المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 29 أيار/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.may29.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/احتمال تعيين نجاد فارس سفيرًا للبنان في واشنطن أمر يطرح الكثير من الأسئلة

الياس بجاني/فيديو ونص: عيد تحرير الجنوب هرطقة وكذب وتزوير للتاريخ ولهذا مطلوب إلغاؤه وشطبه من ذاكرة لبنان واللبنانيين

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

عاجل..في الفاتيكان، وافق مجمع دعاوى القديسين على صحة أعجوبة خارقة لا تفسير لها علميّاً في ملف تطويب الأب المكرَّم بشارة أبو مراد المخلّصي/كاتيا طيار/فايسبوك

رابط فيديو مقابلة من موقع "ترانسبيرنسي" مع المهندس توم حرب:هناك مآخذ على قيادة الجيش بعد التصريحات الأخيرة للعماد رودولف هيكل حول ما أسماه 'يوم التحرير

رابط فيديو مقابلة من "محطة ال بي سي" مع مدير عام سكاي نيوز عربية نديم قطيش وبول سلم ونوفل ضو في حديث لـ"عشرين 30" حول المشرق العربي ولبنان

رابط فيديو مقابلة من "موقع البديل" مع الناشطة المشاغبة نادين بركات/ تهريب السلاح مستمرّ عبر باب علي عمّار بالمطار...وريمون خوري أدخل النيترات

رابط فيديو مقابلة من "موقع السياسة" مع الباحث الإحصائي إبراهيم شمس الدين/بالأرقام القوات سقطت في جبيل وربحت في جزين

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع الباحثة والأكادمية رولا تلحوق لصوت لبنان: على الدولة اخذ قرارات "السيف القاطع".. ولا شيء يعلو على الدستور اللبناني

رجي: حزب الله لا يريد التخلي عن سلاحه والشعب لم يعد يريد الثلاثية الخشبية

سحب سلاحه.. إشكال بين «اليونيفيل» وأهالي بلدة ياطر!

سنلاحقه وسنواصل إضعافه.. رئيس الأركان الإسرائيلي: المعركة في مواجهة «الحزب» لم تنته

أورتاغوس تبحث الملف اللبناني في أبو ظبي… وزيارة مرتقبة إلى بيروت برسائل «حاسمة وإيجابية»

إسرائيل ترفع عَلمها على تلة داخل الأراضي اللبنانية...انتهاكات يومية لاتفاق وقف إطلاق النار

السفير الفرنسي في لبنان: موقفنا واضح من حزب الله.. والسلاح مسألة جوهرية

تقرير مفاجئ: «الحزب» ما زال نشطًا جنوب الليطاني.. وهذا عدد اغتيالات قادته منذ وقف النار

اليكم أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 28 أيار 2025

مفوضية اللاجئين تعلن وقف الدعم الصحي للسوريين في لبنان بسبب شحّ الدعم الدولي وبانتظار عودة آمنة إلى بلدهم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غارات إسرائيلية تدمّر آخر طائرة في مطار صنعاء

وزير الأوقاف اليمني لـ«الشرق الأوسط»: الحوثيون يتحمَّلون مسؤولية تأخر الحجاج

ترمب يؤكد أنه طلب من نتنياهو تجميد الضربة لإيران

الرئيس الأميركي: نجري مفاوضات جيدة جداً في ملفَ غزة

«الذرية الدولية» تشترط «رقابة مشددة» على إيران

طهران تقبل مفتشين أميركيين إذا أُبرمت صفقة

إيران تشدد على تخصيب اليورانيوم... وتفتح الباب للمفتشين الأميركيين

غروسي: لا يمكننا الجزم بإمكانية التوصل إلى اتفاق من عدمها

إعدام مهندس إيراني بتهمة «التجسس» لحساب إسرائيل

خطة إسرائيلية لطرد عرب من الداخل بدعوى عملهم مع السلطة الفلسطينية والمقصودون بذلك هم ليسوا فقط منفذي العمليات بل أيضاً أهاليهم ومن يتعاطف معهم

نتنياهو يعلن اغتيال محمد السنوار

حماس» تعلن التوصل لاتفاق مع ويتكوف على إطار وقف دائم لإطلاق النار

الاتحاد الأوروبي يشدد لهجته حيال إسرائيل... فهل تتحول الأقوال أفعالاً؟

الأمم المتحدة: غزة «أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض»

آيرلندا ستمضي قدماً في حظر التعامل التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية

600 يوم على حرب غزة... أرقام وحقائق صادمة لواقع مأساوي

صحة غزة: طفل قتيل كل 40 دقيقة وسيدة كل 60 دقيقة

محلل تركي :"تركيا ليست بحاجة لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا لمواجهة إسرائيل" و"روسيا تنقل قاعدة حميميم الى مطار القامشلي"

الاتحاد الأوروبي يرفع 24 هيئة سورية من تجميد الأصول والموارد الاقتصادية...فرض حزمة عقوبات على شخصين وثلاثة كيانات لصلتهم بموجة العنف في الساحل

الرياض وواشنطن تبحثان دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً

مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط»: دمشق منهمكة بجداول زمنية لاستثمار رفع العقوبات

خطاب الشرع من حلب يعوّل على أن التحسن الاقتصادي مدخل لـ«حل الملفات القلقة

مقابل هذا الشرط ، إندونيسيا مستعدة لإقامة علاقات مع إسرائيل

زيلينسكي يقترح اجتماعاً ثلاثياً مع ترمب وبوتين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تؤثر الانتخابات البلدية في لبنان على الاستحقاق التشريعي المقبل؟....«القوات» متقدّماً على «التيار» في الشارع المسيحي/بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط

اعتداءات على «اليونيفيل» تحرج لبنان وتضعف مطلبه بتجديد مهامها/البعثة الأممية: أي تدخّل في أنشطة جنود حفظ السلام غير مقبول/يوسف دياب/الشرق الأوسط

الانتخابات البلديّة ومؤشّراتها شيعيّاً/مروان الأمين/نداء الوطن

هل صفقة يالطا بين إيران و"الإخوان" ممكنة؟/وليد فارس/اندبندنت عربية

الخُمس والزكاة وحروب الردة/أحمد الصراف/القبس

الاستحمار المقدّس: إيران وأذرعها في زمن سقوط السرديات/محمود القيسي/جنوبية

السلاح الفلسطيني: ما ضمانات نجاح جمعه؟/حنا صالح/الشرق الأوسط

التفاوض الإيراني بعزل الخليج وإسرائيل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

روسيا تعرض «السلام المسلح» على أوكرانيا/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

الشمس تشرق من آسيا/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

أسرى المناصب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

سلاح المخيّمات… امتداد للسّلاح الإيرانيّ/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

الموسوي يرد على وزير الخارجية: غاية في العيب والخزي‏/ابراهيم الموسوي/جنوبية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

توتّر في العلاقة بين نواف سلام وحزب الله

سلام يتعهّد من الإمارات بـ«إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين»

سلام بحث مع محمد بن زايد تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والتنمية

نواف سلام يرد على «الحزب»: لا تَزْنوا ولا تتصدّقوا!

حزب الله… سرطان الجمهورية اللبنانية

تقرير إيراني يجزم: “حزب الله” أضعف من أي وقت مضى

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 28 آيار/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها

إنجيل القدّيس مرقس16/من15حتى18/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان. وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة، ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

احتمال تعيين نجاد فارس سفيرًا للبنان في واشنطن أمر يطرح الكثير من الأسئلة

الياس بجاني/26 أيار 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143687/

نُشّر الأسبوع الماضي على مواقع التواصل خبراً مفاده وجود مداولات مكثفة على أعلى المستويات في لبنان لاختيار سفير جديد لدى الولايات المتحدة الأميركية، ويبدو أن الاسم المطروح بقوة هو السيد نجاد فارس، الركن البارز في مجموعة “أميريكان تاسك فورس فور ليبانون” (ATFL)، والذي قيل إنه يحظى بتأييد خاص من الرئيس جوزيف عون. وفيما يجري الحديث عن هذا التعيين على “نار حامية”، لا بد من التوقف عند جملة تساؤلات وملاحظات، ليس من باب التشكيك الشخصي، بل من منطلق المصلحة الوطنية العليا، والتمسك بالسيادة اللبنانية واستقلال القرار، والأهم التغيرات التي حدثت في المنطقة وما يواجهه لبنان من صعوبات وإشكالات لاستعادة سيادته والتخلص من احتلال حزب الله الإرهابي والإيراني.

السؤال الأول الذي يطرح نفسه: لماذا يتم اختيار اسم شخصية تحمل جنسية أميركية لتولي هذا المنصب، في وقت يوجد في لبنان، وفي أوساط الاغتراب اللبناني، المئات من الكفاءات الوطنية والسيادية المؤهلة، ممن لا يحتاجون للتخلي عن أي جنسية أجنبية للامتثال للقوانين اللبنانية وتولي المنصب؟ ألا يكشف ذلك عن ضيق أفق غير مبرر في خيارات الدولة عمومًا وخيارات الرئيس عون تحديدًا؟ ولماذا هذا الإصرار على أسماء مثيرة للجدل سياسيًا في توقيت حساس كالذي نمر به؟

إذا كانت فعلاً نية الرئيس جوزيف عون تبني ترشيح السيد نجاد فارس لهذا المنصب، فإن من واجب السيد فارس وقبل أي شيء، أن يعلن بوضوح ودون مواربة للرأي العام اللبناني وللرعاة الإقليميين الجاهدين  لمساعدة لبنان للتخلص من الإحتلال الإيراني :

ما هو موقفه من قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بلبنان، لا سيما:

القرار 1559 الذي ينص على تجريد الميليشيات من السلاح،

القرار 1701 الذي أنهى حرب تموز 2006 وكرّس سيادة الدولة،

القرار 1680 الذي دعا إلى ترسيم الحدود مع سوريا.

والأهم معرفة موقفه الواضح من كل بنود اتفاقية وقف اطلاق الذي صدر عقب توقف الحرب التي كان شنها حزب الله على دولة إسرائيل بقرار إيراني وليس لبناني مساندة  لحرب حماس الإرهابية.

ونسأل، هل يتوافق موقف السيد فارس مع مضمون هذه القرارات؟ أم أنه، مثل الرئيس جوزيف عون، يفضل نظرية “الحوار مع حزب الله” وهي النظرية التي أثبتت فشلها الذريع على مدى عقدين من الزمن؟ فالحزب المسلح لم يتخلّ يومًا عن سلاحه، ورفض كافة المبادرات الحوارية، ونقض كل تفاهم وطني، وكلما جلس على طاولة حوار، عاد بعدها إلى فرض شروطه على اللبنانيين بقوة السلاح.

إن المسؤولية الوطنية والأخلاقية تفرض على السيد فارس، إن كانت لديه نية فعلية في تولي هذا المنصب، أن يصدر بيانًا علنياً وصريحًا يوضح فيه مواقفه من كل ما يتعلق بـ”حزب الله”، ومن القرارات الدولية المذكورة أعلاه، ويؤكد التزامه الكامل بها، وإيمانه بضرورة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط، لا غير.

يبقى إن خيار تعيين السيد نجاد فارس، في حال صحّت الأنباء، هو برأي كثيرين داخل لبنان وفي بلاد الإنتشار هو خيار غير موفق إطلاقاً، لا بل يطرح الكثير الأسئلة في توقيته ودلالاته.

في الخلاصة، إن لبنان بحاجة اليوم إلى دبلوماسيين يحمون سيادته وتاريخهم سيادي واستقلالي، ويعملون على التخلص من احتلال حزب الله، ويواجهون المشروع الإيراني، دون ذرائع، ولهذا لقد آن الأوان لإختيار سفراء فعلاً يمثلون لبنان الساعي إلى السلام والتحرير والتخلص من احتلال حزب الله ومن كل ثقافات العنف والعداء..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: عيد تحرير الجنوب هرطقة وكذب وتزوير للتاريخ ولهذا مطلوب إلغاؤه وشطبه من ذاكرة لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/25 أيار 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143647/

كان يوم 25 أيار 2000 بمثابة لحظة مفصلية في تاريخ جنوب لبنان، أو هكذا بدا الأمر. انسحب الجيش الإسرائيلي، تنفيذًا للوعد الذي قطعه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك في الفترة التي سبقت الانتخابات الإسرائيلية. لكن ما تلا ذلك لم يكن تحريراً، بل خيانة جاءت نتيجة صفقة سرية بين إسرائيل وإيران وسوريا، تاركة السكان اللبنانيين في جنوب لبنان (الشريط الحدودي) وجيشهم، جيش لبنان الجنوبي، تحت رحمة الإحتلال السوري البعثي، والإرهابي الإيراني والجهادي، والوكيل الملالوي المسمى كفراً "حزب الله".

وعلى الرغم من أن التعهد الانتخابي الذي بذله إيهود باراك بدا نبيلًا في نيته، فقد حجبته المفاوضات الغامضة التي سبقت انسحاب الجيش الإسرائيلي، مما شكل خيانة لحلفائه اللبنانيين. ومن خلال وسطاء من ألمانيا والسويد والأردن، تم التوصل إلى اتفاق سري مع النظامين الدكتاتوريين في سوريا وإيران، مما أدى فعلياً إلى تسليم جنوب لبنان وسكانه إلى قبضة حزب الله. وتضمنت هذه الصفقة تفكيك جيش لبنان الجنوبي وإغلاق البوابات مع إسرائيل، مما ترك السكان بلا حماية في مواجهة عدوان حزب الله.

وخلافًا لادعاءات حزب الله، لم يشكل الانسحاب تحريراً، بل كانت خطوة محسوبة تم تنسيقها من خلال عهر ونفاق سياسي، وليس عبر التحرر الحقيقي. إن احتفال الدولة اللبنانية رسمياً السنوي منذ العام 2000 ومعها حزب الله السنوي بيوم 25 أيار باعتباره "يوم التحرير" ليس سوى تمثيلية مبنية على الأكاذيب والخداع والتلاعب.

من المهم عدم اغفال حقيقة مهمة وهي أنه وقبل أيام قليلة من انسحاب الجيش الإسرائيلي، هدد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، سكان جنوب لبنان علناً وبصوت عالٍ من خلال جميع وسائل الإعلام، وزرع الخوف بتحذيراته المروعة من قطع الرؤوس والحنجر وبقر البطون وفقر العيون في أسرتهم، هذا وقد أجبرت هذه التهديدات الإرهابية غالبية سكان الشريط الحدودي على الفرار، بحثاً عن ملجأ في دولة إسرائيل، حيث لا يزالون حتى يومنا هذا موسومين ظلماً وعدواناً بالخيانة والعمالة، ومحرومين من حق العودة إلى وطنهم ومنازلهم. علاوة على ذلك، من المهم الاعتراف بدور الاحتلال السوري في لبنان خلال تلك الفترة. إن ما يسمى "يوم التحرير" لجنوب لبنان لم يكن نتيجة لجهود حزب الله البطولية، بل نتيجة صفقات جيوسياسية للعديد من القوى الأجنبية. فرض الاحتلال السوري رواية التحرير دون أي أساس ملموس على أرض الواقع. وبينما نتأمل أحداث 25 أيار 2000، من الضروري إزالة الواجهة والاعتراف بالحقيقة وراء رواية حزب الله الكاذبة عن التحرير.

إن سكان جنوب لبنان يستحقون العدالة، وليس التلاعب والإكراه. لقد حان الوقت لتسليط الضوء على الحقائق المظلمة التي تحجبها الأجندات السياسية وتكريم صمود أولئك الذين تُركوا ظلماً تحت رحمة الإرهاب.

نحن نؤمن وعن قناعة تامة بضرورة إلغاء ما يسمى "يوم تحرير" جنوب لبنان على يد حزب الله الإرهابي ومحوه تماماً من ذاكرة اللبنانيين.

في الخلاصة، إن حزب الله هو فيلق عسكري إرهابي وإجرامي وجهادي تابع كلياً للحرس الثوري الإيراني، كما كان يفاخر بهذه الحقيقة الخيانية والطروادية نصر الله وباقي المرتزقة من أفراد عصابته الإيرانية. الحزب اعتدى على إسرائيل في 8 تشرين سنة 2023 بأوامر إيرانية ولم يكن للبنان وللبنانيين أي قرار أو قول بهذا الشأن، وبالتالي هو مسؤول كلياً عن كل ما قامت وتقوم به دولة إسرائيل من قتل وتدمير واغتيالات.

يبقى أن حزب الله ورغم هزيمته المدوية، ومقتل معظم قادته فهو لايزال حتى يومنا هذا يتحكم بقرار الحكم اللبناني، علاً أنه لا لبناني ولا محرر ولا شريحة لبنانية ولا عربي ولا يمثل الشيعة في البرلمان، بل يخطف لبنان والشيعة ويأخذهم رهائن ويقتل شبابهم، وقد خرّب الجنوب وهجّر أهله وتسبب بدمار عشرات البلدات والقري.

واقعاً وعملياً فإن الحزب الإرهابي والملالوي هذا هو كارثة إنسانية وثقافية وحضارية وقيمية ووطنية ومتخصص بالإجرام والتهريب، ومن أخطر مافيات العالم…من هنا لا خلاص للبنان قبل إنهاء حالته السياسية والعسكرية والثقافية والإعلامية والاحتلالية...

ولهذا كله مطلوب من الرئيس جوزيف عون، والحكومة، والأحزاب اللبنانية، والطاقم السياسي من كل الأطياف أن يجاهروا بالحقيقة ويسموا حزب الله باسمه الإجرامي والإيراني والجهادي، ويخلعوا عنه صفة المقاومة الكاذبة، ويساندوا بقوة وعملياً وعلناً تنفيذ كل القرارات الدولية واتفاقية وقف اطلاق النار، لإنهاء وضعيته العسكرية والإرهابية والاحتلالية، وتحرير الطائفة الشيعية من جريمة أخذها رهينة، واختطاف قرارها، وقتل شبابها، وتشويه وطنيتها وتاريخها وتهجيرها، وتدمير مناطقها.

والأهم عدم إدخال أي عنصر من عناصر الحزب إلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة، ومحاكمة ما تبقى من قادته، ومنعهم من ممارسة العمل السياسي والتوقف عن خدعة وهرطقة الحوار، وتجريد الحزب من سلاحه وتفكيك انظمته الأمنية والإستخارتية بكل الطرق ومنها القوة إن لزم الأمر.

في الخلاصة، مطلوب تقديم مشروع قرار لمجلس النواب لإلغاء كذبة عيد التحرير.

الياس بجاني/فيديو: عيد تحرير الجنوب هرطقة وكذب وتزوير للتاريخ ولهذا مطلوب إلغاؤه وشطبه من ذاكرة لبنان واللبنانيين

https://www.youtube.com/watch?v=b_sxlCM-F4Y&t=104s

https://www.youtube.com/watch?v=77eZt5HiaXc

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

عاجل..في الفاتيكان، وافق مجمع دعاوى القديسين على صحة أعجوبة خارقة لا تفسير لها علميّاً في ملف تطويب الأب المكرَّم بشارة أبو مراد المخلّصي،

كاتيا طيار/فايسبوك/28 أيار/2025

عاجل..في الفاتيكان، وافق مجمع دعاوى القديسين على صحة أعجوبة خارقة لا تفسير لها علميّاً في ملف تطويب الأب المكرَّم بشارة أبو مراد المخلّصي، بحيث وافقت لجنة الأطباء بكامل أعضائها السبعة بالتصويت على صحة شفاء إمرأة مقعدة تسعينية من بلدة عبرا (شرقي صيدا) من شلل الأرتروز (إلتهاب مفاصل الرجلين والذي لا دواء له..) وقد أقعد المسنّة تريز سكاف الأسمر لفترة طويلة، وشُفيت فجأة ودفعة واحدة وراحت تمشي بمفردها إثر طلب شفاعة أبونا بشارة أبو مراد والصلاة له.. وقد كشف عن ذلك طالب دعوى تطويب المكرَّم الأب بشارة أبو مراد الأرشمندريت مطانيوس حداد المخلّصي في "حديث وحدث" عبر تيلي لوميار وفضائيتها نورسات.. وأشار حداد الى أن"دعوى تطويب بشارة أبو مراد كانت قد فُتِحت في العام 1982 ووصلت الى الدوائر الفاتيكانية في العام 2006، حيث بدأ البحث في بطولة فضائله، وأُعلِن مُكَرَّمًّا في العام 2010"، كاشفاً أن "إحدى عجائب ملف التطويب قد حصلت مع إمرأة مُسنَّة من عبرا قبل سنوات، كانت مشلولة، وبشفاعة الأب بشارة أبو مراد عادت تمشي من جديد من دون أيّة مساعدة أو أي تفسير طبّي.. وقد قُدِّمت التحقيقات والوثائق الطبيّة الى الدوائر الفاتيكانية التي إعترفت منذ حوالى الشهر فقط وبالإجماع بصحة هذه الأعجوبة الفائقة الطبيعة والتي لا تفسير طبي لها..

وبدأت الآن مرحلة الدراسة اللاهوتيّة حول مدى صحة كتابات وعظات وأقوال أبونا بشارة القليلة، على أنها غير مخالفة للإنجيل ولتعاليم الكنيسة، قبل الإعلان عن موافقة مجمع دعاوى القديسين على براءة التطويب ومن ثَم موافقة وتوقيع البابا لاوون الرابع عشر عليها..

تَقدُّم ملف التطويب لن يتأخر لكون الأب بشارة أبو مراد هو القديس الأول في تاريخ الرهبانية المخلصيّة للروم الملكيين الكاثوليك في لبنان وبذلك يحق له أن يَتقدّم على سائر ملفات التطويب الأخرى بحسب القانون الجديد لمجمع دعاوى القديسين..

وإحتفال التطويب يُرجَّح أن يكون في دير المخلّص- جون حيث ضريح أبونا بشارة..

وأما مرحلة اعلان الطوباوي قدّيسًا، فهي تتطلّب هي الأخرى المرور بنفس المراحل الّتي تَرِدُ في متطلّبات اعلان التطويب من معجزة جديدة خارقة للطبيعة وغير مفسّرة إنسانيًّا وعلميًّا تحصل بعد التطويب..

* جدير ذكره أنه في 22 شباط/فبراير 2025 صادفت الذكرى ال95 لوفاة الأب المكرَّم بشارة أبو مراد المخلّصي الراهب المَلكي الكاثوليكي(إسمه الأساسي سليم جبور أبو مراد من مدينة زحلة) الذي أعلنه البابا بنديكتوس السادس عشر مكرّماً سنة 2010..(وهي أولى مراحل إعلان القداسة التي نرجو أن تكون قريبة بعدما إجترح المكرّم الأب بشارة أعجوبة تطويبه المصادق عليها أخيراً بالإجماع من لجنة أطباء مجمع دعاوى القديسين، وهي شفاء إمرأة من شلل الأرتروز تدعى تريز سكاف الأسمر من بلدة عبرا، إلى جانب وجود شفاءات ونِعم عديدة أخرى بشفاعة الأب بشارة وقد حصل بعضها في حياته ومنها بعد وفاته..)

معروف عن الأب بشارة أنه شفيع الفقراء، وكمال الحياة الرهبانيّة المخلصيّة، والأزواج الذين لم يُرزقوا بأولاد، والمصالحة مع الله.. لذلك كان يُلَقَّب بخوري آرس تَشبّهاً بالقديس جان ماري فياني..

* يُذكر أنه في 3 شباط/فبراير سنة 1930، إشتدَّ المرض على الأب بشارة، وأخذت تعاوده نوبات قلب قويّة ومتتالية، أقلقت كلَّ إخوانه الكهنة، فأخذوا يلازمون قلاّيته ليلاً ونهاراً، وهو مُمَدّد على سريره..فأمضى الأيام الخمسة الأخيرة من حياته، لا يَستطيع تناول شيءٍ من الطعام، بل تعذَّر عليه إبتلاعُ الماء، مهما كانت كميّته قليلة. فكان إخوانُه الكهنة يَستعينون بإسفنجة يُرطِّبون بها شفتيه وطرف لسانه، ومع ذلك فقد كان يَتناول القربانة المقدّسة، بحجمها العادي، بسهولة أذهلت الجميع..

كانت الساعة السادسة والنصف من صباح سبت الأموات في 22 شباط/فبراير 1930، حين أسلم الأب بشارة الروح، وله من العمر 77 عاماً، فإنتقل من الحياة الدنيويّة إلى رحاب السماء، ودُفن نظراً لسيرة حياته المقدّسة في حائط كنيسة دير المخلّص في جون وليس في مدافن الرهبان كما كانت تقتضي العادة..ومنذ ذلك الوقت لم يَتمّ الكشف عن جثمانه بعد..وقد يحصل ذلك لاحقاً بقرار من البطريرك عبسي بعد صدور براءة التطويب عن مَجمع دعاوى القديسين..

* النشأة والدخول الى الدير

ولد الأب بشارة أبو مراد عام 1853 في زحلة ورث عن والديه جبور وإليصابات حرارة إيمانهما الصلب فنشأ قوي الإرادة، متمسكاً بواجباته الدينية، متمماً لوصايا الله وخاضعاً لوالديه، ومحبّاً للصلاة الى جانب اخوته وأخواته. على مثال الطفل يسوع، كان الطفل سليم (الإسم الحقيقي للأب بشارة أبو مراد) ينمو في الحكمة والنعمة أمام الله والناس، متأثرا عميقاً بِمُثُلِ والدته متشبعاً من تعاليمها، فظهر فيه منذ صغر سنه ميول قويّة الى الصلاة وحنين الى الصمت والإختلاء.

رغبة سليم في الحياة الروحيّة أخذت تنمو وتَعمَّقت في نفسه بتأثير مناخ البيت وجوّ المدرسة، ورسّخت التقوى في داخله فإنبعث صوت الله في أعماقه يدعوه الى حياة أكمل. وهنا يروي رئيس دير المخلص الأب نبيل واكيم حادثة حصلت مع الأب بشارة أبو مراد قبل دخوله الرهبانية، فيشير الى أنه "هرب في احدى الليالي الى الدير لدخوله ولكن وبعد إكتشاف والده للمسألة الّذي رفض رفضاً قاطعًا، أعاده الى المنزل، فما لبثت الأم إلا أن تدخّلت لإقناع زوجها، وهكذا حصل فدخل سليم دير المخلص عام 1874 في الشوف، ومن حينها أصبحت الكنيسة فردوسه الخاص والقربان المقدّس غذاءه المشتهى، وكأن داخله كلّه قد إستحال الى معبد صلاة لا تَفتر..".

* فضائله وتكريمه لمريم

آثر الأب بشارة أبو مراد الخدمة الخفيّة شعاراً له، فكان يتهرّب من الظهور ولم يكن قبوله سيامة كشماس الإنجيلي في 26 آذار 1882 الا بدافع الطاعة الكاملة، لرؤسائه لا رغبة فيها، كما يذكر الأب نبيل واكيم. لافتاً الى أن "بشارة أبو مراد كان عميق الإقتناع بأنه غير مستحق لدرجات الكهنوت، وقد تملكته رغبة عميقة عندما فوتح بأمر سيامته كاهناً مع رفاقه، فقد كان يحمل في أعماق نفسه إجلالا سامياً لدرجة الكهنوت، ويَعدّ ذاته دون قدرها، وطلب الى رؤسائه مراراً تأجيل تقديمه الى السيامة مبرراً موقفه أحياناً، "أنا ما جئت الى الرهبانية لا لأخلص نفسي لا لكي أَرْتَسِم" لكنه سِيمَ كاهناً في 26 كانون الاول/ديسمبر 1883، ليتسنى له أقامة الذبيحة لراحة نفس أخيه مراد".

توفي الأب بشارة أبو مراد في سبت الأموات في شباط 1930 وأسلم روحه في دير المخلص وهو محاطٌ بإخوته في الرهبانية..

"الأب بشارة أبو مراد لم يكن الراهب الناسك البعيد عن الناس بل كان موجوداً في العالم، وبين أهله، كان متفوقاً في حياته الرهبانية والروحية"، و"كان مكرّمًا للعذراء مريم ويصلّي المسبحة الورديّة بإستمرار ويحملها في جيبه في كل تجوالاته، بالإضافة الى أنه كان متعبّداً لله في الأفخارستيّا، فكان يبقى ساجداً أمام القربان المقدّس..". هلّلويا، تبارك الله بقديسيه.

شكرا يا رب

 

رابط فيديو مقابلة من موقع "ترانسبيرنسي" مع المهندس توم حرب:هناك مآخذ على قيادة الجيش بعد التصريحات الأخيرة للعماد رودولف هيكل حول ما أسماه 'يوم التحرير

https://www.youtube.com/watch?v=Z2ymkED5HGs

 

رابط فيديو مقابلة من "محطة ال بي سي" مع مدير عام سكاي نيوز عربية نديم قطيش وبول سلم ونوفل ضو في حديث لـ"عشرين 30" حول المشرق العربي ولبنان

https://www.youtube.com/watch?v=yHpKsiwgTlM&t=196s

 

رابط فيديو مقابلة من "موقع البديل" مع الناشطة المشاغبة نادين بركات/ تهريب السلاح مستمرّ عبر باب علي عمّار بالمطار...وريمون خوري أدخل النيترات

https://www.youtube.com/watch?v=_26fI_OZ9ys

 

رابط فيديو مقابلة من "موقع السياسة" مع الباحث الإحصائي إبراهيم شمس الدين/بالأرقام القوات سقطت في جبيل وربحت في جزين

https://www.youtube.com/watch?v=V1-xR_4mxB8

 

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع الباحثة والأكادمية رولا تلحوق لصوت لبنان: على الدولة اخذ قرارات "السيف القاطع".. ولا شيء يعلو على الدستور اللبناني

https://www.youtube.com/watch?v=28rYZuUvdnM

 

رجي: حزب الله لا يريد التخلي عن سلاحه والشعب لم يعد يريد الثلاثية الخشبية

المركزية/28 أيار/2028

ردّ وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي على كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول معادلة "جيش وشعب ومقاومة" قائلاً "يستطيع أن يقول ما يشاء إنما الشعب اللبناني لم يعد يريد هذه الثلاثية الخشبية، إنتهى". وفي حديثٍ لصحيفة "القدس العربي"، أكد رجي أن "الدولة اللبنانية لا تفاوض على سيادتها" واصفاً حزب الله بـ"التنظيم المسلح الخارج عن القانون وبأنه ليس شرعيا" ومتوجهاً اليه بالقول: "سلّم سلاحك وشكّل مع مناصريك حزباً سياسياً عادياً مع العقيدة التي تريدون". رجي اعتبر أن التهجم عليه سببه أنهم "لا يريدون أن تتم حصرية السلاح في البلد مهما كان"، أضاف: "مهما قلت يريدون التهجم لا لسبب بل لأن ما أقوله لا يعجبهم". وإستطرد مستعيناً بالمثل اللبناني "عم يحكوا الجارة حتى تسمع الكنّة"، حتى لا يفكر أحد بتخطيهم لا رئيس الحكومة ولا رئيس الجمهورية". كما أكد الوزير رجي "أن الجليد انكسر مع الدول العربية والخليجية"، آملاً "أن تكون العلاقات عادت إلى أفضل أحوالها". كذلك، رحّب "بمواقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واحترامه سيادة الدولة اللبنانية وأن تكون المخيمات بعهدة القوى الامنية اللبنانية". وعن ربط السلاح الفلسطيني بسلاح حزب الله، أكد "من يربط السلاح الفلسطيني بسلاح حزب الله يكون بصدد لفلفة شيء". هذا وأوضح رجي أن "لا تاريخ محدداً بعد لزيارة الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، إنما على الأرجح من الآن لغاية أسبوعين"، وقال: "ليس هناك إستياء أميركي من بطء لبنان في اتخاذ القرارات إنما يقولون لديكم نافذة عليكم الاستفادة منها". في الختام، وعد رجي بإنجاز التشكيلات الدبلوماسية في غضون اسابيع قليلة، نافيا وجود عراقيل.

 

سحب سلاحه.. إشكال بين «اليونيفيل» وأهالي بلدة ياطر!

جنوبية/28 أيار/2028

أفادت معلومات لقناة “الجديد” عن حصول إشكال بين عناصر من قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” وأهالي بلدة ياطر الجنوبية، بعد دخول دورية من القوة الدولية إلى البلدة بدون تنسيق مسبق، ما أثار اعتراضًا من السكان المحليين. ووفق المصادر، تطوّر الإشكال إلى تلاسنٍ وتوتر ميداني، ما دفع أحد جنود “اليونيفيل” إلى سحب سلاحه في وجه بعض الأهالي، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لاحتواء الموقف وإعادة الهدوء إلى المنطقة. تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد الحساسيات في الجنوب اللبناني تجاه تحركات قوات “اليونيفيل”، لا سيما عند دخولها إلى مناطق مدنية دون تنسيق مع الجيش اللبناني، ما يعتبره الأهالي تجاوزًا للقرار 1701 الذي يُلزم القوات الدولية بالتنسيق المسبق مع الجيش اللبناني في تحركاتها. وتكررت في الأشهر الماضية حوادث مماثلة في بلدات جنوبية كرمى الشعور المحلي بأن بعض تحركات “اليونيفيل” قد تحمل طابعًا استخباراتيًا أو استفزازيًا، في ظل توتر أمني مستمر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، وما يرتبط بها من مواجهات حدودية. يُذكر أن العلاقات بين “اليونيفيل” وبعض المجتمعات المحلية في الجنوب شهدت فترات من التوتر، وسبق أن دعت جهات لبنانية إلى ضرورة احترام سيادة الدولة اللبنانية من قبل القوات الدولية، والتزامها بالتنسيق الكامل مع الجيش.

 

سنلاحقه وسنواصل إضعافه.. رئيس الأركان الإسرائيلي: المعركة في مواجهة «الحزب» لم تنته

جنوبية/28 أيار/2025

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن “رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال إيال زامير، أجرى اليوم تقييمًا للوضع في مقر قيادة المنطقة الشمالية، بمشاركة كل من قائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أوري غوردين، وقائد الفرقة 146 البريغادير يفتح نوركين، وقائد الفرقة 91 البريغادير يوفال غز، وغيرهم من القادة”. تابع: “قال الجنرال إيال زامير: نحن لا نعتمد سوى على أنفسنا، ونحمي أنفسنا بقواتنا الذاتية. المعركة في مواجهة حزب الله في لبنان لم تنتهِ حيث سنلاحقه وسنواصل إضعافه حتى انهياره. سنواصل العمل وراء الحدود من أجل إزالة التهديدات قبل تبلورها”. إقرأ أيضا: تقرير مفاجئ: «الحزب» ما زال نشطًا جنوب الليطاني.. وهذا عدد اغتيالات قادته منذ وقف النار

 

أورتاغوس تبحث الملف اللبناني في أبو ظبي… وزيارة مرتقبة إلى بيروت برسائل «حاسمة وإيجابية»

جنوبية/28 أيار/2028

تجري المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ستتناول في محادثاتها الملف اللبناني من جوانب متعددة، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة.

وتركز النقاشات على شقين أساسيين:

1. إمكان تقديم مساعدات استثمارية للبنان بهدف إنعاش الاقتصاد والبنية التحتية.

2. ضرورة مواصلة الإجراءات الكفيلة بفرض الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة على أراضيها.

وأشارت المصادر إلى أن أورتاغوس تخطط لزيارة العاصمة بيروت، رغم أن موعدها لم يُحدد بعد، إلا أن مضمون الزيارة بات واضحًا، إذ ستنقل إلى المسؤولين رسالتين متوازيتين:

• الأولى، لهجة حاسمة تؤكد عدم وجود مجال لمزيد من التباطؤ، مع ضرورة تسريع الخطوات الإصلاحية والسيادية.

• الثانية، نبرة إيجابية تحمل وعودًا بدعم لبنان في مشاريع تنموية واقتصادية، ولا سيما في البنى التحتية.

وتُعد هذه الزيارة، في حال حصولها، من المحطات الدبلوماسية البارزة التي تواكب التحولات السياسية والاقتصادية الدقيقة التي يمر بها لبنان.

 

إسرائيل ترفع عَلمها على تلة داخل الأراضي اللبنانية...انتهاكات يومية لاتفاق وقف إطلاق النار

بيروت: «الشرق الأوسط//28 أيار/2028

رفع الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أعلاماً إسرائيلية كبيرة على تلة احتلها في نهاية الحرب الأخيرة، ويشرف المرتفع على نهر الوزاني في جنوب لبنان، في أحدث إجراء حدودي يتخذه في المنطقة التي يحتل فيها نقاطاً داخل الأراضي اللبنانية. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الجيش الإسرائيلي، رفع أعلاماً جديدة في منطقة الوزاني، الواقعة جنوب شرقي مدينة الخيام بجنوب لبنان. وتناقل رواد مواقع التواصل صورتين لعَلمين جديدين، أحدهما ارتفع على صارية، فيما تدلى الآخر على ساتر ترابي باتجاه الأراضي اللبنانية.

وارتفع العلم، على مسافة كيلومتر واحد داخل الأراضي اللبنانية، انطلاقاً من نقطة تلة الحمامص التي احتلتها القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، وتشرف على نهر الوزاني في أقصى جنوب شرقي مدينة الخيام. وأفادت وسائل إعلام محلية بسماع رشقات نارية متقطعة من الجانب الإسرائيلي قرب موقع الحمامص المستحدث في تلة تشرف على مستعمرة المطلة الواقعة في أقصى شمال اصبع الجليل.

7 نقاط محتلة

ورغم إعلان إسرائيل أنها تبقى في 5 نقاط لبنانية، تفيد مصادر أمنية لبنانية بأن الجيش الإسرائيلي لا يزال موجوداً في سبع نقاط داخل الأراضي اللبنانية يبلغ أعمقها نحو ثلاثة كيلومترات. وتتوزع تلك النقاط في الحمامص (جنوب الخيام) وداخل بلدة كفركلا، (وهي نقطة لم تعلن إسرائيل عن بقائها فيها، وهي عبارة عن طريق يتراوح عمقها بين خمسة أمتار وصولاً إلى نحو 200 متر بجانب السياج الحدودي)، أما النقطة الثالثة، فتقع قرب بلدة مركبا في الجنوب الشرقي للأراضي اللبنانية. وتقع النقطة الرابعة في منطقة عيترون اللبنانية، حيث اقتطعت إسرائيل منطقة تشبه الزاوية تسمى «جل الدير» وهي منطقة لبنانية غير مأهولة تقع في منطقة تنعطف فيها الحدود مع إسرائيل من الشرق إلى الجنوب. أما النقطة الخامسة، فتقع في منطقة «جبل بلاط»، وفيها أقفلت القوات الإسرائيلية الطريق بين بلدتي رامية ومروحين بسيطرتها على «جبل بلاط»، في حين تقع النقطة السادسة (غير المعلنة) قرب بلدة الضهيرة الحدودية، حيث أقفلت القوات الإسرائيلية الطريق من دون وجود مركز دائم لها. وينتهي الخط في منطقة اللبونة قرب الساحل، حيث النقطة السابقة المطلة على منطقة الناقورة الساحلية.

أحدث الخروق

ويُعدّ رفع العَلم، أحدث تدبير إسرائيلي في المنطقة، بعد سلسلة خروق لاتفاق وقف إطلاق النار، بينها التوغل في بلدة ميس الجبل ليل الاثنين – الثلاثاء، ورفع سواتر ترابية في المنطقة. وسرعان ما أجرى الجيش اللبناني اتصالات مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وأزال الساتر المستحدث يوم الثلاثاء.

انتهاكات يومية

وفي سياق انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار، ألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه بلدة كفركلا. وشنت مسيَّرة غارة استهدفت الطريق العام لبلدة العباسية الواقعة شمال مدينة صور الساحلية، بالقرب من الحرج، وألقت صاروخين أحدهما لم ينفجر. كذلك، استهدفت قذيفة مدفعية إسرائيلية أطراف بلدة كفرشوبا، إضافة إلى تمشيط من موقع رويسات العلم الإسرائيلي. كما أطلق الجيش الإسرائيلي في موقع بياض بليدا النار باتجاه مواطنَين كانا قرب مزرعة للدجاج في الأطراف الشرقية لبلدة بليدا من دون وقوع إصابات. ونفَّذ الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، عملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة باتجاه سهل مرجعيون. كما حلق الطيران المسيّر الإسرائيلي على علو منخفض، في ٲجواء منطقة الزهراني. وبعد ساعات على غارة إسرائيلية بصاروخين استهدفا أطراف بلدة ياطر واستهدفت دراجة نارية؛ ما أدى إلى مقتل سائقها، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن القوات الإسرائيلية «هاجمت الثلاثاء في جنوب لبنان قائد مجمع ياطر في (حزب الله)»؛ ما أدى إلى مقتله. وقال إن المستهدَف «قام في الفترة الأخيرة بمحاولات لإعمار المجمع؛ ما شكل خرقاً للاتفاق». وكان الجيش الإسرائيلي اغتال عنصراً بالحزب في بلدة مجدل زون في جنوب لبنان الاثنين.

 

السفير الفرنسي في لبنان: موقفنا واضح من حزب الله.. والسلاح مسألة جوهرية

العربية.نت/28 أيار/2025

قال السفير الفرنسي لدى بيروت هيرفيه ماغرو، إن موقف باريس كان دائماً واضحاً جداً في ما يتعلق بجماعة حزب الله اللبنانية، وبين أن باريس دائماً تميز بين الجناح العسكري والجناح السياسي الذي يملك تمثيلاً في البرلمان، مشيرا إلى أن سلاح الحزب "مسألة جوهرية". وتابع في مقابلة مع صحيفة "إندبندنت عربية" "أعتقد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في سياق صعب كما نعرف، وفي ظل الدور الذي لعبه الجناح المسلح للحزب في القضية السورية، أراد أن يذكّر بأن ما يهمنا اليوم هو استقرار سوريا، ولكن أيضاً، ونتيجة لذلك، مساعدة لبنان على اغتنام الفرصة التي توفرها له الأوضاع الحالية، بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون وتعيين حكومة إصلاحية، للتقدم كذلك في الملف اللبناني". كما قال تعليقاً حول تنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية "نحن ندعم الرئيس عون، وقد قلنا ذلك منذ البداية، نحن نؤيد السياسة التي يقودها، ونعتبر أن من حق اللبنانيين، والرئيس عون والحكومة أيضاً، أن يحددوا الاستراتيجية التي يجب اتباعها. لقد ذكر الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام في مناسبات عدة أن احتكار السلاح يجب أن يعود إلى الدولة اللبنانية، ونحن نؤيد هذا الموقف والطريقة التي يتقدمان بها في هذا الشأن".

"مسألة جوهرية"

وبين السفير الفرنسي أن "مسألة السلاح ستبقى في جميع الأحوال مسألة جوهرية". وأضاف، "عندما وصلت إلى هنا قبل عام ونصف العام، لم أكن أتوقع أن يأتي يوم سنتحدث فيه بهذه الطريقة عن مسألة سلاح حزب الله". كما رأى أنه بالتوازي مع مسألة السلاح يجب العمل على الإصلاحات والوضع الاقتصادي، لأن هناك ضرورة لإجراء هذه الإصلاحات بغض النظر عن مسألة سلاح الحزب. وتابع "لنفترض أن حزب الله جُرّد من سلاحه غداً، فإن البلاد على رغم ذلك ستبقى في وضع صعب جداً إذا لم يتم إقرار الإصلاحات الاقتصادية".

تسليم السلاح

وكانت السلطات اللبنانية أكدت أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، أنها عازمة على حصر السلاح بيد الدولة، مشيرة إلى عزمها البحث في مسألة سلاح الحزب. كما أوضحت مضيها في تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار الأممي 1701، واتفاق وقف النار الأخير الذي أبرم مع الجانب الإسرائيلي بوساطة أميركية، ونص على انسحاب حزب الله من الجنوب، وتفكيك مواقعه، فضلا عن تسليم سلاحه. يذكر أنه يسري منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، تم إبرامه بوساطة أميركية وفرنسية. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة "يونيفيل" انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.

 

تقرير مفاجئ: «الحزب» ما زال نشطًا جنوب الليطاني.. وهذا عدد اغتيالات قادته منذ وقف النار

جنوبية/28 أيار/2025

على خلفية محاولة اغتيال جديدة اليوم الأربعاء في منطقة العباسية في صور، نشر مركز الأبحاث الإسرائيلي «ألما» تحليلًا للضربات الإسرائيلية في لبنان منذ بدء وقف إطلاق النار. ووفقًا للمركز، نفذت إسرائيل حتى الآن 371 ضربة، وقتلت 84 قائدًا من حزب الله. وتشير البيانات إلى أنه بالرغم من التصريحات المتفائلة للسلطات في بيروت، لا يزال حزب الله نشطًا جنوب نهر الليطاني ويواصل محاولة ترميم البنية التحتية العسكرية.

غارة العباسية اليوم

شهر أيار.. ضربات مكثفة

وأشار المركز إلى أنه «خلال الأيام السبعة الماضية فقط، نُفذت 21 غارة، من بينها 18 في جنوب لبنان و3 في البقاع، وقُتل خلالها ستة من عناصر حزب الله، من بينهم ثلاثة ينتمون إلى وحدة «الرضوان». فقط يوم أمس، تم اغتيال قائد قطاع قرية ياطر في حزب الله، نبيل بلاغي». وبحسب المركز «تشير البيانات إلى أن عناصر حزب الله لا يزالون حاضرين ونشطين في جنوب لبنان، بما في ذلك عناصر من وحدة الرضوان، وخصوصًا في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وأن العديد من المواقع العسكرية التابعة لحزب الله لا تزال دون أي تدخل من الجيش اللبناني، على الرغم من التصريحات والإعلانات الصادرة عن الحكومة والجيش اللبناني اللذين يدعيان أنهما سيطرا على نحو 90٪ من تلك المواقع جنوب الليطاني».

توقيت التقرير 

ويُنشر هذا التقرير في وقت صعّد فيه رئيس الحكومة نواف سلام من لهجته ضد حزب الله، حيث قال مؤخرًا إنه يعارض «تصدير الثورة الإيرانية». وردًا على ذلك، وصف مؤيدو حزب الله نواف سلام بأنه «صهيوني»، بينما كتبت في صحيفة «نداء الوطن»، أن العلاقة بين سلام وحزب الله «على وشك الانفجار».

كذلك، يناقض التقرير بعض الشيء ما يُنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الشهر، ومنها ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» اليوم الأربعاء عن ما أسمته «آلية التنفيذ الأميركية اللبنانية الناجحة» لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي ان «يرسل جيش الدفاع الإسرائيلي نقطة مسار إلى مخبأ صواريخ أو بنية تحتية إرهابية تابعة لحزب الله، فيصل جنود لبنانيون ويدمرونها بسرعة، تحت إشراف أميركي ومراقبة جوية من جيش الدفاع الإسرائيلي». وزعمت إنه منذ بدء وقف إطلاق النار، اغتال الجيش الإسرائيلي «أكثر من 400 عنصر من حزب الله، بما في ذلك في الأيام الأخيرة، مستغلًا في الوقت نفسه ضعف المنظمة ا في الساحة السياسية اللبنانية الداخلية». إلا أن «يديعوت أحرونوت» استدركت بالقول: «لكن علينا أن نتذكر أن حزب الله موجود أيضاً جنوب الليطاني». إقرأ/ي أيضا عن «شريط القتل» في جنوب لبنان: إسرائيل ترسم خطًا أحمر جديدا.. ومفاجآت «الحزب» والجيش اللبناني

 

اليكم أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 28 أيار 2025

جنوبية/28 أيار/2028

النهار

يشكو مديرون من تدخل وزراء حديثي العهد في عمل مديرياتهم، بناء على وشايات وتوصيات من جهات مجهولة، وأحياناً بناء على اجتهادات في غير محلها، بما يخالف أبسط القواعد المهنية والإدارية.

شوهدت في قرى وبلدات بحمدون والمتن الأعلى، عائلات كويتية حضرت لتفقد منازلها، وعلم أن أفرادها سيعودون بأعداد كبيرة خلال الأسابيع المقبلة بعدما تأكدوا من جاهزية منازلهم أو أطلقوا فيها ورش تنظيف واطلعوا على أوضاع البلد.

علق مسؤول سابق في قطاع الاتصالات على الخطط المعلنة: للأسف كلها إعلان نوايا وليست أفعالاً، سوريا تتحرك بخطى ثابتة وواضحة، ونحن في لبنان نكثر من الكلام، ونقلّ من الفعل.

عبّر مسؤول حزبي عن استيائه من واقعة معينة أحرجت الحزب التاريخي، بعرضه بعض “إنجازات” محققة خلال الحرب مستعيداً أمجاد الماضي و”متكئاً” عليه.

استباقاً للتعيينات المرتقبة في المؤسسات اللبنانية، يبادر عدد من المديرين العامين إلى إصدار “تقرير سنوي” غير مبرر التوقيت، عن إنجازاتهم المحققة في الأعوام السابقة للفت الأنظار مجدداً إليهم.

لم تتمكن جهة مصرفية من الشرح رداً على سؤال عن امتناع المصارف اللبنانية عن الإقراض بذريعة حاجتها إلى قانون يحمي أموالها بالدولار الفريش فيما يقوم “مصرف الإسكان” بالعمل الإقراضي من دون أي قانون جديد.

الجمهورية

يُنتظر وصول وفد رفيع المستوى قريباً إلى لبنان لتدشين عودة عشرات الآلاف من مواطني دولة صديقة للبنان خلال هذا الصيف.

يجهد مسؤول غير مدني في تنفيذ إنجاز كبير قبل نهاية السنة الجارية، بما يشكّل نقلة نوعية في عمل المؤسسة منذ إنشائها.

وصلت إلى لبنان 4 وفود من دولة خليجية شقيقة بعيداً من الأضواء في مهمّات متعدّدة لتقييم الأوضاع إيجاباً والمساهمة في إنعاش البلد.

اللواء

تتكثف المساعي للحلول دون تدهور سياسي جديد في البلاد، ينعكس سلباً على مجمل الملفات الموضوعة على الطاولة..

تستعد المجمعات الغذائية والتموينية الكبرى، فضلاً عن المؤسسات التجارية الى اعلان رفع الاسعار مع دخول الحد الادنى الجديد للاجور حيِّز التطبيق..

لم يقبل مرشحون نافذون الانسحاب في جغرافيا «الثنائي» من السباق الانتخابي، إلا بعد إجراء اتصالات من مسؤولين رفيعي المستوى من قيادات الثنائي!

نداء الوطن

أجّلت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس زيارتها للبنان أو المنطقة لأسباب تتعلق بالتغييرات الحاصلة في هيكلية مجلس الأمن القومي والتي تحصل على خلفية المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن اتفاق نووي جديد.

سألت مصادر سياسية مراقِبة: لماذا لم يوضَع مخيم عين الحلوة في سلَّم الأولويات بالنسبة إلى سحب السلاح الفلسطيني؟ خصوصاً أنه من أكبر المخيمات ويأتي في المرتبة الأولى من حيث حجم الأسلحة الموجودة فيه؟

يقول خبير انتخابي: على رغم كثرة الحديث عن “رشاوى انتخابية” بعشرات آلاف الدولارات، فإنه استحال كشف هذه العمليات لأنها تتم بالـ”كاش” الذي يصعب أن يُراقَب.

البناء

تنقل مصادر فلسطينية عن قيادات رافقت تفاصيل زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بيروت ما مفاده أن طرح نزع سلاح المخيّمات لم يكن مبادرة لبنانية. فالطلب اللبناني كان محصوراً بالحرص على ضمان الالتزام الفلسطيني بوقف إطلاق النار والامتناع عن إطلاق الصواريخ، والمسؤولون اللبنانيون يعلمون أن مؤيدي الرئيس الفلسطيني ليسوا المعنيّ بإطلاق الصواريخ فتمّت إحاطة عباس بما جرى من باب الأدبيات السياسيّة، لكنه تطوّع لطلب نزع سلاح المخيمات تحت شعار دعم خطاب رئيس الجمهورية بحصر السلاح بيد الدولة مقترحاً إعلاناً مشتركاً وجدولاً زمنياً لتسليم السلاح في المخيمات وهو ما كانت الخشية اللبنانية من أن يؤدي عدم التزام الفصائل المعارضة لعباس للالتزام به إلى توريط الدولة اللبنانية بحرب مخيمات لا تريدها وربما يكون في ظنّ عباس أن يستخدم الدولة اللبنانية لمحاصرة خصومه وإضعافهم، وهذه ليست قضية لبنان واللبنانيين وإن كانت الخلفية غير ذلك فلم لا تتجاوب الدولة اللبنانيّة مع الرغبة وتقترح البدء بمخيّمات محسوبة على الرئيس عباس وتنظيم فتح فعرضت عليه الفكرة والمخيّمات المعنية. وهذا ما لم يرق لعباس وما تقول مصادر فتح أنّه غير وارد لأن عناصرها سوف يذهبون إلى الفصائل غير المعنيّة بتسليم السلاح وتختم المصادر أن الأمر انتهى مع زيارة عباس.

تقول مصادر أوروبيّة إن المنظمات الأمميّة التي رفضت مشاركة أميركا و”إسرائيل” خطة توزيع المساعدات كان قراراً ذكياً ومحسوباً ولو تمت المشاركة لسقطت المنظمات الأممية مع السقوط الأخلاقي والعملي للصيغة الأميركية الإسرائيلية وانتهائها بمجزرة سقط فيها 50 فلسطينياً بين شهيد وجريح. وتعتقد المصادر أن إعادة الأمور إلى عهدة المنظمات الأمميّة هو الطريقة الوحيدة لضمان حسن تنفيذ توزيع المساعدات دون تسييس وتلاعب أمني ومخاطر وقوع أحداث مأساوية، وفقاً لتجربة سنوات ماضية منها ما جرى خلال الحرب الأخيرة نفسها.

 

مفوضية اللاجئين تعلن وقف الدعم الصحي للسوريين في لبنان بسبب شحّ الدعم الدولي وبانتظار عودة آمنة إلى بلدهم

بيروت/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

أبلغت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وزارة الصحة اللبنانية، بوقف تقديم الدعم الصحي للاجئين السوريين في لبنان، اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، «بسبب قلة التمويل المقدم من الدول المانحة». تأتي هذه الخطوة في ظل شحّ الدعم الدولي، وبالتزامن مع رفع العقوبات الدولية عن سوريا بعد سقوط النظام السابق، وفي ظل دعوات لبنانية إلى عودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، الأربعاء، أن المفوضية «أبلغت وزير الصحة اللبناني ركان ناصر الدين بوقف تقديم الدعم الصحي للاجئين السوريين اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بسبب قلة التمويل المقدم من الدول المانحة». ونقلت الوكالة الرسمية عن وزير الصحة تأكيده خلال لقاء مع وفد من المفوضية، «ضرورة عدم تقاعس المجتمع الدولي عن مسؤولياته الإنسانية، هذه المسؤوليات التي لم يتقاعس عنها لبنان حيال المقيمين على أرضه من غير مواطنيه... رغم أزماته الكبرى المتلاحقة مالياً واقتصادياً وأمنياً». وأضاف ناصر الدين: «شهد لبنان قبل أقل من ثلاثة أشهر موجة نزوح جديدة، ما يُبقي أعداد النازحين مرتفعة جداً نسبةً إلى مساحة لبنان وقدرة نظامه الصحي على تحمل أعباء إضافية كبرى». وشدد وزير الصحة اللبناني على ضرورة أن تجد المفوضية «السبل الكفيلة لتأمين التغطية الاستشفائية للنازحين ودعم الخدمات الصحية المقدمة لهم في مراكز الرعاية الأولية»، حسب الوكالة. وأضاف: «لا حل إلا بتأمين التمويل الدولي للرعاية الصحية للنازحين واستشفائهم إلى حين عودتهم الآمنة لبلادهم»، ودعا إلى بدء جهود جدية لتنفيذ خطة عودة اللاجئين إلى بلادهم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

غارات إسرائيلية تدمّر آخر طائرة في مطار صنعاء

وزير الأوقاف اليمني لـ«الشرق الأوسط»: الحوثيون يتحمَّلون مسؤولية تأخر الحجاج

عدن: علي ربيع الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

دمَّرت إسرائيل في موجة تاسعة من ضرباتها الانتقامية ضد اليمن، آخر طائرة مدنية يشغلها الحوثيون؛ رداً على تصاعد هجمات الجماعة، بحجة مساندة الفلسطينيين في غزة.وفي حين أدت الغارات إلى توقف مطار صنعاء حتى إشعار آخر، حمّل وزير الأوقاف في الحكومة اليمنية، محمد بن عيضة شبيبة، الجماعة الحوثية مسؤولية تعطل تفويج العشرات من الحجاج، مؤكداً العمل على تفويجهم براً. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس فرض حصار جوي وبحري على الجماعة، وقال إن الموانئ الخاضعة للحوثيين «ستستمر في التعرُّض لأضرار جسيمة»، وإن مطار صنعاء «سيتم تدميره مراراً وتكراراً»، وكذلك البنى التحتية الاستراتيجية الأخرى في المنطقة التي يستخدمها الحوثيون. ومن جهته، حمَّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران المسؤولية عن هجمات الحوثيين، وقال في بيان: «الحوثيون مجرد عَرَض مَرضي، وإيران هي المسؤولة». ومع إغلاق المنفذ الجوي الوحيد في مناطق سيطرة الحوثيين، قال الدكتور محمد بن عيضة شبيبة، وزير الأوقاف اليمني، لـ «الشرق الأوسط»، إن الحوثيين تمسَّكوا برفض أي وساطة إقليمية تقترح نقل الطائرات إلى أي مطار آمن داخل اليمن أو خارجه «في تعنت واضح يكشف عن استخفافهم بأرواح المدنيين وحجاج بيت الله». وكانت إسرائيل دمَّرت في 6 مايو (أيار) ثلاث طائرات في المطار نفسه، في حين نجت الطائرة الرابعة لوجودها آنذاك في مطار بالأردن.

 

ترمب يؤكد أنه طلب من نتنياهو تجميد الضربة لإيران

الرئيس الأميركي: نجري مفاوضات جيدة جداً في ملفَ غزة

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الأربعاء)، إن الولايات المتحدة تُجري محادثات «جيدة جداً» مع إيران بشأن الملف النووي، مشيراً إلى أنه حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، من القيام بأي خطوات قد تُعرقل هذه الجهود. وأوضح ترمب للصحافيين: «أود أن أكون صريحاً، نعم، طلبت منه التريث»، مضيفاً: «قلت له إن شنّ هجوم في الوقت الراهن لن يكون ملائماً». وأشار أيضاً إلى أن المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة «تسير بشكل جيد للغاية». وجاء كلامه في وقت أنكرت إسرائيل ما جاء في تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أفاد بأن نتنياهو يعتزم تقويض المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، عبر توجيه ضربات لمنشآت تخصيب نووية إيرانية. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مصادر مطلعة قولها إن المسؤولين الإسرائيليين يخشون من أن يكون الرئيس دونالد ترمب حريصاً على التوصل إلى اتفاق مع إيران، لدرجة أنه سيسمح لطهران بالإبقاء على منشآتها النووية للتخصيب، وهو ما يُمثل خطاً أحمر بالنسبة لإسرائيل. وأفاد ترمب، في تصريحات أدلى بها للصحافيين من المكتب البيضاوي، خلال مراسم أداء اليمين لجانين بيرو مدعيةً عامةً للولايات المتحدة في مقاطعة كولومبيا: «أعتقد أن علاقتنا مع إيران تسير بشكل جيد جداً، وأظن أننا سنشهد تطوراً منطقياً قريباً. فهناك نتيجتان محتملتان فقط: إما نتيجة ذكية، وإما نتيجة عنيفة، ولا أظن أن أحداً يرغب في رؤية الخيار الثاني». وأضاف: «لقد أحرزنا تقدماً كبيراً. لا تزال هناك بعض التفاصيل النهائية التي ينبغي الاتفاق عليها في الوثيقة، لكني أعتقد أنكم ستُفاجأون بما سيحدث هناك. سيكون ذلك تطوراً رائعاً بالنسبة لهم، وقد نرى في المستقبل بلداً عظيماً ينبثق من هذا المسار». وفي رده على سؤال بشأن مكالمته الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أشار ترمب إلى أنه حذر نتنياهو من اتخاذ أي خطوات قد تعرقل المحادثات الجارية مع إيران، قائلاً: «أريد أن أكون صريحاً... نعم، فعلت ذلك».

ورفض ترمب الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن المكالمة، قائلاً: «لا أعتقد أن من المناسب الحديث عن ذلك الآن». ثم أوضح قائلاً: «يمكنك أن تفجر مختبراً، لكن قد لا يكون أحد داخله... لقد أخبرته أن هذا ليس الوقت المناسب لمثل هذه التصرفات، لأننا قريبون جداً من التوصل إلى حل. هذا الحل قد يتغير في أي لحظة، وربما بمكالمة هاتفية واحدة. لكن في الوقت الحالي، أعتقد أن الإيرانيين يريدون عقد صفقة، وإذا نجحنا في التوصل إلى اتفاق، فإننا سننقذ الكثير من الأرواح». من جانبه، قال المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف: «نجري محادثات جيدة جداً»، دون الخوض في تفاصيل بشأن فحوى هذه المحادثات.

وعن ملف المفاوضات بشأن وقف الحرب في غزة، قال ترمب إن الأمور تسير بشكل جيد للغاية. وأضاف: «الأمور تسير بشكل جيد للغاية فيما يتعلق بغزة... نعمل على إيصال الغذاء إلى الناس في القطاع». وأشار ترمب إلى أن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة. وتابع: «نتعامل مع الوضع برمته في غزة، نوصل الغذاء لسكان غزة، الوضع سيئ للغاية». بدوره، أشار ويتكوف إلى وجود مؤشرات إيجابية للغاية نحو التوصل إلى حل طويل الأمد، قائلاً: «أعتقد أننا على وشك إصدار ورقة تتضمن شروطاً جديدة، نأمل أن يتم تسليمها قريباً». وأضاف: «الرئيس سيقوم اليوم بمراجعة هذه الوثيقة، ولدي شعور إيجابي جداً حيال إمكانية التوصل إلى حل دائم، يشمل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، وتسوية سلمية لهذا الصراع».

«خيبة أمل» بالملف الأوكراني

وتحدث ترمب عن جهود إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قائلاً: «سنعرف خلال أسبوعين ما إذا كان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يريد إنهاء الحرب». وأكد أنه سيجلس مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومع بوتين «إذا لزم الأمر». وقال ترمب إنه لن يفرض عقوبات على روسيا إذا اعتقد أن ذلك قد يضرّ بفرصة التوصل لاتفاق. وعبّر الرئيس الأميركي عن خيبة أمله بسبب القصف الروسي على أوكرانيا. وتابع: «سنكتشف ما إذا كان (بوتين) يتلاعب بنا أم لا، وإذا كان يفعل ذلك، فسنرد بشكل مختلف قليلاً». وقال: «لا يعجبني ما يجري حالياً. نحن نعمل مع الرئيس بوتين وسنرى إلى أين نصل». وأضاف: «لا أقبل أن تُطلق الصواريخ من داخل المدن، هذا أمر غير مقبول، ولن نسمح باستمراره. لطالما قلت إن هذه الحرب ما كانت لتندلع لو كنت أنا في موقع الرئاسة».

 

«الذرية الدولية» تشترط «رقابة مشددة» على إيران

طهران تقبل مفتشين أميركيين إذا أُبرمت صفقة

لندن - فيينا - طهران/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

اشترط مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي فرض «رقابة مشددة» على البرنامج النووي الإيراني المتسارع، في إطار أي اتفاق قد ينجم عن المحادثات بين طهران وواشنطن. وعدّ غروسي استمرار المحادثات «مؤشراً جيداً»، لكنه امتنع عن تأكيد ما إذا كانت ستُفضي إلى اتفاق فعلي. وأوضح أنه قدم مقترحات إلى الجانبين بشأن النزاع القائم حول مستويات تخصيب اليورانيوم في إيران، مؤكداً أن «ردم هذه الفجوة ليس أمراً مستحيلاً». وأكد غروسي أن «التفتيش الصارم شرط أساسي، لأنه يعكس التزاماً حقيقياً من إيران بعد سنوات من تقييدها لعمليات الرقابة». وفي طهران، أشار رئيس «الذرية» الإيرانية، محمد إسلامي، إلى إمكانية قبول مفتشين أميركيين ضمن بعثة «الوكالة الدولية»، بشرط التوصل إلى اتفاق مع واشنطن. وانتقد وزير الخارجية عباس عراقجي بشدة تصريحات دبلوماسي بريطاني بارز أيّد فيها مطلب واشنطن بوقف تخصيب اليورانيوم في إيران.

 

إيران تشدد على تخصيب اليورانيوم... وتفتح الباب للمفتشين الأميركيين

غروسي: لا يمكننا الجزم بإمكانية التوصل إلى اتفاق من عدمها

لندن - طهران/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

أعلن محمد إسلامي، رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، استعداد بلاده لقبول وجود مفتشين أميركيين في منشآتها النووية ضمن مهام «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، شريطة التوصل إلى اتفاق نووي مع واشنطن، فيما قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده «لا تمزح» مع أي طرف بشأن تخصيب اليورانيوم. في الوقت ذاته، وصف رافاييل غروسي، مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة بأنها «مستمرة، وهذا مؤشر إيجابي»، لكن «لا يمكن الجزم في الوقت الحالي بما إذا كان سيُتوصل إلى اتفاق أم لا». وتستعد طهران وواشنطن لعقد الجولة السادسة من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط توقعات لدى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بإعلان «أخبار جيدة» قريباً. وقال إسلامي للصحافيين، على هامش اجتماع الحكومة: «من الطبيعي ألا يُسمح لمفتشين من دول معادية بالدخول، ولكن في حال التوصل إلى اتفاق نووي، فقد نسمح لمفتشين أميركيين عاملين لدى (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) بزيارة مواقعنا النووية». ويشكل الأميركيون أكبر جنسية بين موظفي «الوكالة» وفق تقرير «الوكالة» لعام 2023. وأضاف المسؤول الإيراني أن «التخصيب هو أساس وركيزة الصناعة النووية في البلاد. لنفترض أنه يُسمح لشخص ما بامتلاك محطة كهرباء فرعية وشبكة كهرباء، لكن لا يُسمح له بإنشاء محطة طاقة». ويأتي عرض إسلامي في حين نفت طهران خلال الأيام الأخيرة حصولها على مبادرات أو حلول وسط، من بينها مقترح عُماني لوقف تخصيب اليورانيوم لمدة 6 أشهر أو 3 سنوات، مقابل تخفيف العقوبات الأميركية في إطار اتفاق مؤقت.

نزاع التخصيب

واختلفت إيران والولايات المتحدة بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم، فواشنطن تَعدّه وسيلة محتملة لتطوير أسلحة نووية وتطالب بوقفه نهائياً، بينما تصر طهران على أن تخصيبها اليورانيوم خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه. وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأربعاء، إن بلاده «لا تمزح» بشأن تخصيب اليورانيوم، مرجحاً تحديد موعد الجولة الجديدة من المفاوضات مع واشنطن خلال أيام. واحتج عراقجي على ما نشره السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، بيتر ماندلسون، على منصة «إكس» بشأن تأييده مواقف المسؤولين الأميركيين بخصوص وقف البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم. وقال ماندلسون الثلاثاء في ندوة للمجلس الأطلسي بواشنطن: «منذ الثورة الثيوقراطية، لم تكن إيران في وضع أضعف مما هي عليه الآن. إنها منهكة من العقوبات الاقتصادية، ومنهكة من الضربات القاسية التي تعرضت لها جماعاتها الوكيلة، وأضعف بسبب تنامي الرأي العام، خاصة بين الشباب، الذي يبتعد عن النظام. إيران ضعيفة. لكنها لا تزال تحتفظ بمنشآت تخصيب يمكن أن تنتج... قنبلة نووية. وهذا أمر لا يمكننا قبوله»، وقال: «يجب على إيران وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم». وأضاف: «لذا فإن بريطانيا تدعم بقوة مبادرة الرئيس الأميركي للتفاوض على إزالة منشآت التخصيب والمنشآت المرتبطة بها في إيران. نحن ندعم ما يقوم به ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، في مفاوضاته التي تحرز بعض التقدم». وقال عراقجي إن «إيران مستمرة بحسن نية في التفاعل متعدد الأطراف مع بريطانيا وباقي الأعضاء الأوروبيين في الاتفاق النووي، حتى في ظل عدم رغبة الولايات المتحدة في إشراكهم بمسار المفاوضات الحالي». وأضاف: «إذا كان موقف بريطانيا هو فرض (صفر تخصيب) في إيران، وهو انتهاك صريح لمعاهدة حظر الانتشار النووي والتزامات بريطانيا بصفتها عضواً في الاتفاق، فلن يبقى موضوع للنقاش بيننا بشأن الملف النووي».

«تفتيش صارم»

وبينما بدا أن المحادثات تسير في طريق مسدود في ظل تأكيد الولايات المتحدة مراراً أنه لا ينبغي السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم إطلاقاً وتأكيد طهران أن هذا خط أحمر لأن التخصيب هو حقها غير القابل للتنازل عنه، صرح رافاييل غروسي، مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التابعة للأمم المتحدة، بأن سد هذه الفجوة ليس مستحيلاً. وقال: «أعتقد أن هناك على الدوام حلاً. ليس من المستحيل التوفيق بين وجهتي النظر». وأشار إلى أن المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة «لا تزال نتائجها غير محسومة»، لكنه وصف استمرارها بأنه «مؤشر إيجابي»، وفقاً لوكالتي «أسوشييتد برس» و«رويترز». وقال غروسي للصحافيين في فيينا: «في الوقت الراهن، الحكم لا يزال معلقاً. لا يمكننا الجزم بما إذا كان سيُتوصل إلى اتفاق أم لا». وأشار غروسي إلى تواصله شبه اليومي مع وزير الخارجية الإيراني، بالإضافة إلى محادثاته مع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وأعرب عن اعتقاده أن «مسار المحادثات يعكس رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق، وهو أمر ممكن في حد ذاته». وأبدى تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، حتى مع الخلافات بشأن مسألة التخصيب، مشيراً إلى أن «الوكالة» قدّمت «بعض الاقتراحات» للطرفين، دون الكشف عن تفاصيلها. وأضاف أن أي اتفاق مستقبلي يتطلب إجراء «تحقيق دقيق وصارم» من قبل «الوكالة الدولية» في البرنامج الإيراني؛ «يجب أن يكون شرطاً أساسياً، وأنا متأكد من أنه سيكون كذلك لأنه يعني التزاماً جدياً للغاية من جانب إيران لفهم وضعه الحالي بعد سنوات من القيود التي فرضتها طهران على عمليات التفتيش». وقال غروسي: «أدعو زملائي الإيرانيين دائماً إلى الشفافية المطلقة. وهم يؤكدون لي أن السلاح النووي يخالف الدين الإسلامي، وأنا أقول لهم: (حسناً؛ هذا تصريح أقدره، ولكن في هذا المجال يجب إثبات ذلك، ويجب التحقق منه». ومع ذلك لم يُشر غروسي إلى ضرورة استئناف إيران تنفيذ البروتوكول الإضافي، وهو اتفاق بين الوكالة والدول الأعضاء يُوسع نطاق إشراف الوكالة ليشمل عمليات تفتيش مفاجئة للمواقع غير المعلنة. وطبقته إيران بموجب اتفاق عام 2015 حتى انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018.

وأوقفت إيران العمل بالبروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار في فبراير (شباط) 2021، في بداية عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. ورداً على سؤال بشأن إذا كان يقصد تطبيق البروتوكول، قال غروسي «أنا عملي جداً»، وأضاف أن هذا لم يكن موضوعاً في المحادثات. ورغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست جزءاً من المحادثات، فإنه على تواصل مع الجانبين بمن فيهم المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف. وقال غروسي: «لا أعتقد أنهم يناقشون الأمر بهذه الطريقة. لا أرى أن النقاش يدور حول المعايير القانونية الواجب تطبيقها أو عدم تطبيقها. أميل إلى عدّ هذا أمراً أكثر تخصصاً». وأفاد غروسي بأن ماسيمو أبارو، نائب مدير «قسم الضمانات» في «الوكالة»، موجود في طهران حالياً، وهو المكلف إرسال المفتشين لمراقبة البرنامج النووي الإيراني. وتفيد «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بأن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة سلاحاً نووياً التي تخصّب اليورانيوم عند نسبة 60 في المائة، وهو مستوى عالٍ؛ أي إنها باتت قريبة من نسبة 90 في المائة الضرورية لصنع سلاح نووي، مشيرة إلى أنها تواصل تخزين المواد الانشطارية بكميات كبيرة. وكان الاتفاق المبرم عام 2015 يحد من نسبة تخصيب اليورانيوم من جانب إيران عند مستوى 3.76 في المائة. وقبل تصريحات غروسي، وجّه قائد «الحرس الثوري»، الجنرال حسين سلامي، تحذيراً حاداً إلى الولايات المتحدة، قائلاً: «أصابعنا على الزناد، ونحن في كمين وننتظر. إذا ارتكبوا خطأً، فسيتلقون ردوداً فورية تجعلهم ينسون ماضيهم تماماً». وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال غروسي، في حوار صحافي، إن «الوكالة» تجري تفتيشاً دورياً للمنشآت النووية الإيرانية، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى «شكوك بشأن مناطق رمادية، وكثيراً من الأنشطة الإيرانية». وأبدى غروسي قلقه من تداعيات أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية. محذراً بأن ذلك «لن يؤدي بالضرورة إلى حل جذري، بل قد يُشعل صراعاً أوسع». ولم تستبعد إسرائيل توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، في حين يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أن أي محادثات يجب أن تؤدي إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وكرر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تهديده بشن ضربات جوية تستهدف البرنامج النووي الإيراني في حال إخفاق التوصل إلى اتفاق، بينما حذر مسؤولون إيرانيون باحتمال سعي بلادهم إلى امتلاك سلاح نووي باستخدام مخزونهم من اليورانيوم.

 

إعدام مهندس إيراني بتهمة «التجسس» لحساب إسرائيل

لندن - طهران/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

أعلنت السلطة القضائية في إيران تنفيذ حكم الإعدام في رجلٍ بتهمة «التجسس» لصالح إسرائيل، وقالت أسرته إنه «مهندس»، ووصف مسار محاكمته بأنه«ملئ بالغموض والأخطاء». وأفادت وكالة «ميزان»، المنصة الإعلامية للسلطة القضائية، أن بدرام مدني اعتقل في 2020، بتهم تتعلق بـ«التجسس لحساب جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)» و«الحصول على الأموال بطريقة غير مشروعة، من خلال تلقي عملات أجنبية نقدية أوروبية (يورو) وعملات رقمية (بيتكوين)».وقال القضاء الإيراني: «بعد تحديد الهوية والتوقيف والإجراءات القضائية في حق بدرام مدني، الذي كان يتجسس لحساب الكيان الصهيوني، وبعد استكمال المسار القضائي، وتثبيت الحكم من جانب المحكمة العليا، نُفّذ حكم الإعدام به»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية». بدورها، أفادت «ميزان» بأنه «استناداً إلى الوثائق الموجودة»، حاول مدني نقل معلومات سرية، من بينها «أماكن ومبانٍ تحتوي على تجهيزات بنى تحتية»، إلى ضابط في الموساد عبر اتصال آمن، وكذلك أشارت إلى عقد اجتماعات مع عناصر من «الموساد» في الخارج، ولا سيما بروكسل. وقالت السلطة القضائية إنه سافر إسرائيل، قبل توقيفه في الفترة 2020-2021. وأُدين كذلك بـ«الإثراء غير المشروع»، من خلال تلقّيه المال باليورو والبيتكوين من إسرائيل. وأضافت الوكالة أن مدني «أُدين بـالتجسس لحساب استخبارات الكيان الصهيوني»، بعدما وُجّهت إليه تُهمتا «الحرابة» و«الإفساد في الأرض» وحُكم عليه بالإعدام. ولم تحدد السلطات الإيرانية القطاع أو القطاعات التي اتهم المدني بالتجسس عليها، فيما أفادت أسرته بأنه كان يعمل مهندساً، دون توضيح طبيعة عمله بشكل أدق. وكانت والدة مدني قد نفت صحة الاتهامات. وقد قالت في رسالة عبر الفيديو إن «الملف مليء بالغموض والأخطاء». وقالت إن ابنها «كان شديد الإيمان ومخلصاً لوطنه». ونشرت الناشطة نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، الفيديو عبر حساب على منصة «إكس». وقالت إن ملف مدني «مليء بالمخالفات القانونية».وطالبت والدة مدني من القضاء بإعادة النظر في قضية ابنها «المليئة بالغموض والإشكالات»، وأن ينقض الحكم ليمنح ابنها فرصة الاستمرار في الحياة. وأشارت إلى أن ابنها «كان لديه محامٍ معين من قبل المحكمة، وقد نقض حكمه مرة واحدة في المحكمة العليا، لكنه أُدين مجدداً بالإعدام من قبل قاضٍ في المحكمة الأولى». ونقل مدني الأحد من سجن إيفين إلى سجن قزل‌ حصار، وتم إبلاغ عائلته بالتوجه إلى السجن للقيام بزيارة أخيرة. وبدورها، ذكرت «منظمة حقوق الإنسان في إيران»، ومقرها أوسلو، أنه تم نقض حكم الإعدام الصادر بحق مدني 3 مرات في المحكمة العليا، لكن في كل مرة، قامت بإصدار حكم الإعدام مجدداً. ووجّه الفرنسي أوليفييه غروندو، الذي كان محتجزاً في سجن إيفين لنحو 3 سنوات، رسالة عبر الفيديو باللغة الفارسية، طالب بوقف تنفيذ حكم الإعدام، قائلاً إن «مدني من بين 20 آخرين تعرف عليهم في الزنانة، ونقلوا تحت تهديد الإعدام إلى سجن قزل حصار».

وفي أبريل (نيسان) الماضي، أعدمت إيران محسن لنغرنشين، البالغ 34 عاماً، بتهمة مساعدة إسرائيل على اغتيال العقيد في «الحرس الثوري» الإيراني صياد خدايي، الذي قُتل برصاص شخصين على دراجة نارية، أثناء عودته إلى منزله في طهران، مايو (أيار) 2022. وتتهم إيران باستمرار إسرائيل بالقيام بعمليات سرية داخل أراضيها، تشمل هجمات على برنامجها النووي واغتيال علماء.

 

خطة إسرائيلية لطرد عرب من الداخل بدعوى عملهم مع السلطة الفلسطينية والمقصودون بذلك هم ليسوا فقط منفذي العمليات بل أيضاً أهاليهم ومن يتعاطف معهم

تل ابيب/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ورئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست، أوفير كاتس، في بيان مشترك الأربعاء، إطلاق المشروع الذي بادر إليه اليمين المتطرف بقيادة إيتمار بن غفير، ويقضي بسحب الجنسية الإسرائيلية أو الإقامة من أي فلسطيني (عرب الداخل) يُدان بتنفيذ عملية، وكذلك من يتعاطف معه. وقال البيان إن إسرائيل «ستبدأ بطرد 4 أسرى من المواطنين الفلسطينيين المذكورين»، ولكنها «بدأت إجراءات ضد مئات آخرين». وأضاف: «بعد أكثر من سنتين، رفض خلالهما مسؤولون في جهاز الأمن تطبيق مشروع القانون، أوعز وزير الدفاع كاتس بنقل المعلومات المطلوبة من أجل تطبيق مشروع القانون وبدء الطرد من دولة إسرائيل».

ماذا تعني الإجراءات؟

والقانون المذكور جاء تعديلاً على «قانون المواطنة»، و«قانون الدخول إلى إسرائيل، وصودق عليه في 15 فبراير (شباط) 2023، وأيده 95 عضو كنيست وعارضه 10 أعضاء فقط». وكان بن غفير، دعا إلى تلك التعديلات، لكن عضو الكنيست من حزب الليكود، حانوخ ملفيتسكي، سبقه إلى طرح الفكرة كقانون. وبموجبه «يقوم وزير الداخلية الإسرائيلي بسحب الجنسية أو المواطنة من منفذ العمليات الإرهابية ومن أي فرد في عائلته علم مسبقاً بخطته لتنفيذ عملية، أو عبر عن تأييد أو تماثل مع العملية أو امتدحها أو شجع على تنفيذها، وبإمكان الوزير الإيعاز بطرده إلى الخارج أو إلى أراضي السلطة الفلسطينية». وفي حينه، تحفظت المستشارة القضائية للحكومة عليه، وحذر خبراء في القانون الدولي من أن القانون يلحق ضرراً بإسرائيل في المجتمع الدولي، ولهذا السبب امتنعت المخابرات الإسرائيلية عن تنفيذه. وبحسب مؤسسة «ميزان» لحقوق الإنسان فإنه «سيكون هناك إشكالية في التقدم بهذا القانون وتطبيقه». وقال مدير مؤسسة «ميزان»، المحامي عمر خمايسي، إن القانون يعكس أكثر الأجواء التي تعيشها إسرائيل في ظل حالة الاتجاه إلى التشدد والتطرف، وخصوصاً في ظل هذه الحكومة التي توصف بالأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ إسرائيل، والتي صادقت على عدّة قوانين عنصرية لقوننة الجرائم بحق الفلسطينيين. لذلك، فإن مبادرة الوزير كاتس إلى إطلاق تنفيذ القانون، رغم أنف المخابرات، ولإقدامه على إصدار بيان مشترك مع رئيس الائتلاف، تشير إلى حسابات أخرى بعيدة عن الحسابات الأمنية. فهذا إجراء سياسي جاء ليخدم الليكود في صفوف اليمين ويخدم كاتس الوزير وكاتس رئيس الكتلة بشكل شخصي في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود، التي بدأ الحراك فيها بشكل حثيث في الأسابيع الأخيرة. محاولات أخرى ضد الفلسطينيينوهناك عدة محاولات تشريعية أخرى ضد الفلسطينيين ينوي أقطاب اليمين طرحها تمهيداً للانتخابات القادمة، التي يفترض أن تجري في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2026، وربما يتم تبكيرها. وترمي هذه المبادرة إلى تقليص تأثير العرب على الحياة السياسية في إسرائيل، بتقليل عددهم من جهة وتخفيض التمثيل العربي في الكنيست من جهة ثانية. والحجة التي يتذرعون بها لذلك هي نفسها التي تستخدم لسحب المواطنة، «التعاطف مع الإرهاب». ومع أن مثل هذه المحاولات جرت في الماضي، لكن «محكمة العدل العليا» أسقطتها، في غالبية الحالات. لكن الأجواء اليمينية العنصرية المستفحلة في إسرائيل منذ تولي حكومة اليمين المتطرف الحكم، توحي بتغيير في القضاء أيضاً. ويخشى خبراء القانون العرب من أن ترضخ المحكمة العليا للهجمة العصرية. فالجهاز القضائي، الذي كان دائماً يميز ضد العرب، يقف حالياً أمام هجمة شرسة من الحكومة لإضعافه. ومن المستبعد أن يظل قوياً ضد اليمين، وأن يضعف في الدفاع عن العرب وحقوقهم.

 

نتنياهو يعلن اغتيال محمد السنوار

تل أبيب/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

آأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام الكنيست اليوم (الأربعاء)، اغتيال الجيش الإسرائيلي قائد «حماس» في غزة محمد السنوار. ومحمد السنوار هو أحد أهم المطلوبين في تل أبيب، والشقيق الأصغر لزعيم «حماس» الراحل يحيى السنوار. وأكد مصدران فلسطينيان، قبل أسبوع، لـ«الشرق الأوسط» أن محمد السنوار، قائد «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، قُتل برفقة قيادات أخرى من الكتائب في نفق تحت الأرض في القصف الذي استهدفه في محيط المستشفى الأوروبي في شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة. وفي حديثه أمام الكنيست، أدرج نتنياهو السنوار في قائمة قادة «حماس» الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية. وتمت ترقية محمد السنوار إلى الصف الأول في قيادة «حماس» بعد أن قتلت إسرائيل شقيقه يحيى في معركة بالحرب الدائرة في غزة. وكان يحيى السنوار المدبر لهجوم «حماس» على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 قبل أن يعين زعيما للحركة بعدما قتلت إسرائيل سلفه إسماعيل هنية في إيران. وبقي محمد السنوار طوال الحرب على غزة هدفاً مهماً لإسرائيل، على الرغم من أنها لم تعلن رسمياً أنها استهدفته تحديداً طوال 18 شهراً من المعارك؛ الأمر الذي تتعزز معه الصورة الرائجة عن الرجل بصفته مُجيداً للتخفي، وأنه «هدف صعب الرصد». وعلى الرغم من 13 سنة تمثل الفارق العمري بين يحيى المولود عام 1962، وشقيقه محمد المولود عام 1975؛ فإنهما ارتبطا بوثاق انطلق من الأخوة إلى أن بلغ رفقة السلاح في «حماس» وقيادة دفتها سياسياً وعسكرياً.

 

«حماس» تعلن التوصل لاتفاق مع ويتكوف على إطار وقف دائم لإطلاق النار

غزة/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

أعلنت حركة «حماس»، اليوم الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على إطار عام يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وأضافت الحركة في بيان أن الاتفاق يتضمن تدفق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق. وذكر البيان أن الاتفاق يشمل أيضاً إطلاق سراح عشرة من المحتجزين الإسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الاتفاق سيكون بضمان الوسطاء، وأن الحركة تنتظر الرد النهائي على هذا الإطار. كان المبعوث الأميركي قد قال لشبكة «سي إن إن»، يوم الاثنين، إن اتفاقاً بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة مطروح حالياً على الطاولة، وحث «حركة حماس» على قبوله، مؤكداً على أن الاتفاق المطروح يتضمن مساراً لإنهاء الحرب. وأوضح ويتكوف أن الاقتراح يتضمن إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء ونصف القتلى مقابل وقف إطلاق نار مؤقت قبل بدء المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، لكنه رفض تحديد مدة الهدنة المؤقتة، وهي النقطة التي تمثل قضية رئيسة في المفاوضات.

 

الاتحاد الأوروبي يشدد لهجته حيال إسرائيل... فهل تتحول الأقوال أفعالاً؟

بروكسل/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

شدد قادة دول الاتحاد الأوروبي لهجتهم حيال إسرائيل، خلال الأسبوع الحالي، بعد عمليات قصف جديدة حصدت مئات الفلسطينيين في قطاع غزة، لكن يبقى معرفة التأثير الملموس لهذا التغيير في اللهجة. بدا الأمر جلياً، أول من أمس الاثنين، مع انتقاد ألمانيا، وهي حليف دائم لإسرائيل، تكثيف إسرائيل هجومها على قطاع غزة، مع إعلان مستشارها فريدريش ميرتس أنه لم يعد يفهم هدف جيشها، وحذر من أنه لن يتمكن بعد الآن من دعم حكومة بنيامين نتنياهو. وقال: «الطريقة التي تضرر جراءها السكان المدنيون، كما هي الحال بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، لم يعد ممكناً تبريرها بمحاربة إرهاب (حركة) (حماس)». وبفعل الأحداث التاريخية التي أدّت إلى مقتل نحو ستة ملايين يهودي بيد النازية، تعدّ برلين أن أمن إسرائيل هو من مقتضيات أمن الدولة في ألمانيا. وجدتْ لهجة برلين الصارمة الجديدة صدى، أمس، في بروكسل، حيث وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورسولا فون دير لاين هجمات الأيام الماضية على البنية التحتية المدنية في غزة، بأنها «بغيضة» و«غير متكافئة».ووصف دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي هذه اللهجة بأنها «قوية وغير مسبوقة» من رئيسة المفوضية، التي انحازت لإسرائيل منذ هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أشعل حرب غزة.

ورأى المسؤول أن التفسير لذلك هو «تغيير ميرتس للموقف» في بروكسل. وقال جوليان بارنز داسي، رئيس برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في بودكاست للمركز البحثي: «شهدت الأسابيع الأخيرة تحولاً ملحوظاً للغاية»، معتبراً أن ذلك يعكس «تغيراً جذرياً في الرأي العام الأوروبي». لكن تحويل الأقوال أفعالاً مسألة أخرى تماماً.

انقسامات طويلة الأمد

رفضت ألمانيا، المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، الدعوات إلى وقف مبيعات الأسلحة لحكومة نتنياهو. لكن وفي تهديد غير مباشر، أمس، حذّر وزير خارجيتها يوهان فاديفول، إسرائيل، من تجاوز الحدود. وقال: «ندافع عن سيادة القانون في كل مكان، وكذلك عن القانون الإنساني الدولي. وعندما نرى انتهاكاً له سنتدخل بالطبع، ولن نوفر أسلحة تمكّن من ارتكاب المزيد من الانتهاكات». لطالما واجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في التأثير على الصراع في الشرق الأوسط بسبب الانقسامات الطويلة الأمد بين الدول الداعمة لإسرائيل، وتلك التي تعدّ الأكثر تأييداً للفلسطينيين. وكان الاتحاد الأوروبي أعلن الأسبوع الماضي إطلاق مراجعة لتحديد ما إذا كانت إسرائيل تلتزم بمبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة أيدتها 17 دولةً من أصل 27 في التكتل. وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم، إنها تأمل في عرض خيارات بشأن الخطوات التالية على وزراء الخارجية في اجتماعٍ يعقد في 23 يونيو (حزيران) في بروكسل. يتطلب تعليق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل إجماعاً بين الدول الأعضاء، وهو ما يراه دبلوماسيون أمراً مستحيلاً. وكانت برلين من بين عواصم الاتحاد الأوروبي التي عارضت حتى مراجعة الاتفاق، وكذلك إيطاليا. لكن بارنز دارسي رأى أن هناك «احتمالاً لأن تفرض أغلبية مؤهلة من الدول بعض القيود» بموجب الشق التجاري من الاتفاق. ويعد التكتل أكبر شريك تجاري لإسرائيل؛ إذ بلغت قيمة تجارة السلع 42.6 مليار يورو في عام 2024. وبلغت تجارة الخدمات 25.6 مليار يورو في عام 2023. وأكد دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هناك دعم كاف لهذه الخطوة، التي تتطلب تأييد 15 دولة عضواً، تمثل 65 في المائة من سكان الاتحاد. واعتبرت خبيرة شؤون الشرق الأوسط في مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني كريستينا كوش أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحول في السياسة الأوروبية. وأوردت: «حتى مراجعة اتفاقية الشراكة مجرد مراجعة. ما يهم هو العمل». في هذا الوقت، يتزايد الزخم لتكثيف الضغط على إسرائيل من دول تعد الأكثر انتقاداً لإسرائيل مثل إسبانيا وبلجيكا وآيرلندا. وقال وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفو: «رأيي الشخصي هو أن الأمر أشبه بإبادة جماعية»، موضحاً: «لا أعلم ما الفظائع الأخرى التي يجب أن تحدث قبل أن نجرؤ على استخدام هذه الكلمة». وتواجه إسرائيل اتهامات متزايدة بارتكاب «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين، أعربت عنها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وعدد متزايد من الدول وفنانون من العالم بأسره، وتنفي إسرائيل قيامها بذلك. وقد تكون الخطوة الملموسة المقبلة هي اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية، مع سعي فرنسا إلى المضي قدماً بذلك قبل مؤتمر دولي في يونيو المقبل. وتساءل بارنز دارسي: «هل سيكون لذلك تأثير فوري؟ على الأرجح كلا»، لكنه تدارك: «أعتقد أنه سيكون له تأثير إذا أدركت إسرائيل أنها لم تعد تتمتع بالحرية التي كانت لها لفترة طويلة».

 

الأمم المتحدة: غزة «أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض»

نيويورك/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأربعاء، قطاع غزة بأنه «أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض»، محذراً من أن الوقت ينفد بسرعة كبيرة «والأرواح تزهق كل ساعة». ونقل موقع «أخبار الأمم المتحدة» عن المتحدث باسم المكتب يانس لاركيه قوله إن المنظمة الدولية لديها ما يقرب من 180 ألف منصة نقالة من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة جاهزة لدخول غزة. وأضاف: «يمكننا إدخال المساعدات فوراً، وعلى نطاق واسع، ما دام كان ذلك ضرورياً»، مؤكداً على أن الأمم المتحدة لديها كل ما تحتاجه داخل غزة لإيصال المساعدات إلى المدنيين بأمان. وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 60 طفلاً بالقطاع توفوا جراء سوء التغذية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 54 ألفاً حتى الآن، بحسب أحدث إحصاءات للوزارة. ونشرت الوزارة مؤشرات وصفتها بأنها «كارثية تعصف بالمشهد الصحي والإنساني» في القطاع بعد مرور 600 يوم على بداية الحرب، بما في ذلك خروج 22 مستشفى من الخدمة من أصل 38. ومن جانبها، عدّت موفدة الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط أمام مجلس الأمن الدولي أن فلسطينيي قطاع غزة الذين ينزلقون أكثر فأكثر «إلى الهاوية»، يستحقون «أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة». وقالت سيغريد كاغ إن «مدنيي غزة فقدوا أي أمل. بدلاً من أن يقولوا: إلى اللقاء، إلى الغد، يقول فلسطينيو غزة اليوم: نلقاكم في الجنة... فالموت هو رفيقهم. لا الحياة ولا الأمل. سكان غزة يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة. إنهم يستحقون مستقبلاً نابضاً بالحياة».

 

آيرلندا ستمضي قدماً في حظر التعامل التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية

دبلن/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

أقرّت الحكومة الآيرلندية، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يحظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية التي تُعدُّ جميعها كيانات غير قانونية في نظر المجتمع الدولي، في خطوة غير مسبوقة بالنسبة لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الآيرلندية لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ «الحكومة وافقت على المضيّ قدماً في تشريع يحظر تجارة السلع مع المستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة... والحكومة تعدُّ هذا التزاماً بموجب القانون الدولي». كان مجلس الوزراء الآيرلندي أعلن رسمياً في وقت سابق من اليوم دعمه لصياغة تشريع يتعلق بتقييد التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم أن التعاملات التجارية بين آيرلندا والمستوطنات الإسرائيلية محدودة للغاية، أوضح رئيس الوزراء مايكل مارتن أن هذه «خطوة رمزية» تأتي في أعقاب اعتراف آيرلندا الرسمي، العام الماضي، بدولة فلسطينية، إلى جانب عدد صغير من الدول الأوروبية الأخرى.

وقال وزير الخارجية الآيرلندي، سايمون هاريس، إن مشروع القانون، الذي سيحظر استيراد السلع من المستوطنات، سيخضع للنقاش من قبل لجنة برلمانية في الأسابيع المقبلة. ومن المقرر بعد ذلك أن يخضع مشروع القانون النهائي للتدقيق البرلماني قبل التصويت عليه في مجلسي الشيوخ والنواب، ومن المرجح أن يتم ذلك في وقت لاحق من هذا العام. وقال هاريس: «من نواحٍ عديدة، يُعد هذا إجراءً صغيراً، لكن ينبغي لجميع الدول بذل كل ما في وسعها لزيادة الضغوط وتهيئة الظروف التي تفضي إلى وقف لإطلاق النار»، مضيفاً أنه يأمل أن تتخذ دول أخرى إجراءات مماثلة. تأتي هذه الخطوة بعد أن أوقفت بريطانيا، الأسبوع الماضي، محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل، وأعلنت فرض عقوبات جديدة على مستوطنين بالضفة الغربية. وأعلن الاتحاد الأوروبي أيضاً، الأسبوع الماضي، مراجعة اتفاقية شراكة تنظم علاقاته السياسية والاقتصادية مع إسرائيل، وهي خطوة اقترحتها آيرلندا وإسبانيا معاً لأول مرة قبل ما يزيد على عام. وكان أحد المشرّعين الآيرلنديين المستقلين أول من وضع مشروع قانون يحد من التجارة مع المستوطنات في الأراضي التي تحتلها إسرائيل لأول مرة في عام 2018، لكن الحكومة آنذاك عرقلته قائلة إن الاتحاد الأوروبي، وليس الدول الأعضاء، هو المسؤول عن السياسة التجارية للاتحاد. غير أن الحكومة قالت، أواخر العام الماضي، إن رأياً استشارياً صدر عن أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في يوليو (تموز)، مفاده أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية غير قانوني، ما سيسمح لها بالمضي قدماً في هذه المسألة.

 

600 يوم على حرب غزة... أرقام وحقائق صادمة لواقع مأساوي

صحة غزة: طفل قتيل كل 40 دقيقة وسيدة كل 60 دقيقة

غزة: «الشرق الأوسط»/28 أيار/2025

بعدما أتمّت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 600 يوم، لا يزال سكانه يكابدون معاناة هي الأقسى منذ عقود، يذوقون فيها كل يوم مرارة الفقد والموت والتدمير والتجويع، وذهاب أطفال نتيجة سوء التغذية. وعلى الرغم من أن الحياة في القطاع قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كانت مليئة بظروف اقتصادية صعبة، مع اعتماد أكثر من 80 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية، لكن المأكل والمشرب والعمل... كلها كانت أموراً متاحة للسكان بسهولة أكبر مما عليه الحال حالياً. كانت هناك أزمات كهرباء ونسبة بطالة عالية، لكن ليس بنفس سوء الوضع الحالي.

فما إن بدأت الحرب على القطاع، حتى أجبرت القوات الإسرائيلية أهله على النزوح من مناطق سكنهم. ولم تكتفِ بالقصف الجوي والمدفعي والبحري، بل تعمدت تدمير البنية التحتية، بما في ذلك مصادر الماء والكهرباء والمنازل والمباني وغيرها، في خطوة هدفت في الأساس إلى إعادة غزة للعصر الحجري.

أحياء غزة

كانت في العديد من مناطق قطاع غزة أحياء راقية يقطنها من يُطلق عليهم أصحاب الطبقة العليا، كما كان هناك الكثير من الأبراج والعمارات السكنية التي تم تعميرها على مدار سنوات، وتسكنها طبقات من المتوسطة إلى العليا، لكن كل هذه المناطق، ومنها أحياء الرمال، وتل الهوى، والنصر، والكرامة، والمخابرات، والمشتل، والعودة، تحولت إلى أكوام من الركام. كانت تلك الأحياء تنبض قبل الحرب بالحياة، كانت عامرة بالمطاعم والمقاهي والمتنزهات والمحال التجارية التي تعرض أفخم الماركات العالمية، لكنها جميعاً أصبحت لا تضم سوى خيام تؤوي نازحين. ومن بين هذه الخيام نبتت مقاهٍ بسيطة تقدم مشروبات خفيفة، لكن عملها متقطع لا يدوم بسبب نقص الاحتياجات الأساسية.

وهناك أحياء أخرى ظلت لسنوات وعقود رمزاً لقطاع غزة، مثل الشجاعية والزيتون، وكانت توجد بلدات ومخيمات، مثل بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، وصولاً إلى مخيمات الوسط وخان يونس وبلداتها الشرقية ورفح التي كان يُطلق عليها البعض «عاصمة التجارة الحرة»، قبل أن تتحول جميعها إلى خرابة بعد تعمُّد هدم مبانيها ومنازلها، بالقصف الجوي تارة، وبالنسف باستخدام أطنان من المتفجرات تارة أخرى. وتشير إحصائيات حكومية غير نهائية إلى أن نسبة الدمار الشامل وصلت إلى 88 في المائة. ربما كان التدمير في بعض فترات الحرب عشوائياً؛ لكنه في معظم الفترات، وخاصةً بعد أول اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 والذي استمر سبعة أيام فقط، أصبح أكثر منهجية من خلال تدمير شامل تضاعف وتكثف خلال آخر ثلاثة أشهر سبقت هدنة مؤقتة دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) 2025. غلب الركام والدمار على مشاهد الأحياء والمخيمات والبلدات المختلفة في قطاع غزة، فنادراً ما يوجد منزل سليم؛ فمن بين كل عشرة منازل هناك منزلان فقط يصلحان للسكن بعد إجراء إصلاحات بسيطة، بينما الأخرى إما متضررة ضرراً بالغاً وإما مدمَّرة بالكامل. وخلال فترة وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية في يناير الماضي، عاد الغزيون لمناطق سكنهم، ونصبوا خيامهم فوق الركام وفي الساحات، لكن سرعان ما تبدد وقف إطلاق النار بعد نحو شهرين، ليعاودوا النزوح من مكان إلى آخر تحت نيران القصف المتجدد. أما شواطئ القطاع التي كانت تعج بالمصطافين والاستراحات والمطاعم والمقاهي وصالات الأفراح، فقد تحولت، خاصةً في مناطق الوسط والجنوب، إلى أماكن لاستيعاب مئات الآلاف من النازحين الذين أقاموا في خيام وسط ظروف بالغة القسوة. وبات ميناء غزة في الأسابيع القليلة الماضية ساحة كبيرة من آلاف الخيام بعد نزوح سكان الشمال. وفي أحيان، كانت هذه الشواطئ - خاصة في شمال القطاع ومدينة غزة - مسرحاً للعمليات العسكرية تمر عبره القوات الإسرائيلية وتستخدمه ممراً لدخولها وخروجها.

رأساً على عقب

جاءت الحرب فقلبت واقع حياة الغزيين رأساً على عقب، ومع اختفاء مصادر المياه النظيفة، اضطروا في مرات عديدة لشرب مياه لا تصلح حتى للاستهلاك الآدمي، ما تسبب بأزمات صحية وبيئية خطيرة، خاصةً في مناطق النزوح، مثل مواصي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة. ومع الانقطاع الكامل للكهرباء، باتوا يعتمدون على ما يتوفر من طاقة شمسية لدى بعض المقتدرين منهم، الأمر الذي فتح لهؤلاء تجارة، ليست دائمة ولا بالكبيرة، لكنها تجلب لهم جزءاً من قوت يومهم. واختفت غالبية أنواع الطعام؛ وبعدما كان من النادر أن ينام أحد جائعاً في السابق، لا تجد الآن الغالبية - صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً - ما يسد رمقهم.

ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأربعاء، قطاع غزة بأنه «أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض»، محذراً من أن الوقت ينفد بسرعة كبيرة، «والأرواح تزهق كل ساعة». وخلال فترات الحصار المتكرر في الحرب، فقد أكثر من 60 طفلاً حياتهم نتيجة سوء التغذية، فيما تُوفي 242 بسبب نقص الغذاء والدواء، كما تؤكد إحصائية لمكتب الإعلام الحكومي بغزة التابع لـ«حماس».

تعليم في مهب الريح

ضاع التعليم في قطاع غزة مثلما ضاعت أشياء كثيرة، فأصبح الطلاب بلا مدارس أو معاهد أو جامعات، وتحولوا من دارسين إلى مشردين أو منتظرين في طوابير طويلة أملاً في الحصول على لقمة طعام أو شربة ماء لهم ولأهليهم. وتحول القليل الذي بقي من المدارس والجامعات لمراكز إيواء لم تسلم هي الأخرى من القصف بمن فيها، وحاصرت القوات الإسرائيلية مباني تعليمية أخرى وعملت على تجريفها بعد اقتحامها واعتقال من بداخلها أو إجبارهم على النزوح في أعقاب التحقيق معهم. ووفقاً لإحصائيات متطابقة من مصادر مختلفة، فقد نحو 13 ألف طالب حياتهم خلال الحرب التي حاولت إسرائيل من خلالها إنشاء جيل جديد بغزة لا يعرف القراءة أو الكتابة؛ لكن سرعان ما تدارك المعلمون وبعض المنظمات الشبابية والدولية ذلك، فصنعوا من الخيام والصفيح صفوفاً يذكّرون بها الجيل الصاعد بمناهج الدراسة، لكن القصف كان يلاحقهم في كل مرة، الأمر الذي صعَّب من مهمتهم. وبحسب الإحصائيات، دمرت القوات الإسرائيلية 149 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية كلياً، و369 جزئياً، وقتلت 800 من المعلمين والكوادر التربوية.

توسيع دائرة الاستهداف

لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على استهداف المسلحين أو عناصر «حماس» وحسب، بل طالت عامة المدنيين في منازلهم أو خيامهم، إضافة إلى أطباء وصحافيين وأكاديميين، فقُتل المئات منهم في هجمات مباشرة. وتشير إحصائيات متطابقة إلى أن 1581 من الكوادر الطبية قُتلوا خلال الحرب، فيما قُتل أكثر من 220 صحافياً، وأكثر من 150 عالِماً وأكاديمياً من أصحاب العلوم المميزة في جامعات غزة. وبحسب وزارة الصحة في غزة، خرج 22 مستشفى من أصل 38 من الخدمة، وأصبح رصيد 47 في المائة من قائمة الأدوية الأساسية، و65 في المائة من قائمة المستهلكات الطبية صفراً. ولا يعمل حالياً سوى 30 مركز رعاية أولية من أصل 105 مراكز، وتوفي 41 في المائة من مرضى الفشل الكلوي خلال الحرب.

الضحايا

لا يكاد يخلو منزل في قطاع غزة من شخص فُقد ضحية لقصف هنا أو هناك، أو جريح أصيب، أو أسير، أو مفقود لا يُعرف مصيره. آخر الإحصائيات كما تعلن وزارة الصحة بغزة تفيد بمقتل 54 ألفاً و84 فلسطينياً وإصابة أكثر من 123 ألفاً آخرين منذ السابع من أكتوبر 2023، ولا يزال آلاف الضحايا في عداد المفقودين. وتشير بيانات الوزارة إلى أن إسرائيل ارتكبت «14 ألف مجزرة بغزة، وتسببت بمسح 2483 عائلة من السجل المدني بالكامل»، فيما بقيت 5620 عائلة ليس بها إلا ناجٍ واحد. ووفقاً للإحصائية ذاتها، يسقط طفل قتيل كل 40 دقيقة، وسيدة كل 60 دقيقة. كما تشير إلى مقتل 16854 طفلاً منذ بداية الحرب بواقع 31.5 في المائة من أعداد الضحايا، مشيرةً إلى أن من بين هؤلاء 931 طفلاً كانت أعمارهم أقل من عام واحد. وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأن أكثر من 950 طفلاً قتلوا في غضون شهرين فقط، فيما كانت قد أشارت سابقاً إلى أن نحو 50 ألف طفل قُتلوا وأُصيبوا منذ بداية الحرب.

«حماس» قبل الحرب وبعدها

قبل الحرب، كانت حركة «حماس» قوية تبسط سيطرتها على القطاع حكومياً وعسكرياً وسياسياً، لكن الأمر اختلف بعد هجومها المفاجئ في السابع من أكتوبر 2023، فمرت بالكثير من المنعرجات، وحالات ضعف ثم قوة ثم ضعف. ارتبط هذا بطرق الاستهداف الإسرائيلي لقياداتها وكوادرها، والذي بقي لأشهر ضعيفاً غير قادر على اغتيال أو قتل أبرز قياداتها والوصول إليهم. غير أن إسرائيل تمكنت من القضاء على أبرز الوجوه، خاصةً في أعقاب استئناف الحرب في 18 مارس (آذار) الماضي، وشن أكبر الهجمات وأخطرها على الحركة، والتي يقول كثيرون إنها أضعفتها فعلياً بعد سلسلة اغتيالات مؤثرة.

وطوال فترة الحرب، كانت لدى «حماس» القدرة على توفير رواتب لموظفيها وعناصرها من مختلف المستويات الحكومية والعسكرية والتنظيمية، ولو بالحد الأدنى؛ لكن منذ استئناف الحرب، لم تعد قادرة على ذلك، وباتت تجد صعوبة بالغة في توفير أي مبالغ مالية بسيطة لهم. وأصبحت الحركة تعاني فراغاً إدارياً ومالياً، حتى على المستوى العسكري وتوفير القدرات اللازمة لعناصرها؛ لكنها ما زالت تحاول إظهار تماسكها من خلال عمليات تنفذها بين الفينة والأخرى ضد القوات الإسرائيلية، وإن لم تكن بذات الزخم السابق. وفعلياً، فقدت «حماس» قدرتها على إدارة الوضع الحكومي بغزة؛ كضبط الأسعار في الأسواق، أو القدرة على حماية المساعدات أو ضبط اللصوص وغير ذلك. وباتت الحركة تعمل فعلياً بشكل غير منظم تنظيماً كاملاً.ومع هذا، لا تزال الحركة متماسكة في بعض المناطق، لكن ليست بذات القوة التي كانت تتمتع بها من قبل، ما سهَّل على خصومها أمر انتقادها، بل التهجم عليها علناً، والخروج بمسيرات ضدها، وهو ما لم يكن معهوداً من قبل.

 

محلل تركي :"تركيا ليست بحاجة لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا لمواجهة إسرائيل" و"روسيا تنقل قاعدة حميميم الى مطار القامشلي"

نيوز124/28 أيار/2025

وأضاف أتاجان خلال مشاركته في برنامج هذا المساء الذي تقدمه لورين وهبي ان :"الزيارة جاءت لسببين، الأول نقل مطار حميميم الى مطار قامشلي شرقي الفرات، القوات الروسية مستمرة من يومين بنقل المعدات وعناصرها، الى مطار القامشلي، فروسيا تدعم لحزب الاتحاد الديموقراطي والوحدات الشعبية الكردية ، وهذا الدعم بسبب انه لا تزال خلافات بين النظام السوري الجديد وروسيا". إذن ، تركيا ستدخل على الخط لسببين، الأول، تحسين العلاقة بين النظام السوري الجديد وروسيا، وثانيا، لا تريد ان تكون روسيا الى جانب قوات سوريا الديموقراطية، او الى جانب قسد ضد الحكومة الجديدة في سوريا، وحتى ضد التدخل التركي الذي يمكن ان يكون في حال لم تتمكن القوات السورية من حسم المشاكل التي تعيشها الان، مع قوات سوريا الديموقراطية شرقي الفرات، كما سيتم التطرق الى الملق الاوكراني الذي تتوسط فيه تركيا"

واستبعد امكانية ان تبحث تركيا عن دعم سياسي روسي في سوريا، وقال :"تركيا لا تحتاج موافقة روسيا لبناء قواعد، كما انها لا تحتاج الى قواعد عسكرية لضرب اسرائيل من تركيا، وهذا سيعرضها للخطر، والقواعد التركية ستقام بغرض تدريب القوات السورية"

 

الاتحاد الأوروبي يرفع 24 هيئة سورية من تجميد الأصول والموارد الاقتصادية...فرض حزمة عقوبات على شخصين وثلاثة كيانات لصلتهم بموجة العنف في الساحل

بروكسل: شوقي الريّس/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

رفع الاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية عن سوريا، اليوم (الأربعاء)، في محاولة لدعم عملية التحوُّل وتعافي البلاد، بعد الإطاحة بالرئيس السابق، بشار الأسد. الخطوة تأتي تتويجاً لسلسلة من التطورات المتسارعة التي أملاها القرار الأميركي برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا. وقد أعلن بدء سريان الإجراءات القانونية لرفع معظم العقوبات التي كان فرضها على النظام السوري السابق، وقرّر تمديد تلك المفروضة على أشخاص وكيانات على صلة بنظام الأسد، مضيفاً إليها عدداً من الأسماء والجهات، حتى مطلع يونيو (حزيران) من العام المقبل. وجاء في البيان الذي صدر، الأربعاء، عن المجلس الأوروبي، تعقيباً على قرار مجلس وزراء الخارجية الذي كان أكد، الثلاثاء، الموقف السياسي الذي أعلنه الاتحاد في 20 مايو الحالي، أن الدول الأعضاء قرَّرت رفع جميع العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على سوريا، باستثناء تلك التي لها صلة بصون أمن الشعب السوري والحفاظ على الاستقرار.

وكان المجلس قد أصدر بيانه السياسي، بعد أسبوع من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع العقوبات عن سوريا، تحت عنوان «دعم الشعب السوري لإعمار سوريا جديدة وجامعة وتعددية وسلمية». وتتضمّن التدابير القانونية التي اتخذها الاتحاد شطب 24 هيئة من القائمة الأوروبية للكيانات الخاضعة لتجميد أصولها ومواردها الاقتصادية، وفي طليعتها المصرف المركزي السوري وعدد من الشركات الناشطة في قطاعات حيوية لإنعاش الاقتصاد السوري، مثل إنتاج النفط وتكريره، والنقل والخدمات الصحية، وإنتاج القطن والاتصالات والمؤسسات الإعلامية. وأفاد مصدر مسؤول في المجلس الأوروبي بأن الاتحاد قرر أيضاً فرض حزمة جديدة من العقوبات، في إطار النظام الأوروبي الشامل للعقوبات التي لها صلة بحقوق الإنسان، في أعقاب موجة العنف التي شهدتها بعض مناطق الساحل السوري، في مارس (آذار) الماضي. وقال المصدر إن هذه العقوبات تندرج في سياق حرص الاتحاد على المساءلة ودعم انتقال سلمي للسلطة في سوريا، وتشمل هذه العقوبات شخصين وثلاثة كيانات يُنتظر الكشف عن هويتهم عند نشر البيان في الجريدة الرسمية للاتحاد. كما أعرب المجلس عن مواصلة متابعة التطورات الميدانية في سوريا، واستعداده لفرض المزيد من العقوبات والتدابير التقييدية ضد الذين ينتهكون حقوق الإنسان، ويحرِّضون على زعزعة الاستقرار في سوريا. وكانت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية، كايا كالّاس، وصفت قرار المجلس بأنه «الخطوة الصحيحة في هذا الظرف التاريخي، لتقديم الدعم الأوروبي الفعلي من أجل تعافي سوريا وانتقال السلطة السياسية، بما يحقق طموحات جميع السوريين». وقالت كالّاس إن الاتحاد الأوروبي وقف بجانب الشعب السوري طيلة 14 عاماً، وسيستمر في دعمه، مؤكداً التزامه أن يكون شريكاً لسوريا من أجل عملية انتقال تساعد الشعب السوري على الوحدة والسلام والإعمار. ومن جهته، شكر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الاتحاد والدول الأعضاء على ما أطلق عليه «انتصاراً تاريخياً» برفع العقوبات عن بلاده.

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي سارع، بعد أسابيع قليلة من سقوط النظام السابق، إلى تخفيف بعض التدابير التي كان قد فرضها على سوريا، وذلك من أجل تسهيل إعادة التواصل الرسمي مع دمشق والقطاعات الاقتصادية السورية. ويقول مسؤولون في المجلس الأوروبي والمفوضية إن رفع العقوبات عن سوريا ليس «شيكاً على بياض» يعطيه الاتحاد للنظام الجديد، وإن الخطوات الأوروبية لمساعدة هذا النظام ودعم جهوده لإعمار سوريا، تبقى مرهونة بما يقدم عليه من تدابير وإجراءات، خصوصاً فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان وحماية جميع الأقليات. وكان اجتماع المجلس الأوروبي في 20 من الشهر الحالي، قد شهد مداخلات من بعض وزراء خارجية الاتحاد شددت على ضرورة وضع النظام الجديد «تحت المراقبة»، خصوصاً الإجراءات التي يتخذها لمحاسبة الجهات التي تحرّض على العنف وزعزعة الاستقرار، وربط المساعدات بالتجاوب مع الوفاء بالوعود التي قطعها لصون الحريات وتحقيق المساواة بين جميع الأقليات من حيث مشاركتها الفاعلة في إدارة شؤون الدولة. في المقابل، دعا آخرون إلى إعطاء النظام الجديد «مهلة معقولة» لإرساء سلطته، ودعمه لتحقيق الاستقرار وتثبيته، ثم مساءلته وفقاً للشروط التي تم التوافق عليها في المؤتمر السنوي لدعم الشعبي السوري، التي كان وزير الخارجية، أسعد الشيباني، التزم بها خلال مشاركته الأخيرة في مجلس وزراء خارجية الاتحاد.

 

الرياض وواشنطن تبحثان دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً

الرياض/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

استقبل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، في الرياض، الأربعاء، مبعوث الولايات المتحدة الأميركية إلى سوريا توم برّاك. وجرى خلال الاستقبال بحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، وتقديم العون والمساندة له في هذه المرحلة.  وكشفت المباحثات التي أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع، في تركيا، الأحد، مع مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى سوريا سفير الولايات المتحدة في أنقرة، توماس برّاك، عن توافق واسع في الكثير من القضايا. وأشاد برّاك بأجواء المباحثات مع الشرع في إسطنبول التي حضرها من الجانب السوري وزير الخارجية، أسعد الشيباني، وركزت في جانب كبير منها على سبل تنفيذ قرار الرئيس الأميركي الخاص برفع العقوبات المفروضة على سوريا في عهد نظام بشار الأسد. ومنحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إعفاءات شاملة لسوريا من العقوبات في خطوة أولى كبيرة صوب تحقيق تعهد ترمب بإنهاء العقوبات المفروضة منذ نصف قرن على سوريا التي عصفت بها حرب أهلية استمرت 13 عاماً. وكان إجراء صادر عن وزارة الخارجية قد ألغى لمدة ستة أشهر مجموعة من العقوبات الصارمة التي فرضها الكونغرس عام 2019. كما أوقف إجراءً صادراً عن وزارة الخزانة بتطبيق العقوبات على أي شخص يتعامل مع مجموعة من الأفراد والكيانات السورية، بما في ذلك البنك المركزي السوري. أعلن السفير الأميركي لدى تركيا توم برّاك، الجمعة، توليه منصب المبعوث الخاص إلى سوريا، مع سعي إدارة الرئيس دونالد ترمب لرفع العقوبات عن دمشق.

 

مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط»: دمشق منهمكة بجداول زمنية لاستثمار رفع العقوبات

خطاب الشرع من حلب يعوّل على أن التحسن الاقتصادي مدخل لـ«حل الملفات القلقة»

دمشق: سعاد جروس/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

من مدينة حلب عاصمة الاقتصاد والشمال السوري أعلن الرئيس أحمد الشرع، إطلاق مرحلة إعادة الإعمار، وقال: «حربنا مع الطغاة انتهت وبدأت معركتنا ضد الفقر»، داعياً السوريين إلى الانخراط في معركة البناء، فقد أصبح «الطريق ممهداً» بعد رفع العقوبات الاقتصادية الدولية وإنهاء سنوات العزلة.

تصريح الشرع الذي جاء خلال فعالية «حلب مفتاح النصر» يعكس تعويل السلطة السورية على التحسن الاقتصادي مدخلاً لحل الملفات الداخلية القلقة، أبرزها العلاقة بين دمشق ومحافظة السويداء وإعادة الاستقرار إلى مناطق الساحل، والتجاوزات والانتهاكات والتصرفات غير المنضبطة التي تحصل في الشارع العام في مناطق متفرقة وتشيع القلق.

الساحل والملفات القلقة

مصادر في الحكومة أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن القيادة السورية منهمكة الآن بوضع جداول زمنية للاستفادة من فرصة الـ«180» يوماً لتعليق العقوبات الأميركية والدفع باتجاه رفع نهائي للعقوبات. كما تتمسك بحل الملفات الداخلية القلقة بالحوار للتوصل إلى حلول توافقية تضمن وحدة البلاد، لافتة إلى تحقيق لجان السلم الأهلي إلى «نتائج جيدة في مناطق الساحل السوري»، وبدء عودة الحياة طبيعية في تلك المناطق. المصادر شددت على أن هناك عملاً حثيثاً للحد من الانتهاكات والخطف والأعمال الانتقامية التي تحصل، ليس فقط في مناطق الساحل، بل في مناطق أخرى أيضاً، وأن المسؤولين يتطلعون إلى أن يكون للمشاريع الاستثمارية الكبيرة التي ستقام في مناطق الساحل، دور حاسم في حل المشاكل الاجتماعية والأمنية التي نجمت عن تسريح الموظفين والعسكريين. كما أن «تحسن الوضع الاقتصادي ومكافحة الفقر سيسهمان في استقرار البلاد عموماً»، وبعد 14 عاماً من الحرب يعيش أكثر من 85 في المائة من السوريين تحت خط الفقر. وفيما يتعلق بتأزم الأوضاع في محافظة السويداء وتقديم المحافظ مصطفى بكور استقالته. رأت المصادر أن مواقف الغالبية في السويداء من قادة فصائل محلية وزعامات روحية ومجتمع مدني «مطمئنة»، وأن الحكومة السورية التي سبق ووافقت على 80 في المائة من مطالب محافظة السويداء تبدي الآن موافقة كاملة على المطالب. إلا أن من يخرب على الاتفاق بين السلطات الجديدة ومحافظة السويداء، طرف واحد في السويداء ما زال متردداً في إتمام الاتفاق، ربما «يراهن على تمسك دمشق بالحل السياسي واستبعاد المواجهة أو أي حل عسكري»، بحسب المصادر القريبة من الحكومة في دمشق، التي أكدت «مواصلة الحوار مع غالبية الأطراف والفعاليات في السويداء التي ترفض فوضى انتشار السلاح وتطالب بتفعيل الضابطة العدلية». وحول إمكانية عودة المحافظ مصطفى بكور إلى السويداء (بعد تعرضه لحادث أمني من بعض الخارجين عن القانون)، أشارت إلى أن أمر استقالته «لم تبت القيادة فيه بعد». اللقاء التشاوري في السويداء بحضور شيخ العقل يوسف جربوع وقائد حركة رجال الكرامة الشيخ يحيى الحجار وقيادات لواء الجبل في مضافة آل أبو عسلي الذي أكد على ضرورة تفعيل الضابطة العدلية بدعم من الفصائل المحلية والمجتمع المدني (السويداء الآن) اللقاء التشاوري في السويداء بحضور شيخ العقل يوسف جربوع وقائد حركة رجال الكرامة الشيخ يحيى الحجار وقيادات لواء الجبل في مضافة آل أبو عسلي الذي أكد على ضرورة تفعيل الضابطة العدلية بدعم من الفصائل المحلية والمجتمع المدني (السويداء الآن)

وكان رجال دين وزعماء ووجهاء محليون في السويداء قد دعوا في لقاء تشاوري عقد في مضافة آل أبو عسلي، يوم الاثنين، إلى اجتماع عام على مستوى المحافظة للاتفاق على صيغة وطنية جامعة من المتوقع عقده خلال الأيام القليلة المقبلة. وحدَّد المجتمعون جملة المطالب العامة ببنود رئيسة، هي تأييد ودعم انتشار وتمركز كل من «حركة رجال الكرامة» و«لواء الجبل» و«تجمع أبناء السويداء» داخل مدينة السويداء، لملء الفراغ الأمني وبسط الأمن والاستقرار والحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة، لحين تفعيل الضابطة العدلية وقوى الأمن الداخلي من أبناء السويداء، ولضمان إرساء الأمن في أرجاء المدينة كافة من حماية المدنيين وترسيخ السلم الأهلي. كما جرى التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم وكل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي. وقد حضر اللقاء الشيخان يوسف جربوع، وقائد حركة رجال الكرامة الشيخ يحيى الحجار إلى جانب قيادات من لواء الجبل، وعمائم الجبل.

في سياق متصل، دعت نقابة الأطباء ونقابة المهن الصحية في السويداء إلى وقفة تضامنية، الخميس، للتعبير عن رفض: «الخضوع للسلاح المنفلت وزعران البلد»، حسب تعبير بيان طالب بمنع دخول أي قطعة سلاح إلى حرم المشافي، ومحاسبة أي شخص يتطاول على الكوادر الطبية وإخضاعه للعقوبات القانونية وتعزيز دور شرطة المشفى والضابطة العدلية لمنع هذه التجاوزات. وتحاول الحكومة السورية الاستفادة من الدعم العربي والانفتاح الغربي والأميركي ورغبة واشنطن في فرض الاستقرار بالمنطقة, وحسب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، فإن واشنطن اتخذت خطوات عدة لتنفيذ رؤية الرئيس ترمب لشرق أوسط مزدهر، وسوريا مستقرة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها. وقالت بروس في مؤتمر صحافي، الأربعاء، إن «الولايات المتحدة تتعاون مع شركائها الإقليميين والعالميين لفتح الاستثمارات في سوريا»، لافتة إلى أن رفع العقوبات «سيعزز هدفنا الرئيس وهو هزيمة تنظيم (داعش) نهائياً من خلال منح الشعب السوري فرصة لمستقبل أفضل».

 

مقابل هذا الشرط ، إندونيسيا مستعدة لإقامة علاقات مع إسرائيل

نيوز124/28 أيار/2025

أعلن الرئيس فرابوو سوبيانتو أن بلاده، ذات الأغلبية المسلمة الأكبر في العالم، ستعترف بإسرائيل وتطور علاقاتها الدبلوماسية معها، لكنه اشترط الاعتراف بدولة فلسطينية. قال الرئيس الإندونيسي فرابوو سوبيانتو اليوم (الأربعاء) إن إندونيسيا، الدولة ذات الأغلبية المسلمة الأكبر في العالم، مستعدة للاعتراف بإسرائيل وفتح علاقات دبلوماسية معها إذا اعترفت  بدولة فلسطينية. وأوضح الرئيس سوبيانتو "يتعين علينا الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة ذات سيادة، وضمان احتياجاتها الأمنية".

 

زيلينسكي يقترح اجتماعاً ثلاثياً مع ترمب وبوتين

كييف: «الشرق الأوسط»/28 أيار/2025

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في إطار سعيه لدفع موسكو لإيقاف عمليتها العسكرية التي بدأت قبل ثلاث سنوات. وسارع الكرملين، الأربعاء، إلى استبعاد عقد هذا الاجتماع، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات «متينة». وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «اجتماعاً كهذا يجب أن يكون نتيجة اتفاق متين يتوصل إليه الوفدان» الروسي والأوكراني. كما سبق للرئيس الروسي أن رفض الدعوات للقاء زيلينسكي في تركيا في وقت سابق هذا الشهر فيما أفاد الكرملين. في الأثناء، أعرب الرئيس الأميركي عن انزعاجه من بوتين وزيلينسكي لفشلهما في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. وقال زيلينسكي في تصريحات نُشرت الأربعاء: «إذا لم يكن بوتين مرتاحاً لاجتماع ثنائي، أو إذا كان الجميع يفضلون أن يكون الاجتماع ثلاثياً، فلا مانع لدي. أنا مستعد لأي صيغة». وأكد أنه «مستعد» لاجتماع بين «ترمب، بوتين وأنا»، داعياً واشنطن إلى فرض حزمة عقوبات مشددة على قطاعي الطاقة والمصارف الروسيين. وقال: «ننتظر العقوبات من الولايات المتحدة الأميركية». وأضاف زيلينسكي: «أكد ترمب أنه ما لم تتوقف روسيا، فسيتم فرض عقوبات. ناقشنا جانبين رئيسين معه: الطاقة والنظام المصرفي. هل سيكون بإمكان الولايات المتحدة فرض عقوبات على هذين القطاعين؟ أرغب كثيراً في أن يتم ذلك». وبدا الرئيس الأوكراني في وقت سابق وكأنه ممتعض من واشنطن لعدم إعلانها عقوبات جديدة على موسكو بعدما رفضت روسيا مناشدة غربية منسقة لوقف فوري لإطلاق النار. ووفي نهاية الأسبوع، وصف ترمب الرئيس الروسي بـ«المجنون» بعدما أدت موجة قصف روسي كبيرة إلى مقتل 13 شخصاً في أنحاء أوكرانيا. وواصل التنديد بالرئيس الروسي أمس (الثلاثاء). وقال على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»: «ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا تدخلي، لكانت حدثت الكثير من الأمور السيئة للغاية لروسيا»، مضيفاً: «إنه يلعب بالنار!».

روسيا «تحشد» قواتها

ورغم الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة على مدى أشهر، لا يبدو الطرفان أقرب للتوصل إلى اتفاق يضع حداً للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات وتسبب بها الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022. وقُتِل عشرات آلاف الأشخاص وتعرّض الجزء الأكبر من شرق أوكرانيا وجنوبها لدمار كبير، في حين بات الجيش الروسي يسيطر على نحو خُمس الأراضي الأوكراني، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. وتم تعليق الرحلات في مطارات موسكو الدولية الثلاثة لساعات خلال الليل بسبب القصف، حسب ما أفادت السلطات. وذكرت أوكرانيا أن روسيا أطلقت أكثر من 900 مسيَّرة خلال ثلاثة أيام حتى الاثنين. وقتل 13 مدنياً في هجمات الأحد، بينهم ثلاثة أطفال. وميدانياً، أفاد زيلينسكي بأن روسيا «تحشد» أكثر من 50 ألف جندي عند خط الجبهة حول منطقة سومي الحدودية (شمال شرق)، حيث سيطر الجيش الروسي على عدد من القرى في وقت يسعى لإقامة ما وصفه بوتين بأنه «منطقة عازلة» داخل الأراضي الأوكرانية. وأعلنت روسيا الأربعاء سيطرتها على قرية في منطقة سومي. وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأن قواتها سيطرت على قرية كوستيانتينيفكا القريبة من حدودها بعدما أعلنت الاثنين سيطرتها على قريتين في هذه المنطقة. كذلك، لفت زيلينسكي إلى أن أوكرانيا لم تتسلم بعد «مذكرة» وعدت بها روسيا بشأن مطالبها فيما يتعلق بالسلام.وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، أنه سيتم قريباً إعلان تفاصيل الجولة الثانية من المفاوضات. واتّهمت أوكرانيا روسيا بتعطيل عملية السلام بعد أول محادثات مباشرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بين مفاوضين من الجانبين عُقدت في إسطنبول في وقت سابق هذا الشهر. ومن المقرر أن يزور زيلينسكي ألمانيا الأربعاء لعقد محادثات مع المستشار فريدريش ميرتس الذي تعهّد تقديم دعم كبير لكييف في حربها ضد روسيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل تؤثر الانتخابات البلدية في لبنان على الاستحقاق التشريعي المقبل؟....«القوات» متقدّماً على «التيار» في الشارع المسيحي

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

عاد التنافس الحاد بين الحزبين المسيحيين البارزيْن في لبنان، «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، ليستعر، بعد انتخابات بلدية شهدت معارك قاسية في المناطق ذات الغالبية المسيحية؛ إذ تقاسم الطرفان، إلى جانب قوى وأحزاب أخرى، مئات البلديات، بعد تحالفات بدت «هجينة» في بعض المناطق، فيما كان الانقسام العوني - القواتي واضحاً في مدن أخرى، كجزين (الجنوب) وجونيه (جبل لبنان) وشكا (الشمال) وزحلة (الشرق) وغيرها. وبدأ الحزبان قراءة متأنية لنتائج الاستحقاق البلدي ليضعا على أساسها خططهما لخوض الانتخابات النيابية، في مايو (أيار) 2026، التي يُرجح أن تشهد معارك شرسة، في ظل الصراع القواتي - العوني للاستحواذ على الأكثرية المسيحية. وفيما خرج القواتيون مؤخراً، وبالتحديد بعد فوزهم بانتخابات زحلة، ليتحدثوا عن «تسونامي قواتي» انطلق بلدياً وسيُستكمل نيابياً، أكد رئيس «التيار»، النائب جبران باسيل، بعد فوزه بمعركة جزين، أن حزبه «لا يزال القوّة الكبرى، ويتنافس كما دائماً هو و(القوات) على الناخبين»، معتبرا أن الحديث عن «تسونامي قواتي» غير صحيح: «وسيظهر ذلك في الاتحادات. (التيار) لم ينتهِ، بل هو أقوى بكثير».

«القوات» يتقدم مسيحياً

يُعدّ مدير مركز الاستشراف للمعلومات، عباس ضاهر أن «فوز (حزب القوات) في بشري وزحلة، وبلدات أخرى في مختلف المناطق المسيحية، يضع (التيار الوطني الحر) في المرتبة الثانية؛ حيث تقاسم المناطق التي فاز فيها مع شخصيات سياسية، في عكار والبقاع وبلدات في كل أقضية جبل لبنان وجزّين». ولفت ضاهر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(التيار) أظهر قوته الشعبية، بفعل تكتيك سياسي جديد يتبعه النائب جبران باسيل، عبر صياغة تحالفات مع الزعامات أو الشخصيات المسيحية التقليدية في المناطق». ويرى ضاهر أن «(تيار المردة) استعاد بدوره تمثيله التقليدي لقضاء زغرتا، في مشهد يعطيه الاندفاعة من جديد لخوض الانتخابات النيابية بارتياح لم يكن متوافراً له في الانتخابات الماضية»، معتبراً أن «آخر الناجحين في الأحزاب المسيحية نسبياً هو حزب (الكتائب) الذي فشل في معظم المناطق، باستثناء المتن، حيث لم يستطع تأمين نجاح مرشحته لرئاسة اتحاد البلديات». ويوضح ضاهر أن «(حزب الكتائب) لم يتراجع عملياً عما كان عليه أساساً، لكن خطابه السياسي أوحى، خلال الفترة الماضية، بأنه سيحقّق مكاسب شعبية لم تظهر». ويضيف: «توحي كل المعطيات والنتائج في الانتخابات البلدية والاختيارية بأنه لا زعامة واحدة للمسيحيين، وأن التوجُّه هو لبقاء الأحزاب الأربعة المذكورة، إضافة إلى شخصيات وقيادات محلية تستطيع عبر التحالف مع الأحزاب أن تستمر في تمثيل مناطقها. وهنا، تبرز الحاجة المتبادلة بين الأحزاب وتلك الشخصيات، لتحقيق الفوز الانتخابي. وعلى هذا الأساس، يستمر لبنان في لعبة التوازنات القائمة، بحيث لا يستطيع فريق أن يكسر فريقاً، ولا يدّعي وحده تمثيل المسيحيين في لبنان».

التحالفات عامل حاسم نيابياً

ويوافق الخبير الانتخابي، أنطوان مخيبر، على أن «(حزب القوات اللبنانية) أظهر تفوقاً على غيره»، معدِّداً أكثر من سبب لذلك، أبرزها تراجع «التيار الوطني الحر» الذي فقد جزءاً من حضوره الشعبي بعد انتخابات 2022، بسبب أداء قيادته السيئ وتراجع الثقة به لدى المسيحيين وعدم قدرته على نسج تحالفات جيدة، وهذا أعطى مجالاً لـ(القوات) لاختيار تحالفاتها بطريقة مدروسة، مما مكّنها من الفوز بعدد من المعارك في البلديات والمدن الكبرى، كما أن هذا التقدُّم ساعد حلفاءها على العودة إلى الساحة والظهور مجدداً، مثل (الكتائب اللبنانية)».ويشدد مخيبر في حديث لـ«الشرق الأوسط» على أن «ما يجب التنبّه له هو أن التحالفات التي قامت بها بعض القوى لم تكن طبيعية في كثير من المناطق. وقد سعت معظم الأحزاب لانتصارات معنوية، لأن ذلك يخدمها شعبياً قبل أقل من عام على موعد الانتخابات النيابية». ويرى مخيبر أن «التحالفات في الانتخابات البلدية لن تنسحب بالضرورة على تلك النيابية؛ فهي تتبدل وتتغير، لأن الأداء السياسي يختلف عن الأداءَيْن المحلي والمناطقي».

 

اعتداءات على «اليونيفيل» تحرج لبنان وتضعف مطلبه بتجديد مهامها

البعثة الأممية: أي تدخّل في أنشطة جنود حفظ السلام غير مقبول

يوسف دياب/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

ارتفعت في الأيام والأسابيع الأخيرة وتيرة الاعتداءات على قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) من قِبَل أهالي بلدات جنوبية، بحجّة أن هذه القوات «تدخل أملاكاً خاصة بالأهالي من دون وجود الجيش اللبناني معها»، وهذا ما يحرج الدولة اللبنانية، خصوصاً أن هذه الحوادث تأتي قبل شهرين من موعد تمديد مهامها لسنة إضافية، وسط دعوات أميركية بإنهاء دورها والتلويح بوقف تمويلها. آخر المواجهات بين أبناء البلدات الجنوبية والقوات الدولية، وقعت الأربعاء في بلدة ياطر، حيث عمد أشخاص مدنيون إلى منع دورية من دخول البلدة، ومحاصرتها إلى حين تدخل الجيش اللبناني. وبرر الأهالي هذا الفعل بأن القوة الدولية التي منعت من التوغّل في البلدة «التفّت ودخلت من جهة أخرى وحاولت التمركز في مكان يقع مقابل موقع راميا الإسرائيلي». وقال المتحدث الرسمي باسم «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، إن «مجموعة من الرجال بملابس مدنية أوقفت صباح الأربعاء جنود حفظ السلام التابعين لـ(اليونيفيل) في بلدة ياطر، وذلك أثناء قيامهم بدورية مُخطط لها بالتنسيق مع الجيش اللبناني». وأضاف: «كان الوضع هادئاً، وتمكّن جنود حفظ السلام من مواصلة طريقهم بعد نحو ثلاثين دقيقة. وخلافاً لبعض التقارير الإعلامية، لم يُشهر جنود حفظ السلام أسلحتهم». وذكّر الجميع «بأن قوات حفظ السلام تعمل في جنوب لبنان بناءً على طلب الحكومة اللبنانية، وبتكليف من مجلس الأمن، وأن أنشطتنا تُنسّق مع الجيش اللبناني. وأي تدخّل في أنشطة جنود حفظ السلام أمرٌ غير مقبول ويتعارض مع التزامات لبنان بموجب (القرار 1701)».

مرافقة الجيش اللبناني

يبرر الأهالي اعتراضهم على أداء قوات «اليونيفيل»، بادعائهم أنها تقوم بأفعال تخرج عن نطاق صلاحياتها، إذ لا يصحّ لها أن تنفّذ دوريات إلّا بمؤازرة الجيش اللبناني، في وقت أوضح مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، أن «آخر تعديل طرأ على مهام (اليونيفيل) أجاز لها بالتحرك وتسيير دوريات على الطرق العامة والرئيسية من دون مؤازرة الجيش اللبناني». وأشار المصدر إلى أن «الإشكالات تحصل عندما تحاول القوات الدولية الدخول إلى أملاك خاصة أو بعض المنازل ومن دون تنسيق مسبق مع الجيش»، لافتاً إلى أن الجيش «دائماً يتدخّل بسرعة عند وقوع الإشكالات ويمنع أي اعتداء على القوات الدولية».

مدنيو جنوب لبنان

إشكال بلدة ياطر، وقع بعد ساعات على اعتراض دورية أممية دخلت الضاحية الجنوبية يوم الثلاثاء عن طريق الخطأ، وبعد أقل من أسبوع على حادثي اعتداء على هذه القوات، الأول في بلدة الجميجية الجنوبية، والثاني ما بين بلدتي شقرا وعيناتا. ورفض الخبير العسكري والاستراتيجي العميد سعيد القزح «تحميل المدنيين في الجنوب مسؤولية الإشكالات مع (اليونيفيل)»، عادّاً أن «حزب الله» اعتاد استخدام الأهالي بوصفهم واجهة، والتذرع بأن مَن يعترض على أي عمل تقوم به الدولة اللبنانية أو قوات الطوارئ الدولية، هم الأهالي سواء كانوا رجالاً أو نساءً أو أطفالاً ويدفع بهم إلى الواجهة. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الحوادث المتكررة تأتي للتغطية على حدثٍ ما أو مهمة ما يقوم بها (حزب الله) ولا يريد لقوات الطوارئ أن تكتشفه أو تكون شاهدة على ذلك». وقال: «هذه الحوادث لا ينفذها الأهالي المدنيون، بل كتيبة الاحتياط التي يحرّكها الحزب لقطع الطريق على دوريات الطوارئ، مرة بحجة أن الجيش لا يرافقها، ومرة بحجة أن عسكري ما قام بتصوير النساء أو المنازل، ودائماً بحجج واهية من أجل عرقلة وإعاقة مسارها، حتى يتدخل الجيش اللبناني لفض الإشكال، كسباً للوقت حتى يكون الحزب قد انتهى من العمل الذي يقوم به».

تجديد ولاية «اليونيفيل»

وتحمل هذه الحوادث المتلاحقة إشارات سلبية إلى المجتمع الدولي عشيّة موعد التجديد لهذه القوات في الأول من أغسطس (آب) المقبل لسنة جديدة، الذي يطالب به لبنان كلّ عام، واعتبر العميد القزح أن «هذه الإشكالات تبعث برسائل إلى الدول المنتمية إليها قوات (اليونيفيل)، بأن عناصرها يعملون في بيئة غير صديقة لهم، وعليهم الانصياع وعدم تخطي الحدود التي تحددها هذه البيئة، في عرقلة واضحة لتطبيق القرارات الدولية منذ عام 2006، وقد رأينا أن الحزب استطاع إعادة بناء نفسه منذ ذلك التاريخ، وحتى حرب الإسناد، دون أن تكتشف قوات الطوارئ الأعمال التي كان ينفذها الحزب، باستعماله الأهالي للتغطية على ما كان يقوم به من أعمال تحصين وبناء». الاعتداء الأخطر الذي تعرضت له «اليونيفيل» هذا العام، وقع على طريق مطار بيروت الدولي، حيث هاجم مناصرون لـ«حزب الله» موكباً للقوات الدولية منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي، وعمدوا إلى إضرام النار في إحدى مركبات القافلة ما تسبب في إصابة ضابطين أحدهما نائب قائد القوات الأممية المنتهية ولايته، ما استدعى مواقف دولية غاضبة، كما وصفت فرنسا الحادث بـ«جريمة حرب». وأسفر الحادث يومها عن توقيف أكثر من 20 شخصاً وإحالتهم إلى القضاء العسكري. وحذّر العميد سعيد القزح من «خطر سحب بعض الدول لوحداتها مما يعطي إسرائيل و(حزب الله) حرية الحركة دون مراقبة وتوثيق». وذكّر بأن «الفصل السادس من شرعة الأمم المتحدة يجيز لقوات حفظ السلام استعمال السلاح في حالة الدفاع عن النفس فقط، لذلك فإن أي خطر قد تتعرض له عناصر قوات الطوارئ يسمح لها بالدفاع عن نفسها، وهذا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ويستجر اعتداءات أخرى عليهم»، معتبراً أن «الهدف من تكرار هذه الحوادث هو إخضاع قوات الطوارئ إلى منطق (حزب الله) الذي يريد فرضه على قرار التجديد للقوات الدولية».

 

الانتخابات البلديّة ومؤشّراتها شيعيّاً

مروان الأمين/نداء الوطن/29 أيار/2025

جاءت الانتخابات البلديّة كي تشكّل مؤشّراً أوّليّاً مهمّاً للقوى السياسيّة قبل الانتخابات النيابيّة، إلّا أنّها لا تعكس بدقّة التوازنات الفعليّة، خصوصاً في البيئات السنيّة والمسيحيّة والدرزيّة، حيث تتداخل الاعتبارات العائليّة مع تحالفات محليّة متغيّرة ومتناقضة بين بلدة وأخرى. كذلك، فإنّ المتغيّرات السياسيّة في لبنان والمنطقة، وشكل التحالفات التي سينسجها كلّ فريق، سوف تلعب دوراً حاسماً في إعادة رسم المشهد الانتخابي لعام 2026 في هذه السّاحات. أمّا في البيئة الشيعيّة، فالوضع يختلف كلياً، حيث يحمل هذا المؤشّر دلالات أكثر وضوحاً، نظراً لثبات المشهد السياسيّ ووضوح الاصطفافات داخل هذه السّاحة.

لذلك، لا بدّ من فتح الباب أمام قراءة تشريحيّة للعوامل التي ساهمت في سيطرة "الثنائي" على المشهد الانتخابي، لا سيّما في ظلّ تداعيات الحرب الأخيرة وتراجع مشروع "محور الممانعة". أوّلاً، شكّل "عامل الدم والشهادة" والوفاء للسيّد حسن نصراللّه محوراً أساسيّاً في خطاب التعبئة الذي اعتمده "حزب اللّه" خلال الانتخابات. هذا البُعد الذي يحاكي الغريزة والعاطفة كان له الدور الرئيسي في تحفيز الجمهور، وفي تعطيل دور العقل في الاختيار على قاعدة مصلحة المواطن في الخدمات المحلية التي عادةً ما تُطرح في الاستحقاقات البلديّة، والتي فشل فيها "الحزب" فشلاً ذريعاً في معظم البلدات والقرى.

ثانياً، يستند "حزب اللّه" إلى إرثٍ متين من الأيديولوجيا الدينيّة المسلّحة، بُني على مدى أربعة عقود، والمدعومة بشبكة واسعة من الخدمات الصحيّة والتعليميّة والاجتماعيّة والماليّة، تُرصد لها موازنات بمليارات الدولارات. هذا النموذج ما زال قائماً رغم الهزيمة العسكرية والانتكاسة السياسية اللتين مُني بهما مؤخراً.

ثالثاً، على الرغم من تراجع فعاليّة دور "حزب اللّه" العسكري في مواجهة إسرائيل، إلّا أنه لا يزال يحتفظ بحضور أمني وسياسي قوي داخل لبنان. هذا النفوذ المتغلغل في مؤسّسات الدولة الأمنيّة والقضائيّة والخدماتيّة في مناطق نفوذه ينعكس بشكل مباشر على تفاصيل الحياة اليوميّة للناخبين الشيعة، ويعزّز شعورهم المستمرّ بسيطرته. رابعاً، ورغم حالة الغضب الشعبي من جرّاء تعثّر انطلاق عمليّة إعادة الإعمار، إلّا أنّ أحد الأسباب التي تساهم في إبقاء هذا الغضب محصوراً وغير معبّر عنه في الإعلام أو صناديق الاقتراع، يعود إلى الأمل الذي ما زال يراود الناس بإمكانية تعويضهم لاحقاً، ما يدفعهم إلى تجنّب الخروج عن ولاء "الحزب". خامساً، يُضاف إلى ما سبق، غياب بديل سياسيّ فعّال داخل البيئة الشيعيّة، حيث تفتقر المعارضة إلى القدرة التنظيميّة والمناخ الآمن للتحرّك. فكلّ محاولة للخروج عن سلطة "حزب اللّه" تُواجَه بالنبذ الاجتماعي والتضييق الاقتصادي واتهامات بالتخوين والعمالة، ما يعقّد مهمّة بلورة بديل جدّي، ويُرسّخ هيمنة "الثنائي الشيعي" على التمثيل السياسي في الطائفة.

كما اختلفت دلالات الانتخابات البلديّة في البيئة الشيعيّة عن باقي المكوّنات اللبنانيّة، كذلك الأمر يمكن تفسير التراجع في نسب المشاركة عند الشيعة بشكل مختلف عن أسبابه لدى باقي المكوّنات. على الرغم من الحملة التعبويّة المكثّفة التي ركّزت على رمزيّة "الدم والشهادة" والوفاء للسيد نصراللّه، إلّا أن نسبة التصويت انخفضت بنحو 10 % مقارنة بانتخابات عام 2016. هذا التراجع يُعدّ مؤشّراً على حالة من التململ والاعتراض الكامن داخل القاعدة الشعبيّة، وإن بقي في إطاره السلبيّ أي بالمقاطعة. فالاحتجاج، وإن كان صامتاً اليوم، يحتاج إلى ظروفٍ سياسيّة وأمنيّة واجتماعيّة مختلفة، وإلى مزيد من الوقت، كي يتحوّل إلى اعتراض إيجابيّ يُترجم فعلياً في صناديق الاقتراع.

 

هل صفقة يالطا بين إيران و"الإخوان" ممكنة؟

وليد فارس/اندبندنت عربية/28 أيار/2028

الخبراء في تاريخ الشرق الأوسط الحديث الذين يتابعون الحركات والتيارات الإسلامية والإسلاموية، وتلك التي يسميها الغرب "جهادية"، يتابعون عن قرب مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بصورة عامة ومرحلة ما بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام" على دمشق. وإحدى النقاط الرئيسة التي استوقفت ولا تزال خبراء أميركا حول المنطقة، كانت عن العلاقة الإقليمية بين "الخمينيين" و"الإخوان"، ولا سيما بعد سقوط البعث الأسدي في سوريا. تاريخياً الصراع قائم بين الجمهورية الإسلامية "الشيعية الإمامية" والسلفية "السنّية الخلافية" التي تتفرع إلى فروع متمايزة بما فيها "الإخوان المسلمون" والتكفيريون وغيرهم. وفي المعادلة التي نكتب حولها، وهي نظرية الآن، نركز على سيناريو واحد مطروح تحت الطاولة كاحتمال ولكن بدرجة موضوعية أعلى من الفوارق الأيديولوجية. فبعض التحليل الاحتمالي أنتج سيناريو بعيداً من واقع اليوم ولكنه بصفة الممكن إذا اصطفت العوامل. وتلخيص هذا السيناريو أن النظام الإيراني الحالي والمنظومة "الإخوانية" الواسعة من الممكن أن يصلا إلى نقطة تقاطع استراتيجي تسمح لهما بالتلاقي على أهداف إقليمية ومحلية مرحلية قد يرتكز على نقاط عدة. النقطة الأولى أن المعسكرين متمسكان بأجنداتهما الخاصة على المدى البعيد وأن كلاً منهما قادر على اجتياز النفق الدولي الذي يمثله حالياً دونالد ترمب برئاسته للولايات المتحدة وقوة أميركا الخارقة عالمياً، فالقيادة الخمينية دخلت في آلية المفاوضات المتواصلة وغير المتناهية مع الإدارة الحالية عبر محاور تفاوضية عدة وهي أولاً محادثات غزة لإرجاع الرهائن والبحث عن حلول شاملة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وهي لا تزال تراوح مكانها.

والنقطة الثانية هي محادثات وقف إطلاق النار في اليمن مع الحوثيين وهي أيضاً تتمدد في الوقت، وقبلها التشاور الضاغط لاستمرار وقف النار بين إسرئيل و"حزب الله" لمنع الجماعة اللبنانية من العودة لهذه الجبهة. ولكن الآلية الأكبر والأهم هي المفاوضات التي يقودها المبعوث ستيف ويتكوف مع القيادة الإيرانية حول الاتفاق النووي الموقع مع إدارة باراك أوباما عام 2015. وسنعود للمناورات الإيرانية لإيصال كل الأطراف المعنية بهذه المحادثات إلى توقيع شامل كبير يعد فيه "الخمينيون" بفتح باب للاستثمارات بتريليون دولار أو تريليونين تمتد إلى دول عدة. فتنتقل إيران من دولة محاصرة إلى شريك اقتصادي ومالي لأميركا كما هي الدول العربية الشريكة لواشنطن. وعندما تصل طهران، نظرياً، إلى هذا المستوى سيكون صعباً على الغرب أن يضعفها بالضغط العسكري.

في هذا الوقت ستعزز الكتلة الإسلاموية وضعها ونفوذها في سوريا بعدما جرى الاعتراف بها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومعظم الدول العربية، وتحظى دمشق بتسهيلات كبرى من قطر وتركيا وشبكات المصالح الرأسمالية. وستتجه أولويات الكتلة عبر جماعات "الإخوان" السياسية والمالية إلى دعم أحزاب وكتل وكيانات شبيهة في المنطقة داخل معظم الدول العربية. والسيناريو الافتراضي المطروح فيه احتمالان استراتيجيان مرتبطان بتطورات داخلية في الشرق الأوسط. السيناريو الأول هو تطور الكتلة "الخمينية" والكتلة "الإخوانية" باتجاه التراجع عن راديكاليتهما بفضل الاتفاقات المالية التي فاوضت عليها إدارة ترمب خلال عام 2024، أكانت في الخليج أو مع السلطة في سوريا. وهذه نظرية الحلقة الضيقة حول الرئيس في واشنطن وهي تتلخص في أن الصفقات المالية مع الراديكاليين ستشجع إيران و"الإخوان" على تطوير اقتصادهما، بعيداً من "الجهاد" العسكري والحربي باتجاه النمو والتطور السلمي. وتنبثق هذه الأطروحة من حلقات الأكاديميين المحافظين الماديين المؤمنين بالعامل الاقتصادي النفعي الذي بإمكانه، بحسب نظرتهم، أن يلغي الأيديولوجيا عبر تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، مما يفسر نظرية سياسة إنهاء الحروب عبر صفقات مع الراديكاليين ومن بينهم "الخمينيون" والإسلامويون السلفيون.

المدرسة الأخرى التي عزلها ترمب هي مدرسة "الأمن القومي" التي تشترط تغييراً داخل لمجتمعات كشرط للتعامل معها ونظرت إلى "الضغط الأقصى" على النظام في إيران وفكفكة الشبكات "الإسلامية والجهادية" في المنطقة. ولكن خيار ترمب الصفقاتي مع إيران وسلطة دمشق المنبثقة من "هيئة تحرير الشام" أقصى جماعة الأمن القومي عن السياسة الخارجية خلال الرحلة الحالية.

وفي هذا الإطار، إن استمر، من الممكن أن تخرج معادلة جديدة مستقبلية تقوم على أساس تفاهم الإسلاميين من المعسكرين المتقاتلين من طهران ودمشق، بوقف القتال أو المواجهة بينهما لأسباب استراتيجية أسمى وهي مصلحة "جهادية أعلى وأوسع". وتموقع كهذا للكواكب وإن كان حظه صغيراً يعتبر من الاحتمالات المطروحة لدى المحللين وله أمثلة في التاريخ، إذ إن المحاور المتواجهة وافقت على التفاهم ولكن من دون تعريض مصالحها للخطر. وفي هذه الحال واقعان قد يؤديان إلى توافق بين طهران ودمشق وعواصم أخرى من ورائهما، والتفاهم قد يشبه "اتفاق يالطا مشرقياً" كما حصل بين السوفيات والأميركيين في فبراير (شباط) عام 1945، إذ قسم الجباران نفوذهما وسيطرتهما في العالم، بخاصة في أوروبا واستمرا به حتى في خضم الحرب الباردة. واتفاق يالطا بين الجمهورية الإسلامية والجمهورية العربية السورية سيعكس اتفاقاً إقليمياً أكبر. والركيزة الأولى لمثل هذه الصفقة هي خروج اتفاقات بين المعسكرين وواشنطن كي لا يكون هناك إخلال بالتوازن بين "الخمينيين" و"الإخوانيين" في المنطقة، مما يحول المعادلة إلى ميزان إقليمي بين "الراديكاليين" من جهة وباتت لهم مصالح مع الإدارة الأميركية، وإسرائيل من جهة أخرى ولها مصالح تاريخية مع الولايات المتحدة، وتبقى الكتلة العربية المعتدلة في الوسط.

وثبة محتملة ولكن بحظوظ صغيرة تتوسع مع الوقت ربما، هو احتمال تعاون طرفي "يالطا الجديدة" مع بعضهما بعضاً لمواجهة إسرائيل. ومع العلم أن شروط إدارة ترمب قاسية لناحية الاعتراف بإسرائيل وربما الدخول إلى "معاهدة أبراهام"، وهو أمر سيجري الكلام حوله وليس بالضرورة تنفيذه، فجبهة يالطا في الشرق الأوسط من المحتمل أن تتطور لما كان يسمى "المحور" ويركز فقط على إسرائيل. وإن أنجب هذا تفاهماً "يالطوياً" على شيء، فقد يكون على إعادة فتح الجسور البرية والجوية بين إيران والمتوسط، ولكن بثمن. فتصوروا أن يعود الطريق السريع بين طهران والشام ولكن لخدمة مصلحة مشتركة عليا فوق "الخمينية" و"الإخوانية". فما هي يا ترى؟... سنكتب عنها.

 

الخُمس والزكاة وحروب الردة

أحمد الصراف/القبس/28 أيار/2028

تحدثنا في مقال سابق بشيء من الإيجاز عن فريضة الخُمس، وطالب البعض بالكتابة عن «الزكاة»، وأن أُبَيِّنَ بعض ما بين الفريضتين من اختلافات. تختلف أحكام وموجبات الزكاة بين الشيعة والسنّة، كاختلافهما على «الخُمس»، وذلك في نواحٍ أساسية عدة، خاصة «كيف تُحصَّل؟» و«لمن تُدفع؟». فالزكاة واجبة الدفع لدى السنة والشيعة على أصناف معينة من الأموال، وهي تسعة: الذهب، والفضة، والإبل، والبقر، والغنم، والحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، وذلك بشروط معينة، مثل بلوغ النصاب (أي أن تكون قد بلغت كمية معينة)، ومرور الحول عليها (أي مرور سنة هجرية كاملة). (مع ملاحظة أن السّنة يوسعون دائرة الأموال الزكوية، لتشمل عروض التجارة والنقود وغيرها بشكل واضح). وتختلف بعض تفاصيل شروط وحساب الزكاة بين المذاهب، بما في ذلك النسبة المئوية المستحقة على أنواع الأموال المختلفة؛ فزكاة الأنعام والزروع لها حساباتها الخاصة المختلفة عن زكاة النقدين (الذهب والفضة)، وعروض التجارة التي تبلغ نسبتها 2.5%. وتُعطى الزكاة أساساً للفقراء والمساكين وغيرهم، وعدد فئاتهم ثمانٍ، كما ورد في المصحف. وإذا كانت «الزكاة» بمعناها الواسع تشمل كل ما ينمو من مال بشروط محددة، فإن «الخُمس» (عند الشيعة الإمامية) فريضة مالية تجب بنسبة 20% على موارد محددة، منها ما يَفضُل عن مؤونة السنة للمكلَّف وعياله من أرباح المكاسب، إضافة إلى موارد أخرى، مثل غنائم الحرب (بالمعنى الأعم)، والمعادن، والكنز، وما يستخرج بالغوص، والمال المختلط بالحرام (بعد استخلاصه بشروطه).

ليس من السهل على أي مسلم حساب زكاته بدقة في كل الأحوال، وفي ما يتعلق بـ«الخُمس» عند الشيعة، فإن له مصارف محددة: نصفها لسهم الإمام، ونصفها الآخر لسهم السادة من بني هاشم الفقراء. أما الزكاة، فيمكن دفعها لفقراء المسلمين عموماً، مع تفصيلات في المذاهب حول دفعها لفقراء بني هاشم. ولدى السنّة أيضاً تشريعٌ للخُمس، يُطبق بشكل أساسي على غنائم الحرب وما في حكمها كالركاز (الكنوز)، وقد يختلف نطاق تطبيقه العملي اليوم باختلاف الظروف مقارنةً بالماضي. بينما يطبق الشيعة الخُمس، كما ذكرنا، على نطاق أوسع، يشمل بشكل عام الأرباح السنوية والأموال الزائدة على الحاجة.

احتساب الزكاة، خاصة للموسرين، مسألة قد تكون دقيقة، وتتطلب معرفة بالتفاصيل، كما تتطلب تحديد الأموال التي تجب فيها الزكاة، من نقود وذهب وفضة (لغير الزينة الشخصية المعتادة عند بعض الفقهاء)، وأرباح التجارة، والأسهم، والودائع البنكية، وبعض أنواع الأصول والاستثمارات، والمحاصيل الزراعية وغيرها، كما يجب التأكد أنها بلغت في قيمتها أو وزنها حدًا معينًا (أي النصاب)، والتيقن من مرور سنة هجرية على تملكها، والقيام بعدها بخصم الديون، المستحقة على دافع الزكاة، من صافي القيمة الخاضعة للزكاة. وغالبًا ما تُعطى الزكاة مباشرة للفقراء والمحتاجين، أو عبر جهات خيرية موثوقة. كما أن زكاة الشركات، مثلما في القانون الكويتي، تُفرض بنسبة 1% على أرباح الشركات المساهمة، ويتطلب وجود محاسب قانوني لتقديرها. وجعل الزكاة هنا 1%، بدلاً من 2.5%، مثالٌ على تطور الأحكام الفقهية لتناسب المستجدات، مما يدعم وجهة نظرنا القائلة: «إن الكثير من الأمور يمكن أن تتغير مع تغير الظروف. فكل حكومات الدول الإسلامية، مثلاً، لا دور لها في تحصيل الزكاة وتوزيعها بشكل كامل، أو التيقن من أن كل مسلم يخرجها ويدفعها لمستحقيها»، علماً بأنها كانت يوماً سبباً لإعلان الخليفة أبي بكر الحرب على بعض القبائل، بعد أن امتنعوا عن دفعها لبيت المال، إثر وفاة «النبي ﷺ»، لأنه اعتبر فعلهم خروجاً عن الدولة وردةً. وهذا يُبيّن أن للزكاة أهمية مالية واجتماعية كبرى، شبيهة بالضرائب في العصر الحديث، التي يعتبر الامتناع عن دفعها (في النظم الحديثة) جريمةً. لكن مع الوقت تغيّر النهج الرسمي للدولة تجاه كيفية التعامل مع الزكاة في كثير من الأقطار، وهنا أيضاً قد يرى البعض أن هذا التغيير يؤكد وجهة نظرنا من أن أي أمر اجتهادي لا يتسق مع متطلبات العصر، ولا يتفق مع المنطق السليم، يمكن إعادة النظر فيه.

 

الاستحمار المقدّس: إيران وأذرعها في زمن سقوط السرديات

محمود القيسي/جنوبية/28 أيار/2028

أعتنق البعض أفكارهم دون براهين كما يقول نيتشة، فكيف يمكنك أن تقنعهم بزيفها من خلال البراهين؟!

ما زال حزب إيران في لبنان يحاول اللعب على أنقاض وركام ورماد الضواحي والقرى والمدن المدمرة في موضوع الاحتفاظ بالسلاح الغير شرعي في لبنان. أو في حقيقة الأمر في محاولته الاحتفاظ بالسلاح الإيراني الغير شرعي في لبنان نزولاً عند تعليمات ملالي إيران خدمة للمصالح الايرانية التوسعية، وخصوصاً في هذه المرحلة الوجودية التي لا تقبل مزاحا في  مفهوم وملف إيران النووي والمفاوضات النووية المتعثرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

السلاح والاستحمار

والحقيقة ان الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الداخلية في مستعمرة ولاية الفقيه داخل إيران أعادت الشعوب الايرانية إلى القرون الوسطى في العلاقة بين مفهوم السلطة القمعية المتسلطة بإسم”الدين”، أو بالأحرى بين الولاية والسلطة الدينية المفبركة ومفهوم الدولة المسلوبة من حرس نظام “الولي الفقيه الثوري” الحاكم بالنار والحديد والقمع “الثوري” المستبد، وخصوصاً بعد إن اطلقها رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام مدوّية: “عهد تصدير الثورة الإيرانية انتهى، ولا سلاح غير سلاح الشرعية”.

بهذا التصريح اللافت، رسم رئيس الحكومة اللبنانية ملامح مرحلة سياسية جديدة، عنوانها الواضح: لا مساومة على سيادة الدولة ولا تسويات على حساب الدستور في حين يحاول حزب الملالي في لبنان الاختلاف أو التلاعب واللعب في الحقيقة على إحدى أهم مسلمات السيادة الوطنية في اي دولة في العالم، الا وهي حصرية السلاح في يد الدولة الشرعية.

في زمن التقدم المادي والانفتاح المعرفي، لا تزال البشرية تصارع أحد أكثر أمراضها النفسية والاجتماعية تعقيداً: “الاستحمار”.

 هذا المفهوم الذي تناوله المفكر الإيراني علي شريعتي في كتابه العميق “النباهة والاستحمار”، لا يُقصد به مجرد الجهل، بل يشير إلى حالة التغييب المتعمد للوعي، حيث يُساق الإنسان إلى هامش الحياة، منصرفاً عن القضايا الكبرى إلى التفاصيل التافهة، دون أن يشعر. شريعتي يضع النباهة – وهي الوعي اليقظ بقضايا الذات والمجتمع والوجود – في مقابل الاستحمار، الذي هو تغييب للعقل، سواء عبر القوة أو “التشغيل الذكي” للذهن في قضايا ثانوية تُلهيه عن مسؤوليته الكبرى.

وهنا تتقاطع رؤيته بعمق مع أطروحات إريك فروم، عالم النفس الاجتماعي، الذي حلل في كتابه الهروب من الحرية كيف يختار الإنسان احياناً طواعية أن يهرب من عبء الحرية والوعي، إلى برّ الأمان المتمثل في الطاعة العمياء، والتقليد، والانشغال بالسطحي. فروم يصف هذه الحالة بأنها نوع من “الاستلاب”، حيث يفقد الإنسان حريته الداخلية، ويصبح مجرد أداة في يد قوى خارجية – سواء كانت سياسية أو ثقافية أو دينية او اجتماعية. إنه يشبه حالة “الاستحمار” عند شريعتي، التي تتجلى حين يُجهَّز الإنسان نفسيًا وسلوكيًا ليقبل التهميش، بل ويدافع عنه.

في زمن التقدم المادي والانفتاح المعرفي، لا تزال البشرية تصارع أحد أكثر أمراضها النفسية والاجتماعية تعقيداً: “الاستحمار”.

يقال انه يمكن للمجتمعات ان تكون متخلفة وجاهلة، ولكن الأخطر هو أن ترى جهلها مقدسًا!

نعم، يحاول الإيراني دائماً الاستخفاف أو محاولة استحمار الآخرين كما يحب ان يصورها له عقله المريض، أو كما يتخيلها في أحلامه السيكوباتية، كذلك في تعليماته “المقدسة” الى وكلائه الحصريين في لبنان – لبنان الذي مازال يعتبره الإيراني مجرد ذراع لتحقيق اغراضه، أو بالأحرى أمراضه السياسية المستعصية وشعاراته “الإلهية” على شاكلة “المقاومة على قلبَك باقية” وعباراته المفصلية التي أصر أمين عام “حزب الله” الحالي على إفهامنا إيّاها “بالعربي الدارج”، أنّه “كما أنّ لا إمكانيّة لإزاحة لبنان ونقله الى مكان آخر، كذلك لا إمكانيّة لإزاحة المقاومة من لبنان”.

الغرق في الماضي

وعندما يكون هذا جوهر خطاب “الساعة” بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير” فلا يعود من داعٍ للتعليق وللنقاش، لأنّ “حزب الله” لا يزال غارقاً في الماضي او في ألامس القريب. وذلك دون ان يتطرق الشيخ نعيم من قريب أو من بعيد، الى ذِكرِى حرب تموز ٢٠٠٦ وللعبارة الشهيرة “لو كنت أعلَم”، وعدم تناوله لحرب “الإسناد والإلهاء والإشغال” التي أعلنها “حزب الله” في ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣ والتي أدّت الى ما أدّت إليه من وَضعٍ حاليٍّ كارثي على المواطنين في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة وغيرها من المناطق، عدا عن بقاء أسرائيل في مناطق وتلال إضافيّة من الجنوب، لأنّ الحرب الأخيرة على إسرائيل أفقَدَت بنتائجها “حزب الله”، أفقَدَته كلّ مبرّرات ومقوّمات وجوده وألغت سرديّته الى غيرِ رجعة.

لبنان الذي مازال يعتبره الإيراني مجرد ذراع لتحقيق اغراضه، أو بالأحرى أمراضه السياسية المستعصية وشعاراته “الإلهية” على شاكلة “المقاومة على قلبَك باقية”

عاش زرادشت عشر سنوات في عزلة، يحاور روحه ويبحث عن الحكمة، لكنه يوماً قرر النزول إلى الوادي، حاملاً معه جمرةً فلسفيةً ستُشعل النيران في قلاع الأخلاق التقليدية، وتُعيد تشكيل مفهوم الإنسانية نفسها. زارادشت الذي يعود إلى العالم بعد سنوات من التأمل لِيُعلّم البشرَ “الإنسان المتفوّق”، ذلك الكائن الذي سيتجاوز ضعفهم، مُحررًا من أوهام “الآلهة” المفبركة وأخلاق العبيد.

في رحلته، يصادف زرادشت شخصياتٍ رمزيةً تعكس أمراض العصر: من “القديس” الذي يدّعي حب الإله حتى فقدان إنسانيته، إلى “الرجل القبيح” الذي يخفي وجهه خلف عباءة الفضيلة.

 وفي غابة أفكاره، يصطدم بأفكارٍ كالبراكين: “إرادة القوة” ليست سعيًا للسيطرة بل اندفاعاً حيوياً لخلق الذات، و”العود الأبدي” الذي يطرح سؤالاً وجودياً: “ماذا لو اضطررت أن تعيش حياتك نفسها مراراً إلى الأبد؟”. هذا السؤال يصير مِحكًا لتمييز من يعيش وفق قيمه الحقيقية وبين من يتبعون “أخلاق القطيع” كما هي حالنا التعيسة المزرية مع  حزب قطيع الحرس الثورى الإيراني في لبنان!

 

السلاح الفلسطيني: ما ضمانات نجاح جمعه؟

حنا صالح/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

منتصف يونيو (حزيران)، تبدأ السلطة اللبنانية جمع السلاح الفلسطيني من مخيمات اللاجئين والبداية من مخيمات بيروت والضاحية الجنوبية. مع بدء تنفيذ هذا القرار يقفل لبنان صفحة خطيرة بدأت بعد حرب الأيام الستة في عام 1967، وتشرعت في «اتفاق القاهرة» عام 1969، عندما تنازل لبنان عن سيادته فأعلنت «فتح لاند» في العرقوب (جنوب البلاد) لتتوسع تباعاً مع تحويل مخيمات لبنان إلى جزر عسكرية خطيرة. تمثل هذه الخطوة التي أطلقتها أساساً الشرعية الفلسطينية وتقضي بإنهاء الوجود الفلسطيني المسلح، دعماً كبيراً لنهج لبنان في بسط سيادته على أرضه وتطوي صفحات إساءة ارتبطت بهذا السلاح. منذ أكثر من عام أعلن أبو مازن هذا الموقف وكان يردد أن «اللاجئين الفلسطينيين ضيوف على الدولة اللبنانية» ولا بد من ردِّ جميل لما قدمه شعب لبنان للقضية. لكن لبنان الرسمي تجاهل آنذاك الأمر نزولاً عند رغبة «حزب الله». هنا نشير إلى أنه سبق للسلطة الفلسطينية أن أكدت منذ «أوسلو» أن اللاجئين ليسوا بحاجة للسلاح، لأنه لم يعد لديهم مشروع مقاومة أو جبهة قتال من داخل الأراضي اللبنانية. لكن ما حدث أن «حزب الله» حمى هذا السلاح اللاشرعي ووظّفه وفق مخططاته، ما حوّل المخيمات إلى بؤر تحمي مرتكبين وإرهابيين وفارين من وجه العدالة، فأصيب لبنان بخسائر كبيرة طالت مؤسساته وجيشه وشعبه كما اللاجئين.

يوم 8 يونيو 1999، اهتز القضاء عندما اغتال مسلحان 4 قضاة من محكمة استئناف الجنوب وهم على قوس المحكمة، وفرّ الجناة إلى مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا. ومرت سنوات طوال ليصدر القرار الاتهامي عام 2017، بعد 18 سنة على الجريمة، اتهم «عصبة الأنصار» الإرهابية بالجريمة، وشدد على أن زعيمها أبو محجن «أمر بها لضرب هيبة الدولة اللبنانية».

في منتصف مايو (أيار) 2007 داهمت القوى الأمنية أمكنة في طرابلس تؤوي مطلوبين للعدالة، وفي الـ20 منه تسللت مجموعات مسلحة من «فتح الإسلام» إلى موقع عسكري واغتالت 27 جندياً وهم نيام، ليتبين أن الإرهابي شاكر العبسي زعيم المجموعة التي اختطفت مخيم نهر البارد هو من أصدر الأوامر وتمكن لبعض الوقت من عزل طرابلس عن الضنية وعكار، شمال لبنان. لقد دفع الجيش مئات الضحايا قتلى وجرحى في معركة الخلاص من إرهابيي مخيم البارد الذين حولوا الأهالي إلى دروع بشرية. وفي تلك المواجهة مع الإرهاب افتضح دور «حزب الله»، عندما وضع خطاً أحمر على قرار السلطة والجيش إنهاء تلك الحالة الخطيرة. بين جريمة اغتيال القضاة في صيدا وجرائم إرهاب مخيم البارد، قرر مؤتمر الحوار اللبناني، قبل حرب يوليو (تموز) عام 2006 جمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات كخطوة أولى يليها «ضبط» السلاح داخلها، لكن «حزب الله» سرعان ما انقلب على الاتفاق وبقي السلاح الفلسطيني خارج الشرعية اللبنانية. وعلى مدى سنوات شهد مخيم عين الحلوة، كما سواه، سلسلة اشتباكات أودت بالأبرياء، وكان العنوان محاولات «حماس» المدعومة من «الحزب»، السيطرة على أكبر مخيم في لبنان، بعدما تقدمت على «منظمة التحرير» في مخيمي صور: البص والرشيدية اللذين يقعان في النطاق الجغرافي لهيمنة «حزب الله»، ومنهما انطلقت مؤخراً عمليات الصواريخ اللقيطة التي استغلها العدو لشن المزيد من عمليات القتل والتدمير. للخطوة الفلسطينية اليوم بنزع الشرعية عن كل سلاح في المخيمات أكثر من جانب. وأغلب الظن أن أبو مازن الذي يلح منذ سنوات على وضع المخيمات بعهدة الدولة اللبنانية، ويدعو لإعادة نظر بكيفية التعامل مع اللاجئين، يريد استباق أي محاولة فتنة فلسطينية - فلسطينية، وهذا ما أشار إليه رئيس الحكومة نواف سلام عندما قال: «إن قوة الفلسطينيين اليوم ليست بالسلاح إنما بالاعتراف الدولي والدبلوماسية».

مقدر هو حرص «منظمة التحرير» على محاذرة أي محاولة فتنة لبنانية فلسطينية تهدد بها قوى الممانعة. فزيارة عباس للبنان وما حملته من دعم للبنان لاستعادة سيادته أثارت غيظ بقايا محور الممانعة الذي صدرت من أوساطه مواقف تعتبر أن الرئيس الفلسطيني «لا يمون إلاّ على فصيله (أي فتح)» وأنه إذا سلّمت «فتح» سلاحها فستخضع المخيمات للمتطرفين. وتشير هذه الأوساط إلى أن سلاح حركتي «حماس» و«الجهاد» يحظى أيضاً بغطاء من «حزب الله». إن «حزب الله» الذي يمانع تسليم سلاحه، مدرك أن جمع السلاح الفلسطيني يحاصر رهاناته على إمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فيطلق الخطب الانتصارية التي تجمع بين المكابرة والإنكار وتجاهل التداعيات والتعامي عن واقع ما بعد الزلزال اللبناني والتغيير النوعي في موازين القوى الإقليمية. لذا فقد يتعمد إعاقة التنفيذ ولو أدى ذلك لافتعال صدامات! بهذا الإطار يفهم أن تكون بداية جمع السلاح الفلسطيني من مخيمات بيروت وليس صور التي تقع جنوب الليطاني، لكن ضمانة النجاح تكون في الموقف اللبناني الحازم لفرض سيادة الدولة وحدها دون أي شريك. وما لفت الاهتمام بالتعبير عن هذا المنحى ما أعلنه رئيس الوزراء نواف سلام من أن «عصر تصدير الثورة الإيرانية قد انتهى ولن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة».

 

التفاوض الإيراني بعزل الخليج وإسرائيل

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

التصريحاتُ المتفائلة حول التفاوضِ الإيراني الأميركي لا تخفي عجزَ الجانبين عن تحقيق أي تقدمٍ حقيقي، ولا يبدو أنَّهما اتفقا حتى على الحدود الدنيا. فهل هذا يعني الاكتفاء بالتهدئة التي حققتها مساعي الرئيس دونالد ترمب حتى الآن دون الحاجة إلى اتفاق سلام؟

من التجارب السابقة نعرف أنَّه عندما تخفق المفاوضات تُفتح أبواب جهنم، وتبدأ دورة عنفٍ أكبر. المفاوضات قد تتأرجح إلى ما بعد الصيف؛ فإنْ لم يحرزِ المفاوضون اختراقاً حقيقياً، وتحديداً تنازلاً إيرانياً أساسياً، فإنَّ التوتر سيرتفع، العقوباتُ الأميركية تتضاعف، والهجومُ الإسرائيلي الموعودُ يصبح أكثر احتمالاً، وينشط الوكلاء الإيرانيون. عادة يفضل المفاوضون أسلوبَ تفكيكِ القضايا المعقدة والدخولَ مباشرة بطرح الحلول والآليات، وعدم التورُّط في النقاش السياسي حول النيات والأهداف والفلسفة؛ ففي الجولة الماضية كانَ التفاوض حول تخصيب اليورانيوم من عدمه، والتفاوض كذلك على نسبته. لكن لا أحد يسأل لماذا تريد طهران تحويلَ مشروعها النووي إلى سلاح عسكري، وليس فقط لإضاءة الشوارع وإدارة المكيفات؟ فالي نصر مستشار الرئيس أوباما حينها أقنعه بأنَّ «إيران تريد امتلاك القدرة النووية ليس طريقاً للعدوان، بل وسيلة لردع تغيير النظام»، أي أنَّه دفاعي. وعزَّز ذلك بقوله إنَّ «نظام إيران يخشى من مصير صدام والقذافي». لهذا اتَّجهتِ المفاوضاتُ لطمأنة نظامِ طهرانَ على وجوده، وأُفرج عن أموالِه المجمدة في سويسرا مع أرباحها ورفعت العقوبات وفتحت التجارة.

وقد يبدو هذا التحليلُ مناسباً لدول، مثل باكستان والهند، بل وحتى نظام كوريا الشمالية، التي لجأت لتطوير قدرات ردعٍ عسكرية دفاعية لردع أي تفكير للهجوم عليها من خصومها. نظامُ طهران، وعلى مدى أربعة عقود، لم يتوقف عن محاولات الزحفِ والتوسُّع والهيمنة والتغيير الإقليمي، وعملياته مستمرة في أوروبا وأفريقيا وغيرها. هنا ستكون سياسة السّلاحِ النووي لتمكين النظام من تنفيذ مشروعه بالهيمنة والتوسع. وفي الوقت ذاته حمايته من العواقب التي تستهدفه مباشرة. أي أنَّه لو كان بحوزة طهران سلاحٌ نووي لما أمكن لإسرائيل الهجوم عليها، وكانَ عليها الاكتفاء بمحاربة وكلائها فقط. وستضطر أي دولة، بما فيها الولايات المتحدة، إلى عدم مواجهة إيران النووية، إلا على أراضي الغير مثل لبنان أو اليمن. استخدام السّلاح النووي لحماية التوسع الإيراني مفهومٌ مختلف لما كانت إدارة أوباما تعتقده. وقد لعب الساسة الإيرانيون ومنظرو النظام على نظرية تدعي خوفَ طهرانَ من مؤامرة تغيير النظام، وهذا سبب سياستها العدائية وحاجتها للنووي كرادع. ودائما يلجأون للاستشهادات التاريخية انتقائياً؛ بأنَّ الولايات المتحدة تآمرت على حكومة مصدق وأسقطته في الخمسينات، وأعادت الشاه. هذه الذرائع الإيرانية لا تستند إلى الواقع اليوم. فيتنام خاضت 19 سنة حرب مع الولايات المتحدة، ومع هذا علاقة الدولتين اليوم جيدة بعد أن طوى الجانبان صفحات الماضي.

تفاوضياً، يبدو أن استراتيجية طهران التفاوضية بقيادة الوزير عراقجي تبني آمالها على الخلاف الإسرائيلي الأميركي، وهم بذلك يكررون خطأ استراتيجيتهم التفاوضية التي ارتكبها فريق الوزير السابق ظريف. فقد نجح ظريف في الوصول إلى خط النهاية بالتفاوض مع إدارة أوباما بعيداً عن حلفاء واشنطن الإسرائيليين والخليجيين الذين كانوا في الظلام. وبعد الاتفاق وضعتهم أمام الأمر الواقع. اقتصر الاتفاق على معالجة الهاجس الدولي، وهو السلاح النووي الإيراني، وتجاهل المخاوف الإقليمية، حيث اعتبرها أوباما شأناً يخص دول المنطقة. لكن لم تدم طويلاً أفراح الرئيس السابق روحاني ووزيره ظريف. فقد وقَّع أوباما الاتفاق المعروف، «خطة العمل الشامل المشتركة»، في صيف 2015، وألغاه ترمب في ربيع 2018. نعم، لا نار بلا دخان... يوجد خلاف بين ترمب ونتنياهو، لكنَّه يبقى خلافاً بين حلفاء، والأرجح أننا سنرى في الأخير أن مطالب إسرائيل ستكون على رأس قائمة متطلبات الاتفاق.

السؤال: هل وصلت طهران إلى الاعتراف بأنَّه سيستحيل عليها تطوير مشروعها النووي، ومن المخاطرة الاستمرار في مشروعها التوسعي والهيمنة الإقليمية، ويبقى أمامها تبني سياسة جديدة تقوم على الاحترام المتبادل مع كل دول المنطقة والتوقف عن المغامرات وإنهاء حالة الوكلاء والميليشيات والانصراف نحو تطوير بلادها داخلياً كما يفعل جيرانها الخليجيون؟

 

روسيا تعرض «السلام المسلح» على أوكرانيا!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

في لحظة نادرة من الانفراج النسبي، شهدت الحرب الروسية - الأوكرانية تطوراً لافتاً تمثل في تنفيذ أكبر صفقة تبادل أسرى منذ بدء الغزو في فبراير (شباط) 2022. حيث تم تبادل ألف أسير مقابل ألف أسير من الطرفين، في عملية قادها مسؤولو الدفاع والدبلوماسية بتنسيقٍ نادر الحدوث منذ توقف المحادثات المباشرة قبل أكثر من عامين. الصفقة التي قوبلت بترحيب دولي حذر، عبّر عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل لافت حين كتب على منصة «تروث سوشيال Truth Social»: «مبروك للطرفين، هذا قد يقود إلى شيء كبير؟»، ثم سرعان ما اتخذت بعداً آخر حين أعلنت موسكو أنها بصدد تقديم مسودة اتفاق سلام «شامل» لأوكرانيا، عقب اكتمال عملية التبادل. إلا أن المؤشرات الأولية توحي بأن هذا السلام الموعود مشروط بمطالب «قصوى»، أبرزها تقليل عدد الجيش الأوكراني، والتخلي عن حلم الانضمام إلى الناتو، والتنازل عن أراضٍ شرقية تحتلها القوات الروسية. من منظور أوكراني، تبدو هذه الشروط أقرب إلى الإنذار منها إلى التفاوض، مما يجعل الصفقة الإنسانية بدايةً لمسار تفاوضي مسموم، تستخدم فيه روسيا «التهدئة» وسيلةً لإعادة ترتيب أوراقها، أكثر من كونها بوادر حقيقية للسلام. في الوقت نفسه، شنت أوكرانيا، حسب الرواية الروسية، هجمات واسعة النطاق بالطائرات المسيّرة على عمق الأراضي الروسية، مما أثار ردود فعل عنيفة من موسكو، التي هددت بالرد المباشر على منشآت الدفاع والصناعات العسكرية الأوكرانية. وقدرت وزارة الخارجية الروسية عدد الهجمات بـ800 طائرة مسيّرة وصواريخ، بعضها غربي الصنع، منذ 20 مايو (أيار) وحده. وإذا كانت أوكرانيا لم تعلن رسمياً مسؤوليتها، فإن تصعيدها يُفهم على أنه رسالة واضحة: لا سلام تحت شروط الإذعان. لكنَّ المفارقة أن هذه التوترات لم تمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استغلال اللحظة للحديث عن ضرورة إنعاش صادرات السلاح الروسي. ففي خطاب له يوم الجمعة الماضي، أكد أن «محفظة الطلبيات الحالية للأسلحة الروسية تُقدّر بعشرات مليارات الدولارات»، داعياً إلى التوسع في سوق السلاح، لا سيما في التقنيات الحديثة المعززة بالذكاء الاصطناعي. وفي حين شدد على أن تزويد الجيش الروسي في أوكرانيا سيظل أولوية، فإنه لم يُخفِ الطموح لاستعادة جزء من النفوذ الذي خسرته موسكو في سوق السلاح الدولية.

فحسب معهد استوكهولم لأبحاث السلام الدولي (SIPRI)، انخفضت حصة روسيا من صادرات الأسلحة عالمياً إلى 7.8 في المائة بين عامي 2020 و2024، مقارنةً بـ21 في المائة خلال الفترة السابقة، ويرجع هذا التراجع إلى العقوبات الغربية وازدياد الطلب الداخلي الروسي بفعل الحرب، إضافةً إلى مخاوف بعض العملاء التقليديين من الدخول في صدامات سياسية مع الغرب. ومع ذلك، لا تزال روسيا تحتفظ بسوق نشطة للأسلحة، خصوصاً مع دول لا تربطها بالغرب علاقات تحالف قوية. من أبرز هذه الدول:

• الهند: التي تواصل شراء الأسلحة الروسية، خصوصاً في مجالات الطيران والدفاع الجوي والغواصات.

• الصين: التي ترى في روسيا شريكاً استراتيجياً ومصدراً مهماً لتكنولوجيا الأسلحة.

• مصر: التي تسعى إلى تنويع مصادر تسليحها، بعيداً عن الهيمنة الغربية.

• الجزائر: التي تُعدّ من أكبر زبائن السلاح الروسي في أفريقيا.

• فيتنام وإيران كذلك، لا تزالان ضمن قائمة المشترين النشطين.

اللافت أن بوتين، في خطابه ذاته، تحدث عن «منافسة شرسة» بدأت تتشكل في سوق السلاح العالمية، خصوصاً فيما يتعلق بالأسلحة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مما يعكس فهماً استراتيجياً أن السلاح لم يعد مجرد أداة حرب، بل وسيلة نفوذ واقتصاد وتموضع دولي.

لكن هذا الطموح الروسي لتوسيع صادرات السلاح لا ينفصل عن الواقع الجيوسياسي المتوتر. إذ تزامناً مع كل هذه التطورات، أعلنت فنلندا، عضو الناتو الجديد، أن طائرتين حربيتين روسيتين اخترقتا مجالها الجوي في حادثة خطيرة قبالة ساحل بورفو جنوب البلاد. وأكد وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانن أن «التحقيق جارٍ بجدية». وإذا ثبتت صحة هذا الاتهام، فقد يشكّل ذلك تصعيداً مباشراً في العلاقة بين روسيا والناتو، ويفتح جبهة جديدة في الشمال الأوروبي.

إذن، ما نراه ليس مجرد تبادل أسرى، بل محاولة روسية لإعادة تشكيل ميزان القوى. من بوابة الدبلوماسية «الناعمة» إلى التصعيد العسكري، ومن سوق السلاح إلى خطاب الذكاء الاصطناعي، تعمل موسكو على إعادة ضبط استراتيجيتها على كل المستويات: سياسية، وعسكرية، واقتصادية.

لكن إن كان التاريخ قد علَّمنا شيئاً، فهو أن السلام لا يُفرض بقوة السلاح، ولا تُبنى العلاقات الدولية المستقرة على إملاءات طرف واحد. وبينما تدفع روسيا نحو تكريس نفوذها بالقوة، تبقى الحقيقة المؤلمة هي أن المدنيين، في أوكرانيا وروسيا، هم من يدفعون الثمن.

 

الشمس تشرق من آسيا

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

صفعة بريجيت ماكرون على وجه الرئيس الفرنسي، قبل نزولهما من الطائرة في مطار هانوي، حجبت أهمية استدارة أوروبا، صوب منطقة صنفت لفترة طويلة من تاريخنا الحديث، من بين الأفقر في العالم. الرحلة التي حملت إيمانويل ماكرون إلى فيتنام وإندونيسيا، وسنغافورة، هي جزء من تحولات عالمية، صوب ما كان ينظر إليه بوصفه مناطق منكوبة. فلا تذكر بنغلاديش إلا وفيضاناتها معها. وبقيت فيتنام لفترة طويلة في اللاوعي الجمعي، هي بلاد مقاومة الإمبريالية، وموطن المقاتلين الأشاوس الذين احتملوا ما يضرب به المثل من محتلهم حتى انتصروا عليه. أما سنغافورة، فحظيت بالإعجاب باكراً، لأنها لم تكن مدينة في الأصل ولا بلداً قبل أن تصبح نموذجاً للحداثة والنجاح. كانت مجرد مستنقعات نتنة وغابات وأوبئة. أرض متروكة تستجدي رحمة ماليزيا، وأناسها تعصف بهم المآسي. في عشرين سنة فقط، نهضت سنغافورة، وفازت بالتحدي، حوّلها قائدها لي كوان يو، بمرور الوقت، إلى معجزة اقتصادية مبهرة، رغم أن مساحتها لا تتجاوز 735 كيلومتراً مربعاً. الأدوار انقلبت لصالح بلاد جنوب شرقي آسيا، تلك الشعوب المعذبة، التي توالى عليها الاستعمار من الفرنسي إلى الياباني والإنجليزي والأميركي، وتركت ممزقة، منكوبة، لم تزدها الزلازل والبراكين والطوفانات إلا مرارة. ماذج ثقافية تثير الإعجاب، وهي تتحول تدريجياً إلى مزارات ومقاصد لكبار قادة العالم. كل يريد أن يحجز حصته من الثمر حتى قبل نضوجه. قبل ماكرون كانت زيارة قادة من الصين وإسبانيا، والبقية ستأتي حتماً، بحثاً عن بدائل للسوق الأميركية التي بدأت تضيّق أبوابها في ظل التهديدات بفرض رسوم جمركية أميركية كبيرة. الصراع الاستراتيجي المتزايد بين العملاقين، الولايات المتحدة والصين، يصعّد من حدة التجاذبات بين الدول للفوز بما تيسر من كعكة جنوب شرقي آسيا. بزيارة واحدة تمكن ماكرون من توقيع اتفاقيات بـ10 مليارات دولار، في فيتنام، واتفاقاً لشراء 20 طائرة «إيرباص»، وأخرى في مجالات الطاقة النووية والسكك الحديدية.

لا غرابة، أوروبا تبحث عن متنفَّس سريع لأزمتها؛ إذ يُتوقع أن يبقى النمو في كل من فرنسا وألمانيا خلال العام الحالي دون الواحد في المائة. ولن يتعدى النمو في أميركا عتبة 2 في المائة العام المقبل، حسب التوقعات. بينما تشير توقعات البنك الدولي إلى أن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، تجاوزت معظم المناطق الأخرى في العالم، من حيث معدل النمو. ويتوقع رغم التباطؤ أن تبقى الأرقام على ارتفاعها بحيث يصل نمو فيتنام إلى 5.8 في المائة وكمبوديا 4 في المائة وإندونيسيا 4.7 في المائة. وهو ما يجعل أوروبا تبحث عن تعويض خسائرها من التبادلات التجارية مع أميركا، في واحدة من أكثر مناطق العالم حيوية.

وكأنما أبطال الأمس يتراجعون لصالح قوى جديدة، لم تكن ذات وزن. فينخفض نمو المعجزة السنغافورية إلى 2 في المائة فقط هذا العام، فيما تحيق مخاطر كبرى باليابان رغم عبقريتها الصناعية ليهبط نموها إلى أقل من 0.7 في المائة مع ديون تبلغ 10 في المائة من إجمالي ديون العالم. وتصل نسبة الدين العام ما معدله 242 في المائة إلى الناتج المحلي. ويعتقد أنها على شفير أزمة تفوق التي عانت منها اليونان. تبدو دول جنوب شرقي آسيا، بما تملكه من قوة شبابية ديناميكية، ومهارات معرفية بعد تطوير الأنظمة التعليمية، مع يد عاملة لا تزال رخيصة نسبياً، منطقة مغرية للمستثمرين في الصناعات الإلكترونية والملابس والسيارات، إضافة إلى أنها تضم كتلة بشرية استهلاكية تزيد على 600 مليون نسمة، وأراضٍ شاسعة، وطبيعة متنوعة فيها الجبال والغابات والسواحل والممرات المائية الاستراتيجية على المحيطين الهادئ والهندي التي يتنازع عليها الكبار.

وتقع ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة على حدود مضيق ملقا، الذي يمر عبره أكثر من ربع التجارة العالمية، و80 في المائة من شحنات النفط القادمة من المنطقة إلى الصين واليابان. في هانوي لا يمكن لعينيك ألا تلحظ الطبقة الغنية الناشئة، المتاجر الفخمة، والسيارات اللمّاعة، والفنادق الضخمة الجديدة، إلى جانب فئة كبيرة من الكادحين، تجلس في المطاعم الشعبية، تتناول بهدوء قطع الخضار الصغيرة والأعشاب مع حبات الأرز بملاقطها الخشبية، كأنها تنتظر دورها في تسلق سلم الرخاء. المرحلة الانتقالية هذه تراها جلية أيضاً في بنوم بنه (عاصمة كمبوديا) فيما تتحول جاكرتا وبانكوك وهانوي ليس فقط إلى مدن محببة للسياحة كما باريس وبرلين وأمستردام، ولكن أيضاً إلى مراكز إقليمية للابتكار والأعمال، وإغراء الشركات الناشئة والمستثمرين في التكنولوجيا والطاقة المتجددة. نهوض هذه الدول وتحولها إلى محجة للاستثمار، للإفادة من نبضها الحداثي الصاعد، ومهاراتها البشرية، يمنح الأمل. فهي شعوب متعددة الديانات، والجذور، تتحدث عشرات اللغات المختلفة. شعوب استُعمرت، اضطُهدت واستُغِلت وأُفقرت، ولا يزال بعضها تُعصر أنفاسه من الشركات الكبرى، لكنها تملك إرادة فولاذية، ونشاطاً في العمل منقطع النظير، وإصراراً على دخول السباق حتى الوصول إلى المقدمة.

أليست هذه بارقة ضوء رغم ظلمة الكوكب؟

 

أسرى المناصب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

يفقد السياسي حياته الخاصة لحظة دخول الحياة العامة. كل ما يبدو عادياً، أو ممكناً، أو مقبولاً، يصبح خطأً، أو حدثاً، أو فظاعة، عندما يتبوّأ منصباً ما. وكلما علا المنصب، ارتفعت نسبة فقدانه للحرية، بصرف النظر عما إذا كان ينتمي إلى مجتمع متحرر أم لا. لو لم يكن إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا مَن كان يمكن أن يهتم إذا شوهدت زوجته توجه إليه صفعة عند باب الطائرة التي تحملهما إلى هانوي؟ ولكن بدل أن يكون الحدث وصول أول رئيس فرنسي إلى فيتنام، منذ خروج فرنسا الاستعمارية منها، كانت «الصفعة»، ومعها بركان من الإشاعات المبالغة في الدناءة، حول الحياة الخاصة لزوجة الرئيس، التي تكبره بأربعة وعشرين عاماً. لا تزال تصدر في فرنسا صحف من النوع الساقط، التي تعيش على الفضائح وتصفير الأخلاقيات. في حين يقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أقصى الاعتراض، مصمماً على «محو» هذه «الآيديولوجيا» من مؤسسات الدولة وحظر انتمائهم إليها، تؤيده في ذلك الكثير من مراكز القوى. وقد طالت هذه الأقوال ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ورئيسة وزراء أستراليا السابقة جاسيندا أردرن. برغم «الانفتاح» الذي بلغته المجتمعات الغربية، فإن وجود رؤساء غير متزوجين رسمياً في فرنسا، كان غير مقبول على نطاق واسع. فزوجة الرئيس هي عرفاً «الفرنسية الأولى». وأن تكون «السيدة الأولى» ليست امرأة، فهو أمر كثير حتى على الدول ذات النظام المدني. ما بدا اختلافاً بين المحافظين والمتحررين في أوروبا أصبح انهياراً في العائلة. انخفضت نسبة الزيجات، ومعها نسبة الولادات، على نحو هائل. وبعد قليل قد تقتصر هذه على المهاجرين الذين غيّروا طبيعة ولون بشرة الرجل الأبيض في بلدان كثيرة.

يحاول قصر الإليزيه أن يخفف من وقع الصفعة أو قوتها، «إنّه مجرد خلاف عائلي بسيط». هذا يحدث كل يوم، لكنه يتحوّل إلى قضية سياسية كبرى إذا خرج إلى العلن. عندها تريد الصحف أن تعرف لماذا تشاجر الرئيس مع زوجة تكبره بربع قرن. أو لماذا لم تمضِ ميلانيا ترمب سوى أسبوعين في البيت الأبيض خلال ثلاثة أشهر. حقاً لماذا؟

 

سلاح المخيّمات… امتداد للسّلاح الإيرانيّ

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/29 أيار/2025

لا مكان في الشرق الأوسط والخليج إلّا لدونالد ترامب، وما إذا كانت جولته الخليجية ستجيب عن السؤال الأساسيّ: من رئيس الولايات المتّحدة، المقيم في البيت… لا مجال لأيّ نوع من التذاكي عندما يتعلّق الأمر بالسلاح الفلسطيني في لبنان. السلاح الفلسطيني الممانع في المخيّمات وخارجها كان، ولا يزال، سلاحاً تابعاً لـ”الحزب” وبإمرته. لهذا السبب، وليس لغيره، لا تقدّم الزيارة التي قام بها لبيروت محمود عبّاس (أبو مازن) رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ولا تؤخّر. لو كان “أبو مازن” يستطيع شيئاً مع السلاح الفلسطيني المتفلّت، لكان ضبَط سلاح “حماس” في غزّة، ولما كانت غزّة وصلت إلى ما وصلت إليه، في أيّامنا هذه، بعدما انسحب الإسرائيلي منها على نحو كامل في آب من عام 2005. أكثر من ذلك، لو كانت السلطة الوطنيّة قادرة على التحكّم بالسلاح المتفلّت، لما كانت “حماس” نفّذت انقلابها في منتصف عام 2007 وأخرجت “فتح” من غزّة وحوّلت القطاع إلى “إمارة إسلاميّة” على الطريقة الطالبانيّة. ضربت “الحركة” عرض الحائط بكلّ الشعارات التي نادت بها منظّمة التحرير الفلسطينية وكلّ ما تضمّنه المشروع الوطني الفلسطيني الذي أقرّه المجلس الوطني الذي انعقد في الجزائر في خريف عام 1988. لم يكن السلاح الفلسطيني في لبنان في يوم من الأيّام سوى رمز للنفوذ الخارجي في هذا البلد وتعبير عنه. كان في مرحلة معيّنة من رموز الوصاية السوريّة على لبنان قبل انتقال البلد في 2005 إلى الوصاية الإيرانية.

إيران ورثت السّلاح الفلسطينيّ

أغرق حافظ الأسد لبنان بالسلاح منذ بداية سبعينيات القرن الماضي من أجل الوصول إلى اليوم الذي يدعوه فيه هنري كسينجر، وزير الخارجية الأميركي، إلى إرسال جيشه إلى البلد الجار. كانت خطّة كسينجر تفترض أنّ الجيش السوري سيكون قادراً على “ضبط مقاتلي منظّمة التحرير الفلسطينية” في كلّ الأراضي اللبنانية، باستثناء جنوب لبنان. تفادى الجيش السوري الانتشار في جنوب لبنان بناء على طلب إسرائيلي واضح. كانت حجّة إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي في عام 1976 أنّنا “نحتاج إلى الاشتباك مع الفلسطينيين بين حين وآخر”.

سيتمسّك “الحزب” بسلاح الفلسطينيين في المخيّمات في ضوء استثماره في جعل هذه المخيّمات تحت حكم “حماس”

ورثت إيران السلاح الفلسطيني في لبنان في ضوء الانسحاب العسكري السوري منه قبل ما يزيد قليلاً على عشرين عاماً. بات سلاح الفلسطينيّين مرتبطاً في الوقت الحاضر بنزع “الحزب” سلاحه. هذا يعني بكلّ بساطة ضرورة نزع سلاح إيران من لبنان وخروجها منه مثلما خرجت من سوريا. ذلك هو العنوان العريض للمرحلة اللبنانية، وهو عنوان ترفض “الجمهوريّة الإسلاميّة” رؤيته.

التّغيير في سوريا سينسحب على لبنان

من هذا المنطلق، تشير المواقف الأخيرة لـ”الحزب” إلى أنّ “الجمهوريّة الإسلاميّة” ما زالت متمسّكة بسلاحها في لبنان. يوجد رفض لواقع لا مفرّ من اعتراف إيرانيّ به. يتمثّل هذا الواقع في أنّ التغيير الذي حصل في سوريا لا يمكن إلّا أن ينسحب على لبنان، بمعنى أنّه يستحيل عزل الحملة التي تشنّها السلطات السورية الجديدة على تنظيمات فلسطينية من جهة، عن نزع سلاح المخيّمات الفلسطينية في لبنان من جهة أخرى.

المخيّمات

شملت الحملة السوريّة توقيف عناصر من “حماس” ومن “الجهاد الإسلامي”، علاوة على استجواب طلال ناجي الأمين العامّ لـ”الجبهة الشعبيّة – القيادة” التي كانت مصرّة إلى الأمس القريب على الاحتفاظ بقواعد في الأراضي اللبنانية، في قوسايا وفي الناعمة. المطروح في سوريا حاليّاً: إلى أين سيكون إبعاد فلسطينيّي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”؟ هل يكون العراق مستعدّاً لاستقبال هؤلاء في ضوء العلاقة الخاصّة التي تربط حكومة محمّد شيّاع السوداني بطهران؟

سيتوجّب على لبنان الاستعداد للعيش على وقع الأحداث المتسارعة في سوريا في ضوء توجّه الإدارة الجديدة في دمشق إلى نوع من التطبيع مع إسرائيل مقابل ترتيبات أمنيّة على الحدود بين البلدين. ليس مستبعداً، حتّى، احتمال انضمام سوريا، التي استقبل الرئيس دونالد ترامب رئيسها أحمد الشرع في الرياض، إلى الاتّفاقات الإبراهيمية. السلاح الذي لدى “الحزب” سلاح إيراني. سلاح المخيّمات وكلّ سلاح فلسطيني امتداد للسلاح الإيراني الحالم

هناك أسئلة، أهمّ بكثير من سلاح المخيّمات، تفرض نفسها على لبنان الذي بات يعرف، بلسان رئيس مجلس الوزراء نوّاف سلام، أنّ زمن تصدير إيران لثورتها ولّى إلى غير رجعة وأنّ المنطقة دخلت مرحلة جديدة.

لا علاقة للمرحلة الجديدة بما كانت عليه المنطقة قبل فرار بشّار الأسد إلى موسكو. لا يتعلّق الأمر بهرب بشّار من دمشق بمقدار ما يتعلّق بتغيير على الصعيد الإقليمي لا يمكن سوى أن تكون له انعكاساته على لبنان في ضوء عودة الأكثريّة السنّيّة إلى حكم سوريا للمرّة الأولى منذ عام 1966. أي منذ الانقلاب العسكري الذي قاده الضابطان العلويّان صلاح جديد وحافظ الأسد.

طهران ترفض الاعتراف بالمتغيّرات

سيتمسّك “الحزب” بسلاح الفلسطينيين في المخيّمات في ضوء استثماره في جعل هذه المخيّمات تحت حكم “حماس”. لن يكون سهلاً تخلّي “الحزب”، ومن خلفه “الجمهوريّة الإسلاميّة”، عن السلاح الفلسطيني في لبنان. يعود ذلك إلى أنّ طهران ترفض الاعتراف بأنّ لبنان مثله مثل سوريا خرج من تحت نفوذها وسيطرتها. وحده الوقت سيحلّ هذه المعضلة المرشّحة للتفاقم في غياب القناعة الإيرانيّة بأنّ سلاح المخيّمات الفلسطينية لن يفيدها في شيء، خصوصاً في ضوء خسارتها كلّ الحروب التي شنّتها بموازاة حرب غزّة. كذلك، لن يفيدها تمسّك “الحزب” بسلاحه الذي لم يكن يوماً سوى سلاح إيراني موجّه إلى صدور اللبنانيين وتحوَّل في نهاية المطاف، بعد عام 2012، إلى سلاح موجّه إلى السوريين أيضاً. السلاح الذي لدى “الحزب” سلاح إيراني. سلاح المخيّمات وكلّ سلاح فلسطيني امتداد للسلاح الإيراني الحالم، عبر الرهان على الوقت، باستمرار السيطرة على لبنان لا أكثر!

 

الموسوي يرد على وزير الخارجية: غاية في العيب والخزي ‏

ابراهيم الموسوي/جنوبية/28 أيار/2025

علق عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي من أمام ضريح مسؤول ‏العلاقات الإعلامية الشهيد الحاج محمد عفيف خلال حفل نظمه إعلام صيدا بمناسبة ‏عيد المقاومة والتحرير على كلام وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي قائلًا:‏

وزير الخارجية اللبناني ماذا يقول في آخر تصريحاته، وفي آخر شطحاته السياسية: أن ‏الشعب لم يعد يريد المعادلة الخشبية! عبثًا، عبثًا نقدّم لهم الذهب وهم يصرّون على ‏الخشب! عبثًا، هناك قشّة في أعينهم لا يمكن أن يروا من خلالها هذا الذهب، ‏والمعادلة الذهبية: جيش وشعب ومقاومة.‏

يا حضرة معالي وزير الخارجية، أنا أنصحك أن تذهب إلى معالي وزير الداخلية واسأله، ‏ربّما تتنوّر قليلاً، عندما تقول إن الشعب لا يريد هذه المعادلة الخشبية.‏

اسأله عن أيّ شعب تقصد؟ الشعب الذي مشى في موكب تشييع سيّد شهداء الأمّة؟ ‏أنت تتحدث عن مئات الآلاف من أطياف الشعب اللبناني؟ هذا هو الشعب الذي ‏تعنيه؟ أو أي شعب بالتحديد؟ عن أي شعب تتحدث يا وزير الخارجية؟ عن الشعب ‏الذي أمضى بدمه قبل حبره على الانتخابات البلدية ليؤكد على هذه المعادلة؟ من ‏المفيد جدًا لك أن تحدد أيّ شعب. ‏

هذا الكلام الذي يُلقى من مسؤولين ليسوا بمسؤولين، لأنه من المؤسف جدًا، بل من ‏المعيب والمخزي أن يصدر مثل هذا الكلام عمّن أُنيطت به مسؤولية الدبلوماسية، ‏ومسؤولية الدفاع عن هذا الوطن. هذا كلام لا يليق أبدًا بموقع رئيس الدبلوماسية ‏اللبنانية ووزير خارجية لبنان. ‏ كنّا نود لو أننا نسمع منه، ويودّ الشعب أن يسمع منه، كلامًا عن الاحتلال الإسرائيلي، ‏وعن العدوان الإسرائيلي، وعن الاغتيالات اليومية الإسرائيلية. لكنه لا يرى إلا المقاومة ‏وشعب المقاومة. شيء غاية في العيب والخزي. ‏

وأيضًا لأنه ينسب نفسه إلى مرجعيات في هذا البلد، فليتفضل ويستقي قليلًا من ‏حكمة هذه المرجعيات، ولا يُلقي كلامًا يؤدي إلى استفزاز الناس، واستفزاز دماء ‏الناس وكرامات الناس.‏

إذا كنت تتحدث عن أن الدولة لا تفاوض على سيادتها، عظيم. الدولة صاحبة الكرامة ‏لا تفاوض على سيادتها مع العدو، وليس مع شعبها، لأن الشعب هو مصدر السيادة، ‏وهو مصدر السلطات، فقط حتى نذكّرك بالديمقراطية. ‏

‏ علينا أن نتعلّم أكثر فأكثر، حكمة ومعرفة وفهمًا وطريقة مخاطبة الناس ‏واحترامًا لمكوّنات البلد.‏

من جهته أكد النائب حسن فضل الله أن “تاريخ المقاومة الذي كُتب والذي يُكتب اليوم، لا يمكن تغييره أو تزويره”، مشدّدًا على أن هذا المسار الوطني “ثابت في ضمير اللبنانيين ومكرّس بدماء الشهداء وانتصارات الميدان”. وفي حديث لقناة “المنار”، شدد فضل الله على أن “عيد المقاومة والتحرير ليس مناسبة خاصة بطرف سياسي واحد، بل هو عيد وطني بامتياز”، معتبرًا أن “دولة الرئيس نبيه بري هو جزء أساسي وشريك فعلي في هذا الإنجاز الوطني الكبير”. وفي سياق الحديث عن الجدل الإعلامي والسياسي الذي رافق مواقف بعض المسؤولين حول الملفات الخلافية، قال فضل الله: “ما يعنينا هو البيان الوزاري وخطاب القسم، أما المواقف التي تخرج عن هذا النص الوطني فهي لا تعنينا ولا تلزمنا”، في إشارة واضحة إلى تصريحات متفرقة صدرت عن مسؤولين تناولت ملفات خلافية. ورأى فضل الله أن “كل مرة يتم فيها التحريض على بيئة المقاومة، تزداد هذه البيئة تماسُكًا وصلابةً ووحدةً، لأنها تنطلق من وجدان وطني عميق، وليست حكرًا على طائفة أو منطقة”. وأردف: “بيئة المقاومة ليست شيعية فقط، بل هي من جميع الطوائف اللبنانية التي آمنت بخيار الدفاع عن لبنان”. إقرأ أيضا: تقرير مفاجئ: «الحزب» ما زال نشطًا جنوب الليطاني.. وهذا عدد اغتيالات قادته منذ وقف النار وعن لقاء الكتلة مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أوضح فضل الله أن الاجتماع “لم يتطرق على الإطلاق إلى موضوع السلاح الفلسطيني، خلافًا لما روّجت له بعض وسائل الإعلام في الأيام الماضية”، منتقدًا “محاولات اختلاق سجالات إعلامية لا أساس لها من الواقع”. أما في ما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي حول قضايا خلافية، فقد علّق فضل الله بالقول: “كلام وزير الخارجية يُعبّر عن رأيه الشخصي ولا يُمثّل موقف الدولة اللبنانية، ونحن جزء من هذه الدولة، ونلتزم بمؤسساتها ودستورها ومواقفها الرسمية”.وأضاف فضل الله “وزير الخارجية كان يطلق الرصاص على الناس في أيام الحرب والآن يطلق الكلام على الناس”.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

توتّر في العلاقة بين نواف سلام وحزب الله

البناء/الأربعاء 28 أيار 2025

من هتافات أنصار «حزب الله» في المدينة الرياضية: «نواف سلام صهيوني»، إلى رد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، من منبر قصر بعبدا، أنه لن يرد على الرئيس نواف سلام، «حفاظًا على ما تبقى من ودّ موجود»، يبدو أن العلاقة بين رئيس الحكومة نواف سلام، و«حزب الله»، على قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، خصوصًا بعد موقفين متلاحقين للرئيس سلام، الأول قاله لمحطة «سكاي نيوز عربية»، (وهو الذي استدعى ردًا من «حزب الله»)، وفيه: «لن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة»، أن «عصر تصدير الثورة الإيرانية قد انتهى». والثاني تضمَّنه خطابه في دبي، في «قمة الإعلام العربي 2025»، والذي قال فيه: «إن مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، أي أن نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي إلى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب». (نداء الوطن)

لبنانيا كشفت مصادر نيابية عن عزم الثنائي الوطني على خوض معركة إعادة الإعمار بوجه تلكؤ الحكومة ورئيسها، بعدما صار واضحا للثنائي أن التركيز على سلاح المقاومة يجري لحساب التغطية على التهرب من المسؤوليات في إطلاق ورشة إعادة الإعمار، ولم تستبعد المصادر ان تخرج الى الواجهة تحركات شعبية ضاغطة. وفي الداخل، تتقاطع الضغوط بين متطلبات الإصلاحات والملفات السيادية. رئيس الجمهورية جوزاف عون يُصرّ على مقاربة ملف السلاح بواقعيّة، مع التمسك بمبدأ حصره بيد الدولة، لكن من دون تجاهل التوازنات الداخلية، حيث يشدد على الحوار مع حزب الله لتجنب أي انزلاق نحو المواجهة. في المقابل، يتمسّك الحزب بسلاحه كضمانة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة وجود ضمانات دولية، وهو ما يعقّد الملف، في ظل تأخّر الحسم الأميركي في هذا الشأن. وفي المقابل يدفع رئيس الحكومة نواف سلام نحو مسار مغاير، يركز على بناء دولة القانون والسيادة، مع التأكيد على إنهاء ثنائية السلاح التي عطلت مشروع الدولة لعقود، مجددًا الدعوة للانتماء العربيّ ورفض الارتهان للمحاور.

 

سلام يتعهّد من الإمارات بـ«إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين»

سلام بحث مع محمد بن زايد تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والتنمية

بيروت/الشرق الأوسط/28 أيار/2025

بحث رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، «وفتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية»، فيما تعهد خلال لقائه بالجالية اللبنانية، بـ«إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين»، مشيراً إلى أن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي يؤخر عملية بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية». وزار سلام في أبوظبي، رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجرى خلال اللقاء «بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتنموية»، حيث أعرب سلام «عن تقديره للتجربة الإماراتية الرائدة في مجالات التنمية المستدامة والتكنولوجيا والحوكمة»، مؤكداً «الحرص على الاستفادة منها في دعم مسيرة التقدم في لبنان»، بحسب ما أفادت رئاسة الحكومة اللبنانية. وشدد الجانبان «على أهمية تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وضرورة التنسيق المستمر بما يخدم مصالح الشعوب العربية ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة». وقالت رئاسة الحكومة إن سلام «شكر رئيس دولة الإمارات على قرار رفع حظر السفر عن المواطنين الإماراتيين، مؤكداً أن أبواب لبنان مفتوحة أمام جميع الأشقاء العرب، كما شكر دولة الإمارات على استضافة عشرات آلاف اللبنانيين الذين يعملون فيها ويعيشون حياة هانئة ومستقرة».

الجالية اللبنانية

وخلال وجوده في أبوظبي، التقى سلام بالجالية اللبنانية في الإمارات، حيث أكد «الإصرار على المضي في تحقيق مشروع الإصلاح والسيادة»، ولفت إلى أن «المشروع الأساسي للحكومة هو إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين». وقال سلام: «الجميع يعرف أننا فوّتنا العديد من الفرص على البلد، بدءاً من اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية، وذلك من خلال طريقة تطبيقه الانتقائية، وهذا الأمر أدى إلى عدم ثقة بوضعنا السياسي، كما أننا لم نستفد أيضاً من انسحاب إسرائيل من لبنان، كذلك فوتنا فرصة الانسحاب السوري من لبنان». وتابع: «اليوم هناك فرصة جديدة، وأعتقد أن معظمكم هنا لأنكم فقدتم الثقة بالبلد، همّنا اليوم هو استعادة ثقتكم وثقة جميع اللبنانيين، فنحن لدينا مشروع واحد وهو إعادة بناء الدولة، وهو يقوم أولاً على الإصلاحات المالية والإدارية والسياسية، وقد بدأنا بتحقيق بعض منها، رغم أن الحكومة لم يمض على نيلها الثقة سوى ثلاثة أشهر». وأشار إلى الحاجة «إلى إعادة بناء الإدارة، وقد اعتمدنا في هذا الإطار آلية جديدة للتعيينات الإدارية تقوم على الشفافية والتنافسية القائمة على الكفاءة». ولفت سلام إلى «أننا نعمل لتثبيت الأمن وعنوانه استعادة سيادة الدولة وبسط سيادتها على كافة الأراضي اللبنانية، وهذا الأمر خصصنا له ثلاث فقرات في البيان الوزاري»، وأضاف: «أؤكد ما جاء في اتفاق الطائف من بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، واسترجاع الدولة اللبنانية قرار الحرب والسلم». وأشار إلى أن «من يعطل هذه المسيرة هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط في الجنوب»، كما أن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي يؤخر عملية بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية كما التزمنا في البيان الوزاري».

 

نواف سلام يرد على «الحزب»: لا تَزْنوا ولا تتصدّقوا!

جنوبية/28 أيار/2028

ردّ رئيس الحكومة نواف سلام على الهتافات التي أطلقها مناصرون لـ”حزب الله” خلال مباراة رياضية في المدينة الرياضية ببيروت، بالقول: “لا تزنوا ولا تتصدقوا”، في ردّ رمزي حاد على ما اعتُبر تطاولًا شخصيًا ورسالة سياسية مبطّنة. في رده، استخدم سلام عبارة مقتبسة من الموروث الشعبي والديني، قائلاً: “لا تزنوا ولا تتصدقوا”، في إشارة إلى التناقض بين الخطاب الأخلاقي والديني الذي يرفعه البعض، والممارسات التي تتنافى معه، وذلك في موقف يعكس تصميمه على المضي بمسار استعادة الدولة لقرارها وسيادتها الكاملة. ويؤشر هذا السجال إلى تصاعد التوتر بين رئاسة الحكومة و”حزب الله”، في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني، وتزايد الضغوط الدولية لإجراء إصلاحات جذرية وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية.

 

حزب الله… سرطان الجمهورية اللبنانية

موقع المرصد/28 أيار/2025

في بلد تتساقط فيه المؤسسات واحدةً تلو الأخرى، وتُغتال الكفاءات، وتُختطف الدولة، لم يعد السكوت ممكنًا. فالمجرم الحقيقي الذي يقف خلف معظم مآسي لبنان ليس خفيًا: إنه حزب الله، هذا التنظيم الذي تمسّك بالسلاح باسم “المقاومة”، ثم وجّهه إلى صدور اللبنانيين، فقتل خيرة قياداتهم ودمّر دولتهم.

من “منظمة مقاومة” إلى ميليشيا إرهابية

منذ نشأته، ارتبط حزب الله عضويًا بالحرس الثوري الإيراني. وبعيدًا عن الدعاية التي تروّج له كـ”مقاومة”، فإن الحقائق الموثقة تُثبت أن الحزب:

مُصنَّف تنظيمًا إرهابيًا من قِبل الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، ألمانيا، ودول الخليج العربي.

متورط في شبكات تهريب، وغسل أموال، وتمويل دولي عبر تجارة المخدرات.

شارك في حروب بالوكالة في سوريا، العراق، واليمن، خدمةً للمشروع الإيراني.

دماء الشهداء: من رفيق الحريري إلى لقمان سليم

سجل حزب الله حافل بالاغتيالات السياسية:

رئيس الحكومة رفيق الحريري (2005): أدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أحد كوادر الحزب، سليم عياش، باغتياله.

جبران تويني، سمير قصير، بيار الجميل، أنطوان غانم، وليد عيدو: سلسلة اغتيالات ممنهجة طالت رموز 14 آذار.

لقمان سليم (2021): صوت شيعي حر، اغتيل بعد أن تحدّى الحزب فكريًا وسياسيًا.

ولا تزال العدالة معلّقة… بفعل السلاح.

الجيش اللبناني في مرمى “المقاومة”

لم يكتفِ حزب الله بتقويض مؤسسات الدولة، بل استهدف الجيش اللبناني مباشرة:

2008: اغتيال الضابط سامر حنا، الذي قُتل بنيران عناصر الحزب في منطقة سجد، أثناء مهمة استطلاعية على متن مروحية عسكرية.

اجتياح بيروت والجبل (2008): استخدم الحزب سلاحه لإخضاع العاصمة والجبل، وقتل مدنيين ومقاومين وطنيين، فقط لأن الحكومة حاولت كبح نفوذه غير الشرعي.

الطيونة (2021): اعتداء مباشر على أحياء مسيحية، وسقوط شهداء نتيجة مهاجمته المدنيين .

من دمار الجنوب إلى تفجير بيروت

كل لبناني دفع ثمن مغامرات الحزب:

حرب إسناد غزة التي دمّرت لبنان، واستجلَبت الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، وتسبّبت في مقتل عشرات الآلاف وتهجير مئات الآلاف من اللاجئين

حرب تموز 2006: مغامرة غير محسوبة دمّرت البنى التحتية وقتلت 1200 مدني.

الضاحية، بئر العبد، الرويس: انفجارات دامية نتيجة السلوك الأمني للحزب خارج الدولة.

تعطيل القضاء وتهديد القضاة: من القاضي صوان إلى القاضي بيطار، كل من اقترب من الحقيقة تم تهديده أو عزله.

من لم يُغتَل… مات جوعًا

بسبب حزب الله، أصبح لبنان دولة فاشلة:

سيطر على المرفأ والمعابر غير الشرعية.

منع استخراج الغاز لسنوات، ثم أهدى 1400 كلم² من المياه الإقليمية اللبنانية لإسرائيل مقابل تخفيف العقوبات الأميركية عن إيران.

عطّل الحكومات، وفرض المحاصصة، وعرقل المساعدات الدولية.

والنتيجة؟ انهيار اقتصادي غير مسبوق، هجرة، جوع، وعزلة دولية.

الخاتمة: لا دولة في ظل ميليشيا

لم يعد النقاش يدور حول “سلاح المقاومة”، بل حول ميليشيا إرهابية تمسك برقبة لبنان.

لا دولة بوجود سلاح غير شرعي.

لا عدالة بوجود جهاز أمني موازٍ للدولة.

ولا مستقبل للبنان طالما القرار في طهران، والسلاح في الضاحية.

آن الأوان لقول الحقيقة بصوت عالٍ:

حزب الله تنظيم إرهابي، دمّر وطننا، وقتل قادتنا، ويجب نزعه بقوة الحق والقانون.

 

تقرير إيراني يجزم: “حزب الله” أضعف من أي وقت مضى

موقع الكتائب/28 أيار/2025

ذكرت صحيفة “كيهان” الإيرانية في تقرير ترجمه موقع “Worldcrunch” إلى الإنكليزية أن “حزب الله يبدو في أسوأ حالة له منذ عقود، وهو “على حافة الانهيار فعليًا” منذ اغتيال أمينه العام حسن نصرالله على يد إسرائيل في عام 2024، وفقًا لما ذكره مصدر موثوق في إسرائيل للصحيفة الإيرانية ومقرها لندن. وأظهرت التحقيقات الاستخباراتية والميدانية أن الهيكل القيادي لحزب الله قد تعرض لخلل خطير في أعقاب الضربات الإسرائيلية المتكررة على مواقع في مختلف أنحاء لبنان. كما أن موارده المالية في حالة يرثى لها، حيث تشير التقارير إلى أن الحزب يكافح لدفع رواتب عناصره. وكانت معظم أموال الحزب تأتي من إيران، التي تقلصت قدرتها على الوصول إلى لبنان بشكل كبير، وخاصة منذ سقوط حليفها الرئيسي الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد”. وبحسب الصحيفة، “قال أحد المصادر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن “قنوات الاتجار وتحويل الأموال لحزب الله، وخاصة عبر مطار بيروت، قد أغلقت. كما أن طرق نقل الأسلحة والذخائر مغلقة إلى حد كبير، وتلعب الحكومة والجيش اللبنانيان دوراً فعالاً في هذا المجال وفي مكافحة الإرهاب”. وتابعت الصحيفة، “استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية عدة فروع تابعة لمؤسسة القرض الحسن المالية. تعمل هذه المؤسسة المصرفية الإسلامية بمثابة بنك خاص لحزب الله، سواء في بيروت أو في أنحاء البلاد. ويُعتقد أنه تم استبعاد كبار المسؤولين التنفيذيين والموظفين. وأشارت تقارير غير رسمية في الأشهر الأخيرة إلى أن إيران حاولت مرات عدة ارسال أموال إلى حزب الله باستخدام دبلوماسيين يسافرون على متن رحلات تجارية. واليوم، يُساعد الجيش في فرض رقابة مشددة على مطار بيروت على مدار الساعة. وقال المصدر إن “بنك حزب الله كان يهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين في لبنان، لكنه تحول عمليًا إلى مصدر تمويل للإرهاب. وكانت العائدات من تجارة المخدرات والأسلحة، والمساعدات المالية من النظام الإيراني، تتراكم هناك، وكانت الأموال التي يُفترض أنها جمعت لمساعدة المحتاجين تُنفق على شراء الأسلحة ودفع تكاليف حزب الله العسكرية”.” وأضافت الصحيفة، “اضطر حزب الله إلى إيقاف مشاريعه الإنشائية. وأفاد المصدر أنه أنفق سابقًا ميزانية الرعاية الصحية على “عمليات إرهابية”، بينما لم تصل التبرعات التي جُمعت من الشيعة الإيرانيين والإقليميين لمساعدة اللبنانيين إلى مستحقيها”.

وضع خطير

وبحسب الصحيفة، “في أواخر تشرين الثاني 2024، قال حسن بلارك، وهو جنرال في الحرس الثوري الإيراني مسؤول عن توجيه الأموال والدعم للفصائل المسلحة بالوكالة، إنه تم جمع 150 كيلوغراماً من الذهب وما يعادل أقل بقليل من 500 ألف دولار نقداً في إيران لمساعدة “جبهة المقاومة”، أو القوات بالوكالة بما في ذلك حزب الله. وتشير التحقيقات إلى أنه من غير المرجح أن يكون جزء كبير من هذه المساعدات قد وصل إلى المواطنين العاديين والمحتاجين في لبنان، إن وُجد أصلاً. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت مجموعة “كودبريكرز” (Codebreakers) اختراقها لبنك “سباه” الإيراني (Sepah)، ووجدت أن بلارك من بين أغنى المودعين”. وتابعت الصحيفة، “قال المصدر الإسرائيلي إن “الوضع المالي لحزب الله أصبح مُزريًا لدرجة أنهم يطلبون أموالًا من الأمم المتحدة، رغم خلافاتهم الجادة. ومع ذلك، لا يزال الفساد مستشريًا في قيادات الحزب العليا”. وقال المصدر إن مهمة إسرائيل ضد “الإرهاب، وتحديدًا حزب الله، قد نجحت في نواحٍ عديدة. إنهم الآن في حالة من الخوف الشديد لدرجة أنهم لا يغادرون منازلهم أو مخابئهم حيثما أمكن. إنهم معزولون. لقد مرّ وقت طويل منذ أن استعرضوا قوتهم أو نظّموا مواكبهم أو نظموا مسيرة في الشوارع”.” وختمت الصحيفة، “يقول بعض المحللين إن ضعف حزب الله يعود في المقام الأول إلى الأموال، التي جاء معظمها من مبيعات النفط الإيرانية وغسيل الأموال اللاحق من خلال البنوك الآسيوية أو الشركات “.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 28 آيار/2025

الخوري مارون الصايغ

الصدامات غير المبرّرة مع  اليونيفيل  مقلقة

بدعة انو بالدورية ما معن جيش

بعد شي نهار شي صدام وكم قتيل

رح ياخذنا تحت الفصل السابع

نشالله ما يصير في قتلى بس  نصير تحت الفصل السابع هيدي  امنياتنا

 

نبيل يوسف

يقول الوزير الياس المر: لم نكن يوما" حزبيين

كتار بينسوا تاريخهم

١ - لو لم يتحالف الوزير ميشال المر مع حزب الكتائب كان صار نائب سنة ١٩٦٨؟ كان معروف وقتها عن النائب ميشال المر انه الصوت العاشر: كانت كتلة نواب الكتائب ٩ نواب وميشال المر الصوت العاشر

٢ - كان الوزير والنائب ميشال المر شهابيا": شو الفرق كان بين تجمع القيادات ضمن النهج الشهابي وأي حزب آخر في البلد؟

 

كمال رسشا

في شغلات مش ضروري تنتظر سحب سلاح حزب الله ليه ما بتعملها الحكومة؟

انو ليه ما في طوابع ؟

ليه ما في دفاتر سواقه؟

ليه الدوائر العقارية ما فتحت كلها؟

ليه ما صارت الهيئات الناظمة للكهربا والهاتف وغيرها؟

ليه ما خطة لاعادة الودائع؟

انو ليه ما تفعلت هيئات الرقابة على الاسعار؟

وغيرها كتير

 

يوسف سلامه

فخامة الرئيس،

دولة الرئيس فؤاد السنيورة ابتدع إقرار الموازنة دون قطع حساب وأدار مالية الدولة منذ عام ١٩٩٣، يومها الدين العام لم يكن يتجاوز الملياري دولار،

هل تعتبر سيرته المالية تكفي ليعالج عن بعد تعثّرنا المالي ووضعنا الاقتصادي؟

التعيينات تقلقني،

"ننتظر بشغف مشروعك الاصلاحي"

 

يوسف سلامة

‏الكلام عن حماية السلاح الخفيف والمتوسط يقودنا إلى نظام فدرالي،

‏ هل تُشكّل الدولة الاتحادية القاسم المشترك لبنية المجتمع وأحزابه الطائفية؟

‏إذا كانت الاتحادية هي الحل فلنتحاور حول أسّسها بحكمة وهدوء فنتفادى التقسيم،

‏لن ننسى أنّ لبنان هو الحل،

‏غدًا يوم آخر.

 

منشق عن حزب الله

جديد استحمار حزب الله للقطيع للتغطية على هزائمه

أبواقه الغبية تروج أن الحرب الأخيرة "أنقذت" #حزب_الله، مدّعين أنها كشفت ثغرات داخلية و خرق امني  سيتم معالجتها ليشنّ "وثبة عسكرية كبرى" و سيكون قويا ليس فقط لمحاربة #اسرائيل إنما لهزيمة العرب و امريكا في المعركة القادمة.

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 28-29 آيار/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 آيار/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143738/

ليوم 28 آيار/2025

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For May 28/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143741/

For May 28/2025/

 

**********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight