المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 02 تشرين الثاني /لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

        http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.november02.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا 1اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/انكليزي وعربي: صحيح لبنان دولة فاشلة كما شخص مرضه طوم براك.. الحل الوحيد بوضعه تحت الوصاية الدولية عملاً بالبند السابع

إلياس بجاني/الهالوين في كندا: المفهوم، الخلفية الدينية، ودور السكان الأصليين

إلياس بجاني/الذكرى السنوية للقديسين الرسولين سمعان ويهوذا

الياس بجاني/رجاء أخذ العلم بأن حسابي على منصة "إكس" مجمّد لأسباب أجهلها، وهذا هو الحساب الرابع خلال خمس سنوات الذي يتعرض لهذا التجميد الاعتباطي.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

كاتس يهدد بقصف بيروت

برّاك ينذر لبنان... رسالة أميركية أخيرة؟

رابط فيديو مداخلة بالإنكليزية لطوم باراك في ندوة حوار المنامة حول استراتيجية ترامب الجريئة للشرق الأوسط ونظرته المتشائمة لوضع لبنان والحلول المطلوبة

توم برّاك: لبنان دولة فاشلة.. وإسرائيل مستعدة لاتفاق حدودي

أدرعي: قضينا أمس على عنصر في قوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة النبطية

أربعة شهداء في غارة جنوباً وكاتس يهدد باستهداف بيروت

ساعر: جهود حزب الله لإعادة التسلح ستكون لها تداعيات خطيرة

هذا ما نقلته أورتاغوس.. ولجنة ثلاثية؟

برّاك يحذر من تحرك إسرائيلي لنزع سلاح «حزب الله»

مسيّرة إسرائيلية تستهدف سيارة بالنبطية في جنوب لبنان

تقارير: مقتل 3 أشخاص في قصف إسرائيلي بجنوب لبنان

إسرائيل: جهود «حزب الله» لإعادة التسلح ستكون لها «تداعيات خطيرة»..الجماعة اللبنانية حذّرت من «التفريط في السيادة»

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 تشرين الأول 2025

السفير الأميركي ميشال عيسى في لبنان الأسبوع المقبل

القاهرة تتدخل لاحتواء التوتر بين لبنان وإسرائيل… والجيش يسرّع جهوده قبل نهاية العام!

التصعيد الإسرائيلي يشتد والجنوب على صفيح ساخن: لبنان أمام مرحلة غامضة ومفتوحة على كل الاحتمالات!

تحرّك أوروبي مكثّف لدعم لبنان: دعوات لوقف الخروقات الإسرائيلية وتمكين الجيش من بسط سلطته

مفاوضات غير مباشرة تلوح في الأفق بين لبنان وإسرائيل… واشنطن تتحرّك ومصر تواكب

بيروت تقدم حوافز «تقنية» للتفاوض مع تل أبيب... وتنتظر موافقتها

برّاك: لبنان دولة فاشلة... ولم يعد لديه وقت لسحب سلاح «حزب الله»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

عراقجي يعلن استعداد طهران للتفاوض: لا وقف للتخصيب

الصحف الإيرانية: استقرار زائف للعملة.. والسياسات المؤقتة تعيد إنتاج الأزمات

مسقط تدعو إلى استئناف المحادثات بين واشنطن وطهران ...البوسعيدي انتقد الهجوم على المنشآت الإيرانية

السيسي مفتتحاً المتحف المصري الكبير: «نكتب اليوم فصلاً جديداً من التاريخ»

أميركا توجه «تحذيراً أخيراً» للعراق

إسرائيل تعرقل دخول المساعدات لغزة بنظام تسجيل جديد للمنظمات

اتفاق غزة: خروقات مستمرة.. وخطة أميركية لإعداد القوة الدولية

واشنطن تتولى إعداد القوة الدولية

"القسام" تُكذّب ادعاءات إسرائيل: نحتاج معدات لاستخراج الجثث

الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي لحماية الأسرى

فيدان يلتقي وفداً من "حماس": بحث المستجدات في قطاع غزة

العراق: الحشد الشعبي يعتقل 4 سوريين بتهم التجسس لإسرائيل

"قسد" تحتفظ برواتب مقاتليها العرب.. خشية انشقاقهم شرق سوريا

"قسد" تُسلّم لوائح بأسماء 70 قيادياً.. لدمجهم بوزارة الدفاع

صراع علني داخل الحكومة الألمانية.. بسبب اللاجئين السوريين

الاحتلال يُصعّد بريف القنيطرة: توغلات وتحركات عسكرية واسعة

مستشار الشرع يزور تركيا ورأس العين لتوحيد جهود عشائر سوريا

تسلسل تحليلي لتهريب الأسلحة وديناميات الحدود في سوريا

الشرع إلى واشنطن.. للانضمام إلى التحالف الدولي ضد "داعش"

"الخرطوم": لا رثاء في وثائقي الحرب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الاقتراح الأمريكي الأخير للبنان: منطقة عازلة تحت إدارة دولية/صحيفة "لوريان لو جور/منير الربيع

الهدف العميق فرضُ وقائع جديدة: حزب الله السياسي ممنوع أيضاً؟/منير الربيع/المدن

3 دوائر قد تتيح للقوات اللبنانية "خروقاً استراتيجية" شيعية/ندى أندراوس/المدن

من غزة الى لبنان وسوريا.. مثلث أميركي لمواجهة الصين/منير الربيع/المدن

استمرار الدويلة على أنقاض الدولة/جوسي حنّا/نداء الوطن

لبنان بين تشخيص الخارج وصمته عن الأسباب/جاد الاخوي/نداء الوطن

عندما تنقل أورتاغوس عن نتنياهو: لا سلام من دون الشيعة/غادة حلاوي/المدن

برّي يتستنفر جنوباً: ورشة إعمار بوجه التقصير الحكومي/حسن فقيه/المدن

لبنان بين منع التسوية وامتناعها/أحمد جابر/المدن

جولة وزارة الخزانة الأميركيّة: تمويل إيران تحت المجهر/علي نور الدين/المدن

"لافاجيت" تصعّد والاتحاد أمام أزمة نفايات مرتقبة في طرابلس/رنا البايع/المدن

متى سيردّ “الحزب” على إسرائيل؟!/طوني عيسى/هنا لبنان

الهدف العميق فرضُ وقائع جديدة: حزب الله السياسي ممنوع أيضاً؟/منير الربيع/موقع المدن

مخطوطة مارونية 1634م/بيتر جرمانوس/موقع أكس

تفكيك حزب الله وحماس.. وليس سلاحهما فقط/ساطع نورالدين/جنوبية

في صبيحة اليوم ال2207 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

جعجع: القرار الجوهري الذي يجب اتخاذه هو “حلّ التنظيمات العسكرية”

فتح الرئيس دونالد ترامب الباب أمام فرض عقوبات محتملة على نيجيريا

محادثات مصرية - لبنانية لتعزيز علاقات التعاون

مدبولي وسلام يترأسان اجتماع «اللجنة العليا المشتركة» الأحد

سلام دعا رئيس ألمانيا للضغط على إسرائيل والأخير: سندعم لبنان

أحكام قضائية لصالح المستأجرين القدامى... دعوة للتمسك بالحقوق...المستأجرون القدامى مهددون بالتشر

رعد يتحدث عن السيادة الكاذبة وجعجع لقاسم: ابحث لنا عن وسيط

لقاء موسع بجنوب لبنان للتباحث في إطلاق خطط إعادة الإعمار يجمع وزارات وهيئات محلية ودولية

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 01 تشرين الثاني /2025

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها

إنجيل القدّيس متّى16/من13حتى20/:"جَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء». قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات». حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح."

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/رجاء أخذ العلم بأن حسابي على منصة "إكس" مجمّد لأسباب أجهلها، وهذا هو الحساب الرابع خلال خمس سنوات الذي يتعرض لهذا التجميد الاعتباطي.

الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى عيد جميع القديسين

الياس بجاني/نص وفيديو/انكليزي وعربي:صحيح لبنان دولة فاشلة كما شخص مرضه طوم براك.. الحل الوحيد بوضعه تحت الوصاية الدولية عملاً بالبند السابع

إلياس بجاني/01 تشرين الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/148785/

لقد شخّص السفير طوم باراك المشكلات التي تواجه لبنان بشكل صحيح، والتي تعكس الوضع الراهن الخطير. ومع ذلك، فإن خطته المقترحة للخلاص غير واقعية. إن خلاص لبنان لا يمكن أن يأتي من داخل النظام اللبناني الحالي، أو من سياسييه الفاسدين، أو من الأحزاب السياسية “الذمّية”.ويُعزى ذلك إلى الحقيقة التي لا يمكن إنكارها وهي أن لبنان، منذ سبعينيات القرن الماضي، قد جُرّد بشكل منهجي من سيادته، ووكان ولا يزال بشكل كامل تحت سيطرة قوى خارجية وداخلية متعاقبة:

أولاً، عصابات عرفات.

ثم، الاحتلال السوري.

ومنذ عام 2005، وحتى يومنا هذا تحت الهيمنة الكاملة لحزب الله، الوكيل الإرهابي-الجهادي الإيراني.

الحل الوحيد القابل للتطبيق: تدخل الأمم المتحدة والان لبنان دولة فاشلة ومارقة ووضعه تحت الوصاية الدولية الكاملة

يجب أن يأتي الحل بالتالي من خلال عمل خارجي وحاسم من قبل المجتمع الدولي.

إن المسار الواقعي الوحيد للخلاص هو أن يتم إعلان لبنان دولة فاشلة، وبالتالي تصنيفه كدولة مارقة. يجب على المجتمع الدولي بعد ذلك أن يسمح للأمم المتحدة (UN) بالسيطرة على البلاد ووضعها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفترة انتقالية.

ستكون ولاية الفصل السابع هذه ضرورية من أجل:

تنفيذ كل القرارات الدولية 1559 و1701 و1680 والدستور اللبناني واتفاقية وقف اطلاق النار الخيرة.

إعادة بناء مؤسسات الدولة لتكون خالية من الفساد والسيطرة الخارجية.

إعادة تأهيل الشعب اللبناني ليتمكن من حكم نفسه بفاعلية واستقلالية مرة أخرى.

الياس بجاني/فيديو: صحيح لبنان دولة فاشلة كما شخص مرضه طوم براك.. الحل الوحيد بوضعه تحت الوصاية الدولية عملاً بالبند السابع

https://www.youtube.com/watch?v=PTs1P5jTGyU

إلياس بجاني/01 تشرين الثاني/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تأملات إيمانية في ذكرى عيد جميع القديسين

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/148768/

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في اليوم الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) من كل سنة بـعيد جميع القديسين، وهو عيد مهيب تشترك فيه أيضًا الكنائس الشرقية التي تتظل بها، ومنها الكنيسة المارونية اللبنانية. وفي ما يلي خلفيات ومعاني وإيمانيات هذه المناسبة التي تربط الأرض بالسماء، وتذكّر المؤمنين بأن القداسة ليست حلمًا بعيدًا، بل طريق حياة يدعو إليها المسيح كل إنسان باسمه.

أولاً: تاريخ إقرار العيد والبابا الذي أعلنه

أُقرّ عيد جميع القديسين رسميًّا في الكنيسة الكاثوليكية في عهد البابا غريغوريوس الثالث (731–741م)، حين خصّص يوم الأول من تشرين الثاني لتكريم جميع القديسين، المعروفين والمجهولين. ثمّ جاء البابا غريغوريوس الرابع (827–844م) ليُعمّم هذا العيد على الكنيسة الجامعة، ويجعله احتفالًا رسميًّا يُقام في كل أبرشيات العالم الكاثوليكي.

ثانياً: خلفية إقراره وأسبابه

انطلق هذا العيد من رغبة الكنيسة في تكريم جميع القديسين الذين عاشوا الإيمان المسيحي ببطولة وقداسة، ولكن لم يُعلَنوا رسميًا كقديسين. ففي القرون الأولى، كان المسيحيون يكرّمون الشهداء في أيام استشهادهم، غير أنّ ازدياد عددهم خلال الاضطهادات جعل من الصعب تخصيص يوم لكل واحد منهم. لذلك قرّرت الكنيسة أن تُحدّد يومًا واحدًا لتكريم جميع الذين أتمّوا مسيرة الإيمان بقداسة ونالوا إكليل المجد الأبدي.

ثالثاً: المعاني والمفاهيم الروحية للعيد

يحمل عيد جميع القديسين في جوهره نداءً إلهيًّا إلى كل إنسان لعيش القداسة في حياته اليومية. فهو لا يكرّم فقط القديسين الذين سُطّرت أسماؤهم في كتب التاريخ، بل يرفع الشكر أيضًا لكل أولئك الذين عاشوا المحبة والإيمان بتواضع وصمت، وكانوا شهودًا لله في بيوتهم، وعائلاتهم، وأعمالهم.

إنه عيد الفرح الروحي، عيد الوحدة بين الكنيسة المجاهدة على الأرض والكنيسة المنتصرة في السماء، ودعوة لكل مؤمن أن يتأمل في مصيره الأبدي ويسير على خطى القديسين في المحبة، والرجاء، والتوبة، وخدمة القريب.

رابعاً: احتفالات الكنيسة المارونية اللبنانية

تُقيم الكنيسة المارونية اللبنانية في هذا اليوم قدّاسًا احتفاليًا كبيرًا في جميع الرعايا، تُرفع فيه الصلوات والترانيم تكريمًا للقديسين وطلبًا لشفاعتهم.

وتتلى قراءة التطويبات من إنجيل متى (5: 1–12)، لما تحمله من دعوة إلى عيش الفضائل التي بها يصبح الإنسان طوباوياً وقديسًا. كما تُزيَّن الكنائس بالزهور والشموع، ويزور المؤمنون المقابر للصلاة عن راحة أنفس أحبّائهم، في تعبير عن وحدة الكنيسة الأرضية والكنيسة السماوية في الإيمان والرجاء.

ويُذكّر الكهنة المؤمنين بأن القداسة ليست بعيدة، بل تبدأ في البيت والعائلة والعمل، في كل فعل محبة وإخلاص وصبر وصلاة.

خامساً: الصلوات التي تتلى في هذا اليوم

تُتلى في هذا العيد صلوات تعبّر عن عمق الشركة بين المؤمنين والقديسين، ومن أهمها:

صلاة الشكر لله الذي أتمّ في قديسيه عمل النعمة والخلاص.

طلب شفاعة القديسين من أجل الكنيسة والعالم والمحتاجين.

قراءة التطويبات التي تُظهر طريق القداسة الحقيقي في التواضع والرحمة والطهارة وصنع السلام.

صلاة المؤمنين التي تُرفع فيها النيات من أجل سلام الأرض ونموّ الإيمان وازدهار المحبة بين الناس.

سادساً: الإيمان ودور القديسين في المفهوم الكاثوليكي

في الإيمان الكاثوليكي، القديسون هم شهود المسيح الأبرار الذين عاشوا الإنجيل بأمانة وبلغوا المجد الأبدي.

الكنيسة لا تعبد القديسين لأن العبادة لا تُقدَّم إلا لله وحده، بل تتضرّع إليهم لتنال شفاعتهم، أي لتطلب منهم أن يصلّوا إلى الله من أجلنا. الشفاعة في المفهوم المسيحي هي وساطة روحية في المحبة تعبّر عن وحدة جسد المسيح الواحد، الذي يجمع المؤمنين على الأرض بالقديسين في السماء في شركة صلاة ومحبة.

عيد جميع القديسين هو تذكير دائم بأن القداسة ليست حلمًا مستحيلًا، بل هي دعوة واقعية لكل من يسير بإيمان صادق في طريق الرب، مهما كانت ظروفه.

سابعاً: صلاة خاصة في عيد جميع القديسين

يا رب القداسة ومصدر كل نعمة،

يا من تُكلّلُ بالإكليل الأبدي جميع الذين أحبّوك وخدموك بأمانة،

نسألك في هذا اليوم المبارك أن تُنير قلوبنا بنعمة روحك القدوس،

فنشهد لك في حياتنا كما شهد لك قديسوك من قبلنا.

قوِّ إيماننا، واملأنا بالمحبة، وامنحنا أن نسلك في دروب القداسة،

حاملين نورك إلى كل إنسان نلقاه.

بشفاعة جميع قديسيك، اجعلنا نستحقّ أن نُشاركهم فرح السماء الأبدي.

آمين.

تأمل ختامي

عيد جميع القديسين ليس مجرد احتفالٍ بأولئك الذين بلغوا السماء، بل هو أيضًا دعوة لكل واحدٍ منا لبدء المسيرة نفسها نحو القداسة. فكل عمل محبة، وكل كلمة حق، وكل صلاةٍ صامتة هي خطوة على طريق القداسة. يُذكّرنا القديسون أن الكمال لا يتحقق بالعظمة، بل بالأمانة — بمحبة الله والناس في بساطة الحياة اليومية. ليُجدّد هذا العيد في قلوبنا الرغبة في أن نحيا كأبناء النور، واثقين بأن نعمة الله قادرة أن تصنع قديسين حتى من أضعفنا. وبشفاعة القديسين وبمثالهم، لعلّنا يومًا ما ننضم إليهم في فرح ملكوت الله الأبدي.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الهالوين في كندا: المفهوم، الخلفية الدينية، ودور السكان الأصليين

الياس بجاني/31 تشرين الأول/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148754/

التعريف والمفهوم العام

يُحتفل بعيد الهالوين في كندا كل عام في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، وهو من أكثر المناسبات شعبية وبهجة في البلاد. يتميّز هذا اليوم بارتداء الأطفال والبالغين للأزياء التنكرية، وتزيين المنازل باليقطين (القرع) المنحوت، وتنظيم الحفلات، إضافة إلى جولة الأطفال بين المنازل مردّدين عبارة "حيلة أم حلوى" (Trick or Treat) لجمع الحلوى والهدايا. وعلى الرغم من أنّ الهالوين اليوم أصبح احتفالًا ترفيهيًا، إلا أن جذوره تمتد إلى عصور قديمة، وتجمع بين عناصر دينية وثقافية وشعبية.

الخلفية التاريخية والدينية

تعود أصول الهالوين إلى مهرجان "سامهين" (Samhain) الذي كان يحتفل به القدماء الكلت في أيرلندا واسكتلندا وفرنسا القديمة. كانوا يعتقدون أن ليلة 31 أكتوبر هي الوقت الذي يقترب فيه عالم الأحياء من عالم الأموات، فكانوا يشعلون النيران ويرتدون أقنعة لإبعاد الأرواح الشريرة. ومع انتشار المسيحية في أوروبا، حاولت الكنيسة تحويل هذه الاحتفالات إلى طابع مسيحي. فقام البابا غريغوريوس الثالث في القرن الثامن بتحديد الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) يومًا لتكريم القديسين، وأطلق عليه اسم عيد جميع القديسين، وأصبحت الليلة السابقة له، أي 31 أكتوبر، تُعرف باسم "عشية جميع القديسين" أو Halloween. وبذلك، أصبح الهالوين مزيجًا من المعتقدات الوثنية القديمة والرموز المسيحية المرتبطة بذكرى الموتى.

دور الهنود الكنديين الأصليين

قبل وصول المستوطنين الأوروبيين، كان للسكان الأصليين في كندا احتفالاتهم الخاصة بنهاية موسم الحصاد وتكريم أرواح الأجداد. وعندما جاء المهاجرون الأيرلنديون والاسكتلنديون إلى كندا في القرن التاسع عشر، حملوا معهم تقاليد الهالوين، فاختلطت مع عادات السكان الأصليين التي كانت تُعنى بالتواصل مع الطبيعة واحترام دورة الحياة والموت. ومع مرور الوقت، تحوّل الهالوين في كندا إلى مناسبة ثقافية وطنية تجمع بين الفلكلور الأوروبي والروح الروحية للسكان الأصليين.

فكرة القرع (اليقطين) ونحته

يُعتبر اليقطين المنحوت من أبرز رموز الهالوين اليوم.

تعود هذه العادة إلى أسطورة أيرلندية قديمة عن رجل يُدعى "جاك البخيل" (Stingy Jack)، الذي خدع الشيطان وحُكم عليه بأن يتجوّل في الأرض حاملاً فانوسًا داخل ثمرة لفت مجوّفة. وعندما وصل المهاجرون الأيرلنديون إلى أمريكا الشمالية، وجدوا أن اليقطين أسهل للنحت وأكبر حجمًا من اللفت، فاستبدلوه به.وأصبح وضع شمعة داخل القرع المنحوت يرمز إلى إبعاد الأرواح الشريرة وإضاءة الطريق للأرواح التائهة.

الهالوين والمسيحية

يرتبط الهالوين جزئيًا بالاحتفالات المسيحية مثل عيد جميع القديسين (1 نوفمبر) وعيد جميع الأرواح (2 نوفمبر)، لكنه اليوم يُعتبر احتفالًا اجتماعيًا وعلمانيًا أكثر منه دينيًا. أما الكنيسة الكاثوليكية فلا تُحرِّم الاحتفال بالهالوين، لكنها تدعو المؤمنين إلى تجنّب الممارسات التي تمجّد الشر أو السحر أو الشيطان، وتشجع على التذكّر الإيجابي لأرواح الموتى والقديسين. في المقابل، تعارض بعض الطوائف البروتستانتية والإنجيلية الهالوين، معتبرة أنه يُروّج لأفكار مظلمة تتنافى مع الإيمان المسيحي، ولذلك ينظمون احتفالات بديلة مثل مهرجان الحصاد أو ليلة القداسة.

هل الهالوين عيد للشيطان؟

يعتقد البعض أن الهالوين هو احتفال شيطاني، لكن هذا غير صحيح.

فالهالوين لم يُنشأ لعبادة الشيطان، بل كان في الأصل احتفالًا بمواجهة الخوف والموت بالجرأة والإيمان.

الرموز مثل الهياكل العظمية والأشباح ليست تمجيدًا للشر، بل تعبير عن فهم الإنسان للطبيعة الغامضة للموت والحياة.أما في أيامنا، فأصبح الهالوين مناسبة للتسلية والإبداع والمشاركة الاجتماعية، لا علاقة لها بأي طقوس دينية أو شيطانية.

الاحتفالات الحديثة في كندا

في كندا، يُعتبر الهالوين من أبرز المناسبات الوطنية.

تُزيَّن البيوت باليقطين المضيء، والأشباح، والعناكب البلاستيكية، بينما يرتدي الأطفال أزياء تنكرية لشخصيات خيالية ويجولون على المنازل لجمع الحلوى. تُنظَّم في المدن الكبرى مثل تورونتو ومونتريال وفانكوفر وهاليفاكس مهرجانات ومسيرات وفعاليات ترفيهية، وتُطلق حملات توعية لضمان سلامة الأطفال أثناء جولاتهم الليلية.

وبينما يُعتبر الهالوين للأطفال مناسبةً للفرح والمرح، يراه الكبار فرصةً للتفكير في دورة الحياة والموت وأسرار العالم الروحي.

الخلاصة

يمثل الهالوين في كندا اليوم مزيجًا فريدًا من التراث الكلتي القديم، والرموز المسيحية، والروح الكندية الحديثة. هذا وفيما يراه البعض احتفالًا بريئًا،  يراه آخرون فرصة لتذكّر الموتى والتأمل في معنى الحياة. لكن الحقيقة هي أن معنى الهالوين يعتمد على الطريقة التي نحتفل بها — فإذا كان بروح إيجابية، فهو مناسبة جميلة تجمع الناس وتنتصر فيها الأنوار على الظلمات.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كاتس يهدد بقصف بيروت

برّاك ينذر لبنان... رسالة أميركية أخيرة؟

نداء الوطن/02 تشرين الثاني/2025

"لبنان دولة فاشلة تعاني من أزمات سياسية واقتصادية عميقة"... بهذه اللهجة الحازمة والصادمة وصف الموفد الأميركي توم براك، لبنان، وذلك خلال مشاركته بإحدى جلسات "منتدى حوار المنامة 2025"، داعيًا إياه إلى الإسراع في حصر السلاح لأن الوقت بدأ ينفد. وأمام ممثلين من مختلف دول العالم، أطلق سلسلة مواقف حادّة بحقّ لبنان وقادته، فقال إنّ الجيش اللبناني يعاني من نقص كبير في الموارد المالية والبشرية و"حزب الله" يجني أموالًا أكثر من مخصصات الجيش، وهذا ما يعكس اختلًالا في التوازن. وأكد برّاك أنّ إسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًا لأن آلاف الصواريخ لا تزال منتشرة جنوبًا وتشكل تهديداً لها، كما أبدى استعداد تل أبيب للتوصل إلى اتفاق حدودي مع لبنان، معتبراً أنه من غير المقبول ألا يكون هناك حوار مباشر بين الجانبين. هذه التصريحات التي استدعت صمتًا رسميًا مطبقًا، انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشأنها، حيث دعا البعض إلى وضع حدّ لانتقادات براك المستمرة، فيما اعتبر البعض الآخر أنّ قادة لبنان يستحقونها بسبب أسلوب المراوحة والمماطلة الذي ينتهجونه في مواجهة الضغوط الغربية والعربية. في الغضون، أكد مصدر سياسي متابع لـ "نداء الوطن"، أن تصريحات براك ليست مستغربة لأن أسلوبه الصدامي والحاد بات معروفًا ومعتادًا، داعيًا إلى عدم التوقف عند الشكل والأسلوب فحسب، وقراءة ما قد يكون الرسالة الأميركية الأخيرة التي أرادت واشنطن إيصالها عبر براك. فوفقـًا للمصدر نفسه، يبدو أن صبر واشنطن فعلًا بدأ ينفد حيال لبنان وسياسييه، الذين لم يدركوا بعد حجم التغيرات في المنطقة التي يجب الالتحاق بها، لتجنيب البلاد التداعيات التي يمكن أن يواجهها في حال عدم الإسراع في بت موضوع حصر السلاح بيد الشرعية وفرض سيطرة الجيش والقوى الأمنية على كامل الأراضي اللبنانية، محذرًا من أن هذه التداعيات قد لا تقتصر على العقوبات، وتصل إلى انفجار أمني كبير عبر توسيع إسرائيل لنطاق اعتداءاتها المستمرة على لبنان، وقد يكون الأمر أسوأ من الحرب الأخيرة.

كاتس يتوعّد بيروت

وبالتزامن مع مواقف برّاك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أبلغ نائبة الموفد الأميركي مورغان أورتاغوس وتوم برّاك، بأن إسرائيل ستقصف العاصمة اللبنانية بيروت "إذا حاول حزب الله إطلاق النار على أي مستوطنة في الشمال". وأضاف أن الجيش الإسرائيلي "لن يوقف الهجمات في لبنان ولن يخرج من الحزام الأمني بعدما حقق هدوءًا في الجليل لم يره منذ 20 سنة". وعلى وقع التهديدات، تواصلت الضربات الإسرائيلية جنوبًا، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية، مساء السبت، بصاروخ موجه سيّارة رباعية الدفع على طريق دوحة كفررمان، ما ادى إلى سقوط 4 قتلى، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن المستهدف هو قيادي في "قوة الرضوان" التابعة لـ "حزب الله".

سلام: ماضون في حصر السلاح

ومن مصر، حيث شارك في افتتاح "المتحف الكبير" في الجيزة، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، خلال لقائه الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير،أنّ "لبنان يسعى جاهدًا للاستفادة من مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة وقمّة شرم الشيخ لتطبيق وقف العمليات العدائية وتثبيت الاستقرار"، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة ماضية في تنفيذ خطة حصر السلاح". أما شتاينماير فشدّد على أنّ "لبنان مدعو اليوم للاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد الذي تشكّل بعد وقف إطلاق النار في غزة، من أجل تثبيت الاستقرار وإعادة بناء الثقة داخليًا وخارجيًا".

الحجار: للضغط على إسرائيل

وفي البحرين، التقى وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على هامش مشاركته في منتدى "حوار المنامة"، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على اسرائيل لتنفيذ التزاماتها بوقف الأعمال العدائية وتقديم الدعم للبنان في مجال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار".

جعجع: هذا هو القرار الجوهري

وسط هذه الأجواء، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع: "كثر الحديث في اليومين الأخيرين عن اتفاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة يقضي بانضمام لبنانيين مدنيين إلى لجنة "الميكانيزم"، معتبرًا أن "المسألة ليست في ما إذا كان لبنان سيتمثّل بعسكريين أو مدنيين في إطار الميكانيزم او خارجه، بل في القرار الجوهري الذي يجب على الدولة اتخاذه، وهو حلّ التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية على كامل التراب اللبناني. فإذا اتخذتما هذا القرار، نكون قد سلكنا طريق الحل ". وفي منشور سابق عبر منصة "اكس"، ردّ جعجع على أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي قال إن "أميركا ليست وسيطًا نزيهاً بل هي الراعية الأساسية للعدوان". وتوجه جعجع إلى قاسم بالقول: "شيخ نعيم، إبحث لنا عن وسيط نزيه يستطيع أن يُجبر إسرائيل على وقف اعتداءاتها على لبنان وسحب جيشها منه، ونحن لك من الشاكرين".

 

رابط فيديو مداخلة بالإنكليزية لطوم باراك في ندوة حوار المنامة حول استراتيجية ترامب الجريئة للشرق الأوسط ونظرته المتشائمة لوضع لبنان والحلول المطلوبة

01 تشرين الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/11/148773/

قدم طوم باراك، سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا، رؤية جريئة للشرق الأوسط في حوار المنامة 2025. متحدثاً باسم الرئيس دونالد ترامب، حدد باراك المنهج الإقليمي الجديد لواشنطن – الذي يعطي الأولوية للسيادة والازدهار و”العمل الجريء بدلاً من الدبلوماسية التي لا نهاية لها”. أعادت تصريحاته تعريف استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا ولبنان وخارجهما.

العناوين الرئيسية (Headlines)

مبعوث ترامب توماس باراك يكشف عن استراتيجية جديدة للشرق الأوسط | حوار المنامة 2025

مبعوث ترامب توماس باراك يكشف عن استراتيجية جريئة للشرق الأوسط في حوار المنامة

“لا تخلط بين الجهد والنتائج” – باراك يحدد رؤية ترامب الجديدة للمنطقة

السفير الأمريكي توماس باراك: حان وقت العمل الجريء، وليس الدبلوماسية التي لا نهاية لها

 

توم برّاك: لبنان دولة فاشلة.. وإسرائيل مستعدة لاتفاق حدودي

جنوبية/01 تشرين الأول/2025

إدّعى المبعوث الأميركي توم برّاك، اليوم السبت، أنّ لبنان دولة فاشلة تعاني من أزمات سياسية واقتصادية عميقة، مشيراً إلى أنّ الجيش اللبناني يواجه نقصاً حاداً في الموارد المالية والبشرية. وفي كلمته خلال منتدى حوار المنامة، قال برّاك إنّ “حزب الله يجني أموالاً تفوق مخصصات الجيش اللبناني”، معتبراً أنّ ذلك يعكس اختلال التوازن داخل البلاد. وأضاف أنّ القطاعات والمصارف اللبنانية تعاني من مشاكل هيكلية خطيرة، مشيراً إلى أنّ الوضع الاقتصادي يزداد تعقيداً دون إصلاحات فعلية. وفي ما يتعلق بالملف الحدودي، كشف برّاك أنّ إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق حدودي مع لبنان، لكنه رأى أنّه “من غير المعقول ألا يكون هناك حوار مباشر بين الجانبين”. كما حذر من أنّ آلاف الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان ما زالت تشكّل تهديداً حقيقياً لإسرائيل، داعياً إلى تفاهمات تضمن الأمن والاستقرار على جانبي الحدود. وختم بالتأكيد على أنّ “إسرائيل قد تردّ داخل لبنان وفقاً للتطورات”، مشدداً على أنّ القيادة اللبنانية صامدة لكنها بحاجة إلى التقدّم بسرعة نحو حصر سلاح حزب الله، معتبراً أنّ استمرار القصف الإسرائيلي اليومي على الجنوب يأتي نتيجة بقاء هذا السلاح خارج سلطة الدولة.

 

أدرعي: قضينا أمس على عنصر في قوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة النبطية

هنا لبنان/01 تشرين الأول/2025

أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي أن “جيش الدفاع هاجم أمس في منطقة النبطية وقضى على عنصر في قوة الرضوان التابعة لحزب الله والذي كان يهم بالترويج لمخططات إرهابية عديدة نحو دولة إسرائيل إلى جانب قيامه بأعمال لاعادة اعمار بنى تحتية عسكرية لحزب الله”.وأضاف، “أنشطة الإرهابي شكلت تهديدًا على إسرائيل ومواطنيها وخرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”. وختم، “سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل”.

 

أربعة شهداء في غارة جنوباً وكاتس يهدد باستهداف بيروت

المدن/01 تشرين الثاني/202

ارتكبت إسرائيل مجزرة مساء اليوم، بعدما أدت غارة على دوحة كفرمان إلى استشهاد 4 أشخاص. وفي التفاصيل، نفذت مسيرة اسرائيلية قرابة العاشرة والثلث من مساء اليوم، غارة جوية بصاروخ موجه مستهدفة سيارة رباعية الدفع على طريق دوحة كفررمان عند الأطراف الشرقية لبلدة كفررمان، وهو ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة العامة.  ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "قيادي بوحدة الرضوان هو الهدف من استهداف سيارة في كفررمان جنوبي لبنان". يأتي هذا على وقع تهديد إسرائيلي عالي النبرة على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي هدد باستهداف العاصمة بيروت قائلاً: "إذا حاول حزب الله إطلاق النار على مستوطنة في الشمال، فسنُهاجم بيروت أيضاً"، مشيراً إلى أنه أوصل هذه الرسالة إلى الموفدين الأميركيين موغان أورتاغوس وتوم بارّاك. وفي مقابلة عبر القناة الإسرائيلية الرابعة عشرة، أوضح كاتس أنّ إسرائيل "تعمل ضدّ أي تهديد"، مشيرًا إلى أنّ الأميركيين "يقولون إنّ حكومة لبنان ستتولّى نزع سلاح حزب الله"، مضيفًا: "نحن نهيئ الأجواء لإعطائهم فرصة لذلك، لكننا لا نتوقف عن الهجوم، وقد منحنا الجليل هدوءًا لم يعرفه منذ نحو عشرين عامًا". وفي وقت سابق، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون سار مؤكداً أن "إعادة تسليح حزب الله في لبنان ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان... لقد ترسَّخ الإرهاب في غزة ولبنان واليمن على مدى العقود القليلة الماضية... واقتلاعه ضروري لاستقرار المنطقة وأمنها". وفي السياق، كشفت مصادر إسرائيلية للقناة 14 أن "المستوى العسكري سيوصي المستوى السياسي الإسرائيلي بالمصادقة على تنفيذ ضربة عسكرية ضد حزب الله لإضعافه بعدما عاد ورمم نفسه"، فيما نقل إعلام إسرائيلي أن "المنظومة الأمنية تريد شن عملية لمنع حزب الله من إعادة تأهيل نفسه".

 

ساعر: جهود حزب الله لإعادة التسلح ستكون لها تداعيات خطيرة

المدن/01 تشرين الثاني/202

صرَّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، مساء اليوم، بأن جهود حزب الله لإعادة تسليح نفسه في لبنان ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان، وفق ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". وقال ساعر إنه استضاف نظيره الألماني يوهان فاديفول، لإجراء محادثات حول قطاع غزة ولبنان و"غيرهما من البؤر الإقليمية الساخنة"، وكتب عبر منصة "إكس" في هذا الإطار أنه "أكدت أن إعادة تسليح حزب الله في لبنان ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان... لقد ترسَّخ الإرهاب في غزة ولبنان واليمن على مدى العقود القليلة الماضية... واقتلاعه ضروري لاستقرار المنطقة وأمنها". على مستوى الخروقات الإسرائيلية، نفذت مسيرة إسرائيلية بعد ظهر اليوم، غارة جوية بصاروخ موجه مستهدفة سيارة في بلدة كفرصير في قضاء النبطية، وهو ما أدى إلى سقوط جريح بحسب بيان وزارة الصحة العامة. يأتي هذا في وقت تتواصل فيه الاعتداءات الإسرائيلية جنوباً، وسط تصعيد، يسفر عن تهديدات مباشرة بتوسيع رقعة الاستهداف. وفي السياق عينه، أطلقت مسيرة إسرائيلية، بعض الرشقات النارية في اتجاه عدد من الشبان عند حي الرندا في بلدة عيتا الشعب، دون وقوع اصابات. كذلك ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية على شاطئ رأس الناقورة. توازياً، لم يهدأ الطيران الحربي المسيّر عن التحليق فوق السلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي والهرمل. وفي وقت سابق من اليوم، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن "الجيش الإسرائيلي هاجم أمس في منطقة النبطية وقضى على عنصر في قوة الرضوان التابعة لحزب الله والذي كان يهم بالترويج لمخططات إرهابية عديدة نحو دولة إسرائيل إلى جانب قيامه بأعمال لإعادة اعمار بنى تحتية عسكرية لحزب الله". وأضاف: "أنشطة الإرهابي شكلت تهديدًا على إسرائيل ومواطنيها وخرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وختم: "سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل".

 

هذا ما نقلته أورتاغوس.. ولجنة ثلاثية؟

 اللواء/01 تشرين الأول/2025

حسب مصادر سياسية رفيعة المستوى خفض التوتر ووقف الاعتداءات، اكثر من ذلك ، كشفت المصادر، للمرة الأولى، عن ملامح مبادرة جديدة تتضمن تقليص اللجنة الحالية من خماسية إلى ثلاثية، تضمّ لبنان والولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي فقط اذا نجحت أورتاغوس في خفض التصعيد وتهدئة الوضع، بالتوازي مع الدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني جنوب الليطاني، وابعد من ذلك، يمكن حينها تطعيم هذه اللجنة بمدنيين، أما ما لم يُقل صراحة، فيمكن استنتاجه بوضوح، ان إسرائيل لم تعد متحمسة لدور الفرنسيين واليونيفيل، وترى أن الدور الحاسم في المرحلة المقبلة يجب أن يكون بيد الأميركيين.

 

برّاك يحذر من تحرك إسرائيلي لنزع سلاح «حزب الله»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2025

حذر المبعوث الأميركي إلى لبنان وسوريا، توماس برّاك، أمس، من تحرك إسرائيلي لنزع سلاح «حزب الله»، وقال إنّه «لم يعد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً». وأوضح: «إسرائيل قد تردّ في لبنان وفقاً للتطورات». وقال براك: «من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين البلدين». وقالت مصادر وزارية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن لبنان، لم يُبَلَّغ بموافقة إسرائيل على التفاوض حتى الآن. وأضافت أنه قدم حافزاً حين وافق على إضافة خبراء تقنيين مدنيين إلى الوفد العسكري المفاوض، «في حال كانت هناك حاجة لهم»، وشددت على رفض بيروت أن يكون الأعضاء المدنيون «دبلوماسيين أو سياسيين». وأكدت إصرار لبنان على «مفاوضات غير مباشرة»

 

مسيّرة إسرائيلية تستهدف سيارة بالنبطية في جنوب لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2025

نفَّذت مسيّرة إسرائيلية، اليوم (السبت)، غارةً جويةً بصاروخ موجه، مستهدفةً سيارةً في بلدة كفرصير بقضاء النبطية، بجنوب لبنان، وفقاً لما كشفت عنه «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية. يأتي ذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أن عنصراً بارزاً من «حزب الله» لقي حتفه إثر غارة جوية إسرائيلية ثانية بطائرة مسيّرة في جنوب لبنان، أمس (الجمعة). وقال الجيش: «أسفرت الغارة التي تمَّت في منطقة النبطية عن مقتل عضو في (قوة الرضوان) التابعة لـ(حزب الله)، والذي كان شارك في كثير من الهجمات الإرهابية ضد دولة إسرائيل، وعمل على استعادة البنية التحتية العسكرية لـ(حزب الله)»، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وأضاف الجيش الإسرائيلي: «شكَّلت أنشطة الإرهابي تهديداً لدولة إسرائيل ومدنييها، وانتهاكاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». كان الجيش الإسرائيلي أعلن، أمس (الجمعة)، مقتل «ضابط صيانة من حزب الله» في غارة على بلدة كونين جنوب لبنان. ورغم اتفاق وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان، الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، فإن القوات الإسرائيلية لاتزال تقوم بعمليات تجريف وتفجير، وشن غارات شبه يومية في جنوب لبنان.

 

تقارير: مقتل 3 أشخاص في قصف إسرائيلي بجنوب لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2025

أفادت وسائل إعلام لبنانية، مساء يوم السبت، بمقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في قصف بجنوب لبنان. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية، أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت بصاروخ موجه سيارة رباعية الدفع على طريق دوحة كفررمان عند الأطراف الشرقية لبلدة كفررمان بجنوب لبنان. يسري في لبنان منذ نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين إسرائيل و«حزب الله»، تحوّل إلى مواجهة مفتوحة ابتداء من سبتمبر (أيلول). ورغم ذلك، تشنّ الدولة العبرية باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصاً في الجنوب، تقول غالباً إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له. ونصّ وقف إطلاق النار على انسحاب «حزب الله» من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل). كما نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت على وجودها في عدة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.

 

إسرائيل: جهود «حزب الله» لإعادة التسلح ستكون لها «تداعيات خطيرة»..الجماعة اللبنانية حذّرت من «التفريط في السيادة»

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/01 تشرين الأول/2025

صرَّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (السبت)، بأن جهود «حزب الله» لإعادة تسليح نفسه في لبنان ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان، وفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وقال ساعر إنه استضاف نظيره الألماني يوهان فاديفول، اليوم؛ لإجراء محادثات حول قطاع غزة ولبنان و«غيرهما من البؤر الإقليمية الساخنة». وكتب على منصة «إكس»: «أكّدتُ أن إعادة تسليح حزب الله في لبنان ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان... لقد ترسَّخ الإرهاب في غزة ولبنان واليمن على مدى العقود القليلة الماضية... واقتلاعه ضروري لاستقرار المنطقة وأمنها». وأضاف أنه سيواصل السعي «لتعزيز العلاقات مع ألمانيا». وفي وقت سابق اليوم، حذَّر رئيس الكتلة البرلمانية لـ«حزب الله» محمد رعد من تحريض «بعض الأصوات في الداخل» على التفريط في السيادة اللبنانية، مؤكداً أن أي تنازل لإسرائيل أو إبداء تفهم أو قبول لما تطرحه لن يوقف ابتزازها. وأضاف في تصريحات أن «المقاومة اللبنانية لا تزال متمسكة باتفاق وقف إطلاق النار، رغم الاعتداءات التي تشنها إسرائيل على البلاد»، محذِّراً من أن البعض يريد «إضعاف تمثيل المقاومة» في البرلمان. وأعاد رعد التأكيد على ضرورة إلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، والانسحاب من المواقع التي تحتلها في جنوب البلاد. وجرى التوصُّل إلى هدنة بين إسرائيل و«حزب الله» في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بوساطة أميركية، بعد قصف متبادل لأكثر من عام، لكن إسرائيل ما زالت تسيطر على مواقع في جنوب لبنان رغم اتفاق الهدنة، وتواصل شنَّ هجمات على شرق البلاد وجنوبها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 تشرين الأول 2025

جنوبية/01 تشرين الأول/2025

النهار

على رغم حالة الانتظار الا انه من الواضح ان الموسم الانتخابي انطلق في الظل ونشطت الماكينات الانتخابية تحضيراً للموسم المقبل كما تم تفعيل شركات استطلاعات الرأي العام.

تسود حالة من الفتور بين مرجع سياسي ومرجع ديني من المذهب نفسه اذ يعتبر الثاني ان الاول لا يوفر له الدعم الكافي ويرى الاول ان الاخر غير مستحق.

قال مسؤول خليجي يشارك في مؤتمر في بيروت ان مجرد متابعة حلقة حوار سياسي تلفزيوني تدفع اي مستثمر مفترض الى الهروب من لبنان اذ تتأكد له حال التباعد والانقسام بما لا يشجع على اقامة مشاريع يحتاج نجاحها الى حالة من الاستقرار.

دخلت المديرية العامة لأمن الدولة على خط التحقيق في بلدية بيروت متابعة لملف سحب اموال من الخزينة من دون اي سندات واوقفت اشخاصا للتحقيق ما اوحى بأن الملف سلك طريقاً جدية ولم يعد ممكنة التغطية عليه.

حصل تضارب بين ما صرحت به الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس حول نهاية العام الجاري موعداً لتنفيذ لبنان خطته لحصر السلاح وبين ما يصرح به اكثر من مسؤول لبناني بأن واشنطن متفهمة التأخير الذي يمكن ان يمتد الى ما قبل الانتخابات النيابية في ايار 2026.

الجمهورية

أقرّ مجلس النواب في دولة أوروبية صديقة اتفاقية حقوقية مع لبنان، غير أنّ لبنان لم يُقرّها حتى الآن.

زار وفد قضائي فرنسي على مستوى عالٍ، لبنان مؤخّراً، وعقد سلسلة لقاءات مع نظرائه اللبنانيِّين لتبادل الخبرات في قضايا حسّاسة جداً.

تمّ تسريب فيديو لتبدّل مواقف نائب حزبي من قانون هو مدار اشتباك سياسي حالياً حول المغتربين.

اللواء

على غرار ما حصل في غزة تحدثت معلومات عن لقاء عُقد بين الشخصية المصرية الرفيعة التي زارت لبنان ومسؤول أمني رفيع في حزب الله.

استمع وزير سيادي إلى مطالب قطاعية، بناءً لرغبة مرجع عالٍ، من أجل إيجاد حلول ولو ظرفية للحدِّ من التآكل على مستوى قمة الدخل والمدخرات.

نجح التفاهم الرئاسي في الحفاظ على وحدة المؤسسات، لا سيما لجهة الإسراع بإعلان تأجيل الجلسة النيابية، لمنع الشرخ، مع العلم أن النصاب كان مؤمَّناً فعلاً..

نداء الوطن

توقعت مصادر قضائية أن تنفجر فضيحة فساد تتعلَّق بصهاريج المياه التي تُباع إلى المنازل.

يسود تململ في إحدى النقابات بسبب استئثار أحد أعضائها بمكتب من مكاتب النقابة لأعمال خاصة.

مصادر مطّلعة على ملفّ الطاقة استغربت الافتراءات التي يروّج لها المهندس ف. م. وآخرها اتهاماته لوزارة الطاقة بشـأن المناقصة الخاصة باستبدال النفط العراقي بالفيول والغريب استناد م. لمراسلاته إلى هيئة الشراء وهو يتعلّق أساساً بشركة “Sahara” المتعلقة بقضية باخرة Hawk III لا بالشركة التي رست عليها المناقصة (Iplom

البناء

علق خبير بالقانون الدستوري على بعض التعليقات التي تناولت توجيه رئيس الجمهورية قائد الجيش بالردّ على عمليات التوغل التي تقوم بها قوات الاحتلال في القرى والبلدات الحدودية بقولهم إن الأمر من صلاحيات مجلس الوزراء بالقول إن قرار مجلس الوزراء بتكليف الجيش اللبناني مهام الأمن جنوب الليطاني وتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار يتضمّن التكليف القانوني بالتصدي للاحتلال كما يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار حق الدفاع الذي يستخدمه الاحتلال للعدوان ولم يقم الجيش بتفعيله بعد، فما فعله رئيس الجمهورية هو تقديم الغطاء المعنوي والسياسي لما تمثل رئاسة الجمهورية للجيش لتحمل مسؤوليته في شأن يدخل ضمن صلاحياته ونظراً لحجم المهمة يمنحه موقف رئيس الجمهورية الدعم السياسي والمعنوي اللازم داخلياً وخارجياً ويمكن لمجلس الوزراء أن يضيف إلى ذلك المزيد لكن ليس لنقص في التكليف القانوني بل لتحصين المهمة.

يؤكد مصدر دبلوماسي أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غزة تترنّح عند إنجازات المرحلة الأولى منها لأن التعقيدات التي تحيط بمرحلتها الثانية سوف تجعلها تتوقف عند محطة المرحلة الأولى وتعجز عن الإقلاع إلى ما بعدها، خصوصاً أن تشكيل القوة الدولية يمثل عصب المرحلة الثانية ودون ذلك إصرار الدول المطلوب مشاركتها عربياً وأوروبياً على صدور قرار التشكيل عن مجلس الأمن الدولي ورفض كيان الاحتلال لذلك بصورة مطلقة لما يدور حول أي قرار عن مجلس الأمن حول فلسطين من قضايا تتصل بدور المنظمات الأممية والأونروا في طليعتها واستحالة صدور قرار أممي دون التذكير بالقرارات السابقة ذات الصلة ومنها انسحاب الاحتلال من الأراضي المحتلة عام 1967 وصولاً لقيام الدولة الفلسطينية، هذا إضافة لما يعنيه أي قرار أممي من حاجة للشراكة الروسية والصينية في صياغة القرار.

 

السفير الأميركي ميشال عيسى في لبنان الأسبوع المقبل

هنا لبنان/01 تشرين الأول/2025

علم موقع “هنا لبنان” من مصادر مطلعة أنّ السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى سيصل إلى لبنان الأسبوع المقبل في 9 تشرين الثاني وسيقدّم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية في 11 تشرين الثاني ليتسلّم مهامه في السفارة الأميركية في عوكر. وأشارت المصادر إلى أنّ السفير عيسى اللبناني الأصل سيعمل على الملف اللبناني بطريقة مختلفة عن السفراء الذين سبقوه خصوصاً أنه اعتبر خلال خطابه الاخير أنّ هذه ليست مجرد مهمة مهنية بل هي رحلة شخصية، ولبنان لم يغادر قلبه أبداً، معتبراً أنها فرصة تاريخية لخدمة لبنان والولايات المتحدة.

 

القاهرة تتدخل لاحتواء التوتر بين لبنان وإسرائيل… والجيش يسرّع جهوده قبل نهاية العام!

هنا لبنان/01 تشرين الأول/2025

وسط تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، أطلقت القاهرة تحركاً دبلوماسياً مكثفاً يهدف إلى منع انزلاق الوضع إلى مواجهة شاملة، عبر مقاربة توازن بين الأمن والسياسة والإقليم. وتأتي هذه المبادرة المصرية بالتوازي مع تحركات الجيش اللبناني لتفجير مخابئ أسلحة حزب الله في جنوب البلاد، في خطوة لتطبيق بنود وقف إطلاق النار وتسريع عملية ضبط الوضع العسكري على الأرض. وفي التفاصيل، أفادت هيئة البثّ الإسرائيلية، اليوم السبت، بأنّ “القاهرة بدأت تحرّكاً دبلوماسياً مكثّفاً في لحظة توتر متصاعدة على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، بهدف طرح مقاربة جديدة تمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة”، وتقوم على توازن بين الأمن والسياسة والإقليم”. ونقلت الهيئة عن مصادر دبلوماسية عربية أنّ “الخطة المصرية تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط الخمس التي ما زالت تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، مقابل التزام حزب الله بتجميد نشاطاته العسكرية جنوب نهر الليطاني”. وتتضمّن “إنشاء آلية تفاوض برعاية عربية تركية تتولّى متابعة تنفيذ الاتفاق وتمنع أيّ خرق له”، بما يضمن إشرافاً ميدانياً عربياً إسلامياً جزئياً بديلاً عن الدور الأممي التقليدي. كما أوضحت، أنّ الخطّة المصرية تحمل “بُعداً إقليمياً يقوم على ضرورة التنسيق بين طهران والرياض لتحييد لبنان عن التجاذبات الإقليمية”، مع الحفاظ على سلاح حزب الله ضمن ما تصفه القاهرة بـ”الخمول الاستراتيجي”، أي من دون استخدامه أو تطويره.

الجيش اللبناني يفجّر مخابئ أسلحة “حزب الله”

كما نشرت صحيفة “هآرتس”، مقالاً، قالت فيه “في محاولة للالتزام ببنود وقف إطلاق النار مع إسرائيل، يعمل الجيش اللبناني بكثافة على تفجير مخابئ الأسلحة، لا سيما في جنوب لبنان، بعد نفاد المتفجرات، بدأ الجنود بإغلاق المخابئ المكشوفة، أما في مناطق أخرى من البلاد، فيتوخى الجيش الحذر وينتظر قراراً واضحاً بشأن نزع سلاح حزب الله. وأفادت الصحيفة أيضاً، أنه “في محاولة لتسريع عملية نزع سلاح حزب الله، فجر الجيش اللبناني بالفعل عدداً كبيراً من مخابئ أسلحة الحزب لدرجة نفاد المتفجرات، وفقًا لمصدرين لرويترز”. ووفقاً للمصدرين، بحسب – هآرتس، “يُسرّع الجيش جهوده لتحقيق الهدف المحدد بنهاية العام، وفقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه مع إسرائيل”.

 

التصعيد الإسرائيلي يشتد والجنوب على صفيح ساخن: لبنان أمام مرحلة غامضة ومفتوحة على كل الاحتمالات!

هنا لبنان/01 تشرين الأول/2025

في ظلّ التوتّر المتصاعد على الجبهة الجنوبية واشتداد اللهجة الإسرائيلية تجاه لبنان، تتزايد المؤشرات على مرحلة دقيقة تمرّ بها البلاد، عنوانها القلق من احتمالات الانزلاق نحو مواجهة جديدة. فبين الدعوات إلى التماسك الداخلي والتحذيرات من رهانات خارجية تُضعف الموقف الوطني، تبرز المواقف الرسمية لتؤكد أنّ إسرائيل لم تتوقف يومًا عن خرق الهدنة، وأنّ ما يجري ميدانيًا يعكس تصعيدًا مستمرًا يتجاوز حدود الرسائل السياسية. وفي المقابل، تتكاثر التصريحات الإسرائيلية المهدِّدة، في وقتٍ تشير فيه مصادر دبلوماسية إلى أنّ لبنان يقف أمام استحقاقات مصيرية تتطلب وحدة موقف وحسن تقدير للمرحلة المقبلة.

واللافت في هذا السياق، ما أكّد عليه مسؤول رفيع لـ”الجمهورية” بأنّ “ما صدر عن رئيس الجمهورية يُشكّل ركيزة أساسية يُفترض أن يُبنى عليها لوحدة داخلية في وجه إسرائيل، إلّا أنّ مصدر القلق يتجلّى في أنّ البعض مستسلم لرهاناته، ولإرادة التشويش التي تديرها “غرف عمليات” مجنّدة حصراً للتحريض والتوتير والتهويل، إذ من غير المستبعد أن يتفاعل هذا الأمر بالتزامن مع اشارات خارجية، وكذلك مع رفع وتيرة التهديد من قِبل إسرائيل”. ورداً على سؤال عمّا إذا كان يتخوّف من حرب جديدة، أكّد المسؤول الرفيع: “الحرب الإسرائيلية على لبنان لم تتوقف، والتصعيد الإسرائيلي مستمر منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني من العام الماضي، والخروقات لهذا الاتفاق زادت عن 5 آلاف خرق، وعدد الضحايا اللبنانيِّين تجاوز الـ300 ضحية. ولجنة “الميكانيزم” ثَبُتَ أنّها بلا فعالية، لا يبدر عنها سوى اجتماعات شكلية لا تؤثر في مسار الأحداث، ولا تُغيّر في الوقائع، ما خلا أمر وحيد يُسجّل للجنة وهو أنّها غيّرت 3 رؤساء لها حتى الآن. أي أنّ إسرائيل متفلّتة من أي رقابة أو ضغوط عليها، وفي ظل هذا التفلّت تتزايد المخاطر واحتمالات التصعيد في أي لحظة، وخصوصاً أنّ المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل تؤكّد أنّها لا تزال تضع في صدارة أهدافها إنشاء ما تُسمّيها المنطقة العازلة بالقرب من الحدود”. وفي السياق، قالت مصادر رفيعة لصحيفة “الأنباء الكويتية” تعليقًا على التهديدات الإسرائيلية المستحدثة بتوسيع العمليات العسكرية في لبنان: “تزامنت هذه المواقف مع تداول معلومات منسوبة إلى مصادر دبلوماسية أميركية رفيعة تقول أنّ لبنان ضيّع فرصة الحل وهناك تخوف من الأسوأ”.

إسرائيل و”الصبر الذي ينفد”

وفي تل أبيب حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، من أنّ صبر إسرائيل بدأ ينفد إزاء ممارسات “حزب الله” في لبنان، مشدّدًا على أنّ جيشه “لن يتسامح مع أي انتهاك يعرض أمن إسرائيل للخطر في أي ساحة”. ونقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن زامير قوله: “نعمل في جميع الساحات بجاهزية عالية، وفي بعض الساحات سنعمل مجددًا بقوة أكبر مما عرفناه خلال العامين الماضيين”.

استهداف إسرائيلي جديد لـ “الحزب”

ميدانيًا، استأنفت إسرائيل مسلسل غاراتها على الجنوب فاستهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية في كونين ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة شخص بجروح. وقبل ذلك حلقت مسيرتان من طراز هرمز بشكل منخفض ودائري في أجواء قضاء بنت جبيل، عيناثا كونين وشقرا. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه قضى على إبراهيم محمد رسلان في كونين الذي شغل منصب ضابط صيانة في “حزب الله” والذي كان يهم بمحاولات لإعادة إعمار بنى تحتية لـ “الحزب”.ونفذت إسرائيل أيضًا غارة جوية بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية في طلعة شوكين – مفرق نادي الشقيف على طريق النبطية – شوكين، أدت إلى مقتل سائق الدراجة.

 

تحرّك أوروبي مكثّف لدعم لبنان: دعوات لوقف الخروقات الإسرائيلية وتمكين الجيش من بسط سلطته

هنا لبنان/01 تشرين الأول/2025

في خضمّ التصعيد المستمر على الحدود الجنوبية، ووسط المخاوف من توسّع رقعة التوتّر في المنطقة، يبرز موقف أوروبي متقدّم يعيد التأكيد على دعم لبنان وسيادته ورفض أي خرق لأراضيه. فمع ازدياد الضغوط الدولية لاحتواء التدهور الأمني، جاءت المواقف الأوروبية لتؤكد على أولوية وقف الأعمال الحربية وضرورة التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، بالتوازي مع دعوات لتمكين الجيش اللبناني من بسط سلطته على كامل الجنوب. وفي هذا السياق، تكثّفت الاتصالات واللقاءات السياسية بين بيروت وعدد من العواصم الأوروبية، تأكيداً على حرص المجتمع الدولي على تثبيت الاستقرار في لبنان وحماية حدوده من خطر الانفجار.

دعم أوروبي

يتقاطع ذلك، مع موقف أوروبي لافت، عبّر عنه سفير دولة أوروبية كبرى لـ”الجمهورية” بقوله، إنّ بلاده تتفهّم ما وصفها المواقف الأخيرة التي صدرت، خصوصاً من قِبل الرئيس عون، مشدّداً على أنّ “فرنسا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي تقف إلى جانب لبنان في سعيه إلى إنهاء الوضع القائم وإعادة الأمن والإستقرار إلى لبنان”. وأوضح رداً على سؤال: “كنّا وما زلنا نطالب بوقف الأعمال الحربية، ونرفض أيّ مسّ أو انتهاك لسيادة لبنان واستهداف أراضيه، وقد أثرنا هذا الأمر مرات عديدة مع الجانب الإسرائيلي، وأكّدنا على أنّ ضرورات الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود الدولية، تقتضي انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، كما تقتضي من جميع الأطراف الإنفاذ الكامل لاتفاق وقف الأعمال الحربية، وتوفير الظروف الملائمة أمام الجيش اللبناني لاستكمال مهمّته وانتشاره في منطقة جنوب الليطاني”. وأيّد الموقف اللبناني الذي يؤكّد على أنّ الكرة حالياً في ملعب لجنة “الميكانيزم” التي عليها أن تتحمّل المسؤولية في أداء دورها بجدّية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف: “من حق اللبنانيِّين أن يلمسوا خطوات وإجراءات حقيقية لإنهاء الوضع القائم، وهذا ما هو منتظر من لجنة الميكانيزم”.

عون يؤكّد الموقف

وكان الرئيس عون قد طلب خلال استقباله وزير الخارجية الألمانية Johann Wadephul، في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، “أنّ يضغط المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل للتقيّد باتفاق وقف إطلاق النار المعلن في تشرين الثاني الماضي، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية الدولية، واستكمال تنفيذ الخطط الموضوعة لبسط سيادة لبنان على كامل أراضيه”. وأكّد الرئيس عون للوزير الألماني: “لسنا من دعاة حروب لأنّنا جرّبناها وتعلّمنا منها العِبَر، لذلك نريد إعادة الاستقرار إلى لبنان بدءاً من جنوبه. لقد أكّدتُ أنّ خيار التفاوض هو من أجل استرجاع أرضنا المحتلة وإعادة الأسرى وتحقيق الانسحاب الكامل من التلال، لكنّ هذا الخيار لم يقابله الطرف الآخر إلّا بمزيد من الخروقات على لبنان، في الجنوب والبقاع وارتفاع منسوب التصعيد”. ولفت عون إلى “أنّ عدم تجاوب إسرائيل مع الدعوات المستمرة لوقف خروقاتها يؤكّد على أنّ قرار إسرائيل العدواني لا يزال خيارها الأول، الأمر الذي يلقي بالمسؤولية على المجتمع الدولي لدعم موقف لبنان الداعي إلى تحقيق الأمان والاستقرار”. وشدّد على “أنّ الجيش هو الضمانة الوحيدة لحماية لبنان والدفاع عن سيادته، ولا حلول لأمن مستدام من دونه”. من جهته، أكّد الوزير الألماني “على استمرار دعم بلاده للبنان في كافة المجالات، لاسيما في الإجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية لتعزيز سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة وتمكين الجيش اللبناني من بسط سلطته”. وجدّد الدعوة إلى “ضرورة احترام القرارات الدولية ذات الصلة بما يضمَن احترام السيادة اللبنانية”. وأكّد الوزير الألماني على دعم بلاده للقوات الدولية العاملة في الجنوب، لافتاً إلى مشاركة ألمانيا في القوة البحرية العاملة فيها.

“اليونيفيل” تدعم

في سياق متصل، أعلنت قوات “اليونيفيل” عبر “أكس”، أنّها “تستمر في دعم الجيش اللبناني في تنفيذ مهامه بموجب القرار 1701”. مشيرةً إلى أنّ “حفظة السلام يقومون بدوريات يومية مع الجيش اللبناني للمساعدة في استعادة الأمن والاستقرار، وهذه الجهود المشتركة أساسية لدعم الجيش في بسط سلطة الدولة في جنوب لبنان”.

الحجار والمستشارة الفرنسية

ومن البحرين أكد وزير الداخلية أحمد الحجار أن الحكومة ماضية في قرار حصر السلاح، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية. وكان الحجار التقى مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط آن – كبير لوجانرد، وتطرق اللقاء إلى الاوضاع في لبنان والمنطقة. وأشارت المستشارة الفرنسية إلى “استمرار دعم بلادها للبنان وللمؤسسات الأمنية فيه”، لافتة إلى أنّ “باريس تتابع عن كثب تطورات الوضع في لبنان وتبقى ملتزمة العمل مع الشركاء الدوليين لدعم مسار الاستقرار والإصلاح فيه”.

 

مفاوضات غير مباشرة تلوح في الأفق بين لبنان وإسرائيل… واشنطن تتحرّك ومصر تواكب

هنا لبنان/01 تشرين الأول/2025

في ظلّ استمرار التوتر على الحدود الجنوبية وتكثّف الاتصالات الدولية لاحتواء التصعيد، دخلت التحركات الأميركية مرحلة جديدة عنوانها الدفع نحو مفاوضات بين لبنان وإسرائيل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف تثبيت الهدوء وإحياء مسار الحل السياسي. فقد نقلت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى المسؤولين اللبنانيين مقترحات تتصل بتفعيل لجنة “الميكانيزم” وتعديل تركيبتها، في إطار مسعى واشنطن لإعادة تنظيم آلية التواصل الأمني والدبلوماسي بين الجانبين. وتأتي هذه التحركات في موازاة مساعٍ مصرية مكملة للجهود الأميركية، ترمي إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد وبدء خطوات ميدانية لمعالجة الملفات العالقة على جانبي الحدود، وسط مراقبة أوروبية ودولية حذرة لمآلات هذا المسار. وفي المعلومات أنّ الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس نقلت إلى المسؤولين اللبنانيين أنّ بلادها ترى ضرورة الوصول إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، وإلى وجود مساعٍ أميركية حثيثة لإتمام هذه المفاوضات، والتي يشكل ألف باء نجاحها حسب مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ”اللواء” خفض التوتر ووقف الخروقات، أكثر من ذلك، كشفت المصادر، للمرة الأولى، عن ملامح مبادرة جديدة تتضمن تقليص اللجنة الحالية من خماسية إلى ثلاثية، تضمّ لبنان والولايات المتحدة وإسرائيل فقط إذا نجحت أورتاغوس في خفض التصعيد وتهدئة الوضع، بالتوازي مع الدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني جنوب الليطاني، وأبعد من ذلك، يمكن حينها تطعيم هذه اللجنة بمدنيين. أما ما لم يُقل صراحة، فيمكن استنتاجه بوضوح، أن إسرائيل لم تعد متحمسة لدور الفرنسيين واليونيفيل، وترى أن الدور الحاسم في المرحلة المقبلة يجب أن يكون بيد الأميركيين. في سياق متصل، علمت “نداء الوطن” أن موقف الدولة اللبنانية المتعلق بالتفاوض مع إسرائيل والذي أعاد الرئيس عون التأكيد عليه أمام الضيف الألماني ثابت ولا تراجع عنه، لكن لبنان ينتظر حتى الساعة الجواب الإسرائيلي الذي ستنقله واشنطن والذي لم يصل بعد، لأن الأمر بات متعلقًا بقبول تل أبيب أو رفضها المفاوضات والتي تحظى بدعم أميركي وعربي وأوروبي”. ونفت أوساط قصر بعبدا ما يثار حول تمثيل مدنيين في لجنة “الميكانيزم”. وبحسب “النهار” وفي ظل التساؤلات والشكوك التي تواكب الكلام عن إمكان أن تشكل لجنة الميكانيزم الإطار المرجح للتفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل بعد تطعيم اللجنة بمدنيين من مثل خبراء قانونيين أو خبراء سياسيين أو رسميين، يرتسم مزيد من الغموض كون التصعيد الإسرائيلي يواكب التحرك الديبلوماسي دوماً ولكن أي تقدم نحو مسار تفاوضي لم يسجل بعد بما يسقط كل التقديرات المتفائلة باقتراب إنهاء المأزق. ولذا لوحظت عودة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس إلى تكرار إعلان استعداد لبنان للتفاوض عل هذا الموقف يحدث تأثيرات لدى العواصم الغربية في إقناع إسرائيل بلجم أي اتجاهات لتوسيع العمليات وفتح مسار تفاوضي مع لبنان بوساطة أميركية. عملياً، لم يرفض لبنان مبادرة الموفدة الأميركية لتوسيع عمل “الميكانيزم”، باستثناء البند المتعلق بإشراك سياسيين في اللجنة، وهو أمر مرفوض بشكل قاطع. أما تطعيمها بمدنيين، فموقف بيروت منه لا يزال سلبياً اليوم، لكنه قد يصبح موضع بحث لاحقاً، وخصوصاً إذا نجحت أورتاغوس في أداء دورها كرئيسة فعلية للجنة الميكانيزم حسب توصيف المصادر، التي أكدت أن تجاوب لبنان مع طروحات أورتاغوس يبقى مشروطاً بمهمة محددة، وهي نجاحها في وقف الاعتداءات نهائياً أو على الأقل تخفيف حدّة التوتر وتهيئة مناخ يسمح بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وتتلاقى المساعي الأميركية مع مبادرة مصرية، يقال أن مدير المخابرات المصرية العامة حسن رشاد حملها إلى كبار المسؤولين، وأبرز النقاط التي تتضمنها في ضوء القرار 1701، واتفاق وقف النار:

أولاً: التفاهم على هدنة تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر، يجري خلالها وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية نهائياً وتسليم الأسرى، مقابل إنهاء وجود حزب الله في جنوب الليطاني بشكل كامل.

ثانياً: مبادرة القاهرة إلى التواصل مباشرة مع قيادة حزب الله ، وإيجاد صيغة سياسية-أمنية برعاية دولية لمسالة سلاحه شمال الليطاني.ثالثاً: بدء انسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط اللبنانية المتمركزة فيها بالتوازي مع بدء حل سلاح حزب الله شمال الليطاني. رابعاً: إجراء ترسيم شامل للحدود البرية مع فلسطين، ومن ضمنها طرحت القاهرة وساطتها بين لبنان وسوريا لحل مسالة مزارع شبعا.

 

بيروت تقدم حوافز «تقنية» للتفاوض مع تل أبيب... وتنتظر موافقتها

برّاك: لبنان دولة فاشلة... ولم يعد لديه وقت لسحب سلاح «حزب الله»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2025

أعلن الموفد الأميركي إلى لبنان وسوريا توم برّاك، أن إسرائيل «مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود»، داعياً اللبنانيين إلى «اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم»، رغم أن إسرائيل لم تقدم إجابة بعد على طروحات الرئيس اللبناني جوزيف عون للتفاوض، وتقديمه حافزاً إضافياً لتسهيل أي عملية تفاوضية، تمثل في «موافقة مبدئية» على إضافة خبراء تقنيين من المدنيين إلى وفده العسكري التفاوضي مع إسرائيل، في حال كانت هناك حاجة لهم. وسعى لبنان خلال الأسابيع الماضية لتسهيل أي عملية تفاوضية مع إسرائيل تعالج بشكل نهائي الأزمة الأمنية على الحدود الجنوبية، يتمثل ذلك في إعلان استعداده للتفاوض، مشترطاً أن تبقى المفاوضات غير مباشرة، ولا تتضمن أي شكل من أشكال التمثيل الدبلوماسي والسياسي، حسبما قالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط». لكن تل أبيب، في المقابل، لم تبدِ موافقة على مبدأ التفاوض من أساسه؛ إذ لم يتبلغ لبنان حتى الآن عبر الوسطاء بأي جواب من الجانب الإسرائيلي، وفقاً للمصادر.

برّاك لحوار بين لبنان وإسرائيل

وتعمل الولايات المتحدة، ولاعبون دوليون آخرون، على تضييق المسافة لتسهيل المفاوضات. وقال المبعوث الأميركي توم برّاك في كلمة له أمام «منتدى حوار المنامة» السبت: «إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم». وتابع: «من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل». وأشار برّاك إلى أن «لبنان دولة فاشلة، والجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية»، مضيفاً أن «(حزب الله) يجني أموالاً أكثر من مخصصات الجيش اللبناني». ولفت إلى أنّ «القيادة اللبنانية صامدة، لكن عليها التقدّم أسرع بشأن حصر سلاح (حزب الله)، ولن تكون هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل إذا تم نزع سلاح الحزب»، مضيفاً: «إسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميّاً؛ لأن سلاح (حزب الله) لا يزال موجوداً»، ومشيراً إلى أنّ «آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد إسرائيل». وشدّد على أنّه «لم يعد هناك وقت أمام لبنان، وعليه حصر السلاح سريعاً». وأوضح: «إسرائيل قد تردّ في لبنان وفقاً للتطورات».

حوافز لبنانية

وبينما اصطدمت الجهود الدولية بعدم موافقة إسرائيل على التفاوض حتى الآن، قدم لبنان حافزاً إضافياً لطروحات الموفدين الدوليين لمعالجة الأزمة الأمنية في لبنان الناتجة عن الخروقات الإسرائيلية وانتهاكات جيشها لاتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، تمثل في موافقته المبدئية على إضافة تقنيين من المدنيين إلى الوفد العسكري. وأوضحت المصادر الوزارية لـ«الشرق الأوسط» أنه «في حال كانت هناك حاجة لزيادة خبراء مدنيين تقنيين إلى الوفد العسكري الذي يشارك في اجتماعات اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ اتفاق نوفمبر (الميكانيزم)، بغرض التفاوض على النقاط الحدودية والتثبت تقنياً منها، فإنه لا مانع من ذلك»، مشددة على أن هؤلاء المدنيين «سيكونون من التقنيين، وليسوا دبلوماسيين ولا سياسيين». وأكدت أن آلية التفاوض التي أبلغ لبنان الوسطاء بإجرائها «هي المفاوضات غير المباشرة».

ويستند لبنان في ذلك إلى تجربة سابقة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بين أكتوبر (تشرين الأول) 2020 وأكتوبر 2022، حيث شارك وفد تقني إلى جانب الوفد العسكري بمفاوضات الترسيم غير المباشرة التي جرت في مركز الأمم المتحدة في الناقورة (جنوب غربي لبنان) تحت علم الأمم المتحدة، وبوساطة وتسهيل أميركيين. وقالت المصادر إن هذه التجربة يمكن أن تتكرر لإنهاء الخلافات الحدودية البرية. وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي يعطيه الدستور اللبناني صلاحية التفاوض على المعاهدات والاتفاقات الدولية، أبلغ الموفدين والوسطاء بموقفه الداعي للتفاوض، كما أعلنه مراراً عبر الإعلام، وكان آخرها الجمعة خلال لقائه وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول، حيث أكد أن لبنان «مستعد للمفاوضات من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لكن أي تفاوض لا يكون من جانب واحد، بل يحتاج إلى إرادة متبادلة، وهذا الأمر غير متوافر بعد. أما شكل التفاوض وزمانه ومكانه فتُحدد لاحقاً».

مفاوضات غير مباشرة

ويرفض لبنان الرسمي أي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، كما يرفض إضافة دبلوماسيين وسياسيين إليها، ويحصر رئاسة الوفود التفاوضية بالشخصيات العسكرية، بالنظر إلى أن الجيش هو الموكل من السلطة السياسية بالحفاظ على الأمن وتثبيت الاستقرار. وترضي هذه الصيغة «حزب الله»، الذي يرفض أي شكل من أشكال التفاوض المباشر، في حين تطالب إسرائيل في المقابل بمفاوضات يترأسها سياسي أو دبلوماسي، لإخراج المفاوضات من جانبها التقني والأمني حصراً.

جعجع

وفي المقابل، يرى خصوم «حزب الله» أن جوهر النقاش لا يتصل بشكل الوفد المفاوض، بل في إجراءات «حصرية السلاح». وتوجه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، للدولة اللبنانية بالقول: «المسألة ليست في ما إذا كان لبنان سيتمثّل بعسكريين أو مدنيين في إطار (الميكانيزم) أو خارجه، بل في القرار الجوهري الذي يجب على الدولة اتخاذه، وهو حلّ التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية على كامل التراب اللبناني. فإذا اتُّخذ هذا القرار، نكون قد سلكنا طريق الحل بممثلين عسكريين أو مدنيين أو بغيرهم».

وتابع جعجع: «إذا لم يُتّخذ هذا القرار فعلياً وعملياً، فكل ما عدا ذلك يبقى مضيعة للوقت. هذا الوقت الثمين جداً بالنسبة للبنان واللبنانيين من أجل قيام دولة فعلية، وتحقيق استقرار نهائي، وإخراج إسرائيل من لبنان والعودة إلى اتفاقية الهدنة، وترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا. إنه الوقت الثمين المطلوب لإعادة الإعمار، وإنعاش الاقتصاد اللبناني، وعودة الازدهار والبحبوحة إلى اللبنانيين».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

عراقجي يعلن استعداد طهران للتفاوض: لا وقف للتخصيب

المدن/01 تشرين الثاني/202

أكد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، استعداد بلاده للدخول في مفاوضات تهدف إلى تبديد المخاوف المرتبطة ببرنامج إيران النووي، مجدداً التأكيد على طابعه السلمي، مشيراً في الوقت نفسه، إلى جاهزية طهران "لأي سلوك عدواني من إسرائيل". وقال عراقجي، إن هناك فرصة للتوصل إلى "اتفاق عادل" يراعي مصالح جميع الأطراف، لكن الولايات المتحدة تطرح "شروطاً تعجيزية وغير مقبولة". وأضاف أن طهران لا ترغب في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، لافتاً إلى أن التوصل لاتفاق ممكن عبر مسار غير مباشر. وشدد الوزير الإيراني على أن بلاده لن تتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي، ولن تقبل أي محاولة لانتزاع قدراتها الدفاعية، قائلاً: "لا يمكن لأي عاقل القبول بتجريد إيران من السلاح". كما استبعد أي توقف لعمليات تخصيب اليورانيوم، مضيفاً: "ما لم يُنتزع بالحرب لا يمكن منحه بالسياسة". وفي سياق تداعيات الهجمات الأخيرة على المنشآت النووية، كشف عراقجي أن "المواد النووية لا تزال تحت أنقاض المنشآت المستهدفة ولم تُنقل إلى مكان آخر"، لافتاً إلى أن إيران تكبدت "خسائر كبيرة على مستوى المكان والأجهزة"، غير أن بنيتها التقنية "لا تزال قائمة". وجدد عراقجي رفض بلاده لتفعيل "آلية الزناد" من جانب دول أوروبية، مشيراً إلى أن الخطوة "غير قانونية" وتفتقر إلى إجماع دولي بشأن إعادة فرض العقوبات على طهران. وكانت إيران قد أعلنت في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي انتهاء مدة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الصادر في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، والذي دعم الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، وفرض قيوداً أممية لمدة 10 سنوات على برنامجها النووي مقابل رفع عقوبات اقتصادية صارمة. وفي 28 أغسطس/آب الماضي، أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا تفعيل "آلية الزناد" المنصوص عليها في الاتفاق النووي، متهمة إيران بخرق التزاماتها، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 بشكل أحادي. وتتهم الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، بينما تصر طهران على أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية، أبرزها توليد الطاقة. وفي الملف العسكري، قال عراقجي إن إيران "مستعدة لكل الاحتمالات" وتتوقع أي تصرف عدواني من إسرائيل، مشيراً إلى أن أي حرب مقبلة ستشهد "هزيمة جديدة لإسرائيل". وقال إن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل منحت طهران "خبرة كبيرة" بعد اختبار صواريخها "في معركة حقيقية"، مشدداً على أن إسرائيل ما كانت لتشن حرباً بدون "ضوء أخضر أميركي". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار بعد حرب استمرت 12 يوماً بين الجانبين، وقالت واشنطن حينها أنها "دمرت قدرة إيران على صنع أسلحة نووية" عقب استهداف منشآت نووية داخل البلاد.

 

الصحف الإيرانية: استقرار زائف للعملة.. والسياسات المؤقتة تعيد إنتاج الأزمات

جنوبية/01 تشرين الأول/2025

سلطت الصحف الإيرانية الصادرة، يوم السبت 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، الضوء على عدد من القضايا الداخلية والخارجية، مشيرة إلى الانقسام العميق في المشهد السياسي، وأهمية الموازنة بين العلاقات شرقًا وغربًا، وأثر العولمة الثقافية على الهوية الوطنية. كما اتهمت بعض الصحف الأصولية الصادرة في طهران، مهدي كروبي، أحد قادة “الحركة الخضراء”، ومن قادة الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009، بـ “التنفيس عن العقد” والسعي إلى “إشعال فتنة جديدة”، وذلك بعد تصريحاته الأخيرة بشأن أوضاع البلاد.

وتناولت صحيفة “إيران” الرسمية، دعوات أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، للوحدة الوطنية في مواجهة التحديات المركبة، مشيرةً إلى أن هذه الدعوات لا تخفي الانقسام العميق في المشهد السياسي الإيراني، حيث تستمر الانتقادات المتبادلة بين الأجنحة السياسية، بينما تظل مؤسسات اتخاذ القرار عاجزة عن إيجاد رؤية مشتركة. واستطلعت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية آراء بعض النواب من مختلف الأطياف السياسية، والذين أكدوا أهمية تعزيز الوفاق الوطني لتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية في إيران، وضرورة التعاون بين الحكومة، البرلمان، والمجتمع لتحقيق النمو والاستقرار، رغم معارضة بعض التيارات المتشددة لفكرة الوفاق.

ووجهت صحيفة “جوان”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، نقدًا للنخبة السياسية، التي تواصل الانشغال بالجدالات الداخلية على حساب مواجهة الأزمات الحقيقية، ولفتت إلى ازدواجية موقف الإصلاحيين الذين تجاهلوا تصريحات لاريجاني رغم تشابهها مع ما قاله قاليباف، بسبب نظرتهم إلى الأول كخيار احتياطي.

وأشارت صحيفة “خراسان” الأصولية، إلى تصريحات مهدي كروبي، أحد قادة الحركة الخضراء حول انتخابات عام 2009، متهمةً إياه بـ “التنفيس عن العقد مع جرعة من فقدان الإحساس بالزمن”، وأضافت الصحيفة أن خطأ مهدي كروبي لا يقتصر على “تحريف التاريخ” واتهام النظام باتخاذ إجراء كان في محله لحماية الأصوات، بل إن “غياب إحساسه بالزمن” يُعدّ خطأً آخر يُضاف إلى مواقفه. وعلى الصعيد الدبلوماسي، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بحسب الصحف الإيرانية المختلفة، استعداد إيران الدائم للحوار شريطة أن يقوم على أساس الاحترام المتبادل بعيدًا عن التهديد والضغوط، مشيرًا إلى بدء الحكومة في مشروع الدبلوماسية الإقليمية، للتعاون مع دول الجوار. وقال البرلماني السابق، جلال ميرزايي، في حوار إلى صحيفة “جهان صنعت” الإصلاحية: “إن تمسك إيران بالاتجاه شرقًا لا يجب أن يكون بديلاً عن الحوار مع الغرب. لابد من انتهاج سياسة موازنة ذكية تستفيد من التناقضات الدولية لصالح طهران. علمًا بأن استمرار التردد والمواقف الرمادية قد يدفع الدبلوماسية الإيرانية إلى مزيد من العزلة، وفقدان زمام المبادرة”.

وفي المقابل، رأت صحيفة “عصر ايرانيان” أن تصريحات عراقجي تمثل اعترافًا بأن معظم المشاكل الاقتصادية في إيران لا ترتبط بالعقوبات، مما يقوض نظرية الربط بين رفع العقوبات وحل الأزمات الاقتصادية. وهذا الاعتراف يشير إلى ضرورة إصلاح الهيكل الداخلي بدلاً من الاعتماد على المفاوضات الخارجية”.

وفي السياق ذاته، تناولت الصحف زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، إلى عمان، مشيرة إلى أنها أبرزت دور مسقط كشريك موثوق في السياسة الخارجية الإيرانية، كما تمثل تجسيدًا للدبلوماسية الهادئة والمستقبلية، التي تسعى إلى تعزيز دور إيران في استقرار المنطقة من خلال الوساطة العمانية.

وفي الشأن الاجتماعي، ناقش الباحث الثقافي، جواد روشندل، في حوار مع صحيفة “قدس” الأصولية، تأثير العولمة الثقافية على الهوية الوطنية، محذرًا من أن تبني بعض الاحتفالات الأجنبية مثل “الهالوين”، دون فهم جوهرها، يعرض الشباب الإيراني للاغتراب عن ثقافتهم الأصلية. وكتب الصحافي بجريدة “آرمان امروز” الإصلاحية، وحید استرون: “رغم أن الهالوين في إيران لا يزال محدودًا، فإن تأثيره يعكس تلاشي الحدود الثقافية التقليدية، ما يستدعي التفكير في حوار بين الثقافات يهدف إلى الفهم المتبادل بدلًا من الخوف من النفوذ الثقافي”.

وعلى صعيد آخر، حذر حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة “كيهان”، المقربة من المرشد الإيراني على خامنئي، من التساهل في فرض “الحجاب الإجباري”؛ لأنها قد تؤدي إلى قبولها تدريجيًا.

“دنياي ‌اقتصاد”: استقرار زائف للعملة.. والسياسات المؤقتة تعيد إنتاج الأزمات

ذكرت صحيفة “دنياي ‌اقتصاد” الأصولية، في تقرير تحليلي، أن سعر الصرف الحقيقي في إيران خلال العقد الأخير يعكس دورة متكررة من “الاستقرار الزائف” والانفجار المفاجئ، بسبب اعتماد صانع القرار على السيطرة الإدارية بدلاً من الإصلاح الهيكلي. وأضافت الصحيفة أن “خروج واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 فجّر أزمة حادة، إذ تجاوز سعر الصرف الحقيقي 160 ألف تومان مقابل الدولار الأميركي في خريف 2020، كنتيجة مباشرة لسياسة كبح العملة بشكل مصطنع. ورغم تحسن الإيرادات النفطية مؤخرًا، فقد عاد صانع القرار إلى سياسة تثبيت العملة، في تكرار لأخطاء الماضي التي تضعف الإنتاج المحلي وتعمّق التفاوت بين الأسعار الرسمية والحقيقية”. وخلصت الصحيفة إلى أن “الاستقرار الدائم لا يتحقق إلا عبر تنسيق السياسات المالية والنقدية، وإلغاء تعدد أسعار الصرف، ومعالجة المخاطر السياسية، وإلا فإن تجاهل هذه الخطوات سيُبقي الاقتصاد الإيراني رهينة الأزمات المتكررة”.

“آرمان ملي”: تحركات أحمدي نجاد الانتخابية

اختار الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، بحسب تقرير صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية، الصمت السياسي في العديد من القضايا الكبرى، مما دفع البعض للاعتقاد بأنه فقد تأثيره السياسي. وفي المقابل يعتقد آخرون أنه لا يستطيع البقاء بعيدًا عن السياسة وسيستمر في محاولة التأثير في الساحة السياسية، سواء من خلال تحركات محدودة، أو من خلال العودة إلى الواجهة في الانتخابات المقبلة. وأضاف التقرير أن “أحمدي نجاد بدأ يظهر مجددًا مؤخرًا، مما يثير التكهنات حول محاولته استعادة مكانته السياسية عبر تحريك شبكة من مؤيديه للمشاركة في انتخابات المحليات المقبلة، لكنه يتجاهل قوة الذاكرة الشعبية، والتوقعات بانخفاض المشاركة الجماهيرية في الانتخابات؛ نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية”. ونقل التقرير عن عبد الرضا داوري، المستشار الإعلامي السابق لنجاد، قوله: “هو لن يتدخل في انتخابات المجالس القادمة أو يدعم أي قائمة، مؤكدًا أنه لا يملك شبكة تنظيمية لهذا الغرض. كما يشير إلى أن انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات سيعزز هذا النهج، مما يعني أن الأصوليين سيتنافسون ضمن قواعدهم التقليدية المحدودة”.

“مردم سالاري”: العلاقة بين فساد مصرف آينده وقائمة (FATF) السوداء

أجرت صحيفة “مردم سالاري” الإصلاحية حوارًا مع رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني سابقًا والمحلل السياسي حاليًا، حشمت الله فلاحت ‌بيشه، حول أسباب استمرار إدراج اسم إيران على القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي (FATF)، الذي قال: “لم تُتخذ في العديد من المواقف، الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، ما تسبب في خسائر كبيرة، مثل رفض مجمع تشخيص مصلحة النظام اتفاقيات باليرمو ومكافحة تمويل الإرهاب (CFT) وهو ما كان يمكن أن يساهم في خروج إيران من القائمة الرمادية ويحسن وضعها المالي”.

وأضاف:” حاول البعض ربط (FATF) بالاتفاق النووي، وهذا تصور خاطئ، فقد أثبت الواقع استفادة بعض القوى الداخلية، مثل تجار العقوبات، من استمرار الوضع الراهن، وهو ما أدى إلى بقاء إيران في القائمة السوداء رغم المفاوضات المستمرة”.وفي ختام حواره يرى حشمت الله فلاحت بيشه أن فرص خروج إيران من قائمة (FATF) السوداء ضئيلة جدًا، وأكد:” ساهم غياب معايير (FATF) في فساد مصرف آينده، حيث كان من الممكن تجنب الخسائر الكبيرة التي بلغت 500 مليار تومان لو كانت هناك رقابة مصرفية دولية”.

 

مسقط تدعو إلى استئناف المحادثات بين واشنطن وطهران ...البوسعيدي انتقد الهجوم على المنشآت الإيرانية

لندن - المنامة/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2025

حضّت سلطنة عُمان، التي أدت دور الوسيط في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران قبل تعليقها إثر الحرب الإيرانية - الإسرائيلية في يونيو (حزيران) الماضي، الطرفين على استئناف الحوار، وذلك عقب محادثات أجراها مسؤولون عُمانيون وإيرانيون في مسقط وطهران مؤخراً. وقال وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، خلال جلسة نقاش ضمن فعاليات مؤتمر «حوار المنامة» السنوي الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، إن بلاده «ترغب في رؤية استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة». وأوضح أن عُمان استضافت خمس جولات من المحادثات بين واشنطن وطهران هذا العام، مضيفاً: «قبل ثلاثة أيام فقط من الجولة السادسة، التي كان يمكن أن تكون حاسمة، أطلقت إسرائيل قنابلها وصواريخها في عمل تخريبي غير قانوني وفتاك»، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». ودعا البوسعيدي دول الخليج إلى إعطاء الأولوية للحوار مع إيران، قائلاً: «لطالما اكتفى مجلس التعاون الخليجي بعزل إيران أو السماح بعزلها، وأعتقد أن هذا يجب أن يتغير». وأضاف أن بلاده تعمل منذ زمن على إنشاء آلية حوار شاملة تضم دول المنطقة كافة، بما في ذلك إيران والعراق واليمن.

شروط أميركية

وتناولت المفاوضات بوساطة عُمانية الملف النووي الإيراني، لكنها توقفت بعد الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران في 13 يونيو (حزيران)، الذي أشعل حرباً استمرت 12 يوماً، ونفّذت خلالها الولايات المتحدة ضربات ضد منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية. ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي، الشهر الماضي، عرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب استئناف المفاوضات، قائلاً: «ترمب يدّعي أنه صانع صفقات، لكن الصفقات القائمة على الإكراه ليست سوى فرض واستقواء»، مضيفاً: «يقول بفخر إنه دمّر القطاع النووي الإيراني... فليواصل أوهامه».

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل إيران باستخدام برنامجها النووي ستاراً لتطوير سلاح نووي، فيما تؤكد طهران أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تخصب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، وهي نسبة تقترب من مستوى التسليح (90 في المائة). في هذا السياق، تصر إدارة ترمب على وقف برنامج تخصيب اليورانيوم، بينما كشف مسؤولون إيرانيون، الشهر الماضي، عن أن واشنطن وحلفاءها يطالبون أيضاً بتفكيك برنامج الصواريخ الباليستية.

زيارات متبادلة

وجاءت تصريحات الوزير العُماني بعد يومين من لقائه نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي في مسقط. وقال روانجي، لدى عودته إلى طهران، إن «الملف النووي كان من بين الموضوعات التي نوقشت مع الجانب العُماني»، مؤكداً أن إيران أوضحت موقفها الصريح حيال هذا الملف.

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن تخت روانجي قوله إن «واشنطن لا تُظهر استعداداً حقيقياً لمحادثات قائمة على أساس مبدأ المساواة والندية»، مضيفاً أن «الأمر يدفع طهران إلى عدم إيجاد أي مبرر للاستمرار في المفاوضات في ظل الظروف الحالية». وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، نسبت «رويترز» إلى مصدر إيراني مطلع أنه «جرى توجيه عدة رسائل إلى واشنطن عبر وسطاء خلال الأسابيع الماضية لاستئناف المحادثات، لكن الأميركيين لم يردوا عليها». وفي وقت لاحق من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن المسؤولين الأميركيين لم يحضروا اجتماعاً اقترحته إيران في نيويورك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف تخت روانجي: «يجب أن تؤدي أي عملية تفاوضية إلى نتائج متوازنة للطرفين. أما المفاوضات التي تُحدد نتائجها سلفاً، فهي بلا معنى». وشدد المسؤول الإيراني على أن بلاده «تؤكد ضرورة أن تكون المفاوضات بناءة وغير محددة النتائج مسبقاً»، مشيراً إلى أن «نتائج أي حوار يجب أن تكون ثمرة مساره وروح التعاون بين الأطراف المعنية». وأشار إلى أنه عندما شنت إسرائيل حربها ضد إيران، كانت طهران في خضم المفاوضات، معتبراً أن ذلك «خيانة واضحة لمسار التفاوض». وفي منشور على منصة «إكس»، قال تخت روانجي في وقت متأخر الخميس، إنه أجرى «رحلة قصيرة ولكن ناجحة إلى عُمان». وأضاف: «أجريت اجتماعات مفيدة مع وزير الخارجية العُماني السيد بدر البوسعيدي، ونائبه السيد خليفة الحارثي، تناولنا خلالها قضايا ثنائية وإقليمية ودولية. نحن نُقدر عالياً المشاورات المنتظمة مع أشقائنا في عُمان». وجاءت زيارة تخت روانجي إلى مسقط، بعد يومين من مباحثات أجراها وزير الداخلية العماني، حمود بن فيصل البوسعيدي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في طهران، ما دفع بعض وسائل الإعلام المقربة من «الحرس الثوري» الإيراني إلى نشر تكهنات عن احتمال تلقي طهران رسالة أميركية.

لكن مصدراً إيرانياً مطلعاً دحض، السبت، صحة تقارير زعمت أن سلطنة عمان نقلت رسالة أميركية جديدة إلى طهران، حسبما أوردت وكالة «مهر» الحكومية.

شروط طهران

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أعلن، الخميس، انفتاح طهران على مفاوضات جديدة «قائمة على المصالح المتبادلة، لا على الإملاءات».وقال عراقجي: «لم تُسقط الجمهورية الإسلامية راية المفاوضات قط، لكنها تُجريها من موقع الكرامة والسيادة. يجب أن تكون المفاوضات عادلة ومتوازنة، لا خاضعة للضغوط». وأضاف أن «إيران ستدخل المفاوضات عندما يتخلى الطرف الآخر عن الغطرسة والإملاء، ويقبل حواراً منصفاً».

وفي وقت لاحق، وجه عراقجي انتقادات حادة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد قرار الأخير باستئناف التجارب النووية. وقال عراقجي على منصة «إكس»: «يستأنف المتنمر المسلح نووياً تجاربه الذرية من جديد، وهو نفسه يقوم بشيطنة البرنامج النووي السلمي الإيراني، ويهدد بشنّ مزيد من الهجمات على منشآتنا النووية الخاضعة للرقابة الدولية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي». وعاد عراقجي لتكرار مواقفه السابقة، السبت، قائلاً: «نحن على استعداد للتفاوض لمعالجة المخاوف بشأن برنامجنا النووي، ونحن واثقون من طبيعته السلمية»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا». وأضاف: «يمكن التوصل إلى اتفاق عادل، لكن واشنطن طرحت شروطاً غير مقبولة ومستحيلة. لن نتفاوض أبداً حول برنامجنا الصاروخي، فلا عاقل يسلّم سلاحه بيده. لا يمكننا وقف تخصيب اليورانيوم، وما لم يتحقّق بالحرب لن يتحقّق بالسياسة. لا نرغب في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، لكن يمكننا الاتفاق على مفاوضات غير مباشرة».

تبادل تحذيرات

وأوضح عراقجي أن «المواد النووية لا تزال موجودة تحت أنقاض المنشآت التي تعرضت للقصف ولم تُنقل إلى أي مكان آخر»، مضيفاً: «تكبّدنا خسائر على مستوى المباني والمعدات النووية، لكن التكنولوجيا النووية ما زالت قائمة». وقال عراقجي: «إيران مستعدة لكل الاحتمالات، وتتوقّع أي عمل عدواني من جانب الكيان الصهيوني»، موضحاً: «نحن في أعلى مستويات الجاهزية على جميع الصعد، وإسرائيل ستتكبّد هزيمة جديدة في أي حرب مقبلة. لقد اكتسبنا خبرة كبيرة من حربنا السابقة، واختبرنا صواريخنا في معركة حقيقية. وإذا أقدم الكيان الصهيوني على أي عمل عدواني، فستكون نتائجه وخيمة عليه». وفي 23 أكتوبر، حذر عراقجي من أن أي هجوم جديد على منشآت إيران النووية سيكون «تكراراً لتجربة فاشلة»، بعد تصريحات أدلى بها مدير الوكالة رافائيل غروسي أعرب فيها عن قلقه من عودة لغة القوة إذا فشلت الدبلوماسية. وأثار غروسي مجدداً غضب طهران عندما أعلن، الأربعاء، في نيويورك أن الوكالة ترصد نشاطات قرب مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بالأقمار الاصطناعية. وأوضح أن الوكالة لا تجري عمليات تفتيش في المواقع الثلاثة التي قصفت في يونيو، مشيراً إلى أن اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة لا يزال داخل إيران.

 

السيسي مفتتحاً المتحف المصري الكبير: «نكتب اليوم فصلاً جديداً من التاريخ»

الجيزة/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2025

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء يوم السبت، افتتاح المتحف المصري الكبير رسمياً بعد أكثر من عقدين على بدء العمل فيه. وقال السيسي، في كلمته: «اليوم نحتفل بافتتاح المتحف المصري الكبير ونكتب فصلاً جديداً من تاريخ الحاضر والمستقبل»، مشيراً إلى أنه أكبر متحف في العالم مخصصاً لحضارة واحدة. وأشار السيسي إلى أن تشييد المتحف «جاء نتيجة تعاون دولي واسع مع عدد من الشركات والمؤسسات العالمية»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وفي وقت سابق من اليوم، رحب السيسي، بضيوف مصر من قادة العالم ورموزه الكبار المشاركين في افتتاح المتحف المصري الكبير. وقال، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»: «من أرض مصر الطيبة مهد الحضارة الإنسانية، أرحب بضيوفنا من قادة العالم ورموزه الكبار، لنشهد معاً افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يضم بين جنباته كنوز الحضارة المصرية العريقة، ويجمع بين عبقرية المصري القديم وإبداع المصري المعاصر، ويضيف إلى عالم الثقافة والفنون معلماً جديداً، يلتف حوله كل مهتم بالحضارة والمعرفة، ويفخر به كل مؤمن بوحدة الإنسانية وقيم السلام والمحبة والتعاون بين الشعوب». يعد المتحف المصري الكبير أضخم مشروع ثقافي في تاريخ مصر الحديث، حيث أقيم على مساحة 500 ألف متر مربع بالقرب من أهرامات الجيزة. ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي تاريخ الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر البطلمي، ومن أبرز قاعاته البهو العظيم الذي يستقبل الزوار بالمسلة المعلقة وتمثال الملك رمسيس الثاني، والدرج العظيم الذي يعرض تماثيل ملوك مصر القديمة وفق ترتيب زمني، ومتحف مراكب خوفو الذي يضم المراكب الشمسية التي نقلت في واحدة من أعقد عمليات النقل الأثري في العالم عام 2021. ويضم المتحف أيضاً المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تعرض لأول مرة في مكان واحد، وتضم أكثر من 5 آلاف قطعة من كنوز الملك، إلى جانب آلاف القطع الأثرية التي تروي تاريخ مصر عبر العصور، لتجعل من المتحف سجلاً حياً للحضارة المصرية. ويوجد بالمتحف المصري الكبير أيضاً متحف للأطفال لتعريف الأجيال الجديدة بحضارتهم بطريقة تفاعلية، ومركز عالمي للترميم يعد الأكبر في الشرق الأوسط، إضافة إلى قاعات للمعارض الدولية، ومركز مؤتمرات، وحدائق فرعونية، ومناطق ترفيهية وخدمات سياحية متكاملة. وتعد المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون، من أبرز الآثار المعروضة بالمتحف، حيث يتم عرضها لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته قبل أكثر من قرن.

 

أميركا توجه «تحذيراً أخيراً» للعراق

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2025

واشنطن تتحرك إقليمياً لتنسيق الضغوط ضد طهران كشف وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، عن أخطر تحذير أميركي للحكومة العراقية جاء على لسان نظيره الأميركي بيت هيغسيث خلال محادثة هاتفية بينهما، بعد يومين فقط من رسالة أميركية تضمنها بيان لمبعوث الرئيس دونالد ترمب، مارك سافايا، طمأنت بغداد بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين. التحذير، بحسب الوزير العباسي، يتعلق بالفصائل المسلحة، وتضمن تهديداً مباشراً في حال أقدمت تلك الفصائل على تنفيذ أي عمليات، رداً على ما تنوي واشنطن القيام به في المنطقة القريبة من العراق خلال الأيام المقبلة. وقال العباسي في مقابلة تلفزيونية إن هيغسيث أبلغه بوجود عمليات عسكرية مرتقبة في المنطقة، محذراً من «تدخل الفصائل العراقية» في تلك العمليات، دون أن يقدم تفاصيل إضافية. وأشار العباسي إلى أن نظيره الأميركي أنهى الاتصال بعبارة تحذيرية واضحة: «هذا تبليغ أخير لكم... وأنتم تعرفون جيداً كيف سيكون رد الإدارة الحالية».

 

إسرائيل تعرقل دخول المساعدات لغزة بنظام تسجيل جديد للمنظمات

المدن/01 تشرين الثاني/202

أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، نقلاً عن منظمات إنسانية دولية، بأن إسرائيل تضع عراقيل جديدة أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، من خلال فرض نظام تسجيل مستحدث خاص بالمنظمات الدولية غير الحكومية، ما أدى إلى احتجاز مساعدات بقيمة عشرات ملايين الدولارات خارج القطاع المحاصر.وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم، إن 40 منظمة دولية من بينها " أطباء بلا حدود، أوكسفام، والمجلس النرويجي للاجئين" أكدت أن إسرائيل رفضت 99 طلباً تقدمت به هذه المنظمات لإدخال المساعدات خلال الأيام الاثني عشر الأولى من وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن طلبات المجلس النرويجي للاجئين قوبلت بالرفض "تقريباً بالكامل". وأوضحت الصحيفة أن ثلاثة أرباع طلبات الرفض جاءت بحجة أن المنظمات "غير مخولة" بتقديم المساعدات داخل القطاع.

قواعد جديدة تهدد عمل المنظمات

ووفق "فايننشال تايمز"، فرضت إسرائيل منذ آذار/ مارس الماضي قواعد جديدة تلزم المنظمات العاملة مع الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بإعادة التسجيل لدى السلطات الإسرائيلية قبل نهاية العام الجاري، تحت طائلة فقدان تراخيص عملها. وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين للصحيفة، إن المنظمة باتت "في طريق مسدود"، مضيفاً: "عندما نطلب إدخال المساعدات يقولون لنا إن تسجيلكم قيد المراجعة، وغير مصرح لكم بإدخال أي مواد". وفي السياق، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن مستلزمات الإيواء الشتوية الكافية لمليون شخص مكدسة في المستودعات وممنوعة من الدخول بقرار إسرائيلي، رغم الحاجة الملحة لها مع اقتراب فصل الشتاء.

أوضاع إنسانية كارثية

من جانبه، قال رئيس بلدية خانيونس، نائب رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة،  علاء الدين البطة، إن آلاف النازحين يعيشون في خيام مهترئة لا تقي برد الشتاء ولا حرارة الصيف. وأضاف أن المخيمات تعاني من نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية وخدمات المياه والصرف الصحي. وكشف البطة أن 93% من الخيام باتت غير صالحة للسكن، موضحاً أن أكثر من 900 ألف من السكان وعشرات آلاف النازحين المهجرين قسراً من رفح يتكدسون في محافظة خان يونس وحدها. وانتقد غياب أي جهود دولية فعلية حتى الآن لتخفيف معاناة النازحين، مؤكداً أن القطاع بحاجة عاجلة إلى الخيام والإسمنت وقطع الغيار للآليات الثقيلة.

مساعدات لا تلبي الاحتياجات

ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والذي تضمن السماح بدخول مساعدات إنسانية منتظمة إلى غزة، لم تسمح إسرائيل إلا بدخول "كميات شحيحة" لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، التي تُقدر بنحو 600 شاحنة يومياً. ويشهد معبر كيسوفيم شرق دير البلح بطئاً شديداً في إدخال المساعدات، إذ لم يدخل إلى القطاع منذ صباح اليوم سوى 15 شاحنة محملة بالطحين. في الأثناء، يعيش آلاف المرضى والجرحى أوضاعاً "مأساوية"، بحسب مصادر طبية، جراء نقص الأدوية وتدمير عشرات المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى استمرار منع الكثير من المصابين من السفر للعلاج خارج غزة، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.

22 شهيداً بآخر 48 ساعة

وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت، خروقاته لاتفاق غزة، إذ استهدف بالغارات والقصف المدفعي مدينتي غزة وخانيونس. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن سقوط 22 شهيداً و9 إصابات خلال الـ48 ساعة الماضية، مشيرةً إلى أن إجمالي الشهداء منذ وقف إطلاق النار بلغ 622. وأعلنت الوزارة دفن 120 شهيداً مجهولي الهوية، فيما قال الدفاع المدني في غزة إنه تم انتشال 500 جثمان لشهداء من تحت الأنقاض منذ وقف إطلاق النار. وأضاف: "آلاف الشهداء تحت الأنقاض لا نستطيع إخراج جثامينهم بسبب رفض الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة واللازمة"، مؤكداً عدم ملاحظة أي تحسن على حياة النازحين "وما يدخل قطاع غزة من شاحنات لا يكفي حاجتها".

 

اتفاق غزة: خروقات مستمرة.. وخطة أميركية لإعداد القوة الدولية

المدن/01 تشرين الثاني/202

يواصل الاحتلال خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إذ يقوم بنسف منازل وإطلاق نار من آلياته في عدة مناطق بالقطاع. وشنّت قوات الاحتلال غارات جوية وعمليات قصف مدفعي وإطلاق النار شرقي وشمال شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة، وذلك تزامناً مع نسف الاحتلال لعدد من المنازل شرقي مدينة غزة. وبحسب مصادر طبية في القطاع، فإن 5 أشخاص استشهدوا الجمعة، بنيران الاحتلال أحدهم متأثراً بجراحه نتيجة قصف سابق، بينما الآخرون استشهدوا نتيجة استهدافهم في عبسان الكبيرة شرقي خانيونس ومدينة غزة. وأفاد مستشفى العودة في النصيرات، اليوم السبت، بأنه استقبل، خلال الساعات الـ24 الماضية، جثمان شهيد انتشله مواطنون من مدينة الزهراء، كما استقبل مواطناً أصيب جراء إطلاق الاحتلال النار شرق مخيم البريج وسط القطاع. وكانت مصادر طبية محلية قد أفادت، صباح اليوم، باستشهاد مواطن متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال أمس الجمعة، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

10 شهداء يومياً منذ وقف النار

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الجمعة، إن إسرائيل تواصل جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر أسلوب جديد يقوم على خرق اتفاق وقف إطلاق النار يومياً من خلال قصف محدود، يتطور كل بضعة أيام إلى حملات قصف واسعة تستهدف المدنيين في مراكز النزوح والمنازل والخيام. وأوضح المرصد في بيان أن الجيش الإسرائيلي ينفذ منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، سياسة تصعيد متدرج تتحول من ضربات متقطعة إلى موجات إبادة واسعة النطاق، أوقعت منذ ذلك الحين 219 شهيداً بينهم 85 طفلاً، بمعدل يزيد على عشرة شهداء يومياً، إضافة إلى نحو 600 مصاب. وتتذرع دولة الاحتلال بعدم تسليم "حماس" جميع الجثث لديها، علماً أن طواقم الصليب الأحمر سلّمت، مساء الجمعة، بقايا جثث 3 أسرى لإسرائيل بعد الإفراج عنها من قبل "حماس"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، أن ثلاث جثث تسلّمها من غزة عبر الصليب الأحمر في الليلة السابقة ليست لرهائن احتجزتهم "حماس". وأفاد الجيش وكالة "فرانس برس" بأن التحليل الجنائي كشف أن الجثث ليست لأي من الرهائن الـ11 القتلى المنتظر تسليم رفاتهم للدولة العبرية بناء على اتفاق وقف إطلاق النار الذي لعبت الولايات المتحدة دور الوساطة للتوصل إليه. من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إن الجهات الإسرائيلية "لا تعتبر عملية تسليم الجثامين خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، "نظراً لمعرفتها المسبقة بإمكانية ألا تعود الجثث لأسرى إسرائيليين".

 

واشنطن تتولى إعداد القوة الدولية

الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/202

وعلى صعيد تنفيذ بنود الاتفاق، قال مسؤول أميركي، إن القيادة المركزية الأميركية تتولى إعداد خطة القوة الدولية لنشرها في غزة، وتشمل إنشاء قوة شرطة فلسطينية جديدة يتم تدريبها وفحصها من قبل الولايات المتحدة ومصر والأردن، إلى جانب قوات من دول عربية وإسلامية. وقالت مصادر مطلعة إن دولا من بينها إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا أبدت استعداداً للمساهمة بقوات، بينما أعربت دول أخرى عن مخاوفها للولايات المتحدة نظراً إلى الوضع الأمني الفوضوي في غزة؛ بحسب ما أورد موقع "أكسيوس" الأميركي. وفي سياق متصل، التقى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في تل أبيب وبحثا "التطورات الإقليمية على كافة الجبهات"، بعدما قام بجولة جوية فوق قطاع غزة وزيارة مركز التنسيق المدني العسكري الذي أقامته واشنطن بالتنسيق مع إسرائيل في "كريات غات"، والذي يشرف على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

استمرار الحصار

وعلى الصعيد الإغاثي، لا يزال الاحتلال يفرض الحصار المشدد على القطاع على الرغم من اتفاق وقف النار والتزام "حماس" بتسليم جثث الأسرى الإسرائيليين، حيث تؤكد تقارير أممية أن عدد الشاحنات الذي يدخل غزة لا يقارن بذلك الذي أقرّ في الاتفاق ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

من جهتها، قالت بلدية غزة، إن الاحتلال دمّر نحو 85% من الآليات وعدم توفر معدات جديدة لجمع النفايات وتقديم الخدمات الأخرى. ومنع طواقم البلدية من الوصول إلى المكب الرئيس شرق المدينة منذ نحو عامين. وأكدت أنه على الرغم من قلة الإماكانات المتاحة "نواصل تنفيذ أعمال الجمع الأولي للنفايات وتنظيف الشوارع الرئيسية".

 

"القسام" تُكذّب ادعاءات إسرائيل: نحتاج معدات لاستخراج الجثث

المدن/01 تشرين الثاني/202

فنّدت "كتائب القسام" مزاعم الاحتلال حول بقايا الجثث التي سلمتها إلى إسرائيل يوم أمس الجمعة، مؤكدةً أنها عرضت على الجيش الإسرائيلي "تسليم 3 عينات لعدد من الجثامين مجهولة الهوية، لكن العدو رفض استلام العينات وطلب استلام الجثامين لفحصها"، مشيرة إلى أنها سلّمت الجثث لـ"قطع الطريق على ادعاءات العدو".

توضيح من "القسام"

وفي تصريحات عبر قنواتها الإعلامية، نشرت "القسام" توضيحاً بشأن ما نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي عن جثث ثلاث أسرى تسلّمها من غزة عبر الصليب الأحمر وتبين أنها ليست لأسرى إسرائيليين. وقالت "القسام" إن طواقمها جاهزة "للعمل على استخراج جثث أسرى العدو داخل الخط الأصفر في وقت متزامن وفي كل الأماكن"، وطالبت الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ"توفير المعدات والطواقم اللازمة وتجهيزها للعمل على انتشال الجثث كافة في وقت متزامن". وفي وقت سابق اليوم السبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن ثلاث جثث تسلّمها من غزة عبر الصليب الأحمر في الليلة السابقة ليست لأسرى إسرائيليين. وقال الجيش لوكالة "فرانس برس" إن التحليل الجنائي كشف أن الجثث ليست لأي من الأسرى الـ11 المنتظر تسليم رفاتهم بناءً على اتفاق وقف إطلاق النار الذي لعبت الولايات المتحدة دور الوساطة للتوصل إليه. من جهته،  نقل موقع "واينت" العبري، اليوم السبت، عن مصدر إسرائيلي قوله إنه "استبعدنا أن تكون نتيجة فحص الرفات مرتبطة بأي أسير إسرائيلي". ونفى المصدر أن يُعد ما تقدّم خرقاً من قبل "حماس"، موضحاً أنه "منذ البداية قدّرنا باحتمال منخفض أن تكون الرفات للأسرى"، وأضاف: "نفضّل أن تسلّم حماس أي رفات لنقوم بالتحقق منه"، متهماً "حماس" بـ"مواصلة خرق الاتفاق من خلال عدم إعادة الجثث".

ووفقاً لـ"واينت"، قدّر المسؤولون الإسرائيليون أن "حماس تحاول عمداً كسب الوقت، بالتوازي مع مساعيها لإعادة ترسيخ سيطرتها في القطاع وتجنّب مواجهة المطالب بنزع السلاح التي يُتوقع أن تُطرح مع دخول القوة الدولية". ولفت الموقع إلى أن التقديرات تشير إلى أنه طالما استمرت المفاوضات حول تشكيل القوة الدولية، ستحاول حماس استخدام جثث الأسرى المتبقين، وعددهم 11، ورقة مساومة، سواء أمام الولايات المتحدة أو أمام إسرائيل، لتحسين شروطها في المحادثات المستقبلية بشأن إعادة إعمار غزة وإدارتها المدنية.

جثامين الشهداء الفلسطينيين.. عبارة عن عظام

في المقابل، أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، أن "جثامين الشهداء الثلاثين الذين استُلمَت أمس الجمعة هي الأصعب من بين الدفعات التي أُفرِج عنها". وقال البرش، في تصريح خاص لوكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) اليوم السبت، إن "الجثامين معظمها عبارة عن عظام فقط، وعدد منها من دون ملامح، إذ ذابت ملامحها بسبب التعذيب والدفن في الرمال".وأشار البرش إلى أن "الاحتلال دفن هذه الجثامين بعد تعذيب وإعدام أصحابها، وبعد فترة أخرجها من الدفن ووضعها في الثلاجات لتسليمها، وهو ما تسبب باختفاء ملامحها وذوبان معظمها تماماً". وكشف عن "وجود ملابس وأحذية لبعض هذه الجثامين، لكنها أيضاً غير واضحة، إلا أن الأهالي قد يتمكنون من خلالها من التعرف إلى أصحابها". ولفت البرش إلى "تهتك الجثامين بسبب تعرضها لإطلاق نار وتنكيل ودهس بالدبابات". وقال إنه ستُتَّخذ الإجراءات ذاتها التي اتُّخذت سابقاً مع الدفعات السابقة من الجثامين، وستُعطى فرصة للأهالي للاطلاع عليها. وأفاد بأن "ذوي 75 شهيداً من أصل 255 جثماناً أُفرِج عنها منذ وقف إطلاق النار في غزة، فيما دُفن 120 شهيداً مجهولي الهوية".

الأردن وألمانيا مع قوة دولية بتفويض من مجلس الأمن

في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي، إن القيادة المركزية الأميركية تتولى إعداد خطة القوة الدولية لنشرها في غزة، وتشمل إنشاء قوة شرطة فلسطينية جديدة يتم تدريبها وفحصها من قبل الولايات المتحدة ومصر والأردن، إلى جانب قوات من دول عربية وإسلامية.  وفي السياق نفسه، رأى الأردن وألمانيا اليوم السبت، أن القوة الدولية التي من المزمع أن تنتشر في قطاع غزة، يجب أن تحصل على تفويض من مجلس الأمن الدولي. وقال وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي "كلنا متفقون على أنه من أجل أن تتمكن قوة الاستقرار من أن تكون فاعلة في أداء مهمتها، يجب أن تحصل على تفويض من مجلس الأمن الدولي". وشدد الصفدي على أن الأردن لن يرسل جنوده للمشاركة في هذه القوة، علماً بأن عمان تشارك في مركز أقامته الولايات المتحدة في جنوب إسرائيل، لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وأتت تصريحات الصفدي خلال منتدى "حوار المنامة" في العاصمة البحرينية، الى جانب نظيره الألماني يوهان فاديفول الذي أعرب عن دعم برلين أيضاً لمنح القوة الدولية في غزة تفويضا أممياً. ورأى فاديفول أن القوة ستكون "في حاجة إلى سند واضح في القانون الدولي"، مقرّاً بأن ذلك "يكتسب أهمية بالغة بالنسبة للدول التي قد تكون مستعدة لإرسال قوات الى غزة، وللفلسطينيين. ترغب ألمانيا أيضاً في أن ترى تفويضاً واضحاً لهذه القوة".

 

الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي لحماية الأسرى

المدن/01 تشرين الثاني/202

دعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل من أجل وقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون. وجاءت الدعوة بعد نشر شريط مصور لوزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، وهو يتجول بين أسرى فلسطينيين مكبلين بالأصفاد ومطروحين على الأرض، قائلاً: "بقي أمر واحد يجب تنفيذه، وهو إعدامهم".

جرائم حرب

وأكدت الخارجية الفلسطينية، في بيان،  أن إسرائيل ترتكب بقيادة حكومتها وبن غفير "جرائم حرب وسياسات قمعية وتنكيل ممنهج بحق الأسرى في سجونها". وقالت إن "إسرائيل ومنظومتها الاستعمارية تستخدم الاعتقال التعسفي والتعذيب كأداة من أدوات الحرب". وشددت الوزارة على أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين تعد "وفق القانون الدولي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب المحاسبة والعقاب". وأضافت أن مواصلة الاحتلال الإسرائيلي منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة الأسرى داخل السجون إضافة لحرمانهم من الزيارات العائلية "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف".

ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في قطاع غزة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يشتكي أهالي الأسرى الفلسطينيين من منع الاحتلال لهم من زيارة ذويهم داخل السجون. كما منعت سلطات سجون الاحتلال طواقم لجنة الصليب الأحمر من زيارة الأسرى الفلسطينيين، وفق ما أكدت اللجنة في بيانات عدة.

وتعتقل إسرائيل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً أودى بحياة العديد من المعتقلين، وفقا لمنظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية.

تعذيب وحرمان

وأوضحت الخارجية أن إسرائيل ترتكب ممارسات إجرامية بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها بما في ذلك "التعذيب، والحرمان، والإهمال الطبي المتعمد، والعقوبات الجماعية، وعمليات القتل البطيء". ولفت البيان، إلى أن تلك الممارسات تشكّل "امتداداً لحرب الإبادة الاسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده". وطالبت المجتمعَ الدولي ومؤسساته، "بالتحرك العاجل للجم ووقف هذه السياسات والجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك جرائم القتل العمد والإعدامات الميدانية، التي تُعدّ وفق القانون الدولي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تستوجب المحاسبة والعقاب". وحمّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية، "المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الأسرى"، مشددة على أن "صمت المجتمع الدولي يشجع إسرائيل على التمادي في جرائمها وانتهاكاتها الممنهجة بحقهم". وخلال حرب الإبادة التي استمرت لعامين على قطاع غزة، تزايدت الاعتداءات على المعتقلين الفلسطينيين، قبل أن تنتهي باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

 

فيدان يلتقي وفداً من "حماس": بحث المستجدات في قطاع غزة

المدن/01 تشرين الثاني/202

استقبل وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، وفداً من المكتب السياسي لحركة "حماس" في مدينة إسطنبول، في لقاء بحث مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، خاصة تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية. وضم الوفد رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، فيما عممت وزارة الخارجية التركية صوراً للقاء من دون كشف المزيد من التفاصيل. ويأتي هذا اللقاء قبل يومين من اجتماع ستحتضنه إسطنبول، الإثنين المقبل، لوزراء خارجية الدول التي شاركت في اللقاء الذي عقد مع الولايات المتحدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أيلول/ سبتمبر الماضي، لبحث المرحلة التالية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وآليات دعم خطة السلام". وأكد وزير الخارجية التركية أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يزال "هشاً" بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة ضمان تنفيذه بالكامل، وقال: "رغم أن الاتفاق لا يزال هشاً بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، إلا أنه يُتيح فرصة هامة لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة. يجب علينا ضمان تنفيذه بالكامل". كما شدد على أهمية ضمان إدارة الفلسطينيين للقطاع "للمضي قدماً بالزخم الذي تولد في قمة شرم الشيخ" التي انعقدت في مصر في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

حصار متواصل وخروقات إسرائيلية

ورغم صمود اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض حصاره على قطاع غزة، إذ لا يزال عدد الشاحنات التي تدخل القطاع "لا يقارن" بما تم الاتفاق عليه، بحسب تقارير أممية وحكومية فلسطينية. ويتذرع الاحتلال بعدم تسلم جميع جثث الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" لمواصلة حصاره وخروقاته اليومية، والتي تسفر عن سقوط شهداء وجرحى في مناطق متفرقة من غزة. وفي هذا السياق، استُشهد فلسطينيان وأُصيب ثالث بنيران قوات الاحتلال في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن مستشفى العودة في النصيرات استقبل جثمان شهيد انتُشل من مدينة الزهراء، إضافة إلى مصاب جراء إطلاق النار شرق مخيم البريج وسط القطاع. كما استُشهد شخص آخر متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال أمس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفق مصادر طبية.

جثامين "مُعذبة" ومجهولة الهوية

وفي ملف الجثامين، كشف مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، أن "جثامين الشهداء الثلاثين" التي سلمتها إسرائيل كانت "الأصعب" من بين الدفعات التي تم الإفراج عنها منذ وقف إطلاق النار. وقال البرش، في تصريح لوكالة "صفا"، إن "الجثامين معظمها عبارة عن عظام فقط، وعدد منها من دون ملامح، إذ ذابت ملامحها بسبب التعذيب والدفن في الرمال". وأضاف أن الاحتلال "قام بدفن هذه الجثامين بعد تعذيب وإعدام أصحابها، وبعد فترة أخرجها من الدفن ووضعها في الثلاجات لتسليمها، ما تسبب باختفاء ملامحها وذوبان معظمها تماماً". وأشار إلى وجود ملابس وأحذية "قد تمكن الأهالي من التعرف على أصحابها"، لكنه أكد تعرض الجثامين لتهتك شديد نتيجة إطلاق النار و"التنكيل والدهس بالدبابات". وذكر البرش أن ذوي 75 شهيدًا من أصل 255 جثماناً أفرج عنها منذ بدء الهدنة تمكنوا من التعرف على ذويهم، فيما تم دفن 120 شهيدًا مجهولي الهوية.

قصف ونسف في خانيونس

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن جيش الاحتلال نفذ عملية نسف واسعة شرقي مدينة خانيونس جنوب القطاع، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشرقية للمدينة خلال الساعات الأخيرة. وفي السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان إيال زامير بحث مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي تطورات الأوضاع في قطاع غزة، في مؤشر على استمرار التنسيق العسكري بين الجانبين خلال مرحلة التهدئة وما بعدها.

 

العراق: الحشد الشعبي يعتقل 4 سوريين بتهم التجسس لإسرائيل

المدن/01 تشرين الثاني/202

اعتقلت ميلشيا "الحشد الشعبي" 4 سوريين ينحدرون من محافظة السويداء في العراق، بتهمة "التجسس" لصالح إسرائيل. ونقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر أمنية، قولها إن "استخبارات هيئة الحشد الشعبي" نفذت عملية نوعية في محافظة الديوانية، أسفرت عن القبض على شبكة تجسس لإسرائيل مكونة من 4 سوريين، يقودهم شخص يدعى "لورنس". وأضافت أن "شبكة التجسس" كان تقيم داخل أحد المساكن المؤجرة في مركز المحافظة، "وضبطت بحوزتهم خرائط وصوراً توثق مواقع ونقاط أمنية في محافظتي النجف الأشرف والديوانية". وقالت المصادر، أن "التحقيقات الأولية كشفت ارتباط المتهمين بجهة خارجية تعمل على جمع معلومات أمنية لصالح إسرائيل"، مضيفةً أن "الموقوفين نُقلوا إلى جهة مختصة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وفق أحكام القوانين النافذة". من جهتها، أفادت مصادر محلية من السويداء، بأن الشبان الأربعة ينحدرون من محافظة السويداء، وهم: ميلاد لورنس أبو فخر، غدي أيمن بُحصاص، بلال جهاد نصر، كمي رشيد. وقالت إن التهم الموجهة إليهم "مُلفقة"، كما ناشدت المنظمات الحقوقية للتدخل والإفراج عنهم، مضيفة أن الشبان قصدوا العراق بهدف العمل، وهم الآن في سجن السلطات العراقية في الديوانية. وتكرر خلال الفترة الماضية توقيف عدد من الشبان الدروز في عدد من الدول العربية مثل مصر، بتهم مختلفة منها التعاون والترويج لإسرائيل، وذلك بعد الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء في تموز/يوليو الماضي، والتدخل الإسرائيلي لصالح الدروز ضد قوات الحكومة السورية. وفي أيلول/سبتمبر، قبضت السلطات المصرية على حسام فؤاد أبو خير، وماجد الريشاني وعناد كمال، وهم دروز من محافظة السويداء، لأسباب مجهولة، وذلك بعد وقت قصير من إعلانهم عن تأسيس "رابطة الموحدين الدروز في مصر".

 

"قسد" تحتفظ برواتب مقاتليها العرب.. خشية انشقاقهم شرق سوريا

إدلب - أحمد العقلة/المدن/01 تشرين الثاني/202

في تطور يعكس التوترات الداخلية المتصاعدة داخل صفوف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أفادت مصادر خاصة من جبهة السبخة في محافظة الرقة، "المدن"، بأن قيادات بارزة في الميليشيا الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) عقدت اجتماعاً طارئاً السبت، مع عدد من العناصر العربية، لإبلاغهم بقرارات مالية تثير مخاوف من انشقاقات جماعية. ووفقاً للمصادر، أكد قيادي عسكري بارز في "قسد" أن الأموال الخاصة بالمالية العامة، ستصل إلى المنطقة خلال يومين أو ثلاثة أيام، لكن صرف الرواتب سيقتصر حصراً على مستحقات شهر تشرين الأول/أكتوبر فقط. وأوضح القيادي أن رواتب الشهور السابقة، وهي شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، لن تُصرف، داعياً العناصر إلى "نسيان مستحقاتهم السابقة"، في خطوة وُصفت بأنها "مخادعة ومُهينة" لجهود المقاتلين العرب الذين يشكلون عماد القوات في المناطق العربية الشرقية.

استياء واسع وتوتر يهدد التماسك

وأثار هذا الإعلان موجة من الاستياء الشديد بين المقاتلين، الذين يرون في هذه السياسة محاولة للضغط عليهم وسط التحديات السياسية والعسكرية الراهنة في شرق سوريا.

حالة من الفوضى والتوتر

وأشارت المصادر إلى أن حالة من الفوضى والتوتر سادت صفوف الميليشيا، خصوصاً بعد أن تبيّن أن نحو 30% فقط من العناصر قد تسلموا رواتبهم للشهرين الماضيين، بينما يعاني ما يقارب 70% من عدم تقاضي أي مستحقات مالية منذ ثلاثة أشهر، أي منذ مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025. وتأتي هذه الخطوة في سياق مخاوف قيادات قسد من احتمال انشقاق المقاتلين العرب، الذين يشكلون نسبة كبيرة من القوى القتالية في الرقة ودير الزور، خصوصاً مع التحولات السياسية الأخيرة في دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.  ووفقاً لشهادات سابقة من عناصر في المنطقة، يُعامل المقاتلون الأكراد بشكل مختلف، حيث يتقاضون رواتبهم شهرياً دون تأخير، بينما يُحتجز الدفع للعرب كـ"ضمانة" لمنع الانشقاقات، مما يعزز الشعور بالتمييز العرقي داخل التنظيم.

خلفية التوترات: بين التمويل الأمريكي والضغوط الداخلية

وتشير التقارير إلى أن "قسد" تعتمد بشكل أساسي على الدعم المالي والعسكري الأميركي لتمويل رواتب مقاتليها، والتي تتراوح بين 100 إلى 800 دولار أميركي شهرياً، وهي الأعلى مقارنة ببقية الفصائل في سوريا. ومع ذلك، يبدو أن التأخير في التمويل، إلى جانب الضغوط السياسية للاندماج في الجيش السوري الجديد بقيادة الرئيس أحمد الشرع، قد أدت إلى هذه الأزمة. وفي مقابلة حديثة مع قناة "سي بي إس نيوز" في تشرين الأول/أكتوبر 2025، أكد الشرع أن "لا حاجة للأكراد أو قسد للقتال من أجل حقوقهم"، مشيراً إلى أن الدستور الجديد سيكفل ذلك، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الدعم الأمريكي للقوات الكردية. كما أن التوترات في الرقة ليست جديدة؛ فقد شهدت المدينة حملات اعتقالات واسعة من قبل قسد في أيلول/سبتمبر 2025 لأغراض التجنيد الإجباري، مما أثار احتجاجات محلية ومخاوف من تصعيد.  ويُقدر عدد مقاتلي "قسد" بأكثر من 100 ألف، معظمهم من العشائر العربية في الرقة ودير الزور، مما يجعل أي انشقاق محتمل تهديداً وجودياً للتنظيم.

خطر عودة "داعش" وفوضى أمنية

ويخشى المراقبون أن يؤدي هذا الوضع إلى تفكك صفوف "قسد" في شرق سوريا، خصوصاً مع الضغوط التركية المستمرة على المناطق الكردية والمخاوف من عودة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي ما زالت "قسد" تحرسه في سجون مثل الهول.

 

"قسد" تُسلّم لوائح بأسماء 70 قيادياً.. لدمجهم بوزارة الدفاع

محمد كساح/المدن/01 تشرين الثاني/202

يبدو أن ملف الدمج بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش السوري يسير في اتجاه متصاعد، بدءاً من التسريبات التي نشرتها وسائل إعلامية من شرقي الفرات حول تسليم "قسد" قائمة تضم نحو 70 قيادياً منها التي ستندمج ضمن الجيش السوري والألوية الخاصة، وصولاً إلى تصريح المبعوث الأميركي توم باراك حول اقتراب التوصل إلى "أرضية مشتركة".

هل بدأ الاندماج؟

وبحسب ما نقله موقع "نورث برس،" فقد سلمت قوات سوريا الديمقراطية، التحالف الدولي قائمة بأسماء قادة الفرق العسكرية التي ستندمج ضمن الجيش السوري والألوية الخاصة، وممثلي القوات ضمن وزارة الدفاع وقيادة الأركان السورية، علماً أن القائمة تضم أسماء نحو 70 قيادياً شاركوا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وتضم القائمة أسماء قادة الفرق العسكرية الثلاث التي ستندمج ضمن الجيش السوري كفرقة في الجزيرة السورية، وأخرى في منطقة “الفرات” والثالثة في دير الزور، بحسب أحد المصادر. وكذلك تضم القائمة أسماء قادة لقيادة ثلاثة ألوية خاصة تابعة لقيادة أركان الجيش، وتحدث أحد المصادر عن نسبة 30% لقادة من "قسد" ضمن هيئة الأركان. وسيركز أحد الألوية على "مكافحة الإرهاب" وسيعمل بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي في عموم الأراضي السورية، بحسب ما نقله الموقع.

وزارة "الدفاع" لا ترد و"قسد" تؤكد

وفيما اكتفت وزارة الدفاع السورية بعدم الرد على تساؤلات "المدن" حول المعلومات المتداولة، أشار مصدر من الوزارة طلب عدم التصريح باسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام إلى أنه "لا يوجد شيء رسمي من الوزارة حول عملية الدمج حتى الآن". أما المتحدث باسم وفد ممثلي شمال وشرق سوريا التفاوضي ياسر السليمان، فأكد لـ"المدن" أنه تواصل "مع المعنيين بخصوص تسليم لوائح باسم شخصيات عسكرية من قوات سوريا الديمقراطية يمكن أن تتسلم مناصب ضمن وزارة الدفاع السورية كخطوة أولى للاندماج ضمن الجيش السوري"، مشيراً إلى أن "الإدارة قامت فعلاً بإرسال قوائم بأسماء هذه الشخصيات التي ستتوزع على عدة فرق للجيش تشمل الرقة ودير الزور والحسكة". وأكد أيضاً، أنه "تم التنسيق بين الطرفين بشأن الأمن الداخلي على غرار التنسيق الذي جرى بخصوص الدمج العسكري". ولفت السليمان إلى استمرار اللقاءات بين الوفود من الطرفين وتمت مناقشة العديد من الاستحقاقات والملفات وعلى رأسها صلاحيات المحافظين والحوكمة والإدارة المحلية والقانون 107، مؤكداً أن "كل اللجان جاهزة للتفاوض حول كل الملفات". وفي السياق، كشف السليمان أن المبعوث الأميركي توم باراك "طرح مشروعاً مشتركاً بين قسد والجيش السوري يتضمن تشكيل قوة مشتركة لمكافحة الإرهاب تتلقى تدريبات من قبل التحالف الدولي بشكل مشترك"، مبيناً أن الفكرة "لاقت قبولاً لدى قسد، وعلى الأغلب، هي مرحب بها من قبل وزارة الدفاع السورية".  وأشار السليمان إلى تفاؤله من اقتراب تحقيق الدمج الفعلي بين "قسد" والجيش السوري بالتوازي مع حلحلة الملفات الأخرى وعلى رأسها دمج الإدارات وترتيب كافة الصلاحيات، والعمل معاً في ملف مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن اللقاءات بين الوفود تتم على كافة المستويات العسكرية والأمنية والإدارية.

بالون اختبار!

وتعليقاً، ينظر الباحث في العلاقات الدولية والشأن التركي مهند حافظ أوغلو إلى التسريبات كـ"بالون اختبار"، مؤكداً لـ"المدن" أن "الملف لا يسير في المسار الصحيح أو في اتجاه الدمج الحقيقي لعدم وجود خطوات فعلية من قبل قسد للدفع بهذا الملف مثل تسليم السلاح وحل التشكيلات السياسية والمضي قدماً باتجاه المواطنة"، بحسب تعبيره. ويشير حافظ أوغلو إلى أن "قسد لا تزال تستهدف المدنيين والعسكريين بالتوازي مع حفر الأنفاق"، وبالتالي، يستبعد وجود توجه حقيقي نحو الاندماج وتنفيذ اتفاق آذار/مارس 2025.

ويوضح أن هناك "عوائق تواجه تنفيذ هذا الاتفاق أبرزها التبعية الكاملة لـ(بي كا كا)، الذي تتواجد قادته في المالكية والقامشلي وهم المتحكمون بالقرار الفعلي". وبناء عليه، يرى "صعوبة التوصل إلى حل عملي لهذا الملف إلا عبر طريق الحسم العسكري". وحول إمكانية أن يقود التحالف الدولي جهود الوساطة بين الطرفين، يشير حافظ أوغلو إلى أن التحالف بصدد التحول إلى تحالف إقليمي بوزن محدود وسط تضاؤل الدور الأميركي في سوريا مقابل إمساك كل من الرياض وأنقرة بتفاصيل الملف السوري ما يعني أن استنساخ تجربه شمال العراق مرفوضة، وأن سوريا ستكون موحدة مركزية.

 

صراع علني داخل الحكومة الألمانية.. بسبب اللاجئين السوريين

المدن/01 تشرين الثاني/202

تعيش ألمانيا خلافاً علنياً بين وزارتي الداخلية والخارجية على خلفية الخطط المتعلقة باستئناف ترحيل اللاجئين السوريين، وسط رفض رسمي لمنح السوريين الإذن بزيارة بلدهم الأصلي، من دون أن يؤدي ذلك إلى فقدانهم حق اللجوء.

ترحيل محدود

وقالت شبكة "بيلد" الألمانية، إن وزارة الداخلية تصر على تنفيذ اتفاق الائتلاف الحكومي الذي ينص على أن "عمليات الترحيل إلى سوريا يجب أن تبدأ بالمجرمين"، وهو ما يتعارض مع الموقف الذي أطلقه وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول خلال زياراته إلى ضواحي دمشق، حيث أكد أن عودة اللاجئين السوريين في الظروف الحالية "ممكنة في حالات محدودة للغاية فقط " نظراً لأن معظم البنية التحتية في البلاد قد دمرت. إلا أن وزارة الداخلية تؤكد أنه يمكن تهيئة الظروف لعودة اللاجئين، إذ أكد متحدث باسم الوزارة أن برلين تجري مفاوضات مع دمشق على اتفاقية تسمح بإجراء عمليات الترحيل، وأن الوكالة الاتحادية للهجرة واللاجئين استأنفت بالفعل دراسة طلبات السوريين، لاسيما الشبان القادرين على العمل والذين وصلوا بدون عائلاتهم. وكان المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شنيك، أكد في نيسان/ إبريل الماضي، أن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بدأ بتقديم دعم مالي لتحفيز اللاجئين السوريين على المغادرة الطوعية إلى بلادهم.

لا رحلات استطلاعية

في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية الألمانية أن سفر اللاجئين السوريين إلى وطنهم سيؤدي مستقبلاً إلى فقدان حقهم في الحماية داخل ألمانيا، مشددة على رفض السماح بالزيارات المؤقتة إلى سوريا من دون تأثير على وضع اللجوء. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية إن "الوزارة وبعد دراسة متأنية، قررت عدم السماح للسوريين والسوريات بالسفر القصير إلى وطنهم من دون أن يؤثر ذلك على وضع الحماية"، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وكانت الحكومة الألمانية السابقة قد أعلنت بأنها تدرس إمكانية السماح للسوريين لإجراء رحلات استطلاعية من أجل التحضير لاحتمال العودة الطوعية إلى سوريا، وذلك عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، لكن الفكرة لم تُنفذ. ويفقد السوريون عادة وضع الحماية إذا تبيّن أنهم كانوا في بلدهم الأصلي، لأنه يُعتبر دليلاً على أن أسباب الحماية لم تعد قائمة، ولا تُمنح استثناءات إلا في حالات محددة جداً، مثل حالة وجود قريب من الدرجة الأولى على فراش الموت. والخميس الماضي، زار وزير الخارجية الألمانية يوهان فاديفول دمشق، والتقى مع الرئيس السوري أحمد الشرع. واستبعد الوزير إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الوقت القريب، مشيراً إلى أن حجم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب ما زال يحول دون عودة الحياة الطبيعية في البلاد.

وأوضح خلال زيارته إلى مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، أن البنية التحتية في سوريا ما زالت مدمّرة إلى حدّ كبير، وهذا لن يشجع كثيرين على اتخاذ خطوة العودة في الوقت القريب.

 

الاحتلال يُصعّد بريف القنيطرة: توغلات وتحركات عسكرية واسعة

القنيطرة - نور الحسن/المدن/01 تشرين الثاني/202

شهدت محافظة القنيطرة خلال الأيام الأخيرة تصعيداً ميدانياً لافتاً، تمثل في سلسلة توغلات وتحركات عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي داخل أراضي المحافظة، ترافقها أعمال تحصين وإنشاء سواتر في عدد من المواقع.

تحركات في ريف القنيطرة الشمالي

توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام خمس سيارات عسكرية انطلقت من القاعدة المستحدثة في قاعدة الحميدية، مروراً بقريتي الحرية وأوفانيا وصولاً إلى التل الأحمر في ريف القنيطرة الشمالي.

وبحسب المعلومات الميدانية، سبق هذا التوغل تحرك رتل عسكري مؤلف من 12 عربة صباحاً من القاعدة ذاتها، سلك الطريق نفسه باتجاه الموقع ذاته. وفي وقت لاحق، توغلت قوة إسرائيلية مكونة من دبابتين وعدد من الآليات العسكرية وجرّافة باتجاه طريق الصمدانية الشرقية – خان أرنبة وصولاً إلى ثكنة الصقري قرب أوتستراد السلام. واستمر التوغل قرابة ساعتين قبل أن تنسحب الآليات الثقيلة باتجاه قاعدة الحميدية، مع بقاء بعض السيارات داخل قرية الصمدانية الشرقية.

تحركات جنوب القنيطرة ومحاولات للتغلغل المدني

كما توغلت صباح اليوم السبت، أربع سيارات إسرائيلية في قرية العِشّة بريف القنيطرة الجنوبي، حيث عرض عناصر القوة على الأهالي تقديم مساعدات غذائية وطبية، بل وصل الأمر إلى عرض بناء مسجد في القرية، غير أن الأهالي رفضوا هذه العروض بشكل قاطع. وفي سياق متصل، تواصل القوات الإسرائيلية تمركزها داخل قاعدة العدنانية بريف القنيطرة، حيث تعمل جرافات تابعة لها على رفع سواتر ترابية وحفر خنادق ضمن خطة لتحصين المواقع وتعزيز دفاعاتها الميدانية. وأغلقت قوات الاحتلال طريق الصمدانية الغربية بعد نصب حاجز مزود ببوابة عند مدخل القرية، كما نصبت حاجزاً آخر عند مفرق قرية السنديانة بريف القنيطرة. وفي الوقت ذاته، وصلت آليات إسرائيلية إلى إحدى الثكنات العسكرية التابعة للواء 90 سابقاً في قرية كوم محيرس بريف القنيطرة الأوسط، حيث منعت حركة المرور في المنطقة. وبعد توغل استمر لأكثر من ست ساعات، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم من عدة نقاط بريف القنيطرة عند الساعة السادسة صباحاً، في حين تواصل طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحليقها اليومي فوق أجواء المحافظة، في مشهد يؤكد استمرار حالة التوتر الميداني في المنطقة.

 

مستشار الشرع يزور تركيا ورأس العين لتوحيد جهود عشائر سوريا

إدلب - أحمد العقلة/المدن/01 تشرين الثاني/202

في إطار تعزيز الروابط بين أبناء العشائر السورية داخل سوريا وخارجها، قام وفد رسمي برئاسة المستشار الرئاسي لشؤون العشائر والقبائل العربية السورية، جهاد عيسى الشيخ، بزيارة رسمية إلى مدينة أورفا التركية. رافق الوفد رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية، الشيخ عبد المنعم الناصيف، وعدد من أعضاء المجلس، حيث التقوا بأبناء العشائر السورية المقيمين هناك.

تعزيز التواصل والتلاحم

وأفاد مصدر خاص في مكتب شؤون العشائر والقبائل العربية السورية بأنه "في إطار حرص رئاسة الجمهورية العربية السورية على تعزيز التواصل والتلاحم بين أبناء العشائر والقبائل السورية داخل الوطن وخارجه، قام وفد رسمي برئاسة المستشار الرئاسي لشؤون العشائر والقبائل العربية السورية جهاد عيسى الشيخ، يرافقه رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية الشيخ عبد المنعم الناصيف وعدد من أعضاء المجلس، بزيارة رسمية إلى مدينة أورفا التركية للقاء أبناء العشائر والقبائل السورية المقيمين هناك". وأوضح المصدر ذاته أن "الزيارة تهدف إلى تعزيز أواصر التواصل والتعاون بين أبناء العشائر السورية، وتوحيد الجهود الوطنية بما يسهم في تقوية الروابط الاجتماعية والإنسانية بين أبناء العشائر في الداخل والخارج، تأكيداً على وحدة الصف الوطني ودور العشائر في الحفاظ على النسيج الاجتماعي السوري". كما أكد المصدر الخاص أن "الزيارة تضمنت أيضاً لقاءات موسعة مع وجهاء وشيوخ العشائر السورية في تركيا، جرى خلالها بحث سبل التعاون المشترك، وآليات تفعيل دور العشائر في دعم الاستقرار المجتمعي وتعزيز الانتماء الوطني". وبعد انتهاء الجزء التركي، توجه المستشار الرئاسي جهاد عيسى الشيخ إلى مدينة رأس العين، حيث التقى ممثلين عن العشائر المحلية. وأضاف المصدر نفسه: "بعد انتهاء الزيارة في تركيا، توجه المستشار الرئاسي جهاد عيسى الشيخ إلى مدينة رأس العين، حيث التقى عدداً من ممثلي العشائر هناك، في إطار متابعة جهود تنظيم وتأسيس مكاتب تابعة لمستشار الرئيس أحمد الشرع جهاد عيسى الشيخ، بهدف توسيع نطاق العمل المؤسساتي للعشائر السورية وتعزيز التنسيق بينها ضمن رؤية وطنية شاملة".

جهود مستمرة لمكتب العشائر

وتندرج الزيارة ضمن جهود مستمرة لمكتب شؤون العشائر، كما تأتي ضمن سلسلة من الجهود التي يبذلها مكتب شؤون العشائر والقبائل العربية السورية لتوطيد العلاقات الأخوية بين أبناء الوطن الواحد، وتأكيد الدور المحوري للعشائر في دعم وحدة سوريا أرضاً وشعباً. وأفاد المصدر الخاص أن جهاد عيسى الشيخ، الذي تم تعيينه مستشاراً للرئيس أحمد الشرع لشؤون العشائر والقبائل العربية السورية، يتولى تنسيق الجهود المتعلقة بالعشائر داخل سوريا وخارجها، بما في ذلك تنظيم اللقاءات وتأسيس المكاتب التابعة لهذا المكتب. وأعلن عن تعيين جهاد عيسى الشيخ، المعروف بلقب أبو أحمد زكور، معاوناً لرئيس الجمهورية العربية السورية لشؤون العشائر قبل عدة أسابيع. وجاء الإعلان بعد أشهر من سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وفي سياق محاولات بقيادة أحمد الشرع لتوحيد الصفوف القبلية والعشائرية في الشمال السوري.

من هو جهاد عيسى الشيخ؟

ولد جهاد عيسى الشيخ في الثمانينيات من في حي الميسر في مدينة حلب، من عشيرة البوعاصي التابعة لقبيلة البكارة الهاشمية، التي تتمتع بنفوذ تقليدي واسع في مناطق الشمال. نشأ في بيئة قبلية محافظة، حيث تلقى تعليمًا دينياً إسلامياً سلفياً، مما شكل شخصيته الدعوية المبكرة. قبل اندلاع الثورة السورية في 2011، انخرط في تسهيل مرور مقاتلين أجانب إلى العراق للقتال ضد الاحتلال الأميركي، عبر علاقات قبلية مع خال زكريا عفاش. أدى ذلك إلى اعتقاله من قبل النظام البائد في 2006، ونقله إلى سجن صيدنايا السيئ السمعة، حيث قضى سنوات حتى إطلاق سراحه عام 2012 مع موجة العفو العامة التي أصدرها الرئيس المخلوع بشار الأسد لمواجهة الاحتجاجات الأولى. مع اندلاع الثورة، انضم زكور فوراً إلى جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، مستفيداً من خلفيته الدينية والقبلية. بدأ كنائب أمير حلب، ثم أصبح أمير القطاع الكامل بين 2012 و2017، حيث أشرف على عمليات عسكرية واسعة ضد قوات النظام في ريف حلب. كان زكور الرجل الثالث في الهيكل القيادي للجبهة، ووصف بأنه "الصندوق الأسود" للرئيس الحالي أحمد الشرع، حيث لعب دوراً حاسماً في تشجيعه على التمرد ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عام 2013، وإعادة البيعة لأيمن الظواهري. مع تكوين هيئة تحرير الشام في كانون الثاني/يناير 2017 من دمج فصائل جهادية، أصبح زكور عضواً في مجلس الشورى، وأميرًا لقطاع حلب، بالإضافة إلى إدارة الاستثمارات المالية خارج سوريا منذ 2019، ومسؤول الأمن العام في 2022.

 

تسلسل تحليلي لتهريب الأسلحة وديناميات الحدود في سوريا

مهيب الرفاعي/المدن/01 تشرين الثاني/202

دخلت سوريا بعد سقوط نظام الأسد مرحلة انتقالية شديدة الاضطراب، اتّسمت بالارتجال المؤسسي العسكري، وتبدّل خطوط المواجهة، وإعادة تشكيل الاقتصاديات غير المشروعة القائمة على التهريب وغسيل الأموال لمصلحة شبكات تهريب واسعة النفوذ. لفهم كيفية تداول الأسلحة داخل سوريا وحولها بعد هذا التحوّل، لا بد من النظر زمنياً إلى كيفية تشكّل شبكات الإمداد بين عامي 2012 و2017؛ أي عندما بلغت العمليات العسكرية ذروتها في سوريا، وكيف تكيفت في منتصف الحرب، وكيف غيّر مشهد ما بعد الأسد عمليات التهريب خلال عام 2025 وتبديل الحوافز والمسارات وإشارات السوق ذات الصلة.

من السرية إلى سلاسل التوريد الهجينة

تشكّل الهيكل الرئيس لاقتصاد تهريب السلاح السوري في مرحلة ما بعد الأسد، في الفترة بين 2012 و2017؛ إذ جرى شراء كميات ضخمة من الأسلحة الخفيفة والذخيرة ذات النمط السوفياتي من أوروبا الشرقية والبلقان، ونقلها عبر تركيا والأردن إلى فصائل المعارضة المسلحة داخل سوريا إما عبر شبكات تهريب قديمة كانت تعرف الطرقات ومداخل المدن الجنوبية بعيداً عن أعين جهاز المخابرات السرية و حرس الحدود، وفي حالاتها الأفضل عبر التنسيق معها عبر شراء فساد ضباطها. وقد موّلت برامج خارجية متعددة، بعضها سري وبعضها علني، عمليات الشراء والنقل، في حين أضافت مشتريات البنتاغون حجماً إضافياً للسوق حيث ساهمت "غرفة موك" برفع وتيرة التهريب بين سوريا وفصائل المعارضة السورية المسلحة حينها، و أغرقت السوق بأنواع أسلحة وعيارات لا حصر لها، و باتت سوريا مرتعاً لشركات التسليح لتجريب سلاحها على ارض حرب ميدانية. وبحكم الحجم الكبير، حدث تسرب هائل نحو السوق السوداء، عبر البيع الجانبي أو الغنائم الميدانية أو الرِّشى، وهذا ما أوجد منظومة تهريب ومستفيدين مستدامة تفوقت على عمر رعاتها الأصليين. في المقابل، استخدمت إيران الأراضي السورية ممراً دائماً نحو لبنان لتزويد حزب الله بأسلحة خفيفة ومتوسطة وصواريخ مضادة للدروع ومكونات مساعدة؛ وهذا المحور البري تكيّف مع تغيّر مستويات الرقابة الحدودية، متنقلاً أحياناً إلى المسارات الجوية أو البحرية قبل أن يعود إلى الطرق البرية والأنفاق. وبحلول منتصف العقد الثاني، تحوّلت سوريا إلى دولة عبور ، وجهة ومستودع ومنصّة انطلاق في آنٍ واحد. كما أضاف تنظيم "داعش" طبقةً أخرى من التعقيد؛ إذ أظهرت الوثائق الميدانية في ذروة تمدده آلاف الأسلحة القادمة من مخزونات حكومية أو من مصادر خارجية، سواء عبر الشراء من وسطاء أو الغنائم اللاحقة للمعارك أو لخيانة ضباط جيش الأسد وبيعها لهم؛ إذ أن بعض الصواريخ المضادة للدروع وصلت إلى يد التنظيم خلال أشهر من دخولها الميدان، وهو ما يعكس سرعة تداول السلاح بمجرد تفكك الجبهات.

جغرافيا التهريب

مع نهاية العمليات العسكرية في سوريا، تبلورت في الميدان أربعة محاور رئيسة للتهريب، كل واحدة منها ذات خصوصية جغرافية ولوجستية وسياسية تميّزها عن غيرها. وأدّى سقوط النظام إلى فوضى مؤسسية فورية؛ فخطاب تفكيك الأجهزة الأمنية وإعادة الهيكلة، مع إعادة تموضع القوى المحلية، خلق بيئة مثالية للتسرب: مستودعات من دون رقابة، قادة يبيعون مخزونهم بوصفه ضماناً، وسماسرة يختبرون حدود السيطرة الجديدة. وشدّدت الدول المجاورة رقابتها، خصوصاً الأردن، الذي أعلن عن زيادة في عمليات التهريب باستخدام الطائرات المسيرة الصغيرة. كما كثّفت تركيا مداهماتها ضد خلايا "داعش" ومخازن الأسلحة في الشمال، في حين عزّز العراق تحصين معبر القائم-البوكمال. أما على محور لبنان، فقد بقيت عمليات نقل الأسلحة الموجهة متقطعة وخطرة بسبب الضربات المتبادلة.، وضربات إسرائيل لأيّة عمليات تهريب بين البلدين بوصفها خطراً وجودياً على مستوطنات شمال الأراضي المحتلة.

أول هذه المحاور هو المحور السوري-اللبناني الممتد بين القلمون والبقاع الشرقي والقصير، الذي تحوّل إلى حوض تهريبي متعدد السلع، يستقبل ويعيد توجيه وقوداً ومخدرات وذخائر وقطع سلاح على نحو متداخل. يستفيد الفاعلون من تضاريس القلمون الجبلية وشبكة القرى المتداخلة لإخفاء الحمولات وإعادة تسفيـرها إلى وديان البقاع؛ حيث هناك تعمل وسائط النقل المحلية ووسطاء محليون مرتبطون بأحلاف سياسية وطائفية لتسهيل العبور. العلاقة مع شبكات المهربين اللبنانية متجذرة سواء عائلياً او مادياً؛ إذ يوفِّر الطرف اللبناني سوقاً مبادِلاً وممرّات لإعادة تصدير البضائع، في حين ترفع دوريات الأمن والدفاع الجوي مستوى المخاطرة فتؤدي إلى تدوير أساليب النقل ليلاً، أو عبر طرق فرعية، أو بعبور بحري مقتصد إلى قبرص وأوروبا. أما القوس الجنوبي فيشمل ريف دمشق الغربي والقنيطرة ودرعا والسويداء نحو الأردن، ويتميز هذا القوس بحرية حركة نسبية بالرغم من تكرار الاشتباكات وعمليات الاعتراض و توع المستفيدين على هذا الخط من عشائر وشبكات تريب تقليدية وسكان محليين، وهو من أكثر المحاور مرونة في التكيّف. تراوح مهربو السلاح هنا بين استغلال القوافل التقليدية ودمج الشحنات مع شحنات تجارية أو مخدرات لتشتيت الانتباه؛ لذلك كثيراً ما يُكتشف السلاح مصحوباً بمواد أخرى. كذلك لعبت المشهدية القبلية والولاءات المحلية دوراً محورياً في توفير ملاذات مؤقتة وتسهيل التنسيق مع شبكات العبور الأردنية إلى الخليج او الأراضي الفلسطينية المحتلة أو الأسواق الداخلية، في حين أدت حملات الضبط المتقطعة إلى ارتفاعات مؤقتة في الأسعار وابتكار تكتيكات لخفض البصمة الأرضية، مثل الرحلات الجوية القصيرة باستخدام طائرات مسيرة صغيرة.

المحور الثالث يمتد بين البوكمال السورية والقائم العراقية؛ وهذا المحور كان العمود الفقري اللوجستي الذي يربط مناطق نفوذ ميليشيات متعددة على جانبي الحدود العراقية السورية، فخُصّص لنقل المواد الثقيلة والمكونات الفنية وصيانة المعدات. تتحكم فيه مجموعات محلية وميليشيات إقليمية متناوبة، ويعتمد على سلسلة من نقاط التفريغ والورش التي تُعيد تجميع الشحنات قبل إرسالها داخل الأراضي السورية أو إلى العراق. لهذا المحور طابع أكثر طائفية وصناعية من غيره؛ إذ تعمل عليه الشبكات الشيعية وفيه مستودعات، نقل بضائع ثقيلة، ووجود وسطاء تجاريين يلعبون دوراً في تلميع سلسلة التوريد وشرعنتها ظاهرياً عبر معاملات ووثائق مزورة أو متواطئة مع حرس الحدد من الجانبين السوري أو العراقي. أما المحور الشمالي فيمتد بين حلب وإدلب وهاتاي/ كيليس؛ وهذا المحور هو بوابة دخول المقاتلين والمعدات من وإلى تركيا؛ ويتميز بقربه من موانئ وخطوط إمداد إقليمية. مع تصاعد الحملات التركية ضد خلايا الأكراد وتشديد الرقابة على المعابر، تقلصت حركة الشحنات الكبيرة، لكن بقيت شبكات خلوية صغيرة تنشط في تهريب الأسلحة الخفيفة، المناظير، أجهزة الاتصالات والذخائر بكميات محدودة. اعتمد المهربون هنا على طرق التفاف عبر مناطق سيطرة فصائل محلية وفصائل من المهاجرين الأجانب ( الأوزبك و الفرنسيين)، وخلط الشحنات عبر أنفاق أو حِيل لوجستية قصيرة المدى، وهذا ما جعل تكاليف العبور والالتزام بسرية المسار أعلى لكن مع قابلية استمرارية بسبب الطلب المحلي والإقليمي.

اقتصاد التهريب ومصادر القطع

اعتمدت الشبكات على تعدد الوسائط لتفادي الرقابة، فكانت القوافل البرية تسلك طرقاً فرعية، وتخلط البضائع غير المشروعة بالمشروعة، وتستخدم منازل آمنة على الحدود ومتسلسلة لتقسيم الشحنات. وعندما تُغلق الحدود، كانت الرحلات الجوية أو البحرية من دول ثالثة تُستخدم بوصفها حلاً مؤقتاً قبل العودة للتوزيع البري داخل سوريا. أما الوسط البشري فشمل وسطاء قَبليين، وعناصر أمن فاسدين، ووكلاء تجاريين مرتبطين بشبكات البلقان، وهذا ما جعل المنظومة متماسكة بفضل الحماية السياسية والخبرة المحلية. كانت السلع المتداولة شبه ثابتة بدءاً من بنادق كلاشينكوف التقليدية ، ورشاشات "PKC" و"PKM"، ورشاشات "دوشكا" و"جي أس إتش-6-30" التي تُحمل على سيارات الدفع الرباعي، قواذف "RPG-7"، قذائف هاون بعيارات 60 و82 و120 ملم، وقنابل يدوية، و"M16" و قناصات الكترونية و حرارية و قناصات من طراز "دوشكا 14.5"؛ إضافة إلى و مسدسات "TT" و"ماكاروف" ومسدسات من طراز "MP443"، و"GSH18".

أما الصواريخ الموجهة مثل "كورنيت" و" كونكورس" و"تاو "، فأصبحت تظهر على نحوٍ دائم بوصفها أسلحة معدّة للتهريب، لا سيما أنها عالية التأثير، إضافة إلى صاروخ "إيغلا" أرض-جو روسي الصنع ويحمل على الكتف، موجه بالأشعة تحت الحمراء ويزن 17.9 كلغ، وهذا السلاح من مخلفات نظام الاسد و موجود بكميات كبيرة في كتيبة الدفاع الجوي في منطقة كناكر في ريف دمشق؛ حيث عثرت إدارة الأمن العام على كميات منه معدة للتهريب إلى لبنان مع جماعات خارجة عن القانون؛ إضافة إلى معدات مساعدة مثل المناظير الليلية وأجهزة الاتصال المشفرة التي كانوا يستخدمونها في المنطقة الجنوبية الغربية من ريف دمشق.

تعكس أسعار السوق السوداء المعتمد على التهريب، خصوصاً في المنطقة الجنوبية، مستوى التوتر الميداني وتوافر الذخيرة، لا سيما بعد التوترات في السويداء وهجوم العشائر وازدياد الطلب على القطع المهرّبة. فذخيرة 5.45Χ39 مم كانت أغلى من 7.62Χ39 مم بسبب ندرة المخزون وارتفاع الطلب عليها، في حين كانت أسعار الذخائر من العيار الأطلسي تنخفض أحياناً عن نظيراتها الروسية. تُباع البضائع المهربة في السوق السوداء بأسعار متفاوتة وفق السوق والمعارك ومسار تدوير السلاح؛ فبندقية الكلاشينكوف أصبح سعرها يتراوح بين 100 و500 دولار أمريكي تبعاً للجودة ومصدرها، في حين قد يُباع صاروخ غراد قصير المدى (قرابة 20 كم) بحوالي 1,700 دولار، ويصل سعر النسخ ذات المدى الأطول (نحو 40 كم) إلى نحو 8,000 دولار. وعلى صعيد الأسلحة الفردية، يُعرض مسدس عيار 9 ملم في مناطق ريف دمشق والقنيطرة بسعر يتراوح بين 400 و500 دولار، في حين تشير المعلومات من الأرض أن مسدس "براونينغ" عيار 9 يباع بنحو 3,000 دولار. أما مسدسات عيار 14 ملم فبدأت أسعارها من نحو 1,000 دولار في بعض المناطق مثل سعسع وكنّاكر ( التي تشكل بموقعها الواصل بين عدة مناطق مكان توزيع للمهربين) وريف درعا الشمالي.

بحلول منتصف العام 2025 تبلورت خريطة تهريب ديناميكية تعكس تباين المسارات والجهات والسلع؛ إذ ظل محور القلمون-البقاع الشرقي-القصير الأعلى قيمة، حيث واصلت شبكات تهريب الصواريخ الموجّهة والقذائف نشاطها بالرغم من الرقابة و رغم الضربات الإسرائيلية لمخازن المهربين وبالرغم من عمليات إدارة الأمن العام السورية الأخيرة لضبط السلاح هناك، في حين برز المحور الجنوبي نحو الأردن بوصفه أكثر المسارات ابتكاراً بعد اعتماد الطائرات المسيّرة لتقليل البصمة الأرضية. أما شرقياً، بقي معبر البوكمال-القائم العمود الفقري لنقل المعدات الثقيلة ومكوّنات السلاح، في حين تراجعت في الشمال الشحنات الكبرى بفعل الضغوط التركية وتبدل موازين القوى، مع استمرار تجارة الأسلحة الصغيرة والمناظير وأجهزة الاتصال عبر شبكات "داعش" و الاكراد.

 من يضبط طرقات التهريب

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أحبط عملية تهريب "وسائل قتالية" في منطقة جبل الشيخ على الحدود بين سوريا ولبنان؛ خلال نشاط ليلي نفذه "لواء الجبال 810" بالتعاون مع "الوحدة 504"، إذ أوقف عدد من المشتبه بهم أثناء محاولتهم نقل وسائل قتالية من الأراضي السورية إلى اللبنانية. تتابع إسرائيل بدقّة منظومة التهريب عبر سوريا وتنفّذ عمليّات اعتراض وقمع متعدّدة الأطراف؛ وتنصب حواجز في المنطقة الجنوبية في سوريا (تنطلق عملياتها من نقاطها التسع في القنيطرة) للتفتيش و الاعتقال لمنفذي محاولات تهريب قرب جبل الشيخ وصولاً إلى مداهمات استخبارية واستهدافات لمنشآت تصنيع صواريخ داخل العمق السوري؛ وآخرها عمليات تفتيش على محور أوتوستراد السلام في القنيطرة، بهدف منع وصول أسلحة متقدّمة إلى مجموعات مسلحة وحلفائها الإقليميين. مؤخراً، اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية طائرات مسيّرة وانخرطت بعمليات رصد وإعاقة لمسارات بحرية وجوية يُشتبه في استخدامها لشحنات تسليح ستهبط في الأراضي السورية. أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية (الشاباك والجيش) أعلنت في الآونة الأخيرة تفكيك شبكات تهريب كانت تربط إيران بخلية داخل الضفة الغربية في فلسطين ، تمر عبر سوريا، وغرضها إيصال أسلحة إلى خلايا مسلّحة، في عمليات استمرت شهوراً قبل الاعلان عنها. هذه الضغوط ساهمت أيضاً في تمكين جهود محلية ودولية لتفكيك مخازن أسلحة على أراضيٍ لبنانية وسورية، ودفعت أجزاءً من النخبة السياسية والعسكرية اللبنانية (مثل مديرية المخابرات واللواء التاسع) إلى تعاون جزئي في البقاع والجنوب. من جهةٍ أخرى، قد تنظر الإدارة السورية الجديدة أو جهات فاعلة داخلها إلى عمليات تهريب السلاح بوصفها عامل يقوّض سيادتها أو يجرّح صدقيّة التعهّدات الجديدة بمكافحة التسليح غير المشروع واحتكار الدولة للسلاح وضبط السوق و مكافحة الإرهاب و العناصر المنفلتة، خصوصاً إذا رُبطت هذه العمليات بعمل استخباري إسرائيلي أحادي من دون تنسيق؛ وهو الأمر الذي يقوض المساعي الدولية لرفع العقوبات و إعادة ترتيب الإدارة السورية الجديدة. ولذلك فإن الأمن العام يسعى جاهداً لضبط هذه الشبكات، لا سيما الموجودة في منطقة كناكر حيث داهمت يوم الأحد 26 تشرين الأول/أكت وبر الجاري، مقراً لأحد المهربين العاملين على طريق الجنوب واعتقلته مع ضبط أسلحة في مخازنه التي يشرف عليها.

أما دول الجوار مثل الأردن، فتبدي مخاوف أمنية واضحة وتحاول منع أيّ تسليح مُهرَّب عبر حدودها، لأن انتشار التهريب يهدّد استقرارها الداخلي، ويساهم في تعزيز فرص التوتر و الحشد و التجمعات العشائرية لا سيما في الشمال والشمال الشرقي، ليبدو أمامنا من هذه الديناميكية أن مكافحة التهريب لم تعد مهمة عسكرية بحتة؛ بل ساحة توازُنية بين استخبارات إقليمية، تغيّرات سياسية داخلية وضغوط دبلوماسية حول منح المساعدات ورفع العقوبات.

 

الشرع إلى واشنطن.. للانضمام إلى التحالف الدولي ضد "داعش"

المدن/01 تشرين الثاني/202

أكد المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور الولايات المتحدة في 10 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، معرباً عن أمله في أن تنضم سوريا إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش". جاء ذلك في تصريحات لباراك خلال مشاركته في الدورة الـ21 لمنتدى المنامة في العاصمة البحرينية.  وستكون زيارة الشرع هي الأولى لرئيس سوري إلى واشنطن، منذ إعلان استقلال البلاد في العام 1946. وقال باراك في كلمته خلال المنتدى، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قرر إعطاء سوريا فرصة من خلال رفع العقوبات مؤكداً أن العمل جارِ من أجل رفع قانون "قيصر". وأضاف أن سوريا شهدت ولادة "نظام جديد"، وأن القيادة السورية قدمت عملاً جيداً جداً خلال الأشهر الأخيرة، مشيراً إلى أن النقاشات مستمرة لكي تبقى سوريا دولة ذات سيادة وتسيطر على كافة أراضيها. وتطرق باراك إلى المشكلات الداخلية التي حصلت في منطقة السويداء وفي الساحل السوري، مؤكداً، من جهة أخرى، أن المفاوضات مع الأكراد في شمال شرقي سوريا، تتقدم على نحو ممتاز، لافتاً إلى أن الرئيس أحمد الشرع تحول من رئيس تنظيم إلى رجل دولة. ولفت إلى أن وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو رفع اسم سوريا من "الدول الراعية للإرهاب"، كما أعطاها درجة أولى، مضيفاً أن الولايات المتحدة تريد التقدم في مجال مكافحة الإرهاب والسلاح الكيماوي، وانضمام الدروز والمسيحيين والأكراد والعلويين. وفي تصريحات نقلها موقع "أكسيوس" الأميركي، قال باراك إنه من المتوقع عقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وسوريا، بوساطة أميركية، بعد زيارة الشرع لواشنطن. وأكد أن هدف الولايات المتحدة هو التوصل إلى اتفاق أمني بين البلدين بحلول نهاية العام. وكان باراك أوضح لقناة "الشرق"، أن هناك اتفاقاً بين سوريا وإسرائيل حول الحدود من دون أن يحدد موعداً، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب. كما أكد في وقت سابق، أن سوريا لا تزال تمثل حجر الزاوية المفقود لتحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط، كما أعرب عن اعتقاده بأن الخطوات التي اتخذتها سوريا نحو اتفاق حدودي مع إسرائيل والتعاون المستقبلي المحتمل، تمثل خطوات أولى نحو تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل.

 

"الخرطوم": لا رثاء في وثائقي الحرب

شادي لويس/الخرطوم/المدن/01 تشرين الثاني/202

كيف يمكن أن تصنع وثائقياً عن مدينة لم تعد موجودة؟ أو بالأحرى بعد أن أقتلع أبطاله وصناعه منها؟ في أواخر العام 2022، بدأ تصوير فيلم "الخرطوم"، لكن الحرب التي اندلعت بين قوات الجيش السوداني وميلشيات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، باغتت صناعه مثلما أخدت سكان العاصمة السودانية جميعهم على غرة. وبعد اكتمال معظم العمل على الفيلم الذي كان المفترض به أن يدور حول الخرطوم في ظل الثورة السودانية والانقلاب العسكري اللاحق عليها، كان على صناعه البدء من جديد، بسردية لم يختاروها بل فرضتها عليهم الانعطافة المأسوية للأحداث. وهذه المرة بعيداً عن مدينتهم، ومن نيروبي التي لجأ إليها أبطال الفيلم وصناعه ضمن أكثر من عشرة ملايين من السودانيين نزحوا داخليا أو إلى الخارج منذ اندلاع المعارك. لا تقاطع الحرب سير الحياة اليومية وحدها، بل تتحدى الشكل الفني أيضاً. يوثق "الخرطوم" الحرب عبر تتبع الحياة اليومية لخمسة أشخاص، هي خادم الله الأرملة الشابة القادمة من جبال النوبة والتي تعمل على بسطة شاي يجتمع حولها المشاركين في التظاهرات، لوكين وويلسون وهما طفلان يعملان في جمع القناني البلاستيكية، ومجدي وهو موظف حكومي ومربي حمام يؤرقه أنه كان جزء من الماكينة البيروقراطية للنظام الساقط، وأخيراً جواد الشاب الذي تطوع أثناء اشتباكات الثورة لنقل الجرحى من الخطوط الأولى على دراجته البخارية. ويعمل على كل واحدة من تلك القصص، واحد من أربعة مخرجين سودانيين شباب. وهم أنس سعيد وراوية الحاج وإبراهيم سنوي ويتمية محمد أحمد، وذلك بمشاركة المخرج البريطاني فيل كوكس، الذي شرع في تصوير فيلم عن السودان لصالح جريدة "الغارديان" في العام 2021، وقاده هذا إلى تأسيس مجموعة عمل من المواهب السينمائية الشابة تسمى "مصنع أفلام السودان". يعاد سرد اللحظات الأولى لاندلاع الحرب أربع مرات، وفي كل مرة منهم تعيد الشخصية الساردة تمثيل المشهد بفظاعاته بمساهمة من المشاركين الآخرين، وذلك بلغة أقرب إلى الشعرية منها إلى التقرير. في تلك الاستعادة شبه الممسرحة لأحداث وأماكن فقدت أو أضحت بعيدة جدا، ثمة محاولة للإمساك بالذاكرة ومواجهة صدمة الحرب وخساراتها في آن. بشكل متعمد يتم كسر الإيهام، حيث نرى المخرجين على الشاشة وهم يتدخلون في المشاهد ويعطون تعليماتهم، أو نرى لحظات انخراط أبطال الفيلم في البكاء عند لحظات الذروة المأسوية أثناء إعادة تمثيلهم للأحداث، وبعدها نشاهد العاملين في الاستديو وهم يغادرون أماكنهم وراء الكاميرا ليتعانقوا جماعياً مع الشخص الباكي. وأحيانا نرى المشهد وهو يُبنى أمامنا قطعة قطعة بتقنية الخلفية الخضراء، حين يطلب من أبطال الفيلم أن يتذكروا المشهد الواقعي، وتضاف عناصره الواحد وراء الآخر على الشاشة أمامنا في شكل صور أو لقطات وثائقية أو مقاطع من الكارتون. الحائل الوهمي بين وراء الكاميرا وأمامها يتداعى بفعل الحرب وبفعل المأساة المشتركة والرغبة في التداوي الجماعي. التفريق بين التسجيلي والتمثيل لا يبدو ضرورياً، والمسافة بين الواقعي والخيالي تنمحي، حيث يظهر لوكين وويلسون وهما يجوبان شوارع الخرطوم على ظهر أسد بينما يطير مجدي وجواد في سمائها، كل واحد على طريقته. في ذلك البعد الفانتازي، تصبح العودة إلى مدينتهم المحبوبة، ممكنة وفورية. هنا لا يكتفي الفيلم الوثائقي بأن يكون تسجيلاً للواقع عبر تذكره وإعادة تشييده، بل لعبة للخيال تسمح بتجاوزه.  لا يقدم "الخرطوم" رثاء للمدينة كما يتوقع من وثائقي عن الحرب، بل على العكس هناك احتفاء سخي بها وبتنوعها وبماضيها وبالحيوات التي عيشت فيها. ينعكس هذا الاحتفاء في كرنفال من الرقص والغناء والضحك والحنين والإيقاعات البهيجة للموسيقى السودانية. وبفضل هذا كله، يترك الفيلم وراءه شعوراً دافئاً بالأمل في أن هذه الخرطوم يمكن استعادتها يوماً ما.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الاقتراح الأمريكي الأخير للبنان: منطقة عازلة تحت إدارة دولية

صحيفة "لوريان لو جور/منير الربيع/31 تشرين الأول 2025

بلغت الضغوط ذروتها، ولم يعد هناك مجال للمماطلة: هذه هي الرسالة التي يتلقاها لبنان من أطراف دولية عديدة تدعوه إلى الاختيار بين قبول المفاوضات مع إسرائيل أو مواجهة تصعيد كبير. يدرس لبنان جميع خياراته ويسعى إلى اعتماد موقف موحّد لعرضه على محاوريه. لا يريد الحرب، لكنه يطالب بوقف الغارات والاعتداءات الإسرائيلية؛ وهو مستعد للتفاوض، لكنه يخطط لهجوم دبلوماسي واسع لدى القوى الدولية. غير أن السؤال الأساسي يبقى: ماذا تريد إسرائيل؟ هل تسعى فعلاً إلى التفاوض والتوصل إلى حل، أم تريد فرض استسلام كامل على خصمها؟ علمت صحيفة "لوريان لو جور" في هذا الإطار أن لبنان تلقّى، من عدة مبعوثين ولا سيما الأميركي توم باراك، الخطوط العريضة للعرض المقدَّم، والذي ليس سوى إعادة إنتاج لتجربة غزة. وإذا لم يقبل لبنان به، فسيُترك لمصيره في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية. يقضي الاقتراح بإنهاء حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل، ونزع سلاح حزب الله وتفكيك كل هيكله العسكري، وإخلاء الجنوب من السلاح وإنشاء منطقة عازلة يسميها الأميركيون "منطقة اقتصادية" تُدار من قبل قوات دولية. وفي مرحلة ثانية، يمكن طرح فكرة تشكيل لجنة دولية لإدارة جنوب لبنان، على نموذج اللجنة المقترحة لغزة، وتكون تحت سلطتها لجنة تكنوقراط لبنانية مكلفة بإدارة الوضع السياسي في تلك المنطقة. ويشمل ذلك أبعاداً سياسية تتعلق بمستقبل حزب الله ودوره، ما يجعل هذا البند صعب التنفيذ، بخلاف حالة حماس، إذ إن حزب الله ممثَّل بنواب، وفي لبنان الدولة ومؤسساتها هي المعنية بإدارة جميع شؤون البلاد وحماية الحدود. وفي هذا الإطار تندرج مواقف رئيس الجمهورية جوزف عون، يوم الخميس بعد هجوم بلدة بليدا، عندما أعطى تعليماته للجيش بالتصدي للتوغلات الإسرائيلية. في الممارسة، فإن هذا الموقف الذي يؤكد تمسك لبنان بمؤسساته الشرعية، الضامنة الوحيدة لحماية المواطنين والأراضي، جاء رداً على كل المقترحات المتداولة حول الجنوب. وقد لقي ترحيباً سريعاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك من حزب الله، الذي رفض تكتله البرلماني يوم الخميس صراحةً جميع المقترحات التي نقلها فاعلون عرب وأميركيون وغيرهم. وجاء في البيان: "إن لبنان والمنطقة يتعرضان لهجوم عدواني وحملة تهديدات أميركية إسرائيلية متصاعدة، مبرمجة ومنظمة، تشارك فيها حكومات وأنظمة وجهات عربية ولبنانية. وهي تترافق مع ضغوط مالية وخنق اقتصادي وحصار، وتسخّر قدرات إعلامية هائلة تهدف إلى تشكيل وعي الشعوب وسلبها حقها في المقاومة وإخضاعها بالكامل".

ضربات ضد البنى التحتية المدنية؟

في الوقت نفسه، تتوالى التصريحات الإسرائيلية في مناخ من التحضير للحرب أو لتكثيف العمليات العسكرية. هذا ما نقله وزير الخارجية الإسرائيلي إلى الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، جانين بلاسشارت. أكبر خطر هو أن تستغل إسرائيل موقف الرئيس عون لتفسيره كدعم أو غطاء لحزب الله، وبالتالي لتبرير هجمات ضد الدولة اللبنانية ومؤسساتها. وقد سبق لإسرائيل أن استهدفت في الماضي محطات ضخ مياه وبنى تحتية أخرى، وهناك مخاوف اليوم من أن تُستهدف منشآت كهربائية لتكثيف الضغط على لبنان والدولة والسكان. وفي الوقت نفسه، تشير مصادر دبلوماسية عديدة إلى أن المجتمع الدولي غير راضٍ عن المسار الذي يسلكه لبنان، وأنه لن يقدم أي مساعدة ما دامت الأوضاع على حالها ولم تتخذ الدولة والجيش إجراءات لسحب سلاح حزب الله. وفي هذا السياق تندرج العملية البرية الإسرائيلية في بلدة بليدا والدخول إلى مبنى البلدية، وهي مؤسسة تابعة للدولة اللبنانية. وقد يتكرر ذلك، سواء عبر هجمات على منشآت عامة أو عبر توغلات برية أو عمليات كوماندوس تستعد لها القوات الإسرائيلية منذ بعض الوقت. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية يوم الخميس بأن تل أبيب أبلغت واشنطن استعدادها لتكثيف عملياتها العسكرية في لبنان. وقد تزامن ذلك مع اجتماع أمني ترأسه بنيامين نتنياهو لمناقشة الخيارات المطروحة أمام حكومته. وهذا يؤكد أن إسرائيل لا يمكنها القيام بأي مبادرة عسكرية من دون تنسيق مع الولايات المتحدة، خاصة وأن واشنطن أنشأت غرفة عملياتها في كريات غات لإدارة الوضع الأمني والعسكري والسياسي في المنطقة. ومن خلال هذا المنظور يجب تفسير الإصرار الأميركي على إنهاء ولاية قوات اليونيفيل، فيما تتسارع النقاشات حول قوة دولية أو متعددة الجنسيات لنشرها في جنوب لبنان خلال الفترة المقبلة، على غرار القوة المقررة لغزة، وربما لاحقاً في جنوب سوريا، التي يرغب الإسرائيليون أيضاً في نزع سلاحها. وباختصار: يقترح الأميركيون تحويل المناطق المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان أو سوريا إلى مناطق اقتصادية حصرية ومفتوحة.لبنان اليوم عند مفترق طرق: إذا رفض التفاوض، فالتصعيد سيكون حتمياً. وحتى إن قبل، فسيكون أيضاً تحت النار لإجباره على تقديم تنازلات. ويتذكر البعض الأيام التي سبقت المفاوضات الجدية التي أدت إلى وقف إطلاق النار في غزة، حين كثّفت إسرائيل عملياتها ووسعتها، مطلقةً هجوماً برياً، مقتنعة بأن هذا الضغط العسكري هو الذي أفضى إلى الاتفاق. وفي لبنان، هناك خشية من تكرار هذا السيناريو.

 

الهدف العميق فرضُ وقائع جديدة: حزب الله السياسي ممنوع أيضاً؟

منير الربيع/المدن/01 تشرين الثاني/202

يدرس لبنان خياراته للتعامل مع كل الضغوط التي يتعرض لها لتجنب التصعيد العسكري الإسرائيلي. الاتصالات مفتوحة بين الرؤساء والمسؤولين للبحث عن صيغة تتيح تفادي المواجهة. ولكن، في المقابل، الشروط الإسرائيلية لا تنتهي. وكلما وافق لبنان على نقطة أو تقدّم خطوة، برزت أمامه شروط جديدة، أو رفعت إسرائيل سقف مطالبها أكثر. وتتركز الاتصالات على كيفية الدخول في المفاوضات المباشرة، وإمكانية رفع مستوى التمثيل أو ضم مدنيين الى لجنة الميكانيزم للمشاركة في التفاوض. فالمسؤولون توصلوا إلى موافقة مبدئية حول هذه النقطة، ولكن الأهم أن تترافق مع ضغوط أميركية جدية على إسرائيل لدفعها إلى وقف التصعيد.

جهات دولية أكثر تشدداً

أمام هذه الواقع تدخل جهات عديدة على خط التفاوض أو البحث عن دور. فبعد مصر، برزت زيارة وزير خارجية ألمانيا الذي يبدي استعداده أيضاً للمشاركة في المفاوضات والمساعدة على خفض التصعيد، ولكن بشرط وجود اقتناع لبناني بضرورة معالجة ملف سلاح حزب الله وانتقال الحزب إلى العمل السياسي. وفكرة تحول الحزب إلى العمل السياسي، وحلّ كل أجنحته العسكرية والأمنية وتسليم أسلحتها، تتحول إلى شرط دولي واسع. وهي فكرة طرحت في الفترة السابقة لكنها حالياً عادت لتتقدم على ما عداها. وفي الوقت الذي تسعى فيه جهات دولية إلى إقناع الحزب بذلك، وإلى دفعه للدخول في مفاوضات سياسية داخلية حول موقعه ودوره وحصته في بنية النظام، هناك جهات دولية أخرى تسعى إلى التضييق على الحزب أكثر، ومحاولة خنقه.

شرط الحزب  للوقوف خلف الدولة

في ظل كل هذه التطورات، جاء موقف رئيس الجمهورية الذي طلب فيه من الجيش التصدي لأي توغل إسرائيلي. وهو موقف أثار الكثير من التساؤلات، وسط معلومات تفيد بأن رئيس الجمهورية أبلغ المعنيين في الداخل والخارج حقيقة موقفه، والذي ينقسم إلى قسمين: الأول أنه انطلاقاً من الدستور ومن خطاب القسم، فإن الجيش هو الجهة الوحيدة المخولة الدفاع عن لبنان، ويجب العمل على إعطائه كل الدعم اللازم للقيام بذلك. وهذا ما أيده رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله. ولذلك لا بد من النظر إلى هذه المواقف بإيجابية على المدى الأبعد، خصوصاً أن مسؤولي حزب الله يقولون إن الدولة هي المسؤولة عن الدفاع عن لبنان وشعبه وأرضه. وهذا ما دفع بالأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إلى دعوة الحكومة لدعم الجيش للدفاع عن الأرض، والكلام عن ضرورة تطبيق اتفاق الطائف. فهذا الكلام يحمل إشارات إلى استعداد الحزب للوقوف خلف الدولة، ولكن في مقابل أن يكون شريكاً أساسياً وفعلياً في إدارتها.

تهديد بالانسحاب من الميكانيزم

أما القسم الثاني، فهو أن رئيس الجمهورية كان واضحاً مع كل الجهات الديبلوماسية، بأن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمر، وكلما أبدى لبنان استعداداً للتقدم، أقدمت إسرائيل على ممارسة المزيد من التصعيد واستهداف مناطق واسعة في عمق لبنان، ومنشآت مدنية، ومبنى حكومي. وهذا ما لا يمكن للبنان أن يسكت عنه، وقد طلب عون من الأميركيين بوضوح ممارسة ضغوط على إسرائيل لمنعها من مواصلة هذه العمليات. وحتى لو اشتبه الإسرائيليون بموقع معين، فبإمكانهم مطالبة الميكانيزم والجيش بالكشف عنه. ووفق ما تقول مصادر سياسية متابعة، فإن لبنان هدّد قبل أشهر، وخلال اجتماعات لجنة الميكانيزم، بالانسحاب منها إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت الجيش اللبناني. ونتيجةً لهذا التهديد، استجاب الأميركيون وتوقفت تل أبيب عن استهداف الجيش. وعليه قد يؤدي هذا التصعيد الجديد إلى دفع الأميركيين للتحرك بجدية وإجبار إسرائيل على وقف التصعيد والضربات.

المفاوضات تحت النار

عملياً، كانت إسرائيل قد عرضت مسألة التفاوض المباشر قبل أشهر، لكن لبنان رفضها. واليوم يعود عرض التفاوض على وقع التحذير من عمليات عسكرية إسرائيلية كبيرة يريد لبنان أن يتجنبها، ولذلك يتجه إلى الموافقة. ولكن، لا تبدو إسرائيل موافقة أو أنها ستكتفي بذلك؛ بل هي ترغب في الاستمرار في التفاوض تحت النار، لأنها تريد التفاوض لسحب سلاح حزب الله وفرض وقائع سياسية جديدة. هذه الوقائع السياسية تريدها إسرائيل مشابهة لما تطرحه في غزة، خصوصاً أنها تريد هناك خلق منطقة عازلة، وتكون منزوعة السلاح بالكامل. وهذا ما تريده في جنوب لبنان أيضاً.

محاولة خنق الحزب مالياً

أما الجديد الذي سيُطرح دولياً على قاعدة مواصلة الضغوط، فيتوزع إلى جهتين مختلفتين: الأولى تريد لحزب الله أن يتخلى عن كل جسمه الأمني والعسكري ويتحول إلى حزب سياسي بالكامل. والثانية أكثر تطرفاً تمثلها إسرائيل وجهات في الولايات المتحدة الأميركية تعتبر أنه يجب على حزب الله أن يتخلى عن لعب أيّ دور سياسي أو تأثير في الحياة السياسية في لبنان. وهذه الجهات تسعى إلى ممارسة كل أنواع الضغوط على الحزب، ليس فقط عبر سحب سلاحه؛ بل عبر التضييق على كل مؤسساته المدنية، الاجتماعية، الصحية، التربوية وغيرها. وهذا يعني محاولة خنقه مالياً وتشديد الحصار عليه ومنع إدخال الأموال، إضافة إلى الضغط على الدولة اللبنانية لاتخاذ المزيد من الإجراءات التي تطوق أيّة حركة مالية له يمكن أن تخدمه سياسياً أو شعبياً أو عسكرياً.

تعميم وزير العدل.. وأسئلة أورتاغوس 

مثل هذه الإجراءات، بدأت مع تعميم وزير العدل لكتاب العدل بعدم السماح لهم بإجراء أيّة معاملات للخاضعين للعقوبات الأميركية، وهذا ما يعني عدم قدرة هؤلاء على بيع أو شراء أي عقارات أو ممتلكات. ومثل هذه التعاميم قد تصدر عن إدارات أو وزارات أخرى، وسط معلومات تتحدث عن أنه عُمّم على الدوائر العقارية بوضع إشارات على عقارات أصحابها خاضعين للعقوبات، وهو ما يعني عدم القدرة على التصرف بها. وما كان لافتاً أخيراً هو زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لوزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، وفيها تركزت أسئلة الموفدة الأميركية على المساعدات التي تقدمها الوزارة في لبنان، وما إذا كان حزب الله أو الجمعيات التابعة له تستفيد من هذه الوزارة.

ممنوع تأثيره في المؤسسات

كل ذلك يمكن أن يتطور لاحقاً، وهو مستمد من مسار انطلق قبل سنوات، خصوصاً في العام 2017، حين تبلغ كل المسؤولين اللبنانيين حينذاك أن حزب الله سيُمنع من التحكم أو التأثير في مسارات اختيار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، إضافة إلى منعه من التأثير في تحديد الوجهة السياسية للبنان. وهذا المسار استكمل بالضغوط التي وصلت إلى حد المطالبة بمنع الحزب من تسلم وزارات معينة. وتحت هذا العنوان، يُراد للانتخابات النيابية المقبلة أن تخاض في سبيل سحب الثلث المعطل من الحزب وحلفائه.

 

3 دوائر قد تتيح للقوات اللبنانية "خروقاً استراتيجية" شيعية

ندى أندراوس/المدن/01 تشرين الثاني/202

تتّجه الأنظار إلى الانتخابات النيابية المقرّرة في ربيع العام 2026 بوصفها واحدة من أكثر المعارك السياسية حساسية منذ اتفاق الطائف، ليس فقط بسبب الكباش القائم حول قانون الانتخاب واقتراع المغتربين؛ بل لأنّ أحد عناوينها الأبرز سيكون محاولة كسر حصرية التمثيل الشيعي في البرلمان التي يحتكرها ثنائي حركة أمل وحزب الله منذ عقود. فالتوازن الذي فرضه الثنائي داخل المجلس النيابي، وأمّن له سيطرة مطلقة على المقاعد الشيعية، قد يكون على موعد مع اختبار جدّي إذا قررت القوات اللبنانية خوض معركة مباشرة لخرق هذه الكتلة الصلبة، مدفوعة بما تمتلكه من تنظيم حزبي متماسك وقوة ناخبة منتشرة في عدد من الدوائر. وفي حال مضت القوات في هذا الخيار، فإن دوائر مثل بعبدا، كسروان جبيل، وبعلبك الهرمل قد تتحوّل إلى ساحات مواجهة غير تقليدية، تتجاوز البعد الطائفي إلى صراع أوسع على هوية التمثيل السياسي وموازين القوى في لبنان.

ثلاث دوائر قابلة للاختراق

تشير الحسابات الانتخابية إلى أنّ هناك ثلاث دوائر فقط يمكن أن تشهد خرقاً فعلياً في صفوف الثنائي، إذا ما قررت القوات اللبنانية استثمار قوتها التنظيمية وحجمها التصويتي.

بعبدا

في دائرة بعبدا، تبرز معادلة انتخابية دقيقة قد تتيح للقوات اللبنانية تحقيق خرق نوعي في التمثيل الشيعي من دون أن تخسر موقعها التقليدي على المقعد الماروني، ومن دون الحاجة إلى حليف مباشر لمواجهة الثنائي، وإن كانت تحافظ على تحالفها مع الحزب التقدمي الاشتراكي. فالثنائي أمل حزب الله يمتلك قاعدة ناخبة تُقدّر بنحو 20 ألف صوت؛ أي ما يعادل 10 آلاف لكل حزب تقريباً. في المقابل، تمتلك القوات ما يكفي من الأصوات المسيحية والاعتراضية لتمنح المرشح الشيعي الذي تدعمه ما يقارب 15 ألف صوت، وهو رقم كفيل بترجيح كفته على مرشح الثنائي إذا تشتّتت أصوات الأخير أو تراجعت نسبة الاقتراع الشيعي.

ويقوم هذا السيناريو على حساب إنتخابي بسيط: فبفضل الحاصل الانتخابي وآلية توزيع الأصوات التفضيلية، يمكن للقوات أن تؤمّن فوز مرشحها الشيعي المدعوم منها بـنحو 15 ألف صوت، مع الحفاظ في الوقت نفسه على مقعدها الماروني الذي يحتاج فقط إلى حوالى 800 أو ألف صوت تفضيلي لترجيح كفته داخل اللائحة نفسها. وتزداد فرص هذا الاختراق إذا عجزت لوائح المجتمع المدني أو المستقلين عن بلوغ الحاصل الانتخابي، وهو ما يفتح المجال أمام القوات لتوسيع هامشها والفوز بمقعدين في دائرة تُعدّ تقليدياً من ساحات نفوذ الثنائي.

كسروان - جبيل

في دائرة كسروان جبيل، يقوم السيناريو المطروح على معادلة انتخابية، تسعى عبرها القوات اللبنانية إلى تحقيق خرق سياسي رمزي أكثر منه عددي، عبر انتزاع المقعد الشيعي من الثنائي أمل – حزب الله. فالثنائي يمتلك في هذه الدائرة نحو 12 ألف صوت شيعي ثابت، في حين يمكن للقوات أن تجيّر وحدها ما يقارب 15 ألف صوت لمصلحة مرشح شيعي تختاره ضمن لائحتها. وبهذا التوزيع، يصبح مرشح القوات الشيعي متقدماً على مرشح الثنائي، وهو ما يتيح له الفوز بالمقعد، ولو على حساب خسارة القوات لمقعد ماروني واحد داخل اللائحة نفسها. أي إنّ القوات تكون قد ضحّت بمقعد ماروني مقابل خرق سياسي نوعي، يوجّه ضربة رمزية للثنائي داخل منطقة ذات طابع مسيحي صرف، ويرسّخ القوات بوصفها قوة قادرة على توظيف وزنها الانتخابي لتغيير موازين القوى حتى في الدوائر التي لم يكن للشيعة فيها حضور مرجح سابقاً.

بعلبك – الهرمل

في دائرة بعلبك – الهرمل، التي تُعدّ من أبرز معاقل الثنائي أمل وحزب الله، تمتلك القوات اللبنانية قاعدة ناخبة لا يُستهان بها تصل إلى نحو 17 ألف صوت. وإذا نجحت في التحالف مع أحد أبناء العشائر المعارض للثنائي الذي يتمتع بنفوذ محلي وقاعدة من حوالى ألفي صوت إضافي، يمكن أن يرتفع رصيدها إلى نحو 19 ألف صوت، وهو رقم كفيل بترجيح كفة مرشح شيعي مدعوم من القوات على مرشح الثنائي. لكن وفق الحسابات الانتخابية، فإن هذا السيناريو لا يسمح للقوات بالاحتفاظ بالمقعد الماروني في الوقت نفسه، لأنّ توجيه معظم أصواتها نحو المرشح الشيعي يعني خسارة التوازن داخل اللائحة؛ إذ إنّ المقاعد تُوزّع وفق الحاصل الانتخابي والأصوات التفضيلية داخل الطوائف. بمعنىً آخر، تستطيع القوات أن تحقق خرقاً سياسياً كبيراً في المعقل الشيعي الأهم، لكنها ستفعل ذلك على حساب تمثيلها الماروني في الدائرة. أما الثنائي، فإن أيّ تحالف يعقده في الدوائر الثلاث لا يُتوقع أن يكون ذا فاعلية، لأنّ التيار الوطني الحر على وجه الخصوص، حليف حزب الله السابق، يسعى أساساً إلى حماية مقاعده المارونية في كسروان وجبيل وبعبدا، ولا يمكنه أن يمنح مرشحي الحزب أكثر من بضع مئات من الأصوات إلا إذا تقاطع والثنائي على خارطة تحالفات تتخطى الدوائر الثلاث سعياً إلى استعادة ما خسر من مقاعد.

دوائر مغلقة أمام الخرق

في المقابل، تُعتبر باقي الدوائر عصيّة على الاختراق.

•      في زحلة يمتلك حزب الله نحو 17 ألف صوت لا يمكن لأي طرف تجاوزه.

•      في بيروت الثانية يملك الثنائي 32 ألف صوت (منها 16 ألفاً لحزب الله) ولا توجد أيّة جهة قادرة على تجيير هذا الحجم من الأصوات.

•      أما في البقاع الغربي والجنوب الثالثة، فلا توجد قوة قادرة على نقل عشرة آلاف صوت أو أكثر لكسر الثنائي.

بناءً على ذلك، فإن المواجهة الانتخابية الفعلية مع الثنائي "الشيعي" تبقى محصورة بثلاث دوائر فقط: بعبدا، كسروان جبيل، وبعلبك الهرمل.

الدلالات السياسية للمعركة

لا تنحصر المواجهة بين القوات اللبنانية والثنائي أمل حزب الله المحتملة بالحسابات الانتخابية فحسب؛ بل تتخذ بعداً سياسياً واضحاً. فمحاولة القوات خرق لوائح الثنائي تُعدّ خطوة استراتيجية تهدف إلى محاصرة نفوذ حزب الله وحركة أمل داخل المجلس النيابي، وتقليص حجم كتلتهما التي تمنحهما ثقلاً حاسماً في انتخاب رئيس المجلس وتشكيل الحكومات المقبلة. من هنا، يطرح السؤال الجوهري: هل تتحرك القوات اللبنانية بدافع داخلي محض، أم أن هذه المواجهة تأتي بإيعاز خارجي يسعى إلى تفكيك كتلة الثنائي تمهيداً لفرض معادلات جديدة في المجلس النيابي، وربما لإيصال رئيس جديد لمجلس النواب غير الرئيس نبيه بري؟

المعطيات السياسية لا تستبعد وجود دعم أو تشجيع خارجي لمثل هذا المسار، خصوصاً في ظل المناخ الإقليمي الذي يشجع على إعادة موازنة القوى في الداخل اللبناني وإضعاف نفوذ حزب الله. إلا أنّ ترجمة هذه النوايا إلى نتائج ملموسة في صناديق الاقتراع تحتاج إلى قدرة تنظيمية وتمويلية ضخمة، وإلى حلفاء محليين موثوق فيهم في البيئات المختلطة والمناطق الحساسة.

معركة ربيع العام 2026 قد تتحول إلى مواجهة سياسية كبرى بين القوات اللبنانية والثنائي أمل حزب الله في ثلاث دوائر أساسية، تُختبر فيها قدرة الطرفين على تعبئة الأصوات وإدارة التحالفات.

لكن ما هو مؤكد أنّ أي خرق تحققه القوات في هذه الدوائر سيشكّل ضربة رمزية ومعنوية كبيرة للثنائي، وقد يفتح الباب أمام إعادة رسم موازين القوى في البرلمان المقبل، في حين يبقى السؤال مفتوحاً:

هل هي معركة انتخابية بحتة، أم مقدّمة لتحوّل سياسي أوسع يُراد منه إعادة توزيع مراكز القرار في الدولة اللبنانية؟

 

من غزة الى لبنان وسوريا.. مثلث أميركي لمواجهة الصين

منير الربيع/المدن/02 تشرين الثاني/202

يتواصل الزخم الأميركي تجاه المنطقة، فبعد الجولات الدبلوماسية، والطروحات الأمنية والعسكرية لخلق وقائع جديدة، تأتي زيارة وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب جون هيرلي إلى كل من لبنان، تركيا، إسرائيل ودولة الإمارات، والعنوان الأساسي للزيارة هو رصد مصادر الأموال الإيرانية أو لحلفاء طهران وكيفية تمكنهم من الالتفاف على العقوبات، يعني ذلك بوضوح انتقال الضغوط على إيران وحزب الله إلى مستوى جديد يتعلق بسدّ "الأوردة المالية". بذلك تحضر واشنطن بكل أثقالها، المالية، السياسية والدبلوماسية، والعسكرية حتى من خلال قاعدة "كريات غان"، فهذه القاعدة التي تشرف من خلالها الولايات المتحدة الأميركية على تطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، ويُطلق عليها إسم "غرفة السلام" أي مهمة تعزيز مسار اتفاقات السلام مع إسرائيل.  في هذا السياق، فإن لبنان كما سوريا من الدول المعنية بهذا المسار بناء على الضغوط الأميركية المستمرة، والتي لا تزال متواصلة وستتجدد مع زيارة وكيل وزارة الخازنة، أو بانتظار وصول السفير الأميركي الجديد المعين في لبنان ميشال عيسى والذي تتركز مهمته على مواكبة سحب سلاح حزب الله وفتح طريق التفاوض السياسي المباشر مع إسرائيل للوصول إلى اتفاق سلام أو اتفاق سلام وليس فقط اتفاق أمني. بذلك تريد واشنطن تعزيز كل مراكز قواها في الشرق الأوسط، وتسعى إلى إنهاء حالات التوتر والحروب لتثبيت استقرار تسعى من خلاله القول إن هذه المنطقة أصبحت بشكل كامل تحت سيطرتها ونفوذها، ومن خلال تريد الولايات المتحدة الأميركية مواجهة الصين وقطع طرقاتها الاقتصادية والتجارية.

يُفسر البعض هذا المسار الأميركي بوصفه جعل المنطقة قاعدة انطلاق لمواجهة الصين، والارتكاز على التحالف مع الأكثرية السنية في هذه المنطقة لمواجهة الصين، ولا تنفصل كل المساعي الأميركية عن وقف الحرب بين باكستان وأفغانستان، وبين باكستان والهند، خصوصاً أن كل هذه المنطقة بنظر الأميريكيين هي التي تحتوي على قلب العالم لجهة ممرات التجارة ومصادر الثروات والطاقة، وفي هذه الدول كلها يُفترض أن يمر مشروع الصين "حزام وطريق" لإعادة إحياء طريق الحرير القديم. وهذا ما يُفسر الحرص الاميركي على وقف الحروب، وتعزيز العلاقات مع تركيا، وحتى مع سوريا.

إيران أيضاً، تدخل ضمن الاستراتيجية الأميركية، ولطالما سعت الولايات المتحدة إلى إبرام اتفاق مع إيران، وذلك لجعلها على الطريق النقيض للصين، لكن المفاوضات لا تزال متعثرة في ظل الشروط الأميركية القاسية والتي يصفها الإيرانيون بأنها شروط استسلام لا يمكن القبول بها. هذا سيبقي التركيز على إيران قائماً، إما من خلال المزيد من الضغوط، أو من خلال رصد أي عمليات عسكرية أو أمنية قد تتجدد لاحقاً للضغط على طهران أكثر ودفعها إلى القبول بما هو معروض عليها. ذلك كله يتماشى مع مسألة تعزيز الوجود الأميركي في المنطقة، وإن كان وجوداً غير رسمي أو واسع، على طريقة الانتشارات السابقة. قاعدة كريات غات، سيكون لها ما يقابلها على المتوسط وهي السفارة الأميركية الكبيرة التي يتم تشييدها في لبنان، وستحتوي على مطار وغرفة عمليات ومراكز رصد، بالإضافة إلى تعزيز الوجود الأميركي من خلال توسيع دور وصلاحيات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار "الميكانيزم" التي يترأسها جنرال أميركي ويعاونه عدد من الضباط. ذلك يتقاطع أيضاً مع معلومات عن تعزيز الحضور العسكري الأميركي في السفارة الأميركية، أو في قاعدة حامات أو القاعدة البحرية في عمشيت. أما من جهة الشرق، فإن المعلومات تفيد بسعي واشنطن لتوسيع نطاق وجودها في سوريا والتمدد من قاعدة التنف على الحدود السورية الأردنية العراقية، غرباً باتجاه البادية السورية وإمكانية إنشاء قاعدة عسكرية في مطار الضمير العسكري في ريف حمص.

 

استمرار الدويلة على أنقاض الدولة

جوسي حنّا/نداء الوطن/02 تشرين الثاني/2025

لقد أفضى وجود الدويلة داخل كيان الدولة إلى انحلالٍ ممنهج للسيادة الوطنية وتحويل الدولة من مرجعيةٍ عليا وجامعة إلى مجرد غطاءٍ هشٍّ يُدار من خلفه مشروع موازٍ لا يعترف بحدود ولا بقانون. فالدويلة لم تُبنَ لخدمة الوطن، بل لابتلاعه، ولم تُسلَّح لحمايته، بل لفرض إرادتها عليه. لقد أنتجت الدويلة اقتصادًا موازياً، أمنًا موازيًا، وولاءً موازياً، حتى صار كل ما هو "رسمي" شكليًا، وكل ما هو "فعلي" بيدها. أفرغت المؤسسات من مضمونها، عطّلت القضاء، همّشت الجيش، وأقامت شبكة مصالح تتغذّى من ضعف الدولة وتستمد قوتها من فوضاها. وجود الدويلة لم يُفضِ إلا إلى تحلّل الدولة وتكريس التبعية، التبعية لها ولمشغليها. فبدل أن يكون القرار الوطني نابعًا من مصلحة عامة، بات مرهونًا بحسابات قوة الأمر الواقع، التي لا ترى في الوطن سوى مساحة نفوذ، وفي المواطن أداة للابتزاز السياسي أو وقودًا لمعارك تخوضها بالوكالة عن المهيمن عليها سياسيًا وعقائديًا وماديًا....غياب الدولة ليس فراغًا سياسيًا فحسب؛ إنه انهيارٌ شامل في منظومة القيم والهوية والمصير. حين تغيب الدولة، يتحول السلاح إلى شريعة، والطائفة إلى وطنٍ بديل، والقائد الميليشياوي إلى “مرجعية” تقرر من يعيش ومن يُقصى. غياب الدولة يفتح الطريق أمام التقسيم الواقعي، حيث تُدار الجغرافيا بمنطق "المناطق المحررة" لا الدولة الواحدة. وحين تُصبح مؤسسات الدولة تابعةً لميزان القوى الميدانية، تنهار فكرة العدالة، ويُمحى معنى المواطنة. الدولة الغائبة ليست دولة ضعيفة فقط، بل دولة مُستسلمة، تكتفي بدور المتفرج على تقاسمها. ومع استمرار هذا الغياب، يصبح الوطن مسرحًا لتصفية الحسابات الإقليمية، وتتحول الجماهير إلى رهائن، والسيادة إلى شعارٍ يُرفع عند الحاجة ثم يُلقى في سلة التفاهمات الخارجية.

إن غياب الدولة يعني ببساطة أن الدويلة تنتصر، والوطن يختفي.

حضور الدولة الحقيقية لا الشكلية هو الشرط الوحيد لبقاء الوطن. فالدولة القادرة لا تُساوم على سيادتها، ولا تشارك سلطتها مع كياناتٍ موازية. حضور الدولة يعني نهاية منطق العصابات، وإعادة تعريف الولاء على أساس المواطنة لا المذهب ولا الحزب. حين تستعيد الدولة قرارها، ينكسر احتكار الدويلة للسلاح، وتنتهي ثقافة “المناطق المحصّنة”، ويُستعاد القانون كأعلى سلطة. الدولة الحاضرة لا تخاف من محاسبة من تجاوز، مهما علا شأنه، لأنها تعرف أن العدالة هي مصدر هيبتها. إن عودة الدولة ليست مجرد شعار إصلاحي، بل معركة وجودية بين من يريد وطناً واحداً ومن يريد إماراتٍ متناثرة تحت وصاية الخارج. الدولة الحقيقية لا تُهادن مشروع الدويلة، بل تُنهيه، لأنها تدرك أن السيادة لا تُقاسم، وأن السلطة لا تُشارك إلا في مؤسساتها الشرعية. فهل سنستمر بمهادنة الدويلة حتى تُعلن موت الدولة رسميًا، أم سنستعيد الدولة قبل أن تُدفن بسيادتها وكرامتنا معًا؟

 

لبنان بين تشخيص الخارج وصمته عن الأسباب

جاد الاخوي/نداء الوطن/02 تشرين الثاني/2025

في منتدى "حوار المنامة" هذا العام، أعاد المبعوث الأميركي توم برّاك التذكير بموقف بلاده من الوضع في لبنان، واصفًا إياه بـ"الدولة الفاشلة" التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية عميقة. كلام ليس جديدًا في ذاته، لكنه يكتسب دلالات إضافية حين يصدر عن طرفٍ يُفترض أنه شريك في دعم الاستقرار والإصلاح. فلبنان، بلا شك، يمرّ بمرحلة انهيارٍ بنيويّ غير مسبوق، لكن السؤال الحقيقي ليس في توصيف الأزمة، بل في تحديد من يملك الجرأة على تسمية مسبّبيها. قال برّاك إنّ الجيش اللبناني يعاني من نقصٍ حاد في الموارد المالية والبشرية، وإنّ "حزب الله" يجني أموالاً تفوق مخصصات الجيش، في إشارة إلى اختلال التوازن داخل الدولة. كما أشار إلى عمق الأزمة المصرفية والمالية التي تضرب البلاد منذ سنوات، مؤكدًا أنّ الوضع يزداد تعقيدًا بدون إصلاحات فعلية. كل ذلك صحيح، لكنه نصف الحقيقة فقط. فالفشل في لبنان ليس وليد غياب الإصلاحات التقنية، بل نتيجة منظومة سياسية محصّنة بتفاهمات داخلية وخارجية، تُبقي من هم في مواقعهم، مهما تبدلت الحكومات أو اشتدت الأزمات. ولعلّ المراقب العادي لا يحتاج إلى كثير عناء ليدرك أنّ القوى التي تتحكم بمفاصل الدولة، وتدير إدارتها وفق منطق المحاصصة والمصالح، ما زالت تنعم بدعمٍ سياسي خارجي يقيها أي مساءلة حقيقية. فالحديث عن الفساد الإداري والتعطيل المؤسساتي يفقد صدقيته حين يتغافل البعض عن الدور المركزي لشخصياتٍ تمسك بالمجلس النيابي كأنه ملكية خاصة، وتتحكم في التعيينات والمناصب والموازنات وكأنها حصص شخصية لا مؤسسات وطنية. وليس سرًا أنّ هذه الطبقة لم تكن لتستمر في إمساكها بالسلطة لولا مظلة الحماية التي توفّرها جهات دولية، تتحدث كثيراً عن "الإصلاح" و"الديمقراطية"، لكنها في الوقت نفسه تفضّل التعامل مع من يضمن لها الاستقرار الشكلي على من يجرؤ على طرح تغييرٍ فعليّ.

في المقابل، يبدو أنّ المبعوث الأميركي يخلط بين أسباب الفشل ونتائجه. فالسلاح الخارج عن الدولة هو نتيجة مباشرة لغياب الدولة نفسها، والعجز عن إنتاج مؤسسات حقيقية قادرة على فرض سيادتها. والحل لا يكون بمجرد الدعوة إلى نزع السلاح، بل بإعادة بناء الثقة بالدولة التي فقدت هيبتها بسبب التواطؤ المزمن بين السياسيين وراعِيهم الخارجي. إنّ أي حديث عن استقرارٍ مستدام لن يكون ذا جدوى ما لم يُقرَن بإرادةٍ حقيقية في كسر الحلقة المقفلة التي تحكم البلد منذ ثلاثة عقود، حيث يتبدّل الخطاب ولا يتبدّل الفاعلون. أما في ما يتصل بالحدود الجنوبية، فقد قال برّاك إنّ إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق حدودي، لكنه استغرب غياب الحوار المباشر بين الجانبين. هذا الطرح قد يبدو واقعياً من منظور دبلوماسي، لكنه يتجاهل أنّ أي مفاوضات لا يمكن أن تُبنى على تفاوتٍ في القوة والشرعية. فلبنان يعيش تحت وطأة الانقسام والضعف، بينما يواجه ضغطاً عسكرياً واقتصادياً يومياً.

وبدل التركيز على شكل الحوار، ربما الأجدى التساؤل عن مدى استعداد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على استعادة قدرته التفاوضية من موقع الدولة، لا من موقع الطرف الضعيف المحاصر بأزماته. ما يحتاجه لبنان اليوم ليس المزيد من التشخيص الخارجي، بل اعترافًا صريحًا بأنّ جزءًا من هذا الفشل هو نتاج حسابات دولية متشابكة، أبقت منظومة السلطة على قيد الحياة، ومنعت أي عملية إصلاح حقيقية من التقدّم. فالإصلاح لا يبدأ من النصائح، بل من رفع الغطاء عمّن تسببوا بالانهيار، وعن الذين يغلقون مجلس النواب متى شاؤوا ويفتحونه متى اقتضت مصالحهم، تحت شعارات الديمقراطية والتمثيل. كلام توم برّاك قد يعبّر عن قلقٍ مشروع تجاه لبنان، لكنه يفتقد إلى الشجاعة والدقة الكاملة في الاعتراف بالأسباب. فالدولة لا تُبنى بالتحذيرات، بل بالمحاسبة، وبكسر شبكة الحماية التي ما زالت تقي رموز التعطيل من أي مساءلة، داخلية كانت أم خارجية.

 

عندما تنقل أورتاغوس عن نتنياهو: لا سلام من دون الشيعة

غادة حلاوي/المدن/02 تشرين الثاني/202

بات يمكن الجزم بأنّ سكة المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل قد بدأت مسارها. الفكرة قيد التبلور بين الرؤساء الثلاثة، وبين لبنان والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. أياً تكن الصيغة من حيث الشكل، فالأمر بات تفصيلاً، لمجرد أن لبنان، وضمناً حزب الله، يقف على مبدأ المفاوضات غير المباشرة. هنا، لم يعد الاسم مهماً، فالتفاوض سيجري في غرفة واحدة، إن وافقت إسرائيل، وبحضور أميركي، ومعهم بعض الدول الممثّلة في "الميكانيزم"، إلى جانب ممثلين عن لبنان من خارج الجيش. أورتاغوس نفسها كانت قد حملت مقترحاً بإطلاق مفاوضات عبر خبراء عسكريين من كلا البلدين، رفضها لبنان. لكنها لم تمانع في أن تكون المفاوضات من ضمن الميكانيزم، طالما سيُصار إلى تطعيم ممثلي لبنان بما يتناسب وطبيعة المفاوضات. غير أنّ العقبة الأساسية في هذه المفاوضات ، من وجهة أميركا، تكمن في اشتراط لبنان وقف العدوان الإسرائيلي على أراضيه براً وجواً كمقدمة لأي مفاوضات. تفهّمت أورتاغوس هذا الشرط، لكنها لم تستطع منح تعهّد بذلك نيابةً عن إسرائيل. وفي لقاءاتها، ركّزت على أن على لبنان الانطلاق نحو المفاوضات باعتبارها الحل الوحيد لإنهاء العدوان.

لبنان ليس أولوية لترامب

بصريح العبارة قالتها مورغان أورتاغوس للمسؤولين: إنّ لبنان لم يعد على رأس أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الباحث عن اتفاقيات سلام تمتد من غزة إلى كوسوفو، وصولاً إلى أنحاء مختلفة من العالم. وقد تمنّت أن ينعم لبنان بالاستقرار، وأبدت خشيتها من أن دول الخليج ترصد ميزانياتها لإعمار غزة وسوريا، بينما يبقى لبنان بعيداً عن دائرة اهتمامها. خلال زيارتها، لم تحمل أورتاغوس تهديداً صريحاً بحربٍ قريبة على لبنان، لكنها قالت ما هو أصعب. شرحت كيف أنّ إسرائيل اليوم تختلف عن ماضيها، وكيف أنّ نتنياهو بعد السابع من أكتوبر بات مختلفاً عمّا سبق: يعيش هاجس حفظ أمن سكان الشمال، وأن تبقى إسرائيل بمأمن من ضربات حزب الله. وقالت إنه بات سريع الغضب، ومستعداً لحماية إسرائيل بأيّ ثمنٍ ومن أيّ خطرٍ يراه قريباً. نتنياهو نفسه يعيش قلقاً حيال الوضع في جنوب لبنان وسيطرة حزب الله. وخلال وجودها في إسرائيل، عرض رئيس الوزراء للموفدة الأميركية تقريراً يشير إلى أنّ حزب الله يستعيد عافيته، وأنه حصل على كميات من السلاح المضاد للدبابات عن طريق سوريا. والأخطر أنه قال لها إن التقارير ذاتها تتضمّن معلومات عن أنّ حزب الله يواصل تخزين السلاح داخل منازل المدنيين شمال الليطاني وجنوبه. كما سألها عن الإعمار في جنوب لبنان، وعن الجهات التي تساعد، ومن أين يحصل الجيش اللبناني على المساعدات.

أمن سكان إسرائيل هو الأهم

قال نتنياهو لأورتاغوس إن لا سلام في لبنان من دون الشيعة. وعندما سألته عن الرسالة التي يريد أن تحملها إلى لبنان، قال إنّ همّه هو أمن سكان إسرائيل. وضعت أورتاغوس الرؤساء في أجواء ما سمعته من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقالت إنها ستفعل ما بوسعها لدى عودتها إلى واشنطن لمساعدة لبنان وتأمين انعقاد مؤتمر دعم الجيش. وأضافت أنّ ملف لبنان سيكون في دائرة الاهتمام لديها ومعها السفير ميشال عيسى، الذي باشر عقد اجتماعات تتعلّق بالوضع في لبنان، وتوم باراك.

مفاوضات عبر الميكانيزم

وحول آلية عمل "الميكانيزم"، بحثت أورتاغوس في تصوّر لبنان لتطوير عملها، فالتقى عون وبري على أنّ اللجنة تضمّ ممثلين عن كلّ الأطراف ويمكن أن تؤدّي غرضها المتعلق بالمفاوضات. وقد وافقت أورتاغوس على موقف لبنان بأن البداية يجب أن تكون بوقف العدوان، تمهيداً للشروع في المفاوضات. وتبلّغت بشكل رسمي وصريح أن لبنان لا يمانع مبدأ التفاوض غير المباشر، لكن ليس قبل وقف العدوان، بدت متفهمة لكنها  لم تجزم بأنّ نتنياهو سيلتزم بوقف العدوان على لبنان أو أنه قد لا يرتكب عدواناً جديداً. وتحدثت عن اختلاف في النظرة بين ترامب ورئيس وزراء إسرائيل: فبينما يهتم ترامب بتحقيق السلام وجني المزيد من الاتفاقات ووقف الحرب، لا يريد نتنياهو وقفها، إذ بات متوتراً ومستعداً لفعل أيّ شيء. أثنت على عمل الجيش بشأن سلاح حزب الله لكنها طلبت المزيد من الخطوات، كما طلبت أيضاً إقفال منافذ تمويل حزب الله، وقالت إنّ موفداً أميركياً سيزور لبنان للبحث في هذا الموضوع. وعدت أورتاغوس بأنها ستحمل مقترح وقف العدوان إلى نتنياهو للشروع في التفاوض غير المباشر، مؤكدة أنّ بلادها لن توافق نتنياهو على شنّ عدوان على لبنان. وبناءً عليه، فليس محسوماً بعد ما إذا كان نتنياهو في وارد توجيه ضربة جديدة إلى لبنان لتحقيق غايته بالضغط عليه ودفعه إلى التفاوض بالقوة.

لا عدوان قبل زيارة البابا

خلاصة ما فهمه المسؤولون من زيارة أورتاغوس أنّ الخيارات مفتوحة مع نتنياهو، وأنّ واشنطن لن يكون بمقدورها لجمه. المطلوب الدخول في مفاوضات، وشرط وقف العدوان موضع تباحث مع نتنياهو، لكنها وإلى أن تأتي بالردّ، فالمطلوب أيضاً: مواصلة الجيش مصادرة سلاح حزب الله، تجفيف مصادر تمويله، ومعالجة تهريب السلاح عبر سوريا. فإسرائيل، رغم اقتناعها بالخطوات التي يقوم بها الجيش، لا تزال تجد لنفسها أكثر من ذريعة للعدوان، تحت حجة بناء قدرات حزب الله.

 

برّي يتستنفر جنوباً: ورشة إعمار بوجه التقصير الحكومي

حسن فقيه/المدن/02 تشرين الثاني/202

الإعمار هو الهاجس الأكبر لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويتقدّم في سلّم أولوياته على أي قضية أخرى. الرجل الذي طالما اعتبره الجنوبيون ضمانة حقيقية لنهضة منطقتهم، لا يزال يرى في إعادة إعمار الجنوب بعد الحرب الأخيرة واجبًا وطنيًا لا يحتمل التأجيل.  فمنذ أن قال عبارته الشهيرة يومًا: "أنا عم بصنع من الضعف قوة، لزفّتلو طريق لابن الجنوب، لعمرلو مدرسة، لعمرلو مستشفى"، تحوّل الجنوب في عهده إلى واحدة من أكثر المناطق حيوية في لبنان، قبل أن تأتي حرب تشرين الأول 2023 لتعيد مشهد الدمار والتهجير وتفرض واقعًا مأسويًا جديدًا على الحدود الجنوبية. اليوم، وبعد عامٍ من الدمار الهائل الذي لحق بالمناطق الحدودية، وما خلّفه من أضرار جسيمة في الأبنية والبنى التحتية والمؤسسات، يجد الرئيس بري نفسه أمام تحدٍّ جديد: إعادة الحياة إلى الجنوب. فالمناطق التي "نُسفت عن بكرة أبيها" تحتاج إلى ورشة إعمار ضخمة، في ظلّ أحاديث تتردّد في الأروقة عن مشاريع "منطقة صناعية" بطابع أمني، تشبه فكرة "المنطقة العازلة"، ما يعني عمليًا إبعاد سكان القرى الحدودية عن أرضهم. وتؤكد مصادر مقرّبة من الرئيس بري لـ"المدن" أنّ كلّ هذه الهواجس تسكن ذهنه، إذ يكرّر في لقاءاته القول إنّ "الإعمار أولوية"، وأنّ التقاعس الحكومي عن التعامل بجدّية مع هذا الملف لم يعد مقبولًا. وهنا نعود إلى الخلاف الذي نشب مؤخرًا بينه وبين رئيس الحكومة نواف سلام على خلفية ما يعتبره بري "تقصيرًا حكوميًا " في معالجة هذا الملف الحيوي.

لقاء موسّع في الرادار: خطوة بري إلى الواجهة

قرّر رئيس السلطة التشريعية أن يتولّى بنفسه إدارة الملف. وتشير المعلومات التي حصلت عليها "المدن" من مصادر مقرّبة إلى أنّ مجمّع الرئيس بري في الرادار سيشهد يوم الثلاثاء المقبل لقاءً موسّعًا برعايته المباشرة، تنظّمه كتلة التنمية والتحرير النيابية تحت عنوان: "التمهيد نحو إعادة إعمار الجنوب".

ويُنتظر أن يشكّل هذا اللقاء انطلاقة جديدة لإعادة طرح ملف الإعمار بوصفه أولوية وطنية جامعة تتجاوز الحسابات السياسية الضيّقة. وتكشف المعلومات أنّ اللقاء يهدف إلى تحديد الأولويات الوطنية في ملف الإعمار من خلال استعراض الأرقام التفصيلية، وتحديد الحاجات والموجودات، وتنسيق الجهود بين الوزارات والهيئات المعنية، تمهيدًا لجعل هذا الملف في مقدمة اهتمامات الدولة اللبنانية خلال المرحلة المقبلة.

حضور واسع ورسائل سياسية واضحة

اللقاء سيضمّ الوزراء المعنيين وعددًا من النواب، إلى جانب ممثلين عن هيئات دولية، والبنك الدولي، وقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، والجيش اللبناني، فضلًا عن المحافظين ورؤساء البلديات، ومجلس الجنوب، ومجلس الإنماء، والإعمار. ويعكس هذا الحضور الواسع حجم الاهتمام الرسمي والشعبي بملف الإعمار، ولا سيما في القرى الحدودية التي تضرّرت بشدّة جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير. وتؤكد معلومات "المدن" أنّ بري يريد من هذا اللقاء توجيه رسالة مباشرة إلى الجنوبيين مفادها أنّه "لن يهدأ حتى يعود أهالي القرى الحدودية إلى منازلهم"، وأنّه يعتبر هذا الملف أهمّ من أيّ قضية أخرى في المرحلة الراهنة. كما تشير المعلومات إلى أنّ بري أوعز إلى جميع الجهات المعنية بتسخير كل الطاقات والإمكانات لتسريع ورشة الإعمار، معتبرًا أنّ المسألة لم تعد ملفًا إنمائيًا، بل قضية وطنية تمسّ كرامة الناس وحقّهم في البقاء على أرضهم.

الجنوب لن يكون منطقة عازلة

تؤكّد مصادر متابعة للتحضيرات لـ"المدن" أنّ خطوة بري هذه تحمل رسائل سياسية وأمنية متعدّدة الاتجاهات، أبرزها موجّه إلى العدو الإسرائيلي، الذي يسعى من خلال اعتداءاته المتكرّرة إلى منع إعادة الإعمار وتحويل الجنوب إلى "منطقة خالية من سكانها".  وتشير المصادر إلى أنّ الاعتداءات الأخيرة على ورش الإعمار والآليات المدنية، ولا سيما حادثة المصيلح، كانت رسالة واضحة من إسرائيل بأنّها تريد إبقاء المناطق المدمّرة خالية ومقفلة أمام عودة أهلها، ما يشير إلى نوايا مبيّتة لتحويلها إلى منطقة عازلة تحت غطاء "منطقة صناعية".

غير أنّ بري ـ وفق المصادر نفسها ـ يرفض هذا الطرح رفضًا قاطعًا، ويعتبره مساسًا بسيادة لبنان وهويته الجنوبية. فـ"الجنوب ليس منطقة عازلة ولا مجال للمساومة في هذا الأمر"، تقول المصادر، مضيفةً أن عقد اللقاء في قلب الجنوب هو بحدّ ذاته تأكيد رمزي وفعلي على التمسّك بالأرض ورفض أي مشروع خارجي يهدّدها.

بري: لا مقايضة على عودة الجنوبيين

وتشدّد المصادر على أنّ بري يعتبر عودة الجنوبيين إلى قراهم "قرارًا لا يخضع للنقاش"، وهو على قناعة تامة بأنّ هذه العودة تمثّل حقًّا طبيعيًا لا يمكن ربطه بأيّ تسويات أو مفاوضات. فبعد عامٍ من الانتظار دون خطوات عملية، يرى بري أنّ الوقت حان لوضع حدّ للتأجيل والمماطلة، وأنّ ملف الإعمار يجب أن يُنتزع من "بازار السياسة والمفاوضات الدولية"، لأنّه ببساطة حقّ مكتسب لمن قدّموا دماءهم في سبيل الوطن. وتضيف المصادر أنّ بري يدرك أنّ بعض الأطراف الخارجية تحاول ربط ملف الإعمار بملف سلاح "حزب الله"، لكنّه يرفض هذا الربط رفضًا مطلقًا، ويتمسّك بضرورة فصل القضايا الإنسانية والاجتماعية عن الملفات السياسية والعسكرية. مع هذا الحراك الجديد، تدخل مرحلة إعادة الإعمار منعطفًا جديدًا، ليس من بوابة الحكومة، بل من بوابة الرئاسة الثانية وما تمثّله من ثقل سياسي وشعبي في الجنوب. فاللقاء الذي يستعد له الرئيس بري في منطقة الرادار (المصيلح) لا يُعدّ مجرّد اجتماع إداري، بل انطلاقة فعلية لمسار وطني شامل قد يعيد الأمل إلى الجنوب، ويفتح صفحة جديدة في التعامل مع نتائج الحرب. ويبقى السؤال: هل سينجح  بري في كسر جدار صمت الإعمار وإعادة الزخم إلى ملفّ طال انتظاره؟ الأكيد أنّ خطوته المرتقبة يوم الثلاثاء لن تمرّ كحدثٍ عابر، بل ستكون محطة سياسية وإنمائية مفصلية، قد تضع الجنوب على طريق الأمل من جديد، في زمنٍ يغلب عليه الجمود والانتظار.

 

لبنان بين منع التسوية وامتناعها

أحمد جابر/المدن/02 تشرين الثاني/202

يتحرك موضوع الكيان اللبناني بين حدّين: حد منع التسوية، وحدّ امتناعها. المنع هو فعل الخارج المتداخل، الإقليمي والدولي. والامتناع هو فعل الداخل، المتداخل والمتخارج عشوائياً، وغير المستقرّ على قاعدة هدوء راسخ من سنة 1920 وحتى تاريخه، وربما إلى أمَدٍ غير معلوم.

جملة صناعة التسوية المتداولة، لا يضيف طالبوها عاملاً مساعداً يخفف من وطأة تداخلاتها الثقيلة. الخطاب اليوم هو لأطراف القوى السياسية المتنابذة، بات مكروراً إلى حد استحلابه، وبات ممجوجاً إلى حد الاشمئزاز من رطانة أصوات أصحابه. تحمل صعوبة الوضع اللبناني القول إلى الوقوف أمام العامل الخارجي الذي بات حاسماً، بالنظر إلى اختلاط السياسات العالمية وإلى اضطراب علاقاتها وتحالفاتها وخصوماتها. ليس سرّاً؛ بل هو أرسخ من معلوم، انتظار ما يربو على نصف لبنان، ما يصدر عن المحافل الخارجية، وارتقاب ما قد تكون عليه سياساتها في المكانية اللبنانية. ليس سرّاً؛ بل هو شائع ومتداول ومنقول، انتظار ما تبقى من السكّان غير المتساكنين، لما يصدّر عن "محافل" خارجية أيضاً، دعماً لأطروحة أهلية، أو مناوأة لها، أو تدويراً لزواياها. العربي، الذي يعطى اسم عمق لبنان، يطفو على سطح عمقه أحياناً، ويختفي في عتمات لجّته أحياناً أخرى. رفع الرأس فوق سطح الماء، أو إخفاؤها تحت هذا السطح، تُمليه ضرورات ومحاذير المدّ الخارجي، وشدّة عصف رياحه، أو هدأة هذه الرياح. من مقدمة الإشارات إلى متنها. من الخارج جملة، إلى الخارج تحديداً. جهاراً نهاراً، يحتل الأميركي المقعد المتقدم في قطار التدخل الخارجي؛ بل لعله سائقه، لذلك تصير العناية المدققة بالأميركي الشامل، حاجة ضرورية "لفهم" الأميركي، في لبنان، وفي سائر المنطقة العربية. ما دام الأمر أمر "الإسلام السياسي" عموماً، في البلاد العربية، وأمر الإسلام الشيعي السياسي في لبنان، وفي إيران، وفي عدد من العواصم العربية، ما دام الأمر كذلك، تقتضي القراءة اللبنانية للاسم الشيعي السياسي هنا، إمعان النظر في رؤية أميركا لدور ووظيفة الإسلام الشيعي، هناك، وبقول مختلفٍ محدد، ماذا عن أميركا والإسلام السياسي عموماً اليوم، لنقول عن أميركا والإسلام السياسي بشقيه، السنّي والشيعي، في لبنان وفي إيران وفي المحيط العربي الذي هزّت كيانه انقلابات سياسية واسعة.

إلى "الأمسَين"، القريب منهما والبعيد، تعود الذاكرة إلى توظيف السياسة الأميركية للإسلام السياسي في أكثر من بلد. أفغانستان كانت مثالاً، عندما كان الصراع البارد دائراً بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي الآفل، كان هذا تشغيلاً للسنية السياسية، انهارت ركائزه بعد غزوة نيويورك سنة 2001، ثم جرى استبداله بالشيعية السياسية، عندما جيء بإيران إلى العراق، وعندما سُمِحَ لها بمد نفوذها إلى سوريا ولبنان واليمن وفلسطين. هو التوظيف إذن، الذي جمع بين رعاية وغض نظر وسماح، من السودان إلى فلسطين، مروراً بمصر والجزائر وتونس وليبيا... وغزّة، حتى ارتكبت حماس ما ارتكبت في "طوفانها".

لماذا هذا الاستعراض؟ للقول إن العامل الخارجي الدولي، بقيادة الأميركي، هو المسؤول الأول عن "التحالف" مع الإسلام السياسي بكل "فصائله"، وهو المتحرّك الأول اليوم، من أجل تقليم أظافر من استظلّ فيْأه من دول ومن تنظيمات ومن قوى أهلية. إذن نحن في إزاء سياسة تقليص أدوار، ولملمة انفلاشات، ورسم حدود، لأن التوظيف السياسي الأميركي استنفد الجوهري من أهدافه، لذلك فقدت الأنظمة الطامحة الجوهري من نفوذها، واستفاقت على أوهام أدوار كبرى، وها هي اليوم مطالبة، من الأميركي ذاته، بلملمة فلول انتشارها والعودة إلى ديارها الأصلية.

ما الذي يمكن استنتاجه لبنانياً، من حقيقة الإدارة الدولية للأوضاع الإقليمية العامة، وللوضع اللبناني من ضمنها؟ الخلاصة الأولى هي أن الأميركي لم يسرّح "موظفيه" تسريحاً تاماً؛ بل هو يعيد جمعهم في ملعب وظائفه، لذلك، يجب ألاّ يسترسل القوم في تعليق الأحلام الاستقلالية الكبيرة، على من كان الأساس في ضياع ما كان لهم من استقلالية قليلة. بالتعريف، مطلب نزع السلاح من حزب الله اللبناني، بواسطة اللبنانيين أنفسهم، هو وصفة حرب أهلية داخلية واضحة، وبالأسماء، مصير النظام الإيراني غير مطروح على طاولة التغيير، لذلك، فأمر سلاح حزب الله، ما زال عنصر مساومة في يد ذلك النظام غير المراد تغييره. ماذا يعني؟ يعني ببساطة، إن الأميركي يضمر للبنان شرّ الفوضى، ويحيل نار الشرّ إلى العدوانية الإسرائيلية، وهدفه استمرار الضغط على إيران لفرض التنازل على نظامها، لأنه تكراراً لا يريد تغييره. بوضوح متقدم، لبنان ورقة، ورقة ضغطٍ في يد الأميركي، وورقة مساومة في يد الإيراني، لذلك فهو ملعب أميركي – إيراني، تعبث به كل العدوانية الإسرائيلية.

يطرح السؤال الاستطرادي، ماذا عن الدور العربي وسط هذه العاصفة الدولية؟ الجواب الذي سمعه الجميع وعلى ألسنة الجمع العربي، هو السعي إلى السلام، عبر هدنة في غزّة، والفوز بهدوء في لبنان، من أجل استكمال عملية التفاوض على التطبيع الذي صار مطلباً أميركياً توظّف نتائجه في سياق الخطة الأميركية العامة، التي تسعى إلى استعادة الهيمنة عالمياً، وتسعى إلى محاصرة البعيدين الصيني والروسي، عبر ضرب طوق المصالح والنفوذ، عندنا كما في أكثر من قارّة عالمية. خلاصة العربيّات، لقد ولّت إلى زمن بعيد، مسائل الكفاحية الماضية ووسائلها، والسياسة المقبولة هي تلك التي تتخلص من "ترسُّبات النضالية" في فلسطين وفي لبنان، والواقعية المستجدّة، باتت شبه أحاديّة القراءة؛ إذ إن أصحابها يقرأون في كتاب "فن الممكن" الممكن كما هو، من دون السعي إلى شروط تحسينه. وما دامت الحال هي الحال، ماذا سيفعل اللبنانيون واقعيّاً؟ أي ما سياساتهم وهم يواجهون واقع الحال الموصوف عالميّاً ومحيطيّاً؟ حتى اللحظة الراهنة، يظهر الطيف السياسي العام لا مبالاة بمراقبة ما حوله، ويظهر تسليماً لمشيئة ما يأتي من غرب ومن شرق، ويستبسل الطيف في سبيل صناعة الخلافات، وفي استثارة العصبيّات، ويمتنع امتناعاً مدهشاً عن مقاربة التسويات، هذا في حين ينصرف النخبويون، إن وجدوا، إلى تسييل الوقت بالردّ على ما يصدر عن "السيادي"، وبتفنيد حجج ما يندّ عن "المقاوم". أما قول النخبويين الخاص، الذي ينشغل بصياغة عناوين ما يصلح لأن يشكل مادة تسوية واقعيةٍ واقعية، هذا القول دخل في غياب مزمن، وصار إلى غيبوبة سياسية لم تحمل إلى رؤوس أصحابها غير الدوار، وغير الدوران.

 

جولة وزارة الخزانة الأميركيّة: تمويل إيران تحت المجهر

علي نور الدين/المدن/02 تشرين الثاني/202

بدأت يوم الجمعة جولةٌ لوفدٍ أميركي، يقوده وكيل وزارة الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي، بهدف العمل مع "عدد من الشركاء الرئيسيين" على تنفيذ حملة "الضغوط القصوى"، التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواجهة إيران. الجولة ستشمل بيروت إلى جانب كلٍّ من الإمارات وتركيا وإسرائيل، على أن تتركّز على تنسيق جهود العواصم الأربع في حرمان "طهران ووكلائها" من الوصول إلى الموارد الماليّة، وفقاً لما أعلنته وزارة الخزانة في بيانها أمس. على المستوى اللبناني، ستتقاطع وتتكامل هذه الضغوط الماليّة مع الجهد المبذول لمنع إعادة تسليح حزب الله، وإعادة التفاوض على مصير سلاحه. فتجفيف منابع التمويل يفضي تلقائياً إلى تقليص هامش الحركة الميدانيّة، ويزيد من قدر التنازلات التي يمكن أن يقدمها الحزب بشأن دوره. غير أنّ الجولة نفسها تندرج في سياق أكبر من الملف اللبناني وحده، لتطال كامل شبكات التمويل الإيرانيّة الإقليميّة. كما تصب في سياق تجاذبٍ وتفاوضٍ سيعيد تحديد الدور الإيراني في المنطقة. وبطبيعة الحال، ثمّة تداخل لا يمكن تجاهله ما بين البحث في دور إيران الإقليمي، والبت بمستقبل الحزب محلياً.

أهميّة التوقيت

تأتي زيارة هيرلي إلى المنطقة بعد قرابة شهر، من إعادة تفعيل العقوبات الأمميّة على طهران، ثم فرض الاتحاد الأوروبي سلسلة من العقوبات التي استهدفت أصول شخصيّات وكيانات إيرانيّة، فضلاً عن حظرها أنشطة ماليّة وتجاريّة إيرانيّة تشمل النفط والغاز والمنتجات البتروكيميائيّة. كما جمّدت أصول البنك المركزي الإيراني، وعدد من مصارف البلاد الكبرى، وحظرت دخول طائرات الشحن الإيرانيّة المطارات الأوروبيّة. ولتوقيت جولة هيرلي أهميّة خاصّة، ينبغي التوقّف عندها. فإعادة فرض العقوبات الأمميّة والأوروبيّة، التي تتجاوز بنطاقها تلك المفروضة  أساساً، أعطت وزارة الخزانة الأميركيّة أدوات تنفيذيّة جديدة، لتطويق الثغرات التي كانت تسمح لإيران بالالتفاف على العقوبات الغربيّة. ومع العقوبات الأمميّة، بات خرق القيود المفروضة على إيران ينطوي على مخاطر قانونيّة دوليّة، ما يرفع كلفة استمرار شبكات الالتفاف على العقوبات.

ما ستوفّره زيارة هيرلي، هو ضمان آليّات التنسيق العمليّاتي والمخابراتي السريع، لمشاركة المعلومات المتوفرة عن العمليّات التي تعتبرها واشنطن "تبييضاً لأموال" طهران، بما يشمل أعمال ناقلات النفط الإيراني وشبكات تمويل الأذرع العسكريّة. كما يفترض أن تضع الجولة الضغط السياسي اللازم، لضمان امتثال شركاء واشنطن لقواعد الفحص المُشدّد، الكفيل بكشف هذه الأنشطة، ومن ثم الحد منها. وسيكون من ضمن هذه الآليّات حتماً التعاون لمراقبة واحتجاز ناقلات النفط، أو ملاحقة الوسطاء التجاريين الذين يحاولون إخفاء مصادر النفط الآتي من إيران.

أربع عواصم... أربعة أدوار

لوجهة هيرلي، والعواصم التي سيزورها، رمزيّتها أيضاً. فتل أبيب هي الشريك العمليّاتي الأوّل للإدارة الأميركيّة، في مسار تفكيك شبكات طهران في المنطقة، ما يجعلها القاعدة الاستخباريّة الأكثر نشاطاً وفعاليّة في التعاون مع واشنطن بهذا المجال. وبيروت، على المقلب الآخر، تمثّل الوجهة الأهم للتمويل الذي تخصّصه طهران لحلفائها في المنطقة، حيث تنتظر وزارة الخزانة المزيد من الخطوات من جانب لبنان لتطويق شبكات التمويل هذه. أمّا تركيا والإمارات، فتمثّلان المراكز الماليّة واللوجستيّة التي يمر عبرها جزء كبير من التجارة والعمليّات النقديّة الإقليميّة، ما يجعل الدولتين في طليعة الساحات التي تسعى طهران لاستعمالها للتهرّب من القيود المفروضة عليها. بالنسبة لطهران، تشكّل الساحتان بوابة أساسيّة للعمل التجاري، سواء بشكل معلن، أو عبر شركات واجهة. وفي الوقت نفسه، تتمتّع الدولتان بشركة أمنيّة وسياسيّة واقتصاديّة خاصّة مع واشنطن، كما تطمحان للعب أدوار إقليميّة مركزيّة على المستوى الاقتصادي والمالي. ولهذا السبب، تراهن واشنطن على جدوى الضغط على الدولتين، من أجل تحقيق المزيد من التقدّم في تطويق أعمال إيران الماليّة في المنطقة. مع الإشارة إلى أنّ الدور المالي يطغى على نشاط الإمارات الإقليمي، فيما يطغى الدور التجاري واللوجستي على نشاط تركيا، ما يعطي بُعداً خاصّة لزيارة هيرلي لكلّ من الدولتين.

خلفيّة هيرلي والمطلوب من لبنان

يمتلك هيرلي خلفيّة عسكريّة، إذ تدرّج لمدة خمس سنوات في رتب الجيش الأميركي قبل أن ينتقل للعمل في القطاع الخاص المالي. الآراء التي أبداها، بعد تعيينه في منصبه الحالي، تركّزت على جانبين:

أولاً، يبدي هيرلي حساسيّة مفرطة على الأنظمة الماليّة الأجنبيّة غير الشفّافة، التي تفتح المجال أمام استخدام خصوم واشنطن النظام "المدولر"، هرباً من العقوبات. وهو، رغم تركيزه على دور العقوبات التي تفرضها بلاده، يضع أهميّة مضاعفة لتحسين قواعد الامتثال ومكافحة تبييض الأموال، التي تطبقها الأنظمة الماليّة الأجنبيّة، ما يقلّص من عبء المراقبة المُلقى على بلاده. ومن هذه الزاوية بالتحديد، يمكن فهم تركيز هيرلي على الضغط على الإمارات وتركيا، كجزء من سياسة "الضغوط القصوى" التي تمارسها واشنطن في وجه طهران.

ثانياُ، يعتقد هيرلي أنّ التطوّر التقني، وخصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي، بات يفتح آفاقاً جديدة أمام آليّات حديثة لمراقبة العمليّات الماليّة على المستوى العالمي، وهو ما سيقيد من قدرة الخصوم على التحايل والالتفاف على العقوبات الأميركية. مع الإشارة إلى أنّ مرور التحويلات "المدولرة" عبر المصارف الأميركيّة الوسيطة في واشنطن، يعطي أميركا الولوج إلى بيانات هذه التحويلات، في حين أنّ أنظمة الذكاء الاصطناعي ستسمح بفرض رقابة مضاعفة على أنماط التحويل المشبوهة التي تحاول إخفاء غايتها الفعليّة.

أمّا بالنسبة إلى لبنان، فمن المرتقب أن تستكمل الزيارة الضغط باتجاه الأجندة التي تتبناها وزارة الخزانة. إذ ستواصل الوزارة الضغط باتجاه تحقيق كافة التوصيات التي وضعتها مجموعة العمل المالي، ومنها إقفال المنافذ المتاحة خارج النظام المالي، لتبييض الأموال، وتلك التي تتصل بتجارة المعادن والأحجار الثمينة والتجارة الدوليّة. كما ستواصل الضغط لتضييق نطاق الاقتصاد النقدي، عبر توسعة الخدمات المصرفيّة التي يمكن تقديمها ضمن النظام المالي الشرعي. أمّا على مستوى مؤسسة القرض الحسن، فلا تزال وزارة الخزانة تطالب بإجراءات أوضح لمعالجة هذه الظاهرة، في الوقت الذي يتفادى كلّ من مصرف لبنان ووزارة الماليّة تحمّل عبء التعامل مع هذه القضيّة

 

"لافاجيت" تصعّد والاتحاد أمام أزمة نفايات مرتقبة في طرابلس

رنا البايع/المدن/02 تشرين الثاني/202

يحاول اتحاد بلديات الفيحاء تجنّب كارثة بيئية، في حال أكملت شركة لافاجيت بقرارها التوقّف عن العمل ابتداء من الاثنين المقبل. إذ لن يكون مستبعداً أن تغرق طرابلس، الميناء، البدّاوي والقلمون في نفاياتها خلال أسبوع على أقرب تقدير، بعدما قرّرت شركة لافاجيت، المسؤولة عن جمع النفايات وتنظيفها، تصعيد مواقفها المطالبة بحلّ لأزمة عقد تشغيلها. وأوضحت الشركة في بيانها، أنّ إضرابها يأتي احتجاجًا على الأزمة المالية المستمرّة منذ انتهاء عقدها في شهر حزيران الماضي، وعدم اتخاذ الجهات المعنيّة أي قرار يقضي بتمديد العقد معها "مؤقتًا" لحين إجراء مناقصة جديدة وتكليف شركة بديلة بأعمال الكنس وجمع النّفايات.

ولكن، تعتقد أوساط طرابلسية أن بيانات الشركة المتكرّرة وتصعيدها الأخير بالتوقف عن العمل، تستعمل كوسيلة ضغط لتمديد العقد معها، في محاولة للحفاظ على موقعها داخل الاتحاد ومنع إدخال أيّ شركة بديلة عنها.

طفح كيل لافاجيت

أسباب كثيرة دفعت بشركة لافاجيت لاتخاذ قرار الإضراب عن العمل لحين جلاء الصورة، يشير لـ"لمدن" المدير العام للشركة في طرابلس الجنرال سعيد الرز، ويؤكّد أن الشركة استمرت خلال الأشهر الماضية في تنفيذ التزاماتها رغم عدم وجود غطاء قانوني أو مالي، وتحمّلت أعباء تشغيلية باهظة تشمل كلفة صيانة الآليات، تأمين مادة المازوت، ودفع أجور العمال. ويشير الرز إلآ أنّ المطالبات لم تلق تجاوباً لا بل استمر التجاهل والتأخير في حسم الملف، فوجدت الشركة نفسها "مضطرة لوقف الأعمال موقتًا وبدء إضراب شامل ابتداءً من صباح يوم الإثنين الواقع فيه 3 تشرين الثاني 2025 ، وذلك إلى حين معالجة المسألة واتخاذ القرار اللازم بشأن العقد". وعن استكمال الأعمال على الرغم من انتهاء العقد في حزيران ومهل التمديد، يشرح الرز أنّ الشركة استمرت في ممارسة واجباتها كاملة "بناء على تمنّي البعض وتركت المجال مفتوحاً للتسوية كبادرة حسن نية، لكن اليوم نجد أنفسنا أمام طريق مسدود".  ويضيف: "النفايات مشكلة لا تحتمل التأجيل، ولا بد من أن تكون لها الأولوية والأهمية لدى الاتحاد ووزير الداخلية".

الإتحاد منفتح على الحلول

لا يخفى على الاتحاد الجديد أن النفايات مشكلة المشكلات، وحلولها يجب أن تبتّ سريعاً لأنّها قد تتحوّل إلى كارثة بيئية وصحيّة. في هذا السياق يؤكّد رئيس اتحاد بلديات الفيحاء وائل زمرلي، في حديث لـ"لمدن"، أن الإتحاد يعمل ضمن القنوات القانونية المسموح بها لافتاً إلى أنّه لا يقبل أن تكون صحة الناس وسيلة ضغط. ويطمئن أن الموضوع أصبح في عهدة وزير الداخلية الذي يصادف أنّه مسافر "ونحن على ثقة من حلّه للأمور فور عودته". ويشير زمرلي إلى أنها ليست المرة الاولى التي نتلقى فيها كتاباً من شركة لافاجيت تعلن فيه إضرابها عن العمل، "هذا سادس كتاب خلال شهرين، لكن يصار إلى حلحلة الموضوع لأن موضوع النفايات لا يحتمل التأجيل". وعن تجديد العقد مع الشركة، يلفت زمرلي إلى أنّ الإتحاد "يراعي ظروف الشركة، ولكن ما يهمّنا مصلحة أهالي المدينة، لذا نعمل على تجديد العقد بأقرب وقت ممكن".

المناقصة حرب باردة

حاول الإتحاد الحالي إطلاق مناقصة منذ شهرين، ففتحت عليه الحرب، فهناك في المدينة من انزعج، مع أن الإتحاد يسعى لعقد متطوّر يلبّي متطلبات المدينة، يقول زمرلي، مشيراً إلى أن المناقصة لو تمّت منذ 10 أشهر "كان مشي الحال". في سياق متّصل، يشير مصدر بلدي مطّلع لـ"المدن" إلى أن وجود شركة لافاجيت في الفيحاء يتقاطع مع مصالح سياسيين شماليين وطرابلسيين تحديداً، ولا مصلحة لهؤلاء من دخول شركة جديدة على الخط لا سيما مع اقتراب الانتخابات النيابية، اذ يصنّف شركة لافاجيت من المفاتيح الانتخابية الضخمة. ويضيف: "هناك محاولات لخلق شركة جديدة تدخل المناقصة، لكن لم تتبلور بعد". ويلفت إلى أن شركة لافجيت تهيمن على قطاع النفايات في بلديات الفيحاء منذ أكثر من عقدين من الزمن، وكلما انتهى عقدها يصار إلى تجديده، معتبراً أنّ أيّة مناقصة تهدّد وجودها ستحاربها بكل الوسائل وستضغط بشتى الطرق لتجديد عقدها.  ويصف المصدر نفسه ما يجري اليوم بالحرب الباردة التي فتحتها مناقصة الإتحاد، وستستمر حتى إفشالها والتجديد لشركة لافاجيت. ويطالب الإتحاد بعدم الرضوخ، لا سيما أنّ من واجبه إيجاد حلول غير التمديد ليصار إلى اجتراح حلّ مستدام.

 

متى سيردّ “الحزب” على إسرائيل؟!

طوني عيسى/هنا لبنان/01 تشرين الأول/2025

إذا بقيت الضربات الإسرائيلية ضمن إطار “الاستنزاف المُدار” وتدمير البنى التحتية “التي يمكن تعويضها”، فإنّ صمت “الحزب” سيستمرّ طويلًا. وعلى الأرجح، سينتظر “الحزب” لحظة “المعركة الكبرى” لكي يرتدي مجدّدًا ثياب القتال.

إنّها لعبة أعصاب، تلك التي تدور على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. ففيما الجيش اللبناني يواجه مأزقًا لوجستيًا في تدمير مخازن “الحزب” بـ”العبوات الناسفة الأميركية”، وفق ما أعلن مسؤولون لبنانيون لوكالة “رويترز” قبل يومَيْن، فإنّ “حزب الله” نفسه يواجه مأزقًا استراتيجيًا في الردّ على ضربات إسرائيل التي تتمادى يوميًا، وتكبّده الكثير من المقاتلين والكوادر، بلا أي حسيب أو رقيب. الواضح أنّ قرار القيادة الحزبية هو الآتي: لا ردّ على إسرائيل حتى إشعار آخر، مهما قَسَت الضربات. وعلى الأرجح، ليس الصمت الحالي مجرّد “ضبط للنفس” كما قيل دائمًا، بل هو أيضًا قرار إيراني مركزي. فـ”حزب الله” ليس اليوم مجرّد تنظيم لبناني مسلّح، بل هو آخر خط دفاعي لإيران على ساحل المتوسط، بعد سقوط نظام الأسد، ولا يمكنها أن تغامر به وتخسره، فيما هي في أمَسّ الحاجة إليه لتنفيذ أجندتها الكبرى في الإقليم. قرّر “حزب الله ابتلاع الضربات” الإسرائيلية بصمتٍ وهدوءٍ، لأنّ المكاسب التي يمكن أن يحقّقها في أي ردّ لا قيمة لها في مقابل التكلفة المريعة التي سيتكبّدها في حال التصعيد الشامل. فقرار الصمت هنا يأتي نتيجة حسابات استراتيجية باردة تفرضها عوامل رئيسية، أولها التكلفة الاقتصادية والمغامرة بوجوده. فـ”الحزب” يُدرك جيدًا أن أي ردّ عسكري كبير اليوم سيؤدّي مباشرةً إلى انفجار حرب إسرائيلية شاملة عليه وعلى لبنان، قد لا تقتصر فيها الضربات على المواقع العسكرية، فتشمل بنى تحتيّة حيوية ومناطق مدنية خارج الجنوب، أي في بيروت والضاحية الجنوبية والبقاع. ويجدر التذكير هنا بأنّ ثمة أصواتًا في داخل “الحزب” ترفض أن يكون هو ولبنان “كبش فداء” في مواجهة إقليمية متهوّرة، مع التنويه بأنّ خسارة ما تبقّى من الدولة اللبنانية تعني أيضًا خسارة البيئة الحاضنة لـ”الحزب” المُنهكة أصلًا. كما أنّ انزلاق لبنان إلى حرب، بدعمٍ من طهران، سيدفع العرب إلى تجميد أي دعم اقتصادي أو استثماري للبنان. إذًا، يُفضّل “حزب الله” ابتلاع الخسارات الصغيرة، كتدمير المخازن أو القواعد أو اغتيال المقاتلين أو الكوادر، على الدخول في عملية ردّ كبرى تنزلق إلى تصعيدٍ يستحيل احتواؤه. ويمارس “الحزب” سياسة “الاستنزاف المُدار” لئلا يُعرِّض “رأس المال الاستراتيجي” للخطر. وهو يفضّل أن يحتفظ بأوراق قوته للمعركة الكبرى التي تندرج ضمن الأجندة الإيرانية العليا، ولا تكون مجرّد “معارك يومية” تفرض إسرائيل توقيتها وظروفها. واليوم، تُدرك قيادة “الحزب” أنّ هناك فرصة أخيرة تُمنح للبنان عبر الوساطة المصرية. وأي ردّ عنيف بالتزامن معها سيعني تخريبًا مباشرًا للمبادرة التي قد تكون الوحيدة القادرة على تأمين مخرجٍ لائقٍ لـ”الحزب” يُجنّبه الحرب. وبالتأكيد، إيران نفسها تدعم الجهود المصرية. في الموازاة، يتردّد كلام في بعض الأوساط عن تفاهمات محتملة، غير مكتوبة، بين واشنطن و”حزب الله” عبر وسطاء أوروبيين وعرب، وخلاصتها ما يأتي: “ما دام “الحزب” لا يردّ على الضربات، فلن تكون هناك حرب شاملة. ولكن، في أي حال، عمليات إسرائيل لا تتوقف”.

إذًا، متى سيردّ “حزب الله”؟

إنّ صمته يشير إلى أنّه يشتري وقتًا ثمينًا لإعادة تقويم مسار الحرب. وأمّا ردّه فسيأتي فقط إذا تجاوزت إسرائيل “الخط الأحمر” الاستراتيجي، كاغتيال شخصيات قيادية أو التوغّل العسكري “غير المتوقع” واحتلال مناطق واسعة جنوب الليطاني، أو ضرب مخازن الصواريخ النوعية بشكلٍ مكثّفٍ في مناطق لم تُستهدف سابقًا. وأمّا إذا بقيت الضربات الإسرائيلية ضمن إطار “الاستنزاف المُدار” وتدمير البنى التحتية “التي يمكن تعويضها”، فإنّ صمته سيستمرّ طويلًا. وعلى الأرجح، سينتظر “حزب الله” لحظة “المعركة الكبرى” لكي يرتدي مجدّدًا ثياب القتال. لكنّه يعتقد اليوم أنّ أوان هذه المعركة لم يحنْ بعد.

 

الهدف العميق فرضُ وقائع جديدة: حزب الله السياسي ممنوع أيضاً؟

منير الربيع/موقع المدن/01 تشرين الأول/2025

يدرس لبنان خياراته للتعامل مع كل الضغوط التي يتعرض لها لتجنب التصعيد العسكري الإسرائيلي. الاتصالات مفتوحة بين الرؤساء والمسؤولين للبحث عن صيغة تتيح تفادي المواجهة. ولكن، في المقابل، الشروط الإسرائيلية لا تنتهي. وكلما وافق لبنان على نقطة أو تقدّم خطوة، برزت أمامه شروط جديدة، أو رفعت إسرائيل سقف مطالبها أكثر. وتتركز الاتصالات على كيفية الدخول في المفاوضات المباشرة، وإمكانية رفع مستوى التمثيل أو ضم مدنيين الى لجنة الميكانيزم للمشاركة في التفاوض. فالمسؤولون توصلوا إلى موافقة مبدئية حول هذه النقطة، ولكن الأهم أن تترافق مع ضغوط أميركية جدية على إسرائيل لدفعها إلى وقف التصعيد.

جهات دولية أكثر تشدداً

أمام هذه الواقع تدخل جهات عديدة على خط التفاوض أو البحث عن دور. فبعد مصر، برزت زيارة وزير خارجية ألمانيا الذي يبدي استعداده أيضاً للمشاركة في المفاوضات والمساعدة على خفض التصعيد، ولكن بشرط وجود اقتناع لبناني بضرورة معالجة ملف سلاح حزب الله وانتقال الحزب إلى العمل السياسي. وفكرة تحول الحزب إلى العمل السياسي، وحلّ كل أجنحته العسكرية والأمنية وتسليم أسلحتها، تتحول إلى شرط دولي واسع. وهي فكرة طرحت في الفترة السابقة لكنها حالياً عادت لتتقدم على ما عداها. وفي الوقت الذي تسعى فيه جهات دولية إلى إقناع الحزب بذلك، وإلى دفعه للدخول في مفاوضات سياسية داخلية حول موقعه ودوره وحصته في بنية النظام، هناك جهات دولية أخرى تسعى إلى التضييق على الحزب أكثر، ومحاولة خنقه.

شرط الحزب  للوقوف خلف الدولة

في ظل كل هذه التطورات، جاء موقف رئيس الجمهورية الذي طلب فيه من الجيش التصدي لأي توغل إسرائيلي. وهو موقف أثار الكثير من التساؤلات، وسط معلومات تفيد بأن رئيس الجمهورية أبلغ المعنيين في الداخل والخارج حقيقة موقفه، والذي ينقسم إلى قسمين: الأول أنه انطلاقاً من الدستور ومن خطاب القسم، فإن الجيش هو الجهة الوحيدة المخولة الدفاع عن لبنان، ويجب العمل على إعطائه كل الدعم اللازم للقيام بذلك. وهذا ما أيده رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله. ولذلك لا بد من النظر إلى هذه المواقف بإيجابية على المدى الأبعد، خصوصاً أن مسؤولي حزب الله يقولون إن الدولة هي المسؤولة عن الدفاع عن لبنان وشعبه وأرضه. وهذا ما دفع بالأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إلى دعوة الحكومة لدعم الجيش للدفاع عن الأرض، والكلام عن ضرورة تطبيق اتفاق الطائف. فهذا الكلام يحمل إشارات إلى استعداد الحزب للوقوف خلف الدولة، ولكن في مقابل أن يكون شريكاً أساسياً وفعلياً في إدارتها.

تهديد بالانسحاب من الميكانيزم

أما القسم الثاني، فهو أن رئيس الجمهورية كان واضحاً مع كل الجهات الديبلوماسية، بأن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمر، وكلما أبدى لبنان استعداداً للتقدم، أقدمت إسرائيل على ممارسة المزيد من التصعيد واستهداف مناطق واسعة في عمق لبنان، ومنشآت مدنية، ومبنى حكومي. وهذا ما لا يمكن للبنان أن يسكت عنه، وقد طلب عون من الأميركيين بوضوح ممارسة ضغوط على إسرائيل لمنعها من مواصلة هذه العمليات. وحتى لو اشتبه الإسرائيليون بموقع معين، فبإمكانهم مطالبة الميكانيزم والجيش بالكشف عنه. ووفق ما تقول مصادر سياسية متابعة، فإن لبنان هدّد قبل أشهر، وخلال اجتماعات لجنة الميكانيزم، بالانسحاب منها إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت الجيش اللبناني. ونتيجةً لهذا التهديد، استجاب الأميركيون وتوقفت تل أبيب عن استهداف الجيش. وعليه قد يؤدي هذا التصعيد الجديد إلى دفع الأميركيين للتحرك بجدية وإجبار إسرائيل على وقف التصعيد والضربات.

المفاوضات تحت النار

عملياً، كانت إسرائيل قد عرضت مسألة التفاوض المباشر قبل أشهر، لكن لبنان رفضها. واليوم يعود عرض التفاوض على وقع التحذير من عمليات عسكرية إسرائيلية كبيرة يريد لبنان أن يتجنبها، ولذلك يتجه إلى الموافقة. ولكن، لا تبدو إسرائيل موافقة أو أنها ستكتفي بذلك؛ بل هي ترغب في الاستمرار في التفاوض تحت النار، لأنها تريد التفاوض لسحب سلاح حزب الله وفرض وقائع سياسية جديدة. هذه الوقائع السياسية تريدها إسرائيل مشابهة لما تطرحه في غزة، خصوصاً أنها تريد هناك خلق منطقة عازلة، وتكون منزوعة السلاح بالكامل. وهذا ما تريده في جنوب لبنان أيضاً.

محاولة خنق الحزب مالياً

أما الجديد الذي سيُطرح دولياً على قاعدة مواصلة الضغوط، فيتوزع إلى جهتين مختلفتين: الأولى تريد لحزب الله أن يتخلى عن كل جسمه الأمني والعسكري ويتحول إلى حزب سياسي بالكامل. والثانية أكثر تطرفاً تمثلها إسرائيل وجهات في الولايات المتحدة الأميركية تعتبر أنه يجب على حزب الله أن يتخلى عن لعب أيّ دور سياسي أو تأثير في الحياة السياسية في لبنان. وهذه الجهات تسعى إلى ممارسة كل أنواع الضغوط على الحزب، ليس فقط عبر سحب سلاحه؛ بل عبر التضييق على كل مؤسساته المدنية، الاجتماعية، الصحية، التربوية وغيرها. وهذا يعني محاولة خنقه مالياً وتشديد الحصار عليه ومنع إدخال الأموال، إضافة إلى الضغط على الدولة اللبنانية لاتخاذ المزيد من الإجراءات التي تطوق أيّة حركة مالية له يمكن أن تخدمه سياسياً أو شعبياً أو عسكرياً.

تعميم وزير العدل.. وأسئلة أورتاغوس 

مثل هذه الإجراءات، بدأت مع تعميم وزير العدل لكتاب العدل بعدم السماح لهم بإجراء أيّة معاملات للخاضعين للعقوبات الأميركية، وهذا ما يعني عدم قدرة هؤلاء على بيع أو شراء أي عقارات أو ممتلكات. ومثل هذه التعاميم قد تصدر عن إدارات أو وزارات أخرى، وسط معلومات تتحدث عن أنه عُمّم على الدوائر العقارية بوضع إشارات على عقارات أصحابها خاضعين للعقوبات، وهو ما يعني عدم القدرة على التصرف بها. وما كان لافتاً أخيراً هو زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لوزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، وفيها تركزت أسئلة الموفدة الأميركية على المساعدات التي تقدمها الوزارة في لبنان، وما إذا كان حزب الله أو الجمعيات التابعة له تستفيد من هذه الوزارة.

ممنوع تأثيره في المؤسسات

كل ذلك يمكن أن يتطور لاحقاً، وهو مستمد من مسار انطلق قبل سنوات، خصوصاً في العام 2017، حين تبلغ كل المسؤولين اللبنانيين حينذاك أن حزب الله سيُمنع من التحكم أو التأثير في مسارات اختيار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، إضافة إلى منعه من التأثير في تحديد الوجهة السياسية للبنان. وهذا المسار استكمل بالضغوط التي وصلت إلى حد المطالبة بمنع الحزب من تسلم وزارات معينة. وتحت هذا العنوان، يُراد للانتخابات النيابية المقبلة أن تخاض في سبيل سحب الثلث المعطل من الحزب وحلفائه.

 

مخطوطة مارونية 1634م

بيتر جرمانوس/موقع أكس/01 تشرين الثاني/2025

كيف ومتى اندثرت اللغة السريانية في لبنان ؟

القوى التي كان يُفترض بها أن تحافظ على الإرث السرياني – أي المؤسّسات الكنسية والتعليمية – كانت من دون قصد أحد أهم العوامل في اندثاره، ليس فقط كلغة طقسية حيّة، بل أيضاً كمكوّن عضوي من لهجة لبنان القديم.

اندثار السريانية في لبنان: مفارقة النهضة والمدرسة

تُجمع المصادر التاريخية أن السريانية بقيت حاضرة في جبل لبنان حتى القرن التاسع عشر، لا كلغة محكية كاملة، بل كلغة طقسية وروحية، وكمنبع غني للمفردات في لهجات القرى الجبلية. فاللغة اللبنانبة العامية المحكية في جبل لبنان التاريخي لم تكن عربية خالصة، بل كانت مزيجاً فريداً يتداخل فيه المحلي والتركي والعربي مع تراث لغوي آرامي-سرياني عميق. لكن المفارقة أنّ النهضة التعليمية الكبرى التي قادتها المؤسسات الكاثوليكية والمسيحية منذ القرن التاسع عشر – تحت تأثير روما والبعثات الأوروبية – أدّت، دون قصد، إلى إضعاف هذا الإرث. إذ ركزت المدارس المسيحية على:

1. تعليم اللغة العربية الفصحى بدرجة عالية من الفصاحة

2. اعتماد الفرنسية كلغة ثقافة ومعرفة

3. تقليص الدور الطقسي الحي للسريانية إلى إطار احتفالي محدود

4. النظر إلى اللهجة اللبنانية كـ"عاميّة يجب تقويمها"

وبذلك، بدل أن تُفعّل الكنيسة، السريانية كلغة قومية روحية – كما فعل الأرمن مع لغتهم – تُركت اللهجة اللبنانية تخسر جذورها السريانية تدريجياً لصالح فصحى فصيحة ولغة أجنبية راقية، فضعف الجذع حين تمجّد الفرع.

لم تُقهر السريانية بعنف سياسي كما حدث في مناطق أخرى، بل اندثرت برفق… تحت وقع أجراس المدرسة، لا سياط السلطان.

وهكذا وقع لبنان في معادلة لغوية هشّة:

لغة هوية محكية غير مُعتمدة، ولغة فصحى غير محكية، ولغة أجنبية مهيمنة.

فضاع الأصل، وتنازعَه الفرعان.

ربما لو وُجد مشروع شبيه بما فعله الأرمن مع الأرمينية، أو الأتراك مع التركية، لكان لبنان اليوم بلداً بثلاث طبقات لغوية متجانسة: سريانية روح، لبنانية هوية، عربية فصحى مكتوبة، واجنبية علمية.

المدرسة المسيحية لم تخن اللغة السريانية عمداً، لكنها أخضعتها لِما اعتبرته آنذاك “ الرقي والحداثة” فاندثرت لغة الأرض في صمت… وتلاشى معها جزء من روح لبنان التاريخي القديم.

 

تفكيك حزب الله وحماس.. وليس سلاحهما فقط

ساطع نورالدين/جنوبية/01 تشرين الأول/2025

ليست مجرد كوميديا سوداء، هي أقرب الى الحقيقة: لا يدع العدو الإسرائيلي مجالا للشك في أنه بات يستهدف أعضاء الماكينة الانتخابية (المدنية) ل”حزب الله”، بعدما أنجز مهمة تصفية قيادته العسكرية وتفكيك بنيته القتالية، وبعدما دمّر مخازن سلاحه الثقيل والمتوسط على مختلف الأراضي اللبنانية..وشرع في تنفيذ خططه السياسية البعيدة المدى في لبنان. لا مفر للبنان من ان يفاوض ويوقع، لكي يسترد أرضه المحتلة ويعيد المهجرين الى قراهم الحدودية هذه الخطط كانت ولا تزال عنواناً للكثير من التكهنات والسقطات اللبنانية، التي بلغت حد الإيحاء باستعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل، على قاعدة ان الجو العربي والعالمي مؤات لحقبة جديدة من السلام العربي الاسرائيلي، بعد اتفاق تبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، الذي صنفته الدعاية الأميركية كإختراق تاريخي يغير وجه الشرق الأوسط..وعلى أساس أنه لا مفر للبنان من ان يفاوض ويوقع، لكي يسترد أرضه المحتلة ويعيد المهجرين الى قراهم الحدودية ويعمّر ما هدمته الحرب.

لكن هذه العروض اللبنانية المجانية، التي حفزتها ورقة للمبعوث الأميركي طوم براك، الذي يبدو أنه صار يعتمد على “كَتَبةٍ لبنانيين” لأفكاره وتغريداته، أكثر مما يستعين بأفكار خبراء اميركيين من البيت الأبيض او وزارة الخارجية..جوبهت بالرفض من واشنطن وتل ابيب، لا سيما اقتراحه او رغبته الخاصة برعاية مفاوضات ثنائية بين لبنان وإسرائيل، خارج إطار اللجنة الخماسية المعنية باتفاق وقف النار الذي لم ينفذ حتى الآن. وهو ما اضطره الى دفع اتهاماته لحزب الله بخرق ذلك الاتفاق الى مستوى جديد عندما قال ان الحزب ينوي تأجيل الانتخابات النيابية، التي يعرف المبتدىء في السياسة اللبنانية أن الحزب ومختلف القوى السياسية اللبنانية تصر على إجرائها في موعدها لاقتناص فرصة لا تعوض للاحتفاظ بالمقاعد النيابية الحالية او حتى زيادتها لاربعة أعوام جديدة.

يجري البحث عن قوة بديلة لملء فراغ الحركة في غزة والحزب في لبنان

لكن هنا ، ثمة ما يشي بأن لإسرائيل رأياً آخر، بعدما فرغت من هّم السلاح ومخازنه، التي لم تعد طائراتها تعثر عليها، ولا تجد مخزناً خفياً تستطيع ان ترشد الجيش اللبناني عليه لمصادرته وتفجيره، مثلما كانت تفعل في الشهور الماضية. المهمة الآن بالنسبة الى الإسرائيليين هي العمل على تفكيك الجناح العسكري للحزب، او ما تبقى من بنيانه وعناصره وأنصاره..في خطوة تتطابق الى حد بعيد مع ما يجري في قطاع غزة، ومساعي تجريد حركة حماس من السلاح وتفكيك جناحها العسكري كلياً. وعلى هذا المنوال يجري البحث عن قوة بديلة لملء فراغ الحركة في غزة والحزب في لبنان، بقوة دولية او متعددة الجنسيات او بالجيش اللبناني والسلطة الفلسطينية. المهم ألا يبقى للحركة والحزب أي وجود عسكري او أمني، تمهيداً لإستئصال التنظيمين من السياسة الفلسطينية واللبنانية. هذا هو هدف المرحلة بالنسبة الى الإسرائيليين. وهو في الحالتين اللبنانية والفلسطينية يعادل التدخل في العملية الانتخابية المرتقبة في قطاع غزة ولبنان، وان كان يبدو حتى الآن ان ثمة فارقاً مهماً هو ان حزب الله لم يصبح حتى الآن منبوذاً أو محظوراً قانونياً مثل حركة حماس، وهو يتمتع بهامش سياسي واسع..يرجح ان يضيق في الأشهر القليلة المقبلة، بفعل الضغط العسكري الإسرائيلي، وبفعل الضغط السياسي الأميركي الذي يمكن ان يخرجه من المعركة الانتخابية المقبلة، ويعطل دور ماكينته الانتخابية المستهدفة حالياً، ويحرمه تالياً من فرصة تقديم لائحة مرشحين بإسمه.. إذا فشل في تنفيذ طلب تفكيك جناحه العسكري، وإذا لم يغير سلوك وزرائه داخل الحكومة الحالية.

·

في صبيحة اليوم ال2207 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/01 تشرين الثاني/2025

خلال حرب الإسناد، ظلّت راسخة قناعة حسن نصرالله بأن العدو الإسرائيلي لن يوسع الحرب على لبنان. وهكذا عجز حزب الله ومن خلفه النظام الإيراني عن قراءة التحول الكبير في الستراتيجيا العسكرية لدولة العدو بع "7 أوكتوبر". ولليوم يبدو حزب الله من خلال أصواته المختلفة، مرتاح إلى التقارير الغربية والإسرائيلية التي تنفخ قوته وتضخمها، وهو يصدق هذه التقارير، للمضي بعيداً في خداع بيئته وإستغفالها. وترجمة ذلك حالة من الإتكال بأن العاصفة التي يحضر لها مجرم الحرب نتنياهو هي مجرد تهويل والحرب مستبعدة. ويقول الشيخ نعيم بالأمس إن "التهويل لن يغير مواقفنا من المقاومة والصمود".. لكنه لا يوضح أين هو الصمود؟ ومقاومة ماذا قادر على ممارستها الشيخ نعيم؟ لكنه يضيف: " لسنا من دعاة الإستسلام والإنهزام"؟! ويتوجه الشيخ إلى جمهوره المسحور بتكرار ذلك الحديث "عن حياة العزة لدينا"، مضيفاً أن إسرائيل " لاتستطيع أن تستمر في إحتلالها"؟!

في حمأة حديث الصمود والمقاومة، وقد أسقط الشيخ مقولة التصدي، إنزلق للإعتراف بأن هناك إحتلال إسرائيلي. هلق إلى متى يستمر هذا الإحتلال وكيف، هذا حديث آخر. واقع الأمر أنه بعد حربي "المشاغلة" و"الإسناد" يتمثل بعودة الإحتلال. وكل ما يشهده الجنوب ولبنان من تعديات وقتل مجاني وإصطياد كادرات حزب الله مع عجز مطلق عن الدفاع، وتدمير متواصل، ومسيّرات تتجاوز سماء الجنوب إلى البقاع وبيروت وتتفتل فوق السراي ومحيط قصر بعبدا، إنما كل ذلك تأكيد لواقع جديد، تجاوز واقع خلو الجنوب من أهله قسراً، وواقع منع أي محاولة لمجرد ترميم غرفة، وليس إعادة الإعمار! هناك واقع جديد بات معه على صاحب الأرض أن ينتظر موافقة العدو لكي يقطف موسم الزيتون؟

إطلعوا من الإنشاء وحديث الخروقات، فجزء غالٍ من أرضنا تحت الإحتلال وكل لبنان تحت الرقابة اللصيقة لعيون العدو الذي يقتل متى يشاء ويدمر متى يريد، وأفيخاي أدرعي يضع القيود على حركة اللبنانيين. وحده الإعتراف بالواقع المرعب الذي جرّ إليه حزب الله البلد قد يساعد في تلمس طرق مغادرته وغير ذلك لعي بلعي! في هذه اللحظة ينبغي أن تكون القناعة كاملة بأن السلاح اللاشرعي إستدرج الإحتلال بعدما خرّب البلد. وما كان له أن يأخذ لبنان إلى هذا القعر، لولا التواطؤ السياسي من كل أطراف التحالف المافياوي البنكرجي الذي قاده الحزب في المنهبة والحرب. هنا يطول الحديث عن المسؤوليات والنتائج والحساب الذي من الواجب أن يطال كل أطراف منظومة الفساد. لكن في هذه اللحظة لا أولوية تفوق أولوية حصر السلاح بيد الشرعية، وهو ما بصم عليه حزب الله في إتفاق وقف النار..لنترك التهويل جانباً، هذه الخطوة هي المفتاح للتخلص من كل ذرائع المحتل، والنجاح فيها يعيد للدولة الكثير من مكانتها وهيبتها والقدرة على التواصل مع الأشقاء والأصدقاء في العالم لخلق المناخ الكفيل بتحرير الأرض والمسار صعب وطويل. وهنا ليكن واضحاً أن لبنان في سعيه لتحرير أرضه لا يملك إلاّ الخيار الديبلوماسي المستند إلى قرار مسؤول بخروج لبنان من الحرب، والتكاتف مع المجموعة العربية والدولية حول هدف حلّ الدولتين، حلّ قيام دولة فلسطينية بات يعترف بها الشرق والغرب، والتحول في الموقف الأميركي حيالها يتقدم يوماً بعد يوم.. هذا المنحى نقيض كامل لإستمرار الوضع الراهن، وكل محاولة للتذاكي والتشاطر لإبقاء ما هو قائم اليوم: دولة معلقة ومقاومة صوتية وسلاح فقد قيمته وسقط في الميدان، لإبطاء التحول المطلوب إنما هو جزء لا يتجزأ من منحى إبقاء الإحتلال على رقبة البلد!

وبعد، قال رئيس الجمهورية بالأمس أن لبنان ينتظر من الأميركيين الرد على مبادرة التفاوض، وواضح أن لا مؤشرات في هذه اللحظة على موافقة دولة العدو على ما عبرت عنه بيروت، ووافقت على الطلب الأميركي بتوسيع إطار لجنة "الميكانيزم" بضم سياسيين إليها، فما العمل ؟ هل ننتظر العدو الذي يخطط لفرض أثمان إنتصاره على البلد، أم يذهب لبنان إلى مشروع بناء الدولة: سحب السلاح تطبيقاً للدستور والطائف، والحث على خطوات إصلاح حقيقي يحد من وطأة قبض المافيا على البلد، لأنه بدون ذلك ما هي ماهية هذه الدولة التي لا تقوم على المحاسبة والمساءلة؟

الوقت ضيق والنافذة المفتوحة لحلول ما قد تقفل، وقد يكون الأفعل المسارعة بمغادرة كل القواعد الماضية.. وبقدر ما لا يملك البلد إلاّ الخيار الديبلوماسي، فليس أمامه من خيار آخر غير الطروحات الأميركية لترتيب معين للمنطقة، يبدو بنسبة ما ترتيب متصادم مع شرق أوسط نتنياهو.. وهنا التدقيق مفيد والتبصر مطلوب في كل حين!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

جعجع: القرار الجوهري الذي يجب اتخاذه هو “حلّ التنظيمات العسكرية”

هنا لبنان/01 تشرين الثانى/2025

رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أن “المسألة ليست في ما إذا كان لبنان سيتمثّل بعسكريين أو مدنيين في إطار الميكانيزم او خارجه، بل في القرار الجوهري الذي يجب على الدولة اتخاذه، وهو حلّ التنظيمات العسكرية”، وقال في بيان: “كثر الحديث في اليومين الأخيرين عن اتفاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة يقضي بانضمام لبنانيين مدنيين إلى لجنة “الميكانيزم“. وتابع: “فخامة الرئيس، دولة الرئيس: المسألة ليست في ما إذا كان لبنان سيتمثّل بعسكريين أو مدنيين في إطار “الميكانيزم” او خارجه، بل في القرار الجوهري الذي يجب على الدولة اتخاذه، وهو حلّ التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية على كامل التراب اللبناني. فإذا اتخذتما هذا القرار، نكون قد سلكنا طريق الحل بممثلين عسكريين ام مدنيين ام بغيرهم“. وختم جعجع: “أما إذا لم يُتخّذ هذا القرار فعليا وعمليا، فكل ما عدا ذلك يبقى مضيعة للوقت، هذا الوقت الثمين جدا بالنسبة للبنان واللبنانيين من أجل قيام دولة فعلية، وتحقيق استقرار نهائي، وإخراج إسرائيل من لبنان والعودة إلى اتفاقية الهدنة، وترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا. إنه الوقت الثمين المطلوب لإعادة الإعمار، وإنعاش الاقتصاد اللبناني، وعودة الازدهار والبحبوحة إلى اللبنانيين“.

 

فتح الرئيس دونالد ترامب الباب أمام فرض عقوبات محتملة على نيجيريا

غبريال صوما/فايسبوك/01 تشرين الثانى/2025

فتح الرئيس دونالد ترامب الباب أمام فرض عقوبات محتملة على نيجيريا، متهمًا حكومتها بالفشل في وقف اضطهاد المسيحيين في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. وأعلن ترامب يوم الجمعة على موقع "تروث سوشيال" أنه ينوي تصنيف نيجيريا "دولة مثيرة للقلق بشكل خاص" لانتهاكاتها للحريات الدينية، وهي خطوة قد تمهد الطريق لاتخاذ إجراءات عقابية مثل فرض قيود على المساعدات غير الإنسانية. هذا التصنيف، المُصرّح به بموجب قانون الحريات الدينية الدولية لعام ١٩٩٨، يمنح الولايات المتحدة خيار فرض عقوبات، ولكنه لا يتطلب اتخاذ إجراءات فورية. وسبق أن صرحت وزارة الخارجية الأمريكية لمجلة "نيوزويك" بأنها "قلقة للغاية إزاء مستويات العنف ضد المسيحيين وأعضاء الجماعات الأخرى في نيجيريا". تصدرت نيجيريا والاضطهاد للمسيحيين فيها النقاشات الدولية حول البلاد مؤخرًا، خاصة بعد أن صرّح الكوميدي والمعلق بيل ماهر في ٢٦ سبتمبر/أيلول بأن المسيحيين يتعرضون "للقتل الممنهج" وانتقد الأمريكيين لعدم اهتمامهم الكافي بهذه القضية.

 

محادثات مصرية - لبنانية لتعزيز علاقات التعاون

مدبولي وسلام يترأسان اجتماع «اللجنة العليا المشتركة» الأحد

القاهرة/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2025

تسعى مصر ولبنان لتوطيد علاقات التعاون خلال المرحلة المقبلة. ويعقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ورئيس وزراء لبنان نواف سلام، الأحد، في القاهرة، جلسة محادثات ثنائية، يعقبها انعقاد «اللجنة العليا المصرية - اللبنانية المشتركة» في دورتها العاشرة برئاسة رئيسي وزراء البلدين.

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري»، السبت، سوف تتناول محادثات مدبولي وسلام عدداً من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسيتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون بين البلدين في عدد من المجالات. وتعود «اللجنة المصرية - اللبنانية المشتركة» للانعقاد بعد الدورة التاسعة التي استضافتها بيروت في مايو (أيار) من عام 2019، والتي شهدت التوقيع على أربع وثائق في مجالات تبادل الخبرات الضريبية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وترويج الاستثمار، واستيراد مواد البناء المصرية. وعقدت في القاهرة، الجمعة، اجتماعات تحضيرية استبقت «اللجنة العليا المشتركة» برئاسة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في مصر، ووزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، بمشاركة أكثر من 50 جهة مصرية ولبنانية، من بينها وزارات مصرية هي «الخارجية، والصناعة، والصحة، والتضامن الاجتماعي، والبترول والثروة المعدنية، والمالية، والزراعة، والكهرباء، والسياحة، والاستثمار»، ومن الجانب اللبناني، وزارات «الاقتصاد والتجارة، والمالية، والصناعة، والعمل، والزراعة، والإعلام». وناقش المجتمعون من الجانبين، وفق وزارة التخطيط المصرية، عدداً من الموضوعات المطروحة، بينها «زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتعظيم الاستفادة من اتفاقيات تيسير التجارة، فضلاً عن تنمية الاستثمارات المشتركة بين البلدين، خصوصاً في مجالات الاستثمار الصناعي، وتشجيع العلاقات مع القطاع الخاص، فضلاً عن تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر». كما تناولت الاجتماعات كذلك تبادل الخبرات في مجالات التخطيط التنموي والتنمية المستدامة، وبناء القدرات، خصوصاً في موضوعات رسم الخطط والسياسات المتعلقة بالتنمية، والمنظومة المتكاملة للتخطيط والمتابعة. ووصل حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان إلى مليار دولار خلال عام 2024 بزيادة قدرها 29.3 في المائة عن عام 2023، وارتفعت الصادرات المصرية إلى لبنان بنسبة 43.8 في المائة لتسجل 762.8 مليون دولار، بينما تراجعت الواردات المصرية من لبنان بنسبة 2.3 في المائة لتصل إلى 237.7 مليون دولار في العام نفسه، وفق إحصاءات رسمية. استقبل مدبولي، سلام، السبت، في مطار القاهرة الدولي، حيث وصل إلى القاهرة على رأس وفد رسمي رفيع المستوى لحضور اجتماعات «اللجنة العليا المصرية - اللبنانية». ولدى وصول سلام إلى مطار القاهرة الدولي، أُقيمت مراسم استقبال رسمية له، وشهدت مراسم الاستقبال عزف السلامين الوطنيين لمصر ولبنان، أعقبه استعراض حرس الشرف... ويشارك سلام في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير. كان الرئيس اللبناني جوزيف عون استقبل الثلاثاء الماضي رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، في قصر بعبدا، وناقشا «الأوضاع العامة في المنطقة، لا سيما في الجنوب والوضع في غزة»، حسب الرئاسة اللبنانية. وأشار رشاد حينها إلى استعداد بلاده لـ«المساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب اللبناني، وإنهاء الاضطرابات الأمنية»، مؤكداً «دعم بلاده الدائم للبنان». فيما رحب عون بأي جهد لمصر يُسهم في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى بلاده.

 

سلام دعا رئيس ألمانيا للضغط على إسرائيل والأخير: سندعم لبنان

المدن/01 تشرين الثاني/202

أكّد رئيس الحكومة نواف سلام خلال لقائه رئيس ألمانيا فرانك-فالتر شتاينماير في مصر، أن لبنان يسعى جاهدًا للاستفادة من مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة وقمّة شرم الشيخ لتطبيق وقف العمليات العدائية وتثبيت الاستقرار في الجنوب والبلاد"، مشيرًا إلى أنّ "استقرار لبنان جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة".

جاء اللقاء على هامش مشاركة سلام في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في القاهرة، حيث أكد رئيس ألمانيا دعم بلاده الثابت للبنان في جهوده للحفاظ على استقراره وتعزيز مؤسّساته، ولا سيّما الجيش اللبناني، مشيرًا إلى استعداد ألمانيا للمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي المرتقب لدعم الجيش، وللإسهام في مشاريع التعاون الاقتصادي والتنموي. كما شدّد على أنّ "لبنان مدعو اليوم للاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد الذي تشكّل بعد وقف إطلاق النار في غزة، من أجل تثبيت الاستقرار وإعادة بناء الثقة داخليًا وخارجيًا"، مؤكدًا أنّ "ألمانيا ستواصل وقوفها إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الحساسة"، مشيرًا إلى أهمية الوصول إلى اتفاقٍ نهائي مع صندوق النقد الدولي باعتباره خطوة محورية لإعادة الثقة الدولية وتحريك عجلة الاقتصاد. والتقى سلام، رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك-فالتر شتاينماير والوفد المرافق، وتناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ولا سيّما التطورات في الجنوب ومرحلة ما بعد انتهاء مهام قوات "اليونيفيل"، إضافة إلى سبل دعم المؤسّسات اللبنانية وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتنموية. ودعا سلام إلى "الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب اللبناني ووقف اعتداءاتها المتكرّرة"، مؤكدًا التزام "لبنان الكامل بالقرار 1701 وبترتيبات وقف الأعمال العدائية"، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة ماضية في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة التي تهدف بدورها إلى تثبيت الاستقرار وتعزيز سلطة المؤسسات الشرعية". كما أشار سلام إلى أنّ "المسار الإصلاحي للحكومة مستمرّ بوتيرةٍ ثابتة، سواء على الصعيدين المالي والإداري"، مؤكدًا أنّ هذه الإصلاحات تشكّل القاعدة الضرورية لتعافي الاقتصاد واستعادة ثقة المانحين والمجتمع الدولي بلبنان. وكان سلام وصل إلى جمهورية مصر العربية، يرافقه وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر البساط، ومستشارة رئيس مجلس الوزراء السفيرة كلود الحجل، حيث كان في استقباله في مطار القاهرة الدولي رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي. ويشارك الرئيس سلام مساء السبت في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في القاهرة، كما سيترأس الوفد اللبناني في اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية المشتركة التي تُعقد يوم الأحد، والتي من المقرر أن يتم خلالها توقيع أكثر من خمس عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم منبثقة عن عمل اللجنة، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين. وكان سلام أكّد خلال افتتاح معرض الصناعات اللبنانية، أنّه "أننا نواجه العديد من الصعوبات، لكننا نسعى جاهدين لفتح الأسواق أمام الصناعات اللبنانية، ولا سيما الأسواق الخليجية". معتبراً أنّ "لبنان بات قريباً من تحقيق هذا الهدف". وخلال تفقدأجنحة المعرض المقام في Seaside Arena، على واجهة بيروت البحرية، واطّلاعه على مجموعة واسعة من المنتجات اللبنانية، عبّر سلام عن إعجابه بـ"المستوى الرفيع الذي بلغته الصناعة الوطنية، سواء من حيث الجودة والمواصفات أو من حيث اعتماد التكنولوجيا الحديثة في عمليات الإنتاج". وأشار سلام إلى أنّ "أهمية معرض الصناعات اللبنانية مضاعفة اليوم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان". واعتبر أنّ "المعرض يوجّه رسالة واضحة بأن الصناعة اللبنانية ما زالت بخير رغم التحديات". وأبدى سلام أمله في أن تحقق الصناعات اللبنانية مزيداً من الازدهار مع إعادة فتح الأسواق التقليدية أمامها.

 

أحكام قضائية لصالح المستأجرين القدامى... دعوة للتمسك بالحقوق...المستأجرون القدامى مهددون بالتشر

المدن/01 تشرين الثاني/202

أصدرت القاضية كارمن مشلب حكماً قضائياً اعتُبر باكورة الأحكام الصادرة عن القضاة المعيّنين حديثاً وهو أول حكم من نوعه لصالح مستأجر قديم، أكّدت فيه على إعادة احتساب المهل القانونية لانتهاء عقود الإيجار السكني بدءاً من 28 شباط 2017، تطبيقاً لأحكام قانون الإيجارات الجديد.

وأشارت المستشارة القانونية للجنة الأهلية للمستأجرين المحامية مايا جعارة في حديثٍ لـ"المدن" إلى وجود ارتياح كبير في أوساط المستأجرين على ضوء سلسلة الأحكام الصادرة عن القضاة الذين تمّ تعيينهم مؤخراً للنظر بقضايا الإيجارات في مختلف المناطق بموجب التشكيلات القضائية التي صدرت مؤخراً لا سيّما في بيروت التي تشكّل مركز الثقل للايجارات القديمة. وقد صدرت أحكام مهمة عن محاكم بيروت من كلّ من الرئيسة كارمن مشلب والرئيس نجيب بيراق، وهذه الأحكام أكدّت على وجوب إعادة احتساب المهل بدءاً من 28/2/2017 بمعزل عن مدى استفادة المستأجر من تقديمات الصندوق. كما وأن الإيجابية توسعّت، بحسب جعارة، لتشمل محاكم المتن حيث بدأت الاحكام تصدر بنفس الاتجاه، وقد صدر حكم مهمّ عن  قاضي الايجارات الرئيس اميليو قزي اكدّ  فيه هو ايضاً على احتساب  المهل بدءا من 2017 أيضاً . وشددت المستشارة القانونية على أن "الوقت حان لتوحيد الاجتهاد فيما خص هذه المسألة إذ أنه لا يجوز أن يستمرّ تدفّق الكمّ الهائل من دعاوى الإخلاء التي تشهده المحاكم  للضغط على المستأجرين بغية إحراجهم لإخراجهم ورميهم خارج مآجيرهم السكنية تحت ذريعة انتهاء سنوات  التمديد، خصوصاً وأن وغالبية المستأجرين هم  فقراء وفقرهم مدقع، وطاعنون في السن ومرضى، فهم يتعرضون لضغوطات لا يعرفون كيفية التعامل معها،  والإبهام سيّد الموقف في ما خص تطبيق هذا القانون والتعليق المنصوص عنه في المادة 58". وأوضحت في حديثها أن "معوقات كبيرة صادفت المستأجرين بسبب عدم إنشاء اللجان والحساب ضمن المهل وبدء عمل اللجان من دون إعلام المستأجرين ببدء تلقي الطلبات وانقضاء مهل أساسية ومصيرية تتعلق بحقوق المستأجرين، ومن دون دخول الصندوق حيزّ التنفيذ، ومع تمنع الكتّاب في الأقلام في بعض المناطق ومنها المتن من استلام طلبات الاستفادة من الصندوق بأعذار واهية". ولفتت إلى أنه "لا يمكن ترك موضوع اجتماعي بهذا الحجم من دون تدخل المشترع  لا سيما وأن لا وزارة إسكان في لبنان ولا خطة سكنية، فالمستأجرون لا سيما كبار السن ذوي المداخيل المحدودة بحاجة لحلول سريعة ومسعفة ومنصفة". وطلبت جعارة في ختام حديثها لـ"المدن" "من المستأجرين التمسك بإيجارتهم القديمة وحفظ حقوقهم عن طريق التقدم بطلب الاستفادة من الصندوق وإرسال كتاب حفظ حق اثبات وضع قانوني للمالك باسرع وقت ممكن وإعلامه، على سبيل الاحتياط، بنيّة المستأجر بالاستفادة من كافة السنوات المعطاة لشريحة المستفيدين من الصندوق".

 

رعد يتحدث عن السيادة الكاذبة وجعجع لقاسم: ابحث لنا عن وسيط

المدن/01 تشرين الثاني/202

يطغى مشهدان على واجهة الأحداث السياسية في البلد، حيث تتسارع التطورات الأمنية والسياسية على مستوى استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان والمفاوضات التي بدأت تتخذ منحى جديداً بدخول مصر على خط التفاوض. توازياً يتفاعل ملف الانتخابات النيابية، وسط انقسام عامودي بين الأفرقاء السياسيين، خصوصاً لناحية قانون اقتراع المغتربين، حيث السجال لا يزال مستمراً مع دخول الحيز الانتخابي حماوة المشهد سياسياً.   على مستوى المواقف السياسية، اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أنه "حرصاً على سيادة بلدنا لبنان نضحي ونبذل الدماء"، مؤكداً "الثبات على خيار المقاومة كي لا يستسهل العدو إمكانية إخضاعنا أو الإذعان لمشروعه العدواني"، لافتاً إلى أنه "للأسف الشديد، بعض الاصوات في الداخل تحرض على الاستسلام للعدو وتفرط بالسيادة متوهمة أنها تحفظ مصالحها". وأضاف: "هؤلاء أنفسهم كشفوا البلاد أمام الوصاية الأجنبية بوقاحة ونذالة ومذلة ويزايدون بشعارات السيادة الكاذبة".

وأكد أن "المقاومة لا تزال تلتزم بشكل صارم بوقف إطلاق النار رغم استباحة العدو لهذا الإعلان. وأي تنازل للعدو تسويق لذرائع عدوانه لن يوقف ابتزازه وتماديه وسيجرؤه على طلب المزيد حتى يسلبنا الوطن كله".

وبخصوص قانون الانتخاب، اعتبر أن "الغاية من الحملة على قانون الانتخاب إضعاف تمثيل المقاومة ومؤيديها ليسهل عليهم التحكم بإدارة البلاد".

جعجع يرد على الشيخ قاسم

من جهته، كتب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على حسابه عبر منصة "إكس": "قال الشيخ نعيم قاسم إن "أميركا ليست وسيطًا نزيهاً، بل هي الراعية الأساسية للعدوان".  شيخ نعيم، ابحث لنا عن وسيط نزيه يستطيع أن يُجبر إسرائيل على وقف اعتداءاتها على لبنان وسحب جيشها منه، ونحن لك من الشاكرين". من جهة أخرى، رأى جعجع، أن "المسألة ليست فيما إذا كان لبنان سيتمثّل بعسكريين أو مدنيين في إطار "الميكانزيم" أو خارجه، بل في القرار الجوهري الذي يجب على الدولة اتخاذه، وهو حلّ التنظيمات العسكرية". وقال في بيان: "كثر الحديث في اليومين الأخيرين عن اتفاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة يقضي بانضمام لبنانيين مدنيين إلى لجنة "الميكانزيم". وتابع: "فخامة الرئيس، دولة الرئيس: المسألة ليست في ما إذا كان لبنان سيتمثّل بعسكريين أو مدنيين في إطار "الميكانزيم" أو خارجه، بل في القرار الجوهري الذي يجب على الدولة اتخاذه، وهو حلّ التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية على كامل التراب اللبناني. فإذا اتخذتما هذا القرار، نكون قد سلكنا طريق الحل بممثلين عسكريين أم مدنيين أم بغيرهم". وختم جعجع: "أما إذا لم يُتخّذ هذا القرار فعليا وعمليا، فكل ما عدا ذلك يبقى مضيعة للوقت، هذا الوقت الثمين جدا بالنسبة للبنان واللبنانيين من أجل قيام دولة فعلية، وتحقيق استقرار نهائي، وإخراج إسرائيل من لبنان والعودة إلى اتفاقية الهدنة، وترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا. إنه الوقت الثمين المطلوب لإعادة الإعمار، وإنعاش الاقتصاد اللبناني، وعودة الازدهار والبحبوحة إلى اللبنانيين".

نصار: السلاح يضعف التفاوض

من جهته، اعتبر وزير العدل عادل نصار أن "الحرب ليست الهدف بحد ذاته، فلا يمكن لأي مسؤول طرح على شعبه أن يعيش في بلد مشروعه الدائم الحرب"، مشيرًا إلى أن "المفاوضات تكون مع العدوّ وليس مع الصديق، أما بالنسبة للشروط والأساليب فتحدد دون إعلام الجمهور والكشف عن عناصر القوة والضعف، فلا يمكننا إعطاء العدوّ معلومات عن مقاربتنا لموضوع التفاوض". نصار وفي حديث إذاعي، لفت إلى أن "لا مصلحة للبنان في أن يستمرّ في حالة حرب مستدامة، فلا دولة في العالم استمرّت في حرب مستدامة، إنما تنتهي الحرب حين تنجح أو تفشل في تحقيق الأهداف". وفيما يتعلّق بطريقة حصول المفاوضات، قال: "إن كان المفاوض لا يملك القدرة والصلاحية في الالتزام يكون الموقع التفاوضي ضعيف، بالتالي، من أجل أن تكون الدولة اللبنانية قوية في التفاوض، من الضروري جدّا أن تكون كاملة الأوصاف، بمعنى أنها قادرة على الالتزام وأخذ وتلقي التعهدات من الطرف الآخر، وبالتالي، موضوع وجود سلاح غير شرعي يضعّف الموقع التفاوضي للدولة اللبنانية".

الحجار: وضع لحد لصناعة المخدرات

على مستوى آخر، أشار وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار إلى أنّ "القضاء على تهريب المخدرات أولوية لبنانية"، لافتاً إلى أنّ "تغيير النظام السوري ساهم في وضع حد لصناعة المخدرات في سوريا ولبنان". وكشف الحجار عن "تنسيق أمني بين سوريا ولبنان لمكافحة المخدرات".  كما لفت إلى "اجتماعات تنسيقية بين سوريا ولبنان برعاية السعودية"، مؤكّداً "أنّنا نعمل على تهيئة المناخ الآمن لعودة السياح"، مضيفاً: "هناك جدية من الدولة لبسط نفوذها على كامل مساحة لبنان".

الخارجية بشأن الأوضاع في مالي

على مستوى لآخر، أعلنت وزارة الخارجيّة والمغتربين، في بيان بشأن الأوضاع في مالي، ما يلي: "تتابع وزارة الخارجيّة والمغتربين بقلق بالغ تطوّرات الأوضاع العامة في مالي وما تشهده البلاد في المرحلة الراهنة من توتّرات أمنيّة وسياسيّة، إضافة إلى أزمة اقتصاديّة خانقة ونقصٍ في الطاقة والوقود. وفي هذا الخصوص تتواصل وزارة الخارجيّة والمغتربين مع الجهات المعنيّة، وتتابع أوضاع اللبنانيّين في مالي البالغ عددهم حوالي 3000 شخص، مع القائم بالأعمال بالوكالة في سفارة لبنان في ليبيريا باعتبارها سفارة غير مقيمة في مالي. وقد طلبت منه مواصلة متابعة الأوضاع بشكل حثيث، وتعزيز التواصل الدبلوماسي والتنسيق مع سفارات الدول المعنيّة والمؤثّرة في مالي. كما اجتمع مدير الشؤون السياسيّة والقنصليّة في الوزارة القنصل الفخري للبنان في مالي، وبحث معه سبُل التعامل مع هذه الأزمة، لحماية مصالح الجالية اللبنانيّة في مالي. وطلب منه مواصلة ما بدأته القنصليّة الفخريّة لجهة الحفاظ على التواصل الفعّال مع أبناء الجالية اللبنانية في مالي، ومتابعة شؤونهم في هذه المرحلة الصعبة، وتزويدهم بالمعلومات والإرشادات اللازمة، وتقديم الدعم الممكن لهم".

 

لقاء موسع بجنوب لبنان للتباحث في إطلاق خطط إعادة الإعمار يجمع وزارات وهيئات محلية ودولية

بيروت/الشرق الأوسط/01 تشرين الثاني/2025

تبدأ وزارات لبنانية الثلاثاء مناقشة خطط إعادة الإعمار، والأولويات المتصلة بها، مع منظمات دولية، وهيئات ومؤسسات محلية، وذلك في لقاء موسع يعقد في «مجمع نبيه بري الثقافي» في الرادار بجنوب لبنان، ويحضره وزراء معنيون. وينظر إلى هذا اللقاء على أنه المبادرة الأوسع منذ نهاية الحرب لتحضير الأرضية الملائمة تمهيداً لمرحلة إعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان. ويكتسب اللقاء رمزية من كونه يُعقد على بعد عشرات الأمتار من موقع استهداف إسرائيلي لمنشآت مدنية، ومعارض للجرافات والآليات الثقيلة التي تستخدم في إعادة الإعمار. وفي ظل إحجام الدول المانحة عن تقديم مساعدات وقروض دولية لإعادة الإعمار قبل تنفيذ حصرية السلاح، وإنهاء احتمالات تجدد الحرب مع إسرائيل، يبحث اللبنانيون عن بدائل محلية، ومساعدات أممية لإطلاق عجلة إعادة الإعمار، بما يمكن الناس من العودة إلى منازلهم. وتدور المقترحات حول المضي بتلك الخطوات على مراحل، على أن تصل إلى قرى الحافة الحدودية بعد تثبيت الاستقرار في المنطقة، وتوقف إسرائيل عن قصفها.

هيئات محلية ودولية

وقالت مصادر في «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» إن هذا اللقاء الذي تنظمه الحركة سيجمع ممثلين عن وزارات لبنانية معنية بإعادة الإعمار، مع هيئات محلية مثل «مجلس الجنوب»، و«مجلس الإنماء والإعمار»، واتحادات البلديات، وغيرها، بمشاركة ممثلين عن هيئات دولية، مثل «البنك الدولي»، ومؤسسات في الأمم المتحدة. وقالت المصادر إن الهدف من اللقاء «وضع الخطط، ومناقشة الاستراتيجيات لإطلاق خطة إعادة إعمار ما هدمته الحرب»، إضافة إلى التباحث في «التكلفة المادية، ومصادر التمويل المتوقعة»، فضلاً عن مناقشة الأولويات لناحية تأمين الخدمات العامة، وإعادة مظاهر الحياة، وتأمين ظروف الترميم، وإعادة الإعمار، بهدف إعادة النازحين إلى قراهم، ومنازلهم، وأرزاقهم، وتمكينهم من العودة بعد أكثر من عام على نزوحهم من قراهم. ويخصص البنك الدولي مبلغ 250 مليون دولار لتمويل إعادة إعمار المرافق العامة والبنى التحتية الخدماتية للمناطق المتضررة من الحرب في الجنوب، وكان ينتظر إقرار القرض في الجلسة العامة للبرلمان التي لم تعقد بعد فقدانها النصاب القانوني إثر مقاطعة قوى سياسية تطالب بإدراج مقترح قانون لتعديل قانون الانتخابات النيابية. وتتحدث معلومات وزارية عن نصائح دولية بأن تنفذ الخطة على مراحل، وتبدأ من المواقع الأكثر أماناً، والأقل عرضة للاستهدافات الإسرائيلية المتكررة.

استهدافات إسرائيلية متواصلة

ويأتي التباحث في إطلاق خطط إعادة الإعمار في ظل مواصلة إسرائيل استهدافاتها في الجنوب، والتي تسعى لمنع السكان من العودة إلى قرى الحافة الحدودية. ونفذت مسيرة إسرائيلية السبت غارة جوية بصاروخ موجه، مستهدفة سيارة في بلدة كفرصير في قضاء النبطية، وهو ما أدى إلى سقوط جريح بحسب بيان وزارة الصحة العامة. كما أطلقت مسيرة إسرائيلية بعض الرشقات النارية تجاه عدد من الشبان عند حي الرندا في بلدة عيتا الشعب، دون وقوع إصابات. كذلك ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية على شاطئ رأس الناقورة.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 01 تشرين الثاني/2025

البابا لاون الرابع عشر

إن الحياة تضيء ليس لأننا أغنياء أو جميلون أو أقوياء. وإنما تضيء عندما يكتشف المرء في داخله هذه الحقيقة: أنا مدعو من الله، لديّ دعوة، لديّ رسالة، حياتي تخدم شيئاً أعظم من ذاتي!

 

مهى عون

من الطبيعي أن إسرائيل ليست متحمسة، ولن تكون، للدخول في أي عملية تفاوض مع لبنان. ولماذا تراها تقدم على ذلك، وهي تدرك أن المنظومة الحاكمة في لبنان خاضعة لهيمنة حزب الله، وغير قادرة على لجم قراراته العسكرية متى شاء فتح جبهة جديدة ضدها؟

ما هي الضمانات التي يمكن أن يقدمها جوزف عون في هذا السياق؟ ولماذا يُتوقَّع من إسرائيل أن تنسحب من النقاط الخمس، وهي تعلم أن الانسحاب سيتيح المجال أمام الحزب — الذي يتبع أوامر طهران ويسير وفق أجندتها — لتنفيذ اعتداءات جديدة؟

هل يُعقَل أن نعتقد أن إسرائيل ساذجة إلى هذا الحد، بحيث تغلّب النوايا الحسنة على مصالحها الأمنية والسياسية؟

 

بسام ابوزيد

ما هو مطروح أمام لبنان حاليا هو التفاوض المباشر مع إسرائيل وكل ما يحكى عن ضم "مدنيين " إلى الميكانيزم لا يزال في سياق الأفكار التي قد لا ترى النور. لبنان يريد تفاوضا على غرار ما حصل في عملية ترسيم الحدود البحرية ولكن الطرف الآخر يرفض العودة إلى هذا المسار. الوضع حاليا باق على ما هو عليه غارات،اعتداءات،اغتيالات ترتفع وتيرتها وتنخفض بانتظار قرار كبير علما أن المبادرة المصرية التي يجري الحديث عنها لاستنساخ بعض خطوات اتفاق غزة في جنوب لبنان قد لا يكتب لها النجاح بسبب رفض من طرفي النزاع.

 

يوسف سلامة

‏قول الشيء وإعادة تفسيره يؤكّد قلّة خبرة السلطة وتسرّعها في إدارة شؤون الوطن، يضع لبنان في مؤخرة دول المنطقة ويعرّضه ليدفع ثمن قضاياها الضاغطة،

‏نحتاج سلطة تواجه بحكمة وجرأة. ‏هل يبلغ المسؤولون سنّ الرشد يومًا؟ ‏أعود وأكرر، ‏إدارة الشأن العام ثقافة وأخلاق، إبعاد النخب خيانة.

 

حسين عبد الحسين

يتداول بعض اللبنانيين ما مفاده ان إسرائيل تسعى لتكرار نموذج تقسيم غزة وإقامة حزام يديره حلفاؤها جنوب لبنان (تكرار نموذج جيش لبنان الجنوبي) على ان يكون الحزام العازل جنوب لبنان منطقة اقتصادية. هذه الخطة خرافية ومن الخيالي اللبناني المحض. الحزام الإسرائيلي جنوب لبنان عسكري بلا سكان (no man’s land) وتعيده اسرائيل إلى لبنان فقط في حال تحول حزب الله حزبا سياسيا. اما المنطقة الاقتصادية التي تحدث عنها براك فترتبط بسلام منشود (اقامة منتجع سياحي حدودي وكازينو يجذب السياحة من البلدين ويدفع العجلة الاقصادية للبنانيين الجنوبيين).

 

بيار مارون

تصريح توم باراك بوصف لبنان «دولة فاشلة» لا يشكّل بحدّ ذاته أساسًا قانونيًا لإخضاع لبنان لأحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. غير أنّه قد يُستثمر في إطار مرافعة سياسية دولية إذا أعقبه تقرير رسمي صادر عن مجلس الأمن يقرّ بأنّ الوضع في لبنان يرقى إلى تهديد للسلم والأمن الدوليين أو إخلالٍ بهما.

ولا يُصار إلى تطبيق الفصل السابع إلّا بصدور قرار عن مجلس الأمن، استنادًا إلى المادة 39 من الميثاق، يُثبت أنّ الحالة في لبنان تُعدّ تهديدًا للسلم الدولي أو إخلالًا به أو عملًا عدوانيًا. وعليه، فإنّ استمرار الأوضاع على ما هي عليه قد يفتح الباب أمام سلوك هذا المسار، متى توافرت شروطه القانونية والسياسية.

 

بشارة شربل

باراك المتعدد:

تصريحات توم باراك اليوم تتضمن الغث والسمين. تارة يبدو عارفاً وصريحاً، وطوراً يظهر تافهاً لا يفقه ديموغرافيا وطوائف وتاريخ... لكنه محق حتماً في اعتباره لبنان دولة فاشلة وفي ان سياسة تقطيع الوقت الرسمية لا تفيد لبنان بل تدفعه نحو تنين الحرب الاسرائيلي

 

بشارة شربل

في مهب الأيام: يقترب الرئيس بري من الاقتناع بأن الكتلة الشيعية ستُخترق بأي قانون انتخاب ما قد يهدد موقعه  وينهي حياته السياسية مهزوماً إن لم يكن معاقباً. لذا فإنه يحسب جدياً عرقلة التفاهم على قانون الانتخاب للفوز بالتأجيل...

مستقبل السلاح مثل استمرار بري حاكماً للبرلمان.

 

زينا منصور

فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الموقر،

نتقدم من فخامتكم بجزيل الشكر والإمتنان والتقدير لعدم تقليد عملاق الزجل اللبناني الدرزي طليع حمدان وسام الأرز. و بهذه المناسبة، إذ نستذكر الحبيب زياد الرحباني الذي رفض كل أشكال الأوسمة لأنه أدرك فراغها.

منبر المؤسسين الدروز في لبنان https://x.com/i/status/1984535751795569014

 

نديم قطيش

كان يتحدّث كمن لا يزال يؤمن بأنّ للبنان تفسيراً ممكناً ومنطقياً، لكنّي رأيت في يديه تعبَ مَن حاول طويلاً أن ينقذ الغريق، الذي يرفض حقيقة انه يغرق. ليس يأساً، بل غضب شخص يريعه ان تصطدم نيته المخلصة بجدار صلب من انعدام الكفاءة والمسؤولية.

 

 نواف سلام

نظراً لخطورة ما يتضمنه الفيديو المرفق، المأخوذ من برنامج بث على محطة الجديد، اتصلت صباح اليوم بوزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي من اجل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بهذا الخصوص. وهي سوف تتقدم  بأخبار لدى النيابة العامة التمييزية لاجراء المقتضى.

فلينال كل من يثبته التحقيق انه مرتكب أقصى الجزاء في حال صحّت المعلومات الواردة في هذا الفيديو.

فلا العبث بمستقبل اولادنا أو بسمعة مؤسساتنا التربوية امر يمكن السكوت عنه او الاستهانة به باي شكل من الأشكال.

*******************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي  02- 01تشرين الثاني/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 01 تشرين الثاني/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148762/

ليوم 01 تشرين الثاني/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 01/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/10/148765/

For November 01/2025

******************************************

**********************
رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@everyone

@followers

@highlight