المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 17 تشرين الثاني /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.november17.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

إِنْ تَثْبُتُوا أَنْتُم في كَلِمَتِي تَكُونُوا حَقًّا تَلامِيذِي، وتَعْرِفُوا الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُم

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/سيرة القديس والرسول متى الإنجيلي في ذكرى عيده السنوي

الياس بجاني/جهنّم ونارها ودودها ناطرين كلّ يلي قتلوا ضمائرهم وما بيخجلوا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أخت الرئيس بري:  هنادي مصطفى بري وفجور ووقاحة السلطة

رابط فيديو تعليق للكاتب والمؤخرخ المميز إبراهيم عيسى من "موقع مختلف عليه" يكشف الحقيقة الصادمة: قادة حماس في فنادق خمس نجوم بمصر!

رابط فيديو مقابلة من موقع "ترانسبيرنسي" مع الصحافي علي الأمين: الثنائي الشيعي يهرب من خسارة 5 نواب.. هذا دليل التأجيل!

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقع ع اليوتيوب/طهران تصوّب مباشرة على حاكم مصرف لبنان كريم سعيد. ماذا

رابط فيديو مقابلة من موقع "السياسة" مع الصحافي طوني أبي نجم/ خلال أسبوعين تنفجر المهلة… سيناريو جوي وبري مرعب: تدمير الضاحية واحتمال فراغ قاتل!

رابط فيديو مقابلة من موقع "ترانسبيرنسي" مع الصحافي أسعد بشارة: "نواب بري" يدفنون أصوات المغتربين.. لماذا ارتاح رئيس الجمهورية؟

موفد بري في طهران: "خلص حان وقت تحييد لبنان"

مرتينوس حسم معركة نقيب المحامين

ساعر: حماس وحزب الله والحوثيون يسعون لتدمير إسرائيل

شهيد في المنصوري.. وتوصية إسرائيلية بالحرب على لبنان

لبنان، غزة، وتوترات سوريا: إسرائيل تسعى لتغييرات اللحظة الأخيرة في خطة سلام غزة بالأمم المتحدة

أول محطة للسفير الأميركي ميشال عيسى: ولاية تبدأ بزيارة خاصة للمسقط الرأس

أدرعي: أحبطنا محاولات لإعادة بناء قدرات الحزب في عيترون

هجوم ايراني عنيف على إجراءات مصرف لبنان النقدية: تخلى فعلياً عن سلطته وسلم واشنطن المفتاح الرئيسي

بري مستاء جداً ...ونزع السلاح ليس خيارا!

علي حسن خليل في إيران مستفسراً عن موقفها من التفاوض مع إسرائيل

لبنان، غزة، وتوترات سوريا: إسرائيل تسعى لتغييرات اللحظة الأخيرة في خطة سلام غزة بالأمم المتحدة

سوريا تسلّم لبنان سبعة عشر موقوفًا دخلوا بحرًا

الجيش واليونيفيل: استهداف إسرائيل للعناصر انتهاك خطير

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خارجية إيران: برنامجنا الصاروخي يمر بمرحلة إصلاح وتعافي

الحرس الثوري الإيراني يزعم تفكيك شبكة أميركية-إسرائيلية داخل إيران

تحقيقات إسرائيلية تكشف تورط شاب وصديقته في شبكة تجسس لصالح إيران

الصحف الإيرانية: التوترات السياسية والاقتصادية تتصاعد والمشهد الداخلي يزداد تعقيدًا

1000 شخصية سترافق محمد بن سلمان في زيارته الى واشنطن

إسرائيل لأميركا: بيع طائرات "إف 35" للسعودية... بشرط

السعودية تُنعِش خزينة اليمن بـ 90 مليون دولار وتُفرِج رواتب الموظفين

وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش سيبقى على جبل الشيخ وسوف ننزع سلاح حماس

نتنياهو يدين الهجوم على عضو بالكنيست

إسرائيل تُحذَّر: لا تتركوا ترامب يقرر سياستكم تجاه سوريا

قائمة أسرى غزة تكشف 1468 معتقلاً.. والاحتلال يماطل

مسؤول إسرائيلي: الطريق ممهد لقبول المقترح الأميركي لغزة

البيت الأبيض يكتب سيناريو غزة… وإسرائيل تعترض

الفصائل الفلسطينية ترفض مشروع القرار الأميركي بمجلس الأمن

أول مطر خريفي في غزة يكشف هشاشة المخيمات

لجنة تحقيق السويداء تحذّر من تفاقم خطاب الكراهية

تفجير خلية الازمة في دمشق: امرأة تخترق رجال الدولة

زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي إلى دمشق!

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان يواجه أزمة السلاح وسط تحولات إقليمية ودور سوري محوري/طارق أبو زينب/نداء الوطن

فرنسا في لبنان: حضور قويّ وقدرات محدودة/أندريه مهاوج/نداء الوطن

سلاح الحزب لمواجهة الجيش والشعب/شارل جبور/نداء الوطن

قوات أوروبية جنوبًا: أحلام فرنسية بلا بركة أميركية/ألان سركيس/نداء الوطن

دارين لحود لـ "نداء الوطن": إشراك المغتربين اللبنانيين مهمّ وإلّا العقوبات....واشنطن تُعدّل استراتيجيتها في لبنان/أمل شموني/نداء الوطن

السفير الجديد… ومرحلة "الضغط بلا فرامل"/نخلة عضيمي/نداء الوطن

النداء الأخير... مليار سُني خلف ترامب/سامر زريق/نداء الوطن

دمشق: نقص في الكوادر الإدارية بالحكومة سببه غلاء المعيشة/مصطفى محمد/المدن

وثائق إعدام.. أو رثاء لشهداء مشانق صيدنايا/علي سفر/المدن

ما التأثيرات السياسية لزيارة البابا إلى لبنان؟/المدن/جورج حايك

"الطائف" والسلاح ومصير النظام: أي صفقة سترضي المسيحيين؟/منير الربيع/المدن

قطع تمويل حزب الله: هل يمكن تنفيذ ذلك فعلاً؟/علي نور الدين/المدن

البلدات المعلّقة على حافة النار جنوباً..قصص لا تروى بالكلمات/نغم ربيع/المدن

هل أحبّت مي زيادة أنطون الجميّل؟/سليمان بختي/المدن

فخامة الرئيس… خيارات الداخل أخطر من «سمّ» الخارج/كارين عبد النور/بيرون

في الواقع اللبناني/القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

نائب رئيس برلمان لبنان: إسرائيل لا تعترف بوقف إطلاق النار...أكد أن الجيش اللبناني يقوم بجهود غير مسبوقة بالجنوب

الماليّة والمركزي: عودة الخلاف حول قرض الـ16.5 مليار

مارتينوس نقيبًا للمحامين.. مرشح القوات بوجه تحالف الأحزاب

د.غسان العياش في «منتدى جنوبية»: إعادة الإعمار رهينة القرار الإيراني والوصاية المالية الدولية

البطريرك الراعي: إنّ نهوض لبنان لا يبدأ من الخطابات بل من إيمانٍ بأنّ الله لا يزال حاضرًا في تاريخنا

المطران عودة: الله قادر أن يحولنا ويحول بلدنا رغم مشاكله الكثيرة إن وثقنا به ووضعنا فيه رجاءنا

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِنْ تَثْبُتُوا أَنْتُم في كَلِمَتِي تَكُونُوا حَقًّا تَلامِيذِي، وتَعْرِفُوا الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا8/من31حتى37/ قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِليَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنْ تَثْبُتُوا أَنْتُم في كَلِمَتِي تَكُونُوا حَقًّا تَلامِيذِي، وتَعْرِفُوا الحَقَّ، والحَقُّ يُحَرِّرُكُم».أَجَابُوه: «نَحْنُ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيم، ومَا كُنَّا يَومًا عَبيدًا لأَحَد! كَيْفَ تَقُولُ أَنْت: تَصِيرُونَ أَحْرَارًا؟». أَجَابَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَنْ يَعْمَلُ الخَطِيئَةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيئَة. والعَبْدُ لا يُقِيمُ فِي البَيْتِ إِلى الأَبَد، أَمَّا الٱبْنُ فَيُقِيمُ إِلى الأَبَد. فَإِنْ يُحَرِّرْكُمُ الٱبْنُ تَكُونُوا أَحْرَارًا حَقًّا. أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُم ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيم، ولكِنَّكُم تَطْلُبُونَ قَتْلِي، لأَنَّ كَلِمَتِي لا تَجِدُ فِيْكُم مُقَامًا.

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

سيرة القديس والرسول متى الإنجيلي في ذكرى عيده السنوي

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149224/

تواريخ الإحتفال بعيد القديس متى في الكنائس الشرقية والغربية

تحتفل الكنيسة الغربية (الفاتيكان) بعيد القديس متى بتاريخ 21 أيلول من كل سنة، في حين تحتل الكنائس الشرقية، ومنها المارونية حسب السنكسار والتقليد الإنطاكي بتاريخ 16 تشرين الثاني

الاسم والهوية

القديس متّى هو أحد الاثني عشر رسولاً، وأحد كتّاب الأناجيل الأربعة. اسمه الأصلي هو لاوي بن حلفى، ويُعرف باسم متّى الذي يعني “عطية الرب” أو “هبة الله”، وهو اسم اكتسبه على الأرجح بعد انضمامه إلى تلاميذ المسيح كدلالة على عطية التوبة والخلاص التي نالها.

من جابي الضرائب إلى التلميذ: دعوة التغيير الجذري

كانت مهنة القديس متّى قبل دعوته هي جباية الضرائب (العشّار)، في كفرناحوم على بحر الجليل. كانت هذه المهنة في المجتمع اليهودي مكروهة ومحتقرة.

الدعوة والتحوّل

يروي الإنجيل كيف مرّ به يسوع في (متّى 09: 09) جالساً في مكان الجباية وقال له: “اتبعني”، فقام متّى فوراً وترك كل شيء – المال، النفوذ، والمهنة المضمونة – ليتبع المسيح. هذا التحوّل الفوري، دون مساومة أو تردد، يجعله النموذج الأسمى للتوبة الحقيقية والالتزام الكامل.

كاتب الإنجيل الأول: إنجيل الملكوت

يُجمع التقليد الكنسي القديم على أن القديس متّى كتب إنجيله أولاً، نحو عام 50 أو 60 ميلادياً، وأنه كتبه باللغة الآرامية (أو العبرية) لأبناء جلدته اليهود في سرائيل، ثم تُرجم لاحقاً إلى اليونانية.

المحاور الأساسية في إنجيله

إنجيل الملكوت: هدف متّى الرئيسي هو إثبات أن يسوع الناصري هو المسيح المُنتظر (المسيا).

جسر العهدين: ركّز على تحقيق النبوءات العبرية، حيث استشهد بالعهد القديم أكثر من أي إنجيلي آخر، غالباً بعبارة: “لكي يتمّ ما قيل بالأنبياء…”.

تعاليم يسوع: جمع متّى تعاليم يسوع في خمسة خطابات رئيسية ومنظّمة، أبرزها:

موعظة الجبل (متّى 05-07): دستور الملكوت الجديد.

الأمثال (متّى 13): إيضاح أسرار ملكوت السماوات.

نشاطه الرسولي الواسع

بعد صعود المسيح إلى السماء وحلول الروح القدس، انطلق القدّيس متّى في كرازة واسعة شملت:

إسرائيل واليهودية: بدأ رسالته بين أبناء شعبه مفسّرًا لهم كيف تمّ في يسوع تحقيق النبوءات.

سوريا والمناطق الأنطاكية: حيث انتشر إنجيله بكثافة، ومنها وصل إلى لبنان وقبرص والشرق الأدنى.

بلاد الرافدين: زار مناطق الرها ونصيبين والبصرة بحسب التقاليد السريانية.

فارس (إيران الحالية): أعلن كلمة الله في مناطق كانت تتبع الإمبراطورية الفارسية.

الحبشة (إثيوبيا): يُرجَّح أنّ استشهاده كان هناك، بعد أن اهتدى ملك البلاد إغليون بفضل خدمته ومعجزاته.

علاقة القديس متّى بلبنان

رغم عدم وجود أدلّة مباشرة على زيارة القدّيس متّى للبنان شخصيًا، فإن ارتباطه بلبنان عميق ومؤثّر ويتجسّد في النقاط التالية:

وصول إنجيله باكرًا إلى الكنيسة الأنطاكية: الكنيسة الأنطاكية كانت المرجع الروحي للمسيحيين في لبنان، ومنها انتشر إنجيل متّى إلى الساحل والجبل اللبنانيين، خصوصًا إلى الرهبان الأوّلين في وادي قاديشا.

تأثير إنجيله على الحياة الرهبانية: نصوص التطويبات وموعظة الجبل شكّلت أساسًا للتعاليم الرهبانية في القرون الأولى، فكان إنجيل متّى مرجعًا أساسيًا في الصلوات والقراءات الليتورجية والمراكز والمحابس القديمة في وادي قنّوبين.

حمل العديد من الكنائس والأديرة اسمه تكريمًا له: وهو دليل على محبّة المؤمنين اللبنانيين للقدّيس ولتعاليمه. من أبرز هذه الكنائس والرعايا:

كنيسة مار متى/مارونية/وادي الست (الشوف)

كنيسة مار متّى/مارونية/ كفرنبرخ (الشوف).

كنيسة مار متّى/مارونية/بشرّي (قضاء بشرّي)

كنيسة مار متّى/ارثوذكية/دده (الكورة).

استشهاده ورمزه الكنسي

تُجمع التقاليد على أن القديس متّى ختم حياته بـاستشهاد عظيم في إثيوبيا أو فارس، حيث طُعن بـرمح (أو سيف) أثناء وجوده على مذبح الكنيسة، دفاعاً عن إيمانه ورفضاً لتقديم الذبائح للأوثان.

الرمز الكنسي

يُرمز إلى القديس متّى في الفن المسيحي بـصورة إنسانٍ أو ملاك ذي وجه بشري. هذا الرمز مأخوذ من رؤيا حزقيال، ورُمِزَ إليه بالإنسان لأن إنجيله يبدأ بنسب يسوع كابن الإنسان، مركزاً على ناسوت المسيح ودخوله إلى التاريخ البشري.

الخلاصة الروحية: رسول الملكوت الذي ما زال صوته حاضرًا

إن الاحتفال بعيد القديس متّى هو دعوة قوية للتأمل في:

التوبة الصادقة: التي تغيّر مسار الإنسان مهما كان ماضيه.

أولوية الملكوت: حيث يذكّرنا بضرورة تقديم محبّة المسيح على كل غنى دنيوي.

أمانة الإنجيل: الذي دوّنه متّى ببراعة وقدمه للعالم كدليل لملكوت السماوات.

ارتباط الكنيسة اللبنانية العميق بالتراث الرسولي والإنجيلي: الذي أسس عليه الرهبان الأوائل حياتهم.

القديس متى هو الرسولٌ الذي ما زال صوته حاضرًا عبر إنجيله، يذكّر المؤمنين بأن الملكوت يبدأ في القلب، وأن الدعوة الإلهية قادرة أن تغيّر كلّ شيء.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

جهنّم ونارها ودودها ناطرين كلّ يلي قتلوا ضمائرهم وما بيخجلوا

الياس بجاني/14 تشرين الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/11623/

في ناس كتير ما بيخافوا ربّهم، يعني بينسوا إنّو في يوم حساب بالآخرة، وإنّو في جهنّم.

وبينسوا إنّو بيوم الحساب في صفّ على الشمال وصفّ على اليمين.

صفّ الشمال دركبة على جهنّم، وصفّ اليمين إلى منازل الله السماوية.

بينسوا إنّو جهنّم فيها نار ما بتنطفي، ودود ما بيهدى، وعذاب ما بيوقف أبداً.

طيب، معقول الإنسان كرمال مال وقصور وسلطة  وشوفة حال، يسطل ويستهبل ويكفر ويروح بإجريه دركبة ع جهنّم؟

إيه، طبعاً. لأنّو لمّا الإنسان بيوقع بتجارب إبليس وبينزل بجورته، ما بيعود شايف غير تراب الأرض، ومالها وكراسي السلطة، والقصور، والحقد، والكراهية والانتقام، وبيصير عبدً لغرايزه الحيوانية.

الشارد عن طرق الله وتعاليمه بيقتل ضميره يلي هوّي صوت ربّنا فيه، وما بيعود يخجل وبيصير لسانه ـ يلي هو كمان ربّنا فينا ـ لسان ما بيشهد للحق، وبيتحوّل إلى لسان إبليس.

الأكيد… الأكيد… إنّو ما حدا منّا، مهما كِبِر بشأنه وماله وسلطته ، بيقدر يهرب من حساب ربّه.

ويلي بيقدر يهرب من قضاة الأرض، مش ممكن يقدر يهرب من محكمة وقاضي السما.

بيوم الحساب الأخير، كل جماعات الوزنات والنذورات من أصحاب الجبب والقلانيس، والكتبة والفريسيين الشاردين، والإسخريوطيّين، عذابهم بيكون الأقسى والأشد.

صلاة… ربي نجِّ كلّ واقع في تجربة، وساعده ليشوف نورك، ويتوب، ويقدّي الكفّارات، ويرجع إلك نادماً ومستغفراً ومتواضعاً.

من أجل كلّ شارد عن طّرق الرب، حاقد، مستكبر، قاتل ضميرو، ما بيخجل، متجبّر، ومتسلّط …منصلّي.

من أرشيف عام 2014

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أخت الرئيس بري:  هنادي مصطفى بري وفجور ووقاحة السلطة

نقلاً عن العديد من مواقع التواصل/16 تشرين الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149246/

هنادي مصطفى بري  تدير ثلاثة مراكز اساسية رسمية في آن واحد، وكل مركز يبعد جغرافيا حوالي الساعة للوصول اليه (اذا احتسبنا عجقة السير)..

المراكز الثلاثة هي:

1-مديرة عام التعليم المهني في لبنان

2-مديرة معهد بئر حسن

3-مديرة معهد الدكوانة

تعيينها غير قانوني، فعقدها يجدد عبر لجنة مؤلفة من ثلاثة موظفين فئة ثالثة، تعينهم هي بنفسها، وليس عبر مجلس الوزراء

وهي بنفسها تصادق على تعيين نفسها كذلك عندها موازنة لكل معهد تديره، بالتالي هي رئيسة اللجنة المالية، المعين من مدير كل معهد الذي هو ايضا هنادي،  هنادي تراس لجنة عينت نفسها على راسها،

بعد ما تروح ميزانيتها لرئيس الموازنة، تعود إليها لتوافق على ما صرفت بكل معهد

 وبالتالي، يا داره دوري فينا!

نبيه بري، ابليس بيضوج راسه من افلامك، وليه شو ها، يا رمز الفساد،

 وينك يا فخامة الرئيس جوزاف عون ويا دولة الرئيس نواف سلام من فساد الاستييييذ

 

رابط فيديو تعليق للكاتب والمؤخرخ المميز إبراهيم عيسى من "موقع مختلف عليه" يكشف الحقيقة الصادمة: قادة حماس في فنادق خمس نجوم بمصر!

https://www.youtube.com/watch?v=umZkPWaDVnA

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "ترانسبيرنسي" مع الصحافي علي الأمين: الثنائي الشيعي يهرب من خسارة 5 نواب.. هذا دليل التأجيل!

https://www.youtube.com/watch?v=aBxN_wFLFPo

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة من موقع ع اليوتيوب/طهران تصوّب مباشرة على حاكم مصرف لبنان كريم سعيد. ماذا

https://www.youtube.com/watch?v=eWrOS-Q8Quk

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "السياسة" مع الصحافي طوني أبي نجم/ خلال أسبوعين تنفجر المهلة… سيناريو جوي وبري مرعب: تدمير الضاحية واحتمال فراغ قاتل!

https://www.youtube.com/watch?v=oAk2oQelhuA

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "ترانسبيرنسي" مع الصحافي أسعد بشارة: "نواب بري" يدفنون أصوات المغتربين.. لماذا ارتاح رئيس الجمهورية؟

https://www.youtube.com/watch?v=Keen2YaGYWA

 "ماكينة حزب الله لن تمشي!" هكذا يلخص الكاتب والصحافي أسعد بشارة الضغط الأمريكي الأقصى على لبنان، كاشفاً عن سر الوفد الأمريكي الأمني والمالي الذي زار بيروت حاملاً لائحة تهديدات لا لبس فيها: قطع أوكسجين تمويل حزب الله، ومكافحة اقتصاد الكاش وتبييض الأموال في المرافق اللبنانية كالمطار والمرفأ والحدود. في حلقة نارية من برنامج "السياسة والناس" مع باتريسيا سماحة، يضع أسعد بشارة النقاط على الحروف في ملف التفاوض مع إسرائيل، مؤكداً أن المبادرة اللبنانية "التفاوض من أجل التفاوض" ستفشل سريعاً، وأن الرئيس نبيه بري يستخدم "أفكار الأرانب" لشراء الوقت، بينما إيران ترفض تماماً أي تفاوض لا تجلس فيه على الطاولة. يكشف بشارة عن دوائر قريبة من جوزيف عون تتحدث بصراحة: "نحن نقدم فشخة لقدام مش قادرين مع حزب الله"، مما يوضح حالة الاحتباس التي تدفع بعض الأطراف اللبنانية إلى الانفتاح على خيارات أبعد من الخط الأزرق بكثير.

كما يسلط الضوء على ملف الانتخابات النيابية وحسم الحكومة صفة المعجل لقانون المغتربين، محذراً من "أنياب الدولة العميقة" التي قد تدفن هذا القانون في المجلس النيابي، مانعة مليون وثلاثمائة ألف لبناني من ثلث الناخبين من التصويت، ومؤكداً أن الضغط العربي والدولي الجدي هو الحل الوحيد لتحريك هذا الملف الشائك.

00:00:00 دوائر جوزيف عون: "مش قادرين مع حزب الله".. فكرة التفاوض مع إسرائيل

00:01:06 واشنطن تريد اتفاق سلام: الموقف الأمريكي من مبادرة الرئيس

00:01:48 الرد الإسرائيلي على طاولة المفاوضات.. وتخوف من شراء الوقت

00:02:42 أفكار "الأرانب" لرئيس نبيه بري.. ولقاء مرتقب حول ملف التفاوض

00:03:36 ملفات التفاوض الحقيقية: سحب السلاح ووقف الخروقات الجوية

00:04:14 سيناريو الشيخ نعيم قاسم: رسم "دولة المقاومة" شمال وجنوب الليطاني

00:04:57 الموقف الإيراني الرافض للمفاوضات: خوفاً من "اللاعب اللبناني" الجديد

00:05:34 صرخة جوزيف عون: "أعطوني حل شو بقدر أعمل؟"

00:06:44 الخلاصة والسيناريوهات: المفاوضات لن تصير إلا على وقع أمرَين!

00:07:15 تسخيم الضغط الأمريكي: استهداف اقتصاد الكاش وتمويل حزب الله

00:08:46 الدولة العميقة والمرافق: فساد المطار والمرفأ.. "سرحها ورب راعيها"

00:10:00 الأبراج البريطانية على الحدود: هل يتذرع الجيش بالإمكانات اللوجستية؟

00:11:00 قانون الانتخاب والمغتربين: هل تدفن "أنياب الدولة العميقة" أصوات المليون؟

00:13:30 الضغط الدولي الجدي هو الحل: من يجرؤ على مواجهة نبيه بري؟

00:14:33 سيناريو الضربة الإسرائيلية: هل تطير الانتخابات كلياً؟

 

موفد بري في طهران: "خلص حان وقت تحييد لبنان"

مرتينوس حسم معركة نقيب المحامين

نداء الوطن/17 تشرين الثاني/2025

شهدت أروقة نقابة المحامين في بيروت أمس معركة نقابية كبرى وسط إقبال كثيف على الاقتراع ، خاضتها "القوات اللبنانية" وحلفاؤها من حزبي الأحرار والاشتراكي وعدد كبير من المستقلين والذين لم يلتزموا بتعاميم بعض الأحزاب، ففاز المرشح المدعوم بشكل أساسي من "القوات اللبنانية" عماد مرتينوس، مسجّلًا انتصارًا مدوّيًا على التحالف الواسع الذي دعم المرشح الياس بازرلي. وبدا منذ الصباح وكأن المعركة معركة إسقاط مرتينوس المدعوم قواتيًا بأي ثمن، بدليل أن تكتل المنافسين جاء خارج أي منطق سياسي، حيث وقف "حزب الله" وحركة "أمل" إلى جانب حزب "الكتائب" مع الحزب "القومي" و"التيار الوطني الحر".

نقيب الإنجازات لا التسويات

وقال مرتينوس بعد فوزه: "سأكون نقيب الشفافية والموازنة الشهرية لا السنوية والإثنتي عشرية، نقيب الإنجازات لا التسويات، وعهدي أن تعود نقابة المحامين ضمير الوطن وصوتًا مدويًا لا صوتًا خافتًا أو صامتًا". ولوحظ فوز المرشح الدرزي نديم حمادة من لائحة مرتينوس. أما عدم فوز أي مرشح سني أو شيعي وقد ردته مصادر متابعة إلى التخبط الذي عانته لائحة بازرلي خصوصًا مع وقوف النقيب السابق جورج جريج والكتائبي السابق إلى جانب مرتينوس، ولأن شريحة كبيرة من المحامين لم تلتزم باللائحة لأسباب لم يغب عنها الموقف السياسي من طبيعة التحالف الذي وصفوه بغير الطبيعي، فصبت الأصوات للمرشحين المسيحيين من اللائحتين. علمًا أن قانون مجلس النقابة لا يتضمن التوزيع المذهبي والطائفي للأعضاء. ونظرًا لحدة المنافسة، قد يختل ميزان التوزيع المذهبي الذي يقوم على العرف القاضي بتمثيل جميع الطوائف، لكن ليس هناك أي نص مكتوب يوزع مجلس النقابة على الطوائف.

المواجهة منذ العام 2023

وبدأت شرارة هذه المواجهة منذ العام 2023، يوم فاز النقيب فادي المصري، وشكر علنًا الأستاذ إيلي بازرلي على دعمه، في إشارة مبكرة إلى هوية "النقيب الخلف" وامتدادًا للرافعة السياسية ذاتها التي انتجت فوزه. لكن عام 2025 حمل معادلة مختلفة: ترشح عماد مرتينوس، وهو شخصية مستقلة وفاعلة، لتفتح "القوات اللبنانية" رسميًا معركة النقابة، معلنةً دعمها له في بيان صادر عن مصلحة المهن القانونية في حزيران الماضي، بعدما خاضت معه سلسلة لقاءات حملت طابعًا نقابيًا ووطنيًا واضحًا، إلى جانب دعمها ترشيح الأستاذ إيلي الحشاش لعضوية مجلس النقابة. وعلى مدى أشهر، نسج مرتينوس شبكة تواصل واسعة، قبل أن يرسو خياره النهائي على التحالف مع "القوّات اللبنانية" انطلاقًا من قناعة مشتركة بضرورة إعادة النقابة إلى نهج سيادي - مهني بعيد عن المحاور السياسية التي طغت على العهد السابق. وانضم إلى هذا الخط حزب "الوطنيين الأحرار" وعدد من المستقلين. وعشية الانتخابات، جدّدت "القوات" دعمها الكامل لمرتينوس وللأساتذة الياس الحشاش (القوات اللبنانية)، مروان جبر (الوطنيين الأحرار)، جورج يزبك ونديم حمادة (المدعوم من التقدمي الاشتراكي) في مواجهة تحالف عريض ضمّ: الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل"، "التيار الوطني الحر"، حزب "الكتائب اللبنانية"، الحزب "السوري القومي الاجتماعي"، وتيار "المستقبل" الذي التحق بدعم بازرلي عند انطلاق النهار الانتخابي. وانتهى اليوم الانتخابي الطويل بإعلان عماد مرتينوس نقيبًا للمحامين في بيروت فيما أبرز الخاسرين هم: مرشحو "الثنائي الشيعي"، مرشح "التيار الوطني الحر"، ومرشح تيار "المستقبل".

موفد بري في طهران

في موازاة حدث انتخابات المحامين، أطل حدث الزيارة التي قام بها النائب علي حسن خليل، بصفته المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى طهران حيث التقى رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني المكلّف من المرشد علي خامنئي متابعة الملف اللبناني وعددًا آخر من المسؤولين الإيرانيين وفي مقدمهم وزير الخارجية عباس عراقجي. وتأتي الزيارة في لحظة سياسية دقيقة، خصوصًا بعد التباين، بل الخلاف، الذي ظهر بين قيادتي حركة "أمل" و"حزب الله" حول الموقف من طرح التفاوض الذي دعمه الرئيس بري ورفضه "الحزب"، وكذلك حول المبادرة المصرية التي تبناها بري ووافق عليها لبنان الرسمي عبر رئيس الجمهورية، في مقابل رفض واضح من "الحزب". وتضاعفت حساسية المشهد السياسي بعدما أرسل "الحزب" رسالته المعروفة إلى الرؤساء الثلاثة، ما أدى إلى توتير الأجواء مع بري. إذ اعتبرت الرسالة أنها مكتوبة بالحبر الإيراني، قبل أن يعمد "الحزب" إلى محاولة احتواء الموقف ببيان جدّد فيه تفويض رئيس المجلس إدارة التفاوض في الملفات الداخلية والخارجية، في خطوة قرأتها أوساط سياسية على أنها محاولة لإعادة ترميم العلاقة بين الطرفين قبل انتقال النقاش إلى مراحل أكثر حساسية.

موفد بري لمواجهة الأفق المسدود

وأبلغت مصادر سياسية بارزة "نداء الوطن" أنه من الواضح أن الرئيس بري يريد قراءة الواقع، في حين أن "حزب الله" غير قادر على مناقشة طهران باعتباره أداة لديها. أضافت: "لا شك أن الرئيس بري جزء لا يتجزأ من المحور الإيراني، لكنه قادر على مناقشة إيران خلافًا لـ"حزب الله" الذي ينفذ أوامرها فضلًا عن الانقسام في صفوف "الحزب"، كما يرجح، نتيجة المزايدات بين أعضائه والتي وصلت إلى درجة عدم القدرة على حسم الاتجاهات المطلوبة" . وقالت "إن زيارة خليل تأتي قبل أيام من الذكرى الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في ظل عدم إعادة الإعمار واستمرار إسرائيل في استهدافاتها وسط حصار مطلق. وبالتالي، لا أفق في ظل هذا الواقع، بينما تتحضر إسرائيل لحرب جديدة، ولا يمكن أن تستمر الحال الراهنة على هذا المنوال. وأي حرب تذهب إليها إسرائيل، لن ينجو منها أحد، ليس من "حزب الله" فحسب وإنما أيضًا من الشيعة في سائر مناطق لبنان".  ورجحت المصادر أن موفد بري ذهب ليقول لإيران: "خلص، حان الوقت لتحييد لبنان وإخراجه من هذه الشرنقة الموجود في داخلها، فيعلن "حزب الله" تسليم سلاحه. ويتوقف على ما ستقوله إيران المدركة لكل هذه المسائل. ربما يكون الجواب نحن نعرف ما يجب عمله وأن تكمل بالسياسة نفسها، ظنًا منها أن واشنطن ستأتي في لحظة معينة وتفاوضها لكن واشنطن لن تأتي، وظنًا من إيران أن إسرائيل ستقايض معها ومع "حزب الله" لكن إسرائيل لن تفعل ذلك. وستتواصل الأمور باتجاه مزيد من العنف. هل ستشكل الزيارة منعطفًا لتغيير السياسة الإيرانية في لبنان، أم أن إيران ماضية في السياسات ذاتها التي ستؤدي حتمًا إلى الحرب الكبرى الموسّعة وما يعني أن زيارة موفد بري لن تحقق النتائج التي كان يتوخاها بري؟ الزيارة غير عادية في توقيت غير عادي بهدف واضح المعالم".

تغطية الحكم لسعيد وهجوم إيراني ومن "الحزب"

من جهة ثانية، علمت "نداء الوطن" أن الخطوات التي يتخذها حاكم مصرف لبنان تتمتع بتغطية سياسية من رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء وتهدف إلى الحد من العمليات المالية غير الشرعية، وتطول جميع الفئات وبالتالي لا مجال للالتفاف عليها، ومن جهة ثانية هناك تأكيدات من المسؤولين على استمرار هذه الخطوات وارتفاع وتيرتها حتى لو رفع "حزب الله" سقف اعتراضاته، والقضية لا تتعلق فقط بتجفيف مصادر تمويل "الحزب"، بل حماية لسمعة لبنان المالية وعدم تعريضه لخطر الخروج من النظام المالي العالمي. في المقابل، هاجمت صحيفة "طهران تايمز" إجراءات مصرف لبنان النقدية التي تستهدف تجفيف اقتصاد الكاش المعتمد بصورة أساسية من "حزب الله". وكتبت الصحيفة التابعة للنظام: "لقد تخلى البنك المركزي اللبناني فعليًا عن سلطته، وسلم واشنطن المفتاح الرئيسي بينما تطوع لمراقبة مواطنيه نيابة عن مبعوثي وزارة الخزانة الأميركية الذين قضوا بضع ساعات فقط في بيروت قبل إصدار أحدث مجموعة من الوصايا المالية". بدوره هاجم عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين "الضغط السياسي والاقتصادي الأميركي على لبنان وبيئته". وحذر من "الضغوط المالية والاقتصادية التي تُمارس عبر التضييق على التحويلات ومؤسسة القرض الحسن"، معتبرًا "أن هذه الإجراءات تستهدف لبنان واقتصاده بكامل مكوّناته".

السفير الأميركي واستياء الكونغرس

وبالتزامن مع تقديم سفير الولايات المتحدة الأميركية الجديد إلى لبنان ميشال عيسى أوراق اعتماده اليوم إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، أفادت مراسلة "نداء الوطن" في واشنطن بأن استياء الكونغرس يتزايد من النخب اللبنانية السياسية والمالية. فقد حث كبار المشرعين الجمهوريين الرئيس ترامب على إعداد عقوبات ضد هذه النخب، في مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويتهم المشرعون بري بعرقلة الإصلاح البرلماني والتحالف مع "حزب الله" لعرقلة الانتخابات النيابية عام 2026. وشدد عضو الكونغرس دارين لحود، قبيل لقائه قائد الجيش رودولف هيكل الذي يزور واشنطن هذا الأسبوع، على أهمية "نزع السلاح غير الشرعي خصوصًا سلاح "حزب الله" كمقدمة للتغيير الحقيقي".

الموفد السعودي في بيروت

وإلى بيروت، وصل أمس الموفد السعودي المكلّف متابعة الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان، حيث باشر فور وصوله لقاءات بعيدة من الأضواء، انسجامًا مع الأسلوب الهادئ الذي دأبت عليه الدبلوماسية السعودية في مقاربتها للملف اللبناني خلال الأشهر الماضية. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة نظرًا لتزامنها مع القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي من المتوقع أن تتناول مجموعة واسعة من ملفات المنطقة، وبينها الساحة اللبنانية التي تستعيد موقعها في النقاش الإقليمي والدولي مع تنامي المخاوف من اتساع رقعة التوتر مجددًا في الشرق الأوسط لا سيما بين إسرائيل وإيران.

مخاوف رسمية جنوبًا

من جهة ثانية، عبّرت مصادر رسمية عبر "نداء الوطن" عن تخوفها حيال ما حصل جنوبًا، وشددت على أنه ليس خطأً تقنيًا أو استهدافًا غير مقصود لـ "اليونيفيل"، فإسرائيل تملك أحدث التقنيات وتستطيع أن تحدد الأهداف بدقة. ولفتت المصادر إلى أن ما حصل هو رسالة للدولة اللبنانية وللمجتمع الدولي بأن لا أحد يستطيع الوقوف بوجهها وماضية بضرباتها رغم إعلان رئيس الجمهورية جهوزية لبنان للمفاوضات، وبالتالي إسرائيل تخطط للأسوأ ولا يوجد رادع أمامها.

الجيش الإسرائيلي يطلق النار على "اليونيفيل"

ميدانيًا، فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النار على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان أمس في واقعة وصفتها قوة "اليونيفيل" التابعة للمنظمة الدولية بأنها انتهاك خطير. ولم ترد تقارير عن إصابة أي من قوات الأمم المتحدة.

وفد سعودي فضفاض إلى واشنطن

في المشهد الخارجي الأنظار تتجه إلى اللقاء المرتقب يوم الثلثاء في البيت الأبيض بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد تامب، وسيواكبه وفد سعودي ضخم، إذ من المتوقع أن يرافق ولي العهد إلى واشنطن نحو ألف شخص، بينهم تقريبًا جميع وزراء الحكومة السعودية. 

 

ساعر: حماس وحزب الله والحوثيون يسعون لتدمير إسرائيل

نداء الوطن/17 تشرين الثاني/2025

اأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن "إسرائيل تواجه حالة استثنائية من التهديدات، حيث توجد "دول إرهابية" تسيطر على أراضٍ، وثلاث منها لا تزال تحارب إسرائيل بهدف تدميرها: حماس في قطاع غزة، حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن". وأضاف ساعر أن "إسرائيل لن تقبل بإقامة دولة فلسطينية تعتبر "إرهابية" في قلب أراضيها، على مسافة قريبة جدًا من مراكز السكان، وتحت سيطرة طبوغرافية مباشرة، محذرًا من مخاطر مثل هذا الوضع على الأمن القومي الإسرائيلي".

 

شهيد في المنصوري.. وتوصية إسرائيلية بالحرب على لبنان

وكالات/16 تشرين الثاني/2025

شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارةً على سيارة في بلدة المنصوري، وسرعان ما هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الاستهداف وسط معلومات عن سقوط إصابات.  وأدّت الغارة إلى سقوط شهيد، وهو مدير مدرسة المنصوري الرسميّة محمد علي شويخ. بالتزامن كانت وسائل إعلام إسرائيلية بينها القناة 13 تشير إلى أن الجيش والمنظومة الأمنية الإسرائيلية أصدرت توصية للحكومة بشن عملية عسكرية ضد حزب الله تمتد لأيام، يأتي ذلك على وقع المزيد من المناورات والتدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في محاكاة لخوض معارك برية ضد الحزب. وكان قد زعم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيانٍ نشره على منصّة "إكس" إنّ قوات الفرقة 91 "عملت خلال الأسبوع الماضي لإحباط محاولات إعادة بناء قدرات حزب الله في جنوب لبنان، ورصدت بنًى تحتيّة ووسائل قتالية تابعة للتنظيم، كما هاجمت خمسة أهداف إرهابية، واستهدفت ثلاثة مخربين". وأوضح أدرعي أنّ "قوّات اللواء 228 واللواء 300 تعمل تحت قيادة الفرقة 91 في مهمّة رصد وتدمير البنى التحتية الإرهابية التابعة لمنظّمة حزب الله في جنوب لبنان"، مشيرًا إلى أنّ هذه العمليات تندرج في إطار "جهود مستمرّة لإبعاد التهديد عن حدود دولة إسرائيل". وخلال "عمليةٍ ليليةٍ في قرية عيترون جنوب لبنان"، ذكر أدرعي أنّ قوات اللواء 228 "دمّرت عدّة مبانٍ استخدمها مخربون من منظّمة حزب الله لتنفيذ أعمالٍ إرهابية، بعد رصد محاولاتٍ أخيرة لترميم هذه المواقع وإعادتها إلى الخدمة". وفي قرية رامية جنوب لبنان، أفاد المتحدّث بأنّ قوات اللواء 300 "نفّذت نشاطًا مركّزًا لتدمير وسائل قتالية، من بينها أسلحة، وبنادق من طراز كلاشنيكوف، ومخازن، وذخيرة"، مؤكّدًا أنّ "العمليات استهدفت قدراتٍ هجوميّة تستخدمها المنظمة في المنطقة الحدودية". وأضاف أدرعي أنّه "بالإضافة إلى هذه العمليات البرّية، هاجمت قوات الفرقة 91، بالتعاون مع سلاح الجو، خمسة أهدافٍ إرهابية خلال الأسبوع المنصرم في عدّة قرى جنوب لبنان، واستهدفت ثلاثة مخربين من منظّمة حزب الله".. وختم بالقول إنّ "وجود هذه البنى التحتية الإرهابية يشكّل خرقًا للاتفاق بين إسرائيل ولبنان"، مؤكّدًا أنّ "جيش الدفاع الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة أيّ تهديدٍ على أراضي دولة إسرائيل"، على حدّ تعبيره.

 

لبنان، غزة، وتوترات سوريا: إسرائيل تسعى لتغييرات اللحظة الأخيرة في خطة سلام غزة بالأمم المتحدة

ال بي سي/16 تشرين الثاني/2025

تكثّف إسرائيل ضغوطها على الولايات المتحدة في الساعات الأخيرة التي تسبق تصويتاً مقرراً يوم الاثنين في مجلس الأمن الدولي على مقترح يتعلق بحكم غزة وإعادة إعمارها بعد الحرب. ويدور الخلاف الأساسي بين إسرائيل من جهة، وواشنطن والدول العربية الداعمة للمقترح من جهة أخرى، حول إنشاء "مجلس سلام" في غزة. وستعمل هذه الهيئة كسلطة حكم مؤقتة إلى حين إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية بالكامل وتمكينها من تولي زمام الأمور. ويجادل المسؤولون الإسرائيليون بأن هذا البند يعزز بشكل فعال الحق الفلسطيني في تقرير المصير ويدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية - وهو الموقف الذي يرفضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة. وجدد نتنياهو، الذي يواجه انتقادات متزايدة لعدم رفضه للخطة بالكامل، تأكيده قبل اجتماع لمجلس الوزراء على أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية. كما تسعى تل أبيب للحصول على دعم أميركي صريح لما تصفه بحقها في الحفاظ على وجودها في جبل الشيخ وجنوب سوريا، كخطوة استباقية ضد أي مطالب محتملة من الرئيس دونالد ترامب بانسحاب إسرائيلي. وإلى جانب مساري غزة وسوريا، لا يزال لبنان يمثل أولوية قصوى للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وتحديداً قيادتها الشمالية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يناقش ويتدرب على سيناريوهات تصعيد متعددة في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، بهدف إنهاء أي مواجهة محتملة في غضون مدة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع من القتال. هل تود مني البحث عن معلومات إضافية حول مهام السفير الأميركي الجديد في لبنان أو تفاصيل خطة السلام المتعلقة بغزة؟ بالتأكيد. إليك ترجمة المحتوى إلى اللغة العربية:

 

أول محطة للسفير الأميركي ميشال عيسى: ولاية تبدأ بزيارة خاصة للمسقط الرأس

ال بي سي/16 تشرين الثاني/2025

عاد ميشال عيسى إلى لبنان عام 2025 ليس كَمُغْتَرِبٍ عائد إلى وطنه، بل كسفيرٍ معيّن حديثاً للولايات المتحدة في بيروت. وقبل اجتماعاته الرسمية مع المسؤولين اللبنانيين المقررة ليوم الاثنين، اختار عيسى أن يبدأ مهمته الدبلوماسية بزيارة شخصية وهادئة لمسقط رأسه بْسُوس، التي غادرها عام 1978. وبعيداً عن عدسات الإعلام، وبرفقة سكان القرية فقط، زار عيسى ضريحي والديه قبل أن يتوجه إلى الكنيسة القديمة التي كان يرتادها طفلاً، وانضمت إليه شقيقتاه. وحضر لاحقاً قداساً في كنيسة سيدة بْسُوس، حيث ألقى كلمة موجزة أمام المصلين. كما التقى السفير بأهالي البلدة في لقاء حضره أفراد عائلته الممتدة.ومن المقرر أن يبدأ عيسى عمله الدبلوماسي رسمياً يوم الاثنين، حيث يواجه أجندة معقدة تتضمن جهوداً لوقف الحرب المستمرة التي تؤثر على لبنان، ومعالجة مسألة السلاح غير الشرعي، ودعم الإصلاحات المالية والاقتصادية. وستحدد كيفية تعامله مع هذه التحديات الفصل الأول من ولايته في بيروت.

 

أدرعي: أحبطنا محاولات لإعادة بناء قدرات الحزب في عيترون

جنوبية/16 تشرين الثاني/2025

كتب المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر “اكس”: “تعمل قوات اللواء 228 واللواء 300 تحت قيادة الفرقة 91 على مهمة رصد وتدمير البنى التحتية الإرهابية التابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية في جنوب لبنان”.وأضاف أدرعي: “خلال عملية ليلية في قرية عيترون جنوب لبنان، دمّرت قوات اللواء 228 عدة مبانٍ استخدمها مخربو منظمة حزب الله الإرهابية لتنفيذ أعمال إرهابية. وقد رُصدت مؤخرًا محاولات لترميمها”. وتابع: “في قرية رامية جنوب لبنان، نفذت قوات اللواء 300 نشاطًا مركّزًا لتدمير وسائل قتالية ومن بينها أسلحة، وبنادق من طراز كلاشنيكوف، ومخازن وذخيرة”. وقال: “بالإضافة إلى ذلك، خلال الأسبوع المنصرم، هاجمت قوات الفرقة بالتعاون مع سلاح الجو خمسة أهداف إرهابية، وصفت ثلاثة مخربين من منظمة حزب الله الإرهابية في عدة قرى مختلفة”.وختم: “إن وجود هذه البنى التحتية الإرهابية يشكّل خرقًا للاتفاق بين إسرائيل ولبنان حيث سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على أراضي دولة إسرائيل”

 

هجوم ايراني عنيف على إجراءات مصرف لبنان النقدية: تخلى فعلياً عن سلطته وسلم واشنطن المفتاح الرئيسي

المركزية/16 تشرين الثاني/2025

هاجمت صحيفة “طهران تايمز” اجراءات مصرف لبنان النقدية التي تستهدف تجفيف اقتصاد الكاش المعتمد بصورة اساسية من حزب الله. وكتبت الصحيفة التابعة للنظام:” لقد تخلى البنك المركزي اللبناني فعلياً عن سلطته، وسلم واشنطن المفتاح الرئيسي بينما تطوع لمراقبة مواطنيه نيابة عن مبعوثي وزارة الخزانة الأميركية الذين قضوا بضع ساعات فقط في بيروت قبل إصدار أحدث مجموعة من الوصايا المالية”. واعتبرت الصحيفة أن كل صراف تحول بفعل تعاميم مصرف لبنان إلى مكتب استخبارات مصغر. واشارت الى أنّ ” اللبنانيين يخضعون الآن لتدقيقٍ تَدخُّليٍّ أشدُّ صرامةً مما تفرضه العديد من الدول المدرجة على القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي. وللتذكير: حتى الإمارات العربية المتحدة، وهي دولةٌ خاضعةٌ للمراجعة الدولية، لم تُذلّ سكانها قطُّ بمثل هذه المطالب التطفلية والتعسفية”. وكتبت: “ليس المهم ما إذا كان أيٌّ من هذا يُكافح غسل الأموال حقًا. فالفائدة السياسية هي الرسالة، ففي نهاية المطاف، الأمر لا يتعلق بألف دولار، بل بالسيطرة والتبعية والتطبيع الهادئ للتدخل الأجنبي المُتستر وراء ستار “الامتثال”. وأنهت: ” ليس مجازيًا، بل حرفيًا. إن قيام مبعوث اميركي علنًا بتكليف حاكم مصرف لبنان المركزي بدورٍ طليعي في المواجهات الاستراتيجية للولايات المتحدة هو مشهدٌ متوقع في بلدٍ واقع تحت احتلالٍ فعلي، حيث تعمل مؤسسات ما يُسمى بالدولة ذات السيادة كمُلحقاتٍ إداريةٍ تابعةٍ للقوة المحتلة”

 

بري مستاء جداً ...ونزع السلاح ليس خيارا!

المركزية/16 تشرين الثاني/2025

كل طروحات التفاوض، كانت معلقة الى حين وصول السفير الاميركي ميشال عيسى الى بيروت.

ومع وصوله يفترض ان تعود المحركات للعمل، علما ان لبنان ورغم قبوله بمبدأ التفاوض عبر الميكانيزم لم يتلق بعد اي رد اسرائيلي. عيسى الذي وصل الجمعة شارك اليوم في قداس في بلدته في بسوس، على ان يقدم نسخة من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية يوسف رجي يوم الإثنين وبعدها إلى الرئيس جوزاف عون ليباشر مهامه رسمياً. مصادر سياسية قالت للجديد، ان الملف اللبناني بات اليوم حصرا بيد عيسى، على ان تواصل الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس مشاركتها في اجتماعات الميكانيزم دوريا في الناقورة. بحسب معلومات الجديد فان اورتاغوس كانت قد قالت امام شخصيات لبنانية التقتهم في الولايات المتحدة: لا يظن احد ان عيسى سيكون قارب نجاة للبعض فان السياسة الامريكية ثابتة ومعروفة، وسبق ان عبّر عنها السفير عيسى في الكلمة التي القاها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ان نزع سلاح حزب الله ليس خيارًا بل ضرورة، لأن الحزب وراعيه الإيراني يمنعان أي نهوض اقتصادي ويقوّضان سيادة الدولة.

السفير عيسى يلتقي الاثنين رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كشف زواره لـ"الجديد" أن الأخير لم يحدد موعداً لاستقبال وفد الخزانة الأميركي أثناء زيارته لبيروت الأسبوع الفائت، مجيباً على طلب الموعد بالقول : "ليس عندي وقت ، يمكنهم اللقاء مع المستشار علي حمدان". أما السبب فيعود لاستياء بري الشديد مما ورده من معلومات عما دار في لقاء وفد الخزانة في ما سمّاه "مطبخ النائب فؤاد مخزومي" حيث أُطلقت اتهامات وتهديدات ضده كانت كافية لعدم اللقاء بالوفد.

 

علي حسن خليل في إيران مستفسراً عن موقفها من التفاوض مع إسرائيل

المنسقية/17 تشرين الثاني/2025

افادت وكالات الأنباء بأن النائب في حركة أمل موجود في إيران مبعثاً من نبيه بري لمعرفة حقيقة الموقف الإيراني من التفاوض مع إسرائيل وذلك بعد الرسالة التي وجهها حزب الله إلى بري وسلام وعون منتقداً طرحهم التفاوض مع إسرائيل

 

لبنان، غزة، وتوترات سوريا: إسرائيل تسعى لتغييرات اللحظة الأخيرة في خطة سلام غزة بالأمم المتحدة

ال بي سي/16 تشرين الثاني/2025

تكثّف إسرائيل ضغوطها على الولايات المتحدة في الساعات الأخيرة التي تسبق تصويتاً مقرراً يوم الاثنين في مجلس الأمن الدولي على مقترح يتعلق بحكم غزة وإعادة إعمارها بعد الحرب. ويدور الخلاف الأساسي بين إسرائيل من جهة، وواشنطن والدول العربية الداعمة للمقترح من جهة أخرى، حول إنشاء "مجلس سلام" في غزة. وستعمل هذه الهيئة كسلطة حكم مؤقتة إلى حين إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية بالكامل وتمكينها من تولي زمام الأمور. ويجادل المسؤولون الإسرائيليون بأن هذا البند يعزز بشكل فعال الحق الفلسطيني في تقرير المصير ويدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية - وهو الموقف الذي يرفضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة. وجدد نتنياهو، الذي يواجه انتقادات متزايدة لعدم رفضه للخطة بالكامل، تأكيده قبل اجتماع لمجلس الوزراء على أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية. كما تسعى تل أبيب للحصول على دعم أميركي صريح لما تصفه بحقها في الحفاظ على وجودها في جبل الشيخ وجنوب سوريا، كخطوة استباقية ضد أي مطالب محتملة من الرئيس دونالد ترامب بانسحاب إسرائيلي. وإلى جانب مساري غزة وسوريا، لا يزال لبنان يمثل أولوية قصوى للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وتحديداً قيادتها الشمالية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يناقش ويتدرب على سيناريوهات تصعيد متعددة في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، بهدف إنهاء أي مواجهة محتملة في غضون مدة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع من القتال.

 

سوريا تسلّم لبنان سبعة عشر موقوفًا دخلوا بحرًا

المدن/16 تشرين الثاني/2025

سَلَّمَت سوريا سبعةَ عشرَ مواطنًا لبنانيًا إلى السلطات اللبنانية المختصّة، بعدما كانوا قد احتُجِزوا لدى فرع الأمن الداخلي في محافظة طرطوس، إثرَ دخولهم المياه الإقليمية السورية بطريقة غير شرعية بواسطة ثلاثة قوارب، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة "سانا".وأوضحت الوكالة أنّ القوارب تمّت مشاهدتُها من قِبَلِ دوريات خفر السواحل السوري، التي سارعت فورًا إلى التحقّق من هويّة هذه القوارب وأسباب دخولها، ليتبيّن بعد الفحص أنّها مخصَّصة للصيد، قبل أن تُستكمَلَ الإجراءاتُ القانونية وتُسلَّمَ المجموعةُ إلى الجانب اللبناني عبر الجهات المختصّة.

 

الجيش واليونيفيل: استهداف إسرائيل للعناصر انتهاك خطير

المدن/16تشرين الثاني/2025

بعد سلسلةِ اعتداءاتٍ إسرائيليّةٍ متكرّرة على قوّات "قوّة الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان" اليونيفيل خلال الفترة الأخيرة، من استهدافٍ أصاب محيط مقرّها في الناقورة وإصابة عدد من جنود حفظ السّلام في تشرين الأوّل 2024، إلى هجومٍ بدبّابات "ميركافا" على موقعٍ تابع لها في رميا أدّى إلى جرح عددٍ من عناصرها، وصولًا إلى قنبلة أُلقيت من طائرةٍ من دون طيّار قرب موقعٍ لها في كفركلا وتحطّمِ مسيّرةٍ إسرائيليّة غير مسلّحة فوق مقرّ البعثة في الناقورة الشهر الماضي، سجّل الجنوب اللّبناني اليوم حلقةً جديدةً في مسلسل استهداف قوّات حفظ السّلام. إذ أعلنت "قوّة الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان" اليونيفيل، أنّ "دبّابة من طراز ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي أطلقت هذا الصّباح النّار على قوّات حفظ السّلام التابعة لليونيفيل، قرب موقع أقامته إسرائيل داخل الأراضي اللّبنانيّة"، مشيرةً إلى أنّ "طلقات رشّاشة ثقيلة أصابت منطقةً تبعد حوالي خمسة أمتار عن عناصر قوّات حفظ السّلام، الذين كانوا يسيرون على الأقدام واضطرّوا إلى الاحتماء في المكان".

وأوضحت اليونيفيل في بيان، أنّه "عبر قنوات الاتّصال التابعة لها، طلب جنود حفظ السّلام من الجيش الإسرائيلي وقف إطلاق النّار، وتمكّنوا من المغادرة بأمان بعد مرور ثلاثين دقيقة، عندما انسحبت دبّابة الميركافا إلى داخل موقع الجيش الإسرائيلي"، لافتةً إلى أنّه "لحسن الحظّ، لم يُصَب أحد بأذًى". وأكّدت اليونيفيل أنّ "هذا الحادث يُعَدّ انتهاكًا خطيرًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701"، مجدِّدةً مناشدتها الجيش الإسرائيلي "وقف أيّ أعمال عدوانيّة أو هجمات تستهدف قوّات حفظ السّلام أو تقع بالقرب منها، وهي التي تعمل على دعم الجهود المبذولة للعودة إلى الاستقرار، الذي تقول كلّ من إسرائيل ولبنان إنّهما يسعيان إلى تحقيقه".وأشارت المتحدثة باسم اليونيفيل في تصريحٍ صحافيّ إلى أنّ الوضع في جنوب لبنان هش للغاية وهناك 10 آلاف خرق معظمها من الجانب الإسرائيلي. من جهتها، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، مديرية التوجيه، في بيان أنّ "العدوّ الإسرائيلي يصرّ على انتهاكاته للسيادة اللبنانية، ما يسبّب زعزعة الاستقرار في لبنان، ويعرقل استكمال انتشار الجيش في الجنوب"، مشيرةً إلى أنّ "آخر هذه الاعتداءات المدانة استهدافه دورية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، اليونيفيل، بتاريخ 16/11/2025". وأوضحت القيادة أنّها "تعمل بالتنسيق مع الدول الصديقة على وضع حدّ للانتهاكات والخروقات المتواصلة من جانب العدوّ الإسرائيلي"، مؤكّدةً أنّ هذه الممارسات "تستلزم تحرّكًا فوريًا، كونها تمثّل تصعيدًا خطيرًا" يهدّد الاستقرار في الجنوب وعلى كامل الأراضي اللبنانية. وزعم الجيش الإسرائيليّ، في بيان بالقول: "لم نطلق النار باتجاه جنود اليونيفيل جنوبي لبنان والموضوع يُعالج عبر القنوات الرسمية". وأضاف: "أطلقنا النار باتجاه مشبوهين اليوم بتلة حمامص جنوبي لبنان ثم تبين أنهم تابعون للأمم المتحدة، عند فحص الحادث تبيّن أن المشتبه بهما هما جنديان من قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) كانا يقومان بدورية في الميدان، وقد جرى تصنيفهما كمشتبه بهما بسبب سوء الأحوال الجوية.

الحادث قيد التحقيق.". وفي الاعتداءات الإسرائيليّة، أطلقت قوات من الجيش الإسرائيلي قذائف مضيئة في أجواء سهل الخيام. كما وألقت القوات 3 قنابل صوتية باتجاه محيط عدد من أهالي بلدة الضهيرة أثناء زيارتهم إليها. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه يناقش ويتدرّب على خياراتٍ عدّة للتصعيد في حال فشل الجهود الدبلوماسية، بما يتيح له حسم المعركة في حربٍ لا تتجاوز ثلاثة أسابيع.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خارجية إيران: برنامجنا الصاروخي يمر بمرحلة إصلاح وتعافي

الرياض - العربية.نت/16 تشرين الثاني/2025

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده أن البرنامج النووي لبلاده ما زال سليماً رغم إقراره بأن الضربات الأميركية والإسرائيلية ألحقت أضراراً بالغة ببعض المنشآت في يونيو الماضي. ىكما أشار إلى أن أي حوار مستقبلي مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني سيعتمد على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم. وقال: "أوهام التخصيب الصفري داخل إيران أو محاولة حرمان إيران من حقوقها الأساسية لن تكون خياراً مطروحا بالنسبة لطهران". كذلك قال خطيب زاده إن لإيران "برامج عسكرية مشروعة للدفاع عن مصالحنا الوطنية وأمننا القومي".وذكرت مصادر استخباراتية أوروبية إن شركات صينية تساعد إيران في إعادة بناء برنامجها للصواريخ الباليستية، مع تسليم عدة شحنات من بيركلورات الصوديوم – وهو مادة أولية لصواريخ الدفع – من الصين إلى إيران منذ نهاية سبتمبر، بحسب CNN. جاءت هذه التصريحات، بعدما أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أنه لا يمكن حرمان بلاده من حقها في التخصيب لأهداف سلمية. كما أضاف في تصريحات، اليوم الأحد، ضمن مؤتمر حواري أن طهران لم تتخلَّ قط عن خيار المفاوضات والدبلوماسية.كما شدد على أن إيران لم تعد تخصب اليورانيوم في أي موقع، لأن منشآت التخصيب تعرضت للهجوم. وقال رداً على سؤال: "ليس هناك تخصيب نووي غير معلن في إيران، فجميع منشآتنا تخضع لضمانات ومراقبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، حسب ما نقلت "أسوشييتد برس". يشار إلى أنه في منتصف يونيو (حزيران) الفائت، شنت إسرائيل حملة قصف غير مسبوقة على إيران، حيث انضمت إليها الولايات المتحدة لفترة وجيزة لضرب المواقع النووية الإيرانية.ة بينما دفعت الحرب مع إسرائيل التي استمرت 12 يوماً، بإيران إلى الرد بضربات صاروخية وطائرات مسيرة، ما أدى إلى تعطيل المحادثات النووية بين طهران وواشنطن التي كانت قد بدأت في أبريل (نيسان) وتهدف إلى التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه الحد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات عن طهران.

 

الحرس الثوري الإيراني يزعم تفكيك شبكة أميركية-إسرائيلية داخل إيران

وكالة الأنباء الإيرانية/16 تشرين الثاني/2025

أفادت وكالة الأنباء الإيرانية، الثلثاء، بأن الحرس الثوري الإيراني نجح في تفكيك شبكة أميركية-إسرائيلية مضادة للأمن كانت تعمل داخل إيران. وذكرت الوكالة أن عملية التفكيك جاءت بعد عدة جولات من المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية، ونُفذت في عملية منسقة شملت عدة محافظات. وأكد الحرس الثوري أن جميع أعضاء الشبكة تم اعتقالهم. وأشار الحرس الثوري إلى أن إسرائيل قامت في الأشهر الأخيرة بتشكيل شبكة من الإيرانيين الذين يضرون بالأمن القومي الإيراني، مضيفاً أن إسرائيل بعد "هزيمتها" في الحرب الإسرائيلية-الإيرانية ركزت على زعزعة الأمن العام في إيران من خلال تجنيد إيرانيين لتضليل وخيانة بلادهم.

وفي سياق متصل، قال مسؤول إسرائيلي كبير لقناة "KAN نيوز" إن إسرائيل تسعى للإطاحة بالنظام الإيراني قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تنتهي في كانون الثاني 2029. وأضاف المسؤول أن إيران تعمل حالياً على إعادة تزويد مخزونها من الصواريخ المتقدمة. ويرى محللون ومسؤولون إقليميون أن اندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل مسألة وقت فقط.

 

تحقيقات إسرائيلية تكشف تورط شاب وصديقته في شبكة تجسس لصالح إيران

نداء الوطن//16 تشرين الثاني/2025

قدمت النيابة العامة الاسرائيلية اليوم تهمًا ضد شيمون أزارزار، البالغ من العمر 27 عامًا، بتهمة نقل معلومات حساسة عن مواقع استراتيجية في إسرائيل، بما في ذلك قواعد الجيش والقوات الجوية، إلى وكلاء إيرانيين، باستخدام معلومات حصل عليها من صديقته التي تخدم في الاحتياط. واعتُقل أزارزار وصديقته في تشرين الاول الماضي للاشتباه في تورطهما في جرائم أمنية. ووفقًا للشرطة، فقد استخلص المعلومات من صديقته أثناء خدمتها في قاعدة للقوات الجوية. ويقطن الاثنان في مدينة كريات يام، شمال حيفا. وأكدت الشرطة أن أزارزار "نقل صورًا ومواقع لمواقع حساسة داخل إسرائيل، وعرض أيضًا إرسال معلومات حيوية لمتابعيه من داخل قواعد الجيش الإسرائيلي". ويشير التحقيق إلى أن أزارزار كان على اتصال بوكالات المخابرات الإيرانية لأكثر من عام، وتلقى مدفوعات رقمية مقابل تنفيذ مهام التجسس، فيما لم يُكشف بعد ما إذا كانت شريكته ستواجه تهمًا مماثلة. وقدمت التهم رسميًا في محكمة منطقة حيفا صباح اليوم.

 

الصحف الإيرانية: التوترات السياسية والاقتصادية تتصاعد والمشهد الداخلي يزداد تعقيدًا

جنوبية/16 تشرين الثاني/2025

تناولت الصحف الإيرانية الصادرة، يوم الأحد 16 نوفمبر، مجموعة من القضايا السياسية والاقتصادية والإقليمية، شملت تزايد التوترات مع الغرب، وانتقادات السياسة الداخلية، وتعزيز القوة العسكرية الإيرانية، وإصلاح النظام المصرفي ومحاربة الفساد، والتأثيرات المحتملة للانتخابات العراقية. وأكد وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، بحسب صحيفة “دنياي اقتصاد” الأصولية، فشل إيران في مواجهة الحملات الإعلامية، والتي وفرت مبررات للغرب وإسرائيل لترسيخ سردية التهديد الإيراني.

وفي حوار مع صحيفة “روزكار” الأصولية، أكد خبير السياسة الخارجية، رحمان قهرمان‌ بور، أن الولايات المتحدة أصبحت في موقف أقوى بعد حرب الـ 12 يومًا، مما صعّب دعم المفاوضات داخل إيران، وجعل تقديم التنازلات لأميركا أمرًا أكثر صعوبة. وفي صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية، كتب محلل الشؤون الدولية، مرتضى مكي، أن “محاولات الولايات المتحدة والدول الأوروبية إصدار قرار ضد إيران تعتبر تقويضًا للدبلوماسية، مما يزيد التوتر ويعقّد فرص الحوار والمفاوضات”. وعلى صعيد آخر، استطلعت صحيفة “قدس” الأصولية، آراء الخبراء في توقيف الحرس الثوري ناقلة نفط في بحر عمان، والذين أكدوا أن هذه العملية تعكس عزيمة القوات المسلحة الراسخة في الدفاع عن المصالح الوطنية، وتفوق إيران في مضيق هرمز. ويحمل هذا التحرك، بحسب صحيفة “آكاه” الأصولية، رسالة استراتيجية تفيد بأن إيران لا تخشى التهديدات الخارجية، بل إن أي دولة قد تحاول التورط في مغامرة ضد طهران في المياه، ستواجه ردودًا قوية.

وسياسيًا، انتقد تقرير لصحيفة “عصر إيرانيان” الأصولية، تنصل مؤيدي حكومات روحاني وبزشکیان من مسؤولياتهم، بسبب تراجع شعبيتهم وانتقادات فشل تلك الحكومات في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ما دفعهم للابتعاد مع اقتراب الانتخابات. ووفق صحيفة “كيهان”، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، فإن مطالبة أدعياء الإصلاح بزيادة الصلاحيات تأتي كتبرير لفشلهم الإداري وغياب التخطيط، حيث يربطون ضعف الأداء الحكومي بنقص الصلاحيات بدلًا من الاعتراف بالتقصير، رغم أن الحكومات السابقة فشلت حتى مع صلاحيات موسعة. واقتصاديًا، أفادت صحيفة “جوان”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، بأن الحكومة الإيرانية اتخذت إجراءات صارمة ضد البنوك غير المتوازنة، مثل عزل مجلس إدارة مؤسسة “ملل” المالية وتعيين مجلس وصاية جديد، في إطار استراتيجيتها لإصلاح النظام المصرفي، وتعزيز الثقة العامة في الاقتصاد.

ووفق صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية، فقد تم اكتشاف مخالفات كبيرة في مؤسسة “ملل” المالية، التي أسسها سيد أمين جوادي، مما أدى إلى تفشي فساد مالي، وإنشائه برجًا مخالفًا للقوانين في طهران.

وإقليميًا، أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني سابقًا، سيروس برنا بلداجي، في حوار مع صحيفة “اسكناس” الاقتصادية المتخصصة، أن الانتخابات البرلمانية في العراق تؤثر على العلاقات مع إيران، مشددًا على أهمية متابعة تحالفات ما بعد الانتخابات وتوزيع القوى السياسية، مع تزايد دور العلمانيين وتراجع الهيمنة الدينية.

إيران”: أزمة سدود تتعمق تحت ضغط الجفاف وسوء إدارة الموارد

وفق صحيفة “إيران” الرسمية، تشير آخر البيانات الرسمية إلى تدهور مقلق في أوضاع السدود الإيرانية؛ حيث تراجع مخزونها إلى نحو ثلث السعة الإجمالية؛ نتيجة الانخفاض الحاد في الواردات المائية، وتراجع الأمطار بنسب تجاوزت 80 في المائة، مقارنة بالمتوسطات التاريخية. وتتفاقم الأزمة بفعل سياسات مائية غير مستدامة اعتمدت لسنوات على الإفراط في استخراج المياه الجوفية، وتوسيع الزراعة في مناطق غير ملائمة مناخيًا. وينقل التقرير عن المتخصصين قولهم: “إن المشكلة لا ترتبط بتغير المناخ وحده، بل تمتد إلى ضعف الحوكمة وتشتت مراكز اتخاذ القرار وقصور الاستثمار في البنية التحتية. فاستمرار الاعتماد على طرق الري التقليدية يبدّد كميات كبيرة من المياه، ويُضعف إنتاجية الغذاء مقارنة بالمعايير العالمية، فيما ساهمت مشاريع نقل المياه المكلفة في إثارة حساسيات بين المحافظات دون معالجة الأسباب الجذرية”.

ووفق التقرير، فقد أجمع الخبراء على “ضرورة الانتقال إلى نهج التكيّف مع المناخ عبر إعادة تنظيم توزّع السكان والأنشطة الصناعية، وتطوير تقنيات ري حديثة، ورفع كفاءة استهلاك المياه، وإشراك القطاع الخاص في خفض الهدر وإعادة التدوير. كما تشدد الجهات الرسمية على اعتماد نموذج زراعي يتلاءم مع الظروف الجافة، بما يخفف الضغط على الموارد ويعزز الأمن الغذائي في المدى البعيد”.

“جهان صنعت”: الحياة بالتقسيط

كشف تقرير لصحيفة “جهان صنعت” الإصلاحية عن انتشار ظاهرة الشراء بالتقسيط بشكل واسع في المجتمع؛ بسبب الأزمة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية، وانعدام السيولة النقدية الكافية. ورغم فوائد هذا النظام، فإن تراكم الأقساط قد يؤدي إلى مشاكل مالية كبيرة، مثل انخفاض التصنيف الائتماني والتعرض لتحديات قانونية في حال تأخر السداد. وينقل التقرير عن أستاذ الاقتصاد في جامعة طهران علي أصغر سعيدي، قوله: “إن الشراء بالتقسيط ليس ظاهرة جديدة، فقد كان موجودًا منذ فترة طويلة في إيران والعالم. في الدول المتقدمة، تتم هذه العمليات عن طريق مؤسسات مالية، بينما في إيران يتم عبر الشيكات والضمانات بسبب غياب البطاقات الائتمانية”. وأضاف أن “انتشار الشراء بالتقسيط يعود إلى انخفاض القدرة الشرائية وارتفاع تكاليف الحياة، مما جعل هذا الأسلوب حلاً للعديد من الأسر. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الإعلانات المنتشرة في تعزيز هذه الظاهرة. على الرغم من أن الشراء بالتقسيط يعد أداة مؤقتة، فإن استمرار التراكم المالي قد يضر بالأسر إذا لم تتم معالجته من خلال تحسين الوضع الاقتصادي العام”.

“كار وكاركر”: هجوم الغلاء على الخبز

أشار تقرير لصحيفة “كار وكاركر” اليسارية إلى ارتفاع سعر الخبز في مدينة “مشهد” مؤخرًا، مع احتمال زيادة الأسعار في باقي المحافظات، مما يفاقم معاناة الطبقات الفقيرة، حيث أرجع المسؤولون زيادة الأسعار إلى ارتفاع تكاليف العمال والخدمات، مع استياء من غياب دعم الحكومة للمخابز والعمال.

وينقل التقرير عن الناشط العمالي، عبد الله بلواسي، قوله: “إن زيادة سعر الخبز لم تحل مشاكل العمال أو أصحاب المخابز، بل زادت من معاناتهم مع تزايد تكاليف الإنتاج وضعف الأجور، بينما ترفض الحكومة تقديم الدعم وتستمر في مراقبة الأسعار، مما دفع العديد من المخابز إلى تنظيم احتجاجات”.

وأكد أن “النظام القائم لا يوفر حماية كافية للعمال وأصحاب المخابز؛ حيث يُربط زيادة الأجور بزيادة أسعار الخبز، مما يضر بالعمال الذين يعانون بسبب الزيادات الضئيلة أو المنعدمة أصلاً، ويضطرون للعمل في وظائف إضافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية”.

 

1000 شخصية سترافق محمد بن سلمان في زيارته الى واشنطن

نداء الوطن//16 تشرين الثاني/2025

علمت "نداء الوطن" أنّ اللقاء المرتقب يوم الثلثاء في البيت الأبيض بين وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيواكبه وفد سعودي ضخم، إذ من المتوقَّع أن يرافق وليّ العهد إلى واشنطن هذا الأسبوع نحو ألف شخص، بينهم تقريبًا جميع وزراء الحكومة السعودية.

 

إسرائيل لأميركا: بيع طائرات "إف 35" للسعودية... بشرط

القناة 12 الاسرائيلية/16 تشرين الثاني/2025

نشرت القناة 12 الاسرائيلية مقالا تحت عنوان: "إسرائيل لأميركا: إف 35 للسعودية.. مقابل التطبيع فقط"، وجاء في متن المقال: "قال كبار المسؤولين الإسرائيليين إن إسرائيل لا تعارض بيع الولايات المتحدة لطائرات مقاتلة متقدمة من طراز F-35 للسعودية، لكنها شددت على أن الصفقة يجب أن تُشترط بموافقة الرياض على تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل. وأكد مسؤول إسرائيلي أنه "بدون مكافأة سياسية، ستكون الصفقة خطأ وتسبب ضرراً". ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع بولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمناقشة صفقة الأسلحة، والاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية، وفتح مفاوضات محتملة مع إسرائيل. من المتوقع أن يعقد ترامب وبن سلمان اجتماعًا في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، وسيكون من أبرز المواضيع: صفقة طائرات F-35، الاتفاقية الأمنية الأميركية-السعودية، وإمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. خلال مكالمة هاتفية الشهر الماضي، أبلغ ترامب ولي العهد السعودي أنه مع انتهاء الحرب في غزة، يتوقع أن تتقدم السعودية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفي يوم الجمعة، أشار ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" إلى أنه سيناقش مع بن سلمان إمكانية التطبيع، وأضاف: "آمل أن تنضم السعودية قريباً إلى اتفاقيات إبراهيم". كما أكد أنه يدرس صفقة أسلحة محتملة تشمل طائرات F-35. وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن إسرائيل لا تعارض بيع F-35 للسعودية، لكنهم شددوا على ضرورة ربط الصفقة بتطبيع كامل للعلاقات. وقال أحد المسؤولين: "أبلغنا إدارة ترامب أن تسليم طائرات F-35 للسعودية يجب أن يكون مشروطاً بتطبيع العلاقات مع إسرائيل". وأضاف أن بيع الطائرات بدون مكافأة سياسية سيكون "خطأ ويتسبب بالضرر". وأشار مسؤول إسرائيلي آخر إلى أن المخاوف أقل مقارنة بصفقة بيع F-35 لتركيا، وقال: "نحن أقل قلقًا بشأن وجود هذه المنظومة في السعودية إذا كان جزءاً من تعاون أمني إقليمي ضمن إطار اتفاقيات إبراهيم، كما هو الحال مع الإمارات". إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك طائرات F-35 حالياً. وتزويد السعودية بهذه الطائرات سيغير ميزان القوى الإقليمي ويؤثر على التفوق النوعي العسكري لإسرائيل (QME). الحفاظ على هذا التفوق جزء من تفاهمات طويلة الأمد بين إسرائيل والإدارات الأميركية، وقد نص الكونغرس في قانون عام 2008 على التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل. وفي إطار اتفاقيات إبراهيم عام 2020، وافقت إسرائيل على تزويد الإمارات بطائرات F-35، مشروطاً بضمانات أمنية أميركية، لكن الصفقة لم تُنفذ بسبب قيود إدارة بايدن على استخدام الطائرات. من المتوقع أن تطلب إسرائيل ضمانات أمنية مشابهة إذا تقدمت صفقة F-35 مع السعودية. وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن القلق الرئيسي هو قرب السعودية من إسرائيل مقارنة بالإمارات: "إنها مسألة دقائق طيران فقط من السعودية إلى إسرائيل". ومن المتوقع أن تطلب إسرائيل عدم نشر أي من طائرات F-35 السعودية في القواعد الجوية الواقعة غرب المملكة. قال مسؤولون أميركيون للسعوديين إنهم يأملون إحراز تقدم بشأن التطبيع خلال اجتماع ترامب وبن سلمان، رغم وجود فجوات كبيرة بين السعودية وإسرائيل. الفجوة الأساسية تتعلق بمطلب السعودية بأن يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"مسار موثوق، لا رجعة فيه ومحدد زمنياً" لإنشاء دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو حالياً. وأشار مسؤولان إسرائيليان إلى أملهما في أن يضغط ترامب على بن سلمان لتخفيف مطالبه، وأن يؤدي الاجتماع إلى مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل حول اتفاق محتمل خلال الأشهر المقبلة. وقال أحد المسؤولين: "يجب على السعوديين تغيير موقفهم خلال الزيارة. من المهم أن يؤدي اجتماع ترامب مع بن سلمان إلى خارطة طريق واضحة للتطبيع".

 

السعودية تُنعِش خزينة اليمن بـ 90 مليون دولار وتُفرِج رواتب الموظفين

 رويترز/16 تشرين الثاني/2025 المدن

أودعت المملكة العربية السعودية نحو 90 مليون دولار في حسابات البنك المركزي اليمني في عدن، على شكل دفعتين من الدعم الاقتصادي الذي أعلنت عنه سابقًا لصالح الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وفق ما أفادت ثلاثة مصادر حكومية يمنية اليوم الأحد. وكانت الرياض قد أعلنت في 20 أيلول الماضي عن تقديم حزمة دعم اقتصادي للحكومة في عدن بقيمة 1.38 مليار ريال سعودي (نحو 368 مليون دولار)، على أن تُقدَّم عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، بهدف دعم الموازنة العامة وتخفيف حدّة الأزمة المالية. مصدران حكوميان أكدا لوكالة "رويترز" أن الدفعة الجديدة من الدعم السعودي تأتي في وقت تواجه فيه الحكومة في عدن أزمة مالية ونقدية خانقة وغير مسبوقة، أدت إلى تأخّر دفع رواتب الموظفين الحكوميين لمدة أربعة أشهر. من جهته، أوضح مسؤول كبير في البنك المركزي اليمني بعدن أن البنك باشر اليوم الأحد صرف رواتب الموظفين الحكوميين المتأخرة، بعد وصول نحو 90 مليون دولار من الدعم السعودي، مشيرًا إلى أن هذه الأموال ستساهم أيضًا في تعويض جزء من العجز الكبير في إيرادات الحكومة. وتُقدَّر خسائر الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بحوالي ثلاثة مليارات دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، نتيجة توقّف تصدير النفط الخام عقب هجمات شنّها الحوثيون على موانئ التصدير في جنوب البلاد وشرقها في أواخر تشرين الأول 2022، إلى جانب تراجع الإيرادات غير النفطية ونفاد جزء كبير من احتياطات البنك المركزي من النقد الأجنبي. رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أشاد، اليوم الأحد، بالإجراءات العاجلة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لتسريع إيداع الدفعتين الأولى والثانية من المنحة المخصصة لدعم الموازنة العامة، مؤكدًا أن هذه الخطوة أسهمت بشكل مباشر في تسريع صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين وتعزيز جهود تحقيق قدر من الاستقرار المالي. وتعاني الحكومة اليمنية في عدن من أزمة اقتصادية حادة، تتجلّى في تقلّص الإيرادات، وشحّ احتياطيات العملة الصعبة، وتدهور سعر العملة المحلية وارتفاع مستمر في الأسعار، في بلد أنهكته الحرب منذ سيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران على صنعاء في أواخر عام 2014. ويُعدّ قطاع النفط أحد أهم مصادر الدخل في اليمن، إذ يمثّل ركيزة أساسية للعملة الأجنبية ويقدَّر أنه كان يساهم بنحو 70 في المئة من إيرادات الموازنة العامة قبل توقف التصدير.

يُذكر أن تحالفًا عسكريًا تقوده السعودية كان قد تدخّل في اليمن في آذار 2015 دعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا. ومنذ ذلك الحين، بات البلد منقسمًا بين سلطة حكومية مقرّها عدن، وسلطة أمر واقع تابعة للحوثيين في صنعاء. وقدّمت الرياض خلال السنوات الماضية مساعدات وودائع بمليارات الدولارات دعمت مالية الحكومة وساعدت في تمويل رواتب موظفي القطاع العام.

 

وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش سيبقى على جبل الشيخ وسوف ننزع سلاح حماس

نداء الوطن/16 تشرين الثاني/2025

وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أكد أن "سياسة إسرائيل واضحة: لن تكون هناك دولة فلسطينية". وأوضح كاتس أن الجيش الإسرائيلي سيبقى متمركزاً على جبل الشيخ على الحدود السورية وفي المنطقة الأمنية المحاذية. وأضاف أن إسرائيل ستعمل على نزع السلاح من قطاع غزة حتى آخر نفق، مشيراً إلى أن تجريد حركة حماس من السلاح سيتم في "المنطقة الصفراء" (منطقة العازل) بواسطة الجيش الإسرائيلي، بينما ستتم عملية نزع السلاح في مدينة غزة والشريط الشمالي المعروف بـ"غزة القديمة" بواسطة قوة دولية أو الجيش الإسرائيلي نفسه.

 

نتنياهو يدين الهجوم على عضو بالكنيست

رويترز/16 تشرين الثاني/2025

أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة الهجوم العنيف الذي استهدف عضو الكنيست يوآف بن تسور مساء أمس في القدس، والذي نفذته مجموعة صغيرة من المحتجين الخارجين عن القانون. وأكد نتنياهو أن الخلافات السياسية لا تبرر أي شكل من أشكال العنف، داعيًا السلطات الأمنية إلى التصرف بحزم ضد أي محاولات للتخويف أو الإضرار بممثلي الشعب.

 

إسرائيل تُحذَّر: لا تتركوا ترامب يقرر سياستكم تجاه سوريا

المدن/16 تشرين الثاني/2025 المدن

تعيش إسرائيل في الأسابيع الأخيرة نقاشاً داخلياً متصاعداً بشأن موقعها في المعادلة الأميركية–السورية الجديدة، وذلك بعد استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض كـ"ضيف شرف"، في خطوة اعتبرتها أوساط إسرائيلية مؤشراً إلى تغيّر جوهري في مقاربة واشنطن للملف السوري. ويرى محللون إسرائيليون أن على تل أبيب أن تبادر إلى صياغة سياسة واضحة تجاه سوريا، وعدم ترك البيت الأبيض يقرر عنها، كما حدث في ملفات أخرى خلال الأشهر الماضية، حسب صحيفة "يسرائيل هيوم" وتستعيد دوائر إسرائيلية – وفق تحليل البروفيسور إيال زيسر في صحيفة "يسرائيل هيوم" – المسار الطويل لأحمد الشرع، الذي بدأ شبابه بالانخراط في تنظيمات جهادية. فبحسب روايته، دفعته الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع الألفية إلى تبني رؤية إسلامية راديكالية، والانتقال من سوريا إلى العراق للقتال في صفوف القاعدة و"داعش" ضد القوات الأميركية. وقد أسره الأميركيون وقضى سنوات في سجونهم قبل الإفراج عنه. عند عودته إلى سوريا عام 2012، أسس الشرع فرعاً سورياً للقاعدة أطلق عليه اسم "جبهة النصرة". لكن السنوات اللاحقة شهدت تحولات تدريجية في خطابه، إذ انفصل عن "داعش" والقاعدة، وأعلن أن الولايات المتحدة لم تعد عدواً، وأن مجموعاته لن تستهدف مصالح أميركية. كما حافظت قواته المنتشرة في الجولان آنذاك على الهدوء على الحدود مع إسرائيل. غير أن واشنطن لم تقتنع بهذه التحولات، فصنفته تنظيماً إرهابياً، ورصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، ونفذت عمليات خاصة ضده وضد رجاله، وفق زيسر. لكن "كثيراً من المياه جرى في نهر بوتوماك"، كما يقول زيسر، فالرجل الذي كان مطارداً من الأميركيين صار اليوم ضيفاً مرحباً به في البيت الأبيض، وسط تقارب ملحوظ بينه وبين ترامب. ويقدم الشرع نفسه في واشنطن على أنه سياسي براغماتي نضج وتخلى عن "نزوة شبابية"، وأنه منذ تسلمه السلطة في سوريا، حرص على التكيف مع ما تريده الولايات المتحدة، وحافظ في الوقت نفسه على مستوى منخفض من التوتر مع إسرائيل. في المقابل وحسب زيسر، ترى إسرائيل أن هذا التحول لم يأتِ من فراغ، فترامب – الذي قال قبل عقد من الزمن إن سوريا ليست سوى "رمال وموت" – لا يُبدي اهتماماً كبيراً بالقضايا السورية، ولا يضع الاضطهاد الديني أو حقوق الأقليات في طليعة معاييره. وفوق ذلك، تراجع الدور التقليدي لإسرائيل كشريك استراتيجي في كل خطوة تتخذها واشنطن في المنطقة. وبدلاً من ذلك، بات ترامب يستشير حليفيه الأقربين في هذا الملف: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر، اللذين احتضنا الشرع في السنوات الأخيرة. ويسوق الشرع نفسه لدى واشنطن كرجل قادر على إنهاء الحرب السورية، ومحاربة فلول "داعش"، وخدمة المصالح الأميركية، وفتح مسار تفاوضي مع إسرائيل. ومع أن تل أبيب تشارك واشنطن جزءاً من هذا التقدير، فإن المخاوف الإسرائيلية قائمة: الشرع – رغم اعتداله الظاهري – يقود دولة تتخذ منحىً إسلامياً متشدداً، وتضطهد الأقليات العلوية والدرزية والمسيحية، وتسعى لفرض نمط ديني على مجتمع كان يُعد علمانياً نسبياً. لكن في ميزان القوى الحالي، لا يشكل النظام السوري الجديد تهديداً مباشراً لإسرائيل. فالبلاد مدمرة، وجيشها مفكك، والشرع يرى في إيران و"حزب الله" عدوه الأول، لا إسرائيل. هذا الواقع يمنح إسرائيل هامشاً للمناورة، كما يقول زيسر، لكنه يتطلب وجود سياسة واضحة تجاه سوريا، وهو ما تفتقر إليه الحكومة الإسرائيلية حالياً. فغياب هذه السياسة يفسح المجال أمام واشنطن – وتحديداً ترامب – لاتخاذ القرارات بالنيابة عن تل أبيب، تماماً كما حدث الشهر الماضي في ملف غزة، وكما يحدث اليوم في الملف السوري.

ويخلص التحليل إلى أن على إسرائيل أن تحدد بسرعة رؤيتها تجاه الشرع وسوريا ما بعد الحرب، قبل أن تجد نفسها مرة أخرى أمام سياسة أميركية تُفرض عليها من دون مشاركة حقيقية.

 

قائمة أسرى غزة تكشف 1468 معتقلاً.. والاحتلال يماطل

المدن/16 تشرين الثاني/2025

أعلن مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة "حماس"، تسلّم الحركة القائمة الرسمية لأسرى قطاع غزة المحتجزين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وذلك في إطار مسار اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل عبر الوسطاء. وذكر المكتب، في بيان صحافي، أن القائمة تضم ألفاً و468 اسماً من أسرى غزة الذين اعتقلهم الاحتلال خلال الحرب، موضحاً أن الفصائل الفلسطينية راجعت القائمة وتحققت من بياناتها مع الجهات المختصة، وتم التأكد من حالة جميع الأسماء باستثناء 11 اسماً يجري البحث والتحري عنهم حتى الآن. وأوضح المكتب أن عقبات عديدة حالت دون الإعلان عن القائمة خلال الفترة الماضية، نتيجة مماطلة الاحتلال وتلاعبه في عدد من الأسماء، مشيراً إلى أن جهوداً كبيرة بُذلت للتحقق من كل اسم. وشدد مكتب إعلام الأسرى على أن الاحتلال "يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى والمعتقلين، وعن أي تلاعب أو خلل في القائمة"، مؤكداً أن إسرائيل "ما زالت تخفي قسراً أسماء وأعداداً أخرى من أسرى غزة، وترفض الإفصاح عنها حتى اللحظة". كما دعا المكتب الوسطاء إلى "ممارسة الضغط على الاحتلال لكشف جميع الأسرى وضمان حقوقهم الصحية والإنسانية، ووقف الانتهاكات الجسيمة المخالفة للقوانين والأعراف الدولية". وعلى مدار العامين الماضيين من حرب الإبادة على القطاع، أخفت إسرائيل مصير مئات الأسرى الفلسطينيين، وخاصة أسرى المقاومة الذين شاركوا في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. وظلت مئات العائلات الفلسطينية تجهل مصير أبنائها، وسط تضارب كبير بين معلومات عن شهداء ومفقودين ومعتقلين، نتيجة امتناع الاحتلال عن نشر قوائم رسمية. ويُنظر إلى تسلّم هذه القائمة اليوم باعتبارها أول خطوة موثّقة نحو كشف مصير جزء من أسرى غزة، في انتظار الكشف عن القوائم غير المعلنة حتى الآن. وفي موازاة التطورات المتعلقة بالأسرى، صعد الجيش الإسرائيلي لهجته العسكرية، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، خلال جولة ميدانية في رفح اليوم الأحد، إن قواته يجب أن تكون "جاهزة للانتقال السريع إلى هجوم واسع النطاق لاحتلال مناطق من الجانب الآخر للخط الأصفر" في قطاع غزة.

ووفق بيان للجيش الإسرائيلي، أجرى زامير تقييماً للوضع في فرقة غزة بمشاركة قائد المنطقة الجنوبية يانيف عاسور، وقائد فرقة غزة باراك حيرام، وقائد الفرقة 252 يهودا فاح، إلى جانب قادة الألوية العاملة في القطاع. وبعد الاجتماع، نفذ جولة ميدانية في محيط رفح. وقال زامير إن الجيش يعمل في "واقع متغيّر وتحديات متعددة الجبهات"، مؤكداً أن إسرائيل "تسيطر على أكثر من 50% من أراضي قطاع غزة، دون سيطرة على سكانه". وأشار إلى أن "الخط الأصفر" يمثل خط تطويق وتحكم لمنع "حماس" من إعادة بناء قوتها أو تنفيذ عمليات داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل. وأضاف: "إذا لزم الأمر، يجب أن نكون مستعدين للانتقال بسرعة إلى هجوم واسع النطاق واحتلال مناطق من الجانب الآخر للخط الأصفر"، مشدداً على مواصلة "تطهير المنطقة وتفكيك جيوب العدو". وأكد زامير أن حكم "حماس" لن يُسمح له بالاستمرار على الجانب الآخر من حدود غزة، وأن مهمة الجيش تتمثل في تفكيك الحركة ونزع سلاح القطاع، سواء عبر الاتفاقيات أو بالقوة العسكرية. وأشار زامير إلى أن الجيش انخرط خلال الأسبوع الماضي في التحقيق بأحداث هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لافتاً إلى أنه شكل لجنة خبراء فور توليه منصبه، التزاماً بـ"الحقيقة والتعلم"، على حد تعبيره. وقال إن هذه العملية تهدف إلى "دفع الجيش نحو النمو والتقدم"، مؤكداً أنه "غير خائف من العواقب". وتتزامن هذه التطورات مع تكثف مساعي الوسطاء لإحداث تقدم في مفاوضات التبادل، في ظل استعداد إسرائيل لعمليات ميدانية جديدة. وتَعتبر الفصائل الفلسطينية أن تسلّم قائمة الأسرى خطوة مهمة بعد عامين من الإخفاء القسري، بينما تراها إسرائيل جزءاً من المسار العملياتي والسياسي المتداخل في القطاع. وبينما يلوّح الجيش بالانتقال إلى "هجوم واسع"، يعيد ملف الأسرى رسم الأولويات في أي ترتيبات إنسانية أو سياسية مقبلة، وسط مخاوف مستمرة على مصير مئات الأسرى غير المعروفين حتى الآن.

 

مسؤول إسرائيلي: الطريق ممهد لقبول المقترح الأميركي لغزة

الرياض - العربية.نت/16 تشرين الثاني/2025

وقال أن فرص حذف عبارة "الطريق إلى الدولة الفلسطينية" من الاقتراح الأميركي ضئيلة، وفق ما نقلته صحيفة "إسرائيل اليوم" الأحد. كما أوضح أن القرار الذي تروج له الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي لتطبيق خطة الرئيس دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة ورؤيته لليوم التالي في قطاع غزة من المتوقع أن يتم تمريره الاثنين. أتى ذلك، عشية تصويت مرتقب في مجلس الأمن الاثنين على مشروع قرار أميركي بشأن غزة يتطرّق إلى إمكان قيام هذه الدولة مستقبلاً. وبخلاف النسخ السابقة، يتضمّن مشروع القرار الجديد الذي يتبنّى خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزة، إشارة إلى دولة فلسطينية محتملة في المستقبل، وهو ما تعارضه الحكومة الإسرائيلية بشدة منذ سنوات. ويؤيد مشروع القرار الأميركي خطة ترامب التي أدت إلى وقف لإطلاق النار في غزة في 10 تشرين الأول/أكتوبر بعد عامين من الحرب، وفق "فرانس برس". وينصّ مشروع القرار، على السماح بنشر "قوة استقرار دولية" في القطاع الفلسطيني، وعلى منح "مجلس سلام" يفترض أن يترأسه ترامب تفويضاً بإدارة غزة موقتاً حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر 2027. ومن شأن قرار مجلس الأمن أن يمثل فعلياً انتقالاً للمرحلة الثانية من الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة والذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، وأدى إلى وقف إطلاق النار بعد عامين من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وكان ترامب طرح الشهر الماضي خطة من 20 نقطة حول القطاع الفلسطيني، نصت على سحب السلاح منه وتسليم إدارته إلى لجنة تكنوقراط مؤقتة تحت إشراف دولي، فضلاً عن إعادة الإعمار والانسحاب الإسرائيلي تدريجياً منه. في حين أكدت حركة حماس أن مسألة نزع السلاح معقدة وتحتاج لتوافق فلسطيني.

 

البيت الأبيض يكتب سيناريو غزة… وإسرائيل تعترض

المدن/17 تشرين الثاني/2025

أنهت الولايات المتحدة عملياً الحرب في غزة، وبدأت بصياغة "اليوم التالي" بعيداً عن إرادة إسرائيل، وفق ما يكشفه تحليل الباحث الإسرائيلي ميخائيل ميلشتاين في صحيفة "يديعوت أحرونوت". فبعد توقيع اتفاق وقف القتال في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2025، تتبلور في تل أبيب قناعة بأن واشنطن هي التي دفعت إلى إنهاء العمليات العسكرية، وهي التي تتحكم حالياً بمسار الأحداث في القطاع، من إدارة الميدان إلى رسم ترتيبات ما بعد الحرب. ويشير ميلشتاين إلى أن تصريحات كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، تكشف بوضوح أن إسرائيل أُجبرت على إنهاء القتال. ووفق تحليله، فإن الهجوم الفاشل على قطر شكل نقطة التحول التي أثارت في واشنطن مخاوف جدية بشأن خروج إسرائيل من التوازن الاستراتيجي، ما دفع ترامب إلى اعتبار استمرار الحرب بلا خطة أو سقف زمني ضرراً لإسرائيل وللولايات المتحدة. ويؤكد ميلشتاين أن هذا يعني أن الحرب لم تنتهِ بسبب الضغط العسكري الإسرائيلي، بل بسبب قرار أميركي مباشر. وبحسب تقرير ميلشتاين، بدأت تتضح معالم "واقع جديد" في غزة، إذ إن تفاخر إسرائيل بأنها لم تنسحب بالكامل يخفي حقيقة أن الجهة التي تفرض ترتيبات اليوم التالي هي الولايات المتحدة. ووفق مقاله، تعمل واشنطن على انتزاع احتكار إسرائيل لملفات القطاع عبر مجموعة خطوات أبرزها إنشاء مقر "CMCC" في كريات غات ليكون الذراع التنفيذية للتدخل الأميركي غير المسبوق، كما تعمل على إقامة قاعدة أميركية كبيرة على حدود القطاع. ويشير ميلشتاين إلى أن هذا التدخل يظهر في سلسلة قرارات أميركية، منها قبول ترامب رد "حماس" على خطته ذات النقاط العشرين رغم عدم تضمنه التزاماً بنزع السلاح، والإصرار على استمرار تنفيذ الاتفاق وفرض شرط أن كل خطوة إسرائيلية –مدنية أو عسكرية– يجب أن تحصل على موافقة أميركية. ويشرح ميلشتاين أن تصريحات الساسة وقادة الأمن في إسرائيل حول قدرتهم على استئناف القتال أو احتلال القطاع مجدداً تعبر عن فجوة متنامية مع الموقف الأميركي. فبحسب تحليله، كل خطوة تدفع بها واشنطن تهدف إلى تكريس واقع على الأرض يقيّد حرية إسرائيل العسكرية ويجعل العودة إلى الحرب أمراً بالغ الصعوبة. ويتوقع ميلشتاين أن تبلغ هذه الفجوة ذروتها خلال الأسبوع المقبل عند طرح خطة ترامب لليوم التالي في غزة على مجلس الأمن للتصويت، وهي خطة تتمحور حول نشر قوات أجنبية في القطاع. ويوضح أن المسودات تكشف تحديات إضافية، أبرزها دمج كوادر من السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، والإشارة إلى احتمال إقامة دولة فلسطينية، وخلاف حول مصير المسلحين في أنفاق رفح. ويضيف أن قضية المسلحين العالقين في الأنفاق جنوب رفح أصبحت نموذجاً إضافياً على اتساع الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة. فبينما يدعو سياسيون ومحللون في إسرائيل إلى القضاء عليهم أو اعتقالهم، تصر واشنطن على إلقاء سلاحهم، والعودة إلى مناطق "حماس"، أو الخروج إلى الخارج. ووفق ميلشتاين، تعكس هذه المقاربة الأميركية رفضاً لزعزعة وقف إطلاق النار. ويرى ميلشتاين أن رغبة ترامب في الحفاظ على الاتفاق قد تدفعه إلى قبول تنازلات على حساب إسرائيل، مثل الاكتفاء بتخلي "حماس" عن الأسلحة الهجومية فقط، من دون مطالبتها بإعلان نزع سلاح شامل. ومع الاقتراب من استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق، يوضح ميلشتاين أن الضغط الأميركي على إسرائيل يزداد من أجل تعميق الانسحاب من "الخط الأصفر". وبحسب التحليل المنشور في صحيفة "يديعوت"، تقف إسرائيل أمام خيارين فقط مواجهة ترامب ووضع خطوط حمراء أمامه، وهو سيناريو ممكن لكنه "باهظ الثمن"، أو قبول الواقع المتغيّر ومحاولة الحفاظ على ما تبقى من حرية العمل، خصوصاً إمكانية ضرب تهديدات في ساحات أخرى، والاحتفاظ بحق الفيتو على قرارات تمس الأمن الإسرائيلي، ومنع نشر قوات دولية من "دول معادية" مثل تركيا على الحدود. ويضيف ميلشتاين أن احتمال عودة القتال في المستقبل يبقى قائماً إذا فقد ترامب صبره تجاه "حماس" ووافق على مطالب إسرائيل. ويختتم ميلشتاين مقاله بالإشارة إلى أن إنهاء الحرب في غزة يمنح إسرائيل فرصة لرؤية استراتيجية أوضح في ساحات أخرى، لكنه يحذر من أن الإصرار على العودة للحرب في غزة يضعف قدرة إسرائيل على التركيز على ملفّات أكثر حساسية، مثل الوضع في لبنان، والتهديدات الإيرانية، والعلاقة الحاسمة مع الولايات المتحدة والشرعية الدولية.

 

الفصائل الفلسطينية ترفض مشروع القرار الأميركي بمجلس الأمن

المدن/17 تشرين الثاني/2025

أعربت الفصائل الفلسطينية عن رفضها مشروع القرار الأميركي المتوقع طرحه اليوم الاثنين للتصويت عليه في مجلس الأمن، للحصول على دعم أممي لخطة الرئيس دونالد ترامب بشأن غزة، والتي بموجبها تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني. ووزعت مكاتب الفصائل الفلسطينية في الجزائر بياناً، اليوم الأحد، تدعو فيه الأخيرة إلى اتخاذ موقف حازم إزاء "المساعي الجارية داخل أروقة الأمم المتحدة لتمرير مشروع القرار الأميركي المتعلّق بنشر قوات دولية في قطاع غزة". ووصف البيان المشترك للفصائل القرار بأنه "تطوّر خطير"، و"يمثل، تحت عناوين مختلفة عملياً، محاولة جديدة لفرض شكل آخر من أشكال الاحتلال على أرضنا وشعبنا، وشرعنة الوصاية الأجنبية على مستقبل قضيتنا الوطنية". ووفق البيان، وجهت الفصائل الفلسطينية "نداءً صادقاً وأخوياً إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، حكومةً وشعباً، لمواصلة تمسّكها بمواقفها المبدئية الداعمة لفلسطين، ورفضها الثابت لأي مشاريع تستهدف هوية غزة وحق شعبنا في تقرير مصيره". وشددت الفصائل على أن "كل تدخل أجنبي في غزة، أياً كانت تسمياته، هو انتهاك لسيادتنا الوطنية واستمرار لمعاناة شعبنا، وأن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو إنهاء الاحتلال، ورفع الحصار، واحترام إرادة شعبنا وحقوقه غير القابلة للتصرف". واعتبر أن "موقف الجزائر التاريخي، الذي لم يتخلّ عن فلسطين يوماً، يمثّل الأمل الحقيقي لشعبنا في التصدي لهذا المشروع الذي يسعى لفرض احتلال جديد تحت غطاء دولي. وأن الشعب الفلسطيني يرى في الجزائر التعبير الأصيل عن الموقف العربي الشعبي الحرّ، القادر على قول كلمة الحق في وجه الضغوط والإملاءات". ودعت الفصائل الدول العربية والإسلامية، "للوقوف ضد هذا القرار، ورفض أي صيغة من صيغ الوصاية أو التدخل الأجنبي، والدفاع عن حق غزة في الحرية والكرامة والاستقلال". ومن المقرر أن يصوّت مجلس الأمن اليوم الاثنين على مشروع القرار الأميركي، وذلك بعد ضغوط مارستها واشنطن لدعم مشروعها الذي واجه اعتراضات روسية وصينية، ومقترحاً موازياً من قبل موسكو. وتتوقع مصادر دبلوماسية أن يمر القرار بحصوله على الأصوات التسعة اللازمة، مع احتمال امتناع روسيا والصين عن التصويت بدلاً من استخدام حق النقض. ويؤيد مشروع القرار الأميركي خطة ترامب التي أدّت إلى وقف لإطلاق النار في غزة في 10 تشرين الأول/أكتوبر بعد عامين من حرب الإبادة. وينصّ مشروع القرار، وفق نسخة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، على السماح بنشر "قوة استقرار دولية" في القطاع الفلسطيني، وعلى منح "لجنة سلام" يفترض أن يترأسها ترامب تفويضاً بإدارة غزة موقتاً حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2027.

يأتي ذلك فيما قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الأحد، إن الجيش الإسرائيلي يعمل على تدمير الأنفاق في مناطق سيطرته بقطاع غزة من خلال التفجير أو عبر ضخ الإسمنت السائل داخلها لإغلاقها. وأشار، في منشور على منصة إكس، إلى أنه من المفترض أن تتولى القوة الدولية بقيادة  الولايات المتحدة مهمة نزع وتفكيك سلاح سلاح حماس في "غزة القديمة"، في إشارة إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال. وفي وقت سابق الأحد، ادعى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، أن ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" في القطاع "يشكل خط تطويق وسيطرة"، وأن الجيش يجب أن يكون "مستعداً لاحتلال مناطق إضافية من القطاع إذا تطلب الأمر"، رغم أن المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي، تلزم الاحتلال على الانسحاب تدريجياً من كامل القطاع بالموازاة مع انتشار قوة الاستقرار الدولية.

 

أول مطر خريفي في غزة يكشف هشاشة المخيمات

المدن/16 تشرين الثاني/2025

مع أول مطر خريفي اجتاح قطاع غزة هذا العام، قضت أمل أبو حسن، وهي نازحة تعيش في مدينة غزة مع أطفالها الأربعة، ليلة عصيبة لا تنسى بعدما غمرت المياه خيمتهم وأغرقت أرضها وأثاثها البسيط. وقالت أبو حسن (32 عاماً) بينما كانت ملابسها مبللة: "طوال ساعات الليل حاولت تفريغ المياه المتدفقة إلى الخيمة، فيما انشغلت بين وقت وآخر في نقل أطفالي بين أرجائها لحمايتهم من مياه المطر والسيول التي بدأت بالتسلل فجأة لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل. مياه الأمطار كانت تتسرب من كل مكان، والفراش أصبح مبللاً، والأطفال يبكون من البرد والخوف"، حسبما نقلت "وكالة الأنباء الألمانية".

وما زاد الطين بلة بالنسبة لأمل هو اشتداد الرياح، ما أثار مخاوفها من انهيار الخيمة فوق رؤوسهم. وأوضحت: "لم أعرف أين سنذهب ولا ماذا سنفعل. فلا مأوى لدينا ولا منزل ولا حياة ولا أي شيء. نحن وحدنا نواجه تبعات الحرب الإسرائيلية الكارثية، والتي يبدو أنها لن تنتهي قريباً". وأشارت أبو حسن بصوت يملؤه القلق إلى أنها "تقف عاجزة أمام قوة الطبيعة. هذا أول مطر خريفي على غزة، ونحن بالفعل نكافح للحفاظ على حياتنا. الخيام لا توفر أي حماية، مجرد شادر رقيق. نريد فقط أن نحمي أطفالنا من المطر والبرد، لكن لا أحد يسأل عنا. تخيلوا ما سيحدث عند حلول الشتاء الحقيقي، خصوصاً مع غياب أي أفق لإعادة الإعمار وعدم وجود مؤشرات على بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار". وجاء المنخفض الجوي في وقت تتأرجح فيه غزة تحت وطأة آثار حرب واسعة النطاق شنتها إسرائيل إثر هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة "حماس"، واستمرت نحو عامين مخلفة مشاهد دمار هائلة وخسائر بشرية مأساوية. وأشارت تقديرات إلى استشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني خلال الحرب، إضافة إلى تدمير أكثر من 85% من المباني في القطاع بما في ذلك غالبية المرافق الحيوية والبنية التحتية، ما جعل السكان أكثر هشاشة أمام أي تحد جديد، سواء كان طبيعياً أو إنسانياً.

وبالنسبة لسكان غزة، فإن هطول الأمطار وتدفق الفيضانات وغرق الخيم ليست مجرد حادث طبيعي، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المعاناة المستمرة منذ الحرب. وقال أحمد الخطيب (45 عاماً)، وهو صاحب متجر في خان يونس جنوب قطاع غزة أنه عاش تجربة مماثلة لأبو حسن: "دمر المطر كل ما نملك. أثاثنا أصبح مبللاً وغير صالح للاستخدام"، موضحاً أنه لم يجد وأطفاله الخمسة مكاناً جافاً للنوم: "كل دقيقة تمر تزيد من شعورنا بالعجز". وقال الخطيب: "هذا المطر الأول يكشف هشاشة حياتنا، فماذا سنفعل حين يأتي الشتاء بالكامل؟ وكيف سنواجهه من دون أي إعادة إعمار أو تأهيل للطرق والمباني المدمرة؟"، مشيراً إلى أن تراكم المياه والطين في الشوارع جعل التنقل شبه مستحيل، وأعاق وصول فرق الإغاثة، ما ترك السكان يواجهون الفيضانات بمفردهم. كما غمرت المياه الركام الذي يغلق العديد من الطرق، وسقطت أعمدة كهرباء متهالكة، مهددة حياة المارة بخطورة بالغة. أما فاطمة المصري (28 عاماً) من دير البلح وسط قطاع غزة، فكانت معاناتها أشد، خصوصاً بعد غرق خيمتها وفقدان بعض ممتلكاتها القليلة بسبب السيول، وقالت بصوت متعب: "الأمطار والسيول دمرت خيمتنا ولم نستطع حتى السيطرة على الوضع. شعرت كما لو أن أطفالي سيغرقون، فبدأت بحملهم ونقلهم إلى مكان آخر، لكننا لم نجد سوى العراء والسماء التي لم تتوقف عن المطر". وأكملت المصري: "نحن نعيش في ظروف مأساوية ونخشى أن تستمر حياتنا هكذا لسنوات طويلة من دون دعم ودون مأوى آمن. كنت أظن أنه بعد توقف الحرب ستنتهي معاناتنا، لكننا اليوم نعيش معاناة أخرى وهي التعايش مع آثار الحرب الكارثية من دون أي أمل حقيقي بالنجاة". وتواصل أصوات السيول والمياه الجارية في المخيمات طوال الليل، متداخلة مع صراخ الأطفال وبكاء الأهالي، في مشهد يبعث على الخوف ويجعل الليل الطويل أقرب إلى كابوس لا نهاية له. وأشار السكان إلى أن معظم الطرق الرئيسة والفرعية غمرتها المياه، وأن تراكم الحطام وتهدم الجسور الصغيرة يعوق حركة فرق الطوارئ والإغاثة، ويجعل الوصول إلى المناطق المتضررة أمراً بالغ الصعوبة. من جانبه، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل: "تلقينا آلاف النداءات العاجلة، لكن إمكانياتنا محدودة للغاية. كل ثانية في مثل هذه الأجواء تعرض حياة السكان للخطر، خصوصاً أن المنازل المتشققة والمتداعية معرضة للانهيار. وتضررت آلاف خيام النازحين بسبب الفيضانات. الوضع كارثي، ونحتاج لما لا يقل عن 450 ألف خيمة لتأمين الحماية الأساسية للنازحين". وحذر بصل من أن استمرار الأمطار سيزيد من حدة الأزمة الإنسانية، مشدداً على أن الظروف المعيشية الحالية ترفع خطر انتشار الأمراض التنفسية والمعدية نتيجة الرطوبة والفيضانات في المخيمات والمناطق المتضررة.

 

لجنة تحقيق السويداء تحذّر من تفاقم خطاب الكراهية

نداء الوطن/16 تشرين الثاني/2025

أكدت لجنة التحقيق في أحداث السويداء أنّها تعمل وفق القوانين والمعايير الدولية ومعايير الأمم المتحدة، مشدّدة على استقلاليتها وحرصها على ضمان عدم الإفلات من العقاب وتحديد المسؤوليات المباشرة وغير المباشرة عن الانتهاكات التي سُجّلت خلال الأحداث. وفي مؤتمر صحافي أوضح المتحدّث باسم اللجنة أنّها وضعت منهجية عملها على أساس الحياد التام، ولم تقبل خلال فترة عملها أيّ تعليمات من أي جهة أو سلطة، ولم تتعرض لأي ضغوط، لافتًا إلى "تعاون كبير" من وزارتي الدفاع والداخلية. وأشار إلى أنّ اللجنة عملت على جمع الأدلة وحفظها بما يضمن سلامتها أمام القضاء، وقامت بزيارة مواقع الاعتداءات وتوثيقها، كما استمعت إلى إفادات أهالي السويداء المهجّرين، وإلى نحو 800 إفادة لشهود وضحايا. وأكد المتحدث أنّ اللجنة لا تزال مستمرة في الاستماع إلى أقوال الشهود والضحايا، مع الحفاظ على سرية المعلومات وأقوال الشهود لضمان حمايتهم، مشيرًا إلى أنّ التكييف القانوني للاتهامات سيتم إنجازه ضمن المهلة المحددة لنهاية عمل اللجنة، على أن تُرفع النتائج إلى وزارة العدل وتُعرض في الوقت نفسه أمام الرأي العام. وكشف أنّ اللجنة طلبت توقيف العناصر المتورّطة في ارتكاب انتهاكات، وقدّمت طلبًا قانونيًا بتوقيف عدد من منتسبي الجيش والشرطة. كما لفت إلى أنّ عمل لجنة التحقيق الدولية يُعدّ "مكمّلًا" لعمل لجنة التحقيق الوطنية، موضحًا أنّ اجتماعًا عُقد بين الجانبين وقد أثنت اللجنة الدولية على منهجية عمل اللجنة الوطنية. وفي السياق نفسه، طلبت لجنة التحقيق تمديد فترة عملها لشهرين إضافيين، بهدف استكمال التحقيقات وتقديم تقرير قانوني "منصف وموثّق". وحذّرت اللجنة من تصاعد خطاب الكراهية والتحريض، خصوصًا على لسان بعض المسؤولين، مشيرة إلى أنّ خطاب الكراهية موجود على وسائل التواصل الاجتماعي وإن كان "على مستوى ضعيف حتى الآن"، لكنها نبّهت إلى خطورة توسعه وانتشاره، ودعت إلى مواجهته وضبطه في إطار احترام القانون وحماية السلم الأهلي.

 

تفجير خلية الازمة في دمشق: امرأة تخترق رجال الدولة

المدن/17 تشرين الثاني/2025 المدن

في تموز/يوليو 2012، كانت دمشق تحاول إقناع نفسها بأن الحرب ما زالت "هناك"، على الأطراف، في المدن الملتهبة التي تتلقى الضربات الأولى وتصدّر ارتجاجاتها البعيدة. لكن العاصمة في ذلك الصيف، لم تكن بعدُ المكان الهادئ الذي يحلم بالنجاة؛ فقد كانت مكتظة بالخوف، مثقلة بالجنود والحواجز، والضجيج الذي لم يعد يشبه مدينة اعتادت على الفجر الدمشقي المعتّق بالياسمين. ومع ذلك، ظلّ هناك إحساس غامض بأن المركز ما يزال صلباً، وأن "القلب الأمني" للنظام لا يُمسّ، مهما ارتفعت نيران الأطراف. وفي ظهر يوم 18 تموز/يوليو، انهار ذلك الوهم مع القنبلة التي دوّت داخل مبنى الأمن القومي في حي الروضة، في اللحظة التي اجتمع فيها كبار ضباط الدولة داخل واحدة من أكثر الغرف سرية وتأثيراً في دمشق. لم يكن التفجير استهدافاً لحاجز أو ثكنة، بل أصاب الاجتماع الذي صيغت فيه، على مدى عام ونصف، لغات القمع وخرائط العمليات. دخل الانفجار إلى النقطة التي نظّمت الحرب، وقلب الطاولة فوق رؤوس لاعبين كانوا يعتقدون أنهم فوق مستوى الاستهداف. منذ ذلك اليوم، لم تعد دمشق كما كانت، ولم يعد النظام هو نفسه، مهما بدا من الخارج أكثر شراسة أو أكثر تماسكاً.

منذ بدايات آذار/مارس 2011، ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، أنشأ النظام ما عُرف بـ"خلية إدارة الأزمة". الاسم يوحي بالبيروقراطية، لكن الواقع كان مختلفاً تماماً: لم تكن خلية تفاوض أو إدارة سياسية، بل غرفة عمليات أمنية صرفة، تُرفع إليها تقارير الأجهزة كافة، وتُناقش فيها خيارات الرد، ويُقرَّر من "يُعاقَب" ومن "يُزال"، ومن يُرسل إلى مدن الاحتقان. كان أعضاء الخلية يمثّلون العصب الأمني للنظام: وزير الدفاع داوود راجحة، نائبه وصهر الرئيس آصف شوكت، المعاون العسكري للرئيس حسن تركماني، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار، إلى جانب آخرين من الأجهزة يشاركون عند الحاجة. هذا لم يكن اجتماعاً عادياً؛ بل مكاناً تُنسَّق فيه عمليات المدن، ويُصاغ فيه خطاب الدولة الأمني، وتُدار منه الحرب المبكرة التي لم يكن النظام يتخيّل أن تتوسع بهذا الشكل. وجود هذه الأسماء الأربعة في غرفة واحدة كان كافياً ليؤكد أن ما جرى يومها لم يكن تفجيراً فقط، بل اختراقاً في أكثر الأماكن تحصيناً.

ما إن دوّى الانفجار حتى انعقدت دمشق على صمت ثقيل. لم يُفتح باب، ولم تُعلن السلطة حقيقة واضحة. البيان الرسمي الأول تحدّث عن "انتحاري"، ثم أتت رواية ثانية عن "حقيبة مفخخة"، وبعدها رواية ثالثة عن "اختراق أمني". وبين هذه وتلك، ظلّ المشهد مموّهاً، أقرب إلى محاولة لشراء الوقت أكثر من كونه كشفاً للحقيقة. لم يكن النظام متأكداً مما حدث، أو لعلّه عرف ما لا يريد قوله. في كل الأحوال، غابت الرواية الحاسمة، وبقيت دمشق تُعيد تشكيل القصة حسب الحاجة، كما لو أنها تخيط قماشة مهترئة على عجالة.

في المقابل، تسابقت تشكيلات في المعارضة المسلحة إلى تبنّي العملية؛ بعضها قال إن اختراقاً داخلياً قد وقع، وأن عناصر من الحرس المسؤول عن حماية المبنى سهّلوا دخول العبوة، فيما تحدّث آخرون عن زرع متفجرات داخل السقف المستعار للقاعة. وبعد سنوات، ظهرت روايات أخرى تقول إن المنفذين جُنّدوا من داخل المؤسسة الأمنية نفسها. هذه التفاصيل لا يمكن التحقق منها بسهولة، لكنها تعكس شيئاً مهماً: أن الجميع رأى في التفجير فرصة ليقول إنه اخترق قلب النظام. أما دمشق، فكانت تدرك أن الرواية الرسمية، كيفما صيغت، لن تكون مقنعة بالكامل. اللوحة كانت أعقد من ذلك. ووفقاً لمصادر الـ"المدن"، فقد توصلت التحقيقات إلى معلومات تتحدث عن لقاء سري كان يقوده آصف شوكت ويخطط لانقلاب أبيض على بشار الأسد، لكن تسريب هذه المعلومات دفع الأخير إلى التخلص من خصومه، وعلى وجه التحديد صهره. وبحسب المصدر، فإن امرأة مقربة من هشام اختيار طلبت منه توظيف ابنها في المبنى، وهو ما حدث بالفعل، ليقوم تدريجياً بزرع المتفجرات في سقف قاعات الاجتماعات وتحت الطاولة. ويوم التفجير، غادر المكان قبل أن يدوي صوت الانفجار، فيما كانت هي تراقب من بعيد، كما لو أنها تتابع رجل النظام الأول. خلال ساعات، أعلنت وسائل الإعلام الحكومية مقتل داوود راجحة وآصف شوكت وحسن تركماني، وإصابة هشام اختيار الذي توفي لاحقاً. كانت الأسماء وحدها كافية لفهم حجم الضربة؛ ليس لأن الضباط الأربعة أقوياء فحسب، بل لأنهم مثّلوا شخصيات مفصلية داخل البنية التي تعتمد عليها السلطة في إدارة الحرب. فقدان هؤلاء في لحظة واحدة بدا أشبه بحذف طبقة كاملة من الشبكة الأمنية. لكن الأعمق من ذلك كان ما لم يُعلن: كيف تلقّى باقي الضباط الرسالة؟ وكيف بدأ الشك يتسرّب داخل الحلقة؟ من شارك؟ من عرف؟ من سهّل؟ أسئلة جعلت الأجهزة تنظر إلى نفسها، لا إلى العدو الخارجي. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد النظام يرى الخطر في الخارج فقط، بل صار الخطر "محتمَلاً" من الداخل أيضاً.

بين عامي 2012 و2025، ظلّت هذه الفرضية تتأرجح: هل كان التفجير عملية نفّذتها المعارضة؟ أم نتيجة صراع داخل الأجنحة؟ أم خليطاً من الاثنين؟ الذين يعرفون طبيعة الأنظمة الأمنية يدركون أن هذا السؤال مشروع؛ فأصحاب القرار لا يعترفون بانقساماتهم علناً، لكن الحرب السورية أفرزت تضارباً هائلاً في المصالح بين الأجهزة، وبين الضباط، وبين التحالفات العائلية، وحتى بين المحاور الإقليمية المتداخلة في دمشق. هناك من يعتقد أن آصف شوكت كان عبئاً على أطراف في السلطة، وأن التخلص منه كان خياراً "مفيداً". وهناك من يرى أن النظام كله كان في تلك المرحلة على حافة التآكل. لا أدلة على ذلك ولا وثائق، لكن وجود هذه الفرضية يعكس هشاشة تلك اللحظة. المؤكد أن التفجير لم يكن "عملية نظيفة" حتى لمن نفّذه؛ فقد كان حدثاً مفتوحاً، قرأه كل طرف بما يناسبه، فيما قرأه النظام باعتباره خرقاً يجب تغطيته سريعاً. كان واضحاً أن السلطة تريد أن تخرج بصورتها قوية؛ فجرى تعيين وزير دفاع جديد خلال أقل من يوم، وظهر الأسد في مشاهد شديدة الرسمية ليؤكد أن الدولة لم تهتز، فيما استخدم الإعلام الرسمي لغة عالية النبرة أقرب إلى إعلان التحدي. لكن تحت هذا السطح، تغيّر النظام: توسّعت رقابة الأجهزة على بعضها البعض، لا على المجتمع فقط. أُعيد توزيع الملفات الأمنية، وظهر اعتماد أكبر على الدوائر الضيقة و"الثقة العائلية". كما انفتحت أبواب دمشق أمام الحليفين الإيراني والروسي على نحو أوسع، بعدما أدرك النظام أنه فقد جزءاً من صلابته الداخلية. التفجير لم يُسقط النظام، لكنه دفعه إلى التحوّل من "إدارة الدولة" إلى "إدارة البقاء".

بعد 18 تموز/يوليو، تغيّرت العاصمة. ازدادت الحواجز، وتضاعفت نقاط التفتيش داخل أحياء لم تكن تعرف الأمن بهذا الشكل. المعارك التي كانت تشتعل على الأطراف امتدت إلى أحياء قريبة من المركز، وإلى الريف الذي يشبه شوكة في عنق العاصمة. الأهم أن شعوراً جديداً، مكتوماً لكنه حاضر، بدأ يتسرّب: "النظام نفسه صار خائفاً". والخوف يغيّر المدن، يحوّلها من مساحات إلى متاريس. حين ننظر إلى ذلك اليوم بعد أكثر من عقد، نرى أن التفجير تحوّل من حادثة أمنية إلى علامة سياسية، خبرة إضافية لفهم النظام: إنها اللحظة التي اكتشف فيها أنه ليس محصناً، وأن الاشتباه يجب أن يشمل الجميع. إنها اللحظة التي بدأ فيها يتحوّل إلى بنية تعتمد على التدخل الخارجي أكثر من اعتمادها على نفسها. إنها اللحظة التي صار فيها القصر نفسه ساحة صراع محتمل، لا مجرد مركز توازن. يمكن القول إن النظام لم يسقط، لكن جزءاً من صورته سقط؛ الصورة التي تقول: "نحن نعرف كل شيء، ونحن نسيطر على كل شيء". تلك الصورة لم تعد قابلة للتصديق. لم يُفتح تحقيق حقيقي، ولم تُنشر رواية كاملة. لم يعرف السوريون ماذا حدث في تلك الغرفة التي هزّتها قنبلة لم يتوقعها أحد. كل ما عرفوه أنّ البلاد دخلت بعدها مساراً أكثر قسوة، وأن النظام أصبح أكثر انغلاقاً، وأكثر استعانة بالحلفاء، وأكثر حساسية تجاه أي اهتزاز داخلي. في الواقع، يمكن القول إن تفجير "خلية الأزمة" لا يزال مستمراً بأثر رجعي؛ فقد زعزع النظام من الداخل، وغيّر شكل علاقاته، وفتح باباً على شكٍّ لم يُغلق أبداً. ربما لم يسقط النظام في ذلك اليوم، لكنه فقد شيئاً أهم: فقد ثقته الكاملة بنفسه.

 

زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي إلى دمشق!

جنوبية/16 تشرين الثاني/2025

بعدما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاءه، الأسبوع الماضي، مع الرئيس السوري أحمد الشرع بالجيد جداً، أفادت أنباء عن احتمال زيارة ترامب إلى دمشق قريباً. فقد انطلقت جهود سورية من أجل ترتيب زيارة للرئيس الأميركي إلى العاصمة السورية، وفق ما أفادت مجلة “المجلة”. وأوضحت قناة “العربية/الحدث” أن ترامب قال مؤخرا إنه “سيتم الإعلان عن المزيد من الاتفاقيات، وإذا تم توقيع هذه الاتفاقيات فسيذهب ليعلن عنها من دمشق”.وكان الرئيسان اجتمعا، الاثنين الماضي، في البيت الأبيض، حيث أشاد ترامب بنظيره السوري، معتبراً أنه رجل قوي جداً، وقادر على إعادة إعمار بلاده التي دمرتها الحرب. في حين شكلت تلك الزيارة التي وصفت بالتاريخية، أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ الاستقلال عام 1946، بعدما دخل الشرع مقر الأمم المتحدة في نيويورك بسبتمبر الماضي، ليكون أول رئيس سوري أيضاً يلقي خطابا أمام الجمعية العامة منذ عقود.ومنذ سقوط النظام السوري السابق ولجوء رئيسه بشار الأسد إلى موسكو في الثامن من ديسمبر 2024، عمد الشرع الذي تسلم السلطة في البلاد إلى إعادة تعزيز العلاقات بين دمشق والدول العربية، وترميم علاقاتها مع الغرب أيضاً، لاسيما مع الولايات المتحدة، إذ التقى الشرع ترامب في الرياض بمايو الماضي، وكان أول لقاء بينهما، ثم التقيا لاحقا على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، وآخرها في البيت الأبيض. فيما حثت الإدارة الأميركية سوريا على إبرام اتفاق مع إسرائيل، حيث أجرى البلدان عدة جولات من المفاوضات في باكو وباريس برعاية أميركية، من أجل التوصل إلى حل وخفض التصعيد على الحدود، ليؤكد الرئيس السوري مؤخراً أن المحادثات مستمرة رغم العثرات وقطعت شوطاً جيداً

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان يواجه أزمة السلاح وسط تحولات إقليمية ودور سوري محوري

طارق أبو زينب/نداء الوطن/17 تشرين الثاني/2025

يقف لبنان اليوم عند مفترق حاسم يحدد مستقبله الأمني والسيادي، مع تصاعد الضغوط الأميركية والدولية التي تطالب بخطوات ملموسة لنزع سلاح "حزب الله" وتجفيف مصادر تمويله. وتشير مصادر دبلوماسية أميركية لصحيفة "نداء الوطن" إلى أن التراخي الرسمي في مواجهة نفوذ "الحزب" وحلفائه أدى إلى اهتزاز الثقة الدولية بقدرة الدولة على تنفيذ التزاماتها، ما جعل استمرار الدعم الخارجي مشروطًا بقرارات حاسمة تعيد تثبيت سلطة الدولة على أراضيها. وفي هذا الإطار، وضع الوفد الأميركي الذي زار بيروت قبل أيام رئيس الحكومة أمام معادلة دقيقة: ربط المساعدات بإنجاز معالجة ملف السلاح قبل نهاية العام، واعتماد إجراءات صارمة لوقف تدفق الأموال إلى "حزب الله". وتضع هذه الشروط بيروت أمام اختبار أمني وسياسي معقد، بين ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية ومتطلبات الداخل السياسي، في وقت تتزامن فيه التطورات مع إعلان الولايات المتحدة انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، خطوة تحمل أبعادًا إقليمية قد تعيد رسم موازين القوى في المنطقة وتنعكس مباشرة على الساحة اللبنانية ومسار مواجهة الميليشيات المسلحة.

سيادة الدولة في مواجهة النفوذ المسلح

تفيد مصادر أميركية رفيعة لصحيفة "نداء الوطن" بأن التراخي اللبناني في التعامل مع ملف "حزب الله"،  أسهم بشكل مباشر في تراجع الثقة الدولية بقدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها، رغم استمرار الدعم الخارجي. وتشير هذه المصادر إلى أن السلطات اللبنانية تمتنع عن اتخاذ أي إجراءات مباشرة للضغط على "الحزب"، بما في ذلك رفض تنفيذ المداهمات أو التفتيش في المنازل الواقعة في جنوب لبنان، والتي يزعم الجيش الإسرائيلي أنها تحتوي على مخازن أسلحة. ويرى التقييم الأميركي أن هذا النهج أصبح عقبة أساسية أمام تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، ويضع الحكومة اللبنانية أمام معضلة مصيرية: إما الالتزام بالقرارات الدولية أو مواجهة تداعيات سياسية وعسكرية بالغة الخطورة.

تدخل محتمل لسوريا في الحدود اللبنانية

وتؤكد المصادر أن واشنطن لا تتعامل مع الملف اللبناني بمعزل عن التطورات السورية، معتبرة أن أي تردد لبناني في معالجة ملف السلاح غير الشرعي قد يفتح المجال أمام تدخلات أوسع تشمل تكليف سوريا، ضمن تعاون مع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، بتنفيذ عمليات أمنية على الحدود السورية -اللبنانية لاستهداف البنية العسكرية لـ "حزب الله" ومنع تمدده. ويشير المراقبون إلى أن هذا السيناريو قد يصبح مطروحًا بجدية في حال فشل الحكومة اللبنانية في اتخاذ خطوات واضحة لضبط السلاح خارج سلطة الدولة.

سوريا تدخل التحالف الدولي وتعيد رسم التوازنات الإقليمية

تشير المصادر إلى أن المباحثات السورية - الأميركية أفضت إلى اتفاق يقضي بانضمام دمشق إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بما يشمل مواجهة تنظيم داعش والحرس الثوري الإيراني، إلى جانب "حزب الله" و"حماس" على الأراضي السورية. وبدأت دمشق المضي قدمًا نحو تدقيق أمني شامل لأسماء عائلات وأفراد لبنانيين وعراقيين مقيمين في سوريا، تحسبًا لارتباطهم بـ "حزب الله" أو بالمليشيات الإيرانية، خاصة بعد القبض على "خلية إرهابية خطيرة" مرتبطة بفلول النظام وذات صلات بالحرس الثوري الإيراني.

ونتيجة لهذا المسار، أصبحت سوريا لاعبًا محوريًا في ضبط الحدود ومراقبة تحركات "حزب الله" داخل الأراضي السورية وعلى طول الحدود السورية - اللبنانية، ما يزيد الضغط على "الحزب" ويفرض على لبنان التزامات أمنية دقيقة وجديدة. ويعكس هذا التحوّل،  انتقال سوريا من عزلة دبلوماسية إلى شراكة فعّالة مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي، بما يقلص النفوذ الإيراني ويفصل خطوط الدعم العسكري لـ "حزب الله" نحو لبنان والعراق. كما يسهم الاتفاق في إعادة رسم التوازنات الإقليمية عبر محور جديد يضم دمشق وواشنطن، في محاولة للحد من النفوذ الإيراني وضمان استقرار الحدود السورية المشتركة، مع تعزيز قدرة التحالف الدولي على مواجهة الميليشيات المسلحة داخل سوريا وخارجها.

لبنان بين التحديات الداخلية والرهانات الإقليمية

يبقى لبنان أمام تحديات مزدوجة: الحفاظ على سيادته ومواجهة نفوذ ميليشياته الداخلية، وفي الوقت نفسه التكيّف مع التحولات الإقليمية التي تعيد رسم ملامح القوة في المنطقة. الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب الضغوط الدولية، تجعل الحكومة مضطرة لاتخاذ قرارات حاسمة وسريعة، خصوصًا في ملفات الأسلحة والالتزامات الأمنية. وتحتاج الدولة اللبنانية إلى رؤية واضحة واستراتيجية متكاملة توازن بين حماية مؤسساتها، والحفاظ على الأمن الداخلي، ومواجهة التحولات الإقليمية التي قد تؤثر مباشرة على مستقبل لبنان السياسي والعسكري. وأي تأجيل في اتخاذ هذه القرارات، قد يعرّض البلاد لمخاطر متعددة ويضع السيادة الوطنية على المحك، ما يجعل المرحلة الراهنة مرحلة فاصلة تتطلب جرأة سياسية ومهنية على مستوى القيادة الحكومية.

 

فرنسا في لبنان: حضور قويّ وقدرات محدودة

أندريه مهاوج/نداء الوطن/17 تشرين الثاني/2025

أعادت زيارة آن-كلير لوجندر إلى بيروت الأسبوع الماضي تسليط الضوء على حقيقة قد لا تفرح باريس كثيرًا: دور فرنسا في لبنان لم يعد محوريًا كما كان، بل بات دور قوةٍ متوسطة تحاول إثبات وجودها في ساحة دبلوماسية مكتظة بلاعبين أكثر اندفاعة يمتلكون قدرات مالية أو عسكرية أو نفوذ سياسي أكثر تأثيرًا على مكونات المجتمع اللبناني. ففي ظل حضور أميركي وازن ورافعات مالية خليجية ضخمة وضغط عسكري اسرائيلي متعاظم، تبدو فرنسا «فاعلة»، لكنها تفتقر إلى النفوذ الكافي الذي يسمح لها بفرض إيقاع أو تغيير معادلة.

رصيد تاريخي و أمكانات متراجعة

لدى فرنسا رصيد تاريخي وثقافي كبير في لبنان، جعل نفوذها لعقود أمرًا طبيعيًا. غير أنّ هذا الرصيد لم يعد كافيًا في ظلّ التغييرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة منذ مطلع القرن وصولًا إلى عملية طوفان الأقصى وما أفرزته من معطيات تسعى أطراف عدة إلى استثمارها في إعادة تقاسم النفوذ في شرق أوسط جديد تعمل قوى عدة على أن يرى النور قريبًا. فلبنان سنة 2025 تحكمه موازين قوى إقليمية لا هوادة فيها ولا مكان بينها للضعفاء أو لأصحاب القوة المتوسطة: توتر دائم على الحدود الجنوبية، دور أميركي مركزي، واستثمارات خليجية متزايدة تحدد إيقاع الاقتصاد والسياسة. في هذا السياق، لا تزال باريس «حاضرة»، لكنها تفتقر إلى وسائل الضغط أو الحوافز المالية التي تمكّنها من التأثير الفعلي.

واشنطن الممر الاجباري

جعلت أحداث الجنوب الأخيرة الأمور أكثر وضوحًا: التفاهمات الأمنية ومسارات التهدئة تمرّ أولاً عبر واشنطن الجيش الإسرائيلي، الإدارة الأميركية، والوسطاء اللبنانيون المتصلون بالولايات المتحدة يشكلون خط التفاوض الأساسي. أما فرنسا، فتبدو كأنها تتحرّك على المسار الموازي: تدعو إلى وقف إطلاق النار، تقترح آليات مراقبة، تدعم اليونيفيل، تفتح قنوات حوار ولكن من دون قدرة حقيقية على تعديل سلوك إسرائيل أو التأثير في قرارات طحزب الله". على مستوى الدعم الاقتصادي، لا تمتلك فرنسا القدرات اللازمة التي تؤهلها لتكون في موقع المنافس لقوى إقليمية لديها مصادر لا تنضب وتتصدر الدول الخليجية لائحة هذه الدول وهي لم تتوانَ في الماضي عن ضخ امكانات اقتصادية ومالية ضخمة في السوق اللبناني وهي مستعدة للقيام بالشيء نفسه عندما تتوافر الظروف وتكتمل الشروط على غرار ما يحصل في سوريا في الوقت الراهن.

فالسعودية وقطر والكويت قادرة على تنفيذ مشاريع تمويل و استثمارات ومساعدات وتقديم خبرات بشرية فور تنفيذ لبنان الحد الأدنى من المطلوب في تأمين الاستقرار الأمني وبسط سيادة الدولة وإنجاز الإصلاحات، وملامح ما قد يكون عليه حضور هذه الدول مستقبلًا بدأت تتبلور من خلال التحرك السعودي الراهن والآتي ومن خلال مؤتمر "بيروت واحد". أما باريس، فتعِد بالكثير على صعيد الدعم المعنوي وتنظيم مؤتمرات الدعم ولكنها لا تستطيع إلا تقديم الحدّ الأدنى نظرًا لأوضاعها الاقتصادية والمالية المعروفة حاليًا، وغالبًا ما تربط مساعداتها بإصلاحات لم يتحقق منها شيء، وإذا كان قادة الجيش اللبناني يقدّرون الدعم التقني الفرنسي، فإنهم يطالبون ببرنامج تسليح شامل وبعتاد حديث وبإمكانات مالية وهنا تأتي دول الخليج والولايات المتحدة في الصدارة.

للوجود الفرنسي قيمة خاصة

على الرغم من هذا التراجع النسبي، يتمتع الدور الفرنسي في لبنان بميزة لا ينافسه عليها أحد وتعرف بالقبول المتبادل. فرنسا هي الطرف الدولي الوحيد تقريبًا الذي يستطيع الاجتماع مع مختلف القوى اللبنانية، من رئاسة الجمهورية والجيش إلى القوى السياسية المتخاصمة، من دون أن يُنظر إليها كطرف منحاز.

كما أن حضورها في اليونيفيل، ودعمها الدائم للمدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية والطبية، يمنحها حضورًا نخبويًا وشعبويًا لا يتوافر لغيرها، وبخلاف القوى الكبرى التي تركز على الأمن أو التمويل فقط، تستثمر باريس في نسيج المجتمع اللبناني نفسه: تعليم، صحة، تراث، لغة، قضاء، وحوكمة.

هذه المجالات الهادئة والضرورية هي التي تسمح لفرنسا بالاحتفاظ بموطئ قدم ثابت مهما تعقدت الظروف، وتمنحها قدرة دائمة على لعب دور الوسيط عندما تنغلق أبواب السياسة وهذا هو مفهوم زيارة آن كلير لوجاندر.

 

سلاح الحزب لمواجهة الجيش والشعب

شارل جبور/نداء الوطن/17 تشرين الثاني/2025

كشفت "حرب الإسناد" التي شنها "حزب اللّه" ضدّ إسرائيل أن قوّته الفعلية كانت في المواقف والخطابات، فيما تبقى قوته العسكرية غير قابلة للمقارنة مع قوّة الجيش الإسرائيلي، والنتيجة وحدها تتحدّث عن نفسها. وقد تبيّن وتكشف ذلك رغم أن "الحزب" كان في ذروة قوّته وتسلّحه وقيادته التاريخية، وبدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني ونظام الأسد. أمّا اليوم، فوضعيّته تختلف جذريًا عمّا كانت عليه قبل الحرب من انكشافه عسكريًا، وتدمير جزء كبير من ترسانته، واغتيال الرعيل الأول من قيادته، وسقوط الجسر الممتدّ من طهران إلى بيروت في حلقته السورية الاستراتيجية. وعلى الرغم من الترسانة العسكرية التي بناها بعد حرب تموز 2006، تعامل "الحزب" مع تلك الحرب باعتبارها الأخيرة مع إسرائيل، ولم يكن في وارد خوض مواجهة جديدة معها. وقد فوجئ بـ "طوفان الأقصى" الذي وضعه أمام خيارات صعبة، فاختار الأقل كلفة عليه: لا الدخول الكامل في الحرب، ولا إعلانها حربًًا مفتوحة. لكن الحرب التي أرادها مضبوطة خرجت عن السيطرة. ومن استخلص درس تموز 2006، رغم ادّعاءات النصر الفارغة، اكتوى مجدّدًا في "حرب الإسناد"، وهو اليوم فاقد الجهوزية العسكرية، ومحاصر جغرافيًا وسياسيًا، وبيئته منهكة. ولذلك، فإن إعلان الشيخ نعيم قاسم الاستعداد للردّ على الضربات الإسرائيلية بقوله إن "العدوان لا يمكن أن يستمرّ ولكلّ شيء حدّ" لا يتجاوز حدود "المزحة"، ولا يخرج عن سياق العنتريات المعهودة. فلن يردّ "الحزب" على الضربات، ولن يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة، لا بل سيواصل استجداء وقف الاستهدافات الإسرائيلية.

ولا يستطيع "حزب اللّه" استبدال العنتريات بخطاب واقعيّ، لأن هدفه الأساس هو الحفاظ على سلاحه. فالاعتراف بالهزيمة، أو بعدم التكافؤ العسكري، يعني عمليًا التخلي عن ذلك السلاح، وهو ما يرفضه، ويدفعه إلى إعلاء الخطاب الخشبي نفسه البعيد كلّ البعد من الواقع وموازين القوى.

وبالتوازي مع استجدائه وقف إطلاق النار، استجدى "الحزب" موافقة إسرائيل على عرضه إبقاء سلاحه شمال الليطاني مقابل خروجه من جنوب النهر وتعهّده بأمن المستوطنات. لكن السؤال الذي لا يجيب عنه "الحزب": ما هي وظيفة هذا السلاح شمال الليطاني بعدما ابتعد عن الحدود وتعهّد أمن الإسرائيليين؟

وعلى الرغم من أن العرض الموجّه إلى إسرائيل هو عرض المهزوم على المنتصر، إلّا أن تل أبيب، بوصفها الطرف المنتصر، لا تجد نفسها معنيّة بالردّ، بل ستواصل المزيد من الشيء نفسه وصولًا إلى إنهاء الوضعية العسكرية لإيران في لبنان، وهي لا تحتاج إلى ضمانات من "حزب اللّه" لأمن سكانها بعدما انتزعت هذه الضمانات بقوّتها الذاتية. ولن تخرج من لبنان وتوقف استهدافاتها وضرباتها وعملياتها قبل أن تتأكّد أن الدولة اللبنانية باتت تبسط سيطرتها وسلطتها على كامل أراضيها.

وانطلاقًا ممّا تقدّم، يمكن الجزم بثلاث استحالات:

أولًا، استحالة ردّ "حزب اللّه" على إسرائيل سوى في حالة واحدة وهي توسيعها الحرب ضده بهدف إنهاء وضعيته العسكرية، لأنه ليس في وضع القادر على الردّ ولا المبادرة إلى حرب جديدة واسعة، بل من مصلحته اليوم شراء الوقت بانتظار تطوّرات دولية أو إقليمية، خصوصًا أن خسائره الحالية، في ظل حرية الحركة الإسرائيلية، تبقى أقل بكثير من خسائر حرب جديدة. ثانيًا، استحالة مواجهته إسرائيل أساسًا بعد درس "الإسناد" الذي لن ينساه في حياته، وسقوط كل نظرياته حول توازن الرعب والردع والقوّة.

ثالثًا، استحالة إعادة بناء قدراته العسكرية بعد إغلاق الطريق الإيراني أمامه، وتدمير جزء كبير من قوّته، وسقوط الآلاف من عناصره، واستهدافه المستمرّ من الجيش الإسرائيلي، ورفع السلطة الغطاء السياسي عنه.

وعليه، فإن الوظيفة الوحيدة المتبقية لسلاحه، وإعادة تنظيم هيكليته العسكرية وتهريب ما تيسّر من السلاح الخفيف والمتوسِّط من سوريا، هي مواجهة الجيش والشعب. فسلاح "الحزب" وجد للهيمنة على القرار اللبناني، وثلاثيته الخشبية تقوم على "مقاومة" إيرانية تصادر دور الجيش اللبناني وتأخذ الشعب رهينة لديها.

واليوم، يتوسّل "الحزب" إسرائيل، التي يدّعي عداوتها، طالبًا أن تترك له سلاحه شمال الليطاني. والمقايضة التي عرضها تؤكِّد إقراره بالهزيمة، ولكن ليس لدرجة الاستسلام من خلال التخلّي الكامل عن مشروعه المسلّح، الذي تتمثل وظيفته بالحفاظ على الذراع العسكرية لإيران في لبنان. إلّا أن عرضه ولد ميتًا، واستسلامه بات حتميًا بعد الحرب الحتمية القريبة التي لن تُبقي السلاح الإيراني لا جنوب الليطاني ولا شماله.

 

قوات أوروبية جنوبًا: أحلام فرنسية بلا بركة أميركية

ألان سركيس/نداء الوطن/17 تشرين الثاني/2025

حرّكت زيارات الموفدين والسفراء إلى بيروت الجمود القاتل. وتشمل الزيارات الدول المعنية بالشأن اللبناني. وتعمل باريس دائمًا على حفظ موقع متقدّم في لبنان وتتعاطى بملفاته كافة. لا يمكن لفرنسا خسارة آخر منطقة نفوذ لها في الشرق الأوسط. وتتحرّك دائمًا لتكون أول المبادرين. وعلى رغم الحراك الفرنسي الدائم، تبقى كلمة الفصل للولايات المتحدة الأميركية، وتتحول الحركة الفرنسية إلى عامل استكشافي ومساعد وأقرب إلى التدخل المعنوي. ويظهر الإاهتمام الفرنسي المتجدّد بلبنان من خلال عرض المستشارة السياسية للرئيس إيمانويل ماكرون آن كلير لوجاندر على الرئيس اللبناني جوزاف عون فكرة إبقاء قوات أوروبية في جنوب لبنان بعد انتهاء مهمة "اليونيفيل"، وهذه القوات تُموّل أوروبيًا. وتُصرّ فرنسا على التمايز عن أميركا، إذ التقت المستشارة الفرنسية وفد "حزب الله"، ما يؤشر إلى إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بين باريس و "الحزب" واستطراداً مع إيران التي كانت تحاور الأوروبيين سابقًا، وكانت باريس تملك استثمارات كبيرة في طهران.

من المبكر الحديث عن الجهة التي ستحلّ مكان "اليونيفيل" بعد إنتهاء مهامها في نهاية عام 2026. لكن الطرح الفرنسي لافت، وأتى في توقيت لم تنته الحرب فيه بعد، وما زالت الملفات الحدودية عالقة بين لبنان وإسرائيل ولم تسلك المفاوضات طريقها بعد. يحتاج لبنان إلى مظلة عربية ودوليّة للاستمرار وسط صراعات الشرق الأوسط، وخروج قوات "اليونيفيل" من الجنوب يعني بشكل من الأشكال خسارة جزء من هذه المظلة. عندما دخلت القوات الدولية عام 1978 إلى جنوب الليطاني استبشر اللبنانيون خيرًا، لكن دورها لم يكن ذا قيمة، فهي لم تمنع استباحة الجنوب من قبل القوات الفلسطينية والقوى الحليفة لها، ولم تستطع إيقاف الهجمات الإسرائيلية. ولم يستجب القرار 1701 لهواجس اللبنانيين على رغم رفع عديد "اليونيفيل" إلى 15 ألف جندي، واستمرّ الجنوب ساحة صراع إيرانية - إسرائيلية.

ويتوقف تنفيذ الاقتراح الفرنسي على عوامل عدّة أبرزها:

أولًا، بلورة الاقتراح والأفكار الفرنسية أكثر، ومعرفة حجم المشاركة والدعم الأوروبي لهذه الفكرة.

ثانيًا، قبول الدولة اللبنانية بهذا المقترح، مع الإشارة إلى ترحيب الرئيس عون بهذه الفكرة، لكن الرئيس في لبنان لا يستطيع أخذ القرار لوحده، بل سيعرضه على مجلس الوزراء الذي يضمّ جميع الأطياف اللبنانية.

ثالثًا، معرفة رأي الولايات المتحدة الأميركية في هذا الاقتراح، فواشنطن التي لا تريد التجديد لـ "اليونيفيل"، هل ستسمح بوجود قوة عسكرية أوروبية على حدود إسرائيل وهي التي تعرف بوجود علاقات بين باريس و "حزب الله" وإيران؟ أو أن مشكلة واشنطن وتحديدًا الرئيس دونالد ترامب هي مالية فقط؟

رابعًا، يجب انتظار موقف إسرائيل من هذه القوات، فالقرار الأول والأخير يعود لتل أبيب، والأخيرة ممتعضة من عمل "اليونيفيل" وتقصيرها، وتتهمها في بعض الأماكن بمساعدة "حزب الله" أو غض النظر عن أنشطته.

خامسًا، إذا كانت مصادر التمويل مؤمنة، فهل ستدخل هذه القوات تحت راية الاتحاد الأوروبي أو يحصل الأمر بشكل منفرد؟ وماذا لو أعلنت دول من خارج أوروبا رغبتها بالإبقاء على قواتها في الجنوب؟

سادسًا، هل ستقبل البيئة الجنوبية و "الثنائي الشيعي" بمثل هذا المقترح؟ وماذا إذا قررت لندن المشاركة على سبيل المثال، وتحت قيادة من ستنتشر هذه القوات، وكيف سيكون الإطار التنظيمي لعملها وبأي بروتوكول تعاون؟ فاذا كان "حزب الله" يتصدّى لـ "اليونيفيل" التابعة لمجلس الأمن الدولي ويعرقل عملها، فهل سيسمح للقوات الأوروبية بالعمل بحريّة؟ وإذا لم يكن لديها صلاحية ضبط الأمن ومنع الانتشار المسلح لـ "حزب الله" وغيره، فما الفائدة من وجودها؟

قد تكون النوايا الفرنسية صادقة، وتجهد باريس للحفاظ على تواجدها في لبنان، لكن مثل هكذا أمر يحتاج إلى موافقة واشنطن بالدرجة الأولى وتليها تل أبيب، لذلك سيجد هذا الطرح عراقيل كثيرة، إلا إذا كان الواقع الأمني والعسكري تبدّل في الجنوب من الآن حتى موعد انسحاب "اليونيفيل".

 

دارين لحود لـ "نداء الوطن": إشراك المغتربين اللبنانيين مهمّ وإلّا العقوبات....واشنطن تُعدّل استراتيجيتها في لبنان

أمل شموني/نداء الوطن/17 تشرين الثاني/2025

تستعدّ واشنطن لمرحلة من الضغط الأقصى وإعادة تقييم استراتيجيّتها تجاه بيروت مع بدء العدّ التنازليّ لمهلة نزع السلاح غير الشرعي في لبنان. فقد بدأت الإدارة الأميركية فعليًا تسليط الضوء على العمليات المالية لـ "حزب اللّه"، والتدقيق في إخفاقات المؤسّسات الرسمية اللبنانية. وتلفت مصادر واشنطن إلى أن بيروت يجب أن تستعدّ لمرحلة من تشديد العقوبات خصوصًا مع تجديد التركيز على النخب المصرفية والسياسية ورجال الأعمال في لبنان الذي يعكس استياءً أميركيًا واضحًا من الوضع الراهن. وتعكس العقوبات التي استهدفت وستستهدف مجموعة من المتهمين بتحويل ملايين الدولارات من إيران إلى "الحزب"، سعي المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخزانة الأميركية لتكثيف حملتهم ضد الشبكات المالية لـ "حزب اللّه". وتهدف هذه الإجراءات، التي أعلن عنها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، ليس فقط إلى تعطيل الموارد المالية التشغيلية لـ "الحزب"، بل أيضًا إلى توجيه رسالة قويّة مفادها بأن الاقتصادات الشرعية لا يمكن أن تزدهر في ظلّ تمويل الإرهاب. وأشار مصدر في الخزانة الأميركية إلى أنه مع إتقان "حزب اللّه" إدارة اقتصاد لبنان القائم على الكاش، فإن واشنطن تسعى إلى تشديد الخناق على المنظمات والأفراد الذين يستغلّون الثغرات التنظيمية، لافتًا إلى أن الهدف يتمثل في إحباط قدرة "الحزب" على تمويل أنشطته العسكرية والاجتماعية.

وفي المعلومات، أكّدت زيارة الوفد الأميركي الذي رأسه مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا إلى لبنان التزام الولايات المتحدة بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط. فقد ركّزت اجتماعات الوفد مع المسؤولين اللبنانيين على الحث على اتخاذ إجراءات أقوى لمكافحة تبييض الأموال، وتفكيك الشركات المالية المرتبطة بـ "حزب اللّه"، وتعزيز الأطر القانونية للحدّ من التدفقات المالية غير القانونية. وأكد غوركا أن الدعم الدولي للبنان يتوقف على تنفيذ إصلاحات حقيقية للحدّ من نفوذ "حزب اللّه" واستعادة النزاهة المالية. وأشار مصدر وزارة الخزانة إلى أنه ورغم التزام لبنان بالإصلاحات، هناك عقبات كبيرة بسبب تداخل المصالح المجتمعية والمالية وكيف أن حاجة "حزب اللّه" للكاش تتداخل مع المجتمع والأزمة المالية المستمرة، ما يُبرز التحدّيات المعقدة المتعلّقة بتوازن القوى والإصلاح في البلاد.

ضغط من الكونغرس

من هنا، ينكشف استياء الكونغرس المتزايد من النخب اللبنانية السياسية والمالية. فقد حث كبار المشرّعين الجمهوريين الرئيس ترامب على إعداد عقوبات ضد هذه النخب، في مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويتهم المشرّعون بري بعرقلة الإصلاح البرلماني والتحالف مع "حزب اللّه" لعرقلة الانتخابات النيابية عام 2026. وقد أكّد عضو الكونغرس دارين لحود، الذي وقع الرسالة الأخيرة إلى الرئيس ترامب أنه حان الوقت لتذكير الإدارة الأميركية بضرورة مواصلة الضغط على لبنان، "وخاصةً المسؤولين الذين عرقلوا ويعرقلون إقامة نظام انتخابي منفتح وديمقراطي". وسلّط لحود الضوء على الدور المهم الذي يلعبه الشتات اللبناني في تشكيل المشهد السياسي في لبنان، وقال لـ "نداء الوطن" إن المغتربين يلعبون دورًا مهمًا ومؤثرًا في وضع لبنان على خريطة العالم... "وهم يستحقون أن يلعبوا دورًا مهمًا في الانتخابات النيابية في لبنان". ودعا لحود إلى محاسبة من يعيقون التقدّم، مؤكدًا أن "أي شخص يقف في طريق التقدّم وإجراء انتخابات حرة وشفافة يشارك فيها المغتربون... علينا أن نجعل الإدارة وخاصة وزارة الخزانة، تنظر في أمره".

يشار إلى أن رسالة عضوي الكونغرس إلى البيت الأبيض دعت إلى تجميد أصول المسؤولين "الذين يواصلون عرقلة العمليات الديمقراطية"، مردّدةً وجهة نظر صناع القرار الأميركيين المقتنعين بأن الدولة اللبنانية فقدت مصداقيتها كشريك، بينما تسعى جهات النخبة "لكسب الوقت، على أمل الحصول على خطة إنقاذ غربية دون إصلاح حقيقي". وقد أشار مصدر قريب من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إلى أن واشنطن "لم تعد ترى فرقًا كبيرًا بين أجندة "حزب اللّه" وأجندة كبار أصحاب النفوذ في لبنان". في هذا الإطار، شدّد لحود، قبيل لقائه قائد الجيش رودولف هيكل الذي يزور واشنطن هذا الأسبوع، على أهمية "نزع السلاح غير الشرعي خصوصًا سلاح "حزب اللّه" كمقدّمة للتغيير الحقيقي"، قائلًا "يجب أن يكون نزع السلاح في المقام الأول... والتأكد من أن الجيش اللبناني يتمّم هذه المهمة. ويتولى نزع السلاح جنوب الليطاني وشماله وصولًا إلى المنطقة الخلفية"، مضيفًا أنه "ما دام الجيش والحكومة اللبنانية يسيران في هذا الاتجاه، فإننا نعتقد أن العلاقة مع الولايات المتحدة ستكون إيجابية للغاية".

وقف إطلاق النار مع إسرائيل في خطر

ومع تصاعد التوتر على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، يبدو أن استدامة وقف إطلاق النار على المحك، خصوصًا في ظلّ تزايد المخاوف بشأن قدرة الجيش على كبح طموحات "حزب اللّه" العسكرية، ما دفع إلى إصدار تحذيرات أميركية عاجلة تحث لبنان على إنهاء مهمة أحادية السلاح بيد الدولة وفرضها على كامل لبنان. وفي المعلومات، قال مصدر في البنتاغون إن واشنطن ستشرح لقائد الجيش أن على المؤسسة العسكرية العمل على إنجاز ما طلبته الحكومة أي نزع السلاح غير الشرعي، من دون الدخول بمتاهات القيود والضغوط السياسية، وإلّا يتحمّل الجيش ضياع فرصة بسط سلطة الدولة على كامل لبنان. وكشفت إحاطة شاملة عن أن عدم تنفيذ الجيش الفعّال توجيهات الحكومة اللبنانية بنزع السلاح غير الشرعي كان جليًا، كما أن الانقسامات السياسية اللبنانية، لا سيّما تلك المُتأثرة بنفوذ "حزب الله" قد أعاقت ذلك أيضًا. وأشارت الإحاطة إلى أن "حزب اللّه" استغلّ هذه القيود، مُواصلًا تجديد ترسانته من خلال التهريب والإنتاج المحلي. وحتى في المناطق التي يُنفذ فيها الجيش عملياته، لا تزال هناك تحدّيات كبيرة، أقرّ الجيش اللبناني بوجودها. باختصار، يشير المشهد الأميركي في مواجهة "حزب اللّه" وشبكاته المالية إلى تحوّلٍ استراتيجيّ في سياسة واشنطن. ورغم أن العقوبات بدأت تركّز بشكلٍ خاص على عملاء ماليين رئيسيين داخل بيئة "حزب اللّه"، بالإضافة إلى شبكاتهم في أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، إلّا أن مصادر في البيت الأبيض أشارت إلى أن إدارة ترامب لن تتوانى عن فرض عقوبات على أفراد وكيانات سياسية لبنانية أيضًا. فبالنسبة إلى واشنطن، تمثل جهود إضعاف "حزب اللّه" اقتصاديًا وسياسيًا أولوية ستكون لنتائجها آثارٌ عميقة على لبنان والمشهد الجيوسياسي الأوسع في الشرق الأوسط.

 

السفير الجديد… ومرحلة "الضغط بلا فرامل"

نخلة عضيمي/نداء الوطن/17 تشرين الثاني/2025

انتهى التحذير، تغيّرت قواعد اللعبة وقد أعذر من أنذر. على هذه القاعدة، تتعاطى الإدارة الأميركية مع ملف تمويل "حزب اللّه" بعدما اكتشفت أن "الحزب" تمكّن من إدخال مليار دولار إلى خزائنه خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025. من هنا، تأتي الخطوات الجدية التي تنفذ في لبنان إن بالنسبة إلى قرارات المركزي حيال الصرّافين وشركات تحويل الأموال، أو بما يتعلّق بتجار الذهب وشركات التأمين أو بالإجراءات المطلوبة من كتاب العدل لتجفيف تبييض الأموال عبر العقارات. والإدارة الأميركية تعرف جيّدًا، أن كلّ هذه الحيل استخدمت كممرّات للاقتصاد النقديّ المتفلّت وغسل الأموال لمصلحة "حزب اللّه". وعلى هذا الأساس، جاءت الرسالة الصارمة التي حملها وفد الخزانة الأميركية إلى بيروت، وفهمها المسؤولون جيدًا في ظلّ تلويح جدّي بفتح ملف العقوبات على كبار السياسيين والمصرفيين ورجال الأعمال.

واشنطن تشهر سيف العقوبات: لوائح سوداء تفتح

تؤكّد مصادر دبلوماسية لـ "نداء الوطن" أن مرحلة ما قبل وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى بيروت ليست كما بعدها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستعدّ لزيادة الضغوط من أجل تجفيف تمويل "الحزب" وأن المهلة أمام المسؤولين اللبنانيين لتحقيق ذلك غير مفتوحة، وكل التلميحات والمؤشرات تدلّ على أنها قد تصل إلى فرض موجة جديدة من العقوبات إذا استمرّ "حزب اللّه" بالتفلّت من القيود.

أبرز الفئات المستهدفة المتوقعة:

- شخصيات سياسية بارزة وحلفاء زعماء سياسيين، وبعضها خضع سابقًا لعقوبات لدعمه "حزب اللّه". وسيتمّ إدراج هؤلاء مجدّدًا على اللائحة السوداء بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي، الذي يخوّل معاقبة المتورّطين بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. وقد سبق أن استخدم هذا القانون عام 2020 لمعاقبة مسؤولين لبنانيين بارزين بتهم الفساد، ما يعكس توجّه واشنطن لاستهداف النخبة السياسية الفاسدة في لبنان. - شركات تجارية تموّل "حزب اللّه" ثبت تورّطها في توفير واجهات وتمويل لأنشطة "الحزب". وتستخدم شبكات من رجال الأعمال والشركات الظاهرية لتمويه تحويلات الأموال إليها عبر القطاع الخاص الشرعي. وكانت واشنطن أكّدت سابقًا أن "حزب اللّه" يستغلّ مثل هذه الشركات التجارية للحصول على الدعم المالي وتمويل عملياته الإرهابية من خلال القطاع الخاص. لذا، فإن الحزمة الجديدة من العقوبات، ستستهدف مزيدًا من هذه الواجهات التجارية المتورّطة في غسل الأموال لصالح "الحزب"، وعلم أن أسماء 5 رجال أعمال يتمّ التداول باستهدافهم ضمن حزمة العقوبات. - إعلاميون بتمويل إيراني، ومن المتوقع أن تشمل العقوبات شخصيات تلقت دعمًا ماليًا إيرانيًا لإنشاء منصّات إعلامية واسعة الانتشار تخدم أجندة طهران وتعمل تحت عناوين مختلفة. وتتحدّث المعلومات عن أن شخصية إيرانية نافذة مقيمة في لبنان تلعب دور القناة الخلفية لضخ هذه الأموال إلى بعض الإعلاميين بهدف تعزيز آلة الدعاية والمحور الإعلامي الموالي لإيران في لبنان.

- مقاولون وشركات مرتبطة بمسؤولين محلّيين. وهذه الجهات استفادت من صلاتها السياسية للفوز بعقود ومناقصات عامة بطرق غير مشروعة. ويتهم هؤلاء بتقديم رشاوى أو عقد شراكات مع رؤساء بلديات واتحادات بلديات لتسهيل حصولهم على مناقصات حكومية وربحية مضمونة. وكانت وزارة الخزانة قد كشفت سابقًا أن "حزب اللّه" يتآمر مع مسؤولين فاسدين لتوجيه عقود الدولة نحو شركات تابعة له، ما يثري قياداته على حساب الشعب. فعلى سبيل المثال، تمّ تمرير عقود أشغال بملايين الدولارات إلى شركتين تابعتين لـ "حزب اللّه" وقد أصبح اسمهما في إطار اللائحة الأميركية التي يجري إعدادها.

- أفراد متورّطون في ملف الدعم وخرق قانون قيصر، وستفرض العقوبات على موظفين وتجار ضالعين في تهريب السلع والمواد المدعومة من لبنان إلى سوريا، في انتهاك صارخ لقانون قيصر الأميركي. ويشمل ذلك، من سهّلوا تحويل المحروقات والمواد الغذائية المدعومة إلى النظام السوري الخاضع للعقوبات، ما وفر له إيرادات غير مشروعة بالعملة الصعبة. وقد وصفت تقارير تحليلية عمليات التهريب المنظم هذه، بأنها "انتهاك واضح لقانون قيصر" كونها أمّنت تدفقًا ماليًا مستمرًا لخزينة النظام السابق رغم العقوبات. ومن المتوقع أن تستهدف العقوبات موظفين حكوميين ومتعهدين شاركوا في منظومة دعم السلع وتهريبها.

القرض الحسن يعود إلى دائرة النار: مفاجآت قريبة

يأتي التلويح بدفعة جديدة من العقوبات بعد انتهاء إقفال الحكومة الفيدرالية الأميركية لنحو 8 أسابيع، حيث وضعتها واشنطن على نار حامية علمًا أن ملف القرض الحسن في عين الإدارة الأميركية، وقد يشهد تطوّرات في المرحلة المقبلة كما كشفت مصادر مالية مسؤولة لـ "نداء الوطن".

وهكذا، الاقتصاد اللبناني برمّته أصبح تحت المجهر، وسط تخوّف من استمرار تفلّت "حزب اللّه" المالي بطرق أو بأخرى إذا ظلّ التهاون الرسمي مستمرًا في حماية منظومة تمويله، ما يضع النظام المالي اللبناني الهش في مهب الريح ويعمق العزلة المالية الدولية المفروضة على لبنان.

 

النداء الأخير... مليار سُني خلف ترامب

سامر زريق/نداء الوطن/17 تشرين الثاني/2025

يبدو سُنة لبنان في وضعية تتعارض مع إيقاع الصعود السني في المنطقة وسياقاته، ولا تنسجم مع إرثهم، وتحول دون قيامهم بدورهم المعوّل عليه كـ "رافعة" نهوض الدولة. ثمة حالة من الانكفاء المعقد ترخي بثقلها وتتجاوز الإطار السياسي لتشمل المجالات الثقافية والاقتصادية وحتى الإبداعية. كل القضايا والأفكار التي نوقشت خلال السنوات الماضية كانوا خارجها، وبالكاد تفاعلوا عبر مواقف متأخرة تتسم بطابع فردي بحت، من النظام السياسي والمالي، مرورًا بـ "الطائف"، وصولًا إلى العودة نحو "كنف الدولة". أغلب النقاشات والحوارات اليومية تدور حول الماضي، وتنظر إلى المستقبل بعيونه وتحت تأثيره. لذلك غالبًا ما تحضر "الحريرية" ضمن الحلول "النوستالجية". المقارنة بين "الحريرية" وأي حالة ناشئة هي عمليًا وصفة فشل مسبق، كمن يزج بلاعب ناشئ عمره 17 عامًا في المباريات مع كبار اللاعبين، ويريد منه أن يصبح "ليونيل ميسي" خلال أشهر معدودة. ناهيكم بدور هذه المقارنات في توسيع شقة المظلومية، وهو الداء العضال الذي ابتلي به السُنة بتأثير نظريات المؤامرة التي تخرق الوعي الجمعي، فيصير الجميع متآمرًا، من الدولة والأجهزة الأمنية إلى القوى والمكونات الأخرى. زد عليها تحميل أوزار فقدان المبادرة إلى غياب ديناميات خارجية تشتمل على جميع قوى الأرض الفاعلة، من أميركا وروسيا إلى الدول العربية والإسلامية، من دون إغفال عداوة إيران. السؤال الذي يطرح نفسه فيعود بلا إجابة مقنعة: كيف يراد دعم السُنة من دون أن يكون ثمة نواة لمشروع سياسي واضح؟

هذا الدعم المفترض يتطلب الإقبال على الدولة، والانفتاح البناء على الفاعلين الخارجيين بعقلية جماعية تسمو فوق مزايدات "الوكالة الحصرية". لا يعني ذلك غياب الحراك والمشاريع السياسية، لكنها لا تزال في طور البدايات، والكثير منها يفتقر إلى العمق المطلوب المرتكز على بناء تحالفات مع قواعد ومراكز قوى اجتماعية لتكوين قاعدة صلبة. ولأن الطبيعة تأبى الفراغ، فإن الانكفاء السُني عن الحيّز العام يفسح المجال أمام القوى الداخلية والخارجية لملء الفجوة بما يناسب أجنداتها، إلى جانب دفع حركات الإسلام السياسي إلى صدارة المشهد، وخصوصًا تلك التي يعاد تأطيرها وتقديمها بشكل حداثي جذاب.

خلال السنوات الماضية، تدثرت النخب السُنية بشعار "الطائف" جامدًا، دون سياسات ومراجعات لتجاوز بعض الإشكاليات الناجمة عن الممارسات المعوجّة التي حوّلت "الفراغ" إلى أداة نظامية. وحينما حوّل الرئيس نواف سلام "الطائف" إلى فلسفة حكم لم يجد الدعم الكافي. ومع غياب النبض السُني، صارت قيم الصراع بين الدولة والدويلة أقرب إلى صورة صراع بين المسيحيين والشيعة. في "خطاب القسم"، قال رئيس الجمهورية إنه يبحث عن شركاء للإسهام في استنهاض الدولة، وعاد وأكد هذا الموقف غير مرة. في حين يهمس في الآونة الأخيرة في الأوساط السنية أن العهد امتداد لسلفه، وخصوصًا من ناحية النظرة السلبية تجاههم. لكن هل جرّب أحد بناء شراكة ندية مع بعبدا، أو اختبار مدى جديتها في ذلك؟

وعليه، فإن غياب النبض السني اللازم يضعف زخم مبادرة الدولة التفاوضية، في الوقت الذي تشكل فيه فرصة ذهبية لإحداث خرق في حالة الانكفاء العام، من خلال تكوين غطاء صلب وداعم لعملية استرجاع الدولة قرارها السيادي، ولا يوجد مبرر لعدم استثمار هذه الفرصة. في قمة "شرم الشيخ"، وقف مليار سني خلف مبادرة ترامب لإيقاف النزيف في غزة، واسترداد القضية الفلسطينية من الملالي، من الضمانة الثلاثية لتركيا ومصر وقطر، إلى الغطاء الداعم من السعودية والإمارات وباكستان وإندونيسيا وغيرها، وبعضها شريك في ترتيبات اليوم التالي. وبعد الزيارة التاريخية التي أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، وإعلان توم برّاك انضمام دمشق إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وتسميته إيران وأركان محورها، صار الأمر أكثر دقة ومدعاة لزخم سني دولتي يعضد مسار إخراج البلاد من دائرة الصراع في المنطقة، وضمان عدم تحولها إلى ملعب بين ساحتين سورية وإسرائيلية.

فإذا كان ضم سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة إيران أداة ضغط في المرحلة الأولى، فإن ذلك لا يلغي إمكانية تكليفها بممارسة ضغط عسكري مستقبلًا على "حزب الله" في المناطق الحدودية وجوارها القريب، مقابل حوافز سياسية واقتصادية يصعب رفضها. هذا التطور بموازاة ارتفاع حدة الضغوطات الدولية والعربية يمكن اعتباره بمثابة النداء الأخير للسنة قبل غيرهم من أجل دفع الدولة نحو الالتحاق بركب قطار "ترتيبات المنطقة" الذي صعد إليه أحمد الشرع، لأن ثمن انتظار قطار آخر سيكون قاسيًا جدًا.

 

دمشق: نقص في الكوادر الإدارية بالحكومة سببه غلاء المعيشة

مصطفى محمد/المدن/17 تشرين الثاني/2025

تعاني المؤسسات الحكومية السورية من نقص في الكوادر المتخصصة، وصعوبات في استقدام الكفاءات من الشمال السوري إلى دمشق، بسبب ضعف الرواتب مقارنة بتكاليف المعيشة المرتفعة في العاصمة، خصوصاً بدل إيجارات السكن. وعلمت "المدن" من مصادر حكومية، أن الحكومة تواجه إشكالية في حل مشكلة نقص الكوادر المهنية، خصوصاً في الوظائف الإدارية العليا، حيث يتم رفض عروض الوظائف بسبب انخفاض الرواتب، وعدم قدرتها على تغطية النفقات المعيشية، علماً أن العروض التي تُقدمها الحكومة تُعتبر "سخية". وحددت المصادر أولى الأسباب التي تدفع بالكوادر إلى العزوف عن الوظائف الحكومية وهي توفير المسكن في دمشق، حيث ارتفعت أسعار الإيجارات بشكل كبير نتيجة ارتفاع الإقبال وكثرة الوافدين منذ سقوط النظام البائد. وأوضحت أن الإيجارات لا تقل عن 300 دولار أميركي للبيت القديم في ضواحي دمشق، البعيدة نسبياً عن مراكز المؤسسات الحكومية، في حين أن معدلات الرواتب للموظفين الجدد (عقود) عند حدود 600 دولار أميركي. ومن الواضح – على حد تأكيد المصادر- أن الحكومة تعمل على رفع الرواتب والأجور للموظفين الذين قدموا إلى دمشق من محافظات بعيدة، أو منحهم بدلات السكن، وتحديداً للمناصب الإدارية العليا. في السياق ذاته، يؤكد الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، أن مشكلة نقص الكوادر البشرية في المؤسسات السورية لن تُحل قبل التخلص من القوانين والإجراءات القديمة، والفساد، وآثار التدمير الممنهج الذي أحدثه النظام البائد في العمل المؤسساتي. ويقول: "تُعاني البلاد في قطاعها الحكومي من الترهل الإداري، ومشكلات في القوانين التي تنظم العمل الإداري، ولا يمكن الاستفادة من الكادر البشري على قلته إن لم تكن البنية منضبطة من الناحية القانونية والتنظيمية".ويكشف علوان عن شروع الحكومة بخطة إعادة ترتيب المؤسسات والإدارات قبل استقبال الكادر البشري الجديد، ويقول: "الأمر أعقد من أن تقبل الكوادر البشرية الموجودة في الشمال السوري بالرواتب، وإنما حتى الخبرات والكفاءات الموجودة في دمشق لا تستطيع أن تعمل بالمنظومة الحالية". وعن الحلول، يقول الباحث: "مشكلة نقص الكوادر حلها يمر عبر التدريب، والشراكة مع منظمات المجتمع المدني للتدريب والتطوير"، ويستدرك أن "الأمر يحتاج وقتاً وخبرة، وكذلك تأمين الرواتب المناسبة، في الوقت الذي لا تزال فيه البلاد تُعاني من مشكلات اقتصادية، لكن المتوقع أن تحل الزيادات القادمة معضلة نقص الكوادر البشرية". في المقابل، يُحسب للحكومة السورية أنها استطاعت استقطاب عدد مقبول من كفاءات الشمال السوري، ووفق مصادر "المدن" فإن ما ساعد الحكومة على ذلك توفير مساكن مجانية، كانت مُخصصة لرجالات النظام البائد. وفي هذا الإطار، يؤكد الباحث الاقتصادي أدهم قضيماتي، أن الحكومة نجحت في استقطاب عدد لا بأس به من كفاءات الشمال السوري، ويتحدث لـ"المدن" عن عروض مادية "مُغرية". ويؤكد ذلك مصدر من دمشق تحدث لـ"المدن"، ويشير إلى "هيمنة" كوادر الشمال السوري على المشهد المؤسساتي في دمشق، خصوصاً في المؤسسات الإعلامية والوزرات، ويلفت إلى "تفاوت الرواتب" بين الموظفين القدماء والجدد "كل من أتى من الشمال يأخذ راتباً مرتفعاً". ويقول: "هي مسألة تفاوت الرواتب مسألة مؤقتة، وعند استقرار العمل المؤسساتي لا بد وأن ينتهي هذا التمييز، لأنه مسألة تتجاوز القانون".

 

وثائق إعدام.. أو رثاء لشهداء مشانق صيدنايا

علي سفر/المدن/16 تشرين الثاني/2025

ثلاثة مشاهد متناثرة تجمعها نسخ ٌمن أحكام إعدام انتشرت قبل أيام على صفحات السوشال ميديا، واستهدفت نخبة من الشباب السوري والفلسطيني، الذين جرى اعتقالهم في السنوات الأولى للثورة السورية، واختفت أخبارهم بين أفرع الأمن وبين السجون المركزية في صيدنايا وعدرا وغيرها. في الواقع، لم تكن هذه الوثائق مجرد صور لقرارات قضائية صدرت عن "محكمة الإرهاب" التي أنشأها نظام بشار الأسد البائد، بل كانت انفجارًا جديدًا في الذاكرة. فالعائلات التي ظلت لسنوات تعيش على احتمال اللقاء بأبنائها، وتتعلق بخيط وهمي يقول إنهم ما زالوا في أحد المعتقلات، وجدت نفسها أمام حقيقة ساحقة: الأحكام صدرت ونفذت قبل أكثر من عقد. لقد قُتل الشباب بعد محاكمات صورية، وقُتلت عائلاتهم ذبحًا بنصل الانتظار. والمشانق لم تُدلِ حبالها على أعناق الضحايا فقط، بل على قلوب من عاشوا على أمل عودتهم. هذه الوثائق ليست مجرد أوراق رسمية، بل نصوص موت. كأن الأدراج التي خُبئت فيها لسنوات كانت تحضّر لعودة القصة في لحظة سياسية واجتماعية جديدة، في زمن تحاول فيه البلاد أن تتلمس طريقها خارج الركام. ولأن المأساتين السورية والفلسطينية مترابطتان، ولأن المخيمات التي سكنها السوريون والفلسطينيون معاً كانت مختبرًا كبيرًا للكرامة المهدورة، فإن هذه الأحكام أعادت إلى الأذهان ثلاثة مشاهد بعيدة، لكنها متصلة في جوهرها. مشاهد تمتد من ساحة المرجة، إلى سجن عكا، إلى زنزانة كاتب تشيكي يدوّن يومياته تحت أعواد المشانق، وكلها تقول شيئًا واحدًا: إن المستبد لا يكتفي بجريمة واحدة، بل يعيد إنتاجها على مدى أجيال. في أيار 1916، صعد الوطنيون العرب إلى مشانق ساحة المرجة في دمشق وساحة البرج/ الشهداء في بيروت. كان المشهد يومها يُراد له أن يكون درسًا رادعًا: تعليق أجساد النهضويين على منصات عامة، وإطلاق الاتهامات الجاهزة عن "الخيانة" و"التآمر". وهي ذات المفردات التي امتلأت بها وثائق محكمة الإرهاب اليوم. الشبه بين الفترتين ليس سياسيًا فقط، بل رمزي أيضًا. يومها حاول جمال باشا أن يقطع مسارًا فكريًا وثقافيًا كان يتشكل، وأن يخوّن جيلًا كاملًا كان يسعى لبناء مستقبل مختلف. واليوم يتكرر المشهد مع الشباب الثائر الذين وُصفوا بعبارات مماثلة، وجرى تقديمهم بوصفهم خطرًا وجوديًا على الدولة، ليُعدموا في ساحات لا يراها أحد. وفي كلتا الحالتين، المستبد لا يجد عدوًا أخطر من المثقف، ولا من الشاب الذي يحمل كلمة أو فكرة. المشنقة في 1916 لم تنهِ مشروع النهضة، بل منحته رمزيته. واليوم، الوثائق التي خرجت من أدراج محكمة الإرهاب تعيد طرح السؤال ذاته: لماذا يخاف القاتل من أصحاب الصوت الحر أكثر من خوفه من أي قوة مسلحة؟ لأن الكلمة التي تُقطع على منصة الإعدام تعيش أكثر من أصحابها. وفي مشهد آخر يعود من زمن بعيد، خرجت جنازات شهداء ثورة البراق الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن القلعة بمدينة عكا، وهم: عطا الزير، وفؤاد حجازي، ومحمد جمجوم. ويروي الذين حضروا تلك اللحظة أن الجنازة تحولت إلى مظاهرة شعبية كبيرة، وأن المشيعين لم يكونوا يشيّعون جثمانين فقط، بل فكرة كاملة: أن الاحتلال يقتل، لكن القتل لا يوقف السردية الوطنية، بل يكرسها ويبقيها، فتأتي فرقة العاشقين الغنائية، لتبقي هذه الأسماء في أغنية خالدة!

" من سجن عكا طلعت جنازة

محمد جمجوم وفؤاد حجازي

جازي عليهم يا شعبي جازي

المندوب السامي وربعه عموما

محمد جمجوم ومع عطا الزير

فؤاد الحجازي عز الذخيرة

أنظر المقدم والتقادير

بحْكام الظالم تيعدمونا"

وهنا يظهر الفارق الموجع: جمجوم والزير وحجازي خرجوا على أكتاف الناس، بينما قتلى سوريا لم يُشيّعوا، ولم تُعرف قبورهم، ولم تُقرأ عليهم الفاتحة. ومع ذلك، فإن الصور التي ظهرت اليوم تؤدي وظيفة الجنازة المتأخرة. لقد أصبحت الوثائق نفسها جنازة ثانية، أكثر رمزية وعمقًا، لأنها تُشيّع جيلًا كاملًا مات بصمت.

في عكا، تحولت الجنازة إلى فعل مقاومة. وفي الشام اليوم، تتحول الوثائق إلى نص مقاومة؛ لأن التاريخ لا يحتفظ فقط بمن ماتوا، بل يحتفظ أيضًا بالطريقة التي ماتوا بها، وبالطريقة التي كُتبت شهادات وفاتهم.

أما المشهد الثالث فهو صورة يوليوس فوتشيك، السياسي والكاتب التشيكي، وهو يدوّن يومياته الأخيرة في معتقل النازية، والتي نُشرت لاحقًا تحت عنوان "تحت أعواد المشانق". كتابٌ كُتب من داخل الظلام، ومع ذلك ظل واحدًا من أهم نصوص القرن العشرين. كان فوتشيك يعرف أنه ذاهب إلى الموت، لكنه كتب لئلا يموت صامتًا. المعتقلون السوريون والفلسطينيون لم يكتبوا يومياتهم. تركوا أثرًا آخر: الوثائق التي حملت أسماءهم، وتواريخ تنفيذ الأحكام، وتهمتهم الجاهزة. هذه الأوراق، رغم أنها ليست نصًا أدبيًا، تؤدي وظيفة الكتابة نفسها: إنها تنقل صوتًا كان يُراد له أن يُخمد. الأنظمة الشمولية تعتقد أن القضاء يمكن أن يكون قلمًا يكتب نهايات البشر، لكنها تغفل أن هذا القلم نفسه قد يتحول إلى شهادة، وإلى نص يفضحها بعد سنوات طويلة. وكما كتب فوتشيك جملته الشهيرة: "أيها الناس، لقد أحببتكم… كونوا يقظين"، فإن وثائق الإعدام السورية تقول بدورها: لقد حاولوا قتلنا مرتين، مرة بالجسد، ومرة بالنسيان".

عدنان الزراعي ومهند عمر

من بين أسماء الشهداء الفلسطينيين والسوريين يمر اسما السيناريست عدنان الزراعي والصحافي مهند عمر، ولعلها لحظة تراجيدية حقًا حين نراهما في صورة قرار واحد، بعد أن جمعتهم الحياة أصحاباً وشركاء. وكذلك يمر اسم المصور والفنان نيراز سعيد، الذي يحكي أصدقاؤه عن أحلامه السينمائية التي سفحتها يد الجلاد. في مكان ما من يوميات فوتشيك يكتب عن مشهدية سينمائية كارثية، وفي النص الذي كتبه في سجن الغستابو ببانكراك، ربيع عام 1943، يقول: "أن تجلس متأهبًا، جسدك متيبس باستقامة، يداك مضغوطتان بشدة إلى ركبتيك، وعيناك تعشيان تقريبًا، وأنت تحدق بالجدار المصفر لبيت السجن في قصر بيتشيك، ليس هذا بالتأكيد أفضل وضع للتأمل. إذ من بوسعه أن يجبر فكرة لكي تجلس متأهبة؟ مرة أطلق أحد الأشخاص - الذي لن نعرف نحن أبدًا متى كان ذلك ومن هو - على بيت السجن في قصر بيتشيك اسم (السينما). لقد كانت ومضة تجلّ. غرفة رهيبة، ست مصاطب طويلة، الواحدة خلف الأخرى، تحتلها أجساد المعتقلين المتصلبة الذين سيواجهون التحقيق، أمامهم جدار عار أشبه بشاشة سينما. إن استوديوهات الدنيا كلها ما عرضت أبدًا قدرًا كهذا من الأفلام مثل التي عرضت فوق هذا الجدار، من خلال عيون المعتقلين الذين كانوا وما يزالون مرغمين على مواجهة تحقيق آخر، للتعذيب أو الموت. أفلام تصور حيوات بأكملها، أو أكثر المشاهد تفصيلًا من حياة ما: أفلام عن أمهات، نسوة، أطفال، بيت مهدم، حياة ضائعة؛ أفلام عن رفاق صامدين، وعن خيانة؛ عن الرجل الذي سلمته تلك المنشورات؛ عن دم يسيل ثانية؛ عن كف ثابتة الجنان تعاهد بالوفاء؛ أفلام تكتظ بالأهوال والإصرار، بالكراهية والمحبة، بالمخاوف والأمل. كان كل إنسان هنا، وهو يدير ظهره إلى الحياة، يموت يوميًا أمام مرأى نفسه. ولكن ما كان كل واحد يولد من جديد. لقد شاهدت أنا فيلمي الخاص مئات المرات، تعاد تفاصيله آلاف المرات. أتمنى أن أحاول الآن، لمرة واحدة لا غير، سرد قصة هذا الفيلم. وإذا كان حبل المشنقة سيلتف حول عنقي قبل أن أنتهي، فإن هناك ملايين ستبقى بعدي لتكتب له النهاية السعيدة". من المرجة إلى عكا إلى أقبية الموت في السجون السورية، يتكرر المشهد ذاته، وكأنه معاد من فيلم وثائقي سينمائي: ديكتاتور يبحث عن شرعيته في قتل أصحاب الكلمة. تتغير الأزياء، وتتبدل اللغة، لكن الآلية ثابتة: خلق "عدو داخلي"، تجريم الصوت، تحويل القضاء إلى مشرحة، وإعدام الضحية ثم محاولة محو الذاكرة. وكلما تكررت هذه الدورة، بدا أن التاريخ العربي يعيش في مدار واحد يعيد إنتاج نفسه بجيل جديد من الشهداء. الوثائق التي خرجت اليوم ليست أوراقًا قانونية، بل شواهد قبور متأخرة كُتبت عليها أسماء شباب بعمر الورود (كما تقول عنهم أمهاتهم) الذين كان يفترض أن يكونوا كتّابًا وصحفيين وفاعلين في مستقبل بلدهم. لقد أراد الجلاد أن يقطع أصواتهم، لكنه ترك خلفه دليلًا على جريمته، ودليلًا على معنى حياتهم. فالمستبد، حين يظن أنه يثبت سلطته عبر القتل، إنما يعيد إنتاج عدالة أخرى لا يتحكم بها: عدالة الذاكرة.  المشهد المكرر لا يمضي بلا معنى، بل إن الضحايا يمنحونه معناه. وهكذا، فإن الشهداء الذين حاول الاستبداد أن يمحوهم هم أنفسهم الذين يكشفون وجهه، ويعيدون توليد المقاومة التي ستنهيه. الاستبداد يجدد نفسه بدم الذين يقاومونه، لكنه بذلك يوقّع على موته المؤجل دائماً.

 

ما التأثيرات السياسية لزيارة البابا إلى لبنان؟

المدن/جورج حايك/17 تشرين الثاني/2025

لا يختلف اثنان في لبنان والعالم على أهمية زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى وطن الأرز. وقد اختار أن تكون وجهته الأولى هذا البلد الصغير المتخم بالأزمات، والمفارقة أن توقيت الزيارة حسّاس جدًا، حتى باتت بالنسبة إلى بعض اللبنانيين محطة فاصلة ما قبل الحرب الإسرائيلية وما سيأتي بعدها.

قد لا يحمل البابا حلولًا سحرية للأزمة المتعدّدة الوجوه في لبنان، إلا أنه سيوجّه رسائل عديدة تنطلق من ثوابت الفاتيكان التي تسعى دائمًا إلى السلام، انطلاقًا من جوهر الديانة المسيحية والعقيدة الكاثوليكية الحاملة لفكر المسيح وإيمانٍ صحيح وحيّ بقيمه وتعاليمه. لم يتخلَّ الفاتيكان يومًا عن لبنان، وقد توالى على زيارته ثلاثة باباوات سابقون هم: البابا بولس السادس عام 1964، والبابا يوحنا بولس الثاني عام 1997، والبابا بندكتوس السادس عشر عام 2012. وقد تشابهت الرسائل منذ الستينيات حتى اليوم، إذ يرى الفاتيكان في لبنان نموذجًا حضاريًا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، ولعلّ أفضل وصف بابوي للبنان وشعبه هو ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني حين اعتبره "رسالة".لكنّ اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، الذين يجد فيهم الفاتيكان فسيفساء فريدة، لم يتوقّفوا عن الاختلاف، أو على الأقل لم ينجحوا في الاتفاق على "أيّ لبنان نريد". ومن الواضح أن البابا الحالي يعرف الكثير عن لبنان وصراعاته، إذ كانت دبلوماسية الكرسي الرسولي دائمًا ناشطة فيه، وهي متعمّقة في المواضيع الخلافية الحساسة مثل سلاح "حزب الله"، والنفوذ الإيراني، والخصوصية المسيحية، والخلافات بين بعض الأحزاب، والفساد المستشري لدى الطبقة الحاكمة، والصراع المحتدم بين إسرائيل و"الحزب". ومع ذلك، أبى البابا إلا أن يأتي إلى لبنان، رغم نصيحةٍ وجّهتها له ملكة الأردن رانيا بعدم زيارة البلاد في وضعها الحالي.

لا هدف سياسي

لا شكّ في أن لبنان الرسمي، المتمثّل برئيسي الجمهورية والحكومة، وجّه دعوة صريحة وملحّة للبابا خلال لقائهما به لزيارة لبنان، لما يمكن لهذه الزيارة أن تمنحه من دفع معنوي للسلطات اللبنانية، ولإبقاء لبنان في دائرة الاهتمام الدولي. لكنّ مرجعية كنسية مطّلعة على أهداف الزيارة كشفت لـ"المدن" أن هدف الزيارة هو أولًا روحي، بل إنها تأتي استكمالًا للزيارة التي كان يعتزم البابا الراحل فرنسيس القيام بها ولم تتم. وأراد البابا لاوون الرابع عشر، الذي يشارك في إحياء ذكرى انعقاد مجمع نيقية الأول في تركيا، أن يلبّي الدعوة اللبنانية لقرب المسافة. وقد يكون كلام المرجعية الكنسية محبطًا لمن يعوّل على الزيارة سياسيًا، إذ تؤكّد أنه ليس للبابا هدف سياسي بحدّ ذاته، بل سيتحدّث عن مبادئ عامة تتركّز على دعم لبنان بالمطلق كـ"وطن للعيش المشترك" و"التنوّع"، وخصوصًا التجربة الفريدة بين المسيحيين والمسلمين، وهو عنوان ثابت لدى الفاتيكان. ومن المتوقع، بحسب المرجعية نفسها، أن تكون عناوين اتفاق الطائف، وحضّ المسيحيين والشباب على الصمود، أساسية في كلماته ولقاءاته. ولن تكون هناك "توصيات خاصة" بالمسيحيين إلا ما سيرد في العظة الأساسية خلال القدّاس. وسيلتقي البابا الرؤساء الثلاثة، ثم ستكون له لقاءات جامعة مع رؤساء الأحزاب والشخصيات السياسية. ونسأل المرجعية الكنسية: ألن يتدخّل البابا لدرء خطر الحرب عن لبنان أو لحسم موضوع سلاح "الحزب"؟ فتجيب:"لا يتطرّق البابا إلى التفاصيل السياسية، بل يتحدّث ضمن مبادئ وعناوين عامة، وبالتالي لن يدخل في موضوع الحرب والسلاح ولن يلمّح إليهما. وأقصى ما قد يشير إليه هو دعم الفاتيكان للدولة اللبنانية".

 

"الطائف" والسلاح ومصير النظام: أي صفقة سترضي المسيحيين؟

منير الربيع/المدن/17 تشرين الثاني/2025

لا يمكن الحديث عن اتفاق الطائف وتطبيقه، من دون الوقوف عند موقف القوى المسيحية على تنوعها واختلافاتها. ففي ظل التأكيدات المتوالية التي يعلنها المسؤولون، ولا سيما رئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وأمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، حول الالتزام بالطائف وتطبيقه. يجدر النظر إلى مواقف القوى المسيحية التي يعلن بعضها تأييد الطائف والالتزام به، بينما البعض الآخر يعتبر أنه بحاجة إلى بعض التعديلات، فيما هناك اتجاهات أخرى ترفض هذا الاتفاق وتعتبره مجحفاً بحق المسيحيين، وهم يطالبون بتوسيع هامش اللامركزية إلى حدّ أبعد مما هو وارد بالطائف، وتضمينها مبدأ "اللامركزية المالية الموسعة"، إلى جانب دعوات موجودة تنشد اعتماد الفيدرالية. تم الوصول إلى الطائف بفعل موازين قوى داخلية وإقليمية، انخرطت فيه قوى مسيحية أساسية، وكان على رأسها البطريرك الماروني نصرالله صفير، وكذلك القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع. لكن ميشال عون (وفيما بعد، التيار الوطني الحرّ) عارض الاتفاق وبقي معارضاً له. في السنوات الماضية، تنوعت مواقف الحزبين المسيحيين بين مناشدة تطبيق الطائف كاملاً، أو المطالبة بإدخال بعض التعديلات عليه لتحسينه، وبين موجات تعبير عن رفضه في ظل سلاح حزب الله، وصولاً إلى استخدام تعابير لا تظهر الانسجام مع القوى الأخرى في لبنان، من قبيل "ما بيشبهونا" و"لا يمكن أن تستمر الأمور هكذا". جاءت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان لتعيد فرض وقائع عسكرية وسياسية جديدة، بينما تستمر الضغوط الخارجية من أجل إنهاء ملف سلاح حزب الله وسحبه، في مقابل تثبيت موازين القوى المتغيرة والجديدة وتطبيق الطائف. وهذا يعني الحصول على التزام من الحزب بتطبيق الاتفاق، وهو ما أعلنه قاسم أكثر من مرة، ويعمل على تحقيقه رئيس مجلس النواب نبيه بري، مع الإشارة إلى أن المطروح ليس تطبيق الطائف بصيغته التي طبقت أيام الوصاية السورية، بل تطبيقه كاملاً بحذافيره.

يبقى ملف السلاح هو العنوان الأكبر للخلاف، والذي يظهر أيضاً على الساحة المسيحية، في ظل مقاربة واقعية لرئيس الجمهورية، تقوم على التفاهم والحوار وعدم الصدام، وترتكز على مبدأ احتواء السلاح. في مقابل موقف القوات اللبنانية الذي يبدو أكثر تشدداً وجذرية في الإشارة إلى ضرورة التحرك بقوة لسحب السلاح، وعدم الخوف من تداعيات أي خطوة سيقوم بها الجيش، وعلى قاعدة أن حزب الله ضعيف ولا يجب الخوف من وقوع حرب أهلية. ولا يمرّ يوم لا يوجه فيه مسؤولو القوات انتقادات إلى الدولة اللبنانية والحكومة بتهمة التباطؤ في سحب السلاح. أما التيار الوطني الحرّ فموقفه يتماهى مع مسألة سحب السلاح، ولكن على قاعدة استفادة الدولة اللبنانية منه، لتحقيق مكتسبات على مستويات عديدة.  يكاد الخلاف في وجهات النظر بين القوات اللبنانية ورئيس الجمهورية يظهر إلى العلن وينفجر، خصوصاً بعد الموقف الذي أطلقه رئيس الجمهورية متهماً فيه لبنانيين بـ"بخ السم" في الولايات المتحدة الأميركية، والتحريض على الدولة اللبنانية من بوابة "السلاح". وحسب المعطيات، فإن عون قصد "القوات" كما غيرها. في خطاب القسم التزم عون بحصرية السلاح بيد الدولة، وتطبيق الطائف كاملاً. فالسياق الدولي والإقليمي الذي دفع إلى انتخابه بني على هذين العنوانين ولتحقيقهما. وجاء ذلك بعد تنامي الدعوات إلى التقسيم أو الفدرلة، في ظل الانسداد السياسي الذي استمر لأشهر طويلة، بفعل التباعد بين القوات وقوى مسيحية أخرى مع حزب الله، وبفعل قدرة حزب الله على تعطيل أي استحقاق لم ينسجم مع تطلعاته.

يأتي كل هذا السجال على أبواب الانتخابات النيابية، وفي ظل تصعيد وتكثيف الضغوط على حزب الله لسحب سلاحه. وفيما يعتبر البعض أنه لا بد من استخدام القوة لسحب السلاح، هناك أطراف أخرى تعتبر أن الحل هو بالتزام الجميع باتفاق الطائف. ذلك لا ينفصل عن كل التحولات التي تشهدها المنطقة، وخصوصاً التغيير الاستراتيجي في سوريا، والذي يحظى برعاية دولية وإقليمية. وفي ظل هذه التحولات كلها، تأتي زيارة البابا لاوون إلى لبنان، في ظل التركيز الأميركي على مواصلة الضغوط لفرض "السلام" ولو بالقوة.

البابا الحالي، هو البابا الرابع الذي يزور لبنان، فالزيارة الأولى كانت للبابا بولس السادس في العام 1964، والتي جاءت في إطار التشديد على حماية المسيحيين وتمسكهم في أراضيهم. كان ذلك بعد سنوات على "ثورة العام 1958" وما بعد حلف بغداد والانقسام اللبناني بشأنه. أما الزيارة الثانية فكانت لبابا يوحنا بولس الثاني، والتي أطلق فيها توصيفه للبنان بـ"الرسالة" في ظل مسار "الأرض مقابل السلام" وفي سنوات الاستقرار اللبناني ما بعد الحرب، والذي نتج عن توازنات وتفاهمات إقليمية ودولية. أما الزيارة الثالثة لبابا بنيديكتوس الثالث عشر، فقد جاءت مع هبوب رياح الربيع العربي، وسلّم خلالها الإرشاد الرسولي، مشدداً على أهمية تمسك المسيحيين بأرضهم، وأن خياراتهم المثلى هي في الاندماج ضمن دولهم، وذلك لطمأنتهم من أي مشاريع تهجير، ولنصحهم بعدم الانخراط في أي مسار "انفصالي أو تقسيمي".

اليوم تأتي زيارة البابا لاوون في ظل تحولات كبرى تعيد رسم خرائط المنطقة ودولها وأدوارها، وعلى وقع انقسام عمودي حاد يعيشه لبنان بشأن "السلاح" وشكل الدولة ووجهتها. ولطالما كانت مواقف الفاتيكان ثابتة في دفع المسيحيين إلى الانخراط ضمن دولهم وعدم الخروج منها، وحالياً فإن الموقف سيتكرر، وهو ما تسعى قوى داخلية وجهات خارجية إلى تثميره بدفع اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم إلى الالتزام بالطائف، الذي يضمن حقوق الجميع وأدوارهم، ويحفظ مواقعهم انطلاقاً من قاعدة الحفاظ على المناصفة.

في حال استمر الانقسام اللبناني، ولم يتمكن اللبنانيون من انتاج صيغة اتفاق شاملة، فإن جهات عديدة ستضاعف من دعواتها إلى وضع حد للصيغة اللبنانية القائمة، والمطالبة بتغيير جوهري في بنية النظام، وصولاً إلى الدعوات للتقسيم أو الفيدرالية. وهؤلاء سيستندون إلى متغيرات وتحولات على مستوى المنطقة وموازين القوى فيها. البعض منهم سيعتبر أن البابا، وهو أميركي في الأساس، وبالتزامن مع إدارة دونالد ترامب التي يتمتع المسيحيون بنفوذ وتأثير فيها يكاد يفوق "تأثير الجانب المسيحي على الرئيس جو بايدن، علماً أنه كاثوليكي". وبعض هؤلاء سيستندون إلى موقف ترامب في "حماية المسيحيين في مالي"، وإلى تغريدة مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا خلال وجوده في لبنان عندما قال: "الرئيس جوزاف عون هو الزعيم المسيحي للدولة اللبنانية متعددة الطوائف، وأنه يشغل موقعاً يمكنه من المساهمة لتحقيق رؤية ترامب للسلام في الشرق الأوسط في إطار اتفاقات أبراهام".

توصيف رئيس الجمهورية بالزعيم المسيحي للدولة اللبنانية، يفسّره البعض بأنه يحمل ضمنياً دعماً للرئيس ومن خلاله للمسيحيين، وذلك في مواجهة أي ضغط سياسي أو تطويق قد يتعرضون له، لا سيما أن مواقف غوركا واضحة الخصومة مع "الإسلام". فهؤلاء سيعتبرون أن مواقف وسياسات إدارة ترامب يجب أن تصب في خانة المسيحيين، وتعيد لهم صلاحياتهم التي خسروها بالطائف. ولكن في المقابل هناك آخرون من المسيحيين يشددون على أن الطائف يشكل ضمانة لهم، وأن الخيار الوحيد المتاح للحفاظ على توازن الدولة اللبنانية. هذا النوع من السجال أو الاختلاف في المقاربات، ستكون آثاره مرتبطة بأي تطورات تشهدها المنطقة ومن ضمنها الملف اللبناني المرتبط بإيجاد حلّ لمشكلة السلاح. خصوصاً أن انعدام الحلّ واستمرار الانقسام ستدفع الكثيرين إلى دعوات الانفصال أو التقسيم، على قاعدة أنه لا يمكن إقامة دولة مع حزب الله، بينما في المقابل سيندفع آخرون إلى التمسك بالطائف وإقناع الحزب بتبنيه في إطار السعي للحفاظ على الكيانية اللبنانية.

 

قطع تمويل حزب الله: هل يمكن تنفيذ ذلك فعلاً؟

علي نور الدين/المدن/17 تشرين الثاني/2025

تحاول السلطات اللبنانيّة، بمختلف إداراتها ومؤسّساتها المعنيّة بهذا الأمر، التعامل بواقعيّة مع الضغوط الأميركيّة، الرامية إلى قطع قنوات تمويل حزب الله. من هذا الزاوية، يمكن قراءة بعض القرارات التي جرى اتخاذها في لبنان، والتي تُظهر التجاوب مع مطالب وزارة الخزانة الأميركيّة. بعض تلك القرارات ربما ذهبت أبعد مما يطلبه الجانب الأميركي، وأكثر مما يسمح به القانون اللبناني، كحال تلك المتعلّقة بكتاب العدل. لكن بشكلٍ عام، لم يكن بإمكان لبنان تجاهل الأدوات الضاغطة التي تملكها وزارة الخزانة، بما يشمل علاقة لبنان مع المصارف المراسلة، ومنها مع النظام المالي العالمي. ولا يجب المزايدة كثيراً هنا.

لكن التعامل الواقعي والضروري مع الضغوط الخارجيّة، ومحاولة امتصاصها واستيعابها، لا يعني إمكانيّة تنفيذ الهدف النهائي المُعلن، أي قطع تمويل الحزب. من الناحية التقنيّة والماليّة، لا تملك مؤسّسات الدولة حالياً الأدوات التي تسمح بذلك. وإن امتلكت، بسحر ساحر، فهي لا تملك القدرة على التعامل مع التداعيات الاقتصاديّة والاجتماعيّة (والسياسيّة والأمنيّة) التي ستنتج عن هذا الأمر. مُعظم المعنيين بهذه المسألة في مواقع المسؤوليّة داخل لبنان يدركون ذلك، ويتصرّفون على هذا الأساس بالفعل، بمعزل عن رأيهم بالحزب ودوره ومستقبله. إعادة تصويب النقاش مهمة اليوم. بعض القوى السياسيّة التي تتماهى مع عنوان قطع التمويل، تحمّل الحكومة والعهد والبلد أكثر مما يمكن تحميلهم، في هذه المسألة. وربما هذا ما قصده رئيس الجمهوريّة، حين تحدّث عن اللبنانيين الذين يقصدون واشنطن، ولا ينقلون حقيقة الوضع في لبنان. وثمّة خفّة في اعتبار عنوان "قطع التمويل" مساراً مُسهّلاً لفكرة حصر السلاح وبسط سيادة الدولة.

نتائج أزمة المصارف

وفقاً لأرقام البنك الدولي، قارب حجم الاقتصاد النقدي "المدولر"، الخارج عن رقابة النظام المالي الشرعي، حدود الـ 10 مليارات دولار أميركي سنوياً، وهذه التداولات غير قابلة للتدقيق والمراقبة بأدوات الامتثال التقليديّة. ولا يمكن الفصل حالياً بين اتّساع حجم التداولات النقديّة في السوق، والأزمة المصرفيّة المستمرّة، التي أبعدت اللبنانيين عن تداولات النظام المالي الشرعي. وكان مصرف لبنان قد حاول التعامل مع هذه المشكلة سابقاً، عبر إطلاق مقاصة جديدة خاصّة بالدولارات "الفريش"، غير الخاضعة للضوابط على السحوبات والتحاويل. لكن هذه اللحظة، لا تزال هذه المقاصّة بعيدة عن استعادة دور القطاع المالي في تداولات السوق. إذ حتّى أواخر شهر أيلول الماضي، لم تكن هذه المقاصّة قد سجّلت أكثر من 648 مليون دولار من التداولات بالعملات الأجنبيّة، وهو ما يمثّل نسبة ضئيلة للغاية من حجم الاقتصاد النقدي "المدولر". لا يمكن استيعاب التداولات الماليّة، داخل النظام المالي، بمجرّد إطلاق مقاصة جديدة للدولارات "الفريش". طالما أنّ المصارف عاجزة عن استقبالات الودائع وتأمين التسليفات والتسهيلات التجاريّة، وطالما أنّ القطاع لا يمارس حالياً أبسط أدواره البديهيّة، سيكون من الصعب الحد من تفشّي الاقتصاد النقدي، الذي يصعب ضبطه وتتبّع عملياته. وفي الوقت نفسه، يمكن الرهان على الإجراءات الأمنيّة في المطار والموانئ والمنافذ البريّة، للحد من أعمال التهريب. لكن هذه الإجراءات ستبقى قاصرة عن ضبط الجانب المالي من التجارة الدوليّة، حيث يصعب حالياً تتبع قنوات دفع وقبض ثمن السلع المستوردة. وهذا مرتبط بدوره بأزمة القطاع المصرفي، بما أنّ نسبة كبيرة من التجّار لا تزال تسدد ثمن وارداتها من حساباتها في الخارج، أو تتقاضى ثمن مبيعاتها في السوق نقداً. كيف يمكن، في هذه الحالة، تتبع الحركة الماليّة التي ستتوازى مع الاستيراد والتصدير؟

نموذج تاريخي متفلّت

والمسألة هنا لا ترتبط فقط بالأزمة المصرفيّة القائمة اليوم، ولا بالإجراءات المطلوبة لمعالجة وضع المصارف، وإن كان لهذه الأزمة دور في مفاقمة الوضع. قبل العام 2019، لم يكن من الممكن أيضاً فرض أي رقابة ماليّة على عمليّات السوق، بما فيها التجارة الخارجيّة، ولم تتوفّر للدولة أدوات لربط داتا النظام المالي بالتصاريح الضريبيّة والجمركيّة وغيرها. وهذا الواقع، كان نتيجة لنموذج متفلّت وقائم منذ استقلال البلاد وتشكّل نظامها المالي. وحتّى هذه اللحظة، لم يتم فرض أي تعديلات جديّة على هذا النموذج، الذي يتطلّب "انقلاباً" مالياً كاملاً للخروج منه.لهذا النموذج إشكاليّاته الكبيرة، ومنها هامش التهرّب الضريبي الذي يتيحه. لكنّ "الانقلاب" عليه يحتاج إلى أكثر من تحدّي نفوذ حزب الله وعرقلة استفادته من الوضع القائم. ثمّة نخب ماليّة وطبقة اقتصاديّة كاملة نشأت على هذا النموذج، والعودة إلى اقتصاد مضبوط ماليًا يحتاج إلى تحدّي مصالحها وشبكات نفوذها الممتدة داخل جميع القوى السياسيّة. يكفي التذكير بهذا التعديل الذي جرى على قانون السريّة المصرفيّة عام 2022، والذي يتيح استفادة السلطات الضريبيّة من داتا المصارف، والذي لا يدخل حيّز التنفيذ حتّى هذه اللحظة.  في ظل هذا الوضع، من العبث الحديث عن مكافحة تبييض الأموال، أو مراقبة قنوات التمويل المرتبطة بالتجارة الخارجيّة، أو التجارة المحليّة في السوق اللبناني. والانتقال إلى نموذج مختلف، لن يكون عبر بعض الإجراءات الطارئة التي تلي زيارات المبعوثين الأجانب، بل تحتاج إلى إطار تشريعي وتنفيذي كبير ومتكامل، وهذا ما لم يبدأ العمل عليه بعد.

التوازنات النقديّة

لقد أصدر مصرف لبنان قراره المتعلّق بمراقبة عمليّات القطع وتحويل الأموال التي يتجاوز حجمها ألف دولار أميركي. لكن العارفين بأمور سوق القطع، أشاروا مبكراً إلى حدود فعاليّة هذا القرار. فمصرف لبنان لا يملك فعلياً السيطرة الكاملة على السوق الموازية، التي تعمل بها شبكة ضخمة من الصيارفة غير الشرعيين. وحتّى أعمال شركات الصيرفة المرخّصة، تتداخل مع عمل الصيارفة غير الشرعيين، الذين يملكون خيوطهم لبيع وشراء الدولارات. أمّا الأهم، فهو أنّ طبيعة الاقتصاد غير النظامي القائم تمنع حالياً تقنين بيع وشراء الدولارات، بما يربط عمليّات القطع بأعمال تجاريّة محدّدة. نتيجة هذه القرارات ستعتمد على كيفيّة تنفيذها. قد تبقى الإجراءات الجديدة في إطار الأعمال الورقيّة الشكليّة، كحال تلك التي كانت موجودة سابقاً لعمليّات القطع التي تتجاوز قيمتها الـ 10 آلاف دولار أميركي. حيث يمكن أن تستمر عمليّات القطع غير المصرّح عنها "تحت الرادار"، مقابل التصريح عن جزء صغير من العمليّات. أمّا إذا أراد مصرف لبنان التشدّد في عمليّات شركات الصيرفة المرخّصة، فقد تكون النتيجة العودة إلى ثنائيّة سعر الصرف، بمعنى وجود سوق قطع نظامي محدود الأعمال، وسوق غير مراقب يملك توازناته الخاصّة، تماماً كما جرى سابقاً في العراق.

ماذا يعني "تمويل حزب الله"؟

أخيراً، ثمة ضرورة للعودة إلى ما يعنيه "تمويل حزب الله"، الذي يُراد قطعه. فرواتب العاملين في المهام القتاليّة لا تشكّل سوى جزء من موازنة الحزب، التي تموّل كذلك تعويضات الحرب ورواتب الجرحى وعائلات الشهداء والمؤسّسات الاجتماعيّة والتعليميّة والصحيّة وغيرها. وأرقام مؤسّسة القرض الحسن، الذي يجري الحديث عن إقفالها، تشير إلى وجود نحو 407 آلاف مساهم في حسابات التوفير والادخار القائمة، بالإضافة إلى جانب القروض الممنوحة حالياً مقابل رهونات الذهب. وباختصار شديد، إذا امتلكت الدولة اللبنانيّة بطريقة ما القدرة والنيّة على قطع تمويل الحزب، فهي لا تملك حتماً ترف التعامل مع الأعباء الاجتماعيّة، وربما الأمنيّة، التي ستنتج عن إقفال هذه المؤسّسات في لحظة واحدة. تمارس الإدارة الأميركيّة حالياً سياسة الضغوط القصوى على إيران، في إطار التجاذب الإقليمي حول ملف طهران النووي، ونفوذها في المنطقة. وفي هذا السياق، يأتي الضغط على تمويل حزب الله، بوصفه جزءًا من شبكات التمويل التي تلاحقها وتحاول خنقها واشنطن. وقد تفلح هذه الضغوط في التضييق على نشاط الحزب، غير أن قطع التمويل، وفق العنوان المرفوع حالياً، يبقى غاية صعبة المنال. التعامل البراغماتي مع ضغوط واشنطن قد يكون ضرورياً. لكنّ تبنّي العنوان والهدف لبنانياً، سيورّط بعض القوى السياسيّة في عناوين لا يمكن تحقيقها واقعياً، وفي مزايدات غير مفيدة للحكومة أو العهد.

 

البلدات المعلّقة على حافة النار جنوباً..قصص لا تروى بالكلمات

نغم ربيع/المدن/17 تشرين الثاني/2025

في الجنوب، لا تُروى القصص بالكلمات، بل تُفهم من الوجوه، من ندبة على يد شقيّة، أو من رائحة خبٍز يخرج من تنور. هناك، لا شيء  يُقال ببساطة، لأن كل تفصيل يحمل ذاكرة نجاة. في القرى المعلّقة على حافة النار، الحياة لا تموت، بل تعود بوجهٍ آخر، امرأة تعجن وهي تراقب الدخان البعيد، شاب يجمع الحطب استعدادًا لشتاء قاس، وأطفال يركضون بين أطلال صارت ملعبهم الجديد.

نساء الجنوب: يجعلن القسوة جمالاً

نساء الجنوب، مثل أرضه، يعرفن كيف يجعلن من القسوة جمالًا، ومن التعب فخرًا. ويعرفن كيف يكنّ قويات من دون أن يفقدن نعومتهن، وكيف يواسين الأرض بأيديهن كي تظلّ قادرة على العطاء. يبدأن نهارهن باكرًا، قبل أن تستيقظ الشمس، بين الطابون والبيدر، بين الحطب والمونة، بين الهمّ والضحكة. في بيوتهن، لا يعلو صوت الخوف على صوت الملعقة في قدر المربّى، ولا يُطفئ القصف رغبة في ترتيب البيت أو سقاية الزرع. هنّ لا يتكلمن كثيرًا عن الشجاعة، لأنهن يمارسنها كل يوم، في الانتظار، في الصبر، في حماية الأطفال من الخوف.  في استقبال الغريب، لا يتبدّل فيهن شيء، القهوة جاهزة، الخبز ساخن، والابتسامة حاضرة. كأن الكرم عندهن غريزة لا عادة، وفعل مقاومة بقدر ما هو ضيافة. وحين يتحدثن عن الحياة، يفعلن ذلك ببساطة مذهلة، كأنهن يربين الأمل على عتبات بيوتهن مع الزهر البريّ. نساء الجنوب لا يشبهن أحدًا. لا في صبرهن، ولا في ضحكتهن التي تولد من بين الركام. إنهنّ ذاكرة الأرض وصوتها، عماد البيت وسرّ بقائه، وملامحهنّ حتى حين تغشاها التجاعيد تشهد أن هذه الأرض لا تموت، لأنها تشبههنّ.

حولا: الطريق غير آمن

في حولا، تخدعك البداية. تدخلها فتظن أن البلدة لم تُمسّ، أن الحرب مرّت من فوقها بخفّة الغيم. بيوتها متماسكة من بعيد، والطرقات نظيفة، كأن شيئًا لم يكن. لكن ما إن تتوغّل قليلاً، حتى يتبدّى العكس تمامًا. الدمار عميق، والجدران مثقوبة بالرصاص، والنوافذ المحطّمة تُطلّ على فراغٍ يوجع. الحرب هنا لم تكن زائرةً عابرة، بل مقيمة. وعلى جانب الطريق، يافطة كتب عليها "الطريق غير آمن وخطر. ممنوع المرور. بلدية حولا". وراء تلك الجملة الجافة تختبئ القصة كلها، هناك، على تلة الدواوير بين مركبا وحولا، يتمركز جيش العدو الإسرائيلي. من هناك يراقب، ومن هناك يتسلّل حين يشاء. حوالي مئتي عائلة فقط عادت إلى حولا. القلة التي قررت أن تعيش في قلب الخطر بدل النزوح في الانتظار. في أحد الأزقة، محل صغير مليء بسلال القشّ وصورٍ مرسومة. صاحبه ابن البلدة، لم يسلم بيته، فحاول جمع ما تبقّى من أعماله اليدوية، كأنه يُلملم ذاكرة البلدة قطعةً قطعة.

بنت جبيل وبرعشيت: لا شيء كامل بعد

في بنت جبيل، عادت الحركة إلى الأسواق القديمة، فتحت المقاهي أبوابها، وصار يمكن سماع ضحكات خفيفة أو نقاشات سياسية تتسرّب من بين الطاولات. لا شيء كاملاً بعد، لكن وجود الناس وحده فعل مقاومة. في برعشيت، المشهد يشبه بنت جبيل، من القرى المدمّرة، نزح كثيرون إلى هذه البلدات التي صارت أشبه بمحطات مؤقتة للحياة. من حولا إلى برعشيت، خطّ نزوحٍ داخلي غير معلن، يشبه انتقال الروح من جسد جريح إلى جسد أقل وجعاً. العائلات تحمل معها القليل من الأمتعة، والكثير من الحكايات، عن بيتٍ تهدّم، عن بئرٍ جفّ، عن جدارٍ كان يحمي. في بيوت الأقارب والأصدقاء، تتكدّس الأرواح أكثر من الأغراض، ويكبر الشعور بالانتماء من جديد، كأن الجنوب كله صار عائلة واحدة تتقاسم الخبز والخوف على مائدة واحدة.

الليل في الجنوب لا ينام، بل يتربّص.

عند بداية الليل في الجنوب، كل شيء يتحوّل إلى اختبار أعصاب. تبدأ الحياة بالانكماش ببطء كأن القرى تُطفئ أنفاسها واحدة تلو الأخرى. الشوارع التي تضجّ نهارًا بأصوات الأطفال، وبائع الخضار، تدخل في صمت ثقيل. غلق المحال أبوابها باكرًا، وتُسدل البيوت ستائرها الثقيلة، كأنها تستعد لامتحانٍ جديد من الخوف. وحدها القطط تعبر الطرقات بخفة، وكلاب الحراسة تنبح في الفراغ. الليل الجنوبي يُراقَب كما يُخاف منه. الجميع يعرف أن جيش العدو يقترب أحيانًا، يتوغّل في أطراف القرى، يزرع عبوةً أو ينسف منزلًا. لذلك ينام الجنوبيون بأبوابٍ مقفلة بإحكام، وأي حركة تُسمع في الخارج لا يُفتح لها الباب. "إذا سمعنا حركة، ما منطلّ"، يقول أحدهم. يعرفون أن لا بديل عن البقاء، وأن الحذر لا يعني الهزيمة. يخرق الصمت صوت الطائرات المسيّرة، تُصدر أزيزًا واطئًا كطنينٍ في الأذن، كأنها تذكّر الناس بأن الحرب ليست بعيدة، بل معلّقة فوق رؤوسهم. ومع ذلك، تجد من يشعل سيجارته على العتبة، يتأمل السماء المعتمة، ويقول: "تعودنا." كلمةٌ صغيرة تختصر فلسفة الجنوب كلّها، التعايش مع الخطر دون أن يُصبح هوية، ومقاومته بالصبر والعناد اليومي. الحياة لم تتوقف. فتحت المدارس أبوابها، عاد التلاميذ إلى صفوفهم، والحافلات تعبر بين البلدات كأنها جسر الأمل الأخير. لكن ليس الجميع عاد بثقة. بعض الأهالي أعادوا أولادهم في بداية العام، ثم تراجعوا مع تجدّد القصف والخوف. يفكرون الآن بنقلهم إلى مدارس أخرى، أبعد عن الحدود، أبعد عن الخطر الذي لا ينام.

علاقة الجيش واليونيفل

بين الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل"، نشأت علاقة من نوعٍ خاص، لا تشبه التحالفات العسكرية ولا الشراكات الرسمية. علاقةٌ صاغها الخطر اليومي، والعيش المشترك في الميدان. بالكاد يتحدثون اللغة نفسها، لكنهم ابتكروا قاموسهم الصغير. إشارات باليد، ابتسامة متبادلة، وكلمة "good?" التي صارت جسر تواصل بين عالمين لا يلتقيان إلا في وجه الحرب. في مشاهد الجنوب اليومية، تراهم معًا، يعملون جنبًا إلى جنب مرافقة الأهالي العائدين إلى بيوتهم المهدّمة في ترميم ما يمكن أن يُرمّم من ذاكرة المكان.

 خوف من حرب قادمة

الجنوب نفسه يحاول أن يتنفّس، وأن يخرج مجددًا من تحت الأنقاض.الحياة هناك تتسلّل بخجل، لكنها مصمّمة على البقاء. هكذا يُبنى الجنوب  مجددًا: لا بمعاول الإعمار فقط، بل بالألفة، بالتواطؤ الجميل على الصمود، وبذلك الإيمان العميق أن الحياة، مهما تهشّمت، تعرف طريقها دائمًا إلى الضوء. وحين تسأل الجنوبيين عن الخوف من حرب قادمة، يبتسمون تلك الابتسامة التي تشبه المرارة. يقول أحدهم "أكيد في خوف... بس هيدي المرة غير." كأنهم تعلّموا أن الخوف نفسه يمكن ترويضه، وأن الحياة، مهما كانت مهددة، لا تُعاش إلا في وجه الخطر. في الجنوب، الكرامة والمقاومة ليست شعارًا، بل عقيدة. وأهله، ونساؤه خصوصًا، هنّ من يعطين لهذه الأرض معناها الحقيقي، أرض لا تنكسر، حتى لو تكسّرت حجارتها

 

هل أحبّت مي زيادة أنطون الجميّل؟

سليمان بختي/المدن/16 تشرين الثاني/2025

من الصعب أن نذكر النهضة النسائية في لبنان والشرق العربي إلا ويبرز إلى الأذهان اولا اسم مي زيادة 1886-1941. عاشت حياتها مليئة بالأثر والإنجاز والخلود. أديبة ومترجمة ومؤسسة لصالون أدبي طارت له شهرة. راسلت جبران خليل جبران من 1912 حتى وفاته عام 1931. بكلمة مي زيادة أسطورة لا تزال تحفر في الزمن. ولدت في الناصرة، فلسطين ودرست في مدارس الناصرة ثم انتقلت إلى عينطورة وتخرجت منها بتفوق وطالعت سير من اشتهرن في العالم من اديبات مثل جورج صاند ومدام دوستال وعزمت ان تمشي في الأثر. نشرت بداية باسم ايزيس كوبيا. عادت إلى لبنان وقصدت ضهور الشوير وابتنت لها كوخا أخضر في حضن الطبيعة تحول إلى مساحة لقاء لكتاب عصرها. عادت إلى مصر وكتبت في "المحروسة "مجلة ابيها والبروغره بالفرنسية وفي المقتطف والمقطم والهلال. وأسست في منزلها صالوناً أدبياً كل ثلاثاء وكان من رواده طه حسين وخليل مطران وشبلي الشميل وعباس العقاد ومصطفى عبد الرازق وإبراهيم المازني وولي الدين يكن ويعقوب صروف. كان العام 1928 بداية أقسى الأعوام فمات على التوالي يعقوب صروف صديقها واستاذها وابواها وجبران في العام 1931. وراح جسدها ينوء أمام الهم والحزن المشقات والتعب. عادت إلى لبنان بعد أن تم بيع أثاث منزلها ومكتبتها بالمزاد العلني في القاهرة. وفي لبنان أدخلت إلى مستشفى الأمراض العقلية، وتقول "جئت ولاقيت وسائل غريبة لحمل الناس على الاعتقاد بجنوني". في لبنان وقف إلى جانبها اثنان من الكبار انطون سعادة وأمين الريحاني. استأجر لها انطون سعادة بيتا في شارع السادات، رأس بيروت وأرسل لها أديبين من الشباب في لبنان وهما فؤاد سليمان وعبدالله قبرصي وحملا لها الأزهار تهنئة لها بالسلامة. ولما فتحت لهما الباب، قالت: "اهلا وسهلا بأزهار الأدب". أما أمين الريحاني فنزل إلى المستشفى وناقش الاطباء وكتب ملفا دقيقا نشر بعد وفاته بعنوان " قصتي مع مي". وهذا الكتاب لم أقرأ له مثيلا في تاريخ الادب وحري أن يتحول إلى عمل مسرحي مميز. في هذا الكتاب هناك اعتراف بالذنب من قبل أمين ومعاينة الألم الانساني والخروج نحو الأمل وولادة ثانية لمي زيادة باسم الصداقة والحب والحقيقة. ولكن قبل الدخول في قصة مي زيادة وانطون الجميل 1887-1948 لا بد من ذكر قصص حب مي المعروفة وأهمها الحب المتبادل بينها وبين جبران وبلا لقاء وعلى عكس الذين أحبوا مي فيبدو من الرسائل أنها هي من وقعت بحبه. تقول له: "ولكني أعرف أنك محبوبي وإني أخاف الحب. كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا وكيف أفرّط فيه". أما العقاد فكان من أكثر الشخصيات وضوحاً وصراحة في التعبير عن حبه لمي ولكنه كان شديد الغيرة من جبران. حتى إنها قالت غير مرة: مشاعره الجميلة تصلني ولكن تتملّكه الغيرة". وهناك قصة حب مع الشيخ مصطفى عبد الرازق، شيخ الازهر. أحبها بصمت ولم يفصح. وكتب لها ثلاثة رسائل اثنتين من ألمانيا وواحدة من باريس. وبهذه الرسالة أفصح بالرقة والتعبير قائلاً: "وإني أحبّ باريس، أن فيها شبابي وأمالي ومع ذلك أتعجل العودة إلى القاهرة، ويظهر ان في القاهرة ما هو أحبّ إليّ من الشباب والأمل". اما الشاعر ولي الدين يكن فقد قال فيها شعراّ ينزف حبا وجرأة. يقول: "أعلمت الهوى الذي أخفيه/ أي سرّ يا مي لم تعلميه".

عندما جمع شقيقه ديوانه حذف كلمة مي وأضاف في القلب. هل مالت إليه؟ ربما اشفاقاً وكان مريضا بالربو، ولكنها كانت تلاقيه وتشكو له أزماتها. وزارته وهو مريض في بيته ولما توفي لبست الأسود حزناً عليه .

وقعت في عدد الهلال الصادر عام 1947 على مقال للناقد المصري طه الطناحي بعنوان الحب الروحي بين مي وأنطون الجميل. كان الجميل وهو الصحافي والأدبي وعضو مجلس الشيوخ المصري وصاحب مجلة "الزهور" ورئيس تحرير "الاهرام" من عام 1933 حتى وفاته عام 1948. وهناك طرفة تنسب له أثناء تحريره للأهرام فقد وصله نعي وكانت الأهرام ماثلة إلى الطبع فوقع الجميل على نشر الخبر وذيله إذا كان له مكان وجاء خبر النعي في الجريدة "توفي فلان الفلاني اسكنه الله فسيح جنانه إذا كان له مكان". كان أنطون الجميل من أحرص الذين يحضرون صالون الثلاثاء عند مي. وكانت صلته بها صلة أدب وتقدير وتطورت إلى صداقة وإعجاب ثمّ مودة وحباً روحياً وحلماً جميلاً واملاً شاغلاً حتى أخر أيامه. في رسالة كتبها لها في 15 نيسان 1915 يقول: "قرأت يا مي ما كتبته في يوميات فتاة وتحدثت عن كورناي وراسين وموليير وفولتير وهوغو. أنت لست بالغربية عن هذه الأرواح الخالدة كما أنها ليست بالغربية عنك، فمحبو الجمال كمحبي الحقيقة أولاد طين واحد. هذه السطور يا مي علقيها على حاشية بحرف ضئيل على متن يومياتك الجميلة، فينعكس عليها شيء من نور فكرك الثاقب يجعل لها بعض الرونق في عينك المتأملة".

كان في الثلاثين من عمره وصلته هنا لم تتجاوز الصداقة الأدبية والتقدير الشخصي. ولكنه في رسالة ثانية بتاريخ 13 حزيران 1926 نرى تطورا في العاطفة إذ يقول:" يلذ لي يا مي أن أخاطبك باسمك مجرداً من الوصف لأنه قليل إذا ما قيس بصفاتك، وكل لقب ضئيل اذا ما اقترن باسمك فاسم مي وكفاك به من وصف ولقب أصبح في هذا الجيل يرادف حسن البيان وفصاحة اللسان، ونبوغ العقل وكبر القلب". ويذكرها بمهرجان الخمسين للمقتطف "فقد أتاح لي أن أعرف فيك فوق الكثير مما كنت أعرف من رقة الطباع وسداد الرأي والصبر على المكروه ما زادني إعجاباً برجاحة عقلك وسمو قلبك". ويؤكد الباحث الطناحي بأن مي احتفظت بالخطبة التي ألقاها الجميل في مهرجان المقتطف وكذلك برسائله التي بعث بها إليها من 1915 حتى 1928 بين أوراقها. ويصف الطناحي تلك الفترة بالفترة العاطفية ويمرّر خبر يقول انه عرض عليها الزواج. ونصل إلى الرسائل الاخيرة وواحدة منها عام 1928 فهي تكشف عن مكونات نفسين تحمل كل منهما للأخر مودة وعاطفة صادقة. اسمعه يقول:" أيتها العزيزة، ودعتك ليلة سفري وكانت كلمة وداعك وعدا باللقاء عند عودتي". ويسأل: "وأنت، كيف أنت؟ أرجو أن تكوني على ما أرجوه لك من الصحة والهناء. بلغت إلى البحر ما زودتني له من سلام وتحيات. الساعة الآن متأخرة من الليل ولا يسعني الا الانتقال بالفكر إلى تلك الشرفة الشاهقة (يعني شرفة منزلها) ذات الفضل العميم علي في مثل هذه الساعة فاقف طويلا في الكتابة ضائعاً في بحار الذكريات". ويختم: "استودعك الله يا بيبي baby على امل لقاؤكِ بخير وعافية. وقد أصبحت أنا".هذه بعض الفقرات من رسائل انطون الجميل إلى مي، طواها الزمن ولكن أظهرها الحبّ. وإذا كان الفراق وقع بين مي والجميل، هي بسبب المرض ومحنة مستشفى الأمراض العقلية في لبنان. وهو بسبب انشغالاته بالصحافة والسياسة. وهي إذ عتبت على كل الذين كانوا يتسابقون على لقاء الثلاثاء في صالون منزلها في القاهرة، إلا أنها لمْ تعتبْ عليه ابداً. ويذكر طه الطناحي أنه سأل الجميل عن شعاره في الحياة فكان جوابه أنه شعار مي صديقته القديمة ورفيقة النفس والروح وهو بيت الشعر الذي كانت تردده مي دائماً: "وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى/ وفارق ولكن بالتي هي أحسن".

 

فخامة الرئيس… خيارات الداخل أخطر من «سمّ» الخارج

كارين عبد النور/بيرون 2030/16 تشرين الثاني/2025

فخامة الرئيس، عشرة أشهر مرّت منذ أن رفعتم يدكم وأقسمتم أمام اللبنانيين بأن يكون عهدكم مختلفاً، نظيفاً، واضح الاتجاه، قويّ الإرادة. لحظةٌ حملت الكثير من الوعود والكثير من الآمال، قبل أن تصطدم، سريعاً، بواقعٍ تكاد ملامحه تناقض بنداً بنداً كل ما أعلنتموه. ولأننا نكتب هنا بصفة المراقب وبصوت الحقيقة، فإنّ مخاطبتكم مباشرةً ليست خروجاً عن اللياقة، بل واجب تفرضه المسؤولية العامة حين تتقدّم الدولة نحو هوة أعمق فيما كان يُفترض أن تكون في طريقها إلى النهوض. فخامة الرئيس، تعهّدتم بالحفاظ على السيادة الوطنية، لكنها كانت أول الغائبين. فمنذ اليوم الأول، بان الانصياع الشامل لأكثر من طرف خارجي، حتى في أبسط القرارات الإدارية والوزارية وسط سكوتٍ رسمي عن تآكل القرار الوطني.

تعهّدتم بالشفافية والمحاسبة فكانت النتيجة تحرير رياض سلامة من أي مساءلة، وإخلاء سبيل شقيق النائب حسن خليل المتورط بالتلاعب بحياة آلاف مرضى السرطان في لبنان… رغم أنّكم وعدتم بأن «لا حصانة لأحد». ودُفن ملف انفجار مرفأ بيروت—القضية الأخلاقية الأكبر في تاريخ لبنان—حيث دُفن قبله الكثير من الحقائق، واستُدعي القاضي البيطار إلى التحقيق فيما استقبلتم المتهمين والمتورطين في قصركم. فخامة الرئيس، تعهّدتم بمكافحة الفساد وبأن الدولة ستستعيد هيبتها، والمؤسسات ستتحرّر من نزوات المصالح. فكانت زيارتكم إلى النافعة مسرحية جميلة لم تحقق أهدافها لأن الفساد عاد من باب أوسع، وتمّ تحويل المعاملات الرسمية إلى شركات خاصة عبر LibanPost، من دون رؤية، من دون رقابة، ومن دون احترام لمبدأ الدولة نفسها. ومن حقنا أن نسأل: من المستفيد ومن المتآمر؟ قلتم إنكم ستخوضون معركة الإدارة. لكن الإدارة اليوم أكثر ترهّلاً مما كانت عليه، والرشوة أصبحت «عرفاً» سائداً. وعدتم بأن تكون التعيينات على أساس الكفاءة… فإذا بالتعيينات تأتي من أهل البيت، وأحياناً من داخل القصر نفسه. فالمستشارون يتكاثرون من حولكم، فيما لا نرى أثراً لنصيحة صائبة، ولا قراراً حاسماً، ولا رؤية تخرج البلاد من مأزقها. تعهّدتم بأن حقوق المودعين مكرّسة فعاد ملف التدقيق الجنائي إلى “الجارور”، لا بل إلى دهاليز لا رجعة منها. واخترعتم سياسات وهندسات برّاقة فيما استعادة الأموال المهرّبة والمحوّلة إلى الخارج تحميها حصانتكم لمافيا المسؤولين.

فخامة الرئيس، في السياسة الخارجية أيضاً، لم ينجح عهدكم في فتح باب الدعم العربي، ولا في إعادة وصل ما انقطع مع دول الخليج، ولا في تثبيت حياد الدولة، ولا في رسم موقع واضح للبنان على خريطة العلاقات الإقليمية. هكذا وجد البلد نفسه في عزلة شبه كاملة، وفي انكماش دبلوماسي مستمر.

وفي ملف التربية، شهد اللبنانيون انهياراً مؤلماً: فوضى في الامتحانات الرسمية، تأخير في تطبيق المناهج الحديثة، تلاعب في الامتحانات، تزوير في الشهادات… ولا من يحاسَب.

أما المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية—عماد الدولة—فلم تسلم من التسييس والمحسوبيات، ومن تدخل في التعيينات، ومن تراجع التمويل الذي تُرك بلا معالجة إلا عبر مساعدات خارجية. ومع تراجع دور الدولة في ضبط الحدود، توسّع التهريب والاقتصاد الموازي، حتى صارت المعابر مشرّعة أمام كل أنواع المخالفات.

فخامة الرئيس، تعهّدتم بحماية البيئة والمال العام، لكنّ الفساد اليومي تمدّد من دون أن يتحرك أحد: سرقة الأملاك البحرية، فوضى الكسارات والمرامل، التلاعب بأسعار الأدوية والفيول، زيادة تهريب المحروقات إلى سوريا، كلها ملفات يعرفها اللبنانيون بالأسماء، ولم يُفتح واحد منها أمام القضاء.

تعهّدتم بإدارة رشيدة للمال العام فها هي رخصة الاستكشاف والإنتاج في البلوك 8 من المياه البحرية اللبنانية تُمنح مجدداً للكونسورتيوم رغم سوء تعاطيه وتقصيره في البلوك 9. هل هذا يعني تسليم المياه اللبنانية للرقابة الأميركية، وبالتالي الإسرائيلية؟

ليس هذا فحسب، فقد ألغيت عقود استكشاف الغاز، ومُنح عقد “ستارلينك” بالتراضي لشركة يملكها وزير الاتصالات، وبقيت مشاريع الكهرباء تُدار بمنطق التسوّل على الفيول في ظلّ فضائح صفقة من هنا وتلاعب من هناك.

وفي قلب هذا كله، بات 82% من اللبنانيين تحت خط الفقر، بلا خطة حماية اجتماعية، بلا نظام دعم ذكي، وبلا برنامج مساعدات منظم.

فخامة الرئيس، تعهّدتم بالأمن والاستقرار وحماية المواطنين، لكن مسرحية سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية، وقتل اللبنانيين على يد مسلحين داخل هذه المخيمات بلا محاسبة، والانقسام الخطير بين مكوّنين أساسيين في الحكومة حول موضوع السلاح غير الشرعي… كلّها دلائل على أن دم اللبناني ما زال رهينة الحسابات الضيقة. تعهّدتم بحل أزمة النزوح السوري، فإذا بالنتيجة فشل ذريع في تنفيذ خطة إعادة 24% منهم، وبالسماح لغير الشرعيين بالتسجيل في المدارس الرسمية بلا خطة وطنية، وسط صمت لا يليق بدولة وعدتم بإحيائها.

فخامة الرئيس، قلتم إن عهدكم سيكون عهد استعادة الدولة لكن البوصلة اليوم تشير إلى دولة تُفتَّت من الداخل، لا لأن الظروف أقوى منكم، بل لأن الإرادة لم تتحول قراراً، ولأن الممارسة لم تلتقِ يوماً مع الخطاب. تفاخرون بأنكم «استعدتم قرار السلم والحرب»، بينما الجميع يعرف من أين جاء قرار تعيينكم، ومن زكّاكم، ومن غضب منكم، ومن رضي عنكم، ومن قايض بكم. حقيقة لم يعد ينفع الهروب منها، لأن عهدكم لا يزال يُدار بمنطق التعطيل المتبادل، وممارساتكم أعادت إنتاج الذهنية ذاتها التي قادت البلاد إلى الانهيار. وكأن تغيير الوجوه كان أقصى ما طمحتم إليه، بينما بقيت المراوغة نفسها، وشهوة النفوذ نفسها.

فخامة الرئيس، المعضلة ليست في الوقت القصير كما تقولون، ولا في «السمّ الذي يبخّه بعض اللبنانيين في الخارج»، بل في الخيارات الخاطئة. ليست المشكلة في نقص الصلاحيات، بل في غياب الرؤية. ليست في التحديات، بل في الهروب من مواجهتها.

رغم ذلك، فالعهد لا يزال في بداياته، ويمكن له أن يتغيّر إن شئتم. القرار في يدكم، والوقت لم ينفد بعد. لكن اعلموا أن التاريخ لا يرحم، وأن اللبناني لم يعد يحتمل الخطأ نفسه مرّتين، وأن المجتمع الدولي أمهلنا الفرصة الأخيرة قبل أن نكتب فصلاً جديداً في كتاب الانهيار المفتوح على كل الأسوأ…

كارين عبد النور/صحافية وكاتبة لبنانية، حاصلة على شهادة في الرياضيات الأكتوارية. تعمل في مجال الإدارة المالية والمؤسسات التربوية في لبنان. تتمتع بخبرة صحافية حيث تميزت بكتابة التحقيقات خاصة الاستقصائية منها.

 

في الواقع اللبناني

القاضي فرنسوا ضاهر/فايسبوك/16 تشرين الثاني/2025

 إن لم يبادر حزب الله الى تسليم سلاحه من كل الأراضي اللبنانية طوعاً ويسهّل تسليمه أيضاً من كل الفصائل الفلسطينية المتحالفة معه، دونما أي خطة عسكرية لنزعه من قبل السلطات اللبنانية، ودونما أي تعزيز داخلي ودولي لقدرات الجيش الوطني لنزعه، ودونما أي إعتبار لقدرات القوى المسلحة الشرعية لاتمام هذه المهمة، إنما يعني أن الجمهورية الإسلامية الايرانية ما زالت تعتبره فصيلاً عسكرياً تابعاً لها، وأن مهامه في مشروعها الاقليمي لم تنته بعد، وأن سلاحه الأميري ما زال معدّاً لإعادة إستخدامه بوجه دولة إسرائيل لغرض زعزعة استقرارها وتهديد وجودها وكيانها في أية لحظة لاحقة مؤاتية سياسياً، وأنه يناور ويداور على بنود اتفاق ٢٠٢٤/١١/٢٧ لكونه بالنسبة اليه وثيقة هدنة ظرفية وليس وثيقة وقف الأعمال العدائية تمهيداً لحل سلمي مستدام في ما بينه ودولة إسرائيل، كما ورد في بنود مقدمته. وإنّ اللبنانيين المعارضين السياديين مدعوون الى التعامل مع ما تقدم كواقع، وذلك حتى يبنوا عليه موقفهم من الصيغة اللبنانية ومن العيش المشترك ومن النظام السياسي المركزي الاستئثاري والإضطهادي الذي يُمارس عليهم، في ظل هذا السلاح الأميري الممهور "أجنبي".مزمور يُضاف الى المزامير الخارقة لل establishment

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

نائب رئيس برلمان لبنان: إسرائيل لا تعترف بوقف إطلاق النار...أكد أن الجيش اللبناني يقوم بجهود غير مسبوقة بالجنوب

الرياض - العربية.نت/16 تشرين الثاني/2025

أفاد نائب رئيس البرلمان اللبناني، إلياس بوصعب، أن إسرائيل لا تعترف حتى اللحظة بوقف إطلاق النار، وبالقرار 1701. وأنهى القرار 1701 نزاعاً اندلع العام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وشكّل أساساً وقف النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بين الجانبين. وأوضح في مقابلة مع "العربية/الحدث"، أن إسرائيل تقصف أماكن مدنية بحجة احتوائها أسلحة، مشيرا إلى أن هناك أماكن قصفت ولم تكن بها أسلحة. كما قال بوصعب إن الجيش اللبناني يقوم بجهود غير مسبوقة في الجنوب. وطالب رئيس البرلمان اللبناني، لجنة "الميكانزم" المشرفة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل بتقرير حول ما تحقق بشأن سلاح حزب الله، مضيفاً "لا أعتقد أن مجلس الأمن سيجبر إسرائيل على أي شيء". وتابع "لا نرى بيانات لـ "المكانزم" حول ما يحققه الجيش اللبناني"، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تعترف بـلجنة مراقبة وقف النار. ويعمل الجيش اللبناني مع قوة اليونيفل لترسيخ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر 2024 بعد حرب استمرت عاماً بين إسرائيل وحزب الله. يذكر أن الاتفاق الذي أبرم بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية وفرنسية كان نص على حصر السلاح بيد الدولة، ووقف المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، وانسحاب الحزب إلى شمال نهر الليطاني. كما نص أيضاً على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال ينتشر في أكثر من 5 مواقع على الحدود اللبنانية. ويتهم لبنان إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار، من خلال توجيه ضربات وإبقاء قوات داخل أراضيه. وفي أغسطس (آب)، قررت الحكومة اللبنانية، بضغط أميركي، تجريد حزب الله من سلاحه، ووضع الجيش خطة من 5 مراحل لسحب السلاح، في خطوة رفضها الحزب.

 

الماليّة والمركزي: عودة الخلاف حول قرض الـ16.5 مليار

المدن/17 تشرين الثاني/2025

أفادت معلومات "المدن" أنّ الخلاف بين وزارة الماليّة ومصرف لبنان، حول الملف المعروف بقرض الـ 16.5 مليار دولار، عاد إلى الواجهة من جديد. مع الإشارة إلى أنّ الطرفين كانا قد شكّلا لجنة مشتركة لبت هذه المسألة الخلافيّة، بمشاركة شركة KPMG، لتدقيق مصدر هذا القرض محل الخلاف ومشروعيّته.

بحسب مصادر "المدن"، عقدت هذه اللجنة آخر اجتماعاتها يوم الجمعة الماضي، واطلعت على نتائج التدقيق الذي قامت به شركة KPMG. غير أنّ ممثلي وزارة الماليّة في اللجنة رفضوا التوقيع على مسودّة المحضر الختامي للاجتماع، التي أعدها فريق مصرف لبنان. وفي هذه الأثناء، عاد التواصل بين الطرفين للوصول إلى استنتاجات مشتركة، يمكن على أساسها صياغة المحضر النهائي. وكما هو معلوم، برز الخلاف حول قرض الـ 16.5 مليار دولار في شباط 2023، حين أضاف الحاكم السابق رياض سلامة هذا المبلغ في ميزانيّة مصرف لبنان، كالتزام مُستحق على الدولة لمصلحة المصرف المركزي. وزعم سلامة يومها أنّ المبلغ نتج عن أموال اقترضتها الدولة بالدولار من المصرف المركزي على مراحل، في "حساب مكشوف"، منذ العام 2007. إلا أنّ وزارة الماليّة أكّدت في المقابل أنّ تلك السحوبات كانت عمليّاً نفقات مُغطاة بسيولة موجودة بالليرة اللبنانيّة، في حسابات الدولة لدى المصرف المركزي. وأنّ صرف الأموال بالدولار كان يُفترض تسجيله في مصرف لبنان كعمليات قطع، أي تحويل للمبالغ الموجودة من الليرة إلى الدولار الأميركي، بدل تسجيله كديون.  وبحسب معلومات "المدن"، أكّد تقرير شركة KPMG أنّ مصرف لبنان كان يسجّل نفقات الدولة بالدولار بالفعل في حساب مكشوف، أي كديون على الدولة، بدل تحويل السيولة الموجودة في حسابات الدولة من الليرة إلى الدولار لصرفها. إلا أنّ الشركة حصرت رأيها بالجانب المحاسبي فقط، ولم تقدّم رأياً قانونيًا بخصوص مشروعيّة الدين الذي لم يخضع لأي مصادقة من جانب مجلس النوّاب أو الحكومات المتعاقبة، أو حتّى وزارة الماليّة.

وأفادت المصادر أن ممثلي وزارة الماليّة في اللجنة حذّروا من أن الاعتراف بهذا الدين سيتسبّب بإشكاليّات قانونيّة مع حملة سندات اليوروبوند، الذي ينتظرون مرحلة التفاوض مع الدولة على إعادة هيكلة ديونهم. وبحسب ممثلي الوزارة، سيكون بإمكان حملة السندات الزعم بأنّ الدولة أخفت هذه الديون طوال 16 سنة، بين أعوام 2007 و2023، قبل إظهارها إلى العلن بعد التخلّف عن دفع السندات. أو سيكون بإمكانهم الزعم بأنّ مصرف لبنان تورّط بمخطّط لإضافة ديون غير مشروعة، عن حقبات سابقة، بعد حصول التعثّر المالي.

وتشير المصادر إلى أنّ وزارة الماليّة لم تُصدر طوال السنوات الممتدة منذ العام 2007 أي طلب لاقتراض الدين المزعوم، ولم تُصدر أي تأكيدات على وجود هذا القرض. مع الإشارة إلى أنّ قانون النقد والتسليف يفرض ضوابط مشدّدة وواضحة لاقتراض الدولة من مصرف لبنان، بما في ذلك ضرورة التفاوض بين وزارة الماليّة ومصرف لبنان على قيمة القرض وشروطه، فضلاً عن موافقة البرلمان، وهذا ما لا ينطبق على القرض المزعوم حالياً. وترى وزارة الماليّة حالياً أنها أصدرت منذ العام 2007 أوامر الصرف بالدولار على أساس إنفاقها من أموالها الموجودة في مصرف لبنان بالليرة، بعد إجراء عمليّات تحويل لهذه الأموال من الليرة إلى الدولار. ولا ترى أن مصرف لبنان يمتلك سنداً قانونياً لاحتساب هذه النفقات كديون ضمن حساب "مكشوف" بالدولار الأميركي. هذا فضلاً عن الغرابة في عدم لحظ هذا الدين في ميزانيّات مصرف لبنان منذ العام 2007، ثم إظهاره إلى العلن فجأة عام 2023. من ناحية أخرى، يعتبر مصرف لبنان أنّه فتح الحساب المكشوف عام 2007، ولم يُظهر نتيجته في الميزانيّة العامّة للمصرف المركزي لكونه "مضموناً" بأموال مودعة بالليرة (Cash Collateral/Guarantee). ويبرّر المصرف انكشاف المبلغ فجأة عام 2023 بتغيير سعر الصرف المُعتمد لإعداد ميزانيّة مصرف لبنان، وهو ما أظهر الفارق ما بين ديون الدولة بالدولار وأموالها المودعة بالليرة اللبنانيّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الخلاف حول هذا القرض المزعوم يتّسم بحساسيّة في هذه المرحلة، التي يجري خلالها إعداد مقاربات قانون الفجوة الماليّة، ما سيشمل تحديد التزامات الدولة اللبنانيّة في عمليّة توزيع خسائر المصرف المركزي. وبحسب المصادر، تفضّل وزارة الماليّة أن تلتزم الدولة تسديد نصيبها من الخسائر، بقيمة قد تقارب الـ 5 مليار دولار، تحت عنوان إعادة رسملة مصرف لبنان. إلا أنّ الوزارة تسعى لتفادي تكبيد الدولة عبء الدين الضخم موضع الخلاف، لتفادي الإشكاليّات القانونيّة مع حملة سندات اليوروبوند، ولعدم تضخيم الدين العام إلى مستويات غير مستدامة.

 

مارتينوس نقيبًا للمحامين.. مرشح القوات بوجه تحالف الأحزاب

فرح منصور/المدن/16 تشرين الثاني/2025

فاز المحامي عماد مارتينوس مرشح حزب القوات اللبنانيّة بمنصب نقيب المحامين في بيروت بـ 2436 صوتًا. وحصل مرشح حزب الكتائب إيلي البازرلي على 2042 صوتًا. وقد تحولت انتخابات نقابة المحامين في بيروت اليوم إلى كباش سياسي بين حزبي الكتائب والقوات اللبنانية. النتائج أتت خلافاً لكل التوقعات. وبعدما تحالفت كل الأحزاب السياسية مع بعضها بهدف إسقاط مرشح القوات اللبنانية، تمكن الأخير في الدورة الأولى من الحصول على أعلى نسبة تصويت من المحامين وهي 3010 أصوات. لائحتان مدعومتان من الأحزاب السياسية. الأولى ترأسها مرشح القوات اللبنانية، عماد مارتينوس، وتتضمن إيلي حشاش (مدعوم من القوات اللبنانية)، مروان جبر (مدعوم من الوطنيين الأحرار)، جورج يزبك (مستقل). اللائحة الثانية ترأسها مرشح حزب الكتائب، إيلي البازرلي. هذه اللائحة هي نتاج تحالفات سياسية عديدة وتضم كلاً من الثنائي الشيعي، التيار الوطني الحر، الحزب السوري القومي، الحزب التقدمي الاشتراكي، تيار المستقبل، وتتضمن اللائحة موريس الجميل (مدعوم من الكتائب)، توفيق نويري (مرشح من تيار المستقبل)، نديم حمادة (حزب تقدمي اشتراكي)، ووسيم بو طايع (التيار الوطني الحر)، وسعاد شعيب (حركة أمل). وقد جاءت النتيجة في الدورة الأولى التي جرى فيها انتخاب 8 أعضاء لمجلس النقابة على الشكل التالي: عماد مارتينوس 3010 صوتاً. إيلي البازرلي 2778. مروان جبر 2559. موريس الجميل 1966. نديم حمادة 1852. إيلي الحشاش 1798. جورج يزبك 1784. وجيه مسعد 1755. وهي المرة الأولى التي يصل فيها 7 أعضاء من الطائفة المسيحية وعضو واحد من الطائفة الدرزية، ولم يسجل أي فوز لأي مرشح من الطائفتين الشيعية والسنية. لأكثر من 4 ساعات متواصلة، فتحت صناديق الاقتراع بمشاركة 5293 محامياً. وبنسبة بلغت أكثر من 65 بالمئة. وهي نسبة تعتبر مرتفعة جدا. واحتدمت المعركة الانتخابية في الساعات الأخيرة قبل إقفال صناديق الاقتراع، وفي الدورة الأولى فازت لائحة القوات اللبنانية بكامل مرشحيها، وأتت هذه النتيجة بسبب عدم التزام كل المحامين بالتحالفات السياسية المتفق عليها التي أظهرت النتائج أن هذه التحالفات لم تكن متينة بل كانت هشّة. إضافة إلى أصوات المستقلين التي لعبت دوراً كبيراً في فوز مارتينوس في الدورة الأولى، كما أن أصوات التيار الوطني الحر انقسمت لصالح اللائحتين نتيجة العلاقات الشخصية مع المرشحين، وكان التيار الوطني الحر أول الخاسرين فمرشحه وسيم بو طايع حصل على 1751 صوتاً وصار عضوا رديفاً. وكذلك تيار المستقبل الذي صوت عدد من المحامين التابعين له لصالح القوات اللبنانية. وفي الدورة الثانية، فاز مارتينوس بمنصب النقيب بفارق 394 صوتًا. هذه النتيجة أثبتت عدم إلتزام الأحزاب السياسية بالتحالفات التي جرى الاتفاق عليها لدعم مرشح حزب الكتائب. واعتبرت هذه الانتخابات من أشرس المعارك الانتخابية بين الأحزاب السياسيّة، وذلك يعود لكون حزب الكتائب كان قد اعتاد خلال 3 دورات متتالية من فوز معركة انتخاب النقيب، لكن المفارقة أن القوات اللبنانية نجحت هذا العام من إيصال مرشحها لمنصب النقيب على الرغم من كل التحالفات السياسيّة التي نُسجت قبل أسابيع ضد مارتينوس، وهو مؤشر واضح على صورة الانتخابات النيابية المقبلة.

وكانت قد انطلقت المرحلة الأولى من انتخابات نقابة المحامين في بيروت عند الحادية عشرة صباحًا، حيث جرى انتخاب 8 أعضاء لمجلس النقابة وسط أجواء حماسيّة لافتة بين المحامين. وشهدت مراكز الاقتراع إقبالًا كثيفًا من المحامين الساعين إلى ممارسة حقّهم الديموقراطيّ، وقد عبّر العديد منهم عن أهمية هذه الانتخابات في تحديد مسار النقابة والدور الذي ستؤدّيه في الملفات الحقوقيّة والمهنيّة خلال المرحلة المقبلة، مؤكّدين أنّ النتائج المنتظرة ستعكس توجّه الجسم النقابي وتطلّعاته. واستمرت عملية الاقتراع في هذا اليوم لأكثر من ثماني ساعات متواصلة، وذلك بعد أن مُددت عملية الاقتراع لأكثر من نصف ساعة إضافية بعد أن تجاوز عدد المقترعين الأربعة آلاف، متخطيًا بذلك نصف عدد الناخبين المسجلين. وأعلن بعدها عن النتائج النهائيّة الّتي حددت تشكيل مجلس النقابة الجديد والقيادة المقبلة للنقابة، في استحقاق يُعوَّل عليه لإطلاق ورشة تطوير العمل النقابي وتعزيز حضور المحامين في الساحة المهنيّة والقضائيّة اللّبنانيّة.

 

د.غسان العياش في «منتدى جنوبية»: إعادة الإعمار رهينة القرار الإيراني والوصاية المالية الدولية

جنوبية/16 تشرين الثاني/2025

بدعوة من “منتدى جنوبية”، انعقدت في بيروت ندوة يوم الاربعاء في ١٢ من الشهر الحالي، بعنوان “إعادة الإعمار.. الفرص والعوائق” حاضر فيها نائب حاكم مصرف لبنان السابق الدكتور غسان العياش، وقدم لها الناشط السياسي سامي الجواد، بحضور شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية بارزة، منهم د. حارث سليمان، د. وجيه قانصو، د. منى فياض، د. وجيه قانصو، والاعلاميون: الصحافي أحمد عياش، طارق دندش، لينا حمدان، وسام الأمين، نبيل مملوك، أحمد ياسين، محسن الامين إضافة إلى رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين. قدّم الندوة الناشط السياسي الاستاذ غسان الجواد الذي انتهى بتقديمه الى طرح جملة اسئلة اهمها: هل يمكن للبنان أن يخوض مشروع إعادة الإعمار في ظل الخلل العسكري والسياسي القائم، ومن دون تسويات داخلية وخارجية؟ وإلى أي مدى تشكل شروط المانحين، وخصوصاً شرط نزع السلاح، عقدة مستعصية أمام عودة الجنوبيين إلى قراهم؟

قدّم الدكتور غسان العياش مقاربة مركّبة تجمع بين المال والسياسة، مؤكداً أنّ الحرب الأخيرة خلّفت دماراً واسعاً تُقدَّر كلفته بما يقارب 10 مليارات دولار تشمل الممتلكات الخاصة والعامة والبنى التحتية. وبرأيه، تبدو الدولة اللبنانية عاجزة بالكامل عن تمويل إعادة الإعمار بمواردها الذاتية، إذ يستحيل — وفق قدراتها الحالية — تغطية هذه الكلفة من دون فرض ضرائب هائلة يستحيل على الشعب تحمّلها. أما التعويل على المتضررين لإعادة البناء من أموالهم الخاصة، فهو بدوره غير واقعي، لعدة أسباب:

الأزمة المصرفية وحجز أموال المودعين تمنع استثمار أي ثروة خاصة في الإعمار. ويشير العياش إلى أن المبلغ المتوقع دفعه للمودعين، 100 ألف دولار كحد أقصى وعلى سنوات، يعكس حجم الانسداد المالي. كما أن الولايات المتحدة والدول الغربية ستمنع أي تدفقات مالية يمكن أن يستفيد منها حزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما بدا بوضوح خلال زيارة وفد وزارة الخزانة الأمريكية إلى بيروت. اذن فالرقابة الدولية برايه، سوف تمنع التحويلات من الخارج التي تستهدف اعادة الاعمار عبر قنوات لا تخضع لتلك الرقابة. ويختصر الدكتور العياش المأزق قائلاً: “لا يمكن ترك آلاف العائلات بلا مأوى، لكن إعادة الإعمار لن تحصل دون شروط المجتمع الدولي، وأبرزها نزع سلاح حزب الله.”ويعتبر أنّ الدولة التزمت في اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بوقف الأعمال العدائية، بينما يرفض الحزب السير في أي مسار يفضي إلى إنهاء دوره العسكري، رغم أن “وظيفة السلاح انتهت” كما قال الحزب نفسه حين أعلن أن الجليل بات آمناً. وبرأيه في النهاية، ان السبب الأساس لرفض الحزب تسليم السلاح يكمن في القرار الإيراني، خصوصاً أن طهران تتعامل مع لبنان كإحدى أوراقها في التفاوض مع الغرب. وقد زادت زيارة علي لاريجاني الأخيرة إلى بيروت — كما يقول — تصلّب قيادة الحزب.

وجيه قانصو: حلقة مغلقة اسمها “الدولة واللادولة”

من جهته، اعتبر الدكتور وجيه قانصو أننا أمام “دائرة مقفلة” إعادة الإعمار تحتاج إلى مال. غير ان المال الخارجي مشروط بتغيير الواقع العسكري، والواقع العسكري لا يبدو قابلاً للتغيير في المدى المنظور. ورأى قانصو أن الأزمة ليست تقنية بل سياسية – بنيوية: صراع بين الدولة واللادولة. فحزب الله — بحسب قوله — قوي بقدر ما هي الدولة ضعيفة، وبقدر ما المجال العام مستباح لمعادلات الطوائف. نقطة الارتكاز براي قانصو، ان تعود الدولة وسيادتها، فحزب الله وباقي المكونات يضعفون سلطة الدولة بسبب انحسار المجال العام التي تقوم عليه سلطتها. وحزب الله قوي بسبب ضعف المساحة الوطنية وبسبب التناقضات الموجودة التي مكنته بالنهاية من فرض رئيس الجمهورية الذي يريده، وحيازة الاكثرية النيابية بسبب لعبه على التناقضات الطائفية، والان علينا ان نستفيد من الموقف الدولي المستجد لصالح لبنان ونقوم بما علينا لعودة سيادة الدولة، وان نبني الهوية الوطنية بديلا عن الهوية الطائفية المتضخمة بشكل بشع، فهذه هي فرصتنا الوحيدة للخروج مما نحن فيه. وخلص قانصو إلى أنّ إصلاح النظام السياسي شرط أساسي يوازي أهمية أي حل لسلاح حزب الله: “حتى لو زال الحزب، لن تقوم دولة قوية ما دام المجال العام فارغاً من مؤسسات فاعلة وشرعية مشتركة”.

حارث سليمان: الدولة العميقة منهارة… وبري أول من ضربها

تابع الدكتور حارث سليمان النقاش من زاوية “المجال العام” نفسها، مؤكداً أنّ بناء الدولة يتطلب إدارة فعّالة، قضاء مستقلاً، أمن محترف، وخدمات لا تخضع للمحاصصة.

وبحسب سليمان، فإن الرئيس نبيه بري هو أول من ضرب ركائز الدولة، حين دفع الشيعة إلى خارج مؤسساتها قبل أن يأتي حزب الله ليأخذهم إلى المشروع الإيراني. وأكد أن كبار الموظفين في الدولة بات ولاؤهم للطوائف لا للدولة، ما أدى إلى تفكك الإدارة العميقة. ويعتبر أن نهب 34 مليار دولار من احتياطي مصرف لبنان منذ 2019 هو نتيجة مباشرة للمنظومة نفسها. لذلك وحسب قوله، فان اهم بند اصلاحي في لبنان يجب ان يكون اعادة بناء الدولة العميقة بشريا واداريا. ورأى سليمان أن حزب الله تسبب بالحرب وخسرها لكنه يصر على اعتبارها انتصاراً، ورفض التخلي عن سلاحه. وحذر من أن استمرار احتلال الشريط الحدودي قد يؤدي إلى إفراغ القرى الحدودية من سكانها على المدى الطويل.

طارق دندش ومنى فياض: الأزمة سياسية أولاً وأخيراً

في مداخلته، اعتبر طارق دندش أن بعض الشيعة الموجودين في الدولة — وبخاصة من يدورون في فلك الرئيس بري — هم من يمنعون المصالحة التي دعا إليها العياش مع العرب والغرب، والتي تشكل شرطاً أساسياً لانطلاق الإعمار. أما الدكتورة منى فياض فقدمت قراءة واسعة لمسار الحروب اللبنانية، من الحرب الأهلية إلى الصراع داخل الساحة الشيعية بين أمل وحزب الله، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الطائف التي رسّخت نظام المحاصصة والفساد. وبرأيها، لا أمل بأي إصلاح ما لم تُستبدل الطبقة السياسية الحالية بالكامل، إذ أن هذه الطبقة لن تتغير إلا تحت ضغط خارجي واضح وحاسم. في ختام الندوة، بدا أنّ ملف إعادة الإعمار يتجاوز كونه مشروعاً إنشائياً أو مسألة تمويل، ليغدو اختباراً سياسياً عميقاً لقدرة لبنان على استعادة دولته وقراره. فالوطن أمام استحقاق لا مفرّ منه: إما إعادة بناء الدولة أولاً، أو بقاء الإعمار مشروعاً مؤجلاً فوق ركام لا ينتظر.

 

البطريرك الراعي: إنّ نهوض لبنان لا يبدأ من الخطابات بل من إيمانٍ بأنّ الله لا يزال حاضرًا في تاريخنا

وطنية /16 تشرين الثاني/2025

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الأب كميليو مخايل، امين سر البطريركية الأب فادي تابت، رئيس مكتب راعوية الشبيبة في البطريركية المارونية الأب جورج يرق، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفعاليات والمؤمنين. بعد الإنجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان:" "لا تخف يا زكريّا، فقد استُجيبت صلاتك" (لو 13:1) قال فيها: "البشارة لزكريا بمولد يوحنا هي بداية زمن الميلاد أو المجيء. معه تنتهي مرحلة العهد القديم، وتبدأ مرحلة العهد الجديد. ولهذا يُسمّى يوحنا المعمدان آخر نبي، وأول رسول. وهو بمثابة الفجر الذي يسبق طلوع الشمس يسوع المسيح. إنه المثال لكل مسيحي ومسيحية، في دعوتهما للشهادة للمسيح، والعمل على إعداد العقول والقلوب لاستقباله بقبول كلمته في الإنجيل، وجسده ودمه في سرّ القربان. إن البشارة بمولد يوحنا هي من جهة ثمرة صلاة زكريا الكاهن: «لا تخف يا زكريا، فقد استُجيبت صلاتك» (لوقا 1: 13)، ومن جهة ثانية "سلوك زكريا وإليصابات في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم" (لوقا 1: 6). يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا للاحتفال معًا بهذه الليتورجيا الإلهية، مع ترحيب خاص بحركة "الشبيبة العاملة المسيحية". إنها حركة عمالية، رسولية، روحية واجتماعية، يقوم بها الشبان والشابات العاملات أنفسهم وفيما بينهم لخير الفئة العاملة، ولبناء مجتمع أفضل. فالشبيبة العاملة المسيحية هي مدرسة كتابها الحياة، دستورها الإنجيل، ونظامها تعاليم الكنيسة. وهي مدرسة يجد فيها العامل ما فاته من ثقافة وتوجيه اجتماعي وروحي. للشبيبة العاملة المسيحية طريقة خاصة في التعليم والتوجيه تتلخص بكلمات ثلاث هي: انظر، احكم، اعمل".

وتابع: "انطلقت هذه الحركة من بلجيكا سنة 1925 على يد الأب جوزيف كارداين الذي أصبح فيما بعد كاردينالاً وتوسّع انتشارها إلى 80 بلداً. تأسست في لبنان سنة 1937 على يد الأب اليسوعي Dupres Latour. ودخلت مدينة زحلة سنة 1952 على يد المثلّث الرحمة المطران جورج اسكندر عندما كان موظفاً في مصلحة البريد، وأصبح فيما بعد مرشداً وطنياً للحركة. لم ينسَ الله أن زكريا وزوجته إليصابات كانا بارّين وسالكين بلا لوم أمام الله والناس، فكانت البشارة بأن إليصابات ستلد ابناً يكون "عظيماً أمام الرب، ويُمهّد الطريق لمخلّص العالم وفادي الإنسان". هذه البشارة هي أكثر من وعد بولادة طفل. إنها إعلانٌ لولادة زمنٍ جديد، بداية العهد الإلهي الحيّ، والتمهيد لظهور يسوع المسيح. فهي الحدّ الفاصل بين العهد القديم الذي طال انتظاره، والعهد الجديد الذي يبدأ بكلمة الملاك. إنها بشارة تُعيد إلى الإنسان الرجاء بعد طول انتظار، وتقول لنا جميعًا: إنّ الله لا يتأخّر، بل يأتي في الوقت المملوء نعمة. إنّ هذا النصّ يحمل في طيّاته معنى روحيًّا عميقًا: فالله الذي بدا صامتًا عبر أجيال طويلة، يبدأ بالكلام من جديد. والكلمة تأتي إلى زكريا الشيخ، إلى من حسب نفسه خارج الزمن، لتقول له: "إنّ الله لا يتأخّر، بل يعمل في صمته".

وقال: "في قلب هذا النصّ تظهر لغة مميّزة هي لغة الإصغاء. زكريا لا يجيب الملاك بالكثير من الكلام، بل يعيش لحظة دهشة وصمت داخليّ عميق. إنّ بكمه لم يكن عقوبة، بل نعمة تربّيه على التأمل والإيمان. فالله لا يحتاج إلى كثرة الكلمات بقدر ما يحتاج إلى قلبٍ يصغي. السكينة الصامتة التي عاشها زكريا في تلك الفترة كانت مساحة لقاءٍ بين الإنسان وربّه، مدرسة إيمانٍ داخليٍّ تعلّم أن ما يعجز الإنسان عن قوله، يستطيع الله أن يعبّر عنه بأفعاله. وتعلّم أن الكلمة التي تولد بعد الصمت تكون أنقى وأقوى وأقرب إلى الحقيقة. ولنا في القدّيسين والنسّاك مثال ساطع: فكم من قدّيسٍ صمت أمام الله، فصار كلامه نورًا للأجيال. القديس شربل الذي عاش في عزلته، لم ينقطع عن العالم، بل صار صوت الله فيه، لأنّ من يتعلّم الإصغاء بعمق، يعرف كيف ينطق بالحقّ عندما يحين الوقت.كم نحن بحاجة إلى لحظة إصغاءٍ وصدقٍ، إلى زمن نهدأ فيه لنعرف ماذا يريد الله منّا. نحن بحاجة إلى وقفة مسؤولة، هادئة، نسمع فيها كلمة الله تدعونا إلى بناء وطنٍ على أسس الحقّ والعدالة والمحبّة. إنّ نهوض لبنان لا يبدأ من الخطابات، بل من القلب، من التجدد الداخليّ، من إيمانٍ بأنّ الله لا يزال حاضرًا في تاريخنا. سيزور هيكل وطننا، إذا وجد قلوبًا مستعدّة، مؤمنة، مصلّية. الله يدعونا اليوم، من خلال هذا الإنجيل، إلى الإصغاء، الى الصمت، إلى أن نسمع ما يقوله الروح للأوطان، لا للنفوس فقط. لبنان يحتاج إلى مسؤولين يعرفون متى يصغون، ومتى يتكلّمون، لأنّ الكلمة الصادقة تنبع من قلبٍ عاش التجربة وتطهّر بالألم.كما دعا الله زكريا ليهيّئ الطريق أمام المخلّص، هو يدعونا أيضًا لنكون تهيئة لوطنٍ جديد، لوطنٍ يسير في طريق العدالة والرجاء. علينا أن نؤمن أنّ الله، رغم الصمت الظاهر، لا يزال يكتب قصته معنا. فمن رحم الانتظار تولد النهضة، ومن ظلمة الليل ينبثق فجر جديد. إنّ إنجيل بشارة زكريا لا يحدّثنا فقط عن ميلاد يوحنا، بل عن ميلاد الرجاء في زمنٍ يظنّ فيه الناس أن الله صمت. نحن أيضًا، كلبنانيين، نشعر في كثير من الأحيان بأنّ التاريخ توقّف، وأنّ الأمل تأخّر. كزكريا، نخدم بإخلاص، نصلي، وننتظر، لكنّ الوعد يبدو بعيدًا. لكن الله يأتي وهو سيد التاريخ، ومع ذلك، يأتي صوت الله من جديد ليقول لنا كما قال لزكريا: «لا تخف، إنّ صلاتك قد سُمعت.» وختم الراعي: "لبنان، الذي تعب من الانقسامات ومن التجارب، يحتاج اليوم إلى روح البشارة هذه، إلى الإيمان بأنّ الله لا يزال يعمل في الخفاء ليهيّئ ولادة جديدة لوطنٍ جديد. وحدها الكلمة التي تخرج من قلبٍ مؤمنٍ ومن روحٍ مصغٍ، قادرة على أن تبني الوطن وتجدّد الحياة فيه. بشارة زكريّا هي بشارة لنا اليوم تقول أنّ الله لا ينسى، وأنّ الإيمان لا يخيّب. فنرفع صلاة الشكر والتسبيح لله الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

المطران عودة: الله قادر أن يحولنا ويحول بلدنا رغم مشاكله الكثيرة إن وثقنا به ووضعنا فيه رجاءنا

وطنية /16 تشرين الثاني/2025

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس. وبعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "إذ نحتفل اليوم بذكرى القديس متى الإنجيلي، تدعونا الكنيسة للنظر في سر الدعوة الإلهية، وفي نعمة التغيير التي تصنعها كلمة الرب في قلب الإنسان حين يفتح لها بابه. فالمقطع الإنجيلي الذي سمعناه يظهر لنا المخلص مجتازا على شاطئ بحر الجليل، وإذ رأى متى جالسا على مائدة الجباية، نظر إليه بعين الرحمة، وقال له: «اتبعني»، فقام متى وتبعه. كلمة واحدة ونظرة واحدة هزتا كيان رجل غارق في حب المال وجمع الضرائب، محتقر من أبناء قومه، فتحول في لحظة من جابي ضرائب إلى تلميذ ورسول وإنجيلي. هذه ليست حكاية من الماضي، بل إعلان دائم عن قدرة الكلمة الإلهية حين تلقى في قلب مستعد لقبول النعمة". أضاف: "لم يدع المسيح متى لأنه كان صالحا أو مستحقا، إنما لأن رحمته تسبق استحقاق الإنسان. الدعوة الإلهية ليست مكافأة على الفضيلة، لكنها نعمة تلد الفضيلة. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «لم ينتظر الرب أن يظهر متى توبة أو يقدم عذرا، بل دعاه وهو بعد في موضع الخطأة، لكي يظهر أنه هو الذي يخلق التوبة في القلب بدعوته». إستجاب متى فورا، تاركا كل شيء، لأن قلبه لمس في تلك النظرة نورا جديدا. الطاعة الفورية هنا هي ثمرة الثقة بالمسيح أكثر منها ثمرة الفهم الكامل. إنها طاعة المحبة الأولى التي تنتج من دهشة اللقاء مع النعمة. دخل الرب بيت متى، وجالس العشارين والخطأة، فثار الفريسيون لأنهم رأوا في هذا الفعل تعديا على طهارتهم المزعومة. فأتاهم جواب الرب حاسما: «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل ذوو الأسقام... إني أريد رحمة لا ذبيحة ... لم آت لأدعو صديقين بل خطأة إلى التوبة». هنا، نعاين جوهر البشارة المسيحية. الله لا يطلب من الإنسان كمالا قبل أن يدعوه، بل يدعوه ليكمله. لا يشمئز من ضعف الإنسان، بل يقترب منه كطبيب محب يضع يده على المريض ليشفيه". وتابع: "رسالة اليوم تؤكد هذه الحقيقة. يقول الرسول بولس: «إن الله قد أبرزنا نحن الرسل آخري الناس كأننا مجعولون للموت. لأنا قد صرنا مشهدا للعالم والملائكة والبشر». يصف بولس حال الرسل الذين تركوا كل شيء وتبعوا المسيح، محتملين الإضطهاد والعار والفقر، ليصيروا شهودا للحقيقة التي لا تشترى ولا تباع. إذا تأملنا في مسيرة متى بعد دعوته، نجد فيها تحقيقا حرفيا لكلام بولس. فالذي كان يجلس في موضع الغنى صار يعيش الفقر لأجل الغنى السماوي، والذي كان جابيا للضرائب صار يجبي نفوسا للملكوت ، والذي كان يتخذ من القلم أداة للظلم صار يستعمله أداة للبشارة. حياة الإنجيلي متى تذكرنا بأن الرب قادر أن يحول الخاطئ إلى قديس، والمستهان به إلى شاهد للنعمة. وما يدعونا إليه اليوم هو أن نسمع نحن أيضا صوته القائل: «إتبعني». قد لا نكون عشارين حرفيا، لكن كلا منا يجلس في «مكان جبايته» الخاص، في همومه وأهوائه وأنانيته وانشغاله بالدنيويات، فيأتي إليه المسيح داعيا إياه للخروج من ذاته واتباع الطريق الحقيقي. هنا نفهم أيضا قول بولس: «أطلب إليكم أن تكونوا مقتدين بي». فالرسول لا يدعو إلى تمجيد ذاته، بل إلى الإقتداء بمسيرة التلمذة، أي بترك الماضي وأثقاله والإتكال على النعمة. تلميذ المسيح الحق هو من يلبي النداء كل يوم، ولا يتوقف عن المسير رغم المشقات. متى، بعدما تبع الرب، لم يكتف بالشهادة بالكلمة، بل ختم حياته بالدم، إذ نال إكليل الشهادة في سبيل البشارة، فصار من الذين «تكمل قوتهم في الضعف» (2كو 12: 9). أصبح نموذجا للتلميذ الحقيقي، أي إنسانا إختبر رحمة الله، وتحول من خاطئ إلى كارز، ومن جابي مال إلى جابي نفوس للملكوت". وختم: "الله الذي دعا متى، وغير بولس وحول الخطأة إلى قديسين، قادر أن يحولنا نحن أيضا رغم ضعفاتنا وأن يحول بلدنا رغم مشاكله الكثيرة، إن وثقنا به ووضعنا فيه رجاءنا. إنه يدعونا اليوم من خلال كلمته وكنيسته وقديسيه. إنه يدخل بيوتنا كما دخل بيت العشار، ويجلس معنا رغم خطايانا، ليرفعنا منها إليه. فلنفتح له قلوبنا كما فتح متى بيته، ولنقبل حضوره الذي لا يخجل من الضعف بل يحوله إلى نعمة".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 15 تشرين الثاني/2025

الشيخ عباس يزبك

اول الغيث،عساه يكون بشرى تعانق قممنا الشامخة وخلاصا من ضعة الارتهان لغير الوطن، الذي يفتك في جسدنا اللبناني  المنهك ويشرع الأبواب  أمام شتى المخاطر على البلاد مع ضياع الفرص والآمال .

 

حسين علي عطايا

الانتخابات منازلة ديمقراطية ، يجب ان يتنافس فيها المرشحون لتحقيق الافضل للوطن واهله ، مهما تعددت الانتماءات السياسية ، يبقى الهدف الاساس هو  تحسين ظروف الحياة والتنمية المستدامة لثبيت المواطنين في ارضهم .

 

بارعة احمر

مرة جديدة يسعى نبيه بري لإحراج رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية بقوله ان من حق حزب الله ان يعيد بناء نفسه وينسف كل قرارات حصر السلاح بيد الدولة ونزع سلاح حزب الله ويقوض كل جهود بناء الدولة واستعادة السيادة والمؤسسات الدستورية وهو يذلك يضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي وتاليا ... الحرب...  لماذ؟

 

جورج يونس

ما أسهل القسم أمام استغباء شعب صفق لأوهام تلاشت على صخرة الروشة، وعلى صدى تعيينات المحاصصة، وعلى مرأى السلاح المتفلت يميناً وشمالا، وعلى إطلاق سراح الفاسدين، وعلى فداحة استدعاء القاضي بيطار لطمر قضية انفجار المرفأ...

هكذا تدفن احلامنا ويزيد احباطنا!

 

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 17-16 تشرين الثاني/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 16 تشرين الثاني/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149233/

ليوم 16 تشرين الثاني/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 16/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/149236/

For November 16/2025/

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers
 @highlight
 @everyone