المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 21 تشرين الثاني /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.november21.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

يَا مَنْ تَفْتَخِرُ بِالشَّرِيعَة، أَتُهِينُ ٱللهَ بِتَعَدِّيكَ لِلشَّرِيعَة؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّ ٱسْمَ ٱللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُم بَينَ الأُمَم

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/صوت ونص/تأملات إيمانية في مفهوم مثال حبة الحنطة في ذكرى استشهاد النائب بيار أمين الجميل

الياس بجاني/مفهوم ومعاني “القلب” في الكتاب المقدس

الياس بجاني/فاقد الشيئ لا يعطيه وكل فياكرا العالم لا تجدي نفعاً مع المخصيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مهمة من موقع “ترانسبيرنسي” مع الأب طوني خضرا تلقي الأضواء على أهمية زيارة قداسة البابا للبنان، وعلى الجرح الديموغرافي والتوازني في الدولة اللبنانية.

رابط فيديو ونص عربي-إنكليزي لحسن نصرالله يهدد فيه أهالي الشريط الحدودي من جنوب لبنان سنة 2000 قبل أيام من أنسحاب إسرائيل منه أحادياً من ضمن اتفاق سري بين تل ابيب والإيرانيين بوساطة عربية وألمانية وأوروبية… انسحاب وليس تحرير

رابط فيديو مقابلة من موقع دي أن أي" مع العميد المتقاعد فادي دواوود/الجنرال فادي داوود : نزع السلاح والجيش والدولة والشعب اللبناني القادرون والغالبون

جلسة مجلس الوزراء بمستوى بلدي

الجيش يسحق الدويلة - فرع المخدرات

نوح زعيتر: نهاية فصل طويل من الهروب..."بارون الممانعة" في قبضة الجيش

من هو نوح زعيتر الذي قبض عليه الجيش اللبناني.. «أشهر مطلوب» في لبنان و«بارون المخدرات» في البقاع

إسرائيل: تهديد حزب الله بات أخطر.. ونستعدّ لموجات تصعيد أكبر

بلاسخارت في مجلس الأمن: فليوقف لبنان المماطلة بحصر السلاح

قبل اليوم الأخير.. المغتربون المسجّلون للانتخابات 146 ألفاً

قانون الفجوة الماليّة: مفاوضات المصارف والماليّة والمركزي

ماذا تريد واشنطن من قائد الجيش اللبناني؟ ...توقعات بمفاجأة «إيجابية» تعيد الأمور إلى نصابها

استهداف «عين الحلوة»... رسالة إسرائيلية للساحتين اللبنانية والفلسطينية ...«لجنة الحوار الوطني»: الاستهداف لا يغير في مسار تسليم السلاح

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ولي العهد السعودي يختتم زيارته التاريخية إلى أميركا

ترحيب سوداني بتصريحات ترمب وجهود محمد بن سلمان لوقف الحرب

«الوكالة الذرية» تُلزم إيران كشف مصير مخزون اليورانيوم ... عراقجي أعلن رسمياً نهاية «تفاهم القاهرة»

5 قتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة

نتنياهو: سنمنع التهديدات من جنوب سوريا باتفاق أمني أو بدونه

نتنياهو في جنوب سوريا.. استعراض عسكري-أمني ورسائل سياسية

إسرائيل تستقبل «الطائرة رقم ألف» في الجسر الجوي العسكري...وزارة الأمن تحدثت عن عملية لوجيستية «غير مسبوقة»

إسرائيل تعلن استهداف قيادي بـ«حماس» ومسؤول عن الأنفاق بخان يونس

اتفاق غزة: 33 شهيداً ضحايا الخروقات الإسرائيلية بـ24 ساعة

القوات الروسية تتحضر لإعادة التموضع في 9 نقاط جنوب سوريا

الأمن السوري يحرّر 5 مختطفين من السويداء.. بعملية في درعا

سوريا: تفعيل البعثة الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية

زيارة الجربا للشرع: الصناديد بدمشق و"قسد" أمام اهتزاز مفتوح

اعتصام معلمي ريف حلب الشمالي: صورة للأسد تُثير غضب المحتجين

معرة مصرين: تهديدات شعبية تمنع عودة الشيعة

الأوروبيون يرفضون خطة أميركية للسلام في أوكرانيا

وزراء خارجية أوروبيون خلال مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل ببلجيكا 20 نوفمبر

رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء الكندي يناقشان شراكات استثمارية في أبوظبي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"يوسف الخوري" لا يهدّد./جورج يونس

إسرائيل و«حزب الله» وأزمات لبنان/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

مصادر أميركية رفيعة: لا تزال هناك فرصة ولكن... 48 ساعة حاسمة لإعادة جدولة زيارة هيكل/جويس عقيقي/نداء الوطن

ترسيم ثلاثي للحدود... وسحب حجة مزارع شبعا من "الحزب"/ألان سركيس/نداء الوطن

لا تخدعوا أنفسكم/أسعد بشارة/نداء الوطن

إلى قداسة البابا لاوون الرابع عشر (بمناسبة زيارته لبنان)/د. نبيل خليفة/نداء الوطن

بيت ليف تستنجد بالجيش... ورسالة لـ "الحزب": لا تورّطونا/طوني عطية/نداء الوطن

لبنان و«حزب الله» وحافة الهاوية/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

الدولة تواجه تحدّي "الهيبة": نوح زعيتر إسكوبار أم روبن هود؟/بتول يزبك/المدن

القوى المسيحية والطائف: ثلاثية التطبيق- التصحيح- التطوير/جورج حايك/المدن

لقاء فرنسي سعودي أميركي في باريس: يزيد بن فرحان قلق/غادة حلاوي/المدن

مغامرة نتنياهو تبلغ الأوّلي: فصل الجنوب عن البقاع عبر سوريا؟/منير الربيع/المدن

علي الأمين: إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن إنذار خطير.. ولبنان يسير نحو الإنتحار السياسي/علي الأمين/موقع جنوبية

لبنان أمام خطر إغلاق ثلاثي والاستراتيجيات لا تُبنى على "وشايات"/الياس الزغبي/موقع الصفا

ليس بحصرية السلاح وحدها يحيا لبنان/ياسين شبلي/موقع جنوبية

لبنان للبيع..كيف تباع سيادة لبنان بينما يسقط ظل الفقيه على نار دولية هادئة/ديما حسين صلح/موقع جنوبية

نار الشراونة -بعلبك وصقيع واشنطن.. لبنان على حافة إعادة رسم المعادلة/ديما حسن صلح/موقع جنوبية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

إتيان صقر – أبو أرز: الكيل بمكيالين

نوح زعيتر «إمبراطور المخدرات» في قبضة الجيش اللبناني ...أخطر وأكبر مطلوب بالبلاد... وملاحق بعشرات مذكرات التوقيف وحكم بالإعدام

محاكمة فضل شاكر الثلاثاء «اختبار أولّي» لمسار ملفاته القضائية...الجلسة تصحبها إجراءات أمنية مشددة في محيط المحكمة العسكرية وداخلها

زيارة علي حسن خليل إلى طهران: مناورة مبكرة لوراثة الرئيس برّي

لقاء الهوية والسيادة: واجب المسؤولين التوقف عن التردّد في اتّخاذ القرارات السياسية والعسكرية والمالية المطلوبة وتنفيذ الالتزامات الدولية والدستورية.

الوزير طارق متري يلتقي الشرع في دمشق... وعودة منظّمة جديدة للنازحين

لقاء وزاري ثنائي بدمشق يبحث قضية الموقوفين السوريين في لبنان

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

يَا مَنْ تَفْتَخِرُ بِالشَّرِيعَة، أَتُهِينُ ٱللهَ بِتَعَدِّيكَ لِلشَّرِيعَة؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّ ٱسْمَ ٱللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُم بَينَ الأُمَم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة02/من17حتى29/:"يا إِخوَتي، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الَّذي تُدْعَى يَهُودِيًّا، وتَعْتَمِدُ عَلى الشَّرِيعَة، وتَفْتَخِرُ بِالله، وَتَعْرِفُ مَشيئَتَهُ، وتُمَيِّزُ مَا هُوَ الأَفْضَل، بِمَا عَلَّمَتْكَ الشَّرِيعَة، وَاثِقًا مِنْ نَفْسِكَ أَنَّكَ قَائِدُ العُمْيَان، ونُورُ الَّذِينَ في الظَّلاَم، وَمُؤَدِّبُ الجُهَّال، ومُعَلِّمُ الأَطْفَال، لأَنَّ لَكَ في الشَّرِيعَةِ صُورَةَ المَعْرِفَةِ والحَقّ... فأَنْتَ إِذًا يَا مَنْ تُعَلِّمُ غَيْرَكَ، أَمَا تُعَلِّمُ نَفْسَكَ؟ يَا مَنْ تُنَادِي: لا تَسْرِقْ! أَتَسْرِق؟ يَا مَنْ تَقُول: لا تَزْنِ! أَتَزْنِي؟ يَا مَنْ تَحْتَقِرُ الأَوْثَان، أَتَسْلُبُ هَيَاكِلَهَا؟ يَا مَنْ تَفْتَخِرُ بِالشَّرِيعَة، أَتُهِينُ ٱللهَ بِتَعَدِّيكَ لِلشَّرِيعَة؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّ ٱسْمَ ٱللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُم بَينَ الأُمَم!». إِنَّ الخِتَانَةَ نَافِعَة، إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالشَّرِيعَة، أَمَّا إِنْ كُنْتَ تتَعَدَّى الشَّرِيعَة، فقَدْ صَارَتْ خِتَانَتُكَ لا خِتَانَة؛ وإِنْ كَانَ غَيْرُ المَخْتُونِ يَحْفَظُ أَحْكَامَ الشَّرِيعَة، أَفَلا يُحْسَبُ عَدَمُ خِتَانُتِهِ خِتَانَة؟ فَغَيرُ المَخْتُونِ بِالطَّبيعَة، الَّذي يُتَمِّمُ الشَّرِيعَة، سَيَدِينُكَ أَنْتَ يَا مَنْ بِالحَرْفِ والخِتَانَةِ تتَعَدَّى الشَّرِيعَة. فلَيْسَ اليَهُودِيُّ مَنْ هُوَ يَهُودِيٌّ في الظَّاهِر، ولا الخِتَانَةُ مَا هِيَ خِتَانَةٌ في الظَّاهِرِ أَيْ في اللَّحْمِ؛ بَلِ اليَهُودِيُّ مَنْ هُوَ يَهُودِيٌّ في البَاطِن، والخِتَانَةُ هِيَ خِتَانَةُ القَلْب، بِالرُّوحِ لا بِالحَرْف. ومَدْحُ هذَا الإِنْسَانِ لَيْسَ مِنَ البَشَر، بَلْ مِنَ الله."

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

تأملات إيمانية في مفهوم مثال حبة الحنطة في ذكرى استشهاد النائب بيار أمين الجميل

من أرشيف عام 2010/الياس بجاني/بالصوت والنص/21 تشرين الثاني/2010 

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/113528/

https://www.youtube.com/watch?v=Nb6u2BH440Y&t=603s

الشهادة وحبة الحنطة

النائب الشيخ بيار الجميل لم يمُت، لأن الشهداء لا يموتون، بل باستشهادهم ينتقلون من الموت إلى الحياة الأبدية، حيث لا ألم ولا عذاب، وإنما فرح وسعادة وهناء. الشهداء الأبرار هم حبة الحنطة التي تموت لتعطي الحياة، كما جاء في الإنجيل: "إِنْ لم تَقَعْ حبَّةُ الحِنطةِ في الأَرضِ وتَمُتْ بَقِيَتْ وحدَها، وإِذا ماتَتْ أَخرَجتْ حَبَّاً كثيراً. مَنْ أَحَبَّ حياتَهُ فَقَدَها، ومَنْ أَبْغَضَها في هذا العالمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة." (يوحنا 12: 24).

يدرك المؤمن أنه لم يكن ممكناً خلاص البشرية دون التضحية التي قدمها السيد المسيح المتجسد من خلال عذابه وصلبه. المسيح الفادي يطلب من المؤمنين حاملي صليبه الاقتداء به والسير على طريق الجلجلة بفرح وشجاعة ورجاء، لأنها توصل في نهاية المطاف إلى الخلاص. إن التضحية التي قدمها المسيح دون تذمر في تحمُله العذاب والإهانة والموت هي التي أعطت ولا تزال تعطي ثماراً وافرة.

إن حبة الحنطة التي ماتت ودُفنت وأعطت حباً كثيراً للعالم كلِّه هي يسوع نفسُه. لقد ضحّى يسوع المتجسد بذاته في سبيل البشرية لإعتاقها من نير العبودية وأوزار الخطيئة الأصلية. فمات على الصليب، ودُفِنَ في القبر، وقهر الموت وكسر شوكته، وقام حيّاً من بين الأموات. فكان بموته وعذابه ودفنه وقيامته مصدرَ الحبّ، وينبوع النِعَم الغزيرة التي سوف تستمر بالتدفّق على البشرية حتى انقضاء الدهر.

إنَّ النِعَم التي يمنحُها يسوع للذين يؤمنون به ويعتمدون باسمه ويحافظون على وصاياه، تؤهّلهم للتمتّع بالحياة الإلهية على الأرض وبالسعادة الأبدية في الملكوت السماوي. والشهداء الأبرار هم في المقدمة، وهنيئاً للوطن الذي يهب الله أهله نِعّمة الشهادة.

دعوة التضحية والمكافأة الأبدية

أراد يسوع أن يكون المؤمن بتعاليمه على مثاله حبَّةَ الحنطة التي تقع في الأرض وتموت وتُدفن وتأتي بحَبٍّ كثير. فدعاه إلى أن يرفض حُبَّ حياته الأرضيَّة خشيةَ أن يفقِدَها في الآخرة، وإلى أن يُبغضَها في هذا العالم رغبةً منه في الحصول على الحياة الأبدية. وقد عبَّر عن هذه الدعوة بأسلوب واضح ومباشر وقويٍّ جداً، فكان له تأثير عميقٌ في نفوس مَنْ سمعوه وآمنوا برسالته، ولا يزال وَقْعُ كلامه يسكن قلوب وعقول وضمائر المؤمنين: "فمَنْ أَحبَّ حياتَهُ فَقَدَها ومَنْ أَبغضَها في هذا العالَمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة. وإنَّ الذينَ ينقادونَ لروحِ اللهِ يكونونَ أَبناءَ اللهِ حقَّاً” (رومة 8: 14).

يسوع الذي عرَف سموَّ التضحية وذاق شِدَّتَها وصعوبتَها، لن يَدَعُ المؤمن الذي يحمَّلها إكراماً له دون مكافأَة. وهو الذي قال لتلاميذه الذين ضحَّوا بكل شيء في سبيله: “أَنتُم الذين تَبعتموني في جيلِ التجديد تجلِسون على اثنَيْ عشَرَ عرشاً، وتَدينون أَسباطَ إسرائيل الاثنَيْ عشَر”. (متى 19: 27-29).

لبنان العصي على الإرهاب

إن لبنان الرسالة والقداسة والتعايش والحضارة والعطاء، الذي مشى على أرضه يسوع برفقة أمه السيدة العذراء وبارك ترابه واجترح فيه أول عجائبه يوم حوًّل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، وبعد ذلك أعجِب بإيمان الكنعانية فشفاها، هذا لبنان عصي على كل قوى الشر والإرهاب. وكما انتصر شعبه بإيمانه الراسخ والصلب طوال 7000 سنة على كافة الغزاة والمارقين، سوف ينتصر بفضل عطاءات الشهداء من أبنائه على كل قوى الإرهاب التي تحاول قتله واقتلاع هويته ونحر تاريخه وأبلسته وتحويله إلى جمهورية أصولية لا تشبهه وغريبة عن قيمه وتاريخه وثقافته.

اللبنانيون هم أبناء الرجاء والإيمان والتقوى والشجاعة والصمود والشهادة، ولذلك لن يدعوا تحت أي ظرف قوى الشر والإرهاب والاستكبار والطروادية تنجح في استعبادهم وقهر إرادتهم الحرة مهما كانت التضحيات. إن بيار الجميل الشهيد حي في قلب وعقل ووجدان كل لبناني سيادي وحر ومؤمن. ومع النبي أيوب نقول: "الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً".

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

مفهوم ومعاني “القلب” في الكتاب المقدس

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/12824/

إن مفردة “القلب” مذكورة في الكتاب المقدس أكثر من 300 مرة، وهي لاهوتياً لا تعني، لا من قريب ولا من بعيد، القلب العضو في جسد الإنسان – تلك المضخة التي تضخ الدم في الجسم. بل هو المحور الكياني البشري، ومركز وحدة القدرات، ومستودع الضمير والوجدان والأحاسيس بكافة تلاوينها وتناقضاتها. وإذا جاز التعبير، هو “الأنا” بمفهوم علم النفس الحديث. من هنا، فالقلب لاهوتياً، وبحسب هذه المعاني الوجدانية والروحية والإيمانية، هو ليس ذاك القلب العضو النابض في الصدر بين الرئتين، بل هو الواقع الكياني الإيماني الذي يشكل محور كامل الوجود الشخصي. إنه محور الوحدة حيث تتلاقى كل خيوط دائرة كيان الإنسان. وإذا ما نظرنا مليًا إلى الطقوس الكنسية وإلى الإيقونات، لوجدنا أهمية كبرى لـ “قلب يسوع” و لـ “قلب مريم البريء من الدنس”. وفي الكتاب المقدس، في العهدين القديم والجديد على حد سواء، هناك عشرات الآيات التي تؤكد أهمية ومحورية مفهوم القلب الروحاني والفكري والإيماني.

القلب في وصايا الله

في هذا الإطار، تأتي الوصية الأولى من الوصايا العشرة التي تقول: “تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ” (لوقا 10: 27، وتثنية 6: 5). والسيد المسيح يتحدث عن القلب كمحور نوايا الإنسان وأساس كل أعماله.

“فَمِنَ الْقَلْبِ تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: الْقَتْلُ، الزِّنَى، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، شَهَادَةُ الزُّورِ، التَّجْدِيفُ. هَذِهِ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ” (متى 15: 19-20). هذا يؤكد أن جوهر الإنسان، سواء للخير أو للشر، ينبع من القلب.

لا أحد غير الله يدرك ما يجول في أفكارنا وقلوبنا من نوايا، شريرة كانت أم صالحة. وهو، لأنه يحبنا وينتظر عودتنا إلى منازله السماوية التي لم تشدها أيدي الإنسان، فهو كأب غفور يحذرنا باستمرار بشتى الوسائل والطرق عندما ندنس قلوبنا ونقع في تجارب إبليس ونسير وراء “إنساننا القديم”، إنسان الخطيئة الأصلية، ونهجر “الإنسان الجديد”، إنسان المعمودية بالماء والروح القدس.

“أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ! أَحْسَنَ إِشَعْيَاءُ إِذْ تَنَبَّأَ عَنْكُمْ فَقَالَ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي جِدّاً! إِنَّمَا بَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وَصَايَا النَّاسِ” (متى 15: 7-8). هذه الآية تسلط الضوء على أهمية العبادة الصادقة النابعة من القلب، وليس مجرد الطقوس الخارجية.

القلب النقي: عطية من الله

يعلمنا الكتاب المقدس أن نتضرع لله دائماً ونطلب منه بخشوع وصدق وإيمان نعمة وعطية القلب النقي والمستقيم والصالح.

قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي” (مزمور 51: 10). هذه الصلاة تعبر عن رغبة عميقة في التجديد الروحي، الذي أساسه قلب جديد. إن الرب الأب خلق الإنسان على صورته ومثاله وأعطاه قلباً كقلبه، وعندما يراه يُدنِّس هذا القلب، يهب لنجدته وإعادته إلى الطريق القويم بإرسال الأنبياء والقديسين والأبرار، ولكن عندما يعصاه ولا يتعظ ويتوب ويؤدي الكفارات، يؤدبه ويعاقبه، كما فعل في زمن نوح ونمرود ولوط مع مدينتي سدوم وعمورة. “وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ فِكْرِ قَلْبِهِ يَتَّسِمُ دَائِماً بِالإِثْمِ، فَمَلأَ قَلْبَهُ الأَسَفُ وَالْحُزْنُ لأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ” (تكوين 6: 5-6). هذه الآيات تُظهر حزن الله على فساد قلوب البشر.

يعمل الله بالناموس الطبيعي والضمير وبالأنبياء على إيقاظ قلوب بني البشر ليرجعوا إليه فيجدونه وأن يعطوه قلوبهم ويلاحظوا طرقه ووصاياه.

“بِأَعْيُنِكُمْ أَبْصَرْتُمْ تِلْكَ التَّجَارِبَ الْهَائِلَةَ وَالآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ الْعَظِيمَةَ. وَلَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُعْطِكُمْ حَتَّى الآنَ قُلُوباً لِتَعُوا وَعُيُوناً لِتُبْصِرُوا وَآذَاناً لِتَسْمَعُوا. لَقَدْ قُدْتُكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَمْ تَبْلَ فِيهَا ثِيَابُكُمْ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ تَهْتَرِئْ نِعَالُكُمْ عَلَى أَرْجُلِكُمْ” (التثنية 29: 3-5). هنا نرى كيف أن عدم الفهم والإدراك ينبع من القلب.

القلب مسكن الروح القدس

لقد ربط الرب إلهنا قلوبنا بقلبه، لكي نحبه من كل القلب والنفس فنحيا به، وهذا ما أتمه الله في العهد الجديد بحلول الروح القدس على المؤمنين، ليصير قلبهم مسكناً لروحه يقدسه له، لنصير هياكل روح الله، ويصير قلبنا مذبحاً مُكَّرساً للعبادة بصلوات التقية والمحبة الصادقة. وإذ يتنقى القلب، يعاين الله ويعمل المسيح بالإيمان فيه. لذا من المهم أن نكرس وقفة تأملية بمعنى القلب الإيماني واللاهوتي. ففي تعليقه على سر فاطيما الثالث، قام عميد مجلس عقيدة الإيمان حينها الكاردينال يوسف راتسنغر (البابا بندكتس السادس عشر لاحقاً) بتقديم وصف موجز لمفهوم القلب: “القلب يعني في لغة الكتاب المقدس محور الوجود البشري، واندماج العقل والإرادة، والمزاج والإحساس”. ويضيف: “القلب هو ذلك الواقع الذي يجد فيه الكائن البشري وحدته وتوجهه الداخلي”.

الله وحده هو من يرى ويختبر خفايا القلب.

القلب هو تلك القدرة البشرية التي تذهب أبعد وأعمق من القدرة الفكرية في الإنسان، وأبعد من تصور خيالنا. هو بُعد الغريزة الإلهية وهو أيضاً عمق النفس.

“اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟ أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقُلُوبِ، مُخْتَبِرُ الْكُلَى، لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ” (إرميا 17: 9-10). هذه الآية تؤكد أن الله وحده هو من يرى ويختبر خفايا القلب. من المستحيل على الواحد منا النفاذ إلى داخل أي شخص آخر مهما كان قريباً منا ومعرفة ما يختزن بداخل قلبه وأفكاره، ولكن يمكننا فهم ذلك من خلال أفعاله وأقواله وأحاسيسه التي تشهد على ما في قلبه، لأنه “مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ” (متى 12: 34). والقلب هذا يُدنِّسه صاحبه حينما يغرق في فخاخ الغرائز ويفشل لقلة إيمانه ووهن رجائه في لجمها وتهذيبها.

القلب والمحبة

نقول في صلاتنا: “يا رب أعطني قلباً كقلبك” (“قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي” (المزمور 51: 10))، أي أنعم عليّ بعطايا المحبة، والمحبة هي الله وهي القلب. معاني المحبة التي هي الله، عرفها رسول الأمم بولس في (كورنثوس الأولى 13: 1-13): “لو تكلمت بلغات الناس والملائكة، ولا محبة عندي، فما أنا إلا نحاس يطن أو صنج يرن. ولو وهبني الله النبوة وكنت عارفاً كل سر وكل علم، ولي الإيمان الكامل أنقل به الجبال، ولا محبة عندي، فما أنا بشيء. ولو فرقت جميع أموالي وسلمت جسدي حتى أفتخر، ولا محبة عندي، فما ينفعني شيء. المحبة تصبر وترفق، المحبة لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء. المحبة لا تسيء التصرف، ولا تطلب منفعتها، ولا تحتد ولا تظن السوء. المحبة لا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق. المحبة تصفح عن كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. المحبة لا تزول أبداً. أما النبوات فتبطل والتكلم بلغات ينتهي. والمعرفة أيضاً تبطل، لأن معرفتنا ناقصة ونبواتنا ناقصة. فمتى جاء الكامل زال الناقص. لما كنت طفلاً، كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أدرك، وكطفل كنت أفكر، ولما صرت رجلاً، تركت ما هو للطفل. وما نراه اليوم هو صورة باهتة في مرآة، وأما في ذلك اليوم فسنرى وجهاً لوجه. واليوم أعرف بعض المعرفة، وأما في ذلك اليوم فستكون معرفتي كاملة كمعرفة الله لي. والآن يبقى الإيمان والرجاء والمحبة، وأعظم هذه الثلاثة هي المحبة.”

آيات إنجيلية إضافية حول القلب

إن الآيات في الكتاب المقدس التي تبين معاني القلب كثيرة جداً، في أسفل بعضاً منها:

“طُوبَى لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرَوْنَ اللهَ” (متى 5: 8).

فَهُوَ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فِي شَيْءٍ، إِذْ طَهَّرَ بِالإِيمَانِ قُلُوبَهُمْ” (أعمال الرسل 15: 9).

“إِنَّهُ صَاحِبُ الْيَدَيْنِ الطَّاهِرَتَيْنِ وَالْقَلْبِ النَّقِيِّ. ذَاكَ الَّذِي لاَ يَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى الْبَاطِلِ، وَلاَ يَحْلِفُ مُنَافِقاً” (مزمور 24: 4).

وَلاَ يَكُونُونَ مِثْلَ آبَائِهِمْ، جِيلاً عَنِيداً مُتَمَرِّداً، جِيلاً لَمْ يُثَبِّتْ قَلْبَهُ وَلاَ كَانَتْ رُوحُهُ أَمِينَةً لِلهِ” (مزمور 78: 8).

“اطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ ذُنُوبِكُمُ الَّتِي ارْتَكَبْتُمُوهَا، وَاحْصُلُوا لأَنْفُسِكُمْ عَلَى قَلْبٍ جَدِيدٍ وَرُوحٍ جَدِيدَةٍ. فَلِمَاذَا تَنْقَرِضُونَ يَا شَعْبَ إِسْرَائِيلَ؟” (حزقيال 18: 31).

“وَأَهَبُكُمْ قَلْباً جَدِيداً، وَأَضَعُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحاً جَدِيدَةً، وَأَنْتَزِعُ مِنْ لَحْمِكُمْ قَلْبَ الْحَجَرِ وَأُعْطِيكُمْ عِوَضاً عَنْهُ قَلْبَ لَحْمٍ” (حزقيال 36: 26). هذه الآية تحديداً تتحدث عن التحول الداخلي الذي يمنحه الله.

“ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ، هُوَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. فَإِنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، الْقَتْلُ، الزِّنَى، الطَّمَعُ، الْخُبْثُ، الْخِدَاعُ، الْعَهَارَةُ، الْعَيْنُ الشِّرِّيرَةُ، التَّجْدِيفُ، الْكِبْرِيَاءُ، الْحَمَاقَةُ. هَذِهِ الأُمُورُ الشِّرِّيرَةُ كُلُّهَا تَنْبُعُ مِنْ دَاخِلِ الإِنْسَانِ وَتُنَجِّسُهُ” (مرقس 7: 20-23).

فَوْقَ كُلِّ حِرْصٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ تَنْبَثِقُ الْحَيَاةُ. انْزِعْ مِنْ فَمِكَ كُلَّ قَوْلٍ مُلْتَوٍ، وَأَبْعِدْ عَنْ شَفَتَيْكَ خَبِيثَ الْكَلاَمِ. حَدِّقْ بِاسْتِقَامَةٍ أَمَامَكَ، وَوَجِّهْ أَنْظَارَكَ إِلَى قُدَّامِكَ” (الأمثال 4: 23-25). هذه الآية تؤكد على أهمية حماية القلب لأنه مصدر الحياة.

“وَإِذْ تَنْكَشِفُ خَبَايَا قَلْبِهِ، يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ سَاجِداً لِلهِ، مُعْتَرِفاً بِأَنَّ اللهَ فِيكُمْ حَقّاً” (كورنثوس الأولى 14: 25).

“غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمِسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمَ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى” (إشعيا 6: 10). هذه الآية تُظهر نتيجة العناد ورفض سماع كلمة الله.

قلب يسوع الأقدس: ينبوع المحبة الإلهية

البابا بندكتس السادس عشر: “إن جذور هذه التقوى (عبادة قلب يسوع) متأصلة في سر التجسد. فبواسطة قلب يسوع ظهرت بصورة جلية محبة الله للبشرية. ولهذا فإن عبادة قلب يسوع الأقدس الأصيلة تحافظ على معانيها وتستقطب بشكل خاص النفوس المتعطشة إلى رحمة الله، ينبوع ماء الحياة الذي لا يُسبر غوره والقادر على ري صحاري الروح كي ينمو الرجاء.”

صلاة للقلب الأقدس

يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة والصلاح. أنت تراني وتحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته. ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، وكن ملجأ لي طيلة حياتي وفي ساعة موتي. إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فإني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، وأنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تُكرَّم صورة قلبك الأقدس.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

فاقد الشيئ لا يعطيه وكل فياكرا العالم لا تجدي نفعاً مع المخصيين

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/2025

99% من حكّام لبنان، وأصحاب شركات أحزابه، ونوّابه، ووسائل إعلامه، والصحافيين هم من تفقيس حاضنات الاحتلالات... ولهذا فالج لا تعالج

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مهمة من موقع “ترانسبيرنسي” مع الأب طوني خضرا تلقي الأضواء على أهمية زيارة قداسة البابا للبنان، وعلى الجرح الديموغرافي والتوازني في الدولة اللبنانية.

هل زيارة البابا ستفشل؟ رسالة الأب خضرا تكشف ما يخشاه الفاتيكان عن لبنان!

موقع ترانسبيرنسي/20 تشرين الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149383/

“انزل واضربهم!”… هل وصل الإحباط المسيحي في لبنان إلى حد تمني غضب الأسلاف على الزعماء الحاليين؟ يكشف الأب طوني خضرا، رئيس لابورا، في مقابلة نارية مع باتريسيا سماحة، عن الحقيقة غير المفلترة التي يجب أن تصل إلى البابا لون الـ 14 عشر في زيارته المرتقبة.

يكشف الأب خضرا عن الضغوط الأمريكية والأوروبية التي تمنّت على البابا عدم زيارة بيروت، ويؤكد أن رسائل البابا السياسية المرتقبة ستحتوي على ما “سيفاجئنا” جميعاً. في تحليل مدعوم بالأرقام، يضع الأب خضرا إصبعه على الجرح الديموغرافي والتوازني في الدولة اللبنانية، مؤكداً خسارة المسيحيين لمراكز حيوية في الفئة الأولى على مرأى ومسمع زعمائهم.

ويطرح الأب خضرا المعادلة الأكثر جدلاً: “المسلمون حريصون على الوجود المسيحي أكثر من المسيحيين” أنفسهم، مشيراً إلى أن بعض الشركاء في الوطن هم من يشجعون جهود “لابورا” للحفاظ على التوازن، في حين يغرق الزعماء المسيحيون في صراعاتهم الضيقة. كما يتناول محاولات “الترشيش والبويا” لتجميل الواقع أمام الكرسي الرسولي، ويشدد على أن الحلول المطروحة للوجود المسيحي كـ التقسيم والفدرالية هي حلول “غير واقعية”، وأن التركيز يجب أن يكون على العمل التنموي والديموغرافي من الداخل.

في ختام الحلقة، يوجه الأب طوني خضرا رسائل “بلا كفوف” إلى كل من الرئيس نبيه بري (ضائع بين الوطني وحركة أمل)، وسمير جعجع، وسامي الجميّل، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مطالباً إياهم بوحدة الهدف والعمل لا مجرد الوعود.

تفاصيل المقابلة وعنواين مواضيعها

00:58 لماذا أصر البابا على زيارة لبنان رغم كل التحذيرات؟

03:15 الضغوط الأمريكية والأوروبية لـ إلغاء زيارة البابا.

04:38 المسيحيون تعبوا من الوعود: هل يواجه البابا إحباطاً مسيحياً؟

06:04 البابا ليس بحاجة لـ أن يعرف عن لبنان.. رسائله السياسية ستفاجئنا!

10:41 الأب خضرا يتمنى على البطرك الدويهي أن “يخبط” السياسيين!

17:08 تشرذم الزعماء المسيحيين: كل واحد يطرح مشروعه ضد الآخر في روما.

19:04 خسارة مركز مدير عام في رئاسة الوزراء… مؤشر خطير على التوازن.

21:29 المفاجأة: المسلمون حريصون على الوجود المسيحي أكثر من المسيحيين أنفسهم!

24:00 لابورا والأرقام الصادمة: رفع نسبة المسيحيين بقوى الأمن الداخلي من 28% إلى 45%.

27:20 تقسيم لبنان أو فيدرالية… الأب خضرا يحذّر من الحلول غير الواقعية.

33:18 رسالة قاسية للرئيس بري: ضائع بين الزعامة الوطنية وحركة أمل.

34:04 رسالة للبطرك الراعي والبابا: المسيحية أمانة وليست مجرد منارة.

 

رابط فيديو ونص عربي-إنكليزي لحسن نصرالله يهدد فيه أهالي الشريط الحدودي من جنوب لبنان سنة 2000 قبل أيام من أنسحاب إسرائيل منه أحادياً من ضمن اتفاق سري بين تل ابيب والإيرانيين بوساطة عربية وألمانية وأوروبية… انسحاب وليس تحرير

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149357/

https://www.youtube.com/watch?v=n03lpYYH8Jc

الفيديو المرفق هو اطلالة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قبل ايام قليلة من انسحاب إسرائيل أحادياً من الجنوب اللبناني (منطقة الشريط الحدودي) سنة ألفين يهدد فيه سكان الشريط بالقتل, هذا النص الحرفي لكلامه: “واللهِ سندخل إلى بيوتكم ونذبحكم على الفراش. إن هؤلاء المجرمين والخونة أمامهم ثلاثة خيارات: إما أن يخرجوا مع العدو، وإما أن يسلموا أنفسهم للقضاء اللبناني، أو أن يقتلوا بعد خروج العدو. بعد أن يخرج العدو إن لم تخرجوا معه نحن آتون إليكم ليس بالسلام بل بالبنادق”

 

رابط فيديو مقابلة من موقع دي أن أي" مع العميد المتقاعد فادي دواوود/الجنرال فادي داوود : نزع السلاح والجيش والدولة والشعب اللبناني القادرون والغالبون

https://www.youtube.com/watch?v=slKB3ZpcMb8

 

جلسة مجلس الوزراء بمستوى بلدي

الجيش يسحق الدويلة - فرع المخدرات

نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2025

المشهد السياسي والأمني في لبنان يزداد ضبابية ويتجه نحو تصعيد مزدوج. ففي ظل توتر العلاقة بين بيروت وواشنطن، ومع احتمال أن تتخذ واشنطن خطوات تصعيدية إضافية بسبب سياسة المماطلة والتسويف، يبدو لبنان محاصرًا بين ضغوط دولية متزايدة ومخاطر أمنية متصاعدة على حدوده. وأمام الانسداد السياسي الحاصل، وبين الضعوط والمخاطر، برز أمس تهديد إسرائيلي وتحذير أممي وقلق فرنسي من انزلاق خطير للأحداث. التهديد الإسرائيلي جاء على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أكّد أن إسرائيل لن تكتفي بالهجمات المحدودة على مواقع «حزب الله»، بل ستتجه نحو تصعيد أوسع يشمل موجات من الهجمات، تهدف إلى التأثير على «الحزب» وتهديد قدراته العسكرية. وأوضح نتنياهو أن التهديد الذي يمثله «حزب الله» على إسرائيل قد تغيّر تمامًا منذ 7 تشرين الأول الماضي، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني شهد تحوّلات كبيرة في الأسابيع الأخيرة. القلق الفرنسي ترجمه المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو، بالقول: إن «باريس قلقة في شأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان». أما التحذير الأممي، فجاء خلال الإحاطة التي قدمتها المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، أمام مجلس الأمن، حيث شدّدت على أن الوقت أصبح حاسمًا، محذرة من استمرار لبنان في المماطلة بشأن الحوار وحصر السلاح بيد الدولة.

كباش وزاري

على الرغم من إعلان وزير الإعلام بول مرقص أن مجلس الوزراء الذي عقد جلسته في الأمس في بعبدا قد أقرّ مُعظم جدول أعمال الجلسة، إلا أن مصادر كشفت لـ «نداء الوطن» أن الجلسة كانت على غرار جلسة مجلس بلدي، حيث لم تناقش أي من المسائل السياسية، وعندما حاول بعض الوزراء إثارة موضوع ما جرى مع قائد الجيش رودولف هيكل على سبيل المثال، طوي الموضوع. في المقابل، أثار وزير الصناعة جو عيسى الخوري التهديدات التي يتعرض لها عدد من المسؤولين، عندما يتخذون إجراءات جريئة تصب في مصلحة الدولة. فعل سبيل المثال، عندما منع وزير الأشغال والنقل فايز رسامني هبوط الطائرات الإيرانية لمصلحة لبنانية صرفة، تعرض لحملات ممنهجة، فلو حصل له وقتها أي مكروه من كان ليتحمل المسؤولية؟ كذلك عندما اتخذ وزير العدل عادل نصار بعض القرارات المهمة التي تصب في مصلحة الأطر القانونية للدولة اللبنانية لم ينج من الحملات. كما اتخذ حاكم مصرف لبنان كريم سعيد قرارات حتى لا يخرج لبنان من القطاع المصرفي العالمي، فإذا به يتلقى تهديدات مبطنة من مسؤولين وأيضًا على وسائل التواصل فمن يحميهم؟ وخلال الجلسة حصل كباش حول مقالع الترابة في كفرحزير وبدبهون، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تضم وزارتي الصناعة والبيئة واتحاد بلديات الكورة، على أن تُقدّم اللجنة تقريرها إلى مجلس الوزراء خلال مهلة أقصاها 4 أسابيع. وفي ما يتعلق بشركات الترابة المعنية، أبدت استعدادها للامتثال لكل الشروط البيئية اللازمة، بما في ذلك تركيب فلاتر للحد من التلوث. كما اتُفق على أن يكون لاتحاد البلديات مستشار مختص تتحمل الشركات تكاليفه لمراقبة عملية استصلاح المقالع وإعادة تجليلها وزراعتها، بما يضمن الحفاظ على الأثر البيئي ويحقق التزام الشركات بالمعايير المتفق عليها.

صمت الرئاسات الثلاث

في العودة إلى التهديدات التي تحاصر لبنان، وقدرة الدولة على ضبط المشهد الداخلي، توقفت جهات دبلوماسية غربية وعربية باهتمام أمام الصمت التام الذي التزمته الرئاسات اللبنانية الثلاث ووزير الخارجية عقب الاستهداف الإسرائيلي لأحد مقرات حركة «حماس» داخل مخيم عين الحلوة، معتبرة أن هذا الغياب المتعمّد حمل دلالات واضحة لدى المراقبين، أبرزها أن لبنان الرسمي تعمّد عدم منح أي غطاء سياسي أو معنوي للبؤر الأمنية داخل المخيمات الخارجة عن سلطة الدولة. وتشير الأوساط الدبلوماسية نفسها إلى أن الرسالة التي وصلت إلى حركة «حماس» شديدة الوضوح، لا خيار أمامها سوى تسليم السلاح وضبط حضورها الأمني، لأن لبنان لن يتحوّل بديلًا لغزة، ولن يسمح بأن يصبح نسخة ثانية عن الضفة الغربية تحت وطأة السلاح المتفلت. وتؤكد المعطيات أن هذا الموقف غير المعلن تمّت قراءته إقليميًا ودوليًا كتحوّل مهم في مقاربة الدولة اللبنانية لملف المخيمات. وتكشف المصادر أن الصمت اللبناني الرسمي كان موضع تقدير لدى كثير من الدول العربية والغربية التي رأت فيه خطوة تعكس جدّية في منع توظيف الأراضي اللبنانية كساحة بديلة للصراعات، ورسالة بأن الدولة تتجه إلى إعادة ضبط القرار الأمني بعيدًا من الضغوط والمزايدات.

سقوط «بارون» المخدرات والسلاح

توازيًا، نجح الجيش اللبناني وفي هذا التوقيت الحساس، في تنفيذ واحدة من أدق عملياته الأمنية بتوقيف «بارون» المخدرات نوح زعيتر في كمين محكم داخل بلدة الكنيسة. فقد استطاع الجيش أن يقتحم معادلة النفوذ هذه ويكسر إحدى أقوى حلقاتها، مثبتًا أن المشكلة في لبنان ليست في القدرة الأمنية بل في تمييع وتسويف القرار السياسي الذي يعطل قيام الدولة وفرض سيادتها بحجة الخشية على السلم الأهلي. مصادر سياسية مطلعة علقت على توقيف زعيتر بالقول: «إن ما فعله الجيش في توقيف زعيتر لا يمكن قراءته كعملية أمنية ناجحة فحسب، بل كاختبار عملي لما تستطيع الدولة القيام به عندما يرفع الغطاء. في الأدبيات السياسية والأمنية، زعيتر كان واحدًا من أبرز رموز الاقتصاد الموازي الذي استفاد من البيئة التي ينشط فيها «حزب الله» ومع ذلك عندما حُسم القرار، سقط نوح بكمين عسكري نظيف». تضيف المصادر: «تمامًا كما أمكن إسقاط واحد من أكثر المحصّنين شعبيًا وعشائريًا وأمنيًا، يمكن من حيث المبدأ تطبيق المقاربة نفسها على ملف السلاح غير الشرعي لـ «الحزب». وتلفت المصادر إلى أن القبض على زعيتر حيًّا يفتح الباب أمام الحصول على معلومات تفصيلية حول الشبكات التي كان يشرف عليها والمتعاونين معه في الداخل والخارج. وتعتبر الجهات المعنية أن هذه العملية ليست سوى خطوة أولى في سلسلة متدحرجة ستطول كل الضالعين في هذا الملف.

الطريق إلى السعودية مشروط

إلى جانب ذلك، تتجه الدولة إلى تشديد غير مسبوق للرقابة على المعابر البرية والبحرية والجوية، سواء على المستوى التقني أو الأمني، بما يؤدي لاحقًا إلى استكمال الشروط المطلوبة لوضع قرار رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى السعودية موضع التنفيذ. وفيما ساد اعتقاد واسع بأن القرار أصبح نافذًا فورًا، إلا أن المعطيات التي توافرت لـ «نداء الوطن» تشير إلى أن ما صدر هو قرار مبدئي يحتاج إلى استكمال إجراءات أساسية من الجانب اللبناني قبل وضعه موضع التنفيذ الفعلي. وفي هذا السياق، تبيّن أن فريق عمل الأمير يزيد بن فرحان، المكلّف متابعة الملف اللبناني، ناقش مع الجهات المعنية وفي طليعتها رئيس الحكومة نواف سلام سلسلة خطوات مطلوبة لضمان تطبيق القرار ضمن بيئة رقابية وأمنية موثوقة. وتؤكد المعلومات بأن الشرط الجوهري الذي تم وضعه يتمثل في القضاء الكامل على بؤر المخدرات في لبنان، وبشكل خاص في منطقة البقاع التي تشكل مركزًا لنشاط الشبكات المرتبطة بتصنيع وتهريب الممنوعات. وتكشف المعطيات أن الحملة الأمنية الواسعة التي انطلقت خلال الأسابيع الماضية ستشهد تصعيدًا أكبر بهدف اجتثاث هذه الآفة وتفكيك الكارتيل المتشعب المرتبط بها.

انتهاء مهلة تسجيل المغتربين

في المقابل، يبقى ملف الانتخابات وتصويت المغتربين الاستحقاق الدستوري الأهم الذي من المتوقع أن يعيد ترتيب الأوراق ورسم التوازنات السياسية الداخلية. في الأمس انتهت المهلة المحددة لتسجيل المغتربين عبر المنصة الإلكترونية التابعة لوزارة الخارجية والمغتربين، وقد تخطى عدد الطلبات المسجلة 150 الفًا. وكان وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي قد أكد عبر الـmtv ضمن برنامج «صار الوقت» اهتمامه بالمغتربين وطمأنتهم وتمنى على الرئيس نبيه برّي أن يقرّ القانون الذي تقدّمنا به. أضاف، «إذا كلّفني مجلس الوزراء بالتفاوض «فنحن حيث لا يجرؤ الآخرون» و»الخارجيّة رجعت لبنانيّة». وفي هذا السياق، تمنى رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» الدكتور سمير جعجع، في خِلالِ لقائه وفدًا من مصلحة المهن القانونيّة في «القوّات» على الرئيس بري أن يكون قد استخلص العبر ممّا حَصَلَ في نقابة المحامين، وأن يدعو سريعًا إلى جلسةٍ تشريعيّةٍ يدرج فيها اقتراح القانون المقدَّم أصلًا من النوّاب لتعديل مادّةٍ واحدةٍ في قانون الانتخاب النافذ.

الذكرى 82 للاستقلال

وعشية الذكرى الثانية والثمانين للاستقلال، يوجّه رئيس الجمهورية جوزاف عون مساء اليوم رسالة إلى اللبنانيين يتناول فيها آخر التطورات وموقف لبنان منها، بعد أن عبّر في جلسة مجلس الوزراء في الأمس عن أمله بأن يحلّ عيد الاستقلال المقبل من دون أي شبرٍ محتلّ من الأراضي اللبنانية.

 

نوح زعيتر: نهاية فصل طويل من الهروب..."بارون الممانعة" في قبضة الجيش

نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2025

لم يكن خبر توقيف نوح زعيتر بين بلدتي الكنيسة ومقنة حدثًا عاديًا، بل محطة مفصلية في مسار واحد من أكثر المطلوبين إثارة للجدل في البقاع ولبنان. العملية التي نفذتها مخابرات الجيش عصر أمس جاءت بتكتيك احترافي، إذ أوقف زعيتر بينما كان يقود سيارته بمفرده، بلا مرافقة ولا حماية.

هذا التفصيل وحده فتح الباب أمام فرضية تسليم نفسه، خصوصًا بعد الأشهر الأخيرة التي شهدت سلسلة واسعة من المداهمات والتوقيفات، وسقوط معظم الشبكات المرتبطة به، وبينهم أقارب ومقرّبون. وكأن الحلقة التي طالما نجح في الإفلات منها بدأت تضيق عليه تدريجيًا، وصولًا إلى هذه اللحظة.

وُلد نوح زعيتر عام 1977 في تعلبايا، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى الكنيسة والشراونة في بعلبك، حيث نسج نفوذه وشبكاته. منذ بدايات شبابه، ظهر اسمه في عالم تجارة المخدرات وزراعة الحشيشة، قبل أن يتحوّل خلال السنوات العشر الأخيرة إلى أحد أبرز الأسماء في البقاع ملقبًا بـ "بارون الحشيش"، وإلى رمزٍ لشبكة واسعة ممتدة عبر البلدات والمحافظات ومتجاوزةً الحدود. كان يُنظر إليه كجزء من بيئة اقتصادية – أمنية موازية للدولة، يمتلك القدرة على تأمين العمال والآليات ومساحات الزراعة، ويشرف على عمليات التصنيع والتوزيع والنقل والتهريب. مع مرور الوقت، أصبح زعيتر أكثر نفوذًا. تشير المعطيات المتداولة منذ سنوات إلى علاقة وثيقة جمعته بـ "حزب الله"، حيث كان يجمع إلى موائده نوابًا ومسؤولين من "الحزب"، إضافة إلى عمائم وشخصيات، ما أعطاه مساحة حركة كبيرة داخل مناطق نفوذ "الحزب"، خصوصًا في البقاع الشمالي. لكن العلاقة الأعمق كانت مع الجانب السوري في عهد النظام الهارب، وتحديدًا مع ماهر الأسد، حيث ربطت بينهما مصالح مالية وتجارية قائمة على تهريب المخدرات وتبادل الحماية. وخلال سنوات المداهمات الكبرى في البقاع، كان نوح يختفي لساعات ثم يظهر في دمشق أو ريفها، في وقتٍ كانت فيه معابر القلمون مفتوحة أمام تحركاته. ورغم كل المداهمات التي تعرّض لها، لم تنجح القوى الأمنية في توقيفه على مدى سنوات. اقتُحمت مزارعه ومنشآته لتصنيع المخدرات، وضُبطت سياراتٍ له مرات، واستُهدفت منازله عشرات المرات، وقُتل عدد من أفراد مجموعته، لكن الرجل نفسه كان دائمًا أبعد من قبضة الدولة. كان يتحرك بموكب أشبه بموكب مافيات دولية، سيارات مصفحة وأخرى مجهّزة، عناصر مدججون، ومسارات طرق بديلة لا تعرفها إلا الدائرة الضيقة حوله. فتنقلاته كانت سرية إلى حدّ أن بعض بلدات البقاع لم تكن تعرف بوجوده فيها إلا بعد مغادرته.

تراكمت بحقه عشرات مذكرات التوقيف: تجارة مخدرات، تصنيع، تهريب، إطلاق نار، تشكيل عصابات مسلحة، مقاومة سلطات، إضافة إلى أحكام غيابية وصلت إلى السجن المؤبد والأشغال شاقة. ومع ذلك، ظلّ حاضرًا في الحياة اليومية والاقتصادية في المنطقة. امتلك مشاريع تجارية واستثمارات وعقارات موزعة على عدة مناطق لبنانية، بعضها معلن وبعضها الآخر مسجّل بأسماء مقرّبين. لكن الأشهر الأخيرة حملت تحوّلًا كبيرًا، فالدولة شدّدت قبضتها، نفذت عمليات دقيقة، صادرت ممتلكات ومخازن، وأطبقت على الحلقة المحيطة به. بدا وكأن منظومته تتآكل من الداخل. ومع مقتل وتوقيف أقرب الناس إليه، لم يعد أمام زعيتر الكثير من الخيارات، ومع ذلك ظلّ السؤال قائمًا: هل سقط فعلًا في عملية نوعية، أم سلّم نفسه تحت ضغط الظروف؟ ما هو مؤكد أن توقيف نوح زعيتر اليوم يطوي واحدة من أطول صفحات الفلتان الأمني في البقاع، ويفتح بابًا جديدًا في مقاربة الدولة لملف المطلوبين، وربما في حسابات كثيرين طالما اعتقدوا أن الهروب يمكن أن يستمر إلى الأبد.

 

من هو نوح زعيتر الذي قبض عليه الجيش اللبناني.. «أشهر مطلوب» في لبنان و«بارون المخدرات» في البقاع

موقع جنوبية/20 تشرين الثاني/2025

قبض الجيش اللبناني الخميس على أحد أبرز المطلوبين في لبنان، نوح زعيتر، الذي ارتبط اسمه بتجارة المخدرات والكبتاغون من البقاع اللبناني إلى العديد من دول العالم. وقالت قناة «LBCI» في خبر عاجل عصر الخميس: «نوح زعيتر في قبضة الجيش اللبنانيّ»، بعد عمليات دهم بدأها الجيش منذ 3 أيام في البقاع واستشهد لديه عنصران جراء اشتباكات مع مطلوبين. وقالت قناة «إم.تي.في» إن زعيتر «أوقف بكمين محكم لمخابرات الجيش في الكنيسة في البقاع». بعدها قال الجيش رسميا في تغريدة عبر حسابه على منصة «إكس»: «أوقف الجيش المواطن (ن.ز.) أحد أخطر المطلوبين بكمين على طريق الكنيسة – بعلبك».

من هو نوح زعيتر؟

منذ أكثر من عقد، تحول اسم نوح زعيتر إلى عنوان ثابت في أخبار الأمن والقضاء. الرجل الذي خرج من قلب البقاع، صار في نظر الأجهزة الرسمية «أحد أخطر تجار المخدرات والسلاح»، وفي نظر جزء من بيئته العشائرية «رمزاً للقوة والكرم»، وبين الصورتين تكمن حكاية صعود لا ينفصل عن اقتصاد المخدرات والسلاح في البقاع وتداخلاته الإقليمية. من مواليد 1977 في بلدة تعلبايا – قضاء زحلة. يُعرف إبن الأعوام الـ48 كأحد أبرز المتهمين بقيادة شبكات زراعة وتصنيع وتهريب الحشيشة، وكمشتبه بارتباطه بمسارات تهريب الكبتاغون عبر الحدود اللبنانية–السورية.

أمضى زعيتر جزءاً من شبابه خارج لبنان، قبل أن يعود منتصف التسعينيات. درس لفترة قصيرة في الجامعة الأميركية في بيروت ثم غادر إلى سويسرا في سن مبكرة قبل أن يستقر مجدداً في البقاع. عندها، إلى الاقتصاد غير الشرعي في منطقة لطالما عانت من ضعف الدولة وغياب المشاريع البديلة.

الصعود إلى قمة تجارة الحشيشة والكبتاغون

يرتبط اسم زعيتر تاريخياً بزراعة القنب الهندي وتصنيع الحشيشة في سهل البقاع، وهي تجارة قديمة تحولت مع الوقت إلى شبكات منظمة عابرة للحدود. ومع صعود تجارة الكبتاغون في الإقليم بعد الحرب السورية، اتهمته تقارير أمنية ودولية بدور محوري في الربط بين جانبي الشبكات اللبنانية والسورية. لكنه نفى مراراً الاتجار بالكبتاغون، مع إقراره –وفق دراسات ومقابلات نقلتها مراكز بحثية– باستمراره في تجارة الحشيشة. ينتمي زعيتر إلى عشيرة كبيرة في بعلبك–الهرمل، حيث تشكّل الروابط العائلية وحيازة السلاح عاملَي قوة أساسيين. ومع الوقت، بات يُنسب إليه قيادة مجموعات مسلحة، وارتبط اسمه واسم العائلة بحي الشراونة في بعلبك، الذي يُعد أحد أبرز بؤر الاشتباك المتكرر بين المطلوبين والقوى الأمنية.

ملفات قضائية ثقيلة وأحكام غيابية

يحمل نوح زعيتر سجلاً قضائياً هو الأوسع بين المطلوبين في لبنان:

في 2021 صدر بحقه حكم غيابي بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة في قضايا مخدرات

في 2024 أصدرت المحكمة العسكرية حكماً بالإعدام غيابياً بحقه وبحق علي منذر زعيتر الملقب «أبو سلة» وآخرين، على خلفية تشكيل عصابة مسلحة وقتل عسكري خلال مداهمات عام 2022

في آذار/مارس 2023 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على زعيتر ضمن لائحة متهمين بالمشاركة في إنتاج وتهريب الكبتاغون وتمويل شبكاته، مع إشارات إلى دور لبنانيين في تسهيل المسار السوري–اللبناني لهذه التجارة

رغم الاتهامات الثقيلة، حافظ زعيتر على حضور إعلامي وشعبي لافت داخل بيئته. في مناسبات عدة ظهر عبر فيديوهات أو مقابلات يقدّم نفسه كـ«ابن الفقراء» الذي فُرضت عليه تجارة الحشيشة بفعل الحرمان، ويُشبَّه في بعض التغطيات بـ«روبن هود بعلبك» بسبب مساعداته المالية لمقربين أو لمحتاجين. هذه الصورة تواجهها الدولة والإعلام المناهض له بوصفه «بارون مخدرات» يستخدم العمل الخيري لتغطية اقتصاد موازٍ مسلح

محطات الاشتباك مع الجيش

2022: مداهمات واسعة للجيش في المنطقة أوقعت قتلى وجرحى في صفوف العسكريين، واتُّهم خلالها مطلوبون من آل زعيتر بالمواجهة المسلحة

2023: اشتباكات وتوقيفات طالت أفراداً من عائلته، بينهم أحد أبنائه، في إطار عمليات نوعية

19 أيلول/سبتمبر 2023:

6 آب/أغسطس 2025: نفّذ الجيش عملية كبيرة في حي الشراونة أسفرت عن مقتل ثلاثة من كبار تجار المخدرات أبرزهم «أبو سلة»، مع تأكيد أن زعيتر شريك بالحكم الغيابي بالإعدام في الملف نفسه. العملية عُدت نقطة تحوّل في التضييق على الشبكات المسلحة

معلومات لا تعرفها عن نوح زعيتر

هل عاش لاجئاً في أوروبا؟

نعم. في 1991 غادر إلى سويسرا وبقي نحو 3 سنوات كلاجئ قبل عودته عام 1995.

ما قصة اتهامه بتهريب شقيقه من السجن؟

تذكر سيرته الأمنية أنه اتُّهم بالمساعدة في تهريب شقيقه من السجن بعد عودته إلى لبنان، وهي من أولى التهم التي ثبّتت اسمه في الملفات الأمنية

هل يقود فعلاً «ألوية القلعة»؟

تورد تقارير عربية أنه مرتبط بقيادة تشكيل مسلح عشائري يُعرف بـ“ألوية القلعة” في البقاع، وقد نُسبت قيادته العليا إليه.

في ظهور تلفزيوني على قناة «الجديد» قال إنه «بحاجة إلى طبيب نفسي» ووصَف اللبنانيين بـ«المجنونين»، وهي جملة تحولت إلى مادة منتشرة في مواقع التواصل

في مقابلات عام 2020، قال إنه يطالب بقانون عفو عام منذ 25 سنة للمصالحة بين الدولة وأهل البقاع، وكرّر هذا المطلب في أكثر من ظهور

في نيسان/أبريل 2020 عُقد اجتماع للجان العفو العام والإصلاح في منزله في الشراونة، وخرج ببيان يضغط لتمرير قانون العفو

في 2015 اقترح النائب (حينها) وليد جنبلاط بسخرية تعيينه قنصلاً فخرياً في كندا لتسويق الحشيشة اللبنانية في سياق النقاش حول تشريعها

زوجته بحسب ما هو منشور هي سميرة حسين آل الحاج (Samira Hussein Al-Hajj). لا تتوافر معلومات موثّقة كثيرة عن حياتها أو خلفيتها سوى اسمها في بعض التقارير التي ذكرتها بالاسم كزوجته ضمن قضايا مرتبطة بملفه العائلي

تقارير حقوقية تتهم زعيتر وزوجته بارتكاب انتهاكات ضمن نظام الكفالة بحق عاملة منزلية تُدعى «كامارو»، مع ادعاءات حول حجز أجرها وسوء المعاملة

 

إسرائيل: تهديد حزب الله بات أخطر.. ونستعدّ لموجات تصعيد أكبر

المدن/20 تشرين الثاني/2025

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن "التهديد الذي يشكله حزب الله على إسرائيل قد اختلف تماماً عما كان عليه قبل تاريخ 7 تشرين الأول"، حيث وصف الوضع الأمني بأنه "شهد تحولاً كبيراً في الأسابيع الأخيرة". واعتبر نتنياهو أن كل شيء قد تغير منذ بداية الحرب مع غزة، وأن التهديد الذي يشكله حزب الله بات أكثر تعقيداً وخطورة. وأشار نتنياهو في تصريحاته إلى أن إسرائيل لم تعد تكتفي بالهجمات المحدودة والنسبية على مواقع الحزب في لبنان، بل إنها تتجه نحو تصعيد أكبر عبر "موجات من الهجمات" التي تستهدف أهدافاً متعددة، لافتاً إلى أن الهدف من هذه الهجمات هو التأثير على حزب الله وتهديد قدراته العسكرية.  كذلك نقل إعلام إسرائيلي أن جلسة الكابينت ناقشت الليلة مطوّلاً ملف لبنان وتكثيف الضربات.

تصعيد شامل

وفي السياق نفسه، تتوالى التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تتحدث عن تصعيد مرتقب، إذ أفادت "القناة 14" الإسرائيلية، المقربة من نتنياهو، بأن "إسرائيل قد تنتقل من الهجمات المحدودة إلى عمليات عسكرية أوسع، قد تصل إلى تصعيد شامل". كما توقعت القناة الإسرائيلية أن يكون الهدف النهائي لهذه الهجمات هو "نزع سلاح حزب الله"، في خطوة تهدف إلى تقليص تهديده المستمر لإسرائيل، لا سيما في ظل التوترات الأمنية المتزايدة على الحدود اللبنانية. وأضافت القناة أن "هذا التصعيد العسكري قد يتطور بسرعة إلى حرب شاملة في حال استمرت الاشتباكات وتوسع نطاق العمليات الهجومية"، خصوصاً في ظل الدعم الإيراني المستمر لحزب الله.  وفي وقت سابق من اليوم، أفادت القناة 13 الإسرائيلية، اليوم، بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لجولة قتال تستمر عدة أيام ضد حزب الله. تقرير استكمل في صحيفة "يسرائيل هيوم" التي نقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي بأن "الهجوم الإسرائيلي المرتقب على لبنان يأتي في ظل تقديرات برد حزب الله بالصواريخ والمسيّرات".

 

بلاسخارت في مجلس الأمن: فليوقف لبنان المماطلة بحصر السلاح

المدن/20 تشرين الثاني/2025

قدمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت إحاطتها أمام مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1701، إلى جانب وكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيار لاكروا. وقالت: "في توقيت يواكب مرور قرابة عام منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية حيز النفاذ في تشرين الثاني الماضي، أبلغت مجلس الأمن أن منذ ذلك الحين تم إحراز تقدم ملحوظ في تنفيذ بعض بنود هذا التفاهم، فيما لا تزال بنود أخرى تراوح مكانها". وأشارت إلى أن "عامل الوقت أصبح حاسماً"، وقالت: "لم يعد في وسع لبنان أن يتحمل الظهور بمظهر المماطل سواء بالنسبة لانخراطه في الحوار أو في حصر السلاح في يد الدولة". وأثنت على "التقدم الذي أحرزته القوّات المسلحة اللبنانية في معالجة مسألة السلاح خارج سلطة الدولة، لا سيما جنوب نهر الليطاني"، مؤكدة "الحاجة الملحة إلى اعتماد مقاربة حكومية شاملة، فيما يتعلق ببسط سلطة الدولة"، موضحة أن "الجيش وحده لا يمكنه تنفيذ القرار 1701". كما أكدت أن "إحراز تقدّم في ملف الإصلاحات في لبنان لا يقل أهمية، لا سيما لتمهيد الطريق أمام حشد التمويل اللازم لجهود التعافي وإعادة الإعمار"، وقالت: "على لبنان أن يغتنم هذه الفرصة، وألّا يقع مجددا ضحية للمناورات السياسية الداخلية التي كبلت البلاد على مدى فترة طويلة". وأوضحت أن "تغير المشهد الإقليمي يتيح فرصا فريدة أمام كلا البلدين"، وقالت: "كما يتعين على لبنان اغتنام هذه الفرصة فعلى إسرائيل أيضا انتهازها".  وأضافت: "وجود الجيش الإسرائيلي شمال الخط الأزرق والنشاط العسكري الإسرائيلي المتكرر في جميع أنحاء البلاد لا يزال يشكل انتهاكا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه". وأكدت أن "الوضع الراهن لا يخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل ولا للبنان، بل ينذر بمزيد من عدم الاستقرار في المستقبل، إن لم يكن الآن، فلاحقا".  وختمت: "في سبيل تحقيق الاستقرار والأمن اللذين يقول الطرفان إنهما يسعيان لبلوغهما، فإن الوقت المناسب للمفاوضات والحوار هو الآن".

فرنسا تندد بهجمات إسرائيل

في سياق متصل، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أن "باريس قلقة بشأن تكثيف الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان"، بحسب وكالة "رويترز". وأشار إلى "أنّنا نندد بالهجمات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في الجنوب، وموقفنا هو موقف احترام وقف إطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني 2024".

كما أعلن المتحدث أن "فرنسا تتابع التطورات في هضبة الجولان بقلق بالغ، وتدعو إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها".

اليونيفيل: 360 مخبأ مهجوراً للأسلحة

في سياق آخر، أعلنت "اليونيفيل" عبر حسابها على "إكس" أنه منذ توقيع اتفاقية وقف الأعمال العدائية العام الماضي، رصدت قواتها أكثر من 7,500 انتهاك جوي ونحو 2,500 انتهاك بري شمال الخط الأزرق، إلى جانب اكتشاف أكثر من 360 مخبئًا متروكًا للأسلحة تم تحويلها إلى الجيش اللبناني. وأضافت: "تُرفع جميع هذه الانتهاكات والتقارير المتعلقة بها إلى مجلس الأمن الدولي. ويستمر الوضع على طول الخط الأزرق في حالة من الاستقرار الهش، حيث يقوم حفظة السلام التابعون لليونيفيل والجيش اللبناني بدوريات يومية تهدف إلى منع أي تصعيد والمساهمة في إعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان". كذلك عبّرت اليونيفيل عن أسفها لإصابة أحد جنود الجيش اللبناني هذا المساء، نتيجة انفجار وقع قرب موقعه. وأضافت عبر منصة "إكس": "يعمل حفظة السلام يوميًا وبشكل وثيق مع جنود الجيش اللبناني لدعمهم في جهودهم لاستعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان. مهمتهم صعبة، ومليئة بالمخاطر كما أظهرت حادثة الليلة". وكانت قيادة الجيش اللبناني أعلنت في بيان عن "تعرّض أحد العسكريين إلى إصابة بجروح متوسطة نتيجة انفجار جسم مشبوه في محيط مركز للجيش في وادي زبقين - صور. نُقل العسكري المصاب إلى أحد المستشفيات للمعالجة وحالته مستقرة".

 

قبل اليوم الأخير.. المغتربون المسجّلون للانتخابات 146 ألفاً

المدن/20 تشرين الثاني/2025

أعلن وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي ان عدد الطلبات المسجلة عبر المنصة الإلكترونية التابعة للوزارة للبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، مساء أمس الخميس، بلغ 146 ألفاً. وكانت وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين أصدرت بعد الظهر البيان الآتي:

في إطار متابعة التحضيرات الجارية للاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل، تعلن وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين أن عدد الطلبات المسجلة عبر المنصة الإلكترونية التابعة لوزارة الخارجية والمغتربين للبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية تجاوز 137,000. وقد تسلّمت وزارة الداخلية والبلديات منها 87,720 طلبا، يجري حاليا العمل على تدقيقها ومطابقتها مع قوائم الناخبين. وفي الساعات القليلة المتبقية قبل إقفال باب التسجيل اليوم بتاريخ 20/11/2025 تحث وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين، جميع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية، على الإسراع في التسجيل لضمان حقهم في المشاركة بالعملية الانتخابية.

 

قانون الفجوة الماليّة: مفاوضات المصارف والماليّة والمركزي

المدن/21 تشرين الثاني/2025

أشارت مصادر مصرفيّة للـ "المدن" إلى أنّ المفاوضات بشأن مسودّة مشروع قانون الفجوة الماليّة شهدت حركة لافتة هذا الأسبوع. إذ تمكّنت وزارة الماليّة اليوم الخميس، من التوصّل إلى اتفاق مع مصرف لبنان، بشأن محضر الاجتماع الأخير للجنة المشتركة بين الطرفين، والتي تم تشكيلها للبت بمصير "دين الـ 16.5 مليار دولار" المُختلف عليه بين الوزارة والمصرف. مع الإشارة إلى أنّ هذا الاجتماع تم عقده يوم الجمعة الماضي، إلا أنّ الوزارة رفضت منذ ذلك الوقت توقيع مسودّة المحضر التي تم إعدادها من قبل مصرف لبنان، بسبب الخلاف حول خلاصات الاجتماع.  كما أفادت المصادر أنّ اجتماع وزير الماليّة ياسين جابر مع وفد جمعيّة المصارف يوم أمس شهد تقدماً ملحوظاً، على مستوى عرض المقاربات التي تتبناها الوزارة بالنسبة لقانون الفجوة الماليّة، من دون أن يدخل البحث في تفاصيل هذه المقاربات. لكن في مقابل هذا التقدّم من جهة وزارة الماليّة، شهدت جمعيّة المصارف منذ يوم أمس المزيد من البلبلة الداخليّة، بعدما تفرّد رئيس الجمعيّة سليم صفير بدعوة مجموعة من المصارف إلى اللقاء مع وزير الماليّة، من دون تعميم الدعوة على مجلس الإدارة أو الجمعيّة العامّة للجمعيّة.

مستجدات دين الـ 16.5 مليار دولار

بحسب مصادر "المدن"، أصرّت وزارة الماليّة على تضمين محضر الاجتماع الأخير تحفظاتها على الاعتراف بدين الـ 16.5 مليار دولار، كالتزام مُستحق على الدولة لمصلحة المصرف المركزي. إذ وجدت الوزارة أنّ مفهوم الدين، كما ينص عليه قانون النقد والتسليف، لا ينطبق على هذه المبالغ. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الدين ظهر للمرّة الأولى في أرقام مصرف لبنان في شباط 2023، حيث قام الحاكم السابق رياض سلامة بإضافته في خانة "الموجودات"، كديون على الدولة اللبنانيّة لحساب المصرف. ورأى سلامة أنّ هذه المبالغ عبارة عن نفقات عامّة مولها المصرف بالعملة الصعبة، منذ العام 2007، وجرى قيدها في حساب دين "مكشوف" بإسم الدولة اللبنانيّة. وبرّر سلامة عدم التصريح عن هذه المبالغ سابقاً بوجود ضمانات نقديّة بالليرة اللبنانيّة، مقابل هذا الدين. ولم يظهر الفارق بين الضمانات بالليرة والدين بالدولار إلا عند تغيير سعر الصرف المُعتمد لإعداد الميزانيّة. في المقابل، تعتبر وزارة الماليّة أنها لم تصدر أي طلب للاقتراض من المصرف المركزي بهذه الطريقة، ولم تصادق الحكومة أو المجلس النيابي على أي دين من هذا النوع. كما ترى أن النفقات العامّة بالدولار منذ العام 2007، المُشار إليها كدين الآن، كانت مغطاة بإيداعات موجودة بالليرة اللبنانيّة. وهذا ما كان يفرض على المصرف المركزي إجراء عمليّات قطع لتغطية النفقات، أي تحويل الأموال المودعة في مصرف لبنان من الليرة إلى الدولار، بدل تسجيل المبالغ كدين في حساب مكشوف.  في جميع الحالات، تشير المصادر إلى أنّ وزارة الماليّة أكّدت في الاجتماع الأخير استعدادها لتحمّل التزامات معيّنة، لمصلحة مصرف لبنان، إنما تحت عنوان إعادة رسملة المصرف المركزي. لكن من غير المرتقب، بحسب المصادر نفسها، أن تصل قيمة هذه الالتزامات إلى المستوى الذي يطالب به مصرف لبنان حالياً، أي 16.5 مليار دولار أميركي. وفي الوقت الراهن، تتراوح التقديرات بخصوص "مسؤوليّة الدولة" في عمليّة إعادة الرسملة بين 5 و8 مليارات دولار أميركي، بحسب قدرة الدولة على تحمّل ديون مستدامة، بعد التفاوض على إعادة هيكلة الدين العام، مع حملة سندات اليوروبوند. في المقابل، تشير المصادر إلى أنّ موقف مصرف لبنان بات أكثر ليونة بخصوص هذا الدين، حيث عبّر المصرف عن إمكانيّة إحالة المبلغ برمّته إلى الخسائر التي يطالب بتغطيتها بحسب المادّة 113 في قانون النقد والتسليف. وهذا يعني إمكانيّة الوصول إلى تسوية، تقضي بتحمّل الدولة مسؤوليّة إعادة رسملة المصرف المركزي ضمن حدود معيّنة، لمعالجة خسائره، من دون التشبّث بمبدأ الاعتراف بهذا الدين وفق مزاعم الحاكم السابق رياض سلامة. 

الاجتماع مع جمعيّة المصارف

من جهة أخرى، حصلت "المدن" على بعض التفاصيل التي جرى تناولها في اجتماع وزير الماليّة ياسين جابر مع وفد جمعيّة المصارف، يوم أمس الأربعاء. حيث عرض جابر بعض المقاربات التي تعمل عليها الوزارة في الوقت الراهن، لمعالجة الفجوة الماليّة في القطاع المصرفي. وبحسب المصادر، تم التأكيد على أنّ الوزارة لم تنكر وجود بُعد نظامي في الأزمة المصرفيّة القائمة اليوم، بمعنى وجود خلل شامل طال مختلف أنحاء النظام المالي. وهذا ما يفترض أخذه بعين الاعتبار، عند وضع المعالجات التي تهدف إلى التدرّج في تسديد الودائع خلال الفترة المقبلة. غير أنّ مفهوم الأزمة النظاميّة لا يعني إعفاء أي مصرف من المسؤوليّة المدنيّة، في حال ثبت وجود مخالفات أو تجاوزت معيّنة، بما يتّصل بأسباب الأزمة نفسها. وانطلاقاً من هذه النقطة، تبيّن أنّ الوزارة تبدي بعض المرونة، لجهة إمكانيّة عدم شطب مساهمات أصحاب المصارف دفعة واحدة، وذلك بهدف عدم "تصفير" رساميل القطاع وأمواله الخاصّة. لكن في المقابل، ترى الوزارة ضرورة تضمين قانون الفجوة الماليّة مبدأ التدقيق في الأرقام، بهدف كشف "الشوائب" التي انطوت عليها عمليّات المصارف قبل العام 2019، والتي ساهمت بزيادات معيّنة في أرباح المصارف وأموالها الخاصّة. وترى الوزارة أنّ مبدأ التدقيق يمكن أن يفرز المصارف، بحسب درجة انغماسها في هذا النوع من العمليّات التي ساهمت في تراكم خسائر مصرف لبنان. وبهذا المعنى، ترى الوزارة أن قانون الفجوة الماليّة يمكن أن يعالج الخسائر الموجودة في القطاع على مستويين: أولاً، التدقيق في الشوائب الموجودة في الودائع، وهذا ما يعني فرز الودائع غير المشروعة، وتلك التي انطوت على مكاسب غير عادلة، مثل الأموال الناتجة عن شراء الدولارات المصرفيّة بسعر الصرف الرسمي بعد الأزمة أو تجارة الشيكات وغيرها. ثانيا، التدقيق في الشوائب الموجودة في الأموال الخاصّة للمصارف، أي حصص ومساهمات أصحابها، كتلك التي تم تحقيقها من الهندسات والعمليّات الاستثنائيّة خلال حقبة الحاكم السابق رياض سلامة.  وترى الوزارة أنّ هذه المقاربة تصب في مصلحة القطاع المصرفي بشكل عام، لكونها تحول دون "شطب" أي وديعة مشروعة ومُستحقة، كما توزّع أعباء إعادة الرسملة بحسب معايير عادلة وواضحة. وهكذا، بعد وضع هذه المعايير وإجراء التدقيق، يمكن فهم وضعيّة كل مصرف على حدة، بما في ذلك حاجته للرساميل الجديدة.  ورغم وضوح المعايير والمبادئ العامّة التي تم طرحها في اجتماع يوم أمس، أشارت المصادر إلى أنّ الوزارة لم تقدّم بعد تفاصيل المقاربات التي تتحدّث عنها، إذ لم تقدّم مثلاً لائحة كاملة بما تعتبره "شوائب" في الأموال الخاصّة والودائع. وهذا ما يوحي بأنّ الوزارة ستحتاج إلى مزيد من الوقت، لإنهاء مشاوراتها مع مصرف لبنان، قبل إصدار أولى مسودّات مشروع القانون وإحالتها إلى مجلس الوزراء.

 

ماذا تريد واشنطن من قائد الجيش اللبناني؟ ...توقعات بمفاجأة «إيجابية» تعيد الأمور إلى نصابها

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

تعددت الآراء في تبيان الدوافع التي أملت على قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل تأجيل زيارته للولايات المتحدة، بعد أن أُعلم رسمياً بأن لقاءاته بأعضاء من الكونغرس ومجلس الشيوخ قد أُلغيت من برنامج زيارته من دون تبرير الأسباب والذرائع، باستثناء اتهامه بالتباطؤ في تطبيقه لحصرية السلاح، وعدم التشدُّد مع «حزب الله» لتنظيف جنوب الليطاني من سلاحه، رغم أن رئيس هيئة الرقابة المشرفة على تطبيق وقف الأعمال العدائية الجنرال الأميركي جوزف كليرفيلد لم يكفّ عن الإشادة بدور الوحدات العسكرية المنتشرة في جنوب الليطاني في سيطرتها على الوضع في الأمكنة التي تنتشر فيها تطبيقاً للقرار 1701.

وأحدث تأجيل العماد هيكل زيارته لواشنطن صدمة سياسية تجاوزته إلى رئيسي الجمهورية العماد جوزيف عون، والحكومة نواف سلام، وتزامنت مع تقديم السفير الأميركي، اللبناني الأصل، ميشال عيسى المعيّن لدى لبنان أوراق اعتماده، في أعقاب البيان الذي أصدرته قيادة قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» العاملة في جنوب الليطاني، واتهمت فيه إسرائيل بانتهاكها لسيادة لبنان والقرار 1701، باقتطاعها نحو 4000 متر مربع من أراضيه بإقامتها للجدار العازل، الممتد ما بين بلدتي يارون وعيترون الحدوديتين، وتلاه بيان مماثل للجيش اللبناني دعا فيه العدو الإسرائيلي لاحترام الخط الأزرق بإخلائه للمنطقة الخاضعة للسيادة اللبنانية.

وفي هذا السياق، كشف مصدر سياسي عن أن قضم إسرائيل للأراضي اللبنانية لم يلق رد فعل من هيئة الرقابة الدولية، فيما وجّهت انتقادها لقيادة الجيش على خلفية رفضها القيام بعمليات دهم للمنازل الواقعة في جنوب الليطاني بحثاً عن السلاح ومصادرته، بذريعة حرصها الشديد على احترام حرمتها وعدم الدخول إليها إلا بناء على إشارة من القضاء المختص. وقال المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل تصرّ على تسخين الأجواء، ربما استعداداً لتوسعة الحرب مع بدء مطلع العام المقبل، بذريعة أن نهاية العام الحالي هي آخر مهلة لتطبيق حصرية السلاح، ما يشكّل قلقاً لدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واضطراره لإيفاد مستشارته آن كلير لوجاندر إلى بيروت، وهذا ما أبلغته لقيادة «حزب الله» باستقبالها مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب النائب السابق عمار الموسوي. ورأى المصدر أن تصعيد الحملة الأميركية على الجيش، وإن كان يأتي بالشكل في سياق رفض العماد هيكل دهم المنازل بحثاً عن سلاح «حزب الله» من دون العودة للقضاء المختص، فإن واشنطن ترمي بكل ثقلها للضغط على المؤسسة العسكرية لإحداث تغيير. وأكد أن واشنطن تضغط على لبنان للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل لتطبيع العلاقات، وهذا ما شدد عليه الوسيط الأميركي توم براك في لقاءاته التي لم تقتصر على الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش، وإنما شملت قيادات سياسية. وقال إنه كان توصل مع أركان الدولة إلى تفاهم يقضي باعتماد تلازم الخطوات بين البلدين، لكنه سرعان ما عاد من تل أبيب متراجعاً عن الأفكار التي قوبلت بتأييد لبناني وكان أدرجها في ورقته. وكشف المصدر عن أن التبدّل في الموقف الأميركي لإلزام إسرائيل بوقف الأعمال العدائية التي التزم بها لبنان من جانب واحد، جاء بعد دخول عضو مجلس الشيوخ الأميركي المقرب من الرئيس دونالد ترمب، ليندسي غراهام، على خط الاتصالات اللبنانية - الأميركية إلى جانب براك ومورغان أورتاغوس. وقال إنه تولى شخصياً التفاوض مع الرؤساء الثلاثة.

وأكد أن براك وأورتاغوس حلّا ضيفين على المحادثات التي تولاها غراهام العائد من تل أبيب، ونقل عنه نواب التقوه، إصراره على نزع سلاح «حزب الله»، وقوله أمامهم إنه من غير المسموح السؤال عن انسحاب إسرائيل، ومتى؟ قبل تطبيق الحكومة لحصرية السلاح بيدها ونزعه من الحزب.

ولفت المصدر إلى أن لبنان كان ينتظر من الإدارة الأميركية بأن تُعلمه بموقفها من دعوة عون للتفاوض، فإذا بها ترفع من منسوب ضغطها عليه بإفراغها زيارة العماد هيكل من محتواها، ما اضطره لتأجيلها، فيما يتحدث مرجع سياسي، فضّل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، عن توقعاته بأن تحمل الأيام المقبلة مفاجآت قد تدفع باتجاه معاودة التواصل بين بيروت وواشنطن من دون دخوله في التفاصيل، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تأجيل المؤتمر الدولي لدعم الجيش ناجم عن امتناع الإدارة الأميركية عن إعطاء الضوء الأخضر لانعقاده على وجه السرعة كما كان متوقعاً. وفي المقابل، رأى أنه آن الأوان لـ«حزب الله» الخروج من حالة الاضطراب السياسي باتخاذ قيادته قراراً شجاعاً للتكيُّف مع متطلبات المرحلة الراهنة ودقتها على نحو يدعوها للوقوف بلا تردد خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي، وإيداع سلاحها لديها لتفكيك الضغوط الخارجية التي تحاصر البلد، وصولاً لالتزامها بحصرية السلاح، بما يسمح بالانتقال به لمرحلة التعافي، خصوصاً أنها تعرف جيداً بوجود استحالة للتعايش بين احتفاظها بسلاحها، وبدء ورشة إعمار البلدات المدمّرة، وإلا فلا جدوى للاستمرار بشراء الوقت واضعةً سلاحها بيد طهران.

 

استهداف «عين الحلوة»... رسالة إسرائيلية للساحتين اللبنانية والفلسطينية ...«لجنة الحوار الوطني»: الاستهداف لا يغير في مسار تسليم السلاح

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

شكّل استهداف إسرائيل مخيم «عين الحلوة» شرق مدينة صيدا، أكثر المخيمات الفلسطينية في لبنان اكتظاظاً وتعقيداً من الناحية الأمنية، تطوراً بالغ الأهمية على صعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل لبنان. ويُجمع مسؤولون لبنانيون وفلسطينيون على أنه «رسالة مزدوجة» للساحة الفلسطينية، مفادها أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يشمل حركة «حماس» في الخارج، كما للساحة اللبنانية في سياق الضغط على الحكومة لحسم مصير السلاح غير الشرعي. ولم تتضح حقيقة الموقع المستهدف داخل «عين الحلوة» مساء الثلاثاء وأدى إلى سقوط 13 قتيلاً. في حين قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنهم استهدفوا تجمّع تدريب وتأهيل تابعاً لـ«حماس» في لبنان، وهو كان جزءاً من مخطط لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، مرفقِاً تغريدته بمنشور يعود لعام 2023 تدعو فيه الحركة إلى الانتساب لـ«طلائع طوفان الأقصى»، أكدت «حماس» في بيان أن «ما تم استهدافه هو ملعب رياضي مفتوح يرتاده الفتيان من أبناء المخيم، ومن تم استهدافهم هم مجموعة من الفتية».من جهته، أشار مصدر لبناني أمني رفيع إلى أنه «لم تتمكن الأجهزة الأمنية من تحديد ما تم استهدافه، خاصة أن من أُصيبوا لم يتم إخراجهم خارج المخيم وهم في المستشفيات داخله». وأوضح المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عمليات الجيش بما يتعلق بالمخيمات تتركز راهناً على ضبط كل مداخلها ومخارجها ومنع أي خروج لأي قطعة سلاح، وهذا عمل سيشمل كل المخيمات دون استثناء». وكانت حركة «حماس» أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تأسيس «طلائع طوفان الأقصى». وردت بوقتها هذا المشروع الجديد لـ«الإقبال الشديد بعد «طوفان الأقصى» على الحركة ومشروعها حيث وجدت وخاصة في لبنان.

وعدّت مصادر «حماس» أن الاستهداف الذي طال «عين الحلوة» هو الأول من نوعه، علماً أنها ليست المرة الأولى التي يتم استهداف داخل المخيمات، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما حصل مجزرة وليس استهداف شخصية». وأضافت: «تم قصف منشأة رياضية محاطة بالمنازل ومعظم الذين استُشهدوا ما دون العشرين عاماً وبينهم أطفال». ورأت المصادر فيما حصل محاولة لـ«قلب الطاولة وخلط الأوراق، وهو استهداف للساحة اللبنانية قبل الفلسطينية من منطلق أن (عين الحلوة) هو بوابة الجنوب، وقد يكون مقدمة لاستهدافات أخرى».

من جهته، عدّ مدير مركز «تطوير» للدراسات هشام دبسي أنه «تجب قراءة هذا الاستهداف بمعطيات سياسية شديدة الأهمية، وهو جاء في لحظة تقدم سياسي واضح في مسألة حل الدولتين، وفي لحظة تعاطف دولي كبير على مستوى القرارات المتخذة في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن». ‏وأشار دبسي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحكومة الإسرائيلية رغم خضوعها لنتائج وقرارات مجلس الأمن وإعلان ترحيبها بها، فإنها تعبر بشكل واضح عن رفضها عملياً من خلال استئناف العمل العسكري والأمني والاستيطان في الضفة الغربية»، مضيفاً: «ليس مستغرباً من قِبل الإسرائيلي في إطار استهدافه لشخصية من (حماس) أن يستهدف مجمعاً سكنياً كاملاً، وهو ما اعتدنا عليه في غزة... إلا أن تطبيق هذه السياسة في لبنان ليس رسالة فقط لحركة (حماس) والمخيمات الفلسطينية إنما للبنان، حيث إن هناك مساراً جديداً من التصعيد مع عدم اقتصار العمليات على استهداف شخصيات إنما تطول أيضاً المدنيين والبيئة. وبالتالي، ما حصل ينذر بعواقب وخيمة في حال لم يتم تدارك الأمر واتخاذ قرارات حازمة سواء من السلطة اللبنانية أو الشرعية الفلسطينية لسحب كل الذرائع من الإسرائيليين». ورأى دبسي أن «ما جرى يؤكد صوابية مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنزع سلاح المخيمات وبسط سلطة الدولة اللبنانية وسيادتها على كامل أراضيها وإلا ستبقى أهدافاً مفتوحة للإسرائيليين لتنفيذ أجندات على حساب الشعبين اللبناني والفلسطيني».

ويطرح ما حصل في «عين الحلوة» مجدداً ملف السلاح داخل المخيمات على طاولة البحث بعدما تم تجميد على ما يبدو عملية تسليم هذا السلاح التي كانت قد انطلقت في أغسطس (آب) الماضي باعتبار أن بعض الفصائل ومن ضمنها «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ترفض تسليم سلاحها حتى الساعة.

وهنا يؤكد المستشار السياسي والقانوني في «لجنة الحوار الوطني الفلسطيني»، الدكتور علي مراد، أن ملف تسليم السلاح الفلسطيني الموجود داخل المخيمات للدولة اللبنانية ‏«مستمر ولن يتوقف، وهو يستند إلى خطاب القسم والبيان الوزاري وإلى نتائج قمة بيروت في مايو (أيار) 2025 بين الرئيسين اللبناني والفلسطيني، والتي أكدت على بسط سلطة الدولة واحترام السيادة اللبنانية»، لافتاً إلى أن «هذا المسار مسار دقيق مرتبط بإجراءات أمنية متعلقة بواقع المخيمات التي لا تشبه بعضها بعضاً... وهو مسار يلحظ تسليم السلاح الثقيل ومن ثم المتوسط، كذلك الأمر هو مرتبط بالحرص من قِبل الجميع على عدم وجود فراغ أمني في المخيمات الفلسطينية». ويوضح مراد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة الحوار برئاسة السفير رامز دمشقية التقت ممثلين عن «حماس» وعن «الجهاد الإسلامي»، «وتم إبلاغهم بشكل واضح بقرار بسط سيادة الدولة اللبنانية، تحديداً بعد قرارات الحكومة في أغسطس 2025، وهم أكدوا أنهم ملتزمون بالسيادة الوطنية والحوار مستمر في هذا في هذا المجال». ولفت إلى أن «استهداف «عين الحلوة»، الثلاثاء، لا يغير في جدول أعمال هذا المسار وفي جوهر الموقف اللبناني - الفلسطيني، كما أنه سلاح لا يخدم قضية الشعب الفلسطيني ولا قضية الشعب اللبناني ولا يخدم العلاقة بين الطرفين». ويضيف: «كما أن حل هذه المسألة سيسهم أيضاً، بتحسين الشروط الحياتية الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ولي العهد السعودي يختتم زيارته التاريخية إلى أميركا

ترحيب سوداني بتصريحات ترمب وجهود محمد بن سلمان لوقف الحرب

الرياض: عبد الهادي حبتور كمبالا: أحمد يونس/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

اختتم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة، التي استغرقت يومين وشهدت جملة اتفاقات وتفاهمات غير مسبوقة في مجالات عدة، أبرزها الدفاع والتقنية، إضافة إلى عقد لقاءات تميزت بحفاوة الاستقبال وعمق الشراكة. وبعث الأمير محمد بن سلمان ببرقية شكر إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إثر مغادرته واشنطن، قال فيها: «يَسرّني وأنا أغادر بلدكم الصديق أن أعرب عن امتناني وتقديري لما لقيته والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة». وأضاف ولي العهد السعودي أن المباحثات الرسمية «أكدت متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية الراسخة بين بلدينا».

وأكد بيان مشترك، صدر عن السعودية والولايات المتحدة، التزام البلدين «بروابط الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية». في الأثناء، رحَّبت مختلف القوى والأطياف السودانية بتصريحات الرئيس الأميركي، التي أعلن فيها استجابته لطلب ولي العهد السعودي، بإلقاء ثقله الرئاسي لوقف الحرب في السودان. وجاء الترحيب من مجلس السيادة الانتقالي ورئاسة الحكومة السودانية التي تتخذ من بورتسودان مقراً مؤقتاً لها، وقيادة «الدعم السريع»، وحكومة «تأسيس» الموالية لها وتتخذ من نيالا عاصمة، إلى جانب القوى السودانية المختلفة، بما فيها تلك التي كانت تنادي باستمرار الحرب.

 

«الوكالة الذرية» تُلزم إيران كشف مصير مخزون اليورانيوم ... عراقجي أعلن رسمياً نهاية «تفاهم القاهرة»

الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

تبنّى مجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، قراراً يُلزم إيران بإبلاغ الوكالة «دون تأخير» عن وضع مخزونها من اليورانيوم المخصب ومواقعها النووية التي تعرضت للقصف الإسرائيلي - الأميركي في يونيو (حزيران) الماضي. وينص القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، على تجديد تفويض «الوكالة الذرية» لإعداد تقارير عن البرنامج النووي الإيراني، ويؤكد ضرورة أن تقدم إيران الإجابات بسرعة وتتيح لها الوصول إلى ما تريده. ونال القرار تأييد 19 صوتاً، من أصل 35، فيما امتنع 12 عضواً عن التصويت وعارضه 3. وقالت الدول الأربع: «رسالتنا واضحة: يجب على إيران حل قضايا الضمانات دون تأخير. ويجب عليها تقديم تعاون عملي من خلال إتاحة الوصول وتقديم الإجابات وإعادة المراقبة». وانتقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القرار، قائلاً إنه «إجراء غير قانوني وغير مبرر»، معلناً انتهاء «تفاهم القاهرة» مع «الوكالة الذرية» رسمياً. وأعلن عراقجي في مقابلة الأربعاء أن طهران لن تمسح للمفتشين بدخول منشآتها المتضررة بالقصف.

 

5 قتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة

غزة: «الشرق الأوسط»/20 تشرين الثاني/2025

أعلن الدفاع المدني في غزة، الخميس، مقتل خمسة أشخاص، بينهم طفلة تبلغ عاماً واحداً، في غارات جوية إسرائيلية على جنوب القطاع فجراً، ما يرفع عدد القتلى جراء الضربات التي شنّتها الدولة العبرية إلى 32، منذ الأربعاء، في ظل تبادلها وحركة «حماس» الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

وشهد القطاع، الأربعاء، أحد أكثر الأيام دموية منذ سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، بناء على اتفاق يستند إلى خطة للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وحذّرت قطر، وهي إحدى الدول الوسيطة في المفاوضات، من أن الضربات الإسرائيلية تشكل «تصعيداً خطيراً» قد يقوض الهدنة السارية.

وتزامن استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع الفلسطيني المدمّر بعد عامين من الحرب، مع غارات شنّتها، الأربعاء، على جنوب لبنان قالت إنها استهدفت مواقع لجماعة «حزب الله» الذي تتهمه بإعادة بناء قدراته بعد نحو عام من توصل الطرفين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بمقتل خمسة أشخاص في قصف إسرائيلي جنوب القطاع، في الجزء الذي لا يزال خاضعاً للسيطرة الإسرائيلية بموجب هذه المرحلة من اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد مجمع ناصر الطبي استقبال جثث القتلى الخمسة، مشيراً إلى أن بينهم طفلة عمرها عام واحد. وقال صبري أبو سبت، الذي فقد ابنه وحفيدته في غارة على شرق خان يونس: «قصفونا بينما كنا نائمين، كنا نائمين مسالمين، نحن مسالمون ولا نريد الحرب». وقال الجيش الإسرائيلي رداً على استفسار لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه «على علم بغارة شرق الخط الأصفر (خط الانسحاب داخل غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار) والتي نفذت لتفكيك بنى تحتية إرهابية»، مشيراً إلى أنه «ليس على علم بوقوع خسائر بشرية». وأكد أن الغارة «جزء من العمليات الاعتيادية للجيش شرق الخط الأصفر». من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان، في مؤتمر صحافي، الخميس، أن «إسرائيل اتخذت قراراً بتنفيذ هذه الغارات الجوية بشكل مستقل». غير أنّ مسؤولاً أميركياً أكد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن «الولايات المتحدة أُبلغت (من إسرائيل) بشأن الضربات».

«هل ستعود الحرب؟»

وأثارت الضربات الإسرائيلية، الأربعاء والخميس، قلقاً لدى سكان القطاع المدمّر والمحاصر من عودة الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 عقب هجوم لحركة «حماس» على الدولة العبرية. وقالت لينا كراز (33 عاماً)، من حي التفاح في شرق مدينة غزة: «طفلتي طوال الليل تسألني: هل ستعود الحرب؟». وأضافت: «نشعر بالقلق من عودة الحرب. صوت القصف المدفعي والانفجارات... كان مرعباً الليلة، متى سينتهي هذا الكابوس؟». أما محمد حمدونة (36 عاماً) الذي نزح خلال الحرب من شمال قطاع غزة إلى خيمة في المواصي غرب خان يونس، فرأى أن «الحرب لم تنته، لم يتغير شيء». وأضاف: «قلّت (تراجعت) كثافة الموت، الشهداء والقصف كل يوم، ما زلنا في الخيام، المدن من ركام، المعابر ما زالت مغلقة، كل مقومات الحياة ما زالت معدومة». وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الأربعاء، شنّ ضربات على أهداف قال إنها تابعة لحركة «حماس» في أنحاء غزة، عازياً ذلك إلى إطلاق مسلحين النار تجاه منطقة تعمل فيها قواته في خان يونس. وقال الجيش، في بيان، إن هذا «يشكل خرقاً لاتفاق وقف النار»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات في صفوفه.

«تصعيد خطير»

من جهتها، اتهمت «حماس» إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الحركة في غزة حازم قاسم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الاحتلال (ارتكب) خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار على قطاع غزة باستهدافه المدنيين وقتله» فلسطينيين «معظمهم من الأطفال والنساء». وتابع: «هذا الخرق يستدعي تحركاً جدياً وفعالاً من الوسطاء للضغط على الاحتلال لوقف هذه الخروقات والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار»، معتبراً أن إسرائيل تتعامل «مع جهود الوسطاء في هذا الشأن باستخفاف صارخ». ودانت وزارة الخارجية القطرية «بشدة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية في قطاع غزة»، معتبرة أنها تشكل «تصعيداً خطيراً يهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع». وأكدت، في بيان، «ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والالتزام به، بما يمهد لإنهاء الحرب على غزة، وتحقيق السلام العادل والمستدام في المنطقة». وحتى ظهر الخميس، لم تعلن إسرائيل بعد العودة إلى الالتزام بوقف النار، كما سبق لها أن فعلت عند تنفيذ ضربات في غزة بعد بدء سريان الاتفاق. وأسفر هجوم «حماس» عن مقتل 1221 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية. في المقابل، أسفرت عمليات القصف الجوي والبري الإسرائيلية التي تلت هجوم 7 أكتوبر، عن مقتل ما لا يقل عن 69546 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع والتي تعدّها الأمم المتحدة موثوقة. وتسببت الحرب بدمار هائل في القطاع، وأزمة إنسانية وصلت إلى حد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في بعض مناطقه.

 

نتنياهو: سنمنع التهديدات من جنوب سوريا باتفاق أمني أو بدونه

المدن/20 تشرين الثاني/2025

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هناك شروطاً كثيرة قبل التوصل إلى أي اتفاق أمني مع سوريا، وإن إسرائيل لن تسمح لأي تهديدات بالظهور في جنوب غرب سوريا. وتأتي تصريحات نتنياهو بعد جولة أجراها في المناطق التي تحتلها إسرائيل جنوب سوريا، برفقة وزير أمنه يسرائيل كاتس، ووزير خارجيته جدعون ساعر، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) دافيد زيني. وتلقى نتنياهو وكاتس خلال الجولة، إحاطة حول صورة الأوضاع في المنطقة، وذلك في وقت تشهد فيه المحادثات المباشرة بين إسرائيل وسوريا جموداً، بعد عدة جولات جرت بوساطة الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق أمني بينهما.

نتنياهو: سنحافظ على الأهداف الاستراتيجية

وقال نتنياهو في مقابلة مع إعلام عبري، إن أحد أهداف زيارته إلى المنطقة العازلة في جنوب سوريا، هو التأكد من الأمن وجاهزية الجيش الإسرائيلي لمنع تكرار هجمات من سوريا مشابهة لهجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. وأضاف أن لدمشق مصلحة أكبر في الوصول إلى اتفاق أمني مع تل أبيب، وأن هناك شروطاً كثيرة قبل التوصل إلى هذا الاتفاق. وقال نتنياهو في منصة "إكس": "لقد زرت منطقة مرتفعات الجولان في سوريا، وتلقيت إحاطة عملية والتقيت بالمقاتلين الذين يدافعون بشجاعة عن إسرائيل كل يوم… فخور بمقاتلينا". وأضاف: "زرت المنطقة لسبيين، الأوّل هو أن نتأكّد من ألا يحصل هجوم مثلما حصل في 7 أكتوبر، وعند كلّ حدودنا، بما في ذلك سوريا؛ وقد كُنت هناك لأتأكّد من أنّ سياستنا بشأن ذلك، تُطبَّق، وهي تُطبَّق". وزعم أن إسرائيل منعت تركيا من دخول جنوب وغرب سوريا، وأن سياسة تل أبيب هجومية ومبادرة لعدم السماح لأي تهديدات بأن تنمو وتتطور. وقال إن إسرائيل لن تسمح بأن تنشأ أي تهديدات في منطقة جنوب غرب سوريا، وأن تل أبيب مصممة على حماية حلفائها في السويداء وجبل الدروز. وأضاف "سنحافظ على الأهداف الإسرائيلية جنوبي سوريا ونمنع التهديدات باتفاق أمني أو من دونه".

"تفاؤل حذر" حول التطبيع مع السعودية

وفي موضوع آخر، أعرب نتنياهو، عن "تفاؤل حذِر" بشأن إمكانيّة تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، عادّاً أن وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، لم يحصل على كلّ ما أراده من الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب. وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها لقناة إسرائيلية عبر "تليغرام"، مساء اليوم: "تحدثتُ مع (وزير الخارجية الأميركية، ماركو (روبيو)، أمس (الأربعاء)، وتلقيتُ تعهّدا بالحفاظ على التفوّق النوعي" لإسرائيل. وأضاف نتنياهو في انتقاد مبطّن للإدارة الأميركية بشأن بيع الطائرات المُقاتلة للسعودية: "لم نُسأَل بشأن ذلك، قبل بيع طائرات F-35، ولكن منذ اللحظة التي حدث فيها ذلك، تحدثتُ معه (روبيو)، وتأكدتُ من ذلك". وعَدّ رئيس الحكومة الإسرائيلية أن "بن سلمان، لم يحصل على كل ما أراده من ترامب"، غير أنه أضاف: "لا أزال متفائلًا بحذر بشأن التطبيع". وقالت ناطقة باسم مكتب نتنياهو في إحاطة إعلامية لوسائل إعلام أجنبية، اليوم الخميس، إن هناك "تفاهمًا واضحًا بين إسرائيل والولايات المتحدة على أن تحافظ إسرائيل على تفوّقها العسكريّ النوعيّ". وأضافت: "كان هذا صحيحًا بالأمس، وهو صحيح اليوم، ويعتقد رئيس الحكومة، نتنياهو، أن هذا سيظلّ صحيحًا أيضًا في المستقبل". وفي سياق ذي صلة، وضمن التصريحات ذاتها، قال نتنياهو بشأن تركيا، إنّ "تزويدهم بطائرات F-35 ليس أمراً قريباً، إن كان سيحدث أصلاً".

 

نتنياهو في جنوب سوريا.. استعراض عسكري-أمني ورسائل سياسية

المدن/20 تشرين الثاني/2025

في خطوة لافتة، توغل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، في جنوب سوريا، برفقة وزير الأمن يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، إضافة إلى رئيس أركان الجيش إيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) ديفيد زيني. وجاء التوغل بعد يومين من إعلان هيئة البث الإسرائيلية، أن المفاوضات الجارية بين الجانبين الإسرائيلي والسوري حول اتفاق أمني، وصلت إلى طريق مسدود. وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن الخلاف تمحور حول مطلب الرئيس السوري أحمد الشرع، بانسحاب إسرائيل من جميع النقاط التي سيطرت عليها بعد 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، أي بعد سقوط نظام الأسد، إذ رفضت إسرائيل هذا الطلب، مؤكدةً أن أي انسحاب يجب أن يتم في إطار "اتفاق سلام كامل"، وليس اتفاقاً أمنياً، معتبرةً أن مثل هذا الاتفاق ليس وارداً في الأفق القريب. وحسب مراقبين، فإن الموقف الإسرائيلي يشير إلى رغبة في ترسيخ حضور عسكري مستمر في جنوب سوريا، خصوصاً في منطقة القنيطرة، عبر سلسلة من التوغلات المتكررة تهدف إلى "اعتياد" السوريين على هذا الواقع على المدى المتوسط. ويُفسر هذا التوجه بحسب تحليلات ميدانية على أنه محاولة لإثبات قدرة إسرائيل على فرض واقع أمني جديد لا يرتبط بمعادلة الانسحاب مقابل ضمانات، بل بمعادلة الاستمرار في التمركز طالما لم تُقدَّم تنازلات سياسية حاسمة من الطرف السوري. ويرى المراقبون أن تصعيد إسرائيل في الجنوب السوري، يرتبط بحسابات إقليمية ودولية واضحة، فهي تراهن على غياب الممانعة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، وعلى انخراط الإدارة الأميركية في دفع مفاوضات غير متكافئة، ما يعطي نتنياهو هامشاً أوسع لفرض شروطه الميدانية. وقال الباحث والمحلل السياسي محمد القيق، لـ"المدن"، إن "هذه الخطوة ليست رمزية بل استراتيجية، مَغزاها رسالة إسرائيلية: إذا تجرّأت قوات تركية أو روسية على الدخول إلى جنوب سوريا، فإن المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي كاملاً من رئيس الوزراء إلى وزير الأمن، ورئيس الأركان، جاهز للتحرك إلى المنطقة، وكأنه يقول: نحن لا ننسحب، بل نتوسّع". وأضاف أنه "من السذاجة الاعتقاد بأن إسرائيل ستنسحب من جنوب سوريا، بل العكس هو الصحيح، لأن ذلك ينسجم مع استراتيجيتها طويلة الأمد، وبالتالي، فإن هذا التحرّك يُعتبر إشارة واضحة بأن إسرائيل لن توقّع اتفاقيات أمنية أو سياسية، لا مع الإدارة السورية الانتقالية ولا مع أي طرف آخر، طالما أن هدفها هو التمدد، لا السلام، ووجود أرفع مستوى قيادي إسرائيلي في منطقة محتلّة يُؤكد هذا التوجّه بوضوح". وأكد أن "المسألة ليست مواجهة مع واشنطن، بل هي محاولة لفرض واقع أرضي جديد، وبهذا، تُطمئن إسرائيل الأطراف الأخرى، خصوصاً روسياً، بأن مخططها قائم، وتُبلّغ السوريين والأتراك والروس معاً أن المعادلة في الجنوب ليست نتاج مفاوضات أو ترتيبات مؤقتة، بل قرار استراتيجي صادر عن إسرائيل، ويعكس رؤيتها الثابتة لمستقبل المنطقة".

في المقابل، تشدد مصادر سورية وخبراء على أن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً في الظرف الراهن، نظراً للاختلال الواضح في موازين القوة. ويرى هؤلاء أن المدخل الأمثل للتعامل مع هذا الوضع، هو التفاوض السياسي المتوازن، وتفكيك الشبكات التي تستخدمها إسرائيل داخلياً لخلق فوضى تُسهّل التموضع الإسرائيلي. ودعا ناشطون وأكاديميون سوريون إلى إطلاق "هبّة رافضة عارمة" على مختلف الأصعدة، كحد أدنى من ردّ الفعل على دخول نتنياهو ومن معه إلى داخل الأراضي السورية. واعتبر الداعمون أن مثل هذه الهبة تُعبّر عن رفض وطني واضح لانتهاك السيادة، وللخطط الإسرائيلية الرامية إلى تقسيم الجنوب وتثبيت تقسيم واقعي على الأرض. وقال الباحث في مركز عمران للدراسات، علي عبد المجيد، لـ"المدن"، إن "التوغل الذي أقدمت عليه نتنياهو، لا يمكن التعاطي معه كخطوة استعراضية أو مناورة عابرة، بل هو تحرك محسوب يحمل عدة أبعاد ورسائل في اتجاهات مختلفة"، لافتاً إلى ان "إسرائيل تدرك أن الجنوب السوري يعيش حالة فراغ معقدة نتيجة انهيار منظومات السلطة السابقة وبروز قوى انفصالية محلية مثل جماعة حكمت الهجري، وهذا يفتح باباً أمام تل أبيب لتثبيت وقائع ميدانية جديدة، ولو بصورة محدودة، بحجة منع تمدّد تهديدات إيرانية أو فوضى أمنية يمكن أن تصل إلى حدودها". واعتبر أن "ما أرادت إسرائيل قوله بشكل واضح، هو أن دمشق، رغم سقوط النظام السابق، لم تستعِد بعد القدرة الكاملة على ضبط الجغرافيا الجنوبية، لذلك تعمل تل أبيب على فرض معادلة ردع جديدة، مفادها أن أي نية سوريا لاستعادة زمام المبادرة في الجنوب ستكون محكومة بسقف الدور الإسرائيلي". ورأى أن "نتنياهو يريد أن يذكر واشنطن بأنه اللاعب الأكثر فعالية على الحدود الشمالية، وأنه قادر على رسم خطوط الاشتباك مع إيران ووكلائها دون انتظار ضوء أخضر أميركي كامل". وفي ما يتعلق بالموقف التركي، ذكر عبد المجيد أن تركيا تراقب الجنوب السوري باعتباره ساحة مفتوحة يمكن أن تؤثر على توازناتها في الشمال، وبالتالي فإن الرسالة الإسرائيلية لأنقرة هي أن تل أبيب موجودة في المعادلة، ولن تسمح بأن تتحول الجغرافيا السورية إلى ترتيبات ثنائية بين دمشق وأنقرة فقط. واعتبر أن ما حدث ليس "محاولة مبكرة لفرض قواعد اشتباك جديدة في الجنوب، مستفيدة من الفراغ الأمني وتباين المواقف الدولية". لكنّ قدرة إسرائيل على تحويل التوغل إلى واقع دائم تبقى محدودة، في ظل الرفض العربي، والرفض السوري، وتعقيدات البيئة الميدانية، ووجود قوى محلية قد توظفها تل أبيب ولكنها في الوقت نفسه قادرة على تفجير المشهد، وفق قوله. من جانبه، أدان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، خلال جلسة لمجلس الأمن عقدت أمس، "الجولة الاستعراضية" التي قام بها نتنياهو في مناطق التوغل جنوب سوريا. وحمّل مجلس الأمن مسؤولية التحرك الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

 

إسرائيل تستقبل «الطائرة رقم ألف» في الجسر الجوي العسكري...وزارة الأمن تحدثت عن عملية لوجيستية «غير مسبوقة»

تل أبيب/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن الطائرة رقم 1000 ضمن «الجسر الجوي» الذي أُطلق منذ بداية الحرب على غزة، هبطت في مطار بن غوريون، قرب تل أبيب، في إطار ما وصفتها بأنها «أكبر عملية نقل جوي للأسلحة والعتاد في تاريخ إسرائيل». وقالت الوزارة، في بيان، إن الطائرة، التابعة لشركة «تشالنغ يسرائيل»، وصلت مُحمَّلة بـ«كميات كبيرة من المعدات العسكرية»، وكان في استقبالها المدير العام لوزارة الدفاع، اللواء في الاحتياط أمير برعام. واكتفى البيان بتقديم معطيات عامة حول حجم الشحنات، دون توضيح طبيعة الأسلحة أو الجهات المورّدة لها بالتفصيل، رغم الإشارة إلى دور بعثات المشتريات التابعة لوزارة الدفاع في الولايات المتحدة وألمانيا. ويأتي الجزء الأكبر من الواردات العسكرية التي تصل إلى إسرائيل خلال الحرب من الولايات المتحدة ودول أوروبية، وعلى رأسها ألمانيا، وفق ما يمكن استنتاجه من بيانات رسمية سابقة. وأشار البيان إلى أن وزارة الأمن تقود منذ اندلاع الحرب على غزة عملية لوجيستية «عابرة للقارات» تهدف إلى توفير «دعم كامل» لاحتياجات الجيش الحالية والمستقبلية، وهي عملية تقول إنها تُنفَّذ «بحجم غير مسبوق منذ قيام إسرائيل».

وأشار البيان إلى أنه جرى حتى الآن نقل «أكثر من 120 ألف طن من المعدات العسكرية، والذخائر، ووسائل القتال، ووسائل الحماية والدفاع»، عبر «1000 طائرة، ونحو 150 شحنة بحرية».

وقالت الوزارة إن المعدات تشمل «ذخائر متقدمة، وأسلحة، ومركبات مصفحة، ومعدات طبية، ومنظومات اتصال، وتجهيزات حماية شخصية». وشدَّدت الوزارة على أن الجسرين الجوي والبحري يشكلان «عنصراً حاسماً» في ضمان استمرارية عمل الأجهزة الأمنية، وتجديد المخزون لحالات الطوارئ، وتوفير «استجابة سريعة» لاحتياجات الوحدات المقاتلة في مختلف الجبهات. وقال اللواء في الاحتياط أمير برعام إن وزارة الدفاع «تقود خلال العامين الماضيين جهداً ضخماً لضمان تزويد معدات القتال والمعدات الصناعية والتكنولوجية وكل ما يلزم لتمكين الجيش من القتال وتحقيق النصر». وأضاف: «الطائرة رقم 1000 التي هبطت اليوم هي حلقة إضافية ضمن سلسلة إمداد استراتيجية لإسرائيل». وتابع برعام أن الوزارة ستواصل العمل وفق «استراتيجية تقوم على مسارين متوازيين: من جهة تعزيز قاعدة الإنتاج في الصناعات الإسرائيلية؛ لضمان استقلالية التصنيع، ومن جهة أخرى تعزيز التعاون والعلاقات السياسية والأمنية مع الحلفاء في العالم؛ لضمان القدرة على الحفاظ على مثل هذا الجسر الجوي في الروتين والطوارئ وإضافة قدرات قتالية جديدة للجيش»، على حد قوله. يذكر أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تعمل في حالة طوارئ منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والذخيرة التي كانت تقتنيها من شركات أوروبية، وتوقفت بسبب قرار مقاطعة إسرائيل جزئياً. وبحسب بيانات وزارة الدفاع، فإن المقاطعة لم تؤثر على أداء الجيش بفضل مضاعفة الإنتاج في الشركات الإسرائيلية. وقال برعام: «على الرغم من أن هناك مقاطعة ملموسة للأسلحة الإسرائيلية في العالم، خصوصاً للأسلحة الصغيرة، فإن صادرات هذه الشركات زادت بنسبة 20 في المائة تقريباً وبلغت 14.8 مليار دولار في السنة الماضية». وبحسب تقرير للوزارة نشر في الشهر الماضي، اقتنت دول أوروبا 54 في المائة من هذا الإنتاج. وغالبية الصادرات تعدّ أسلحة ثقيلة: القبة الحديدية، وصواريخ «حيتس»، وأجهزة «سايبر».

 

إسرائيل تعلن استهداف قيادي بـ«حماس» ومسؤول عن الأنفاق بخان يونس

الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه أغار على أهداف لحركة «حماس» في قطاع غزة، وأضاف أنه استهدف «عبد الله أبو شمالة، رئيس المنظومة البحرية لحركة (حماس) في قطاع غزة». وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، عبر منصة «إكس»، إن أبو شمالة «من أبرز عناصر الحركة الذي تولى عدة مناصب في المنظومة البحرية على مر السنوات، وشارك في محاولة اقتحام المنظومة البحرية لموقع زيكيم، وأشرف على تدريب المنظومة على الهجوم البحري في 7 أكتوبر (تشرين الأول) والتخطيط لها، كما عمل شمالة على تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية ضد الجيش خلال الحرب، مع التركيز على الأهداف البحرية». وتابع أنه «تم استهداف فادي أبو مصطفى، مسؤول الأنفاق في إحدى كتائب منطقة خان يونس التابعة لحركة (حماس)، الذي شارك في احتجاز رهائن».

 

اتفاق غزة: 33 شهيداً ضحايا الخروقات الإسرائيلية بـ24 ساعة

المدن/20 تشرين الثاني/2025

على وقع تعثّر الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى في قطاع غزة.

8 انتهاكات بيوم

وارتكب الاحتلال منذ فجر اليوم الخميس، 8 انتهاكات جديدة للاتفاق، أدت إلى استشهاد 3 مدنيين وإصابة 15 آخرين، بحسب جهاز الدفاع المدني. وفيما أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 29 فلسطينياً وإصابة أكثر من 77 آخرين، الأربعاء، جراء قصف استهدف مناطق في مدينة غزة وخانيونس، قالت وزارة الصحة في غزة أن 33 شهيداً بينهم 12 طفلاً و8 سيدات سقطوا شهداء، بالإضافة إلى إصابة 88 آخرين، خلال الـ24 ساعة الماضية. من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة إن إجمالي حصيلة الضحايا منذ وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 ارتفع إلى 312 شهيداً و760 إصابة، إضافة إلى 572 حالة انتشال. وأوضحت الوزارة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بلغت 69,546 شهيداً و170,833 إصابة، وسط استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية وعدم القدرة على إحصاء كامل الضحايا.

مخاوف من اتساع رقعة الاستهداف

وسجل اليوم الخميس، تحليق مكثف للطيران الحربي في أجواء جنوب القطاع، وسط مخاوف من اتساع رقعة الاستهداف، فيما تصاهدت أعمدة الدخان في محيط مدرسة بدر شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، جراء تفجير جيش الاحتلال لروبوت مفخخ شديد الانفجار في المنطقة. وفي الهجمات البرية، أقدم الجيش على نسف منازل سكنية شرق مدينة غزة، مستمراً في عمليات التدمير والقصف التي تستهدف الأحياء المدنية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ مهاجمة أهداف لحركة "حماس" في أنحاء القطاع، زاعماً أن ذلك رد على استهداف قواته في منطقة خانيونس، فيما رفضت الحركة هذه الادعاءات واعتبرتها محاولة لتبرير الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين.

"حماس": الاحتلال يزيح الخط الأصفر

وأكد الناطق باسم "حماس" حازم قاسم، أن "الاحتلال الصهيوني يرتكب خرقاً فاضحاً بعمله المستمر على إزاحة الخط الأصفر بشكل يومي باتجاه الغرب، وما يصاحب ذلك من نزوح جماعي لشعبنا". وشدد قاسم على أن "هذا التغيير على الخط الأصفر يخالف الخرائط المتفق عليها في اتفاق وقف الحرب"، داعياً الوسطاء للضغط على الاحتلال لوقف هذه الخروقات فوراً.

الخارجية القطرية تدين اعتداءات إسرائيل "الوحشية"

في الأثناء، أدانت وزارة الخارجية القطرية، الخميس، ما وصفته بـ"الاعتداءات الوحشية" التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، معتبرة أنها تمثّل تصعيداً خطيراً يهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت الخارجية القطرية إن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة تُعدّ "تصعيداً خطيراً يهدّد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكدة "ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على الاتفاق والالتزام به". وأضافت أن الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار "يمهّد لإنهاء الحرب على غزة وتحقيق السلام العادل والمستدام في المنطقة"، مشددة على مسؤولية المجتمع الدولي في وقف الانتهاكات وضمان حماية المدنيين.

التماس حول مرضى غزة

إنسانياً، قدّمت منظمات حقوق إنسان التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم الخميس، طالبت فيه بأن تُلزم إسرائيل باستئناف الإخلاء الطبي الفوري لمرضى قطاع غزة إلى مستشفيات الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وأكدت المنظمات الحقوقية - أطباء لحقوق الإنسان، و"غيشاه – مسلك"، ومركز الدفاع عن الفرد، ومركز عدالة، وجمعية حقوق المواطن في إسرائيل - أن نحو 16,500 شخص في غزة، بينهم أطفال وكبار سن ونساء، يواجهون خطرًا حقيقيًا على حياتهم، بعدما باتت العلاجات الطبية التي يحتاجون إليها بشكل عاجل غير متوفرة في القطاع. وشددت المنظمات على أن النظام الصحي في غزة انهار بالكامل منذ اندلاع الحرب، وأن إسرائيل، بصفتها الجهة المسيطرة على المعابر وصاحبة السلطة الحصرية في السماح بالإخلاء الطبي، تتحمل المسؤولية المباشرة عن منع وصول المرضى إلى العلاج المنقذ للحياة.

 

القوات الروسية تتحضر لإعادة التموضع في 9 نقاط جنوب سوريا

المدن/20 تشرين الثاني/2025

بدأت روسيا خطوات عملية لإعادة تموضع قواتها في جنوبي سوريا، عبر إعادة إنشاء مواقع عسكرية في محافظة القنيطرة عند الحدود مع الجولان المحتل، وفق ما كشف عنه تقرير لموقع " ذا كريدل".

ونقل الموقع عن مصادر، أن الخطوة الروسية جاءت بعد جولة ميدانية واسعة أجراها وفد عسكري روسي رفيع في 17 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في جنوب سوريا، موضحاً أن الوفد ضم ضباطاً من القيادات العسكرية الروسية العاملة في سوريا، وفريق من وزارة الدفاع السورية، لكنه لم يضم أي ممثلين من الجانب التركي. وأوضحت المصادر أن الوفد زار نقاطاً عسكرية سبق أن انسحبت منها موسكو خلال المرحلة التي أعقبت سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، فيما أرجعت غياب أنقرة إلى رغبة روسية في حصر ملف الجنوب بقنوات التنسيق المباشر بين موسكو ودمشق فقط. ووفق التقرير، فقد شملت جولة الوفد الروسي والسوري عدداً من المواقع التي نشرت فيها روسيا قوات الشرطة العسكرية في العام 2018، عقب اتفاقات تسوية أُبرمت مع فصائل كانت تابعة لتنظيم "هيئة تحرير الشام". وكانت نقطة تلول الحمر قرب خط وقف إطلاق النار لعام 1973، والتي تُعد من أكثر النقاط حساسية لمهام الرصد والمراقبة باتجاه الجولان المحتل، من أبرز المواقع التي زارها الوفد.

وأكد التقرير أن القيادة الروسية قررت إعادة نشر قواتها في 9 مواقع ضمن ريفي القنيطرة ودرعا، وهي ذات النقاط التي انسحبت منها بعد سقوط نظام الأسد، مضيفاً أن الوفد أبقى مركزاً لوجستياً دائماً في القنيطرة عقب انتهاء الجولة، مهمته تقييم الاحتياجات الهندسية والتقنية، ورفع تقارير حول متطلبات إعادة تشغيل هذه المواقع، بما يشمل تأهيل البنى التحتية وخطوط الإمداد. ولفت إلى أن التحرك الروسي يأتي بعد سلسلة خطوات مشتركة بين موسكو ودمشق، منها وصول وفد كبير من وزارة الدفاع الروسية إلى العاصمة قبل أيام، واتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى موسكو، في 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ووفق تقديرات الموقع، فإن الجنوب السوري كان محوراً أساسياً في هذه الاتصالات، بينما من المتوقع أن تبدأ الخطوات التنفيذية لإعادة الانتشار خلال الأسابيع المقبلة، مع إعلان متدرج عن إعادة فتح النقاط قبل نهاية العام الجاري.

وأوضح الموقع أن العودة الروسية إلى القنيطرة، تأتي في سياق إعادة ترتيب النفوذ العسكري في سوريا، خصوصاً على الحدود الجنوبية، لمنع أي فراغ قد تستغله أطراف محلية أو إقليمية، وذلك في وقت تسعى فيه موسكو، إلى حماية وجودها الاستراتيجي في سوريا، ولا سيما قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية على الساحل السوري. وتشير تقارير غربية إلى أن إسرائيل تدفع في اتجاه إبقاء الحضور الروسي داخل سوريا، لاعتبارات تتعلق بموازنة النفوذ التركي، إذ سبق أن كشفت وكالة "رويترز" أن إسرائيل "تضغط على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ولا مركزية، وللسماح لروسيا بالحفاظ على قواعدها هناك".

والاثنين الماضي، قالت وزارة الدفاع السورية إن وفداً عسكرياً مشتركاً من سوريا وروسيا، أجرى جولة ميدانية شملت عدداً من النقاط والمواقع العسكرية في الجنوب السوري. وأضافت الوزارة أن الجولة تهدف إلى الاطلاع على الواقع الميداني في إطار التعاون القائم بين الجانبين".

 

الأمن السوري يحرّر 5 مختطفين من السويداء.. بعملية في درعا

المدن/21 تشرين الثاني/2025

أعلنت وزارة الداخلية السورية عن تحرير خمسة مختطفين، بينهم نساء، من محافظة السويداء، من خلال عملية أمنية في ريف محافظة درعا الشرقي، وذلك بعد نحو 4 أشهر على اختطافهم. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد حسام الطحان، إن عملية نوعية لوحدات الأمن الداخلي في بلدة المسيفرة في ريف درعا، أسفرت عن تحرير خمسة مواطنين من أبناء محافظة السويداء هم ثلاث نساء ورجلان. وأكد أن العملية اسفرت عن القبض على متزعم العصابة، فيما تواصل الوحدات الأمنية ملاحقة باقي المتورطين لضمان تقديمهم للعدالة. وأضاف الطحان أن الأمن الداخلي نقل المختطفين إلى مكان آمن بعد تحريرهم لتلقي الرعاية الصحية والنفسية اللازمة، تمهيدًا لإعادتهم إلى ذويهم، معتبراً أن العملية تؤكد التزام قوى الأمن الداخلي بتعزيز الأمن العام وحماية المواطنين وملاحقة كل من يهدد سلامتهم وأمنهم. ونشرت الداخلية السورية صورة لمتزعم العصابة الذي تم إلقاء القبض عليه خلال العملية في المسيفرة، مؤكدةً أن هدفه كان الابتزاز من عملية الخطف. وأكدت إحالة المتورط إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه، فيما تواصل الجهات الأمنية ملاحقة باقي المتورطين لضمان تقديمهم للعدالة. ووفق مصادر محلية، فإن عملية الخطف جرت خلال الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء في تموز/يوليو الماضي، وذلك من داخل بلدة الثعلة في ريف المحافظة الغربي، مضيفةً أن عائلتي الأشخاص المحررين تعرضوا للابتزاز المالي من قبل الخاطفين من أجل إطلاق سراحهم. وأكدت وصول المختطفين المحررين إلى قرية الصورة الصغيرة في ريف محافظة السويداء الشمالي، واستلامهم من قبل الهلال الأحمر العربي السوري تمهيداً لنقلهم إلى مدينة السويداء. وشهدت السويداء في تموز/ يوليو الماضي، مواجهات دامية بين الدروز وعشائر البدو من المحافظة، تدخلت على إثرها القوات السورية كقوات فض اشتباك، قبل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار بوساطة أميركية. ووقع على إثر المواجهات، أكثر من ألف و500 قتيل، معظمهم من المدنيين، سقطوا جراء انتهاكات ارتكبتها جميع الأطراف بما في ذلك القوات الحكومية السورية.

 

سوريا: تفعيل البعثة الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية

دمشق: «الشرق الأوسط»/20 تشرين الثاني/2025

أعلنت وزارة الخارجية السورية، اليوم (الخميس)، تفعيل البعثة الدائمة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي. وأضافت الوزارة، وفقاً لما ذكرته «سانا» السورية الرسمية، أنها عيّنت محمد كتوب ممثلاً دائماً لسوريا لدى المنظمة. كانت وزارة الخارجية السورية قد أكدت، مطلع الشهر الحالي، أن اللجنة الأولى التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت قراراً يبرز «مرحلة التعاون الإيجابي والمتقدم بين سوريا ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية». وقالت الوزارة، في بيان صحافي آنذاك، إن القرار يرحب بجهود الحكومة السورية وتعاونها الكامل والشفاف، مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ويدعو لتقديم الدعم الدولي لها، كما يسلّط الضوء على التزام سوريا بالعمل البنّاء، في سياق الجهود الهادفة إلى تعزيز الشفافية وإعادة بناء الثقة.

 

زيارة الجربا للشرع: الصناديد بدمشق و"قسد" أمام اهتزاز مفتوح

المدن/20 تشرين الثاني/2025

في لحظة سياسية مشحونة بالتوترات داخل مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ومع تفكك الواجهة العربية التي اعتمدت عليها الإدارة الذاتية لسنوات، برزت زيارة شيخ قبيلة شمر، مانع حميدي دهام الجربا، إلى دمشق، ولقاؤه بالرئيس أحمد الشرع، بوصفها واحدة من أكثر الإشارات المفصلية التي تشي بتحوّل أعمق من مجرد لقاء سياسي، باتجاه إعادة صياغة موازين القوة داخل شرق الفرات، وإعادة ترتيب العلاقة بين دمشق والمكوّن العربي الذي ظلّ لسنوات الرقم الأكبر بلا قرار داخل بنية قسد. فالزيارة، بما تحمله من ثقل عشائري يمتد من الحسكة إلى البادية العراقية، ومن الخليج إلى العمق السوري، تتجاوز الطابع الرمزي لشخص الجربا لتلامس جذور الإشكال الأعمق داخل الإدارة الذاتية: هشاشة العلاقة بين القيادة الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني (PKK) وبين العشائر العربية التي جرى التعامل معها بصفتها واجهة محلية وظيفية، لا شريكاً أصيلاً في السياسة والسلطة.

منذ اللحظة الأولى لظهور نبأ زيارة الجربا، بدت دمشق وكأنها تستعيد دورها الأبوي التاريخي تجاه العشائر العربية. فمنذ عام 2013 وما بعده، ومع توسع "قسد"، كانت الدولة السورية خارج المشهد العشائري في الشرق. لكن انهيار الواجهات العربية التي اعتمدت عليها "قسد"، وآخرها الانشقاق الكبير في منبج بقيادة الشيخ إبراهيم البناوي في كانون الأول/ديسمبر 2024، والاحتجاجات الواسعة في دير الزور بعد اعتقال أبو خولة، جعلت العشيرة تدرك أن المشروع الذي قُدّم لها باسم "التمثيل" لم يكن إلا سقفاً زجاجياً. زيارة الجربا تُعيد التذكير بأن دمشق لم تغادر الذاكرة العشائرية، وأن الشرعية التي يمثلها الرئيس أحمد الشرع، بعد مرحلة انتقال السلطة، تُعيد للدولة مكانتها كمرجعية أوسع من أي سلطة أمر واقع. وفي مناطق تُعتبر فيها العشيرة جزءاً من الهوية قبل السياسة، تمثل إعادة فتح القنوات بين شيخ شمر الأكبر والرئاسة السورية، خطوة تُعيد رسم حدود التأثير بين دمشق و"قسد" داخل البيئات العربية، خصوصاً تلك التي بقيت خلال السنوات السابقة تشعر بأن دورها اختُزل إلى رفع الأعلام في الاحتفالات أو المشاركة الصورية في المجالس. لطالما نجحت "قسد" في تسويق نفسها أمام واشنطن والتحالف الدولي كقوة متعددة المكوّنات، تُظهر العرب في الصفوف الأمامية للمؤتمرات واللقاءات الرسمية. لكن ما كان مخفياً لفترة طويلة أصبح مكشوفاً خلال العامين الماضيين: العرب ليسوا جزءاً من مركز القرار. فالقرار العسكري والأمني والسياسي ظلّ يمسك به كوادر جبل قنديل، فيما تُرك للعرب تمثيلٌ وظيفي يقوم على أسماء اختيرت بعناية من الصفوف الثانية والثالثة داخل العشائر، وليس من شيوخها أو وجهائها الحقيقيين. التجارب التي شهدتها المنطقة كشفت هذه الحقيقة: في دير الزور 2023، تهاوت البنية العربية لـ"قسد" خلال أيام بعد اعتقال أبو خولة. وفي منبج حدث الشرخ الأكبر عندما انقلب الشيخ إبراهيم البناوي بقواته كاملة وانضم إلى الدولة السورية ضمن قوات "ردع العدوان". وفي الرقة والحسكة تكررت الانشقاقات الفردية والجماعية مع كل أزمة، أو مع أي احتكاك بين العناصر العرب وبين الأجهزة الأمنية المرتبطة بقيادات حزب العمال الكردستاني. هذا كله جعل الولاء العربي داخل قسد هشّاً ومؤقتاً، قائماً على الراتب والحاجز والسلاح ووجود التحالف الدولي، وليس على قناعة بالمشروع السياسي أو الأيديولوجي. ولذلك، فإن أي تغيير في موازين القوى - عودة الدولة، ضغط تركي، تراجع أميركي - يؤدي فوراً إلى موجات انشقاق. ما يضاعف أهمية الزيارة هو أن قوات الصناديد، خلافاً لكثير من التشكيلات العربية داخل "قسد"، حافظت على استقلالية نسبية. لم تكن ملحقة بالكامل بهندسة قسد العسكرية، ولم تتورط في الصدامات الداخلية، وكانت دائماً أكثر تمثيلاً لعشيرتها من ارتباطها بالمركز الكردي.

وبذلك، فإن زيارة قائدها الجربا إلى دمشق تُطرح كتطور استراتيجي: هل بدأت مرحلة إعادة التموضع العسكري العربي في شرق الفرات؟ وهل تتجه الصناديد إلى صيغة جديدة في حال دخل الجيش السوري إلى المنطقة أو في حال اتُّفق على هيكل عسكري موحد تشارك فيه "قسد

القيادة الكردية داخل "قسد" تدرك أن هذا السؤال ليس نظرياً. فظهور الجربا في دمشق يعني عملياً فتح بوابة تُقلق شبكة العمال الكردستاني وتضيّق مساحة نفوذها داخل بنية "قسد"، خصوصاً إذا تحركت عشائر أخرى على الطريق نفسه. وقد تكون الزيارة بداية مسار أوسع يتجه نحو فرز داخلي بين القوات العربية التي بدأت تستعيد ثقتها بذاتها، وبين قيادة كردية باتت معزولة عن محيطها الاجتماعي العربي.

زيارة الجربا لا تُقرأ فقط في سياق العلاقة بين دمشق و"قسد"، بل في السياق الإقليمي أيضاً. فالرجل حافظ على علاقة مفتوحة مع التحالف الدولي خلال الحرب ضد "داعش"، وتُعتبر قواته (الصناديد) نموذجاً للقوة العربية التي استطاعت واشنطن الاعتماد عليها ميدانياً. وفي الوقت نفسه، فإن تركيا تنظر بحساسية عالية إلى أي خروج للقوات العربية من عباءة "قسد"، لأنها تعتبر ذلك خطوة تضعف مشروع حزب العمال وتفتح الباب لمعادلة أكثر قابلية للتفاوض.

دمشق، عبر لقاء الجربا، تبدو كأنها تُرسل رسائل متعددة الاتجاهات:

- إلى واشنطن: أن الدولة السورية ما زالت القناة الأكثر استقراراً للعرب في الشرق.

- إلى أنقرة: أن البديل العربي لـ"قسد" ممكن، وأن مشروع الإدارة الذاتية ليس قدراً.

- إلى القوى الإقليمية الأخرى: أن الفراغ في شرق الفرات يمكن ملؤه بمرجعية الدولة لا بمرجعيات خارج الحدود.

العرب يعودون إلى مركز السياسة

في الخلفية البعيدة لكل ذلك، يبدو المشهد واضحاً: العرب داخل "قسد" لم يخرجوا يوماً من عباءتهم العشائرية. وكل تجربة أثبتت أن التمثيل الذي قدمته "قسد" للعرب كان تمثيلاً رقمياً فقط: عدد كبير من المقاتلين، بدون أي قرار فعلي. ولذلك، فإن أي فرصة للعودة إلى مرجعية سياسية أكبر، سواء كانت دمشق أو أي صيغة سورية جامعة، تتحول فوراً إلى خيار منطقي للعشائر التي لا ترى نفسها جزءاً من مشروع سياسي ذي لون واحد. وهكذا تكتسب زيارة الجربا ثقلاً يتجاوز مجرد اللقاء. إنها إشارة إلى أن إعادة توزيع القوة داخل الشرق قد بدأت بالفعل. وأن المكوّن العربي لم يعد مستعداً للبقاء في موقع "الواجهة" بينما تُمسك قنديل بمفاصل السياسة والقرار. زيارة مانع حميدي دهام الجربا إلى دمشق هي واحدة من اللحظات السياسية النادرة التي تجمع بين الرمزية والعملية. فهي ليست مجرد لقاء بين شيخ عشيرة والرئاسة، بل هي خطوة تعكس حجم التحول الذي يمر به شرق الفرات: تراجع أثر "قسد" على ساحتها العربية، تزايد رغبة العشائر في الانفكاك عن مشروع قنديل، وصعود الدولة السورية مجدداً لاعباً أساسياً في المنطقة التي غابت عنها لسنوات. إذا تراكمت هذه الإشارات، فإن المشهد قد يتغير بسرعة. وقد نشهد خلال المرحلة المقبلة حركة عربية أوسع داخل "قسد" باتجاه دمشق، ما يضع الإدارة الذاتية أمام لحظة الحقيقة: مشروع لا يستطيع الاستمرار دون حاضنة عربية، ولا يمكنه أن يواجه الانشقاق المقبل إذا بقيت قيادته محصورة بمنظومة لا ترى الآخر إلا ظِلاً في صورة جماعية.

 

اعتصام معلمي ريف حلب الشمالي: صورة للأسد تُثير غضب المحتجين

حلب - خالد الخطيب/المدن/21 تشرين الثاني/2025

يتواصل إضراب المعلمين في مدارس ريف حلب الشمالي بالتزامن مع وقفة احتجاجية جديدة نظمت أمام مبنى مديرية التربية في حي الجميلية في مدينة حلب، وهي الثالثة خلال شهرين، ورفع المحتجون خلالها لافتات تطالب برفع الرواتب وتثبيت العقود وتحسين بيئة العمل، غير أن مشهداً مفاجئاً داخل أحد مكاتب المديرية سرق الأضواء من مطالب المحتجين، إذ ظهرت صورة للرئيس المخلوع بشار الأسد معلّقة في أحد مكاتب المديرية، ما أثار موجة غضب واسعة بين المعلمين، وزاد من حدة الاحتقان ودفعهم إلى رفع سقف مطالبهم بشكل غير مسبوق.

وقال المعلم مصطفى خليل لـ"المدن" إن المحتجين فوجئوا بالصورة المعلقة داخل مكتب رسمي يطل على الشارع، قبل أن يبادر أحد المعلمين إلى نزعها، ويضيف: "وجود صورة للأسد بعد عام تقريباً على سقوطه، يكشف حجم الترهل الإداري داخل المديرية، ويؤكد أن هناك خللاً عميقاً في منظومة العمل الحكومي في هذه المؤسسة التي من المفترض أن تكون من المؤسسات المثالية". وأفادت مديرية التربية بحلب، في بيان، عبر منصاتها الرسمية، بأن التحقيق الداخلي أظهر أن الصورة كانت مخفيّة خلف الستارة منذ سنوات طويلة، ولم يلتفت إليها الموظفون، مؤكدةً التزامها بـ"متابعة دقيقة لجميع أقسامها"، واتخاذ إجراءات لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وفق البيان. لكن خليل رأى أن رواية المديرية لم تقنع المحتجين، مضيفاً: "لم يعد الأمر يتعلق فقط برواتب المعلمين أو تثبيت العقود، ما حدث كشف ضرورة إجراء تغيير جذري في الهيكل الإداري، من أعلى الهرم وصولاً إلى أصغر دائرة خدمية". وأشار إلى أن توزيع الكتب تأخر حتى منتصف الفصل الدراسي، وأن التعامل مع مطالب المعلمين في ريف حلب يجري "بعنجهية غير مفهومة".

يرفع المعلمون في ريف حلب الشمالي جملة مطالب أبرزها رفع الرواتب التي لا تتجاوز مليوناً ومئة ألف ليرة سورية (نحو 96 دولاراً)، وهي أقل من رواتب المعلمين في إدلب التي تصل إلى 130 دولاراً تقريباً، وبرغم ذلك تشهد إدلب أيضاً احتجاجات مماثلة تطالب بالزيادة. ولا تقتصر الوقفات الاحتجاجية على التجمع أمام المديرية بحلب، بل يتجمع قسم كبير من المعلمين داخل مدارسهم المتوقفة عن العمل شمال المدينة، رافعين لافتات تؤكد حقهم في الاستقرار الوظيفي والأمان المهني. من جهته، قال المعلم مصطفى نجار لـ"المدن" إن استمرار الاحتجاجات يعود إلى غياب أي خطوات ملموسة: "نسمع وعوداً منذ شهور، لكن من دون تنفيذ، لا وضوح في آليات تثبيت العقود، ولا حلول لمشكلة الرواتب المتأخرة، وهذا ما يدفعنا إلى تجديد الوقفات". ولخّص نجار مطالب المعلمين في، تثبيت جميع المعلمين من دون استثناء، بمن فيهم حملة الشهادات الثانوية، والإسراع في النقل الخارجي لضمان استقرار الكادر التعليمي، وإعادة المفصولين إلى عملهم، ورفع الرواتب بما يتناسب مع تكاليف المعيشة الحالية. وأشار إلى أن "الإهمال المتكرر" يعطي انطباعاً بأن العملية التربوية ليست ضمن أولويات الحكومة السورية، الأمر الذي يدفع آلاف المعلمين إلى الاستمرار في الإضراب حتى تلبية مطالبهم.  ولفت نجار إلى ضرورة اعتماد معايير موحدة في التعامل مع رواتب العاملين في القطاعات الحكومية، بحيث لا يستثنى المعلمون من تحسينات الرواتب التي تطبق على قطاعات أخرى مثل الأمن والجيش، حيث تبدأ الرواتب هناك من نحو 200 دولار أميركي. وأضاف أن "المفارقة تتجلى اليوم في أن بعض الطلاب الذين كانوا قبل سنوات على مقاعد الدراسة وكنا نحن من نعلمهم، باتوا اليوم عناصر في الأجهزة الأمنية والعسكرية، ويتقاضون رواتب ومزايا تفوق ما نحصل عليه نحن المعلمون، بأضعاف". يواجه المعلمون في ريف حلب الشمالي واقعاً اقتصادياً ضاغطاً نتيجة تأخر صرف الرواتب وعدم انتظامها، وهو ما يضع الكادر التربوي أمام أعباء مالية متزايدة، ويحد من قدرته على تغطية احتياجاته الأساسية. ويؤكد عدد من المعلمين في ريف حلب الشمالي أن استجابة مديرية التربية لمطالبهم لا تتحقق في الغالب إلا بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات. وقال أبو محمد، وهو معلم في إحدى مدارس إعزاز بريف حلب الشمالي، لـ"المدن"، إنهم اضطروا خلال الأشهر الماضية إلى تنظيم عدة وقفات قبل صرف الرواتب المتأخرة، موضحاً: "لا نلمس أي تحرك جدي إلا عندما نخرج إلى الشارع ونرفع صوتنا، وهذا يضع المعلم في موقف صعب ويؤثر على استقرار العملية التعليمية." وأشار إلى أن المعلمين سيواصلون تحركاتهم في الوقت الراهن، ويأملون أن تقود إلى خطوات عملية وحلول مستدامة تتجاوز الوعود المؤقتة.

ومع اتساع دائرة الاستياء وارتفاع سقف المطالب، يقف قطاع التعليم في ريف حلب الشمالي أمام مرحلة حساسة، إذ يواجه المعلمون تحديات تهدد قدرتهم على الاستمرار في أداء واجبهم، أما حادثة ظهور "صورة الأسد" داخل أحد مكاتب مديرية التربية أخيراً، فلم تكن بالنسبة لكثير من المعلمين مجرد واقعة عابرة، بل تحولت إلى مؤشر على مشكلات إدارية أعمق تتطلب مراجعة واسعة وإصلاحات جدية تعيد ضبط بيئة العمل وتستجيب لمتطلبات المرحلة.

 

معرة مصرين: تهديدات شعبية تمنع عودة الشيعة

محمد كساح/المدن/21 تشرين الثاني/2025

علمت "المدن" أن عودة سكان مدينة معرة مصرين شمالي إدلب المنتمين إلى الطائفة الجعفرية، توقّفت جراء تهديدات شعبية طاولت عدداً من العائدين إلى المدينة بهدف استلام عقاراتهم التي كانت مصادرة لصالح مكتب الغنائم التابع لهيئة تحرير الشام (سابقاً).

وكانت "المدن" تحدثت في تقرير قبل أشهر، عن وجود توجه لدى الحكومة السورية لإعادة الممتلكات العقارية والأراضي الزراعية لمالكيها الأساسيين من أبناء الطائفة الجعفرية في مدينة معرة مصرين، وذلك عقب سنوات من المصادرة على خلفية مغادرة سكان المدينة الشيعة الذين يشكّلون قرابة 20 في المئة من تعداد السكان الأصليين للمدينة. وأفادت المصادر أنه تم السماح للسكان الشيعة بتفقد ممتلكاتهم وبيوتهم مع توفير الحماية اللازمة لهم، ويشترط على كل مالك إحضار سند ملكية وهو إما طابو أو عقد أو حكم محكمة، على أن يتم تسليم العقارات خلال الأسابيع المقبلة، بعد إخلائها من شاغليها الحاليين وهم إما مدنيون أو شخصيات تابعة لوزارة الدفاع السورية. وأفادت مصادر مطلعة على الملف "المدن" بأنه تم التوصل إلى حل ملف العقارات الخاصة بأبناء الطائفة الجعفرية خلال الأسابيع الماضية، وتم تسليمهم عقاراتهم بعد إخلاء قاطنيها المؤقتين، في تنفيذ لخطة حكومية تمّ من خلالها التفاهم مع الملاك الشيعة على السماح بزيارة المدينة وتفقد العقارات من دون الإقامة الدائمة حتى إشعار آخر. وشهدت المدينة في الأشهر القليلة الماضية زيارات لعدد كبير من هؤلاء الملاك الذين قاموا بالتجوال ضمن المدينة وتفقد عقاراتهم وتسلمها بعد إجراءات روتينية قاموا بها وعلى رأسها تقديم وثائق إثبات الملكية. وأكدت المصادر أن المطالب الشعبية التي تحولت إلى تهديدات خطرة للعائدين الذين شرعت الحكومة بتسليمهم عقارتهم، تسببت في عرقلة التحرك الحكومي في هذا الملف الحساس نظراً إلى اتساع الهوة الطائفية وما يشاع عن تورط الجعفريين في الوقوف مع نظام المخلوع بشار الأسد. وألمح أبو هشام أحد سكان مدينة معرة مصرين لـ"المدن" إلى وجود رغبة شعبية عارمة بعدم عودة السكان الجعفريين حيث ينظر إليهم كموالين وأعوان للنظام البائد، الأمر الذي يجعل حياتهم تحت خطر دائم. وأكد أحمد وهو مواطن آخر من المدينة أن معظم السكان متفقون على عدم عودة أبناء الطائفة الجعفرية تخوفاً مما أسماه استئناف نشاط التشيع الذي سبق أن دعمه النظام البائد، لاسيما مع التخوف من وجود علاقة أو تنسيق بين الشيعة والنظام الإيراني، وفقاً لتعبيره. ورصدت "المدن" نشاطاً واضحاً في بيع عقارات السكان الشيعة في مدينة معرة مصرين حيث يكثر العرض لمنازل وأراض زراعية تعد من أغلى العقارات في المدينة، لكن الرغبة العارمة والعاجلة من قبل ملاكها لعرضها للبيع جعلت أسعارها تنخفض بنسب تتراوح بين 30 وحتى 50%. وأكدت مصادر عاملة في مجال العقارات لـ"المدن" أن الشقة السكنية التي كان سعرها لا يقل عن 30 ألف دولار باتت تباع بـ15 ألف دولار، وهي فرصة ينتهزها بعض السكان من الطائفة السنية لتملك هذه العقارات، مستغلين مخاوف الملاك الأصليين. ويتوزع السكان الجعفريون منذ العام 2015، في مناطق عدة بسوريا خصوصاً في المناطق التي تضم أقليات دينية، وذلك بعد حالة فرار جماعي قاموا به نحو بلدة الفوعة المتاخمة، تلاها تهجيرهم مع سكان الفوعة وكفريا المتاخمتين خارج مناطق سيطرة المعارضة. ولاحقاً سيطر مكتب الغنائم التابع للفصائل العسكرية المعارضة على هذه الممتلكات التي تشمل قرابة ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون في الجهة الجنوبية للمدينة، وقرابة 700 عقار معظمها في المنطقتين الجنوبية والشرقية.

 

الأوروبيون يرفضون خطة أميركية للسلام في أوكرانيا

وزراء خارجية أوروبيون خلال مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل ببلجيكا 20 نوفمبر

بروكسل-كييف/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

اعترضت دول أوروبية، اليوم الخميس، على خطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة لأوكرانيا قالت مصادر إنها تتطلب من كييف التخلي عن مزيد من الأراضي ونزع السلاح جزئياً، وهي شروط طالما عَدَّها حلفاء أوكرانيا بمثابة استسلام. قال مصدران مطّلعان، لوكالة «رويترز» للأنباء، أمس الأربعاء، إن واشنطن أبلغت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن على كييف قبول إطار العمل الذي صاغته الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، والذي يتضمن تنازلات عن أراض وقيوداً على القوات المسلحة الأوكرانية. وتحدث المصدران، بشرط عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الأمر. يأتي هذا التسارع في الجهود الدبلوماسية الأميركية في منعطف حرِج لكييف، إذ إن قواتها في موقف دفاعي على خط المواجهة، في ظل تأثير فضيحة فساد على حكومة زيلينسكي. وأقال البرلمان وزيرين من الحكومة، أمس، بسبب الفضيحة. وقصفت روسيا مدناً أوكرانية وبنى تحتية، خلال الليل، مما أسفر عن مقتل مدنيين، والتسبب في انقطاع التيار الكهربائي مع حلول فصل الشتاء. وقالت السلطات إن 22 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، وقُتل 26 في غارات جوية دمّرت مبنى سكنياً، في وقت مبكر، أمس، في واحد من أعنف الهجمات منذ أشهر. حرص وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل على عدم التعليق بكثير من التفاصيل على خطة السلام الأميركية التي لم يعلن عنها بالكامل، لكنهم قالوا إنهم سيتصدّون للمطالب بتنازل كييف عن أراضٍ بوصفه عقاباً لها، وقالوا إن أي اتفاق يجب ألا يحرم أوكرانيا من القدرة على الدفاع عن نفسها. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: «يريد الأوكرانيون السلام، يريدون سلاماً عادلاً يحترم سيادة الجميع، سلاماً دائماً لا يمكن التشكيك فيه بسبب عدوان مستقبلي... لكن السلام لا يمكن أن يكون استسلاماً». وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن أي اتفاق يجب أن يكون الأوروبيون وأوكرانيا نفسها طرفاً فيه. ولم يُعلّق البيت الأبيض على المقترحات المذكورة. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، إن واشنطن «ستواصل تطوير قائمة بالأفكار المحتملة لإنهاء هذه الحرب بناء على مدخلات من طرفي هذا الصراع». مع اقتراب فصل الشتاء الرابع من الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ ثمانية عقود، تتقدم القوات الروسية ببطء إلى الأمام، وتستعد أخيراً للسيطرة على أول مدينة كبيرة منذ ما يقرب من عامين، وهي بوكروفسك مركز السكك الحديدية التي تحولت إلى أنقاض في شرق البلاد. وتحتل روسيا، التي شنت غزواً واسع النطاق على جارتها في 2022، خُمس مساحة أوكرانيا تقريباً، وتقول إنها لن تُنهي الحرب ما لم تتنازل أوكرانيا عن أراض إضافية وتقبل الحياد الدائم وتُخفض عدد قواتها المسلّحة. وتقول أوكرانيا إن ذلك سيكون استسلاماً وسيتركها دون حماية إذا هاجمتها روسيا مرة أخرى. ويبدو أن القوات الروسية تستعد، الآن، للاستيلاء على بوكروفسك، التي كان يسكنها 60 ألف شخص، وهي أول غنيمة كبيرة لها منذ أوائل 2024. وتقول موسكو إن ذلك سيؤدي إلى تحقيق مزيد من المكاسب في ساحة المعركة، مما لا يعطيها أي سبب لوقف القتال دون تنازلات كبيرة. وتقول كييف إن الأهمية الاستراتيجية للتقدم الروسي محدودة، لكنها تفتقر إلى القدرة على وقفه.

 

رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء الكندي يناقشان شراكات استثمارية في أبوظبي

عرب نيوز/20 نوفمبر 2025

لندن: التقى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني يوم الخميس لمناقشة فرص تعزيز التعاون بين بلديهما. ووقع الطرفان اتفاقية لتعزيز التعاون الاقتصادي وشراكات استثمارية استراتيجية تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المشتركة، بحضور كارني ووزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. كما أعلنا عن مذكرة تفاهم بين الحكومتين بشأن التعاون الاستثماري. وأكد كارني ورئيس دولة الإمارات التزامهما بتعزيز الشراكة طويلة الأمد بين الإمارات وكندا، والتي استمرت لأكثر من خمسة عقود. وأعربا عن حرصهما على التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة والتكنولوجيا والطاقة النظيفة والعمل المناخي والتعليم والاستدامة. وناقش الجانبان مختلف القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدين التزامهما بتعزيز السلام والأمن والاستقرار لجميع الدول، وفقًا لوكالة أنباء الإمارات. وأضافت الوكالة أن الشيخ محمد أكد على الرؤى المشتركة لدولة الإمارات وكندا بشأن القضايا التي تعزز التنمية والسلام والتعاون متعدد الأطراف. وحضر اللقاء الذي عقد في قصر الشاطئ بأبوظبي عدد من الوزراء والمسؤولين الإماراتيين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"يوسف الخوري" لا يهدّد.

جورج يونس/20 تشرين الثاني/2025

على أبواب العهد القديم دقّيتُ لأُخبر الأنبياء عن عُهر ثنائية هذه الأيام في وطننا. على أثر ذلك، رعدَ صوت موسى ليذكّرنا جميعًا بتحذير الربّ له عندما سأله عن جبال لبنان، وكان الجواب: "أغمض عينيك، فهذا الجبل وقفٌ لي. لن تطأه قدماك، لا أنت ولا الذي سيأتي بعدك."

صوّبتُ نظري نحو السماء لأخبرهم عن تطاول صغار القوم على الأحرار منّا، ومن هناك وصلني صوت جهوري صارخ: "أنا معكم، لا تخافوا."

بإسم نضالنا رفعنا رجاءنا للمسيح لنسمعه يكرّر قائلاً: "أنتم الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأكمل بناء كنيستي."

انحنينا بتواضع على أبواب عنايا، وهناك ذكّرنا القدّيس بكلمته: "إن الصليب هو مفتاح باب السماء."

وأمام تضحيات رفاقنا الذين لم يبخسوا بأرواحهم فداءً للبنان، يبقى كل تطاول وتشبيح من قبل مسوخ اللادولة والسلاح غير الشرعي على كل فكر وقلم حرّ في بلدنا، نيشان بطولة وجسارة في وجه خزمتشية "السيكي لح لح".

بعد الوصايا السماوية المحفورة في وجداننا صلاةً، تقدّس بعطر الميرون عنفوانُنا وحريّتنا وإيمانُنا بديمومة وجودنا الحرّ والكريم في هذه الأرض المقدّسة. وتعلّمنا أنّ المسيح لم يستسلم تحت فرقعة أصوات الأسواط الرومانية ولا تحت تهويل الصلب.

لنعود فنمرّ صوب كلمة الحق التي لا نقدر إلّا أن نقولها، مهما كانت الحقيقة صعبة، لتبقى أجراس حريّتنا ومعتقداتنا وإيماننا تقرع في هذا الشرق، الذي يهرع "فُرُس" هذه الأيام السوداء لسرقة تاريخه وصلابته وصوته وتجذّره في الأرض التي نحن منها وهي منّا، مذ وطئ المسيح أرض قانا وبارك خمرها.

اسمعوا، غيضٌ من فيضكم يا رِعاع ما يُسمّى "مقاومة":

لسنا نحن من تعاطف مع الفلسطيني، بل نحن قاومناه.

لسنا نحن من انبطح أمام السوري، بل نحن واجهناه.

لسنا نحن من ذابت نعالنا على أعتاب عنجر، بل نحن عانقنا النفي والهجرة والسجون.

لسنا نحن من صادر أملاك الأوقاف، بل نحن تغاضينا عن عهركم.

لسنا نحن من شرعن الفساد لنبني ترسانة سلاح غير شرعي، بل نحن من تمسّك بالدولة.

لسنا نحن من أمطر العالم بالـ"كبت.اغون" والمخ.دّرات، بل نحن من عانى من هلوَسات تجارتكم.

لسنا نحن من اغ.تال رموز السيادة والإعمار بعد 2005، بل أنتم من وزّع الحلوى بعد تنفيذها.

لسنا نحن من فجّر بيروت، بل نحن من دُمّرت منازلهم بسبب بطشكم.

لسنا نحن من أتمّ صفقة "البيجر"، بل عُهر عمالة أفرادكم هو ما نحر منظومتكم....

لسنا نحن من دَسَّّ على موقع "أسيادكم"، بل دود الخل منكم وفيكم.

لسنا نحن من قال إن مخيم نهر البارد خطّ أحمر، بل سيّدكم، وفي الليلة الظلماء تمّ تهريب شاكر العبسي.

لسنا نحن من أطلق النار على طائرة الجيش اللبناني في الجنوب، بل المتوارون منكم.

وليس "يوسف الخوري" من وشى بقياداتكم لتحلّلوا دمه، بل عملاء الداخل عندكم.

نحن، يا أشباه الرجال، لم نبخل بدمنا في سبيل تحرير لبنان من الاحتلالات.

نحن لم نستغلّ الأطفال لنَبثّ ثقافة الموت في عقولهم.

نحن نادينا بلبنان الدولة والشرعية والمؤسسات.

نحن تخلّينا عن البهورات والسلاح لنطلق يد الدولة.

فكفّوا عن تحريض أبواقكم ضد مناضلينا.

وإن كان "يوسف الخوري" اليوم قد قضّ مضاجعكم بقوله الحقيقة كما هي، فإنّ في خلفية الكثير منا وطنيةً وحريةً وعنفوان "يوسف الخوري".

وعليه، فإنّ تهديدات الحثالة من بيئتكم ضد أحرار هذا الوطن ستُفرخ بيارق عزّ وكرامة على جبين كلّ حرّ منّا، في كل مرة تتطاولون فيها على أيّ منا، وعند كل مفترق عمالة آتٍ من صوبكم.

 

إسرائيل و«حزب الله» وأزمات لبنان

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

رغم اتهام الجيش الإسرائيلي «حزبَ الله» بالسعي إلى «استعادة قدراته القتالية» في جنوب لبنان، فإن الواقع العسكري والميداني يقول إن قدرات «الحزب» في المنطقة الحدودية مع إسرائيل تراجعت بشكل كبير، وفق تقارير عسكرية وصحافية، وإن «الحزب» يعاني حالياً من قيادة باهتة، متمثلة في أمينه العام، نعيم قاسم، الذي يفتقد الكاريزما السياسية، وتراجُع التمويل الخارجي من إيران، والعقوبات الدولية المفروضة عليه، وأزمة ثقة داخل بيئته الحاضنة. فرضية استعادة «حزب الله» قدراته العسكرية أمر تعدّه تل أبيب «تهديداً مباشراً لأمن إسرائيل»، ولكن الحقيقة أن إسرائيل تسعى من خلال عملياتها إلى إرباك الوضع الداخلي اللبناني، في ظل تصعيد قاسم خطابه أمام الضربات الجوية العسكرية الإسرائيلية المتكررة في انتهاك صريح لاتفاق وقف إطلاق النار. «الحزب» يعاني انقساماً شديداً حتى داخل البيئة الحاضنة، إضافة إلى بروز أصوات معارضة من داخله ترفض استخدام «الحزب» سلاحَه في الصراعات الإقليمية بالوكالة، التي تعدّ تدخلاً سافراً في الشأن اللبناني ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة بالمطلق على لبنان. الوجع اللبناني يبدأ من التدخل الخارجي عن طريق «حزب الله» وسلاحه، إضافة إلى أزماته الداخلية؛ من شح الموارد، والتضخم، وإخفاقات الحكومات السابقة بسبب التدخل الخارجي، والفشل النخبوي أيضاً، قبل أن يكون بسبب صواريخ وقنابل إسرائيل التي تسقطها على المدنيين في لبنان كما فعلت في غزة، وفي الحالتين الذريعةُ هي: «حماس» في غزة، و«حزب الله» في لبنان. أقرت الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة، وفي الأساس سلاح «حزب الله»، لكن «الحزب» رفض التنفيذ بحجة «المقاومة»؛ مما تسبب في حالة إرباك للحكومة اللبنانية، وتصعيد أميركي - غربي برفض تقديم الدعم للحكومة ما دام «حزب الله» متمسكاً بسلاحه خارج إطار الدولة... هذا رغم أن «الحزب» أعلن موافقته على انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني فقط، لكنه تمسك بسلاحه.

النخب الوطنية اللبنانية ترى أن السعي إلى فرض وصايات جديدة مرفوض - لكل الاعتبارات الوطنية والسيادية - كي يكون ذلك منطلقاً إلى بناء الدولة المستقلة التي ترفض تدخل أي دولة أخرى في شؤونها. فالسيادةُ اللبنانية، والتحررُ من العباءة الخارجية، وإبعادُ التدخل الخارجي في شأن لبنان، حقٌ للبنانيين، وكذلك التخلص مما كان يفرضه «حزب الله» قبل سقوطه الكبير وانهيار أكذوبة «الحزب المسلح» وصواريخه عابرة الحدود، التي ضُربت في مخازنها من دون أن يستطيع استخدامها حتى للدفاع عن نفسه؛ مما كشف عن حقيقة أن قادة «الحزب»، وعلى رأسهم الراحل حسن نصر الله، كانوا مجرد خفراء مخازن سلاح في لبنان، وليسوا قادة يمكنهم التصرف في السلاح الذي بين أيديهم. الرفض اللبناني لهيمنة ميليشيا «حزب الله» عبرت عنه تظاهرات لبنان السابقة في وسط العاصمة بيروت، التي تسببت في اشتباكات بمحيط «ساحة رياض الصلح»، والتي تؤكد رفض خصخصة لبنان لمصلحة «حزب الله» في ظل عجزِ الحكومات والفشلِ النيابي، والابتعادِ عن حلحلة مشكلات المواطن، وحالةِ التضخم والفقر المدقع؛ الأمر الذي هو بحاجة إلى إعادة توازن، وإلا فإن خروج مارد الفقر والجوع والمرض ممتشقاً سيف الغضب لن يتوقف حتى تسقط كل الأصنام التي تقف في طريق الشعب اللبناني. الوجع اللبناني سببه عجز الحكومات عن معالجة شح الموارد المالية، وعن مواجهة التضخم، ومحاولات وحوش الدولار التلاعب بالعملة الصعبة لإضعاف العملة المحلية لإحراج الحكومة وإظهارها في حالة العجز التام. الأزمة اللبنانية ليست وليدة اليوم، والمتسبب فيها ليست الحكومة الحالية المغلوبة على أمرها؛ لأنها تَجمُّع لوزراء كتل وأحزاب، وليس رئيسها من اختار غالبيتهم، بل جاءوا من خلال محاصصة حزبية، وبالتالي يتصرفون بوصفهم ممثلين لأحزابهم، خصوصاً وزراء «الثنائي الشيعي»، وليس بصفتهم ضمن حكومة موحدة. أزمات لبنان لا يمكن اختزالها فقط في حزب مسلح؛ وإن كان هذا هو حجر الزاوية، بل هي أزمات متراكمة؛ بدايتها ميليشيا «حزب الله» التي تتصرف على أنها دولة داخل الدولة، بل وتشارك بمقاتلين في صراعات إقليمية، مع رفض «الحزب» التخلي عن سلاحه، والتصرف بوصفه حزباً سياسياً وليس ميليشيا مسلحة.

 

مصادر أميركية رفيعة: لا تزال هناك فرصة ولكن... 48 ساعة حاسمة لإعادة جدولة زيارة هيكل

جويس عقيقي/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2025

اتصالات إلغاء المواعيد جاءت على حدة وبشكل متتالٍ

قبل ساعات قليلة من سفره إلى الولايات المتحدة الأميركية أُبلغ قائد الجيش العماد رودولف هيكل من واشنطن، بإلغاء ثلاثة مواعيد رسمية رفيعة المستوى كان يتحضر لعقدها هناك وهي:

- لقاء مع مسؤولين في وزارة الدفاع.

- لقاء مع مسؤولين في هيئة الأركان.

- ولقاء مع مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية.

وعلمت "نداء الوطن" أن اتصالات إلغاء المواعيد الثلاثة جاءت على حدة وبشكل متتالٍ أي أن ثلاثة اتصالات أميركية وردت، الواحد تلو الآخر، إلى قيادة الجيش، لإبلاغها بإلغاء المواعيد.

سابقة سجلتها الإدارة الأميركية في رسالة قاسية خالية من أي دبلوماسية لـ "هيكل" الذي فهم الرسالة وألغى زيارته نتيجة إلغاء مواعيده.

ثلاثة أسباب وراء إلغاء مواعيد "هيكل" هي، بحسب ما تقول مصادر أميركية لـ "نداء الوطن":

1- بطء قائد الجيش في تنفيذ مهمته لجهة نزع سلاح "حزب الله" جنوب وشمال الليطاني.

2- ما قاله هيكل في اجتماع مجلس الوزراء السابق وطرحه وقف تنفيذ خطة الجيش إلى حين انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها، الأمر الذي أزعج الإدارة الأميركية كثيرًا وجعلها تتوجّس من أداء "هيكل" كما تقول المصادر.

3- بيان قيادة الجيش الذي كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير.

فالبيان حمّل المسؤولية كاملةً لإسرائيل من دون الإتيان على ذكر "حزب الله" وهذا ما أشعل شرارة الانزعاج الأميركي أكثر وأدى إلى إلغاء المواعيد كما تؤكد المصادر.

علمًا، أنه وبحسب معلومات "نداء الوطن"، تنشط الجهود عبر قنوات رسمية سياسية واستخباراتية من أجل إعادة جدولة زيارة جديدة لقائد الجيش إلى  واشنطن وإعادة ترتيب المواعيد المهمة نفسها التي ألغيت له هناك وذلك خلال 48 ساعة، على أن يؤكد "هيكل" البقاء على عهده ووعده بنزع السلاح جنوب الليطاني وشمال الليطاني نهاية العام الحالي.وقد نشطت الاتصالات على خطي النزاع وذلك لترطيب الأجواء بين قيادة الجيش من جهة والإدارة الأميركية من جهة أخرى. كل ذلك في وقتٍ وصفت مصادر أميركية رفيعة ومطلعة لـ "نداء الوطن" ما قيل إن الإدارة الأميركية تضغط باتجاه استقالة "هيكل" بأنه كلام مبالغ فيه ولا يعدو كونه تأويلًا وتهويلًا زائدًا عن حده. وفي ما يشبه التخفيف من وطأة إلغاء مواعيد "هيكل" قالت المصادر الأميركية لـ "نداء الوطن": "كنا نظن أن الهجمات على مخيم "حماس" في صيدا ستكون خبرًا أكبر من إلغاء مواعيد هيكل، فما حصل كبير جدًا!" أضافت المصادر واستطردت متوقعةً أن تعيد وزارة الدفاع الأميركية تحديد مواعيد جديدة لهيكل لزيارة واشنطن ولقاء مسؤوليها. "لكن ما رسالتكم من إلغاء مواعيد "هيكل" وما المطلوب منه اليوم؟" نسأل المصادر الأميركية فتجيب بوضوح: "المطلوب من هيكل أن يركز على نزع سلاح حزب الله!".

وعما إذا كانت لا تزال هناك فرصة أمام لبنان لاستعادة ثقة المجتمع الدولي وسحب سلاح "حزب الله" بعد إلغاء مواعيد "هيكل" تجيب المصادر: "نعم لا تزال هناك فرصة لتصحيح الأمر، ولهذا السبب تعمل الولايات المتحدة الأميركية بجهد وبشكل مضنٍ خلف الكواليس على الآلية مع لجنة الميكانيزم".

أما تخوف اللبنانيين من أن تعمد إسرائيل إلى توسيع الحرب مجددًا بعد وقت قريب، فهو تخوف في محله بحسب المصادر، "فشن إسرائيل حربًا موسعة جديدة على لبنان احتمال وارد ونحن قلقون ومتخوفون منه، ونحاول القيام بأقصى ما يمكننا فعله لتجنبه" بحسب ما تقول حرفيًا المصادر الأميركية وتستطرد: "لذلك نفعل ما بوسعنا لمساعدة الجيش اللبناني ولجعل الآلية والخطة التي تقدم بها تعمل وتنجح". وبالحديث عن الآلية نسأل المصادر عما حكي عن انعدام الكيمياء بين قائد الجيش العماد هيكل والمبعوثة الأميركية "مورغان أورتاغوس" فتجيب: "Bullshit" أي "هراء" وتؤكد أن "أورتاغوس" التقت "هيكل" في زيارتها الأخيرة إلى بيروت وكان الاجتماع رائعًا وكل ما يحكى عكس ذلك لا أساس له من الصحة بحسب المصادر الأميركية التي تنهي الحديث معنا بالقول إن ما حصل مع "هيكل" لا يعني أنه غير مرحب به كشخص في "واشنطن" لكن في العملي لا في الشخصي، المطلوب واحد وواضح: "سحب سلاح حزب الله".

 

ترسيم ثلاثي للحدود... وسحب حجة مزارع شبعا من "الحزب"

ألان سركيس/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2025

يعيش لبنان قصة ماراتونية مع مسألة ترسيم الحدود. لم تستطع كل الحروب والنكبات التي حلّت به تغيير هذا الواقع. ولم تفد الانقلابات التي حصلت في سوريا في جعل الأنظمة المتعاقبة تستجيب لأهم مطلب لبناني. ليست مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا قصة عابرة. بدأت هذه القضية مع نيل لبنان استقلاله عام 1943 وتلته سوريا، لكن الترسيم لم يحصل. واستغل النظام المصري والحلفاء الفلتان الحدودي ليزرعوا الفوضى أثناء ثورة 1958. وساهمت تلك البؤر الحدودية في تدفق الفدائيين الفلسطينيين بعد نكسة عام 1967، وأتت الحرب وبعدها تسليم لبنان إلى سوريا لتمحو أي أثر للمطالبة بترسيم الحدود الشرقية والشماليّة. انتصرت ثورة 14 آذار عام 2005. وحملت مطلبًا واضحًا وهو تبادل السفراء لتثبيت اعتراف سوريا بدولة لبنان بعدما كان نظام «البعث» يعتبره المحافظة 15، والمطلب الثاني هو ترسيم الحدود اللبنانية - السورية للتخلّص من تلك المعضلة التاريخية، ولتثبيت هوية مزارع شبعا بعدما استعملها «حزب الله» ومحور «الممانعة» شمّاعة لتبرير التمسّك بالسلاح. لم ينجح الضغط الداخلي والدولي في إجبار نظام الأسد على ترسيم الحدود وإنهاء قصة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وأتت الحرب السورية في 15 آذار 2011 لتستبيح الحدود بعدما عبر «حزب الله» الحدود وبات يتحرّك بين لبنان وسوريا وكأنهما بلد واحد.

سقط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، وانزاح الكابوس عن صدور اللبنانيين والسوريين، ويحاول النظام الجديد في دمشق تصحيح الوضع وإصلاح الأخطاء السابقة. وانطلقت رحلة إعادة الأمور إلى نصابها وحلّ المشاكل العالقة وعلى رأسها مسألة ترسيم الحدود بين البلدين.

وتعمل المملكة العربية السعودية منذ أشهر على حلّ المشاكل العالقة، وجمعت في أكثر من مرّة الدولتين اللبنانية والسورية، خصوصًا أن للمملكة هدفًا كبيرًا وهو منع وصول الكبتاغون إلى أراضيها عبر لبنان وسوريا، وحل المشاكل بين البلدين ورعاية التفاهم بينهما وإعادتهما إلى الحضن العربي.

الجديد في الملف هو الدخول الفرنسي على خطّ القضية وإعلان مستشارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون آن كلير لوجاندر رغبة بلادها في المساعدة وامتلاكها خرائط من أيام الانتداب الفرنسي والتي تظهر النقاط الحدودية. وإذا سارت الأمور كما يجب، سيبدأ الترسيم من نقطة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي يقال عنها لبنانية ومن ثمّ تقول دمشق إنها من ضمن أراضيها، فعند حصول الترسيم، تُسحب حجّة مهمّة من «حزب الله» يستعملها لتبرير استعماله واحتفاظه بالسلاح، وتنتهي أزمة عمرها من عمر الانسحاب الإسرائيلي عام 2000. فإذا ثبت أن المزارع لبنانية فتخضع للقرار 425. وإذا كانت سوريّة، عندها تسقط حجة «الحزب».

وبعد شبعا، تأتي مسألة ترسيم الحدود الشرقية والشمالية، فهناك نقاط عالقة بين لبنان وسوريا وأراضٍ متنازع عليها في البقاع، والترسيم كفيل بإنهاء هذه المسألة. ويعتبر الترسيم البرّي سهلًا إذا صدقت النوايا وتعاون لبنان وسوريا مدعومَين بالخرائط الفرنسية، بينما يحتاج الترسيم البحري بين البلدين إلى جهد إضافي، لكنه ليس صعبًا تقنيًا إذا كان هناك قرار سياسي بذلك. يستطيع لبنان في هذه المرحلة الدقيقة، الاستفادة من الدعم والهجمة والاهتمام الدولي لإنهاء مسائل عمرها عشرات السنوات. ولا شكّ أن ملف الترسيم البرّي بين لبنان وإسرائيل سيكون أساس أي مفاوضات مقبلة بين البلدين، وسيحصل هذا الأمر برعاية أميركية، عندها، يكون لبنان قد أنجز أمرًا تاريخيًا وثبّت حدوده البرّية الجنوبية والشرقية والشمالية، بعد ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وقبرص. يمرّ لبنان بأيام مفصلية ويترقب الجميع اتجاه الأمور، فإذا نجح الترسيم من الجهات الثلاث، يكون لبنان قد قطف الفرصة التاريخية التي لن تتكرّر، لكن الفشل يعني العودة إلى زمن الفوضى والمشاكل الحدودية التي لا تنتهي وربما الحروب.

 

لا تخدعوا أنفسكم

أسعد بشارة/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2025

هل نحن فعلًا بحاجة إلى كل هذا الخيال الشعبي الذي يصنع روايات مضحكة عن "الاختزال الكوميدي" لنقمة الأميركيين على الدولة؟ هل بلغت بنا السذاجة حدّ الظن أن واشنطن، بكل مؤسساتها وأقمارها وأجهزتها، تنتظر نميمة من هنا أو وشوشة من هناك كي تبني موقفها؟كأن الولايات المتحدة بحاجة إلى من يدلّها على ما هي متأكدة من حصوله! كأن "لجنة الميكانيزم" يترأسها ضابط روسي، لا أميركي، وكأن الدولة الأكبر في العالم، التي تعرف ما يجري في غرف اجتماعاتنا قبل أن يعرفه بعض الوزراء أنفسهم، جاهلة بأسرار همساتنا ومداولاتنا ونيات القوى السياسية عندنا!

المسألة ليست هنا. هذا الاختزال ليس بريئًا، ولا عابرًا، ولا فيه "هضامة سياسية". هذا الاختزال يهرب من المواجهة. يهرب من الحقيقة. يهرب من لحظة مفصلية يفترض بأصحابها اتخاذ موقف واضح، لا أن يختبئوا خلف نظريات المؤامرة المحلية والفولكلور السياسي. اتفاق وقف إطلاق النار واضح، اتفاق بري هوكستين، واضح إلى حدّ الإحراج. كل كلمة فيه مفهومة، مترجمة إلى العربية، ولا تحتاج إلى فقهاء في اللغة ولا إلى محللين دستوريين. وقرارات الحكومة في آب واضحة هي الأخرى، معلنة، متفق عليها، ومُلزِمة. إذًا أين المشكلة؟ في محاولات البعض التحايل على وضوح الوقائع، كأن البلد يحتمل المزيد من البهلوانيات السياسية. إرفعوا الغطاء. نعم، إرفعوا غطاء الدولة كليًّا عمّن يصرّ على الذهاب إلى الانتحار، أيًا كان، وتحت أي ذريعة كانت. لا الجيش يحتمل، ولا المؤسسات تتحمل، ولا الناس قادرة على دفع ثمن مغامرات لا تفيد أحدًا إلا الخراب. الجيش يكفيه ما تحمله من أعباء هذا الغطاء، ومن أثمان تُدفع عنه وعن غيره. حينها فقط، يمكن إعادة بناء شيء من المصداقية. حينها فقط، يفهم الداخل والخارج أن الدولة تريد دولة، وأن الحكومة تريد حكومة، وأن القرار قرار مؤسسات لا قرار مجموعات تبحث عن شرعية مفقودة في الخارج، فتختبئ خلف سردية لم تعد تقنع أحدًا.

لا تخدعوا أنفسكم. المفترق واضح، والمسار واضح، والقرار يجب أن يكون واضحًا. والتذاكي لم يعد ينقذ أحدًا.

 

إلى قداسة البابا لاوون الرابع عشر (بمناسبة زيارته لبنان)

د. نبيل خليفة/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2025

 إسمح لي أن اتوجه إلى قداستكم كمرجع لخلاص الشعوب والدوّل المؤمنة، من مآسيها وصراعاتها، ببسط السلام والأمان في ربوعها وفي قلوب أبنائها المعذبين. ولبنان واحد من هذه الدول، بل هو الدولة الأكثر حاجة لعطفكم ورعايتكم، لذا اخترتموه البلد الأول لزيارتكم الرعائية بين دول العالم قاطبةً، وهو أمر له مغزاه ومعناه لدى اللبنانيين جميعًا ولدى الكنيسة والعالم أجمع.

 يا صاحب القداسة.  إن ما سمعته وستسمعه قريبًا عن لبنان فيه وفي الخارج، من أفواه السياسيين ورجال الدين، مع ما فيه من صدق ومحبة، هو أقرب إلى الطروحات العاطفية منه إلى الأفكار العلمية.  لهذا جئت بكتابي هذا، لأضع قداستكم في حقيقة المعضلة اللبنانية وحقيقة الخروج منها. وما سأقدّمه عن الموضوع ليس اجتهادًا شخصيًا مني، بل بالعودة إلى كبار علماء الجغرافيا السياسية بدءًا بـ فريدريتش راتزل وصولًا إلى ميشال فوشيه مرورًا بجان غوتمان، إذ في هذا الإطار فقط تتحدد حقيقة هذه المعضلة ويتحدد الحل الوحيد لها. لذا فإن أول ما ينبغي عمله هو تصنيف الدولة اللبنانية بين دول العالم وهو تصنيف وضع لبنان في عداد الدول – الحاجزة (États-Tampons) بين دولتين هما إسرائيل وسوريا وهي وضعية تجعله عرضة لتأمين مصالحهما ومطامحهما ومطامعهما التوسعيّة بشكل دائم. وبالمقابل، أكّدت الجغرافيا السياسية أن الحل الوحيد لمثل هذه الإشكالية هو الحياد: حياد أو تحييد الدولة - الحاجزة ضمانةً لها وحفاظًا عليها من جيرانها وهو تحييد بقرار دولي من مجلس الأمن يضع الدولة - الحاجزة، في رعاية وحماية الأمم المتحدة مع تأكيد التزامها السلمي كعضو في الأسرة العربية، ومع أخذ العبرة مما يحصل الآن للدولة الأوكرانية التي هي دولة حاجزة بين روسيا ودول أوروبا الغربية.

 يا صاحب القداسة.  إن تحقيق هدف التحييد (Neutralisation) يفترض قناعة لدى الدول كبيرها وصغيرها وخاصة الأعضاء في مجلس الأمن بضرورة، بل بلزوم إعلان تحييد لبنان لمبررات تتعلق بدوره التاريخي بالحفاظ على القيم الإنسانية. فهل لدى لبنان البرهان الكافي لتبيان مثل هذه الضرورة؟

 أجل يا صاحب القداسة: إن الأحرف الهجائية التي اخترعها اللبنانيون في بيبلوس منذ القرن الثاني قبل المسيح هي أم الحضارات الإنسانية وأبرز اختراع في تاريخ البشرية بحسب تأكيد كبار المؤرخين.

   إنها تؤكّد أهميّة الثقافة وأولويتها لدى الإنسان باعتبارها خياره الأول وليس القوّة.   إنها وبحسب ما يكتب ول ديورانت في قصة الحضارة "الحد الذي يعيّن بداية التاريخ". إنها تعبير من جذور النهضة العربية: الفكرية واللغوية والسياسية في بداية القرن العشرين بين لبنان ومصر.

إنها الداعية والراعية والمدافعة عن حقوق الإنسان، كما برزت من خلال دور إبن الكورة الخضراء المفكّر شارل مالك في تدقيقه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وهي أفضل نموذج يقدمه المجتمع اللبناني تعبيرًا عن وثيقة (الأخوّة الإنسانية) كما أعلنها البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيّب شيخ الأزهر.

يا صاحب القداسة: اهلاً بك في أرضك وبين شعبك ومحبيك. رافقتك العذراء مريم شفيعة لبنان.  آمين.

 

بيت ليف تستنجد بالجيش... ورسالة لـ "الحزب": لا تورّطونا

طوني عطية/نداء الوطن/21 تشرين الثاني/2025

تقع القرى الجنوبية الحدودية أو ما تبقى منها، ومعها الجيش اللبناني، بين فكّي عناد: الأول، "حزب اللّه" المصرّ على عدم التسليم بالهزيمة، والرافض الإقرار بانتهاء دوره القتالي ونزع سلاحه رغم الكلفة البشرية والميدانية. والثاني، إسرائيل التي لم يعد عقلها الأمني، بعد السابع والثامن من تشرين الأول 2023، يحتمل أي مهادنة أو تسوية قد تعيد إنتاج التهديد، في المستقبل القريب والبعيد.

صحيح أن "الحزب" لا يزال يستند إلى بيئة واسعة تحتضنه وتناصره في رحلة الموت، إمّا بدافع القناعة الأيديولوجية أو بفعل المصلحة الوجودية. إلّا أن شرائح أخرى من الطائفة الشيعية، بدأت تراجع حساباتها، مقتنعةً بأن فاتورة الدم والدمار والتهجير باتت باهظة، وأن خيار "الإسناد" لم يكن إلّا مسارًا انتحاريًا.

كما أن التركيبة السياسية والحزبية في بعض البلدات باتت تُشكّل عامل ضغط متزايد على "حزب اللّه". من بين هذه القرى بيت ليف، المحسوبة تاريخيًا على حركة "أمل" وأبرز أبنائها هو عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أيّوب حميّد. تقع بيت ليف على بُعد نحو 3 كلم من الحدود، تجاورها القوزح، دبل، رشاف، صربين وياطر. خلال حرب تموز 2006، لم يصبها الدمار بالشكل الذي أصاب، البلدات الأخرى المحسوبة على "الحزب". أما في الحرب الحالية، فقد تبدّل المشهد: دُمّر نحو 120 منزلًا بشكل كامل، وتضرّر نحو 400 جزئيًا، من أصل 1100 وحدة سكنية في البلدة. في هذا السياق، تشير مصادر "محلية" إلى أنه مع اندلاع الأزمة السورية، تمكن "الحزب" من استقطاب الشباب أو الجيل الجديد وتجنيدهم للقتال في سوريا، مقابل رواتب مقبولة، حيث اعتبرها بعضهم فرصة عمل (مع منافعها المعنوية وغيرها). أمّا اليوم، فتحوّل هذا الانخراط إلى عبء على بعض البلدات، التي "جاهدت" وتمنت ألّا يورّطها بعض أبنائها المنتمين إلى "حزب اللّه" في "حرب الإسناد". اللافت في ما جرى ببيت ليف، أمران: أولًا، أنه فور إعلان الجيش الإسرائيلي عن رصد منشآت عسكرية تابعة لـ "حزب اللّه" داخل البلدة، واتهامه "الحزب" بإعادة ترميم تلك المنشآت، وجّه أبناء البلدة نداءً عاجلًا إلى قيادة الجيش اللبناني والرؤساء جوزاف عون، نبيه بري ونواف سلام، دعوهم فيه إلى "التحرّك الفوري والاضطلاع بمسؤولياتهم الوطنية عبر الانتشار داخل البلدة وتأمين الحماية للمدنيين العزل". وكما في بلدات أخرى، تعكس هذه المطالبة المتكررة حضور الجيش، تحوّلًا لافتًا في المزاج الأهلي، وشبه تسليم واقعي ومعنوي، بأن "حزب اللّه" لم يعد، في نظر بعض القوى المحلية، هو الضامن لأمنهم. وأن معزوفة "المقاومة" و "الردع" لم تعُد "تقرّش" لدى الأهالي.

ثانيًا، خلال الأسابيع الأخيرة، كثفت إسرائيل ضغوطها على الجيش اللبناني لتفتيش المنازل والممتلكات الخاصة في الجنوب بحثًا عن أسلحة تابعة لـ "حزب اللّه"، وهو ما رفضته المؤسسة العسكرية، معتبرةً أن هذا النوع من التدخل قد يفجّر صراعًا داخليًا ويقوّض استراتيجيتها القائمة على نزع السلاح تدريجيًا، والتي تصفها بـ "الحذرة لكن الفعّالة". وفي مواجهة هذا الرفض، لجأت إسرائيل إلى تنفيذ خطتها، من خلال نشر مواقع محدّدة ووحدات سكنية تقول إنها تُستخدم لتخزين أسلحة "الحزب". هذا الواقع سيدفع الأهالي كما حصل في بيت ليف، إلى مناشدة الجيش اللبناني للتدخل وحمايتهم وبسط سلطته في بلدتهم، ودعوته لتفتيش المنازل، بما يوفر غطاءً أهليًّا لتحرّكه داخل القرى، باعتبار أن البديل، أي تكفل إسرائيل بالمهمّة، لن يجلب سوى الدمار والتهجير. لذا، بين كمّاشتي "حزب اللّه" وإسرائيل، يبقى خيار الدولة اللبنانية عبر مؤسّساتها الشرعية الملاذ الأكثر أمنًا واستقرارًا لأبناء الجنوب.

 

لبنان و«حزب الله» وحافة الهاوية

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

في الجنوب اللبناني، وفي عمق الأماكن التي خبرت عقوداً من المواجهات، ينهمك «حزب الله» في عملية إعادة بناء دقيقة تشبه جراحة معقّدة تُجرى بصمت، وتؤجل نتائجها إلى حين. فبعد الحرب التي امتدت منذ عام 2023، وتزامنت مع صراع غزة، وجد الحزب نفسه أمام خسائر غير مسبوقة: قياداته العسكرية تلقت ضربات مؤلمة، ترسانته تعرّضت للتآكل، ومنشآته قُصفت، حتى وصل الأمر إلى اغتيال أمينه العام، وتفكيك جزء واسع من بنيته القيادية. ورغم هذا المشهد الذي بدا كأنه يُنهي مرحلة كاملة من تاريخه المسلّح، بدأ الحزب ينهض تدريجياً نحو نقطة جديدة من توازن القوة، مستفيداً من خبرته الطويلة في العمل تحت الضغط، ومن الدعم الإيراني الذي لم يتوقف رغم انهيار الأوضاع الاقتصادية في طهران نفسها. المدخل الأول لإعادة البناء كان المال، فهو العمود الفقري لكل هيكل عسكري معقّد. خلال الأشهر الأخيرة، أصدرت واشنطن سلسلة عقوبات على شبكات مالية متخصصة في تحويل الأموال الإيرانية إلى خزائن الحزب عبر النظام النقدي اللبناني المترهل، حيث تُستخدم شركات صرافة، ومكاتب تحويل، ومراكز تجارية واجهة لتمرير ملايين الدولارات. هذه الأموال تُستخدم في دفع رواتب المقاتلين، وإعادة بناء المنشآت، وتمويل مصانع صغيرة للذخائر، والطائرات المسيّرة. ورغم تشديد الضغوط، فإن الحزب يعتمد على شبكة واسعة من داعمين، ومهربين، وتجار في أفريقيا، وأميركا الجنوبية يرفدونه بعملات صعبة، ما يسمح له بإعادة تشغيل ما انقطع من خطوط الإمداد.

أما المسار العسكري، فهو الجبهة الأكثر خطورة. فالحزب الذي خسر آلاف المقاتلين، خصوصاً من وحداته المتقدمة، يعمل اليوم على إعادة هيكلة قواته بما يضمن استمرار قدرته على تشكيل تهديد منخفض الوتيرة، من دون الانجرار إلى حرب كبرى. وقد بات واضحاً أن التركيز الأمني والعسكري يذهب باتجاه «وحدة بدر»، المتمركزة شمال نهر الليطاني، والتي جرى تعزيزها بعناصر من القوات النخبوية التي كانت مكلفة بعمليات اختراق الحدود. هذه الوحدة، بإعادة تدريبها، وتجهيزها، تحولت إلى حجر الأساس في استراتيجية «التهديد الدائم»، حيث يمكن للحزب أن يُبقي إسرائيل في حالة توتر من دون أن يطلق شرارة لمواجهة شاملة.

وإلى جانب إعادة التموضع، توسّع الحزب في إنشاء ورش تصنيع سرّية داخل الضاحية الجنوبية، والبقاع. هذه الورش تُعيد تجميع المسيّرات الإيرانية، وتطوّر صواريخ قصيرة المدى، وتعدّل ذخائر قديمة لتصبح أكثر دقة، مستخدمةً شرائح إلكترونية مهربة، ومكوّنات تصل عبر طرق لا تخضع للرقابة المباشرة. وتشير التقديرات إلى وجود عشرات الورش التي تعمل بأسلوب متفرق صعب الاستهداف. ورغم أن الحزب لم يستعد سوى جزء يسير من ترسانته السابقة، فإن طبيعة السلاح الجديد أكثر ملاءمة لمفهوم «المشاغلة الذكية»: مسيّرات خفيفة يمكنها الاستطلاع، والتحليق لساعات، وصواريخ مخبّأة بين الحقول، أو الأبنية المدنية، ما يجعل اكتشافها وترصدها تحدياً كبيراً لأي خطة عسكرية مضادة.

ويمتد شريان الدعم الإيراني على خطٍّ مترامي الأطراف، يبدأ من طهران، وينتهي في القرى الجنوبية اللبنانية، مروراً بالعراق، وسوريا. ورغم الضربات الإسرائيلية التي استهدفت القوافل، ومستودعات التخزين، والخطوط البرية، لا تزال طهران قادرة على نقل المواد الحساسة عبر البحر. تتخذ السفن الإيرانية مظهر الشحن المدني، بينما تخفي حمولات تتضمن محركات مسيّرات، ومواد متفجرة، وأنظمة توجيه. وفي مرافئ سوريا، تُفرغ البضائع، ثم تُنقل بواسطة شاحنات صغيرة عبر طرق جبلية تصعب مراقبتها. هذا المسار، وإن تعرّض لضربات، إلا أنه لم يُقطع، بل أُعيد تشكيله بذكاء ليتجنب الضربات الجوية، ويستفيد من ضعف رقابة الدولتين اللبنانية والسورية على حد سواء. ومن زاوية الاستراتيجية الداخلية، لا يزال الحزب يعتمد على قاعدته الاجتماعية التي تُشكّل ركيزة قدرته على الاستمرار. فمع تفاقم الانهيار الاقتصادي، يجد جزء واسع من المجتمع الشيعي في الخدمات التي يقدمها الحزب متنفساً من عجز الدولة: عيادات مجانية، وشبكات تعليم، ومساعدات غذائية، وحتى طرقات تُشقّ بتمويل خارجي لتسهيل الحركة نحو مواقع عسكرية. هذه البنية الاجتماعية تضمن بقاء البيئة الحاضنة متماسكة، وتُعيد إنتاج الولاء الذي يحتاجه الحزب، خصوصاً في مرحلة إعادة بناء قدراته بعد الخسائر الثقيلة.

على المستوى السياسي، تبدو الحكومة اللبنانية التي تشكلت بقيادة جديدة عاجزة عن فرض أي تغيير فعلي. فالحزب لا يزال اللاعب الأقوى، والقادر على تعطيل التعيينات، أو إحداث فراغ متعمد إذا شعر بأن موقعه مهدد. والجيش اللبناني، رغم الدعم الدولي المتزايد، لا يمتلك القدرة العملية على الوصول إلى مخازن السلاح الموجودة داخل ممتلكات خاصة، أو بين المنازل. وهذا يعني أن أي مشروع لنزع السلاح أو ضبطه يظل نظرياً، بينما الواقع يذهب نحو استمرار ازدواجية السلاح، والدولة.

وتراقب إسرائيل هذا المشهد بحساسية شديدة، إذ ترى في إعادة بناء «حزب الله» تهديداً استراتيجياً طويل الأمد. لذلك صعّدت من عملياتها الجوية، مستهدفة شحنات السلاح، ومراكز التطوير، والورش التي تُعيد تأهيل المسيّرات. لكنّ نتائج هذا الضغط ليست حاسمة، لأن الحزب بات يتقن قواعد التخفي، ويعمل عبر وحدات صغيرة موزعة جغرافياً، ما يصعّب على إسرائيل توجيه ضربة تُطيح بقدرته على المدى الطويل. وتكمن خطورة هذه المرحلة في أن المنطقة تقف على عتبة «اشتباك متدرج»، لا هو حرب، ولا هو سلام. ضربات محدودة، وطائرات مسيّرة تجسسية، وإصابات موضعية، وردود مدروسة. هذا النمط يتيح للحزب اختبار قدرات إسرائيل، ويسمح لإيران بإرسال إشارات قوة من دون دفع ثمن مواجهة شاملة. وفي المقابل، تدرك إسرائيل أن تجاهل هذا التراكم قد يؤدي لاحقاً إلى مفاجآت غير محسوبة. خلاصة المشهد أن «حزب الله»، رغم الضربات التي أصابته، يمارس عملية إعادة بناء منظمة تقوم على ثلاث ركائز: التمويل السري، والتصنيع المحلي، وإعادة تشكيل بناه العسكرية. وبينما تعيش الدولة اللبنانية في فراغ مزمن، يستعيد الحزب تدريجياً جزءاً من قوته، مستفيداً من هشاشة الداخل، ومن الدعم الإيراني المستمر. وهكذا، يتشكل واقع جديد يتعايش فيه الضعف السياسي مع القوة العسكرية، وتستمر معه المنطقة في حلقة توتر مفتوحة، قابلة للاشتعال في أي لحظة، وقابلة في الوقت ذاته لأن تبقى معلّقة على حافة الهاوية لسنوات إضافية.

 

الدولة تواجه تحدّي "الهيبة": نوح زعيتر إسكوبار أم روبن هود؟

بتول يزبك/المدن/21 تشرين الثاني/2025

أوقف الجيشُ اللّبنانيّ نوحَ زعيتر بعدما سلّم نفسَه، فصار في قبضة الدّولة اللّبنانيّة، بعد سنواتٍ من الكرّ والفَرّ الّذي بدا مقصودًا في معظم الأحيان.

إنّه نوحٌ الشهيرُ الّذي نعرفه، سواء كنّا لُبنانيّين أم سوريّين.

أسطورةٌ شعبيّةٌ أم تاجرُ مخدّراتٍ خطير؟

لنوح زعيتر صورتان دأبت وسائلُ الإعلام على استعادتهما.

الأولى تعرضه بوصفه ابنَ منطقةٍ مُهمَّشةٍ لم تلتفتْ إليها الدّولة منذ تأسيسها، ما "اضطرَّه" إلى سلوك "منهج التّسيُّب" و"التورّط قسرًا" في المشكلات.

أمّا الثّانية، فترسمه التقاريرُ الأمنيّةٌ والإعلاميّةٌ على أنّه تاجرُ مخدّراتٍ خطير جدًّا، أسهم في خراب الشّباب اللّبنانيّ ونشر آفة المخدّرات في صفوفهم، وتربطه بعلاقاتٍ مُعلَنةٍ مع ماهر الأسد وأفرادٍ من دائرته، ظهرت في صور "سيلفي" متداوَلة. كما تتّهم شبكاتٍ على صلةٍ به بإرسال مقاتلين إلى سوريا، تحت غطاءٍ وفّرته قوى أمرٍ واقعٍ في لبنان، من "حزب الله" إلى مكوّناتٍ في "المنظومة" الحاكمة الّتي تُشبَّه بـ"العصابة".

ومهما تعدّدت السّيرُ والأقاويلُ عنه، وحتّى الألقاب، من "إسكوبار" إلى "أسطورة" خارجةٍ عن القانون، يبقى أنّ الرّجل الّذي صُنعت حوله هالةٌ أسطوريّةٌ في المخيّلة الشّعبيّة، وتصدَّر الشاشات، فيما تراكمت على اسمه عشراتُ مذكّراتِ التوقيف، يتحوّل اليوم من رمزٍ للفلتان إلى اختبارٍ حقيقيٍّ لجدّيّة قيام دولة القانون. وهذا وحده يطرح أسئلةً مشروعةً من قبيل، هل بدأت دولةُ القانون تتحقّق فعلًا، أم أنّ المنظومة، "بحركاتها المعتادة"، غرّرت بأحد أعضائها ورفعت الغطاءَ عنه؟

كلّها أسئلةٌ مطروحةٌ في بلدٍ مفتوحٍ على كلّ الفرضيّات. لكنّ الأهمّ أنّ قصّة الرّجل وصلت إلى خواتيمَ تُعَدّ مُرضيةً، أقلّه لأبناء البقاع المنكوب، ولسوريا الّتي عاثت فيها شبكاتُ التهريب فسادًا، ولدولة لبنان وهيبتها المهدورة منذ عقود.

من هو نوح زعيتر؟

في غمرة المستجدّات الأمنيّة والسّياسيّة، وفي خضمّ الجبهة الجنوبيّة المتّقدة، استأثر قرارُ المحكمة العسكريّة قبل فترةٍ بالحكم على اثنين من كبار تجّار المخدّرات في لبنان، نوحِ علي داوود زعيتر، وعلي منذر زعيتر المعروف بـ"أبو سلّة"، بالإعدام، باهتمام الشّارعين اللّبنانيّ والسّوريّ. فالحكم، ولو كان غيابيًّا، عُدَّ يومها شكلًا من أشكال الانتصار للعدالة لدى شعبين عاشا مآلاتِ التسيُّبِ والانفلاتِ الّذي تغطّيه قوى الأمرِ الواقع، من ميليشياتٍ وجيشٍ "نظاميّ" سوريّ، ويُقابله تاريخٌ طويلٌ من غياب المساءلة الجديّة والعدالة، ما شجّع على تطبيعٍ مُلتبِسٍ مع الجريمة. (راجع "المدن"). نوح زعيتر، الملقّب بـ"روبن هود البقاع"، نسبةً إلى ما يُروى عن أعمالٍ "خيريّة" ومساعداتٍ قدّمها لمقرّبين منه من الفقراء والمغلوب على أمرهم، بنى جزءًا من صورتِه على اتهام الدّولة اللّبنانيّة بالتسبّب في خروجه عن القانون، بوصفه امتدادًا لسرديّة "مظلوميّة" تاريخيّةٍ لسكّان البقاع الشماليّ. في المقابل، تضعه سجلاّتُ البحثِ والتحرّي في خانةِ واحدٍ من أبرز المطلوبين بالاتجار بالمخدّرات منذ تسعينيّات القرن الماضي، وقد صدرت بحقّه عشراتُ مذكّراتِ التوقيف وأحكامٌ غيابيّةٌ متعدّدة، إلى أن أوقفه الجيش اليوم، بعدما كان متواريًا عن الأنظار رغم إطلالاته الإعلاميّة المتكرّرة.

في العام 2021 أصدرت المحكمةُ العسكريّةُ الدّائمة في لبنان سلسلةَ أحكامٍ بحقّ نوح زعيتر وآخرين، بجرم الترويج للمخدّرات والاتجار بها. وقد أنزلت المحكمةُ يومها، برئاسة العميد الرّكن خليل جابر، عقوبةَ الإعدام غيابيًّا بحقّ نوح زعيتر وعلي زعيتر "أبو سلّة"، وحكمت على مهدي زعيتر، نجلِ نوح، بالسّجن أربعَ سنواتٍ،  بجرائمِ تشكيلِ عصابةٍ مسلّحةٍ بقيادة "أبو سلّة"، وإطلاقِ النار على عناصر من الجيش اللّبنانيّ بقصدِ قتلِهم، ما أدّى إلى مقتلِ عريفٍ من آل شمص وجرحِ آخرين، خلال عمليّةِ دهمٍ في حيّ الشروانة، في الطّرف الشماليّ من مدينة بعلبك، مطلعَ حزيران 2022، لملاحقة مطلوبين بتجارة المخدّرات كان "أبو سلّة" أبرزَهم.

ونال علي زعيتر، نجلُ نوح، حكمًا بالبراءة للمرّة الثّانية، لعدم كفاية الدليل ووجود الشكّ. ويُعدّ هذا الحكمُ بالإعدام الأوّلَ في لائحة الأحكام الصادرة بحقّ نوح "أبو نوح" و"أبو سلّة"، بعد سلسلةِ أحكامٍ سابقةٍ قضت بإنزال عقوبةِ الأشغال الشّاقّة المؤبّدة بهما بجرم تجارة المخدّرات.

عمليّةُ الدّهم في حزيران 2022، الّتي شكّلت فاتحةَ الخطةِ الأمنيّة الّتي أطلقها الجيشُ، بمؤازرة الأجهزة الأمنيّة الأخرى في البقاعَيْن الأوسط والشماليّ، جرّت وراءها سلسلةً دوريّةً ومكثّفةً من العمليّات، بوصفها جزءًا من "الحلول الجذريّة" للوضع الأمنيّ المأزوم. غير أنّ هذه الخطة لم تُستكمَلْ كما أُريد لها، بعد تدخّلاتٍ عشائريّةٍ وحزبيّةٍ وسياسيّةٍ أوقفت دهمَ منازلِ مطلوبين على امتداد البلدات البقاعيّة.

المفارقة أنّ عمليّةَ الدّهم ذاتها سبَقَها اعتصامٌ يطالِب بعفوٍ عامٍّ عن بعض الملاحقين قضائيًّا، حيث لوحِظ أنّ نوح زعيتر، "أسطورةَ زعماء العصابات"، كان بين المشاركين في اعتصامٍ أمام سراي بعلبك الحكوميّ، الّذي طُوِّق بالقوى الأمنيّة، من دون أن يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منه، رغم تكدّس عشراتِ مذكّراتِ التوقيف بحقّه. اليوم يعود السؤالُ نفسُه، ولكنْ بصيغةٍ مختلفة. يومها، وبينما كان الجيش قد خسر العريفَ زينَ العابدين شمص، وحاز في المقابل على غطاءٍ شعبيٍّ وعشائريٍّ واسع، تدخّلت وفودٌ عشائريّةٌ قريبةٌ من "أبو سلّة" لدى الوكيل الشّرعيّ للخميني في لبنان، وعضوِ شورى "حزب الله" محمد يزبك، في مكتبِه في بعلبك. خرج المجتمعون بتصريحاتٍ تمهل الجيشَ ساعةً لوقف ملاحقة المطلوبين، "وإلّا..."، في حين رفضتْ عشيرةُ زعيتر تسليم المطلوبين، واعتبرت الجيشَ اللّبنانيّ "جيشًا غريبًا". أمّا يزبك فقال يومها، "نشكر آلَ زعيتر الّذين ضبطوا أنفسَهم وضبطوا سلاحَهم، وإذا بعد ساعةٍ أو ساعتين لم تُحلّ الأمور، فنحن متضامنون معكم وسنقف إلى جانبكم".

عقوباتٌ أميركيّةٌ وملفّ الكبتاغون

منذ نحو عامٍ ونصف العام، وتحديدًا في 28 آذار 2023، أعلنت وزارةُ الخزانةِ الأميركيّة لائحةً من العقوبات تضمّنت اسمَ نوح زعيتر، على خلفيّة دعمه النّظام السوريّ، وضُلوعه في تجارة حبوب الكبتاغون، فضلًا عن صلتِه المزعومة بـ"حزب الله". وأشارت الوزارةُ في بيانها إلى أنّ هذه العقوبات تُفرَض بموجب قانون "قيصر" لحماية المدنيّين السّوريّين، مؤكّدةً أنّ القائمة تسلّط الضّوء على "الدّور المهمّ لمهرّبي المخدّرات اللّبنانيّين، الّذين تربطهم علاقاتٌ وطيدةٌ بحزب الله، في تسهيل تصدير الكبتاغون"، كما تُبرز "هيمنة عائلة الأسد على الاتّجار غيرِ المشروع بالكبتاغون لتمويل النّظام القمعيّ".

جحيم الحياة اليوميّة في البقاع الشماليّ

في البقاع واقعٌ مُغايرٌ لسائر المناطق اللّبنانيّة. البؤرُ الخارجةُ عن سلطة الدّولة لا تُعدّ ولا تُحصى، من عصابات التهريب، إلى بعض العشائر، وميليشياتِ الخطف والسّرقة، وتُجّار المخدّرات، وغيرِهم. هذا المشهدُ يحوّل المنطقةَ إلى قنبلةٍ موقوتةٍ تنتظر مسارَ الأمن المنتظر. فهل تقدِر الدّولة فعلًا على فرض أمنِها على هذه المناطق، أم أنّ "المسرحيّة البشعة" ذاتَها ستتكرّر، بحيث تكتفي الدّولةُ بإكمال "المسرحيّة الأمنيّة" ببعض التوقيفات الّتي لا تنزع فتيلَ الانفجار، وربّما لا تكفي حتّى لتأجيله؟

ليس وحدَه حكمُ العشائر والسّلاحُ المتفلّت ما جعل سمعةَ البقاع الشماليّ ملتصقةً بأخبار الجريمة دوريًّا، وليس وحدَه البؤسُ العامّ والاستسلامُ لحتميّة واقعٍ هزليٍّ، ما جعل حياةَ البقاعيّ رخيصةً، في الإعلام كما في نظر دولته، وصولًا إلى جزءٍ من مجتمعه. وربّما تكون أكثرُ النّظريّات منطقيّةً، على الصعيديْن السوسيولوجيّ والسّياسيّ، لتفسير هذا الشّرْخ بين واقعٍ معاشٍ مُزدحِمٍ بالقتلى وضحايا الجرائم المتفرّقة، وبين التمثيلات الإعلاميّة والرّسميّة والأمنيّة المحدودة والمنحصرة في إطار المعادِ والمألوف عن هذه المنطقة، هي أنّ حياةَ البقاعيّ باتت جحيمًا يوميًّا. من هنا، لا يُقاس معنى توقيفِ نوح زعيتر فقط بكونه إلقاءَ القبض على أحد أخطر المطلوبين، بل بكونه ميزانَ حرارةٍ لاختبار ما إذا كانت الدّولة في طور استعادة هيبتها حقًّا، أم أنّ شيئًا لم يتغيّر، وأنّ الأسطورة تبدّلت وجوهُها من دون أن يسقط منطقُها.

 

القوى المسيحية والطائف: ثلاثية التطبيق- التصحيح- التطوير

جورج حايك/المدن/21 تشرين الثاني/2025

عشية عيد الاستقلال، تطرح القوى السياسية المسيحية علامات استفهام عديدة حول تطبيق اتفاق الطائف. وكل هذه القوى، على رغم خلافاتها واختلافاتها، تلتقي على نقطة أساسية: "الطائف" لم يُطبَّق حتى اليوم. وعندما تُطرح التفاصيل، تبرز لدى كل حزب أو تيار مقاربة خاصة للموانع التي حالت دون تطبيق الاتفاق الذي أجمع عليه اللبنانيون في العام 1989. بالنسبة إلى "التيار الوطني الحر"، يحتاج اتفاق الطائف إلى تطوير. ويؤكّد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب أسعد درغام أن الاتفاق أثبت من خلال الممارسة أنه يتضمّن الكثير من الشوائب على صعيد ممارسة السلطة وتوزيع الصلاحيات. وأهم هذه الشوائب أنه لا يلحظ آلية محددة للتعامل بين السلطات: رئاسة الجمهورية والسلطتين التنفيذية والتشريعية. ولفت إلى أنّه عند وقوع أي خلاف، تأخذ كل سلطة الأمور كما تريد، ولا شك في أن الدولة تُدار بثلاثة رؤوس، وكل رأس قادر على تعطيل سير الأمور، في ظل غياب آلية لفضّ الخلافات. لكن درغام يرى أن البحث في تغيير اتفاق الطائف قد يثير مشاكل كبيرة في البلد. لذا يجب الاكتفاء بتطويره لمعرفة ما نُفّذ منه وما لم يُنفّذ، حتى تصبح الأمور واضحة في ممارسة السلطة. إلا أنّ التعديل أو التطوير يخضع لتوازنات داخلية طائفية وحزبية، وهذا ما يحتاج إلى توافق عام. وذكر درغام أموراً عديدة لم تُنفّذ مثل اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، وإنشاء مجلس الشيوخ وغيرها. وتطرّق درغام إلى مشكلات التأليف والتكليف في ظل غياب المهل، وهذا ما يحصل في الحياة السياسية اللبنانية، إذ يستطيع رئيس الجمهورية تعطيل عملية التكليف عبر عدم الدعوة إلى الاستشارات النيابية، أو قد يستغرق رئيس الحكومة أشهراً طويلة في تأليف الحكومة. ويشير درغام إلى أنه "مطلوب تسيير أمور الدولة بطريقة شفافة وعبر آلية واضحة في الدستور لفضّ تنازع السلطات في ما بينها. وما يجري اليوم أن الدولة تُدار من خلال ثلاثة رؤوس. ويعتبر أن نزع صلاحيات رئيس الجمهورية ووضعها في مجلس الوزراء مجتمعاً كان خطأ كبيراً، كما أن هناك ثغرات كبيرة في ممارسة العمل النيابي، مثل وضع اقتراحات القوانين في الأدراج، بحيث مرّ عليها الزمن وأصبحت في حاجة إلى تعديل. كل هذه الأمور تحتاج إلى إعادة نظر وتعديل البنود لتصبح قابلة للتطبيق".

القوات: تمّ الانقلاب على الطائف

لا تتطابق أولويات "القوات اللبنانية" مع أولويات "التيار الوطني الحر" بالنسبة إلى اتفاق الطائف، بل تذهب القوات بعيداً في سرديتها، إذ تعتبر مصادرها "أن الطائف تمّ الانقلاب عليه منذ لحظة إقراره مع اغتيال الرئيس رينيه معوض، لذلك لم تُمنح له فرصة التطبيق. فقد وضع النظام السوري البعثي يده على البلد وخضع لبنان للاحتلال، ولا نزال حتى اليوم نعيش فصولاً متعددة من عملية الاغتيال المتمادية ضمن إطار محور الممانعة". وترى مصادر "القوات" أن العوائق التي تمنع تطبيق اتفاق الطائف ترتبط بالمشروع الممانع بشقّه الأسدي سابقاً وشقّه الإيراني حالياً. فهذان الطرفان الحليفان لم يعترفا بلبنان كدولة وكيان، بل يريدان لبنان ملحقاً بنظاميهما. أمّا "الطائف"، إذا نُفّذ كما يجب، فسيكون المدخل لتمكين الدولة من ممارسة سلطتها ودورها. وطالما أن "حزب الله" يصادر دور الدولة، تصبح التفاصيل المتعلقة باتفاق الطائف مسائل ثانوية وغير أساسية. فاليوم نحن أمام دولة شكلية قرارها مُصادَر من قبل الميليشيا.

ولا تجد مصادر "القوات" صعوبة في تحديد الصيغة الأفضل لإعادة وضع اتفاق الطائف على السكة الصحيحة، وتؤكد أن "الصيغة الأفضل ستبصر النور مع انتهاء المشروع المسلّح وتفكيك البنية العسكرية لـ"الحزب" بشكل نهائي. فنحن اليوم دخلنا الفصل الأخير من كتاب "الممانعة"، وخصوصاً بعد قرارات 5 و7 آب القاضية بنزع السلاح. وهذه مرحلة جديدة بدأت تتبلور مع انتخاب الرئيس جوزاف عون وتكليف الرئيس نواف سلام وتشكيل حكومة لا يملك فيها "الحزب" الثلث المعطّل، ويتم نزع سلاحه في جنوب الليطاني، وهو مبرر وجود مقاومته المسلحة التي فقدت الآن. وبالتالي انتهى مشروعه، وستُستكمل ورشة نزع سلاحه شمال الليطاني أيضاً". ولا تحبّذ مصادر "القوات" التفكير في أي اتفاق بديل عن "الطائف" أو أي تعديل قبل الانتهاء نهائياً من موضوع السلاح. فالسلاح يمنع تطبيق اتفاق الطائف والفيدرالية والتقسيم وكل الصيغ الأخرى. وتشير إلى أنه بعد اكتمال نزع السلاح، إذا وجد اللبنانيون ضرورة لإعادة النظر في الاتفاق، لا مانع من ذلك، فـ"الطائف" ليس إنجيلاً أو قرآناً، بل علينا إعادة النظر به بما يتلاءم مع طبيعة المجتمع وحاجاته.

الكتائب: الطائف ليس منزَلاً

أما "الكتائب اللبنانية"، فليست بعيدة كثيراً عن مقاربة "القوات"، إذ لا تعتبر اتفاق الطائف منزلاً، بل هو وُجد لإدارة البلد وخدمته. لذلك ترى مصادرها أنه لا مفر من تصحيح بعض الشوائب فيه التي تعرقل عمل مجلسي الوزراء والنواب. لكن ذلك يتطلب شروطاً يجب أن تسبق أي بحث في التعديلات البنيوية لهذا الدستور.

وتعترف مصادر "الكتائب" بأن أبرز المعوقات التي منعت تطبيق الطائف هي الوصاية السورية في المرحلة السابقة، ووجود سلاح خارج إطار المؤسسات الدستورية، وخصوصاً "حزب الله" حالياً، الذي يتذرّع بأن مسألة المقاومة ينص عليها الطائف. وتشير المصادر: "قد يكون ذلك صحيحاً، إلا أن هذه المقاومة انتهت بالتحرير في العام 2000. فأصبح وجود سلاح الحزب بعد التحرير غير دستوري. وقد اعتمد بعد العام 2000 على مسوّغ غير قانوني، وهو ذريعة مزارع شبعا التي لم تكن يوماً لبنانية، وبالتالي لا يمكن البحث في تعديل اتفاق الطائف إلا بعد الانتهاء من هذه المعوقات". وقد عملت "الكتائب" مراراً لإعادة وضع الطائف على السكة الصحيحة. وتشير مصادرها إلى أنها في العام 2009 خاضت الانتخابات النيابية على أساس تطوير النظام والتوصل إلى عقد اجتماعي جديد في لبنان، والبدء بموضوع حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية. واستكملت هذا الأمر بعد الحرب الأخيرة على لسان رئيسها سامي الجميل في مجلس النواب، عندما دعا إلى عقد مؤتمر مصارحة ومصالحة يتبعه نقاش في جوهر النظام. واشترط للبدء بذلك حصر السلاح، وهو أمر ضروري قبل أي نقاش في مسألة اتفاق الطائف. لكن "الكتائب" لا ترى ما يمنع البدء بتطبيق اتفاق الطائف بكامل بنوده، وأبرزها إعادة النظر في التقسيم الإداري واعتماد اللامركزية الإدارية، التي قدّم "الكتائب" اقتراح قانون بشأنها لمجلس النواب في العام 2013 بهدف تطبيقها، لكن القانون لا يزال في أدراج المجلس. من الواضح أن هناك أولويات مختلفة وتباينات بين القوى السياسية المسيحية، إلا أنها تُجمع على ضرورة تطوير الطائف في المستقبل، ربما بعد الانتهاء من المسألة الخلافية الجوهرية وهي سلاح "الحزب".

 

لقاء فرنسي سعودي أميركي في باريس: يزيد بن فرحان قلق

غادة حلاوي/المدن/21 تشرين الثاني/2025

تنظر مصادر أمنية رفيعة بعين القلق إلى جولة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في المنطقة العازلة جنوب سوريا، مبدية خشيتها من أن تكون مقدّمة لعدوان إسرائيلي بهدف فرض أمر واقع عسكري من جنوب سوريا باتجاه جنوب لبنان مروراً بالبقاع. موضوع الحرب لم يعد يقتصر على ما يُتداول في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، إذ وصلت إلى لبنان أصداء تنذر بعمل إسرائيلي ما، فنتنياهو لن يتراجع، وقد عبّر أكثر من مرة عن عدم ثقته بقدرة الجيش الإسرائيلي على سحب سلاح حزب الله. ومنذ مدة ليست ببعيدة بدأت الصحافة الإسرائيلية تُصوّب سهامها واتّهاماتها نحو الجيش، معتبرة أنه مقصّر في عمله في جنوب لبنان. ويمكن اعتبار قرار واشنطن بإلغاء جدول زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل بمثابة رسالة تأييد للموقف الإسرائيلي. فقد عُوتِب هيكل على استعماله كلمة "العدو" في إشارة إلى إسرائيل، فاستنفرت واشنطن. ولم يكن ممكناً لقائد الجيش الالتزام بالزيارة بعدما تمّ تغيير جدول لقاءاته واقتصرت على شخصيات مغايرة لما كان متفقاً عليه. اعتذر هيكل، فشنت الولايات المتحدة هجوماً عليه بما يكشف بوضوح عن خلاف عميق معها ومع من يدعمه، أي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.

إسرائيل ليست عدواً!

وفي تعليلها لخلفيات الخلاف مع قائد الجيش، أبلغت واشنطن لبنان امتعاضها من بيانه الأخير الذي استخدم فيه عبارة "العدو" للدلالة على إسرائيل، وهو يدرك أنها مدعومة من الولايات المتحدة. والأخطر من إلغاء الزيارة احتمال اتخاذ قرار أميركي بوقف المساعدات للجيش اللبناني، ما ينعكس على المساعي إلى عقد مؤتمر لدعمه في الرياض. وقد تزامن قرار الإلغاء مع زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، الذي قصد لبنان مبلّغاً بوقف القطيعة الاقتصادية مع بيروت، ومباركاً توقيع 14 اتفاقية عالقة بين البلدين، إلى جانب بحث تفاصيل مؤتمر دعم الجيش وإعادة الإعمار.

استفسر بن فرحان عن القرار وخلفياته وأبعاده، معبّراً عن خشيته من أن يؤثر سلباً على مؤتمر دعم الجيش ويؤخر انعقاده، واعتبر أنّ البحث في تفاصيل المؤتمر لم يعد ممكناً قبل معالجة الأزمة المستجدّة، خشية أن تعارض واشنطن عقده مطلع العام المقبل، ريثما يكون الجيش اللبناني قد سلّم أولى تقاريره بشأن سحب السلاح من جنوب الليطاني، على أن تبدأ بعدها المرحلة الثانية الأكثر تعقيداً في شمال الليطاني. وبحسب ما فهم من حديث الموفد السعودي، فإن المساعدات ستكون على مراحل وخاضعة لما يحققه الجيش اللبناني في موضوع سحب سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة. وقد استوضح بن فرحان المراحل التي قطعها ملف حصرية السلاح، وجدوى الحوار الذي يخوضه رئيس الجمهورية مع حزب الله بشأن سلاحه. وفي اللقاءات التي عقدها، ناقش أيضاً موضوع الانتخابات النيابية وتأثير تأخير إجرائها وتصويت المغتربين. وبينما كان مستمعاً بإيجابية لفكرة التأجيل وتصويت المغتربين محلياً، عبّر في لقاءات أخرى عن تمنيّه إجراء الانتخابات في موعدها، وبدا أكثر ميلاً لذلك. وعلى خلاف عادته، اختصر لقاءاته وكان أبرزها زيارته إلى معراب.

الأزمة طوقت زيارة بن فرحان

الأزمة الأميركية مع قيادة الجيش طوقت زيارة بن فرحان وعدّلت جدول أعمالها السياسي، بحيث اختُصر موضوع دعم الجيش وربطه بالموقف السياسي من المؤسسة العسكرية، بينما بقي موضوع إعادة الإعمار مرهوناً بحصرية السلاح وخطة الجيش. أما الجديد في ما بحثه بن فرحان فهو المتعلق باتفاق الطائف، في ظل رأي لبناني يتحدث عن حاجة ملحّة لإعادة النظر بالاتفاق بعد التغييرات التي شهدتها المنطقة، خصوصاً أنه اتفاق شارك فيه النظام السوري السابق وكان مؤثراً في صياغة الكثير من بنوده. كل هذه المواضيع بقي البحث فيها معلّقاً على تطورات الموقف الأميركي من المؤسسة العسكرية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، أي رئيس الجمهورية، الذي أصابته سهام الهجوم على هيكل، لتكون رسالة أميركية شديدة اللهجة للدولة اللبنانية التي لم تُحرّك ساكناً علناً، لكنها تخوض نقاشاً عبر قنوات أميركية لشرح أبعاد القرار ومخاطره وتأثيره السلبي على المؤسسة العسكرية وعملها. فكيف يتم التصويب على مؤسسة مطلوب منها أن تتسلم مسؤولياتها وتبسط نفوذها على كامل الأراضي اللبنانية، ولصالح من يكون هجوم كهذا؟ غادر يزيد بن فرحان لبنان وبقيت ذيول الأزمة موضع نقاش، ربطاً بالوضع في الجنوب واستمرار العدوان الإسرائيلي، وهو الموضوع الذي سيحتل صدارة البحث في اللقاء الثلاثي الذي سيعقد خلال الأيام المقبلة في باريس بين المستشارة الفرنسية التي زارت لبنان مؤخراً، آن كلير لوجاندر، والأمير يزيد بن فرحان، والمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس. هدف الاجتماع إيجاد حل للوضع في جنوب لبنان عبر المفاوضات. وقد عبّرت المستشارة الفرنسية كما المسؤول السعودي عن ارتياحهما لإبداء رئيس مجلس النواب نبيه بري مرونة في المشاركة بموفد مدني في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، واعتبار ذلك خطوة إيجابية. لكن ما تبلغه لبنان، وهو الأخطر، أنّ إسرائيل غير مستعدة لقبول أي شرط مسبق للمفاوضات، ولا حتى وقف العدوان، وهي تنتظر انتهاء المرحلة الأولى لعمل الجيش كي تبني على الشيء مقتضاه. ونقلت مصادر دبلوماسية تحذيراً جدياً للبنان بأن رئيس وزراء إسرائيل قد يكون بصدد شنّ ضربات جديدة بعد انتهاء المهلة المعطاة للجيش لإنهاء عمله جنوب الليطاني، وأنه في حال وُجد تقصير في أداء الجيش، فستقوم إسرائيل بما تراه لازماً لسحب سلاح حزب الله وإبعاد خطره. وتجري اتصالات عبر قنوات دولية مختلفة للتصدي لاحتمال كهذا، خصوصاً أن لبنان أبدى استعداداً للتفاوض، وأن حزب الله أبلغ الرئيس عون أنه سيقف خلف الدولة في أي قرار تتخذه بشأن المفاوضات بعد وقف العدوان.

 

مغامرة نتنياهو تبلغ الأوّلي: فصل الجنوب عن البقاع عبر سوريا؟

منير الربيع/المدن/20 تشرين الثاني/2025

ينظر لبنان إلى نفسه كأنه يعيش حالة من العزلة. في الداخل هناك جمود وارتباك في كيفية التعامل مع الملفات الداهمة، مردّ الجمود هو الخوف من الدخول في مواجهة أو صدام داخلي، لكن ذلك ينعكس سلباً على التصور الدولي تجاهه. ليس سهلاً على لبنان أن ينظر إلى سوريا، وهي تستقطب كل هذا الدعم والاهتمام الدولي وصولاً إلى التداول بحديث عن احتمال إجراء الرئيس الأميركي زيارة لدمشق وعقد اللقاء الرابع مع الرئيس أحمد الشرع، في حين أنَّ الرئيس اللبناني لم ينجح حتى الآن في عقد لقاء واحد مع ترامب، وتلجأ الإدارة الأميركية إلى إلغاء مواعيد لقائد الجيش. يؤشر ذلك إلى انقلاب كبير في الأدوار بين البلدين؛ إذ لطالما نُظر إلى لبنان بوصفه نافذة سوريا إلى العالم، وهي النافذة التي عرف حافظ الأسد كيف يستغلها ويستثمر فيها، ولطالما كان لبنان هو "صاحب الوجه الغربي" في المنطقة، يجد نفسه اليوم على مسافة بعيدة من الغرب التي أصبحت سوريا من صلبها.

نظرية " الانهيار لإعادة التركيب"

يراهن لبنان على جملة تطورات خارجية يمكنها أن تسانده في تجاوز الضغوط القائمة، والتي تصل إلى حدود التهديد بعملية عسكرية إسرائيلية واسعة من جهة، وبضغوط اقتصادية ومالية تدفعه إلى المزيد من الانهيار والتحلل، خصوصاً مع تنامي وجهات نظر عديدة في بعض الدول، مفادها أنه يجب أن ينهار كل شيء في لبنان لتنهار المنظومة المستحكمة فيه وفي مؤسساته وقطاعاته، وبعد انهيارها الكامل تتم عملية إعادة تركيبها في موازاة إعادة إنتاج سلطة سياسية جديدة. في مواجهة هذه الضغوط ينتظر لبنان تحركات عربية وأوروبية تساهم في مساعدته على تجنب المخاطر والتصعيد، كما أن هناك تعويلاً على إمكان الوصول إلى تفاهمات أو تقاطعات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، فتنعكس خفضاً للتصعيد والتوتر.

السعودية والاستعدادات المشروطة

لا يفصل اللبنانيون ذلك عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأميركية، وسط معلومات عن بحثه في ملفات المنطقة ككل، بما فيها لعب دور تفاوضي بين واشنطن وطهران، إضافة إلى البحث في الملفات الفلسطيني واللبناني والسوري. وتزامنت زيارة بن سلمان لواشنطن مع زيارة الوفد السعودي لبيروت بطرح واضح وهو الاستعداد للدخول في مساعدات واستثمارات، شرط وفاء لبنان بالتعهدات التي التزم بها مسؤولوه، على خط حصر السلاح بيد الدولة، وإنجاز الإصلاحات السياسية، الإدارية، المالية والاقتصادية. عملياً، أصبح لبنان أمام خيارين: إما أن ينفذ كل هذه الشروط، وإما أن يُترك لمصيره وسط تصاعد وتيرة التهديدات والضربات الإسرائيلية، إضافة إلى مواجهة المزيد من الخنق المالي والاقتصادي.

بري والتسوية بـِ "التطبيق الكامل للدستور"

بعد إلغاء مواعيد قائد الجيش، تسارعت وتيرة الاتصالات مع الأميركيين لكنها لم تؤد إلى نتيجة حتى الآن، فالجواب الذي يتبلغه المسؤولون اللبنانيون، هو ضرورة تنفيذ كل الشروط المطلوبة منهم، وبعدها يمكن الحديث عن ترتيب العلاقات وجدولة الزيارات. من هنا، تبرز محاولات عربية عديدة لإقناع اللبنانيين بضرورة الإقدام على انجاز اتفاق داخلي عنوانه تطبيق الدستور كاملاً، مع البحث عن تسوية مع حزب الله وبموافقة إيران لأجل تفادي الأسوأ. وذلك يرتبط بزيارة المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري إلى طهران. وهنا لا بد من النظر إلى اللقاءات التي عقدها الأمير يزيد بن فرحان مع المسؤولين، ولا سيما اللقاء الخلوة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفيه جرى البحث في كل الملفات الأمنية الخاصة بفتح خطوط التصدير وإعادة تفعيل خطوط الطيران واتخاذ خطوات استثمارية سعودية في لبنان، إضافة إلى البحث في الملفات السياسية وأهمية تطبيق اتفاق الطائف.

الإسرائيليون يكبّرون الحجر.. جنوب لبنان وسوريا

ما دون ذلك، سيبقى لبنان عرضة للتهديدات والضربات الإسرائيلية التي ظهرت سريعاً بتجديد الإنذارات والتحذيرات من استهداف قرى وبلدات في جنوب نهر الليطاني؛ إذ يسعى الإسرائيليون إلى تقديم صورة مفادها أن الجيش لم ينجز مهمته بعد في تلك المنطقة، وأن مسار العمل لا يزال بطيئاً. ويتزامن ذلك مع زيادة التعزيزات العسكرية الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، علماً أن التحركات الميدانية تشير إلى استعداد لمواصلة عملية قضم المزيد من الأراضي اللبنانية أو التحضير لتوغل برّي. في الموازاة برزت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لجنوب سوريا ومنطقة جبل الشيخ، هذه المنطقة التي ستكون معنية بأي اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، والتي أعلن نتنياهو عدم الموافقة على الانسحاب منها. وكذلك، هو لا يوافق على الانسحاب من النقاط اللبنانية قبل سحب سلاح حزب الله وتغيير كل الوقائع الميدانية والعسكرية، إضافة إلى إقامة منطقة عازلة.

التوغل البري.. من سوريا إلى لبنان

إنها مرحلة جديدة من التصعيد الإسرائيلي، تحاول فيها تل أبيب الاستفادة من الضغط الأميركي على لبنان والجيش. بدأت ترجمتها باستهداف مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، وتواصلت بإنذارات الإخلاء والتحذير، واستكملت بالرسالة التي وجهها الإسرائيليون إلى أهالي بيت ليف محدداً مواقع عسكرية لحزب الله، وسرعان ما ناشد أهالي البلدة الجيش للدخول إليها وحمايتهم. هذه الخطوة الإسرائيلية تحمل مؤشرات حول رفع منسوب الضغط على الجيش واعتباره أنه لا يقوم بمهامه، إضافة إلى محاولة إجباره على مداهمة المناطق المأهولة والمباني السكنية وهو ما رفضه الجيش سابقاً. عمل الإسرائيليون في نطاق جنوب نهر الليطاني، لكن تصعيدهم قد يصل إلى المطالبة بمنطقة منزوعة السلاح حتى نهر الأوّلي، وما ضربة مخيم عين الحلوة إلا إشارة في هذا السياق.  لا يمكن حصر جولة نتنياهو في الجنوب السوري بمسألة الاطلاع على منطقة "الاتفاق الأمني مع دمشق". ففي ظل هذه الظروف، لا بد من النظر إليها من عين أبعد، تتعلق بالمخاوف الكبيرة من أن يحضر الإسرائيليون لعملية توغل بري باتجاه لبنان انطلاقاً من بعض مناطق الجنوب السوري، وخصوصاً من منطقة جبل الشيخ لفصل الجنوب عن البقاع وقطع كل طرق الإمداد عن حزب الله، إضافة إلى محاصرته في الجنوب. وذلك يمكن أن يفتح المجال أمام تنفيذ إسرائيل إنزالات في مواقع محددة، يتعذّر تدميرها بالقصف الجوي أو الوصول إلى نقاط مشرفة على نهر الأولي.

 

علي الأمين: إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن إنذار خطير.. ولبنان يسير نحو الإنتحار السياسي

علي الأمين/موقع جنوبية/20 تشرين الثاني/2025

أشار رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين، أن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن هو مؤشر خطير جداً يعكس عدم إدراك السلطة اللبنانية لخطورة الموقف الأمريكي وعدم تقديرها لكيفية تنفيذ الاتفاقيات الدولية، خاصة فيما يتعلق بمسألة السلاح جنوب الليطاني.

جاء ذلك خلال مقابلة في برنامج “بيروت 24، حيث تناول الأمين تصاعد الضغوط الأمريكية والدولية على لبنان، والهدف منها لنزع السلاح وإجراء الإصلاحات، مشيراً إلى أن لبنان لا يلبي أياً من هذه المطالب.  ووصف الأمين الوضع اللبناني بأنه بلد يترنح، ولا يملك عموداً صلباً يثبت خيمته أو يشكل ركيزة فعلية له. معتبرا أن إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن “مؤشراً خطيراً جداً” لا يتحمله لبنان إلا إذا كان ذاهباً إلى الانتحار.وانتقد الأمين التعاطي اللبناني مع الخارج، معتبراً أن لبنان “بلد صغير” والمشكلة أن القوى السياسية أعطت نفسها أكبر من حجمها، حيث تصورت أنها حاملة للمحور الإقليمي.

وأوضح أن هذه القوة المزعومة كانت مدعومة بغطاء أمريكي، وأن الحرب الأخيرة كشفت هزال كل هذا الكلام وهشاشة الموقف اللبناني، بما في ذلك قوة “حزب الله”.

الاتفاقيات ونزع السلاح

وأشار الأمين إلى أن الاتفاق الذي وقعته الحكومة اللبنانية، والذي وصفه كثيرون بـ “الاتفاق المذل”، حدد مسارات واضحة. ونص الاتفاق على نزع السلاح وحصره في ستة أجهزة رسمية بالدولة اللبنانية (الأمن الداخلي، الجمارك، الأمن العام، الجيش، شرطة البلدية، أمن الدولة)، مما يعني أن كل شيء خارج هذه الأجهزة ليس له وجود. وشدد على أن الاتفاق ينص على سحب السلاح بدءاً من جنوب الليطاني، وليس حصراً في تلك المنطقة، وأن الولايات المتحدة هي الضامن والوصي على هذا الاتفاق من خلال اللجنة الخماسية. وأكد الأمين أن الأزمة الحالية، ومنها الموقف الأمريكي من قائد الجيش، تكشف عدم إدراك السلطة اللبنانية لكيفية تنفيذ الاتفاق وتقديرها للموقف الأمريكي.

تراكم الأسباب وعبء السلاح

 ونفى الأمين أي وهم بأن القوى الدولية، وتحديداً إسرائيل التي لديها قدرات اختراق عالية، لا تعلم بوجود السلاح جنوب الليطاني، مؤكداً أن الاستطلاع الجوي (الدرون) يكشف كل التفاصيل في الجنوب. وأشار إلى أن الجيش اللبناني يتلقى معلومات حول مواقع السلاح، ولكن “حزب الله لا يسمح للجيش أن يدخل لتنفيذ مهماته، مما يدفع إسرائيل أحياناً للقيام بضربات. واعتبر الأمين أن السلاح قد تحول إلى “عبء وإلى كارثة وإلى مصدر خطر وجودي على البيئة الشيعية”، مؤكداً أن خيار “حزب الله” أخذ البيئة الشيعية إلى الدمار والموت، وسد الأبواب أمام إمكانية العودة وإعادة الإعمار.

دليل ضعف ومراقبة للبيئة الشيعية

وتطرق الأمين إلى محاولة الاعتداء على الناشط السياسي محمود شعيب في النبطية، مشدداً على أن شعيب مواطن لا يملك حزباً سياسياً، ومع ذلك يتعرض للاعتداء والنهب، دون استجابة من الأجهزة الأمنية المحلية التي وصفها بأنها “تحت السيطرة” الحزب. ورأى الأمين أن هذا النمط من السلوك (الاعتداء على مواطن وتهديده بـ “الصهيونية”) هو دليل ضعف من الجماعة و “ما قادرين يتحملوا كلمة اعتراض”.

 جهاز أمني لمراقبة الشيعه

وخلص الأمين إلى أن “حزب الله” تحول اليوم من قوة إقليمية إلى “جهاز أمني لمراقبة الشيعه” للإبقاء عليهم تحت السيطرة ومنع أي صوت معارض يكشف الوضع الجديد داخل البيئة التي أصبحت بيئة منكوبة.

 

لبنان أمام خطر إغلاق ثلاثي والاستراتيجيات لا تُبنى على "وشايات"

الياس الزغبي/موقع الصفا/20 تشرين الثاني/2025

لم يكن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل واشنطن مفاجئاً سوى بالتوقيت، وليس بالدوافع والأسباب. مفاجأة التوقيت أن هيكل تبلّغ القرار الأميركي بإلغاء اجتماعات رفيعة معه بينما كان يحزم حقائبه إلى المطار، ما حداه إلى قطع رحلته في اللحظة الأخيرة، مع انتظار تأمين "ظروف ملائمة" لتلبية الدعوة الأميركية. أمّا دوافع الإلغاء وأسبابه فهي متراكمة منذ اللقاء الأوّل بينه وبين الموفدة الأميركية مورغان أرتاغس في الخامس من نيسان الفائت، والذي وُصف بأنه كان "سلبياً"، ما جعل الإدارة الأميركية تتابع عن كثب، خصوصاً بعد القرار المركزي الذي اتخذه مجلس الوزراء في الخامس من آب، الأداءَين السياسي والعسكري في تنفيذ "حصر السلاح"، ولم تكتم مآخذها على ما أسمته "تباطؤاً" في هذا التنفيذ، وعلى نظرية "احتواء السلاح" بدل نزعه، وعدم التعامل بصلابة مع تكرار إعلان "حزب الله" إعادة بناء قدراته العسكرية وجهوزيته القتالية، مع استمرار حصوله على الدعم المالي من إيران. وارتفعت حدّة "الغضب" الأميركي بعد البيان الأخير لقيادة الجيش، والذي أغفل الإشارة إلى مسؤولية "الحزب" في أزمة الجنوب ولبنان عموماً، وحمّل "العدو الإسرائيلي" وحده المسؤولية الكاملة عن منع بسط السيادة اللبنانية حتى الحدود الدولية.

صحيح أن عبارة "العدو الإسرائيلي" هي عبارة تقليدية في بيانات الجيش وفقاً لتاريخ الأدبيات الوطنية وبعض مواد القوانين، وهو مُلزَم باستخدامها، غير أن السلطة السياسية اللبنانية استخدمت عبارة "دولة إسرائيل" في نص معاهدة الترسيم البحري قبل أكثر من سنوات ثلاث، وبرعاية مباشرة من الرئيس نبيه برّي والسيّد حسن نصرالله سنتذاك. وكل القوى السياسية اللبنانية، بما فيها برّي نفسه (وربما بالوكالة عن "حزب الله")، دخلت مدار القبول بمفاوضات مع إسرائيل قد تبدأ بتحفّظات على الشكل، مباشرة أو غير مباشرة، سياسية أو تقنية، ولكنها ستنتهي حكماً بوضع إضافي على اتفاق الهدنة لا يمكن التفلّت منه، بين التطبيع و"الاتفاقات الإبراهيمية"، على وقع اتّجاه المنطقة برمّتها نحو "السلام بالسِلم" أو "السلام بالقوة".

غير أن الموقف الأميركي المعترض هو أبعد من العبارات والشكل ويتّصل بجوهر الأزمة المتجسّدة في إهمال المهَل المعلنة لحصر السلاح في يد الدولة، وفي استمرار تدفّق الأموال على "الحزب"، ما دفع واشنطن إلى إرسال وفدها الأمني - المالي - السياسي الرفيع إلى بيروت للتحذير من التراخي في تجفيف المال ونزع السلاح. ومع بلوغ الموقف الأميركي السلبي ذروة غير مسبوقة، سياسياً وعسكرياً، لا بدّ من أن تعكف السلطة السياسية اللبنانية، رئيساً ورئيساً ورئيساً وحكومةً، على مراجعة أدائها المتمهّل، وربما المُهمِل، والبدء بالتنفيذ الميداني الفعلي لحصر السلاح، بدون التخوّف المصطنع من فتنة أو "حرب أهلية" طالما أن الرئيس جوزاف عون أعلن في تصريح لأحد المواقع (ولو تمّ حذفه لاحقاً) أن "حزب الله انتهى عسكرياً"، ما يعني عدم وجود مبرّر للاستنكاف عن دهم المخازن والأنفاق والمواقع ومصادرة ما تبقّى من ترسانات أسلحة وذخائر، وما يعني أيضاً انتفاء خطر الصدام الذي يتم الترويج الدعائي له. وقد تبيّن أن الأزمة مع واشنطن ليست ناتجة عمّا وُصف بـ "الوشايات" أو "بخّ السمّ"، بل عن وقائع وحقائق ملموسة في الميدان اللبناني، لأن مرجعية عالمية عُظمى كالولايات المتحدة الأميركية التي تعالج ملفّات الأزمات والحروب بين كل الدول، وهي المتحرّكة والفاعلة الوحيدة في هذا المجال، لا تبني مواقفها الاستراتيجية على "وشايات" أو "زقّ صحون" على الطريقة البلدية اللبنانية، بل على معلومات استخبارية دقيقة وتقارير تكتبها أيديها المنتشرة في زوايا الأرض، خدمةً للاستراتيجيات الكبرى المرسومة بدقة، خصوصاً في الشرق الأوسط. إن تصغير أزمة لبنان إلى مستوى "وشاية" لا يصرف أنظار العالم عن الحقيقة، وعن استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، وهذه الحقيقة تتطلّب من المسؤولين اللبنانيين الكبار الاعتراف بها أوّلاً، والتزام مضامينها ثانياً، وتنفيذ موجباتها ثالثاً، وعدم التلهّي بسرديّات دسّ "الدسائس" رابعاً. ومن دروس التاريخ السياسي، أن كلّ أزمة تحمل في طيّاتها فرصة، ولكلّ صدمة ردّة فعل، والأمل معقود على أن تقتنص السلطة اللبنانية الفرصة وتكون ردّة فعلها على الصدمة إيجابية، فيستعيد لبنان مساره الموعود نحو الانقاذ. أمّا إذا لم تُحسن السلطة التقاط الفرصة والاستفادة من عِبرة الصدمة، فإن الأمور مرشّحة لتوريط لبنان في حالة إغلاق مثلّث: سياسي مالي عسكري.

وإذذاك لا ينفع القول: ليتنا كنّا نعلم أن القضية إستراتيجية وليست مجرّد "وشاية"!

 

ليس بحصرية السلاح وحدها يحيا لبنان !

ياسين شبلي/موقع جنوبية/20 تشرين الثاني/2025

لا يختلف اثنان على أن قضية حصرية السلاح بيد الدولة هي القضية الأهم التي تواجه لبنان اليوم، خاصة بعد الحرب الأخيرة التي عاشها نتيجة مغامرة حزب الله وإطلاقه حرب الإسناد لغزة، التي خلَّفت نكبة وطنية – بكل معنى الكلمة – وشيعية بشكل خاص، طالت كل مناحي الحياة سواء الأمنية منها أو الاقتصادية أو الاجتماعية، بحيث خسرت الناس حياتها وكرامتها وأرزاقها ولا تزال، بسبب استمرار الحرب من جانب واحد على طريقة “أن من يبدأ الحرب ليس هو من يحدِّد نهايتها”، خاصة في ظل ميزان قوى مختل عسكرياً وأمنياً كما أثبتت التطورات والاستهدافات التي حصلت، بحيث صدق من قال إن التكنولوجيا انتصرت على الإيديولوجيا. ومع إيماننا بأن حصرية السلاح أولوية وبأن أي إصلاح غير ممكن من دونها، إلا أنه بالمقابل لا يمكن القول بأن حصر السلاح هو الحل لكل مشاكل البلد إذا ما استمرت العقلية السائدة مسيطرة على الساحة السياسية اللبنانية، والتي تمنع أي إصلاح سياسي في النظام الطائفي الذي هو سبب المشاكل والمولِّد لكل الأزمات في البلد.

جذور الأزمة: خلل النظام الطائفي ورفض الإصلاح

فمشكلة السلاح بدأت في جزء كبير منها أصلاً نتيجة خلل في النظام اللبناني الطائفي، الذي رفض القائمون عليه منذ الاستقلال – وهم هنا أقطاب ما كان يُعرف بـ”المارونية السياسية” بكل ملحقاتهم من الطوائف الأخرى – أي بحث أو محاولة للإصلاح، بالرغم من كل المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حصلت على مدى ربع قرن من الزمان منذ الاستقلال وحتى بداية السبعينيات. بل كان الخيار دائماً الذهاب نحو تحالفات خارجية للاستقواء بها في الداخل، ما دفع الطرف المقابل للجوء إلى الأسلوب نفسه للأسف، بحيث دخل لبنان في النفق منذ أكثر من نصف قرن ولم يخرج منه بعد. مناسبة هذا الحديث هو ما نراه ونسمعه يومياً من خطاب سياسي – طائفي هو أقرب إلى خطاب كراهية بين اللبنانيين بعضهم البعض ولا يمتّ إلى الوطن بصلة. ولا نتحدث هنا عن بعض ما يُكتب في وسائل التواصل من قِبَل أناس عاديين وغير مؤثرين، بل نتحدث عن مسؤولي أحزاب وصحافيين ومحللين ينتمون إلى محاور مختلفة في السياسة، يساعدهم “إعلام” أبعد ما يكون عن مهنة الإعلام بما هي مهنة تعليمية وتثقيفية، الأمر الذي يضع البلد على فوهة بركان دائم ينتظر فقط الوقت المناسب للانفجار.

غياب المراجعة الذاتية واستعادة أخطاء الماضي

هذا الخطاب إن دلّ على شيء فإنه يدل – فضلاً عن الغباء السياسي – على أن الطقم الحاكم والمتحكم في لبنان بكل أطيافه لم يتعظ بعد من تجارب مائة عام من التبعية للخارج، قضى نصفها في حروب ولا يزال. بحيث لم نرَ أي محاولة مراجعة للذات أو نقد للتجارب التي خاضها اللبنانيون أقله منذ بداية الحرب الأهلية، باستثناء ما قاله الراحل محسن إبراهيم في ذكرى رحيل توأمه جورج حاوي، بما معناه أن الحركة الوطنية اللبنانية استسهلت ركوب الحرب وحمَّلت لبنان في موضوع فلسطين والعروبة أكثر مما يطيق. وهو بالضبط ما قاله في مقابلة تلفزيونية مؤخراً رئيس الحكومة نواف سلام.

لكن المؤسف والغريب أن الرد على مثل هذه المراجعات – على محدوديتها – يكون دائماً بالاجتزاء، كما حصل مؤخراً مع تصريح رئيس الحكومة، لمحاولة إثبات أن هؤلاء إنما يَتلون فعل الندامة بما يعني أن الطرف الآخر كان على صواب في كل خياراته، وهذا بالطبع غير صحيح على الإطلاق. وذلك بدل اللجوء إلى مراجعة مماثلة، ليس فقط في موضوع العروبة وفلسطين، بل بطريقة التعاطي مع الآخر في الوطن، وهي الطريقة التي يبدو أنها عادت لتدغدغ أحلام البعض ويسعى لاستعادتها اليوم.

استثمار الهزائم والطائفية كأداة سياسية

وهذا يحصل خاصة في ظل الظروف الإقليمية التي يرى هذا البعض أنها في مصلحته، بالرغم من أن البلد يتهدده خطر وجودي من كل الجهات. الأمر يذكّر بفترة ما بعد هزيمة العرب في حرب 1967 حينما حاول أسلاف هذا البعض يومها الاستثمار في هذه الهزيمة في الداخل اللبناني بمواجهة خصومهم، فكان ما كان حتى وصلنا إلى الحرب الأهلية. هكذا يحاول البعض اليوم الاستثمار سواء بهزيمة حزب الله بما يمثّل لدى الشيعة – شئنا أم أبينا – من جهة، أو بالتخبط الذي يعيشه المكوّن السني بغياب رأسه من جهة أخرى، بحيث يطلق العنان للخطاب الطائفي الاستفزازي بوجه الآخرين في الوطن بدل الخطاب الوطني الجامع. وهو ما يتلقفه خصومه بالترحاب ليستثمروا به هم أيضاً في بيئتهم، في تقاطع مصالح يدفع ثمنه الناس العاديون. فيتلطى هو وراء مطلب حصرية السلاح باسم السيادة ليتهرب من بقية الاستحقاقات المطلوبة للإصلاح، فيما يتلطى الطرف الآخر وراء المظلومية ويطرح الإصلاحات ليتهرب من تنفيذ حصرية السلاح، فيما البلد ينزلق يوماً بعد آخر إلى ما لا تُحمد عقباه.

القوانين الثلاثة الضرورية لبناء دولة حديثة

إن حصرية السلاح بيد الدولة – إن حصلت – ليست كافية وحدها لوضع لبنان على السكة الصحيحة، إن لم يواكبها ثلاثة قوانين على الأقل، وهي قوانين مترابطة ومكملة لبعضها البعض، وهي المدخل لبناء دولة القانون والمؤسسات:

1. قانون جديد للأحزاب

يرذل الأحزاب الطائفية والدينية ويستبدلها بأحزاب قائمة على أسس وطنية تضم أعضاء من مختلف أطياف المجتمع، ويلحظ طريقة تمويلها.

2. قانون انتخابات عادل وواضح

يتيح فرصاً متساوية للجميع من حيث التمويل، ويعتمد النسبية كي يتيح أوسع تمثيل للأحزاب الوطنية، مع إمكانية الحفاظ على المناصفة بانتظار الانتقال إلى قانون خارج القيد الطائفي مع إنشاء مجلس شيوخ يراعي مصالح الطوائف وخصوصيتها.

3. قانون عصري ووطني للإعلام

يكون تحت سقف الوطن لا الطائفة أو الحزب، ويراعي أعلى معايير المهنية والاختصاص، وينطبق عليه ما ينطبق على قانون الأحزاب كما قانون الانتخابات لناحية شفافية التمويل. هذه القوانين الثلاثة هي أساس العمل السياسي السليم إذا كنا فعلاً نريد بناء دولة عصرية طبيعية كغيرها من دول العالم. وإلا فإننا سنبقى نجترّ مشاكلنا لمئة سنة مقبلة عبر حروب نخوضها مرة كل عشرين سنة، مع تغيير فقط في الأسماء والظروف والملابسات، كما مرت المئة سنة الأولى على قيام “لبنان الكبير”. وبذلك ينطبق علينا وبحق قول ألبرت آينشتاين:

من الغباء أن تفعل الشيء نفسه مرتين بالطريقة نفسها وتنتظر نتائج مختلفة.”

 

لبنان للبيع..كيف تباع سيادة لبنان بينما يسقط ظل الفقيه على نار دولية هادئة

ديما حسين صلح/موقع جنوبية/20 تشرين الثاني/2025

لبنان اليوم ليس مجرد دولة على شفا أزمة، بل مختبر استراتيجي إقليمي يُعاد هندسته على نار هادئة، حيث تُعاد كتابة سيادته ورسم موقعه في الشرق الأوسط من دون أن يُسأل أحد من مواطنيه. ما يجري ليس صراعًا داخليًا على السلطة أو مجرد حركة سياسية لحماية الدولة، بل عملية تفكيك دقيقة لطَيف النفوذ الإيراني الذي تراكم على مدار أربعة عقود، وتحويل لبنان إلى منصة لإعادة التوازن الإقليمي تحت إشراف قوى كبرى.

لبنان قطعة شطرنج

منذ صعود جوزيف عون إلى الرئاسة، صار لبنان قطعة على رقعة شطرنج دولية تمسك بها واشنطن وطهران والرياض وتل أبيب. الانتخابات لم تُنتج رئيسًا، بل فتحت الباب أمام صفقة القرن اللبنانية، سلاح حزب الله لم يعد أداة مقاومة، بل أصبح عملة صامتة في بازار دولي يُباع فيه كل شيء، من السيادة إلى مفاتيح القرار بندًا بندًا، فيما يُعاد تفكيك ظلّ الفقيه على دفعات محسوبة.

الغرب، من خلال دعم الجيش وخطط إعادة الإعمار، لا يريد لبنان حرًا، بل لبنان مُدارًا،

الجيش يُقوى بما يحدّ من حركة الحزب ويضعف بما يحافظ على حاجته للعواصم الكبرى، والحكومة تجلس على كرسي السلطة بينما مفاتيح القرار الفعلية خارج الحدود.

وسلاح الحزب لم يعد تهديدًا محليًا فحسب، بل أصبح أداة مساومة دولية فكل صاروخ ورقة تفاوض، كل رصاصة بندًا في ميزان المفاوضات الأميركي–الإيراني–الخليجي–الإسرائيلي، وكل جبهة جزءًا من صفقة أكبر لإعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة. إيران، بدورها، لا تدافع بل توازن، فكلما غرق لبنان أكثر، ازدادت قيمة حزب الله كورقة استراتيجية جاهزة للاستخدام، منصة ضغط على الخليج وأوروبا وإسرائيل، وجبهة تُفتح وتُغلق وفق مصالح طهران. مرونتها في ملف السلاح وهمية، تهدف لضمان بقاء شبكاتها المالية والأمنية داخل الدولة حتى مع تقلص النفوذ العسكري للحزب.

إنه التراجع المخطط، وليس الهزيمة، تحرّك محسوب لتأمين مصالحها بأقل كلفة ممكنة.

في المقابل، تتحرك القوى الدولية وفق منطق هندسة استراتيجية مفادها أن لبنان ليس هدفًا بحد ذاته، بل أداة لإعادة رسم الشرق الأوسط. يُعاد تشكيل الدولة لتكون نصف دولة، نصف سيادتها داخلي ونصف قرارها خارجي، ودعم الجيش ليس تمكينًا بل ضبط، وضعف مؤسسات الدولة ليس صدفة بل أداة لضمان عدم عودة الحزب أو إيران بالقوة نفسها. إن تفكيك حزب الله اليوم أكثر من مجرد نزع سلاح، هو تفكيك النفوذ الإيراني في مفاصل الدولة، إعادة كتابة مكان لبنان في الاستراتيجية الأميركية–العربية، وإعادة تعريف العلاقة بين الشرق والغرب في المشرق. الانتخابات لم تُنتج رئيسًا، بل فتحت الباب أمام صفقة القرن اللبنانية، سلاح حزب الله لم يعد أداة مقاومة، بل أصبح عملة صامتة في بازار دولي يُباع فيه كل شيء

البيع في بازار السلاح

كُثُر من اللبنانيين اليوم يصفقون لخطاب استعادة الدولة وهذا حقهم المشروع، لكن الحقيقة أن الدولة تُباع قطعة قطعة في بازار دولي، والسلاح الذي كان رمز سيادتها أصبح أداة ابتزاز. لبنان على شفا ولادة جديدة، لكنه قد يولد مُفرغًا من السيادة، معاد التركيب ليكون جزءًا من معادلة إقليمية كبرى لا تعرف الرحمة. الحدث في لبنان يشبه ما حدث في العراق بعد سقوط صدام حسين عام ٢٠٠٣ وسوريا بعد عام ٢٠١١. هناك، تم تفكيك الجيش والمؤسسات التقليدية وإعادة تشكيل الدولة وفق مصالح خارجية، مع السيطرة على الموارد الاقتصادية والسياسية لضمان استمرار النفوذ. لبنان اليوم يمر بنفس هندسة النفوذ (مثل العراق) لكن بأدوات أكثر دقة وغطاء سياسي أكثر براعة، مستثمرًا سلاح الحزب كورقة مساومة دولية بدل أداة مقاومة وطنية. الاقتصاد اللبناني أصبح رهينة للمفاوضات الدولية، حيث تُستخدم المساعدات وإعادة الإعمار كأدوات ضغط، والسياسة الداخلية تتحرك ضمن سقوف محددة، والمجتمع يواجه أزمة شرعية مزدوجة بين السلطة الفعلية والواجهة القانونية للدولة. حين يسقط ظلّ الفقيه بالكامل، لن يكون لبنان حرًا فحسب بل سيصبح منصة لإعادة توزيع النفوذ، مكانًا يُدار من عواصم بعيدة وورقة أساسية في الحسابات الاستراتيجية للشرق الأوسط لعقود قادمة.

حزب الله قد ينهار عسكريًا، لكن تركته السياسية والاجتماعية والمالية ستستمر كظل جديد، أخف وأكثر خفية، لكنه حاضر دائمًا. الحدث في لبنان يشبه ما حدث في العراق بعد سقوط صدام حسين عام ٢٠٠٣ وسوريا بعد عام ٢٠١١. هناك، تم تفكيك الجيش والمؤسسات التقليدية وإعادة تشكيل الدولة وفق مصالح خارجية

استبدال الوصايات

إن سقوط السلاح لا يعني سقوط النفوذ، بل استبدال وصاية بأخرى أكثر نعومة وعمقًا، على جثث السيادة الوطنية وعلى أمل اللبنانيين، سقوط حزب الله ليس نهاية المعركة بل بداية مرحلة جديدة، فلبنان اليوم مختبر استراتيجي، نقطة ارتكاز لإعادة رسم الشرق الأوسط، أرضية لتطبيق نموذج الدول النصفية حيث السيادة والقرار عملة تُتداول في سوق القوى الكبرى اكثر من كونه حقا للشعب. لبنان يدخل اليوم مرحلة لا تشبه تاريخه، ولا تشبه الحروب التي عرفها من قبل،فالمعادلة لم تعد صراعًا بين قوى محلية، بل اختبارًا دوليًا على أرض مكشوفة، تُقاس فيه قدرة اللبنانيين على حماية ما تبقى من كيانهم وسط سباق محموم بين القوى المتنازعة على الإقليم. ما ينتظر البلاد ليس تسوية ولا هدنة، بل فصل جديد يُكتب بقرار خارجي تُحسم فيه اتجاهات السلطة وحدود النفوذ ووجه الدولة المقبل. في هذا المشهد، يتقدم لبنان لا بوصفه دولة مستقلة، بل عقدة سياسية يجري التعامل معها كمدخل لإعادة ترتيب المنطقة وربما تكون اللحظة الأخطر في تاريخه الحديث، لأن القوى التي تمسك بخيوطه اليوم لا تبحث عن إنقاذه، بل عن تثبيت موقعها فوق أرضه. هكذا يتحول البلد إلى رهينة صراع أكبر منه، وتتحول سيادته إلى مساحة تفاوض بين الآخرين، بينما يبقى مستقبل اللبنانيين معلّقًا على موازين قوى لا ترحم.

 

نار الشراونة -بعلبك وصقيع واشنطن.. لبنان على حافة إعادة رسم المعادلة

ديما حسن صلح/موقع جنوبية/20 تشرين الثاني/2025

لم يكن صباح أمس مجرد فصل جديد في تقويم الأحداث اللبنانية،كان حدّ السكين الذي انشطرت عليه الرسائل.

ان إعلان إرجاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن لم يكن مجرد تعديل في جدول لقاءات، بل قراءة دقيقة للقدرة اللبنانية على الموازنة بين الضغوط الخارجية والوقائع الداخلية. الخطوة الأميركية حملت رسالة واضحة فحواها ان الدعم لن يُقدّم بلا شروط، وأن أي خطاب أو تحرك على الأرض يجب أن يراعي حساسية الحسابات الأميركية، ويعيد ترتيب أولويات لبنان في هذا المشهد الإقليمي المترابط والمعقّد. المشهد بدا هادئًا، لكنه هدوء من النوع الذي يعرفه المحللون الأمنيون،هدوء يكشف أكثر مما يخفي، يسبق لحظة الفعل التي تغير قواعد اللعبة. وفي غضون ساعات، جاءت الشراونة لتكسر أي هدوء مؤقت،بعد الظهر أُطلقت عملية المداهمة التي تجاوزت حدود أي مواجهة عابرة، لتصبح توقيعًا ميدانيًا على معادلة سياسية معلّقة منذ أشهر.

العملية لم تستهدف مطلوبًا فحسب، بل اقتحمت بيئة معقدة وطويلة الاستقرار، أسقطت رموزًا، وعادت بموازين النفوذ إلى نقطة البداية.

اشتباك عنيف أسفر عن استشهاد جنديين وإصابة آخرين، ومقتل أحد أخطر المطلوبين، رأس شبكة تمتد من تهريب المخدرات إلى تجارة الأسلحة، مع ضبط كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة والمخدرات. هذه الواقعة لم تكن مجرد خبر أمني، بل إعلان عملي يوضح أن الجيش قادر على فرض وقائع جديدة، وتحويل مناطق كانت خارج السيطرة إلى فضاءات مشمولة بالرقابة والقرار المباشر. ما حصل في الشراونة أعاد تعريف معادلة مفادها ان القدرة على المبادرة الميدانية ليست مجرد خيار، بل عنصر أساسي في التوازن السياسي حيث يمكن لنجاح عملية دقيقة أن يرسل رسائل تفوق أي خطاب رسمي أو اجتماعات بروتوكولية

ومن دون ترتيب مسبق، تلاقى صقيع واشنطن مع نار بعلبك، لتظهر الحقيقة اللبنانية الواضحة بانه ليس  هناك مساحة للتردد أو الانتظار. الدعم الدولي مشروط، لكن قدرة الجيش على المبادرة واستثمار اللحظة لا تقل أهمية، بل قد تصبح الضابط الحقيقي لأي حساب سياسي مستقبلي.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بدا أن لبنان يعيش على خطوط تماس متشابكة،الضغط الخارجي، التوازنات الداخلية، وواقع الميدان جميعها تتقاطع في لحظة واحدة. الجيش أثبت حضوره، ليس فقط في الحوادث الميدانية، بل في القدرة على فرض إيقاعه السياسي ضمن حسابات الدعم الدولي. أي خطوة على الأرض أصبحت رسالة مزدوجة ان كان داخليًا لإثبات القدرة والجدية و خارجيًا لإعادة صياغة شروط الدعم والانتظار الدولي.

مساء امس الحافل اظهر بوضوح ان السياسة اللبنانية ليست لعبة تنازلية ولا يمكن لأي قوة خارجية فرض قواعدها على الأرض دون مواجهة ردود فعل مباشرة ومؤثرة فالقرار الميداني أصبح أداة استراتيجية والفعل على الأرض يكتسب وزنًا سياسيًا يفرض نفسه في الحسابات الدولية، ويصبح معيارًا لتقييم قدرة أي طرف على إعادة رسم المشهد. لبنان لم يعد مجرد ساحة انتظار،هو مساحة اختبار مستمر، حيث المبادرة والقدرة على ترجمة اللحظة إلى وقائع ملموسة هي ما يحدد من يسيطر على خطوط اللعبة، ومن يُقرأ فقط ردًا على تحركات الآخرين. أمس لم يكن مجرد يوم من أيام الأزمة اللبنانية،كان إعلانًا مركّزًا عن من يمتلك زمام المبادرة، عن سرعة قراءة الواقع وتحويله إلى وقائع حقيقية، وعن الأبعاد المتشابكة بين السياسة والميدان والدبلوماسية، بما يجعل أي تحرك لاحق في لبنان مرهونًا بإدراك هذه الديناميكية الدقيقة والمعقدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

إتيان صقر – أبو أرز: الكيل بمكيالين

20 تشرين الثاني/2025

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القومية اللبنانية

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149404/

يكاد لا يمضي يومٌ إلا ونسمع فيه مسؤولي «حزب الله» يرفعون نبرة التهديد والوعيد، ويتحدّثون عن إعادة تنظيم صفوفهم واستعدادهم لمواجهة إسرائيل و«تحرير الأراضي المحتلّة» في الجنوب… إلى آخر معزوفة التعبئة التي اعتاد اللبنانيون سماعها منذ عقود.

وآخر المواقف جاء على لسان حليفهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي قال: «من حق حزب الله أن يعيد بناء نفسه… ولا خوف من فتنة داخلية.»

وآخر جاهل في السياسة يدرك أنّ هذه الاعترافات العلنية بالجهوزية العسكرية هي التي تدفع إسرائيل إلى تكثيف ضرباتها الاستباقية، وملاحقة فلول الحزب ومنشآته الجديدة، حمايةً لمستوطناتها الشمالية، تمامًا وفق مبدأ الحروب الوقائية الذي تعتمده كل الدول الحريصة على أمن شعبها.

وهي الاعتداءات نفسها التي دفعت إسرائيل إلى بناء الجدار الإسمنتي الذي قرّرت الحكومة اللبنانية تقديم شكوى بشأنه إلى مجلس الأمن.

ولكن كل طفل يعرف أنّ هذه الشكوى ليست سوى إجراء شكلي، لن يلقى الترحيب الذي تتمناه الدولة اللبنانية، وستسقط إما بالتصويت أو بالفيتو الأميركي. بل المرجّح أن يدين مجلس الأمن «حزب الله» بسبب رفضه التخلي عن سلاحه واستمراره في خرق القرار ١٧٠١

وإذا كانت الدولة حريصة فعلاً على السيادة — كما تزعم — فالسؤال البديهي الذي يطرحه الجميع هو:

لماذا سكتت إذاً عشرات السنين عن الاحتلال الإيراني للبنان؟

ولماذا لم تتقدّم بأي شكوى واحدة ضدّ طهران، وهي التي دمّرت البلاد وأفقرت العباد بواسطة وكيلها الحصري المسمّى «حزب الله»؟

إنّ سياسة التذاكي والتكاذب التي تعتمدها المنظومة السياسية ستقود لبنان حتمًا نحو الهلاك والعزلة الدولية.

وإنّ قرار الإدارة الأميركية بإلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن ليس إلّا أوّل الغيث، وما بعده آتٍ… وبشكل أقسى وأوضح.

ورحم الله من قال:

«يمكنك أن تكذب على بعض الناس كل الوقت، وعلى كل الناس بعض الوقت…

ولكن لا يمكنك أن تكذب على كل الناس كل الوقت.»

فاعتبِروا… قبل فوات الأوان.

لبيك لبنان،

إتيان صقر – أبو أرز

 

نوح زعيتر «إمبراطور المخدرات» في قبضة الجيش اللبناني ...أخطر وأكبر مطلوب بالبلاد... وملاحق بعشرات مذكرات التوقيف وحكم بالإعدام

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

ألقى الجيش اللبناني القبض على «أخطر وأكبر مطلوب مخدرات في تاريخ لبنان» الذي لطالما عُرف بإدارته «إمبراطورية المخدرات ومعامل الكبتاغون»، وتهريبها، عند الحدود اللبنانية - السورية. وقالت قيادة الجيش بالقول في بيان لها: «أوقف الجيش المواطن (ن.ز) أحد أخطر المطلوبين بكمين على طريق الكنيسة - بعلبك» (شرق لبنان). وأضافت أن «الموقوف هو أحد أخطر المطلوبين بموجب عدد كبير من مذكرات التوقيف، بجرائم تأليف عصابات تنشط ضمن عدد كبير من المناطق اللبنانية في الاتجار بالمخدرات والأسلحة وتصنيع المواد المخدرة، والسلب والسرقة بقوة السلاح، كما أقدم بتواريخ سابقة على إطلاق النار نحو عناصر ومراكز للجيش ومنازل لمواطنين، وخطف أشخاص مقابل فدية مالية. بوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص». من جانبها، كشفت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن «الموقوف هو نوح زعيتر، وألقي القبض عليه في منطقة الكنيسة بكمين محكم؛ ما أدى إلى استسلامه على الفور من دون أي مقاومة». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «ضمن عملية ملاحقة تجار المخدرات، كان يخضع زعيتر منذ أيام لمراقبة دقيقة، وتمكنت مجموعة خاصة من ملاحقته يوم الخميس، مستغلة تنقله في منطقة الكنيسة؛ حيث كمنت له ونجحت في إلقاء القبض عليه من دون أي مواجهة، بحيث أقدم على تسليم نفسه من دون أي مقاومة»، مضيفة: «رأى أن مواجهته المجموعة الكبيرة التي أطبقت عليه ستنعكس سلباً عليه، فاختار الاستسلام». ولفتت المصادر إلى أن مقتل العسكريين في العملية قبل يومين كان ضمن سياق حملة ملاحقة عدد من تجار المخدرات والسلاح؛ من بينهم نوح زعيتر، مشيرة إلى أن اسم الأخير يرتبط بأكبر معامل الكبتاغون عند الحدود اللبنانية - السورية.

وزعيتر، الذي سبق أن ظهر في الإعلام بمقابلات عدّة، كان قد أصيب عام 2014 خلال مداهمة للجيش في منطقة تل الأبيض في بعلبك ونقل إلى المستشفى وسط إجراءات أمنية مشددة، قبل أن يتمكّن من الفرار. وكان قد صدرت بحقه عشرات الأحكام ومذكرات التوقيف الغيابية في ملف المخدرات، فيما أصدرت المحكمة العسكرية عام 2024 حكماً بالإعدام غيابياً بحقه وبحق آخرين، بينهم علي منذر زعيتر الملقب «أبو سلة» الذي قُتل بمسيّرة تابعة للجيش اللبناني في أغسطس (آب) الماضي، على خلفية تشكيل عصابة مسلحة وقتل عسكريين خلال مداهمات عام 2022. وأتى إلقاء القبض على زعيتر بعد يومين من مقتل عسكريين اثنين وإصابة 3 بجروح؛ نتيجة اشتباكات مع مطلوبين خلال تنفيذ مديرية المخابرات سلسلة عمليات دهم بمؤازرة وحدة من الجيش بمنطقة الشراونة - بعلبك. وكانت قيادة الجيش قد قالت، في بيان، إنه خلال الاشتباكات «أصيب المواطن المطلوب (ح.ع.ج) الذي كان من بين مطلقي النار على الجيش، وما لبث أن فارق الحياة، وهو من أخطر المطلوبين بجرائم مختلفة؛ منها إطلاق النار على دوريات للجيش بتواريخ مختلفة، والتسبب في استشهاد 4 عسكريين وإصابة ضابط، إضافة إلى الخطف والسرقة والسلب بقوة السلاح والاتجار بالمخدرات».

ولطالما ارتبط اسم زعيتر، الخاضع لعقوبات أميركية وبريطانية وأوروبية، بـ«حزب الله»، مع المعلومات التي تشير إلى الغطاء الذي كان يؤمنه «الحزب» له ولعدد كبير من تجار المخدرات في المنطقة. وكان زعيتر قد نشر عام 2015 صوراً له برفقة مسؤولين محليين من «حزب الله» في البقاع، وتحديداً مع مشاركة «حزب الله» في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا. وانتشر شريط فيديو ظهر فيه زعيتر حينها، يتوسط مجموعة من المسلحين في مواقع عسكرية تابعة لـ«حزب الله» حيث قال: «نحن يا شباب وعدنا السيد حسن نصر الله (الأمين العام الأسبق لحزب الله) أننا سنقاتل الدواعش أينما كانوا، وها نحن على الدرب سائرون. بإذن الله خلال ساعات، الزبداني تكون ممسوحة»، وختم بجملة: «لبيك يا نصر الله». وبينما نفت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» آنذاك أن تكون صور زعيتر قد التُقِطت في مواقع تابعة لـ«الحزب» أو مع مقاتليه، مؤكدة أنه لا علاقة له به، كان لافتا ردّ زعيتر المباشر على «الحزب» بالأدلّة، بنشره صوراً إضافية مع قيادات ميدانية من «الحزب»، إحداها مع مسؤول قطاع بعلبك في «حزب الله» حسين نصر الله، وقال: «كل العالم تذهب إلى حيث المقاتلين، وينشرون صورهم ولا يتكلمون، ولماذا الآن ينفون وجودي هناك؟ أنا وعائلتي وأولادي فداء للمقاومة ورهن إشارة سيد المقاومة، ونحن مقاومة وأشرف من الجميع، وفشر أن ينعتني أحد بتاجر مخدرات».

ولطالما كان زعيتر (48 عاماً) الذي يتحدّر من إحدى عشائر البقاع، يجاهر بتجارته بـ«القنب الهندي»، وهو ما تحدث عنه صراحة في مقابلات إعلامية، مؤكداً في الوقت عينه أن هذا الأمر لم يكن خياراً، بل فرضته الظروف في بلدته الصغيرة الواقعة في شرق لبنان. ويظهر في مقابلاته وعلى وسائل التواصل الاجتماعي على أنه «أب الفقراء» الذي يساعد أبناء منطقته. ويشير بعض المعلومات إلى أنه كان قد شكّل مجموعة مسلّحة مؤلفة من شباب من عشيرته، تُعرف بـ«ألوية القلعة» في البقاع. وينتمي زعيتر إلى عشيرة كبيرة في بعلبك، حيث كان يظهر في مقابلات ومقاطع فيديو مع مرافقين، وارتبط اسمه واسم عائلة زعيتر بحي الشراونة في بعلبك، الذي يعدّ أحد أبرز المناطق التي يلجأ إليها المطلوبون والهاربون من العدالة، ولطالما سجّلت فيه اشتباكات بينهم وبين الجيش اللبناني، وسقط عدد من العسكريين في المواجهات. وفي عام 2008، كانت «وكالة الصحافة الفرنسية» قد أجرت تحقيقاً عن زعيتر، في قريته الكنيسة. ونقلت «الوكالة» عن زعيتر قوله إنه يتاجر بـ«حشيشة الكيف»، مشدداً كذلك على استقلاليته وعدم انتمائه إلى أي طرف أو حمايته من قبله. وأشارت «الوكالة» حينذاك إلى أن أرباح زعيتر كانت تبلغ نحو المليون ونصف المليون دولار سنوياً.

وفي 28 مارس (آذار) 2023، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات مشتركة مع بريطانيا على اثنين من أبناء أعمام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بتهمة تهريب الكبتاغون، شملت كذلك زعيتر.

وفي 24 أبريل (نيسان) من العام ذاته، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة بالتهمة نفسها على الاشخاص الثلاثة. وقالت وزارة المال الفرنسية حينها إن زعيتر متورط بتجارة الكبتاغون في لبنان وسوريا، وعلى ارتباط بأفراد من عائلة الاسد.

 

محاكمة فضل شاكر الثلاثاء «اختبار أولّي» لمسار ملفاته القضائية...الجلسة تصحبها إجراءات أمنية مشددة في محيط المحكمة العسكرية وداخلها

بيروت: يوسف/دياب/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

يمثل الفنان اللبناني فضل شاكر يوم الثلاثاء المقبل أمام المحكمة العسكرية؛ لمحاكمته في 4 ملفات أمنية منفصلة، تنسب إليه جرائم «الانتماء إلى تنظيم مسلح، وتمويل هذا التنظيم، وحيازة أسلحة غير مرخّصة، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها».وقالت مصادر متابعة هذه الملفات، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس المحكمة العسكرية، العميد وسيم فياض، «خصص يوم الثلاثاء لاستجواب فضل شاكر، من دون أن يدرج على قائمة الجلسات ملفات أخرى، بالنظر إلى الوقت الطويل الذي سيستغرقه استجوابه». وأكدت المصادر أن الجلسة «ستترافق مع إجراءات أمنية مشددة يتخذها الجيش اللبناني في محيط المحكمة العسكرية وداخلها»، مشيرة إلى أن المحاكمة «سيحضرها فضل شاكر وفريق الدفاع عنه وممثل النيابة العامة العسكرية. ولم يُعرف حتى الآن ما إذا كانت رئاسة المحكمة ستسمح للإعلام بتغطية مجريات المحاكمة. وقد يقتصر الحضور الإعلامي على الصحافيين المعتمدين لدى المحكمة العسكرية». وتشكّل الجلسة اختباراً فعلياً لفضل شاكر وفريقه القانوني، لجهة التحضير لهذه المحاكمة وسعيهم إلى دحض التهم المنسوبة إليه، علماً بأن المصادر أوضحت أن «الجلسة الأولى ستتولّى فيها رئاسة المحكمة العسكرية طرح الأسئلة على شاكر، ومواجهته بالأدلة التي بُنيَت عليها الأحكام الغيابية السابقة، كما سيبرز دور النيابة العامة العسكرية في طرح الأسئلة، وإضفاء جدّية على الادعاء الذي أقامته ضدّ شاكر منذ عام 2013، على خلفية أحداث عبرا التي وقعت بين الجيش اللبناني ومناصري الشيخ أحمد الأسير». وكان فضل شاكر سلّم نفسه طوعاً إلى مخابرات الجيش اللبناني في 4 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عند مدخل مخيم عين الحلوة، بعد مكوثه أكثر من 12 عاماً هناك، وقد فسّر هذا التسليم يومها بأنه تسوية قضائية لإنهاء ملفاته، إلّا إن تأخر المحكمة العسكرية في تحديد موعد محاكمته بدد الشكوك. في المقابل، تشير المعلومات إلى أن وكلاء الدفاع عن شاكر أعدّوا العدّة اللازمة لهذه الجلسة. وأشار مصدر مقرب من فريق الدفاع، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الأخير «يصرّ على السير بالمحاكمة من دون توقّف أو تأجيل». ويؤكد أنه «لا مبرّر قانوناً للتأجيل؛ لأن شاكر المدعى عليه الوحيد، ومثوله مع وكلائه وممثل النيابة العامة العسكرية، يعني أن الخصومة مكتملة وأنه لا بدّ من البدء في الاستجواب؛ ولأن أي تأجيل سيكون غير مبرّر». وشدد على أنه «بعد جلسة الاستجواب سيصار إلى استدعاء عدد كبير من الشهود، بينهم أحمد الأسير وبعض الذين لُوحقوا في أحداث عبرا، خصوصاً من كانوا على معرفة قريبة بفضل شاكر، وعلى علم بمدى علاقته بالأسير في تلك المرحلة». ومن المقرر أن يخضع شاكر، منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لمحاكمة ثانية أمام محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي بلال ضنّاوي، في دعوى جنائية يواجهها مع الشيخ أحمد الأسير وآخرين، رفعها ضدّهم مسؤول ما يعرف بتنظيم «سرايا المقاومة» في صيدا، هلال حمّود، ويتهمهم فيها بالتحريض على قتله. وسبق لرئيس المحكمة أن أجرى استجواباً تمهيدياً لشاكر تحضيراً لجلسة المحاكمة في منتصف الشهر المقبل. ويفترض أن تعطي جلسة المحاكمة الأولى أمام المحكمة العسكرية انطباعاً بشأن مسار القضية، بالاستناد إلى أقوال فضل شاكر الذي سيدافع عن براءته، وعطفاً على موقف النيابة العامة العسكرية التي تمثّل الادعاء العام، وترقّب لمن يكون الترجيح خلال مجريات القضيّة. كما أنها تشكل اختباراً للقضاء العسكري اللبناني وقدرته على معالجة ملفّات بهذه الحساسيّة، بعيداً عن الحسابات السياسية، وتكريس حياده، سيما أن الأحكام الغيابية المشددة التي صدرت بحقّ فضل شاكر في السابق طُرحت بشأنها علامات استفهام.

 

زيارة علي حسن خليل إلى طهران: مناورة مبكرة لوراثة الرئيس برّي

موقع جنوبية/20 تشرين الثاني/2025

تتوالى التسريبات حول الزيارة التي قام بها قبل أيام المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير السابق والنائب علي حسن خليل، إلى إيران. ورغم نفيه حمل أي رسالة من بري، تكشف مصادر متقاطعة أنّ الهدف الفعلي للزيارة كان أبعد من مجرد لقاء بروتوكولي، بل أقرب إلى محاولة تموضع سياسي استعداداً لمرحلة ما بعد رئاسة بري للمجلس النيابي، مع اقتراب انتخابات أيار 2026، ومع تزايد المؤشرات إلى قرار إقليمي–دولي بطي صفحة رئيس الحركة من موقعه التاريخي. وتشير المعلومات إلى أنّ أداء بري في الملفات الحساسة، وخصوصاً موقفه الملتبس من مسألة حصر سلاح “حزب الله” بيد الدولة، ساهم في تبديد الثقة الدولية به، بعدما أُغلقت أبواب التسوية التي حاول الموفد الأميركي توم براك دفعها خلال الأشهر الماضية، فتقدّم الخيار العسكري الإسرائيلي على أي مسار تفاوضي آخر.

زيارة برعاية حزب الله

مصدر جنوبي مقرّب من حركة “أمل” يؤكد لـ”جنوبية” أنّ الزيارة لم تكن مبادرة شخصية من خليل، بل جاءت “بتكليف مباشر” من حزب الله ورعاية إيرانية، بينما وافق بري على مضض، كما اعتاد في مراحل اهتزاز التوازنات الداخلية. ويضيف المصدر أنّ خليل، الذي يشكّل الذراع السياسي الأكثر نفوذاً داخل الحركة، استفاد خلال السنوات الماضية من ضعف القبضة المركزية لبري بسبب تقدّمه في السن، وتولّي القياديين المخضرمين إدارة الملفات بأنفسهم، ما جعله رأس الجناح الأكثر قرباً من حزب الله داخل “أمل”. وبحسب المعلومات التي حصل عليها “جنوبية”، فإن خليل طرح في طهران طلبين أساسيين: الضغط على الأميركيين لرفع اسمه عن لائحة العقوبات، وضمان عدم إعادة تحريك التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت. ويأتي ذلك فيما يقدّم الرجل نفسه كمرشح جدي لمرحلة سياسية جديدة قد تشهد إعادة توزيع النفوذ داخل الطائفة الشيعية.

بعلبكي يفرض ترشيحه

في المقابل، لا تبدو الساحة الحركية هادئة. فعضو هيئة القيادة في “أمل” أحمد بعلبكي، صاحب النفوذ الأقوى داخل التنظيم والمشرف على الوحدات العسكرية وشبه العسكرية للحركة، فاجأ القيادة بإبلاغها نيته الترشح عن بيروت بدل النائب محمد خواجة في انتخابات 2026. خطوة رآها مقرّبون من الحركة محاولة لفرض حضوره كأمر واقع، في لحظة تتكاثر فيها الطموحات وتتناسل «مراكز القوى» داخل التنظيم، على وقع مشهد يبدو أقرب إلى تقاسم إرث سياسي قبل رحيل صاحبه. بهذه التطورات، تُفتح باكراً معركة الخلافة داخل حركة “أمل”، في ظل مرحلة لبنانية حساسة تتشابك فيها الحسابات الإقليمية بالرهانات الداخلية، بينما تتجه الأنظار إلى أيار 2026 حيث قد تُعاد كتابة قواعد اللعبة داخل الطائفة الشيعية ومؤسسات السلطة.

 

لقاء الهوية والسيادة: واجب المسؤولين التوقف عن التردّد في اتّخاذ القرارات السياسية والعسكرية والمالية المطلوبة وتنفيذ الالتزامات الدولية والدستورية.

20 تشرين الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149377/

عقد المجلس السياسي للقاء الهوية والسيادة اجتماعه الدوري برئاسة الوزير السابق يوسف سلامه وفي نهاية الاجتماع صدر عن اللقاء البيان التالي:

توقّف لقاء الهوية والسيادة في اجتماعه الأسبوعي اليوم عند الأحداث والتطورات المحلية والخارجية التي تجلّت أبعادها وانعكاساتها على الشأن الوطني في نقاط عدّة.

أولًا: يهمّ اللقاء أن يعلن للراي العام أنّ منطقة الشرق الأوسط دخلت غرفة العناية الفائقة وتخضع لعملية جراحية لمداواتها من وجع مزمن تعاني منه منذ ما يقارب القرن على يد جراح أميركي اسمه الرئيس دونالد ترامب،

وفي هذا السياق لاحظ اللقاء أنّ الرئيس ترامب أبدى ويُبدي اهتمامًا خاصًّا بالدور السوري المرتقب في المنطقة فأعطى توجيهاته بإزالة العقوبات عنها حسب قانون قيصر، ووقّع على شراكة استراتيجية مع المملكة العربية السعودية بما يخصّ أمن المنطقة وتطلّعاتها المستقبلية. بموازاة ذلك بدا المسؤولون في لبنان عاجزين عن استيعاب ومواكبة التغيّرات في الولايات المتحدة الأميركية التي تقود عمليات جراحية لفرض حلول نهائية للمشاكل المزمنة، لا إلى تدوير الزوايا من أجل كسب الوقت وتأجيل المواجهة كما في السابق، ففشلت الدبلوماسية اللبنانية في مجاراة الحدث مما أدى إلى عزلة ديبلوماسية حاصرت لبنان خلال انعقاد الهيئة العامة للأمم المتحدة وإلى إلغاء الولايات المتحدة الأميركية قبل 24 ساعة فقط زيارة قائد الجيش اليها في سابقة لم يعرفها لبنان من قبل.

ثانيًا: إنّ هاتين الواقعتين تشكّلان نتيجةً حتمية للتردّد في اتّخاذ القرارات السياسية والعسكرية والمالية المطلوبة وتنفيذ الالتزامات المعلنة.

وفي هذا الاطار، يذكّر اللقاء بأن علاقات لبنان الوثيقة بالغرب عمرها عدة قرون من الزمن، أعطته حكمًا ذاتيا عن الحكم العثماني الذي حكم المنطقة أربع مئة عام، كما أعطته لبنان الكبير الذي نتباكى على حمايته اليوم، علمًا أنّ هذه العلاقة  عادت بالمنافع على الشعب اللبناني بمختلف مكوّناته، أكاديمياً، ثقافيًا، اجتماعيًا واقتصادياً، فساهمت بالنهضة اللبنانية التي ساهمت بدورها بالنهضة العربية. فمن المؤسف أن يكون لبنان، الذي هو من مؤسسي جامعة الدول العربية وكان فاعلاً في صياغة نظامها التأسيسي كما شارك في صياغة شرعة حقوق الإنسان وفي ولادة المنظمات الأممية والعربية، بات متأخّراً جداً عن مواكبة مساعي الدول العربية والإقليمية لتعزيز الروابط مع العالم الغربي، يتعرّض اليوم لشتى أنواع العذاب والتدمير، ويقبع في غرفة الانتظار كي تقوم دولة غربية أو خليجية بالمبادرة الى تقديم مساعدة خجولة له تبقى دون طموح شعبه الى استعادة ثقة العالم به وثقته بنفسه.

على ما تقدّم يدعو اللقاء أركان السلطة اللبنانية والقوى السياسية المؤثّرة الى استدراك التأخّر الكبير الذي أصاب لبنان في مجاراة هذه التغيّرات الجوهرية، ويطالب في الوقت نفسه المجموعة المترددة من الشعب اللبناني والمتمسكة بطروحات عفا عليها الزمن أن تتوقف عن ممارسة الضغط على السلطة السياسية لثنيها عن المضي قدمًا في تنفيذ تعهداتها لأن البديل سيكون احتلالات جديدة تتناتش أعضاء من لبنان الكبير خلال العملية القيصرية الجارية لولادة مشرق جديد،

أيها اللبنانيون، إنّ المسؤولية الوجودية تفرض علينا الخروج من ثقافة الارتهان والانتماء إلى رحم ثقافة المصير.

إنّ لبنان الرسالة وحده يستحق التضحية والشهادة، فتعالوا نضحي معًا بأنانيّتنا وغرائزنا لنحميه من كل سوء.

 

الوزير طارق متري يلتقي الشرع في دمشق... وعودة منظّمة جديدة للنازحين

بيروت/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2025

أجرى نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري زيارة رسمية إلى سوريا، التقى خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع وعدداً من كبار المسؤولين، في إطار مسار دبلوماسي متجدّد بين بيروت ودمشق لإعادة تنظيم الملفات العالقة وتعزيز التعاون الثنائي. وبحث متري مع الرئيس السوري في سبل تحسين وتطوير العلاقات اللبنانية – السورية بما يخدم المصالح المشتركة، ويسهم في تعزيز الاستقرار والتعاون على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. كما عقد متري سلسلة لقاءات مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير العدل مظهر الويس، حيث جرى استعراض أبرز الملفات المشتركة، وفي مقدّمها ملف الموقوفين والمفقودين، ومسألة الحدود، والتعاون القضائي. وتم التأكيد على العمل الجاد لإيجاد حلول ومعالجات عادلة لهذه القضايا بما يضمن الحقوق ويعزّز مسار التنسيق بين البلدين. وأكد الجانبان «أهمية مواصلة التنسيق وتطوير العلاقات في المجالات السياسية والأمنية والقضائية والاقتصادية»، وعدّ الزيارة خطوة إضافية نحو فتح آفاق جديدة للتعاون البنّاء بين بيروت ودمشق. وفي سياق متصل بالملفات التي كانت على طاولة البحث، نفى مصدر سوري رسمي في تصريح لـ«قناة «إل بي سي» اللبنانية وجود أي اتفاق بين بيروت ودمشق يقضي بالإفراج عن 27 موقوفاً سورياً في السجون اللبنانية، مؤكداً أن «هذا الكلام غير دقيق ولا يعكس حقيقة المداولات الرسمية الجارية بين الطرفين». وأوضح المصدر أن المشاورات المتعلقة بملف الموقوفين «تجري ضمن إطارها القضائي والسياسي الطبيعي»، وأن أي خطوة أو تفاهم في هذا الشأن سيُعلن عبر القنوات الرسمية حصراً.

وكانت المباحثات التي عقدت سابقاً بين الطرفين قد عكست مرونة من قبل لبنان لجهة شمول الاتفاقية كلّ السجناء السوريين البالغ عددهم 2300 موقوف ومحكوم، على أن تُستثنى القضايا الكبرى المرتبطة بالقتل والاغتصاب وشبكات المخدرات الخطيرة، وهي لا تتجاوز 500 حالة.

ومن شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى تخفيف الاكتظاظ في السجون اللبنانية، خصوصاً بعد أن بات السوريون يشكلون ما نسبته 35 في المائة من نزلاء السجون اللبنانية، ومن المتوقع أن ينتهي الطرفان من الصياغة النهائية للاتفاقية خلال الأسابيع المقبلة على أن تُعرض على مجلس النواب اللبناني وتصدر بقانون. وتأتي زيارة متري في وقت تشهد العلاقات اللبنانية – السورية حراكاً دبلوماسياً متصاعداً، خصوصاً بعد زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت الشهر الماضي، حيث شدد على رغبة دمشق في تجاوز عقبات الماضي والانتقال إلى شراكة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وتشير مواقف الجانبين إلى إرادة سياسية لإعادة تنظيم الملفات الحساسة، وفي مقدّمها الموقوفون والحدود واللاجئون، وسط ضغوط اقتصادية وأمنية يتشارك البلدان تبعاتها. وفي سياق متصل بملف العلاقات الثنائية، أعلن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام، أن المديرية نظّمت صباح الخميس المرحلة العاشرة من خطة العودة المنظمة للنازحين السوريين من لبنان إلى سوريا، ضمن خطة الحكومة اللبنانية وبالتعاون مع مفوضية شؤون اللاجئين والصليب الأحمر اللبناني وعدد من المنظمات الإنسانية. وغادر 147 سورياً ضمن المرحلة التي نُفّذت من منطقة الكواشرة في عكار عبر مركز الأمن العام الحدودي في العريضة، وبالتنسيق الكامل مع السلطات الأمنية السورية، في إطار الجهود المتواصلة لتنظيم العودة الطوعية. وكانت ممثلة «مفوضية اللاجئين» لدى لبنان، تيريزا فريحة، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن البرنامج «يهدف إلى دعم اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم طوعاً من خلال تزويدهم بالمعلومات، والمساعدة القانونية، والمساعدات النقدية، والنقل إلى سوريا عبر المعابر الحدودية الرسمية». وأوضحت أنه «حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2025، عاد أكثر من 332 ألف لاجئ سوري إلى سوريا من لبنان، بينهم نحو 30 ألف لاجئ استفادوا من برنامج العودة المدعوم من المفوضية».

 

لقاء وزاري ثنائي بدمشق يبحث قضية الموقوفين السوريين في لبنان

دمشق: «الشرق الأوسط»/20 تشرين الثاني/2025

قالت وزارة الخارجية السورية، الخميس، إن وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير العدل مظهر الويس ناقشا مع نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني طارق متري في دمشق، قضية الموقوفين السوريين في لبنان. وأضافت، في بيان، أن الجانبين بحثا مستجدات الأوضاع في المنطقة، وآفاق تطوير العلاقات الثنائية بين سوريا ولبنان، مع التركيز على السوريين الذين قبضت عليهم السلطات اللبنانية «على خلفية الثورة السورية»؛ للتوصل إلى تسوية عاجلة لأوضاعهم وكان الشيباني قال في بيروت، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن دمشق وبيروت فتحتا «صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات الثنائية، تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك».

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 20 تشرين الثاني/2025

كمال ريشا

إلقاء القبض على نوح زعيتر اول أوراق اعتماد مقدم من الأجهزة الأمنية للمجتمع الدولي والأمريكان

هل من أوراق أخرى في الأيام القادمة ؟؟

 

كمال ريشا

اختفى من لبنان كل الموفدين الدوليين وحل محلهم أمريكان

حتى البابا جايي يصلي بمار شربل امريكاني

انه عصر الامريكان

 

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 21-20 تشرين الثاني/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 20 تشرين الثاني/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149371/

ليوم 20 تشرين الثاني/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 20/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149374/

 For November 20/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers
 @highlight
 @everyone