المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل26  آذار/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.march26.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقْولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَة، ومَلائِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلُونَ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَان».

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو/الياس بجاني/ملخص قصة القديسة رفقا المارونية طبقاً لمراجع دينية وكنسية متفرقة

الياس بجاني/نص وفيديو/تأملات إيمانية في معاني وعِبر مَثَل عودة وتوبة الابن الشاطر

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة الناشطة السيادية المميزة، د. زينا منصور، من موقع “البديل

أبرز محاور مقابلة د. زينة منصور مع موقع البديل

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع رئيس تحرير الأخبار في المؤسسة اللبنانية للإرسال الصحافي جان فغالي

أورتاغوس في لبنان بعد العيد: سحب السلاح وتدميره

صراع خفي وخلاف حيال التعيينات الإدارية: "محنة" مبكرة للعهد

مصرف لبنان المركزي يرفض مقترحات استثمار احتياطيات الذهب

سلام يدعو إلى خطة أمنية جديدة لضبط الحدود اللبنانية السورية

إسرائيل تُعلن مقتل قائد منظومة الصواريخ المضادة للدبابات في حزب الله في غارة ليلية

سلام يزور طرابلس ويتعهد بعدم التهاون مع المخلين بالأمن

مهمة لودريان: فرنسا تحث لبنان على تطبيق الإصلاحات قبل المؤتمر الدولي

السياسة تعيق: لبنان يقترب من اتخاذ قرار بشأن حاكم مصرف لبنان

الأمم المتحدة تقول إن أكثر من 21 ألف شخص فروا من العنف الطائفي في سوريا إلى لبنان

تجاهل التحذيرات: إسرائيل تواصل الضغط العسكري على سوريا ولبنان

تحقيق في "كلنا إرادة" وسط مزاعم تلاعب مالي

النائب نعمة أفرام من معراب: الانتخابات البلدية بتحالف مع القوات اللبنانية، الكتائب، ومنصور البون

مصادر حكومية تنفي ما تردد عن تعيينات في تلفزيون لبنان وأوجيرو

الرسالة الصامتة لراهبات الصليب

المكاسب السياسية على القوة العسكرية

هل يُخالف سلام القانون بحجب تشريعات رئيسية كما فعل ميقاتي؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو يعتقد أن المواجهة مع تركيا في سوريا "حتمية"

إسرائيل تقتل ستة أشخاص في جنوب سوريا، بحسب وزارة الدفاع السورية

12 غارة أميركية ضربت أهدافاً حوثية في صعدة خلال ليلة واحدة

الإرياني: الميليشيات تتعمد التعتيم على خسائرها

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

غارات واشنطن تجبر الحوثيين على التخفي وإعادة التموضع وعائلات يمنية هربت من صعدة مع اشتداد الضربات

أميركا تضيف 70 كياناً لقائمة القيود على الصادرات

غروسي: محادثاتنا مع إيران لم تحقق تقدماً وقال إنه يسعى إلى زيارة طهران قريباً

«الحرس الثوري» يكشف عن ترسانة صاروخية جديدة وسط التوتر مع واشنطن

ترمب ومحمد بن زايد يناقشان قضايا المنطقة وتعزيز التعاون الاستراتيجي..تركيز مشترك على الأزمة الإنسانية في غزة وتأكيد أهمية الحلول السلمية في المنطقة

نائب الرئيس الأميركي يزور غرينلاند الجمعة

أقرّ البرلمان الإسرائيلي الميزانية في خطوةٍ تُعزز حكومة نتنياهو

مئات الفلسطينيين يتظاهرون ضد حماس في غزة مطالبين بإنهاء الحرب

مسيرات في بيت لاهيا تهاجم «حماس» وتدعو لوقف الحرب والمتظاهرون حملوا الحركة مسؤولية تلقيهم أوامر إخلاء إسرائيلية

إسرائيل تُفرج عن مخرج فلسطيني حائز على جائزة الأوسكار بعد تعرضه لاعتداء من مستوطنين في الضفة الغربية

من هم المشاركون بالمجموعة السرية الأميركية على «سيغنال» بشأن ضربات اليمن؟

لقاء إماراتي - أردني يبحث تعزيز التعاون ومستجدات المنطقة وتأكيد على دعم الاستقرار الإقليمي وجهود وقف النار في غزة

هل يفتح تعيين مايك هاكابي سفيراً لإسرائيل فصلاً جديداً في الدبلوماسية الأميركية؟

وفد إسرائيلي إلى واشنطن لمناقشة الخطط العسكرية في غزة

تركيا: قمع واسع للمحتجين على حبس إمام أوغلو وسط تنديد دولي وزعيم المعارضة أكد استمرار التجمعات... وتوعّد إردوغان بـ«مفاجأة» في أيام العيد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

علاقات الدكتورة رشا علوية بحزب الله وهي التي تم ترحيلها من أميركا إلى لبنان/د. إيمانويل أوتولينغي/مجلة الحرب الطويلة التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات

طريق العودة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

روسيا وأميركا هل هما خصمان أم شريكان مستقبليان؟/خدمة «نيويورك تايمز»/الشرق الأوسط

بلاد الشام... ضحية التاريخ أم الجغرافيا؟/جمال الكشكي/الشرق الأوسط

أمين الريحاني... تكريم فوق العادة/فؤاد مطر/الشرق الأوسط

خداع نتنياهو... ومأساة القطاع/بكر عويضة/الشرق الأوسط

الطائفيّة بين الاستعمار ومناهضة الاستعمار/حازم صاغية/الشرق الأوسط

العودة إلى برلين/ماريو فارغاس يوسا/الشرق الأوسط

كوستانيان لـ “أساس”: الثورة سيّست “كلّنا إرادة” وسلام صديق/زياد عيتاني/اسايس ميديا

لا حلّ إلّا بنزع سلاح “الحزب”/رضوان السيد/اسايس ميديا

لبنان وسوريا… والدّولة المسيحيّة ثالثتهما/أيمن جزيني/اسايس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

سلام يزور الشمال: الإنماء من المرفأ إلى القليعات

سلام يتعهد بضبط الأمن في شمال لبنان ومكافحة التهريب

رئيس الحكومة اللبنانية أعلن عن الشروع بدراسة أفق تشغيل مطار ثانٍ

إرباك اللبنانيين

ماذا يريد برّي حقيقةً من قنبلة قانون الانتخاب

مصرف لبنان المركزي يرفض مقترحات استثمار احتياطيات الذهب

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 25 آذار/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقْولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَة، ومَلائِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلُونَ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَان».

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من35حتى52/في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ. ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله». وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع. وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟».

قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر. وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع. ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح». وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة». وفي الغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلى الجَليل، فلَقِيَ فِيلِبُّس، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْني». وكانَ فِيلِبُّسُ مِنْ بَيْتَ صَيْدا، مِنْ مَدينةِ أَنْدرَاوُسَ وبُطرُس. ولَقِيَ فِيلِبُّسُ نَتَنَائِيل، فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ الَّذي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى في التَّوْرَاة، وتَكَلَّمَ عَلَيْهِ الأَنْبِيَاء، قَدْ وَجَدْنَاه، وهُوَ يَسُوعُ بْنُ يُوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة». فَقَالَ لَهُ نَتَنَائِيل: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيءٌ صَالِح؟». قَالَ لَهُ فِيلبُّس: «تَعَالَ وٱنْظُرْ». ورَأَى يَسُوعُ نَتَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيه، فَقَالَ فيه: «هَا هُوَ في الحَقِيقَةِ إِسْرَائِيلِيٌّ لا غِشَّ فِيه». قالَ لَهُ نَتَنَائِيل: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «قَبْل أَنْ يَدْعُوَكَ فِيلِبُّس، وأَنْتَ تَحْتَ التِّينَة، رَأَيْتُكَ». أَجَابَهُ نَتَنَائِيل: «رَابِّي، أَنْتَ هُوَ ٱبْنُ الله، أَنْتَ هوَ مَلِكُ إِسْرَائِيل!». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «هَلْ تُؤْمِنُ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رأَيْتُكَ تَحْتَ التِّيْنَة؟ سَتَرَى أَعْظَمَ مِنْ هذَا!».وقَالَ لَهُ: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقْولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَة، ومَلائِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلُونَ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَان».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو/تأملات إيمانية في معاني وعِبر مَثَل عودة وتوبة الابن الشاطر

الياس بجاني/23 آذار 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/73259/

الصوم هو زمن التغيير والولادة الجديدة، زمن الرجوع إلى الجذور الإيمانية، مراجعة الذات والأفعال، التوبة، طلب المغفرة، وعمل الكفارات. فالله، الأب الرحيم والمحب والغفور، قادرٌ على تحويل كل شيء وتبديله. هو الذي حوّل الماء إلى خمر، وهو القادر، إن طلبنا منه التوبة، أن يحوّل عقولنا وضمائرنا من مسالك الخطيئة إلى دروب الخير والمحبة والتقوى. كما أنه يمنحنا رؤية جديدة بقلبٍ متجدّد، ينبض بالمحبة والحنان والإرادة الخيّرة. هذا الأب السماوي، الذي تجسّد وارتضى الصلب والعذاب من أجل خلاصنا، شفى الأبرص من جسده المشوّه ومنحه العافية، وهو كذلك قادرٌ على تطهير النفوس الملطخة بالخطيئة إذا طلبت التوبة بصدق وإيمان وثقة. بقوّته ومحبّته، أوقف نزف المرأة النازفة، التي ترمز إلى كل نزيف أخلاقي، قيمي، روحي، واجتماعي يعاني منه الأفراد والمجتمعات. وهو دائمًا مستعدٌّ لقبول توبتنا واستقبالنا في بيته السماوي، حيث لكل واحدٍ منّا منزل لم تشيّده يد إنسان، حيث لا حزن، ولا تعب، ولا خطيئة.

عِبر من مَثَل الابن الشاطر

في الأحد الرابع من آحاد الصوم، تحدّثنا الكنيسة عن مَثَل الابن الشاطر (الضالّ أو المبذّر) الذي اقتسم حصته من ميراث أبيه، ثم وقع في التجربة، وانغمس في الملذات حتى أضاع كل شيء. وعندما أقفلت الأبواب في وجهه، واختبر الجوع والذل والغربة، عاد إلى أبيه طالبًا السماح والغفران.

من هذا المثل الإنجيلي، نستخلص معاني الخطيئة والتجربة والضياع الأخلاقي والإيماني، كما نتعلّم عن التوبة والمصالحة وثمارها.

جوهر الخطيئة والميراث والعطايا

الخطيئة تبدأ حين نتعلّق بخيرات الله، من مال وسلطة ومعرفة وجمال وذكاء، وننسى المُعطي ذاته. ننسى أن الله هو واهبُ كل ما نملك، فنعبد العطايا بدلًا من أن نعبد المُعطي، فنقع في الخطيئة. الابن الشاطر أصرّ على أخذ ميراثه، وترك العائلة والوطن، واختار الذهاب إلى عالمٍ آخر، عالمِ الشيطان، حيث لا قيود ولا التزامات، بل حرية منفلتة وملذّات زائلة.

لقد كسر شراكته مع الأب – أي مع الله – وخرج من دائرة الحياة معه إلى ظلام الخطيئة، لأن الابتعاد عن الله هو ابتعادٌ عن النور، وسقوطٌ في العتمة والتوقّف عن الصلاة والعبادة.

الأنانية المفرطة

في هذه الحالة، تصبح الذات (الأنا) محور كل حياة الإنسان وفكره، فينسى الله ويكسر الشراكة معه.

الابتعاد عن البيت الأبوي

كسرُ الشراكة مع الله يقود إلى الابتعاد عن الوصايا الإلهية، الإنجيل، القداديس، والأسرار المقدّسة، فيسقط الإنسان في شراك الخطيئة التي هي موتٌ روحي.

كسر الشراكة مع الجماعة

الخطيئة تُخرج الإنسان من جماعة الكنيسة التي هو عضوٌ فيها، فتُحرمه من السلام، الفرح، والدفء الروحي.

الخطيئة تُنتج الفقر الروحي والجوع والعوز

ابتعد الابن عن الله، مارس التبذير وأعمال السوء، وعاشر أهل الخطايا، متفلتًا من الإيمان والقيم الروحية والضوابط العائلية والمسؤولية. تحجّرت مشاعره، وانطفأت أحاسيسه، وغرق في عالمٍ بلا ضوابط.

حياة الذلّ

هذه الحياة هي نتيجة الفقر القِيَمي والأخلاقي والإيماني، والغربة عن الله وشرائعه. لقد فقد الابن الشاطر كرامته الشخصية، وانحدر إلى العمل مع الخنازير، متمنّيًا أن يأكل مما يُقدَّم لها. ولأن الشريعة اليهودية تعتبر الخنزير نجسًا، ندرك حجم الذلّ الذي بلغه هذا الابن الذي كسر الشراكة مع أبيه، وترك العنان لشهواته.

التوبة: قرارٌ واعٍ نابعٌ من الندم والتواضع

التوبة تبدأ بوقفة وجدانية، بعملية فحص الضمير المستنير، فالضمير هو صوت الله داخل كل إنسان. عاد الابن إلى نفسه، فاسترجع ذكرياته عن بيت أبيه، وأدرك خطأه وسوء تقديره. أخذ عبرةً مما أصابه، وقرّر التوبة، والعودة إلى أبيه طالبًا الغفران.

تخلّى عن كبريائه وتعجرفه وأنانيته، وقال:

"سأعود وأطلب من والدي أن يجعلني أجيرًا في بيته، إن هو غفر لي وقبلني من جديد. سأعترف بخطيئتي وأقول له: يا أبي، لقد أخطأتُ وأهنتك، ولا أستحق أن أُدعى ابنك."

وهكذا، قام وعاد إلى بيته، وهذا هو فعل التوبة الحقيقي—الاعتراف بالخطيئة، والإقرار بها، واتخاذ قرار الرجوع إلى الله. فالخطيئة تُرتكب بالقول والفعل والفكر والإهمال، لكن الرجولة تكمن في اتخاذ قرار الندم والتوبة، والعودة إلى شريعة الله، وطلب الغفران، ومن ثمّ التكفير عن الذنوب.

الله بانتظار توبتنا، فهل نعود إليه؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

https://eliasbejjaninews.com

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة الناشطة السيادية المميزة، د. زينا منصور، من موقع “البديل”/قراءة جريئة وعلمية في واقع وأحوال الطائفة الدرزية تاريخياً وحاضراً في لبنان وسوريا وإسرائيل، وفي أفول زعامة وليد جنبلاط الكردي العثماني الجذور، وفي حقيقة التفاف الطائفة حول قيادة الشيخ موفق طريف.

موقع البديل/25 آذار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141573/

 

أبرز محاور مقابلة د. زينة منصور مع موقع البديل

(تفريغ وتلخيص وصياغة للعناوين بواسطة الياس بجاني بحرية مطلقة)

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141573/

*وليد جنبلاط ذو أصول كردية عثمانية سنية، وقد فقد زعامته لأنه تحالف مع الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، حيث أن همه الأول كان مصالحه الشخصية وثروته ونفوذه وليس مصلحة الطائفة الدرزية. أما نواب كتلته، فهم مجرد أدوات تخدم أجندة نبيه بري.

*حماية دروز إسرائيل لوليد جنبلاط والمناطق الدرزية خلال الحرب في لبنان: نذكّر من يعنيهم الأمر بأن الشيخ موفق طريف ودروز إسرائيل كانوا هم من حموا وليد جنبلاط ومناطق الطائفة الدرزية خلال الحرب اللبنانية، وليس العكس.

*الشأن السوري: من غير المقبول أن يُستبدل طاغية بديكتاتور، والحل لا يكون إلا بقيام دولة حديثة تحترم جميع مكوناتها.

*الشيخ الهجري في سوريا يطالب بفيدرالية، ودستور غير مذهبي، وقوانين تحترم الحريات الإثنية والطائفية، وتكفل المساواة بين جميع السوريين.

*الدرزي هو ابن الأرض وولاؤه لها ولنظامها حيثما كان. الدروز ليسوا مسلمين، وتاريخهم متجذر منذ ما قبل الفراعنة، وهم أبناء الفكر والعقل.

*نظام 1920 كان بداية تهميش الدروز في لبنان وسوريا، ودورهم يتقلص باستمرار نتيجة السياسات المفروضة وهيمنة الأكثريات من الدول المركزية.

*لبنان بحاجة إلى نظام حكم جديد يعكس التعددية ويحمي جميع مكوناته.

*القانون الانتخابي النسبي فُصّل لضمان هيمنة الثنائي الشيعي، حيث يوجد في الدولة أكثر من 100 ألف موظف شيعي يدينون بالولاء لنبيه بري وحزب الله، إضافة إلى أن حزب الله يدفع رواتب لأكثر من 100 ألف عائلة، ما يضمن له ولبري السيطرة على نتائج الانتخابات عبر الصوت التفضيلي.

*الشيخ موفق طريف يدافع عن الدروز في كل المحافل الدولية، وجال على مختلف دول العالم لهذه الغاية. دوره قيادي وريادي، ويحظى بتأييد واسع داخل الطائفة.

*الدروز هم حماة الأرض والعرض والهوية، ودورهم وتاريخهم وهويتهم هم النقيض تماماً لأجندة وليد جنبلاط، الذي يسعى إلى تذويبهم، وإلغاء دورهم، وسلخهم عن هويتهم ومعتقداتهم. كما أن ثلاثية جنبلاط المصلحية: “فلسطين، العروبة، الإسلام” مرفوضة في الفكر والوجدان الدرزي الحر.

 

رابط فيديو مقابلة من "صوت لبنان" مع رئيس تحرير الأخبار في المؤسسة اللبنانية للإرسال الصحافي جان فغالي/ بري ملك الارانب يخالف الطائف عبر النائب علي حسن خليل والدائرة الفردية الامثل

صوت لبنان/25 آذار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141560/

حلقة جديدة من الحكي بالسياسة مع رئيس تحرير الأخبار في المؤسسة اللبنانية للإرسال الصحافي جان فغالي

الرئيس بري”ملك الارانب” يخالف الطائف عبر النائب علي حسن خليل والدائرة الفردية الامثل انتخابيا

حزب الله ينحني مؤقتاً اما العاصفة لكنه لم يتغير ولا يريد تنفيذ اتفاقية وقف اطلاق النار الذي وقع عليها والتزم بها مع بري..إسرائيل مصرة على قاعدة المطلة مقابل بيروت وهنا مكمن الخطور

جان فغالي/الرئيس بري”ملك الارانب” يخالف الطائف عبر النائب علي حسن خليل والدائرة الفردية الامثل انتخابيا

صوت لبنان/25 آذار/2025

القى رئيس تحرير الاخبار في المؤسسة اللبنانية للارسال الصحافي جان فغالي الضوء على مخالفة الرئيس نبيه بريّ لمضمون نص الدستور اللبناني واتفاق الطائف القائل بـ”اجراء استحقاق الانتخابات النيابية وفقا لقاعدة “المحافظة” واعادة النظر في التقسيمات الادارية”، واصفا اياه (اي بريّ) بـ” ملك الارانب السحرية” في اشارة الى تقديم النائب علي حسن خليل يوم امس مشروع قانون انتخابي يقوم على اساس لبنان دائرة واحدة، لافتا الى اتكاز القوانين الانتخابية المعمول بها (منذ العام 1992 الى يومنا هذا) على تقليم اظافر ابناء الطائفة المسيحية دون سواها وعدم البتّ بآلية تطبيق بند “الميغاسنتر”، مفضلا اعتماد لبنان الدائرة الصغرى ومبدأ الـ”one man vote”، مسجلا عدم احترام من اسماهم بـ”مستغلي فائض القوة” لواقع حال شغور مقعد مؤسس حزب”الكتائب”اللبنانية بيار الجميل النيابي في الاشرفية وكميل شمعون في الشوف(في العام 1992) للاتيان بالنائبين غسان مطر وجان عبيد(ممثلو الحزب القومي السوري الاجتماعي).

وفي ما خص تطور ملف التحضير للانتخابات البلدية في العاصمة بيروت، كشف فغالي النقاب عن عدم احترام البعض للصوت المسيحي، ما سيؤدي الى وجوب اخذ قرار حاسم بالتمنع عن دفع (اسوة ببعض المناطق اللبنانية) الرسوم والضرائب المستحقة على ابناء الاشرفية والرميل ومار مخايل وغيرها وصولا الى اعلان المقاطعة الكاملة والشاملة المعالم. وفي مقلب اخر، شدد فغالي على وقوف القيمين على حزب الله امام مأزق حقيقي، بحيث يعمدون الى احناء رؤوسهم لحين انقضاء العاصفة، مطالبا بضرورة عدم اللجوء الى سياسة “التذاكي والتشاطر” ما سيدخل البلاد “في الزجاج” ويجعلها تدفع الثمن غاليا على خلفية تمنع الحزب عن نزع سلاحه ووضع حد لظاهرة تفلت عمليات تهريب الاموال والذخائر والمواد المخدرة والاستهلاكية الاخرى، مشيرا الى مهاجمة الثنائي الشيعي للرئيس نواف سلام بعيد اجراء حديث خاص عبر محطة”العربية”السعودية، ما يعدّ رسالة تهديد بحد ذاتها.

وربطا، اكد فغالي على وجود ضوء اخضر اميركيا قد اعطي لاسرائيل(سيما بعيد اطلاق الصواريخ جنوبا) يجيز لها معاودة حربها على لبنان، مسجلا احتمال قصف العاصمة بيروت في خلال الاسبوع الفائت، لولا لجّم سلة اتصالات الرئيس جوزف عون الامر، ما يستوجب ضرب مؤسسة الجيش اللبناني بيد من حديد على طول جنوب وشمال نهر الليطاني وتطبيق مضمون اتفاق وقف اطلاق النار الموقعّ من قبل وزراء الثنائي الشيعي ابان حكومة نجيب ميقاتي. وختاما، وصف فغالي مضمون خطاب امين عام حزب الله الاخير، حيث اكد على ترميم المقاومة لنفسها بـ”الهزلي وغير المنطقي والمشكك بقدرة الدولة اللبنانية” لجهة ضبطها لاواصر الامن والاستقرار على جبهة الحدود الجنوبية واعطاء اسرائيل الذرائع لعمل ما تريده، مطالبا القيمين على العهد الجديد بالاعلان عن مضمون التحقيق الذي تم اجراءه في ما خص واقعة اطلاق الصواريخ المشار اليها اعلاه”.

ملف الانتخابات النيابية واطلاق الصواريخ جنوبا وواقع حال حزب الله

 

أورتاغوس في لبنان بعد العيد: سحب السلاح وتدميره

غادة حلاوي/المدن/25 آذار/2025

من المتوقع أن تصل إلى لبنان، في الأسبوع الأول بعد عيد الفطر، الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس لمواكبة سير تطبيق القرار 1701 والمراحل التي قطعها حتى اليوم. استناداً لزيارتها الأولى التي أنتجت تشكيلاً سريعاً للحكومة بقوة الفرض، فإن جدول أعمال الزيارة المرتقبة يتعلق بالوضع في الجنوب وسلاح حزب الله. تكشف المعلومات المستقاة من مصادر العاملين على خط تنظيم الزيارة أن البحث سيتركز مع الرؤساء الثلاثة حول تسليم سلاح حزب الله ولو بالقوة أو إعادته إلى مصادره أي إلى سوريا ليصار إلى تدميره، وتطبيق القرار 1680 الذي يؤكد على تطبيق القرار 1559، ويدعو الحكومة اللبنانية إلى ممارسة سلطاتها الكاملة دون تدخل خارجي، ويدعو سوريا إلى ترسيم الحدود مع لبنان انطلاقاً من مزارع شبعا. تريد أورتاغوس أن ترى خطوات عملية "أكثر جدية" في موضوع سلاح حزب الله ، ولا تعتبر أن كمية مخازن الأسلحة المصادرة من قبل الجيش اللبناني تكفي، وتريد التأكد من قدرة الحكومة والجيش على نزع سلاح حزب الله كلياً والتأكد من أن السلاح سينتهي بتفجيره وليس بتسليمه للجيش، بدليل أن الجيش يعمد وبشكل يومي تقريباً إلى تفجير كميات السلاح التي يصادرها لأنه من غير المستحب الاحتفاظ بها. وللمفارقة فقد منع رئيس لجنة المراقبة الجنرال الأميركي الجيش من أخذ الأسلحة والذخائر التي تركتها المقاومة وأصر على تفجيرها.

تحولات في طبيعة الصراع

ستعكس زيارة الموفد الأميركية سياسة بلادها الآخذة في التشدد. في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط تحوّلات كبيرة في طبيعة الصراعات بين القوى الكبرى والإقليمية، حيث كانت الحروب بالوكالة هي السمة الغالبة. إلّا أن المتغيرات العسكرية والسياسية المتسارعة أظهرت إمكانية الانتقال من هذا النمط إلى مواجهة مباشرة بين إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وإيران التي تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي من جهة أخرى. لطالما سعت إيران إلى توسيع نفوذها والتصدي لإسرائيل دون الدخول في مواجهة مباشرة معها، وذلك عبر دعم قوى موالية لها في لبنان وغزة وسوريا والعراق، في حين أن إسرائيل حصلت على دعم كبير من الولايات المتحدة الأميركية خصوصاً في الجوانب العسكرية والتكنولوجية والسياسية بهدف تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي على جبهات متعدّدة، ودعمها الاستراتيجي للأنظمة الدفاعية المتطورة مثل "القبة الحديدية" وصواريخ "Arrow"، والأهم تزويدها بحوالي 85 قنبلة (Guided Bomb Unit GBU – 28) الخارقة ضد الملاجئ والتحصينات زنة الواحدة منها حوالي 2000 كلغ، وهي من أكثر أنواع الأسلحة تدميراً في الترسانة العسكرية الأميركية (استخدمت في عملية اغتيال السيد حسن نصرالله)، بالإضافة إلى التأثير السياسي الذي تمارسه أميركا لدعم إسرائيل على المستوى الدولي والإقليمي، وعبر فرض العقوبات الاقتصادية على إيران بهدف إضعاف قدراتها التوسعية في المنطقة. غالباً ما تتغير قواعد الاشتباك في الحروب مع تغيّر الظروف السياسية والعسكرية، وتبدأ هذه التحولات بإعادة رسم الخطوط الفاصلة بين القوى المتصارعة والمتنازعة، مما يفتح الباب أمام صراعات جديدة مع تعقيدات لا يمكن حصرها. هذه التحولات تثير العديد من الأسئلة حول المستقبل الأمني والسياسي والاقتصادي للمنطقة. ففي العقدين الأخيرين، كانت الحروب بالوكالة بين إسرائيل وإيران حلّاً استراتيجياً مريحاً للجميع.

تحول في قواعد الاشتباك

لكن المنطقة شهدت في الآونة الأخيرة تحولاً في قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران، والصراع الذي كان يتم بالوكالة، بدأ يتصاعد إلى مستويات أكبر على الساحة العسكرية. شنّت إسرائيل سلسلة من الهجمات على مواقع عسكرية سورية وعلى مواقع إيرانية، بينما ردّت إيران بطرق غير مباشرة باستهداف إسرائيل عبر حلفائها في غزة ولبنان وصولاً الى اليمن، كما قامت بتكثيف دعمها للقوى المسلحة الموالية لها في سوريا والعراق، وهذا كان السبب الرئيسي في توسيع دائرة المواجهة بشكل أكبر للوصول الى ما وصلت اليه المنطقة من خلال البدء بتفتيت الدول المحيطة بإسرائيل وضم أجزاء منها لتحقيق حلم إسرائيل. ويعزز التدخل الأميركي المستمر من قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها وعلى الرد بشكل فاعل على التهديدات الإيرانية، وتتقصد الولايات المتحدة الاميركية الضغط على إسرائيل لوقف تصعيدها العسكري على لبنان وغزة، كي لاترفع و تزيد من وتيرة الصراع وتعزّز تدهور العلاقات بين الأطراف المعنية في المنطقة والخليج العربي. أكثر من أي وقت مضى، تزداد احتمالية الانتقال إلى مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، خصوصاً في ظل التوترات المتزايدة في الخليج العربي، حيث تواصل إيران تعزيز قدراتها العسكرية النووية، ما يرفع مستوى الاستنفار الإقليمي والدولي. في المقابل، تعمل إسرائيل على تعزيز أنظمتها الدفاعية لمواجهة أي تهديدات محتملة. وفي حال تصاعدت الأمور إلى مواجهة مباشرة، فسيكون لها تداعيات بعيدة المدى على الأمن الإقليمي والدولي. فهذه المواجهة لن تقتصر على تغيير موازين القوى العسكرية فقط، بل قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في التحالفات الإقليمية والدولية، وستؤثر بشكل كبير على استقرار الأسواق العالمية، وأهمها أسواق النفط والغاز. وستكون الدول المجاورة مثل العراق وسوريا ولبنان في قلب العاصفة، مما قد يؤدي إلى تغييرات دراماتيكية في أوضاعها السياسية والأمنية والاقتصادية. وعلى ما تظهره تقارير الديبلوماسيين والتي تتقاطع مع تقارير عسكرية، فإن المواجهة المباشرة بين اسرائيل وإيران ستكون قاب قوسين أو أدنى، وهذا ما سيؤثر على استقرار المنطقة برمتها، وسيزيد من احتمالات أن يصبح الصراع المباشر بين القوى الإقليمية والدولية واقعاً لا مفرّ منه.

 

صراع خفي وخلاف حيال التعيينات الإدارية: "محنة" مبكرة للعهد

غادة حلاوي/المدن/26 آذار/2025

يكاد الإصلاح الإداري في لبنان يكون الشعار الأبرز الذي ترفعه العهود السياسية المتعاقبة في لبنان وتفتتح فيه الحكومات بواكير أعمالها، وتكاد تحصره بتعيينات الفئة الاولى، على اعتبار أن الإدارة تُختصر بها دون سواها من الفئات الأخرى، والتي تهمش بشكل مباشر وكبير الفئة الثانية. وعليه، فإن النتائج تصبح متشابهة. انطلاقة قوية وزخم كبير وخواتيم فاترة تتمخض عن حجم تغلغل السياسة في الإدارة اللبنانية، على وقع الحسابات الطائفية والمذهبية. المحاولات كتيرة والنتائج واحدة، وهي أن الإدارة تدفع الثمن، والقطاع العام يتعرض لجلد الذات وللهجمات والتشنيع الذي يتبرأ معظم السياسيين منه. ويبدو أن ما تشهده البلاد اليوم من حركة دؤوبة على خط التعيينات الإدارية في الفئة الثانية، يبدو نسخة متحولة عن ما فات وسبق. إذ أن الآلية الجديدة للتعيينات الإدارية وجدت من باب حسن النية لا الفعل عند أصحابها وأربابها. مركز يخضع ومركز لا يخضع أو "منصب بسمنة وآخر بزيت"، على ما تعوّد اللبنانيون قوله. مرت التعيينات الإدارية الأولى، للمراكز والمناصب العسكرية والأمنية بسلام، أما الأتي منها فيبدو طالعه نذير تجاذب ستدفع الحكومة، ومن ورائها العهد، الثمن الباهظ من رصيدهما على غرار ما دأبت عليه العهود والحكومات.

نزاع الرئاسات

شد الحبال بين الرؤساء الثلاثة بدأت تظهر معالمه على خلفية التعيينات الإدارية في كل مرافقها. كان الخلاف على تعيين حاكم مصرف لبنان، ثم التعيينات القضائية وتعيين مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان، بمثابة الشرارة التي ظهّرت التباين بين الرئاسات إلى العلن. بعدما كان كل فريق يحرص على عدم الظهور بمظهر المعطل أو المعترض على التعيينات. كانت المفارقة في ما يسرب عن التعيينات أن البحث بدأ في توزيع الأسماء على المناصب، بينما كانت الآلية قيد الدرس لدى المعنيين. أقرت الآلية ولم يتبلور دورها، بل استمر البحث في التعيينات في الكواليس واستمرت الأسماء موضع أخذ ورد وفيتوات متبادلة. وليست حاكمية مصرف لبنان إلا دليلاً على سير التجاذبات والتدخلات الخارجية واختلاف المعايير في مقاربة أسماء المرشحين للمنصب. في تفاصيل التعيينات، البداية من حاكمية المصرف المركزي. الأسماء الثلاثة التي رفعها وزير المال لمنصب حاكم مصرف لبنان هي: كريم سعيد، إدي الجميل وجميل باز. تم استبعاد اسم الوزير السابق جهاد أزعور. في المعلومات، أن الاتفاق تم بين رئيسي الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه برّي على اسم سعيد. وفي المعلومات أن رسالة سعودية ضمنية وردت إلى مسامع المسؤولين بتبني اسم أزعور، وأن تضارباً أميركياً ظهر حول اسم سعيد. معارضة من السفيرة الأميركية ومباركة من بولس مسعد. يصر سلام على تعيين أزعور، وليس معلوماً مدى دقة المعلومات التي تحدثت أمس عن أن سلام سحب اقتراحه بالتصويت على تعيين الحاكم وعدل موقفه من سعيد. أما في شأن نواب الحاكم فمن المرجح أن يصار للتوافق على التجديد لنواب الحاكم الأربعة. وفي المتداول أيضاً، أن أولى خطوات الحاكم الجديد ستكون فتح ملف التجديد لمجلس إدارة الميدل إيست، وربما الطعن بالجمعية العمومية التي قررت التجديد لمحمد الحوت وأعضاء مجلس الغدارة، على غرار تطيير مدير عام أوجيرو عماد كريدية، الذي أثار قرار إنهاء عقده من قبل الوزير المعني استياء في الأوساط السنية، الذي اعتبرت أن خطوة كهذه كان يفترض أن تكون موضع تشاور قبل القرار بشأنها.

وفي المعلومات، أن وزير الاتصالات يقترح اسم أحمد أسعد عويدات بدلاً من كريدية، على أن تضاف إليه مهام مدير عام الاستثمار، إذا تمكن الوزير من إزاحة باسل الأيوبي، بطلب من لوبي شركات الإنترنت. وفي ما يتصل بملف تلفزيون لبنان، فقد اصطدمت الصيغة التي تقدم بها الوزير والتي ضمنها أسماء المقترحين من قبله لمجلس إدارة التلفزيون، معارضة برّي لاسم لما صادق الصباح من دون التسشاور معه، واقترح تسمية علي نور الدين أو عبد الغني طليس أو علي قاسم بديلاً عنها. اعتراض برّي لم يكن على شخص الصباح بل على الطريقة في الاختيار وأكد على الآلية.

القضائية لم تنضج بعد

وفي شأن العيينات القضائية فقد علم أن الأسماء المتداولة لمنصب النائب العام المالي لا تزال في فلك كل من زاهر حمادة، ماهر شعيتو واستبعاد شيعي لاسم حبيب مزهر. لكن مصادر عليمة قالت إن الاتفاق لم يتم بعد والأمور موضع تشاور، والحسم يمكن أن يكون في الساعات القليلة المقبلة، حين يبلغ بري الاسم المقترح من قبله للرئيسين عون وسلام. النقاشات حامية، وثمة تحفظ إزاء ما شهدته ساعات الأمس حيال كريدية وتلفزيون لبنان، وهو ما استوجب رداً من رئيس الحكومة من خلال مصادره، التي قالت ليلاً إن لا صحّة لكل ما ينتشر حول تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان، أو تعيين البديل عن كريدية، وتؤكد العودة إلى الآلية لبت التعيينات. وهو ما فهم على أنه رسالة من الرئاسة الثانية حيال الرئاستين الأولى والثالثة والتحذير من محاولات الالتفاف على دور الرئاسة الثانية والانتقاص منها. خلافات تضع إقرار التعيينات موضع شك. لم يعد معلوماً إذا ما كانت النقاشات الدائرة ستنتهي إلى طرح ملف التعيينات خلال جلسة الحكومة الخميس أو أنها ستؤجل لمزيد من الدرس.

 

مصرف لبنان المركزي يرفض مقترحات استثمار احتياطيات الذهب

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

أثار الارتفاع الحاد في القيمة السوقية لاحتياطيات لبنان من الذهب جدلاً متجدداً حول استخدامها المحتمل لدعم الانتعاش المالي للبلاد. ومع ذلك، لا يزال المصرف المركزي ثابتاً على موقفه الرافض لأي تسييل أو استثمار لهذه الاحتياطيات، مشيرًا إلى قيود قانونية صارمة ومخاطر سوء الإدارة. وأقرّ مسؤول مالي كبير، في حديثه لـ "الشرق الأوسط"، بأهمية هذه المناقشات، لا سيما وأن الأرقام المُحدّثة للمصرف المركزي تُقدّر احتياطيات لبنان من الذهب بحوالي 28 مليار دولار. إلا أنه أكد أنه قبل النظر في أي سياسات جديدة، لا بد من إجراء تدقيق نوعي شامل للاحتياطيات لتحديد قيمتها ووزنها وأصولها التاريخية بدقة. يمتلك لبنان رسمياً حوالي 286.8 طن من الذهب، أي ما يعادل 9.25 مليون أونصة. وقد جُمعت هذه الاحتياطيات بموجب قانون النقد والتسليف لعام 1963 لدعم الليرة اللبنانية. حاليًا، يُخزَّن ثلثا الذهب بشكل آمن في البنك المركزي في بيروت، بينما يُحتفظ بالثلث المتبقي في فورت نوكس بالولايات المتحدة. وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد بالاستفادة من هذا الأصل، فإن القانون اللبناني يحظر تمامًا أي معاملة مباشرة أو غير مباشرة تتعلق بالذهب. ينص القانون رقم 42 لعام 1986 على أن أي بيع أو تأجير أو استثمار للاحتياطيات يجب أن يحصل على موافقة صريحة من مجلس النواب. وقد أعاد محافظ البنك المركزي بالإنابة الدكتور وسيم منصوري تأكيد هذا التقييد، قائلاً بشكل لا لبس فيه: "مهما حدث، لن أوقع على نقل حتى غرام واحد من الذهب". كما سلط المنصوري الضوء على مخاطر استخدام الاحتياطيات بشكل غير مسؤول. قبل الانهيار المالي في لبنان في أواخر عام 2019، كان البنك المركزي يحتفظ بحوالي 33 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية، بينما قُدِّرت احتياطيات الذهب بنحو 16 مليار دولار. وقد استُنفدت الاحتياطيات النقدية إلى حد كبير من خلال برامج الدعم غير المستدامة، ولم يتبقَّ اليوم سوى 8.5 مليار دولار. لقد خسرنا ضعف ونصف قيمة ذهبنا، ولم يُحلّ ذلك أي مشكلة. فكرة استخدام الذهب ببساطة ليست خيارًا واردًا،" قال. وبينما يُجادل بعض صانعي السياسات بأن استثمار الذهب يُمكن أن يُولّد إيراداتٍ ضرورية، يُحذّر الخبراء الماليون من أنه بدون حوكمة سليمة، قد تُؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من سوء الإدارة. بدلًا من ذلك، يُشدّدون على الحاجة إلى إصلاحات اقتصادية ومؤسسية أعمق. ومن الأولويات الرئيسية إبرام اتفاقية مع صندوق النقد الدولي لضمان الانضباط المالي والشفافية والرقابة. أي قرار بشأن احتياطيات الذهب يتطلب موافقة البرلمان وخطة واضحة ومبررة. ومع ذلك، يُجادل الخبراء الماليون بأن لبنان يمتلك بالفعل أصولًا ضخمة مملوكة للدولة، والتي إذا أُديرت بشكل صحيح، يُمكن أن تُساعد في سد الفجوة المالية المُقدّرة في البلاد والتي تُقدّر بـ 72 مليار دولار. تشمل هذه الأصول عقارات ساحلية ونهرية، و850 مليون متر مربع من الأراضي المملوكة للدولة، وعقارات عالية القيمة في بيروت ومدن أخرى، بالإضافة إلى بنية تحتية رئيسية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات والموانئ وشبكات النقل. لا يزال العديد من هذه الموارد غير مُستغلّة بالكامل بسبب الفساد وعدم الكفاءة.

 

سلام يدعو إلى خطة أمنية جديدة لضبط الحدود اللبنانية السورية

ناجية الحصري/عرب نيوز/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

بيروت: أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على ضرورة ضبط "الحدود مع سوريا... ومكافحة التهريب من خلال خطة أمنية جديدة يجب تنفيذها بسرعة".يأتي تصريح سلام من مدينة طرابلس الشمالية عشية أول زيارة رسمية لوزير من حكومته إلى سوريا للقاء مسؤولين هناك. وأوضح سلام أن من المقرر أن يزور وزير الدفاع دمشق يوم الأربعاء لبحث "سبل ضبط الحدود ومنع التجاوزات والانتهاكات". سيرافق وزير الدفاع ميشال منسى المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي. ومن المتوقع أن تركز المحادثات على تعزيز التعاون الأمني ​​بين بيروت ودمشق، حيث يحمل الوفد ملفات أمنية تتعلق بـ"مكافحة التهريب، وضبط المعابر غير الشرعية، وخفض التوترات على الحدود".

حقائق سريعة

• تفقد سلام مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات، وهو غير مخصص للرحلات المدنية.

• وأعلن عن إبرام اتفاقية مع دار الهندسة لإجراء دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات.

في غضون ثلاثة أشهر، سيتم تقديم مقترح أولي لخطة توجيهية لبدء تشغيل هذا المرفق.

في وقت سابق من هذا الشهر، اتفق الرئيس اللبناني جوزيف عون ونظيره السوري أحمد الشرع، على هامش اجتماع في القاهرة، على تنظيم إدارة الحدود بين البلدين. إلا أن اشتباكات اندلعت في بلدة حوش السيد علي الحدودية بسبب خلاف بين مهربين يستخدمون المعابر غير الشرعية. وتصاعد الوضع إلى مواجهات عنيفة بين مسلحين من أبناء العشائر اللبنانية والقوات السورية، والتي تم احتواؤها في نهاية المطاف من خلال الاتصالات والتوصل إلى اتفاق بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري. خلال زيارته الأولى لطرابلس منذ تشكيل حكومته، عقد سلام، برفقة عدد من الوزراء، اجتماعات مع مسؤولين محليين في طرابلس وعكار. وناقشا أوضاع المناطق واحتياجاتها، بالإضافة إلى الوضع الأمني ​​في طرابلس، لا سيما في ظل الاضطرابات الأمنية الأخيرة وتدفق اللاجئين السوريين من منطقة الساحل السوري.

وأكد سلام أن "الحكومة ملتزمة بضمان الأمن، لا سيما بعد الفترة الصعبة التي مرت بها طرابلس نتيجةً للانفلات الأمني ​​الأخير، وبحماية أرواح المواطنين وضمان استقرارهم". وخلال اجتماع مع مسؤولي الأمن في المدينة، أكد سلام أنه "لن تكون هناك حماية لكل من يُخل بالأمن"، ودعا إلى "اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة الانتهاكات والاتجار بالمخدرات وترويجها". كما حث على وضع "خطة وطنية لمصادرة الأسلحة من المدنيين ومعالجة التعديات على الممتلكات العامة والخاصة". ورفض بشدة أي ضغوط "للإفراج عن المخالفين للأمن". وقال وزير الداخلية أحمد الحجار، الذي رافق سلام، إن "الأجهزة الأمنية تمتلك معلومات شاملة عن الجرائم التي تقع في طرابلس". وحث هذه الأجهزة على اتخاذ "موقف صارم ضد أولئك الذين يخلون بالنظام العام ومقاومة أي حماية سياسية قد تمتد لهؤلاء المخالفين". تفقد سلام مطار الرئيس رينيه معوض في بلدة القليعات الشمالية، والذي لا يستخدم للرحلات المدنية. وأعلن عن "إبرام اتفاقية مع دار الهندسة لإجراء دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات. وفي غضون ثلاثة أشهر، سيتم تقديم اقتراح أولي لخطة توجيهية لبدء العمليات في هذه المنشأة". وأوضح وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسماني أنه "يمكننا الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمطار القليعات لجذب المزيد من المستثمرين. ويمكننا أيضًا التفكير في تحويله إلى مطار لخدمات الشحن، والاستفادة من قربه من ميناء طرابلس، بالإضافة إلى إنشاء منطقة حرة ومنشأة لصيانة الطائرات في المطار". وفي جنوب لبنان، أكد الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء أنه قتل "قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات في الجبهة الجنوبية لحزب الله". مساء الاثنين، قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة سيارة في قعقعية الجسر، ما أسفر عن مقتل حسن كمال حلاوي. ولم يكشف الحزب عن رتبة حلاوي العسكرية. زعم الجيش الإسرائيلي أن حلاوي "كان مسؤولاً عن العديد من الهجمات الإرهابية ضد دولة إسرائيل، وسهّل حركة العناصر والأسلحة إلى جنوب لبنان". في الأيام الأخيرة، اغتالت إسرائيل عضوين آخرين في حزب الله، هما حسن الزين ورضوان عواضة. ومنذ يوم السبت، شنّ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على جنوب لبنان والبقاع، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 40 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. وجاءت هذه الغارات في أعقاب إطلاق ستة صواريخ مجهولة المصدر من جنوب لبنان باتجاه مدينة المطلة الإسرائيلية. ونفى حزب الله أي تورط له في الهجوم الصاروخي.

 

إسرائيل تُعلن مقتل قائد منظومة الصواريخ المضادة للدبابات في حزب الله في غارة ليلية

وكالة فرانس برس/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

أفادت وسائل إعلام رسمية بمقتل شخص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان مساء الاثنين، بعد موجة من الغارات الجوية المكثفة على المنطقة خلال عطلة نهاية الأسبوع. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن وزارة الصحة اللبنانية قولها: "غارة شنتها طائرة إسرائيلية مُسيّرة معادية على سيارة في منطقة قعقية الجسر أسفرت عن مقتل شخص". وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أن القتيل هو "حسن كمال حلاوي، قائد منظومة الصواريخ المضادة للدبابات في حزب الله على الجبهة الجنوبية". وأضاف الجيش الإسرائيلي: "خلال الحرب، روّج حلاوي للعديد من المخططات الإرهابية ضد دولة إسرائيل، وكان مسؤولاً عن نقل عناصر إرهابيين وتزويدهم بمعدات قتالية في جنوب لبنان. وخلال الأشهر القليلة الماضية، واصل حلاوي العمل على تنفيذ مخططات إرهابية ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية". شنّت إسرائيل غارات جوية على جنوب لبنان يوم السبت، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، ردًا على إطلاق صواريخ أصابت أراضيها لأول مرة منذ سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ، الذي أفاد مصدر عسكري بأنه أُطلق من منطقة شمال نهر الليطاني، بين قريتي كفر تبنيت وأرنون، بالقرب من المنطقة المشمولة باتفاق وقف إطلاق النار. ينص الاتفاق على أن الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فقط هي التي يمكن نشرها جنوب نهر الليطاني، مع إلزام حزب الله بتفكيك بنيته التحتية والانسحاب شمال النهر. لكن الحرب أضعفت حزب الله بشدة، الذي لا يزال هدفًا للغارات الجوية الإسرائيلية رغم وقف إطلاق النار. وصرح مصدر لوكالة فرانس برس يوم الاثنين، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن مسؤولين لبنانيين أجروا خلال عطلة نهاية الأسبوع مناقشات مع واشنطن وباريس لمنع إسرائيل من قصف بيروت. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، يوم السبت، إنه في أعقاب إطلاق الصواريخ على المطلة، وهي بلدة تقع شمال إسرائيل، فإن "مصير المطلة مماثل لمصير بيروت".

 

سلام يزور طرابلس ويتعهد بعدم التهاون مع المخلين بالأمن

نهارنت/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

وصل رئيس الوزراء نواف سلام، الثلاثاء، على متن مروحية عسكرية إلى مدينة طرابلس الشمالية، حيث قال إن زيارته "تؤكد حرص الحكومة على استدامتها الأمنية في طرابلس وحماية أبنائها". وأضاف سلام: "أساس الأمن هو الجانب التنموي، وهو ما تفتقر إليه طرابلس، ويجب معالجة مسألة انتشار السلاح". وتابع: "نحن ملتزمون باستقرار أمني مستدام في المدينة، ولن نتهاون مع أي شخص يخل بالأمن، وسيتم إحالته إلى الأجهزة الأمنية المختصة".

 

مهمة لودريان: فرنسا تحث لبنان على تطبيق الإصلاحات قبل المؤتمر الدولي

ال بي سي/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

تكتسب الجهود الدبلوماسية الفرنسية تجاه لبنان زخمًا هذا الأسبوع، بدءًا بزيارة مبعوث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جان إيف لودريان. من المقرر أن يصل المبعوث إلى بيروت يوم الأربعاء في جولة اجتماعات تستمر يومين مع المسؤولين اللبنانيين. ستركز زيارة لودريان على عدة قضايا رئيسية، منها تطبيق إصلاحات القطاع المالي والمصرفي، بالإضافة إلى الوضع في جنوب لبنان، لا سيما وضع وقف إطلاق النار في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية واستمرار احتلالها لخمس تلال استراتيجية. تأتي مهمته قبيل زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى باريس يوم الجمعة في رحلة عمل. ووفقًا لمصادر، ستغطي المحادثات اللبنانية الفرنسية القضايا الإقليمية والدولية، مع التركيز على تثبيت وقف إطلاق النار، ودور لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، واستمرار الدعم الفرنسي للجيش اللبناني. كما ستتناول المحادثات الإصلاحات الاقتصادية التي طال انتظارها والمطلوبة من لبنان، إلى جانب الاستعدادات للمؤتمر الدولي لدعم لبنان، الذي أعلن عنه الرئيس ماكرون خلال زيارته لبيروت في يناير الماضي. ومع ذلك، فإن المؤتمر، الذي كان من المتوقع عقده بين الربيع والصيف، قد يتم تأجيله لعدة أسباب، منها رغبة فرنسا في تأمين دعم دولي واسع قبل المضي قدمًا. علاوةً على ذلك، تُصرّ باريس على أن يُنفّذ لبنان الإصلاحات اللازمة قبل التعهد بأيّ مساعدة، بينما لا تزال بعض دول المنطقة مترددة في المشاركة، وتربط مشاركتها بإحراز تقدّم ملموس في الإصلاحات. ورغم التزامها بنجاح المؤتمر، لا تبدو فرنسا مُستعجلة لتحديد موعد أو مكان مُحدّدين، مُعتقدةً أن ضمان فعاليته أهمّ من عقده ضمن إطار زمني مُحدّد.

 

السياسة تعيق: لبنان يقترب من اتخاذ قرار بشأن حاكم مصرف لبنان

ال بي سي/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

من المقرر أن يعين مجلس الوزراء اللبناني، بإصرار من الرئيس جوزيف عون، حاكمًا جديدًا لمصرف لبنان خلال جلسته المقبلة يوم الخميس. ووفقًا لمصادر، قدّم وزير المالية ياسين جابر طلبًا رسميًا إلى مجلس الوزراء للتعيين، متضمنًا قائمة مختصرة تضم ثلاثة مرشحين: كريم سعيد، الخبير المالي والمصرفي وخريج جامعة هارفارد؛ وجميل باز، الخبير المالي الآخر خريج جامعة هارفارد؛ وإدي الجميل، الخبير المالي في صندوق النقد الدولي. وبينما لم يتضمن جدول أعمال مجلس الوزراء، الذي أعدته الأمانة العامة، تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، فقد أُدرج بند أوسع نطاقًا بعنوان "تعيينات مختلفة". وهذا يشير إلى أن المسألة لا تزال مفتوحة للنقاش، لا سيما مع استمرار المشاورات بين القصر الجمهوري والسراي الحكومي. إذا تم التوصل إلى توافق بين الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام قبل جلسة الخميس، فمن المتوقع أن يُمضي التعيين قدمًا. وأفادت مصادر وزارية لقناة LBCI أن كريم سعيد هو المرشح الأبرز، إذ يحظى بدعم الرئيس، والوزراء المتحالفين معه، وحزب القوات اللبنانية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري. مع ذلك، لم يُحدد الوزيران التابعان للحزب التقدمي الاشتراكي موقفهما النهائي بعد. في حال استمرار الجلسة دون اتفاق، قد يتكشف سيناريوهان محتملان. الأول يتضمن التصويت، ما يتطلب أغلبية الثلثين - 16 وزيرًا من أصل 24 وزيرًا - لتثبيت المرشح. ويُنذر هذا المسار بكشف توترات سياسية بين الرئاسة ورئاسة الوزراء لأول مرة منذ تشكيل الحكومة. أما السيناريو الثاني، فيتمثل في تأجيل التعيين إلى جلسة لاحقة لمزيد من المداولات.

 

الأمم المتحدة تقول إن أكثر من 21 ألف شخص فروا من العنف الطائفي في سوريا إلى لبنان

ال بي سي/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء أن أكثر من 21 ألف شخص فروا من العنف الطائفي في سوريا هذا الشهر بحثًا عن الأمان في لبنان المجاور. وجاء في بيان المفوضية: "استمرت الأعمال العدائية... في أوائل مارس في نزوح الناس بشكل يومي ومستمر" إلى شمال لبنان، مشيرًا إلى "وصول 21,637 وافدًا جديدًا من سوريا" نقلاً عن أرقام قدمتها السلطات اللبنانية والصليب الأحمر اللبناني.

 

تجاهل التحذيرات: إسرائيل تواصل الضغط العسكري على سوريا ولبنان

ال بي سي/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

تجاهلت إسرائيل تحذيرات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بشأن عملياتها العسكرية في سوريا، وواصلت ضرباتها المكثفة، لا سيما في جنوب البلاد. في الوقت نفسه، لا يزال لبنان نقطة محورية للعمليات العسكرية الإسرائيلية، مما يبقي الحدود الشمالية - الممتدة من جبل الشيخ إلى الناقورة - في حالة من التوتر الشديد. أعرب كلاس عن مخاوف أوروبية من مخاطر إبقاء كل من سوريا ولبنان تحت ضغط عسكري إسرائيلي مستمر، محذرًا من أن مثل هذه الأعمال قد تُشعل فتيل الصراع في المنطقة من جديد. إلا أن إسرائيل تزعم أن عناصر إيرانية وفلسطينية ومنتمية لحزب الله، بالإضافة إلى أفراد فروا من السجون السورية، يحاولون الوصول إلى جنوب سوريا لاستعادة السيطرة على مناطق أصبحت جيوبًا مستقلة للمقاومة، بما في ذلك تلك التي ترفض إسرائيل الانسحاب منها. ردًا على ذلك، وضعت إسرائيل استراتيجية لمواجهة ما تسميه "أسلحة استراتيجية" قد تُشكل تهديدًا لسلاحها الجوي في كل من سوريا ولبنان. وتشن القوات الجوية والبرية الإسرائيلية ضربات لتعطيل نقل الأسلحة داخل سوريا، كما حدث في الهجمات الأخيرة على مطار تدمر وقاعدة التيفور الجوية. وكشف تقرير إسرائيلي أن الجيش اعتقل عشرات السوريين، أُفرج عن بعضهم بعد استجوابهم، بينما لا يزال مصير آخرين مجهولًا. ووفقًا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين، تُعتبر هذه العمليات جزءًا من جهود تعقب الأفراد الذين يُزعم تعاونهم مع القوى المعادية. وفي إطار استراتيجيتها العسكرية الأوسع، تخطط إسرائيل للحفاظ على وجود عميق داخل سوريا لفترة غير محددة لمنع أي سيناريو قد يؤدي إلى تكرار هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مع استمرار تصاعد التوترات على هذه الجبهة.

 

تحقيق في "كلنا إرادة" وسط مزاعم تلاعب مالي

هذه بيروت/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

بعد ثلاثة عشر يومًا من تقديم عدد من المحامين شكوى ضد "كلنا إرادة" بتهم ارتكاب جرائم جنائية تتعلق بالتلاعب بالاقتصاد الوطني وزعزعة استقرار الأسواق المالية، أحال القاضي جمال الحجار، النائب العام التمييزي، الشكوى إلى محكمة استئناف بيروت لإجراء التحقيقات اللازمة. بدأ الجدل مع مجموعة من المحامين الذين قدموا تقريرًا مفصلاً، مدعمًا بالوثائق والأدلة، زعموا فيه أن "كلنا إرادة" تجاوزت صلاحياتها الأصلية. ووفقًا لهم، فإن المنظمة، التي تأسست في الأصل لتعزيز الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية، قد تطورت إلى كيان مؤثر سياسيًا، مما أثر بشكل مباشر على القرارات المالية للبلاد. واتهمت الشكوى الجمعية بتدريب وسائل التواصل الاجتماعي والمجموعات الإعلامية على تحريض الجمهور ضد النظام المصرفي والترويج لمزاعم إفلاس البنوك، مما أدى إلى حالة من الذعر بين المودعين وعجّل من انهيار الليرة اللبنانية. وأشار التقرير أيضًا إلى أن المنظمة ضغطت على الحكومة اللبنانية لوقف سداد سندات اليوروبوند، وهو قرار اعتُبر كارثيًا على الاقتصاد اللبناني. من الناحية القانونية، ستحتاج السلطات إلى تحديد مدى صحة الاتهامات وما إذا كان ينبغي توجيه اتهامات رسمية. يمكن أن يعتمد التحقيق على عدة مواد من قانون العقوبات اللبناني، بما في ذلك المواد 296 و297 و316 و319، التي تُعاقب على نشر معلومات كاذبة تُقوّض الثقة الاقتصادية، والتآمر على الأسواق المالية، والتلاعب بالعملة الوطنية.

ردّ "كلنا إرادة" المُراوغ

ردًا على هذه الاتهامات، كان ردّ "كلنا إرادة" مُراوغًا. تجنب ألبرت كوستانيان، الرئيس التنفيذي السابق للمنظمة، التعليق على شبهات انتهاك ترخيص الجمعية، مُصرّحًا ببساطة بأنه لم يُطلع على نصّ الإيصال الرسمي للجمعية. وفي بيان رسمي، ردت حركة كولونا إرادة على هذه الاتهامات من خلال تبني موقف غامض، وتجنب الردود المباشرة، وانتقاد الهجمات الإعلامية ضدها بدلاً من ذلك.

 

النائب نعمة أفرام من معراب: الانتخابات البلدية بتحالف مع القوات اللبنانية، الكتائب، ومنصور البون

ال بي سي/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

اجتمع سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، مع النائب نعمة أفرام، رئيس مشروع وطن، في مقر القوات في معراب. وصف أفرام اللقاء بـ"المميز"، وأعلن عن تحالف انتخابي مع القوات اللبنانية للانتخابات البلدية المقبلة في جونيه. وزفّ أفرام "خبرًا سارًا" لأهالي كسروان، معلنًا إتمام الاتفاق الانتخابي، حيث سيخوض الطرفان الانتخابات معًا، بدءًا من جونيه وامتدادًا إلى كسروان. وأكد أن هذا الاتفاق الانتخابي البلدي سيعود بالنفع على أهالي جونيه، حيث سيشكل حزب القوات اللبنانية، وحزب الكتائب، والشيخ منصور البون، وتيار منصور البون، تحالفًا موحدًا. كما شدد على أهمية إثبات قدرتهم على إدارة الشؤون المحلية والبلدية، بما يُمكّنهم من التعامل مع القضايا الوطنية بفعالية. على صعيد آخر، أعرب أفرام عن معارضته الشديدة للتعديلات المقترحة على قانون الانتخابات النيابية، قائلاً: "نرفض هذه التعديلات رفضاً قاطعاً". وشدد على ضرورة مناقشة تعديل القانون الحالي، وفي حال عدم التوصل إلى توافق، يجب الإبقاء على القانون الحالي كما هو. وأشار إلى أن الخطر الأكبر يكمن في تأخير إجراء الانتخابات النيابية، وهو أمر غير مقبول، على حد قوله. كما سلّط أفرام الضوء على تعديلين ضروريين على قانون الانتخابات الحالي. الأول يتعلق بالمقاعد الستة المخصصة للمغتربين اللبنانيين، وهو ما رفضه، معتبراً أن العالم أصبح قرية كونية، ولا ينبغي معاملة المغتربين اللبنانيين على هذا الأساس. أما التعديل الثاني المقترح فيتعلق بإنشاء "مراكز انتخابية كبرى". علاوة على ذلك، أعرب أفرام عن معارضته للتعديل المقترح الذي يسمح للناخبين بالإدلاء بصوتين تفضيليين، وتحويل لبنان إلى دائرة انتخابية واحدة. واختتم حديثه بالكشف عن أنه وعدد من زملائه النواب يعملون على مشروع قانون يُمكّن المواطنين اللبنانيين من انتخاب مجلسي النواب والشيوخ مباشرةً. ومن شأن هذا الاقتراح تعديل القانون الحالي الذي يسمح للمغتربين بالتصويت في لبنان. في الوقت نفسه، سيُنتخب مجلس الشيوخ وفقًا للقانون الأرثوذكسي، حيث يُختار المرشحون بدقة وفقًا لقيدهم الطائفي.

 

مصادر حكومية تنفي ما تردد عن تعيينات في تلفزيون لبنان وأوجيرو

ال بي سي/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

نفت مصادر حكومية ما تم تداوله من أنباء حول تعيين مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان أو استبدال المدير العام لهيئة أوجيرو. وأوضحت المصادر أن جميع التعيينات يجب أن تتبع الإجراءات المتبعة، مؤكدةً أن أي تغييرات مستقبلية ستتم حصرًا عبر الآلية الرسمية.

 

الرسالة الصامتة لراهبات الصليب

منصف آيت قاسي/هذه بيروت/25 آذار  2025(ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

في جل الديب، استقبلتنا راهبات الصليب في مستشفاهن للأمراض النفسية "دير الصليب" بمناسبة عيد البشارة. زيارة نادرة للقاء أولئك الذين، في الخفاء، يُداوون ما لا يُقال، ويدعمون أشدّ المعاناة، ويحملون بلا كلل رسالة إيمان وأمل وتضامن. سيُبثّ ماراثون تبرعات لدعم مهمتهم في ٢٤ أبريل/نيسان خلال برنامج "صار الوقت" على قناة MTV.

 

المكاسب السياسية على القوة العسكرية

جوني قرطباوي/هذه بيروت/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

لطالما اعتاد لبنان على إثارة نقاشات خلافية، بل وجودية أحيانًا. ففي أي وقت، قد تنشأ نقاشات حول قضية معينة، تبدأ كمسألة تشريعية، لكنها سرعان ما تتطور إلى جدل وطني أو دستوري أو حتى هيكلي. وآخر مثال على ذلك هو اقتراح اعتماد دائرة انتخابية واحدة على أساس التمثيل النسبي. أعاد النائب علي حسن خليل بقوة إحياء الاقتراح الذي طرحه قبل ست سنوات، في ذروة النقاشات حول قوانين الانتخابات، ووسط وعي متزايد بالعيوب في تشريع عام 2017. ومع ذلك، فإن توقيت إحيائه اليوم ليس محض صدفة. ففي أحسن الأحوال، يشير إلى دوافع مشكوك فيها، وفي أسوأها، نوايا مدروسة وربما خبيثة. يجد المجتمع الشيعي - الذي يهيمن عليه حزب الله منذ فترة طويلة - نفسه في مواجهة أزمة متفاقمة بعد هزيمته في الصراع الأخير للحزب. ويواجه صعوبات وتحديات وجودية عديدة، سياسيًا واقتصاديًا. لا محالة، سيُجبر على تسليم أسلحته للجيش اللبناني والتخلي عن مكاسبه العسكرية مع اجتياح موجة التطبيع المنطقة. وإدراكًا لهذا الواقع المتغير، بدأت المؤسسة السياسية الشيعية -بخلاف المجتمع الشيعي الأوسع، الذي يضم فصائل معارضة مختلفة ذات وجهات نظر متباينة- بتحويل تركيزها من القوة العسكرية إلى النفوذ السياسي لتعويض تأثير هذه الأزمة الجديدة. وهنا يأتي دور اقتراح قانون الانتخابات المعيب. فمن شأنه أن يُغرق لبنان أكثر في تعقيدات التركيبة السكانية الطائفية المتغيرة باستمرار. حاليًا، تُعتبر الطائفة الشيعية أكبر كتلة تصويت منظمة، قادرة على تشكيل أكبر مجموعة برلمانية موحدة. وبموجب القانون الحالي، يشغل الشيعة 27 مقعدًا، مع تخصيص مقعدين أو ثلاثة مقاعد إضافية للطوائف الدينية الأخرى. ومع ذلك، فإن اقتراح "الدائرة الواحدة، التمثيل النسبي" من شأنه أن يزيد نفوذهم السياسي بشكل كبير، مما قد يضمن لهم ما لا يقل عن 45 مقعدًا برلمانيًا من مختلف الطوائف والمناطق الدينية. هذا هو الدافع الحقيقي وراء هذا المقترح، وهو يشبه الإصرار على الاحتفاظ بالسيطرة على وزارة المالية، حتى لو كان ذلك من خلال شخصية مقبولة لدى المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة. إن إبقاء وزارة المالية تحت قيادة شيعية، إلى جانب ضمان "التوقيع الثالث" الحاسم في صنع القرار الحكومي، يُمثل سبيلاً آخر لترسيخ السلطة تحت ستار التقاليد السياسية. ويمتد هذا النمط ليشمل الحفاظ على السيطرة على المديرية العامة للأمن العام، بالإضافة إلى الحفاظ على التوازن الطائفي المزعوم داخل كل من مجلس النواب ومجلس الوزراء. جميع هذه الخطوات خطوات مدروسة تهدف إلى توسيع النفوذ السياسي، وضمان وزن أكبر في صنع القرار، وضمان الهيمنة على الآخرين.

 

هل يُخالف سلام القانون بحجب تشريعات رئيسية كما فعل ميقاتي؟

موريس متى/هذه بيروت/25 آذار 2025 (ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

بعد أكثر من عام على رفض رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي نشر ثلاثة قوانين أقرها مجلس النواب - قانون الإيجارات غير السكنية، وقانون تعويضات أعضاء هيئة التدريس في المدارس الخاصة، وسلف بقيمة 650 مليار ليرة لبنانية لصندوق تقاعد المعلمين - خلص تقرير حديث صادر عن مجلس شورى الدولة إلى أن ميقاتي تجاوز صلاحياته برفضه هذه القوانين وعدم نشرها. ورغم ذلك، لا تزال القوانين عالقة في مكتب رئيس الوزراء نواف سلام، رغم علمه التام بالتقرير ونتائجه، التي تؤكد بوضوح وجود مخالفة قانونية. ويُثير هذا الوضع قلقًا بالغًا بالنظر إلى السابقة التي أرساها إصدار حكومة ميقاتي للقوانين في البداية، ثم التراجع عنها لاحقًا - وهو خرق دستوري غير مسبوق، يتفق خبراء قانونيون على أنه ينتهك القوانين والعملية التشريعية على حد سواء. وقد تم تجاهل الخطوة الإجرائية الأساسية المتمثلة في نشر القوانين، والتي تُعدّ أساسية لإنفاذها. سلام يُدرك تمامًا، وفقًا للمصادر، وقوع مخالفة، والأمر واضح. لكن يبقى السؤال: لماذا لم يُبادر حتى الآن بنشر هذه القوانين؟ تُشير المصادر إلى أنه بعد دراسة القضية واستنادًا إلى خبرته القضائية، يُبدي سلام قناعته بضرورة نشرها. ومع ذلك، يبدو أن هناك من يُحاول عرقلة العملية، آملين أن يجد مجلس النواب سبيلًا لحل المشكلة دون إحراج ميقاتي أو الاعتراف بمخالفته. يُذكر أن اللجان النيابية المشتركة أوصت في تقريرها بنشر القوانين في الجريدة الرسمية، إلا أن ميقاتي تجاهل هذا الطلب، مُكتفيًا ببيان مقتضب يُعرب عن احترامه للأحكام القضائية دون اتخاذ أي إجراء ملموس. تتجه الأنظار حاليًا نحو سلام، فقد وعد باحترام الدستور وتطبيق القوانين. فهل سيُبادر سريعًا بنشر القوانين الثلاثة، أم سيلجأ إلى حل وسط، مُتبعًا نهج سلفه في إدارة شؤون الدولة؟ وبحسب المصادر، ستُطرح المسألة بشكل عاجل غدًا عندما يزور نعمة محفوض، نقيب معلمي المدارس الخاصة، وزيرة التربية ريما كرامي مع وفد من النقابة. ويأملون في الحصول على رد إيجابي بشأن نشر قانوني التعويضات والسلف المالية قبل الإعلان عن سلسلة من الإجراءات. وتشير مصادر من النقابة إلى أن محفوض كان قد انتظر تشكيل الحكومة وزيارته لرئيس الوزراء، وأن الوقت قد مضى منذ تقرير مجلس شورى الدولة لنشر القوانين. في هذه الأثناء، سيزور باتريك رزق الله، نقيب مالكي العقارات، رئيس الوزراء غدًا مع وفد لمناقشة نفس القضية والسعي إلى حل بشأن قانون الإيجارات غير السكنية. وقد صدر تقرير مجلس الشورى ردًا على طعن النقابة في مرسوم رفض القانون. وكشفت مصادر نقابية أن أصحاب العقارات يستغلون تقرير مجلس الشورى للضغط من أجل نشر القانون، مستغلين الفراغ القانوني لرفع دعاوى قضائية بموجب القانون العام لاستعادة الوحدات الإيجارية غير السكنية المؤجرة قبل عام 1992.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

المركزية/25 آذار/2025

مقدمة تلفزيون "ال.بي سي"

منذ أسبوع انعقد أول لقاء أميركي سوري على مستوى رفيع، واليوم كشفت عنه وكالة رويترز بالاستناد إلى ستة مصادر.

اللقاء انعقد في بروكسيل في الثامن عشر من هذا الشهر، بين ناتاشا فرانشيسكي نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون بلاد الشام وسوريا ووزير الخارجية السوري أسعد  الشيباني، وسلمت فرانشيسكي الشيباني سلسلة مطالب منها:

تدميرُ سوريا لأي مخازن أسلحة كيماوية متبقية والتعاون في مكافحة الإرهاب.

التأكدُ من عدم تولي مقاتلين أجانب مناصبَ قيادية في الإدارة الحاكمة في سوريا.

تعيين منسق اتصال لدعم الجهود الأميركية للعثور على أوستن تايس، الصحفي الأميركي الذي فُقد في سوريا سنوات. في مقابل تلبيةِ جميع المطالب، ستقدِّم واشنطن تخفيفا جزئيا للعقوبات.

في محصلة هذا التطور، أن السكة الديبلوماسية مفتوحة بين واشنطن والنظام السوري الجديد، وما يقال عكسُ ذلك أمنيات وتمنيات.

 دائمًا في الملف السوري واحدٌ وعشرون ألف نازح جديد دخلوا إلى لبنان إثر اندلاع المعارك واعمال العنف في الساحل السوري، وهذا الرقم قدمته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.    

لبنانيًا، عناوين ُ ووعود وخطوات مرتقبة في مجلس الوزراء بعد غد الخميس:

اليوم رئيس الحكومة في طرابلس، في ما يشبه" ردَّ رِجل" إلى سلفِه الرئيس نجيب ميقاتي، وقد ذهب ابعدَ من ذلك، فهبط في مطار القليعات متحدثا ًعن آلية افتتاحه.

 بعد غد جلسة تعيين حاكم مصرف لبنان، وزير المال أرسل لائحة من ثلاثة أسماء وواضح منها ان هناك "إسمًا تفضيلياً"، فهل يمر توافقيًا ؟ أم يُطرَح على التصويت ويكون الكباش الأول المُعلن بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة؟  

مقدمة تلفزيون "ام تي في"

من لبنان واليه: حركة ديبلوماسية وامنية لافتة . فالى بيروت وصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وهدفه ثلاثة امور: كيفية دعم وقف اطلاق النار المهتز جنوبا، البحث في الاصلاحات المالية بدءا بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، وأخيرا التحضير لمؤتمر دعم لبنان المقرر عقده في باريس. واذا كان البندان الاول والثالث يتطلبان العمل بهدوء ولن تظهر النتائج المتعلقة بهما قريبا، فان تعيين حاكم لمصرف لبنان يرجح ان يحصل الخميس، بعدما تم التوافق، مبدئيا، على اسم كريم سعيد. بالتوزاي مع زيارة لودريان، فان وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى سيزور غدا دمشق على رأس وفد امني، وذلك للبحث في ضبط الحدود اللبنانية - السورية، وخصوصا بعد الاشكالات التي شهدتها الجبهة الشمالية- الشرقية. كما سيبحث الوفد تعزيز التعاون الامني بين بيروت ودمشق لمكافحة التهريب وضبط المعابر غير الشرعية. وقد تشكل الزيارة منطلقا لبدء البحث في ترسيم الحدود بين البلدين، وخصوصا ان الحكم الجديد في سوريا يبدو منفتحا وايجابيا في موضوع الترسيم، بعكس نظام الاسد . اما الزيارة الثالثة المتوقعة فهي لمورغان اورتيغاس . ووفق المعلومات فان الموفدة الاميركية تحمل رسالة واضحة الى المسؤولين فحواها: اما ان تجدوا حلا لمسالة سلاح حزب الله وتضعوا جدولا زمنيا لتسليمه، واما لا اموال لاعادة الاعمار، ودعم لبنان ماليا سيبقى مشروعا غير قابل للتحقق.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

تحت نظر المجتمع الدولي ورعاة وقف إطلاق النار ولجنتهم الرقابية يُمعن كيان العدو الإسرائيلي في استباحته السيادة اللبنانية ارضاً وجواً وتطلق قواتُه العنان لعدوانيتها احتلالاً وتوغلاً وإغارةً واغتيالاً في العمق اللبناني وآخر نموذج غارة مسيّرة على سيارة في قعقعية الجسر اسفرت عن سقوط شهيد.

وفي موازاة العربدة الإسرائيلية تغاضٍ دولي عبّرت عنه نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس عندما قالت إن الولايات المتحدة ستقف دائماً إلى جانب إسرائيل سواء في جهود تدمير حماس أو حزب الله أو الحوثيين. وعندما وُجّه إليها سؤال عن استمرار قيام إسرائيل بغارات على لبنان ردّت بسؤال: لماذا يستمر الجيش اللبناني في السماح بإطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية؟.

وقد جاءت تصريحات أورتاغوس هذه قبل زيارة لتل أبيب يتوقع أن تقوم بها في الأسبوع الأول من نيسان المقبل. أما زيارتُها بيروت فلم يؤكدها اي مصدر رسمي ولا سيما أن السفارة الأميركية لم تطلب مواعيد من الرئاسات اللبنانية.

في المقابل ثمة زيارة يقوم بها موفد الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان للبنان خلال الساعات القليلة المقبلة وتسبق زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون لباريس الجمعة المقبل.

وعلى خطوط الزيارات يحط وزير الدفاع ميشال منسّى غداً في دمشق فيما يَمّم رئيس الحكومة نواف سلام وجهه شمالاً فزار طرابلس وعكار  وقام بجولة في مطار القليعات. سلام الذي رافقه نائب رئيس الحكومة واربعة وزراء قال من سراي طرابلس أن زيارته ليست رمزية بل لها صلة بوضع خطة أمنية لها طابع إنمائي يرتبط بمطار القليعات ومشاريع مختلفة. وتعهد سلام - قبل أن يجول في المطار - بالقيام بزيارة ثانية إلى الشمال لإطلاق  العديد من المشاريع الحيوية.

وعلى خط التعيينات تحدثت معلومات عن تقدم ثلاثة اسماء كمرشحين لمنصب حاكم مصرف لبنان ليصار إلى اختيار واحد منها والأسماء الثلاثة هي: كريم سعَيْد وجميل باز وإدي الجميل.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

في عيد البشارة، غابت المواقف والأحداث السياسية المحلية البارزة، ليحلَّ محلها تكرار للتصريحات والشعارات المنادية بالوحدة.

وعشية الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع لسوريا على رأس وفد عسكري وأمني، لفتت معلومات نقلتها وكالة رويترز عن أن مسؤولاً اميركياً التقى وزير الخارجية السورية للبحث في العقوبات، وذلك في أول تواصل مباشر رفيع المستوى من نوعه في عهد الرئيس دونالد ترامب. وكشفت رويترز أن واشنطن سلمت دمشق قائمة شروط مقابل اعفائها من بعض العقوبات، من ابرزها طرد المقاتلين الأجانب من البلاد.

وفي غضون ذلك، تتمادى اسرائيل في اعتداءاتها، من سوريا الى لبنان، حيث ظلت الصواريخ التي أُطلقت أخيراً من الجنوب لغزاً، بعدما أدت الى تصعيد هو الاكبر والاخطر منذ اتفاق وقف اطلاق النار.

اما على خط قانون الانتخاب، فبدا واضحاً ان الممانعة المسيحية للمسّ بما تحقق من تصحيح للتمثيل في القانون الذي أُقر على عهد الرئيس العماد ميشال عون صُلبة ومتماسكة، فبعد موقف التيار الوطني الحر، كرر أكثر من مسؤول في حزب القوات اللبنانية، اضافة الى نواب مستقلين رفضهم اي عودة الى الوراء في هذا الاطار.

مقدمة تلفزيون "المنار"

رغمَ صراعِهم الدامي على السلطةِ بقيت مشاريعُهم الدمويةُ تَعُمُّ المنطقة، من غزةَ الى لبنانَ حتى كويا في درعا السورية.

شهداءُ وجرحى بقصفٍ صهيونيٍّ على غزةَ وكذلك على بلدةِ كويا في درعا السوريةِ التي رفضَ اهلُها الاحتلالَ فاستقبلوا طلائعَ جيشِه بالرصاصِ على جنودِه قبلَ ان يُمطروها بالقذائفِ من شتى الاعيرةِ ويُنذروا اهلَها بالاخلاء. ولم تخلُ الساعاتُ اللبنانيةُ من اعمالٍ عدوانيةٍ صهيونيةٍ وليسَ آخرَها استهدافُ سيارةٍ ليلَ أمسِ في وسَطِ بلدةِ قعقعية الجسرِ الجنوبية وارتقاءُ شهيد ..

كلُّ هذه الشواهدِ في لبنانَ والمنطقةِ لم تُغيِّر من منطقِ البعضِ اللاهثِ الى التطبيعِ مع العدوِ بنظرياتِ الخنوعِ حيناً ودوافعِ الاحقادِ احيانا..

الا انه عدوٌ على غيرِ الطبيعةِ التي ادَّعاها من ديمقراطيةٍ وتعدديةٍ وانتظامِ مؤسسات، حتى كشفَ الضيقُ السياسيُ حجمَ الخلافاتِ التي وصلت الى التضاربِ بالايدي بينَ وزيرِ الامنِ الصهيوني اتيمار بن غفير ورئيسِ جهازِ الشاباك رونين بار داخلَ الكنيست، وما تبِعَها من دعواتٍ الى حدِّ العصيان. كلُّ هذا وَسْطَ تحذيراتٍ جِديةٍ من حربٍ اهليةٍ اِنِ استمرت الخلافاتُ على حالِها بين بنيامين نتنياهو ووزرائِه مع قادةِ اجهزتِه الامنيةِ والقضائيةِ الذينَ يقومُ باقالتِهم الواحدَ تلوَ الآخر..

وفي آخرِ المواقفِ من اهالي الاسرى الصهاينةِ في غزةَ انَ هروبَ نتنياهو ووزرائِه المتطرفينَ الى اشعالِ النارِ في غزةَ والمنطقةِ لن يُنقِذَهُ من الحسابِ كما اِنه لن يُنقِذَ ابناءَهم الذين لن يَعودوا الا بتطبيقٍ كاملٍ لاتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار..

فالنارُ التي يُشعلُها لن تَنجُوَ منها تل ابيب، والصواريخُ اليمنيةُ التي تُشعلُ الكيانَ وصافراتِ انذارِه تؤكدُ انَ الامرَ ليسَ متروكاً لجنونِ بنيامين نتنياهو وسيدِه الاميركي دونالد ترامب.

ترامب الذي يقفُ امامَ فضيحةٍ امنيةٍ هَزّت مجلسَهُ للامنِ القومي، مع تسريبِ خُطةٍ لعملياتٍ عسكريةٍ اميركيةٍ في اليمنِ عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

المرجِعيةُ السياسية حَسمتِ الحاكمية/ و"بصناعةٍ محلية" لم تَخْلُ من مقبِّلاتٍ خارجية/ قِوامُها التوافقُ بين الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري/ انخفضت أسهم جهاد أزعور وصولاً إلى شطبِ اسمِه من سوق التداول/ وارتفع كريم سعيد كحاكمٍ بأمرِ المصرف/ ومعه جرى ضخُّ سيولةٍ إسمية في البورصة بإضافة كلٍّ من جميل باز وإدي الجميل إلى لائحة المرشحين من خارج المَلاك السياسي// في ساعات ما قبلَ جلسةِ مجلس الوزراء أفادت معلوماتُ الجديد بأن مجلسَ الورزاء يتجهُ الى تعيين كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان في جلسة الخميس من ضِمنِ ثلاثةِ أسماءٍ رفَعها وزيرُ المال ياسين جابر وتبلَّغَت بها رئاسةُ الجمهورية/ وذلك بعد لقاءٍ جمَعَ بري ووزيرَ المال للتشاور/ أما رئيسُ الحكومة نواف سلام فلم تُفلِحْ مساعِيْهِ مع سمير عساف لثنيِه عن قرارِه عدمَ الترشحِ للحاكمية وبحَسَبِ المعلومات فإن عساف آثَرَ الابتعادَ عن المشهد المالي اللبناني// استقرَّتِ القُرعةُ في سوقِ الصرفِ المالي، وفي وَزارةِ الاتصالات صرفٌ غيابيٌّ الغائي إذ ومن دون سابقِ إنذارٍ أصدر وزيرُ الاتصالات شارل الحاج إشعاراً بفسخ العَقدِ مع المديرِ العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية وإنهاءِ مهامِّه في منصِبِه/ بذريعة امتناعِه عن تزويد الوزير بمعلوماتٍ تتعلق بمسائلَ إداريةٍ تخصُّ الموظفين/ إلا أن الوزير تَخَطَّى الأصولَ الإدارية في التعامل مع كريدية للحصول على المعلوماتِ واستبدلها بمراسيلَ داخليةٍ جوَّالة عبر موظفين/ ليتضحَ أن لهذا القرارِ خلفياتٍ أبعدَ من معرفةِ راتبِ موظف// وفي بحثِ أبعادِ القرار يَتضحُ أنَّ هناك تقاطُعَ مصالحَ بين الوزير شارل الحاج والشركاتِ التي يملكُها وهي معنيةٌ بالاتصالات وسبق لها أنْ وَقَّعت عقوداً مع الوزارة لبيعِ الانترنت لشركاتٍ تقوم بدورها بتوزيعِ الخِدمة على المشتركين/ ومن شركات الوزير: "مدى ويفز" التي سبقَ أن أرسلَ كريدية كتاباً سابقاً بشأنها لوزارة الاتصالات حذر فيه من أن الشركةَ أَدخلتْ مُعَداتِ اتصالاتٍ محظورةً بمُوجِب القانون وغيرَ مرخَّصة/ وتَستعملُ تردّداتٍ وتِقْنياتٍ تحوّلُها إلى شبكة خلوي/ لذلك أراد الوزير الحاج إزاحةَ عماد كريدية ووضْعَهُ خارجَ الخِدمة لأنه عَطَّلَ خِدماتِ وسنترالاتِ الوزيرِ التنفيعية/ ويَفتتحُ الوزير شارل الحاج بهذه الخُطوةِ أُولى التجاوزاتِ الحكومية مسجِّلاً على حكومةِ الاصلاحِ والانقاذ أنه أنقذَ نفسَه وشرِكاتِه من مَصيدةِ اوجيرو/ وهذا ما يَستوجِبُ مساءلةَ الوزير حكومياً وقضائياً  عمَّا يملِكُه من شركاتٍ مضارِبةٍ لمصالح الدولة/ وحكومةُ سلام أمامَها اليومَ مَهمةُ التدقيقِ في مسار وزيرٍ دخلَ والتجاوزات معه.. متفوِّقاً على كلِّ مَن سبَقُوهُ على مرِّ العهود وبعضُهم أُحيل الى القضاء/ وأياً تكنْ حِماياتُ وزير "مدى ويفز" اليوم فإنَّ شبكتَه الهوائية اصبح محتوماً قطعُها قبل امتدادِ أَليافِها الى مصالح خاصة وتحصيلِ مزيدٍ من الربح على حساب الدولة// وفي الهواء الطَّلْق وعلى متن طوافةٍ دَخلتِ الحكومةُ في الخدمة الفعلية/ وبعد نأيٍ عن الشمال المهمَّش سَجَّل رئيسُ الحكومة نواف سلام أولَ زيارة لرئيس حكومة على رأس عمله منذ خمسين عاماً إلى طرابلس وعكار حيث جال على رأس وفدٍ وَزاري/ فاطَّلع على أوضاع المَرافِقِ العامة في طرابلس/ واجتمع بمجلس الأمنِ المركزي على خُطةِ حِفظ الأمن والاستقرار وضبطِ الحدود والتهريب/ سلام افتتح مطار القليعات بهبوطِ المِروحية التي تُقِلُّه على مَدْرَجِه/ ومن هناك كَشف أنه تم إنجازُ اتفاقٍ مع شركة دار الهندسة لإعدادِ دراسةٍ مَجَّانية لتشغيل المطار وخلال ثلاثةِ أشهرٍ سيتمُّ تقديمُ تصورٍ أوَّلي لمخططٍ توجيهي لانطلاق آليةِ العمل وتفعيلِ العمل بهذا المَرْفِق// أَقلع "القليعات" على الخريطة الإنمائية ووعدَ سلام بزيارة ثانية إلى المنطقة لإطلاقِ المخططِ التوجيهي و مشاريعَ أخرى// ومن وعودِ الإنماء إلى السياسة وزيارةٍ للموفد الفرنسي جان إيف لودريان عشيةَ التحضير لزيارةِ رئيسِ الجمهورية جوزاف عون إلى باريس/ والحَراكُ الفرنسي باتجاه لبنان/ قابَلَهُ حَراكٌ أميركي بزيارةٍ متوقَّعة لمورغان أورتاغوس إلى تل أبيب قد تقودُها إلى لبنان/ في هذا الوقت سُجل أولُ تواصلٍ رفيعِ المستوى في عهد ترامب بين مسؤولٍ أميركي رفيع ووزيرِ الخارجية السوري إذ تسلمت سوريا قائمةَ شروطٍ لرفع العقوبات ومنها طردُ المقاتلين الأجانب والعثورُ على الصِّحافي أوستن تاس.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو يعتقد أن المواجهة مع تركيا في سوريا "حتمية"

الشرق الأوسط/25 مارس/آذار 2025

أفادت مصادر أمنية إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُجري مشاورات أمنية لمناقشة المخاوف بشأن النفوذ التركي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، ويحاول تصوير المواجهة مع أنقرة على أنها حتمية. ونقل موقع "والا" العبري، نقلاً عن مصادر أمنية، عن اتصالات سورية تركية بشأن تسليم مناطق قرب تدمر (وسط سوريا) للجيش التركي مقابل دعم اقتصادي وعسكري لدمشق. وأضافت المصادر أن هذا التطور أثار مخاوف إسرائيلية كبيرة. وأشارت إلى أن النظام السوري الجديد يعمل على إعادة بناء قواعد عسكرية وتعزيز قدراته الصاروخية والدفاعية في الجنوب، بالقرب من إسرائيل. كما أفادت القناة 12 أن نتنياهو، من خلال مستشاريه، يدفع وسائل الإعلام الإسرائيلية لتصوير "المواجهة مع تركيا على الأراضي السورية حتمية". في يناير/كانون الثاني، أصدرت مجموعة دراسة حكومية إسرائيلية سرية تحذيراً بشأن التحالف التركي السوري. حثّ تقرير اللجنة نتنياهو على الاستعداد لحرب محتملة مع أنقرة في سوريا. كما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن على إسرائيل الاستعداد لمواجهة مباشرة مع تركيا، وفقًا لأحدث تقرير للجنة ناجل حول ميزانية الدفاع والاستراتيجية الأمنية. وأشارت إلى أن اللجنة، التي شكلتها الحكومة الإسرائيلية، تحذر من أن طموحات أنقرة لاستعادة نفوذها الذي يعود إلى الحقبة العثمانية قد تؤدي إلى تصاعد التوترات مع إسرائيل، وربما تتصاعد إلى صراع. ويسلط التقرير الضوء على خطر اصطفاف الفصائل السورية مع تركيا، مما يُشكّل تهديدًا جديدًا وقويًا لأمن إسرائيل. ويقول التقرير: "قد يتطور التهديد من سوريا إلى شيء أخطر من التهديد الإيراني"، محذرًا من أن القوات المدعومة من تركيا قد تعمل كوكلاء، مما يُؤجج عدم الاستقرار الإقليمي. في غضون ذلك، أفاد تلفزيون سوريا أن عنصرين من الفرقة 42 التابعة لوزارة الدفاع السورية أصيبا في الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مطار تدمر العسكري ليلة الجمعة الماضية. وفي وقت لاحق، أفادت القناة أن مروحيات أمريكية حلقت على ارتفاعات منخفضة فوق دير الزور. وفي الأسبوع الماضي، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الغارات الإسرائيلية على محافظة درعا جنوب سوريا أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

 

إسرائيل تقتل ستة أشخاص في جنوب سوريا، بحسب وزارة الدفاع السورية

الشرق الأوسط/25 مارس/آذار 2025

أعلنت وزارة الخارجية السورية أن هجومًا إسرائيليًا أسفر عن مقتل ستة أشخاص في جنوب سوريا يوم الثلاثاء، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته اشتبكت مع مسلحين أطلقوا النار عليها. وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية ومرصد حرب أن القوات الإسرائيلية التي تحتل المنطقة اشتبكت مع سكان محليين. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن القوات ردت على المسلحين الذين هاجموها، قبل أن تشن هجومًا بطائرة مسيرة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن عدة أشخاص أصيبوا، بينهم امرأة. وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، عدد القتلى بسبعة. وقال المرصد وأحد سكان البلدة لوكالة أسوشيتد برس إن اشتباكات اندلعت بين القوات الإسرائيلية والسكان عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار. ويمثل العنف في المنطقة الحدودية تصاعدًا في التوتر بين إسرائيل وسوريا، حيث تم تنصيب قيادة جديدة بعد أن أطاحت فصائل المعارضة بالرئيس السابق بشار الأسد من السلطة في ديسمبر/كانون الأول. تقول إسرائيل إنها لن تتسامح مع أي وجود مسلح في جنوب سوريا، وأرسلت قواتها إلى المنطقة الحدودية السورية. وأكدت القيادة السورية أنها لا تنوي فتح جبهة ضد إسرائيل. وصرح الجيش الإسرائيلي بأن مسلحين في جنوب سوريا أطلقوا النار باتجاه القوات الإسرائيلية، دون تحديد ما إذا كانت القوات الإسرائيلية موجودة داخل الأراضي السورية عند استهدافها. وأضاف أن قواته ردت على النيران، وأن طائرة حربية إسرائيلية ضربت المسلحين. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن الخسائر، لكنه قال إنه "تم تحديد الإصابات". وأعلنت وزارة الخارجية السورية مقتل ستة أشخاص في الهجوم على بلدة كويا بمحافظة درعا الجنوبية، مضيفةً أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نظرًا للإصابات الخطيرة التي لحقت بهم جراء الهجوم. ودعت إلى تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، واصفةً إياها بأنها "انتهاك صارخ لسيادتها". وفي وقت سابق، قالت إسرائيل إنها هاجمت قاعدتين عسكريتين، تدمر ومطار T4، في محافظة حمص وسط سوريا. وقد شنت إسرائيل غارات جوية على سوريا لسنوات خلال حكم الأسد، مستهدفةً منشآت عسكرية مرتبطة بإيران وعمليات نقل أسلحة من طهران إلى حزب الله اللبناني. قُطعت طرق إمداد الأسلحة تلك بعد سقوط الأسد، لكن إسرائيل واصلت شنّ غارات على القواعد العسكرية السورية. حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، يوم الثلاثاء من أن الغارات الإسرائيلية على سوريا "تنذر بمزيد من التصعيد". وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، قالت كالاس إنهما ناقشا الإجراءات الإسرائيلية. وأضافت: "نحن (الاتحاد الأوروبي) نشعر أن هذه الأمور غير ضرورية، لأن سوريا لا تهاجم إسرائيل حاليًا". كما حثّت وزارة الخارجية الشعب السوري على رفض أي محاولات لتهجيره أو "فرض أي واقع جديد على الأرض".

 

12 غارة أميركية ضربت أهدافاً حوثية في صعدة خلال ليلة واحدة

الإرياني: الميليشيات تتعمد التعتيم على خسائرها

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

اتهم وزير يمني الجماعة الحوثية بـ«التكتم» على خسائرها جراء الضربات الأميركية الجديدة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب، في حين اعترفت الجماعة بتلقي 12 غارة استهدفت معاقلها في صعدة خلال ليلة واحدة، وزعمت أنها هاجمت إسرائيل بصاروخين باليستيين، وأنها هاجمت كذلك حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها. وكان ترمب أمر في 15 مارس (آذار) الحالي ببدء حملة ضد الحوثيين، توعدهم خلالها بـ«القوة المميتة» وبـ«القضاء عليهم تماماً» في مسعى من إدارته لحماية الملاحة بالبحر الأحمر أمام هجمات الجماعة المدعومة من إيران.

وتدعي الجماعة أنها تساند الفلسطينيين في غزة من خلال استهداف السفن الإسرائيلية وعبر الصواريخ والمسيّرات بعد أن تعثرت المرحلة الثانية من الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس». وأورد إعلام الجماعة الحوثية أن 9 غارات أميركية استهدفت مدينة صعدة ومحيطها، في حين استهدفت 3 غارات مديريات ساقين وكتاف وسحار، دون الحديث عن أي خسائر بشرية أو عسكرية. وإذ لم يشر الجيش الأميركي إلى طبيعة الأهداف المقصوفة في غاراته الليلية على صعدة، ترجح المصادر اليمنية أنها تركزت على مخابئ الحوثيين بالمدينة ومحيطها، وعلى تحصيناتهم الجبلية في المديريات الأخرى، مثل سحار وكتاف وساقين، فضلاً عن مديريتي الصفراء ومجز اللتين سبق أن استُهدفتا خلال الأيام الماضية. وبهذه الضربات تكون الجماعة قد استقبلت في عهد ترمب نحو 120 غارة خلال 10 أيام، لتضاف إلى نحو ألف غارة وضربة بحرية أميركية وبريطانية استقبلتها في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، دون أن يحدّ ذلك من قدرتها على الهجمات في البحر وباتجاه إسرائيل. واستهدفت الضربات الجديدة في عهد ترمب مواقع في صنعاء وصعدة والبيضاء وذمار ومأرب والجوف والحديدة وحجة، مع توقع أن تستمر الحملة دون سقف زمني، وفق ما صرح به مسؤولون أميركيون. وعلى الرغم من تصريح إدارة ترمب بأن حملتها ضد الحوثيين ستكون مختلفة عن طريقة بايدن الدفاعية، لتشمل استهداف القادة ومخابئهم، فإن الحكومة اليمنية والمراقبين العسكريين لا يتوقعون نتائج مختلفة بسبب عدم وجود قوة على الأرض يمكنها إنهاء تهديد الجماعة بشكل نهائي.

هجمات دون تأثير

في سياق الهجمات غير المؤثرة التي تنفذها الجماعة الحوثية تجاه إسرائيل، تبنى المتحدث العسكري باسمها، يحيى سريع، الثلاثاء، إطلاق صاروخين باليستيين باتجاه «مطار بن غوريون»، ليبلغ بذلك عدد الصواريخ التي تبنت الجماعة إطلاقها خلال أسبوع 7 صواريخ، جميعها اعتُرض من قبل إسرائيل. وزعم سريع، في بيان متلفز، أن جماعته استهدفت «مطار بن غوريون» بصاروخين باليستيّين أحدهما «ذو الفقار» والآخر «فلسطين2» الفرط صوتي، وأن العملية «حققت هدفها بنجاح». في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين، أنه «اعترض» صاروخاً واحداً أطلق من اليمن، وذلك بعد دوي صفارات الإنذار في تل أبيب ومناطق عدة وسط إسرائيل. وقال الجيش إنه اعترض الصاروخ «قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي»، لكن مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية» في القدس سمعوا انفجارات عدة خفيفة وبعيدة. وكانت صفارات الإنذار دوّت وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، وريشون لتسيون، ورحوفوت، وفق ما أفادت به صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». ودوّت صفارات الإنذار كذلك في ضواحي القدس. وفي البيان نفسه، زعم المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت عدداً من القطعِ الحربية المعادية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان»، وذلك بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، وهي المزاعم التي لم يؤكدها الجيش الأميركي. ودخلت الجماعة الحوثية على خط التصعيد ضد إسرائيل بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيّرة، دون أن يكون لها أي تأثير عسكري، باستثناء مقتل شخص واحد بعد نحو 10 أشهر في 19 يونيو (حزيران) الماضي حينما انفجرت مسيّرة في إحدى الشقق. وتبنت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى هدنة غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، مهاجمة 211 سفينة، وأدّت الهجمات إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة. وبعد دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت الجماعة أعلنت التوقف عن هجماتها البحرية وباتجاه إسرائيل، قبل أن تقفز مجدداً للانخراط في الصراع مع تعثر المرحلة الثانية من الهدنة. وتسود مخاوف يمنية من هجمات إسرائيلية انتقامية ضد المناطق الخاضعة للحوثيين على غرار 5 موجات شهدتها العام الماضي استهدفت البنى التحتية في صنعاء والحديدة، بما فيها المطار والميناء ومحطات الكهرباء.

تعتيم على الخسائر

وسط القبضة الأمنية المشددة التي تفرضها الجماعة في مناطق سيطرتها، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، إن الجماعة تتعمد التعتيم على العدد الحقيقي لخسائرها، وإنها تتجنب الإعلان عن عشرات القتلى من عناصرها الذين يسقطون يومياً؛ «خوفاً من تأثير ذلك على معنويات مقاتليها وأسرهم»، وإن جثث بعضهم ترسَل إلى قراهم أو يُدفن أكثرهم بصمت. ووصف الإرياني في تصريح رسمي هذا النهج بأنه «يكشف عن استهتار الميليشيات الحوثية بحياة عناصرها، فلا قيمة لهم حتى بعد سقوطهم قتلى». وأضاف الوزير اليمني: «الأمر لا يقتصر على التعتيم بشأن أعداد القتلى، بل يتعداه إلى التمييز الصارخ والانتقائية، فميليشيات الحوثي تستمر في نهجها المعتاد عند تشييع قتلاها، وتغطية الحدث إعلامياً؛ إذ تكتفي بتشييع العقائديين منهم أو من تسميهم (المجاهدين)، بينما تتجاهل تماماً الإشارة إلى قتلاها من أبناء القبائل المغرر بهم في صفوفها». ورأى الإرياني أن «هذا التمييز يفضح النظرة الدونية التي تتعامل بها الجماعة الحوثية مع مقاتليها من أبناء القبائل، ويكشف عن استهانة كبيرة بهم، كأنهم مجرد أرقام تُستخدم في المعركة، ثم تطمس هوياتهم بعد سقوطهم»، وفق تعبيره.

 

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

صنعاء/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

أعلنت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، الثلاثاء، أن غارات جديدة نسبتها إلى الولايات المتحدة استهدفت محافظة صعدة معقل الحركة. وأفاد مراسل القناة في المنطقة بـ«عدوان أميركي بغارتين على مديرية سحار». ومنذ 15 مارس (آذار)، تشنّ الولايات المتحدة ضربات جوية كثيفة ضدّ الحوثيين الذين قالوا إنهم ردّوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة. وفي ذاك اليوم، وجّهت الولايات المتحدة ضربات جويّة عدّة قالت إنها أودت بحياة مسؤولين كبار في الحركة التي أعلنت من جهتها مقتل 53 شخصاً جرّاء الغارات الأميركية. ومذاك، تشهد المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن غارات أميركية بوتيرة شبه يومية. وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالقضاء على الحركة المدعومة من إيران، محذّراً طهران من استمرار تقديم الدعم لها. وعقب اندلاع الحرب في غزة إثر الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّ المتمرّدون الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية على إسرائيل وفي البحر الأحمر، حيث استهدفوا سفناً اتهموها بأنها على ارتباط بالدولة العبرية؛ وذلك دعماً للفلسطينيين، على حدّ قولهم. وهم أوقفوا هجماتهم على إسرائيل والبحر الأحمر مع بدء سريان الهدنة في غزة في 19 يناير (كانون الثاني) 2025، لكنهم استأنفوها مع خرق الدولة العبرية للهدنة وتوعدوا بتكثيفها ما دام استمرّ القصف على القطاع. وارتباطاً بالموضوع توعد الحوثيون في اليمن، بمواصلة عملياتها الهجومية إسناداً لغزة في مواجهة إسرائيل مهما كانت التبعات. وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط في خطاب تابعته وكالة الأنباء الألمانية: «موقفنا واضح وثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولن يتغير حتى وقف العدوان، ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج، ولدينا من الخيارات ما يدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس، وسنعلن عنها عند اللزوم». وشدد المسؤول الحوثي قائلاً: «لن يثنينا العدوان الأميركي بكل أشكاله، عن الاستمرار في تلك المساندة التي كشفت عن صوابية موقفنا، وحقيقة التوحش والإجرام الأميركي، وتسقط كل ادعاءات وشعارات الحرية والحقوق عن هذا العدو أمام العالم وأمام أبناء شعبنا». وأردف: «شرفنا الله في هذه الليالي الرمضانية، بالاستمرار بمشاركة إخواننا في فلسطين بقيادة غزة الإسلام والعروبة جهادهم العظيم وتضحياتهم العزيزة التي يقدمونها بسخاء في سبيل الله ودفاعاً عن شرف الأمة المهدور، ومقدساتها وحقوقها المغتصبة، وخوض البحر في وجه فرعون العصر أميركا». ومضى قائلاً: «شعب الإيمان والحكمة لن يتأثر ولن يتراجع، بقدر ما يزيده العدوان الأميركي إصراراً على الصمود، واستمراراً في المساندة والنصرة». ومنذ أيام يشن الحوثيون ضربات صاروخية ضد مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر، عقب فشل الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»؛ «مساندة ودعماً لغزة»، على حد وصف الجماعة المتحالفة مع إيران.

 

غارات واشنطن تجبر الحوثيين على التخفي وإعادة التموضع وعائلات يمنية هربت من صعدة مع اشتداد الضربات

صنعاء/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

للأسبوع الثاني على التوالي، تواصل المقاتلات الأميركية شن ضرباتها الجوية على مواقع للحوثيين في اليمن، مستهدفة بشكل مكثف محافظة صعدة؛ المعقل الأبرز للجماعة، وسط تقارير عن عمليات إعادة تموضع للقيادات الحوثية ونقل معدات عسكرية إلى مواقع أعلى تحصيناً. ووفق مصادر يمنية مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن واشنطن باتت تركز هجماتها على المواقع التي يُعتقد أن عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، يختبئ فيها، إلى جانب مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة والسيطرة. وأكدت المصادر أن الحوثيين عمدوا منذ أشهر إلى نقل كميات ضخمة من الأسلحة وورشات التصنيع العسكري من صنعاء وعمران إلى مناطق وعرة في صعدة، خشية تعرضها للقصف. وأفادت المعلومات بأن قيادات بارزة من الجماعة؛ بمن فيهم خبراء إيرانيون ومن «حزب الله» اللبناني، غادروا صنعاء ومدناً أخرى إلى معاقل الجماعة في صعدة، حيث توفر التضاريس الجبلية ملاذاً أفضل أماناً لهم. وتؤكد المصادر أن الحوثيين حفروا شبكة واسعة من الأنفاق والمخابئ داخل الجبال، تُستخدم مراكز قيادة ومستودعات أسلحة ومخابئ محصنة ضد الضربات الجوية. إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن أن قيادات حوثية بارزة اختفت عن الأنظار منذ بدء الضربات، ومن بينهم مهدي المشاط، رئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى». كما رصدت المصادر تحركات لقيادات أخرى نقلوا عائلاتهم إلى صعدة تحسباً لتصعيد أكبر. ووفق المصادر، فقد فرضت الجماعة إجراءات أمنية غير مسبوقة، حيث قلّص القادة والمشرفون الحوثيون، خصوصاً القادمون من صعدة، من ظهورهم العلني وتحركاتهم، وتجنبوا حضور الاجتماعات الرسمية، بل لجأ بعضهم إلى مغادرة منازلهم والانتقال إلى شقق سرية أو مناطق نائية. ومع استمرار الضربات الأميركية واتساع نطاقها، يرجح مراقبون عسكريون أن الحوثيين سيلجأون إلى استراتيجيات بديلة، مثل استخدام أنفاق تحت الأرض لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، أو إعادة نشر منظوماتهم الهجومية في مناطق أعلى تحصيناً. وتبقى تساؤلات كثيرة مفتوحة بشأن مدى قدرة الجماعة على الصمود أمام الضربات المكثفة، وكيف ستؤثر هذه العمليات على خططها في استهداف الملاحة الدولية واستمرار تصعيدها العسكري في المنطقة.

نزوح من صعدة

وخلال الأسبوع الأخير، شنت المقاتلات الأميركية عشرات الغارات التي استهدفت مخازن أسلحة، وأنفاقاً محصنة، ومواقع عسكرية في مديريات: الصفراء، وساقين، وكتاف، وسحار، ومجز، ومدينة صعدة نفسها، ضمن حملة ترمب لتقويض قدرات الحوثيين على شن هجمات بحرية وتهديد الملاحة الدولية. وتسببت الضربات المكثفة في نزوح واسع النطاق من مدينة صعدة ومديرياتها، وقد أفادت مصادر محلية بأن مئات العائلات غادرت منازلها خلال الأيام الأخيرة متجهة إلى محافظات حجة وعمران والجوف. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن كثيراً من العائلات اضطرت إلى مغادرة مناطقها خشية الغارات، لكنها لم تتمكن من حمل أي ممتلكات معها بسبب ضيق الوقت، فيما لا تزال عائلات أخرى عالقة، غير قادرة على النزوح بسبب ظروفها الاقتصادية المتدهورة. وكان الحوثيون نقلوا مطلع العام الحالي مركز الصواريخ والطائرات المسيّرة من عمران ومناطق أخرى، إلى كهوف ومواقع سرية في صعدة، وجرت العملية تحت إشراف كوادر مختصة من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، وذلك بهدف تأمين ما تبقى من ترسانتهم بعد الضربات الغربية. وأكدت المصادر حينها أن عملية النقل جرت بسرية تامة، عبر شاحنات مدنية مموهة، وعلى دفعات متعددة، تجنباً لرصدها من قبل الطائرات الأميركية.

 

أميركا تضيف 70 كياناً لقائمة القيود على الصادرات

واشنطن/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

أفاد إشعار صادر من السجل الاتحادي الأميركي، اليوم (الثلاثاء)، بأن الولايات المتحدة أدرجت عشرات الكيانات، منها من الصين وإيران وباكستان، إلى قائمة قيود التصدير. ووفقاً للإشعار، تبين أن هذه الكيانات، منها أكثر من 50 كياناً صينياً، تتصرف بما يتعارض مع الأمن القومي أو السياسة الخارجية للولايات المتحدة. تشمل الكيانات الصينية المدرجة شركات استحوذت على سلع أميركية المنشأ لتعزيز قدرات الصين في مجال تكنولوجيا الكم وكيانات تدعم التحديث العسكري الصيني وشركات تزود ​​أطرافاً أخرى محظورة في القائمة، منها «هواوي»، عملاق التكنولوجيا الذي يُعد محور طموحات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

غروسي: محادثاتنا مع إيران لم تحقق تقدماً وقال إنه يسعى إلى زيارة طهران قريباً

لندن/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن آخر جولة محادثات مع مسؤول إيراني رفيع لم تسفر عن تقدم يُذكر في التحقيق النووي المستمر منذ سنوات، وذلك في وقت تعد الوكالة التابعة للأمم المتحدة لإصدار تقرير شامل حول برنامج طهران المتقدم. وقال غروسي، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ الثلاثاء، إنه قد «يعود قريباً» إلى طهران لاستئناف المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين. وأضاف: «نحن نقف عند مفترق طرق حاسم». وقال ترمب في وقت سابق من الشهر الحالي إنه بعث برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، ولفت إلى أن البرنامج النووي لطهران يمكن التعامل معه عسكرياً أو التفاوض بشأنه. ورفض خامنئي الدعوة الأميركية لإجراء محادثات، ووصفها بأنها «مخادعة»، فيما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأسبوع الماضي، إن المفاوضات مع واشنطن مستحيلة ما لم تتغير سياستها. وصرح غروسي، قائلًا: «نعلم أن الرئيس ترمب حاول إرسال رسالة إلى المرشد الإيراني. من الواضح أننا بحاجة إلى اتفاق يزيل تماماً أي احتمال لحصول إيران على سلاح نووي». تأتي تصريحات غروسي بعد أسبوع من محادثات مع نائب وزير الخارجية كاظم غريب آبادي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث التقى دبلوماسيين صينيين وروسيين في إطار المشاورات بشأن الملف النووي الإيراني. وجاء في البيان المشترك للدول الثلاث: «أكدت الدول الثلاث ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الحالية، والالتزام بحل دبلوماسي بعيداً عن العقوبات والضغوط أو التهديد باستخدام القوة». وتوصَّلت إيران إلى اتفاق في عام 2015 مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين، فيما عُرف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، وجرى بموجب هذا الاتفاق رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وانسحبت واشنطن من الاتفاق في عام 2018 في أثناء الولاية الأولى لرئاسة ترمب. وبدأت إيران في المقابل التحلل من التزاماتها المتعلقة بالبرنامج النووي، لكنها أخذت خطوات متقدمة منذ بداية ولاية الرئيس الديمقراطي السابق، جو بايدن، الذي حاول دون جدوى إحياء الاتفاق النووي. ويعمل فريق غروسي على تقرير شامل يسلط الضوء على البرنامج النووي الإيراني المتسارع. وذلك في وقت هددت القوى الأوروبية باللجوء إلى آلية «سناب باك». في سياق متصل، يعكف مفتشو الوكالة الدولية على إعداد تقرير شامل يرصد الانتهاكات الإيرانية خلال السنوات الأخيرة. ولم تقدم طهران حتى الآن تفسيرات فنية مقنعة بشأن جزيئات اليورانيوم التي تم اكتشافها في مواقع غير معلنة. ومن المفترض أن يصدر التقرير الشامل في فترة لا تتجاوز نهاية مايو (أيار) المقبل. وقال غروسي: «لسنا بعدُ في المكان الذي نرغب أن نكون فيه. نحن أمام مسألتين مترابطتين: من جهة، الأسئلة العالقة بشأن الماضي، ومن جهة أخرى، إمكانية التوصل إلى اتفاق مستدام للمستقبل».

 

«الحرس الثوري» يكشف عن ترسانة صاروخية جديدة وسط التوتر مع واشنطن

لندن - طهران/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

كشف «الحرس الثوري» الإيراني عن ترسانة «صواريخ باليستية» جديدة تحت الأرض، وسط تصاعد التوترات مع واشنطن، التي استأنفت استراتيجية «الضغوط القصوى» على طهران. وتلقت طهران، هذا الشهر، رسالةً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يُمهل فيها إيران شهرين لاتخاذ قرار بشأن الدخول في مفاوضات جديدة بشأن برنامجها النووي، أو مواجهة تحرُّك عسكري محتمل. وبثَّ التلفزيون الرسمي لقطات لصواريخ باليستية محمولة على منصات متحركة، ورؤوس حربية في أنفاق تحت الأرض لم يحدِّد موقعها. وظهر رئيس الأركان محمد باقري، وقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده، في مراسم تدشين المستودع الجديد للصواريخ الباليستية. وأفاد التلفزيون الرسمي بـ«ترسانة من الصواريخ الباليستية، داخل إحدى مئات المدن الصاروخية»، بما في ذلك «خيبرشكن»، و«قاسم سليماني»، و«عماد»، و«سجيل»، و«قدر»، وصاروخ كروز «باوه». وقال باقري إن «جميع الأبعاد اللازمة لخلق قدرة تفوق (وعد الصادق) بعشرات المرات قيد التنفيذ، وقد تمَّ بالفعل تحقيق جزء مهم منها». وكان باقري يشير إلى تبادل إيران وإسرائيل ضربات مباشرة في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) دون أن تؤدي إلى وقوع البلدين في حرب. واستهدفت إسرائيل في 26 أكتوبر الماضي منشآت حساسة لإنتاج الصواريخ ووقودها، فضلاً عن منظومات رادار مكلَّفَة بحماية المنشآت النووية، ولكن إيران نفت التقارير الإسرائيلية والغربية بتأثر برنامجها للصواريخ الباليستية. وقال باقري: «بعد نجاح عمليتَي (وعد الصادق 1 و2)، نعلم تماماً أين تكمن نقاط ضعف العدو، وسنعمل على تلك النقاط بشكل أكبر. قبضتنا الحديدية أصبحت أقوى بكثير». وقال باقري: «سرعتنا في نمو قدرتنا الصاروخية أعلى بكثير من سرعة العدو في ترميم نقاط ضعفه، وفي هذا التوازن القوي، سيبقى العدو متأخراً دون شك». وأضاف: «تواصل القوات المسلحة مسيرة التطوير والتعزيز لقدراتها بكل جدية وحزم». وبدوره، قال حاجي زاده: «لو بدأنا اليوم وكشفنا كل أسبوع عن مدينة صاروخية فإنها لا تنتهي بعد عامين». ولوَّح حاجي زاده، الشهر الماضي، بإطلاق ما بين 500 و1000 صاروخ ومُسيَّرة على إسرائيل، بدلاً من 150 إلى 200 صاروخ ومُسيَّرة أطلقتها طهران. وتصاعدت الحرب الكلامية بين إيران وإسرائيل، بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب المنشآت النووية الإيرانية، بدعم من واشنطن. وأجرى الجيش الإسرائيلي، الشهر الماضي، تدريبات تحاكي ضربةً للمنشآت النووية الإيرانية، وذلك بالتزامن مع طلعات جوية لقاذفات «بي 52» الأميركية، مع مقاتلات إسرائيلية تدرَّبت على التزوُّد بالوقود جواً. وحذَّرت أجهزة الاستخبارات الأميركية، الشهر الماضي، من أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضربات كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلال النصف الأول من العام الحالي، مستغلّةً حالة الضعف التي تمرُّ بها إيران. وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مرات عدة احتمال قيام إسرائيل بقصف إيران، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام إبرام صفقة مع إيران تمنعها من تطوير سلاح نووي. وتجد طهران نفسها أمام خيار التفاوض مع ترمب، وسط انتكاساتٍ لنفوذها الإقليمي، وسخط داخليّ متزايد بسبب الاقتصاد. ويرى ترمب أن تراجع القوة العسكرية الإيرانية جعلها في موقع دفاعي ضعيف؛ ما يزيد من احتمال لجوئها إلى طاولة المفاوضات، بدلاً من التصعيد العسكري. وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الأحد، أن واشنطن تسعى إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مضيفاً أن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وحان الوقت لإيران للتخلي تماماً عن طموحاتها النووية بطريقة يراها العالم أجمع».

 

ترمب ومحمد بن زايد يناقشان قضايا المنطقة وتعزيز التعاون الاستراتيجي..تركيز مشترك على الأزمة الإنسانية في غزة وتأكيد أهمية الحلول السلمية في المنطقة

أبوظبي/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، والعمل على تعزيزها في جميع المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة. وذلك في إطار الشراكة الممتدة التي تجمع البلدين. واستعرض الجانبان خلال اتصال هاتفي عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة تجاه وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الإمارات. وفي هذا السياق، شدّد الشيخ محمد بن زايد على أهمية إتاحة المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان غزة في ظل الوضع الإنساني الصعب في القطاع، ودعم مسار «حلّ الدولتين»، باعتباره أساساً لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة، ما يضمن الأمن والاستقرار لجميع دولها وشعوبها. وخلال الاتصال الهاتفي، تطرق الطرفان إلى نتائج الزيارة الرسمية للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني إلى الولايات المتحدة مؤخراً، التي شهدت إعلان اتفاقات وشراكات مهمة بين البلدين، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية والطاقة، وما لهذه الاتفاقات والشراكات من نتائج إيجابية على مستقبل العلاقات الثنائية. وأكد رئيس دولة الإمارات حرص بلاده على مواصلة تعزيز تعاونها مع الولايات المتحدة، بما يخدم الأهداف التنموية المشتركة للبلدين، ويدعم السلام والازدهار في المنطقة والعالم، انطلاقاً من نهج الدولة الثابت تجاه دعم التعاون والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي. كما أكد الجانبان حرصهما على مواصلة دفع علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين إلى الأمام، بما يحقق مصالحهما المشتركة.

 

نائب الرئيس الأميركي يزور غرينلاند الجمعة

واشنطن/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

قال جيه دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، اليوم الثلاثاء، إنه سيزور غرينلاند هذا الأسبوع برفقة وفد أمريكي رفيع المستوى. ودأب الرئيس دونالد ترمب على التأكيد على ضرورة سيطرة الولايات المتحدة على غرينلاند، مدعياً أن الجزيرة الشاسعة مهمة للأمن القومي الأمريكي. وعبرت حكومتا غرينلاند والدنمارك عن معارضتهما لأي سيطرة أمريكية. وأظهرت استطلاعات الرأي أن جميع سكان غرينلاند تقريباً يعارضون الانضمام إلى الولايات المتحدة. كتب فانس في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «أتطلع لزيارة غرينلاند يوم الجمعة». وتضمن المنشور أيضاً مقطعاً مصوراً لفانس يُعلن فيه عن الزيارة. وقال فانس في المقطع: «لقد هددت دول أخرى كثيرة غرينلاند، وهددت باستخدام أراضيها وممراتها المائية لتهديد الولايات المتحدة وكندا، وبالطبع، لتهديد شعب غرينلاند. لذلك سنتابع سير الأمور هناك». وأضاف: «للأسف، أعتقد أن القادة في كل من الولايات المتحدة والدنمارك تجاهلوا غرينلاند طويلاً».

خضعت غرينلاند لسيطرة الدنمارك لقرون، سابقاً كمستعمرة، والآن كإقليم شبه مستقل. وهي تخضع للدستور الدنماركي، مما يعني أن أي تغيير في وضعها القانوني يتطلب تعديلاً دستورياً. تشمل زيارة الوفد الأمريكي إلى غرينلاند، التي تضم قاعدة عسكرية أميركية، أوشا فانس زوجة نائب الرئيس ومايك والتس مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض وكريس رايت وزير الطاقة. وتستمر الزيارة من الخميس إلى السبت.

 

أقرّ البرلمان الإسرائيلي الميزانية في خطوةٍ تُعزز حكومة نتنياهو

تيا غولدنبرغ/تل أبيب، إسرائيل (أسوشيتد برس)/25 مارس 2025

أقرّ البرلمان الإسرائيلي يوم الثلاثاء ميزانية الدولة، وهي خطوةٌ تُعزز الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حتى في الوقت الذي يواجه فيه الزعيم المُحاصر ضغوطًا شعبيةً متزايدة بشأن حرب غزة وأزمة الرهائن. وُصف تصويت الميزانية بأنه اختبارٌ رئيسي لائتلاف نتنياهو، المُكوّن من أحزاب قومية متطرفة وأرثوذكسية متشددة طالبت، وحصلت على جزءٍ كبيرٍ منها، بمخصصاتٍ ضخمةٍ لناخبيها مقابل دعم حزمة التمويل. كان من شأن عدم إقرار الميزانية بحلول 31 مارس أن يُؤدي إلى انتخاباتٍ مبكرة، مما قد يُهدد حكم نتنياهو المُستمرّ منذ 15 عامًا تقريبًا. يقول المُنتقدون إن الميزانية تفتقر إلى التمويل الضروري في زمن الحرب للتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية العلمانية. ويتهمون نتنياهو بتوجيه التمويل إلى حلفائه السياسيين لضمان بقائه بدلًا من التفكير في المصالح العليا للبلاد. قال زعيم المعارضة يائير لابيد يوم الاثنين، قبيل نقاش مطوّل في البرلمان حول الميزانية استمر لساعات: "بدأت رسميًا أكبر عملية سرقة في تاريخ البلاد". وأضاف أن الطبقة الوسطى، بما في ذلك العديد من جنود الاحتياط الذين يقاتلون في غزة، تُداس من أجل بقاء الائتلاف. وقال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، وهو حليف رئيسي لنتنياهو، إن الميزانية "تحتوي على كل ما يلزم لتحقيق النصر على الجبهة وفي الداخل". وبإقرارها، من المرجح أن تستمر حكومة نتنياهو حتى نهاية ولايتها في أكتوبر/تشرين الأول 2026، وهو أمر نادر في السياسة الإسرائيلية المنقسمة. إنه فوز سياسي لنتنياهو، الذي يواجه احتجاجات حاشدة على قراره استئناف الحرب في غزة بينما لا يزال الرهائن محتجزين لدى حماس، وعلى تحركات حكومته الأخيرة لإقالة كبار القادة القانونيين والأمنيين. من الناحية النظرية، يتمتع نتنياهو الآن بحرية أكبر في التفاوض على وقف إطلاق نار دائم مع حماس في قطاع غزة. قالت جايل تالشير، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، إن حلفاء نتنياهو، الذين يرغبون في مواصلة الحرب، لا يملكون حافزًا كبيرًا لإجراء انتخابات جديدة في ظل انخفاض شعبيتهم في استطلاعات الرأي. لكنها تتوقع أن يتمسك نتنياهو بشركائه في الائتلاف ويعزز أجندتهم القومية المتطرفة لحشد اليمين قبل أي انتخابات مستقبلية. وأضافت تالشير: "نتنياهو يفكر دائمًا في الانتخابات المقبلة. هدفه هو ضمان وجود اليمين المتطرف في حكومته الآن وفي المستقبل". يواجه نتنياهو، الذي يُحاكم بتهمة الفساد المزعوم، احتجاجات حاشدة في إسرائيل بسبب عودته إلى الحرب، مع 59 أسيرًا، يُقال إن 24 منهم على قيد الحياة، لا يزالون في غزة. كما يشعر المتظاهرون بالغضب من إقالة نتنياهو لرئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وضغط حكومته لإقالة النائب العام. ويرى المعارضون أن هاتين الخطوتين جزء من محاولة الحكومة لتقويض مؤسسات الدولة وجزء من حملة نتنياهو الشرسة ضد "الدولة العميقة" التي يقول إنها تتربص به. وقبيل التصويت على الميزانية، اندلعت احتجاجات مناهضة للحكومة خارج الكنيست واشتبكت الشرطة مع المتظاهرين الذين أغلقوا مداخل البرلمان.

 

مئات الفلسطينيين يتظاهرون ضد حماس في غزة مطالبين بإنهاء الحرب

فرانس 24/(أ ف ب)/25 مارس 2025

تظاهر مئات الفلسطينيين في شمال غزة يوم الثلاثاء مطالبين بإنهاء الحرب مع إسرائيل ومرددين شعارات مناهضة لحماس، وفقًا لشهود عيان. وهتف الحشد، ومعظمهم من الرجال، "حماس بره بره" و"حماس إرهابيون" في بيت لاهيا، حيث تجمع الحشد بعد أسبوع من استئناف الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف على غزة بعد قرابة شهرين من الهدنة. وعلى شبكة التواصل الاجتماعي تليغرام، انتشرت دعوة واحدة على الأقل للاحتجاج يوم الثلاثاء. وقال محمد، وهو متظاهر رفض الكشف عن اسمه الأخير خوفًا من الانتقام: "لا أعرف من نظّم الاحتجاج". قال: "شاركتُ لأُوجّه رسالةً باسم الشعب: كفى حربًا"، مُضيفًا أنه رأى "عناصر من قوات أمن حماس بملابس مدنية يُفرّقون المظاهرة". وقال مجدي، وهو مُتظاهر آخر لم يُرد ذكر اسمه الكامل، إن "الشعب مُرهق". وتساءل: "إذا كان رحيل حماس عن السلطة في غزة هو الحل، فلماذا لا تتنازل حماس عن السلطة لحماية الشعب؟". وحتى مساء الثلاثاء، كانت رسائل تليجرام من مصادر مجهولة تدعو الناس إلى إعادة تنظيم المظاهرة في أنحاء مُختلفة من غزة يوم الأربعاء. وتدعو إسرائيل بانتظام سكان غزة إلى الحشد ضد الحركة الإسلامية التي تحكم القطاع منذ عام ٢٠٠٧.

 

مسيرات في بيت لاهيا تهاجم «حماس» وتدعو لوقف الحرب والمتظاهرون حملوا الحركة مسؤولية تلقيهم أوامر إخلاء إسرائيلية

غزة/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

شارك المئات من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، الثلاثاء، في مسيرات تدعو لوقف الحرب، وتهاجم حركة «حماس»، وسط هتافات بينها «الشعب يريد إبعاد حماس»، و«حماس برا برا». وجاءت المسيرات التي نقلتها حسابات إلكترونية كثيرة لفلسطينيين في غزة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ساعات من أوامر إخلاء إسرائيلية لأهالي بيت لاهيا. في حين حمَّل مشاركون في المظاهرات «حماس» المسؤولية عن أوامر الإخلاء، على خلفية إطلاق عناصرها صواريخ من مناطق قريبة من البلدة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات كُتب عليها: «دماء أطفالنا ليست رخيصة... بدنا نعيش بسلام وأمان... أوقفوا شلال الدماء»، وغيرها من الشعارات التي تطالب بشكل أساسي بوقف الحرب على القطاع واستهداف المدنيين، في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية. ولم يكن بعيداً عن المسيرة إطلاق هتافات من قبل بعض الشباب المشاركين فيها ضد حركة «حماس»، مرددين شعارات مثل: «حماس برا برا»، في حين هاجم بعضهم الحركة وقائدها يحيى السنوار الذي قتل على يد قوات إسرائيلية في اشتباكات برفح في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2024. وجابت المسيرة شوارع رئيسية، وتوقفت بشكل أساسي عند «دوار زايد» على بُعد أمتار من مستشفى الأندونيسي، الذي تعرض لهجمات إسرائيلية كثيرة خلال الحرب على القطاع. واستنكر مشاركون استمرار عمليات إطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية، عادّين إياها سبباً في إصدار أوامر الإخلاء الإسرائيلية للسكان الذين عانوا من رحلات نزوح متكررة على مدار 15 شهراً. وحاول بعض المشاركين تهدئة من رددوا الشعارات المناوئة لـ«حماس»، في حين حاول آخرون التشويش عليها بالصفير والهجوم لمنع ترديدها. وسريعاً تفاعل نشطاء من حركتي «فتح» و«حماس» على منصات مواقع التواصل الاجتماعي مع المظاهرات، واشتعلت خلافات بشأن دلالاتها. ويواجه قطاع غزة ظروفاً استثنائية وصعبة مع عودة إسرائيل للقتال وإغلاق المعابر، في ظل شهر رمضان. وقتلت إسرائيل منذ الثلاثاء الماضي، بعد استئناف عملياتها العسكرية، 792 فلسطينياً، من بينهم أكثر من 720 طفلاً، كما أجبرت أكثر من 124 ألف فلسطيني على النزوح في غضون أيام وفق تقارير أممية.

 

إسرائيل تُفرج عن مخرج فلسطيني حائز على جائزة الأوسكار بعد تعرضه لاعتداء من مستوطنين في الضفة الغربية

الشرق الأوسط/25 مارس 2025

أفرجت السلطات الإسرائيلية عن مخرج فلسطيني حائز على جائزة الأوسكار، كان قد اعتقله الجيش بعد تعرضه لاعتداء من مستوطنين يهود في الضفة الغربية المحتلة. وقال إنهم اعتدوا عليه بالضرب أمام منزله أثناء تصويرهم الاعتداء. وكان حمدان بلال، ومخرجو فيلم "لا أرض أخرى"، الذي يتناول معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، قد صعدوا إلى خشبة المسرح في حفل توزيع جوائز الأوسكار السابع والتسعين في لوس أنجلوس في وقت سابق من هذا الشهر، عندما فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم وثائقي. يوم الثلاثاء، أُطلق سراحه من مركز شرطة إسرائيلي في مستوطنة كريات أربع بالضفة الغربية، وقد بدت عليه كدمات ودماء. ونُقل هو وفلسطينيان آخران تعرضا للاعتداء والاحتجاز إلى مستشفى قريب. وقال بلال إنه احتُجز في قاعدة عسكرية، معصوب العينين لمدة 24 ساعة، وأُجبر على النوم تحت مكيف هواء بارد. وقال لوكالة أسوشيتد برس: "جسدي كله ألم". سمعت أصوات الجنود، كانوا يضحكون عليّ... سمعتُ "أوسكار"، لكنني لم أكن أتحدث العبرية. قالت ليا تسيمل، المحامية التي تمثل الرجال الثلاثة، إنهم لم يتلقوا سوى رعاية طبية ضئيلة لإصاباتهم الناجمة عن الهجوم، وإنها لم تتمكن من الوصول إليهم لعدة ساعات بعد اعتقالهم. يقول السكان الفلسطينيون إن حوالي عشرين مستوطنًا - بعضهم ملثمون، وبعضهم يحمل أسلحة، وبعضهم يرتدي زيًا عسكريًا - هاجموا قرية سوسيا بالضفة الغربية مساء الاثنين بينما كان السكان يفطرون خلال شهر رمضان المبارك. قالوا إن الجنود الذين وصلوا صوبوا بنادقهم نحو الفلسطينيين، بينما واصل المستوطنون إلقاء الحجارة. قالت الشرطة الإسرائيلية يوم الثلاثاء إن الجيش أحال إليها ثلاثة مشتبه بهم للتحقيق معهم بزعم إلقاء الحجارة، وإتلاف الممتلكات، و"تعريض الأمن الإقليمي للخطر". وأضافت أنه تم إطلاق سراح الثلاثة بشرط عدم الاتصال بآخرين متورطين في الحادث. وقالت تسيمل إن بلال والفلسطينيين الآخرين نفوا إلقاء الحجارة.

 

من هم المشاركون بالمجموعة السرية الأميركية على «سيغنال» بشأن ضربات اليمن؟

واشنطن/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

أكد البيت الأبيض أمس الاثنين أن مسؤولين كبارا في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب كشفوا خطأ عن خطط الحرب في مجموعة تراسل تضمنت صحافيا قبل وقت وجيز من هجوم الولايات المتحدة على جماعة «الحوثي» اليمنية المتحالفة مع إيران، وذلك بعدما نشرت مجلة «ذي أتلانتيك» تقريرا عن المسألة. وقال جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك» في تقرير إنه دُعي على غير المتوقع في 13 مارس (آذار) إلى مجموعة تراسل مشفرة على تطبيق «سيغنال» للمراسلة تسمى «مجموعة الحوثيين الصغيرة». وفي هذه المجموعة، كلف مستشار الأمن القومي مايك والتز نائبه أليكس وونغ بتشكيل فريق من الخبراء لتنسيق التحرك الأميركي ضد الحوثيين. وأكد برايان هيوز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن مجموعة التراسل تبدو حقيقية.

من المسؤولون المشاركون في المجموعة؟

كشف غولدبرغ أن حسابات تمثل فيما يبدو نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف، ومديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، وكبار مسؤولي مجلس الأمن القومي كانت حاضرة في مجموعة التراسل. وكان جو كينت، مرشح ترمب لمنصب مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، على ما يبدو في مجموعة تطبيق «سيغنال» على الرغم من عدم تأكيد مجلس الشيوخ تعيينه بعد. كما قال غولدبرغ إن وزير الدفاع بيت هيغسيث نشر قبل ساعات من بدء تلك الهجمات تفاصيل عملياتية عن الخطة في مجموعة التراسل «بما في ذلك معلومات عن الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجوم». وصرّح ترمب للصحافيين في البيت الأبيض بأنه ليس على علم بالواقعة. وأضاف: «لا أعرف أي شيء عن ذلك. أنا لست من كبار المعجبين بمجلة (ذي أتلانتيك)».

«أكره إنقاذ أوروبا مجددا»

ونفى هيغسيث نشر خطط الحرب في مجموعة التراسل. وقال للصحافيين أثناء زيارة رسمية إلى هاواي أمس الاثنين: «لم يرسل أحد خطط حرب عبر رسائل نصية، وهذا كل ما أستطيع قوله في هذا الشأن». بحسب لقطات للمحادثة التي ذكرها تقرير المجلة، ناقش المسؤولون في المجموعة ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة تنفيذ الضربات، وفي مرحلة ما من النقاش بدا أن فانس يتساءل عما إذا كان حلفاء واشنطن الأوروبيون، الأكثر تأثرا باضطرابات الشحن في المنطقة، يستحقون المساعدة الأميركية. وكتب شخص يظهر أن اسمه فانس مخاطبا هيغسيث: «إذا كنت تعتقد أن علينا أن نفعل ذلك، فلنفعله». وأضاف: «أكره فقط إنقاذ أوروبا مجددا». ورد شخص يظهر باسم هيغسيث: «نائب الرئيس: أشاطرك تماما كراهيتك للاستغلال الأوروبي. إنه أمر مثير للازدراء». وذكرت مجلة «ذي أتلانتيك» أن الشخص الذي يظهر في المحادثة باسم فانس أثار أيضا مخاوف بشأن توقيت الضربات، وقال إن هناك أسبابا قوية تجعلهم يؤجلونها لمدة شهر.

ويشن ترمب حملة من الضربات العسكرية واسعة النطاق على الحوثيين في اليمن منذ 15 مارس (آذار) بسبب هجمات الجماعة على سفن في البحر الأحمر. وحذر إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من مغبة عدم وقفها فورا دعم الجماعة.

 

لقاء إماراتي - أردني يبحث تعزيز التعاون ومستجدات المنطقة وتأكيد على دعم الاستقرار الإقليمي وجهود وقف النار في غزة

أبوظبي/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، الثلاثاء، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، العلاقات الثنائية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك، وسبل تعزيزهما على جميع المستويات بما يخدم مصالح البلدين.جاء ذلك خلال لقائهما في العاصمة أبوظبي، حيث يقوم الملك عبد الله الثاني بن الحسين بزيارة إلى دولة الإمارات وصفت بالأخوية، وفقاً لما جاء في وكالة أنباء الإمارات (وام). وأكد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء متانة العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، والحرص المشترك على توسيع آفاق تعاونهما بما يحقق تطلعات شعبيهما. واستعرض الجانبان عدداً من القضايا والمستجدات الإقليمية، خصوصاً الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. وشدَّد الطرفان على ضرورة تكثيف العمل من أجل تعزيز أسباب الاستقرار الإقليمي، ومنع اتساع الصراع في المنطقة، مؤكدين حرصهما على مواصلة التشاور الأخوي والتنسيق حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام الواحد بما يحقق مصالح البلدين، ويسهم في تعزيز العمل العربي المشترك.

 

هل يفتح تعيين مايك هاكابي سفيراً لإسرائيل فصلاً جديداً في الدبلوماسية الأميركية؟

وفد إسرائيلي إلى واشنطن لمناقشة الخطط العسكرية في غزة

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

شهدت جلسة تأكيد تعيين مايك هاكابي، مرشح الرئيس الأميركي لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، يوم الثلاثاء، كثيراً من الجدل والأسئلة حول الدور الذي سيؤديه حال تعيينه، وهو المعروف بتأييده القوي لإسرائيل وإقامة المستوطنات وضمّ الضفة الغربية، ورفضه حلّ الدولتين. ويخشى كثيرون أن تؤدي تداعيات تعيين هاكابي في المنصب إلى تعقيد مشهد جيوسياسي غير مستقر في الأساس، وتدور أسئلة حول كيفية تعامله مع ما يكتنف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية من معارضة عربية ودولية. وكرّر هاكابي خلال الجلسة التي عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ تصريحات سابقة، عدّ فيها أن الضفة الغربية «جزء شرعي من إسرائيل»، وأبدى دعماً لإقامة المستوطنات فيها، لكنه أكد أنه سيتحدث باسم الإدارة الأميركية بصفته سفيراً، دون التعبير عن آرائه الخاصة. وقاطع عدة أعضاء مؤيدين للفلسطينيين حديثه أمام اللجنة، وأخرجهم الأمن من القاعة. وقال هاكابي إنه سيعمل على التأكد من أن «حماس» لن يكون لها مكان في المستقبل. وفيما يتعلق بإيران، أشاد بسياسات الرئيس دونالد ترمب خلال ولايته الأولى، التي تمثلت في ممارسة الضغوط القصوى عليها.

من هو هاكابي؟

مايك هاكابي مسيحي إنجيلي معروف بتأييده القوي لإسرائيل، وقد اختاره ترمب لتولي هذا المنصب بعد بضعة أيام من فوزه بالرئاسة. شغل من قبل منصب حاكم ولاية آركنسو، ومن شأن تعيينه سفيراً لدى إسرائيل أن يزيد الوضع تعقيداً في الشرق الأوسط، فتاريخه وتصريحاته المؤيدة لإسرائيل كثيراً ما تثير الجدل، فهو يعارض فكرة حل الدولتين، ووصف نفسه مراراً بأنه «صهيوني». أيّد هاكابي سياسات ترمب خلال ولايته الأولى حين اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرر نقل السفارة الأميركية إليها، وكذلك اعترافه بضم مرتفعات الجولان. وأشاد باتفاقات إبراهيم التي رعاها ترمب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ودافع هاكابي مراراً عن حقّ إسرائيل في ضم الضفة الغربية، ويصرّ على استخدام اسمها التوراتي «يهودا والسامرة». وأصدرت اللجنة اليهودية الأميركية بياناً قالت فيه إنها تتطلع للعمل مع هاكابي ومبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وترسيخ الروابط بين يهود أميركا وإسرائيل. في المقابل، عارض جيريمي بن عامي، رئيس منظمة «جي ستريت» اليهودية، تعيين هاكابي، وأرسل رسالة إلى لجنة الشؤون الخارجية قال فيها إن تبني هاكابي للضمّ وتأييده المستوطنين المتطرفين «يتناقض بشكل صارخ مع القيم الديمقراطية التي تتمسك بها الغالبية العظمى من مجتمعنا». وشدّد بن عامي على أن آراء هاكابي يمكن أن تقوض المصالح الأميركية والالتزام المعلن من جانب الإدارة بالسعي إلى تحقيق السلام والأمن الإقليميين على المدى الطويل. وقال: «أحثّ أعضاء مجلس الشيوخ على التصويت بـ(لا) على تأكيد تعيينه».

وفد إسرائيلي إلى واشنطن

تأتي جلسة الاستماع في وقت يجهد فيه الوسطاء العرب والأميركيون للتوصل إلى مسار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما تتزامن مع محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع مسؤولي الإدارة الأميركية حول خطط الجيش للسيطرة على غزة. ويصل ديرمر مع وفد إسرائيلي من الموساد والجيش ومسؤولين في الخارجية الإسرائيلية إلى العاصمة واشنطن، مساء الثلاثاء. ومن المقرر أن يلتقي مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ومسؤولين في الاستخبارات الأميركية ووزارتي الدفاع والخارجية خلال الأسبوع الحالي. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قد أشارت إلى مخططات إسرائيلية لاحتلال قطاع غزة بأكمله لعدة أشهر، وإجلاء النساء والأطفال والمدنيين إلى أماكن حماية إنسانية، وفرض حصار على من يتبقى داخل القطاع.

 

تركيا: قمع واسع للمحتجين على حبس إمام أوغلو وسط تنديد دولي وزعيم المعارضة أكد استمرار التجمعات... وتوعّد إردوغان بـ«مفاجأة» في أيام العيد

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

وسَّعت الشرطة التركية اعتقالاتها في أوساط المحتجين على احتجاز رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وسط إدانات دولية. وتعهَّد رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، باستمرار الاحتجاجات، متوعداً الرئيس رجب طيب إردوغان بـ«مفاجأة» خلال عيد الفطر. وأعلنت وزارة الداخلية التركية، الثلاثاء، حملة اعتقالات جديدة طالت «محرضين» بعد مظاهرات لليلة السادسة في عدد من المدن؛ احتجاجاً على سجن إمام أوغلو. وقالت إنه تم القبض على 55 شخصاً لاتهامهم بإهانة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووالدته خلال المظاهرات، كما اتهمتهم أيضاً بالمشاركة في «مظاهرات غير مصرح لها». وحذَّر وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، من التحريض والاستفزازات، قائلاً إن العمل مستمر لاعتقال مشتبه بهم آخرين. وأدان التعليقات المسيئة لإردوغان ووالدته، قائلاً إنها «هجوم خسيس ضد قيمنا الأخلاقية».

اعتقالات واسعة

وقال يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس»: «حتى الآن، تم اعتقال 1418 مشتبهاً بهم في المظاهرات غير القانونية»، التي جرت منذ الأربعاء الماضي.وأضاف: «في حين أن هناك حالياً 979 مشتبهاً بهم قيد الاحتجاز، سيتم تقديم 478 شخصاً للمحاكمة اليوم، ولن يتم تقديم أي تنازلات لأولئك الذين يحاولون إرهاب الشوارع، ومهاجمة قيمنا الوطنية والأخلاقية ورجال الشرطة لدينا».وتمَّ تداول صورة على منصات التواصل الاجتماعي لمجموعة تهين والدة إردوغان الراحلة، ما أثار استنكاراً واسعاً من جانب الحكومة ومسؤولي الدولة والمعارضة أيضاً. وأكد رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، عبر «إكس» أنه يعدّ تلك الإهانة والشتم موجهة إلى والدته، مضيفاً: «نمارس سياستنا، ونعترض بلغة نظيفة، كل مَن يسيء إلى عائلة سياسي أو يشتمهم ليس منا، ولا ينبغي لأحد أن يخلط بين مَن يقسم ومَن يدافع عن الإرادة الوطنية. لا تستهينوا باعتراض الأمة هذا من خلال وقاحة بعض الأشخاص الوقحين».وتمت إحالة 206 أشخاص تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات اليومية التي تجرى في ميدان ساراتشهانه، حيث يقع مبنى بلدية إسطنبول، إلى محكمة الصلح والجزاء في إسطنبول، مع طلب بالاعتقال. وأعلنت «جمعية الدراسات الإعلامية والقانونية»، وهي منظمة معنية بالدفاع عن حقوق الصحافيين، توقيف مصور «وكالة الصحافة الفرنسية» ياسين أكجول، وإحالته للمحكمة بطلب اعتقال، بينما تمَّ الإفراج عن 7 صحافيين آخرين.

مواجهات وحظر وتنديد

وصعَّدت الشرطة من المواجهات مع المحتجين، وأوقفت مسيرة طلاب الجامعات بالقوة، ومنعتهم من الوصول إلى مقر بلدية إسطنبول، ليل الاثنين.وأعلنت ولاية العاصمة أنقرة تمديد حظر التجمعات والمسيرات حتى الأول من أبريل (نيسان). وعلى الرغم من الحظر فإن الجماعات الحاشدة تتواصل في ميدان جوفان بارك، في منطقة كيزلاي بوسط العاصمة كل ليلة، منذ اعتقال إمام أوغلو الأسبوع الماضي، وتشهد عنفاً من الشرطة ضد المتظاهرين. وعبَّرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، عن قلقها إزاء لجوء تركيا إلى التوقيفات الجماعية خلال مظاهرات الاحتجاجات، وحضَّت السلطات على التحقيق في اتهامات باستخدام القوة غير المشروعة ضد المتظاهرين. وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان، ليز ثروسيل، في بيان: «نشعر بقلق بالغ إزاء توقيف السلطات التركية ما لا يقل عن 92 شخصاً خلال الأسبوع الماضي، بمَن فيهم أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول المنتخب ديمقراطياً»، مشيرة إلى احتجاز أكثر من ألف شخص خلال الاحتجاجات، بمَن فيهم صحافيون.وندَّد مجلس أوروبا بـ«الاستخدام غير المتناسب للقوة» خلال المظاهرات. وقال مفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان، مايكل أوفلاهرتي: «أدعو السلطات التركية إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان حول احترام حرية التجمع السلمي، وحرية التعبير، وحرية الإعلام». وفي رد فعل غاضب من جانب الاتحاد الأوروبي، أعلن متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي لا يستبعد إلغاء المحادثات المقررة مع تركيا. وأضاف أن رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، وصفت الاعتقال بأنه «مقلق للغاية»، خصوصاً أنه جاء بعد أيام فقط من إعلان نيتها عقد مناقشات مع تركيا، وكان من المقرر أن تركز هذه المحادثات على القضايا الاقتصادية في أبريل، يليها حوار حول ملفَي الهجرة والأمن. وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن سعي تركيا لتصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي أصبح أكثر صعوبةً؛ بسبب الإجراءات المتعلقة برئيس بلدية إسطنبول الموقوف، أكرم إمام أوغلو. وقالت بيربوك، عبر «إكس»: «يبدو التزام تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فارغاً بشكل متزايد في ضوء الإجراءات المتخذة ضد إمام أوغلو وغيره... المنافسون السياسيون لا ينتمون إلى السجن أو للمثول أمام المحاكم... البلد الذي يتصوَّر مستقبله في الاتحاد الأوروبي يجب أن يُعلي سلطة القانون».

مفاجأة لإردوغان

وتعهَّد رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، عقب زيارته إمام أوغلو واثنين من رؤساء البلديات وآخرين في سجن سيليفري، الثلاثاء، استمرار الاحتجاجات وتوسيع نطاقها. وقال إنه التقى إمام أوغلو ورئيسَي بلديتَي شيشلي وبيلك دوزو، رسول إمراه شاهان ومراد تشاليك، إلى جانب تيفون كهرمان، أحد معتقلي احتجاجات «جيزي بارك»، التي وقعت عام 2013، ووصف إمام أوغلو ورئيسَي البلديتين، بأنهم «أسود، يقفون ويرفعون رؤوسهم بفخر لأنهم لم يرتكبوا أي شيء يدعو للخجل». وأعلن أن الاحتجاجات ستستمر في ساراتشهانه، وستكون هناك مفاجأة لإردوغان في العيد، قائلاً: «لن نحتفل بالعيد في أنقرة، وإنما مع الملايين ممَّن يرفضون الاعتداء على الإرادة الشعبية، والديمقراطية، والحقوق، ويبحثون عن العدالة في جميع ولايات تركيا». وفجَّرت دعوة أوزيل، ليل الاثنين - الثلاثاء، إلى مقاطعة 11 علامة تجارية لوسائل إعلام وشركات معروفة بقربها من الحكومة، بما في ذلك سلسلة شهيرة من المقاهي تنتشر في كثير من الجامعات، رد فعل غاضباً من جانب الحكومة. وقال المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية»، عمر تشيليك: «بدعوته لمقاطعة الشركات الوطنية، قاطع أوزغور أوزال فقط مؤهلاته لرئاسة حزب (الشعب الجمهوري). هذا استبداد سياسي وتضليل. لقد أدرك مواطنونا تماماً عقلية التنمر». في الوقت ذاته، أرسلت ولاية إسطنبول خطاباً إلى بلدية إسطنبول، طلبت فيه جمع ملصقات أكرم إمام أوغلو، ورؤساء بلديات شيشلي وأسنيورت وبيلك دوزو، وبيشكتاش، وبايكوز، المحتجزين على ذمة قضايا فساد وإرهاب من شوارع إسطنبول.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

علاقات الدكتورة رشا علوية بحزب الله وهي التي تم ترحيلها من أميركا إلى لبنان

د. إيمانويل أوتولينغي/مجلة الحرب الطويلة التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات / 25 آذار/2025

أستاذ مُرحّل من جامعة براون بحزب الله

(ترجمة من الإنكليزية بواسطة غوغل)

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141568/

في ١٣ مارس/آذار، مُنعت الدكتورة رشا علوية، أستاذة الطب المساعدة في جامعة براون، من دخول الولايات المتحدة وأُمرت بترحيلها إلى وطنها لبنان. منعت سلطات الهجرة الأمريكية طبيبة أمراض الكلى، البالغة من العمر 34 عامًا، والتي درست وعملت في الولايات المتحدة لمدة ست سنوات، من دخول الولايات المتحدة بتأشيرة H-1B بسبب دعمها المزعوم لحزب الله، وهي منظمة إرهابية أجنبية صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 1997.

استشهد محامو هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP) "بالسلطة التقديرية القوية الممنوحة لضابط الحدود" للسماح بدخول الولايات المتحدة، وفقًا لملخص موجز قانوني نشرته صحيفة "بروفيدنس جورنال"، والذي يقتبس من الوثيقة: "إذا قرر ضابط الجمارك وحماية الحدود أن أجنبيًا يصل إلى الولايات المتحدة غير مقبول"، كما جاء في موجزهم، مقتبسًا من قانون الهجرة، "يأمر الضابط بإبعاد الأجنبي من الولايات المتحدة دون مزيد من الاستماع أو المراجعة ما لم يُبدِ الأجنبي نيته في التقدم بطلب لجوء... أو خوفًا من الاضطهاد".

القضية الآن قيد المراجعة القضائية ولها آثار واسعة النطاق. إذا أيدت المحاكم قرار سلطات الهجرة بترحيل علوية، فسيكون لدى إدارة ترامب أداة قوية لتعطيل عمليات حزب الله في الولايات المتحدة، التي اعتمدت على مؤيدين ومتعاطفين من أصول لبنانية مقيمين في الولايات المتحدة لعقود. في الماضي، اعتمدت الولايات المتحدة إلى حد كبير على الملاحقات القضائية والإدانات لملاحقة عملاء حزب الله وداعميه، وخاصة المتورطين في مخططات مالية غير مشروعة. ومع ذلك، في حين أن سجن مؤيدي حزب الله بدلاً من ترحيلهم قد يبدو تكتيكًا أقوى ضد الجماعة، إلا أن السجل مختلط. أدت معظم القضايا إلى إدانات مخففة في جرائم ذوي الياقات البيضاء. في إحدى القضايا البارزة، قضية قاسم تاج الدين، أفرجت السلطات الأمريكية عن تاج الدين بعد منتصف مدة عقوبته البالغة خمس سنوات لأسباب إنسانية. لم تردع الأحكام القصيرة بشكل كبير العديد من أعضاء حزب الله عن العمل في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن خطر الترحيل يمكن أن يوفر رادعًا، مع فائدة إضافية تتمثل في أن إبعاد عملاء النفوذ والوسطاء لن يكون مدمرًا للجماعة الإرهابية فحسب، بل سيثني الآخرين أيضًا عن المخاطرة بحياة مريحة في الولايات المتحدة.

سعى مؤيدو رشا علوية، على غرار مؤيدي محمود خليل، الطالب الجزائري في جامعة كولومبيا المولود في سوريا لأبوين فلسطينيين، إلى تحويل قضيتها إلى قضية تتعلق بحرية التعبير. ويزعم هؤلاء المؤيدون أنها تُعاقب فقط على آرائها السياسية. ومع ذلك، تنحدر رشا من عائلة بارزة في حزب الله. بالإضافة إلى ذلك، ذكر مسؤولو الهجرة أنهم عثروا على مواد "متعاطفة" مؤيدة لحزب الله على هاتفها تتوافق مع الانتماء السياسي لعائلتها، والتي لو كشفت عنها للسلطات، لكانت قد عرضت طلب تأشيرتها للخطر. ركزت التغطية الإعلامية لقضية علوية حتى الآن على الأدلة التي عثر عليها مسؤولو الجمارك وحماية الحدود على هاتفها. أثناء وجودها في لبنان، حيث كانت تنتظر معالجة تأشيرة H1-B الخاصة بها، حضرت علوية جنازة زعيم حزب الله القتيل حسن نصر الله، الذي توفي في غارة إسرائيلية في 28 سبتمبر 2024. وبحسب ما ورد احتوى هاتفها أيضًا على مواد متعاطفة مع حزب الله وصور لشهداء حزب الله. أفادت التقارير أن علوية أوضحت لعملاء مكتب حماية المنشآت النفطية أنها اتبعت تعاليم نصر الله "من منظور ديني"، وليس سياسيًا. ومع ذلك، فإن هذه الحجة تُفنّدها آراء نصر الله الدينية المتشابكة بشكل وثيق مع الرؤية الأيديولوجية والسياسية لحزب الله. والأهم من ذلك، أن انحياز علوية السياسي لحزب الله أمرٌ معقول، بالنظر إلى روابط عائلتها بالجماعة الإرهابية. عمها من جهة الأب، ياسر عباس علوية، الشقيق الأصغر لوالدها مصطفى، هو مدير فرع صور للقرض الحسن (AQAH)، المؤسسة المالية الرئيسية لحزب الله، ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، التي فرضت عقوبات على AQAH عام 2007، تُعدّ قناةً رئيسيةً للأنشطة المالية غير المشروعة لحزب الله. صور، وهي مدينة كبيرة ومركز تجاري في جنوب لبنان، تضم أغلبية شيعية كبيرة. ويدل منصب ياسر عباس علوية على مكانته البارزة داخل الذراع المالية لحزب الله. وفقًا لسجلات AQAH المصرفية التي سُرّبت للعلن في ديسمبر 2020، يمتلك ياسر علوية 20 حسابًا لدى AQAH (تم الوصول إلى سجلات AQAH المسربة من خلال منصة "اعرف عميلك" 240 Analytics)، وهو مؤشر آخر على أهميته داخل المؤسسة المالية، حيث عمل مديرو البنوك كقنوات، من خلال حساباتهم الشخصية، للعمليات المالية غير المشروعة لحزب الله.

ياسر عم رشا ليس العضو الوحيد في العائلة الذي يتعامل مع بنك AQAH التابع لحزب الله. كذلك شقيقاها، هادي وعلي علوية، اللذان يمتلكان حسابين (أحدهما بالدولار) في فرع AQAH في حارة حريك، بيروت، معقل حزب الله. كما تحتوي حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لأفراد من عائلة رشا الممتدة على أدلة على التوجه الأيديولوجي للعائلة - بما في ذلك مقاطع فيديو لشهداء حزب الله تحمل اسم عائلة علوية، ورسائل تذكارية وصور دينية لنصر الله. رشا علوية ليست المواطنة اللبنانية الوحيدة المرتبطة بحزب الله والتي جاءت إلى الولايات المتحدة. بين عامي 2017 و2019، وجهت السلطات الأمريكية اتهامات إلى سامر الدبك وعلي كوراني وعلي حسن صعب، وجميعهم عملاء لحزب الله من لبنان وأصبحوا مواطنين أمريكيين. تضمنت قضيتهم التخطيط لهجمات إرهابية، لكن لوائح الاتهام الخاصة بهم تضمنت الاحتيال في الهجرة من بين التهم - فقد كذبوا جميعًا بشأن انتمائهم إلى منظمة إرهابية أجنبية مصنفة من قبل الولايات المتحدة عندما سعوا إلى دخول البلاد بشكل قانوني. وقد وُجهت اتهامات إلى العديد من المواطنين اللبنانيين الآخرين وأُدينوا على مر السنين في جرائم ذوي الياقات البيضاء التي كانت تُستخدم عادةً لتمويل أنشطة حزب الله في الخارج.

وبينما تخضع قضية رشا علوية للمراجعة القضائية، سيُظهر الوقت ما إذا كانت الأدلة التي جمعتها سلطات الهجرة تتجاوز مجرد التعاطف مع حزب الله والمشاركة في جنازة زعيمه الراحل. ومع ذلك، فإن الكذب على سلطات الهجرة بشأن الروابط العائلية والتعاطف السياسي والانتماء إلى جماعة إرهابية هو قضية منفصلة عن حرية التعبير. إذا كانت هذه العلاقات وتشويهها أساس سحب تأشيرة الدكتور علوية H-1B، فإن هذا المبرر القانوني يمكن أن يصبح نموذجًا للحكومة الأمريكية لملاحقة شبكة الدعم الواسعة التي حصدها حزب الله في الولايات المتحدة على مدى أربعة عقود من العمل بين الجاليات المهاجرة. في الماضي، استغرقت مقاضاة مؤيدي حزب الله وميسّريه سنواتٍ وموارد عامة كبيرة، وغالبًا ما كانت تُسفر عن أحكام مخففة. إذا أصبح ترحيل رشا علوية سابقةً، فقد تستخدمه إدارة ترامب لتعطيل نفوذ حزب الله وعملياته المالية غير المشروعة في الولايات المتحدة بشكل كبير.

**الدكتور إيمانويل أوتولينغي محلل مستقل يُركز على شبكات التمويل والنفوذ غير المشروعة لإيران وحزب الله في الخارج.

 

طريق العودة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

كتب المؤرخ سامي مبيض في «المجلة» عرضاً للرؤساء الذين عرفتهم سوريا منذ الاستقلال، مدنيين وعسكريين، وللمحاولات الانقلابية والانقلابات، وللاغتيالات ومحاولاتها. وأخيراً «للحركة التصحيحية» التي قام بها الرئيس الأسبق حافظ الأسد، وامتدت حتى هروب بشار الأسد إلى روسيا، والركن الآخر للنظام ماهر، صاحب السمعة المخيفة. من هذا العرض يتبين أن ما من بلد آخر، عربي أو غير عربي، شهد هذا العدد غير المعقول من الصراع على السلطة. وحتى في مرحلة الاستقرار الطويلة، حاول رفعت الأسد الانقلاب على شقيقه. ولم يكتب البقاء لمرحلة خاطفة كان خلالها جمال عبد الناصر رئيساً على سوريا المتحدة، التي أصبحت أشهر سوريا انفصالية في تاريخ الأحداث والانفصالات. عرفت سوريا بعد زوال المرحلة المدنية، وانقضاء الحكم الدستوري نهائياً نظاماً ينادي بالاشتراكية، ويقوم على «الأوليغارشية»؛ أي أغنياء المحسوبيات والفساد. وتم تغييب الطبقة السياسية التقليدية تماماً. ونشأ اقتصاد متقشف ذريعته الحرب التي أصبحت ساحتها الوحيدة الصحف. ومثل دول أوروبا الشرقية، أغلقت جميع الصحف والمجلات، وبقيت ثلاث يوميات رسمية خبرها الرئيسي استقبالات الرئيس. ومعها قناة تلفزيونية واحدة تبث خطب سيادته.

ما بين الاستقلال و«الحركة التصحيحية» كانت دمشق تدخل حياة الدول لفترة قصيرة بقيادة رجال دولة، وزعماء وطنيين، ثم تفيق في الصباح على هدير الدبابات وإذاعة «البلاغ رقم واحد». وفي حالات كثيرة لم تصل إلى البلاغ رقم 2. وضربت عدوى البلاغات والثكنات والخطابات الفارغة دولاً كثيرة خلفت وراءها البؤس والفقر والمجاعات؛ من الخرطوم، إلى ليبيا، إلى العراق، إلى اليمن، وحتى إلى الصومال. تعمم النموذج السوري في العالم الثالث. والدول الأقل مناعة أهلكها العسكر والفساد. وبعدما كانت سوريا تطالب بالألوية التي انتزعتها منها فرنسا (لواء الإسكندرون)، تحولت هي إلى مقاطعات وألوية ودويلات. والآن تحاول العودة إلى صيغتها الأولى، إلى الجمهورية العربية السورية، بعد غياب في غياهب إيران.

 

روسيا وأميركا هل هما خصمان أم شريكان مستقبليان؟

خدمة «نيويورك تايمز»/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

عندما يمثل رؤساء أجهزة الاستخبارات في البلاد أمام الكونغرس يوم الثلاثاء لتقديم أول «تقييم عام للتهديدات العالمية» خلال فترة ولاية الرئيس دونالد ترمب الثانية، فإنهم سوف يواجهون خياراً غير عادي. ولكن هل يتمسكون باستنتاجهم الذي طال أمده بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن هدفه يتلخص في إنهاء الحكومة الأوكرانية و«تقويض الولايات المتحدة والغرب»، أم أنهم يصفون بوتين بمصطلحات يصفها ترمب وكبير مفاوضيه مع روسيا بهذه الأيام، بأنه شريك أعمال جدير بالثقة في المستقبل يريد ببساطة إنهاء حرب سيئة، والسيطرة على أجزاء من أوكرانيا التي هي على حقّ له، واستئناف العلاقات المنتظمة مع الولايات المتحدة؟ وقد أصبح هذا الاختيار المربك أكثر وضوحاً خلال الأيام الأخيرة، منذ بدأ ستيف ويتكوف، أحد أقدم أصدقاء ترمب من عالم العقارات ومبعوثه المختار إلى الشرق الأوسط وروسيا، في التعرف على العديد من نقاط الحوار المفضلة لدى بوتين.

وقد استبعد ويتكوف المخاوف الأوروبية من أن روسيا يمكن أن تنتهك أي وقف لإطلاق النار يتم الاتفاق عليه، ويجب تشكيل قوة حفظ سلام لردع موسكو. وفي مقابلة مع تاكر كارلسون، المذيع المؤيد لشعار «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، قال ويتكوف إن فكرة حفظ السلام كانت «مزيجاً من موقف وموقف آخر» من قبل أقرب حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي. وقال إن هذه وجهة نظر نشأت عن «نوع من التصور بأننا جميعاً يجب أن نكون مثل ونستون تشرشل، والروس سوف يزحفون إلى جميع أنحاء أوروبا». ثم تابع قائلاً: «أعتقد أن هذا أمر منافٍ للعقل».

بعد ما يزيد قليلاً على 3 سنوات من تدفق القوات الروسية إلى كييف ومحاولة إطاحة الحكومة، جادل ويتكوف بأن بوتين لا يريد حقاً الاستيلاء على كامل أوكرانيا. «لماذا يريدون ضم أوكرانيا؟» سأل كارلسون، «ولأي غرض بالتحديد؟ إنهم لا يحتاجون إلى ضم أوكرانيا». فهو يزعم أن كل ما تسعى إليه روسيا هو «الاستقرار هناك». بين جميع انتكاسات تغيير مجرى الأمور في واشنطن هذه الأيام، ربما تكون وجهة نظر إدارة ترمب تجاه روسيا واستعدادها الظاهري للاعتقاد بأن بوتين هو الذي يجعل الحلفاء ومسؤولي المخابرات والدبلوماسيين أكثر حيرة وإرباكاً.

وحتى تولي ترمب منصبه، كان الإجماع في الرأي بين الولايات المتحدة وحلفائها هو أنهم كانوا ساذجين على نحو ميؤوس منه بشأن طموحات روسيا الحقيقية لفترة طويلة للغاية، وأنهم فشلوا في الاستماع بعناية إلى بوتين عندما جادل لأول مرة، عام 2007، بأن هناك أجزاء من روسيا تحتاج إلى العودة إلى الوطن الأم. ثم قام بغزو جورجيا، وأتبعه ضمّ شبه جزيرة القرم، ثم أرسل الجيش - من دون الزي العسكري - لشنّ حرب عصابات في منطقة دونباس. ومع ذلك، كانت العقوبات بطيئة التطبيق للغاية، وكانت أوروبا بطيئة جداً في إعادة التسلح، وهذه نقطة يطرحها ترمب نفسه عندما يضغط على الأوروبيين للحصول على مزيد من الأموال للدفاع عن أنفسهم. والآن، يرفض ترمب الاعتراف بما هو واضح من أن روسيا غزت أوكرانيا. وقد انتقد العديد من القادة الأوروبيين صراحة هذا الموقف، قائلين إنه حتى لو كانت الولايات المتحدة تسعى إلى تطبيع العلاقات مع روسيا فإنها لا تفعل ذلك. وصرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لصحيفة «نيويورك تايمز»، الأسبوع الماضي، قائلاً: «إنني لا أثق في بوتين». ولكن بالنسبة لوكالات الاستخبارات الأميركية، التي من المفترض أن تستند وجهات نظرها إلى التحليل الدقيق للمعلومات المستمدة من مصادر سرية وأخرى مفتوحة المصدر، فليس هناك ما يشير إلى أن أياً من وجهات نظرها بشأن بوتين وطموحاته قد تغير. وعلى هذا، فإن الأمر سوف يرجع إلى تولسي غابارد، المديرة الجديدة لوكالة الاستخبارات الوطنية، وجون راتكليف، المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية، لكي يسيرا على نفس الخط الرفيع، المتمثل في وصف روسيا باعتبارها خصماً حالياً وشريكاً في المستقبل.

 

بلاد الشام... ضحية التاريخ أم الجغرافيا؟

جمال الكشكي/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

قال محدّثي «هل تعلم أنَّ بلاد الشام ضحية أقدار التاريخ والجغرافيا؟».

وأكمل كلامه قائلاً: «إن بلاد الشام تؤثر تأثيراً عميقاً في مجريات ومسارات تاريخ الشرق الأوسط. فالشام خزان استراتيجي للحضارة والثقافة، لا شك في ذلك، فاض على المحيط القريب والبعيد، وتنظر إليه القوى المناوئة على أنه الأرض الخصبة التي تمثل جوهر مطامع الإمبراطوريات. وقد تداعت إليه عبر التاريخ آلاف الغزوات، وتغير اجتماعياً وثقافياً وحضارياً مرة تلو المرة. ومن هذه الأرض أدركنا أن بلاد الشام محكومة بالانقضاض عليها في مراحل تاريخية متواصلة. وإذا نظرنا بعمق إلى التاريخ، فسنكتشف أن الحضارة الممتدة المستمرة على هذه الأرض شكلت جوهر الأخطار الكبرى والأديان السماوية».

هذا على مستوى التاريخ الممتد، أما على صعيد الجغرافيا، فإن بلاد الشام تمثل الحد الفاصل بين قلب العرب والقوى غير العربية المتاخمة؛ ولذا فهي بوابة أولى لدخول المنطقة العربية من قبل المغامرين والمستكشفين والغزاة. وقد شكل ذلك تهديداً وجودياً لشعوب الشام، وأدى إلى تغيير بنيتها الثقافية والاجتماعية باستمرار. ومن ثم فإن بلاد الشام قد تدهشك، لأنها تمتلئ بمكونات مختلفة طوال الوقت، مكونات تتصادم وتتصارع، وتتسبب في استدعاء الآخر غير الشامي نتيجة الانهيارات التي تخلفها الصراعات فيما بينها.

قاطعته ولكنَّ هذا نهر التاريخ وذاك محيط الجغرافيا، فما الذي يجري الآن حقاً؟ ما يحدث الآن أشبه بما عايشناه من قبل، وكأن الدوائر تدور كما هي، وكأن الأحداث تكرر نفسها.

فالشاهد أن محنة الجغرافيا تجلّت في بلاد الشام في بداية القرن الحادي والعشرين، حين وجدت نفسها تجاور غزواً أميركياً وغربياً لبلاد الرافدين الشقيقة، والشريكة في العمق الاستراتيجي لها. ولا شك أن شرارة هذه الغزوة تطايرت إليها وتفاعلت معها إلى الدرجة التي جعلتها تنخرط في مأساة الغزو من دون تخطيط أو وعي، وأحياناً تداخلت عبر خروج عناصر منها إلى ساحة المعركة في بغداد، وهو ما ارتد إليها فيما بعد. ولا شك أن حواف هذه البلاد شهدت تغييرات كبرى، فلبنان، منذ أكثر من قرن، يعاني انتداباً أو حرباً أهلية أو غزواً إسرائيلياً متوالياً. وفي لبنان، تمثل الجغرافيا قدراً قاسياً، فهو يقع عند مفترق الطرق بين المتنافسين والمتصارعين والمتحاربين، ولا شك أن تاريخه الثري والممتد جعل بلاد الشام عرضة لمطامع دائمة تحوم حول ميراثه الحضاري، تعبث به تارة، أو تحاول السيطرة عليه تارة أخرى.أما فلسطين والشام الجنوبية، فمحنتهما أعمق. فهذا الجزء من بلاد الشام يخضع لمحاولات الطمس والمحو والذوبان، نتيجة تصورات جاءت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما جُلب مستوطنون غربيون إلى الأراضي الفلسطينية، ونُزع سكانها الأصليون الذين وجدوا أنفسهم بلا أرض أو هوية. لا تزال هذه البقعة من الشام تغرق يوماً بعد آخر، من دون أن تجد نهاية للطريق. وإذا كانت بلاد الشام محاطة بالاتجاهات الأجنبية، وتشكل الحد الفاصل بين الآخر وقلب المنطقة العربية، فإن وجود إسرائيل في هذا القلب أضاف حداً ملتهباً آخر، في سوريا ولبنان وفلسطين. لذا، فإنَّ هذه الجغرافيا يخشى عليها أيضاً من الوجود الإسرائيلي، الذي يحظى بامتداد غربي شامل وعميق، وهو امتداد قابل للاشتعال في أي وقت، كما يحدث الآن على امتداد خريطة الشرق الأوسط، وفي ظل الوجود الكثيف للقوات الغربية في محيط الشرق الأوسط براً وبحراً وجواً.  إن استهداف بلاد الشام بهذه الضراوة سوف تتطاير شراراته إلى المنطقة. ومن دون شك، فإن الخطر المباشر يأتي من إسرائيل، التي تخطط وتعلن أن لديها مشروعاً لتغيير الشرق الأوسط وإعادة رسم خرائطه الجديدة حسب أحلامها وأطماعها. وقد عبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن ذلك أكثر من مرة، قائلاً إن يديه تطول الشرق الأوسط بالكامل، وإن لديه خريطة جديدة. والدليل على ذلك أنه يعتدي على سوريا أرضاً وشعباً، ويحتل جنوبها، ويدّعي أنها امتداد طبيعي لخريطته المزعومة. أما على صعيد لبنان، فإن نتنياهو لم يخرج من جنوب لبنان حتى الآن، ولم يمتثل لقرار مجلس الأمن 1701، ولم يتوقف عن قصف لبنان وخرق وقف إطلاق النار. وها هو يعود إلى غزة، ليخترق وقف إطلاق النار والهدنة التي بدأت يوم 19 يناير (كانون الثاني) الماضي. أخيراً، أقول إن بلاد الشام هي عصب التاريخ وعنوان الجغرافيا؛ ولذا فإن حمايتها من المطامح والأطماع واجبة وضرورية للحفاظ على الأمن القومي العربي.

 

أمين الريحاني... تكريم فوق العادة

فؤاد مطر/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

لقد كان أمين الريحاني بادئ الكتابة والتأليف بالعربية والإنجليزية عن الملك عبد العزيز، الذي كنا في منتصف الخمسينات ما زلنا طلاباً يركز أساتذتنا في اللغة على شعراء الجاهلية والعصر العباسي، ويشملون أحياناً في مادة الأدب العربي الحديث عن بعض الرواد في مجالات عدة الإفاضة في الإضاءة على أولئك الشعراء وأحياناً على المؤرخين الذين اهتموا بمجالات الطب والجغرافيا. وكنا في الوقت نفسه نزيد معارفنا من خلال مؤلفات نشتريها أو نستأجرها لعسرة اليد وارتفاع أثمان مؤلفات على أنواعها بما لا يتحمل أفراد من أجيالنا العربية الأثمان وأنا على سبيل المثال لا الحصر منهم.

لكن ما بدأت تنشر الصحف من معلومات عن أمين الريحاني، وبالذات عن رحلاته إلى شبه الجزيرة العربية واستضافته أحياناً في مجالس الملك عبد العزيز، ونحن هنا نتحدث عن ثمانية عقود مضت من الزمن، حفز الريحاني على أن يؤرخ حقبة من الأهمية بمكان ويضيء بذلك من خلال ما كتبه، سواء بالعربية أو الإنجليزية عن رحلاته إلى السعودية. وأهمية ما كتبه أنه كان أحياناً من حاضري مجلس الملك عبد العزيز، وهذا زاده معرفة عند الكتابة عن ملوك العرب، سواء بالعربية أو الإنجليزية. وبهذا النزوع إلى التأليف عن تلك الحقبة البالغة الأهمية في تاريخ المنطقة وبالإنجليزية ثم بالعربية. والذي حفزه أيضاً على هذا الاهتمام واختيار الملك عبد العزيز رمزاً للقيادة التي من خلال الإسلام طريقاً والسيف رمزاً للتصميم والعزم على إنشاء الدولة مكتملة الأسس وقوله «لا أريد حرباً ولكن نحن قوم لا تخيفنا الحروب ولا يرجفنا صليل السيوف»... الذي حفّر الريحاني أنه سبق أن كان له نشاط في زمن الاحتلال الفرنسي للبنان، وهنا نرى في ما حوته صفحات «ملوك العرب» أنه يتمنى ضمناً لو يكون نضال الملك عبد العزيز بسيفه الذي يحمي مصحفه خير نموذج لتحقيق وحدة الوطن، من دون أن نُغفل هنا الدور الذي ارتبط بالمناضل الأفريقي نيلسون مانديلا وقبله بالمناضل الهندي غاندي وبشلة مرموقة من المناضلين اللبنانيين والسوريين واليمنيين والجزائريين والسودانيين والمصريين الذين أنهوا بالتضحيات حقبة من الاستعمارين الفرنسي والبريطاني تجاوزت القرن. هذه الإضاءة على أمين الريحاني اللبناني الذي عايش تجربة الملك عبد العزيز وإلى درجة الإحساس بأن نهج الملك نضالاً بالمصحف بيد والسيف بيمنى اليد، وعلى ما يزيد عن نصف قرن، وأيضاً على نحو مواكبته مجلساً لبعض مراحل هذا النهج، هو في واقع الأمر خير وسيلة لجمع شتات الوطن. وعند التأمل في أحوال أجزاء من أوطان الأمة راهناً تتأكد لنا أكثر دواعي اعتماد ذلك النهج.

تبقى الإشارة إلى أنه في الذكرى الخامسة والثمانين لرحيل هذا الابن البار لوطنه وأسرته، نجد أنه ترك إرثاً يعتز اللبناني بما خلَّفه من مؤلفات وباللغتيْن العربية والإنجليزية، وبحسه العروبي، واقتناعه الراسخ كماروني مستقيم الرأي بعدالة القضية الفلسطينية. وعندما تهدي دارة الملك عبد العزيز السيف المرسل من الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس دارة الملك عبد العزيز، فهذا تكريم على درجة من التميز كون هذا السيف هو بعد المصحف جوهر ما أنجزه المفكر والباحث الراحل حول حقبة من تاريخ المنطقة، وبالذات المملكة التي باتت عاصمتها تؤكد أهمية تخفيف التوتر الذي قد ينهي على قاعدة التبصر حرباً صغرى بين دولتيْن، يمكن بعدم القراءة الواعية من جانب أهل القرار أن تتحول إلى حرب عالمية غير واضحة النهاية والمصائر الإنسانية بين روسيا ودول الأطلسي بنسِب متفاوتة. ومن هنا رعاية المملكة واحتضانها ومن قبل اللقاء المتوتر وغير المسبوقة مفردات الكلام وحركات الأيدي وملامح الوجهين بين الرئيس ترمب وضيفه الرئيس الأوكراني. والغرض من المحادثات في رحاب العاصمة السعودية بين الدولتيْن الأساسيتيْن في الصراع الولايات المتحدة وروسيا كان لتفادي الشر الحربي المستطير دولياً وربما إقليمياً. كما تؤكد المساعي السعودية العربية - الدولية في الوقت نفسه على الحل العادل والقانوني والإنساني للقضية الفلسطينية، وتنعقد لهذا السعي المحمود في المملكة المحادثات والمشاورات الودي منها والرسمي، إضافة إلى القمم الاستثنائية. وكل هذه الاهتمامات عبارة عن خطوات متأنية فوق أرض منطقة تكاثرت فيها الألغام. يبقى أيضاً أن أجواء الشهر الفضيل هي أيضاً خير مناسبة على مدى الأسابيع الرمضانية لتحريك ما في الذاكرة الشخصية من مواقف وحالات ثقافية وإنسانية على درجة من التميز. وكل رمضان والأمة تتواصل على طريق المزيد من الهداية.

 

خداع نتنياهو... ومأساة القطاع

بكر عويضة/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

في مكان بارز من الصفحة الأولى لنسخة «نيويورك تايمز» الورقية، عدد طبعتها الدولية (15-16 مارس/آذار الحالي)، نُشِر تحليل كتبته ميغان ستاك حمل هذا العنوان: «التجويع كتكتيك تفاوضي». استهلت ميغان تحليلها بالجُملة التالية: «افعل أي شيء تريد»، ونسبت القول إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وزعمت أن المُخاطَب هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فجر الثلاثاء المُوالي، كان قطاع غزة يتلقّى حمم القذائف. خلال أقل من أسبوع، تجاوز عدد القتلى السبعمائة وخمسين قتيلاً. كأنما مُقدّر للغزيين ألا يُرفَع عنهم ابتلاء ويلات الحرب، إلا بعدما يُدفع الثمن باهظاً من دمائهم، ومن جوع أطفالهم، ودمار عُمرانهم. تُرى، هل كانت ستاك ميغان تحذّر أن الآتي أفظع؟ كلا، ذلك تخمين غير دقيق، إذ أوضحت ميغان كيف أن نتنياهو سارع إلى تطبيق قول ترمب، فأطبق بكل الذي استطاع من وسائل حصار كي يخنق القطاع، وهو المختنق أصلاً. أما سر استئناف رئيس حكومة تل أبيب للحرب الوحشية على غزة، فسرعان ما انتشر وذاع عبر مختلف مواقع الفضاء الإنترنتي، وبات من المعروف أن نتنياهو أراد التهرب من تنفيذ ثاني مراحل اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة «حماس»، وتمهيد الطريق أمام إعادة الوئام مع غلاة التطرف الصهيوني الذين اختلف معهم، فغادروا مقاعدهم الوزارية، مثل إيتمار بن غفير، الذي عاد إلى الحكومة فور عودة هدير المدافع وسفك الدماء إلى غزة. حسناً، هل يمكن القول إن ما سبق يثبت وجود تطابق تام بين طاقم نتنياهو في تل أبيب، وفريق الرئيس ترمب في واشنطن؟

كلا أيضاً. صحيح أن التحالف القائم بين حكومات إسرائيل المتعاقبة منذ قيام الدولة، والإدارات الأميركية، جمهورية أو ديمقراطية، وضع أسس توافق سياسات الطرفين. غير أن هذا لم، ولن، يعني عدم وقوع اختلاف في أساليب التطبيق، وكيفية تنفيذ مخططات محددة، وبالتالي فالمواقف، وتحديداً المُعلنة، ليست متطابقة دائماً. مفهوم، طبعاً، أن مستوى التفاهم الحاصل حالياً بين إدارة الرئيس ترمب، وبين الحكم الراهن في تل أبيب، متقدم كثيراً عن أي تفاهم سبق أن قام بين سابق حكومات إسرائيل وإدارات أميركا. لكن هذا المستوى المتقدم من التوافق لم يمنع ستيف ويتكوف، موفد الرئيس ترمب إلى منطقة الشرق الأوسط، من مفاجأة نتنياهو بانتقاد، ولو غير صريح. ففي حوار مع الأميركي تاكر كارلسون، الصحافي والمذيع التلفزيوني، قال ويتكوف إن «الجمهور الإسرائيلي يطالب بعودة المختطفين، في حين يتصرف نتنياهو بما يخالف الرأي العام». لكن ويتكوف سارع إلى نوع من التصحيح، فأضاف أن نتنياهو يستخدم الضغط العسكري لإعادة الرهائن، مُعتقداً «أنه يفعل الشيء الصحيح». تصريح ويتكوف هذا يوصل إلى السؤال الآتي: أما كان بوسع قيادات «حماس»، سواء الميدانية في الداخل، أو السياسية في المنفى، قطع الطريق على خداع نتنياهو بإطلاق سراح كل الرهائن؟ بالطبع، سوف يُقال إن ذلك لم يكن ليمنع استئناف الحرب على غزة. حسناً، ولكن ما المانع أن يجرب قادة الطرف الفلسطيني المُحارِب وضع مقولة إن «الحرب خدعة» موضع التطبيق السياسي، كما العسكري؟ لستُ أدري جواباً، ربما غيري يعرف.

 

الطائفيّة بين الاستعمار ومناهضة الاستعمار

حازم صاغية/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

مع جرائم الساحل السوريّ وبعدها، ارتفع صوتان: واحد شعبيّ (نعم شعبيّ، من دون مزدوجين) يتفرّع إلى أصوات طائفيّة حادّة كلٌّ منها يشهّر بالآخر. أمّا الثاني، وهو ما يعنينا هنا، فنخبويّ يطغى على بعض أصحابه اتّهام الاستعمار بصناعة الطائفيّة. والاستعمار، بالطبع، لم يكن بريئاً، وليس الهدف هنا الدفاع عن أدوراه. لكنّ الخطر الكامن في المقاربة المذكورة أنّها تستخدم المآسي منصّةً لتبرئة النفس الجماعيّة وتطهيرها، وتالياً إعتاقها من كلّ مسؤوليّة. فالاستعمار، في الزمن الانتدابيّ القصير، لم يكن معياره طائفيّاً إلاّ في حدود تقاطع الطائفيّ، أو تنافره، مع خطّة المنتدِب للبلدان التي انتُدب عليها وتولّى «إعدادها» للسياسة. فلئن كان الموارنة آنذاك أكثر اللبنانيّين إصراراً على تحوّل لبنان دولةً – أمّةً، فهذا الدور لعبه بطريقتهم سُنّة العراق ممّن لم يشاركوا في «ثورة العشرين» الشيعيّة، ولم تراودهم النوازع القوميّة العربيّة التي عُرفت بها النخب السنّيّة السوريّة. ورغم الأخطاء الهائلة التي ارتكبها الأميركيّون في العراق بعد 2003، فإنّهم حافظوا على المبدأ نفسه الذي اتّبعه البريطانيّون قبل ثمانين عموماً. ذاك أنّ الشيعة يومذاك مثّلوا في انفصالهم عن نظام صدّام واستعدادهم للأخذ بالفيدراليّة والديمقراطيّة البرلمانيّة ما مثّله السنّة حين فصلوا أنفسهم عن «ثورة العشرين». وفي هذه الغضون عرف المشرق ظاهرات وتوجّهات استعماريّة متنافرة مُشْكَلة نادرون جدّاً من يتوقّفون عند تنافرها: ففيصل الأوّل حين اختير ملكاً للعراق، روعيَ في اختياره أنّه سنيّ المذهب وأنّه، في الوقت نفسه، سليل «آل البيت» بما يرضي الشيعة. أمّا موريس بول سارّاي، المندوب السامي على سوريّا ولبنان في 1924/5، وسفّاح دمشق وجبل الدروز، فهو من حاول، مدفوعاً بجلافة راديكاليّة، فرض علمانيّة أغضبت الطوائف والجماعات اللبنانيّة، المسيحيّة منها قبل المسلمة.

وهذا فضلاً عن التشهير الرائج بتطوّرات وأفعال تستحقّ نظرة أشدّ توازناً وإنصافاً، كالصيغة الفيدراليّة التي اعتمدها الفرنسيّون مبكراً لسوريّا، واتُّهمت بـ»تجزئتها»، علماً بأنّ التاريخ السوريّ الحديث لم يأتِ بما هو أفضل منها، ربّما باستثناء المرحلة «الانفصاليّة» القصيرة في 1961/3.

وبالمعنى نفسه، لم تترافق إدانة الضمانات والحمايات الغربيّة، وما وفّرته من مسالك للدول الاستعماريّة إلى قلب بلداننا، مع إدانة جدّيّة للأسباب الداعية إلى طلب تلك الضمانات والحمايات وإلى احتفال طالبيها بها، فاكتُفي برسم الأخيرين «عملاءً» لا يُفهم اللغز الذي يدفعهم إلى «العمالة». أمّا تدخّل الدولة الحديثة التي حملها الانتداب في ثنايا العلاقات الأهليّة، على عكس الدولة العثمانيّة التي لا تتدخّل، فلم يستحقّ الالتفات بوصفه فرصة تأسيس لتجاوز الطائفيّة. وإذ يميل التأويل السياسيّ السائد إلى مساواة مطلقة بين الطائفيّة والاستعمار، فأكثر ما يلفّه التكتّم ما أنتجته حركات التحرّر الوطنيّ والانقلاب العسكريّ من طائفية: ففي ما يخصّ أدوات السلطة مثلاً، نجح جمال عبد الناصر في بناء تنظيم، هو «الضبّاط الأحرار» الذي أسقط فاروق وفرز قادة النظام الجديد وكوادره، لم يكن فيه قبطيّ واحد. ويصعب الشكّ في أنّ أحد أسباب الغلوّ الطائفيّ الذي نجم عن حكم البعث لسوريّا والعراق ذاك الإغلاق السياسيّ والإحكام الأمنيّ اللذان رافقهما قمع «قوميّ» لكلّ تعبير وهويّة فرعيّة أهليّين. بعد ذاك رُدّت الفظاظة المحمّلة بالدلالات الطائفيّة التي شابت إعدام صدّام حسين إلى شِيَم أبناء بوسطن أو مخطّطات سكّان لوس أنجليس! وهذا قبل أن تنفجر، في 2006، الحرب الأهليّة العراقيّة، وهي من دون شكّ حرب «بين الإخوة».

وإذا صحّ أنّ مَن يريد أن يفهم القوميّة عليه بدرس ألمانيا، ومن يريد فهم الثورات عليه بدرس فرنسا، فمن يريد فهم الطائفيّة عليه بدرس لبنان. ولا يعود هذا إلى أنّ الأخير أكثر طائفيّة من سواه، بل إلى كونه الأكثر جهراً بها، ما منعَ اعتمالها الصامت والمكتوم كما في بلدان الحكم الأمنيّ والقوميّ.

وفي تاريخ لبنان المستقلّ، ارتبطت الموجات الطائفيّة الأشدّ عتوّاً بالمسائل المسمّاة، على نحو أو آخر، قوميّة وتحرّريّة، كما لم تنفجر إلاّ على نارها. يصحّ هذا في الحرب الصغرى عام 1958 من حول الناصريّة وحلف بغداد ومشروع أيزنهاور، صحّته في الحرب الكبرى عام 1975 من حول المقاومة الفلسطينيّة و»حقّها» في حمل السلاح لـ»تحرير فلسطين» انطلاقاً من لبنان. لكنّه يصحّ أيضاً في الحرب على «العرفاتيّة» مصحوبةً بـ»حرب طرابلس» و»حرب المخيّمات» ممّا شنّه حافظ الأسد ومُوالوه على ياسر عرفات و»انبطاحه» أمام إسرائيل. وتُوّج المسار هذا باغتيال بشّار الأسد و»حزب الله» رفيقَ الحريري، بعد اتّهامه، هو أيضاً، بما اتُّهم به عرفات من «أخذ لبنان من ضفّة إلى ضفّة». واقع الأمر أنّ هذا التركيز الأحاديّ على دور الغرب والاستعمار، فضلاً عن كونه تبرئة رخيصة للنفس وتنصّلاً من المسؤوليّة، هو تعريفاً عمل طائفيّ. فهو، بإلغائه أيّ عطل في تراكيبنا، يزكّي بقاء الضعيف ضعيفاً إلى يوم الدين.

 

العودة إلى برلين

ماريو فارغاس يوسا/الشرق الأوسط/25 آذار/2025

كان صديقي الشاعر خوسيه إميليو باتشيكو يتمتع بحاسة شمّ أدبية مدهشة تمكنّه من معرفة الكتب الجيّدة من تلك السيئة بمجرد أن يلقي نظرة عليها ويقلّب بعضاً من صفحاتها. وقد رافقته غير مرة إلى عدد من المكتبات في الولايات المتحدة، حيث أتيح لي التأكد من صواب حاسته ودقتها في فرز الكتب بين الصالح منها والطالح. أما أنا فعندي حاسة مشابهة بالنسبة للمدن التي أزورها. يكفي أن أصل مطاراً، أو محطة للقطار، حتى أدرك إذا كانت المدينة ستفتح لي أذرعها أم لا. ومع برلين أدركت منذ اللحظة الأولى التي وصلتها أن بوسعي تمضية حياتي بكاملها في تلك المدينة.

أول زيارة لي هناك كانت في عام 1992، واليوم أعود مرة أخرى لفترة قصيرة، إلى معهد فيسنشافت، لأستمع إلى صديقي الزميل افرايين كريستال الذي ينكبّ منذ سنوات على وضع كتاب حول بورخيس لا أشكّ في أنه سيكون حافلاً بالجديد والمفاجئ.

رغم أن العقود الثلاثة التي انقضت منذ زيارتي الأولى قد غيّرت كثيراً في معالم هذه المدينة - يومها كان قسمها الشرقي أقرب ما يكون إلى الدمار بينما اليوم يشهد طفرة عمرانية – ما زالت برلين جنّة الموسيقى والمتاحف والمسرح، ومركزاً عالمياً للثقافة. يومذاك كان العبور من أونتير دن ليندن إلى جزيرة المتاحف أشبه ما يكون بالسير بين الركام، أما اليوم فقد عادت للظهور القصور والمباني الفخمة، والقبيحة أحياناً مثل السفارة الروسية التي تقوم فوق مربّع كامل. في تلك الفترة تولّى المهندس المعماري الإيطالي الشهير رنزو بيانو إنهاض ميدان بوتسدامير وترميمه، وكان يلجأ للتعاقد مع غطّاسين روس للعمل تحت المياه، ثم يعودون في الطائرة لتمضية عطلة نهاية الأسبوع برفقة عوائلهم في روسيا. هذا الميدان اليوم يبهر الناظر بمبانيه الضخمة والجميلة، ومن بينها متحف السينما ومسرح مارلين ديتريتش التي يبدو أن سكان برلين قد غفروا لها أنها غنّت للجنود الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية.

لست أدري إن كان يوجد في العالم مراكز أخرى مثل معهد فيسنشافت، لكن حبذا لو كان هناك الكثير مثله. إنه مركز عام، يستضيف كل سنة بين ثلاثين وأربعين باحثاً من بلدان واختصاصات مختلفة، لفترة ستة أشهر أو اثني عشر شهراً؛ بهدف إنجاز بحث أو كتاب. الشرط الوحيد الذي يلزمون تنفيذه، هو تقديم عرض أمام الزملاء حول ما يرغبون في إنجازه، ثم تناول طعام الغداء مرتين أو ثلاث في الأسبوع مع بقية الباحثين. وفي السنة التي أمضيتها هناك كان الأغرب بين الزملاء أستاذ جامعي من رومانيا على عهد تشاوشسكو، يلقي محاضرات ماركسية تحرّض ضد الدين، وأخبرنا أنه مع مرور الوقت تحوّل سراً إلى خبير في شؤون الملائكة التي كان يهاجمها في محاضراته. وقدّم لنا عرضاً مدهشاً حول أصناف الملائكة التي تسكن في رحاب الجنة. لكن ما لم نستطع معرفته أبداً إذا كان فعلاً يؤمن بما أخبرنا به، علماً أنه تولّى بعد ذلك منصب وزير الخارجية في بلاده؛ ما يدلّ على أن الملائكة كانت هي تؤمن به.

من الزملاء الآخرين الذين كنت ألتقيهم كل صباح في النادي الرياضي، ولا يقلّ غرابة عن الزميل الروماني، مستعرب على مقاعد جامعة أكسفورد متبحّر في العلوم المصرية. لكن الأستاذ الذي كان يشرف على أطروحته، أقنعه بالانصراف إلى دراسة السودان لأن الجامعة كانت حصلت على مجموعة من الوثائق والمخطوطات القديمة والقيّمة عن هذا البلد. وهكذا فعل، ثم أصبح، كما تبيّن من العرض الجميل الذي قدّمه لنا، من أكبر الخبراء في شؤون السودان، يتقن لغته ولهجاته المختلفة، ويعرف كل تفاصيله التاريخية والجغرافية، لكن من غير أن تطأ قدمه ذلك البلد الذي كرّس له حياته وعلومه، ومتيقناً أنه لن يفعل ذلك أبداً لكونه يهودياً يحمل الجنسية الإسرائيلية. وكان يتحدث بشغف عن أهل السودان الذين كان بعضهم يأتي إليه سراً للقائه في أوروبا.

أول دخولي المعهد التقيت فجر يوم ماطر إيفا مدرّسة اللغة الألمانية، وخشيت أن تبادلني بالسؤال عن تلك القصيدة لغوته التي كنت حفظتها عن ظهر قلب وأرددها بصوت عال في ساعات البسط والانشراح. لكن من حسن حظي أنها لم تفعل. والتقيت أيضاً وولف ليبنيس الذي كان يشرف على إدارة المعهد عندما كنت في عداد طلابه، وكان أمضى سنوات طويلة في المعهد العالي للبحوث التابع لجامعة برنستون، وعاد اليوم إلى برلين زميلاً في المؤسسة التي أشرف على إدارتها لسنوات. فيلسوف وكاتب متعدد اللغات، كان ليبنيس يبهرنا كلما تحدث أو خاطب احدنا، وما زال إلى اليوم على عهدنا السابق به من حيث الظرف والبلاغة كما لاحظت عندما عرّفني على روائي هذا العام، البلغاري جيورغي غوسبودينوف ومديرة المعهد الجديدة المؤرخة باربارا ستولبرغ.

من الأمور التي أدهشتني أن كل الزملاء هذه السنة في ريعان الشباب، وقيل لي إن بينهم عدداً لا بأس به من أهل الموسيقى وطبيباً يدير مستشفى كبيراً في الولايات المتحدة. وأذكر أن بين زملاء دفعتي كان هناك مدرّس للرقص يدرّبنا على بعض التمارين الخفيفة قبل النوم. وكان المعهد يوزّع بطاقات دخول لحضور حفلات الموسيقى والأوبرا والعروض المسرحية، وكنت شغوفاً يومها بحضور العروض التي كان ينظمها الشباب في برلين الشرقية بين المباني المدمرة، والذين كان معظمهم من مهاجري بلدان أوروبا الشرقية. وكان حضورهم دليلاً على تنوع الحركة الثقافية وزخمها في العاصمة الألمانية التي كانت تشتهر بانفتاحها على العالم وتعددها اللغوي. وبفضل وولف ليبنيس أتيح لي أن أدرس وأوثّق الكثير من رسوم جورج غروش التي كانت موزعة على متاحف برلين ومعارضها. وما زلت أحتفظ إلى اليوم بتلك المدونات التي وضعتها أعداداً للكتاب الذي بقي ضمن قائمة مشاريعي غير المنجزة حول ذلك الفنان الذي جسّد أفضل تجسيد السنوات المضطربة لجمهورية فايمر. أمضيت أشهراً طويلة في البحث عن أعماله وسيرته، وذهبت إلى الولايات المتحدة لزيارة أحد أبنائه، وهو عازف معروف لموسيقى الجاز، أطلعني على الكثير من رسائل والده وصوره مع أفراد العائلة، وعاودتني الرغبة في الانصراف إلى إنجاز الكتاب الذي أمضيت سنوات في إعداده عن ذلك الفنان الذي سحرتني سيرته الشخصية بقدر ما أعجبتني أعماله. غرونوالد، الغابة التي يقع معهد فيسنشافت وسطها، لم تتغّير كثيراً كما حصل لبقية المدينة. ما زالت الأشجار الباسقة تحيط ببحيراتها الصغيرة، عارية من أوراقها على أبواب الربيع، وفي منعرجاتها الترابية يركض بعض العدَّائين الذين يملكون الجرأة على مواجهة الصقيع والرياح القارسة. تنزهت كثيراً في هذه الغابة يوم كنت منهمكاً في إعداد الحملة الانتخابية لرئاسة البيرو التي أقصتني ثلاث سنوات عن آلة الكتابة والمطالعة التي هي شغفي الأول. عدت إليها بعد ثلاثين عاماً، وكلي امتنان لتلك السنة التي أمضيتها في برلين وما زلت أذكرها بعذوبة.

 

كوستانيان لـ “أساس”: الثورة سيّست “كلّنا إرادة” وسلام صديق

زياد عيتاني/اسايس ميديا/25 آذار/2025

كيف تردّ “كلّنا إرادة” على اتّهامها بأنّها “تقود” حكومة نوّاف سلام في الظلّ؟ ماذا عن ترخيصها كجمعية تعنى بالشأن الاجتماعي، وهي تعمل كجماعة ضغط سياسية؟ هل هي حزب سياسي أم تنوي التحوّل إلى حزب سياسي؟ ولماذا تخوض حرباً ضدّ المصارف؟ ماذا عن تمويلها من جانب الميلياردير الأميركي اليهودي جورج سوروس كمت نقلت تقارير عربية؟ في محاولة للإجابة على هذه التساؤلات يقول رئيس مجلس إدارتها التنفيذي السابق ألبير كوستانيان لـ”أساس” إنّ “كلّنا إرادة” تسعى إلى إصلاح لبنان، وهي مكوّنة من لبنانيين، وتتلقّى تمويلاً زهيداً من لبنانيين ولا تمويل لها أجنبياً أو خارجياً. جمعية “كلّنا إرادة” لم تقدّم تصريحها المالي لأنّ المهل معلّقة”. ويلفت إلى أنّ لديها عدّة أذرع قانونية، وهناك مؤسّسة إنكليزية اسمها (will) تأسّست سنة 2016، وشركة مدنية NGO. أمّا بشأن ترخيصها كجمعية غير سياسية، فيكتفي بالإشارة إلى أنّه لم يطّلع على نصّ العلم والخبر الخاصّ بالجمعية.

يتحدّث عن العلاقة مع الحكومة الحالية فيشير إلى أنّ “حكومة نوّاف سلام أقرب إلينا اجتماعياً وسياسياً، وأدبيّاتها أقرب إلى أدبيّاتنا من دون أن يعني أنّنا بخدمة هذه الحكومة”، مؤكّداً أنّ الوزيرين عامر البساط وحنين السيّد استقالا من “كلّنا إرادة” بسبب موقعهما الحالي. “ونحن ندعم الحكومة ونتابعها كما نفعل مع أيّ حكومة”. في المقابل ينفي الكلام عن حصّة كبيرة للجمعية في الحكومة، ويسأل: “إذا كان سبق لغسّان سلامة أن وقّع على بيان يخصّ “كلّنا إرادة”، فهل هذا يعني أنّه صار جزءاً من مكوّناتها؟ جبران باسيل وقّع أيضاً على بيان لـ”كلّنا إرادة” فهل أصبح منها؟ علاقة غسان سلامة بـ”كلّنا إرادة” صفر بل تحت الصفر، فهو انتقدها قبل نحو سنتين”.

يشير إلى أنّ “عامر البساط وحنين السيّد هما وحدهما من “كلّنا إرادة” في الحكومة. وهناك تواصل مع الرئيس نوّاف سلام، وهو صديق للجمعية، وصديق الفكرة. وصديقي الشخصي، وصديق العديد من أعضاء المجموعة”.

يعود إلى انتخابات عام 2022 ليشير كوستانيان إلى “انخراط “كلّنا إرادة” و”نحو الوطن” في الاستحقاق، ثمّ اندمجت المجموعتان، باستثناء عضوين من أصل 15

انتخابات 2022

يعود إلى انتخابات عام 2022 ليشير كوستانيان إلى “انخراط “كلّنا إرادة” و”نحو الوطن” في الاستحقاق، ثمّ اندمجت المجموعتان، باستثناء عضوين من أصل 15 عضواً من “نحو الوطن” فضّلا الانشقاق. في الأساس، “نحو الوطن” هي انشقاق من “كلّنا إرادة”، لأنّ الأخيرة لم تكن تريد المشاركة في الانتخابات، فيما “نحو الوطن” لم تكن تحبّذ التحالف مع الأحزاب”، مؤكّداً أنّ “كلّنا إرادة” لم تشكّل لوائح، بل دعمت لوائح. والتمويل جاء في المرحلة الأخيرة وقبل أيّام من موعد الاستحقاق”.

العلاقة مع “الحزب”

أمّا في ما خصّ العلاقة مع “الحزب” فيؤكّد أنّه حين كان رئيساً لـ”كلّنا إرادة” لم يحصل أيّ اجتماع مع “الحزب”. ويقول كوستانيان: “قبل رئاستي للجمعية، كانت أقلّ تسييساً. كانت تركّز على المسألة اللبنانية والإصلاح وعلى مؤتمر “سيدر” الذي شاركتْ فيه. وكانت الجمعية الوحيدة غير الحكومية التي شاركت في المؤتمر، وكان موقف “كلّنا إرادة” يقضي بعدم تقديم المال للمنظومة الفاسدة، بل ينبغي أن يكون التمويل على الإصلاح، وأن تكون المساعدات مشروطة”. يشير إلى أنّ “ثورة تشرين هي التي سيّست “كلّنا إرادة”. هي ليست حزباً، بل مجموعة ضغط لإصلاح لبنان كانت تعمل مع المنظومة من أجل تحقيق هذا الهدف، أي تعمل مع النواب والوزراء والحكومة. ولكن حين قامت الثورة، شعرت المجموعة أنّه بات هناك بديل عن المنظومة القائمة، فقرّرت دعم المجموعات الناشئة والتغييريّين. عندما اتّصل بي مجلس إدارة “كلّنا إرادة”، قلت لهم أنا معارض لـ”الحزب” منذ 20 سنة”. ويوضح أنّ “كلّنا إرادة” كانت تشتغل أكثر على السياسة العامّة، وبمجيئي وُضعت المواضيع السيادية على الطاولة”. أمّا بشأن التأثير على الحكومة وسياساتها النقدية، فيرى كوستانيان أنّ “تأثير المجموعة يعود إلى طبيعة مكوّناتها القادرين على التأثير في الرأي العامّ، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. أعضاء مجلس الإدارة هم من النخب الاقتصادية، ولديهم وصول إلى صندوق النقد، ويتحدّثون مع البنك الدولي. وعندما يأتي وفد من صندوق النقد إلى لبنان، هم أوّل من يلتقون بهم لمصداقية مؤسّساتهم، خصوصاً أنّهم كانوا من أوائل من حذّروا من الأزمة. هم متموّلون كبار وأصحاب مؤسّسات ببلاد الاغتراب، وأصحاب نفوذ كبير، وقادرون على أن يكونوا مؤثّرين بالسياسة. وهم من كلّ الطوائف، سنّة ودروز وشيعة ومسيحيون. ولا يوجد أيّ شبهة مالية على أحد منهم”.

“ثورة تشرين هي التي سيّست “كلّنا إرادة”. هي ليست حزباً، بل مجموعة ضغط لإصلاح لبنان كانت تعمل مع المنظومة من أجل تحقيق هذا الهدف

الحاكميّة والمصارف

في القطاع المصرفي، والسياسات النقدية، وتحديداً حاكمية مصرف لبنان، يلفت إلى أنّ كميل أبو سليمان كان “قريباً من “نحو الوطن” اجتماعياً، وهو صديق، ويتماهى نوعاً ما مع جزء كبير من سياستنا”. يضيف كوستانيان: “نحن ضدّ المصارف، لكنّ المصارف أيضاً ضدّ نفسها، وتريد إقناع الناس أن لا دخل لها بما حدث للودائع. وزير المال ياسين جابر ملمّ بالاقتصاد لكنّه سياسي تابع لجهة ساهمت في تخريب الوضع الاقتصادي. الهندسات المالية هي الجريمة الكبرى. من منع الكابيتال كونترول هو الرئيس نبيه برّي وجمعية المصارف”. بالنسبة لمصير الودائع يقول كوستانيان: “أنا طبعاً أطالب بردّها ولم أقُل إنّني مع إلغاء الودائع، وأؤيّد توزيع الخسائر. ننصف المجتمع بردّ أموال 98% من المودعين، وتحديداً الصغار منهم، لكن من لديه مليار دولار فلا بدّ من طريقة لردّها عبر المصارف، بعد جدولة وديعته على 20 سنة”.

ماذا عن استحقاق 2026؟ وهل تشكّل المجموعة لوائحها الخاصّة؟

يجيب كوستانيان: “أنا ضدّ التدخّل بالانتخابات. وقلت لمن يريد التدخّل: واجباتنا دعم الشباب والصبايا، وتوفير البيئة الحاضنة لهم. لكنّ التدخّل في الانتخابات فيه تعدٍّ على مفهوم الحزب السياسي، ونحن لا نملك الأدوات. نحن أصدقاء الرئيس نوّاف سلام، لكن لا زواج سياسيّاً بيننا”.

وإذ يذكر أنّه لم يحسم قراره بعد بشأن الترشّح في الانتخابات المقبلة، يقول “نحن لا نتبنّى مسألة حقوق المثليّين في “كلّنا إرادة”. بل نتبنّى أجندة حقوق الإنسان. لكنّ هناك معارضة أساسية لمسألة النازحين السوريين. أنا أعارض كلّ سياسة سوريا في لبنان مثلما أعارض “الحزب”.

 

لا حلّ إلّا بنزع سلاح “الحزب

رضوان السيد/اسايس ميديا/25 آذار/2025

الصواريخ التي أُطلقت على مستوطنة المطلّة بفلسطين المحتلّة من شمال الليطاني وليس من جنوبه عادت لإثارة كلّ المواجع، وليس الردّ الإسرائيلي العاتي فقط. لا بدّ أن تعمد الدولة اللبنانية إلى نزع سلاح “الحزب” بالتفاوض أو بأيّ سبيل آخر. فإمّا الدولة وإمّا الميليشيا. خطر الميليشيا ليس في الجنوب فقط، بل وفي الشرق على الحدود مع سورية. فإمّا دولة واحدة وجيش واحد، أو لا دولة حقيقية ولا جيش، كما في السنوات الثلاثين الماضية. قال أحد مطلقي النكات في الإعلام إنّ الصواريخ التي أُطلقت على المطلّة ما كانت ردّاً على الخروقات الإسرائيلية، بل هي ردٌّ على رئيس الحكومة نوّاف سلام الذي هدَّد المسلّحين بالويل والثبور، وقال إنّهم صاروا من الماضي الغابر! بالطبع ردَّ عليه المفتي أحمد قبلان، بيد أنّ الردّ الصاروخي كان أبلغ. طوال أكثر من عقدين، كانت الضربات الصاروخية الجانبية تحدث في فترات الهدنة أو الاضطراب غير الحادّ. وكان يقال إنّها تمّت بآليّات بدائية، وإنّ التي قامت بها هي بعض الجهات الفلسطينية، ولا حرج في تسميتها إرهابية كما حدث أخيراً. والإرهابي للإفادة والتنبيه لا يُطلق إلّا على الفلسطيني أو اللبناني السنّي. ولن يتغيّر هذا الخطاب حتّى لو صار الثالوث أو المثلّث من الماضي، كما ذهب إلى ذلك رئيس الحكومة.

الصواريخ التي أُطلقت على مستوطنة المطلّة بفلسطين المحتلّة من شمال الليطاني وليس من جنوبه عادت لإثارة كلّ المواجع، وليس الردّ الإسرائيلي العاتي فقط

شرف الانفراد بالمقاومة يضاهيه شرف الاستهداف والاستشهاد. وهو الأمر الذي حدث بعد الصواريخ في الهجمات الإسرائيلية على سائر النواحي في لبنان. لكن، ومن باب المفارقة، أنّ الصواريخ البدائية أُطلقت هذه المرّة من شمال الليطاني وليس من جنوبه، وأنّها كانت ضدّ المستوطنات لا لمزارع شبعا كما كان يحدث عادةً في الصواريخ الجانبية.

“الحزب” مسؤول حتماً

هكذا يفتح هذا التطوّر على عدّة احتمالات. فمطلقو الصواريخ لم يعتادوا على الجيش والقوات الدولية أو هكذا يستطيعون القول. لأنّهم بخلاف ما نصّت عليه القرارات الدولية الـ1559 و1680 و1701 لا يعترفون بسريان وقف النار إلّا في جنوب الليطاني، بينما تقول القرارات الدولية بنزع السلاح من كلّ لبنان. وقبل أيّام من تصريحات رئيس الحكومة الحاسمة، ذكر وزيران (أو وزير ووزيرة!) أنّه لا يمكن نزع سلاح “الحزب” بالقوّة. وما كان ذلك رأي وزير الخارجية ووزير الدفاع. ولذلك صرّح رئيس الحكومة بما صرّح به. رئيس الجمهورية في خطاب القسم المشهور ذكر الاستراتيجية الدفاعية، التي تعني العودة للتفاوض للمرّة الثالثة أو الرابعة على تسليم السلاح للجيش اللبناني بصيغةٍ معيّنة. وفي حين فشلت المفاوضات السابقة التي كانت قبل الهزيمة بسنواتٍ، ما بدأت المفاوضات الجديدة ولا أحد يدري متى تبدأ، وبخاصّةٍ مع توالي التصريحات عن استمرار المقاومة، وأنّ الانسحاب، والعهد للدولة والجيش بالدفاع، إنّما كان في جنوب الليطاني فقط!

حتّى لو لم يكن “الحزب” هو الذي أطلق الصواريخ وإنّما أطلقتها جهات إرهابية (!)، فإنّ المسؤولية تقع على عاتق “الحزب”، إذ لا يستطيع أحد نصب مواقع وصواريخ دون معرفة “الحزب”، وبخاصّة في شمال الليطاني. وهو الأمر الذي دفع الرئيس نبيه بري للقول إنّ مطلقي الصواريخ إنّما يعملون لمصلحة إسرائيل. العدوّ الإسرائيلي ما يزال يتمركز على الحدود في مواقع خمسة أو سبعة، والتفاوض الجاري كلّه من أجل دفعه للانسحاب باعتبار أنّ الأمن صار مستتبّاً، فإذا أُطلقت صواريخ على المستوطنات، فكيف يُقنع لبنان الأميركيين والإسرائيليين والجهات الدولية أنّ الأمن مستتبّ، وأنّ الجيش والقوّات الدولية يقومان بمهامِّهما؟!

حتّى لو لم يكن “الحزب” هو الذي أطلق الصواريخ وإنّما أطلقتها جهات إرهابية (!)، فإنّ المسؤولية تقع على عاتق “الحزب”

بعد سنواتٍ وسنواتٍ من الجدالات والتعالي والانتهاكات لاستقرار الجنوب وسيادة لبنان ووقايته من الغزو، ما يزال الملفّ على حاله في الصراع بين السيادة اللبنانية ومقاومة “الحزب” وسلاحه، وما غيّرت منه الهزيمة التي نزلت بـ”الحزب” نتيجة خوضه لحرب الإسناد التي ما كان لها مبرّر، ولا جاءت بأيّ فائدة. لكنّ الوضع الآن، بصواريخ وبدون صواريخ، ما عاد قصراً على الجنوب، بل صار على سيادة لبنان وأمنه، وهل يبقى فيه جيش وميليشيا، ومناطق للجيش وأُخرى للميليشيا. فإذا حدث الخراب نتيجة أفعال الميليشيا وضربات إسرائيل، يقال إنّ على الدولة اللبنانية إعادة الإعمار، دون أن تكون هناك ضمانات أن لا تعود الميليشيا فتتسبّب بالحرب والخراب. لا بدّ من نزع سلاح “الحزب”، إن كان يراد بقاء الدولة اللبنانية بالفعل، وأن يبقى للبنان إخوة وأصدقاء يحرصون على أمنه وحياة أبنائه.

عليهم أن يتعوّدوا

لننظر إلى ناحيةٍ أُخرى لا تقلّ خطورةً هي الحدود اللبنانية – السورية في الشرق. فقد جرت اشتباكات من حول القرى اللبنانية – السورية خلال أسبوعين، وسقط قتلى ومصابون من الطرفين، وبدأت الوقائع بذبح ثلاثةٍ من قوات الأمن السوري بداخل الأراضي السورية. دخل “الحزب” إلى سورية عام 2012 وبقي وتعاظم نفوذه واحتلّ مناطق وأقام قواعد وتنافس مع ماهر الأسد في تجارات الكبتاغون، وكلّ ذلك حتّى أواخر عام 2024. وما تزال لـ”الحزب” مخازن سلاح بسورية، وله علاقات ببقايا النظام الأسدي الذين تمرّدوا قبل شهرٍ وأمدَّهم “الحزب” بالسلاح وربّما بالعناصر. بعدما أخمد السوريون الفتنة، تقدّموا نحو الحدود مع لبنان، وأرادوا إخراج “الحزب” منها. وبالطبع تصاعد الصراخ من العشائر المساكين (!) الذين يمارسون التهريب بقوّة السلاح وحسب. حين تفاقمت الاشتباكات بالسلاح الثقيل تدخّل الجيش واتّفق مع الجيش السوري على إخلاء القرى من المسلّحين. فانزعجت “العشائر” الوهميّة وصرخت في وجه الجيش. لم يتعوّد مسلّحو “الحزب” وحلفاؤهم الانضباط في جنوب الليطاني وشماله، ولم يتعوّدوا الانضباط في الحدود مع سورية. من قبل كان الجيش معهم أو يغضّ الطرف، لكن الآن ما عاد يستطيع ذلك. ومع ذلك لم تقنع إسرائيل أنّ الجيش نزع سلاح القرى على الحدود، فقامت من جانبها بغارة على “حوش السيّد علي”، وهي القرية المنقسمة بين لبنان وسورية، والتي كانت فيها إلى جانب القصير القواعد العسكرية ومصانع الكبتاغون، أوَليس الكبتاغون مفيداً في “تخدير” جنود العدوّ الصهيوني؟ هو سلاح “الحزب”، وهو تنظيم الميليشيا في شرق لبنان وغربه وجنوبه. وأعدى أعدائه ليس إسرائيل، بل الدولة اللبنانية التي لم يعتَد على سطوتها منذ اتّفاق الطائف عام 1990. ينبغي لـ”الحزب” أن يتعوّد، لكنّ الذين يكون عليهم أن يتعوّدوا أكثر الجيش اللبناني وقوى الأمن وموظّفو الدولة الكبار ووزراؤها، وهم الذين اعتادوا الخضوع طوال ثلاثة عقودٍ وأكثر.

 

لبنان وسوريا… والدّولة المسيحيّة ثالثتهما

أيمن جزيني/اسايس ميديا/25 آذار/2025

تُقلق أخبار العنف والقتل والمجازر الآتية من سوريا، لبنان، دولةً ومجتمعاً وطوائف. لكنّ أخبار الاتّفاقات والتوافقات الأهلية هناك، أو ما يرشح من أخبار عن توافقات الطوائف والإثنيات، تُقلق الوطن الصغير أكثر. ويتضاعف القلق في ظلّ ما يصدر من كلام في الغرب عن فاعلين ومؤثّرين في صناعة سياسات الدول الكبرى، خاصةً الولايات المتّحدة الأميركية. يُقلق الاتّفاق بين قوّات سوريا الديمقراطية “قسد” وبين إدارة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، وما رشح عن اتّفاق قريب بين الأخير وبين دروز سوريا في السويداء وغيرها، أكثر ممّا تُقلق أحداث الساحل السوري وما يصلنا منها، سواء كانت هجمات لفلول النظام، أو محاولةً للإمساك بالمنطقة تلك من قبل القوات العسكرية السورية الجديدة. صحيح أنّ المرء مع كلّ توافق واتّفاق بين أيّ من مكوّنات هذه البلاد، لكنّ لكلّ اتّفاق بينيّ انعكاساته على الدولتين والمجتمعين، وعلى المستقبل. التقسيم هناك ينعكس علينا والعكس صحيح، وكذلك الوحدة الوطنية، وقوّة الدولة وهيبتها، والمؤسّسات وانتظام عملها… إلخ. فكيف إذا كانت الآراء والمقترحات الغربية تصبّ في بحر التقسيم والفرز نفسه؟! وقّع قائد “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، اتّفاقاً من ثمانية بنود، مع الرئيس أحمد الشرع، ومن المفترض أن يتمّ تطبيقه قبل نهاية العام

هنا وهناك

الوطن الصغير، الأكبر من أن يُبلَع، والأصغر من أن يُقسَّم، لا يختلف بتركيبته الإثنية والطائفية عن التركيبة السورية، مع بعض الاختلافات التي لا تغيّر في الواقع شيئاً يُذكَر، وإن كانت تضفي على كلّ بلد خصوصيّةً معيّنة. هنا في لبنان موارنة ودروز وشيعة وسنّة وعلويون وكرد وأرمن، وهناك سنّة ومسيحيون وعلويون وإسماعيليون وكرد… إلخ. صحيح أنّ الفسيفساء السورية أغنى وأكثر تنوّعاً، لكنّها لا تختلف كثيراً عمّا في لبنان. لا يختلف الصراع الطائفي هناك عن الصراع الطائفي هنا، والصراعان بلا حدود. إذ تساهم الجغرافيا والتاريخ المشترك والتداخل العائلي في نسج وحدة حال بينهما. ومن الصعب، في هذا الشرق البائس، أن يحتفظ كلّ “قطر” من أقطاره بمشكلاته وهواجسه وصراعاته بمنأى عن الأقطار الأخرى. هنا سلاح متفلّت، وهناك أيضاً. وهنا وهناك المحاصصة أساس الحكم. للطوائف هناك علاقاتها الإقليمية والدولية، وللطوائف هنا الأمر نفسه. اللادولة، بالإضافة إلى التعدّد والتنوّع الطائفيَّين، قاسم مشترك بين البلدين، أو بين الشعوب الكثيرة التي تعيش منذ القدم في البلدين. وكذلك الخطر الإسرائيلي. أمّا الحدود المشتركة فلا تضبط شيئاً، وحركة التهريب لا تقتصر على البضائع والممنوعات، وإنّما الحدود لتبادل الأحوال أحياناً، ولتوحيدها على علّاتها ومساوئها في أحايين كثيرة. عام 2003، تردّدت أصداء سقوط نظام صدّام حسين في العراق، في نواحي المنطقة كلّها، خاصّةً في لبنان، الذي لم يستطع أن ينأى بنفسه كثيراً عن الصراع السنّي الشيعي هناك، إذ انتقل الأخير إليه، بغمضة عين، ووصلت طلائع القوى التكفيرية والطائفية من الجانبين.

تتردّد اليوم في أرجاء الجمهورية اللبنانية أصداء الأحداث في سوريا، من الساحل إلى السويداء، ومن الشمال إلى الجنوب، ومن الحدود إلى الحدود.

الإشارة الأولى… الاتّفاق مع “قسد”

أخيراً وقّع قائد “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، اتّفاقاً من ثمانية بنود، مع الرئيس أحمد الشرع، ومن المفترض أن يتمّ تطبيقه قبل نهاية العام. بنود الاتّفاق عامّةٌ، وهو فرصة للحفاظ على وحدة سوريا ومنع التقسيم هناك وبناء دولة حديثة. لكنّ الشيطان يكمن في التفاصيل التي لم يدنُ منها الاتّفاق، لا من قريب ولا من بعيد. صحيح أنّه يدعو إلى “دمج كلّ المؤسّسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”، لكنّه لا يشير إلى تسليم سلاح أو حلّ قوّات “قسد” العسكرية. يتحدّث عن “مجتمع كردي” أصيل في الدولة السورية، تضمن الأخيرة حقّه في المواطنة وحقوقه الدستورية كافّة، لكنّه لا يخوض في خصوصيّة هذا المجتمع، خاصّةً لجهة الاعتراف باللغة الكردية، لغةً رسميةً في البلاد، وهو حقّ مشروع للأكراد لطالما تجاهله نظام “البعث”.

إلى ذلك، لا يدخل الأكراد في الدولة السورية، مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، وإن نصّ الاتّفاق على ذلك، وإنّما يدخلون بما هم مؤسّسات مدنية وعسكرية قائمة بذاتها. لم يُشِر الاتّفاق إلى النموذج الكردي في إربيل في العراق، لكنّه عمّم في كلّ ما يتعلّق بهذا الأمر، أو لم يخُض في التفاصيل.

تشير المعلومات إلى أنّ الشرطة في السويداء ستكون مكوّنةً من أهالي السويداء لا غير، أي من الدروز فحسب

الإشارة الثّانية… الدّروز

أمّا لناحية الاتّفاق مع الدروز، فتشير الوقائع والأحداث والمواقف الصادرة عن الطرفين، بالإضافة إلى المعطيات على أرض الواقع، إلى أنّه لن يبتعد كثيراً عن منح الدروز نوعاً من الاستقلالية أو الحكم الذاتي، كما يطالبون.

مثلاً، تشير المعلومات إلى أنّ الشرطة في السويداء ستكون مكوّنةً من أهالي السويداء لا غير، أي من الدروز فحسب، الذين سيخدمون تحت اسم الدولة في محافظتهم أو منطقتهم. وإن كانت الإمرة لغيرهم، فهي لا تقدّم ولا تؤخّر. الكلام كلّه يدور حول إلحاق الأجهزة الأمنيّة هناك (القائمة بذاتها في السويداء)، بوزارة الداخلية. إلى ذلك، تمّ تعيين العميد حسام بلان، وهو درزيّ، مديراً لناحية جرمانا.

الإشارة الأخطر

في مقال له في موقع “مركز السياسة اليهودية”، رأى ديفيد وورمستر، الخبير في السياسة الخارجية الأميركية والمساعد الخاصّ لمستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق جون بولتون خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، أنّ عدم استقرار لبنان سببه أسس الدولة اللبنانية، وفي مقدَّمها الميثاق الوطني، وأنّ استقرار لبنان لن يكون إلّا بسبب وجوده الأصليّ كأمّة مسيحية إقليمية تجمع مختلف الطوائف المسيحية المجاورة، في وطن يضمن الأمل في البقاء الإقليمي. يقول وورمستر إنّ لبنان يجسّد ثمرة حدث كبير: “معركة عين دارة في عام 1711، حين تحوّلت عشيرة شهاب القويّة من الإسلام السنّي إلى المسيحية، وتحالفت مع عشيرة الخازن المارونية القويّة، ووحّدت المسيحيين غير الأرثوذكس الباقين في قوّة قويّة تحالفت جميعها مع نصف الدروز تحت عشائر جنبلاط وتلحوق وعماد وعبد الملك”. انتصر هذا التحالف الماروني الدرزي على عدوّهم الرئيسي، الإمبراطورية العثمانية وحكّامها في صيدا ودمشق، وطرد وكلاء العثمانيين، عشائر أرسلان وعلم الدين والصواف الدرزية من جبل لبنان إلى الشرق في ما يُعرف اليوم بمنطقة جبل الدروز/ السويداء في سوريا.

المشكلة أنّنا كلّما نظرنا إلى الغرب، أشار لنا إلى سوريا. هذا ما حصل زمن حافظ الأسد قبل نصف قرن، وهذا ما يتكرّر بعد نصف قرن

كان العدوّ الرئيسي، الذي تشكّلت حوله الدولة اللبنانية في عام 1711، هو التهديد العثماني من دمشق ومنطقة صيدا. كان طرد الأتراك مشروعاً مسيحياً ودرزياً، ولم يكن الشيعة حتّى عاملاً مؤثّراً، على الرغم من أنّهم أيضاً كانوا يعدّون الإمبراطورية العثمانية عدوّاً لهم كان العرب السنّة أداة في يدها وحسب.

ما يعنيه هذا الكلام لا يقلّ خطورة عمّا يجري على أرض الواقع في سوريا، وبدرجة أقلّ في لبنان. فوورمستر يدعو إمّا إلى معركة عين دارة جديدة، أو إلى البناء على نتائجها القديمة، وفي الحالين نحن أمام دولة مسيحية، شكلاً ومضموناً، على تخوم دولة سنّية مركزية في دمشق، وكانتونات لا عدد لها ولا حصر تنتشر كالطفيليات حول الدولة اليهودية شبه الناجزة على أرض فلسطين.

من الشّرق والغرب معاً

بالإمكان القول هنا إنّنا انتظرناها من الغرب فأتت من الشرق والغرب معاً، من سوريا ومن أميركا. وطبعاً نتحدّث عن الفدرالية المقنّعة حتى اللحظة. فما يجري في سوريا، من الصعب أن ينأى لبنان عنه، ولأسباب كثيرة: منها ما هو مشترك، كالتعدّدية الطائفية والتنوّع الإثني، والتوق إلى خصوصيّات أهلية لطالما دغدغت مشاعر الطوائف هنا وهناك، وأحلامها. ومنها ما هو لبناني بحت، كالانقسام عند كلّ حدث وعلى كلّ قضيّة. ليس خافياً على أحد أنّ اللبنانيين منقسمون في بلدهم هذا على كلّ شيء، ولا يتّفقون إلّا على الاختلاف على كلّ شيء. أبعد من ذلك، الأرضيّة جاهزة لتلقّف الحلول السورية، أو لاستيراد الحلّ السوري. فهنا أيضاً للطوائف جغرافيّتها وتواريخها وعلاقاتها وامتداداتها وتحالفاتها… والسلاح. فكيف إذا كانت الرياح الغربية تدغدغ هوى شرقيّاً، وتحديداً سوريّاً، يتبلور كلّ يوم؟ المشكلة أنّنا كلّما نظرنا إلى الغرب، أشار لنا إلى سوريا. هذا ما حصل زمن حافظ الأسد قبل نصف قرن، وهذا ما يتكرّر بعد نصف قرن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

سلام يزور الشمال: الإنماء من المرفأ إلى القليعات

مايز عبيد/المدن/25 آذار/2025

لم تعتد طرابلس على زيارات المسؤولين في الدولة إلا في زمن الانتخابات النيابية. تفتح لهم أبوابها، فيغدقون عليها الآمال وتكثر الوعود بالإنماء ومشاريعه.تنتهي الانتخابات فتصبح الفيحاء في حكم المنسية. من المرات النادرة التي يزور رئيس حكومة عاصمة الشمال في العهود الأخيرة، ولذا كان لزيارة رئيس الحكومة نواف سلام الصدى الإيجابي في أوساط الأهالي والنواب على حد سواء. كان لمطار القليعات حصة وازنة من الاهتمام، ويمكن اعتبار مشروع إعادة العمل به وضع على نار حامية من قبل حكومة سلام. هذا فضلاً عن الموضوع الأمني، والحدود مع سوريا والتي أعطى سلام توجيهاته للوزراء بالاهتمام والمعاينة عن قرب.

على متن طوافة عسكرية وصل رئيس الحكومة نواف سلام، عند العاشرة إلا ربعاً، إلى المعلب الأولمبي في طرابلس، لينتقل بعدها إلى السراي الحكومي ويعقد عند العاشرة، اجتماعاً موسعاً مع نواب طرابلس، المنية والضنية (سجل غياب عبد الكريم كبارة وحيدر ناصر)، ومع القيادات الأمنية في المدينة، ومحافظ الشمال رمزي نهرا.

شكلت الزيارة إلى عكار وطرابلس حدثًا مهماً، وأحيطت باهتمام أمني كبير، وسجل انتشار واسع للأجهزة الأمنية على امتداد الطرقات المؤدّية إلى الأماكن والمحطات التي قصدها سلام. واكب سلام في زيارته حشود شعبية من أهالي عكار والشمال، لاسيما وأن الزيارة تحمل في طيّاتها، أبعاداً أمنية وإنمائية، لناحية المشاريع التي تتطلع طرابلس إلى تنفيذها، ومن بينها والأهم مشروع تشغيل مطار القليعات في عكار. وهي مشاريع مزمنة طال انتظار تنفيذها من عهد إلى آخر ومن حكومة إلى أخرى، وكان من المفترض أن تحتل أولوية لما تحققه على مستوى رفع الغبن الحرمان عن الشمال وأهله. ناشطون من عكار وطرابلس واكبوا زيارة رئييس الحكومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووجهوا له دعوات بالجملة لزيارة مناطق كالبداوي ليرصد زحمة المدينة، ويمر في ساحة العبدة - عكار،غير أن سلام خالف توقعاتهم وحضر بطوافة عسكرية. وصل رئيس الحكومة، برفقة وزراء: الداخلية، الدفاع، التربية والأشغال العامة ونائب رئيس الحكومة طارق متري. ويعد ثالث رئيس حكومة يزور عكار، بعد رشيد كرامي وصائب سلام، ولأهداف تنموية، بينما كانت زيارات سعد الحريري إلى عكار وطرابلس ترتدي دائماً الطابع الانتخابي.  في طرابلس، كان التركيز على الهاجس الأمني، إذ وعد سلام بإحلال الأمن في المدينة، وطلب من وزير الداخلية أحمد الحجار، ألا تقتصر الخطة الأمنية التي وضعها على فترة الأعياد وأن تستمر لما يخدم استتباب الأمن في عاصمة الشمال ومناطقها. ومن النواب تلقى مطالب ملحة لتفعيل المشاريع في المدينة مثل المرفأ ومعرض رشيد كرامي الدولي، وهي بحد ذاتها قادرة على أن تشكّل رافعة إقتصادية لطرابلس ولبنان.

مطار القليعات

وفي عكار اقتصرت زيارة سلام على مطار رينيه معوض في القليعات. ثلاث طوافات تابعة للجيش اللبناني أقلته والوفد المرافق. عاين أرض المطار والمنطقة المحيطة والقاعة العامة، عقد اجتماعاً مع نواب عكار(باستثناء النائب أسعد درغام)، بحضور مجلس الأمن المركزي. وعلمت "المدن" أن البحث في الاجتماع تركز على  موضوعات الحدود وضبط الوضع الأمني، وملف النازحين. وأبلغ سلام النواب أن الحدود سيدخل في صلب الموضوعات التي سيبحثها وزير الدفاع خلال زيارته إلى سوريا فضلاً عن مسألة الحدود المشتركة بين البلدين. وعلى المستوى الأمني أبلغ وزير الدفاع الذي رافق سلام في جولته "المدن"، بوجود "توجّه لدى قيادة الجيش بإرسال تعزيزات عسكرية إلى عكار، لتساند فوج الحدود البرية الأول، في مهمات ضبط الأمن على الحدود الشمالية مع سوريا، والحد من عمليات التهريب بكل أشكاله".  وتعليقاً على الزيارة قال رئيس لجنة الأشغال والطاقة النائب سجيع عطية لـ"المدن": "لا شك أنها زيارة مهمة، وقد ركّزنا في الإجتماع مع دولة رئيس الحكومة على أهمية وضع آلية محددة لتنفيذ العمل على تشغيل مطار القليعات، وهناك اقتراح من الحكومة أن يصبح المطار امتدادًا لمطار بيروت وهذا الإقتراح أنا رفضته". وعن المهلة الزمنية للتشغيل أشار عطية  إلى أن " رئيس الحكومة وعد أن يكون المشروع منفذاً  قبل نهاية العام 2025"

جولة بالمطار

وخلال جولته في أرجاء مطار القليعات، تفقّد سلام الطائرات المروحية التابعة للجيش اللبناني المتواجدة فيه. استفسر عن عددها وعن صلاحيتها للعمل، فأُبلغ بأن اثنين من بينها فقط قيد العمل. ثم انتقل إلى المدرج الخارجي وتفقّد البرج ومهبط الطائرات، مبديًا إعجابه بالمساحات الشاسعة التي يتمتع بها المطار وبجغرافية موقعه.  وفي ختام الجولة همس أحد النواب لرئيس الحكومة قائلاً: "المطار لا يلزمه ميزانية كبرى ليعمل، وكما لاحظت، يمكن أن يعاد العمل به بمبلغ 3 مليون دولار.. فردّ الرئيس سلام بالقول:"يلزمه بحدود 20 مليون دولار عدا التجهيزات. ومشروع كهذا يمكن أن يتأمن عن طريق القطاع الخاص BOT". وقبل مغادرته وعد سلام بمعاودة الزيارة ثانية للمطار بعد انجاز المخططات التوجيهية والهندسية اللازمة لوضعه قيد العمل. أما وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني فأشار إلى أن المطار يحتاج إلى شبكة طرق، وقد كُلّفت دار الهندسة، وضع دراسة لأجل الطرقات في عكار وهذه خطوة مهمة لتشجيع الإستثمارات في المنطقة. سبق زيارة الرئيس سلام إلى طرابلس وعكار، حملة إعلامية مناهضة، وغير مرحّبة، شنتها مجموعات من على منصات التواصل اجتماعي المحسوبة على جهة سياسية معنية، بحجة أن سلام لم يمنح عكار وطرابلس حصتهما الوزارية في حكومته.

 

سلام يتعهد بضبط الأمن في شمال لبنان ومكافحة التهريب

رئيس الحكومة اللبنانية أعلن عن الشروع بدراسة أفق تشغيل مطار ثانٍ

بيروت: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 25 آذار 2025

تعهد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بالحفاظ على الأمن وضبط الاستقرار بمدينة طرابلس في الشمال، مشدداً على ضرورة ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وفق خطة أمنية جديدة من الواجب العمل على تطبيقها سريعاً، وذلك خلال زيارته إلى المدينة للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الحكومة. وجاءت زيارة سلام إلى طرابلس ضمن جولة شملت محافظة عكار الحدودية مع سوريا أيضاً، وذلك بعد نحو أسبوعين على توترات أمنية حصلت في طرابلس تفاعلاً مع أحداث الساحل السوري. واستقبل الشمال موجة جديدة من النازحين السوريين أخيراً، على إيقاع التوترات في غرب سوريا. واستهل سلام الزيارة بترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي لمحافظة لبنان الشمالي في سراي طرابلس، حيث لفت إلى أنّ زيارته إلى طرابلس، تهدف للتأكيد على حرص الحكومة على استدامة الأمن في المدينة وحماية أبنائها. وشدّد على أن «الحكومة مصممة على استتباب الأمن في عاصمة الشمال، التي شهدت مرحلة من التفلت الأمني، مما يعيد ثقة المواطنين بالدولة». وشدّد سلام على ضرورة ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وفق خطة أمنية جديدة من الواجب العمل على تطبيقها سريعاً. وفي هذا السياق، تأتي زيارة وزير الدفاع ميشال منسى إلى سوريا الأربعاء للبحث مع المسؤولين هناك في كيفية ضبط الحدود ومنع التجاوزات والتعديات. وطلب سلام من الأجهزة الأمنية العمل على مكافحة تجارة المخدرات وتهريبها وترويجها. واستمع سلام إلى تقارير من المسؤولين العسكريين والأمنيين في المدينة، مطالباً بوضع خطة وطنية لسحب السلاح من أيدي المواطنين، وضبط التعديات على الأملاك العامة والخاصة. وأكد أن الحكومة «حريصة على توفير كل القدرات والتجهيزات للأجهزة الأمنية والعسكرية لتحقيق النتائج المرجوة». وأشار إلى «ضرورة التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية للعمل بفاعلية، ورفض الخضوع لأي ضغوط لإطلاق سراح المخلين بالأمن»، معتبراً أن «الناس لا تهوى الإخلال بالأمن، ويجب توفير الظروف الاجتماعية والمعيشية المواتية لمنع كل مظاهر التفلت الأمني أو الاجتماعي».

مشاريع تنموية

ولفت سلام إلى أن الحكومة بصدد إعداد مشاريع لتفعيل القطاعات الحيوية في محافظة الشمال، بهدف توفير فرص العمل ومكافحة البطالة التي تتسبب بكثير من المشاكل. وتعهد بإجراء زيارة ثانية إلى الشمال، لإطلاق كثير من المشاريع الحيوية، على أن تكون الزيارة مقرونة بالأفعال وبالخطط الفعالة، ولا سيما في تفعيل عمل مرفأ طرابلس، والمنطقة الاقتصادية الخاصة، والمعرض، وغيرها، وهذا ما التزمت به الحكومة في بيانها الوزاري. وعن موضوع السجون والاكتظاظ، أشار سلام إلى العمل على وضع خطة للسجون لتخفيف الظلم الذي يطال الموقوفين، بالإضافة إلى العمل على تسريع المحاكمات وإنشاء محاكم في السجون لتسريع إصدار الأحكام، لأن عشرات الموقوفين يقبعون في السجون منذ سنوات من دون أي محاكمة، وهذا ظلم إنساني لا يجوز.

وزير الداخلية

من جانبه، أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، أن الأجهزة الأمنية لديها كل المعلومات حول الجرائم التي ترتكب في طرابلس، وطلب من الأجهزة الأمنية التشدد في مواجهة هؤلاء المخلين بالأمن، وعدم الأخذ في الاعتبار أي انتماء سياسي، وعدم الرضوخ لأي حماية سياسية يتم توفيرها لهؤلاء الذين يرتكبون الجرائم. وأكد أن أي تقصير من قبل الأجهزة الأمنية سيعرّض المقصّر إلى المحاسبة. وعقد سلام اجتماعاً مع نواب طرابلس والمنية الضنية، حضره النواب أشرف ريفي، وإيهاب مطر، وإلياس خوري، وفيصل كرامي، وجهاد الصمد، وأحمد الخير، وطه ناجي، وعبد العزيز الصمد، وجميل عبود، مشيراً إلى أن زيارته إلى طرابلس ليست رمزية، بل لها صلة بوضع خطة أمنية لضبط الأمن والاستقرار، ولها طابع إنمائي يرتبط بمطار القليعات وبمشاريع مختلفة. وأكد سلام أن لبنان يحتاج إلى خطط كثيرة لتحسين ظروف المعيشة للبنانيين ولعناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية وسائر موظفي الدولة، عادّاً أن ذلك يحصل من خلال زيادة الموارد عبر تعزيز الجباية من الرسوم الجمركية وتحسين الموارد المالية، ولن نلجأ إلى فرض الضرائب والرسوم، بل مكافحة التهريب والتهرب الضريبي. وفي محطته الثانية في الشمال، زار سلام مطار رينيه معوض في بلدة القليعات في الشمال، وهو مطار مدني لم يتم تشغيله حتى الآن رغم المطالبة بذلك.

وكشف سلام أنه تم إنجاز اتفاق مع شركة دار الهندسة لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وخلال ثلاثة أشهر سيتم تقديم تصور أولي لمخطط توجيهي لانطلاق آلية العمل لتفعيل هذا المرفق. وأشار سلام إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، للدخول في استثمارات كثيرة وخصوصاً في الشمال، ولا سيما في المطار، وقد ترأست بالأمس اجتماعاً للمجلس الأعلى للخصخصة في سبيل إعادة تفعيله. وقال سلام: «لا نعد أنفسنا في حالة بُعد عن عكار، وإن كانت بعيدة جغرافياً عن بيروت. نحن نعلم ما الذي عانته عكار على مدى عشرات السنوات الماضية، من إهمال، ولدينا خطط واضحة لرفع الظلم عنها». وخلال ترؤسه جلسة لمجلس الأمن الفرعي قال سلام: «هناك حاجة ماسة وضرورة لضبط الحدود»، مشدداً على الجهوزية الكاملة لتحقيق الاستقرار، ودعم عكار في مواجهة كل المشاكل التي تعاني منها، بالإضافة إلى ملف النزوح السوري المستجد في الفترة الأخيرة، ومعالجة كل الإشكالات التي تحصل على المعابر. وأعطى كل التوجيهات لضبط الأمن بشكل كامل، ومنع حصول التجاوزات. لافتاً إلى الزيارة التي سيجريها وزير الدفاع ميشال منسى إلى سوريا الأربعاء للبحث في ضبط الحدود.

 

إرباك اللبنانيين

مون ليبانون/الثلاثاء 25 آذار 2025

الإرباك ليس عند الأميركيين، ولا عند العدو، بل في لبنان. والمسألة تتعلّق أساسًا باختلافات جوهرية في الموقف من طروحات العصر الأميركي للبنان، إذ إن التفاهمات التي رافقت انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية ثم تسمية نواف سلام وتكليفه بتشكيل الحكومة وفق معادلات جديدة، لم تقم على أرضٍ صلبة، لا سياسيًا ولا حتى إداريًا، والأهمّ أنها لم تشمل تفاهمات حول مستقبل الدولة. وفي ما يتعلّق بكلام ويتكوف عن التطبيع بين كلٍّ من لبنان وسوريا مع إسرائيل، والكلام اللبناني عن أنّ اللجان ستكون مقدّمة للتطبيع، ما قد يضرّ بالمفاوضات، اكتفت بالقول: «نحن نركّز فقط على حلّ النزاعات الحدودية في الوقت الحالي، ولا شيء أكثر من ذلك». ومع أن التسريبات تحدّثت عن «رفض لبنان لهذا المقترح وتأكيد الرؤساء الثلاثة على العمل عبر لجنة تقنية-عسكرية تتابع الملفّات العالقة، وتأخذ توجيهاتها من القيادة السياسية»، قالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن «السلطة السياسية في لبنان تعيش حالة من الإرباك والعجز.

فهناك قلق واضح من الأثمان التي سيدفعها لبنان في حال رفضه القبول بالمقترح الأميركي رفع مستوى التمثيل في اللجان إلى عسكري-سياسي، بعد وصول رسائل أميركية تقول إن الثمن قد يكون تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا، مع إصرار العدو على تغيير الوضع بشكل كامل لجهة القضاء كلّيًا على حزب الله، وإحداث تغيير في الواقع السياسي الداخلي». وفي مقابل ذلك «يعتبر المستوى السياسي في لبنان أن الهدف الذي تريده واشنطن وتل أبيب من تأليف هذه اللجان، ويصل في نهاية المطاف إلى توقيع اتّفاقية سلام أو تطبيع مع العدو، أمر لا يُمكن لأي جهة مسؤولة في لبنان تحمّل نتائجه لا على مستوى الرئاسة ولا الحكومة».

وعلمت «الأخبار» أنه جرت سلسلة من اللقاءات بين الجانب الأميركي ومسؤولين لبنانيين، ولاسيّما العاملين مع الرؤساء الثلاثة، وأن واشنطن تعتبر أن التمثيل السياسي في اللجان الثلاث لا يجب أن يكون مشكلة لأحد.

لكنّ المشاورات المباشرة بين الرؤساء الثلاثة، جعلت الرئيس برّي يقول صراحةً للرئيسَين عون وسلام إنه وحزب الله يرفضان أي محاولة لجرّ لبنان إلى مفاوضات سياسية، ولن يكونا شريكيْن في مثل هذا الأمر. وفوجئ عون وسلام بأن برّي لم يكتفِ بموقفه في الاجتماعات المغلقة، بل تعمّد إشهاره في تصريحات إلى جريدة «الشرق الأوسط» السعودية، وهو ما دفع بسلام إلى إبلاغ عاملين معه في الحكومة، ومقرّبين من رئيس الجمهورية، بأنه لا يريد الدخول في مغامرة مفاوضات سياسية هدفها التطبيع، وأنه شخصيًا غير مقتنع بهذا الخيار، ويعرف أن الحكومة قد تفرط جراء خطوة بهذا الحجم، وأن من سيخرجون من الحكومة لن يكونوا فقط وزراء أمل وحزب الله. من جانبه، يظهِر الرئيس عون ارتباكًا كبيرًا، كونه أيضًا يشعر بأن الأمر لا يمكن تمريره بهذه السهولة، وهو طالب الأميركيين مرارًا بوقف الضغط على لبنان، وكلّ ما حصل عليه حتى الآن صدور قرار من البيت الأبيض يمنع المسؤولين الأميركيين من الحديث علنًا أو بتوسّع عن المشروع. كما طلب الأميركيون إلى الجانب الإسرائيلي عدم إطلاق مواقف من شأنها «إحراج حلفائنا في لبنان». ومع ذلك، يعرف عون تمامًا أن الترتيبات الأمنية في الجنوب لا يمكن أن تسير وفق الرغبة الإسرائيلية، وذلك ليس لإرضاء حزب الله، بل لأنها ستجعل الجيش اللبناني في موقع مُحرج تجاه الناس، خصوصًا أن واشنطن لم تفعل شيئًا لإجبار العدو على الانسحاب من النقاط الخمس وإطلاق سراح الأسرى وتسوية الملفّ الحدودي. (الأخبار)

الثلاثاء 25 آذار 2025

 

ماذا يريد برّي حقيقةً من قنبلة قانون الانتخاب

مون ليبانون/ الثلاثاء 25 آذار 2025

السمة اللافتة التي طبعت خلفية المواقف الأساسية من طرح مشروعَين لقانونٍ انتخابي يعتمد الدائرة الواحدة ومشروع إنشاء مجلس الشيوخ المقدّمَين من النائب في كتلة الرئيس نبيه برّي علي حسن خليل، تمثّلت في ما يشكّل إجماعًا لا يمكن تجاهله للقوى المسيحية الكبيرة وتحديدًا «القوّات اللبنانية» و«التيّار الوطني الحرّ» والكتائب على رفض المشروع الأول والتحفّظ والتريّث حيال المشروع الثاني. صوت الاعتراض المسيحي هذا برز في تداول مصطلح «التهريبة» التي تعاملت معها الكتل المسيحية المذكورة، لاسيّما منها القوى المناوئة لـ«الثنائي الشيعي»، معتبرةً أن الرئيس نبيه برّي حاول إخراج «أرنب» من كمّه في لحظةٍ ملتبسة لا تبدو ملائمة أبدًا لإثارة تعديل قانون الانتخاب الحالي قبل استكمال مسار الاستحقاقات السيادية الداهمة وفي مقدّمها تنفيذ القرار 1701 بما يتّصل بنزع سلاح «حزب الله».

ولم يكن خافيًا أن توجّس القوى المسيحية من «إسقاط» مشروعَي «كتلة التنمية والتحرير» حصرًا دون الكثير من مشاريع انتخابية أخرى بدا مستندًا إلى شبهة الالتفاف على التوازنات الداخلية في مواجهة التركيز التصاعدي للقوى المسيحية وسواها على ملفّ السلاح في هذه الآونة. ولكن هذه الخلفية لا تتوقّف فقط على القوى المسيحية وحدها بل أن الأصداء العميقة للموقف الأخير المتقدّم لرئيس الحكومة نواف سلام من اعتباره أن "صفحة سلاح حزب الله قد طويت بعد البيان الوزاري» تتردّد بقوّة لدى أوساط «حزب الله» تحديدًا في وقتٍ تتصاعد فيه جولات السجالات الساخنة بين «الحزب» و«القوّات اللبنانية» حول هذا الملفّ.

وعلى خلفية المعركة السياسية التي شهدتها جلسة اللجان تقرّر في نهايتها إنشاء لجنة فرعية تجمع كلّ القوانين الانتخابية وتعرض على المجلس. وكان لافتًا أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب اعتبر بعد الجلسة التي رأسها أن «مناقشة تعديلات قانون الانتخاب يجب أن تبدأ الآن كي لا يتحجج أحد لاحقًا بعدم توفّر الوقت لتأجيل الانتخابات النيابية.»

برزت الاعتراضات المسيحية مع تسجيل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ملاحظتَين على جدول أعمال جلسة اللجان المشتركة، تتعلّقان بقانون الانتخابات الجديد المطروح من خليل، والذي يعتمد لبنان دائرة واحدة، وآلية انتخاب مجلس الشيوخ. وأوضح الجميّل أن «هناك اقتراحات قوانين عدّة للانتخابات مقدّمة إلى المجلس، وأحدها قدّمته الكتائب حول الدائرة الفردية، وبالتالي يجب أن توضع كلّ القوانين المطروحة ضمن لجنة فرعية، لا أن يكون قانون واحد فقط على جدول الأعمال».

وقال: «إن اقتراحنا هو لجنة فرعية تناقش كلّ قوانين الانتخاب، ونحن الكتلة الوحيدة التي صوّتت ضد القانون الحالي، لذلك يهمّنا أن تُدرس كلّ القوانين ونحسّن آلية التمثيل»، مؤكّدًا أن الكتائب ستدرس بإيجابية الاقتراحات الأخرى». كما لفت إلى أن انتخاب مجلس الشيوخ لا يُطرح بهذه الطريقة، مشدّدًا على أن «إدخال مؤسّسة دستورية جديدة يجب أن يكون ضمن ورشة دستورية كبيرة. أما عن طرح لبنان كدائرةٍ واحدة، فاعتبر الجميّل أنه «يناقض مفهوم التمثيل المناطقي واتّفاق الطائف والضرورات التمثيلية التي يقوم عليها النظام السياسي.»

«القوّات اللبنانية» اعترضت بدورها على مشروع قانون خليل، وقال عضو تكتّل «الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي: «زميلنا الرئيس برّي بدّك تغيّر المجتمع بقانون انتخاب بوقت المجتمع بيغيّر قانون الانتخاب ليصير يمثّلو بأفضل شكل، مش العكس. بعدان شو قصّة هالطائفية معك؟ شو قصّة الثنائي الشيعي ووزير المال الشيعي حصرًا وميثاقية توقيعه؟ نوّرنا». وكتب رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوّات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان: «مطلب انسحاب الجيش السوري وفق الطائف كان يُواجه بمطلب إلغاء الطائفية السياسية ولبنان دائرة انتخابية واحدة.»

وأوضح النائب سيزار أبي خليل في مؤتمرٍ صحافي مع النائبَين جورج عطالله ونقولا الصحناوي «نحن مع مقاربةٍ جذرية في هذا الموضوع تقوم على إلغاءٍ شامل للطائفية وصولًا إلى العلمانية الشاملة، فإلغاء الطائفية السياسية وحدها لا يؤدّي إلى الهدف المنشود المتمثّل بإلغاء الطائفية من كلّ جوانب الحياة السياسية والاجتماعية، وذلك يبدأ بقانون الأحوال الشخصية وينسحب على أمورٍ أخرى والوصول إلى انتخاب أعضاء مجلس النواب.»

وفي المقابل، أعلن عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن التمسّك بمطلب إنشاء مجلس الشيوخ والهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وطالب بـ«إدراج اقتراح القانون المتعلّق بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية الذي تقدّم به اللقاء الديمقراطي في حزيران 2022 على جدول أعمال اللجان المشتركة.» (النهار)

علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة نواف سلام ينكبّ منذ مدّة، بالتعاون مع مستشاريه، على مراجعة القانون المختلط الصادر عن لجنة فؤاد بطرس عام 2005، والتي شكّلها رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة وكان سلام نفسه عضوًا فيها. والغرض من ذلك، ربما إعادة طرحه أو إنزال بعض بنوده على القانون الحالي لناحية تقسيم المحافظات وفصل بعض المناطق للحدّ من تأثير بعض القوى الكبرى كحزب الله مثلًا في بعض الأقضية. وهذا، إن صحّ، سيؤسّس لنزاعٍ داخلي، لأنه يستكمل المشروع الأميركي-الإسرائيلي بتحجيم وجود حزب الله وتمثيله. لذلك ثمّة إجماع بين مختلف القوى على أن ما يجري حاليًا ليس سوى شدّ حبال في محاولة للفوز بمكتسبات داخلية أو خارجية، فيما الكلّ يدرك أن الوضع اللبناني الهشّ لا يحتمل تغيير شيء ولو فاصلة في القانون الانتخابي باستثناء تطبيق الإصلاحات العالقة كالميغاسنتر والبطاقة الممغنطة وإعادة الاعتبار للنواب الستة المُفترض انتخابهم في الاغتراب، وهي مسائل من صلب مسؤولية الحكومة الحالية التي لم تعر أيّ أهمية لها بعد. (الأخبار)

الثلاثاء 25 آذار 2025

 

مصرف لبنان المركزي يرفض مقترحات استثمار احتياطيات الذهب

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/25 مارس/آذار 2025

أثار الارتفاع الحاد في القيمة السوقية لاحتياطيات لبنان من الذهب جدلاً متجدداً حول استخدامها المحتمل لدعم الانتعاش المالي للبلاد. ومع ذلك، لا يزال المصرف المركزي ثابتاً على موقفه الرافض لأي تسييل أو استثمار لهذه الاحتياطيات، مشيرًا إلى القيود القانونية الصارمة ومخاطر سوء الإدارة. وأقرّ مسؤول مالي كبير، في حديثه لـ "الشرق الأوسط"، بأهمية هذه المناقشات، لا سيما وأن الأرقام المحدثة للمصرف المركزي تُقدّر احتياطيات لبنان من الذهب بحوالي 28 مليار دولار. إلا أنه أكد أنه قبل النظر في أي سياسات جديدة، لا بد من إجراء تدقيق نوعي شامل للاحتياطيات لتحديد قيمتها ووزنها وأصولها التاريخية بدقة. يحتفظ لبنان رسمياً بحوالي 286.8 طن من الذهب، أي ما يعادل 9.25 مليون أونصة. تم تجميع هذا الاحتياطي بموجب قانون النقد والتسليف لعام 1963 لدعم الليرة اللبنانية. حاليًا، يتم تخزين ثلثي الذهب بشكل آمن في البنك المركزي في بيروت، بينما يُحتفظ بالثلث المتبقي في فورت نوكس بالولايات المتحدة. على الرغم من الاهتمام المتزايد بالاستفادة من هذا الأصل، فإن القانون اللبناني يحظر تمامًا أي معاملة مباشرة أو غير مباشرة تتعلق بالذهب. ينص القانون رقم 42 لعام 1986 على أن أي بيع أو تأجير أو استثمار للاحتياطيات يجب أن يحصل على موافقة صريحة من مجلس النواب. وقد أكد محافظ البنك المركزي بالوكالة الدكتور وسيم منصوري هذا التقييد، قائلاً بشكل لا لبس فيه: "مهما حدث، لن أوقع على نقل حتى غرام واحد من الذهب".كما سلط منصوري الضوء على مخاطر استخدام الاحتياطيات بشكل غير مسؤول. قبل الانهيار المالي للبنان في أواخر عام 2019، كان البنك المركزي يحتفظ بحوالي 33 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية، بينما قُدرت احتياطيات الذهب بـ 16 مليار دولار. استُنفدت الاحتياطيات النقدية إلى حد كبير بسبب برامج الدعم غير المستدامة، ولم يتبقَّ اليوم سوى 8.5 مليار دولار. وقال: "لقد خسرنا ضعف ونصف قيمة ذهبنا، ولم يُحل ذلك أي مشكلة. فكرة استخدام الذهب ببساطة ليست خيارًا واردًا". وبينما يُجادل بعض صانعي السياسات بأن استثمار الذهب قد يُولّد إيراداتٍ ضرورية، يُحذّر الخبراء الماليون من أنه بدون حوكمة سليمة، قد تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من سوء الإدارة. وبدلاً من ذلك، يُشددون على الحاجة إلى إصلاحات اقتصادية ومؤسسية أعمق. ومن الأولويات الرئيسية التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لضمان الانضباط المالي والشفافية والرقابة. ويتطلب أي قرار بشأن احتياطيات الذهب موافقة البرلمان وخطة واضحة ومبررة. ومع ذلك، يُجادل الخبراء الماليون بأن لبنان يمتلك بالفعل أصولًا ضخمة مملوكة للدولة، والتي إذا أُديرت بشكل صحيح، يُمكن أن تُساعد في سد الفجوة المالية المُقدرة في البلاد والتي تُقدر بـ 72 مليار دولار. تشمل هذه الأصول عقارات ساحلية ونهريّة، و850 مليون متر مربع من الأراضي المملوكة للدولة، وعقارات عالية القيمة في بيروت ومدن أخرى، بالإضافة إلى بنى تحتية أساسية كالكهرباء والمياه والاتصالات والموانئ وشبكات النقل. ولا يزال العديد من هذه الموارد غير مستغلّ بالكامل بسبب الفساد وانعدام الكفاءة.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 25 آذار/2025

ديانا مقلد

هل يسجل عهد الرئيس جوزف عون انتكاسة كبرى بتعيين "صديق المصارف" كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان؟؟

المؤشرات تقول إن عون يضغط بهذا الاتجاه. هذا تماماً أحد العناوين المخفية للحملة التي نشهدها مؤخراً ضد كل من يدعو للإصلاح وللمحاسبة، فوصول شخصية تحابي من سرق اللبنانيين من سياسيين ومصرفيين وزعماء هو دفن لكل جهود المحاسبة والاصلاح. كل كلام آخر يجري رميه عن مؤمرات كونية هو لتمويه الحملة الخبيثة لدفن حقوقنا مرة جديدة.

 

كرين عبد النور

"بلطجة" ميشال المر الإعلامية: ألم يحن وقت المحاسبة؟

باتت ممارسات التسلط التي ينتهجها ميشال المر وبعض رموز إمبراطوريته الإعلامية، وعلى رأسهم مارسيل غانم، نموذجًا صارخًا لاستغلال النفوذ المالي في ظل غياب المحاسبة القضائية. فلو كان هناك قضاء عادل، لما استطاع هؤلاء الإفلات من المساءلة، خصوصًا أن الثروات التي تمكّنوا من جمعها تستند، وفق كثير من المعطيات، إلى ممارسات مالية مثيرة للجدل، قد تصل إلى حد الاختلاس والابتزاز.

إن التهديد المتكرر لشخصيات سياسية وإعلامية وصحافية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والتحريض على كل من يعبّر عن رأي مخالف، باتا جزءًا من سياسة ممنهجة تُمارَس تحت غطاء النفوذ المالي والمصرفي والإعلامي. والمفارقة الكبرى أن هذه "الإمبراطورية" تستمد قوتها من أموال المصارف، التي هي في الأصل أموال المواطنين الذين تعرّضوا لسرقات ممنهجة عبر النظام المصرفي، بينما يدّعي أصحابها الدفاع عن الحرية والديمقراطية.

إن كانت إمبراطوريتكم قد بنيت على المال المشبوه فإن إمبراطورية الحق الحقيقي بنيت على الأقلام الحرة، والأفكار المتحررة، والسياسات النزيهة. النموذج الإعلامي الذي يُقدَّم اليوم في بلد يُفترض أن يحترم حرية التعبير، قد يدفعنا إلى الترحم على الأنظمة التي كان هؤلاء نفسهم ينتقدونها عندما كانت السلطة بيد أطراف أخرى. كفى "بلطجة" إعلامية، وكفى محاولات لإسكات الرأي الحر.

 

حسن_أحمد_خليل

يا فخامة الرئيس.. يا دولة الرئيس..

تفاصيل كارثة اختيار حاكم البنك المركزي، وعودة نظام المحاصصة بقوة.. بانتظار فضيحة من سيختاره الرئيس بري مدعي عام مالي، هذا هو مشروع من ستختارونه حاكما للبنك المركزي يوم الخميس: محو 80٪ على الاقل من الودائع وتحويل كل الديون على الدولة. جريمة تشبه جريمة سرقة العصر في الودائع..

مبروك للمصارف..  مبروك للرئيس الظل لكل الرئاسات، الرئيس بري, ومجلس نواب .. مبروك للصوص اموال الناس.. على المودعين الدعوة لتقبل التعازي.. عظم الله اجركم.. يا حضرات الرؤساء: سرقة آمال الناس تعادل سرقة الاموال.. الناس اللي آمنت وفرحت فيكم بتستاهل غير هيك..

 

محمد الأمين

البيان الصادر عن المؤتمر المسيحي في فندق البستان لم يهاجم الإسلام كدين، بل شدد على ضرورة التمييز بين الإسلام كعقيدة سماوية محترمة، وبين الحركات الجهادية والإسلام السياسي المتطرف، وهو تفريق يؤمن به ويسعى إلى تحقيقه كثير من المسلمين أنفسهم.

أما بيان هيئة علماء المسلمين، فقد استخدم تعبير “الفجور في الخصومة” للإيحاء  عن قصد بأن المؤتمر استهدف المسلمين والإسلام كدين، وهو ما تنفيه الوقائع التي أعرفها ونص البيان نفسه.

وبالتالي، ليس المطلوب تغليب ديانة على أخرى، بل إن الانطلاق من الهوية المسيحية هو تعبير عن الانتماء اللبناني، ومواجهته أو تهديده لا يكون بعناوين مذهبية تنتمي إلى المحيط والأمة.

 

الخوري مارون الصايغ

٩٠% من المجتمع المسيحي حتى المحازبين منن يؤيّد علنًا او ضمنًا ما جاء في بيان

"المحافظون الجدد"

الفدرالية واللاجئين والجندرية وكلها مواضيع عم تنحكى

ع بتهاجموهن  يا هيئة العلماء واعتبرتوهن مشروع فتنة

سألو حالكن ليش وصلتوهن لهون .

لأنو مسّيتو من ١٤٠٠ سنة لليوم بأمنن وحريتن.

مشروعن اليوم يحاكي هواجس  المجتمع المسيحي.

وكمان امام كلنا ارادة وخطرن رح يكون فيه  "محافظون جدد" شي طبيعي

انتو تدفعتوهن للتطرّف بس انا ما شفت بالبيان تطرّف هيدي مواضيع عم تنحكى بالمفرق هلق صارت مشروع.

 

يوسف سلامة

إسقاط اتفاق ١٧ أيار تم بقرار سوري وتنفيذ محلي، أوصل إلى الطائف وفرض انتداب مقنّع على لبنان،

عدم التفاوض مع إسرائيل اليوم سيفرض انتداب دولي مباشر على لبنان،

عدم إقرار السلام معها سيُطيح بدولة لبنان الكبير،

المعرقل إيراني بصدى داخلي،

مَن سينتصر لبنان أم عملاء الخارج؟

 

يعرب صخر

بهذا الوقت، يجب أن لا يتقدم شيء على #تنظيف_لبنان_من_الشوائب، والشائبة الأولى هي #السلاح_غير_الشرعي.

الخبثاء ينبرون للالتفاف على هذا الإهتمام، ويجتهدون للتعمية، ويتفننون في مسرحيات صرف الأنظار ومجازر شراء الوقت. حذاري: الخطر داهم، والوقت ثمين، والفرص السانحة قد تصير فرص ضائعة.

 

د. أحمد ياسين

أي انتخابات تجري في لبنان في ظل وجود سلاح #حزب_الله هي انتخابات ساقطة وغير شرعية

يجب أن لا يتمّ أي استحقاق في لبنان طالما هذا السلاح موجود!

أما حان الوقت لتتعلموا من أخطاء الماضي!

نزع السلاح أولاً ثم أولاً وافعلوا بعدها ما تشاؤون..

 

د. أحمد ياسين

 جديدنا سجدة السيد

كان شيعة الملالي الصفوي في لبنان يسجدون على حجر مصنوع من طين كربلاء العراقية لعبادة الحسين..

اليوم أصبحوا يسجدون لنصرالله نبيّهم الجديد..

شيعة الملالي الصفوي ليسوا بشيعة وليسوا بإسلام..

 

شارل جبور

كلام عماد مرمل عن حرب أهلية والتلويح بانقسام الجيش في حال احتكاره للسلاح مرفوض وهدفه مواصلة الانقلاب على الدستور والقرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه حزب الله، أي وافق على إنهاء مشروعه المسلح، ومن البديهي ان ينهيه بالحسنى وإلا الدولة يجب ان تفرض سيادتها بالقوة.

 

إياد أبو شقرا

قبل عقد ونصف قال لي صديق عزيز راحل، وهو باحث واكاديمي فلسطيني لامع من عرب ١٩٤٨ وطائفة الموحدين الدروز، يعمل في جامعة حيفا، ان تاريخ الدروز  مهدد بأن تكتبه وتفرضه إسرائيل على دروز المشرق العربي كله.. بعدما فرضته على دروز  فلسطين.  الأكاديمي الراحل، لفتني إلى ان "الطائفية المكشوفة" في لبنان و"الطائفية المستترة" في سوريا، حالتا وتحولان دون تأسيس معاهد جادة متخصصة في الدراسات الدرزية. اما في اسرائيل  فمجال البحث مفتوح، ولكن من وجهة نظر اسرائيلية ومصلحة الدولة… التي تعتبر الدروز جماعة لا علاقة لها بالإسلام ولا بالعرب..

هذا يحدث الآن بسرعة مخيفة، مستهدفاً جيل الشباب، وبشتى الوسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، وسيتفاقم الوضع اكثر مع عصر الذكاء الاصطناعي!

 

الخارجية الأمريكية

المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس: فرضت الحكومة الأمريكية اليوم الثلاثاء 25 مارس عقوبات على 3  مسؤولين في وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية متورّطين في خطف العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت ليفنسون واحتجازه ووفاته المحتملة. لوزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية تاريخ حافل بعمليات الاعتقال التعسفي لمواطنين أمريكيين، وقد سبق أن أدرجت على قوائم العقوبات عبر برامج مختلفة خاصة بفرض العقوبات.

 

جورج عدوان

المطلوب اليوم حصرا هو تنفيذ ما لم ينفذ من قانون الانتخاب الحالي:

١- البطاقة الممغنطة 

٢- الميغاسنتر

٣- حل قضية تصويت غير المقيمين 

ونؤكد أنه من غير المنطقي البحث في قوانين جديدة قبل استكمال تنفيذ القانون الحالي وإجراء الانتخابات القادمة على هذا الأساس، حتى يبنى على الشيء مقتضاه.

ونحن معنيون بتنفيذ هذه الإجراءات حصراً.

#جورج_عدوان

 

ندين بركات

https://x.com/i/status/1904261516032942418

حرام فيليب_جبر

"قووووم مش لابقتلك هالنومة" هيك اجواء الحملة تبعو. حرقوه كلَن، ومن بعدها قرّر يمشي بحملته

 

ندين بركات

من اكبر انجازات البيك بين ٢٠٢٢-٢٠٢٥: حفل افطار بدار الطايفة

بحسب المختارة، الإفطار كان انجح من ١٦ اذار من حيث التنظيم والحضور.  خيّي إذا متوقع تفشل انه تعمل عشا ل٢٥٠ شخص، مصيبة! بعدين انتو اقوى طبّاخين.. طابخين الفساد والسرقة والتآمر علينا!

 

بشارة شربل

"بيت العنكبوت": تجنَّدت اقلام الممانعة وأفواهها للجزم بأن الصواريخ المجهولة ليست من فعل "الحزب" بذريعة انه لا يقوم بما ينقلب عليه وعلى بيئته. والحجة متهافتة كونها تسلم بذكائه وتقديره المخاطر، فيما برهنت التجارب ان ما سُمّي "عقل الحزب" لم يعقُل مرة واحدة بعد التحرير في العام 2000.

 

بيتر جرمانوس

كيف "نام" اليسار الاميركي

مع نظام الملالي

سياسة كلينتون بدعم الأسد الأب وتجاهل تمدد إيران في لبنان والاقليم، مهّدت الطريق لأوباما لاحقاً لعقد الاتفاق النووي وتمويل ميليشيات طهران على حساب سيادة الدول العربية. اليسار الأميركي أعطى إيران مفاتيح المنطقة باسم "الديبلوماسية"

 

بيتر جرمانوس

تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا بعد سقوط نظام الاسد الممانع قد ينعكس سلبًا على لبنان، حيث تتداخل المصالح الإقليمية المعقدة. هذا التوتر قد يؤثر على التوازنات السياسية والأمنية في المنطقة، مما يستدعي مراقبة حذرة لتداعياته المحتملة على الساحة اللبنانية.

 

 ******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 25-26 آذار/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 آذار/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141554/

ليوم 25 آذار/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 25/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141557/

For March 25/2025/

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

*******

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****************************

@followers

 @highlight