوريا مع ممرات آمنة بالنسبة إليها، تريد في لبنان فرض منطقة عازلة في الجنوب أطلق عليها الأميركيون إسم منطقة اقتصادية حرة، وحتماً لها ارتباط بحقول الغاز اللبنانية في البحر المتوسط، وكيفية التنقيب والاستخراج والتصدير لاحقاً. فمشروع إسرائيل واضح في سعيها إلى السيطرة على ذلك. أما تركيا فكانت لها قبل سنوات محاولة للدخول في شراكة مع لبنان في ما يتعلق بالتنقيب والاستخراج، باعتبار أن الأنبوب التركي في اتجاه أوروبا جاهز.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مُعظَمُنا يَعرف هذه القصّة.

الدكتور شربل عازار/فايسبوك/03 تشرين الأول/2025

يُحكى أنّ أحد "أدعياء الذكاء" جلس على حافة النهر يَسكُب اللَبَن في المياه الجارية ويحرّك الماء بِكَفكِيرٍ كبير.

وإذ بِأحدِ معارفِهِ يَمرّ بقربه فيسأله متعجّباً: لماذا تَرمي اللبن في النهر ومِن ثمّ تحرّك الكفكير؟

أجابه "مدّعي الذكاء" بكلّ جدّية: إنّي أُرَوِّب النهر.

فأجابه الرجل مذهولاً:

لكن النهر لا يَرُوب !

فنظر اليه "مدّعي الذكاء" باستخفاف وقال:

صحيح النهر لا يَرُوب،

لكن إذا لِحِقْ ورَابْ خود عَ لَبَن.

هكذا هو أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني السيّد علي لاريجاني الذي صرّح بما حرفيّته:

"حزب الله لا يُريد أن يَتَحرّك من لبنان ضد إسرائيل، لكنّه إذا تحرّك سَيقلب الموازين، وهو قادر على ذلك!!!".

وعلى "شَاكِلَة" ما تتفوّه به القيادة الإيرانيّة فقد سبق للشيخ نعيم قاسم أن صرَّح بثلاثة تصاريح مماثلة.

التصريح الأول: "بَعدكم عَم تِحكوني بإسرائيل، ما نِحنا خَلَصنَا منها من زمان".

والتصريح الثاني: "وَينو العدوّ الإسرائيلي؟ خلّيهن يلاقونا، يلاقونا".

والتصريح الأقوى للشيخ نعيم قاسم هو:

"بتعرفوا شو؟ نتننياهو مَيِّت رَعبِة ! ".

فطالما نَهر "حزب الله" يَنبَع من الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وْلَبَن رَح نشرَب.

(تعابير كسروانيّة).

 

جميع الذين تبلغوا أبدوا تجاوبًا مبدئيًا

نورما أبو زيد/نداء الوطن/04 تشرين الأول/2025

ثمّة إحساس متنامٍ، بوجود صحوة قضائية عميقة، تشبه الثورات الصامتة، يقودها قضاةٌ نذروا أنفسهم للعدل، وارتقت بهم عدالة التشكيلات القضائيّة إلى مفاصل القضاء الحسّاسة والحاسمة.

المدّعي العام المالي، القاضي ماهر شعيتو، الذي سبقته سيرته المهنيّة النزيهة إلى أروقة النيابة العامة المالية، يعدّ من أبرز "القضاة الثوار"، الذين يعوّل عليهم لكسر حصانة الإفلات من العقاب، واسترداد الهيبة القضائيّة للنيابة العامة المالية، بعد أعوامٍ من التراخي والتمادي في استهلاك سياسة "سيف العدل المكسور".

14 آب... أوّل شمعة في العتمة

عُيّن في 11 تموز مدّعيًا عامًا ماليًا، وفي 14 آب، أشعل أوّل شمعة في عتمة الانهيار المالي، بقرار قضائيّ تاريخيّ: إلزام المحوّلين إلى الخارج بإيداع مبالغ مالية موازية في المصارف اللبنانية. كأنه أراد أن يعلن مبكرًا أن زمن التراخي ولّى، وأن العدالة للمودعين على طريق العودة.

المودعون الذين انتظروا طويلًا منذ اندلاع الأزمة المالية قرارًا مماثلًا، رأوا في القرار خطوة نوعيّة، ووصفوه بالممتاز إلى حدّ يصعب تصديقه. غير أن التفاؤل الذي عبّر عنه المتضرّرون، لم يحجب تشكيك بعض المراقبين في الخلفيات، وسؤالهم إن كان القرار انطلق من حرص القضاء على أموال المودعين، أم هو مجرّد انصياع شكليّ لضغطٍ دولي يلوّح بمزيدٍ من العقوبات على لبنان؟

من يعبر ردهات العدلية، ويمرّ بالنيابة العامة المالية، يلق الجواب قبل أن ينطق بالسؤال. فالصورة هناك تُغني عن الكلام: ملامح القاضي المنفتح، المتواضع، غير المتكلّف، تجيب عن الشكوك بصمتٍ ووقار، فيما بساطة المكان، تتكفل بقول ما يحجبه صمت التصريحات. مشهد يلخص انتقال النيابة العامة المالية إلى مرحلة يُستعاد فيها جوهر القضاء حارسًا للحقوق، لا عرشًا منيعًا على الناس أو حصنًا يُحرس ولا يَحرس المال العام. نسأل: هل زمن الحصانات ولّى؟ فتجيب أوساط النيابة العامة المالية إيجابًا، وتقول إن القانون وحده يمنح الحصانة، لا النفوذ ولا الأشخاص.

لا معنى للعدالة إن ظلّت سيفًا مصلتًا على الضعفاء

المدّعي العام المالي الذي حظي تعيينه بدعم قضائي واسع، ارتقى إلى مستوى الإجماع، بوصفه خطوة استثنائية في مسار طال اختناقه، يدرك أن المهمّة الأثقل على كاهله، لا تقتصر على تحويل النيابة العامة المالية من جهاز مشلول إلى مؤسسة منتجة، بل في إحداث قطيعة حقيقية مع حقبة سادها الكيل بمكيالين. فهو مقتنع بأن لا معنى للعدالة إن ظلّت سيفًا مصلتًا على الضعفاء، فيما يُعفى منها كبار اللصوص. ومن هنا، يركّز على ملفات ثقيلة: تحويلات الأموال إلى الخارج، وملف الدعم الذي استنزف ما بين 15 و 20 مليار دولار بلا حسيبٍ ولا رقيب، والتهرّب الجمركي الذي يحرم الخزينة الكثير من العائدات.

قرار استرداد الأموال لم يُمْلَ من "كُحلي"

نغوص بدايةً في السرديّة التي يحاول البعض ترويجها، والتي تربط قرار استعادة الأموال بالخشية من عقوبات دولية إضافية، بعد إدراج لبنان على اللوائح السوداء والرمادية لمجموعة العمل المالي. لكن الجواب يأتي طريفًا بقدر ما هو واضح: القرار لم يُمْلَ من رمادي ولا أسود، ولا حتى من كُحلي. ثمّ يتخذ الجواب منحى الحسم: القرار صدر باسم القانون، لا باسم الخوف. النيابة العامة المالية تمارس دورها، ونقطة على السطر. الهدف الأوّل: ترميم الثقة بالقضاء. والهدف الثاني: وقوف القطاع المصرفي "على إجريه".

"المستهدفون" ليسوا بالمئات!

نسأل: هل صحيح أن لائحة المستهدفين تضمّ أكثر من 200 اسم؟ فيأتي الجواب قاطعًا بالنفي. نتابع بالسؤال: من هم المستهدفون بالقرار إذًا؟ هل هم مصرفيون، سياسيون، نافذون؟ فيأتي الجواب مبهمًا في الشكل، واضحًا في المضمون: هناك تصنيف دقيق طبعًا، والدائرة مرشحة للتوسّع وفقًا لما تكشفه التحقيقات. العمل جارٍ ضمن نطاقٍ محدّد في المرحلة الراهنة هو نطاق المصرفيين، لكنه تصاعديّ، ويتمدّد من فئة إلى فئة وفق ما يتيحه القانون، وتبعًا لما يُجمع من معلومات، عبر الاعتماد على مصادر متعدّدة.

وهل الأساس حاليًا حجم المبلغ المحوّل؟ والجواب: الأساس ليس حجم المبلغ المحوَّل، بل الشخص المحوِّل، أي المصرفي، فيما تحويل المواطن العادي للأموال لا يعدّ جرمًا.

الانتقال من X و Y إلى كلّ الأبجدية

نبحر أبعد في التفاصيل، انطلاقًا من الجواب، لاستيضاح ما إذا كان القرار مجرّد خطوة فرديّة، أم يندرج في مسار منسّق مع جهات رسميّة كمصرف لبنان أو السلطة التنفيذية. فيأتي ردّ المصادر حاسمًا بأن القرار انبثق من تحقيقات كانت جارية قبل تعيين القاضي ماهر شعيتو مدّعيًا عامًا ماليًا. نسأل أكثر، فنستنتج أن مراسلات متقطّعة كانت قائمة بين النيابة العامة المالية والمصارف، لكن بخطى بطيئة ومتثاقلة، إذ كانت تفصل قرابة سنة بين المراسلة والأخرى. أمّا أجوبة المصارف، فكانت تأتي مشفرة، تَرِد فيها الأسماء على هيئة X و Y. أي إجابة دون إفصاح، وامتثال دون تورّط.

التحويلات فعل مجرّم

تقول المصادر، إن القاضي شعيتو دخل إلى منصبه بخلفية قانونية تعتبر التحويلات إلى الخارج فعلًا مجرّمًا، ومع تعمّقه في الملف، ترسّخت هذه القناعة، وتعمّقت مع توسّع التحقيق، فبدأت تبليغات المستهدفين تصدر تدريجيًا، تبعًا لما تكشفه المعطيات. ولكن مهلة الشهرين شارفت على نهايتها. فكيف يمكن إلزام من حوّلوا الأموال بالامتثال للقرار؟ الجواب هو أن القرار ليس قانونًا ولا مرسومًا، وبالتالي، فإن مهلة الشهرين التي حدّدها المدّعي العام المالي، لا تبدأ من تاريخ صدور القرار في 14 آب، بل من تاريخ تبليغ المستهدف بوجوب إيداع مبلغٍ في مصرف داخل لبنان، يعادل المبلغ الذي حوّله إلى الخارج.

وماذا عن تجاوب المبلَّغين؟

جميع من تمّ تبليغهم أبدوا تجاوبًا مبدئيًا مع القرار، وتجري مراجعات دورية أمام النيابة العامة المالية من خلال وكلائهم القانونيين، ما يُظهر نوعًا من التجاوب الحذر. يعتقد بعض المراجعين أن لا جرم قد ارتكب، بحجّة غياب قانون Capital Control يمنع التحويلات المالية بعد 17 تشرين الأوّل. لكن موقف النيابة العامة المالية واضح: الجرم قائم، والقرار واجب التنفيذ. ومن يختر الامتناع، فعليه أن يتحمّل التبعات المترتبة على ذلك. هل تكون التبعات من باب Name Shame، الآلية المعتمدة في عدد من دول العالم، أم أبعد من ذلك؟ تؤكّد مصادر النيابة العامة المالية أن المدّعي العام يبتعد كلّ الابتعاد عن الشعبوية. فالناس بنظره ملّوا الاستعراضات ويحتاجون إلى أفعال.

سند قانوني غامض

نسأل: هل يستند القرار إلى قانون الإصلاح المالي، أم إلى إحدى الجرائم المعرّفة في قانون العقوبات؟ فيأتي الجواب مبهمًا: القرار مستند إلى القوانين السارية حاليًا. ثمّة تعمّد واضح في إبقاء السند القانوني غامضًا، وهو بحسب الجواب، من ضمن صلاحيات النيابة العامة المالية، التي تحتفظ بحقها في استخدام أدواتها القانونية، دون الكشف الكامل في هذه المرحلة. فالغاية واضحة: تطبيق القانون، وخلق كتلة نقدية تُسهم في إعادة تحريك الدورة المالية. أمّا رفض أيّ مصرفي الالتزام بالقرار، فيطرح تساؤلًا جوهريًا: إذا كان هو نفسه لا يثق بمصرفه، فبأيّ منطق سيطلب من المودعين أن يثقوا به؟

القضاء لا يعمل بمنطق التسويات

انطلاقًا ممّا تقدّم، يُطرح استنتاج مفاده أن القرار قد يكون تمهيدًا لتسوية ما، تقلّص الفجوة المالية على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم". لكن الجواب يأتي حازمًا بأن القضاء لا يعمل بمنطق التسويات. نعم، الهدف هو تقليص الفجوة المالية، لكن ليس عبر مقايضات رمادية، بل على أساس صلب: إعادة الثقة بالنظامين القضائي والمصرفي.

أموال الدعم في دائرة المتابعة

قرار استعادة الأموال المحوّلة إلى الخارج، ليس الملف الدسم الوحيد الذي تضعه النيابة العامة المالية على طاولة معالجة الفجوة المالية. ثمّة ملف لا يقلّ ثقلًا ولا حساسية: أموال الدعم، التي تُقدّر قيمتها ما بين 15 و 20 مليار دولار. هذا الملف دخل دائرة المتابعة الدقيقة، والنيابة العامة في صدد طلب لوائح تفصيلية، لتحديد مكامن التواطؤ والهدر، تمهيدًا لمحاسبة كلّ من ساهم في تبديد هذا المال العام. أمّا الغاية الأشمل فتبقى واحدة: استرجاع ما أُهدر من أموال المودعين. ما أنجزه المدّعي العام المالي ماهر شعيتو في غضون ثلاثة أشهر، نصفها عطلة قضائية، لتقليص الفجوة المالية، تتبدّى من خلاله الفجوة بين العدالة كمنصب، والعدالة كموقف. وهذا الإنجاز الموصوف يستدعي سؤالًا معلّقًا يُطرح برسم التاريخ: لو أن النيابة العامة المالية مارست دورها القضائي الكامل قبل ست سنوات، أما كان لبنان اليوم على عتبة تعافٍ مالي، بدلًا من قاع الانهيار؟ القطرة الثانية من قطرات غيث شعيتو العملية في النيابة العامة المالية، هطلت في مرفأ طرابلس، حيث شهد مطلع أيلول توقيف عناصر من الجمارك، ومخلّص جمركي، وصاحب بضاعة مهرّبة، وسائقي شاحنتين، على خلفية ملف تهريب جمركيّ. خطوة أعادت الاعتبار إلى هيبة النيابة العامة، وأعطت إشارة مبكرة إلى نهج قضائي لا يساوم في قضايا المال العام. في وزارة العدل، كما في مجلس القضاء الأعلى، تُعلّق آمال على أن تتحوّل النيابة العامة المالية إلى نموذج يُحتذى. لكن الناس العاديين، أولئك "الملسوعين"، يطرحون أسئلة مشروعة: هل تتكفل السياسة بإطفاء هذا الضوء كما أطفأت غيره في محطات سابقة؟ وهل يصمد القضاة الذين اختاروا الوقوف في وجه الحصانات؟ الأسئلة تبقى مفتوحة، لكن المؤكّد حتى هذه اللحظة، أن في العدلية شمعة أُشعلت، ومن الصعب إعادتها إلى العتمة.

 

عون… خيار الدولة

جو رحال/نداء الوطن/04 تشرين الأول/2025

في بلد يترنح تحت وطأة الانهيار الاقتصادي، وتنهكه الأزمات الاجتماعية، وتتآكل فيه مؤسسات الدولة، يخرج من يطرح حلولًا سطحية تقوم على التشكيك بموقع الرئاسة وكأنها أصل المشكلة. غير أن الحقيقة أبسط وأوضح: الرئيس جوزاف عون لم يكن يومًا عبئًا على الدولة، بل هو ما تبقى من ركائزها. من يهاجم موقعه إنما يهاجم فكرة الدولة نفسها، ويمنح الفراغ والفوضى فرصة جديدة. لقد شكّل عون منذ البداية موقفًا استثنائيًا حين أعاد تعريف دور الرئاسة كركيزة للبناء الوطني. فأطلق خطة متكاملة لحصر السلاح بيد الدولة، هي الأولى من نوعها بأربع مراحل، مؤكدًا أن الشرعية لا تُجزأ وأن سيادة لبنان غير قابلة للمساومة. هذه الخطوة لم تكن انقلابًا على الدستور كما يدّعي خصومه، بل تكريسًا له، إذ أن المادة 49 من الدستور تجعل الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة، لا شاهدًا على تفككها. خارجيًا، نجح عون في إعادة موقع لبنان الطبيعي إلى قلب العالم العربي. فقد أعاد وصل ما انقطع مع السعودية، وعزّز الشراكات مع مصر وقطر والجزائر، مثبتًا أن العزلة لم تكن قدر لبنان بل نتيجة خيارات خاطئة. وبدعم من باريس وواشنطن لمسار تعزيز سيادة الدولة، بات واضحًا أن الرئاسة اليوم ليست مجرد موقع شكلي، بل خط الدفاع الأخير عن استقرار لبنان. أما داخليًا، فحين أطلق الرئيس خطة الإنقاذ الاقتصادي، كان يعلم أنها ليست وصفة سهلة بل طريقًا مليئًا بالتضحيات. الأرقام صادمة: 70 % من الناتج المحلي تبخر منذ 2019، وأكثر من 60 % من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر وفق البنك الدولي. ومع ذلك، طرح عون إصلاحات جريئة، من إعادة هيكلة القطاع المصرفي إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي. من يهاجم هذه الخيارات من دون أن يقدم بدائل عملية إنما يمارس الخداع السياسي على حساب الناس. والأهم أن عون أثبت أن رئاسة الجمهورية ليست منصبًا فارغًا بل مسؤولية متقدمة في مواجهة التحديات. هو الرئيس الذي يوازن بين القوى الداخلية ويمنع الانزلاق إلى الفوضى، فيما خصومه يكتفون بإطلاق الشعارات من دون خطة. لقد جسّد بفعل لا بشعار أن فكرة الوطن الجامع أكبر من التجاذبات، وأن حماية المؤسسات أولى من تسجيل النقاط السياسية. الرئيس جوزاف عون هو آخر خطوط الدفاع عن فكرة لبنان الكيان، لا لبنان الساحة. من يريد رحيله فعليه أن يقدّم بديلًا لرئاسةٍ جامعةٍ تحمي الدولة، لا بديلًا يقوم على الفراغ والفوضى. إن الدفاع عن عون اليوم هو دفاع عن الدولة نفسها، وعن بقاء لبنان في معادلة الاستقرار بدل السقوط في المجهول.

 

يلّا تنام يلّا تنام

عماد موسى/نداء الوطن/04 تشرين الأول/2025

يعود أصل أغنية "يلا تنام" إلى قصة مؤثرة حدثت في بلدة معلولا السورية، وتحكي عن فتاة اختُطفت وهي في العاشرة من عمرها، فغنت أغنية بلهجة محلية تخبر عائلتها بمكان وجودها، وأعاد الأخوان رحباني صياغة هذه التَهويدة وغنتها السيدة فيروز لأول مرة في فيلم "بنت الحارس" العام 1967.

ومع صعود نجم البرلمان الأول "الإستيذ" نبيه بري أعاد إحياء تراث معلولا فصار كلما وصلت إليه اقتراحات قوانين معجلة مكررة، لا تتوافق مع رأيه وقناعاته، أو مع نظرته للمصلحة الوطنية العليا ينيّمها في الجارور ويغني لها بمصاحبة فرقة "نحمي ونبني" الفيلهارمونية "يلّا تنام يلّا تنام لادبحلها طير الحمام...". يتلطى رئيس مجلس النواب خلف مادة دستورية تمنحه صلاحية اختيارية تتيح له طرح الاقتراح المعجل المكرر في أول جلسة يعقدها البرلمان ولسان حاله: "أنا حرّ إلك شي معي يا ..." . والقانون بيد صاحب الدولة متل العجينة. كل الزقيفة العاملين في فرن "الإستيذ" يشتغلون بالـ "لـتّ" و"العجن و"الرق"، وبري يخبز. تخبزون بالعافية يا شباب. بحسب هيئة مكتب المجلس كان هناك في شهر أيار 139 اقتراحًا معجلًا مكررًا متراكماً. نايمين فوق بعض. القليل منها أحيل إلى اللجان وقسم كبير لم يطرح بعد على التصويت وهي على قدر من الأهمية كـ "بيع الموجودات الذهبية لدى مصرف لبنان" و"تخصيص أراضٍ للطاقة الشمسية" و"حماية أموال المودعين" و"تعديل أصول المحاكمات المدنية"... بنظر مقدميها لا بنظر المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية، وهل من يجرؤ على لي ذراع مرشد في العالم الإسلامي بالضغط عليه؟ باطل هالحكي. وهل من المنطق بشيء أن تنبري أكثرية نيابية وتطالب بكل وقاحة أن يطرح المرشد اقتراحها على التصويت؟ في أي نظام تعيشون يا هؤلاء؟ استحوا. يرفض بري اقتراح الأكثرية لتصحيح الخلل ومساواة المغتربين بالمقيمين لجهة التصويت في أماكن تسجيل قيدهم، وغالبيتهم من مهجري الأعوام السبعة الماضية، معتبرًا أن القانون الحالي "لا يتقدم عليه إلا الإنجيل والقرآن"! إذًا ما الداعي لاقتراح لبنان دائرة واحدة؟

حجة بري في تجاهل اقتراح الأكثرية عدم تكافؤ الفرص أمام الناخبين "وعدم توافر ضمانات، فجمهورنا لا يذهب إلى التصويت في الاغتراب بسبب إمكانية معاقبته من قبل السلطات" كما قال العلّامة علي فياض. فهل عاقبت أي سلطة أيًّا من ناخبي "الثنائي" في أي بلد؟ وهل شعر شيعة ديترويت أن الـ "س آي إيه" فرضت عليهم في ربيع العام 2022 الاقتراع لمصلحة طوني حبشي؟ ومن يملك حرية أكثر: ناخبو رياض الأسعد في الزهراني أم ناخبو نبيه بري في برلين؟

 

وصفت واقعة الروشة"بالانتكاسة الأخيرة"...واشنطن تعود إلى Maximum Pressure ونزع سلاح "الحزب" في البقاع

أمل شموني/نداء الوطن/04 تشرين الأول/2025

اعتبارًا من تشرين الأول الجاري، بدأت الولايات المتحدة تتبنى موقفًا أكثر حزمًا تجاه نزع سلاح "حزب الله" تمثّل بزيادة تمويل الجيش اللبناني وتكثيف الضغوط الدبلوماسية. فقد التزمت إدارة الرئيس ترامب بتقديم 230 مليون دولار كمساعدات للبنان، وربطت هذا الدعم صراحةً بمسؤولية الحكومة اللبنانية في ضبط جميع الأسلحة داخل البلاد بحلول نهاية عام 2025. وحزمة المساعدات الأخيرة خصصت 190 مليون دولار للجيش اللبناني و40 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي، وذلك لتسهيل تسلّم المهام الأمنية والتركيز على مواجهة الوجود المسلح غير الشرعي. وهذا يؤكد التزام واشنطن بدعم إنشاء دولة تكون جميع سلطاتها العسكرية تحت إمرتها. لكن ما يزيد الأمر تعقيدًا أن حزمة المساعدات مشروطة بإحراز تقدم ملموس في جهود نزع السلاح. لذا تخشى المصادر من أن تزيد انتكاسة "الروشة" الأخيرة من خطر قيام واشنطن بتقييد أو تقليص المساعدات المستقبلية، مما يعقّد جهود لبنان الأمنية والاقتصادية.

وتشير مصادر عسكرية أميركية إلى أن جوهر هذه الاستراتيجية يتمثل في جهد منسق مع القوى الإقليمية من إسرائيل ودول الخليج العربية، التي حذرت الحكومة اللبنانية صراحةً من أن عدم إحراز تقدم ملموس في نزع السلاح قد يعرض الدعم المالي الحيوي للخطر. ويأتي هذا التحوّل في السياسة الأميركية في أعقاب الصراع السياسي المستجد على الساحة اللبنانية والذي أضعف إلى حدّ بعيد صورة الدولة القادرة على بسط سلطتها. في المقابل، يرى المسؤولون الأميركيون أن هناك فرصة استراتيجية لتغيير ديناميكيات الأمن في المنطقة رغم التحديات التي تواجه لبنان. فواشنطن قالت على لسان مسؤوليها، وآخرهم المبعوث الرئاسي توم برّاك، إن إرساء سيطرة الدولة على الأسلحة أمر بالغ الأهمية للبنان لتحقيق الاستقرار والحوكمة الفعّالة، من خلال ربط جهود نزع السلاح والتزام لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بعملية تقديم المساعدات وإعادة الإعمار.

في المقابل، يرى دبلوماسيون أميركيون أن رفض "حزب الله" دعوات نزع سلاحه يعتبر تحديًا، رغم التراجع الهائل في قوته. غير أن البعض يعتبر أن "الحزب" يناور سعيًا لمكتسبات وشراء للوقت الذي بدأ ينفد. من هنا أشارت معلومات إلى أن الإدارة الأميركية أعادت تفعيل سياسة "Maximum Pressure" رغم علمها أن ذلك قد يزيد من التعقيدات السياسية والطائفية في لبنان. فالنهج الأميركي لا يسعى إلى تحقيق توازن في لبنان بقدر ما يسعى إلى تحقيق الأهداف المتمثلة بدعم السيادة اللبنانية وإدارة ديناميكيات القوة.

من هنا تشير مصادر عسكرية أميركية إلى سعي لتعديلات في خطة الجيش لنزع سلاح "حزب الله". فاستراتيجية الجيش المؤلفة من خمس مراحل، قد يُعاد النظر في ترتيب أولوياتها. إذ بعد الانتهاء من المرحلة الأولى في جنوب الليطاني وإحراز تقدم كبير في تفكيك مخابئ ومنشآت الأسلحة، من المتوقع أن يشكل سهل البقاع لا سيما مناطق البقاع الشمالي وجروده الهدف التالي لهذه العملية الأمنية. وتلفت المصادر العسكرية الأميركية إلى أن واشنطن تنتظر تقرير الجيش المفصل للشروع في تهيئة الأرضية اللازمة للتقدّم إلى البقاع ذي الحساسية السياسية والمعقل الذي يضم مستودعات أسلحة وشبكات لوجستية حيوية.

ومع ذلك، تلوح في الأفق تحديات جسيمة. فقد شرح الرئيس جوزاف عون محاذير زيادة الضغط على لبنان خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي في نيويورك. وشدد على ضرورة توفير ضمانات بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وعدم قيامها باعتداءات مستقبلية. ورغم تفهّم روبيو وفريقه للمطالب اللبنانية، تشير المصادر إلى أن القرار بنزع سلاح "الحزب" لا رجوع فيه، واستمرار "الحزب" كـ "مقاومة" ليس واردًا. وترى الولايات المتحدة أن نزع سلاح "حزب الله" أمرٌ بالغ الأهمية لاستقرار لبنان، وتخفيف التوترات الإسرائيلية اللبنانية، والحد من النفوذ الإيراني. ومع ذلك، فإن الفشل في تحقيق توافق سياسي داخل لبنان يُعرّض هذه الأهداف للخطر، مما قد يسمح لـ"حزب الله" بالبقاء "قوةً مُزعزعة للاستقرار".

في المقابل، تشير المصادر العسكرية الأميركية إلى أن أبرز التعقيدات هي إدراك الجيش اللبناني محدودية موارده من حيث الأفراد واللوجستيات والمعدات، لذا فإن خريطة طريق نزع السلاح تستند إلى الدعم الدولي - بما في ذلك الدعم من الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يكون تنفيذ نزع السلاح في البقاع في المستقبل القريب حذرًا وتدريجيًا، بعد معالجة قيود القدرات العسكرية للجيش، مما يجعل هذه المرحلة من أهم الاختبارات للدولة اللبنانية وحلفائها الدوليين والإقليميين. من ناحية أخرى، وفي قراءة للتحديات في أعقاب أحداث "الروشة" وما وصفته المصادر الأميركية بـ "الانتكاسة الأخيرة"، اعتبرت المصادر الدبلوماسية أن تفاقم الانقسامات السياسية يشكل فشلًا للرئيس وحكومته. ويعكس هذا المأزق حدود سلطة الدولة كما يُظهر غياب استراتيجية متماسكة لمعالجة نزع سلاح "الحزب" ودرء الانقسامات الداخلية الحادة في لبنان، والتي لا تزال تُعقّد الأمور. كذلك لفتت هذه المصادر إلى قدرة "حزب الله" على استغلال كتلته البرلمانية أو النواب المتحالفين معه لعرقلة العمليات التشريعية خصوصًا مسألة قانون الانتخاب، مما يشكل تهديدًا لاستقرار الحكومة. وتمتد تداعيات المأزق السياسي إلى القوات المسلحة اللبنانية، التي تواجه حساسية سياسية متزايدة وهي عوامل تساهم في خلق بيئة غير مستقرة.

في ضوء ذلك، تشير المصادر إلى أن واشنطن قد تحتاج إلى إعادة تقييم لاستراتيجيتها. وتُشدد الرسائل الأميركية على أن السلام الدائم والمساعدات الدولية يتوقفان على سيطرة لبنان على الجماعات المسلحة، وهو ما أكده برّاك ومسؤولون آخرون في الإدارة. من هنا قد تُكثّف واشنطن جهودها الدبلوماسية مع شركائها الإقليميين، بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية، لتعزيز التنسيق لتحفيز التعاون مع الحكومة اللبنانية. وفي موازاة ذلك، قد تعمد واشنطن إلى زيادة التركيز لتمكين الجيش اللبناني كمؤسسة أمنية مركزية في لبنان. وقد يشمل ذلك تهيئة بيئة أكثر استقرارًا، تُمكّن الجيش من العمل بحرية في جميع أنحاء لبنان. في المقابل، ستستمر واشنطن بسياسة الضغط على الجهات السياسية التي تدور في فلك "حزب الله" من خلال العقوبات والعزل الدبلوماسي. وتضيف المصادر أن واشنطن تعمل على تكييف مواقفها الدبلوماسية والعسكرية لإدارة عدم الاستقرار المُحتمل أو الأزمات الناجمة عن الجمود السياسي اللبناني. في هذا الإطار، يبدو أن السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، الذي يستعد لتولي منصبه هذا الشهر كسفير جديد للولايات المتحدة في لبنان، يأتي وصوله في لحظة محورية في العلاقات الأميركية اللبنانية. ورغم أن خبرته كرجل أعمال لبناني أميركي في القطاع المصرفي والمالي واسعة، إلا أن المصادر تؤكد إلمامه بالتحديات الجيوسياسية المُلحّة التي تواجه لبنان لا سيما قضية نزع سلاح "حزب الله" التي ستكون بشكل أساسي رأس حربة مهمته.

 

"رسالات" تمتحن الحكومة الإثنين... وصفا يغيب عن الاستدعاءات

طوني كرم/نداء الوطن/04 تشرين الأول/2025

ما جرى لم يكن مجرّد مخالفة إدارية بل هو استعراض سياسي مباشر

استهجن مرجع قضائيّ مسؤول محاولات تحميل السلطة القضائية تبعات ما جرى في "غزوة الروشة" بتاريخ 25 أيلول الفائت، مؤكّدًا لـ "نداء الوطن" أن "ما حصل لا يُعالج في القضاء فحسب، بل يتطلّب بالدرجة الأولى موقفًا سياسيًا حازمًا وإجراءات استباقية لمنع تكراره، ثمّ لاحقًا محاسبة حقيقية للمتورّطين". ولفت المرجع إلى أن "ما جرى لم يكن مجرّد مخالفة إدارية، بل هو استعراض سياسي مباشر، في تحدٍ صارخ للدولة وأجهزتها... وبيروت". "واقعة الروشة"، انطلقت من إذن إداريّ منح لجمعية "رسالات" لإقامة وقفة رمزية أمام صخرة الروشة. لكن الوقفة تحوّلت إلى استعراض قوّة مع إضاءة الصخرة بصورتي الأمينَين العامَين لـ "حزب اللّه"، السيدين حسن نصراللّه وهاشم صفي الدين. وهنا برز وفيق صفا في المشهد، لا بصفته متفرّجًا أو مشاركًا، بل كقائد للاستفزاز ومتباهٍ بانقلاب سياسي على قرارات الدولة، في مناسبة كان يُفترض أن تبقى محصورة في إطار رمزيّ، فإذا بها تتحوّل إلى إعلان صريح لغياب أو تغييب هيبة الدولة.

مع ذلك، اقتصرت إجراءات النيابة العامة التمييزية، عبر القاضي جمال الحجار، على استدعاء مسؤولي الجمعية وبعض المنفذين في الجوانب اللوجستية، كالسائق الذي نقل أجهزة الإضاءة، فيما غاب اسم وفيق صفا رأس المشهد عن أي ملاحقة أو مساءلة حتى الآن. هذا التجاهل طرح علامات استفهام كبيرة حول جديّة المسار القضائيّ، في وقت يفترض أن يكون صفا في قلب التحقيق، لا في مأمن من المحاسبة. على الصعيد القضائي أيضًا، برز تطوّر يتعلّق باستدعاء مراسل قناة "المنار" علي برّو، على خلفية مشاركته في التجمّع والتعرّض لرئيس الحكومة نواف سلام. برّو تغيّب عن جلسة التحقيق، وأوفد وكيله الذي اعتبر أن موكّله "إعلامي ولا يمثل أمام الضابطة العدلية بل أمام محكمة المطبوعات حصرًا". غير أن القاضي الحجّار شدّد على استدعائه مجدّدًا، ملوّحًا بإجراءات قانونية بحقه في حال تكرار التغيّب. كما سبق للنيابة أن أصدرت بلاغات بحث وتحرّ بحق شخصين آخرين تخلّفا عن الحضور، بعد ثبوت تورّطهما في "واقعة الصخرة".

القانون واضح في هذا الإطار. فالمادة 770 من قانون العقوبات اللبناني تنصّ على أن "من خالف الأنظمة الإدارية أو البلدية الصادرة وفقًا للقانون، عوقب بالحبس حتى ثلاثة أشهر وبالغرامة من مئة ألف إلى ستمئة ألف ليرة، أو بإحدى هاتين العقوبتين". وهنا يوضح المحامي الدكتور سعيد مالك لـ "نداء الوطن" أن "الاستدعاءات التي وجّهتها السلطة القضائية للمخالفين استندت إلى هذه المادة تحديدًا، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنه "في حال تبيّن للمحقق أو لقاضي التحقيق أن المستدعين ارتكبوا جرائم أخرى، يحق له الادّعاء عليهم بجرائم إضافية، ولا يقتصر الأمر على مخالفة التدابير الصادرة عن السلطات الرسمية".

سياسيًا، تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء الإثنين المقبل، حيث أُدرج بند أساسي على جدول الأعمال، يقضي بطلب وزارة الداخلية والبلديات حلّ جمعية "رسالات" وسحب العلم والخبر منها. المذكرة عزت هذا الطلب إلى مخالفة الجمعية كتاب محافظ بيروت، وانتهاكها نظامها الداخلي، فضلًا عن التعدّي على الأملاك العامة واستخدامها لغايات غير مخصّصة تمسّ بالنظام العام ومن دون ترخيص أو موافقة مسبقة. وسيتزامن طلب الداخلية حلّ الجمعية مع تقديم الجيش تقريره الشهري بشأن خطة ضبط السلاح غير الشرعي تطبيقًا لقرار حكومي سابق. ووسط تخوّف المتابعين من اقتصار الملاحقات على الفريق اللوجستي، تردّد أن حلّ الجمعية سيكون مدخلًا يتماشى مع الموقف السياسي الواضح، لرئيس الحكومة الدكتور نواف سلام وتأكيده أن "الخاسر الأكبر ممّا حصل في الروشة هو مصداقية الجهة المنظمة ومن يقف خلفها". وذلك بعد تعمّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، التأكيد أن الأجهزة الأمنية وقياداتها "خط أحمر" في وجه محاولات تحميلها وزر ما جرى، لا سيّما بعد أن شكرهم وفيق صفا لتسهيل وإنجاح إضاءة الصخرة. وعليه، يبقى السؤال: هل يترجم مجلس الوزراء قراره بحلّ "رسالات" كسابقة في مواجهة الاستباحة السياسية للأملاك العامة وخرق الأنظمة الإدارية، أم أن الحكومة ستجد نفسها أمام خط أحمر، من الضاحية لحماية الجمعية، والغطاء الذي يتحرّك من خلاله وفيق صفا؟ الجواب ستكشفه الجلسة المقبلة، لكن المؤكد أن المحاسبة الصورية لم تعد تقنع اللبنانيين الذين رأوا في "غزوة الروشة" نسخة مصغرة من "غزوة 7 أيار".

 

سيزار الجبار

سناء الجاك/نداء الوطن/04 تشرين الأول/2025

لا شيء يتقدم على ثقة طرابين حبق "التيار الوطني الحر" بأن شعبيتهم أفضل مما كانت عليه عندما كان الجنرال والصهر العزيز في سدة الحكم. هذه الثقة يعكسها النائب سيزار أبي خليل، المبشر بعودته مكلّلا بالغار إلى الندوة البرلمانية، وبالقدرة على استعادة المقاعد التي تسربت من الكتلة، بعد خروج من ضاقت صدورهم من غرور الصهر وتسلطه وتضخيمه لشخصه واستصغاره لتضحيات قدامى المحاربين الذين أوصلوه وأوصلوا عمه إلى أمجادهما بعد العودة من المنفى الباريسي، والتضييق عليهم ليُحرجوا ويخرجوا. ولا عجب، فسيراز الجبار مقتنع بأن تياره سلَّم اللبنانيين 18 ساعة كهرباء يوميًا، ولم يحمِّل الخزينة نصف الدين العام، ليتهاوى القطاع بعدما تسلمه غيرهم، ويتباهى بأنه كان السبَّاق إلى طرح مسألة سلاح "حزب الله" من خلال ورقة التفاهم، وكأن "لا الشمس طالعة ولا الناس قاشعة"، كيفية تحول التفاهم إلى معبر للسلطة عبر تأمينه الغطاء المسيحي للسلاح خارج الشرعية، بحيث كان تشكيل الحكومات لا يبصر النور ما لم يمر بالرابية، طوال العقدين الماضيين، ولعيون الصهر وعمه عمرها ما تكون سلطة تنفيذية ولا رئاسة جمهورية، وأيضا كأن انتهاء احتلال النظام الأسدي لبلادنا يكفي ليمسح الجرائم التي ارتُكِبَت في لبنان واستُؤنِفَت في سورية، فمدَّ جسور الود والانسجام واستبدال الاحتلال السابق باحتلال إيراني لاحق، بقيادة "حزب الله"، وعقد حلف الأقليات لتبرير المجازر والفظائع بحق الشعبين السوري واللبناني. والأحلى أنه بعدما طُرِدَ كتيار من جنة الحكم، سرعان ما انقلب إلى المعارضة، وتغنى بتموضعه الحالي، وكأن هذا التموضع يكفي ليمنح العهد العوني/الباسيلي براءة ذمة من النهب المبرمج لمرافق الدولة ومقدّراتها حتى إفلاسها وسوقها إلى جهنم، ويعيد لهم المقاعد التي استولى عليها قدامى المحاربين العونيين. ويرفض الاعتراف بأن غالبية مقاعدهم البرلمانية لم تكن ستتوفر لولا العونة التي يقدمها "حزب الله" ومعه "حركة أمل" حيث يجب. ولنا في دائرة جزين خير دليل على الحجم الطبيعي، من دون السند.

بالتالي، فإن الدجل السياسي المتمظهر بمحاولة "التيار الوطني" التمايز عن "الحزب" وسلاحه لشد عصب البيئة المسيحية التي انكفأت عنه، ليس أكثر من تزييف لواقع الحال، لأن لا غنى عن التحالف مع "الحزب" ومن خلفه "الحركة"، لحفظ ماء الوجه الانتخابي في دوائر بعينها، لا يستطيع التيار النجاح فيها بمجهوده وبطولاته. ولعل المواقف الموحدة من انتخاب المغتربين، كفيلة بكشف الدجل. وتحديدًا بعد تجربة انتخابات العام 2022، حيث ذاب الثلج وبان مرج قرف الناخبين في الخارج من أحزاب التفاهم، الذين وعلى الرغم من تلاعبهم بالصناديق، وصلوا إلى الندوة البرلمانية بطلوع الروح.

وللأمانة، سيزار الجبار مؤمن بأن الشعب يفضل فريقه على القوى الأخرى، لذا صدمته ستكون كربلائية عندما تسقط على رأسه أوهامه الدونكيشوتية... إذا ما قدِّر للانتخابات أن تُجرى وفق الأصول، وليس بتركيب طرابيش.

 

صخرة الروشة... تهاوي التهاوي

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

التهاوي عن صخرة الروشة لم يكن سقوطاً قسرياً، فثمّة من فقد توازنه فانزلق لا إرادياً نتيجة صدمة، أو هزيمة، أو انكسار، أو سوء تقدير، أو انفعال في غير مكانه. وللمكان هنا رمزيته المركّبة؛ عامةً وخاصّةً... العامةُ ارتبطت بشكل جيولوجي يعدّ ظاهرة طبيعية لافتة للنظر بجمالها، أمّا الخاصة ففي طبيعة بعض الناس الذين رأوا فيها مكاناً للانتحار. أما حين يأخذ الانتحار بُعداً سياسياً؛ فردياً أو جماعياً، فإنه يصبح إرادياً عن سابق إصرار وترصّد، وبكامل الوعي... أي إنّ ثمة من قرّر نهايته بنفسه نتيجة رهانات خاطئة، أو غرور، أو يأس. فهو يجمع هنا بين التهاوي والانتحار معاً، ويتصرّف كأنه غير قادر على تجنّب الهاوية، فيسير باتجاهها كأنه مُصرّ على تهاويه. بعد سنة على التهاوي الأول نتيجة حرب المقتلة وذكراها الأليمة، فإن حالة الإنكار التي يعاني منها مَن تعرّض للهزيمة تدفع به إلى تهاوٍ أعمق، كأنه مُصرّ على السير في الانحدار المتسلسل من دون مراجعة أو محاسبة أو محاولة التوقف. وهذا لم يعد مرتبطاً بحالة السقوط الأول أو التهاوي الأول عن الصخرة أو أمامها. وإنكار السقوط الأول وانهياراته المتعدّدة جعل هذا الفاعل السياسي لا يعي أنه ذاهب بملء إرادته، ويأخذ معه جماعته وطائفته ووطنه، إلى انهيار أعمق، وتهاوٍ أبعد من التهاوي الأول.

كان يمكن للجميع أن يتجنّبوا مشهد صخرة الروشة، فالمكان سياحيّ، وفي الذاكرة مرتبط بالانتحار. فمن يقف على حافة الصخرة يقف على حافة الانتحار، ويدفع بنفسه نحو الهاوية أو التهاوي. كما أن المكان لا يحمل أي رمزية سياسية في الذاكرة اللبنانية الملأى بالاغتيالات والنكبات.

في تلك الذاكرة، حصرت غالبية العوائل السياسية أو الإقطاعية أو الروحية، وأحزابهم وجماعاتهم، رموزَهم في أماكنهم الخاصة وسط بيئتهم. فالذكرى الشعبية لولادة أو اغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط لم تخرج من حديقة «قصر المختارة»؛ منزله ومسقط رأسه، وذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل لم تخرج من «ساحة ساسين» بمنطقة الأشرفية حيث أقام وترعرع وبدأ حياته السياسية، وهي قريبة من مكان اغتياله. وكان الأجدى بالقيّمين على ذكرى اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله إحياء ذكراه الشعبية إمّا أمام ضريحه وإما في مكان اغتياله. فتحديد المكان في المناسبات الثلاث يعود إلى خصوصية كل واحد منهم، وإلى انقسام اللبنانيين تجاههم. وهو انقسام عمودي يدفع بالأطراف جميعاً إلى احترام خصوصية كل طرف ومقدساته، لا أن يتحوّل إلى عامل إضافي للانقسام. في مشهد الروشة وصخرتها كان واضحاً أن الحديث عن التعافي مبالغ فيه أو لا صحة له أصلاً، بل إن الهشاشة بلغت حداً لا يمكن إخفاؤه، وأن هذا التهاوي بلا معنى؛ لأن ثمة من يُنكر ولا يريد المراجعة. وهذا هو الحد الفاصل بين اليقينية والعقلانية؛ فصاحب اليقين العقائدي يرفض النقد والحوار بشأن الشرعية والمشروعية والدولة والهوية. والأخطر أن رفضه يأتي في لحظة إنكار للواقع؛ أو لواقعه، ورمي للمسؤولية على الآخرين، خصوصاً على الدولة التي ساوته في الحقوق والواجبات بغيره من المواطنين. لذلك؛ فإن إصراره على فعله سيتسبّب له في مزيد من التآكل والهشاشة، ولن يسعفه هجومه في الصمود. فمشهد التهاوي؛ أفراداً وجماعاتٍ ودولاً ومحاورَ، واضح، ويمكن وصفه بـ«تهاوي التهاوي».

 

وسط رماد الحرب.. هل ينجح لبنان في خفض الانبعاثات حتى 2035؟

جنى الدهيبي/المدن/04 تشرينالأول/2025

بعد عامين تقريبًا من القصف والعدوان الإسرائيلي المستمر، ما زالت تداعيات الحرب حاضرة بوضوح؛ لا على الناس ومواردهم فقط، بل على البيئة التي تكافح وتلتقط أنفاسها من أجل التعافي. وسط هذا المشهد المثقل بالخسائر، اختارت الحكومة أن تطلق مسارًا بيئيًا جديدًا تحت عنوان "التعافي الأخضر". ففي أواخر أيلول الماضي، أعلنت وزارة البيئة، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP  حزمة السياسيات المناخية للبنان، وهي تضم ثلاث استراتيجيات وطنية:

 خطة التكيف الوطنية (NAP 2025-2035)

المساهمة المحددة وطنيًا المحدثة (NDC 3.0)

الاستراتيجية طويلة الأمد للتنمية منخفضة الكربون (LT-LEDS)

وتمثل هذه الحزمة، خريطة طريق لخفض الانبعاثات، والتمسك بالتعهدات الواردة في اتفاق باريس. والأولوية كما قالت وزيرة البيئة تمارا الزين: "ترسيخ البعد المناخي في هيكلية وزارة البيئة.. لتصبح الوزارة رسميًا وزارة البيئة والمناخ". غير أن هذا المسار المعلن، يطرح إشكالية أعمق: هل يمكن لدولة خرجت من حرب أن تبني مستقبلًا مناخيًا طموحًا، فيما رماد القصف ما زال يحجب هواءها ويهدد أرضها؟

أهداف الحزمة

استراتيجية حزمة السياسات المناخية تبدو طموحة. فهي تهدف إلى تحييد الكربون بحلول 2050. ومن المتوقع أن تنخفض انبعاثات الكربونية إلى - 1.8 مليون طن بحلول منتصف القرن الحالي (في حال لم تُعتمد إصلاحات كبرى)، أو - 1.4 مليون طن مع الإصلاحات البنيوية الكبيرة. تحليل اقتصادي كمي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يشير إلى أن الاستراتيجية قد ترفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 42 و53 % مقارنة بسيناريو "العمل المعتاد"، عبر الاستثمار في الطاقات المتجددة والصناعات الخضراء والبنية المستدامة. وتركز الخطة المناخية على القطاعات الأكثر تلويثًا وتسببًا بالانبعاثات: الطاقة التي تستأثر بنحو 45 % من الانبعاثات، والنقل الذي يوازي 32.5 %، إضافة إلى الصناعة والنفايات. والإجراءات المطروحة تتمثل في توسيع الاستثمار في الطاقة الشمسية والمائية، وتحسين كفاءة النقل العام، والحد من الهدر، ورفع نسب التدوير. لكن الطريق محفوفة بعقبات ثقيلة. لأن الحرب دمّرت موارد هائلة وشبكات المياه، بينما يظل الانهيار الأمني والاقتصادي عائقًا أمام تسريع أي تنفيذ فعلي. وإذا لم تحظ الخطة بدعم مالي وتقني من وكالات الأمم المتحدة والبنك الدولي، فستبقى الأهداف المعلنة رهينة التمنيات المعلقة، وفي سباق غير متكافئ بين التعافي من الحرب وبناء مستقبل مناخي مستدام.

الواقع المعقد

رغم أن بصمة لبنان في الانبعاثات العالمية ضئيلة، إلا أن هشاشته أمام تغيّر المناخ تُعد من الأعلى عالميًا. بعض التقديرات تشير إلى أن الأضرار المناخية تلتهم ما يفوق 5 % من الناتج المحلي سنويًا في لبنان، مع توقعات بارتفاع الفاتورة إلى 32 % بحلول عام 2080 إذا بقيت الاستجابة غائبة. وحده عام 2023، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كان كافيًا ليكشف حجم الخطر: الإجهاد الحراري كبّد الاقتصاد نحو 1.3 مليار دولار من الإنتاجية المفقودة، وترك أثره على أكثر من 110 ألف وظيفة في الزراعة والبناء والخدمات. في مواجهة هذه الأرقام، جاءت الحزمة المناخية لإطلاق وعودها، وهي تحاول قلب المعادلة، وتحويل التحديات إلى فرصة لبناء مستقبل بيئي أكثر خضرة ومرونة.

حرب بيئية مفتوحة

كل ذلك، يطرح أسئلة عميق عن الأضرار البيئية التي يتكبدها لبنان. والتي لم تكن عرضًا جانبيًا، بل نتيجة مباشرة لأسلحة إسرائيلية اعتمدت "سياسة الأرض المحروقة". الفوسفور الأبيض كان السلاح الأبرز منذ بدء الحرب: حرائق التهمت الغابات والكروم والموائل الطبيعية، وخلّفت تلوثًا عميقًا في التربة والمياه.

ويشكل الفوسفور الأبيض مادة سامة جدًا ذات أضرار مستدامة، إذ يتسبب في حرائق يصعب السيطرة عليها، ويترك آثارًا طويلة الأمد مثل الحروق العميقة والتسمم. في تموز 2024، قال المجلس الوطني اللبناني للبحوث العلمية، إن نحو 175 هجومًا إسرائيليًا وقع على جنوب لبنان باستخدام الفوسفور الأبيض، وتسبب بإشعال حرائق ألحقت الضرر بأكثر من 1480 دونما من الأراضي الزراعية. وأشارت تقديرات مبنية على صور أقمار اصطناعية إلى أن ما يقارب 6 آلاف هكتار احترقت كليًا، بينها خُمس المساحة من الغابات والأحراج، في مشهد وُصف بأنه "إبادة بيئية" تهدد التنوع البيولوجي لأجيال مقبلة.

ركام الحرب

الأضرار لا تتوقف عند هذا الحد، لأن الحرب خلّفت ما يشبه جبالًا من الركام. وبحسب تقديرات البنك الدولي، في تقرير صدر في آذار 2025، فإن الحرب الأخيرة دمرت نحو 45,000 وحدة سكنية، وشكلت الأنقاض ما بين 20 إلى 35 مليون طن، أي حوالي 10% من المساكن اللبنانية قبل الحرب. كما أن الأنقاض تحوي على مواد خطيرة مثل الذخائر غير المنفجرة، الأسبستوس، معادن ثقيلة من الأجهزة الكهربائية، وآثار لليورانيوم والفسفور الأبيض المستخدم في الهجمات الجوية.. وجميعها تهدد الموارد وتعيق سبيل التعافي الأخضر. تقارير دولية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، حذّرت من أن سوء إدارة هذه الكتلة سيخلّف آثارًا صحية وبيئية لعقود.

جذور الأزمة

تاريخ لبنان مع إدارة الركام مثقل: من الحرب الأهلية (1975–1990) إلى حرب 2006 ثم انفجار مرفأ بيروت 2020، كانت المعالجة غالبًا عشوائية. وكشف بحث نشره موقع "الشباب من أجل الحوكمة" في شباط 2025، أن أكثر من 20 مليون طن من ركام الحرب الأخيرة نُقل بطريقة غير منظمة ودُفن في البحر والأودية والمناطق المنخفضة من دون رقابة. الأخطر أن هذه الأنقاض محمّلة بالمواد السامة، من الأسبستوس إلى المعادن الثقيلة، ما يجعل فرزها وإعادة تدويرها ضرورة لا خيارًا. حتى الزراعة لم تسلم. وقدر تقرير للبنك الدولي الخسائر المباشرة في محاصيل الجنوب بـ 25 مليون دولار، فيما بلغت خسائر الدخل الزراعي 601 مليون دولار خلال عام واحد. وحدها المزارع الساحلية للموز خسرت أكثر من 353 مليون دولار، إلى جانب الزيتون والحمضيات والتبغ والعنب والخضار الموسمية.كما أن أكثر من 130 بلدية تعرضت لقصف مباشر دمّر أراضيها الزراعية ومصادر ريّها، ما جعل العمل الزراعي في الجنوب مغامرة خطيرة.

 اختبار الحزمة المناخية

رغم كل ذلك، جاءت حزمة السياسات المناخية التي أطلقتها وزارة البيئة، لتضع هذه التحديات في صلبها وبعضها:

إدارة من 20 إلى 35 مليون طن من أنقاض الحرب بطريقة مستدامة.

إعادة تأهيل الأراضي الزراعية والثروات البيئية التي تعرض لإبادة بالفوسفور.

معالجة التلوث والانبعاثات السامة وطويلة الأمد التي تسبب به العدوان الإسرائيلي على لبنان.

والأهم، سبل خفض الانبعاثات الكربونية أمام هذا المشهد المعقد، خصوصًا أن خطر الأثر البيئي للحرب قائم، في ظل وضع اقتصادي وصحي هش وعدم وضوح استراتيجية شاملة للتعامل مع الملوثات الخطيرة.

بهذا، تتحول خطة حزمة السياسات المناخية، إلى اختبار مزدوج: هل يستطيع لبنان أن يستعيد بيئته المدمَّرة ويدخل مسار التعافي الأخضر وسط تهديدات إسرائيلية مستمرة؟ وهل يمكن أن ينتزع تمويلًا أمميًا للتعافي، على قاعدة أنه شرط لتحقيق خفض فعلي بنسبة 33 % من الانبعاثات بحلول 2035؟

 

إعادة تأسيس الحالة اليسارية

أحمد جابر/المدن/04 تشرين الأول/2025

تكرار الحديث عن اليسار اللبناني وأحواله، يرقى إلى مرتبة الضرورة الوطنية، إذ أن للأمر علاقة مباشرة بالحديث عن البنية اللبنانية العامة. تناول أوضاع اليمين السياسي، يكتسب الأهمية ذاتها، لأنه من المفترض أن تقوم السياسة العامة على سجال الرؤى والبرامج المختلفة، وأن تتوج الحصائل الواقعية اللاحقة، الحراك الاجتماعي العام، الذي لا يقيم في محطة توازن عام، حتى يهيئ "ذاته"، للانتقال إلى محطة توازن عام آخر. الإشارة إلى التحفظ على استعمال مصطلحي اليمين واليسار واجبة، واستعمال المفردتين، الدالتين على الانقسام الطبيعي الإجمالي، لا ينطوي على تبني تعريف مسبق لطرفي المعادلة، بل إن المقصود هو جلاء مضمون معنى اليسار ومعنى اليمين، من ضمن الخوض في مسائل الوطن البنيوية، وبالعلاقة الجدلية معها، وليس بالتعليق عليها، أو مخاطبتها من خارجها، أو بالانقطاع عن إشكالاتها... هذا ببساطة، لأنه لا يمكن النظر إلى أي تصنيف سياسي، إلا من خلال الواقع، الذي تستعمل أدواته، في تحليل الذات وفي تحليل الموضوع. اقتصار الكلام على اليسار، يصدر عن اعتباره المرشح الموضوعي، لمخاطبة مصالح الوطن الجوهرية كونه يسعى إلى التغيير الاجتماعي والسياسي، ويتوسل الحداثة وأدواتها وتعبيراتها، في كافة المجالات، ويرسخ أقدامه ضمن المواقع الاجتماعية، فيحفر في أساس المصالح المادية، بدل أن ينبش في تراث الغرائز والعصبيات الأهلية. بالقياس إلى ما يتصدى له اليسار من مهمات، لا يحيل واقع اليسار اللبناني اليوم، إلى أي من تلك المسؤوليات الوطنية، التي باتت مصيرية، بالنسبة إلى ما هو معروف من أحوال اللبنانيين.

لقد ابتعدت المسافة بين الكلام اليساري ومقولاته الفكرية، واتسع المدى بين قول اليساريين وحركتهم العملية، في مختلف الميادين. صارت الممارسة اليسارية مراوحة في المكان، أي تراجعاً فعلياً، بالقياس إلى مختلف القوى المتحركة، وبات كلام الصوت الآتي من "جهة القلب"، صمتاً، لأنه بلا أثر سياسي أو اجتماعي ملموس.  تقرير الواقع هذا، ليس هجاءً، بل هو اعتراف بالوضع اليساري الفعلي، والاعتراف مدخل جدي لا غنى عنه، للبحث في أسباب الصعوبة، وفي اقتراح المسالك الفكرية والعملية لتجاوزها، أو على الأقل، لتخفيف تداعياتها السلبية. تقوم "حياة اليسار" على تفكيك الصورة المجتمعية المقابلة، في مناحيها البنيوية وأنسقتها الرسمية، وثقافتها السياسية وآليات اشتغالها الاقتصادية. هذه مهمة غائبة ومغيبة عن اهتمامات اليساريين اليوم، مع أن الضرورة تقتضي الإدلاء بالدلو الفكري في كل هذه المواضيع.

يعيش اليساريون اليوم بين جنبات نظام سياسي، يحجمون عن قراءة توازناته، وعن معاينة مواقع أطرافه معاينة جديدة، تتخذ لأطروحاتها مفاتيح قراءة مستقاة من محطات سياسية داخلية، لها دلالاتها في الماضي، ولها بصماتها المستمرة في الحاضر، ولها تأثيراتها على المستقبل الوطني العام. يستطيع اليساريون، إذا أرادوا، افتتاح مراجعة تتمثل دروس العام 1975، الذي شهد اندلاع الحرب الأهلية الأعنف في تاريخ لبنان، وفي مقدورهم، بل من واجبهم إعادة التأسيس لـ"جديدهم" انطلاقاً من العام 1982، الذي شهد احتلال العدوان الإسرائيلي للعاصمة بيروت، وما تلا ذلك من مقاومة وطنية ومعارك أهلية، ما زالت مستمرة في "أواني الأهل"، غير المتصلة. على سبيل المثال على الذين ما زالوا يحدِّدون مواقعهم على اليسار، أن يفصحوا عن مقارباتهم لطبيعة الحكم اللبناني الذي تشكل بعد اتفاق الطائف، وأن يحددوا المعنى الجوهري للتوازنات التي حكمت قيام هذا الحكم، وعن العوامل التي ما زالت تنتج استمرارية النظام، رغم كل العواصف التي واجهته وما زالت تواجهه.

رأي آخر مطلوب من موقع اليسار، في مقولة "المقاومة" التي باتت على الطريقة اللبنانية مرادفاً للفئوية المذهبية، بدل أن تكون صنواً للوطنية العامة. يستطيع اليساريون أن يميزوا بين الأداء الوطني، الذي يلجأ إلى كل الوسائل الضرورية والممكنة، إذا ما تعرض الكيان الوطني للاحتلال، وبين تحول المقاومة إلى "نظام" يقتضي الدفاع عنه مسالك سياسية تطيح بالبلد، الذي وجدت المقاومة من أجل حمايته. مرّة أخرى مطلوب وقفة تضع حداً لسياسة تجعل البلد أداة في يد أدواته، من أجل أن يكون العكس هو الصحيح. جرأة اليساريين على التمييز تنبع من تاريخهم الوطني، الذي حدد ومارس وبادر... في ميدان الصراع العربي- الصهيوني، الذي هو الأساس الفكري والنضالي لكل أشكال الكفاح المسلح منها وغير المسلح. استطراداً، على اليساريين استعادة عنوان الموقع "القومي العربي" للبنان، بصفته الأهم في مواجهة العناوين الفرعية التي تضمر غلبات داخلية، ولا تتردد في عملية البيع والشراء ضمن مناقصات الأسواق الطائفية ومزايداتها. التصدي الفكري على مستوى السياسة النظرية، لا يعفي اليسار من تحديد ميادين حركته العملية، بل بالعكس، فإن السجال لا يشتد عوده إلا في ميدان الصراع العملي، ومن هذا الميدان يغتني وفيه تبيين صحة الآراء أو بطلانها. لكن أين هي الميادين اليسارية اليوم؟ من البديهي القول إن ملاعب الطوائف لا تشكل مجالات لتحركات اليسار، فهو في موقع المعارض الضد لها، فإذا وجد من يتحرك ضمن سياقات الطوائف السياسية، ألفى نفسه مرمياً بين الهوامش، أو مستحضراً غبّ الطلب، وبناء على دفاتر شروط الإلحاق والاستتباع. في مقابل ذلك، ثمة مسارح متعددة للعمل، يمكن الصعود فوق خشباتها التأسيسية، ولا بأس من الانطلاق من نقطة إعادة الإلمام بالواقع، والتعرف إلى قواه. كثيرة هي المسارح التي غادرها اليسار، فهو خارج "الطبقة العاملة"، ولا يعرف شيئاً حقيقياً عنها، وخارج "صفوف الفلاحين والمزارعين" وهو يجهل أوضاعهم، وصفوف مثقفيه وطلابه باتت ضئيلة الحجم، ومطالب هؤلاء لم تعرف تطويراً ملائماً لها، والاقتصاد بكل مشتقاته، العولمية والريعية والمضارباتية والتنافسية... لا يتعرف اليسار إليه، إلا على شكل "مطالبات" واهنة لا تسندها أية أطر اجتماعية، أو نقابية ذات وزن وصدقية... مطلوب من اليسار إذن، أن يعرف الواقع، ليستطيع التحرك في ضوء معرفته، ومن المؤكد أن المعرفة الجديدة تقوم فوق مساحة مستقلة عن "معارف الطوائف" وفي حمأة الصراع معها... أما اللقاء مع هذا الطرف أو ذاك، من فرقاء "الأهل"، فلا يتعدى حدود الظرفية العابرة، التي لا يغيب عن أصحابها مآل الحراك السياسي اليساري الأخير. تحالف تكتيكي، من أجل هدف استراتيجي، صحيح، لكن بماذا؟ ومع من؟ ومن أجل ماذا؟ أليست تلك أسئلة من حقول "اليسارية"، قديمها والجديد؟

 

نواف سلام.. حارسُ الكتابِ والجمهورية

طارق الحجيري/المدن/03 تشرين الأول/2025

لم تمر أحداث صخرة الروشة بعد، ولم تنته مفاعيلها في استضعاف الدولة والإساءة إليها. فقد أراد حزب الله من خلالها تأكيد فائض قوته في تحديه الدولة، كما أراد الاستفراد برئيس الحكومة نوّاف سلام من خلال رفع صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد. لكن حسابات حقله، خالفت بيدر اللبنانيين التوّاقين إلى قيام دولتهم، وهذا ما أكدته حملات التضامن السياسية والدينية والاعلامية والشعبية مع رئيس الحكومة، فظهر كرمزٍ للتوازن الوطني، حاملاً بمفرده شعلة مشروع الدولة السيدة القوية.

رفض سياسي

اللواء أشرف ريفي، الذي زار رئيس الحكومة متضامنًا، أكّد في حديث إلى "المدن" رفضه التعدي على بيروت واستفزاز أهلها، مشيرًا إلى أنَّ ما حصل ليس مجرّد حادث أمني، بل هو تحدٍ واضح لهيبة الدولة ومؤسساتها، محذراً من أنّ أيّ استسلام سيؤدي إلى تكرار أخطاء العهود السابقة التي أفقدت مجلس الوزراء هيبته، وحوَّلت القرار السياسي إلى أداة في يد "الدويلة". وأضاف ريفي أن سلام يمثل خط الدفاع الأول عن الدولة ومؤسساتها، وهو القادر على جمع اللبنانيين خلف مشروع الدولة بعيداً من الانقسامات الطائفية والسياسية. وختم: " فات الدويلة أنّ زمن الإستقواء والاستكبار ولّى إلى غير رجعة، وأن الدولة اليوم أقوى من أيّ استعراض ميليشياوي".

من جهته، النائب بلال الحشيمي دعا إلى تجنب العبث بالسلم الأهلي، وقال في حديث إلى "المدن" إن الرئيس نواف سلام يُجّسد المسؤولية الوطنية والالتزام بالدستور، مؤكداً أن استهداف رئاسة الحكومة هو استهداف لمؤسسات الدولة برمتها. وأضاف الحشيمي: "الرئيس سلام يعمل على استعادة ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي في قدرة الدولة على حكم نفسها، وفي تقديم نموذج يحمي سيادة لبنان وأمنه واستقراره، عبر حصر السلاح بيد الشرعية"، ودعا إلى محاسبة كل من قَصَّر في تطبيق القانون من دون مسايرة ومحاباة.

تضامن روحي وشعبي

التضامن مع رئيس الحكومة لم يقتصر على المواقف السياسية بل امتد شعبياً وشمل المنابر الدينية، فاعتبر رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي خلدون عريمط أنّ محاولة التذاكي برفع صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد هو خطوة مرفوضة شكلاً ومضموناً، لأنها تأتي من جهة متّهمة باغتيال الحريري الأب، ولا تمتّ إلى مشروع الحريري الوطني بصلة. وشدد عريمط على أن موقف سلام يتكامل مع شعار "لبنان أولاً" الذي رفعه الحريري، في مواجهة شعارات الهيمنة الخارجية. وأكد أن الرئيس سلام هو الضمانة الحقيقية لاستمرار الدولة ومؤسساتها.

أمّا مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي فسأل: "أيِّ بلد نريد، هل نريد فعلًا دولة القانون والعدالة أم دولة الاستفزاز؟". وأكد لـ"المدن" أنّ الرئيس نواف سلام يُمثل النزاهة ونظافة الكف في ممارسة السلطة، وأن دوره في مواجهة محاولات استضعاف الدولة حيوي وأساسي. واعتبر الرفاعي أنّ دعم الحكومة ورئيسها هو صونٌ للوطن وشعبه ومستقبله، فيما التراخي في محاسبة المقصرين في تطبيق القانون هو خدمة للخارجين على الدولة، ولْنَقلها بصراحة ولمرة واحدة: هل نريد دولة القانون أم لا؟

توضح هذه المواقف الداعمة لرئيس الحكومة نواف سلام أنه ليس – كما يريده البعض- مسؤولاً تنفيذياً موقتاً، بل هو حارس لمشروع الدولة ودستورها، الدولة القادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء. ويتضح أيضًا أنّ قرار الحكومة بحصر السلاح ليس "تنفيسة" شكلية لضغوط خارجية، بل هو خطوة ضرورية وأساسية في طريق بناء الدولة الفعلية واستعادة هيبتها.

 

تحت سقف إسرائيلي وفوق طموح روسي.. من يملك مفتاح تسليح سوريا؟

مهيب الرفاعي/المدن/03 تشرين الأول/2025

بعد عقدٍ من الاقتتال ودوّامات التسلّح المتقطّع في سوريا، خاضت فصائل المعارضة معركة ردعٍ العدوان التي أُعدّت على قاعدة نارية تقليدية تحتوي على بنادق كلاشينكوف ورشّاشات متوسطة وثقيلة، وقنابل يدوية، ومنصّات "آر بي جي"، وذخائر مدفعية وهاون، إلى جانب منظومات مضادة للدروع من مخزوناتٍ قديمة؛ تطوير محلي لصناعة الطائرات المسيّرة (الدرونز)، تراكم خبرات تشغيلية، وانضمام فنيين وانشقاقات ممن جلبوا مهارات تشغيل منظومات ميدانية أكثر دقّة، فغطّوا جزءاً من نقص القدرات التقليدية قبل كانون الأول/ديسمبر 2024. إلا أن هذه المعدات لم تكن كافية بمفردها لمرحلة انتقلت فيها المواجهة العسكرية إلى غدارة دولة ومنظومة عسكرية وأمنية تحتاج إلى رؤية أوسع لواقع التسليح في البلاد. بعد 8 ديسمبر، ظهرت كميات كبيرة من ذخائر ومدرعات وقطع لوجستية وأسلحة ثقيلة كانت حتى وقت قريب ضمن منظومة جيش الأسد، ولم تكن مجرد معطىً تكتيكياً؛ بل أعادت فتح ملف ملكية السلاح وقيمته الاقتصادية والسياسية على مستوى الإقليم. هذا التحوّل لم يأتي في فراغٍ إقليمي؛ فالتدخّلات الخارجية وردود الفعل السريعة، من بين أشكالها ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع ومخزونات حسّاسة ومختبرات عسكرية ورصيد الدفاع الجوي السوري عموماً، تُظهر أن أسئلة السيطرة على الترسانة السورية ليست محلية فحسب، بل شأن إقليمي يتصل بحدود التهديد والاستقرار. وفي الوقت نفسه، أثارت الكمية النوعية لبعض المخزونات قلقاً إنسانياً وتقنياً (خصوصاً بشأن مخزونات حسّاسة مثل المواد الكيماوية)، ما أضفى بُعداً عاجلاً على محاولات تأمين وفهرسة هذه الموارد. انتقالاً إلى اقتصاد السلاح، ما بعد سقوط النظام يعني ساحة جديدة لسوقٍ مسلّح متعدّد الطبقات؛ تتشابك فيها مسارات رسمية وغير رسمية، ودول راعية ومورّدة قد تزود بأسلحة تقليدية أو تكنولوجية لأهداف استراتيجية؛ وسماسرة وميليشيات تستفيد من شبكات تهريب تاريخية إلى جانب صناعات محلية صغيرة بفعل الحرب؛ وشركات عسكرية خاصة يمكن أن تتحول إلى ممولين أو ناقلين لخدمات أمنية وتقنية. كل جهة تدخل السوق بدوافع مختلفة؛ بُعد نفوذ جيوسياسي، مكاسب اقتصادية، أو سعي لضمان موطئ قدم في ترتيبات ما بعد الحرب. هذا النقاش يضعنا أمام فكرتين أساسيتين.. الأولى تتصل بمن سيموّل عملية تسليح سوريا الجديدة؛ والثانية بآليات وقواعد تنظيم وقوننة السلاح، والسقف الأعلى للتسليح.

حدود القدرة السورية

لبناء جيش جديد عملي ومستدام، لا بد من مزج أنواع أسلحة محددة مع بنية مؤسسية قوية: على المستوى التكتيكي تحتاج القوات إلى أسلحة خفيفة موحّدة، ورشاشات خفيفة ومتوسطة (PKM) ورشاشات ثقيلة (DShK)، وقاذفات محمولة قصيرة المدى (RPG-7)، وصواريخ موجهة مضادة للدروع (ATGMs مثل Konkurs/ Kornet على سبيل المثال)، وهاونات (60–120 مم)، ومدفعية ميدانية خفيفة؛ على مستوى الحماية والحركة إلى ناقلات أفراد مدرعة ومركبات لوجستية ومركبات هندسية. وعلى مستوى الضبط الجوي، تحتاج إلى منظومات دفاع جوي قصيرة المدى ووسائل اعتراض للطائرات بدون طيار، وإلى قدرات جوية خفيفة ودرونز للاستطلاع والهجوم الدقيق؛ ولا تغيب عن القائمة دبابات متوسطة/قديمة (مثل T-55/T-72 كمخزون تكتيكي إن لزم)، إلى جانب أنظمة الاتصالات والتوجيه (C4ISR)، ومخازن آمنة وقطع غيار، ومرافق صيانة وطبية ميدانية. لكن أي قائمة تجهيزات تظل عديمة الجدوى بدون تدريب ضباط ومهنيين، إدارة مخزون وشفافية، وبرامج "DDR"، وإطار قانوني ورقابي مدني يضمن ضبط التداول ومنع إعادة تحول السلاح إلى اقتصاد حرب أو أداة تفتيت. تُشكّل القدرة المالية للدولة السورية، القيد الأول على إعادة التسلح؛ فبعد حوالي 14 عشر عاماً من الحرب والعقوبات والانهيار المؤسسي، تواجه دمشق خزينة شبه فارغة، وقطاعات النفط والغاز شبه مشلولة، والزراعة في حالة هشاشة، بينما ستبتلع عملية إعادة الإعمار معظم الإيرادات. أما الاحتياطيات الأجنبية فقد استُنزفت، والتضخم بالأصل ينهك الاقتصاد، والديون باتت غير قابلة للاستدامة. في مثل هذا السياق، فإن أي صفقات تسليح كبيرة ليست فقط مستحيلة التمويل، بل ستقوّض أيضاً استقرار الاقتصاد الكلي. بإمكان الدولة أن تغطي فقط مشتريات صغيرة كالملابس العسكرية والأسلحة الخفيفة والذخائر وقطع الغيار، عبر عائدات الجمارك والضرائب المحدودة . أما العقود الكبرى للدبابات والطائرات ومنظومات الدفاع المندمجة، فهي بعيدة المنال، ومحاولات تمويلها ستستفز المانحين وتعرقل خطط إعادة الإعمار، ولا يمكن لأي دولة ان تقدم قروضاً طويلة الاجل لسوريا الجديدة لتقوم بشراء سلاح غير معروف مصيره أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية.

إسرائيل كحارس للسقف العسكري

على الرغم من حديث نتنياهو عن سلام قريب مع إدارة سوريا الجديدة، إلا أن العمليات العسكرية مستمرة في جنوب البلاد لسحب السلاح السوري بما يضمن أمن إسرائيل ومستوطنات الشمال؛ إذ تتصرف إسرائيل، باعتبارها الحكم النهائي على حدود القوة العسكرية السورية، بعد أن نفّذت قواتها الجوية مئات الغارات الدقيقة التي استهدفت شحنات الصواريخ وبطاريات الدفاع الجوي، بل وحتى مستودعات تسليح ثقيلة ومطارات في عمق الأراضي السورية. تقوم هذه العمليات على مبدأ "الحرمان الاستباقي"، وتدمير الأسلحة قبل أن تدخل الخدمة أو تصل إلى وحدات التشغيل بقيادة وزارة الدفاع السورية الجديدة، بحيث تواجه دمشق الفيتو الإسرائيلي بالقوة الصلبة كلما حاولت بناء ترسانة من الأسلحة الثقيلة. ومن هنا يصبح من المستحيل تناول مسألة التسلح السوري دون أخذ البعد الإسرائيلي بوصفه العامل المحدِّد. وحتى لو قررت العواصم الأوروبية أو واشنطن تخفيف بعض القيود ورفع العقوبات تحت ذريعة دعم استقرار سوريا الجديدة، فإن إسرائيل ستستخدم ثقلها الدبلوماسي لمنع أي صفقات تُعتبر تهديداً لتفوّقها النوعي. وهذا ليس افتراضاً نظرياً، بل حقيقة راسخة في النظرة الأميركية للشرق الأوسط، والتي تضع "الحافة العسكرية النوعية" لإسرائيل كمعيار حاكم لسياسات التصدير الدفاعي، وهو مبدأ ينعكس أيضاً في السياسات عبر الأطلسي.

قيدت إسرائيل وبدعم سياسي دولي أنواعاً واسعة من الأنظمة التي يصعب على سوريا الحصول عليها أو تشغيلها بأمان؛ من قبيل الدبابات الحديثة والمدفعية بعيدة المدى والمقاتلات متعددة المهام، في محاولة لإعادة تكافؤ عسكري، بينما أثبتت تجربة منظومات "S-300" وغيرها أنها غالباً نظرية حيث تُحيَّد أو تُجاوز تكتيكياً. كذلك تُعدّ أنظمة الضربات الدقيقة مثل الصواريخ الباليستية والمجنحة وموردها إيران وروسيا، والمدفعية الصاروخية والطائرات المسيرة الهجومية كإرث إيراني، خطوطاً حمراء وكانت تُستهدف حتى قبل وصولها، كما تُرفض شبكات القيادة والسيطرة والرادارات والحرب الإلكترونية لأنها تقيد حرية المناورة الإسرائيلية، وبالتالي أصبحت سوريا محصورة بمنظومات لا تغيّر التوازن الاستراتيجي؛ وعليه، فأي عملية تزويد سوريا بالسلاح ليس لمواجهة إسرائيل بقدر ما هو للاستخدام الداخلي وتحييد خصوم الإدارة الجديدة. وبالتالي، لن تحصل سوريا من الغرب مباشرة على أسلحة قتالية بسبب التقييدات الأميركية والأوروبية وعقيدة التفوّق الإسرائيلي، لكن هناك هامش لمساعدات غير حربية، مثل مراقبة حدودية، تدريب، مركبات شرطية وكشف متفجرات، يمكن تمويلها من مشروعات مكافحة الإرهاب. أما المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي فلا تموّل التسليح، لكنها بتمويلها إعادة الإعمار والرواتب تخلق مساحة مالية غير مباشرة قد تُعاد توجيهها لاحقاً لشراء تجهيزات صغيرة؛ أي أن المال الدولي لا يزوّد السلاح مباشرة لكنه يغيّر أولويات الموازنة الوطنية. تُلخّص القيود الإقليمية والدولية واقع التسلّح السوري، إذ لا تملك دمشق هامشاً لإعادة بناء قوة ردع تقليدية عبر القنوات الغربية، لذا ستركّز على معدات خفيفة ومتوسطة تُسوّق كأدوات دفاعية وأمنية، بينما تُغطَّى الاحتياجات الثقيلة عبر روسيا وتركيا والصين وأسواق ثانوية أو بالقنوات السرية، وكل مورد يفرض ثمناً سياسياً. في المقابل، تغذي الميليشيات والاقتصادات الرمادية والسوق السوداء، ترسانات موازية تميل إلى استمرار اقتصاد الحرب. النتيجة أن خريطة التسلح مستقبلاً ستكون هجينة ومشروطة دبلوماسياً واقتصادياً: من يدفع السلاح يوجّه السياسة، والتسليح هنا ليس مجرد توريد، بل آلية تبعية جيوسياسية.

روسيا والتسليح والتبعية

منذ خمسينيات القرن الماضي وسوريا واحدة من أكبر متلقي السلاح السوفييتي في المنطقة؛ إذ تراكمت لديها أجيال متعاقبة من الدبابات، وأنظمة مدفعية وصواريخ مثل الغراد، ومنظومات دفاع جوي، بالإضافة إلى أسطول من طائرات الميغ والسوخوي. هذا الإرث جعل البنية العسكرية السورية متكاملة حول المعايير السوفييتية/الروسية، واعتمادها كلياً على موسكو في قطع الغيار والذخائر والتدريب والعقيدة، فصار الانفكاك عن روسيا أمراً عملياً شبه مستحيل. تراكمت تبعيات مالية أيضاً، ففي أواخر الثمانينيات والتسعينيات تبلورت ديون ضخمة نتيجة مشتريات مسلحة، حتى جاءت مرحلة شطب الديون عام 2005 حيث شطبت موسكو نحو 73% من ديون سوريا المتراكمة (أي حوالي 9.8 مليار دولار من أصل 13.4 مليار دولار)، تلاها جدولتها وإبرام عقود جديدة بشروط ائتمانية، وهي خطوة لم تكن اقتصادية بحتة، بل استثماراً سياسياً أعاد ترسيخ النفوذ الروسي في المشرق. مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، ومن ثم الدخول على نسق المعارك والعسكرة، استُنزفت الترسانة القديمة وتدهورت القدرة التشغيلية لدى جيش نظام الأسد، ما دفع موسكو إلى تصعيد تدخلها الاستراتيجي في 2015 من خلال قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس البحرية، وتقديم منظومات حديثة مثل سوخوي-34 والمروحيات مي-24/مي-35 ووحدات دفاع جوي متطورة، ساعدت النظام حينها على استعادة المبادرة العسكرية. لكن هذا التدخل ليس مجانياً، إذ اعتمدت موسكو نموذج السلاح مقابل امتيازات، وأعلنت صفقات صيانة وتوريد محدودة مقابل حقوق موانئ وقواعد وامتيازات في قطاعات نفطية ومعادن؛ بحيث تحول السلاح إلى أداة مقايضة جيو-اقتصادية.

قلّصت حرب أوكرانيا من قدرات موسكو التصديرية والتمويلية، إلا أن شركات التسليح وشركات الخدمات الأمنية والعسكرية الروسية، ترى في نفسها استعداداً لاستمرار توريد السلاح لسوريا لكن ربما بنمط توريد أكثر انتقائية ويميل إلى تحديثات محدودة تراعي الخطوط الحمراء الإقليمية، من خلال منظومات دفاع جوي قصيرة المدى، تقنيات مضادة للمسيرات، عربات مدرعة ووسائط لوجستية وسيارات مصممة لخدمات أمنية وعقود صيانة لمخزون عسكري موجود، بدلاً من تزويدها بصواريخ باليستية أو منظومات بعيدة المدى قد تستفز إسرائيل. هذا الاستعداد مبني على إرث تسليح طويل حيث استفادت الصناعات الروسية من سوريا كساحة اختبار تسويقية، إذ عرضت شركات مثل "ألماز أنتي" و"أورالفاغونزافود" و"تيكماش"، أكثر من مئتي نظام سلاح جديد عملياً وباختبار حرب حقيقية في سوريا، وهو ما أضاف بُعداً تجارياً لوجودها العسكري؛ ويطرح هذه الشركات كخيارات مناسبة ومرضية لسوق السلاح في سوريا.

العنوان الأبرز هو تكثيف الزيارات بين الجانبين؛ فمنذ 8 ديسمبر 2024، لم تعد العلاقة بين موسكو ودمشق قائمة فقط على توريد السلاح، بل تطورت إلى شراكة تشمل تسليحاً محدوداً وصيانة أساسية، تطويراً مؤسسياً، تدريباً منهجياً، واستشارات استراتيجية، ما يجعل روسيا ليست مجرد مورّد، بل شريكاً مباشراً في صياغة هوية الجيش السوري لعقود مقبلة. وهو ما برز في لقاء العميد يحيى بيطار مع الوفد الروسي برئاسة اللواء البحري كورنبينكو أوليغ فيكتوروفيتش، وعدد من الخبراء العسكريين. فقد شمل التعاون أربعة مسارات أساسية: التسليح عبر صيانة وتحديث المنظومات الروسية وإدخال تقنيات جديدة كالطائرات المسيّرة وأنظمة الحرب الإلكترونية، مع احتمال استخدام سوريا كميدان اختبار؛ التطوير من خلال إعادة هيكلة الإدارات العسكرية ووضع خطط طويلة الأمد لعقيدة قتالية هجينة تستفيد من خبرات موسكو في أوكرانيا؛ التدريب عبر تأهيل الضباط السوريين في الأكاديميات الروسية وإقامة دورات ميدانية تشمل الطيارين والمدفعية والمدرعات لرفع الكفاءة القتالية؛ بالإضافة إلى الاستشارات حيث تعمل روسيا كمستشار استراتيجي لإعادة تنظيم الجيش وتحديث أنظمة القيادة الأمنية والعسكرية والسيطرة وت.

علاوة على ذلك، فإن رئيس هيئة الأركان علي النعسان، كان قد غادر يوم الأربعاء الفائت إلى موسكو، في واحدة من أبرز الزيارات منذ أن عززت الحكومة السورية الجديدة سلطتها بعد سقوط الأسد، بما يعكس اعتماد دمشق على روسيا باعتبارها الركيزة الأساسية لبنيتها الدفاعية؛ لا سيما وأن الزيارة هذه اكتسبت طابعاً خاصاً بالتنسيق مع نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، وهو شخصية محورية في الدبلوماسية العسكرية الروسية الخارجية، ما يشير إلى احتمالات توقيع اتفاقيات تشغيلية وصناعية تسليحية جديدة. ومن المتوقع أن تركز الزيارة على صيانة وتطوير طائرات الميغ والسوخوي، إلى جانب تحديث أنظمة الدفاع الجوي مثل البانتسير والبوك وإس-200، بالإضافة إلى توسيع برامج تدريب الضباط في الأكاديميات الروسية وإجراء مناورات مشتركة محتملة، والاستفادة من وجود قاعدتي حميميم و طرطوس. والأهم من هذا هو إعادة تفعيل دور الشرطة العسكرية الروسية كضابط أمن بسلاحها وعتادها في الجنوب السوري كما كانت سابقاً. كما قد تشمل المفاوضات مجالات الطائرات المسيّرة والحرب الإلكترونية وتحديث العربات المدرعة، مع احتمال أن تتحول سوريا إلى ميدان اختبار للتقنيات الروسية بعد حرب أوكرانيا. وبعيداً عن الجوانب التقنية، تحمل الزيارة رسائل جيوسياسية قوية؛ من ناحية تأكيد موقع سوريا في الفلك الروسي في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، وتذكير تركيا بنفوذ موسكو في شمال سوريا، والدخول في منافسة ناعمة مع إيران "في حال قررت استعادة أنفاسها" على النفوذ في دمشق. ومع ذلك، فإن الضغوط الواقعة على صناعة الدفاع الروسية والقدرات المالية المحدودة لسوريا، قد تجعل الصفقات متواضعة، مع احتمال أن تطالب موسكو بتعويض عبر أصول طاقة أو امتيازات في الموانئ بدلاً من عقود تسليح ضخمة.

تركيا و الخليج و التسليح الهجين

برزت تركيا كمورّد براغماتي يوفر لدمشق منظومات مسيّرات مثل "بيرقدار TB2"، عربات مدرعة ووسائل مراقبة بتكلفة معقولة، مقابل تنازلات سياسية تتعلق بالملف الكردي وترتيبات أمن الحدود، ما يجعل صفقات السلاح جزءاً من تفاهمات أوسع. إقليمياً، يمنح هذا التوريد أنقرة نفوذاً إضافياً ودوراً وسيطاً مع دول المنطقة التي قد تفضّل التمويل عبر البوابة التركية. أما الخليج، خصوصاً السعودية وقطر اللتين قدمتا دعماً إدارياً بقيمة 89 مليون دولار، فيُرجّح أن يقتصر دوره على تقديم دعم مالي وتمويل غير مباشر لشراء معدات خفيفة ومتوسطة من دول ثالثة، في إطار إعادة الإعمار ودبلوماسية الاستقرار، لكنه يبقى مشروطاً بمواقف سياسية من دمشق تجاه إيران وحزب الله. النتيجة هي تشكل ترسانة هجينة بحيث أن روسيا تضمن استمرارية المنظومات القديمة، تركيا ترفد التحديث الخفيف والمتوسط، والخليج يمول إعادة البناء، لتوازن سوريا بين هذه الأطراف وتعيد بناء قدرات عسكرية بحد أدنى من الكفاءة دون تجاوز الخطوط الحمراء الإسرائيلية أو الحظر الغربي.

 

ما هو يوم الكفارة (يوم كيبور

GotQuestions/03 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/147895/

كان يوم الكفارة (لاويين 23: 27-28)، المعروف أيضًا بيوم كيبور، أقدس الأعياد الإسرائيلية وأكثرها وقارًا، ويحل مرة واحدة في السنة في اليوم العاشر من تشري، الشهر السابع من التقويم العبري. في ذلك اليوم، كان على الكاهن الأكبر أن يؤدي طقوسًا معقدة للتكفير عن خطايا الشعب. ووفقًا لما هو موصوف في اللاويين 16: 1-34، بدأت طقوس الكفارة بدخول هارون، أو الكهنة الكبار اللاحقين لإسرائيل، إلى قدس الأقداس. وقد تأكدت قدسية اليوم بتحذير الله لموسى بأن يحذر هارون من دخول قدس الأقداس متى شاء؛ بل يمكنه الدخول في هذا اليوم الخاص مرة واحدة فقط في السنة، لئلا يموت (الآية 2). لم يكن هذا احتفالًا يؤخذ باستخفاف، وكان على الشعب أن يفهم أن الكفارة عن الخطية يجب أن تتم بطريقة الله.

قبل دخول الخيمة، كان على هارون أن يغتسل ويلبس ثيابًا خاصة (الآية 4)، ثم يذبح ثورًا كذبيحة خطية لنفسه ولعائلته (الآية 6، 11). كان دم الثور يرش على تابوت العهد. ثم كان على هارون أن يأتي بتيسين، أحدهما يذبح "بسبب نجاسة بني إسرائيل وتمرداتهم، مهما كانت خطاياهم" (الآية 16)، ويرش دمه على تابوت العهد. أما التيس الآخر فكان يستخدم ككبش فداء. كان هارون يضع يديه على رأسه، ويعترف عليه بتمرد وعصيان بني إسرائيل، ويرسل التيس مع رجل معين يطلقه في البرية (الآية 21). حمل التيس على نفسه كل خطايا الشعب، التي غفرت لسنة أخرى (الآية 30).

تتجلى الأهمية الرمزية للطقوس، خاصة بالنسبة للمسيحيين، أولاً في غسل وتطهير الكاهن الأكبر، والرجل الذي أطلق التيس، والرجل الذي أخذ الحيوانات المضحى بها خارج المخيم لحرق الجثث (الآية 4، 24، 26، 28). كانت طقوس الغسل الإسرائيلية مطلوبة غالبًا في جميع أنحاء العهد القديم ورمزت إلى حاجة البشرية للتطهير من الخطيئة. ولكن لم تتوقف الحاجة إلى طقوس التطهير إلا عندما جاء يسوع ليقدم الذبيحة "مرة واحدة وللجميع" (عبرانيين 7:27). كان دم الثيران والتيوس يمكن أن يكفر عن الخطايا فقط إذا تم الطقس باستمرار سنة بعد سنة، بينما كانت ذبيحة المسيح كافية لجميع خطايا كل من يؤمن به. عندما قدم ذبيحته، أعلن: "قد أكمل" (يوحنا 19:30). ثم جلس عن يمين الله، ولم تعد هناك حاجة إلى ذبيحة أخرى (عبرانيين 10: 1-12).

تتجلى كفاية وكمال ذبيحة المسيح أيضًا في التيسين. رش دم التيس الأول على التابوت، مهدئًا غضب الله طقسيًا لمدة سنة أخرى. أزال التيس الثاني خطايا الشعب إلى البرية حيث نسيت ولم تعد تلتصق بالناس. يتم التكفير عن الخطيئة وتطهيرها بطريقة الله - فقط بذبيحة المسيح على الصليب. التكفير هو عمل تهدئة غضب الله، بينما التطهير هو عمل الكفارة عن الخطيئة وإزالتها عن الخاطئ. كلاهما يتحققان أبديًا بواسطة المسيح. عندما ضحى بنفسه على الصليب، هدأ غضب الله ضد الخطيئة، وأخذ هذا الغضب على نفسه: "فبما أننا قد تبررنا بدمه، فكم بالحري نخلص به من الغضب!" (رومية 5:9). كان إزالة الخطيئة بواسطة التيس الثاني مثلًا حيًا لوعد الله بأنه سيزيل آثامنا عنا إلى أقصى الشرق عن الغرب (مزمور 103:12) وأنه لن يتذكرها بعد (عبرانيين 8:12؛ 10:17). لا يزال اليهود اليوم يحتفلون بيوم الكفارة السنوي، والذي يقع في أيام مختلفة كل عام في سبتمبر-أكتوبر، ويحتفلون تقليديًا بهذا اليوم المقدس بفترة صيام وصلاة مكثفة لمدة 25 ساعة. غالبًا ما يقضي اليهود أيضًا معظم اليوم في خدمات الكنيس.

 

الإنسانية والفشل في الإقلاع عن العنف

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

أحيا العالم أمس، اليوم الدولي لمناهضة العنف تحت شعار «قولوا لا للعنف». طبعاً هذا اليوم يعدُّ من الأيام الدولية الحديثة العهد؛ إذ يعود تاريخ إحيائه للمرة الأولى إلى عام 2017، وتم الاختيار - قصداً واعترافاً - أن يكون هذا اليوم هو نفسه تاريخ ميلاد الزعيم المهاتما غاندي فيلسوف السلام واللاعنف والقائل: «إن اللاعنف هو أقوى قوة في متناول البشرية. فهو أعتى من أسلحة الدمار تم التوصل إليه من خلال إبداع الإنسان». ومن الأفكار التي تستأثر بالترويج في مثل هذا اليوم الدولي فكرة أن اللاعنف هو سلاح الأقوياء. طبعاً مثل هذه الفكرة تبدو عاطفية ومثالية ومضحكة. ولكن عندما نُشغل العقل نجد أنه إذا اتفقنا على أن العنف هو سلاح الضعفاء، فإنه مباشرة سنتفق على عدِّ اللاعنف سلاح الأقوياء. فمَن الأكثر قوة، الذي يمتلك القدرة على لجم الغضب وكظم الغيظ أم من يحكمه الغضب ويأخذ القرارات وهو غاضب ويهزمه مراراً الغيظ؟

العنف، ومهما كانت هوية وطبقة وعلو مقام من يمارسه، يظل أسوأ ما في الإنسان. وما الإنسانية إلا سيرورة كاملة من أجل نزع العنف الآتي من الطبيعة التي لا تزال أصوات سكان الغابة تتردد في داخل الإنسان رغم ما قطعه من مسار طويل جداً في هذه الأرض.

العنف مستشرٍ جداً في منطقة الشرق الأوسط، وهناك مناطق عدة في العالم أصبحت موصوفة في نشرات الأخبار ببؤر التوتر. والمؤسف أننا دخلنا في بوتقة من العنف جعلت من المعاني تشتبك وتنقسم على نحو ضاع فيه المعنى الأصلي للقوة التي تعدُّ من أكثر ضحايا العنف. لقد عمل المعنفون الكبار في العالم على ربط العنف بمستوى القوة، وبذلك ضاعت القوة ولم نعد نعرف لها وجهاً واضح الملامح. لننظر ماذا تفعل أميركا - أقوى دولة في العالم: إنها تؤيد إسرائيل وتسكت عن قتلها الأطفال والنساء في غزة، والتي تقوم بتجويع الشعب والأطفال الفلسطينيين حتى الموت. هل هذا الصمت يمكن أن يكون موقف أقوى دولة في العالم؟ إذن، بمَن يحتمي الضعفاء في العالم؟ أليس من المفترض أن الأقوياء نظرياً هم حماة العالم؟

من الجيد أن إحياء اليوم الدولي للاعنف يمثل مناسبة للتفكير في أبعاد مفهوم العنف وفي عدم اقتصار معانيه على الحروب والنبش في ظواهر أشبه ما تكون بمشتقات العنف الكثيرة، على غرار ظواهر الفقر والجوع والظلم والفساد والتحرش، وعدّ كل هذه الظواهر وغيرها مولّدة ومنتجة للعنف وتعيد إنتاجه بأشكال أشد قسوة. وكما نلاحظ، فإن العنف عائلة مركبة من الفروع تشمل الفقر والجوع والعقوبات والبطالة والحرمان والإقصاء. ومن هنا بدأ المهاتما غاندي رحلة التفسير والتفكير بأن اللاعنف هو سلاح الأقوياء، ولكن ظلت هذه التجربة الإنسانية النبيلة محصورة الأرجاء ولم يسمح لها بالتوسع؛ الأمر الذي يكشف عن قصور فكري لم يستطع استيعاب أن اللاعنف هو سلاح الأقوياء، وأن القوي هو شخص سوي، والسوي يدرك أن اللاعنف ينتج الإيجابية والسلام ويشكل مساراً إنسانياً الحد الأدنى من العنف فيه يُعدُّ عدو الإنسان قديماً وحديثاً.ندرك جيداً أن العنف محرك التاريخ القديم، ولكن التاريخ القديم لم يعرف الحداثة في حينه، ولم يتشبع بالعقلانية. وبعد تراث حقوقي هائل وتطور فكري وعلمي مذهلين على مر السنين، فليس من حق الأقوياء الحاليين أن يفكروا بطريقة الأقوياء القدامى. أنت قوي عندما تضبط أعصابك. قوي عندما تحمي طفلاً. قوي عندما لا تتخلى كرجل عن شهامتك ونظافة يدك ولسانك من العنف. العالم يصبح أقل عنفاً عندما نعلن طلاق القوة والعنف. نحن نعيش في عالم مريض ينتج عنيفين يلبسون رداء القوة ويجبروننا على تصديق مسرحياتهم التي على شاكلة مسرح الدمى ولكن للكبار هذه المرة وفي كل مرة.

 

بناء السلام وتجاوز الأوهام!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/03 تشرين الأول/2025

ما صدقْنا بعد طول عملٍ وصبرٍ وحرقةٍ وإصرار من جانب العرب والمسلمين والمجتمع العالمي أن يعود الرئيس الأميركي إلى إطلاق مشروعه من أجل السلام في غزة وفلسطين. لقد كان الهمّ الكبير وقف النار ووقف القتل، وقد أنعمت علينا «حماس» وأخواتها بالإعلان أنهم يدرسون المشروع. نعم هم «يدرسون»، في حين لا تزال النار الإسرائيلية تشوي القطاع، وتشوي الضفة والقدس والأقصى. ما تفضّل أحدٌ من المسلحين الذين أثاروا الحرب الشعواء بإخبار الفلسطينيين والعرب والعالم لماذا كان ما كان، ولا يزال. علينا أن نغيّر العادات التي عوّدنا عليها المسلّحون الذين ينهزمون ثم يقولون إنّ الوقت ليس وقت المساءلة والمحاسبة التي يستفيد منها العدوّ! المحاسبة كان ينبغي أن تتمّ من زمان وزمان لكي ينتهي زمن ميليشيات الهوان، ويبدأ زمن الدولة. أيها الأمجاد «المجاهدون» أنتم أعلم منا بالصهاينة الذين جربتم الهزائم في مواجهتهم، فلماذا تكرار المجازفات، وتكرار اختناقات الدم والجوع؟! كم عانى العرب والإنسانية خلال هاتين السنتين، سنتي المذابح والكوابيس، وأنتم تتبجحون أنكم تريدون الشهادة، فمن قال لكم إنّ الآلاف المؤلفة من أطفال فلسطين يريدون السير نحو الموت لأنكم قررتم أن تكونوا أبطالاً على حساب أمنهم وحياتهم ومستقبلهم!

خلال السنتين الهائلتين أعطيتم الفرصة لنتنياهو لكي يشنّ حرب الإبادة في غزة والضفة وفي سوريا وفي لبنان (الذي يتمتع أيضاً بوجود ميليشيات مسلحة و«استشهادية» فيه كررت خطاب الانتصار الموهوم والإلهي خلال عقود وعقود!). وأنا لا أتابع وسائل الاتصال، و«فتكات» المواقع، لكنّ الزملاء المتابعين يطلعونني على استحثاثات «الإخوان» والإيرانيين وأنصارهم الآن لـ«حماس» و«الجهاد» على عدم قبول المشروع الترمبي، والاستمرار في الانتحار، والتسبب في استمرار نحر أطفال فلسطين، فمن أين يأتي يا ربّ عقل الخسران هذا، ونفسية الوهم والإيهام. وهناك بين المستثيرين والمهيّجين واحد معروف عنده سبب عجيب لضرورة استمرار «حماس» في النضال، والسبب هو الانتقام، كما يقول، من الدول العربية التي ذنبها أنها تستميت لوقف الحرب بدلاً من أن تقف إلى جانب «حماس» في حربها التحريرية!

طوال عقود ما توقفت الميليشيات المسلحة مثل «حماس» و«حزب الله» و«داعش» عن شنّ الحروب الخاسرة. وهي حروب أكثرها على دولنا لضرب الاستقرار؛ لأن التحرير يحتاج لذلك أيضاً!

هي جهود جبارة، تلك التي بذلتها المملكة العربية السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات للتأثير على الرئيس الأميركي من جهة، وتقديم المساعدات للقطاع، واستصراخ العالم لوقف الحرب. وقد حققت نجاحات في حملتها الدولية، بحيث وقفت معها أكثر دول العالم، وغيّرت من موقف الرئيس الأميركي، وما اكتفت بالعمل على وقف النار، بل اتجهت لصنع السلام وبنائه بعقد شراكاتٍ عالميةٍ، والدخول في مشروع حلّ الدولتين وإيصاله للمحافل العالمية، وبذل كل جهدٍ ممكن للحيلولة دون استمرار الاستثمار في الخراب وإعادة بناء القطاع، وتأمين أطفال غزة وشيوخها ونسائها وشبابها.

وبنتيجة هذه الجهود هناك الآن مشروع شاسع للسلم يقوده الرئيس ترمب. وبالطبع فالأمر عسير، ليس بسبب إصرار نتنياهو على حرب الإبادة، ورفض مشروع الدولة الفلسطينية، بل بسبب الخطوات المتدرجة للمشروع التي تفترض الخطوة على أثر الخطوة. وقد تتعثر أمور كثيرة إذا تعثرت إحدى الخطوات لأي سبب. هذه المرة ما عاد السلام مغامرةً تبدأ بالحرب، بل هو بناءٌ بالصبر والثقة وبشراكة مع العالم. فلنعد إلى شروط اتفاقية ترمب التي تتردد «حماس» في قبولها. لو لم يكن في الاتفاقية من الفوائد إلا إنقاذ أهل غزة من النار والحرب لكفى. فكيف وفي الاتفاقية الانتصار لمقاربة أخرى بالتوقف عن ربط المستقبل الفلسطيني بالتنظيم المسلح الذي حوَّل القطاع إلى غيتو منذ عام 2007. وهو غيتو للحصار الدموي، والانفصال عن فلسطين، وانتظار قرارات إيران، والمساومة على سلام أطفال غزة كل عام أو عامين! لقد مضى من زمان عهد الميليشيات المسلحة والتحريرية، وعاد الأمر إلى الدول والعلاقات الدولية. وعلى ذلك استقر الأمر في جميع أنحاء العالم إلا فيما صار يُسمَّى الشرق الأوسط. فقد احتجنا إلى عشرات المذابح في المجتمعات والدول لإدراك ذلك. فعسى وقد عاد الأمر إلى الدول العربية أن تنهض قضية فلسطين من جديد، وأن تتخلص الدول التي لا تزال تسطو بها ميليشيات من الاستيلاء على قرارها واستقرارها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

وفد من لقاء الهوية والسيادة التقى اليوم رئيس الحكومة نواف سلام: لقد حان الوقت كي نبرهن للعالم ولأنفسنا، أننا بلغنا سنّ الرشد، ودولته من المسؤولين القلائل الذين نعتبر أنهم بلغوه

بيان صدر عن وفد لقاء الهوية والسياسية

03 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/147888/

التقى وفد من لقاء الهوية والسيادة ضمّ الوزير السابق يوسف سلامه، النائب السابق باسم الشاب، السيدة سينتيا مندليان، الاستاذ قصي شرف الدين، الاستاذ عامر بحصلي، والدكتور جبران كرم دولة رئيس الحكومة الاستاذ نواف سلام في السراي الحكومي وبعد الاجتماع أصدر اللقاء البيان التالي:

 إن كنت من رأي دولة الرئيس نواف سلام أم تخالفه الرأي، فلا بدّ من الاعتراف للرجل بتمايزه عن غيره من السياسيين بأنّه يتسلّح بثقافة القانون، ويحتكم إلى مرجعية الدولة التي تمتلك وحدها امتياز وحقّ حصرية السلاح، الدولة الضامنة لحقوق المواطنين، بمؤسساتها الأمنية والقضائية والإدارية، وليس إلى  شعبوية مدمّرة، أو ميليشيا مالية أو عسكرية ضاغطة، أو قضاء وإدارة وأجهزة أمنية، اعتاد بعضهم أن يتجاوز مهامه المنوطة به أصلًا في خدمة الوطن، ويعمل في خدمة الوطن والمسؤول أيضًا، فانتُهكت عذريته وانطبق عليه قول المتنبي:

"فيك الخصام وأنت الخصم والحَكَمُ"

انطلاقًا من هذه القناعة، وعطفًا على ما شهدناه مؤخرًا من وجود أزمة عميقة تتناول قانون الانتخابات النيابية، أزمة وصلت إلى حدّ تعطيل دور المجلس النيابي كسلطة تشريعية، قصدنا كوفد من لقاء الهوية والسيادة السرايا الحكومي اليوم، باعتبارها مؤسسة وطنية مسؤولة عن الإشراف على تنفيذ السياسات العامة، وأودعنا دولته الوثيقة السياسية التي سبق وأطلقها لقاء الهوية والسيادة، وجال بها على معظم الكتل النيابية والمرجعيات الروحية، والتي حاولنا من خلالها أن نعالج الثغرات الدستورية المعطّلة لديناميكية الحياة السياسية، والضاغطة على روحية وثيقة الوفاق الوطني التي وضعت حدًّا بفلسفتها، لخمسة عشر عامٍ من الصراع الداخلي المدعوم من الخارج، والتي اكتشفنا بالممارسة أنها كانت تحتاج دائمًا لوصاية خارجية لتفصل بالمواقف المتعثّرة عند الضرورة. نحن طلاب سيادة واستقلال، وقرارنا حرٌّ، لذلك حاولنا أن نفسّر الوثيقة بشكل نستعيد معها استقلالنا، نُعيد إلى حياتنا السياسية رُقيّها وعمقها الديمقراطي، ونحرّر مؤسساتنا من أيّ تدخّل خارجي، بعيدٍ كان أم قريب، لنتفرّغ كلبنانيين ناشطين في الحقل العام وكمسؤولين في الدولة لمعالجة تداعيات الأزمات المتراكمة مع إسرائيل وإنهاء حالة الحرب معها من أجل مواكبة السلام الذي يُعمل له برعاية أميركية عربية مشتركة. لقد حان الوقت كي نبرهن للعالم ولأنفسنا، أننا بلغنا سنّ الرشد، ودولته من المسؤولين القلائل الذين نعتبر أنهم بلغوه، وعلى هذا الأساس، التقينا به اليوم واضعين أنفسنا في خدمة لبنان ورسالة الحياة المشتركة فيه.

 

نحنا ناس وحدنا" التي قالتها رشا، أخت الكاتب لقمان سليم، ليست مجرد كلمات عابرة،

 محمد الأمين/موقع أكس/03 تشرين الأول/2025

"نحنا ناس وحدنا" التي قالتها رشا، أخت الكاتب لقمان سليم، ليست مجرد كلمات عابرة، بل تحمل في طياتها وجعاً عميقاً وإقراراً مريراً بالواقع الذي يعيشه كثيرون من  المعارضة الشيعية في لبنان، ممن قرروا أن يواجهوا الظلم باسم الحقيقة، فكان الثمن القمع، التخوين، والتشهير.كانت تعني: وحدنا في المواجهة، في قول الحقيقة وسط صمت الخائفين أو تواطؤ المنتفعين.وحدنا في الدفاع عن القيم: حرية التعبير،دولة القانون،نبذ التطرف، والمساءلة. إنها كلمات تُختصر بها رحلة كفاح طويل لمعارضةٍ شيعية اختارت ألا تساوم، وألا تدخل في بازار المحاصصات، ولا تُساير السائد باسم الطائفة أو "البيئة الحاضنة"،معارضةٌ دفعت ثمناً باهظاً، لا فقط في الإقصاء والتشهير، بل أيضاً في الخذلان وتركها وحيدة، بل أحياناً المساومة عليها في صفقات السياسة. "نعم،"نحن وحدنا" ليست مجرد لحظة انفعال،بل وعي حاد بأنك في هذا البلد قد تُترك وحيداً إن قررت أن تقول "لا" في وجه آلة تخنق الحريات باسم المقاومة، وتستثمر في الخوف لإسكات المعترضين، ولو كانوا من أهل البيت.

 

الخاسر الأكبر مما حصل في الروشة هو مصداقية الجهة المنظِّمة ومن يقف خلفها

رئاسة مجلس الوزراء/موقع أكس/03 تشرين الأول/2025

قال رئيس مجلس_الوزراء الدكتور#نواف_سلام أمام وفود  زارته بعد ظهر اليوم :"  أن “الخاسر الأكبر مما حصل في الروشة هو مصداقية الجهة المنظِّمة ومن يقف خلفها، فهي اخلت بتعهداتها. ومن المؤكّد أنّ لذلك تداعيات، وقضية الروشة لم تنتهِ بعد، فاستعادة هيبة الدولة تكون عبر تطبيق القانون ومحاسبة من أخلّوا بتعهّداتهم. وقد بدأ المدّعي العام باستدعاء أشخاص للتحقيق، وأصدر مذكّرات بحث وتحرٍّ بحق من لم يحضر.” وعن مسار حصرية السلاح، أضاف:“عنوان الأمن والأمان هو حصرية السلاح. لا يمكن أن يشعر المواطنون بالمساواة في ظل امتلاك بعض الأطراف للسلاح. ومطلع الأسبوع المقبل يكون قد مضى شهر على قرار ٥ أيلول، وسنناقش أوّل تقرير للجيش حول الخطة المتعلّقة بحصر السلاح. هناك جهات ستُمانع، ولكن لا خيار آخر أمامنا إذا أردنا بلدًا لنا ولأولادنا. أولادنا يحتاجون إلى مؤسّسات وإصلاح. أنا لم ولن أسلك غير هذا الطريق: دولة واحدة، قانون واحد، جيش واحد.”

وكان  الرئيس سلام استقبل بعد ظهر اليوم  وفودا من  جمعية المقاصد، الشباب البيروتي، منتدى أمناء بيروت، جمعية حركة بادر، ومن حزب خط احمر .

 

تجمع مبادرة "نحو الإنقاذ" توجّه أسئلة إلى الحكومة ورئيس الجمهورية...

موقع أكس/03 تشرين الأول/2025

صدر عن مبادرة "نحو الإنقاذ" البيان الآتي:

لأنّ العهد الجديد شكّل نقطة تحوّل حقيقية تُعيد الثقة بين الدولة ومواطنيها، وتمنح اللبنانيين فرصة الخلاص من دوّامة الفوضى والظلم...  تدعو  "نحو الإنقاذ" رئيس الجمهورية إلى مساندة رئيس الحكومة في معركته دفاعاً عن القانون والدولة. لأنّ التوازن بين رأسي السلطة التنفيذية هو المدخل الوحيد لاستقرار مؤسسات الدولة وتفعيل دورها. لكننا في المقابل نشهد محاولات متكرّرة للنيل من هيبة الدولة، وملاحقة كل من يلتزم بالقانون ويدافع عن المؤسسات. إنّ الردّ المشروع لا يكون بالعنف أو بالتنازل، بل بالاحتكام إلى القانون والعدالة، لتثبيت مبدأ المساواة أمام الجميع.

ومن هنا نطرح سؤالًا صارخًا: كيف يُستدعى شيخ بسبب منشور على "فايسبوك"، بينما الذين هدّدوا ناشطين بالقتل وقصفوا بيوت المستقلّين الشيعة لم يُسألوا ولم يُستدعوا؟

ترفض "نحو الإنقاذ" ازدواجية المعايير التي طالت الشيخ عباس يزبك وغيره. لأنّها تُشكّل جرحًا عميقًا في صميم العدالة، وتكشف حجم الخلل الذي ينبغي معالجته فورًا مع بداية هذا العهد. خصوصاً في المحكمة العسكرية وبعض الأجهزة. كما يطرح المواطنون أسئلة مشروعة حول ماذا قدّمت الحكومة بعد ثمانية أشهر من تولّيها؟ أين وعود النهوض؟ لماذا لا تزال وزارة المالية مشلولة؟ لماذا "النافعة" والإدارات العامة الأخرى متوقفة؟ لماذا لا يداوم القطاع العام سوى يومين في الأسبوع؟ ولماذا لا يجد المواطن حتى طابعًا رسميًا لإنجاز معاملة؟ هل بات كل شيء مربوطًا بالمال والمصالح الضيّقة؟

إنّ "نحو الإنقاذ" تؤكد أنّ واجب الدولة هو النهوض الفعلي، لا إضاعة الوقت بقصص جانبية كـ"صخرة الروشة". المطلوب عمل، المطلوب إصلاح، المطلوب جرأة في مواجهة الفساد والفوضى.

نحن هنا لنذكّر: لا إنقاذ بلا عدالة، ولا عدالة بلا دولة، ولا دولة بلا قرار سياسي صادق يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار.

"نحو الإنقاذ"

 

الاغتراب مش صندوق بريد،  ATM.

بيار مارون/فايسبوك/03 تشرين الأول/2025

ستة نواب لا يملكون حتى حق الطعن بقانون أمام المجلس الدستوري.

من يملك هذا الحق؟

• رئيس الجمهورية

• رئيس مجلس النواب

• رئيس مجلس الوزراء

عشرة نواب على الأقل مجتمعين

رؤساء الطوائف الدينية المعترف بها قانونًا، لكن فقط في ما يتصل بالأحوال الشخصية، حرية المعتقد، ممارسة الشعائر، والتعليم الديني.

يعني؟ يعني أن ستة نواب لا يستطيعون أن يطعنوا بقانون، حتى لو كان جائرًا أو غير دستوري.

يعني أن صوت المغترب، إذا لم يُترجم إلى نائب في منطقتك، يبقى خارج اللعبة.

بكفي ضحك عالناس. الاغتراب مش صندوق بريد، ولا ATM. وعليه أن يشارك بـ١٢٨ نائبًا، كلٌ في منطقة نفوسه/ها، مش بس بستة رمزيين.

 

في الموقف من الانتخابات النيابية المقبلة

القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك/03 تشرين الأول/2025

اما أن تُجرى الانتخابات النيابية المقبلة على قاعدة أن المغترب اللبناني يَنتخب في محل قيد نفوسه، واما أن يُصار إلى تأجيلها حتى لا يتمّ إنتخاب ذات الطبقة الحاكمة الممانعة بموجب القانون الحالي. وذلك بإنتظار تطورات إقليمية تُعيد خلط الأوراق في الداخل، فيتمّ إجراؤها حينئذ، بعد أقل من ولاية كاملة لأعضاء المجلس النيابي بتركيبته الحالية. مزمور جديد…برسم القوى السيادية والمعارضة قولاً والمتعثرة فعلاً. والمثقلة بالتسوية الرئاسية التي لهثت لاتمامها في ٢٠٢٥/١/٩، وبكل البلطجة والهرطقة التي يمارسها رئيس المجلس النيابي على علم الدستور والقانون والنظام الداخلي للمجلس المذكور، والتي أخفقت على مدى عقود في التصدّي لها، فسارت بمستلزماتها ومضامينها، حتى أصبحت مستجرّة ومكبّلة بها.

 

كم مرة تمّت إعادة إعمار الجنوب؟

جورج يونس/فايسبوك/03 تشرين الأول/2025

بعد كل دمار مرق على هالوطن، كم مرة تعمّرت بيروت؟ كم مرة تمّت إعادة إعمار الجنوب؟ كم مرة رجعت وارتفعت من جديد مباني الضاحية؟ كم مرة دمّر البطش زحلة؟ كم مرة مرقت المجازر عالجبل؟ كم مرة دقّ الخراب شوارع طرابلس؟ كم مرة رعد الحقد عجبال صنين؟ كم مرة تهدّمت الأشرفية وقلعة الصمود؟ كم مرة كتب التاريخ عن كسروان العاصية؟ كم مرة انقلبت تربة البقاع بغزارة حمم الغزاة؟ كم مرة مرق الغدر عطرقات القاع؟ كم مرة رجعت العصفورة عشّشت بالقرميد؟ كم مرة رجعت السوسنة زهرت من جديد؟ كم٩ مرة نروت آبار هالوطن بدموع أمّهاتنا؟ كم مرة فتّشنا عن أمكنة نطمُر فيها ردم بيوتنا؟

كم مرة فكّرنا، نحنا وعم نغرز شجر جديد بهالوطن، إنو كل حبّة تراب معمشقَة بدم شهيد؟ كم مرة دفعنا ضريبة الحرية؟ كم مرة خلص الدمع من عيوننا؟ كم مرة وقعنا وما حدا لمّنا؟ كم مرة كفرنا بعمرنا اللي انحرق؟ كم مرة جفّ الحبر من أقلامنا؟ كم مرة امتهن كتار منّا الغدر والخيانة والتزوير؟ كم مرة تاجر القاصي والداني بأرواحنا؟ كم مرة حوّل كتار منّا العمالة لوجهة نظر؟ كم مرة بكى كل واحد منّا، بحياته المعدودين سنينها، على قبر شهيد؟ كم مرة نسينا التاريخ وما تعلّمنا منّه؟ كم مرة كفرنا بهالعيشة وبسواد الأيام؟ كم مرة بكي الوفا بقلوبنا؟ كم مرة حكينا وكانو الرعيان بالوادي الثاني مقابيلنا؟ كم مرة انكسر الحق ع حدودنا؟ كم مرة كذبو علينا بشعارات فارغة وصدقناهم؟ كم مرة ماتت الرحمة بقلوب الكتار منا؟ كم مرة طمّينا روسنا بالتراب لنتجاهل الحقيقة؟ كم مرة رقص قادتنا ع جثث رفقاتنا؟ كم مرة نسينا إنو مجد الدني فاني وما حدا منّا أخذ شي معو؟كم مرة تخاوينا نحنا والإحباط؟كم مرة انكسرنا وما ترمّمت جروحنا؟ كم مرة قلنا: آخر مرة، وما كانت تعرف تجي هالآخر مرة؟ كم مرة بكينا على بواب القديسين والأنبياء؟ كم مرة طلعنا من مصيبة لنفوت بغيرها؟ كم مرة تفرّجنا على المجرمين عم يبطشو بكراماتنا وأرزاقنا وثقافتنا؟كم مرة تكسّرت شلوح أرز منّا على بواب الفرقة والنضال؟ كم مرة سافرو أحبابنا وبطّلو يرجعو؟ كم مرة حكينا وما كان حدا يفهم علينا؟

كم مرة قلنا بصمت: يا ريت ما كنا؟

 

رعد زار عون وهيكل: رأب التباينات.. وسلام: لن أتراجع عن طريقي

المدن/03 تشرين الأول/2025

استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، حيث تم التداول في عدد من القضايا والاستحقاقات الوطنية، وجرى التوافق على معالجة التباينات بحرصٍ على تحقيق المصلحة الوطنية العليا.

بري أكد تمسكه بقانون الانتخاب الحالي

وفي الشأن الانتخابي، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريح صحفي تمسكه بقانون الانتخاب الحالي، وقال: "لا يتقدم عليه إلا الإنجيل والقرآن".

سلام: قضية الروشة لم تنتهِ بعد

حكومياً، قال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أمام وفود زارته اليوم إن "الخاسر الأكبر مما حصل في الروشة هو مصداقية الجهة المنظِّمة ومن يقف خلفها، فهي أخلت بتعهداتها. ومن المؤكّد أنّ لذلك تداعيات، وقضية الروشة لم تنتهِ بعد، فاستعادة هيبة الدولة تكون عبر تطبيق القانون ومحاسبة من أخلّوا بتعهّداتهم. وقد بدأ المدّعي العام باستدعاء أشخاص للتحقيق، وأصدر مذكّرات بحث وتحرٍّ بحق من لم يحضر". وعن مسار حصرية السلاح، أضاف: "عنوان الأمن والأمان هو حصرية السلاح. لا يمكن أن يشعر المواطنون بالمساواة في ظل امتلاك بعض الأطراف للسلاح. ومطلع الأسبوع المقبل يكون قد مضى شهر على قرار 5 أيلول، وسنناقش أوّل تقرير للجيش حول الخطة المتعلّقة بحصر السلاح. هناك جهات ستُمانع، ولكن لا خيار آخر أمامنا إذا أردنا بلدًا لنا ولأولادنا. أولادنا يحتاجون إلى مؤسّسات وإصلاح. أنا لم ولن أسلك غير هذا الطريق: دولة واحدة، قانون واحد، جيش واحد". وكان سلام استقبل وفودا من جمعية المقاصد، الشباب البيروتي، منتدى أمناء بيروت، جمعية حركة بادر، ومن حزب خط أحمر. من جهته، أشار رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية فيصل سنو بعد اللقاء إلى أنه "انطلاقا من حرص الجمعية على مواصلة هذه المسيرة نحو تحقيق المزيد من أهدافها الوطنية الجامعة، وحرصنا منها على تثبيت أسس وقواعد الوحدة الوطنية في ظل سيادة الدستور والقوانين التي تحدد السلطات والمسؤوليات بين المؤسسات الدستورية المتعددة، نحذر من أي تجاوز يمكن أن يعرض الوحدة الوطنية للخطر".

قائد الجيش: سنكون بالمرصاد لكل من يحاول المسّ بأمننا

على صعيد آخر، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في مكتبه، في اليرزة، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد. كذلك تفقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل أحد المراكز التابعة لفوج التدخل الرابع في مدينة بيروت، حيث استمع إلى إيجاز عن الوضع العملاني للفوج، وانتشار مراكزه في سياق حفظ الأمن وملاحقة المطلوبين ضمن قطاع المسؤولية. وقال: "نقف إلى جانب أهلنا اللبنانيين في المناطق اللبنانية كافة، ونجد منهم في المقابل التضامن والالتفاف حول المؤسسة"، مضيفاً: "سنكون بالمرصاد لكل مَن يحاول المس بأمننا، ولن يثنينا شيء عن إتمام واجبنا، مهما بلغت الصعوبات وبصرف النظر عن أي افتراءات أو شائعات".

 

الرئيس اللبناني يشدد على ممارسة الرقابة القضائية باستقلالية تامة ونزاهة مطلقة

بيروت/الشرق الأوسط»/03 تشرين الأول/2025

شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الجمعة، على ممارسة الرقابة القضائية باستقلالية تامة ونزاهة مطلقة. وأُطلع الرئيس عون، خلال جولة له على مراكز الهيئات الرقابية، من رئيس الهيئات الرقابية في ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران، على عمل غرف الديوان، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.

وشدد رئيس لبنان، خلال لقائه القاضي بدران، على «ممارسة الرقابة القضائية باستقلالية تامة ونزاهة مطلقة، لأنكم حصن المال العام الأخير، مع الإسراع في البت بملفات الهدر والمخالفات المالية المتراكمة، فالعدالة البطيئة ليست عدالة». وقام الرئيس عون بجولة في مراكز الهيئات الرقابية، والتقى رئيس التفتيش المركزي، القاضي جورج عطية، مؤكداً «ضرورة تكثيف التفتيش الميداني المفاجئ على الإدارات والمؤسسات العامة، وكشف مواقع الهدر والفساد بلا هوادة، مع إحالة الملفات إلى القضاء المختص من دون أي تأخير». كما التقى عون رئيس هيئة الشراء العام، جان العلية، واطلع منه على سير عمل الهيئة، مشدداً على «ضرورة الالتزام بمبادئ الشفافية والمنافسة والمساواة في جميع عمليات الشراء العام، من دون أي استثناءات أو محاباة». وكانت جولة الرئيس عون على مراكز الهيئات الرقابية، قد استُهلّت بزيارة مجلس الخدمة المدنية، حيث التقى رئيسته السيدة نسرين مشموشي، ورئيس إدارة الموظفين بالوكالة والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، ورئيسة إدارة الأبحاث والتوجيه السيدة نتالي يارد.

 

حراك انتخابي: الداخلية جاهزة..ومواقف شتى حول اقترع المغتربين

المدن/03 تشرين الأول/2025

استقبل رئيس مجلس النوّاب نبيه بري في مقرّ الرئاسة الثانية بعين التينة، رئيسة مجلس إدارة تلفزيون لبنان الدكتورة إليسار ندف، يرافقها وفدٌ من مجلس الإدارة، بحضور المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسّان فلحة، في زيارةٍ بروتوكوليّةٍ بمناسبة تولّي المجلس الجديد مهامّه. وخلال اللقاء عرضت رؤية مجلس الإدارة لتحديث التلفزيون، وتفعيل دوره بوصفه مؤسّسةً إعلاميّةً وطنيّةً جامعة. أثنى الرئيس بري على هذه الرؤية، مؤكّدًا دعمه لتلفزيون لبنان قائلًا "بل أفضل ممّا كان سابقًا"، مشدّدًا على ضرورة أن تبقى الشاشة الرسميّة عابرةً للطوائف والسياسة. من جهتها، أعربت ندف عن تقديرها لدعم برّي، مشيرةً إلى أنّ مجلس الإدارة يعمل على رؤيةٍ حديثةٍ تواكب التطوّر الإعلاميّ والتكنولوجيّ، وتعيد لتلفزيون لبنان حضوره المحلّيّ والدوليّ. سياسيًّا، جدّد بري التأكيد أنّ الانتخابات النيابيّة ستجري في موعدها، مستغربًا الاعتراض على قانون الانتخاب الحالي من قبل من كانوا يساندونه سابقًا، لافتًا إلى أنّ الوقت لم يعد يسمح بأيّ تعديل. وفي ملفّ القرار الدولي 1701، أكّد بري أنّ لبنان نفّذ كامل التزاماته، مشيرًا إلى أنّ الموفد الأميركي توم براك عاد من إسرائيل دون جواب، على الرغم من اقتناعه في زيارته الأولى بأحقيّة الموقف اللبناني. وأشاد بوحدة اللبنانيّين وصمود أهل الجنوب، مستذكّرًا نموذج طاولة الحوار في العام 2006 التي جمعت القوى السياسيّة كافّة. كما استقبل الرئيس بري السفير الأسترالي أندرو بارنز، وبحث معه العلاقات الثنائيّة والمستجدّات الإقليميّة، إضافةً إلى لقائه الوزير السابق غازي العريضي في سياق متابعة التطوّرات السياسيّة.

الداخليّة تؤكّد جاهزيتها

كرّرت وزارة الداخليّة تأكيد جهوزيّتها اللوجستيّة والأمنيّة لإجراء الانتخابات في موعدها، إذ شدّد وزير الداخليّة أحمد الحجّار على "إجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها المحدّد"، مؤكّدًا أنّ "الوزارة، بكلّ أجهزتها الإداريّة والأمنيّة، وضعت خطّةً متكاملةً لضمان شفافيّة العمليّة الانتخابيّة وحسن تنظيمها، بما يعكس صورة مؤسّسات الدولة ويحافظ على ثقة المواطنين". كلام الحجّار جاء خلال استقباله رئيس المجلس الوطنيّ للإعلام عبد الهادي محفوظ والمستشار زياد موسى، وتناول اللقاء قضايا وطنيّةً والاستحقاقات المقبلة. بدوره، أثنى محفوظ على ما أبداه "الوزير من حكمةٍ في إدارة الأزمات الأخيرة، وعلى ما تبذله الوزارة من جهودٍ في مكافحة الجريمة والحدّ من آفة المخدّرات التي تهدّد المجتمع والشباب، وتؤذي الدول الشقيقة والصديقة". وأكّد أنّ "الإعلام اللبنانيّ سيكون على أهبة الاستعداد لمواكبة الاستحقاق الانتخابيّ، ناقلًا الصورة بموضوعيّةٍ ومسؤوليّة، وبما يتكامل مع دور وزارة الداخليّة في إنجاح هذا الاستحقاق الوطنيّ الذي يعدّ أولويةً لرئيس البلاد العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام".

سجالٌ حول آليّات التشريع واقتراع المنتشرين

من جهته، شدّد عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النائب نزيه متّى على أنّ "مجلس النواب هو الجهة الصالحة لتقرير صفة العجلة لأيّ اقتراح قانونٍ، وليس الرئيس نبيه برّي وحده"، معتبرًا أنّ "برّي يتصرّف بوصفه رئيساً للنوّاب لا بوصفه رئيساً للمجلس، في حين أنَّ القرار يعود إلى المجلس مجتمعًا". ورأى، في حديثٍ إلى "صوت كلّ لبنان"، أنّ "هناك محاولةً لتهميش دور المغتربين في العمليّة الانتخابيّة، على الرغم من أنّهم يشكّلون عاملًا مؤثّرًا في التوازنات"، لافتًا إلى أنّ "القول بعدم تكافؤ الفرص في بلاد الانتشار ذريعةٌ غير واقعيّة". وردًّا على "اتّهاماتٍ تطال بعض الكتل النيابيّة بالسعي إلى تطيير الانتخابات"، قال: "دعوا مجلس النواب ينعقد، وليطرح الاقتراح أمام النوّاب، وسنرى من الذي يعرقل، ومن الذي يضع شروطًا تعجيزيّة". وبشأن زيارة النائب محمد رعد قصر بعبدا، اعتبر أنّ "هذه اللقاءات لا تغني عن تنفيذ القرارات الحكوميّة التي صدرت في آب الماضي بشأن حصر السلاح بيد الدولة"، مشدّدًا على أنّ "حزب الله تأخّر كثيرًا في الالتزام بهذه القرارات". وشدّد النائب سيمون أبي رميا، في تصريحاتٍ تلفزيونيّة، على "أهميّة احترام المهل الدستوريّة"، مشيرًا إلى أنّ "رئيس الجمهوريّة جوزاف عون حريصٌ على احترام الاستحقاقات الدستوريّة، وقد عبّر عن ذلك منذ بداية عهده، وترجمه في إنجاز الانتخابات البلديّة والاختياريّة في موعدها". وأشار إلى أنّ "القانون النافذ ينصّ على انتخاب لبنانيّي الانتشار لستّة نوّاب، ووزارة الداخليّة أكّدت أنّها تستطيع تطبيقه، والخارجيّة دعت المغتربين إلى التسجيل للمشاركة في الاستحقاق الانتخابيّ". وقال أبي رميا: "هناك إشكاليّةٌ حول الاستحقاق الانتخابيّ بوجود فريقٍ يرفض مشاركة المغتربين بأيّ شكل، وفريقٍ آخر يريد إلغاء المقاعد الستّة، وفريقٍ ثالثٍ يتمنّى تأجيل الاستحقاق. للأسف لا تقارب ولا تفاهم بين الأفرقاء؛ إذ تُقارَب المسألة من زاوية المصالح الانتخابيّة والحزبيّة لا من زاوية المصلحة العامّة". ولفت إلى أنّ "المقاعد الستّة مطلبٌ يؤيّده قسمٌ من الجاليات، لكنّ المعضلة في توزيعها وفق القارات والطوائف، ولحلّها أقترح أن ينتخب المغتربون النواب الستّة ضمن دائرةٍ واحدة، كما أقترح إعطاء لبنانيّي الانتشار خيار الاقتراع من الخارج إمّا للمقاعد الستّة، وإمّا كلٌّ في دائرته وفق "سجلّ النفوس".

تنسيقٌ "قواتيّ – كتائبيّ" وموقفٌ حازمٌ من تأجيل الانتخابات

إلى ذلك، التقى رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع في معراب معاون رئيس حزب الكتائب للشؤون السياسيّة والانتخابيّة سيرج داغر، يرافقه عضو المكتب السياسيّ في الحزب غسّان أبو جودة، بحضور الأمين العامّ لـ"القوّات" إميل مكرزل. وبعد اللقاء، قال داغر إنّ "الزيارة الأولى بعد تسلّم المسؤولية الجديدة كانت إلى معراب للقاء الدكتور سمير جعجع، انطلاقًا من العلاقة الوثيقة بين الحزبين، ولا سيّما لتقاطعهما على حصر السلاح بيد الدولة، وضرورة أن تكون دولةً قويّةً قادرة". وشدّد داغر على "ضرورة إجراء الاستحقاق الانتخابيّ في موعده"، مؤكّدًا "حقّ المنتشرين بالاقتراع لـ128 نائبًا، لا أن يختصر تمثيلهم بانتخاب ستّة نوّابٍ وفق تركيباتٍ غير واضحة". وأشار إلى أنّ "التنسيق بين الحزبين قائمٌ ومستمرٌّ، وهو ضرورةٌ في هذه المرحلة المفصليّة، وكلّما اقتربنا من موعد الانتخابات تعاظمت الحاجة إلى أعلى درجات التعاون". وأضاف: "لا يحقّ لأحدٍ أن يقرّر من يسمح له بالاقتراع ومن لا يسمح له، فهذه قراراتٌ وطنيّةٌ تتّخذ على مستوى الوطن كلّه، والمؤسف أنّ هناك من يخشى شعبه، ويحاول تقليص عدد المقترعين. سنخوض هذه المعركة حتى النهاية، ولن نقبل بتأجيل الاستحقاق". وختم داغر: "المحاولات القائمة لعرقلة إقرار حقّ المغتربين بالاقتراع مخالفةٌ للقانون والدستور ولآليّات عمل المجلس النيابيّ، والقوى المؤيّدة قادرةٌ على تحقيق التعديل المطلوب إذا طرح التصويت".

موقف "الوفاء للمقاومة"

في المقابل، أكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة أنّ "استهداف المجلس النيابيّ وأدائه تحت عنوان "دولة الرئيس نبيه برّي" هو استهدافٌ لموقع توازنٍ، ومرتكزٍ وطنيٍّ يشكّل بوصلةً للبنان"، محذّرًا "البعض من اللعب بالنار، وإغراق لبنان بأوهامٍ تحت عناوين شتّى". وشدّد على أنّ "الحرص قائمٌ على وحدة البلد وسيادته، وأنّ الرهانات الوهميّة ستسقط، ولن ينجح مشروعٌ يدفع لبنان إلى سياق "المشروع الصهيو–أميركي""، مؤكّدًا "ثبات معادلة الجيش والشعب والمقاومة". وختم بالتشديد على "إفشال كلّ سعيٍ إلى التفرقة والفتنة بالحكمة والوعي".

مطالبة باقتراع غير المقيمين وفق قيودهم

باشر ممثّلون عن المجموعات الاغترابيّة اللبنانيّة سلسلة لقاءاتٍ مع عددٍ من سفراء لبنان في الخارج، استهلوها بلقاء سفير لبنان في فرنسا ربيع الشاعر، على أن يستكملوا لقاءاتهم لاحقًا في عواصم ومدنٍ عدّة تضمّ جالياتٍ لبنانيّةً فاعلة. ووفق بيانٍ صدر عن تلك المجموعات، سلّم الممثّلون السفراء رسالةً تطالبُ بـ"ضمان حقّ المغتربين في الاقتراع وفق أماكن قيدهم أسوةً بالمقيمين"، باعتباره "حقًّا دستوريًّا يُعزّز مبدأ المساواة والانتماء الوطنيّ". وشدّدت المجموعاتُ الاغترابيّة في رسالتها على أنّ "حصر اقتراع غير المقيمين بستّة مقاعد، يحرمُهم من التأثير الفعليّ في الحياة السياسيّة"، مذكّرةً بأنّها "تعاونت مع عددٍ من النوّاب لصياغة اقتراح قانونٍ يُلغي هذا التمييز، غير أنّه لم يُقرّ بعد". كما أكّدت "استعدادها للتعاون مع السفارات اللبنانيّة لضمان مشاركةٍ شفّافةٍ في الانتخابات المقبلة"، داعيةً السفراء إلى نقل مطالبها إلى الجهات الرسميّة المعنيّة.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 03 تشرين الأول/2025

رئاسة الجمهورية

الرئيس جوزاف عون استقبل رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، حيث تم التداول في عدد من القضايا والاستحقاقات الوطنية، وجرى التوافق على معالجة التباينات بحرصٍ على تحقيق المصلحة الوطنية العليا

 

البابا لاون الرابع عشر

إنَّ العقلية السائدة اليوم تميل إلى إعطاء قيمة للحياة فقط إن كانت تنتج ثروة أو نجاحًا، وتنسى أن الإنسان هو مخلوق محدود. لذلك غالبًا ما يُخفى ضعف المسنين أو يُبعد عن الأنظار. ولكن الشيخوخة هي جزء من روعة كياننا. وهذا الضعف، إذا كانت لدينا الشجاعة لكي نعترف به، ونعانقه ونعتني به،

 

البابا لاون الرابع عشر

العالم هو هبة رائعة مكونة من أشكال حياة متنوعة، مُنحت لنا لكي تساعد وتُكمل بعضها البعض. إنَّ الاختلافات ليست عقبة، بل دعوة لبناء الانسجام الذي يكشف عن جمال الخَليقة.

 

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1973821150133432496

الحلو بنعيم قاسم إنّو بيكذِب، وعارف حالو إنّو بيكذِب، وعارف إنّو العالم عارفين إنّو بيكذِب، وعارف إنّو نحنا عارفين إنّو بيكذِب، ومصرّ عالكذِب بس من باب الهلوسة… هالحالة النفسية اسمها الهلوسة… والله يعينو!

 

قاسم جابر

https://x.com/i/status/1974060268058783952

خمس رؤوساء متل الرئيس الكولومبي مننقرض ومنرتاح

كان غيرك أشطر #القدس #فلسطين #كولومبيا #لبنانية

 

علي الامين

https://x.com/i/status/1973861394312540481

يبدو أن حزب_الله تشظّى إلى أجنحة، أقواها جناح وفيق_صفا. بسبب الغوغائية التي تحكم الحزب اليوم. وهو كان مكلّفاً بالأعمال القذرة من قبل الحزب.

وعلى القضاء أن يأخذ مجراه إذا كان هناك هيبة لـ #الدولة يجب أن تُحمى.

 

شارل جبور

أيّ قضاء في لبنان يُبقي هانيبال القذافي موقوفا منذ عشر سنوات، من دون محاكمة، بتهمة إخفاء معلومات؟ من المؤكّد أنه لا يملك أي معلومات، كونه كان في الثالثة من عمره عند اختفاء الإمام موسى الصدر! فإما أن يُحاكم ويُدان إذا ثبت تورّطه، وإما أن يُطلق سراحه فورا.

 

يوسف رجي

تتابع وزارة الخارجية والمغتربين قضية توقيف إسرائيل مواطنَين لبنانيين كانا على متن أسطول الصمود المتوجه إلى قطاع غزة، وتجري الاتصالات اللازمة لمعرفة مصيرهما وتأمين الافراج عنهما بأسرع وقت.

 

بشارة شربل

بيان لا مصادر

ما زال ضرورياً إصدار بعبدا بياناً يوضح كلام النائب فضل الله عن التزام قدمه الرئيس للحزب قبيل انتخابه بألا يقرَب السلاح الا متفاهماً معه. حتى لو صح ذلك، فإن وعود المرشح مسألة شخصية غير دستورية ويجب الا تعاكس المصلحة الوطنية وتنعكس على حصرية السلاح.

 

شـو يـعـنـي سـخـيــف؟

ايلي خوري

بيحطّ السلم الاهلي رهينة عند ميليشيا بيملكا ملالي ايران، بيعتبر الحزب شي طبيعي متل قوات او اشتراكي مثلاً، بيفكّر الممانعة جهة سياسية عادية بيطلعلا تعطي رأيا، بيعتبر فنّاصين متل سعادة وناصر واسد وخامنئي شي مهمّ، بيعتبر ناس متل رعد وبوصعب وباسيل وفرزلي سياسة.

 

شارل شرتوني

جوابا على نبيه بري ، ما في انتخابات نيابية بدون مشاركة الاغتراب تشريعا وترشحا وانتخابا، انتهى زمن السلبطة وتزوير ارادة اللبنانيين

 

 نوفل ضو

منذ التوصل الى اتفاق الطائف عمل الاحتلال السوري ومن ثم الايراني على ضرب اسسه وتزوير مضمونه والتلاعب بقانون الانتخاب بهدف مصادرة قرار اللبنانيين. فرفع عدد النواب من ١٠٨ الى ١٢٨، وفرض القوانين العشوائية وتلاعب بالدوائر الانتخابية. مشروع دوائر الاغتراب ال٦ فصل جديد من التزوير!

 

 خالد ممتاز

الليلة حصل اكبر حدث في تاريخ الشرق الأوسط .... اعلن بوتين موافقته على خطة ترامب لغزة . ما يعني موافقته للخطة في ما يتعلق بكل الشرق الأوسط بما في ذلك ايران.

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 03-04 تشرين الأول/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 03 تشرين الأول/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/147882/

 ليوم 03 تشرين الأول/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 03/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/147885/

For October 03/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight