المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 09 يار/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.may09.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو/ذكرى 07 أيار 2008... تاريخ غزوة حزب الله الإرهابي والفارسي البربري لبيروت

الياس بجاني/واجب الصلاة من أجل الآخرين

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مميزة مع المعارض الشيعي البارز د. علي خليفة

إتيان صقر – أبو أرز: أحداث السويداء وواجب استيعابُها

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة /هدف مهم من الحزب لاحقته الغارات الاسرائيلية في انفاق الجنوب. ماذا حصل ؟

رابط فيدية من العربية للحلقة "" لليوم/حماس: لبنان لم يطلب منا إلقاء السلاح.. ونتنياهو لحماس: ارفعوا الراية البيضاء

رابط فيديو حلقة نقاش من محطة العربية "برنامح ساعة حوار"/لم الإصرار الإسرائيلي على استهداف لبنان رغم وقف إطلاق النار؟

عشرات الغارات الإسرائيلية على انفاق في منطقة النبطية وتل أبيب تعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله/من هو ابو حسين شحرور الذي اغتالته اسرائيل اليوم

أدرعي عن غارات اليوم: هاجمنا موقعًا لإدارة منظومة النيران التابعة للحزب

حزام ناري على «موقع تحت الأرض» قرب قلعة الشقيف: ما أهمية الهدف الذي قصفته إسرائيل بكثافة؟

عشرات الغارات الإسرائيلية على النبطية.. وتل أبيب تعلن استهداف بنى تحتية لـ”حزب الله”

من هو قائد «الحزب» ابو حسين شحرور الذي اغتالته اسرائيل في النبطية؟

هل رمى عناصر «اليونيفيل» صورًا وأعلام لـ«الحزب» في عيترون؟

الجيش الإسرائيلي: قصفنا موقعاً تابعاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان والغارات أدَّت إلى سقوط قتيل و8 جرحى

لبنان يتسلم وثائق وخرائط من فرنسا تساعده في ترسيم حدوده مع سوريا

لاوون الـ 14: ليكن السلام معكم... سلام ينزع السلاح

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس 8/5/2025

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

انتخاب الكاردينال الأميركي روبرت فرنسيس بابا جديداً

تقارير: سفارة إسرائيل هدف لشبكة إيرانية في لندن وعراقجي ينفي «بصورة قاطعة» ويعرض المساعدة في التحقيق

الشرع تحت مجهر ترمب «المفتون بالرجال الأقوياء» وتوجس أميركي من فراغ أمني يعيد «داعش» وأذرع إيران

غزة: مقتل 8 بينهم طفلة في غارات إسرائيلية وقوات الاحتلال تعتقل 45 فلسطينياً من الضفة الغربية

كاتس: الحوثيون سيتلقون ضربات موجعة من إسرائيل إذا واصلوا مهاجمتها

بعد «هدنة الحوثي»... الإسرائيليون يرون «أزمة ثقة» بين نتنياهو وترمب

«مسيّرات إسرائيلية» و«مقاتلات صينية» تدخل خط التصعيد الهندي - الباكستاني

روبيو دعا لتهدئة الصراع بين الهند والصين وسط مخاوف من انزلاقه إلى مواجهة أوسع

باكستان تسقط 25 مسيّرة «إسرائيلية الصنع» أطلقتها الهند تمكَّنت إحداها من مهاجمة هدف عسكري بالقرب من لاهور

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

محكمة أميركية تحكم على إيران و”الحزب” بتعويضات لعائلة عامر فاخوري/طوني كرم/نداء الوطن

أحزاب الله وحركات أمل وأجيال الشيعة/د. علي خليفة/نداء الوطن

آلهة "الحزب" وأسلحته/د. علي خليفة/نداء الوطن

يوم رعب عاشه أبناء النبطية/رمال جوني/نداء الوطن

حزب الله" يستدرج الحرب/أسعد بشارة/نداء الوطن

ليون الرابع عشر يُكمل مسيرة فرنسيس الإصلاحيّة/فادي الأحمر/أساس ميديا

عودة ... "الأب الضال/جان الفغالي/نداء الوطن

استسلام إيران… وليس استسلام الحوثيين/خيرالله خيرالله/العرب

رسالة مفتوحة الى حزب اللا: إسلك طريق السلام/بيتر جرمانوس/موقع أكس

أميركا تضمن مغادرة قادة حماس غزة ولبنان/ محمد سلام/هنا لبنان

قمة بغداد: نحو نهج عربي جديد/محمد شياع السوداني/الشرق الأوسط

ترمب يوسّع القدرات العسكرية والأمنية على حساب الاستخبارات/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

متاهات/أنطوان الدويهي/الشرق الأوسط

عبر “حزب الله”.. رسالة فرنسية “حاسمة” إلى عون/محمد الجنون/ لبنان 24

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

غوغل» تستبدل تسمية «الخليج الفارسي» في خرائطها بـ«العربي»

خرج "سلس" لمسألة سلاح "حزب الله"/مروان الأمين/فايسبوك

عن مواطنة من الجنوب/محمد الأمين/فايسبوك

رئيس الجمهورية «يحمي» استقلالية مصرف لبنان المركزي وصلاحياته

زار الحاكم في مقره الرئيسي عشية معلومات عن تجديد ولايات نوابه الأربعة

الرئيس عون استقبل النائب حيدر ناصر مع وفد: ثقافة المواطنة يجب ان تسود في لبنان

الرئيس عون تابع التطورات جنوبا واطلع من عبود على اوضاع الشمال والتقى رياشي ووجه رسالة لمناسبة 8 أيار: ملتزمون الدعم المطلق للصليب الأحمر وتوفير كل السبل كي يبقى صمام أمان

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 08 آيار/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان

إنجيل القدّيس لوقا04/من14حتى21/”عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار.وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ.وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ. وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه: «رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.» ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه. فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم»”.

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو/ذكرى 07 أيار 2008... تاريخ غزوة حزب الله الإرهابي والفارسي البربري لبيروت

الياس بجاني/07 أيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/85893/

https://www.youtube.com/watch?v=_WOToQkmfMU&t=72s

يوم 7 أيار 2008 كان يوماً اجرامياً لقتلة وغزاة ومرتزقة وبرابرة ملحقين بالملالي.

مجرمون ومرتزقة قلوبهم سوداء استباحوا حرمة مدينة بيروت ودنسوا قدسيتها واعتدوا على أهلها المسالمين تحقيراً وتشريداً وتعذيباً وقتلاً وتخريباً.

يوم 7 أيار هو يوم اسود نفذته ميليشيات حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري ومعهم كل جماعات المرتزقة والمأجورين التابعين لمحور الشر السوري-الإيراني.

غزوة إجرام وبربرية هلل لها الشارد ميشال عون، الأداة الملالوية، كونه اسخريوتي وانتهازي ومصلحجي ولا يهمه غير أوهامه السلطوية وحساباته البنكية… وهي غزوة أوصلته على خلفية اسخريوتيته وشروده الوطني وعلى الجثث إلى رئاسة جمهورية صورية، دمر من خلالها الدولة، وسلم مؤسساتها وقرارها لحزب الله الإرهابي.

يوم 7 أيار يوم إجرام لن ينساه أحرار لبنان لأنه يوم سال فيه دم الأبرياء والعزل على أيدي ميليشيات إرهابية ومافياوية خدمة لمشروع ملالي إيران التوسعي والاستعماري والإرهابي.

يوم 7 أيار يوم طويل ويوم غزوة جاهلية وبربرية لم ينتهي بعد وكل تبعاته مستمرة بكل إجرامها وهمجيتها والوقاحة والفجور والاستكبار، ولن ينتهي بسواده إلا بعد عودة الدولة لتبسط سلطتها بواسطة قواها الشرعية، على كل الأراضي اللبنانية. ولن ينتهي إلا بعد جمع سلاح كل الميليشيات اللبنانية والإيرانية والسورية والفلسطينية ، والقضاء على كل المربعات الأمنية الخارجة عن سلطة الشرعية اللبنانية، من دويلات إيرانية لحزب الله، ومخيمات فلسطينية ومعسكرات سورية.

يوم 7 أيار هو في المحصلة يوم الإجرام والبلطجة ولإرهاب وعبدة الشياطين، وقد حان الوقت لمحاكمة المجرمين وإحقاق الحق.

ولأن لكل ظالم نهاية وقصاص مهما طال الزمن، نقول للمجرمين والقتلة وبصوت عال مع النبي اشعيا(33/01):”ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك”.

في الخلاصة، وحتى لا تتكرر غزوة بيروت والجبل، المطلوب وضع سلاح حزب الله وباقي الأسلحة الميليشياوية اللبنانية والفلسطينية بأمرة وإشراف الجيش اللبناني، وإقفال دكاكين الدويلات والمربعات الأمنية كلها، والعودة إلى الاحتكام للقانون والدستور وشرعة حقوق الإنسان، وليس للسلاح.

ولإنهاء احتلال حزب الله للبنان المطلوب من الأحرار اللبنانيين في الداخل وبلاد الانتشار على حد سواء، الذهاب إلى مجلس الأمن والمطالبة بإعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة، وتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل و 1559 و1701 و 1680،  ووضع لبنان تحت الفصل السابع، وتكليف القوات الدولية الموجودة في الجنوب بعد تعزيزها مسؤولية تأمين كل ما يلزم أمنياً وإدارياً لاستعادة الدولة وإعادة تأهيل اللبنانيين لحكم أنفسهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com.

 

واجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني/06 آيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143049/

إن فرائض الصلاة من أجل الآخرين على مختلف أنواعهم، خصوصًا من أجل الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتعاضد ومعونة، سواء كانوا من الأهل والأقرباء، أم من البعيدين والغرباء، هي في الواقع طقوس دينية ووجدانية تحاكي حنان ورحمة ومحبة الخالق القادر على كل شيء. كما أنها تعبر بأسلوب عملي وروحي عن قوة وصلابة وعمق إيمان ورجاء من يمارس هذه الفرائض من أجل غيره، لعلمه الأكيد أن الله أب للجميع، وهو رحيم ومحب وغفور، ويسمع ويستجيب لمن يلجأ إليه ويسعى إلى رحمته ويطلب معونته.

عجيبة شفاء المخلع

إنجيل القدّيس مرقس (2/1-12): “ثم دخل كفرناحوم أيضًا بعد أيام، فسُمِعَ أنه في بيت. وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يَعُدْ يَسَعُ ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة. وجاءوا إليه مُقَدِّمِينَ مفلوجًا يحمله أربعة. وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نَقَبُوهُ دَلَّوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعًا عليه. فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم: لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده؟ فللوقت شَعَرَ يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ، أن يُقال للمفلوج: مَغْفُورَةٌ لك خطاياك، أم أن يُقال: قُم واحمل سريرك وامشِ؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج: لك أقول: قُم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بُهِتَ الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط. ثم خرج أيضًا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم.”

هذه العجيبة في جوهرها اللاهوتي تبين لنا بما لا يقبل الشك أن الشفاعة والصلاة والتضرعات من أجل الآخرين مقبولة عند الله ومستجابة لديه. فالمخلع، كما جاء في إنجيل القديس مرقس، لم يسعَ للشفاء، ولا طلب المعونة والرحمة، ولا سأل المغفرة عن خطاياه، مع أن المسيح، كما يقول العديد من اللاهوتيين، كان يأتي إلى بلدة كفرناحوم باستمرار حيث يعيش هذا الشخص المصاب بالشلل.

وما هو لافت أيضًا في هذه العجيبة أن أهل وأقرباء وأصحاب المخلع هذا، أو ربما بعضًا من تلاميذ المسيح أنفسهم، هم من آمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه، فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كُوَّة فيه وإنزاله مربوطًا إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفاءه. إيمان هؤلاء القوي وثقتهم المطلقة بقدرة الرب وبرحمته دفعتهم للقيام بما قاموا به من أجل شفاء المخلع، فحقق لهم المسيح طلبهم مقدرًا فيهم قوة إيمانهم.

ولأن الخطيئة هي عذاب وموت أبدي في نار جهنم، ولأن آثامها ومغرياتها وفخاخها هي التي تُقعِد الإنسان في قيمه وأخلاقه وإيمانه، وتقتل فيه أحاسيسه وتخدر ضميره ووجدانه وتشله وتبعده عن خالقه وعن تعاليمه وطرقه القويمة، فقد غفر السيد المسيح خطايا المخلع أولًا، ومن ثم شفاه من علة الشلل وقال له: “قم احمل فراشك واذهب.”

إن الله لا يرد خائبًا من يطلب معونته بإيمان وثقة، وباهتمام كبير ومحبة أبوية خالصة يصغي لصلاتنا ولطلباتنا ويستجيب لها، وهو القائل: “اسألوا تُعطَوْا. اطلبوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ” (متى 7/7-8).

من هنا فإن فرائض الصلاة من أجل الغير، أحياء كانوا أم أمواتًا، أحباء أم أعداء، قريبين أم بعيدين، هي فرائض مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد سائلًا ولا يترك محتاجًا دون أن يسعفه.

جاء في إنجيل القديس متى (18/19-20) تأكيدًا على قوة الصلاة الجماعية: “وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنْ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ”. وقال القديس يعقوب في رسالته (5/16): “لِيُصَلِّ بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا”. وأضاف في رسالته (5/15): “وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تُخَلِّصُ الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهُ”.

إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض وواجب على كل مؤمن وتقي ومحب وغيور، وخصوصًا الصلاة من أجل خلاص الواقعين في التجارب الإبليسية وأفخاخ الخطيئة، ومن أجل غير القادرين عقليًا على استيعاب الأمور وتقدير عواقب الخطيئة، من مثل المرضى النفسيين والعقليين، وفاقدي القدرة على الحركة والنطق.

إن عجيبة شفاء المخلع ليست الوحيدة في الإنجيل التي يجترحها المسيح وتلاميذه والقديسين استجابة لطلب غير المعنيين بالأمر، إنما هناك عجائب أخرى كثيرة مماثلة، منها استجابة يسوع لطلب قائد المئة في بلدة كفرناحوم حيث شفى غلامه من مرض الفالج (متى 8/ 5-13)، ويسوع أيضًا أقام لعازر من القبر وأعاده إلى الحياة بناءً لطلب شقيقتيه مريم ومرتا (يوحنا 11/1-44). من هذا المفهوم الإيماني الراسخ يمكن فهم طلب المؤمنين في صلواتهم شفاعة السيدة العذراء وبركات كل القديسين.

لنصلِّ من أجل شفاء كل ضعيف وعاجز، أكان هذا الضعف جسديًا أو إيمانيًا أو أخلاقيًا، والله الذي هو محبة لا يرد لمن يسأله بإيمان أي طلب.

لنصلِّ ونطلب من الرب يسوع أن يحررنا من مغريات الأرض الفانية، ومن أجل أن يساعدنا لنسعى إلى اكتساب القيم الروحية والإيمانية والثقافية والاجتماعية.

لنصلِّ ونطلب من يسوع أن ينقي ضمائرنا وقلوبنا، ويحررنا من شرور أطماعنا ونزوات غرائزنا، وأن يعطينا نعمة التواضع لنكون رسل محبة وحرية وعدالة، ودعاة سلام ووئام.

يا رب أعطنا القوة والصبر لنرتضي العار في هذه الدنيا الترابية الفانية، راجين منك ومستغفرين ألاّ يسود وجهنا الخجلُ في يوم الحساب الأخير.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائمًا، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مميزة مع المعارض الشيعي البارز د. علي خليفة/ قراءة واقعية وعلمية واجتماعية ودينية ووطنية في مشروع وأهداف حزب الله الإرهابي والمجرم والجهادي الذي هو تنظيم إيراني 100% وتابع مباشرة للحرس الثوري الإيراني

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143135/

المقابلة هي موقع "كل لبنان من أعداد وتقديم الإعلامي وليد عبود/08 آيار/2025

نحن أبناء الطائفة المخطوفة.. د. علي خليفة: السلاح في رأسنا وقاضي قضاة لاهاي ليس على مستوى توقعاتنا

أحزاب الله وحركات أمل وأجيال الشيعة

د. علي خليفة/نداء الوطن/09 آيار/2025

من المظاهر البارزة للسقوط البنيوي داخل "حزب الله"، تنامي الاختلافات غير المسبوقة ضمن القيادة الحالية المتشكّلة على أنقاض مقتلة حرب الإسناد وانكفاء النفوذ الإيراني عن لبنان. فيبرز حزبٌ داخل "حزب الله" يميل إلى التهدئة السياسية، مقابل "حزب الله" آخر أكثر ارتباطاً بالحرس الثوري الإيراني الذي يدفع باتجاه التمسك بالسلاح. بالإضافة طبعاً إلى "حزب الله" وفيق صفا، متعهد الأعمال الوسخة على رأس فيلق "الموستيكات". ومن أحزاب الله أيضاً "حزب الله" الجيل الثاني من الذين قاتلوا في سوريا ويعتبرون اليوم أن التورط الإقليمي أضرّ بـ "الحزب".

 

إتيان صقر – أبو أرز: أحداث السويداء وواجب استيعابُها

08 آيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143130/

‏صدر عن رئيس حزب حراس الأرز حركة القومية اللبنانية اتيان صقر البيان التالي

تابعنا بقلقٍ وأسفٍ شديدين ما شهدته مؤخرًا محافظة السويداء في سوريا من اشتباكات طائفية دامية، أسفرت عن سقوط عددٍ كبيرٍ من الضحايا، وخلّفت جروحًا عميقة في النفوس. مشهدٌ يعيد إلى الأذهان ما حصل قبل أسابيع في الساحل السوري، ويشير إلى نمطٍ متصاعد من الاضطراب الأهلي الذي قد يمتد ويهدّد الاستقرار في سوريا والمنطقة عمومًا.

إنّ هذه الاضطرابات لا يمكن عزلها عن محيطها الجغرافي، لا سيما لبنان، الذي تجمعه بسوريا روابط جغرافية وسياسية متداخلة. ومن هذا المنطلق، فإنّ اللبنانيين يشعرون بقلقٍ مضاعف لأسبابٍ عدة، نذكر منها اثنين:

1.ما يجري على حدودنا الشمالية الشرقية ينعكس حتمًا على الداخل اللبناني، استنادًا إلى المثل الشعبي: “إذا جارك بخير، فأنت بخير”، خصوصًا أن لبنان يمرّ اليوم بظروفٍ مصيرية نتيجة الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الدائرة على أرضه.

2.اللبنانيون، الذين خبروا طويلاً ويلات الحروب وتداعياتها المؤلمة، ينظرون بريبة إلى احتمال تمدّد هذه الأحداث إلى الداخل اللبناني، مما قد يفتح الباب، لا سمح الله، أمام موجاتٍ من الفوضى والفتن لا تُحمد عقباها، خاصةً في ظل وجود بؤر توتر عديدة في مجتمعنا قابلة للاشتعال في أي لحظة.

إنّ تجدُّد الاضطرابات الطائفية في مناطق مختلفة من سوريا يُضعف صورة النظام الحديث العهد، ويقوّض فرص إعادة الانفتاح العربي عليه، كما يُعيق مساعي رفع العقوبات الغربية والانخراط مجددًا في المنظومة الإقليمية والدولية.

نقول هذا الكلام حرصًا منا على نجاح هذا النظام، الذي وقفنا إلى جانبه في أحلك ساعات صراعه مع النظام “الأسدي” البائد، طالبين منه أن يبذل كل جهدٍ، بحكمةٍ وحنكة، لاحتواء هذه الفتنة، واستيعاب الأزمة، وإعادة الأمن والسلام إلى ربوع بلاده وشعبه.

والله ولي التوفيق.

لبيكِ لبنان

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة /هدف مهم من الحزب لاحقته الغارات الاسرائيلية في انفاق الجنوب. ماذا حصل ؟

https://www.youtube.com/watch?v=ToBYNxuxoDw&t=608s

فيديو

 اسرائيل لاحقت "هدفا"  مهما من الحزب في انفاق تلة علي الطاهر . من هو الهدف ؟

١- حزام ناري اسرائيلي لتدمير انفاق و مستودعات للخزب قرب النبطية. و ملاحقة "هدف" مخم داخل الانفاق!

٢- دمشق - تل ابيب : بدأت الاتصالات الاستخباراتية بهدف " بناء الثقة"!

 

رابط فيدية من العربية للحلقة "" لليوم/حماس: لبنان لم يطلب منا إلقاء السلاح.. ونتنياهو لحماس: ارفعوا الراية البيضاء

https://www.youtube.com/watch?v=KQBmaK0DB0c

 

رابط فيديو حلقة نقاش من محطة العربية "برنامح ساعة حوار"/لم الإصرار الإسرائيلي على استهداف لبنان رغم وقف إطلاق النار؟

https://www.youtube.com/watch?v=ISYDZcvCta4

 

عشرات الغارات الإسرائيلية على انفاق في منطقة النبطية وتل أبيب تعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله/من هو ابو حسين شحرور الذي اغتالته اسرائيل اليوم

/08 آيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143124/

أدرعي عن غارات اليوم: هاجمنا موقعًا لإدارة منظومة النيران التابعة للحزب

حزام ناري على «موقع تحت الأرض» قرب قلعة الشقيف: ما أهمية الهدف الذي قصفته إسرائيل بكثافة؟

عشرات الغارات الإسرائيلية على النبطية.. وتل أبيب تعلن استهداف بنى تحتية لـ”حزب الله”

من هو قائد «الحزب» ابو حسين شحرور الذي اغتالته اسرائيل في النبطية؟

هل رمى عناصر «اليونيفيل» صورًا وأعلام لـ«الحزب» في عيترون؟

الجيش الإسرائيلي: قصفنا موقعاً تابعاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان والغارات أدَّت إلى سقوط قتيل و8 جرحى

 

أدرعي عن غارات اليوم: هاجمنا موقعًا لإدارة منظومة النيران التابعة للحزب

جنوبية/08 آيار/2025

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي أنّ “طائرات سلاح الجو تهاجم موقعًا لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لمنظمة حزب الله في منطقة جبل البوفور (الشقيف) جنوب لبنان”.وقال: “أغارت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو قبل قليل على موقع في منطقة جبل البوفور جنوب لبنان، كان يُستخدم لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لمنظمة حزب الله. خلال الغارة، تم استهداف مخربين، وسائل قتالية، وآبار. يُعد هذا الموقع جزءًا من مشروع تحت أرضي استراتيجي، وقد خرج عن الخدمة نتيجة غارات الجيش الإسرائيليّ. وجود هذا الموقع والنشاط فيه يُشكلان خرقًا فاضحًا للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان”. وشدّد على أنّ “الجيش سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على أمن إسرائيل، وسيمنع أي محاولة لإعادة بناء قدرات منظمة حزب الله”.

 

حزام ناري على «موقع تحت الأرض» قرب قلعة الشقيف: ما أهمية الهدف الذي قصفته إسرائيل بكثافة؟

جنوبية/08 آيار/2025

في تصعيد هو الأعنف ربما منذ بدء الهدنة الهشة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباح يوم الخميس، 8 أيار 2025، ما وصفه الإعلام بـ«حزام ناري» كثيف، تمثل في تنفيذ ما بين 15 إلى أكثر من 30 غارة جوية متتالية استهدفت منطقة حرجية وتلالاً وعرة تقع بين بلدتي النبطية الفوقا وكفرتبنيت في قضاء النبطية جنوب لبنان. هذا القصف المكثف، الذي دوّت انفجاراته في أرجاء المنطقة وأثار هلع السكان، لم يستهدف موقعاً عادياً، بل طال منطقة ذات أهمية استراتيجية وتاريخية بالغة، تقع ضمن ما يُعرف بـ«جبل البوفور» أو محيط قلعة الشقيف التاريخية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر فيه «موقعاً مهماً تحت الأرض» تابعاً لمنظومة «حزب الله» العسكرية. فما هي الأهمية الاستراتيجية والتاريخية لهذه المنطقة؟ وماذا تكشف هذه الضربة عن طبيعة الصراع المستمر ودلالات التصعيد الأخير؟

قلعة الشقيف ومحيطها: جغرافيا الصراع ورمزية التاريخ

تتمتع منطقة قلعة الشقيف (المعروفة أيضاً بقلعة بوفور Beaufort أي الحصن الجميل) بأهمية استراتيجية استثنائية. تشرف القلعة والتلال المحيطة بها، التي ترتفع لأكثر من 700 متر، على مساحات واسعة من جنوب لبنان (سهل مرجعيون، مجرى نهر الليطاني) وشمال فلسطين المحتلة (الجليل الأعلى، سهل الحولة).  هذا الموقع الجغرافي الفريد جعلها عبر التاريخ نقطة تحكم وسيطرة ونقطة مراقبة لا غنى عنها لأي قوة تسعى للسيطرة على المنطقة أو الدفاع عنها.

تاريخ حافل: منذ العصور الصليبية مروراً بالمماليك والعثمانيين، كانت القلعة محوراً عسكرياً. وفي التاريخ الحديث، شكلت معقلاً أساسياً لمنظمة التحرير الفلسطينية في السبعينيات وأوائل الثمانينيات، ومنصة لإطلاق العمليات ومراقبة التحركات الإسرائيلية. وشهدت أسوارها ومحيطها عام 1982 واحدة من أعنف المعارك خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة شرسة قبل احتلالها.

الاحتلال الإسرائيلي وما بعده: حولت إسرائيل القلعة ومحيطها إلى موقع عسكري رئيسي لها طوال فترة احتلالها للشريط الحدودي، وتعرضت القلعة نفسها لأضرار وتغييرات كبيرة. شكل تحريرها على يد «حزب الله» مع الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 حدثاً رمزياً كبيراً للحزب، واعتُبرت المنطقة منذ ذلك الحين جزءاً أساسياً من البنية العسكرية والأمنية للحزب في الجنوب، مستفيداً من طبيعتها الجبلية الوعرة التي تسهل عمليات التحصين والتمويه والأنشطة تحت الأرض.

أهمية الموقع اليوم: «حزب الله» والتشبث بالحصن المنيع و«المسافة صفر»

من وجهة النظر الإسرائيلية، لا تكمن أهمية منطقة قلعة الشقيف فقط في تاريخها، بل في دورها الحالي كـ«تهديد استراتيجي قائم». تشير التقارير والتصريحات الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن «حزب الله» يستغل التضاريس الوعرة والمرتفعات الشاهقة في هذه المنطقة (المعروفة إسرائيلياً بـ«جبل البوفور») لأغراض عسكرية حيوية.

في المقابل، وبالرغم من شح التصريحات المباشرة من «حزب الله» حول استخدامه الحالي المحدد لمنطقة الشقيف، إلا أن الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة بالنسبة له تبدو واضحة بناءً على التاريخ والجغرافيا. فبالإضافة إلى القيمة الرمزية الهائلة للقلعة كموقع شهد هزيمة للجيش الإسرائيلي وانسحابه عام 2000، فإن طبيعة المنطقة الجبلية الحصينة توفر غطاءً طبيعياً مثالياً ومواقع دفاعية قوية. يُعتقد أن الحزب يستفيد من هذه الميزات لـ:

القيادة والسيطرة والمراقبة: إقامة مراكز قيادة ميدانية ومواقع مراقبة متقدمة تستفيد من الارتفاع والإشراف الواسع على التحركات الإسرائيلية ومناطق الجنوب اللبناني.

التحصين والأنفاق: استخدام التضاريس لإنشاء شبكات أنفاق ومخابئ ومخازن تحت الأرض (وهو ما يتوافق مع الادعاءات الإسرائيلية)، بهدف حماية المقاتلين والعتاد وتسهيل الحركة والتخفي.

القيمة التكتيكية: الاستفادة من الموقع كـ«مسافة صفر نحو أي هدف»، كما نُقل عن مسؤول لبناني سابق في صحيفة «الأخبار»، مما يعني قدرة الموقع على التأثير المباشر في الميدان سواء بالرصد أو بالنيران (وإن كان القصف الإسرائيلي الأخير استهدف، بحسب التقارير، مناطق حرجية وليس منصات إطلاق واضحة).

إشراف القلعة على نهر الليطاني (MEE/Lizzie Porter)

ما وراء التصعيد الأخير؟

1- استمرار النهج الإسرائيلي: يؤكد هذا الهجوم استمرار السياسة الإسرائيلية الهجومية ضد «حزب الله» رغم الهدنة الهشة القائمة. فبعد اغتيال القائد اللوجستي المزعوم عدنان حرب قبل يومين، يأتي استهداف موقع قيادة وسيطرة (حسب الادعاء الإسرائيلي) ليظهر إصرار إسرائيل على تقويض قدرات الحزب العسكرية والعملياتية، سواء جنوب أو شمال الليطاني، ومنعه من إعادة بناء أو تأهيل بنيته التحتية التي تضررت في الأشهر السابقة.

2- فراغ الدولة اللبنانية؟: يرى محللون أن مثل هذه العمليات الإسرائيلية الواسعة داخل الأراضي اللبنانية، والتي تأتي رداً على وجود ونشاط عسكري لـ«حزب الله» تعتبره إسرائيل خرقاً للقرار 1701، تُستغل أو تُصبح ممكنة بسبب ما يعتبره البعض عجزاً أو تباطؤاً من الدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية (بما فيها الجيش) عن بسط سلطتها الكاملة على كافة أراضيها، وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بنزع السلاح غير الشرعي جنوب الليطاني. هذا الواقع، من وجهة نظر البعض، يترك لإسرائيل مبرراً (في نظرها) للقيام بـ«المهمة بنفسها»، مما يضعف سيادة لبنان ويزيد من خطر الانزلاق لحرب أوسع، كما يقول الإعلامي في صحيفة «النهار» علي حمادة

3- جدل السلاح والإصلاح: تُثير هذه الأحداث مجدداً الجدل اللبناني الداخلي حول أولوية نزع السلاح غير الشرعي مقابل الإصلاحات السياسية والاقتصادية. فبينما يرى البعض (خاصة من حلفاء الحزب) أنه لا يمكن نزع السلاح قبل بناء دولة قوية وتحقيق إصلاحات جذرية، يرى فريق واسع من اللبنانيين وبعض القوى السياسية أن العكس هو الصحيح؛ إذ يعتبرون أن وجود سلاح خارج سيطرة الدولة هو العائق الأكبر أمام بناء الدولة والإصلاح الحقيقي، وأن حصر السلاح بيد القوى الشرعية هو «حماية للإصلاح» وليس نتيجة له

4- الرسائل الإسرائيلية: تحمل الضربة رسائل متعددة: رسالة ردع لـ«حزب الله» بعد أي عمليات قد يكون نفذها، ورسالة استعراض قوة وقدرات استخباراتية وعملياتية، ورسالة للحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي مفادها أن إسرائيل لن تتسامح مع ما تعتبره تهديداً استراتيجياً يتشكل على حدودها، حتى لو تطلب الأمر عمليات واسعة النطاق.

منطقة الشقيف.. صراع لا ينتهي

مرة أخرى، تجد منطقة قلعة الشقيف نفسها في قلب الصراع. تاريخها الطويل كحصن وموقع استراتيجي، ورمزيتها الكبيرة لكافة الأطراف، يجعلان منها ومن محيطها مسرحاً دائماً للمواجهات.

القصف الإسرائيلي العنيف اليوم ليس مجرد حادث عابر، بل هو مؤشر على استمرار الصراع العميق بين «حزب الله» وإسرائيل، وعلى هشاشة الهدوء النسبي، وعلى تعقيدات الوضع اللبناني الداخلي حيث يتداخل ملف السلاح غير الشرعي مع تحديات بناء الدولة وسيادتها. وتبقى منطقة الشقيف، بما تمثله من تاريخ وجغرافيا ورمزية، شاهداً على صراع يبدو أنه لا يزال بعيداً عن نهايته.

 

عشرات الغارات الإسرائيلية على النبطية.. وتل أبيب تعلن استهداف بنى تحتية لـ”حزب الله”

هنا لبنان/8 أيار, 2025

في تصعيد خطير ينذر باتساع رقعة المواجهة، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على منطقة النبطية، مستهدفًا مواقع وأودية حرجية في واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء التوترات على الجبهة الجنوبية. الانفجارات الهائلة التي هزّت المنطقة خلّفت حالة من الهلع بين السكان، في وقت لا تزال فيه الطائرات الإسرائيلية تحلق في الأجواء، وسط معلومات إسرائيلية عن استهداف “مجمع عسكري لحزب الله” ونيّة واضحة بمواصلة سياسة الردع والهجوم. وفي التفاصيل، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي، اعتبارًا من الحادية عشرة والربع من صباح اليوم الخميس، حزاماً نارياً عنيفاً على منطقة النبطية، حيث شنّ سلسلة غارات على دفعتين، مستهدفًا الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، وكفررمان. وتركزت معظم الغارات على منطقة “أخرج علي الطاهر” والموقع الإسرائيلي السابق. وأحدث دوي الصواريخ المنقضّة انفجارات هائلة ترددت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب، ما أثار أجواء من الرعب والهلع لدى المواطنين. كما تسببت حالة الهلع في ازدحام سير بالطرقات، فيما كانت تعبر عشرات سيارات الإسعاف باتجاه محيط المناطق المستهدفة. ولا يزال الطيران الحربي الإسرائيلي يحلّق على علو منخفض جداً فوق المنطقة المستهدفة بين النبطية وكفررمان. بدورها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي نفذ موجة غارات على منطقة النبطية جنوبي لبنان. كما أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ 20 غارة على دفعتين في جنوب لبنان. وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي نفذ هجوماً ضد هدف بالغ الأهمية في جنوب لبنان. كما أفاد مصدر أمني إسرائيلي، اليوم الخميس، بأن “الجيش الإسرائيلي استهدف مجمعاً عسكرياً لحزب الله في النبطية”. وأشار المصدر، في حديث إلى “العربية”، إلى أنّ “المجمع العسكري لحزب الله في النبطية كان يحتوي على أسلحة وأنفاق”. وكان مصدر عسكري إسرائيلي، قد قال في وقت سابق: “سنحافظ على سياستنا الهجومية ضد حزب الله”. وأعلنت القناة 13 الاسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي ينفذ هجمات واسعة في لبنان. وشمل الاستهداف أكثر من 15 هدفًا حتى الآن في جنوب لبنان. ومن جهة أخرى، ألقت محلقة إسرائيلية أوراق عملات مزورة فوق بلدة الناقورة تحمل عبارات ضد حزب الله. في حين أطلقت قوات إسرائيلية النار على سيارة مدنية على طريق العديسة – كفركلا ونجاة ركابها. كما استهدفت مدفعية إسرائيلية مزرعة بسطرة واطراف شبعا بقذيفتين مدفعيتين.

 

من هو قائد «الحزب» ابو حسين شحرور الذي اغتالته اسرائيل في النبطية؟

جنوبية/08 آيار/2025

في الهجوم الإسرائيلي غير المعهود منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الفائت، في أحراج منطقة علي الطاهر في النبطية جنوب لبنان اليوم الخميس، برز وجود شهداء وجرحى وليس فقط تدمير مقرات عسكرية.  وأفادت المعلومات عن سقوط شهيدين و8 جرحى في هذه الغارات، وهذا ما لم يكشفه بيان الجيش الإسرائيلي الذي أعلن استهداف ما زعم إنها «إدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لمنظمة حزب الله» في الهجوم.

الهجوم ضخم

وفي هذا السياق، كشفت قناة «سكاي نيوز عربية» ان «الغارات الإسرائيلية على مرتفعات النبطية جنوبي لبنان دمرت عدداً من المنشآت الضخمة التابعة لحزب الله والصواريخ المستخدمة مخصصة لاختراق التحصينات». وأعلنت القناة وجود «قتلى من حزب الله لم يُعرف عددهم جراء الغارات».

أبو حسين شحرور

عليه، وبحسب صفحات موالية لحزب الله، تشير المعلومات إلى استشهاد علي محمد شحرور أو أبو حسين شحرور، والملقب بـ «شطاح». وأبو حسين شحرور من مواليد بلدة هونين في جنوب لبنان، ويقيم في بلدة حاروف الجنوبية أيضا. وقد وصفته مصادر إعلامية مقربة من حزب الله بأنه «مجاهد منذ الطلقات الأولى»، مع الإشارة إلى دوره في «عملية سجد النوعية الأولى». ونُفذت هذه العملية في 11 أيار 1997، حيث تمكن عناصر حزب الله من تحرير موقع سجد والسيطرة التامة عليه لأكثر من ساعة، وإخلائه لاحقًا بعد تدميره.

أبو حسين شحرور كما نعته صفحات موالية لحزب الله اليوم

«على خط الولاية»

من جهتها، نعت صفحات تابعة لبلدة حاروف أبو حسين شحرور بعبارة: «حاروف مجددا تقدم الشجعان على خط الولاية، أبو حسين شحرور .. هنيئا».  في ظل هذه المعطيات، يُرجح أن يكون أبو حسين شحرور شخصية قيادية في حزب الله، نظرًا للإشارات الواردة من مصادر مختلفة حول تاريخه في صفوف المقاومة والدور المنسوب إليه في عملياتها. إقرأ/ي أيضا: حزام ناري على «موقع تحت الأرض» قرب قلعة الشقيف: ما أهمية الهدف الذي قصفته إسرائيل بكثافة؟

 

هل رمى عناصر «اليونيفيل» صورًا وأعلام لـ«الحزب» في عيترون؟

جنوبية/08 آيار/2025

شهدت بلدة عيترون الحدودية جنوب لبنان الخميس حادثة توتر بين مجموعة من أهالي البلدة ودورية تابعة لقوات اليونيفيل (قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان)، إثر قيام عناصر الدورية بإزالة أعلام وصور شهداء كانت مثبتة على منعطف الطريق المؤدي إلى بلدة عيترون من جهة بليدا، بحسب ما روى سكان مقربون من حزب الله.  وأظهر مقطع فيديو، وثّقه أحد الشبان من البلدة، عناصر من الدورية وهم يحاولون التخلص من الأعلام والصور عبر رميها في حاوية للنفايات. وبحسب شهود عيان، فإن الدورية حاولت مغادرة المكان بسرعة بعد اعتراض عدد من الشبان لها، ما أدى إلى توتر إضافي، إذ كادت مركبة اليونيفيل أن تصطدم بالمحتجين الذين حاولوا منعها من مغادرة الموقع. وانتهت الحادثة بمغادرة الدورية المنطقة دون تسجيل أي إصابات أو أضرار مادية، وسط استنكار من الأهالي الذين طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن هذه التصرفات ومنع تكرارها. وفيما لم يتمكن موقع «جنوبية» من التأكد من تفاصيل الخبر بشكل مستقل، لم توضح «اليونيفيل» في بيان رسمي مجريات هذا الإشكال حتى اللحظة.

 

الجيش الإسرائيلي: قصفنا موقعاً تابعاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان والغارات أدَّت إلى سقوط قتيل و8 جرحى

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 آيار/2025

قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إن طائراته قصفت موقعاً لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لـ«حزب الله» في منطقة جبل البوفور (الشقيف) بجنوب لبنان. وأضاف في بيان أنه جرى خلال الغارة استهداف مسلحين ووسائل قتالية وأنفاق، واصفاً الموقع بأنه «جزء من مشروع استراتيجي تحت الأرض، وقد خرج عن الخدمة نتيجة الغارات». وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم، سقوط قتيل و8 إصابات جرّاء الغارات الإسرائيلية على محيط مدينة النبطية. من جانبها، قالت الرئاسة اللبنانية في حسابها على منصة «إكس» إن الرئيس جوزيف عون يتابع التطورات الأمنية في الجنوب في ضوء الهجوم الإسرائيلي على منطقة النبطية.

وشنّت إسرائيل سلسلة غارات عنيفة في جنوب لبنان، اليوم، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية»، مع تواصل الضربات خلال الأشهر الأخيرة رغم سريان وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله». وأتت غارات، اليوم، غداة مقتل القيادي في الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية خالد أحمد الأحمد بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صيدا بجنوب لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي استهداف الأحمد الذي قال إنه «شغل منصب مسؤول عمليات (حماس) بالقطاع الغربي في لبنان»، عادّاً أن «أنشطته شكّلت تهديداً لدولة إسرائيل ومواطنيها». وتؤكد السلطات اللبنانية في الآونة الأخيرة قرارها «حصر السلاح بيد الدولة»، وسط ضغوط أميركية متصاعدة لسحب سلاح «حزب الله» بعدما تكبّد خسائر فادحة في البنية العسكرية والقيادية خلال الحرب مع إسرائيل. ونصّ اتفاق وقف النار الذي أبرم بوساطة أميركية وفرنسية، على انسحاب مقاتلي «حزب الله» من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل. كذلك، نصّ على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها جنوب لبنان خلال الحرب. وقد انسحبت القوات الإسرائيلية منها، باستثناء 5 مرتفعات تتيح لها الإشراف على جانبي الحدود.

 

لبنان يتسلم وثائق وخرائط من فرنسا تساعده في ترسيم حدوده مع سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 آيار/2025

أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم (الخميس)، أنها تسلمت نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية السورية. وذكرت «الخارجية»، في حسابها على منصة «إكس»، أن الوزير يوسف رجي تسلم الوثائق والخرائط من سفير فرنسا في بيروت هيرفيه ماغرو، وذلك بناء على طلب لبنان.

وأضافت الوزارة أن هذه الوثائق والخرائط ستساعد لبنان في عملية ترسيم حدوده البرية مع سوريا.

 

لاوون الـ 14: ليكن السلام معكم... سلام ينزع السلاح

نداء الوطن/09 آيار/2025

شهد العالم، بالأمس، واحدة من أكثر اللحظات إثارة ورهبة في قلب الفاتيكان، لحظة تتكرّر كل بضع سنوات، لكنها لا تفقد شيئاً من سحرها وجلالها: انتخاب البابا الجديد.

مع اقتراب الساعة السادسة مساءً بتوقيت روما وبعد الدورة الانتخابية الرابعة، تجمّع الآلاف من المؤمنين والسياح والإعلاميين في ساحة القديس بطرس. كل الأنظار كانت موجّهة نحو المدخنة الصغيرة المنصوبة فوق كنيسة السيستينا. لحظات من الترقب المشحون، أنفاس محبوسة وقلوب تخفق على إيقاع الانتظار. وفجأة، خرج الدخان الأبيض... دخان ناصع يرتفع كرسالة إلى العالم: "لقد تم انتخاب البابا". ارتفع التصفيق، وانطلقت صيحات الفرح بلغات شتّى، فيما قرعت أجراس كاتدرائية القديس بطرس قرعاً احتفالياً ملأ أجواء روما بروحٍ جديدة. لقد بُشّر العالم بولادة راعٍ جديد للكنيسة الكاثوليكية.

غرفة الدموع

في تلك اللحظات، بدأت حركة نشطة داخل أروقة الفاتيكان. الكاردينال المنتخب دخل "غرفة الدموع"، وهي غرفة صغيرة قرب الكنيسة، سُمّيت كذلك لأن العديد من البابوات، عند ارتدائهم الثوب الأبيض للمرة الأولى، ذرفوا دموعاً أمام هول المسؤولية. هناك، اختار البابا الجديد اسمه البابوي وارتدى الثوب الأبيض الذي سيرافقه طوال حبريته.

الإعلان الرسمي

في الخارج، ازداد الترقب. الجميع بانتظار الإطلالة الأولى، الاسم، والوجه. على الشرفة الرئيسية للبازيليك، المعروفة بـ"شرفة البركات"، تقدّم الكاردينال جان-لوي توران، وهو الأول بين الكرادلة الشمامسة، وصدح بصوته بالكلمات التاريخية: "Habemus Papam" لدينا بابا! ثم أعلن اسمه: لاوون الرابع عشر. انطلق التصفيق مجدداً، مغموراً بالدهشة والفرح، وحتى المفاجأة.

من هو البابا الجديد؟

روبرت فرانسيس بريفوست هو أول أميركي يُنتخب بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، تحت اسم لاوون الرابع عشر. وُلد في 14 أيلول 1955 في شيكاغو، لوالدين من أصول فرنسية، إيطالية، وإسبانية.

بدأ مسيرته التكرسيّة بانضمامه إلى رهبنة القديس أوغسطين عام 1977، ورُسم كاهناً في 19 حزيران 1982. في عام 1999، انتُخب رئيساً إقليمياً للرهبنة في شيكاغو، ثم شغل منصب الرئيس العام للرهبنة من 2001 إلى 2013. في 3 تشرين الثاني 2014، عيّنه البابا فرنسيس مديراً رسوليّاً لأبرشية تشيكلايو في بيرو، ورُسم أسقفاً في 12 كانون الأول من العام نفسه. وفي 26 أيلول 2015، أصبح أسقفاً لتشيكلايو. عام 2023، تولّى رئاسة دائرة الأساقفة في الفاتيكان، وهو المنصب الذي شغله حتى انتخابه بابا.

الإطلالة الأولى

أطلّ البابا لاوون الرابع عشر على العالم بحضور وقور طغى عليه عمقٌ روحيّ ذكّر الكثيرين بالبابا القديس يوحنا بولس الثاني. كان مرتدياً اللباس البابوي الكامل: الرداء الأبيض، الوشاح الأحمر، والصليب الصدري المذهّب. اقترب من شرفة البركات حاملاً أوراقاً مرتّبة، مصرّاً على أن تكون كلماته مدروسة وواضحة. ومع ذلك، لم يتردّد في التوقّف لحظة لينظر إلى الجماهير بعفوية، يحيّيهم بإشارة من يده وابتسامة دافئة، نازعاً من اللحظة رهبتها، وغارساً فيها دفء الأبوة. ثم بدأ كلمته المكتوبة، جامعاً بين الإسبانية والإيطالية، كمن يخاطب قلوب الناس لا عقولهم فقط. اختتم كلمته بالصلاة للعذراء، ثم منح الجماهير بركته الرسولية الأولى.

مرحلة جديدة، بين التحديات والآمال

بهذه اللحظة، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة والعالم. البابا الجديد أمامه جبلٌ من المسؤوليات وأمواجٌ من التحديات الروحية والرعوية والإنسانية والسياسية. منذ انتخابه، لم يعد رجل إيمان فحسب، بل أصبح أباً لأكثر من مليار ونصف كاثوليكي، وصوتاً أخلاقياً عالمياً يُنتظر منه أن يتصدّى لقضايا العالم ويُلهم القلوب.

ينتظره العمل عن كثب مع دوائر الكرسي الرسولي، والكرادلة، والمجالس الفاتيكانية، واتخاذ قرارات حاسمة في ملفات شائكة: إصلاح الكنيسة، شفافية الإدارة، قضايا الاعتداءات، الفقر، الهجرة، العدالة الاجتماعية، والمثلية والعائلة. كما سيُطلب منه السفر المستمر، ليس فقط جغرافياً، بل إنسانياً، إلى مناطق النزاع والهامش، حيث يتوق الناس إلى لمسة أمل وكلمة تعزية ووقفة تضامن.

رسالة البابا، الثبات والتجدد

عقائدياً، عليه أن يوازن بين الثبات على الإيمان والانفتاح على تساؤلات العصر. أن يصغي للأجيال الجديدة من دون أن يتخلى عن جذور الكنيسة، وأن يكون شاهداً للسلام والحق في كل موقف وكلمة.

لكن التحدّي الأكبر، ربما، هو أن يجمع بين التواضع والمسؤولية، أن يكون خادماً لا سيّداً، حاضراً لا متعالياً، يشبه المسيح في رعايته، ويقود الكنيسة لا كحاكم، بل كراعٍ يسير أمام خرافه، يصغي إلى أنينهم، ويقودهم إلى مرعى الرجاء. هكذا، خُتمت صفحة وبدأت أخرى. والعالم، كما في كل مرة، تابع اللحظة من روما، لكن صداها تخطّى الحدود، ليصل إلى كل قلب يتوق إلى الأمل، وكل مؤمن يبحث عن قائدٍ للروح.

واللافت أن البابا لاوون الرابع عشر ينتمي إلى الخط المعتدل داخل الكنيسة، ما قد يمنحه قدرة على الجمع بين الثبات العقائدي والانفتاح على الحوار. كما أن خلفيته الأميركية تفتح الباب أمام دور محوري له في تعزيز علاقات الكرسي الرسولي مع الولايات المتحدة، وربما في لعب دور وسطي فاعل في الملفات الدولية الحساسة، حيث تلتقي السياسة بالإيمان، وتُختبر القيادة على مسرح العالم.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس 8/5/2025

وطنية/08 آيار/2025

 * مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"

تحولات إقليمية كبرى ومتسارعة يجري تحت سقفها خلط أوراق وترتيب أخرى.

أما اللاعب الأبرز فيها فهو الولايات المتحدة وتحديدا رئيسها دونالد ترامب الذي فجر خلال ساعات مواقف ووعودا يمنة ويسرة...

فقبل أن ييمم وجهه شطر السعودية وقطر والإمارات الثلاثاء المقبل قرر الرئيس الأميركي الكشف عن صفقة تجارية رائعة مع بريطانيا وصفها بالعظيمة لكلا البلدين وستعزز الإقتصاد مشيرا إلى أنه تم انهاء العمل على إتفاق المعادن النادرة مع أوكرانيا معلنا أن أميركا قريبة من ابرام اتفاقات مع دول أخرى.

وإيران كان طيفها حاضرا في رحلة خروج الولايات المتحدة من حرب اليمن على نحو تراجع فيه ترامب عن خوض المعركة ضد حركة أنصار الله نيابة عن بنيامين نتنياهو الذي حاول احتواء الصدمة عبر قوله إن إسرائيل ستدافع عن نفسها في كل مكان ضد أي تهديد بمفردها.

هذا وأكد ترامب ردا على سؤال أنه لم يتم عقد صفقة مع الحوثيين لكنه سمع بذلك من مصدر جيد للغاية فيما أعرب عن خيبته بنتنياهو مؤكدا أنه سيتحرك بدونه في الشرق الأوسط في الوقت الذي أفيد فيه أن نتنياهو يشعر بالإحباط من ترامب.

اما وزير حربه يسرائيل كاتس فقال في تهديدات جديدة إن ما فعلناه بحزب الله وسوريا واليمن سنفعله في إيران.

وإيران كما الولايات المتحدة تستعدان لجولة رابعة من المفاوضات استبقها نائب الرئيس الأميركي (جي دي فانس) بالقول ان المحادثات بين البلدين جيدة حتى الآن وأكد انه سيجري إبرام اتفاق لمعاودة دمج إيران في الاقتصاد العالمي مع منعها من امتلاك سلاح نووي.

في لبنان غارات لسلاح الجو الإسرائيلي على شكل حزام ناري طال مناطق حرجية في النبطية وكفررمان وكفرتبنيت وقال خلالها جيش الاحتلال انه يلاحق هدفا مهما.

وعلى إيقاع هذه الاعتداءات تجري استعدادات للجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان الشمالي وعكار الأحد المقبل.

وأما الاهتمامات الرسمية فقد توزعت اليوم بين عين التينة والمصرف المركزي والبقاع.

ففي مقر الرئاسة الثانية ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري إجتماعا لهيئة مكتب المجلس أكد بعده نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب أن الحكومة مدعوة للتحرك من أجل إجراء المقتضى لوقف العدوان الإسرائيلي ولفت إلى أن الإنتخابات البلدية تسير بشكل منتظم وستحصل في التواريخ التي تم تحديدها.

وأما رئيس الجمهورية جوزاف عون فقصد مصرف لبنان باكرا حيث اجتمع مع حاكمه كريم سعيد ونوابه وخاطبهم بالقول إن مسؤوليتكم كبيرة لإعادة الثقة بالنظام المصرفي اللبناني.

اما حدود العلاقات بين لبنان والدول الخليجية فتشهد دفئا متجددا عكسه قرار الإمارات رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى بلاد الأرز في خطوة ستعقبها مبادرة مماثلة من السعودية ربما في عيد الأضحى.

كما عبر عن بدء عودة الدفء إعلان الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي من بيروت حيث أكد المستشار الأول للصندوق ميرزا حسن للNBN الإهتمام بمساعدة لبنان ولاسيما في ما يتعلق بقطاعات الكهرباء والمياه موضحا أن الصندوق سيعمل في جميع المناطق ولاسيما الجنوب.

* مقدمة "المنار"

لم تعد “ابواب الجحيم ” العنوان الصهيوني لحملة الابادة الجديدة التي تشنها حكومة بنيامين نتنياهو على غزة، بل فتح الفلسطينيون ابواب الجحيم بوجه جنوده الذين يتساقطون منذ ساعات قليلة حتى الآن في ثلاثة حوادث متفرقة في القطاع. ومع التكتم الصهيوني المطبق على الاحداث فان تقاطع الاخبار بين منصات عبرية وبيانات فلسطينية يشي بحوادث صعبة جدا ليس اقلها سقوط اعداد من القتلى والاصابات في صفوف جنود الاحتلال الذين تسللوا الى رفح فاطبق عليهم المقاومون الفلسطينيون المنازل التي كانوا يتحصنون بداخلها.

اما الحصن اللبناني من العدوانية الصهيونية المتصاعدة والتي تمثلت اليوم بحزام ناري على التلال في منطقة النبطية، فكان اعلان الهيئة الناظمة للقنب الهندي التي بشر بها الرئيس نواف سلام خلال جولته البقاعية مع تمسكه بخيار الدبلوماسية لردع الاعتداءات الاسرائيلية.

جولة تحت اعين الطائرات المسيرة الصهيونية التي ذكرت الرئيس بان سيادته مخترقة وان معادلاته عاجزة امام العنجهية الصهيونية. فاين اهل السيادة والحمية من تحليق الطائرات الاسرائيلية فوق رأس حكومة الاصلاح والانقاذ، وكيف سيبررون لهذا الاعتداء كعاداتهم مع كل عدوان؟ .

كتلة الوفاء للمقاومة التي اجتمعت برئاسة النائب محمد رعد دانت العدوانية الصهيونية المتمادية وطالبت الحكومة بسياسة ضاغطة وجادة تلاحق القوى الدولية النافذة التي تدعي صداقة للبنان لكي تقوم بما عليها فتوقف دعمها وتبريرها للاعتداءات الصهيونية المتمادية على لبنان واهله.

ولاهل الصبر والثبات المتمسكين بخيار المقاومة مهما غلت التضحيات تحية اجلال واكبار من الكتلة على وفائهم لا سيما في الجولة الاولى من الانتخابات البلدية وما سيليها من جولات.

وفيما يجول الصهيوني بعدوانه بكل اتجاه في المنطقة، جدد اليمني الواقف على اعلى جبال الشرف في الامة النائمة انهم ثابتون بوجه العدوانية الصهيونية وانهم لن يتركوا غزة واهلها، كما اكد قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الـ "أل بي سي"

بابا جديد للكاثوليك في العالم، فقد تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة الفاتيكان إيذانا بالإنتخاب.

لبنانيا، أعادت إسرائيل الوضع في الجنوب إلى المربع الأول من خلال "زنار الغارات" التي شنتها على مرتفعات النبطية شمالي الليطاني، والأخطر من الضربات أن إسرائيل تقول إنها لن توقف عملياتها... عداد الغارات يرتفع فيما لجنة المراقبة تكتفي بتسجيل الخروقات.

هذا يعني ان إسرائيل ستواصل عملياتها متى أتيح لها ذلك، والجواب لديها جاهز : ضرب بنى تحتية عسكرية لحزب الله  ولا فرق بالنسبة إليها بين جنوبي الليطاني وشمال الليطاني.

تاتي هذه التطورات الميدانية في وقت جال فيه رئيس الحكومة نواف سلام على الحدود الشرقية مع سوريا، في رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن لبنان ماض في ضبط حدوده.

بالتزامن ، كان لافتا الإعلان عن أن وزير الخارجية يوسف رجي تسلم من السفير الفرنسي وثائق من أيام الإنتداب الفرنسي على لبنان، تتعلق بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، الذي قام به فريق من الخبراء الفرنسيين أيام الأنتداب.

* مقدمة "الجديد"

مدخنة الفاتيكان وحدها بدخان ابيض وسط دخان العالم الاسود بالحروب العسكرية والتجارية تصاعد ابيض روما إيذانا باعلان  اسم الحبر الاعظم الذي سيخلف الراحل البابا فرنسيس.

وبانتظار الكشف عن شخصية سيد الايمان الابيض فان ساحة الاحتفالات عمت روما وساحة القديس بطرس.

وفي بقية دخان العالم: ترسيم حدود حكومية بقاعا وخرق اسرائيلي للحدود جنوبا.

وما بين الحدين تترقب المنطقة العربية زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب منطلقا من السعودية حيث سيكشف عن خزائنه التي وعد بها الشرق الاوسط.

ووفق التقديرات فإن اوراق الخزينة الاميركية تحمل عنوانين متوازيين: حل الدولتين مقابل تطبيع العلاقات ولن تهضم المملكة العربية السعودية اي طرح للسلام والتطبيع ما لم يأت مقرونا بالحل الفلسطيني، وهو ما تطالب به منذ اعلان المبادرة العربية في بيروت عام 2002.

واذا كانت اسرائيل بكل مؤسساتها ترفض حل الدولتين، فإن الولايات المتحدة ستقدم نفسها ضامنا وراعيا والضمانة الاميركية يتوقع ان تنسحب على اتفاق وقف اطلاق النار مع لبنان والذي دمرته اسرائيل اليوم بغارات هيستيرية في الجنوب وزعمت القناة 12 الإسرائيلية بأن سلاح الجو شن غارات على هدف مهم لحزب الله في جنوب لبنان.

واستهدفت الغارات التلال والمرتفعات الحرجية في كفرتبنيت والنبطية الفوقا.

وبدا ان الغارات الاسرائيلية العنيفة جنوبا ومن دون ذرائع عسكرية ومعها التصعيد في غزة والاتفاق مع اليمن، انما يستهدف فيها بنيامين نتنياهو تنفيذ غارات وهمية على زيارة ترامب الذي وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" يشعر بخيبة أمل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويعتزم اتخاذ خطوات وتحركات في الشرق الأوسط من دون التنسيق معه.

واما لبنانيا فإن اميركا تسعى الى تحقيق انجازات محلية عسكريا واقتصاديا لتجنب الضغط الاسرائيلي بالنار.

وبرز كلام نائبة المبعوث الرئاسي الاميركي مورغان اورتاغوس الى اللبنانيين والذي نصحت فيه بالإسراع في تنفيذ ما هو مطلوب ضمن مهلة زمنية معقولة للاستفادة من الزخم الأميركي الداعم.

* مقدمة الـ "أم تي في"

على بعد يومين من الجولة الثانية من الانتخابات البلدية الاحد المقبل, يتوزع المشهد اللبناني على 3 محاور.

الاول انتخابي, اذ لا شيء يعلو فوق صوت الحملات الانتخابية في بلدات محافظتي الشمال وعكار, في وقت تحبس العاصمة بيروت الانفاس قبل اسبوع من الجولة الثالثة خوفا من سقوط المناصفة.

وفي المعلومات ان فعاليات بيروت السنية تصر على الحفاظ على نسيج بيروت ومن هنا ستعلـَن غدا لائحة ٌ خالية من الحزبيين تجمع الشباب البيارتة ومدعومة من عدة اطراف بيروتية. ولكن تتخوف الاوساط من لجوء التغييريين الى التشطيب لخلق اشكالية في العاصمة.

المحور الثاني من المشهد اللبناني جاء من بوابة الجنوب وتحديدا من شمال الليطاني حيث سُجل تصعيد اسرائيلي هو الاعنف منذ وقف اطلاق النار. فقد نفذت اسرائيل حزاما امنيا عنيفا تمثل باكثر من 20 غارة على اطراف النبطية مع مناشير على شكل اموال مزيفة تتضمن رسائل ضد حزب الله. واعلن الجيش الاسرائيلي انه قصف موقعا لحزب الله يُستخدم لادارة منظومة اطلاق الصواريخ والدفاع في وقت اكدت تل ابيب مجددا على معادلة ٍ عنوانُها الحفاظ على سياستها الهجومية ضد حزب الله.

المحور الثالث تركز في البقاع, حيث وَضعت جولة رئيس الحكومة نواف سلام على المعابر الحدودية حجرَ الاساس لاطلاق عملية ترسيم الحدود مع سوريا. والرسالة واضحة الى دول الخليج والعالم: الفلتان على الحدود الشمالية ولـّى وكذلك التهريبُ ومصانعُ الكابتاغون. وتأتي هذه الجولة بالتزامن مع عودة الحديث عن مشروع تثبيت ابراج مراقبة بريطانية عند الحدود الشرقية مع سوريا.

ولكن قبل تفصيل كل ذلك نبدأ نشرتـَنا من خبر تصاعد الدخان الأبيض من الفاتيكان وانتخاب بابا جديد باطار الجولة الثالثة. ومن هناك ينضم إلينا عبر الهاتف الاب ايلي سمعان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

انتخاب الكاردينال الأميركي روبرت فرنسيس بابا جديداً

موقفع المدن/08 آيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143127/

أصبح الأميركي روبرت فرنسيس بريفوست (69 عاماً) الخميس، أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، واختار اسم ليون الرابع عشر.

وأمام حشد من المؤمنين الذين تجمّعوا في ساحة بازيليك القديس بطرس، أعلن الكاردينال الفرنسي دومينيك مامبيرتي إسم البابا الجديد، بعد العبارة الشهيرة باللاتينية "هابيموس بابام" (لدينا بابا). ويخلف البابا الجديد البابا فرنسيس الذي توفي في 21 نيسان/أبريل عن عمر 88 عاماً. وأطلّ البابا ليون الرابع عشر باسماً من على الشرفة وخاطب أكثر من 1,4 مليار كاثوليكي قائلاً باللغة الإيطالية الممزوجة بلكنة أميركية: "السلام عليكم جميعاً!".وشكر سلفه البابا فرنسيس الراحل، كما شكر زملاءه الكرادلة على انتخابه. ووجّه، على وقع تصفيق الجموع والهتافات، "نداء سلام الى جميع الشعوب". ودعا أول بابا أميركي في التاريخ إلى "بناء الجسور" عبر "الحوار"، داعياً إلى "المضي قدماً بدون خوف، متحدين، يداً بيد مع الله وبعضنا مع بعض".ويعتبر روبرت بريفوست مستمعاً جيداً ويصنّف بين المعتدلين. له خبرة في العمل بين الناس على الأرض، وداخل الفاتيكان. كان بين الأسماء المطروحة لخلافة البابا فرنسيس الذي عيّنه على رأس الوزارة النافذة المكلّفة تعيين الأساقفة. ويؤشر انتخاب بريفوست الذي عُيّن كاردينالاً في العام 2023، الى رغبة في الاستمرار على نهج البابا فرنسيس، وإن كان يرجّح أن البابا ليون الرابع عشر سيلتزم أكثر من البابا الراحل ببروتوكول الفاتيكان والتقاليد التي كان فرنسيس متمرّداً عليها.وانتخب البابا ليون في اليوم الثاني من التئام مجمع الكرادلة. وأجمعت غالبية الثلثين على اسمه، أي أنه حصد 89 صوتاً على الأقل. لكن نظراً للسرية المطلقة المحيطة بالمجمع المغلق، لا يفصح عن تفاصيل العملية الانتخابية.

تحديات كثيرة

هو البابا الـ267 للكنيسة الكاثوليكية، وأول حبر أعظم يأتي من الولايات المتحدة، والرابع على التوالي غير الإيطالي بعد البولندي يوحنا بولس الثاني (1978-2005)، والألماني بنديكتوس السادس عشر (2005-2015) والأرجنتيني فرنسيس (2013-2025). وكثيرة هي التحديات التي تنتظر البابا الجديد، من تراجع شعبية الكنيسة في أوروبا إلى مالية الفاتيكان مروراً بالتصدّي لظاهرة التحرّش بالأطفال في الكنيسة وتراجع الدعوات الكنسية. ولا بدّ له من أن يعيد اللحمة إلى التيّارات المختلفة في المؤسسة الكنسية التي تشكل تعايشاً بين قارة أوروبية تتمسّك بالعلمانية الى حدّ بعيد، و"أطراف" كانت محببة للبابا فرنسيس تنمو فيها الكنيسة سريعاً.كما سيكون عليه أن يهدىء الكوريا الرومانية التي فيها بعض أشدّ المعارضين للبابا الراحل وإصلاحاته، وأن يتعامل مع نزاعات عدة تهزّ العالم. وخلال القدّاس الإلهي الذي أقيم الأربعاء قبل انطلاق أعمال المجمع المغلق، قال عميد سن مجمع الكرادلة الإيطالي جوفاني باتيتسا ري في عظته إن البابا المقبل أمام "منعطف معقّد في التاريخ"، داعياً إلى "المحافظة على وحدة الكنيسة" و"التخلّي عن الاعتبارات الشخصية" في "هذا الخيار الذي يكتسي أهمّية قصوى".

تهاني وتمنيات

وفور إعلان اسم البابا الجديد، انهالت التهاني والتمنيات من قادة العالم.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالة على منصته الاجتماعية "تروث سوشال": "تهانينا للكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، الذي أُعلن بابا للتو. إنه لشرف كبير أن نُدرك أنه أول بابا أميركي. يا للحماسة ويا له من شرف عظيم لبلدنا". وأضاف "أتطلع إلى لقاء البابا ليون الرابع عشر. ستكون لحظةً بالغة الأهمية!".واعتبرت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني أن خطاب البابا ليون الرابع عشر "دعوة قوية إلى السلام".وتحدّث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن انتخاب "تاريخي" يفتح "فصلاً جديداً في قيادة الكنيسة وفي العالم".وأمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يساهم البابا "في إرساء السلام والأمل".وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة نشرها الكرملين: "أنا واثق بأن الحوار والتعاون البنّاءين القائمين بين روسيا والفاتيكان سيستمران في التطور على أساس القيم المسيحية التي توحدنا". وهنأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تخوض بلاده نزاعاً مدمّراً مع موسكو، البابا الجديد، آملاً في أن يواصل الفاتيكان دعم كييف "أخلاقياً وروحياً" من أجل "استعادة العدالة وتحقيق السلام الدائم". طهران، أن نيودلهي «لا تنوي التسبب في تصعيد جديد». وأضاف أن أي هجوم من جانب باكستان سيُواجه بـ«ردّ حازم للغاية».

 

تقارير: سفارة إسرائيل هدف لشبكة إيرانية في لندن وعراقجي ينفي «بصورة قاطعة» ويعرض المساعدة في التحقيق

لندن: «الشرق الأوسط»/08 آيار/2025

بعد أيام من حملة اعتقالات استهدفت إيرانيين في بريطانيا، اتضح أن السفارة الإسرائيلية في لندن «هدف لمخطط كانت شبكة متعددة الأذرع تنوي تنفيذه»، ورغم أن طهران نفت تورطها «بصورة قاطعة»، فإنها -وبشكل لافت- عرضت «المساعدة في التحقيق». ولم تؤكد الشرطة البريطانية أن السفارة الواقعة في كنسينغتون، غرب لندن، كانت الهدف المشتبه به، لكن تقريرين من «التايمز» و«بي بي سي» أفادا بأن «المعلومات بهذا الخصوص دقيقة للغاية». وتم اعتقال 5 رجال إيرانيين، السبت الماضي، بشبهة الإعداد لعمل إرهابي، وفي وقت لاحق قالت الشرطة إنها قررت توسيع استجوابهم ربطاً بما وصفته وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبير بـ«أكبر عملية لمكافحة إرهاب الدول في السنوات الأخيرة». ومن بين الاعتقالات، تمّت ملاحقة رجلين في جنوب غربي لندن على خلفية التحقيق في قضيتين منفصلتين، لكن الشرطة لديها شكوك في أنهما مرتبطان بمخطط إرهابي واحد. وتحدَّث وزير الدولة للأمن دان جارفيز في مجلس العموم، قائلاً إن مئات الضباط يجرون تحقيقات جنائية في مواقع مختلفة بأنحاء البلاد، ما يُشير إلى التعامل مع شبكة متعددة الأذرع. وأضاف أن الاعتقالات تُمثل «بعض أكبر التهديدات المرتبطة بدول أجنبية، وأكبر عمليات مكافحة الإرهاب التي شهدناها في الآونة الأخيرة».

تحقيق «يتحرك بسرعة»

قال دومينيك مورفي، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، إن التحقيق «يتحرك بسرعة»، وإن هناك «أسباباً إجرائية وازنة» تمنع الإفصاح عن مزيد من التفاصيل في هذه المرحلة. وفقاً لما ذكرته الشرطة، فقد تم اعتقال الرجال -اثنين منهم يبلغان من العمر 29 عاماً، وآخر يبلغ 40 عاماً، ورابع عمره 24 عاماً، والخامس 46 عاماً- على خلفية مخطط مزعوم لاستهداف «منشأة محددة». ولا يزال 4 من الرجال قيد الاستجواب بموجب قانون الإرهاب، أما الخامس الذي تم احتجازه بموجب قانون الشرطة والأدلة الجنائية فقد أُفرج عنه بكفالة حتى موعد لاحق في مايو (أيار) 2025. وقامت الشرطة بعمليات تفتيش في عدد من العناوين في مانشستر الكبرى، ولندن، وسويندون بوصفها جزءاً من التحقيق. وقال مورفي: «نطلب من العامة البقاء في حالة يقظة»، أما مفوض مكافحة الإرهاب، روبن سيمكوكس، فقال إن استهداف سفارة في المملكة المتحدة أمر غير مألوف، وفق إذاعة «بي بي سي 4». وأضاف: «إيران تسعى أيضاً إلى نشر نفوذها في المملكة المتحدة عبر معاهد دينية تسيطر عليها، وقنوات تلفزيونية، وجمعيات خيرية، ومؤسسات تعليمية، وحملات تضليل إلكترونية، جميعها منظمات تشارك طهران أهدافها وغاياتها». وأوضح سيمكوكس أن «النشاط الإيراني أكثر مكراً ودهاءً، وربما أكثر استراتيجية في اختيار أهدافه». وقالت صحيفة «التايمز» إن مسؤولي أمن حذّروا من تزايد التهديد الإيراني، وأقروا بأن التوترات الدولية قد تؤدي إلى أعمال عنف في شوارع المملكة المتحدة. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2024، قال كين ماكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني، إن إيران قد تستهدف مواقع داخل المملكة المتحدة إذا شعرت بأن دعم بريطانيا لإسرائيل يجعلها طرفاً في الصراع بالشرق الأوسط. ومنذ يناير (كانون الثاني) 2022، أحبطت الشرطة أكثر من 20 مخططاً للاغتيال أو الخطف مرتبطاً بطهران في بريطانيا، استهدفت معارضين ومنظمات إعلامية.

إيران تنفي وتعرض المساعدة

ولم تكتفِ طهران بنفي هذه التقارير فحسب، بل عرضت المساعدة في التحقيقات. وقال وزير الخارجية عباس عراقجي إنه ينفي «بصورة قاطعة» التقارير التي تربط بين مواطنين إيرانيين ومخطط إرهابي مزعوم يستهدف السفارة الإسرائيلية في لندن. وكتب عراقجي، في منشور على «إكس»، أن «إيران ترفض بصورة قاطعة أي تورط لها في مثل هذه الأعمال، وتؤكد أننا لم نتلقَّ أي معلومات بشأن أي مزاعم عبر القنوات الدبلوماسية المناسبة». وأضاف الوزير: «حثّت إيران المملكة المتحدة على التعاون معها حتى نتمكن من المساعدة في أي تحقيق بشأن مزاعم موثوقة. يشير التوقيت وعدم المشاركة إلى وجود خلل ما».

وقال إن هناك «تاريخاً لوجود أطراف ثالثة تسعى إلى عرقلة الدبلوماسية... وإثارة التصعيد من خلال اللجوء إلى اتخاذ إجراءات محبِطة، بما يشمل القيام بعمليات تحت رايات زائفة». وأضاف عراقجي أن «إيران مستعدة للتعاون لكشف حقيقة ما حدث، ونؤكد ضرورة أن توفّر السلطات البريطانية لمواطنينا الإجراءات القانونية الواجبة».

 

الشرع تحت مجهر ترمب «المفتون بالرجال الأقوياء» وتوجس أميركي من فراغ أمني يعيد «داعش» وأذرع إيران

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/08 آيار/2025

مع مرور 100 يوم على تنصيب أحمد الشرع رئيساً لسوريا، لا يزال المسؤولون الأميركيون ينظرون بحذر إلى إدارته، خوفاً من احتمالات نشوء فوضى قد تشكل أرضاً خصبةً لتنظيمات متطرفة ولإيران التي تحاول الإبقاء على موطئ قدم لها في سوريا، فضلاً عما يعنيه النفوذ التركي المتوسع على امتداد الأراضي السورية بالنسبة إلى إسرائيل. هذا بعض ما رصدته «الشرق الأوسط» خلال أحاديث مع كل من السفير روبرت وود، الذي شغل مناصب عدة في وزارة الخارجية الأميركية وعمل في البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، والسفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، والزميل الأول في دراسات الشرق الأوسط لدى مجلس العلاقات الخارجية البروفسور هنري باركي الذي شغل أيضاً وظائف حكومية، والسياسي والصحافي الأميركي السوري أيمن عبد النور.

أسئلة ومخاوف

يفضّل السفير روبرت وود التريث قبل الحكم بصورة نهائية على أداء الشرع الذي «يبدو أنه يتصرف كرئيس، ولكن يبقى أن نرى إن كان هناك جوهر وراء أدائه»، واصفاً الوضع في سوريا الآن بأنه «معقد وصعب للغاية»، لا سيما بعد «أعمال العنف الأخيرة... علينا أن نرى كيف سيدير الوضع». وإذ يعبر عن إعجابه باستضافة الشرع لمؤتمر الوحدة الوطنية، يرى وود أن «هناك بعض الأسئلة والمخاوف». بطريقة ما يتفق السفير روبرت فورد مع وود، فهو يرى أن تصرفات الشرع «تبدو رئاسية في كثير من الأحيان»، ومنها الاتفاق الذي وقعه مع قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي لأنه «إذا نُفذ، سيكون خطوة كبيرة نحو الاستقرار الداخلي». غير أن البروفسور باركي يلفت إلى أن عبدي «يسيطر على قوة أكبر بكثير من (هيئة تحرير الشام)»، وبطريقة ما، كان على الشرع عقد صفقة مع عبدي، الذي «إذا تحالف مع أقليات أخرى، مثل الدروز وغيرهم، سيصير مصدراً رئيسياً لمعارضة الشرع»، الذي «لا يريد الاعتماد على الأتراك لحمايته دائماً»، بالإضافة إلى أنه «يحتاج إلى إظهار استقلالية عن الأتراك». ولعل هذا ما يجعل باركي أكثر حذراً، على الرغم من أن الشرع بحسب «مظهره، يبدو وكأنه يتصرف كرئيس». بيد أن المشكلة تتعلق أكثر بـ«مسألة القيادة، وعجزه عن السيطرة على المتطرفين في حكومته ومؤسساته»، مشيراً إلى الانتهاكات الأمنية التي وقعت في اللاذقية وطرطوس، فضلاً عن أنه «لم يوحد البلاد حقاً». وربط باركي وصول الشرع إلى السلطة بـ«انهيار جيش النظام، ببساطة». ويكمن المأخذ الأكبر لدى باركي على الشرع في أنه «عيّن جهاديين سابقين كمحافظين في اللاذقية وطرطوس، أو أن جميع أعضاء حكومته إما أقاربه أو إخوته، أو، مرة أخرى، أشخاص من قاعدته»، فيما يستبعد مسؤولون أميركيون آخرون أن يكون للشرع دورٌ في الأحداث التي وقعت «لكننا لا نعرف من في حكومته متورط». ويؤكد عبد النور أن «هناك فارقاً» في نظرة السوريين إلى الشرع يوم انهيار نظام الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024 ونظرتهم اليوم، مؤكداً أن «الناس جميعاً وبينهم علويون كانوا مسرورين لسقوط الأسد ونظامه من دون سفك دماء». ويشرح أنه بعد حوالى 100 يوم، تغير الأمر بسبب «الفارق بين ما يصرح به رئيس الجمهورية أحمد الشرع والفريق المحيط به، خصوصاً وزير الخارجية أسعد الشيباني ومعظم المسؤولين متوسطي المستوى في المناطق وفي المناسبات المختلفة، وبين التنفيذ على الأرض».

التفاصيل مهمة

ويلتقي السفير فورد مع ما سبق بطرح «بعض الأسئلة الكبيرة»؛ منها المساءلة وسيادة القانون، بخاصة بعد أحداث اللاذقية وطرطوس، علماً بأن الشرع شكل لجنة للتحقيق في ما حصل. لكنه يعود ويسأل: «هل سيحاسب الذين ارتكبوا انتهاكات على الجانبين علناً ليرى الآخرون في قوات الأمن والقوى المحاربة أنه لن يجري قبولها والتسامح معها؟». ويذهب السفير وود إلى أن الانفتاح الذي يُظهره الشرع وعقده مؤتمر الوحدة الوطنية «كان مهماً للغاية». لكنه يترقب بـ«قلق بالغ» نوع الاتفاق الذي سيُوقع بين «قوات سوريا الديمقراطية» والشرع، لأن «التفاصيل مهمة»، معترفاً بأن «ما رأيناه حتى الآن بوادر جيدة»، لكنه يأمل في أن «يُجري الشرع تحقيقاً شاملاً في عمليات القتل، لأننا لا نعرف أي عناصر نفذتها». ويتحدث عبد النور عن «وجهتي نظر» موجودتين حالياً في واشنطن؛ الأولى أصحابها من الشخصيات العسكرية والأمنية التي عملت في العراق، وتعتقد أن الحكام الجدد في دمشق «لن يتغيروا» حتى لو لبسوا الكرافات وحلقوا ذقونهم. أما وجهة النظر الأخرى، فهي أنه «يجب منحهم فرصة لعدة أشهر من أجل أن نرى كيف يمكن أن يتأقلموا مع الواقع الجديد».

سجناء «داعش»

لا يخفي السفير وود مخاوفه من أن نحو 9500 من مقاتلي «داعش» الموجودين في أكثر من 20 سجناً عبر الأراضي السورية يمكن إطلاقهم «في حال التوصل إلى اتفاق نوعي بين (قوات سوريا الديمقراطية) وقوات الشرع»، معتبراً أن هؤلاء المقاتلين يمكن أن يصيروا «مصدر قلق ليس فقط للسوريين، بل للعراقيين وغيرهم في المنطقة». ويلامس السفير فورد هذه المخاوف، مذكراً بالتحول الجذري لأحمد الشرع نفسه وفترة الاحتراب بين تنظيمه «جبهة النصرة» و«داعش» في مرحلة ما، مما أوحى للسفير فورد بأن الشرع أراد أن يكون «صاحب القرار»، ويقول: «كثيراً ما أتساءل: هل أحمد الشرع سياسي استخدم جماعة إرهابية لأغراض سياسية لكسب النفوذ والسلطة، أم أنه متطرف يتجه الآن إلى السياسة؟».

فرصة نفوذ لايران

يأمل السفير فورد في أن تدرك الإدارة الأميركية والكونغرس أنه «إذا أصبحت سوريا أكثر اضطراباً، ستكون هناك فرصة لإيران كي تعيد بناء نفوذها في بعض المجتمعات السورية»، معبراً عن اعتقاده أن ذلك «لن يساهم إيجاباً في مصالح الأمن القومي الأميركي»، ومقترحاً إزالة جزء من العقوبات، وبعضها قديم للغاية، ويعود إلى 40 عاماً». ويرى السفير وود أن «كل الدول العربية، وكذلك إسرائيل وتركيا، لديها مصلحة كبيرة في رؤية سوريا موحدة، لا في حال حرب مع نفسها، لأن الحرب ستمتد بالتأكيد إلى الدول المجاورة»، معتبراً أن «هذه لحظة حرجة في ما يتعلق بمستقبل سوريا». ولذلك «يقع على عاتق الدول العربية، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وغيرها ممن لديهم مصلحة في ضمان حصول الشعب السوري على الحريات والرخاء الذي يستحقه». ويؤكد أنه «يجب على الجميع أن يشعروا بالقلق من أي نفوذ إيراني محتمل في سوريا». ويحذر باركي من أن «نفوذ إيران في سوريا لم يُقضَ عليه» و«الإيرانيون لم يستسلموا»، بل «سيحاولون العودة». ويسمع عبد النور الآن تعبيراً جديداً في النقاش، وهو «غرب سوريا» أسوة بالتعبير الذي يستخدمونه «شمال سوريا». ويعدُّ أن «كل الأمور الكبرى، كالتقسيم والفدرلة، تتم بداية بخياطة مصطلح. يعني عندما تخيط المصطلح فإنك تضمنه ما تريده منه حيال وضع سياسي مستقبلي، ثم تطرحه في التداول، يتم تبنيه وتناقله، فيصبح وضعاً قائماً. هنا المشكلة. ما دام بدأت الخياطة، فنحن نسير في ذلك الاتجاه للأسف».

قلق من مواجهة تركية - إسرائيلية

بيد أن «تركيا لاعب مهم» و«تربطها علاقات جيدة بالسلطات الجديدة في سوريا» و«سيكون لها، بالطبع، تأثير على ما يحدث في سوريا مستقبلاً» يقول السفير فورد، ويضيف: «الشاغل الأكبر الآن على الصعيد الدولي، في ما يتعلق بالجانب الاستراتيجي للملف السوري، ليس إيران، مع أنها مصدر قلق. لديّ قلق أكبر في شأن احتمال وقوع صدام مباشر بين إسرائيل وتركيا في سوريا، سواءً كان ذلك من خلال سلاح الجو الإسرائيلي ضد سلاح الجو التركي، أو أن يشكل الإسرائيليون قوة بالوكالة على غرار جيش جنوب لبنان قبل 40 عاماً. ثم على الجانب التركي، سيكون لديهم حلفاء سوريون». ويقلقه غياب الحوار بين إسرائيل وتركيا لأنه «إذا بدأت تركيا بنشر طائرات مقاتلة في قواعد داخل سوريا، فجأةً، سيعتبر الإسرائيليون ذلك عملاً عدائياً». لا يعتقد البروفسور باركي من جهته أن الأمور يمكن أن تصل إلى هذا الحد، مذكراً بأن الأتراك يسيطرون على مساحة شاسعة من الأراضي في سوريا أصلاً، لافتاً إلى أن «الإسرائيليين أكثر قلقاً حيال عودة (حزب الله)، أو ظهور جهات فاعلة جديدة في جنوب سوريا، لأن (هيئة تحرير الشام) لا تسيطر على المنطقة، ولا يمكنها السيطرة عليها بالكامل». ولا يرى أكثر من المواجهة التركية - الإسرائيلية التي «ستكون سياسية في الغالب».

لا دور للأمم المتحدة

وفي سياق الكلام عن الدستور الجديد، لا يرى السفير فورد أي جدوى من القرار 2254 واللجنة الدستورية التي يشرف عليها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن. وكذلك لا يعقد باركي الأمل ذاته على الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص «إلا إذا قدم العرب الدعم لهم». وعلى غرار كثيرين، يعتقد باركي أن «ترمب شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته»، إذ «يأتي بشيء ما يوماً ما، ويقرر ببساطة أنها فكرة جيدة. ويفعلها»، وهو «معجب للغاية، لن أقول مفتون، بإردوغان» لأنه من قماشة «الرجال الأقوياء» الذين يمكنهم القيام بما يريدون في بلدانهم. ويؤكد باركي أنه «لا يعرف بعد عام من الآن، ناهيك عن عامين، ماذا سيحدث لسوريا، وإذا وقعت حرب أخرى في سوريا، أو انهار القانون والنظام بشكل كبير، يمكن أن تتخيل أن (داعش) سيعود. من المحتمل جداً أن الحكومة الأميركية قلقة للغاية من أنه بدون القوات الأميركية كقوة عازلة، أو كقوة ردع، فإنه في حال انهيار النظام والقانون في سوريا، ستصير هذه القوة بالغة الأهمية والحيوية».

 

غزة: مقتل 8 بينهم طفلة في غارات إسرائيلية وقوات الاحتلال تعتقل 45 فلسطينياً من الضفة الغربية

غزة: «الشرق الأوسط»/08 آيار/2025

أعلن الدفاع المدني في غزة، اليوم (الخميس)، مقتل 8 أشخاص، بينهم طفلة في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عدة في قطاع غزة المحاصر. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في بيان فجر الخميس: «تم انتشال 5 شهداء، وعدد من المصابين، في استهداف من الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر اليوم، لمنزل عائلة أبو ريان في بلدة بيت لاهيا». وفي بيان لاحق، أكد الدفاع المدني مقتل طفلة جراء «قصف مدفعي إسرائيلي على خيام النازحين غرب خان يونس» في جنوب القطاع. وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، تم نقل قتيلين بعد قصف منزل، وفق جهاز الدفاع المدني أيضاً. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي. وقُتل أمس (الأربعاء)، نحو 60 شخصاً في غارات إسرائيلية تَركَّز معظمها في مدينة غزة، في واحد من الأكثر الأيام دمويةً منذ استئناف إسرائيل القتال في قطاع غزة في 18 مارس (آذار) الماضي. ومنذ الثاني من مارس، تفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على قطاع غزة، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية. وحثَّ أكثر من 30 خبيراً مستقلاً، يتعاونون مع الأمم المتحدة، على تحرك دولي «الآن» لمنع «القضاء» على الفلسطينيين في القطاع المحاصر. وقال الخبراء الذين يعملون بتفويض من مجلس حقوق الإنسان في المنظمة، لكن لا يتكلّمون باسمها، إنّ «الخيار جلي: إما الوقوف موقف المتفرج ومشاهدة مذبحة الأبرياء، أو المشاركة في صياغة حل عادل»، وحثوا العالم على تجنُّب «الهاوية الأخلاقية التي ننزلق إليها».

ورفضت إسرائيل هذه الاتهامات.

واندلعت الحرب في قطاع غزة في أعقاب هجوم غير مسبوق نفَّذته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأسفر عن مقتل 1218 شخصاً، معظمهم مدنيون. ومن بين 251 شخصاً اختُطفوا في ذلك اليوم، ما زال 58 محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم. وقُتل ما لا يقل عن 52 ألفاً و653 فلسطينياً منذ اندلاع الحرب، بحسب حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، بينهم 2545 قضوا منذ استئناف الحرب.

اعتقالات في الضفة

اعتقلت القوات الإسرائيلية، منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم (الخميس)، 45 مواطناً فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية. وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان مشترك اليوم، أوردته «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا)، بأن من بين المعتقلين أطفالاً، وأسرى سابقين. ووفق البيان: «تركزت عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني في محافظتَي الخليل، وسلفيت، رافقتها اعتداءات وضرب مبرح بحق المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى تخريب وتدمير منازل المواطنين، وكانت أبرز عمليات الاعتداء بحق عائلة الشهيد عبد الفتاح حريبات». وطبقاً للوكالة: «يواصل الاحتلال اجتياح مدينتَي جنين وطولكرم منذ أشهر، اللتين تشهدان، إلى جانب حملات الاعتقال المكثفة، عمليات إعدام ميدانية ارتقى فيها العشرات من الشهداء، وعمليات نزوح قسرية طالت الآلاف، وتدميراً للبنى التحتية، وهدماً للمنازل». ولفتت إلى أن «عمليات الاعتقال تأتي في ظل العدوان الشامل، الذي يشنه الاحتلال على أبناء شعبنا منذ بدء حرب الإبادة، التي اعتقل الاحتلال خلالها نحو 17 ألف مواطن من الضفة، إلى جانب اعتقال العشرات من العمال الفلسطينيين، والآلاف من غزة».

 

كاتس: الحوثيون سيتلقون ضربات موجعة من إسرائيل إذا واصلوا مهاجمتها

تل أبيب: «الشرق الأوسط»»/08 آيار/2025

وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تحذيراً إلى الحوثيين في اليمن وداعمتهم إيران، قائلاً إن إسرائيل «يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو عدو». وقال كاتس في بيان: «سيتلقى الحوثيون ضربات موجعة من إسرائيل إذا استمروا في إطلاق النار علينا. الجيش الإسرائيلي مستعد لأي مهمة». وأضاف: «كما أحذر القيادة الإيرانية التي تمول وتسلح وتدير منظمة الحوثي الإرهابية: لقد انتهى أسلوب الوكالة وانهار محور الشر. أنتم تتحملون المسؤولية المباشرة. ما فعلناه بـ(حزب الله) في بيروت، و(حماس) في غزة، والأسد في دمشق، والحوثيين في اليمن، سنفعله بكم أيضاً في طهران». وختم: «لن نسمح لأي طرف بإيذاء إسرائيل». تأتي هذه التصريحات بعد يوم من تصريح الحوثيين بأن الهدنة التي تم التوصل إليها مع الولايات المتحدة لن تمنعهم من مواصلة مهاجمة إسرائيل.

 

بعد «هدنة الحوثي»... الإسرائيليون يرون «أزمة ثقة» بين نتنياهو وترمب

تل أبيب: «الشرق الأوسط»»/08 آيار/2025

ذهبتْ تقديرات محللين وخبراء إسرائيليين إلى أن «شرخاً واضحاً» يظهر في العلاقات بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والإدارة الأميركية، بعد إفادات في وسائل إعلام عبرية ودولية عن أن تل أبيب لم تكن على علم مسبق بإعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء الثلاثاء، عن اتفاق لوقف إطلاق نار مع جماعة الحوثي اليمنية. وقال المراسل البارز لموقع «والا» و«أكسيوس»، باراك رافيد، إنه «لا شك في وجود أزمة ثقة قادت إلى هذا التجاهل»، وتابع: «الاتصالات بين وزارتي الدفاع والخارجية، بين البلدين، وكذلك أجهزة الاستخبارات، تتم بشكل يومي، وفي بعض الأحيان عدة مرات في اليوم، ومع ذلك لم يجد الأميركيون أنه من المناسب إخبار إسرائيل بأمر المحادثات أو الاتفاق». ودلل رافيد على أزمة الثقة مستشهداً بأن «مبعوث ترمب الخاص، ستيف ويتكوف، الذي أجرى المفاوضات غير المباشرة مع الحوثيين، وتوصل بنفسه إلى التفاهمات حول وقف إطلاق النار، تحدث مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، عدة مرات في الأيام الأخيرة. ولم يلمح له حتى لأمر الاتصالات مع الحوثيين». وقال رافيد: «هذا الحدث تسبب بحرج كبير لديرمر، الذي حصل من نتنياهو على صلاحيات حصرية لإدارة علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، بما يتضمن الاتصالات مع إدارة ترمب حول المفاوضات مع إيران، وموضوع الحرب على غزة والمساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى». وأضاف: «لم تكن المفاجأة في إسرائيل، لأن ترمب أقر وقف إطلاق نار مع الحوثيين بدون إطلاع إسرائيل فقط، وإنما بسبب الحقيقة أن وقف إطلاق النار يشمل عدم مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر فقط لا غير، ولا يشمل هجمات الحوثيين ضد إسرائيل». وحسب الصحافي الإسرائيلي، فقد «أذهل إعلان ترمب الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً وأنه جاء بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون في مطار بن غوريون وغارتين إسرائيليتين واسعتين في اليمن، الأمر الذي يدل على (مشكلات شديدة للغاية في التنسيق والثقة بين حكومة نتنياهو وإدارة ترمب)».

أما صحيفة «هآرتس» فوصفت الأمر بأنه «خلل سياسي»، يدل على «زيف ادعاءات نتنياهو أنه ينسق بشكل كامل مع ترمب». وأضافت: «لقد بدأ الحوثيون، قبل أسبوع، بنقل رسائل إلى الولايات المتحدة، بواسطة عُمان، حول رغبتهم وقف إطلاق نار، لكن الأميركيين لم يطلعوا إسرائيل عليها». ونقلت عن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن «ترمب فاجأنا بكل بساطة»، فيما قال مصدر في مكتب نتنياهو: «سمعنا بذلك من التلفزيون». وكان ترمب قد كشف أمر الاتفاق مع الحوثيين، الثلاثاء. وعندما سأله صحافي حول ما سيفعله إذا استمر الحوثيون بمهاجمة إسرائيل، قال إنه «إذا حدث هذا فإنني سأبحث في الأمر». ولفت موقع «واللا» إلى أن السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، دعا إسرائيل لأن تفعل ما يتعين عليها فعله ونصحها بمهاجمة إيران. وحسب «والا»، فإن رسالة غراهام لإسرائيل أن «تدبروا أمركم لوحدكم. بالنجاح». وسبق لإدارة ترمب أن فاجأت إسرائيل عدة مرات في الأشهر الأخيرة، ومنها إطلاق مفاوضات مع «حماس» ومحاولة إخفائها عن نتنياهو، والجمارك التي فرضتها على إسرائيل، وإعلان ترمب المفاجئ خلال لقائه مع نتنياهو في البيت الأبيض حول مفاوضات مباشرة مع إيران وتجاهله قلق إسرائيل من أنشطة تركية في سوريا. وأضيف إلى الانزعاج الإسرائيلي كذلك أن ترمب أكد أن تل أبيب ليست مشمولة في جولته القريبة بالشرق الأوسط. وحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن نتنياهو سعى لدى ترمب لأن يأتي ولو لبضع ساعات بانتهاء الجولة، لكنه رفض. وتشير وسائل الإعلام العبرية إلى أن نتنياهو اعتاد في حالات كهذه توجيه انتقادات علنية، كما فعل عندما هاجم الرئيسين الأميركيين السابقين، باراك أوباما وجو بايدن، إلا أنه لا يجرؤ على مثل هذا الانتقاد علناً في حالة ترمب لأنه يخشى رد فعله.

 

«مسيّرات إسرائيلية» و«مقاتلات صينية» تدخل خط التصعيد الهندي - الباكستاني

روبيو دعا لتهدئة الصراع بين الهند والصين وسط مخاوف من انزلاقه إلى مواجهة أوسع

واشنطن: «الشرق الأوسط»/08 آيار/2025

تبادلت الهند وباكستان، الخميس، الاتهامات بتنفيذ هجمات بطائرات مُسيّرة، الأمر الذي يثير قلق المجتمع الدولي الذي يدعو القوتين النوويتين إلى خفض التصعيد. وبعد يوم من أسوأ تصعيد بين البلدين منذ عقدين، أكّدت إسلام آباد إسقاط طائرات درون «إسرائيلية الصنع» أطلقتها الهند، وأشادت بأداء مقاتلات «صينية الصنع»، التي يُعتقد أنها استخدمتها في إسقاط طائرات من طراز «رافال» استخدمتها نيودلهي في هجمات على باكستان، الأربعاء. وتبادل الجيشان الهندي والباكستاني، الأربعاء، قصفاً مدفعياً عنيفاً في أعقاب سلسلة ضربات هندية على باكستان، ما أدّى إلى مقتل 48 شخصاً على الأقل على الجانبين، غالبيتهم من المدنيين. وقالت نيودلهي إنّ الضربات التي نفّذتها استهدفت المجموعة التي تتهمها بتنفيذ هجوم 22 أبريل (نيسان) على الجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير.

مسيرات «إسرائيلية»

استيقظت مدينة لاهور الرئيسية الحدودية مع الهند، الخميس، على أصوات انفجارات متقطعة، بينما أفادت نيودلهي بـ«تحييد» الدفاعات الجوية المنتشرة في المكان. وقالت الهند إنها قامت بذلك رداً على هجوم ليلي «بصواريخ وطائرات مسيّرة باكستانية»، استهدف «أهدافاً عسكرية» على أراضيها. من جانبه، أفاد الجيش الباكستاني بأنّه أسقط «25 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع» أطلقتها الهند باتجاه تسع مدن على الأقل، تقع في عدد منها مقرّات عسكرية أو استخبارية، كما هو حال روالبندي التي تُعدّ المدينة التوأم لإسلام آباد. وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إنّ «مدنياً قُتل... وأصيب أربعة جنود قرب لاهور»، عاصمة إقليم البنجاب. ونشر سكان على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لحطام طائرة دون طيار، يبلغ باع جناحيها نحو مترين. وقالت وزارة الدفاع الهندية إنّ «القوات الهندية المسلّحة استهدفت رادارات وأنظمة دفاع جوي في عدة أماكن في باكستان»، مشيرة إلى «تحييدها» في لاهور. من جانبه، ندّد الجيش الباكستاني بـ«عمل عدواني جديد» من قبل الهند، مشيراً إلى الهجوم الذي نفذته بمسيرات «هاروب» (Harop) الهجومية إسرائيلية الصنع. وفي روالبندي، قال واجد خان، وهو موظف في الدفاع المدني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أريد إبلاغ الناس بأن هناك مسيّرات لا تزال تحلّق». وأضاف: «يجب عدم الإصابة بالذعر والبقاء في المنزل». في الأثناء، أعلنت هيئة الطيران المدني إغلاق مطار كراتشي عاصمة البلاد الاقتصادية، طيلة يوم الخميس تقريباً، بينما أعيد تشغيل ثلاثة مطارات، من بينها مطارا إسلام آباد ولاهور، بعد توقفها عن العمل لفترة وجيزة.

مقاتلات صينية

إلى جانب إسقاط مسيرات إسرائيلية الصنع، أكّدت إسلام آباد، الخميس، أنّها «أسقطت خمس طائرات هندية» في المجال الجوي الهندي، بينما أفاد مصدر أمني هندي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بتدمير ثلاث مقاتلات من دون تقديم المزيد من التفاصيل. وأعلنت إسلام آباد أن مقاتلات صينية الصنع من طراز «J - 10C» شاركت في صدّ ضربات جوية هندية نُفذت فجر الأربعاء، وأسقطت 5 طائرات مقاتلة قرب الحدود، بينها 3 طائرات فرنسية الصنع من طراز «رافال»، وفقاً لما أعلنه وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار أمام البرلمان. وأشار دار إلى أن بلاده أبقت الصين على اطّلاع لحظي بمجريات التصعيد، موضحاً أن السفير الصيني لدى باكستان، جيانغ زايدونغ، زار مقر وزارة الخارجية عند الساعة الرابعة صباحاً، بعد لحظات من بدء العمليات العسكرية. في المقابل، قالت بكين إنها ليست على دراية بهذا التطور.

«معسكرات إرهابية»

في الأيام التي تلت الهجوم على الشطر الهندي من كشمير في 22 أبريل، والذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً، بدأ الجيشان على جانبي خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفعلية بين البلدين، في تبادل إطلاق النار كل ليلة باستخدام أسلحة خفيفة. ومع الوقت، اكتسبت المواجهة منحى أكثر عنفاً، مع استمرار القتال طيلة نهار الأربعاء بين الدولتين المتخاصمتين منذ تقسيم البلاد في عام 1947. ويرى خبراء أن مستوى العنف الذي بلغه تبادل إطلاق النار، لم يشهده البلدان منذ أكثر من عقدين. ورغم أنّ أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم كشمير، فإن نيودلهي نسبته إلى جماعة «عسكر طيبة» التي تتّخذ في باكستان مقرّاً، مُلقية باللوم على باكستان في الوقت ذاته. وكما تعهّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، فقد ردّ جيشه على هجوم كشمير بتدمير تسع «معسكرات إرهابية» تابعة لهذه الحركة، «لإبعاد (الخطر عن) السكان أو المناطق المدنية»، وفقاً لوزير الدفاع راجناث سينغ. ولكن الصواريخ الهندية التي سقطت على أكثر من ست مدن في كشمير الباكستانية وفي البنجاب، والتي ترافقت مع تبادل لإطلاق النار على طول الحدود المتنازع عليها، أسفرت عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 57 بجروح على الجانب الباكستاني، بناء على آخر حصيلة صادرة عن الجيش. وقال محمد خرام، وهو من سكان مدينة موريدكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «شعرت بالخوف، كما لو أنّ ما حدث هو هزة أرضية». وفي مدينة مظفر آباد الكبرى، الواقعة في الشطر الباكستاني من كشمير، تضرّرت عدّة منازل على خلفية استهداف غارة هندية لمسجد، الأمر الذي دفع السكان إلى الفرار. كذلك، أفاد الجيش الباكستاني بأن سداً لتوليد الطاقة الكهرومائية في كشمير تعرّض لضربة هندية. من جانبها، أشارت الهند إلى مقتل 16 شخصاً، بينهم ثلاثة نساء وخمسة أطفال. وقالت ماداسار شودري (29 عاماً): «كانت شقيقتي في المنزل عندما سقطت القذائف الأولى». وأضافت أنها «رأت طفلين في أثناء خروجهما من منزل جارها وصرخت عليهما كي يدخلا ويلجآ إلى مأوى... ولكن أصابتهما شظايا وقُتلا».

واشنطن تدعو لخفض التصعيد

على المستوى الدبلوماسي، دعا الكثير من الدول البلدَين إلى ضبط النفس. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «أريدهم أن يتوقفوا». كما اتّصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، برئيس وزراء باكستان شهباز شريف، الخميس، وأكّد ضرورة أن تعمل الهند وباكستان معاً بشكل وثيق لتهدئة الصراع بينهما، بحسب بيان صادر عن مكتب شريف. بدوره، أكّد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار لنظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي يزور الهند في إطار جهود وساطة تجريها طهران، أن نيودلهي «لا تنوي التسبب في تصعيد جديد». وأضاف أن أي هجوم من جانب باكستان سيُواجه بـ«ردّ حازم للغاية».

 

باكستان تسقط 25 مسيّرة «إسرائيلية الصنع» أطلقتها الهند تمكَّنت إحداها من مهاجمة هدف عسكري بالقرب من لاهور

نيودلهي - إسلام آباد: «الشرق الأوسط»/08 آيار/2025

أعلن الجيش الباكستاني، اليوم (الخميس)، أنه أسقط حتى الآن «25 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع» أطلقتها الهند منذ مساء الأربعاء، غداة اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين تعد الأخطر بين نيودلهي وإسلام آباد منذ عقدين. وأوضح الجيش، في بيان، أنه تمّ اعتراض هذه المسيّرات «عبر وسائل تقنية وأيضاً عسكرية». وفي وقت سابق، أعلن الجيش الباكستاني «تحييد» 12 مسيَّرة هندية في مواقع عدة، مشيراً إلى مقتل مدني وإصابة 4 جنود بجروح. وقال المتحدث باسم الجيش أحمد شريف شودري: «الليلة الماضية، أقدمت الهند على عمل عدواني آخر عبر إرسال مسيَّرات إلى مواقع عدة». وأضاف: «تمكَّنت إحداها من مهاجمة هدف عسكري بالقرب من لاهور». قالت شبكة «جيو» التلفزيونية، وشاهدٌ من «رويترز»، في وقت سابق اليوم، إن دوي انفجار سُمِع في مدينة لاهور شرق باكستان وذلك بعد يوم من ضربات هندية استهدفت مواقع متعددة في البلاد أجَّجت المخاوف بشأن تصعيد الصراع العسكري بين الجارتين المسلحتين نووياً. ولم ترد أي أنباء حتى الآن عن سبب الانفجار. وقال مسؤول الشرطة المحلية، محمد رضوان، إنه تم إسقاط طائرة مسيَّرة بالقرب من منطقة والتان السكنية في لاهور، التي تضم أيضاً منشآت عسكرية. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم إسقاط طائرتَي درون أخريين في مدينتين أخريين بإقليم البنجاب، الذي تعدُّ لاهور عاصمته، وفقاً لما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. وقالت الهند إنها قصفت «بنية تحتية إرهابية» في باكستان، في الساعات الأولى من صباح أمس (الأربعاء)، بعد أسبوعين من اتهامها لها بالضلوع في هجوم في الشطر الهندي من كشمير، أدى إلى مقتل 26 شخصاً معظمهم من السياح الهندوس. ونفت إسلام آباد الاتهام، وتعهَّدت بالرد على الضربات الصاروخية. وقالت إنها أسقطت 5 طائرات هندية. ووصفت السفارة الهندية في بكين التقارير عن إسقاط الطائرات المقاتلة بأنها «معلومات مضللة». وتقول باكستان إن 31 مدنياً على الأقل قُتلوا، وإن نحو 50 أُصيبوا في الغارات والقصف عبر الحدود بعد ذلك، بينما تقول الهند إن 13 مدنياً هندياً قُتلوا وأُصيب 43. وذكر مسؤولون هنود أن تبادل إطلاق النار عبر الحدود خفَّت حدته قليلاً خلال الليل. في غضون ذلك، عادت الحياة إلى طبيعتها في معظم المدن الباكستانية، واستأنف الطلاب الدراسة، لكن في إقليم البنجاب الحدودي، ظلَّت المستشفيات وهيئات الدفاع المدني في حالة تأهب قصوى. ورغم تعهُّد الحكومة الاتحادية الباكستانية بالرد على الضربات الهندية، فإن وزير الدفاع خواجة محمد آصف، قال لصحيفة «نيويورك تايمز»، أمس (الأربعاء)، إن بلاده مستعدة لتهدئة التوترات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

محكمة أميركية تحكم على إيران و”الحزب” بتعويضات لعائلة عامر فاخوري

طوني كرم/نداء الوطن/08 آيار/2025

في خطوة هامة تُضاف إلى سلسلة القضايا التي تشكل تحدياً للنفوذ الإيراني و”حزب الله” في لبنان، أصدرت المحكمة الجزائية الأميركية لمقاطعة كولومبيا حكماً تاريخياً فنّد الأذى الذي لحق بعائلة عامر فاخوري، المواطن الأميركي اللبناني الأصل، من جراء احتجازه كرهينة في لبنان، “بناءً على طلب من حزب الله”، وهو ما ورد حرفياً في مذكرة الحكم الصادرة عن القاضي جون د. بيتس في قضية Estate of Fakhoury v. Islamic Republic of Iran، الصادر في 1 أيار 2025.

الحكم، الذي جاء مع تعويضات ضخمة لصالح الورثة وأفراد العائلة، سلّط الضوء على الدور الخبيث الذي تلعبه إيران و”حزب الله” في إدارة الشؤون القضائية في لبنان، وأدى إلى وضع المحاكم اللبنانية، وتحديداً المحكمة العسكرية، تحت المجهر.

فضح التدخل الإيراني والتعويضات

وتعود قضية عامر فاخوري إلى أيلول 2019، عندما استُدرج وعائلته للعودة من الولايات المتحدة إلى لبنان، حيث أعطي تطمينات مُسبقة، ليتم احتجازه من قبل سلطة الأمر الواقع التي تأتمر بأوامر “حزب الله” وبتوجيهات من إيران، من 12 أيلول حتى منتصف كانون الأول 2019، قبل أن يُمنع من مغادرة لبنان حتى آذار 2020. ووفق حيثيات قرار المحكمة، أدّى اعتقال فاخوري إلى “تدهور حالته الصحيّة بشكل كبير، وانقلبت حياة عائلته رأساً على عقب، حيث عاشت زوجته ميشلين إلياس وأولاده الأربعة في قلق مستمر”.

توفي عامر الفاخوري في آب 2020 في الولايات المتحدة، بعد خضوعه لفترة علاج من مرض السرطان. وفي أعقاب وفاته، بادرت عائلته إلى رفع دعوى قضائية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمباشر بسبب دعمها المادي لـ “حزب الله”، متهمةً إياها بالوقوف خلف ما تعرض له في لبنان، واعتبارها المسؤول الأول عن الأذى الذي لحق بهم؛ وذلك عبر دعوى رُفعت أمام القضاء الأميركي استناداً إلى “قانون الحصانات السيادية الأجنبية (FSIA)”، الذي يتيح ملاحقة الدول المتورطة في دعم الإرهاب، وشملت الدعوى أيضاً “حزب الله” كجهة مسؤولة.

في ما يتعلق بالقضية، خلصت المحكمة الأميركية إلى أن “فاخوري تم احتجازه في لبنان كرهينة من قبل “حزب الله” بدعم من إيران”. واعتبرت “الأذى النفسي الذي تعرضت له العائلة بسبب احتجازه كرهينة كافياً للحصول على تعويضات”.

وقررت المحكمة منح 2.113.500 دولار لورثة عامر فاخوري.

1.409.000 دولار لزوجته ميشلين إلياس.

4.277.000 دولار لأولاد فاخوري الأربعة.

المجموع 7.749.500 دولار

وتشمل هذه المبالغ التعويضات عن الأضرار النفسية والمعنوية التي تعرضت لها العائلة نتيجة احتجاز فاخوري كرهينة، بالإضافة إلى تعويضات عقابية تهدف إلى ردع أي ممارسات مشابهة في المستقبل. كما تم احتساب الفائدة قبل الحكم في قضية المدعين منذ عام 2019، ليتجاوز المبلغ الإجمالي 13.4 مليون دولار، مترتب على إيران و”حزب الله” كتعويضات عقابية.

مصادر حقوقية كشفت لـ “نداء الوطن” أن “الحكم الصادر لا يُعد مجرد إنصاف لعائلة فاخوري، بل يمثل إعلاناً واضحاً عن تورط القضاء اللبناني، وخاصة المحكمة العسكرية، في تنفيذ أجندات سياسية وأمنية لـ “حزب الله” المدعوم من إيران”. وأشار المصدر إلى أن “التحقيقات الأميركية وثّقت أن جهاز الأمن العام اللبناني، خلال فترة تولي اللواء عباس إبراهيم إدارته، والمحكمة العسكريّة، نسقا مع “حزب الله” المصنّف منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة في هذه القضية”.

الحُكم يضع القضاء اللبناني، وتحديداً المحكمة العسكرية، في موقع المساءلة القانونية والأخلاقية. إذ إن تنفيذ أحكام واعتقالات استناداً إلى توجيهات حزب مسلّح محظور دولياً، يُعد انتهاكاً صارخاً لمبدأ فصل السلطات، ويهدد شرعية المؤسسة القضائية في لبنان على المستوى الدولي.

ويرى حقوقيون أن هذا الحكم قد يفتح الباب أمام المتضررين من أحكام المحكمة العسكرية اللبنانية، من بينها قضايا حساسة مثل المبعدين قسراً إلى إسرائيل أو مناصري الثورة السورية، للطعن بتلك الأحكام أمام محافل أممية.

وفي ظل انكباب المسؤولين اللبنانيين على إعادة الانتظام إلى عمل السلطة القضائية في لبنان، اعتبرت جهات متابعة أن “الحكم الأميركي قد يشكل نقطة انطلاق حقيقية نحو إصلاح قضائي شامل، يحد من النفوذ السياسي على القضاء والتأثير المدمّر الذي تمارسه إيران وحزب الله على استقرار لبنان القضائي والاجتماعي، ما يعيد بعضاً من ثقة المجتمعين المحلي والدولي بهذه السلطة الحيوية”.

 

أحزاب الله وحركات أمل وأجيال الشيعة

د. علي خليفة/نداء الوطن/09 آيار/2025

من المظاهر البارزة للسقوط البنيوي داخل "حزب الله"، تنامي الاختلافات غير المسبوقة ضمن القيادة الحالية المتشكّلة على أنقاض مقتلة حرب الإسناد وانكفاء النفوذ الإيراني عن لبنان. فيبرز حزبٌ داخل "حزب الله" يميل إلى التهدئة السياسية، مقابل "حزب الله" آخر أكثر ارتباطاً بالحرس الثوري الإيراني الذي يدفع باتجاه التمسك بالسلاح. بالإضافة طبعاً إلى "حزب الله" وفيق صفا، متعهد الأعمال الوسخة على رأس فيلق "الموستيكات". ومن أحزاب الله أيضاً "حزب الله" الجيل الثاني من الذين قاتلوا في سوريا ويعتبرون اليوم أن التورط الإقليمي أضرّ بـ "الحزب".

و"حزب الله" الجيل الجديد ينفكّ تدريجيًا عن العناصر التي قامت عليها دولة "حزب الله" وهي مجتمع الدم ومدرسة التعبئة واقتصاد العقوبات والنمط الموجه في الثقافة. لم تعد مفاهيم مثل "الشهادة" و"المحور" تلقى الصدى نفسه بين من وُلدوا بعد 2006، بل أصبحت تُقابل بأسئلة ناقدة: لماذا نقاتل؟ ومن أجل من؟ وماذا جنينا؟ وظهرت تسجيلات لأبناء هذا الجيل تحديداً يناقشون بسقف عالٍ الأمين العام المنصرم لـ "حزب الله" حسن نصرالله على خيار دخول الحرب وجدواها. القيادة التاريخية المتبقية لـ "الحزب" التي كانت موحدة حول "المقاومة"، تواجه اليوم تساؤلات داخلية ترقى إلى مستوى التصدعات البنيوية. و"حزب الله" أصبح بنتيجتها أحزاب الله. كان "الحزب" منذ بداية الألفية يحكم مناطق نفوذه بنظام ضبط داخلي صارم: الأمن المضاد، اللجان الشعبية، القضاء الحزبي. لكن في الآونة الأخيرة، تزايدت الشكاوى من تفشي الفساد داخل هذه الأجهزة نفسها وظهرت حوادث عنف داخلي. إذ لم يكن مألوفاً مثلاً إطلاق نار بين أبناء عائلات محسوبة على "الحزب"، أو تهجم على كوادر حزبية من قبل سكان غاضبين. هذا التآكل في البنية التنظيمية نتيجة الهزيمة العسكرية واضمحلال الموارد المالية، انعكس على صورة "الحزب" أيضاً والقدرة على الردع الاجتماعي. ممّا ساهم في توسيع الفجوة بين "الحزب" وشارعه.

حركة أمل بدورها، أصبحت حركات، نتيجة تخثّر قيادتها وأطرها التنظيمية: بين منشقين وحرس قديم ومناطق نفوذ ومحميات زبائنية وشخصية. قسم كبير من أجيال الشيعة اليوم في خانة العزوف: لا انتماء ولا مشاركة. يجدون أنفسهم أمام بقايا تنظيمين لا يمثلان طموحاتهم. النتيجة هي انسحاب صامت من المجال العام أو الانشغال بالهجرة أو بالعمل. هذه الدينامية ستؤدّي إلى تغيّر في الهوية السياسية للطائفة الشيعية، وقد تحفّز نشوء وتعزيز التيارات الليبرالية في المشهد السياسي الشيعي خارج مظلّة أحزاب الله وحركات أمل.

 

آلهة "الحزب" وأسلحته

د. علي خليفة/نداء الوطن/25 نيسان/2025

على قدر الأسئلة التي يمكن طرحها على الله بخصوص حزبه، ثمة أسئلة مقابلة أيضاً يمكن طرحها على "الحزب": من هو إلهه أو من هي آلهته؟ وما هي أسلحته؟ إلهه الحرب الدائمة بلا أفق ولا هدف. وأمام إله الحرب، تحترق إلهة الأرض وتتلف المواسم والأرزاق، وتذوي إلهة الأمومة أمام ادّعاء سعادة الفقد، وتتحلّل إلهة الحب لصالح آلهة الموت والهلاك ومواكب الحزن الداهم. أسلحة "الحزب" تبدأ بالدين، لا بوصفه خياراً للأفراد ومكوّناً في ثقافة المجتمعات، بل الدين باستخداماته المغرضة. يقول الخميني - وما أبعده عن روح الله: "ديننا عين سياستنا". لا فصل بينهما إذن، ولا إمكانية بالتالي لخروج مشروع سياسي يحترم حق التنوع ونعمة الاختلاف كمصدر غنى... ولا إمكانية لخروج مشروع اجتماعي يحاكي الحداثة وقيمها... أسلحة "الحزب" أيضاً مدارس المصطفى والمهدي؛ تستغلّ حرية التعليم لخنق الحريات في سلوك المتعلّمين وتأطير القيم والتعبير عنها في مواقف مزرية معدّة سلفاً. وأسلحة "الحزب" أيضاً مؤسسات وجمعيات عديدة: بعضها يستفيد من تقديمات الدولة كجمعية التعليم الديني الإسلامي المصنّفة بقرار حكومي سابق كجمعية ذات منفعة عامة فتتقاضى مخصصات مالية من الدولة، وبعضها يقوم على حلقة تبادلات مشبوهة ورديفة لحلقات الاقتصاد الشرعي وخارجة عن القانون وجاذبة للعقوبات. من أسلحة "الحزب" أيضاً، وضع اليد على المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، المؤسسة الرسمية التي تمثّل أبناء الطائفة الشيعية، وحرفها عن أداء مهامها: فلا الدور الرعوي متوافر وسط الانحياز لإملاءات "الحزب" التي تمنع المجلس الشيعي من الوقوف على مسافة واحدة من أبناء الطائفة جميعهم بمن فيهم المناهضون لـ "الحزب"، ولا الدور الوظيفي للمجلس الشيعي متاح؛ فانتخابات الهيئتين الشرعية والتنفيذية معلّقة ومؤجلة، ولا موازنات ولا قطوعات حسابات تُظهر دخول الهبات ووجهات صرفها وجباية ما يستحق من كافة الجمعيات وأنشطتها... ما جعل "الحزب" يدفع بالمجلس الشيعي لاستخدامه للتغطية على عمليات تبييض الأموال وتحويلها للمجهود العسكري أو لتمويل الإرهاب ورعايته، على مرأى من عيون الطائفة المنكوبة وذلّة أبنائها المشرّدين من الذين تهدّمت بيوتهم أو تضرّرت وذهبت أرزاقهم هباءً منثوراً. آخر آلهة "الحزب" هو الله الذي نعرفه جميعاً ونعرف أنه سيهجر رايات "الحزب" ولن يبقى للحظة تحت ظلّ البندقية. وليست البندقية وحدها سلاح الحزب. وكما البندقية الحزبية فقدت وظيفتها في الدفاع والردع، كذلك باقي أسلحة "الحزب" ستفقد تدريجيّاً، هي الأخرى، مبرّرات وجودها: في التربية والتعليم، في الثقافة وفي الدين، وفي الاقتصاد وفي المجتمع.

 

يوم رعب عاشه أبناء النبطية

رمال جوني/نداء الوطن/09 آيار/2025

ماذا بعد الغارات الأعنف التي طالت أمس مرتفعات الدبشة وعلي الطاهر والطهرة بين كفررمان وكفرتبنيت وبلغ عددها 25 غارة؟ هل دخلنا مرحلة جديدة من الاستهدافات في منطقة شمال نهر الليطاني؟ وماذا عن قرار وقف إطلاق النار؟

يوم رعب عاشه سكان منطقة النبطية. واهتز أمنهم جرّاء الغارات الإسرائيلية العنيفة، وأعاد  الحزام الناري إلى  أذهانهم الحزام الذي شهدته مدينة النبطية يوم اغتيال رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل وفريق عمله في البلدة، تجدد المشهد ذاته، مع فارق بسيط حينها كانت المنطقة في قلب الحرب، أما اليوم فهو ما بعد هدنة وقف إطلاق النار. كان حسين  يعمل في جمع الخردة في محيط محمية تلة علي الطاهر ويضعها  في بيك أب يملكه عندما حصلت  الغارات. هرب من الصاروخ الأول، ثم  سقط الصاروخ الثاتي أمامه فأحدث حفرة عملاقة، جرح حسين في قدميه كما جرح 11 غيره بينهم سيدتان  إلى جانب سقوط ضحيتين.

قلبت الغارات يوم النبطية رأساً على عقب، أفرغت الطرقات من المارة وشلّت الحركة، في حين أصيب كثيرون بحالات من الهلع والخوف.

رئيس بلدية كفرتبنيت، فؤاد ياسين، أشار إلى أن المواقع المستهدفة تقع في منطقة حرجية تضم محمية علي الطاهر التي يفوق عمرها الـ 200 عام، معتبراً أن هذه الغارات تشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وتؤرق حياة المواطنين. وطالب الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الانتهاكات اليومية للقرى والبلدات.

من جهته، أكد رئيس بلدية كفررمان، هيثم أبو زيد، أن فرق البلدية عملت على فتح الطرق المتضررة، مشيراً إلى أن هذه الاستهدافات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في القرى، وقد أدخلت العديد من الأهالي في حالة من الهلع والخوف نتيجة قوة الصواريخ المستخدمة، والتي أحدثت أضراراً في المباني القريبة من مكان الغارات.

ودعا أبو زيد الدولة إلى اتخاذ إجراءات حازمة لتثبيت الاستقرار في القرى ووقف الانتهاكات الإسرائيلية اليومية على القرى.

"لم تنته الحرب، بل نعيش في حرب أخطر"، هذا ما قاله أحد المواطنين وهو يتابع الحزام الناري، كان في عمله حين بدأت موجة الغارات وهرع ليأخذ طفله من الحضانة يقول: "لم يعد مقبولاً ما يحصل، نريد أن نعيش بأمان، حتى تنقلاتنا على الطرقات باتت في خطر، لا نعرف متى وأين تستهدف الغارة".

لم يمر يوم على الاستهداف الذي طال سيارة عند مفرق حي الجامعات في كفررمان وسط منطقة صناعية وسكنية، ما عاشه السكان أمس سموه "يوم الرعب العالمي"، شعر الناس و"كأنهم على كوكب آخر، أكشن خطير يعيشونه"، كما قال محمود . وتابع: "إنه الكابوس الذي آن أوان انتهائه».

يشعر أبناء منطقة النبطية التي تقع خارج منطقة عمل 1701 أي شمال نهر الليطاني، بحال من الإحباط واليأس، تعكر الغارات صفو يومياتهم، تناسوا الحديث عن الانتخابات البلدية التي ستجرى في 24 من الشهر الحالي، ما يشغل بالهم هو وقف الاستهدافات، وما ينشدونه هو الأمان لا أكثر.

جاءت الغارات في وقت حساس جداً، تتحضر معه المنطقة للاستحقاق البلدي، وهو ما يجعل الاستحقاق مهدداً فيما لو تكررت هذه الموجات من الغارات، في وقت ينتظر المواطن هذه الانتخابات كي تعيد ترميم البلديات المنهكة والمفلسة والتي أخرجت القرى من الإنماء منذ زمن.

لكن، ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ تشرين الثاني 2024، إلا أن الخروقات الإسرائيلية مستمرة، حيث وثقت السلطات اللبنانية أكثر من 3000 خرق منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ،

 

"حزب الله" يستدرج الحرب

أسعد بشارة/نداء الوطن/09 آيار/2025

لا يمكن تفسير سياسة شراء الوقت التي يعتمدها "حزب اللّه" في رفضه تسليم سلاحه، إلّا باعتبارها مقامرة خطيرة قد تقود إلى مواجهة عسكرية واسعة، تتخطى حدود التصعيد الجاري لتصل إلى احتمالات الاجتياح البري. هذه المقامرة تبدو أشبه بمحاولة كسر التوازنات، في لحظة باتت فيها أوراق القوة تتساقط من يد "الحزب"، بعدما فقد القدرة على الردع أو استعادة زمام المبادرة، حتى في الحدّ الأدنى. فقد كشفت الحرب الجارية حجم الاستنزاف الذي أصاب "الحزب"، وعرّت قدراته أمام الداخل والخارج. ورغم ذلك، يتمسّك بموقفه المتعنّت، رافضاً أي نقاش جدي حول مصير سلاحه أو إعادة النظر بدوره. وهذا الإصرار لا يعكس قوّة بل عجزاً مقنّعاً، ومحاولة يائسة للهروب إلى الأمام، عبر افتعال مواجهات قد تفيد في تحسين شروط التفاوض، لكنها في الحقيقة تستدرج لبنان كله إلى قلب العاصفة. الأخطر أن "حزب اللّه" بسياسته هذه يسلب الدولة اللبنانية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورقة قوة أساسية كان يمكن استثمارها على المستوى الدولي. كان بإمكان الدولة، لو امتلكت قرارها السيادي، أن توظف اعتداءات إسرائيل المتكررة كورقة ضغط في المحافل الأممية، لتُحرج إسرائيل، وتحاصرها سياسياً وأخلاقياً. لكن "الحزب"، بإصراره على الاحتفاظ بسلاحه، حرم الدولة من هذا الدور، وجعلها تبدو في موقع التابع، العاجز عن تمثيل مصالح شعبه أمام المجتمع الدولي. يعوّل "الحزب" على نتائج المفاوضات الأميركية – الإيرانية، معتقداً أن أي انفراج إقليمي سينعكس لصالحه، أو أن إيران ستتمكن من حماية ورقته. لكن هذا الرهان ينطوي على قدر كبير من الوهم، لأن طهران نفسها تدرك أن "الحزب" بات عبئاً أكثر منه ورقة ضغط رابحة، وأن أي تسوية كبرى ستضع سلاحه على طاولة البحث. وفي حال الحرب، فإن إيران لن تكون قادرة على حمايته ميدانياً، كما أن المجتمع الدولي لن يغطيه سياسياً. في هذا المشهد، يبدو "حزب اللّه" كمن يهرب إلى الأمام، محاولاً قلب المعادلة بالمواجهة، بدل الاعتراف بالحقائق الجديدة. لكن هذه العبثية، التي تأخذ لبنان رهينة لمشروعه، لا تؤدي إلّا إلى مزيد من العزلة والانهيار، وربّما... إلى الحرب التي يظنّ أنه يتحكّم بها، بينما هو في الواقع يستدرجها.

 

ليون الرابع عشر يُكمل مسيرة فرنسيس الإصلاحيّة

فادي الأحمر/أساس ميديا/09 آيار/2025

بينما كان الأوروبيون والأميركيون والروس يحتفلون بذكرى نهاية الحرب العالميّة الثانيّة (٨ أيار ١٩٤٥) خرج الدخان الأبيض من الفاتيكان. حدث ذلك في تمام الساعة السادسة وثماني دقائق بتوقيت روما. ما هي إلا دقائق حتى خرج الكاردينال دومينيك مامبرتي وأعلن: “أصبح لنا بابا جديد”. إنه “ليون الرابع عشر”.

منذ ما قبل وفاة البابا فرنسيس وبعدها كان السؤال الكبير في الكنيسة الكاثوليكيّة: هل سيُنتخب خلفاً له يُكمل ما بدأه من إصلاحات يمكن القول بأنها أحدثت هزّات في الكنيسة وهدّدت وحدتها أم لا؟ ليس المسيحيون فقط من ترقّبوا انتخاب البابا الجديد. إنما أيضاً غير المسيحيين وغير الكاثوليك لأن إصلاحات فرنسيس طالت حياة الدول والمجتمعات وأنظمتها ونظرتها الى الرجل والمرأة… فكانت له تعاليم اجتماعيّة جديدة حول المثليين وسياسيّة تتعلّق بالهجرة… كما كان متشدّداً بمسائل أخرى مثل الإجهاض ووضع حدّ للحياة… والتي شرّعتها العديد من البلدان مثل فرنسا.

بينما كان الأوروبيون والأميركيون والروس يحتفلون بذكرى نهاية الحرب العالميّة الثانيّة (٨ أيار ١٩٤٥) خرج الدخان الأبيض من الفاتيكان

الإصلاح مستمرّ

لم يتأخّر الجواب. فقد انتخب روبرت فرنسيس بيرفوست بعد يومين فقط من انعقاد مجمع الكرادلة وبعد أربع جولات تصويت. ما يؤشّر على اتفاق الكرادلة منذ البداية على مواصفات البابا العتيد. انتخاب الكاردينال بريفوست يؤكّد بأن “الكنيسة الكاثوليكية مستمرّة في مسيرتها الإصلاحيّة، ولكن دون الصخب والضجيج الذي كان يُحدثه البابا فرنسيس”، هذا ما يقوله مصدر شارك في المجمع الفاتيكاني الأخير وخبير في الشؤون الكنسيّة. وهذا ما عبّر عنه بشكل قاطع اختيار البابا الجديد إسم “ليون الرابع عشر” وهو الاسم الذي اختاره من قبله أوّل بابا إصلاحي في الكنسية الكاثوليكيّة في العصر الحديث “ليون الثالث عشر” (١٨٧٨-١٩٠٣) الذي أصدر الإرشاد الرسولي “Rerum Novarum” ١٨٩١، وهو أحد أهم الإرشادات البابوية في التاريخ الحديث الذي تطرّق إلى قضايا العمل، والعدالة الاجتماعية، وحقوق العمال، وقدّم رؤية الكنيسة في التعامل مع التحوّلات الاجتماعيّة والاقتصاديّة في ذاك العصر.

فالقرن التاسع عشر هو عصر الثورة الصناعيّة وانتشار الرأسماليّة المتوحّشة مع ما رافقها من ظروف عمل غير إنسانيّة للعمّال. كما كان عصر ظهور البوجوازية طبقة اجتماعيّة جديدة زادت من الفروقات الاجتماعيّة. وهو أيضاً عصر فيلسوف الشيوعيّة كارل ماركس، وقرن الثورات الاجتماعيّة في فرنسا ودول أوروبيّة أخرى. واكبة الكنيسة كل هذه الأفكار والثورات والمتغيّرات في السياسة والاجتماع. فكان إرشاد ليون الثالث عشر الذي رفض الرأسماليّة المتوحّشة كما رفض الشيوعيّة غير العادلة. “Rerunm novarum” أعاد الاشتراكيّة الى حياة الكنيسة التي أسّس لها يسوع. وهي الاشتراكيّة التي ستعتمدها العديد من الأنظمة الأوروبية ولا تزال مثل فرنسا وإيطاليا. على خطى سلفه (ليون ١٣) سيقود ليون ١٤ الكنيسة الكاثوليكيّة في عصر الثورة التكنولوجيّة والذكاء الاصطناعيّ التي تفوق بسرعتها الثورة الصناعيّة، وتُحدث تحوّلات ومتغيّرات في المجتمعات والأوطان أضعاف ما أحدثته الثورة الصناعيّة. فمن هو ليون ١٤؟

خطاب البابا ليون ١٤ يؤكّد استمراره في نهج الإصلاح الذي بدأه سلفه. فهو أشاد بالرؤية الكنسيّة لسلفه والتزامه تجاه الفقراء والمهمّشين.

البابا الجديد

أميركي شماليّ في الولادة، وأميركي جنوبيّ في الرسالة. ولد روبرت فرنسيس بريفوست في ولاية شيكاغو يوم عيد الصليب ١٤ أيلول ١٩٥٥. هو أوّل بابا من الولايات المتحدّة الاميركيّة. بيد جذوره أوروبيّة. يتحدّر والده من أصول فرنسيّة وإيطاليّة. وتتحدّر أمه من أصول إسبانيّة. ويُتقن إضافة الى الانكليزيّة، لغته الأم، الاسبانيّة والإيطاليّة والفرنسيّة والبرتغاليّة وله إلمام باللغة اللاتينيّة. حصل على إجازة في علم الجبر (١٩٧٧). دخل الرهبانيّة الاوغوسطينيّة وأبرز نذوره في ١٩٧٨ وحصل على دبلوم في اللاهوت وآخر في القانون الكنسيّ. سيم كاهناً في ١٩٨٢. وانتخاب رئيساً عاماً لرهبانيته بين عامي ٢٠٠١ و٢٠١٣.

قضى الكاهن الجديد معظم حياته الكهنوتيّة في البيرو، ذاك البلد الفقير في أميركا الجنوبيّة. وبعد تعيينه أسقفاً أكمل خدمته الكنسيّة في البيرو مع فقراء ذاك البلد. بذلك يكون البابا الجديد قريب جداً من البابا الراحل من حيث التجربة الكنسيّة. فالبابا فرنسيس جاء من شوارع بوينس أيرس الفقيرة. وليون ١٤ يأتي من شوراع البيرو المُعدَمة. بالتالي سيُكمل رسالة “بابا الفقراء” ولكن بأسلوبه. ما هو أسلوبه؟

بابا هادئ ومتحفّظ

سؤال طرحناه على المصدر الذي شارك في المجمع الكنسيّ الأخير والتقى هناك البابا الجديد، فأجاب بأنه “شخص هادئ وصاحب شخصيّة رصينة، متحفّظة، قليل الكلام. ليس له الكاريزما التي كانت للبابا الراحل ولكن لديه التصميم ذاته على متابعة الإصلاح في الكنيسة”. بالتالي من المتوقّع أن يكون أسلوبه مختلف عن سلفه الذي استفزّ أحياناً بعض السياسيين وفي مقدّمهم دونالد ترامب الذي لم تكن علاقته جيّدة مع البابا الراحل منذ ولايته الأولى. ووصل به الأمر إلى نشر صورة له بلباس البابا، صور استفزّت غالبية المسيحيين خاصّة الكاثوليك منهم.

على خطى سلفه (ليون ١٣) سيقود ليون ١٤ الكنيسة الكاثوليكيّة في عصر الثورة التكنولوجيّة والذكاء الاصطناعيّ التي تفوق بسرعتها الثورة الصناعيّة

الفقراء والمهمّشين والبيئة

خطاب البابا ليون ١٤ يؤكّد استمراره في نهج الإصلاح الذي بدأه سلفه. فهو أشاد بالرؤية الكنسيّة لسلفه والتزامه تجاه الفقراء والمهمّشين. وذكر بأن الفقر والفروقات الاجتماعيّة وأزمة الهجرة هي أبرز تحدّيات العصر. وشدّد على ضرورة الاهتمام بالضعفاء والمضطهدين في المجتمع داعياً الى المحبة المسيحيّة والعمل الاجتماعيّ. وهنا يبدو أن “البابا الاميركيّ” سيتواجه مع دونالد ترامب الذي يرحّل المهاجرين من الولايات المتحدّة الاميركيّة، ومع دول الاتحاد الاوروبيّ الذي تتخّذ أكثر تشدّداً تجاه المهاجرين غير الشرعيين. ليون ١٤ أكّد التزامه بكنيسة “رسوليّة، ومجمعيّة”، يشارك العلمانيين في إدارتها إلى جانب الالكيروس، وهو إصلاح أدخله فرنسيس في الكنيسة وبدأ تطبيقه في المجمع الأخير الذي عقده (٢٠٢١ ٢٠٢٤) حيث شارك العلمانيين (رجال ونساء) في التصويت على مقرّرات المجمع للمرّة الأولى في الكنيسة. مشاركة لاقت اعتراضاً من بعض الكرادلة والأساقفة. وعلى خطى سلفه أثار البابا الجديد أزمة المناخ العالميّة داعياً الى الوحدة في مواجهتها، ومعلناً بأن للكنيسة دور في الحفاظ على البيئة كما في الدفاع عن حقوق الإنسان على المستوى العالميّ. انتخاب ليون ١٤ حسم الجدل حول مواصفات البابا الجديد ومسيرة الإصلاح في الكنيسة. يبقى السؤال كيف سيواجه البابا الجديد التحدّيات التي تنتظره، وهي تحدّيات سياسيّة واجتماعيّة من الخارج، وكنسيّة من التيار المحافظ في الداخل.

 

عودة ... "الأب الضال"

جان الفغالي/نداء الوطن/09 آيار/2025

في إنجيل لوقا حديث عن عودة " الإبن الضال"، لكن في الحالة العونية، الحديث بشكلٍ أدق يدور حول "الأب الضال". يجلس الرئيس المؤسس لـ "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون في فيللته في الرابية، وفي قرارة نفسه ندمٌ على التفريط بالإرث الذي يتحمَّل الوريث مسؤولية التفريط به.

على مرمى حجر من مكان إقامته، يقيم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، كما على مرمى حجر يقيم النائب ابراهيم كنعان، لم يعد الرجلان يعرِّجان على منزل المؤسِّس، في الصباحات، منذ أن استقالا أو أقيلا أو أبعِدا، وعدم استقبالهما من قِبَل الجنرال يأتي خشية من أن يمتعض جارٌ آخر في البياضة هو رئيس "التيار" جبران باسيل. ينظر الجنرال إلى الأفق فيعزّ عليه أن يرى أفق "التيار" مقفلًا: "الفرسان الثلاثة" الذين تركوا "التيار"، لم يفلح اضطهادهم في تعريتهم حزبياً وسياسياً:

النائب آلان عون يهزم رئيس "التيار" في مسقط رأس مؤسس "التيار"، الذي منذ قرابة الشهر حاول "شد العصب" في بلدته حارة حريك، فحضر القداس وسوَّق جماعة "التيار" أن النائب آلان عون اضطُر إلى مغادرة الكنيسة، فيما الحقيقة أنه غادر باكراً لأنه كان مرتبطاً بواجب تعزية.

النائب ابراهيم كنعان يهزم رئيس "التيار" في الجديدة - البوشرية - السد، وفي بلدة ضهر الصوان، فيما النائب الياس بو صعب ينجح في هندسة بلدية ضهور الشوير. يأخذ "الجنرال المؤسس" خبر الحريق في إذاعة "صوت المدى" في المطيلب، بسبب احتكاك كهربائي، والتي يملكها النائب بو صعب، فيرفع السمَّاعة ويتصل بالنائب بو صعب للاطمئنان بعد الحريق، ويطلع منه على حجم الأضرار التي لحقت بالإذاعة ( موقع "التيار" الإلكتروني أورد خبر الحريق لكنه تجاهل خبر اتصال العماد عون بالنائب بو صعب).

الإشارات التي يرسلها "الجنرال المؤسس" للتياريين الذين أبعدهم رئيس "التيار"، فيها شيء من "العودة عن الخطأ"، لكن المأزق أن رئيس "التيار" لا يعترف بأنه أخطأ في حق هؤلاء، فتكون محاولات "الجنرال المؤسس" أشبه بضربة سيف في الماء. لأن الأمور بلغت درجة من التعقيد لم تعد تُعالَج بلياقةٍ من هنا وتبويس لحى من هناك، فباسيل جهَّز بدائل النواب الأربعة: ماروني وأرثوذكسي في المتن الشمالي، من قيادات "التيار"، وماروني في المتن الجنوبي، بديلاً من آلان عون، وقد باشر هذا البديل جولاته الانتخابية، وماروني في جبيل بديلاً من النائب سيمون أبي رميا.

هل يُصلِح "عطَّار الرابية" ما أفسده "دهر ميرنا شالوحي"؟ المراقبون والخبراء يستبعدون ذلك، فلمُّ الشمل ليس "شربة ماء"، فالخارجون والممتعضون والناقمون والمبعَدون باتوا كثراً، من نعيم عون إلى رمزي كنج إلى زياد أسود إلى زياد عبس إلى ماريو عون إلى شامل روكز، وأخيراً وليس آخراً ربما، النواب بو صعب وكنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا.  قريبون من رئيس "التيار" يلمِّحون إلى أنه مدرِكٌ لهذه الحقيقة، لكنه لا يستطيع التسليم بها ويفضِّل عليها استراتيجية "الهروب إلى الأمام" لأن التسليم بها ضربة معنوية لمَن هم في الداخل، بين استحقاقين كبيرين: البلدية والاختيارية هذا الشهر، والنيابية، السنة المقبلة.

 

استسلام إيران… وليس استسلام الحوثيين

خيرالله خيرالله/العرب/09 آيار/2025

الاتفاق الأميركي - الحوثي جاء في اليوم الذي قصفت فيه إسرائيل مطار صنعاء؛ هذا يعني أن اليمن لم يعد ساحة مواجهة أميركية - حوثية فحسب بل هو ساحة مواجهة إيرانية - إسرائيليّة أيضا.

انتهى دور الحوثيين… يمكن إزاحتهم جانبا

نجحت سلطنة عُمان في وقف الهجمات المتبادلة بين الولايات المتحدة والحوثيين. سيكون مهمّا مستقبلا النجاح في حل سياسي لليمن يضع حدّا للمأساة التي غرق فيها البلد.

يمكن اعتبار ما حققته السلطنة خطوة أولى في طريق طويلة تخرج اليمن من الأزمة التي يعاني منها والتي جعلته بلدا في حاجة إلى عملية إعادة ترميم كاملة، بل إلى صيغة جديدة تجمع بين مكوناته. توجد مصلحة لدول المنطقة كلّها، خصوصا دول الخليج العربي، في عودة الاستقرار إلى اليمن وإعادة الحياة إلى البلد الواقع في شبه الجزيرة العربية والذي يعاني من حال تشظّ. استغلت “الجمهورية الإسلاميّة” في إيران حال التشظّي هذه إلى أبعد حدود بعدما وجدت لنفسها، عبر الحوثيين، موطئ قدم في شبه الجزيرة العربيّة. يمكن وصف ذلك بحالة غير طبيعية في ضوء الجهود الإيرانية الهادفة إلى جمع أوراق تفاوض بها “الشيطان الأكبر” الأميركي من أجل الاعتراف بدور مهيمن على الصعيد الإقليمي، بما في ذلك في منطقة الخليج. جاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية العُمانية، وهو بيان صيغ بدقة بالغة، أنّ الحوثيين، في ضوء “التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين… سيتوقفون عن مهاجمة السفن الأميركيّة في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي.” كان لافتا عدم تطرق البيان إلى حسم نهائي لموضوع حرية الملاحة في البحر الأحمر واقتصار الأمر، في الوقت الحاضر، على التوقف عن مهاجمة الحوثيين للسفن الأميركية. ما تأمل به سلطنة عُمان وما يأمل به العالم هو التوصل في نهاية المطاف إلى ضمان حرية الملاحة في كل مناطق العالم من جهة وأن يشمل وقف إطلاق النار، من جهة أخرى، كلّ السفن التي تعبر باب المندب والبحر الأحمر وصولا إلى قناة السويس.

 "الجمهوريّة الإسلاميّة" لا تأبه بما يحل باليمن واليمنيين وتعرف تماما أن الحوثيين مجرّد أداة لديها وهم على استعداد لتنفيذ كلّ طلب لها تماما كحال “حزب الله” في لبنان

يبدو واضحا من البيان العُماني أن السلطنة دولة في غاية الواقعية وهي على علم بالتعقيدات التي تحيط بالموضوع الحوثي المرتبط أساسا بأهداف إيران التي دخلت في مفاوضات مع الولايات المتحدة. لكنّ البيان العُماني تنبّه في الوقت ذاته إلى حاجة الحوثيين إلى صيغة لإنقاذ ماء الوجه. لهذا السبب لم يتطرق سوى إلى أن السلطنة “تأمل بأن يؤدي ذلك إلى مزيد من التقدم في العديد من المسائل الإقليمية في سبيل تحقيق العدالة والسلام والازدهار للجميع.”

بكلام أوضح، إنّ وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين ليس سوى بداية، علما أن الرئيس دونالد ترامب سارع، على طريقته، في الإعلان عن “استسلام الحوثيين” تحت ضغط الضربات الأميركيّة المستمرة منذ أسابيع عدّة. ألحقت الضربات أضرارا كبيرة في البنية التحتية اليمنية من دون أن تؤدي عمليا إلى فقدان الحوثيين القدرة على استخدام الصواريخ التي يمتلكونها والتي وصل أحدها، قبل أيّام قليلة، إلى مطار بن غوريون في تل أبيب. يتبيّن يوميا، مع إعلان الحوثيين أنّهم ما زالوا مصرّين على مهاجمة ما سمّوه “سفنا إسرائيلية” تعبر البحر الأحمر، أن هناك حاجة إلى ما هو أبعد من اتفاق أميركي – حوثي. بكلام أوضح، ثمة حاجة إلى اتفاق أميركي – إيراني، ذلك أن إيران غير مهتمة بما يحل باليمن واليمنيين وبمناطق سيطرة الحوثيين الذين يتحكمون بصنعاء والحديدة ومناطق أخرى في شمال البلد منذ 21 أيلول – سبتمبر 2014.

اللافت أن الاتفاق الأميركي – الحوثي جاء في اليوم الذي قصفت فيه إسرائيل مطار صنعاء ودمرته عن بكرة أبيه. هذا يعني بكل بساطة أن اليمن لم يعد ساحة مواجهة أميركية – حوثية فحسب، بل هو ساحة مواجهة إيرانية – إسرائيليّة أيضا. الأكيد أن سلطنة عمان تعرف ذلك جيدا. هذا ما يفسّر كلّ التحفظات التي تضمنها البيان الصادر عن وزارة الخارجية العُمانية، وهو بيان إن دلّ على شيء فهو يدلّ على عدم الإغراق في التفاؤل. سلطنة عمان دولة في غاية الواقعية وهي على علم بالتعقيدات التي تحيط بالموضوع الحوثي المرتبط أساسا بأهداف إيران التي دخلت في مفاوضات مع الولايات المتحدة

هناك أمران يدعوان إلى الحذر. أولهما الدخول الإسرائيلي المباشر على خط المواجهة مع الحوثيين واعتبارها ذلك جزءا من المواجهة مع إيران. صحيح أنّها ليست المرّة الأولى التي يقصف سلاح الجو الإسرائيلي أهدافا في اليمن، لكنّ الصحيح أيضا أنّه لم يسبق له أنّ تعمّد ضرب هدف مثل مطار صنعاء الذي باتت الحاجة إلى إعادة بنائه من جديد.

أمّا الأمر الثاني الذي يدعو إلى الحذر، فهو يتمثل في أن “الجمهوريّة الإسلاميّة” لا تأبه بما يحل باليمن واليمنيين. تعرف تماما أن الحوثيين مجرّد أداة لديها وهم على استعداد لتنفيذ كلّ طلب لها، تماما كحال “حزب الله” في لبنان.

في النهاية، تدرك سلطنة عُمان، قبل غيرها، مدى تعقيدات الوضع اليمني، بما في ذلك العلاقة العضوية التي تربط إيران بالحوثيين. سيكون هناك ملفان مهمان عليها التعاطي معهما في المرحلة المقبلة؛ ملفّ الحوثيين بحدّ ذاته وملف المفاوضات الأميركية – الإيرانية. سيتوقف الكثير على نجاح المفاوضات الإيرانية – الأميركية. كذلك، سيتوقف الكثير على مدى التأثير الإسرائيلي على القرار الأميركي وما الذي يريده الرئيس ترامب في نهاية المطاف. في حال كان الرئيس الأميركي يريد تعرية إيران من كلّ ما له علاقة بملفها النووي، لن يكون هناك خيار آخر أمامه غير الوصول إلى يوم يعلن فيه استسلام إيران وليس فقط استسلام الحوثيين. هل في استطاعة الرئيس الأميركي تحقيق هدف الفصل بين ما تريده الولايات المتحدة وما تريده إسرائيل؟ سيعتمد الكثير على ما إذا كان في استطاعة إيران توفير انتصار معنوي لترامب يستطيع بعده القول إنّه توصّل إلى اتفاق أفضل من ذلك الذي توصّل إليه باراك أوباما مع “الجمهوريّة الإسلاميّة” في العام 2015. في كلّ الأحوال، وبغض النظر عن كلّ الاتفاقات التي يمكن التوصل إليها بين إيران وبين هذا الطرف أو ذاك، لا مستقبل للحوثيين في اليمن. أدوا قسطهم. مثلهم مثل “حزب الله” في لبنان كانوا ورقة إيرانيّة لم تعد فائدة تذكر منها…

 

رسالة مفتوحة الى حزب اللا: إسلك طريق السلام

بيتر جرمانوس/موقع أكس/08 آيار/2025

الخسارة في الحرب ليست مجرد انكسار عسكري في الميدان، بل هي بداية سلسلة من الانهيارات: سياسية، ثقافية، اقتصادية، ديمغرافية، ونفسية. التاريخ الحديث والقديم يبرهن أن الشعوب أو الجماعات التي تخسر الحرب وتُصرّ على العناد، تدفع أثماناً مضاعفة، وأحيانا وجودية كما حصل مع دول وشعوب عديدة مثل الارمن، رواندا، البوسنة، غزة، دارفور، مينمار وغيرها. عندما تخسر الحرب، لا تملك رفاهية وضع الشروط، سيما وانك تفتقر الى البعد الجغرافي مع سقوط نظام الاسد وإلى عدم وجودك في سلم أولويات ايران وإلى شبكة من الاعداء لا تبدأ بالولايات المتحدة ولا تنتهي بالسعودية، ولا يمكنك أن تطالب بالرحمة من "عدو" سبق أن أنكرت وجوده أو أعلنت الحرب عليه وأعلنت نيتك بتهجيره. القوة تنتج وقائع موضوعية على الأرض، والوقائع لا تُمحى بالبيانات أو بالشعارات او بشتم رئيسي الجمهورية والحكومة ومطالبة الدولة بالحماية، نفس الدولة التي قمت بتخريبها وتفخيخها ومنعت قيامها منذ 1992.

لكن خسارة حرب ليست نهاية الطريق. فالحكمة السياسية تبدأ عندما تقوم بجردة حساب وتنضج الإرادة للسلام بعد الخسارة، وتُوظف بقايا القوة للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه، وتُمنع الخسائر الإضافية والتراكمية وربما النكبة. السلام ليس ضعفاً مطلقاً، بل أحياناً هو الشكل الأذكى من الصمود، حين يصبح الخيار الآخر هو الفناء أو العزلة، تماماً كما فعل الألمان واليابانيون بعد الحرب، حين أدركوا أن السلام والإعمار أهم من العناد والمكابرة، فاختاروا إعادة بناء أوطانهم بدل التمسك بالخطابات الفارغة التي أوصلتهم إلى الخراب. فتحولوا بعد الحرب العالمية الثانية من اعداء الى حلفاء للولايات المتحدة.

التجربة المصرية بعد حرب 1973، والتجربة الفيتنامية، وحتى بعض تجارب الدول العربية التي تصالحت مع الواقع وتقدّمت، كلّها نماذج على أن السلام بعد الحرب يمكن أن يكون بداية لنهضة جديدة إذا أُحسن فهم شروطه. السلام لا يعني الانسحاق بل هو إعادة إبتكار للذات ومحاولة للحفاظ على ما تبقى. السلام لا يعني الجبن بل يتطلب شجاعة أكبر من الحرب أحياناً: شجاعة في الاعتراف بالخطأ، في إعادة ترتيب الأولويات، في فتح صفحة جديدة تحفظ كرامة الناس وتضمن مستقبل الأطفال والأهم تحفظ البقاء في بيئة متقلبة وعنيفة

 

أميركا تضمن مغادرة قادة حماس غزة ولبنان

 محمد سلام/هنا لبنان/08 آيار/2025

نظام الولي الفقيه ربط سيطرته على “مستوطناته” العربية في الشرق الأوسط بفيلقين من المرتزقة: “الفيلق” الحوثي الذي يحتل بعض اليمن ويتحكم بجنوب الشرق الأوسط، “وفيلق” الممانعة الذي يحتل بيروت والبقاع وجنوب لبنان وكان يتحكم بالحافة الشمالية للمنطقة إلى حين الإطاحة به في سوريا نهاية العام الماضي.. ويدير المرشد خامنئي من طهران سياسة نظامه التوسعية عبر التحالف الذي يجمع “فيلقي” المرتزقة مع “شراذم” الأخوان المسلمين الهاربين من مصر إلى غزة والأردن ولبنان

ميليشيا “أنصار الله” الحوثية، التي تحتل أجزاء من اليمن، إستسلمت لأميركا، وتعهدت بعدم إعتراض سفن أميركا وحلفائها المتوجهة إلى إسرائيل عبر مضيق هرمز لكنها أصرت على أنّ إسرائيل ليست جزءاً من الإتفاق، ما قد يعني إستمرار قصف إسرائيل من اليمن وفق صيغة “مساندة غزة”..

فهل يعني ذلك أنّ محور أذرع إيران سيستأنف من جنوب لبنان حرب مساندة غزة التي كان حزب الله أول من أشعلها في 8 تشرين الأول العام 2023 بعد يوم واحد من إطلاق حماس مغامرة طوفانها التي تسببت، حتى الآن، بمقتل 52 ألف مدني بريء.

كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام نقل عنه قوله إن الإتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لا يشمل إسرائيل بأي شكل من الأشكال”.

وأوضح أن “الذي حصل هو مع الجانب الأميركي بوساطة عمانية، والتوقف سيكون عن استهداف السفن الأميركية… طالما أعلنوا التوقف والتزموا فعلا فموقفنا دفاعي وسيتوقف الرد”.

وكان ترامب قد أعلن أن الحوثيين “إستسلموا وأنهم سيتوقفون عن توجيه الضربات والهجمات ضد السفن، و في المقابل ستتوقف الضربات الجوية الأميركية في اليمن.”

ترامب أيضاً لم يقل أن الحوثيين سيتخلون عن “مساندة غزة” ويوقفون قصف إسرائيل.

لكن الرئيس الأميركي كان قد شدد في تصريح للصحافيين من البيت الأبيض على أن الحوثيين “أعلنوا لنا أنهم لا يريدون القتال بعد الآن، إنهم ببساطة لا يريدون القتال، وسوف نحترم ذلك وسوف نوقف القصف وقد استسلموا.” والأهم من ذلك، أضاف ترامب، “أننا سوف نصدّق كلمتهم وهم يقولون إنهم لن يفجّروا السفن بعد الآن، وهذا هو الهدف الذي نريده مما كنا نفعله.”

طالما حصر ترامب الإستسلام الحوثي بعدم تفجير السفن فقط، فما هو مصير “مساندة غزة” عبر قصف إسرائيل من اليمن أو من لبنان؟؟؟؟

الجواب لا يتوفر إلا عبر إحدى حالتين: إما تعرّض إسرائيل لقصف من اليمن أو لبنان أو الإعلان عن مقاربة جديدة لسلام أبراهام خلال جولة ترامب المرتقبة في الخليج منتصف الشهر الجاري.

لماذا حصر إحدى فرضيتي الجواب باليمن ولبنان؟؟؟

لأن نظام الولي الفقية ربط سيطرته على “مستوطناته” العربية في الشرق الأوسط بفيلقين من المرتزقة: “الفيلق” الحوثي الذي يحتل بعض اليمن ويتحكم بجنوب الشرق الأوسط، “وفيلق” الممانعة الذي يحتل بيروت والبقاع وجنوب لبنان وكان يتحكم بالحافة الشمالية للمنطقة إلى حين الإطاحة به في سوريا نهاية العام الماضي. ويدير المرشد خامنئي من طهران سياسة نظامه التوسعية عبر التحالف الذي يجمع “فيلقي” المرتزقة مع “شراذم” الأخوان المسلمين الهاربين من مصر إلى غزة والأردن ولبنان كما بالتعاون مع حزب الدعوة الإسلامية العراقي وهو الإبن الشيعي لحركة الإخوان المسلمين المصرية المنشأ، والذي تدرّج عبره أمين عام حزب الله الحالي الشيخ نعيم قاسم. ويقع وسط الشرق الأوسط، وفق خارطة دولة الولي الفقية “العظمى” التي تشمل قارتي آسيا وأفريقيا، مسطح مائي ضحل مساحته حوالي 241000 كيلومتر مربع تحده من الشمال والشمال الشرقي والشرق “دولة واحدة” هي إيران وتحده “سبع دول عربية” من جهة الغرب هي سلطنة عمان، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، المملكة العربية السعودية، الكويت والعراق. هذا المسطح المائي الذي تسميه جامعة الدول العربية “الخليج العربي” والدول الأجنبية “الخليج الفارسي” يتجه ترامب، بعد هزيمة أذرع إيران في سوريا واليمن، إلى تسميته في التعاملات داخل الولايات المتحدة ومع الدول العربية ب “الخليج العربي” بدلاً من الخليج الفارسي. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن صفتيهما قولهما إن ترامب ينوي أن يعلن عن قرار التسمية خلال زيارته للملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل.

وكانت إيران قد إعترضت على إستخدام رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم في كلمته الرسمية عبارة “دورة كأس الخليج العربي الخامسة والعشرين” لدى إفتتاح المنافسة الرياضية بمدينة البصرة العراقية في كانون الثاني من العام 2023.

هل فعلاً “إستسلم” الحوثيون؟؟؟ وتنازلت إيران عن تسمية الخليج الفارسي، ولماذا إستسلموا وتنازلت، ولقاء ماذا؟؟؟

لم يستخدم أحد غير ترامب مفردة “إستسلام” علماً بأن وزارة الخارجية العمانية كانت قد أصدرت بيانا ذكرت فيه أن وساطتها مع الحوثيين أسفرت عن التوصل فقط إلى” وقف لإطلاق النار.” وأوضح بيان الخارجية العمانية أنه “في المستقبل، لن يستهدف أي من الطرفين الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة، وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي”. إلا أن موقع “شفق نيوز” العراقي- الكردي نقل عن مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي لجماعة “أنصار الله” الحوثية العميد الركن عابد محمد الثور قوله إن تصريحات ترامب “غير صحيحة وليس لدينا أي قناة للتفاوض أو التحاور”.وأضاف الثور: “وما يشاع بأننا أبلغنا الأمريكان أننا نريد إيقاف الحرب فهذا كذب وترامب يحاول أن يقلل من قدرة اليمن العسكرية (تنظيم أنصار الله الحوثي حصراً) ، وأن الضربات الإسرائيلية والأمريكية قد أخافتنا”. يأتي هذا التصريح بعد إعلان الرئيس ترامب، أمس، أنه قرر وقف الضربات على اليمن مقابل التزام الحوثيين بوقف استهداف السفن، وهو ما اعتبرته الجماعة “انتصارا”. بإنتظار معرفة من يقول الحقيقة، خارجية عمان، أم ترامب أم الثور أم المفاوض الحوثي قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن “استسلام” ميليشيا الحوثيين هو “ثمرة مباشرة للضربات العسكرية الدقيقة التي تلقتها المليشيا”.

وأكد الإرياني عبر حسابه على موقع (X) أن “لغة القوة وحدها هي التي يفهمها الحوثي، فهذه الخطوة لم تأت نتيجة تفاهمات سياسية أو ضغوط دبلوماسية فقط، بل كانت ثمرة مباشرة للضربات العسكرية الدقيقة التي تلقتها المليشيا، وأربكت بنيتها، وقوضت قدراتها، وفرضت عليها الانكفاء والتراجع.”

وخلص الإرياني إلى أن “استسلام الحوثي اليوم يجب أن يُقرأ بوصفه اعترافاً عملياً بالهزيمة … (و) فرصة يجب ألا تُهدر لاستعادة زمام المبادرة، ووضع حد نهائي لغطرسة هذه المليشيا وتوحيد الصف الوطني، والمضي نحو الحسم الشامل الذي يعيد للدولة اعتبارها، ولليمن استقراره، ويكف يد إيران عن العبث بأمن المنطقة.”وكان قد نُقل عن ترامب قوله أنه سيصدر “إعلاناً إيجابياً كبيراً جداً” قبل جولته الخليجية التي تشمل، بعد زيارة المملكة، دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر ما أثار سيلاً من التساؤلات حيال مضمون الإعلان الموعود والمواضيع التي سيبحثها الرئيس الأميركي في جولته الخليجية.

دبلوماسي خليجي مقيم في بيروت كشف أن ما تم التوصل إليه بين أميركا والحوثيين عبر وساطة سلطنة عمان هو “تعهد حوثي بعدم إستهداف إسرائيل بالمطلق مقابل تعهد أميركي بضمان التوصل إلى تسوية في غزة تتضمن تأمين مساعدات لسكان القطاع لقاء إطلاق الرهائن والسماح لقادة حماس بمغادرة غزة ولبنان إلى دولة تقبل بإستقبالهم كلاجئين سياسيين.” أما موضوع المفاوضات النووية بين أميركا وإيران بوساطة عُمانية فنتيجتها “تنتظر إستكمال اللقاءات،” وفق ما كشفه الدبلوماسي العربي.

 

قمة بغداد: نحو نهج عربي جديد

محمد شياع السوداني/الشرق الأوسط/08 آيار/2025

تحتضن بغداد القمة العربية في لحظة استثنائية تمرّ بها منطقتنا، لحظة تحوّلات كبرى، وصراعات مفتوحة، وتحديات إقليمية مركبة. لكن بغداد، وهي تستقبل القادة العرب، لا ترى في ذلك مجرد اجتماع بروتوكولي، بل تراه علامة فارقة وفرصة تاريخية لتجديد مشروع العمل العربي المشترك، واستعادة زمام المبادرة، وتثبيت موقع العالم العربي كقوة فاعلة لا ساحة تنازع. لقد أدارت حكومتي مرحلة معقدة اتسمت بالتحديات الإقليمية الكبيرة وما فرضته حرب غزة من ضغط متعدد الأبعاد على الدول العربية، سواء سياسياً أو شعبياً أو دبلوماسياً. من تعاطف كبير فرض معادلات الأمن وانتقلنا عبر سياسات تنموية طموحة من الهشاشة إلى التماسك. إن القمة العربية في بغداد تأتي في سياق تحولي. إنها لحظة تلتقي فيها الإرادة الوطنية العراقية مع الأمل العربي العام في تجاوز الخلافات، والانطلاق نحو بناء منظومة تعاون عربي فعّالة وشاملة. نحن بحاجة اليوم إلى خطاب عربي مسؤول، يستند إلى الواقعية السياسية، ويؤمن بأن التضامن لا يعني التطابق، بل احترام الخصوصيات ضمن وحدة الهدف والمصير. يرى العراق أن تعزيز العمل العربي يبدأ من تقوية العلاقات بين العواصم العربية، من الخليج إلى المحيط، على قاعدة الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل الحوار الصريح والبنّاء، وتوحيد المواقف في القضايا الدولية. فالموقع الجغرافي الاستراتيجي للعالم العربي، وثرواته الهائلة، وشبابه الطموح، وإرثه الحضاري، تمنحه جميعاً قدرة هائلة على التحول إلى قوة مستقلة ومتوازنة على المسرح الدولي.

إن التحديات التي نواجهها –من العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة والضفة ولبنان وسوريا، إلى الانقسامات الداخلية في بعض الدول العربية، إلى التدخلات الإقليمية والدولية– تهدد ليس فقط أمن هذه الشعوب، بل إرادتنا الجماعية كأمة. من هنا، نرى أن الوقت قد حان لإطلاق مبادرة عربية موحدة، تتجاوز البعد الإنساني لتدعم بناء الدولة الوطنية القائمة على الدستور والكرامة والتنوع. وفي لحظةٍ يغيب فيها الانخراط الدولي الفاعل لصالح شعوب المنطقة، تزداد أهمية امتلاكنا استراتيجية تنموية عربية شاملة. ولهذا، يدعو العراق إلى اعتماد نهج اقتصادي تكاملي يعالج التفاوت التنموي، ويعزز القدرة الجماعية على مواجهة أزمات الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد. ونؤكد في هذا السياق أن مشروع «طريق التنمية» الذي أوشك على الاكتمال هو نموذج عملي لهذا التوجه، ويمكن أن يكون ركيزة لشراكات عربية حقيقية. العراق لا يرى نفسه لاعباً منفرداً، بل يرى أن دوره الحقيقي يكمن في الجمع بين الأشقاء، واستعادة الثقة بمؤسسات العمل العربي، والتأسيس لعصر جديد من الشراكة السياسية والاقتصادية. إن الأمن القومي العربي كلٌّ لا يتجزأ، ولا يمكن أن يتحقق من دون تعاون فعلي، وسياسات متوازنة، ومؤسسات قوية تحمي المصالح العليا للأمة. نحن اليوم لا نعيد بناء العراق فحسب، بل نشارك في إعادة رسم ملامح الشرق الأوسط، عبر سياسة خارجية متوازنة، وقيادة واعية، ومبادرات تنموية، وشراكات استراتيجية. ومن بغداد، نوجه نداءً لكل العواصم العربية: آن الأوان لأن نبدأ من جديد، على أرضية جديدة، ومنهجية جديدة، وإرادة جديدة. إن بغداد، عاصمة الفكر العربي والتاريخ المشترك، تفتح ذراعيها لقمة العرب، وهي على ثقة بأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وأن أمامنا فرصة ثمينة لصياغة مستقبل أكثر تماسكاً وكرامةً لشعوبنا.

*رئيس مجلس الوزراء العراقي

 

ترمب يوسّع القدرات العسكرية والأمنية على حساب الاستخبارات!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/08 آيار/2025

يبدو أن مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المالية تتضمن تعزيزاً للأمن والدفاع وتقليصاً للاستخبارات.

في مقترح ميزانية العام المالي 2026، يسعى الرئيس ترمب إلى زيادة كبيرة في الإنفاق على الأمن القومي، مع طلب غير مسبوق قدره 1.01 تريليون دولار، بزيادة 13 في المائة عن العام السابق. ويشمل هذا التمويل الدفاع الصاروخي عبر مشروع «القبة الذهبية»، وبناء السفن، وتحديث الترسانة النووية، إضافةً إلى رفع رواتب العسكريين بنسبة 3.8 في المائة. كما تشمل الميزانية المقترحة تعزيزاً كبيراً لوزارة الأمن الداخلي، المسؤولة عن تأمين الحدود، حيث يُطلب رفع مخصصاتها بنسبة 65 في المائة. وتشمل الزيادات أيضاً الإنفاق على سلامة النقل الجوي والسكك الحديدية، ورعاية قدامى المحاربين، وجهات إنفاذ القانون.

في المقابل، تُواجه الوكالات الاستخباراتية الأميركية، ومنها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووكالة الأمن القومي (NSA)، تخفيضات كبيرة في عدد الموظفين. ووفقاً لتقرير نشرته «واشنطن بوست»، أبلغت الإدارة الكونغرس بخطة لتقليص 1200 وظيفة في «CIA»، بمن في ذلك 500 موظف اختاروا التقاعد المبكر. كما تشمل الخطة تقليص آلاف الوظائف في وكالات مثل وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) ومكتب الاستطلاع الوطني (NRO). تأتي هذه التخفيضات في إطار توجه عام لدى إدارة ترمب لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية. وأكدت مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، في اجتماع للبيت الأبيض، أن مكتبها بات «أصغر بنسبة 25 في المائة» مما كان عليه عند توليها المنصب. وأعلنت لاحقاً إنهاء برامج التنوع والإنصاف والشمول ضمن جهود إعادة الهيكلة.

كما تمت إقالة مستشار الأمن القومي، وتولى ماركو روبيو وزير الخارجية، المنصب. ومن المتوقع أن يعمل ماركو روبيو وزيراً للخارجية ومستشاراً للأمن القومي لمدة ستة أشهر على الأقل، ويهتم عدد من كبار مستشاري الرئيس ترمب بجعل الترتيب بصورة دائمة.

وشهد اليوم 101 من الولاية الثانية لترمب إقالة مايك والتز من منصب مستشار الأمن القومي، بعد تداعيات فضيحة «سيغنال غيت»، التي أضعفت موقفه داخل الإدارة. وتم ترشيحه لاحقاً لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.

في خطوة غير مسبوقة منذ هنري كيسنجر، يتولى وزير الخارجية ماركو روبيو المنصبين معاً، وزيراً للخارجية ومستشاراً للأمن القومي. وقد وصف الخبراء هذه الازدواجية بأنها مرهقة وغير عملية في ظل التحديات الأمنية المعقدة الحالية. ومن تعقيداتها مَن سيكون خليفة والتز؟

تدور التكهنات حول تعيين ستيفن ميلر، نائب كبير موظفي البيت الأبيض لشؤون السياسات، مستشاراً جديداً للأمن القومي. ويُعرف ميلر بكونه مهندس سياسات الهجرة الصارمة في عهد ترمب، ويشغل حالياً منصب مستشار شؤون الأمن الداخلي. ووصفه مصدر في البيت الأبيض بأنه يدير مجلس الأمن الداخلي بـ«كفاءة فائقة وبعدد موظفين أقل بكثير من مجلس الأمن القومي». وأكد مصدر أن ميلر مهتم بالمنصب، فيما شكك آخر في قبوله له، إذا ابتعد عن ملف الهجرة الذي يعدّه أولويته القصوى.

لم يبقَ وزير الدفاع بيت هيغسيث خارج تأثير التداعيات، إذ تقدَّم بخطة لإعادة هيكلة الجيش. وأصدر هيغسيث مذكرة في 30 أبريل (نيسان) تتضمن خطة شاملة لإعادة هيكلة الجيش الأميركي، بهدف بناء قوة أصغر وأكثر تركيزاً وكفاءة، قادرة على تأمين الوطن وردع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتعطي الخطة الأولوية لتأمين الحدود الجنوبية، وتسريع بناء منظومة «القبة الذهبية». كما تشمل الخطة نقل الموارد إلى مسرح عمليات المحيط الهادئ، وتوحيد ميزانيات الأنظمة غير المأهولة، ومكافحة الطائرات المسيّرة، والحرب الإلكترونية. ويجري بالفعل التخلص من الأنظمة القديمة، والتحول إلى استخدام أنظمة تجارية مزدوجة الاستخدام، في توجه نحو مزيد من الكفاءة والمرونة. خلاصة المشهد الأمني: تعكس ميزانية ترمب لعام 2026 توجهاً استراتيجياً مزدوجاً؛ توسيع القدرات العسكرية والأمنية على حساب تقليص الجهد الاستخباراتي، في إطار رؤية أوسع لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية. في الوقت ذاته، تشهد مؤسسة الأمن القومي تغييرات قيادية لافتة، مع تعزيز دور الشخصيات المقربة من الرئيس في صياغة السياسات العليا، وبخاصة في ملفات الهجرة والدفاع. وتثير هذه التحولات تساؤلات حول توازن السلطة داخل المؤسسات الأمنية، وفاعلية أداء جهاز الاستخبارات في ظل التقليصات، في مقابل تنامي الدور السياسي في تحديد أولويات الأمن القومي الأميركي.

 

متاهات

أنطوان الدويهي/الشرق الأوسط/08 آيار/2025

كنت أستمع إليه، وقد وقعتُ مصادفةً على مقابلة معه، بوجهه الصارم العابس، وشعوره الواثق من امتلاكه الحقيقة، واستهانته المضمرة بمحاوره، أيّاً كان هذا المحاور. فهو يوحي بأنّه يعرف كل شيء، ولا يحقّ لأحد مناقشته حقاً. أدركتُ مرّة أخرى كم تنطبق صفات الرجل على شخصية دُعاة البِدَع، المنتشرة خصوصاً في الغرب حيث مجتمع الحرّيات، إذ يكفي أن يوحي الداعية بأنه يملك الحقيقة، مهما كانت دعوته غريبة وخاطئة، حتى يلتئم حوله قدرٌ من الناس، من العاجزين عن تكوين رأيهم بمفردهم، فيقولون في أنفسهم: «لدى هذا الرجل ثقة عميقة بنفسه وبما يقوله، فلا بدّ أن يكون على حق»، فيسيرون وراءه.

بما أن الرجل من دعاة التغيير في لبنان، فهو يندرج في هيئة من الهيئات الكثيرة، المتقاربة، المتنافرة، المختلفة المناحي والأهواء، المنبثقة عن انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 الشعبية، التي علّقنا كبير الآمال عليها في حينه، ولا نزال نراهن على وهج روحيّتها، على الرغم من التشتّت البالغ الذي أصاب الجماعات المنتمية إليها. ولا بدّ أن يكون هذا الداعية من جماعة شعار «كلّهم يعني كلّهم»، الذين يضعون جميع من مارسوا السياسة قبلهم في كيس واحد بلا تفرقة ولا تمييز، فيكون لهم دون سواهم أحقيّة رسم «الفجر الجديد». ويضع هواة التصنيف الجاهز هذا الاتجاه في خانة اليسار في «حركة التغيير» اللبنانية. «كلّهم يعني كلّهم»... وماذا بعد؟ يتوقّف الداعية التغييري، المستند إلى تخصّصه في العلوم الاقتصادية والإدارية من معاهد الغرب، عند ضرورة الإحصاء المفقود في لبنان وضرورة شموله جميع القطاعات بوصفه أساساً لوضع الخطط الإنمائية، ويستفيض في تعداد الصعوبات المعيشية التي تعاني منها الفئات الشعبية والقوى العمّالية، ويشرح بالتفصيل الخطوات الواجب اتباعها لمحاسبة المرتكبين، ولتحقيق النهوض الاقتصادي والمالي. وبينما يرفض الخوض في موضوع النازحين واللاجئين إلى لبنان، الذين يُقّدّر عددهم بمليوني شخص، من دون أن يذكر لماذا، ومن دون أن يجرؤ محاوره على سؤاله لماذا، يتوسّع في الكلام عن هجرة الشباب اللبناني، خصوصاً قواه الحية والمتخصّصة، الآخذة في الاتساع منذ عقود، وكيف تجب معالجتها. ويسهب في الحديث عن التعديلات المفروض إدخالها على القوانين الانتخابية والإدارية في مختلف المجالات. كل ذلك بلهجة «كوني فكانت» الحاسمة، من دون التوقّف عند وسائل العمل الفعلية لتحقيقها، التي لا مكان لها في هذا الخطاب. لا يدري الداعية التغييري، ولن يدري أبداً، أن مقولاته، أيّاً كان قدرها من الصحّة، هي مجرّد حبر على ورق، كما يقال، لا قيمة لها تُذكَر، لأنه يعتريها شرخان كبيران:

الشرخ الأول أن الداعية يقبل مباشرةً أو مداورة أن تقوم دولتان مختلفتان فوق الأرض اللبنانية الواحدة، الأولى معلنة وهي دولة لبنان الكبير، والثانية مضمرة وهي دولة المشروع الإقليمي في لبنان. فهو لا يتناول هذا الأمر الواقع، لا من قريب ولا من بعيد. يصبّ جام غضبه على الدولة اللبنانية، التي ينعتها بالطائفية، مموّهاً بهذا الوصف عداءه للصيغة اللبنانية، ومحمّلاً هذه الدولة تبعة الانهيار الكبير برمته. وهو لا يجرؤ على الإشارة إلى الطبيعة المذهبية الخالصة لدولة المشروع الإقليمي في لبنان، بينما هي تعلن بكل اعتزاز عنها. كما يعدّ التعرّض لدولة المشروع الإقليمي، خصوصاً سلاحها وبنيتها التنظيمية، إعلاناً للحرب الأهلية، ولا يقدّم أي نظرة نقدية لها، ولمسؤولياتها عما جرى ويجري. تُرى كيف يتحقّق النهوض الاقتصادي، وكيف يمكن إجراء الإصلاحات الإدارية والمالية والانتخابية والتربوية والقضائية وغيرها، في ظلّ دولتين، مختلفتي الهوية والآيديولوجيا والتنظيم والتسلّح والاستراتيجية، فوق أرض وطنية واحدة؟ وهل من مثال على نهضة ما في العالم المعاصر أو في تاريخ الدول، في ظل هذه الثنائية؟ أمّا الشرخ الثاني، فالداعية التغييري لا يأخذ في الاعتبار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وكأنها لم تكن، ولا يبدو مدركاً ما ألحقته من خراب وما نتج عنها من تحوّلات. فرؤيته النظرية العالية تأبى ربما التوقّف عند هذه المتغيرات «العابرة» في أرض الواقع، ولا تجدها جديرة بالتحليل، ويتصرّف معها كأنها لا تقدِّم ولا تؤخّر. واللافت في أمر هذا الداعية أنه لا يشكّل حالة منفردة، بل هو جزء من تيار تغييري، اقتصادي متخصّص، له حضوره في أوساط التغييريين «اليساريين»، وله مواقعه الأكاديمية والعلمية. متاهة أخرى بين المتاهات.

عبر “حزب الله”.. رسالة فرنسية “حاسمة” إلى عون!

محمد الجنون/ لبنان 24/08 آيار/2025

ما قالهُ الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، عن ضرورة “استمرار التصدّي لحزب الله في لبنان”، لا يجب إلا الوقوف عنده للغوص في تفاصيله وخلفياته ورسائله.

وجهتان نظر ترتبطان بكلام ماكرون عن “الحزب”، الأولى تقولُ إنّ كلامه الذي جاء أمام الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، كان بمثابة إقرارٍ باستمرار وجود قوة “حزب الله”، وذلك بعكسِ الكلام الآخر الذي يتحدث عن “إنتهاء الحزب” إثر الضربات الإسرائيلية القاسية التي طالتهُ إبان الحرب الأخيرة.

وفق وجهة النظر هذه، فإنه صحيحٌ أن “حزب الله” خسر الكثير من مقدراته العسكرية، لكن مسألة “النهاية” التي يتم الحديث عنها لم تتحقق واقعاً، وفق ما قال مصدران، الأول سياسي والثاني عسكريّ سابق .

في المقابل، هناك وجهة نظر ثانية إزاء كلام ماكرون وتوحي بأنَّ المواجهة ضدّ الحزب قد تتصاعد على خط سوريا، خصوصاً وسط محاولته فتح خطوط من هناك إلى لبنان، في محاولة لإعادة إحياء نفسه عسكرياً ولوجستياً بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

بالنسبة للمصادر، فإنّ الإشارة الفرنسية باتجاه “حزب الله” قد يتم تسييلها “إيجاباً” من قبل الأخير، إذ أن الهدف الأول من ذلك هو عدم الاصطدام مع الفرنسيين الذين فُتحت معهم سابقاً “خطوط تناغمٍ ومودة”، فيما الهدف الثاني يتصلُ باستخدام ما قاله ماكرون للتأكيد على أن “حزب الله” ما زال يثير قلق الكثير من اللاعبين الأقوياء في المنطقة، ما يؤكد – وفق وجهة نظر الحزب – أنّ الأخير لم ينتهِ إطلاقاً.

لكن في مقابل كل ذلك، فإنّ الحديث الفرنسيّ عن “التصدي لحزب الله” قد لا يكونُ من خلال حربٍ جديدة. هنا، تقول المصادر إنَّ باريس حريصة جداً على استقرار لبنان وعدم اندلاع الحرب فيه مُجدداً، مشيرة إلى أنَّ الكلام عن “التصدي” بمعناه العام، يمكن أن يكون مرتبطاً بإطار سياسي داخلي لبناني، وذلك من خلال عدم السماح لـ”حزب الله” بفرض ما كان يفرضه سابقاً على مسارات مختلفة، منها الاستحقاقات الدستورية.

في غضون ذلك، ما يتضح هنا هو أن فرنسا أعطت رسالة دعمٍ وزخمٍ لرئيس الجمهورية جوزاف عون الذي يبحث في ملف سلاح “حزب الله” خلال الوقت الراهن، وتقول المصادر إنَّ “التصدي” المطروح فرنسياً يدعم إلى حدّ كبير جداً قرار الدولة اللبنانية ببحث ملف السلاح، ما يُفسر بحد ذاته “تطويعاً لحزب الله” ولكن من دون الذهاب أبعد نحو “الكسر”. إذاً، فإن الرسالة الفرنسية ليست جديدة بمفهومها الأساسيّ، لكن العبرة تكمنُ في الطريقة التي سيرد عليها “حزب الله”. هنا، يقول المصادر السياسي إن “الحزب قد يستخدم الاستحقاقات الحالية للرد على الرسالة الفرنسية وغيرها”، وأضاف:

إجراء الانتخابات هو لصالح حزب الله تماماً وذلك من أجل ترسيخ حجمه وقوته. إن كانت هناك شرعية مُنحت له في المجالس البلدية ولاحقاً في المجلس النيابي، عندها سيكون هذا الأمر بمثابة ورقة قوة بيد حزب الله”. بالنسبة للمصدر، فإنَّ “حزب الله” لا يريد سوى أوراق القوة الشعبية للرد على أي كلام يطاله، وهذا ما ينتظر حصوله من خلال الانتخابات البلدية التي ستُجرى في جنوب لبنان يوم 24 أيار الجاري.

وعليه، يبقى الرهان على ما قد ينجم عن مساعي “حزب الله” وعون بشأن مسألة السلاح.. فإن وصلت الأمور إلى نتيجة إيجابية، عندها ستكون هناك قراءة مختلفة لواقع “حزب الله”، وإن لم تكن النتيجة كما هي مذكورة، عندها ستكون العين على ما سيحصلُ برلمانياً وشعبياً وميدانياً..

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

غوغل» تستبدل تسمية «الخليج الفارسي» في خرائطها بـ«العربي»

جنوبية/08 آيار/2025

أعاد تطبيق خرائط غوغل تسمية “الخليج الفارسي” بـ”الخليج العربي” لبعض المستخدمين، حسب وسائل إعلام. وأبلغ مستخدمون في الشرق الأوسط أن التطبيق يعرض الآن اسم “الخليج العربي” عند البحث باستخدام مصطلحات مثل:”Arab Gulf” (الخليج العربي)، “Persian Gulf” (الخليج الفارسي)

ولم تقدم “غوغل” أي تفسير رسمي لهذا التغيير. وسبق أن ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح تغيير اسم الخليج إلى “الخليج العربي”.ويأتي هذا التحرك في ظل اتصالات متقدمة بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، وسط دفع عربي لتغيير التسمية التاريخية للخليج.من جهته، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خطط الرئيس الأمريكي اعتماد تسمية “الخليج العربي” بانها خطوة سياسية وعدائية وأن “أي خطوة قصيرة النظر في هذا الصدد لن يكون لها أي شرعية أو تأثير قانوني أو جغرافي، فإنها ستثير فقط سخط جميع الإيرانيين من مختلف الفئات والاتجاهات السياسية داخل إيران والولايات المتحدة وحول العالم.”

 

خرج "سلس" لمسألة سلاح "حزب الله"،

مروان الأمين/فايسبوك/08 آيار/2025

في ظل المتغيرات السياسية والميدانية المتسارعة، تبرز محاولات داخل أروقة السلطة اللبنانية لإيجاد مخرج "سلس" لمسألة سلاح "حزب الله"، عبر حوار مباشر بين رئيس الجمهورية وقيادة "الحزب". غير أن هذا المسار، الذي يُفترض أن يوفّر انتقالاً هادئاً نحو حصرية السلاح بيد الدولة، يصطدم بموقف حازم ورافض من "الحزب"، الذي لا يُبدي استعداداً للقيام بخطوات جديّة حول ملف يعدّه جوهرياً في استراتيجيته. علماً أن رهان السلطة على "السلاسة" يواجه أيضاً تحدّيات كبيرة أخرى أهمها: التصعيد الميداني الإسرائيلي، وعدم تحديد موعد لجولة جديدة للمفاوضات الأميركيّة – الإيرانية، ما يشي بأن مسارها يواجه تعثّراً جدياً. إن "سلاسة" المقاربة الرئاسية في سباق محموم مع الأحداث، ورغم تأكيد الرئيس عون أن "قرار احتكار الدولة للسلاح قد اتُخذ ولا عودة عنه"، إلا أن تصلّب "حزب الله" يُسهم في تقويض المقاربة الرئاسية لصالح الأحداث المتسارعة، ما قد يهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار قبل وصول المبادرة الداخلية إلى خواتيم إيجابية.

**بإعتراف جريدة الأخبار، إن نسبة المشاركة في الغبيري كانت متدنية جداً، إذ بلغت ٢٩،٦٨٪؜ (٧٥٨٥ مقترعاً من أصل ٢٥٥٤٩ ناخباً)

هذه إشارة واضحة على وجود حالة تذمّر جديّة بين الرأي العام الشيعي، لكن هذا التذمر يكتفي بتسجيل "إعتراض سلبي" من خلال المقاطعة، وغير مكتمل كفاية كي ينتقل إلى "إعتراض إيجابي" عبر التصويت ضد حزب الله. وهذا أمر مفهوم بسبب عوامل عديدة غير ناضجة تسمح بهذا الإنتقال.

مواكبة الرأي العام الشيعي من خلال العمل على خفض نسبة المشاركة هو العمل السياسي السليم في المرحلة الحالية. والإستثناء هو للمعارك التي اصبحت trend على مستوى البلد مثل معركة "بعلبك مدينتي".

 

عن مواطنة من الجنوب

محمد الأمين/فايسبوك/08 آيار/2025

أقل من عشر دقايق اخد معي الطريق (مشي) من بيتي على مدرسة بنتي

عجقة اسعافات واطفائية وناس مستعجلة بكل الاتجاهات ...وصلت عالملعب عأخر نفس اطفال أمهاتهم وصلو و عاملين مناحة

و اطفال مرعوبين عم تحاول المديرة و النظار و المعلمات يواسوهم و يحضنوهم ....طلعت عصف بنتي لور

لقيتها قاعدة و عينها عالباب ودموعها عخدودها وقامت لعندي تخبت فيني وقالتلي (يا ماما خفت ما تجي)

بتعرفو شو يعني طفل يخاف امه ما تجي؟؟؟ اخدت بنتي و صرت دور عشي حكاية اقدر فيها خفف عليها و عحالي

ما لقيت... خلصو الحكايا نحنا مش صامدين و ما بدنا نصمد و ما بدنا نكون قوايا و ما بدنا نتحدى الصعاب

ببساطة كان بدي كفي تجهيز الغدا لتوصل بنتي بشكل عاديهيك ... عادي متل كل الناس الطبيعين وبس.

 

رئيس الجمهورية «يحمي» استقلالية مصرف لبنان المركزي وصلاحياته

زار الحاكم في مقره الرئيسي عشية معلومات عن تجديد ولايات نوابه الأربعة

علي زين الدين/الشرق الأوسط/08 آيار/2025

تعدّت الزيارة المفاجئة لرئيس الجمهورية جوزف عون إلى المقر الرئيسي للسلطة النقدية في بيروت (أول شارع الحمرا الشهير) الإطار الرمزي، بوصفها الثانية تاريخياً بعد زيارة مماثلة للرئيس الراحل فؤاد شهاب (1958- 1964)، لتحمل في توقيتها وأبعادها رسائل سياسية وقانونية تؤكد أولويات الاستقلالية المؤسسية للبنك المركزي، ودور الحاكمية المحوري في صناعة القرارات النقدية ومشاريع القوانين ذات الصلة وإعادة الثقة بالقطاع المصرفي. وبدا واضحاً في حرص رئيس الجمهورية على تهنئة الحاكم كريم سعيد في مكتبه بعد مضي 40 يوماً على تعيينه بالتصويت في مجلس الوزراء رغم معارضة رئيس الحكومة نوّاف سلام وفريق من الوزراء، واستتباعه بالاجتماع حصراً مع هيئة الحاكمية التي تضمه ونوابه الأربعة، التأكيد على احترام هرمية اتخاذ القرارات في سلطة النقد، ومحض التأييد الضمني لمضمون المطالعة المطولة (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة كاملة منها)، بعنوان «استقلالية مصرف لبنان وضرورة المحافظة على تجانس التشريع المصرفي»، التي أدلى بها الحاكم كريم سعيد في مجلس النواب خلال اجتماع لجنة المال والموازنة، الثلاثاء، بمشاركة حشد نيابي كبير من خارج اللجنة. وشكّل مشروع القانون الخاص بإصلاح أوضاع المصارف وإعادة تنظيمها، والمحال من قِبل الحكومة إلى مجلس النواب، حافزاً قوياً لانتفاضة حاكم البنك المركزي الذي عدّ المشروع، في دراسته القانونية، «غير دستوري»، وتمسّ مواده باستقلالية البنك المركزي وهرمية إدارته وصلاحياته الإدارية والتنفيذية، ولا سيما لجهة محاولة توسيع صلاحيات وضم رئيس لجنة الرقابة إلى الهيئة المصرفية المعنية بتنفيذ المندرجات، وبالتالي تعريض «القطاع المصرفي برمته للفوضى والاهتزاز» في حال نقل الصلاحيات إلى أي سلطة أخرى. في حين أن هذه الاستقلالية مُنحت «عمداً» للمجلس المركزي وللحاكم خصوصاً «لتجنب أي تدخل سياسي أو خارجي». ويؤكد سعيد، في دراسته المتضمنة القرائن القانونية لاستقلالية المؤسسة ومكامن الفجوات في مشروع القانون المحال، على «الصفة الإلزامية لاستشارة البنك المركزي في أي عملية تتوخى تحديثاً أو تطويراً للنظام المصرفي كونه المسؤول الأول والأخير عن وضع محددات سلامة السياسة النقدية والمالية للبلاد»؛ ما يفرض تلقائياً على الحاكم وبالتعاون مع كبار مسؤولي المؤسسة البنك المركزي، تولي مهمة إعداد المسودة الأولى لخطة إعادة هيكلة المصارف، وتصبح لاحقاً موضوع نقاشات ومراجعات من قِبل صندوق النقد الدولي، ورئاسة الحكومة والوزارات المعنية، إلى جانب عدد من المستشارين الماليين الدوليين ذوي الخبرة في إدارة الأزمات المصرفية «النظامية» حول العالم.

وفي استباق لصياغة خطة «الفجوة» وتوزيع الحكومة التي يفترض أن تنكب الحكومة على إعدادها، تسعى الحاكمية إلى إرساء مقاربة موحّدة، منسجمة ومرنة، ينبغي أن تحظى بدعم الأطراف المعنية كافة وموافقتهم في نهاية المطاف، بما في ذلك الدولة، ومصرف لبنان، والمصارف التجارية، مع إعطاء الأولوية لسداد الودائع لصغار المودعين وإعادة رسملة المصارف تدريجياً، بما يمكّنها من استعادة دورها الائتماني والمساهمة الفعالة في دعم نمو الاقتصاد الوطني. مع التنويه بأن الخطة النهائية ستتطلب حكماً، تقديم تنازلات وتضحيات اقتصادية من جميع الأطراف دون استثناء، استهدافاً لتحقيق تعافٍ تدريجي ومستدام للاقتصاد الوطني، يستند إلى قطاع مصرفي أكثر قوة، ومصرف مركزي مستقل، وآلية مرضية لسداد الودائع عبر الزمن، بشكل عادل، وضمن حدود الإمكانات المعقولة. وأكد رئيس الجمهورية في زيارته «ضرورة قيام مصرف لبنان، ووفقاً لأنظمته ومسؤولياته المحددة، خصوصاً في قانون النقد والتسليف، بدوره كاملاً لإعادة الثقة في الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللبناني، وحماية العملة الوطنية والعمل بشفافية بعيداً من التدخلات السياسية والمساهمة في إنجاح مسيرة النهوض الاقتصادي في البلاد». ولم يكن عابراً في سياق الجولة، ترؤس عون اجتماعاً ضم إلى جانب سعيد، نوابه الأربعة، وسيم منصوري (النائب الأول)، وبشير يقظان (النائب الثاني)، سليم شاهين (النائب الثالث)، وألكسندر موراديان (النائب الرابع). حيث عرضوا للظروف التي رافقت عملهم في مصرف لبنان، وتعاونهم مع الحاكم الجديد. في حين ترجح المعلومات المتقاطعة لدى «الشرق الأوسط» من مصادر حكومية ومصرفية، موافقة مجلس الوزراء قريباً على التجديد للنواب الأربعة الذين تنتهي ولاياتهم القانونية في العاشر من الشهر المقبل. وبرز في السياق مخاطبة رئيس الجمهورية لهيئة الحاكمية، بالقول: «كلي ثقة أن العمل في مصرف لبنان بعد تسلم الحاكم سعيد مهامه ووجودكم نواباً للحاكم، سيكون عملاً مثمراً لأنكم ستكونون حتماً فريق عمل واحداً متماسكاً ومتضامناً، وبقدر ما تستندون إلى ضميركم وتطبيق القوانين يكون عملكم ناجحاً وتساهمون أيضاً في محاربة الفساد الذي يشكل 90 في المائة من الأزمة التي يعانيها لبنان على الصعد كافة».

كذلك، نوّه عون بالجهود التي بذلها منصوري خلال توليه الحاكمية بالوكالة وبما حققه من إنجازات في المصرف للمحافظة على الاستقرار المالي في البلاد على رغم الظروف الصعبة والفراغ في سدة الرئاسة، دعا سعيد ونوابه إلى أن يكونوا أوفياء للقسم الذي رددوه عند تعيينهم، والذي «يحملكم مسؤولية كبيرة. فكونوا على مستوى هذه المسؤولية واعملوا يداً واحدة، وأنا ورئيس الحكومة إلى جانبكم لتذليل كل العقبات التي يمكن أن تواجه عملكم».

وفي تحديد صريح للمهام المنشودة، أكد عون للحاكم ونوابه أن مسؤوليتهم كبيرة ودورهم أساسي في «إعادة ثقة اللبنانيين والعالم بالنظام المصرفي اللبناني، وفي حماية العملة الوطنية، والعمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين وعدم التأثر بالتدخلات السياسية والحزبية والطائفية، لا سيما أن أنظار العالم متجهة إلى عملكم الذي يجب أن يبقى في إطاريه المهني والتقني بعيداً عن السياسة وزواريبها». كما نوّه بأنه «لا يمكن للاقتصاد أن يستعيد دوره وتوازنه ما لم تعود الثقة بالنظام المصرفي اللبناني. صحيح أن الاستقرار الأمني في البلاد أساسي، لكن الصحيح أيضاً أن الاستقرار المالي هو الذي يجلب الاستثمارات ويحقق انتعاشاً في الحركة الاقتصادية، ولعل القوانين الإصلاحية التي أقرها مجلس النواب مؤخراً، ومشاريع القوانين التي أحالتها الحكومة خير دليل على عزمنا على توفير كل المعايير القانونية التي تساعد في مسيرة النهوض التي ينظر إليها العالم بكثير من التفاؤل والأمل، لا سيما وأن دولاً شقيقة وصديقة أعربت عن رغبتها في تقديم المساعدات للبنان وتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار فيه بعد إقرار هذه الإصلاحات التي عدَّها حاجة لبنانية ملحة قبل أن تكون مطلباً خارجياً».

 

الرئيس عون استقبل النائب حيدر ناصر مع وفد: ثقافة المواطنة يجب ان تسود في لبنان

وطنية/08 آيار/2025

عرض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع النائب حيدر ناصر، خلال استقباله له بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا مع وفد، الأوضاع العامة في البلاد وخصوصا في الشمال، ومطالب الطائفة العلوية. وتحدث النائب ناصر خلال اللقاء، فشدد على "المواطنية والحقوق للجميع". واعتبر "ان وجود الرئيس عون في سدة الرئاسة، اعطى الامل برفع الغبن اللاحق ببعض اللبنانيين ومنهم الطائفة العلوية، انطلاقا من خطاب القسم الذي ساوى بين الجميع، وان يكون لبنان لكل مواطنيه بعيدا عن الطائفية والمحاصصة والزبائنية السياسية". وطالب بانصاف الطائفة، معلناً "وقوفها الى جانب الرئيس عون وطروحاته والاهداف التي اعلن عنها، خصوصا وان الناس بدأت تشعر بالفارق والتغيير الذي حصل". ورد رئيس الجمهورية، مشددا على "أهمية الانتماء للوطن، وثقافة المواطنة، وان هذا ما يجب ان يسود في لبنان وان يقتنع به اللبنانيون على مختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية، لانه يجب التعلم من الدروس وأخذ العبر منها". وأوضح الرئيس عون "ان المسؤولين في الخارج يقدّرون عاليا اللبنانيين، وينظرون اليهم كأشخاص اكفاء يندمجون في المجتمعات التي يعيشون فيها، واللبناني في الخارج يعيش بعيدا عن حساسيات الطائفة او السياسة، وهذا هو سبب تألقه ونجاحه، ويجب البناء على هذا النجاح والتألق".ولفت الرئيس عون في حوار مع أعضاء الوفد، الى ا"نه يتم العمل على ان يسود الامن في طرابلس"، وشدد على "أهمية القضاء في هذا المجال، ووجوب تشديد الاحكام وتنفيذها "ليدرك المجرمون انهم سيكونون تحت حكم القانون".

 

الرئيس عون تابع التطورات جنوبا واطلع من عبود على اوضاع الشمال والتقى رياشي ووجه رسالة لمناسبة 8 أيار: ملتزمون الدعم المطلق للصليب الأحمر وتوفير كل السبل كي يبقى صمام أمان

وطنية/08 آيار/2025

دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، الى دعم الصليب الأحمر اللبناني الذي أطلق أمس من قصر بعبدا حملته المالية للعام 2025 تحت شعار " بدعمكم منكفي" كي يبقى الصليب الأحمر "صمام امان وملاذا آمنا للمواطنين في أحلك الظروف وأصعبها".

دعوة الرئيس عون جاءت في رسالة وجهها الى اللبنانيين في لبنان والخارج لمناسبة الثامن من أيار، "اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر"، جاء فيها:

"في الثامن من أيار من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويحيي ذكرى مؤسس هذه الحركة الإنسانية العظيمة، هنري دونان، الذي جسّد بمبادرته النبيلة أسمى قيم الإنسانية والتضامن. إن هذه المناسبة تشكل فرصة ثمينة لنعبر عن عميق امتناننا وتقديرنا لجميع العاملين والمتطوعين في الصليب الأحمر اللبناني والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذين يعملون بتفانٍ وإخلاص على مدار الساعة، متحدين المخاطر، ومقدمين المساعدة والعون للمحتاجين والمتضررين.

لقد أثبت الصليب الأحمر اللبناني، منذ تأسيسه، أنه صمام أمان وملاذ آمن للمواطنين في أحلك الظروف وأصعبها. فخلال الأزمات التي مر بها لبنان، كان الصليب الأحمر دائماً في طليعة المستجيبين، يقدم خدماته الإنسانية بكل تجرد وحياد، محققاً بذلك رسالة هنري دونان الخالدة في "مساعدة الإنسان بغض النظر عن انتمائه". إننا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى ترسيخ المبادئ الإنسانية التي أرساها دونان: الإنسانية، عدم التحيز، الحياد، الاستقلالية، الخدمة التطوعية، الوحدة، والعالمية. هذه المبادئ تمثل نبراساً يضيء درب العمل الإنساني في عالم تتزايد فيه النزاعات والكوارث.

أيها اللبنانيون، إن الدولة اللبنانية، ممثلة برئاسة الجمهورية، تؤكد دعمها المطلق للصليب الأحمر اللبناني وتلتزم توفير كل سبل الدعم والمساندة التي تمكنه من الاستمرار في أداء رسالته النبيلة. كما تثمن عالياً الدور الحيوي الذي تلعبه الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في دعم الشعب اللبناني في مختلف الظروف. في هذه المناسبة، أتوجه بالتحية والتقدير إلى كل متطوع ومتطوعة، إلى كل مسعف ومسعفة وإلى كل من يحمل شارة الصليب الأحمر ويعمل تحت رايتها، لما تبذلونه من جهود استثنائية وتضحيات جسام في سبيل خدمة الإنسانية.

عاش لبنان، عاش الصليب الأحمر اللبناني، ودامت رسالة هنري دونان الإنسانية منارة للعالم أجمع".

متابعة التطورات في الجنوب

الى ذلك، تابع الرئيس عون التطورات الأمنية المستجدة في الجنوب في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة النبطية، وتلقى تقارير من قائد الجيش العماد رودولف هيكل عن الأماكن التي طاولها القصف الإسرائيلي ونتائجه.

رياشي

سياسيا، استقبل الرئيس عون عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب ملحم رياشي الذي أوضح بعد اللقاء، انه هنأ رئيس الجمهورية على "انجاز المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان"، وقال: "جددت لفخامة الرئيس الاعراب عن الثقة بما يعمل عليه لمصلحة السيادة اللبنانية".

عبود

واستقبل الرئيس عون النائب جميل عبود الذي أوضح ان البحث "تناول الأوضاع العامة في البلاد وحاجات منطقة الشمال عموما وطرابلس خصوصا، وتمنيت على فخامة الرئيس ان يزور طرابلس للاطلاع عن كثب على أوضاعها وخصوصا المشاريع المجمدة منذ سنوات والعمل على تحريكها من جديد".

أضاف: "تطرقنا أيضا الى الوضع الاقتصادي الراهن واهمية الإصلاحات التي بدأت مع بداية هذا العهد والتي أتت منسجمة مع مضمون خطاب القسم والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام ودور المجلس النيابي في إقرار المشاريع والقوانين ذات الطابع المالي".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم06  آيار/2025

يوسف سلامة

هل سينتقل التوتّر من شرق الأبيض المتوسط إلى شرق آسيا؟

ماذا عن المشرق والعروبة و سايكس-بيكو وفلسطين وإسرائيل التي أضحت دولة المشرق الكبرى؟

ل سيتبلور جسد"الشرق الأوسط الجديد" في صورة سوريا الجديدة؟

وهل سيكحّل وجهه نسيم لبنان وشاطئ المتوسط؟

"مئة عام كأنها لم تكن"

 

د. أحمد ياسين

أكثر من 15 غارة الآن على #جنوب_لبنان تدمر مجموعة مخازن سلاح للحزب الإيراني..

ومعلومات تشير عن استعداد نعيم قاسم للرد بسلسلة تهديدات من داخل الخزانة بعد قليل..

صوريهن يا زهراء

 

بيتر جرمانوس

تعرف على أقدم مؤسسة في الكون تعرف على إجتماع "الكونكلاف"

2025 عام عمر كنيسة بطرس

الكنيسة الملقبة ب"الصخرة"

الكونكلاف الروماني هو الاجتماع السري الذي يعقده مجمع الكرادلة في الكنيسة المسيحية الكاثوليكية لاختيار بابا جديد عند شغور الكرسي الرسولي. الكلمة "كونكلاف" تعني "مع قفل"، في إشارة إلى الطابع المغلق والسرّي للاجتماع، حيث يُعزل الكرادلة عن العالم الخارجي حتى انتهاء التصويت.

تُجرى الانتخابات في كنيسة السيستينا في الفاتيكان، ويُشترط أن يحصل المرشح على ثلثي أصوات الكرادلة الحاضرين لانتخابه بابا. تبدأ العملية بقداس خاص، ثم يدخل الكرادلة إلى مكان الاجتماع ويؤدون قَسَماً بالحفاظ على السرية. يجري التصويت بورقة سرّية، ويمكن أن تجرى أربع جولات اقتراع يوميًا.

عند انتخاب البابا، يحرق الكرادلة أوراق الاقتراع باستخدام مواد خاصة: إذا لم يُنتخب أحد، يصدر دخان أسود من المدخنة، أما إذا تم انتخاب بابا، فيصدر دخان أبيض إعلانًا للحدث. بعد ذلك، يُسأل البابا المنتخب عمّا إذا كان يقبل المنصب، ثم يختار اسمه البابوي، ويُعلن للعالم عبر العبارة الشهيرة: "Habemus Papam" أي "لدينا بابا".

 

د. أحمد ياسين

أكثر من 15 غارة الآن على #جنوب_لبنان تدمر مجموعة مخازن سلاح للحزب الإيراني..

ومعلومات تشير عن استعداد نعيم قاسم للرد بسلسلة تهديدات من داخل الخزانة بعد قليل..

صوريهن يا زهراء

 

بيتر جرمانوس

من الطبيعي أن يتمسّك حاكم مصرف لبنان بصلاحياته؛ فهل المطلوب منه أن يسلّم مفاتيح المصرف المركزي؟ خلف الشعارات البرّاقة عن "الإصلاحيين" و"الأوادم"، يختبئ نهج مريب ونفَس غير سليم. هذا بلد صغير جداً، ونعرف بعضنا جيداً. أوقفوا هذا المسلسل، فقد أصبح مملاً ومكشوفاً.

 

علي حماده

الغارات الاسرائيلية المكثفة على مواقع للحزب قرب النبطية  اقوى دليل على ان شرط الاصلاح هو نزع السلاح و ليس العكس لأن الشرطان لا يتساويان في الاهمية ابدا.

 مستحيل تحقيق اي اصلاح اوحماية اي جهد اصلاحي بوجود السلاح !

https://x.com/i/status/1920415803297398837

 

د. وليد فارس

ان محافظة السويداء في جنوب سوريا هي قلعة درزية عربية اصيلة تدافع عن نفسها ضد الإرهابيين و تحمي الاردن من الجهاديين. على المملكة الهاشمية الاردنية ان تساعد هذا المكون و ان توفر لهم الدعم و المساعدة. فإذا سقطت السويداء لا سمح الله فالهدف التالي سوف يكون المملكة.

تاريخيا و عاطفيا فالدروز هم اولاد عم الهاشميين. انها شراكة تطوق إلى السلام.

 

 ******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 08-09 آيار/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 08 آيار/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143113/

ليوم 08 آيار/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For May 08/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143116/

For May 08/2025

*****

 **********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight