المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل19  آذار/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.march19.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: حكومة سلام التناقضات وحزب الله بين وهم الاستغباء وسقوط الأقنعة على الحدود اللبنانية – السورية

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتولالذكرى السنوية لعيد مار يوسف البتول

الياس بجاني/نص وفيديو: إلى حكومة سلام ورئيس الجمهورية: المجتمع الدولي جاء بكم لتجريد حزب الله من سلاحه وإنهاء دويلته لمصلحة الدولة—استقيلوا إن كنتم عاجزين أو غير راغبين.

الياس بجاني/وفاة الفنان اللبناني المميز أنطوان كرباج

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة تحت عنوان/فيما صحة رياض سلامة تتدهور حرب ضروس في لبنان على منصب حاكم المصرف المركزي : كل الاسلحة مسموحة

اشتباكات حدودية بين عشائر لبنانية ومقاتلين سوريين

«الحزب» ينعي 4 من مقاتليه في الهرمل رغم إنكاره المشاركة في المعركة

الجيش اللبناني يتحضر لدخول حوش السيد علي.. وتسجيل خرق لوقف النار

عقوبات أميركية تطال قطاع الاتصالات

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 18 آذار 2025

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 18/3/2025

لا صحة لتسليم الجيش الادارة السورية الجديدة مسؤولين من النظام السابق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«الحشد» العراقي ينتشر على حدود سوريا

دمشق تندد بغارات إسرائيل على درعا: عمل عدواني يستهدف الاستقرار

إسرائيل تعزز الاضطراب في جنوب سوريا وتستغل الانقسامات في السويداء ووزارة الداخلية تنشر اعترافات متهم بالتخطيط «لإثارة الفتن

قصف أميركي يستهدف محافظتي صعدة وحجة اليمنيتين

واشنطن تتهم الحوثيين بالاستيلاء على مخزون لبرنامج الأغذية العالمي

إيران تربط التفاوض مع أميركا بـ «المنافع» وقالت إنها تجهز رداً على رسالة ترمب

نتنياهو يحذّر «حماس»: الضربات على غزة «مجرّد بداية»

إطلاق مقذوف من اليمن نحو إسرائيل... وتفعيل صفارات الإنذار

الحكومة الإسرائيلية توافق على إعادة تعيين بن غفير وزيرا للأمن القومي

ما خيارات «حماس» العسكرية بعد استئناف حرب غزة؟

مصادر من الحركة: ندرس كل الخيارات بما فيها السياسية لتجنيب أهل غزة عملية عسكرية أوسع

عودة بن غفير لحكومة إسرائيل تثير الشكوك حول دوافع الحرب

«حماس»: نتنياهو أشعل الحرب للتغطية على أزماته الداخلية

غموض يكتنف خطة إعمار غزة مع عودة الضربات الإسرائيلية

ترمب بعد محادثته الهاتفية مع بوتين حول أوكرانيا: اتفقنا على تحييد منشآت الطاقة والبنى التحتية

توافق الزعيمان على ألا تكون إيران في وضع يسمح لها بتدمير إسرائيل

بوتين وترمب اتفقا بعد حوار «مثمر وبنّاء» على السعي لهدنة محدودة/قررا تشكيل لجنة خبراء من الطرفين لدفع التسوية... وبحثا تحسين العلاقات الثنائية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خرق الهدنة يتواصل...تحذيرات من تجدّد الغارات على الضاحية والمحيط/ألان سركيس/نداء الوطن

الأسوار الجيدة تصنع جيراناً جيدين القرار 1680 مثالاً/مكرم رباح/نداء الوطن

الجنوب من "خلصت الحرب" إلى "معقول ترجع الحرب"؟/رمال جوني/نداء الوطن

الحكومة قد لا تستعجل التعيين وتنتظر حزيران...المرشحون للحاكمية كثر... والكلمة لواشنطن والظروف/عماد الشدياق/نداء الوطن

مواني الأدب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مطعمك ميشلاني؟/أحمد الصراف/القبس الكويتية

دروز سوريا في إسرائيل... الذاكرة المعلّقة/نديم قطيش/الشرق الأوسط

سوريا بين مطالب الخارج وتحديات الداخل/أحمد محمود عجاج/الشرق الأوسط

الملف النووي الإيراني: أي سيناريوهات/د. ناصيف حتي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الرئيس عون التقى نقابتي محامي طرابلس والصيادلة: قادرون على إلاصلاح ومحاربة الفساد بمن يؤمنون بالعدالة والمحاسبة ونحن أمام مسؤولية استعادة المعايير الأخلاقية والمهنية للقطاع الصحي

منير الربيع مستشاراً سياسياً وإعلامياً لرئيس الحكومة

 الجبهة المسيحية": لعدم استجرار حرب مع الدولة السورية وإلهاء الجيش اللبناني بمعارك لا مصلحة لنا بها

الكتائب: لخطة عملية لتسليم السلاح تكون على رأس أوليات الحكومة

الراعي ترأس قداسا احتفاليا في عينطورة لمناسبة عيد القديس يوسف: لنلتمس منه تواضع القلب والبساطة وحبّ العمل وإتمام مشيئة الله في حياتنا اليوميّة بحلوها ومرّها

جعجع في المؤتمر التربوي السنوي بدير الاحمر: المنطقة في غليان وعلينا حماية وطننا وتعزيز سيادته

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 18 آذار/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم».

انجيل القدّيس متّى01/من18حتى25/“أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا. ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم». وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ: هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا. ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ. ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.”

 

هَلْ تَفْتَخِرُ الْفَأْسُ عَلَى الْقَاطِعِ بِهَا أَوْ يَتَكَبَّرُ الْمِنْشَارُ عَلَى مُرَدِّدِهِ؟ كَأَنَّ الْقَضِيبَ يُحَرِّكُ رَافِعَهُ! كَأَنَّ الْعَصَا تَرْفَعُ مَنْ لَيْسَ هُوَ عُوداً

الزوادة الإيمانية/اشعيا10/من01حتى21/"وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَقْضُونَ أَقْضِيَةَ الْبُطْلِ وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ جَوْراً لِيَصُدُّوا الضُّعَفَاءَ عَنِ الْحُكْمِ وَيَسْلِبُوا حَقَّ بَائِسِي شَعْبِي لِتَكُونَ الأَرَامِلُ غَنِيمَتَهُمْ وَيَنْهَبُوا الأَيْتَامَ. وَمَاذَا تَفْعَلُونَ فِي يَوْمِ الْعِقَابِ حِينَ تَأْتِي التَّهْلُكَةُ مِنْ بَعِيدٍ؟ إِلَى مَنْ تَهْرُبُونَ لِلْمَعُونَةِ وَأَيْنَ تَتْرُكُونَ مَجْدَكُمْ؟ إِمَّا يَجْثُونَ بَيْنَ الأَسْرَى وَإِمَّا يَسْقُطُونَ تَحْتَ الْقَتْلَى. مَعَ كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ! وَيْلٌ لأَشُّورَ قَضِيبِ غَضَبِي. وَالْعَصَا فِي يَدِهِمْ هِيَ سَخَطِي. عَلَى أُمَّةٍ مُنَافِقَةٍ أُرْسِلُهُ وَعَلَى شَعْبِ سَخَطِي أُوصِيهِ لِيَغْتَنِمَ غَنِيمَةً وَيَنْهَبَ نَهْباً وَيَجْعَلَهُمْ مَدُوسِينَ كَطِينِ الأَزِقَّةِ. أَمَّا هُوَ فَلاَ يَفْتَكِرُ هَكَذَا وَلاَ يَحْسِبُ قَلْبُهُ هَكَذَا. بَلْ فِي قَلْبِهِ أَنْ يُبِيدَ وَيَقْرِضَ أُمَماً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ. فَإِنَّهُ يَقُولُ: ((أَلَيْسَتْ رُؤَسَائِي جَمِيعاً مُلُوكاً؟ أَلَيْسَتْ كَلْنُو مِثْلَ كَرْكَمِيشَ؟ أَلَيْسَتْ حَمَاةُ مِثْلَ أَرْفَادَ؟ أَلَيْسَتِ السَّامِرَةُ مِثْلَ دِمَشْقَ؟ كَمَا أَصَابَتْ يَدِي مَمَالِكَ الأَوْثَانِ وَأَصْنَامُهَا الْمَنْحُوتَةُ هِيَ أَكْثَرُ مِنَ الَّتِي لأُورُشَلِيمَ وَلِلسَّامِرَةِ أَفَلَيْسَ كَمَا صَنَعْتُ بِالسَّامِرَةِ وَبِأَوْثَانِهَا أَصْنَعُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَصْنَامِهَا؟ فَيَكُونُ مَتَى أَكْمَلَ السَّيِّدُ كُلَّ عَمَلِهِ بِجَبَلِ صِهْيَوْنَ وَبِأُورُشَلِيمَ أَنِّي أُعَاقِبُ ثَمَرَ عَظَمَةِ قَلْبِ مَلِكِ أَشُّورَ وَفَخْرَ رِفْعَةِ عَيْنَيْهِ. لأَنَّهُ قَالَ: ((بِقُدْرَةِ يَدِي صَنَعْتُ وَبِحِكْمَتِي. لأَنِّي فَهِيمٌ. وَنَقَلْتُ تُخُومَ شُعُوبٍ وَنَهَبْتُ ذَخَائِرَهُمْ وَحَطَطْتُ الْمُلُوكَ كَبَطَلٍ. فَأَصَابَتْ يَدِي ثَرْوَةَ الشُّعُوبِ كَعُشٍّ وَكَمَا يُجْمَعُ بَيْضٌ مَهْجُورٌ جَمَعْتُ أَنَا كُلَّ الأَرْضِ وَلَمْ يَكُنْ مُرَفْرِفُ جَنَاحٍ وَلاَ فَاتِحُ فَمٍ وَلاَ مُصَفْصِفٌ)). هَلْ تَفْتَخِرُ الْفَأْسُ عَلَى الْقَاطِعِ بِهَا أَوْ يَتَكَبَّرُ الْمِنْشَارُ عَلَى مُرَدِّدِهِ؟ كَأَنَّ الْقَضِيبَ يُحَرِّكُ رَافِعَهُ! كَأَنَّ الْعَصَا تَرْفَعُ مَنْ لَيْسَ هُوَ عُوداً! لِذَلِكَ يُرْسِلُ سَيِّدُ الْجُنُودِ عَلَى سِمَانِهِ هُزَالاً وَيُوقِدُ تَحْتَ مَجْدِهِ وَقِيداً كَوَقِيدِ النَّارِ. وَيَصِيرُ نُورُ إِسْرَائِيلَ نَاراً وَقُدُّوسُهُ لَهِيباً فَيُحْرِقُ وَيَأْكُلُ حَسَكَهُ وَشَوْكَهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَيُفْنِي مَجْدَ وَعْرِهِ وَبُسْتَانِهِ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ جَمِيعاً. فَيَكُونُ كَذَوَبَانِ الْمَرِيضِ. وَبَقِيَّةُ أَشْجَارِ وَعْرِهِ تَكُونُ قَلِيلَةً حَتَّى يَكْتُبَهَا صَبِيٌّ. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ وَالنَّاجِينَ مِنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ لاَ يَعُودُونَ يَتَوَكَّلُونَ أَيْضاً عَلَى ضَارِبِهِمْ بَلْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ بِالْحَقِّ. تَرْجِعُ بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ إِلَى اللَّهِ الْقَدِيرِ. لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ شَعْبُكَ يَا إِسْرَائِيلُ كَرَمْلِ الْبَحْرِ تَرْجِعُ بَقِيَّةٌ مِنْهُ. قَدْ قُضِيَ بِفَنَاءٍ فَائِضٍ بِالْعَدْلِ. لأَنَّ السَّيِّدَ رَبَّ الْجُنُودِ يَصْنَعُ فَنَاءً وَقَضَاءً فِي كُلِّ الأَرْضِ. وَلَكِنْ هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ: ((لاَ تَخَفْ مِنْ أَشُّورَ يَا شَعْبِي السَّاكِنُ فِي صِهْيَوْنَ. يَضْرِبُكَ بِالْقَضِيبِ وَيَرْفَعُ عَصَاهُ عَلَيْكَ عَلَى أُسْلُوبِ مِصْرَ. لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً يَتِمُّ السَّخَطُ وَغَضَبِي فِي إِبَادَتِهِمْ)). وَيُقِيمُ عَلَيْهِ رَبُّ الْجُنُودِ سَوْطاً كَضَرْبَةِ مِدْيَانَ عِنْدَ صَخْرَةِ غُرَابَ وَعَصَاهُ عَلَى الْبَحْرِ وَيَرْفَعُهَا عَلَى أُسْلُوبِ مِصْرَ. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ حِمْلَهُ يَزُولُ عَنْ كَتِفِكَ وَنِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ وَيَتْلَفُ النِّيرُ بِسَبَبِ السَّمَانَةِ. قَدْ جَاءَ إِلَى عَيَّاثَ. عَبَرَ بِمِجْرُونَ. وَضَعَ فِي مِخْمَاشَ أَمْتِعَتَهُ. عَبَرُوا الْمَعْبَرَ. بَاتُوا فِي جَبْعَ. ارْتَعَدَتِ الرَّامَةُ. هَرَبَتْ جِبْعَةُ شَاوُلَ. اِصْهِلِي بِصَوْتِكِ يَا بِنْتَ جَلِّيمَ. اسْمَعِي يَا لَيْشَةُ. مِسْكِينَةٌ هِيَ عَنَاثُوثُ. هَرَبَتْ مَدْمِينَةُ. احْتَمَى سُكَّانُ جِيبِيمَ. الْيَوْمَ يَقِفُ فِي نُوبَ. يَهُزُّ يَدَهُ عَلَى جَبَلِ بِنْتِ صِهْيَوْنَ أَكَمَةِ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ يَقْضِبُ الأَغْصَانَ بِرُعْبٍ وَالْمُرْتَفِعُو الْقَامَةِ يُقْطَعُونَ وَالْمُتَشَامِخُونَ يَنْخَفِضُونَ. وَيُقْطَعُ غَابُ الْوَعْرِ بِالْحَدِيدِ وَيَسْقُطُ لُبْنَانُ بِقَدِيرٍ."

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نص وفيديو: حكومة سلام التناقضات وحزب الله بين وهم الاستغباء وسقوط الأقنعة على الحدود اللبنانية – السورية

الياس بجاني/18 آذار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141336/

بداية إن تصريح وزيرة حزب الله تمارا الزين في حكومة نوافق سلام “لست مع جدول زمني لتسليم سلاح حزب الله لأن السياسة تتغيّر حسب الظروف، وجود الاحتلال يعطي تلقائيا الحق بالمقاومة.” هو مخالفة صريحة وعلنية لإلتزامات الحكومة بالدستور والقرارات الدولية، ويضع عون وسلام والحكومة امام ازمة تضامن وزاري في انطلاقتها. السؤال هو: هل الوزيرة تنطق باسم الحكومة أم باسم الجهة التي سمّتها؟ وكيف لحكومة أن تنطلق  وتشرف على تنفيذ وقف أطلاق النار وكل القرارات الدولية وانهاء دويلة حزب الله وتفكيل كل كياناته العسكرية والتعليمية والمالية والإرهابية والمخابراتية وهي تحمل في داخلها هذا التناقض؟ مطلوب موقف واضح وعلني اليوم وليس غداً من نواف سلام وجوزيف عون.

منذ عقود، وحزب الله الإرهابي يمارس أساليبه الخبيثة لخداع اللبنانيين والتلاعب بعقولهم، متوهماً أنه قادر على استغباء وعيهم وإيهامهم بأنه يدافع عن لبنان. لكن الواقع اليوم أصبح أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، فحربه المتقطعة على الحدود اللبنانية – السورية ليست معركة وطنية ولا مقاومة، بل هي صراع بين عصابات تهريب ومجرمي ميليشياته وبين قوات النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، في مشهد يعكس حقيقة الحزب كتنظيم مرتزق يعمل لخدمة مشاريع إيرانية لا تمت لمصلحة لبنان بصلة.

حزب الله، الذي احترف استغلال “الأهالي” في الجنوب كأداة سياسية لابتزاز المجتمع الدولي عبر الاعتداء على قوات اليونيفيل، يحاول اليوم استنساخ التجربة نفسها في البقاع، لكن هذه المرة تحت عنوان “العشائر”. إلا أن الفرق بين المسرحيتين هو أن الأولى استمرت لسنوات بسبب غياب قرار دولي حاسم، أما الثانية فهي ولدت ميتة، لأن الظروف تغيّرت، والغطاء الذي كان يحمي الحزب بدأ بالزوال، كما أن أبناء العشائر الحقيقيين يرفضون أن يكونوا أدوات في حرب ميليشياوية قذرة لا تخدم إلا إيران ومشروعها التخريبي في المنطقة.

كل الوقائع تؤكد أن من يسميهم الحزب بـ”العشائر” هم في الواقع مجرد مجموعات من المهربين والمرتزقة الذين يعملون تحت إمرته، ويتحركون وفق توجيهاته، في حين أن العشائر الأصيلة في البقاع بريئة من هذا التورط، وترفض الزج بها في صراع إرهابي لا ناقة لها فيه ولا جمل. هذه الحرب ليست معركة دفاع عن لبنان، بل مجرد تصفية حسابات بين العصابات المسلحة التابعة للحزب وقوات النظام السوري الجديد، وسط حالة من الفوضى والدمار يدفع ثمنها الشعبين اللبناني والسوري على حد سواء.

أما الجيش اللبناني، الذي يحاول الحزب استدراجه إلى هذا المستنقع، فهو غير معني بهذه الحرب، وليس طرفاً فيها، لأن الصراع الدائر هو بين ميليشيات غير شرعية لا تمثل الدولة اللبنانية ولا تلتزم بسيادتها. لذلك، فإن أي محاولة لإقحام الجيش في هذه المعركة إنما تهدف إلى منحه غطاءً لحربه العبثية، وهو أمر لن يمر على اللبنانيين ولا على المجتمع الدولي.

الحقيقة التي باتت واضحة اليوم هي أن حزب الله دخل مرحلة السقوط النهائية. فبعد هزائمه المتتالية، وفشل مشروعه في سوريا، وانكشاف أكاذيبه حول المقاومة، لم يعد قادراً على الاستمرار في خداع اللبنانيين. لقد انتهى زمن الشعارات الفارغة، وجاء وقت الحساب، والقرار الدولي والعربي بات أكثر جدية من أي وقت مضى في إنهاء وجوده السياسي والعسكري والإرهابي في لبنان. ما يجري اليوم على الحدود اللبنانية – السورية ليس إلا بداية النهاية لعهد الإرهاب الإيراني في لبنان، ولن يطول الوقت حتى يتحقق الخلاص الكامل.

الياس بجاني/نص وفيديو: حكومة سلام التناقضات وحزب الله بين وهم الاستغباء وسقوط الأقنعة على الحدود اللبنانية – السورية

https://www.youtube.com/@eliasbejjani8036/streams

https://www.youtube.com/watch?v=-CF7VsMCYyk&t=40s

الياس بجاني/18 آذار/2025

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

https://eliasbejjaninews.com

 

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتولالذكرى السنوية لعيد مار يوسف البتول

الياس بجاني/19 آذار/2025

تحتفل الكنيسة المارونية بالذكرى السنوية لعيد القديس مار يوسف البتول في ١٩ آذار من كل سنة. تحمل هذه الذكرى المقدسة أهمية خاصة لعائلتنا، حيث اننا نتوارث هذا الاسم بفخر منذ أجيال. في هذه الذكرى المباركة نتوسل إلى الله وملائكته لحماية ابننا الحبيب يوسف وحفيدنا جوزيف، اللذين يحملان هذا الاسم المقدس.

يعتبر العيد مناسبة مهمة في الطقس الماروني، حيث يتم بالصلاة تكريم حياة القديس يوسف البتول، زوج السيدة العذراء مريم ووالد يسوع المحترم. إن المؤمنين والمتدينين، ولا سيما الموارنة اللبنانيين، لا يعتبرون العيد هو مجرد يوم احتفال بالذكرى، بل يُعتقدون أيضًا أنه عيد ميلاد القديس يوسف.

في لبنان، يُنظر إلى القديس يوسف باعتباره القديس الحامي للعائلة، ولدوره المثالي كزوج مخلص وأب، هذا وتعتبر حياته مثالًا يقتدى به في التفاني والطاعة والإيمان والتواضع والعمل الجاد، وهي صفات تتعلق به وتقدرها وتمارسها العائلات في بلدنا الحبيب منذ زمن بعيد.

كان تكليف القديس يوسف الملائكي مهمة عظيمة؛ فقد كُلف من قبل الله برعاية يسوع المسيح والسيدة العذراء مريم، فتمم مسؤولياته بحب عميق وصادق وبتفانيٍ وتجرد، وأصبح رمزاً للأبوة والإخلاص والعمل للعائلة.

لقد جسد القديس يوسف كل معاني الإيمان والطاعة والأمانة العطاء والتفاني.

وفيما نحن نكرم هذا القديس الكبير اليوم، لا بد وأن نتأمل أيضًا في الفضائل التي جسدها، تواضعه وقوته وتفانيه في تنفيذ مشيئة الله.

نصلي من أجل أن يستمر إرث القديس يوسف في إلهامنا للقيام بأدوارنا الأبوية والرعوية داخل عائلاتنا ومجتمعاتنا، متمثلين بمثاله في الإيمان والعطاء والمحبة والتفاني والتجرد.

في هذا اليوم المقدس والمبارك، نقدم صلوات الشكر والتضرع، إلى الرب على كل عطاياه ونعمه، ونبارك كل من يحمل اسم يوسف، متطلعين لأن نسير على خطى فضائل قديسنا الحبيب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: إلى حكومة سلام ورئيس الجمهورية: المجتمع الدولي جاء بكم لتجريد حزب الله من سلاحه وإنهاء دويلته لمصلحة الدولة—استقيلوا إن كنتم عاجزين أو غير راغبين.

الياس بجاني/17 آذار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141305/

بات واضحًا أن لبنان لا يمكنه الاستمرار في ظل حكومة ورئاسة تتسمان بالتردد والعجز عن تنفيذ القرارات الدولية التي تشكل مفتاح استعادة سيادته واستقراره. جاء رئيس الوزراء نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزيف عون إلى الحكم بتوافق دولي وإقليمي، متمثلًا باللجنة الخماسية، وكان الهدف الأساسي من مجيئهما—رغم معارضة حزب الله ونبيه بري ومعظم النواب—هو فرض اتفاق وقف إطلاق النار من خلال تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك اتفاقية الهدنة، والقرار 1559، والقرار 1701، والقرار 1680. جميع هذه القرارات تنص بوضوح على ضرورة نزع سلاح حزب الله وسائر الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وليس الاكتفاء بتسليم جزء منه أو التفاوض على بقائه تحت أي ذريعة.

لذلك، يجب على الحكومة والرئيس وضع جدول زمني صارم لا يتعدى بضعة أشهر لتنفيذ هذه المهمة بدلًا من الانخراط في المراوغة والمماطلة ومحاولات استرضاء نبيه بري وما تبقى من قيادة حزب الله. فالتلكؤ لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والتدهور الاقتصادي والسياسي، علماً أن المجتمع الدولي والدول العربية لن يقدموا أي دعم مالي إذا استمرت حكومته في لعب دور المتفرج والمتردد أمام التحدي الأكبر الذي يواجهه البلد نتيجة ألاعيب نبيه بري وهيمنة حزب الله وسلاحه على القرار السياسي.

في هذا السياق، يتحمل نبيه بري، رئيس مجلس النواب، مسؤولية مباشرة. لقد وقع اتفاقية وقف إطلاق النار باسم الدولة اللبنانية، وعمليًا، باسم حزب الله وراعيته إيران. عليه أن يتوقف عن التلاعب بالألفاظ والمراوغة السياسية، ويجب أن يعلن بوضوح قبول حزب الله وإيران بتسليم السلاح، أو أن يتحمل العواقب—بما في ذلك الاستقالة وربما المحاكمة. لا يمكن للبنان أن يبقى رهينة لميليشيا مسلحة تدّعي "المقاومة" بينما تجرّ البلاد نحو الانهيار الاقتصادي والعزلة الدولية.

استمرار الحكومة في إصدار بيانات غامضة وملتبسة توحي بأن سلاح حزب الله سيبقى تحت ذرائع واهية مثل "استمرار الاحتلال الإسرائيلي" هو أمر مرفوض. الوضع الحالي لا يسمح بأي مجال للمراوغة الكلامية ولهذا المطلوب واضح: نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني، بل في كافة الأراضي اللبنانية، وإنهاء دويلة السلاح التي تعمل بأوامر الحرس الثوري الإيراني.

إن فشل الحكومة ورئيس الجمهورية في تنفيذ هذه المهمة يعني ببساطة أنهم غير مؤهلين للقيادة، ويجب عليهم إعلان فشلهم والاستقالة فورًا، وإفساح المجال أمام من يستطيع مواجهة هذا التحدي الوطني.

إن المجتمع الدولي واللبنانيون بأكثريتهم الساحقة لن يقبلوا بأي سيناريو يهدف إلى استرضاء حزب الله أو تأجيل إنهاء دويلته وسلاحه والخيار واضح: إما نزع سلاح الحزب الله خلال فترة زمنية محددة وفرض سيادة الدولة بقواها الذاتية وبدعم قوات اليونيفل، أو الاستقالة وإفساح المجال لحكومة قادرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية.

إن استمرار حالة الضعف والميوعة الحالية سيؤدي إلى نتائج كارثية، ليس فقط على حزب الله ومناطق تواجده فيها، بل على لبنان ككل، حيث ستجد إسرائيل نفسها مضطرة لشن حرب جديدة برعاية أميركية مطلقة، والتي لن تقتصر على الحزب ومناطق تواجده وحده، بل ستمتد إلى كل لبنان، مما سيزيد من معاناة اللبنانيين ويدمر أي أمل في إعادة الإعمار والمساعدات الدولية. لذلك، يجب اتخاذ قرار حاسم: على الرئيس والحكومة إما تنفيذ القرارات الدولية، أو الاستقالة وفتح المجال لقيادة قادرة على إعادة لبنان إلى مسار الدولة القوية ذات السيادة الحقيقية.

الياس بجاني/فيديو: إلى حكومة سلام ورئيس الجمهورية: المجتمع الدولي جاء بكم لتجريد حزب الله من سلاحه وإنهاء دويلته لمصلحة الدولة—استقيلوا إن كنتم عاجزين أو غير راغبين.

https://www.youtube.com/watch?v=UbCzFf7iIW0&t=3s

الياس بجاني/17 آذار/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

وفاة الفنان اللبناني المميز أنطوان كرباج

الياس بجاني/16 آذار/2025

غيب الموت اليوم الفنان القدير والمميز انطوان كرباج الذي رافق النهضة الفنية اللبنانية في الزمن  الجميل مع الرحابنة وكبار العمالقة من موسيقيين ومخرجين ومطربين من بينهم الأخوين رحباني ووديع الصافي وزكي ناصيف وفيروز وايلي شوريري ووليم حسواني وفيلمون وهبي وغيرهم كثر، وكان كرباح المميز من أعمدة ذلك الزمن الجميل الأساسيين. نصلي من أجل راحة نفسه في المساكن السماوية ونتقدم من أهله ومحبيه بأحر التعازي.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة تحت عنوان/فيما صحة رياض سلامة تتدهور حرب ضروس في لبنان على منصب حاكم المصرف المركزي : كل الاسلحة مسموحة

https://www.youtube.com/watch?v=O519doy0pXM

الياس بجاني/جهاد ازعور قريب من جبران باسيل وكات تقارير افادت ان أخيه تربطه بباسيل أعمال تجارية اضافة إلى أنه مقرب جداً من بري وكان تواصل بالمباشر مع حزب الله يوم كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية. من هنا المعايير الأميركية والعربية لا تقف إلى جانبه.. كما ان تبعيته للسنيورة غير مريحة

 

اشتباكات حدودية بين عشائر لبنانية ومقاتلين سوريين

بيروت: «الشرق الأوسط/18 آذار/2025

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، اللبنانية الرسمية، بتجدد الاشتباكات، اليوم الثلاثاء، بين أبناء العشائر اللبنانية والفصائل السورية في بلدة حوش السيد علي وبلدة المشرفة، عند الحدود الشمالية لمدينة الهرمل اللبنانية مع سوريا. وأمس الاثنين، اشتدت الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي عشائر البقاع على الحدود اللبنانية - السورية في شمال مدينة الهرمل، بعد تعرض بلدة حوش السيد علي لقصف من الجانب السوري، ما استدعى رداً من الجيش اللبناني. وكان هدوء حذر ساد قبل ظهر الاثنين، بعد ليلة عنيفة من الاشتباكات بين الطرفين، وذلك على خلفية مقتل 3 سوريين في محيط ريف حمص، سلمهم الجيش اللبناني إلى الجانب السوري، في حين أوضح وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى أن القتلى مهربون. وقال وزيرا الدفاع اللبناني ميشال منسى والسوري مرهف أبو قصرة أمس الاثنين إنهما اتفقا على وقف إطلاق النار، وذلك بعد الاشتباكات على الحدود أودت بحياة عشرة أشخاص على مدى يومين. وقالت «وكالة الأنباء السورية»، الاثنين، إن قوات وزارة الدفاع سيطرت على قرية حوش السيد علي الحدودية بعد طرد مقاتلي جماعة «حزب الله» منها. ونفى «حزب الله» في بيان يوم الأحد مسؤوليته عن الأحداث الجارية على الحدود اللبنانية السورية.

 

«الحزب» ينعي 4 من مقاتليه في الهرمل رغم إنكاره المشاركة في المعركة

جنوبية/19 آذار/2025

في مشهد يثير علامات استفهام حول حقيقة الموقف الرسمي، نعى أربعة من مقاتليه الذين سقطوا في الهرمل، في وقت يواصل الحزب إنكار مشاركته المباشرة في معارك الحدود اللبنانية السورية مؤخرا.  وسقط 7 شهداء وأكثر من 52 جريحا وفق وزارة الصحة اللبنانية، في اشتباكات بدأت الأحد في القصر – الهرمل وانتهت بإعلان وقف إطلاق النار مساء الإثنين.

ما القصة؟

وفق ما اطلع عليه موقع «جنوبية»، أصدر «حزب الله – منطقة البقاع» أربعة بيانات منفصلة، نعى فيها أربعة من عناصره «على طريق القدس»، مع تحديد مواعيد مراسم التشييع والمواقع التي سيوارون فيها الثرى.

وأسماء الشهداء الأربعة هي:

عبد الحاكم وليد مدلج (كربلاء) من القصر في الهرمل

علي يونس شبان (كرار) في مدينة الهرمل

حمزة مهدي غراب من المعالي في الهرمل

عبد الله الزين من بلدة المنصورة

تناقض مع الرواية الرسمية

ورغم وضوح بيانات النعي، إلا أن الحزب كان قد قال في بيان رسمي الأحد الفائت إنه «غير معنيّ بما يجري في الاشتباكات الأخيرة على الحدود السورية-اللبنانية». وجاء في بيانات النعي أن التشييع سيتم غدا الأربعاء قبل أن يواروا الثرى. وجاء هذا النفي في ظل تصاعد الاشتباكات بين قوات من الأمن السوري وعناصر مسلحة من عشائر لبنانية، على خلفية عمليات تهريب ومحاولات فرض سيطرة أمنية سورية على بعض المعابر غير الشرعية. وكانت قد نشرت صفحات بقاعية، وأخرى سورية، صور الشهداء نفسهم خلال اليومين الماضيين. وحاولت مصادر إعلامية في حزب الله التسويق إنه مع العشائر «وراء الجيش اللبناني في المعركة».

 

الجيش اللبناني يتحضر لدخول حوش السيد علي.. وتسجيل خرق لوقف النار

جنوبية/18 آذار/2025

سُجّل الثلاثاء خرق لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش اللبناني وقوات وزارة الدفاع السورية، في حوش السيد علي البقاعية. وكشفت قناة «إم.تي.في» بعد أنباء عن تجدد الاشتباكات إنها «لم تتجدّد»، بل تم خرق الاتفاق بـ«إطلاق بعض القذائف في الجهة السورية».وأفادت قناة «الجديد» عصر الثلاثاء عن «تجدد الإشتباكات لناحية حوش السيد علي»، تزامنا مع معلومات عن تحضر الجيش اللبناني لدخول البلدة. تزامنا، قال مصدر أمني لصحيفة «النهار» أن «الجيش اللبناني سيدخل غداً إلى بلدة حوش السيد علي وسوريا سلمت جثتي الأخوين محمد وأحمد مدلج إلى الصليب الأحمر اللبناني، مساء اليوم (الثلاثاء)، عند معبر جوسيه الحدودي».

ماذا حصل أيضا؟

وفق مصادر محلية لقناة «الميادين»، صباح اليوم الثلاثاء، استغل مسلحون سوريون وقف إطلاق النار لاقتحام أجزاء من بلدة حوش السيد علي كما أكدت المصادر نفسها أن المسلحين قاموا بسرقة منازل الأهالي وأحرقوا بعضها. ووفقًا لمختار البلدة، فإن المسلحين لا يزالون يحتلون حوالي 5 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية حتى الساعة، وسط عمليات نهب مستمرة للمنازل، ما أثار حالة من القلق بين السكان. وتم نشر صورة عبر منصة «تلغرام» لوجود مسلحين يرجح إنهم تابعون لوزارة الدفاع السورية، التي تقول أنها تستردّ الجزء السوري من البلدة اللبنانية. كذلك، نشرت إذاعة «صوت لبنان 93.3» فيديو قالت إنه «تعزيزات لفوج المجوقل عند مشارف حوش السيد علي عند الحدود اللبنانية – السورية»، تمهيدا لدخولها. ذخائر وحبوب مخدرة؟ من جهة أخرى، زعمت وسائل إعلام سورية الثلاثاء عن عثور القوات السورية على ذخائر وأسلحة مخدرة داخل مقرات حزب الله في حوش السيد علي. ونشرت صورًا لما قالت إنه «لقطات لبعض الذخائر والأسلحة والحبوب المخدرة، التي عثرت عليها قوات الجيش داخل أوكار ميليشيا حزب الله بقرية حوش السيد علي بريف القصير غرب حمص». يذكر أن حزب الله نفى أي علاقة له بالإشتباكات في اليومين الماضيين. ولا يمكن لموقع «جنوبية» التأكد من صحة الصور المنشورة.

 

عقوبات أميركية تطال قطاع الاتصالات

نداء الوطن/19 آذار/2025

وزارة الخزانة الأميركية

تُواصل الولايات المتحدة الأميركية مسلسل عقوباتها بحقّ كيانات وأفراد مرتبطين بـ "حزب الله"، إذ أشارت مصادر مطلعة لـ "نداء الوطن"، إلى أن وزارة الخزانة الأميركية تتجه إلى فرض عقوبات على أفراد وقضاة وهيئات مرتبطة بقطاع الاتصالات في لبنان، وذلك بسبب مشاركتهم وتغطيتهم استمرار نشاط الاتصالات غير الشرعي. ويُعتقد أن هذه الانشطة تحقق مدخولاً مالياً ضخماً يُستخدم لمصلحة "حزب الله"، وهو ما يُعد تهديداً للأمن الإقليمي. في التفاصيل، فقد أفاد مطلعون بأن التضييق على شركات الإنترنت الشرعي عبر طلبات وقرارات وآراء استشارية مشبوهة، وغض النظر بشكل كلّي عن الإنترنت غير الشرعي، أثار الريبة الأميركية حول جني قطاع الاتصالات غير الشرعي مبالغ ضخمة تُقدّر بملايين الدولارات تستخدم في تمويل الجماعات الإرهابية، وفق الإدارة الأميركية. وتهدف هذه العقوبات إلى تعطيل شبكات الدعم المالي التي تعمل لصالح تلك الجماعات ومنها "حزب الله" بشكل أساسي، مما يعكس التزام الولايات المتحدة بمنع استغلال نظام الاتصالات لتمويل أنشطة غير مشروعة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 18 آذار 2025

وطنية/18 آذار/2025

النهار

تبين ان القتلى السوريين الثلاثة الذين سقطوا عند الحدود البقاعية هم من الشيشان وافادت معلومات ان معظم المقاتلين من الجهة السورية مع لبنان ليسوا سوريين وانما من جنسيات مختلفة حاربوا سابقا مع "داعش" وهم مستعدون لقتال "حزب الله" مجددا.

قال مسؤول أمني سابق عن اسباب إقدام أحدهم على شتم مكون لبناني من مذهب معين ثم إعتذاره عن الأمر لاحقا بأنه لا يتعلق بعوارض من الصيام، بل انه ربما واقع تحت تأثير مخدر خصوصا بعدما تم توقيفه والتحقيق معه في هذا الملف قبل نحو شهرين وتدخل قادة حزبيين لإخلائه قبل ان يفتضح أمره.

علم أنه في إطار التكليف والتعيينات التي قام بها أحد الوزراء، فإن وزيراً خدماتياً عيّن شخصاً من بلدته، ما أثار تساؤلات عن هذا التعيين.

يقول وزير سابق انه غير متفائل بالاوضاع لسنة مقبلة على الأقل اذ ان الفقر سيزداد في ظل امتناع المجتمع الدولي عن توفير الاموال للإعمار ما سيزيد من المشكلات الاجتماعية وايضا الأمنية.

يسجل في اليومين الاخيرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي فائض من خطاب الكراهية الذي يغذي الخلاف السوري اللبناني عند الحدود

الجمهورية

رأى سفير بارز أنّ ما يجري من مواجهات في منطقة حساسة، لا يُعالج بمستوى خطورة تداعياته فيما لو تفلّتت الأمور.

أكّد مطّلعون أنّ العلاقة بين حزب بارز وتيار سياسي ستستمر على القطعة حتى إشعار آخر.

عُلم أنّ أحد أقرباء شخصية قيادية رحلت أخيراً ينكبّ على إعداد كتاب حول سيرتها من المهد إلى اللحد.

اللواء

وقع انقسام بين جهات في الخماسية الدولية، حول الشخصية الأكثر ملاءمة لتولي حاكمية المركزي في هذه المرحلة.

تبيّن لجهات معنية أن التهريب بين لبنان وسوريا، لم يتوقف، وأن العصابات تتحرك على جانبي الحدود.

صُدم الطلاب في جامعة خاصة كبرى بعد توقف المساعدات المالية أو «المنح» المموّلة من الـUsaid، في ضوء قرارات رئيس الدولة الكبرى أيضاً.

نداء الوطن

يعمد بعض القضاة إلى تقديم "أوراق اعتمادهم" لمسؤولين في السلطة لتشملهم "نِعَم" التشكيلات القضائية، ويُلاحَظ أن قرارات وأحكاماً تصدر "غبّ الطلب" مع اقتراب هذه التشكيلات.

يبدو أنه صُرِف النظر، في الوقت الراهن، عن المقرّ الخاص لجلسات مجلس الوزراء، لعدة اعتبارات أبرزها أن المقر في منطقة المتحف غير ملائم وأن هناك أولويات تتقدّم على استحداث المقر حالياً.

يخضع ناشط لبناني يحمل الجنسية الأميركية، برز في السنتين الأخيرتين كوسيط يهتم بملفٍ معيَّن، لتحقيق في واشنطن بشأن أموال تقاضاها لم تُستَخدَم في وجهتها الحقيقية، وتقول المعلومات إن لبنانيين متورِّطون معه.

البناء

قال مصدر يمني إن واشنطن ارتكبت حماقة كبرى بشنّ حرب على اليمن تحت سقف مرتفع يصل حد الالتزام بتأمين الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر دون دخول المساعدات إلى غزة تحت شعار إنهاء تأثير اليمن على الملاحة في البحر الأحمر. وهذا هدف عمل عليه الجيش الأميركي لأكثر من سنة دون جدوى وواشنطن لم تنتبه أن اليمن هو مَن بادر هذه المرّة لإعطاء مهلة للعودة إلى إجراءات المنع في البحر الأحمر، بينما كان التهديد اليمني بعد وقف النار بالعودة إلى الإسناد إذا عادت الحرب. وهذا يعني أن اليمن اختار الدخول مجدداً وفق حسابات وترتيبات لا شك في أن بينها احتمال الحرب الأميركية. وما لدى اليمن ليس مجرد القدرة على الصمود ومواصلة الحظر البحريّ بل مفاجآت جرى إعدادها لفرضية التصعيد الكبير.

يقول مصدر أمني إنّه لا تسجل لدى الجهات المعنية الداخلية والخارجية أي تحرّكات من طرف حزب الله توحي بنيّة التصدّي لما يشهده جنوب لبنان من اعتداءات إسرائيلية موصوفة تفوق قدرة الناس على التعايش معها ولا تجاه ما يجري في شمال شرق لبنان من اعتداءات تفوق أيضاً قدرة الناس على التقبّل، وأن خيار الحزب واضح هو أن الدولة هي الجهة المسؤولة عن إدارة المواجهات دبلوماسياً وميدانياً وأن حزب الله قام بما عليه تجاه الدولة لتقوم بذلك كما طلبت وأن تصدّي الأهالي المشروع جنوباً وشمالاً يضع الدولة أمام مسؤوليتها لاحتضان هذا الموقف وقيامها بما يلزم. وقد ظهر أن لا غنى عن التصدّي الميداني شمالاً وجنوباً حتى ولو بخلفيّة تحريك الحلول السياسية التي تبدو إذعاناً واستسلاماً بصيغتها الراهنة. وطالما أن السعي لحوار حول الاستراتيجية الدفاعية موضع إجماع فإن حزب الله ينتظر هذا الحوار وما يُقال فيه بناء على التجربة الواقعيّة لمرحلة غيابه عن المواجهة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 18/3/2025

وطنية/18 آذار/2025

÷ مقدمة نشرة أخبار الـ "أن بي أن"

اقليم ملتهب إن لم يكن بنيران اسرائيلية فبنيران أميركية ... من غزة والضفة مرورا بلبنان وسوريا وصولا الى اليمن وربما لا يكون العراق بمنأى عنها.

وفي لبنان حصار ناري جنوبا وشرقا ... في الاتجاه الأول اعتداءات اسرائيلية منفلتة واحتلال جاثم على صدر مساحات من الأرض الأمر الذي حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان من انعكاساته الخطيرة وذلك في إحاطة قدمتها لمجلس الأمن.

وعند الحدود اللبنانية - السورية اشتباكات دامت يومين قبل ان يلجمها اتفاق لوقف إطلاق النار أدى إلى سريان الهدوء منذ الليلة الماضية.

وفي الميدان الفلسطيني استئناف للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بضوء أخضر أميركي وصمت عربي ودولي بعد شهرين على وقف اطلاق النار.

العدوان المتجدد الذي حمل تسمية ( العزة والسيف) حصد خلال ساعاته الأولى نحو ألف شهيد وجريح بينهم قيادات عسكرية وسياسية في حماس.

وهكذا "انقلب بنيامين نتنياهو على الاتفاق وأنهاه من طرف واحد" قالت حماس وحذرت من جهة من انه سيعرض الأسرى في غزة للخطر واعتبرت من جهة أخرى ان نتنياهو يستخدم هذه الحرب قارب نجاة له من ازماته السياسية الداخلية.

وفي الوقت الذي استؤنف فيه العدوان على غزة واصل العدو الاسرائيلي ضرباته الجوية في سوريا وآخرها في ريف دمشق ودرعا.

حتى العراق اعلن وزير خارجيته ان رسائل وصلت الى بغداد عن نية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلاده.

أما اليمن فقد استمر لليوم الثالث على التوالي عرضة لنوبات متتالية من الغارات الأميركية التي رد عليها الحوثيون بهجوم ثالث خلال ثمان واربعين ساعة على حاملة الطائرات الأميركية (ترومان) الجاثمة في البحر الأحمر.

وفيما حمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ايران مسؤولية كل طلقة نار يطلقها الحوثيون قائلا إنها ستتحمل عواقب رهيبة وصفت طهران هذه التصريحات بأنها متهورة واستفزازية مؤكدة ان حركة أنصار الله والسلطات اليمنية تتخذ قراراتها وإجراءاتها بشكل مستقل.

اندلاع النيران في اكثر من بقعة بالاقليم يقابله أمل ولو متواضع بإطفائها في مساحة أبعد وتحديدا في أوكرانيا فهل تحسم المكالمة الهاتفية المقررة اليوم بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين مصير الحرب الروسية - الأوكرانية؟!.

* مقدمة الـ "أم تي في"

ما كادت المعارك تهدأ منتصف الليل على الحدود الشرقية للبنان، حتى اشتعلت حرب غزة من جديد. في ساعات معدودة قتلت إسرائيل حوالى  424 وجرحت 528 من أهل غزة، بينهم عدد من قياديي غزة، أبرزهم رئيس حكومة حماس في القطاع، والمتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي.

التصعيد بالنار واكبه تصعيد بالمواقف. فوزير الدفاع الإسرائيلي هدد بأن أبواب الجحيم ستفتح في غزة إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن، مؤكدا للحركة أن قواعد اللعبة تغيرت.

بالتوازي، رأى البيت الأبيض أن حماس إختارت الحرب برفضها إطلاق الرهائن. في لبنان، الهدوء النسبي على الحدود اللبنانية - السورية مستمر في ظل دخول الجيش إلى الجزء اللبناني من بلدة حوش السيد علي.

أما على صعيد التعيينات، فالأنظار متجهة إلى جلسة مجلس الوزراء الخميس. فهل تنجح الحكومة في إنجاز آلية التعيينات، ما يسمح بعقد جلسة عادية للحكومة تنتقل فيها من النظرية إلى التطبيق عبر البدء بإجراء التعيينات؟

على صعيد آخر أكد رئيس الحكومة نواف سلام العمل على الإعداد لعقد مؤتمر عام للإستثمار في الخريف المقبل في بيروت لإعادة لبنان على خريطة الإهتمام العربي والدولي ماليا واقتصاديا.

لكن السؤال يبقى: هل المجتمعان العربي والدولي مستعدان لرفع الحظر عن لبنان اذا استمر القرار الحكومي ضائعا في القضايا الكبرى، وفي طليعتها حل مسألة سلاح حزب الله؟.

* مقدمة "المنار"

استسهل اطفاء النار التي تحاصره بدماء الاطفال والنساء الغزيين الصائمين، ما دام انه مطمئن لرد فعل الامة الصائمة عن اي فعل شريف نصرة لهؤلاء المظلومين.

فاختار رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو المحاصر بخلافات حادة مع اجهزته الامنية، وبمحاكمة قضائية تهز كرسي حكمه، وبتصويت على الموازنة السنوية تكاد تطيح حكومته – اختار ان يشعل النار في غزة من جديد مستفيدا من زيت البلطجي الأميركي الذي تعهد كاذبا بوقف الحروب في المنطقة، واذ به يسعرها وفق الحاجة الصهيونية.

قرابة الف فلسطيني بين شهيد وجريح اتت عليهم آلة الغدر الصهيونية ساعة سحر من شهر رمضان، فابيدت عائلات باكملها حين كان بعضها يرتل قرآن الفجر الذي صم عنه بعض الامة كل الآذان، وأضلوا طريق القدس بأحقاد غشت على القلوب قبل الاعين، فيما عين الفلسطينيين شاخصة الى اهل الحكمة والشرف – اليمنيين – الحاضرين وسيدهم بما اوتوا من قدرات نصرة للحق الفلسطيني ومظلومية اهله.

مشهد من عمق الحقد الصهيوني يتجدد في غزة المحاصرة حتى عن شربة ماء، فيما وجوه بعض حكام الامة قد عصر ماء وجههم دونالد ترامب خدمة للمشروع الصهيوني. ووسط صمتهم الا عن بعض بيانات رفع العتب الاستنكارية، يبقى صوت الشهيد ابي حمزة، كما عرفه العالم ناطقا باسم حركة الجهاد الإسلامي، يتردد في ارجاء المنطقة وهو يعاتب الامة شعوبا وحكاما: ماذا ستقولون يوم العرض الاكبر لعدم نصرتكم لفلسطين؟

يكمل الصهيوني غاراته وعراضاته متوعدا الفلسطينيين بالمزيد. ورغم كل عدوانه فهو يعرف انه ليس هكذا يحرر اسراه، ولا هو قادر على كسر ارادة شعب تفوق على الصبر بطيب معناه. فالحرب الصهيونية الاميركية هذه التي انقلبت على اتفاق وقف اطلاق النار لن تستطيع الا ان تعيد “اتيمار بن غفير” الى الحكومة لشد عصب اجرامها كما حصل اليوم، وما عجز عنه نتنياهو خلال خمسة عشر شهرا هو وشريكه الاميركي لن يستطيعا تحقيقه بعدوانهما المتجدد بحسب بيان حزب الله.

* مقدمة الـ "أو تي في"

بين التطورات المتسارعة على الحدود الشمالية الشرقية وتلك المستمرة على الحدود الجنوبية، والممتدة الى مناطق ابعد بالغارات، تواصل السلطة  اللبنانية الجديدة سيرها ببطء شديد في اتجاه تحقيق الاهداف التي رسمتها لنفسها في خطاب القسم والبيان الوزاري.

فعلى مستوى حصر السلاح، تتحدث النتائج عن نفسها، سواء لناحية فرض تطبيق مندرجات اتفاق وقف اطلاق النار، أو لناحية حماية الحدود اللبنانية المتداخلة مع سوريا من تداعيات الفوضى الناتجة عن المرحلة الانتقالية الفاصلة بين سقوط النظام واستقرار الاوضاع.

وعلى مستوى الاصلاح، حدث ولا حرج، فكيف يكون اصلاح بموازنة قديمة غير اصلاحية، وكيف تترجم وعود طموحة، بممارسات اعتيادية، سواء على مستوى تشكيل الحكومة او التعيينات او غيرها من الممارسات؟

واليوم، ايد تكتل  لبنان القوي اثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، سعي الحكومة الى إقرار تصور لآلية اجراء التعيينات في الإدارة جريا على ما اعتمدته حكومات سابقة، لكنه نبه من ارتكاب الخطأ بإقرار آلية مخالفة للدستور، سبق للمجلس الدستوري أن أبطلها برمتها سابقا.

وغداة مطالبة الرئيس العماد ميشال عون بدعوة مجلس الدفاع الاعلى للانعقاد، رأى التكتل أن ما يجري على حدود لبنان الشمالية الشرقية مصدر قلق كبير للأمن والإستقرار، وهذا يستلزم أقصى درجات الإستنفار السياسي لوقف التصعيد وفرض سيادة القانون بما يحمي لبنان ارضا وحدودا وشعبا واقتصادا.

ودان التكتل استمرار العدوان الإسرائيلي اليومي على لبنان وإعلان بنيامين نتنياهو رفضه الانسحاب من النقاط التي احتلها، سأل عن عدم اتخاذ الحكومة اللبنانية بعد موقفا واضحا مما يجري وما يحكى عن أسبابه الحقيقية، كما دان استئناف إسرائيل العدوان على غزة بقصف السكان وسقوط مئات القتلى والجرحى والاطاحة بالقانون الدولي والإنساني.

* مقدمة الـ "أل بي سي"

أبواب جهنم تفتح مجددا على قطاع غزة بقرار من نتنياهو وغطاء من ترامب.

 ضغط بالنار على حماس ولكن بكلفة مرتفعة جدا... سقوط المئات من القطاع مع عدد كبير من قادة الحركة، وإسرائيل تقول إن التصعيد مرتبط بما إذا كانت حماس ستعود إلى طاولة المفاوضات.

وفيما مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي سيجتمع بعد غد الخميس، بدا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كأنه يحاول الخروج من أزمته الحكومية والأمنية.

على المستوى الحكومي، وزير الأمن الإسرائيلي السابق إيتمار بن غفير، الذي غادر الحكومة بسبب خلافات على وقف إطلاق النار في غزة، قد يعود إلى الحكومة الائتلافية، وذلك بعد استئناف إسرائيل غاراتها على القطاع. وستعزز عودة بن غفير حكومة نتنياهو.

وعلى المستوى الأمني، قد تفضي عودة الحرب إلى تأجيل قضية إقالة رئيس الشاباك.

الضربات الإسرائيلية لم تقتصر على غزة، فسلاح الجو هاجم مدافع شكلت تهديدا على إسرائيل في جنوب سوريا، على حد ما جاء في بيان للجيش. من الجانب السوري، تحدثت معلومات عن أن القصف الاسرائيلي طال حي مساكن الضاحية في مدينة درعا الذي يقطنه مدنيون، والملاصق ل"اللواء 132"، بغارتين جويتين إستهدفتا ثكنة عسكرية، ما خلف إصابات بين المدنيين.

في الحدث اللبناني، توغل الجيش السوري في بلدة حوش السيد علي، وسيطر على الجزء اللبناني منها، والجيش اللبناني يقف عند مدخلها.

حكوميا، جلسة بعد غد الخميس في السراي الحكومي لاستكمال آلية التعيين، فيما لم تتحدد جلسة الجمعة في قصر بعبدا، خصوصا أن تعيين حاكم لمصرف لبنان لم ينضج بعد. 

* مقدمة "الجديد"

لقم بنيامين نتنياهو صواريخه ضد اهل غزة وصب فوق الصواريخ قنابل من طراز ايتمار بن غفير العائد الى الحكومة الاسرائيلية على دماء اطفال القطاع. خمسمئة شهيد على سحور واحد.

وفي ليلة اضاءات بالأخضر بعد وصول الموافقة الاميركية على الإبادة الثانية  مئة واربعة وسبعون طفلا وتسع وثمانون امرأة ومدنيون شهداء ومئات الجرحى في عدوان مفاجىء قررته اسرائيل بديلا عن التفاوض مع حماس لإطلاق الأسرى. 

ولم يطلع صباح على اهل القطاع حتى كان البيت الابيض قد اعلن توقيعه على صفقة الحرب، وأكدت المتحدثة باسمه كارولين ليفيت، أن إسرائيل استشارت إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن هجماتها الأخيرة على غزة وذكرت بتحذير ترامب مسبقا من أن حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لنشر الإرهاب ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة سيواجهون عواقب وخيمة.

ومع التصديق الاميركي على الابادة الثانية لغزة كانت بقية دول العالم تقف بين الادانة والاستنكار وابداء القلق  واقصى تصريح لم يتخط الصدمة عبر عنه الامين العام  للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش داعيا إلى احترام وقف إطلاق النار, وخرج اليمن من دائرة القلق الى الدوائر الصاروخية  فأطلق اول صاروخ بالستي اعترضته منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلي ودوت صفارات الإنذار في بئر السبع وديمونة وبلدات عدة في جنوب إسرائيل.

وتبعا للتصريحات الاسرائيلية فإن الحرب مستمرة حتى تحقيق اهدافها لكن الهدف الأبعد مدى يتلخص بخطة ترامب في تهديده الشهير لاهل غزة عندما توجه لهم بعبارة  "شالوم حماس"، موضحا أن الكلمة تعني "مرحبا ووداعا" في آن واحد وطالبها في حينه بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن وإعادة جثث القتلى، وإلا ستواجه الجحيم.

وقال إن  الولايات المتحدة ستقدم لإسرائيل كل ما تحتاجه "لإنهاء المهمة"  ترامب الذي يشارك اسرائيل في مهمة الجحيم فتح خطا هاتفيا مطولا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، واتفق الطرفان على تشكيل لجان  خبراء مشتركة لتسوية الأزمة الأوكرانية  وأبقى الزعيمان العالميان على الاتصالات مفتوحة في منطقة متغيرة بينها الشرق الاوسط .

وجديد هذا الشرق ما تراه واشنطن من رؤى للسلام  وإن جاءت هذه الرؤى بالدبوماسية الخشنة.

وهذا ما عبر عنه مبعوث ترامب ستيف ويتكوف الذي وبحسب جريدة النهار فإن الادارة الاميركية ستطلب من  لبنان التوجه إلى مفاوضات سياسية مباشرة وجها لوجه مع إسرائيل وتكليف شخصية مدنية لهذه المهمة.

وبحسب ويتكوف فإنه لا إعمار للجنوب والمناطق الأخرى المتضررة في البقاع والضاحية الجنوبية قبل إطلاق هذه التسوية مع تل أبيب، ومن غير المسموح، بل من الممنوع عودة الأهالي إلى البلدات الحدودية الأمامية وممارسة حياتهم اليومية رغم الاتفاق الذي حصل. على ان تبقى  إسرائيل تحتل النقاط الخمس إلى نحو سنة، ولن تدخل في أي تسوية أو بت للنقاط الثلاث عشرة المتنازع عليها في الأصل ما لم تسر الأمور بحسب ما ترسمه واشنطن.

دفتر حساب ثقيل على لبنان الذي بالكاد له ان يفرض سيادته في الايام المقبلة على تعيين حاكم جديد للبنك المركزي وهي مهمة سيتشارك بها مع اميركا وفرنسا التي توفد رسولها الى بيروت للحكم على الحاكم.

 

لا صحة لتسليم الجيش الادارة السورية الجديدة مسؤولين من النظام السابق

وطنية/18 آذار/2025

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر منصة "اكس" خبرًا مفاده بان الجيش اللبناني سلم ٧٠ ضابطًا ومسؤولًا سوريًا من أركان النظام السابق الى الادارة الجديدة.   فريق "فاكت شيك ليبانون" في وزارة الاعلام دقق بالخبر وتبين أنه يعود الى  تاريخ 28/12/2024.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«الحشد» العراقي ينتشر على حدود سوريا

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

قالت «هيئة الحشد الشعبي» العراقية إن قواتها انتشرت في 7 نقاط جديدة قرب الحدود مع سوريا، بأسلحة وكاميرات حرارية. وأفادت «هيئة الحشد» في بيان بأن «قطعات (اللواء 33) انتشرت في محافظة الأنبار، على مسافة 12 كيلومتراً، موزعة على 4 نقاط تقدم الإسناد الكامل للقوات الأمنية المنتشرة على الحدود العراقية». وأكدت أن قوات تشكيل عسكري آخر؛ هو «اللواء 30»، انتشرت «على الحدود العراقية - السورية على امتداد 15 كيلومتراً، بواقع 3 نقاط معززة بأسلحة متوسطة وثقيلة وكاميرات حرارية؛ لرصد الحدود ومتابعتها على مدار الساعة». لكن رغم ذلك، قالت مصادر ميدانية في محافظة الأنبار (غرب العراق) إنها لم ترصد تحركات عسكرية فوق العادة قرب الحدود مع سوريا. ولم يتضح على الفور سبب التعزيزات الإضافية، لكن هذا التحشيد جاء غداة اشتباكات عنيفة على الحدود السورية - اللبنانية، وبعد 4 أيام من إعلان بغداد مقتل عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى «أبو خديجة» الذي كان نائب ما يسمى «والي العراق وسوريا» في تنظيم «داعش».

 

دمشق تندد بغارات إسرائيل على درعا: عمل عدواني يستهدف الاستقرار

دبي - العربية.نت/18 آذار/2025

بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الثلاثاء شن غارة جوية استهدفت مدافع في منطقة خان أرنبة في جنوب سوريا، المحاذية لخط فض الاشتباك في مرتفعات الجولان، علّقت دمشق. فقد ندّدت الخارجية السورية، الثلاثاء، بالغارات الإسرائيلية التي استهدفت محافظة درعا جنوب البلاد، الاثنين، معتبرة أنها عمل عدواني يستهدف استقرار سوريا. كما دانت الوزارة في بيان بأشد العبارات، الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على درعا في 17 آذار/مارس، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وفقا لحصيلة رسمية، مضيفة أن "هذا العمل العدواني هو جزء من حملة تشنها إسرائيل ضد الشعب السوري والاستقرار في البلاد". كذلك اعتبرت أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا لا يشكل فقط انتهاكا للقانون الدولي، بل يمثل أيضا تهديدا مباشرا للأمن الإقليمي والدولي. ورأت أن هذه الهجمات المتعمدة، التي تنفّذ بدون أي مبرر، تكشف عن التجاهل التام من قبل إسرائيل للقوانين والأعراف الدولية، تحت ذرائع لم تعد تلقى أي مصداقية. أتى ذلك بعد بيان للجيش الإسرائيلي أعلن فيه أن طائراته هاجمت في منطقة خان أرنبة جنوب سوريا مدافع شكلت تهديدا، وفق زعمه. وقال إنها مراكز قيادة ومواقع عسكرية.

يذكر أنه بعد سقوط النظام السوري السابق في كانون الأول/ديسمبر، شنّت إسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سوريا، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق. كما توغل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله من الهضبة السورية. وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شباط/فبراير بجعل جنوب سوريا منزوع السلاح بشكل كامل، محذرا من أن حكومته لن تقبل بوجود القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة في سوريا قرب حدودها.

 

إسرائيل تعزز الاضطراب في جنوب سوريا وتستغل الانقسامات في السويداء ووزارة الداخلية تنشر اعترافات متهم بالتخطيط «لإثارة الفتن»

دمشق: سعاد جرَوس/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

تواصل إسرائيل توجيه ضرباتها داخل الأراضي السورية والتوغل فيها بالتزامن مع تفاعل الانقسامات في محافظة السويداء، ترتفع وتيرة الاضطراب في مناطق الجنوب السوري وتفتح الاحتمال نحو تصعيد خطير، في الوقت الذي يتطلع فيه السوريون إلى إنهاء حالة الحرب والاستقرار بعد سقوط نظام الأسد وإتمام الثورة عامها الرابع عشر. وذلك في حين كشفت وزارة الداخلية اعترافات لمتهم بالتخطيط لاستهداف الأقليات في سوريا بهدف إثارة الفتن. وبدلاً من الاحتفال بالذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة في درعا الذي كان مقرراً الثلاثاء، خرج الأهالي الذين توافدوا من مختلف مناطق المحافظة في تشييع حاشد لضحايا الغارات الإسرائيلية. وتبرر إسرائيل ضرباتها بأنها تستهدف «مراكز قيادة ومواقع عسكرية تحوي أسلحة وآليات عائدة إلى النظام السوري السابق»، بحسب الجيش الإسرائيلي. الذي توغل فجر الثلاثاء، في الطرف الجنوبي لقرية معرية مقابل قرية كويا في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، وقال موقع «درعا24» إن هذه التحركات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية بين وقت وآخر تهدف إلى الاستطلاع. الباحث في مركز الدراسات جسور، وائل علوان، قال إن إسرائيل «تتعمد استهداف البنية التحتية العسكرية وتدمير ما تبقى من قدرات الدولة السورية، لتمنع سيناريو الاستقرار وتبقي الانقسامات والفوضى بين مختلف المناطق». وإنها تستغل المشهد في سوريا «لتوسيع مدى نفوذها وتدخلها الأمني والعسكري»، لافتاً إلى أن حكومة نتنياهو لا تقوم بتحقيق هذا الهدف الإسرائيلي «بالأدوات العسكرية فقط، بل تسعى إلى استغلال الخلافات الداخلية لاستقطاب أطراف في السويداء وشمال شرقي سوريا، بحيث تمنع من خلالهم تعافي سوريا من التقسيم والفوضى التي جر نظام الأسد البلاد إليها».

اصطفافات السويداء

ولا يزال الانقسام والتباين في المواقف يتفاعلان في السويداء حول الموقف من الاتفاق مع الحكومة في دمشق، وتترجم على الأرض بحوادث عنف متفرقة. ونشبت، الثلاثاء، اشتباكات بين مجموعات من بلدة وقم، غرب السويداء ومجموعة من رعاة الأغنام من أبناء العشائر، وأدت الاشتباكات إلى إصابة شابين إصابات طفيفة، وفق ما أفاد موقع «السويداء 24». وسبق ذلك منع عناصر من مجلس السويداء العسكري المقرب من الزعيم الروحي حكمت الهجري، لإعلاميين محليين من تغطية الوقفة في ساحة الحراك المدني وسط المدينة.

وقالت مصادر محلية في السويداء لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمر تم تداركه، لافتة إلى أن هناك مماحكات وتجاذبات دائمة على خلفية الاصطفافات الحاصلة داخل مجتمع السويداء، التي تعمقت بعد سقوط النظام، فهناك «الزعامات الروحية والزعامات العائلية العشائرية، والحراك المدني والفصائل المحلية المسلحة»، وكل مجموعة لها رؤيتها ومخاوفها الخاصة بها حول العلاقة مع الحكومة الانتقالية في دمشق.

وتقول المصادر إن الغالبية في السويداء تجتمع على رفض الكثير من بنود الإعلان الدستوري؛ لأنه لا يلبي طموحات الشعب السوري، إلا أن الفرقاء يختلفون في آليات التعبير عن هذا الرفض، فالحراك المدني يرى أن لا بديل عن الاتفاق مع دمشق وحصر السلاح بيد الدولة وحل الخلافات بالحوار، ويؤيد هذا التوجه الفصائل المحلية المسلحة التي وقَّعت اتفاقاً مع دمشق، تنضم بموجبه إلى القوات السورية وتبقى في السويداء، ومن أبرز الفصائل «حركة رجال الكرامة» و«أحرار جبل العرب». في المقابل، تتفق الزعامات الروحية الثلاث على التريث في تسليم السلاح، وتنقسم حول الموقف من حكومة دمشق ذات الخلفية الدينية، فالزعيمان حمود الحناوي ويوسف جربوع، يريان أنه لا بد من الحوار معها للتوصل إلى اتفاق، في حين يرفض الزعيم الهجري قبل تقديم ضمانات تتعلق بالمشاركة والتعددية في الحكم. ويؤيد الهجري المجلس العسكري في السويداء وفصيل «أسود الجبل». وبحسب المصادر، يصرّ الهجري على رفض أي معارضة في السويداء لموقفه من الحكومة بدمشق؛ لأن الأمر متعلق بـ«مصير الطائفة»، بحسب تعبير المصادر التي ترجح أن يكون موقف الهجري مرتبطاً بطموحه إلى استعادة الزعامة السياسية والروحية لعائلته على السويداء عموماً، والتي تعرضت أيام الانتداب الفرنسي للتراجع على خلفية الموقف من الحكومة الوطنية، في حين تصدّر سلطان باشا الأطرش الزعامة السياسية للسويداء. إلا أنه رغم ذلك، تلفت المصادر إلى توافق الزعامات الروحية الثلاث على ضرورة تجنيب «أبناء السويداء أي صدام دموي»، والدفع باتجاه إقامة «نظام حكم مدني وتعددي، يضم جميع السوريين». وركزت المصادر على أن الخلاف بين الزعامات الثلاث هي الوسائل والأدوات التي يستخدمها كل منهم في تقوية مواقفه، فالهجري الذي برز مع بدء الحراك المدني داعماً له، ساهم بالتواصل معه من قٍبل أطراف دولية بتكريسه زعيماً للحراك، وهو يريد استثمار هذا العلاقات اليوم لتقوية مواقفه، بالإضافة إلى علاقته مع الزعيم الروحي للدروز في الأراضي المحتلة موفق طريف، وهو ما يرفضه الزعيمان الحناوي وجربوع والحراك المدني والفصائل الداعمة لهم. وعبَّرت المصادر عن الأسف لمحاولة إسرائيل استغلال هذه الخلافات والعمل جاهدة على ضرب الاستقرار في السويداء، وهو ما ينذر باحتمالات خطيرة من شأنها تقويض الاستقرار في جنوب سوريا عموماً. وعاشت محافظة درعا ليلة عصيبة جراء أكثر من ثلاثين غارة واستهدفت الفوج 175 والمساكن العسكرية واللواء 12، وجميعها في مدينة إزرع، بالإضافة إلى اللواء 15 في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي، واللواء 132 في مدينة درعا، وأسفرت الغارات عن مقتل 3 أشخاص، بينهم أحد عناصر الجيش السوري الجديد. كما أسفرت الغارات عن إصابة 22 شخصاً، بينهم أطفال وسيدة. في حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي وهيئة البث الإسرائيلية: «إن الجيش الإسرائيلي هاجم مواقع عسكرية جنوب غربي دمشق، وإن الغارات استهدفت مواقع عسكرية في تل المانع بمحيط مدينة الكسوة بريف دمشق».

لتنفيذ تفجير في السيدة زينب

جاء ذلك في وقت كشفت فيه وزارة الداخلية السورية وجود جهات تسعى لإثارة «الفتن» في سوريا، وبثت، الثلاثاء، فيديو لما قالت إنه مع «أحد المتهمين بمحاولة استهداف مقام السيدة زينب، وإثارة الفتنة عبر استهداف الطوائف المختلفة في البلاد». وتضمن مقطع الفيديو المقتضب اعتراف المتهم بأنه شارك في «البدء بالتخطيط لاستهداف مقام السيدة زينب»؛ بغاية «تأجيج الشارع العام والرأي الدولي وإثارة الفتنة». كما تحدث عن خطط لتنفيذ «عمليات استشهادية» عبر عدد من الانتحاريين، مؤكداً «التخطيط للعمل على استهداف «الأقليات من المسيحيين والشيعة والعلويين». وقالت وزارة الداخلية السورية إنها ستنشر الاعترافات الكاملة للمتهم قريباً. وسبق لصحيفة «واشنطن بوست» أن أفادت بأن الولايات المتحدة شاركت بشكل مباشر معلومات استخباراتية مع الحكومة السورية؛ ما أسهم في إحباط مؤامرة لـ«داعش» لاستهداف ضريح ديني بضواحي دمشق في يناير (كانون الثاني) الماضي.

 

قصف أميركي يستهدف محافظتي صعدة وحجة اليمنيتين

واشنطن تتهم الحوثيين بالاستيلاء على مخزون لبرنامج الأغذية العالمي

لندن/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

أفادت قناة «المسيرة» التلفزيونية التابعة لجماعة الحوثي بأن قصفاً أميركياً استهدف، اليوم (الثلاثاء)، محافظتي صعدة وحجة في شمال غربي اليمن. وقالت إن قصفاً استهدف منطقة طخية في مديرية مجز بمحافظة صعدة، كما استهدفت غارة أخرى منطقة بحيص في مديرية ميدي في حجة. ولم تذكر مزيداً من التفاصيل. وبدأت الولايات المتحدة، يوم السبت، شنّ ضربات تستهدف جماعة الحوثي، بعدما أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران أنها ستستهدف مجدداً السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب. وقال الحوثيون إن الهجمات الأميركية أسقطت 53 قتيلاً على الأقل. وصرّح مسؤولون أميركيون بأن الضربات ستستمر أياماً، وربما أسابيع، إذا لم تتوقف هجمات الحوثيين على حركة الشحن في البحر الأحمر. واتهمت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، الحوثيين بالاستيلاء على مخزون الغذاء التابع لبرنامج الأغذية العالمي من مستودعه في محافظة صعدة، شمال اليمن. وقالت القيادة المركزية الأميركية، في حسابها على منصة «إكس»: «يحتوي هذا المستودع على أكثر من 2.5 مليون كيلوغرام من السلع المخصصة للمدنيين اليمنيين». وأشارت إلى أن «هذا الاستيلاء غير القانوني على مساعدات برنامج الأغذية العالمي سيزيد من عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى الشعب اليمني». وأضافت: «يعد هذا مثالاً آخر على التجاهل التام واللامسؤول من جانب الحوثيين لمعاناة الشعب اليمني، وعدوانهم المستمر على العمليات الإنسانية التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين». وذكّرت بأن «الحوثيين يواصلون انتهاك القانون الإنساني الدولي وتعريض عمال الإغاثة والشعب اليمني للخطر. إنهم لا يهتمون بمصلحة اليمنيين على الإطلاق». وفي 10 فبراير (شباط) الماضي، أعلنت الأمم المتحدة تعليق أعمالها في محافظة صعدة (المعقل الرئيسي للحوثيين)، إثر قيام سلطات الأمر الواقع باحتجاز 8 موظفين أمميين إضافيين.

 

إيران تربط التفاوض مع أميركا بـ «المنافع» وقالت إنها تجهز رداً على رسالة ترمب

لندن/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

ربطت إيران جلوسها إلى طاولة مفاوضات مع الإدارة الأميركية، بالحصول على «منافع اقتصادية»، وأكدت أنها تعمل على صياغة ردٍّ على رسالة الرئيس دونالد ترمب. ونقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن رئيس البرلمان محمد قاليباف، قوله إن ترمب «يريد فرض شروطه بالقوة، ومن ثم يطالب بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهو ما لن تقبله إيران». وأضاف رئيس البرلمان: «إيران لا تقول إنها لن تتفاوض، لكن إذا تمكنت من الانتفاع اقتصادياً فستجلس إلى طاولة المفاوضات، بحيث تضمن تصدير نفطها وتتمكن مصارفها من التعامل المالي مع جميع أنحاء العالم، ويتمكن المستثمرون من الاستثمار في عموم البلاد». وكشف قاليباف عن أن «وزارة الخارجية الإيرانية تعد رداً على رسالة ترمب، رغم أنه مزق اتفاقاً التزمت به الإدارة الأميركية عام 2015». في غضون ذلك، أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن «مسيّرة تجسس أميركية انسحبت من المجال الجوي الإيراني بعد اعتراضها بمقاتلة ومسيّرة إيرانيتين». ونقلت الوكالة عن الجيش الإيراني أنه «في حالة تأهب للدفاع عن حدود البلاد»، كما هددت القوة الجوية التابعة لـ«الحرس الثوري» بأنها ستُسقط أي «طائرة معادية» تدخل المجال الجوي الإيراني. إلى ذلك، صرَّح نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، بأن بلاده «ملتزمة» التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وذلك بعد لقائه مديرها العام رافائيل غروسي.

 

نتنياهو يحذّر «حماس»: الضربات على غزة «مجرّد بداية»

تل أبيب/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الضربات الجوية للجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، على قطاع غزة «مجرد بداية»، مشدّداً على أن الضغط العسكري «لا غنى عنه» لضمان عودة الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس». الضربات أوقعت أكثر من 400 قتيل، وفق «حماس»، وهي الأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني). وبينما توعّدت الدولة العبرية بمواصلة القتال في غزة حتى «إعادة الرهائن»، رأى القيادي في «حماس» سامي أبو زهري أن إسرائيل تحاول «فرض اتفاق استسلام» على الحركة، متهماً الولايات المتحدة بأنها «شريكة في التصعيد». وقال نتنياهو في مداخلة متلفزة مساء إن «حماس»، «شعرت بقوتنا في الساعات الـ24 الأخيرة. وأريد أن أؤكد لكم ولهم: إنها مجرد بداية». وأكد نتنياهو أيضاً أن الضوء الأخضر للعملية لم يكن «لاعتبارات سياسية». ومعارضو نتنياهو يتهمونه بالسعي لمواصلة الحرب متجاهلاً، حسب رأيهم، سلامة الرهائن لضمان استمراره السياسي.

ورفض حتى الآن تشكيل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر، الأمر الذي قد يضر بحكومته، كما أن العديد من أقاربه يشملهم تحقيق يجريه جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) للاشتباه في قيامهم «بالتجسس وإفشاء أسرار دولة». وأعلن الأحد نيته إقالة رئيس «الشين بيت»، مؤكداً أنه لم يعد يثق به.

وجاءت تصريحاته رداً على بيان لمنتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين اتّهمه بـ«التضحية» بالمحتجزين في غزة بعد أن أمر بشن ضربات إسرائيلية عنيفة على القطاع الفلسطيني. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون في غزة «لن تجرى من الآن فصاعداً إلا تحت النار»، معتبراً أن الضغط العسكري «لا غنى عنه» لضمان عودتهم. وخطف خلال هجوم «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 251 شخصاً، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قتلوا. وأشعل الهجوم فتيل الحرب في غزة. وقد توقفت الحرب في القطاع بهدنة انتزعها المفاوضون القطريون والأميركيون والمصريون.

تنسيق كامل

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الثلاثاء، خلال اجتماع مجلس مديري اللوبي الأميركي المؤيد لإسرائيل «لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية التوجيهية» (آيباك)، وفق بيان لمكتبه: «لقد قصفنا أهدافاً لـ(حماس) وأهدافاً إرهابية أخرى في غزة. هذا ليس هجوماً ليوم واحد. سنواصل العملية العسكرية في الأيام المقبلة». وقالت الحكومة الإسرائيلية إن الضربات تم شنها بـ«تنسيق كامل» مع الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية التي اعتبرت أن حماس «اختارت الحرب» برفضها الإفراج عن الرهائن. يثير هذا التصعيد مخاوف من استئناف الحرب على نطاق واسع في القطاع الفلسطيني المحاصر، حيث شنّت إسرائيل عملية عسكرية مدمّرة رداً على هجوم «حماس». وروى رامز العمارين (25 عاماً) الذي يقيم في خيمة في منطقة الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة أنّ «القصف من الطائرات الحربية والدبابات في كل مكان. فتحوا نار جهنم من جديد على غزة». وأضاف أنّ «الجثث والأشلاء على الأرض، والمصابون لا يجدون أي طبيب يعالجهم». وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس» في غزة الثلاثاء أن «413 شخصاً على الأقل قتلوا» في غارات إسرائيلية هي الأعنف منذ دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 19 يناير. وأعلنت «حماس»، في بيان، مقتل رئيس حكومتها في قطاع غزة عصام الدعاليس «رئيس متابعة العمل الحكومي»، إلى جانب وكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة، ومدير عام جهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان، ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة. وأوضحت أنهم قضوا «بعد استهدافهم من طائرات الاحتلال الصهيونازي بشكل مباشر هم وعائلاتهم». وطالبت الحركة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالانعقاد العاجل لأخذ قرار «يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه». وتراجعت حدّة الضربات عصراً، وفق شهود. وقبل أن يصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء في المناطق الحدودية لإسرائيل صباح الثلاثاء، بدأ سكان بالنزوح وهم يحملون أكياساً وبطانيات فوق رؤوسهم.

لا بديل

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي خلال لقائه مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي أنّ الدولة العبرية لم يكن لديها «بديل من استئناف العمليات العسكرية»، مضيفاً أنّ بلاده «وافقت على مقترحات مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف لتمديد وقف إطلاق النار، لكن (حماس) رفضتها مرتين». وتأتي الغارات التي أثارت مواقف دولية منددة، في ظل تعثّر المفاوضات بشأن المراحل التالية من الهدنة وتباين المواقف بين الطرفين. في إسرائيل، اتّهم منتدى عائلات الرهائن نتنياهو بـ«التضحية» بالمحتجزين. في تل أبيب قال أفيف يائير هورن وهو رهينة تم الإفراج عنه بعدما دخلت الهدنة حيّز التنفيذ إن «الضغط العسكري لن يعيدهم، نعرف ذلك عن تجربة». وامتدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني. وفي حين أعلنت إسرائيل تأييدها مقترحاً أميركياً لتمديد الهدنة حتى منتصف أبريل (نيسان)، شددت «حماس» على ضرورة بدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تضع حداً نهائياً للحرب وانسحاب الجيش من كامل القطاع. وبدأت مفاوضات غير مباشرة الأسبوع الماضي في الدوحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، لكنّ الوفدين غادرا العاصمة القطرية الجمعة بدون إحراز تقدّم. وكانت إسرائيل سمحت خلال المرحلة الأولى بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، قبل أن تعلّق دخولها في الثاني من مارس (آذار). وبغية الانتقال إلى المرحلة الثانية، تطالب إسرائيل بإبعاد قيادة «حماس» من غزة حيث تتولّى الحركة الحكم منذ 2007 وتفكيك ذراعها العسكرية ونزع سلاحها. وأسفر هجوم «حماس» عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر. وأدّت الحرب في غزة إلى مقتل 48577 شخصاً على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. ولا تشمل هذه الحصيلة قتلى الثلاثاء. وندّدت دول عربية وأوروبية عدة بالضربات الإسرائيلية على غزة وكذلك فعلت روسيا وتركيا وإيران. ووصفت القاهرة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، الثلاثاء، بأنها «عدائية»، واعتبرت أنها تأتي في إطار «المساعي المبيتة لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة لدفع الفلسطينيين من أهالي القطاع للهجرة». ودانت وزارة الخارجية الإيرانية الضربات الإسرائيلية معتبرة أنها «استمرار للإبادة الجماعية والتطهير العرقي» في حق الفلسطينيين.

 

إطلاق مقذوف من اليمن نحو إسرائيل... وتفعيل صفارات الإنذار

تل أبيب/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

أُطلقت صفارات الإنذار مساء الثلاثاء في مدن عدة بجنوب إسرائيل، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنها فُعّلت إثر إطلاق مقذوف من اليمن. ودوّت الصفارات؛ خصوصاً في بئر سبع وكثير من قرى النقب، وفق الدفاع المدني الإسرائيلي، فيما تبنى الحوثيون إطلاق صاروخ على إسرائيل. وأورد الجيش في بيان مقتضب أن هذا الأمر حدث «بعد إطلاق مقذوف من اليمن» في أول هجوم مصدره البلد المذكور منذ بدء الهدنة في غزة يوم 19 يناير (كانون الثاني) الماضي. وجاء بعد سلسلة ضربات إسرائيلية كثيفة على قطاع غزة. من جهتها، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران أنها أطلقت مساء الثلاثاء صاروخاً على إسرائيل.وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إنهم أطلقوا صاروخاً باليستياً طراز «فلسطين 2» في اتجاه قاعدة نيفاتيم في صحراء النقب بجنوب إسرائيل. وقال إن الحوثيين مستمرون في التصدي للعدو الأميركي ومنع الملاحة الإسرائيلية حتى وقف العدوان ورفع الحصار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

 

الحكومة الإسرائيلية توافق على إعادة تعيين بن غفير وزيرا للأمن القومي

تل أبيب/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

وافقت الحكومة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء على إعادة تعيين السياسي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، زعيم حزب (القوة اليهودية)، وزيرا للأمن القومي، متجاهلة اعتراضات النائب العام غالي بهاراف ميارا التي أشارت إلى وجود عوائق قانونية تحول دون ذلك حاليا. وقالت صحيفة (تايمز اوف إسرائيل) إن من المتوقع أن يُوافق الكنيست غدا الأربعاء على هذه الخطوة، إلى جانب عودة عضوي الحزب إسحاق فاسرلاوف وأميخاي إلياهو إلى منصبيهما الوزاريين أيضا. وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة العليا رفضت في وقت سابق التماسا لإصدار أمر قضائي مستعجل بوقف تعيين بن غفير وزيرا للأمن القومي، في قضية ينظرها القضاء الشهر المقبل. وكان بن غفير أعلن استقالته من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وجاءت عودة بن غفير إلى الحكومة بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي استئناف عملياته العسكرية في غزة فجر اليوم بعد وقف لإطلاق النار استمر نحو شهرين، فيما قالت وزارة الصحة في القطاع إن أكثر من 400 فلسطيني لقوا حتفهم وأصيب 562 آخرون جراء الغارات الإسرائيلية.

 

ما خيارات «حماس» العسكرية بعد استئناف حرب غزة؟

مصادر من الحركة: ندرس كل الخيارات بما فيها السياسية لتجنيب أهل غزة عملية عسكرية أوسع

غزة/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

حتى اللحظات الأخيرة من استئناف إسرائيل لعملياتها القتالية ضد قطاع غزة، كانت حركة «حماس» تتلقى دعوات لمواصلة التفاوض، وتأكيدات على أن تل أبيب تُفضِّل راهناً المسار السياسي لا العسكري بغرض إعادة رهائنها؛ غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبدعم أميركي، وجَّه ضربة مباغتة للحركة الفلسطينية، بتنفيذ قصف جوي كبير واسع، طال عشرات الأهداف، وقَتَل مئات. وحرصت «حماس» منذ انتهاء المدى الزمني الرسمي لوقف إطلاق النار في الأول من مارس (آذار) الجاري، على إصدار تعليمات لقياداتها وعناصرها باتخاذ إجراءات أمنية، والتحرك بحذر، والامتناع عن استخدام العربات ووسائل الاتصال الحديثة، واللجوء لأساليب قديمة في عمليات التواصل. وخلال فترة ما قبل استئناف الهجمات الكثيفة، كثَّفت إسرائيل عملياتها الاستخباراتية في غزة، وهو ما أكدته سابقاً مصادر من الفصائل الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» بهدف تحديث بنك أهدافها، وأظهرته العملية التي جرت ليلاً وطالت قيادات كبيرة وميدانية من «حماس» بكل أذرعها، إلى جانب بعض قيادات الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي». ورغم الهجوم الإسرائيلي الكبير؛ فإن «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى، لم ترد عسكرياً بعد... فما خياراتها؟

خيارات صعبة

يبدو أن «حماس» في ظل هذا التصعيد الإسرائيلي الجديد، تواجه خيارات صعبة في آليات الرد العسكري على هذه العملية؛ فإن مصادر من «حماس» تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، قالت إن «الحركة تدرس كل الخيارات، بما فيها المسار السياسي، لتجنيب أهل القطاع عملية عسكرية أوسع، مع إتاحة الفرصة أمام جناحها العسكري (كتائب عز الدين القسام) لأخذ زمام المبادرة من جديد، بالرد على تلك المجازر»، كما وصفتها. ووفقاً للمصادر، فإن الحركة «ما زالت تمتلك بعض القدرات العسكرية لتوجيه ضربات للقوات الإسرائيلية». وقالت المصادر: «آلية الرد وتوقيته تحددهما القيادة العسكرية لـ(كتائب القسام)، وفق الظروف الميدانية وتطورات الاتصالات التي تُجرى مع الوسطاء لمحاولة احتواء الموقف؛ خصوصاً أننا في شهر رمضان المبارك ومقبلون على عيد الفطر، وليس لدى الحركة أي نيات للتصعيد، كما ادعت إسرائيل قبل ساعات من هجومها، لتبرير جرائمها»، وفق قولها. وحسب المصادر، فإنه خلال الساعات المقبلة سيتم تحديد رؤية وموقف «حماس» فيما إذا كانت سترد على هذا التصعيد، بترك المجال أمام القيادة العسكرية لـ«القسام» لتحديد نقطة الصفر، أو أن تكون هناك جهود حقيقية من الوسطاء تضمن فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً، من دون تأخير.

ماذا تبقى من القدرات؟

وخلال الحرب الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً، فقدت «حماس» كثيراً من قدراتها العسكرية؛ خصوصاً الصواريخ بعيدة المدى التي كانت تطلقها تجاه القدس وتل أبيب، وغيرها من المدن التي تقع في عمق إسرائيل، وقد ظهر ذلك جلياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحرب، بتراجع إطلاقها للصواريخ.

ورغم ذلك، فإن «كتائب القسام» وخلال محاولاتها التعافي، تمكنت فيما يبدو من تصنيع عدد محدود جداً من تلك الصواريخ، وأطلقت صاروخين تجاه القدس في الثامن والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) 2024، قبل نحو 21 يوماً من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وكانت المفارقة أنها أطلقتهما من بلدة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة، والتي كانت تعمل فيها القوات البرية الإسرائيلية؛ كذلك نجحت في إطلاق صواريخ قصيرة المدى تجاه أهداف مستوطنات غلاف غزة، وتحديداً من المنطقة الجنوبية للقطاع. وتقول مصادر ميدانية، بعضها من «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قيادة (القسام) تمكنت خلال فترة وقف إطلاق النار من استخراج بعض الأدوات وأجهزة التصنيع التي كانت موجودة في أنفاق أو أماكن مخصصة للتصنيع، استهدفتها ودمرتها إسرائيل. وأعادت (القسام) تأهيلها، ووجدت بعضها سليماً لم يتضرر من الغارات الجوية». ووفقاً للمصادر، فإن قيادة «القسام» كانت تعول على إمكانية «استمرار وقف إطلاق النار لتصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة وغيرها من جديد»؛ مشيرة إلى أنها «بدأت ذلك بشكل محدود جداً بسبب عدم توفر المواد الخام لاستعادة عمليات التصنيع». ولفتت المصادر إلى أن «كثيراً من الصواريخ، وكذلك الصواريخ الموجهة، مثل: (الكورنيت) وقذائف (الياسين 105)، وغيرها، تم العثور عليها في أماكن تخزينها أو منازل قيادات وعناصر (القسام)، وحتى في أنفاق، بعد أن بدأت عملية بحث واسعة عنها تحت الركام». وعلى مستوى العناصر، ذكرت المصادر أن «القسام» عملت على «إعادة هيكلة الكتائب العسكرية التابعة لها، وتجنيد مزيد من المقاتلين الجدد، تحسباً لخيار عودة القتال، وهو أمر فعلته في خضم الحرب شمال القطاع».

الدخول البري

ولا تستبعد المصادر الميدانية أن تنفذ إسرائيل عمليات برية محدودة ومفاجئة في بعض المناطق، مشيرة إلى أن «هذا السيناريو دفع الفصائل الفلسطينية للاستعداد، خلا فترة وقف إطلاق النار، وتفعيل عمليات التنسيق وتبادل المعلومات بين عناصرها». وأشارت إلى أن «هناك عمليات رصد دائمة من قبل المسلحين الفلسطينيين لتحركات الجيش الإسرائيلي في المناطق الحدودية». وقد تمنح محاولات إسرائيل الدخول براً لبعض المناطق، حركة «حماس»، الفرصة لتوجيه ضربات قوية للقوات البرية الإسرائيلية. ولكن في المقابل، فقدت «حماس» ميزة مهمة بإعلان الجيش الإسرائيلي عن تحديد المناطق الحدودية لقطاع غزة بأنها مناطق عازلة، وإجبار سكان بعض المناطق على إخلائها، مثل خزاعة وعبسان وبيت حانون؛ إذ كان من بين خيارات «القسام» تنفيذ «عمليات قنص قرب الحدود، أو إطلاق صواريخ مضادة للدروع، أو حتى ربما مهاجمة قوات إسرائيلية من قبل مسلحين بالاشتباك المباشر معهم قرب الحدود».

وخلال الأشهر الأخيرة، قبل إعلان الهدنة في يناير (كانون الثاني) الماضي، ومع تراجع القدرات الصاروخية لـ«القسام» ركزت على استهداف القوات البرية الإسرائيلية، الأمر الذي مكَّنها من إيقاع خسائر بشرية كبيرة بين الإسرائيليين؛ كما جرى في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وخسرت إسرائيل ما لا يقل عن 42 ضابطاً وجندياً، رغم أن تلك المناطق كانت إسرائيل قد عملت فيها عدة مرات. وتقول مصادر من «حماس» إن الحركة «تسعى بكل قوة لتلافي الحرب، ولكن في حال فُرضت عليها فإنها جاهزة».

أهداف إسرائيل

وظهر من خلال العملية الإسرائيلية الأحدث، أنها تركز على اغتيال كل هدف ممكن بالنسبة لها، بما في ذلك العاملون في المجال الحكومي في غزة، من بينهم رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي، وعضو المكتب السياسي لـ«حماس» عن منطقة وسط قطاع غزة، عصام الدعليس، الذي كان يحاول خلال الأسابيع القليلة الماضية إعادة هيكلة الوزارات الحكومية في القطاع، كما أنه قد تعرض لعملية اغتيال خلال الحرب وأُعلن عن مقتله، ولكن تبين أنه أصيب فيها، لتعلن «حماس» مقتله مؤخراً. كما حاولت إسرائيل اغتيال محمد الجماصي، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، في عملية استهدفته وعائلته بحي الصبرة، وسط تضارب الأنباء عن مصيره، فيما إذا كان قد قُتل وظلت جثته تحت الركام، أم أصيب، أم نجا. وقتلت إسرائيل ياسر حرب، أحد أعضاء المكتب السياسي لـ«حماس»، بعد أن استهدفته بشقة سكنية في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، ليلحق بأربعة من أبنائه الذين قُتلوا خلال هذه الحرب نتيجة غارات أو اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.واغتالت وكيل وزارة الداخلية التابعة لـ«حماس»، محمود أبو وطفة، ورئيس جهاز الأمن الداخلي بهجت أبو سلطان، في غارتين منفصلتين بمدينتي غزة وخان يونس. ومن أبرز الشخصيات العسكرية التي تم اغتيالها من «كتائب القسام»، جميل الوادية الذي كان مسيِّراً لكتيبة الشجاعية، وأصبح مسؤولاً عنها بشكل رسمي بعد وقف إطلاق النار، وكان يقف خلف تسليم 3 مجندات إسرائيليات في ميدان فلسطين، خلال دفعات تسليم الرهائن الإسرائيليين مؤخراً. كما اغتالت إسرائيل قيادياً يطلق عليه محمد أبو عجوة، وهو من القادة الميدانيين لـ«كتائب القسام» بحي تل الهوى. واغتيل خلال الهجمات، حسن الناعم، قائد الوحدة الصاروخية في «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، إثر قصف استهدفه في خان يونس، وهي المرة الثالثة التي يتم خلال هذه الحرب استهدافه، كما جرت خلال جولات تصعيد سابقة قبيل الحرب محاولات لاغتياله، وجميعها فشلت. وخلال غاراتها، استهدفت إسرائيل مراكز للشرطة تابعة لـ«حماس» ونقاطاً طبية، وشققاً سكنية ومنازل، وأراضي خالية يُعتقد أن بداخلها منصات لإطلاق الصواريخ، وغيرها.

 

عودة بن غفير لحكومة إسرائيل تثير الشكوك حول دوافع الحرب

«حماس»: نتنياهو أشعل الحرب للتغطية على أزماته الداخلية

رام الله/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

ربما كانت عودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة عاملاً قوياً يساعد حكومتها على تمرير الموازنة العامة في البرلمان، وربما تكون أسهمت في تغطية الخلاف حول نية رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، لكنها في الوقت ذاته عمَّقت الاتهامات لنتنياهو وائتلافه بتقديم المصالح الخاصة على الوطنية. ورأت حركة «حماس» أن رجوع نتنياهو عن اتفاق الهدنة يأتي في إطار مساعيه للتغطية على أزماته الداخلية. وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع: «نتنياهو انقلب على الاتفاق، وقرر استئناف الحرب على غزة لتصدير أزمته الداخلية وفرض شروط تفاوضية جديدة». وفي الداخل الإسرائيلي، كان أبرز تأثير لاستئناف الحرب هو العودة السريعة لحزب «عوتسما يهوديت» بزعامة وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير إلى الحكومة، بعد نحو شهرين على انسحابه. وأعلن حزب بن غفير وحزب «ليكود» الحاكم أنهما اتفقا على أن تعود كتلة «عوتسما يهوديت» إلى الحكومة الإسرائيلية، وأن يعود وزراء الكتلة إلى الحكومة. وكان حزب «عوتسما يهوديت» قد انسحب من ائتلاف نتنياهو في يناير (كانون الثاني) تنفيذاً لتهديد الحزب اليميني المتطرف بالانسحاب إن وافقت الحكومة على اتفاق وقف إطلاق النار مع «حماس».

ورحب بن غفير بالعودة للحرب، وقال: «هذا هو الإجراء الصحيح».

توقيت «حساس» للحكومة

جاءت عودة بن غفير للحكومة في وقت حساس مع اقتراب موعد التصويت على الموازنة العامة للدولة بالقراءتين الثانية والثالثة. ويحتاج نتنياهو وحكومته إلى 61 صوتاً في الكنيست. ورغم أن الحكومة لها أغلبية ضئيلة في البرلمان، فهي تخشى من مفاجآت اللحظات الأخيرة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المحيطين بنتنياهو أدركوا الحاجة لجميع أصوات حزب «عوتسما يهوديت» السبعة في التصويت على الموازنة، خوفاً من أن يصوت أعضاء الكنيست من حزب «يهدوت هتوراة» ضد الموازنة احتجاجاً على الفشل في المضي قدماً بقانون التجنيد. وأثارت عودة بن غفير احتجاجات بعد أن ربطها البعض بالموازنة وبالحرب. وشن زعيم المعارضة، يائير لبيد، هجوماً على نتنياهو بعد عودته للحرب، وقال إن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين فقدوا الثقة بشخص «يعيد إسرائيل إلى القتال بينما يحوّل موازنة النهب المخزية والمليارات إلى أشخاص يرفضون الخدمة». كما هاجم عضو الكنيست غادي آيزنكوت، من المعسكر الرسمي، عودة حزب «عوتسما يهوديت» إلى الائتلاف الحكومي، وقال إن عودة الحزب «تعني التخلي عن المختطفين المتبقين لمصيرهم». انتقدت أيضاً النائبة ميراف ميخائيلي، من الحزب الديمقراطي، عودة بن غفير إلى الحكومة قائلةً: «بن غفير يعود، أما الرهائن فلا». أما وزير الاتصالات شلومو كيري، وهو من حزب «الليكود»، فقال إن بن غفير سيصوت قريباً بصفته وزيراً في الحكومة على إقالتها. وكتب رئيس الوزراء السابق إيهود باراك على منصة «إكس»: «نتنياهو يشكل خطراً داهماً على أمن الدولة». واضطُر مصدر حكومي للرد وقال: «الادعاء بأن توقيت الهجوم في قطاع غزة يهدف إلى استرضاء رئيس حزب (عوتسما يهوديت)، إيتمار بن غفير، لضمان عودته إلى الحكومة وتصويته في الكنيست دعماً لمشروع موازنة الدولة كذب مطلق ووهمي». وأوضح المصدر أن قرار شن الهجوم اتُّخذ بعد سلسلة من المداولات، وحظي بتأييد كبار المسؤولين الأمنيين. ويُفترض أن تبدأ الهيئة العامة للكنيست مناقشة قانون الموازنة، يوم الاثنين المقبل، للتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة. وقد يؤدي عدم إقرار الموازنة إلى حل الكنيست وتبكير الانتخابات. وواجه الائتلاف عند تمرير الموازنة بالقراءة الأولى تعقيدات، واضطُر نتنياهو للحضور من المستشفى بعد يومين فقط من عملية جراحية من أجل تمرير مشروع القانون. وتكشفت هذا الأسبوع زيادات غير ضرورية إلى حد كبير أقرتها الحكومة في ميزانيات وزارات قبل إقرار إقرار موازنة 2025، الأمر الذي أجج غضب المعارضة.

 

غموض يكتنف خطة إعمار غزة مع عودة الضربات الإسرائيلية

القاهرة/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

أثار استئناف إسرائيل للضربات العسكرية على قطاع غزة، الثلاثاء، تساؤلات بشأن مصير المشاورات الرامية لحشد الدعم الدولي المالي والسياسي للخطة العربية - الإسلامية لإعادة إعمار غزة. وبينما أكد مراقبون وخبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» أن تنفيذ خطة إعادة الإعمار مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوصول إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، معولين على جهود الوسطاء في مصر وقطر للدفع نحو وقف الحرب، أشاروا إلى أن «محاولات الترويج للخطة ستستمر رغم الضربات الإسرائيلية، ورغم عدم وجود إشارات واضحة من تل أبيب وواشنطن لدعم إعادة الإعمار». وشنّت إسرائيل ضربات جوية جديدة في أنحاء قطاع غزة، متعهدة بـ«تصعيد القوة العسكرية» بعد تعثر المحادثات مع حركة «حماس» بشأن الإفراج عن مزيد من الرهائن. وأدانت مصر بـ«أشد العبارات» الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة، رافضة في إفادة رسمية لوزارة الخارجية الثلاثاء، «العمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار». ودعت الأطراف إلى «ضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار». وفي اتصال هاتفي، الثلاثاء، شدّد الرئيس المصري وأمير الكويت على «ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته للدفع تجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، وتنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يعد الضمان الوحيد للتوصل للسلام الدائم بالشرق الأوسط». ويرى عضو مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان المصري)، الدكتور عبد المنعم سعيد، أن الاتصالات بشأن الترويج للخطة العربية لإعادة الإعمار مستمرة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ بدء الحرب كانت هناك تناقضات مستمرة تؤدي للعنف، لكن ذلك لم يمنع من اعتماد مسارات المفاوضات والوساطة للتهدئة». وأضاف: «خطة إعادة الإعمار هي مشروع حي لإنقاذ غزة وتحقيق السلام، كونها تتضمن رؤية أعم وأوسع للسلام بشكل عام»، مشيراً إلى الاتصالات التي أجرتها وزارة الخارجية المصرية أخيراً في هذا الصدد. ويتفق معه عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد حجازي، مؤكداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «الاتصالات مستمرة لحشد الدعم لإعادة الإعمار»، موضحاً أن «خطة إعادة الإعمار كانت متسقة مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تنصلت منه إسرائيل، لكن هذا لن يحول دون استمرار الجهود المصرية والعربية لوقف الحرب وبدء إعادة الإعمار»، معولاً على الضغوط الدولية لإنقاذ المنطقة من مزيد من التصعيد.

وقبيل استئناف الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، كثّفت مصر من تحركاتها، بهدف حشد وتعبئة الدعم السياسي والمادي للخطة العربية - الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة. وفي هذا السياق، أجرى وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، سلسلة اتصالات هاتفية مع نظرائه بالدول الأعضاء باللجنة الوزارية العربية الإسلامية، شملت السعودية والإمارات والأردن وقطر وفلسطين وتركيا ونيجيريا وإندونيسيا، بشأن تنفيذ مخرجات قمة القاهرة الطارئة وخطة إعادة إعمار غزة. كما استضافت الخارجية المصرية، الاثنين، اجتماعاً مع أكثر من 100 سفير أجنبي وممثلي سفارات ومنظمات دولية، حول إعادة تأهيل القطاع الصحي بقطاع غزة، حيث تم تقديم عرض مرئي حول خطة إعادة إعمار قطاع غزة. وخلال الاجتماع، أشار عبد العاطي إلى وجود متطلبات أساسية لنجاح الخطة، من بينها تثبيت وقف إطلاق النار في غزة. وشدّد وزير الخارجية على أن خطة إعادة إعمار غزة حصلت على تأييد إقليمي ودولي واسع، وأن مصر تعمل حالياً على ترتيب استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة. وعدّ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، إسرائيل «أحد المعوقات الرئيسية لتنفيذ خطة إعادة الإعمار»، مشيراً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة القادرة على إقناع إسرائيل بوقف إطلاق النار، لكنها على النقيض منحت تل أبيب ضوءاً أخضر لاستئناف الحرب».

وقال الرقب: «حتى الآن لا توجد إجراءات أو خطوات من جانب واشنطن تشير إلى رغبتها في إنجاح خطة إعادة إعمار غزة»، مشيراً إلى أن «إعادة الإعمار تتطلب الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، وهي ما لم يتحقق حتى الآن». وأضاف: «من غير الواضح ما إذا كان الوسطاء سيتمكنون من إقناع إسرائيل وواشنطن بالانتقال إلى المرحلة الثانية». بدوره، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، أنه منذ اليوم الأول لاعتماد الدول العربية وبعدها الإسلامية خطة إعادة الإعمار، «بدا أن إسرائيل مصرة على عدم تنفيذها، وظهر ذلك من خلال عرقلة المفاوضات حول المرحلة الثانية، والتمسك بمقترح أميركي لتمديد المرحلة الأولى». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن تنفيذ إعادة الإعمار دون وقف كامل لإطلاق النار»، معولاً على إمكانات الوسطاء لبذل مزيد من الجهد للدفع نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بمساعدة أميركية، مشيراً إلى أن استئناف الضربات على قطاع غزة من شأنه تنفيذ خطة التهجير التي رفضتها مصر والدول العربية.

وكانت الإدارة الأميركية أرسلت إشارات متضاربة بشأن موقفها من خطة إعادة الإعمار، فبينما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، في وقت سابق هذا الشهر، إن الاتفاق المقترح «لا يلبي الشروط ولا طبيعة ما يطالب به ترمب»، مضيفة أنها «ليست على قدر التوقعات». أشاد مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بجهود مصر. من دون أن يؤيد تفاصيل الخطة، وقال: «نحتاج إلى مزيد من النقاش بشأنها، لكنها تشكل خطوة أولى لحسن النية من جانب المصريين». يذكر أن خطة إعادة الإعمار تتضمن تشكيل لجنة لتتولى إدارة شؤون قطاع غزة في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية «تكنوقراط» تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية. ووفق الخطة، سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، ومناطق داخل القطاع في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون فرد. وقدّرت الخطة إعادة إعمار غزة بـ53 مليار دولار، وستستغرق 5 سنوات.

 

ترمب بعد محادثته الهاتفية مع بوتين حول أوكرانيا: اتفقنا على تحييد منشآت الطاقة والبنى التحتية

توافق الزعيمان على ألا تكون إيران في وضع يسمح لها بتدمير إسرائيل

موسكو: رائد جبر و«الشرق الأوسط» واشنطن: «الشرق الأوسط»

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه اتّفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الثلاثاء)، خلال المكالمة الهاتفية «الجيّدة والمنتجة» معه على العمل بسرعة من أجل وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، بعد إقرار وقف للهجمات على منشآت الطاقة، لكن من دون التوصّل إلى هدنة شاملة. وكتب الرئيس الأميركي على شبكته «تروث سوشال» أنه «جرى التفاهم على أننا سنعمل بسرعة للتوصّل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وفي نهاية المطاف إنهاء هذه الحرب المروّعة جدّاً بين روسيا وأوكرانيا». وأملت واشنطن من المكالمة إقناع موسكو بقبول وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والمضي قدماً نحو اتفاق سلام دائم ينهي الصراع المستمر منذ أكثر من 3 سنوات. كما اتفق الزعيمان على أن «إيران ينبغي ألا تكون في وضع يسمح لها بتدمير إسرائيل». وأعلن البيت الأبيض أن المحادثات بدأت الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:00 بتوقيت غرينيتش)، وكتب نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، دان سكافينو، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المكالمة «تسير على ما يرام». وأعلن الكرملين انتهاء المحادثات، وفقاً لوكالة «تاس» الروسية للأنباء. وقال كيريل دميترييف، الذي عيّنه بوتين الشهر الماضي مبعوثاً خاصاً له للتعاون الاقتصادي والاستثماري الدولي، إن العالم أصبح أكثر أماناً في ظل قيادة ترمب وبوتين.

موسكو توافق على الهدنة

في أعقاب الاتصال بين الرئيسين الأميركي والروسي، قال «الكرملين» إن الرئيس بوتين وافق، اليوم (الثلاثاء)، على اقتراح من الرئيس ترمب بأن تتوقف روسيا وأوكرانيا عن استهداف البنية التحتية للطاقة لكل منهما لمدة 30 يوماً. وأعطى بوتين أمراً بذلك للجيش الروسي، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأبلغ الرئيس الروسي، خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء، نظيره الأميركي دونالد ترمب استعداده للعمل مع الولايات المتحدة على «السبل الممكنة لتسوية» للنزاع في أوكرانيا، وفق ما أعلن «الكرملين». وقال «الكرملين»، في بيان، إن «الرئيس الروسي أعلن أنه مستعد للعمل مع شركائه الأميركيين للنظر بشكل معمق في السبل الممكنة لتسوية ينبغي أن تكون شاملة وثابتة ومستدامة»، واصفاً المكالمة الهاتفية بين الرئيسين بأنها كانت «مفصلة وصريحة»، وفق ما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

مكالمة «جيدة وبنّاءة للغاية»

من جهته، قال ترمب، اليوم (الثلاثاء)، إن مكالمته مع بوتين كانت «جيدة وبنّاءة للغاية»، وإن الزعيمين ناقشا العديد من عناصر اتفاق السلام في أوكرانيا. وكتب ترمب على منصة «تروث سوشيال»: «اتفقنا على وقف فوري لإطلاق النار على كل منشآت الطاقة والبنية التحتية، مع تفاهم على أننا سنعمل سريعاً للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار. وفي نهاية المطاف، وضع نهاية لهذه الحرب الرهيبة بين روسيا وأوكرانيا». وأضاف ترمب: «تمت مناقشة العديد من عناصر اتفاق السلام، بما في ذلك حقيقة مقتل الآلاف من الجنود، ويرغب كل من الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي في رؤية نهاية لهذا الأمر».

دوي انفجارات في كييف

وسُمع دوّي انفجارات وصفارات إنذار في العاصمة الأوكرانية كييف، الثلاثاء، بعد المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي والأميركي، التي تمّ خلالها الاتفاق على وقف الضربات على منشآت الطاقة الأوكرانية، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وحضّت السلطات السكان على الاحتماء في الملاجئ، مشيرة إلى خطر تنفيذ هجوم جوي روسي، في حين سمع مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية دويّ انفجارات في العاصمة الأوكرانية.

هجمات أوكرانية على بيلغورود الروسية

وأعلنت روسيا، الثلاثاء، أنها صدّت عدة هجمات برية شنّها الجيش الأوكراني الذي يحاول التوغل إلى منطقة بيلغورود الحدودية الروسية، الواقعة بالقرب من منطقة كورسك، حيث تتراجع قوات كييف. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: «نفّذ العدو ما مجموعه 5 هجمات خلال اليوم» في هذه المنطقة، مؤكدة أنه تم «صدّها» جميعاً. ووقع الهجوم الأول فجر الثلاثاء، بينما وقع الهجوم الأخير في وقت مبكر من مساء الثلاثاء، بحسب موسكو. وعدّت الوزارة أن الهجمات تهدف إلى «خلق سياق سلبي» في يوم المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب، وإلى «التشكيك بمبادرات السلام» التي تقوم بها الولايات المتحدة. ووقعت الهجمات بالقرب من بلدتي ديميدوفكا وبريليسيه الحدوديتين، وشارك فيها ما يصل إلى 200 جندي أوكراني، ونحو 20 مدرعة، بحسب المصدر نفسه. وشهدت منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا العديد من التوغلات المسلحة الأوكرانية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل 3 سنوات. وفي منطقة كورسك الروسية، تواجه القوات الأوكرانية صعوبات في الأيام الأخيرة، وتتراجع بشكل حاد في مواجهة الهجمات المضادة الروسية، بعد أن احتلت فيها مئات الكيلومترات المربعة إثر هجوم مفاجئ في صيف 2024. وكان ترمب قال لصحافيين، أمس (الاثنين): «سنجري اتصالاً مهماً جدّاً... نقترب من مرحلة حاسمة للغاية». وأضاف لاحقاً على شبكته «تروث سوشيال» أنه «تم الاتفاق على كثير من عناصر اتفاق نهائي، لكن ما زال هناك الكثير» الذي ينبغي القيام به. وتابع: «أتطلع كثيراً إلى الاتصال مع الرئيس بوتين».

وعبَّر الطرفان عن تفاؤلهما حيال المحادثات التي بوشرت في الفترة الأخيرة بين واشنطن وموسكو، لكنهما اتفقا على أنه لا يمكن حلّ أبرز المسائل العالقة بشأن الاتفاق الرامي للتوصل إلى هدنة مدتها 30 يوماً إلا من خلال إجراء اتصال على أعلى المستويات. وسبق أن أعلن الكرملين أن الاتصال الهاتفي المنتظر سيتم بعد ظهر الثلاثاء، وأنهما سيبحثان في ملف أوكرانيا و«تطبيع» العلاقات بين واشنطن وموسكو. وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «سيجري من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى الساعة السادسة بعد الظهر بتوقيت موسكو». وأضاف: «هناك عدد كبير من القضايا، بينها تطبيع علاقاتنا، ومسألة أوكرانيا، التي سيناقشها الرئيسان كلها». وقال ترمب، في منشور على موقع للتواصل الاجتماعي، الاثنين: «تم الاتفاق على كثير من عناصر الاتفاق النهائي، لكن لا يزال هناك الكثير». وأضاف: «كل أسبوع يشهد مقتل 2500 عسكري من الجانبين. يجب أن ينتهي هذا فوراً. أتطلع بحماس إلى الاتصال مع الرئيس بوتين».

ووافقت أوكرانيا، التي وصفها ترمب سابقاً بأن التعامل معها أصعب من روسيا، على هدنة أميركية مقترحة لمدة 30 يوماً، وقال «الكرملين» إن بوتين وافق، اليوم (الثلاثاء)، على اقتراح ترمب بأن تتوقف روسيا وأوكرانيا عن استهداف البنى التحتية طوال مدة الهدنة. وأشار ترمب كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» إلى الجوانب التي قد تطيل أمد خطة السلام، بما في ذلك تنازل كييف عن أراضٍ والسيطرة على محطة للطاقة النووية. ولطالما أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن سيادة بلاده غير قابلة للتفاوض، وأن على روسيا تسليم الأراضي التي استولت عليها. وسيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، كما سيطرت على معظم مساحة 4 مناطق في شرق أوكرانيا منذ غزوها البلاد عام 2022.

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، الثلاثاء، إن بلاده ليست عقبةً في طريق التوصُّل إلى اتفاق سلام مع روسيا، ويعتقد أنها قادرة على تحقيق سلام عادل ودائم تحت قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأضاف، خلال مؤتمر في نيودلهي، أن أوكرانيا تنتظر استيضاح الصورة بشأن عملية السلام بعد محادثة متوقعة بين ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق من اليوم. وبينما قال بوتين، الأسبوع الماضي، إنه يوافق على فكرة وقف إطلاق النار، فإنه أشار إلى أن لديه «أسئلة جديّة» بشأن كيفية تطبيقه يرغب في بحثها مع ترمب. وفي وقت تحتلُّ فيه موسكو أجزاء واسعة من جنوب أوكرانيا وشرقها، أوضح مسؤولون أميركيون أنه سيتعيَّن على أوكرانيا على الأرجح التخلي عن أراضٍ في إطار أي اتفاق. وأفاد ترمب، الأحد، بأنه وبوتين سيبحثان في «تقاسم أصول معيّنة»، من بينها أراضٍ ومحطات للطاقة، في إشارة واضحة إلى محطة زابوريجيا النووية الواقعة جنوب أوكرانيا والخاضعة لسيطرة موسكو، التي تعدّ الأكبر في أوروبا.

مفاوضات إنهاء الحرب «بدأت للتوّ»

وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، تولسي غابارد، الاثنين، قبيل المحادثة الهاتفية، إن مفاوضات إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا قد بدأت للتوّ، وترمب «يتطلع إلى تحقيق النجاح». وانتقدت، كما نقلت عنها وكالة الأنباء الألمانية، تعامل الرئيس السابق جو بايدن مع الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن مساعي ترمب لدفع الطرفين إلى اتفاق وقف إطلاق النار تنبع من «التزامه الثابت بالسلام». وأضافت غابارد، خلال مقابلة مع قناة «إن دي تي في» الهندية: «في الإدارة السابقة، لم يكن هناك أي جهد على الإطلاق لتحقيق السلام أو إجراء حوار مباشر مع بوتين لإنهاء هذه الحرب. لذا، في فترة زمنية قصيرة جداً، أحرز ترمب تقدماً نحو السلام أكثر من أي محاولة سابقة». وأكدت: «الرئيس ترمب سيجري محادثة مثمرة جداً مع بوتين في الوقت المناسب، تستند إلى التزامه الراسخ بالسلام». وفي أثناء زيارتها إلى الهند، ستشارك غابارد في مؤتمر دولي حول الأمن، وتشمل جولتها أيضاً محطات في اليابان وتايلاند. صورة تعود إلى عام 2014 لجنديَّين روسيَّين أمام قطع حربية أوكرانية ف على صعيد آخر، من المقرر أن تلتقي مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، ووزير الدفاع جون هايلي؛ للبحث في تعزيز الضغط الاقتصادي على روسيا ودعم أوكرانيا. يأتي هذا اللقاء في الوقت الذي تواصل فيه بريطانيا وفرنسا جهودهما لتشكيل تحالف من الدول المستعدة لتطبيق اتفاق سلام. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن لامي وهايلي سيلتقيان مع كالاس الثلاثاء، حيث من المتوقع أن تتطرق المحادثات إلى التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بشأن أوكرانيا، بالإضافة إلى كيفية تعزيز الضغط المالي على موسكو، وضمان حصول أوكرانيا على تعويض مقابل الأضرار التي تتعرَّض لها. كما أنه من المتوقع أن يناقش المسؤولون إجراءات مواجهة الهجمات السيبرانية والمعلومات المغلوطة. وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن بلاده ستتعاون مع كندا من أجل وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن لتحقيق سلام عادل ودائم. وأضاف ستارمر، في منشور على «إكس»، بعد لقاء مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الاثنين: «سنعمل معاً لضمان الأمن، وتعزيز النمو لشعبي بين المملكة المتحدة وكندا. وسنواصل جهودنا المشتركة لتمكين أوكرانيا من الوصول إلى أقوى موقف ممكن لتحقيق سلام عادل ودائم».

بدوره، يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة الألمانية برلين، الثلاثاء؛ لإجراء محادثات مع المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس، وذلك قبل يومين من قمة الاتحاد الأوروبي. وخلال زيارته القصيرة، من المتوقع أن يلتقي ماكرون أيضاً الخليفة المحتمل لشولتس، وزعيم المحافظين فريدريش ميرتس، وذلك بعد لقائهما السابق في باريس قبل 3 أسابيع. ومن المتوقع أن تدور المناقشات بين ماكرون وشولتس حول موضوعات ملحة. من بينها الحرب الدائرة في أوكرانيا، وإجراءات تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية. ومن المقرر عقد قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي يومَي الخميس والجمعة المقبلين في بروكسل.

 

بوتين وترمب اتفقا بعد حوار «مثمر وبنّاء» على السعي لهدنة محدودة/قررا تشكيل لجنة خبراء من الطرفين لدفع التسوية... وبحثا تحسين العلاقات الثنائية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

أسفرت جولة محادثات هاتفية أجراها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترمب عن توافقات على إطار مسار تحسين العلاقات الثنائية، واتخاذ إجراءات مشتركة لدفع مسار التسوية في أوكرانيا. ورغم عدم إعلان اتفاق نهائي في ملف الهدنة المؤقتة التي كانت واشنطن اقترحتها في وقت سابق، فإنه بدا أن المحادثات نجحت في تقريب وجهات النظر حيال آليات التعامل مع الصراع في أوكرانيا. بما يشمل تشكيل لجنة خبراء مشتركة، واتخاذ بعض التدابير لتعزيز الثقة، وتهيئة الظروف لاتخاذ خطوات أوسع في المستقبل. وقبل انتهاء المكالمة قال دان سكافينو، نائب رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض، في منشور على منصة «إكس»: «الاتصال الهاتفي يسير بشكل جيد، ولا يزال جارياً». واستمرَّت المكالمة التي وُصفت بأنها «مفصلية» و«مهمة جداً» لتطوير النقاش حول التسوية في أوكرانيا، نحو ساعتين، وتطرَّق الزعيمان خلالها وفقاً لمعطيات الكرملين إلى ملف العلاقات الثنائية، وتم التوافق على تسريع وتائر تحسين العلاقات والتخلص من العراقيل التي وقفت أمام استئناف عمل قنوات الاتصال في المجالات كلها. وقالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيتاليوم، تحدث الرئيسان ترمب وبوتين عن «ضرورة إحلال السلام ووقف إطلاق النار في حرب أوكرانيا. واتفق الزعيمان على ضرورة إنهاء هذا الصراع بتحقيق سلام دائم. كما أكدا ضرورة تحسين العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا. فالدماء التي بذلتها والأموال التي أنفقتها كل من أوكرانيا وروسيا في هذه الحرب كان من الأفضل بذلها وإنفاقها على احتياجات شعبيهما. إن هذا الصراع ما كان ينبغي أن يبدأ أصلا، وكان ينبغي أن ينتهي منذ وقت طويل من خلال جهود سلام صادقة وحسنة النية». وتابعت «اتفق الزعيمان على أن التحرك نحو السلام سيبدأ بوقف إطلاق النار في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، بالإضافة إلى مفاوضات عملية حول تنفيذ وقف إطلاق نار بحري في البحر الأسود، ووقف إطلاق نار كامل، وتحقيق سلام دائم. وستبدأ هذه المفاوضات فورًا في الشرق الأوسط. وقد تحدث الزعيمان باستفاضة عن الشرق الأوسط كمنطقة تعاون محتمل لمنع نشوب صراعات في المستقبل. كما ناقشا ضرورة وقف انتشار الأسلحة الاستراتيجية، وسيتواصلان مع الآخرين لضمان تطبيق ذلك على أوسع نطاق ممكن. وتوافق الزعيمان على الرأي القائل بأنه لا ينبغي أبدًا أن تكون إيران في وضع يسمح لها بتدمير إسرائيل. واتفق الزعيمان على أن المستقبل الذي يشهد تحسنًا في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا يحمل في طياته جوانب إيجابية هائلة، ويشمل ذلك صفقات اقتصادية ضخمة واستقرارًا جيوسياسيًا عندما يتحقق السلام».

لكن التركيز الأكبر خلال المكالمة انصبَّ، كما كان متوقعاً، على الوضع في أوكرانيا. وأفادت المعطيات الأولى، التي كشف عنها الكرملين، بأن الطرفين أجريا «تبادلاً تفصيلياً وصريحاً لوجهات النظر بشأن الوضع حول أوكرانيا». وأكد الزعيم الروسي خلال المكالمة التزامه الأساسي بالتوصُّل إلى حل سلمي للصراع. وشملت التوافقات نقاطاً عدة كانت الإدارة الأميركية طرحتها في وقت سابق، بينها أن بوتين «ردَّ بشكل بنّاء على الفكرة التي عبَّر عنها نظيره الأميركي بشأن تنفيذ مبادرة بشأن سلامة الملاحة في البحر الأسود». كما أبلغ بوتين نظيره عن استعداده لـ«دراسة سبل التسوية في أوكرانيا بعناية مع الشركاء الأميركيين». وضمن النتائج المعلنة الاتفاقُ على تشكيل مجموعات خبراء روسية وأميركية للعمل على تذليل الصعوبات والتوصُّل إلى تسوية في أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تم النظر وفقاً للكرملين، في مجموعة واسعة من المجالات التي يمكن لروسيا والولايات المتحدة إقامة تعاون فيها. لكن اللافت في التصريحات الأولى الصادرة عن الكرملين، غياب الاتفاق على موضوع الهدنة المؤقتة لمدة شهر التي كان ترمب اقترحها، وبرزت اعتراضات روسية عليها، تمثلت في طرح عدد من النقاط التي قال الكرملين إن بوتين ينوي مناقشتها مع نظيره الأميركي بهدف الحصول على إجابات وضمانات محددة بشأنها. وبدلاً من إعلان التوصُّل إلى توافق في هذا الشأن، حمل تعليق الكرملين إشارةً إلى موافقة بوتين على فكرة «الوقف المتبادل من قبل طرفَي الصراع في أوكرانيا لضرب مرافق البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يوماً». كما تحدَّث الكرملين عن الموافقة على «تدابير حُسن نية» تهدف إلى تعزيز مناخ الثقة، بينها إقرار تبادل للأسرى بصبغة «175 مقابل 175». وتأكيد أن روسيا ستنقل إلى أوكرانيا 23 عسكرياً أوكرانياً مصابين بجروح خطيرة ويتلقون العلاج حالياً في الاتحاد الروسي. وعلى صعيد الملفات الدولية، تطرَّق بوتين وترمب إلى عدد من القضايا الدولية، بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر، وأكدا التزامهما بتطبيع العلاقات في ضوء مسؤولياتهما الخاصة في ضمان الأمن في العالم.وكانت المرة الأخيرة التي تحدَّث فيها رئيسا البلدين في 12 فبراير (شباط)، حين استمرَّت المفاوضات نحو 1.5 ساعة. ومن بين أمور أخرى، ناقشا الوضع في أوكرانيا واتفقا على مواصلة الاتصالات، بما في ذلك بشأن قضية تنظيم لقاء شخصي. وكان بوتين استبق المحادثة مع ترمب بإعلان رؤيته لسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، وبدا بعيداً عن التفاؤل في ملف إنهاء العقوبات المفروضة على بلاده. وقال إن روسيا واجهت رزم عقوبات تزيد في مجملها على كل أشكال العقوبات المفروضة في العالم، وزاد: «على الرغم من ذلك فإنها نجحت في التعايش معها بأقل الخسائر».

وذكر بوتين أن بلاده واجهت في السابق ملف العقوبات من جانب الإدارات الأميركية المختلفة، وتعايشت مع إمكان بقاء هذه العقوبات لفترات زمنية طويلة. مُذكِّراً بالقانون الأميركي المعروف باسم «تعديل جاكسون فينيك» الذي تم تبنيه في أوائل تسعينات القرن الماضي للضغط على الاتحاد السوفياتي لتسهيل هجرة اليهود. وقال بوتين إن العقوبات استمرَّت في ذلك الوقت رغم اختفاء الاتحاد السوفياتي عن الخريطة، وتحسُّن العلاقات بين موسكو وواشنطن كثيراً. و«عندما أُلغيَ القانون في 2012، استُبدل به في الواقع قانونٌ تقييدي آخر ضد روسيا. تذكروا، لقد ألغوا هذا القانون وفرضوا عقوبات أخرى على الفور».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خرق الهدنة يتواصل...تحذيرات من تجدّد الغارات على الضاحية والمحيط

ألان سركيس/نداء الوطن/19 آذار/2025

تتصدّر جبهة الجنوب واجهة الأحداث من جديد، عقب الغارات الإسرائيلية المكثفة جنوب الليطاني وشماله والتي يستهدف بعضها عناصر من "حزب اللّه"، إذ لا يكاد يمرّ يوم إلا وتسقط فيه ضحية لـ "الحزب"، وما يرفع منسوب الخوف، هو تجدّد الحرب في قطاع غزة. لا يستطيع أحد تحديد اتجاه البوصلة الأمنية، وإذا كانت تل أبيب مستمرة بخرق وقف إطلاق النار، إلّا أن نشاط "حزب اللّه" واستمراره في نقل الأسلحة والذخائر يمنحان إسرائيل مبرّر الاستهداف ويعطيان صورة بعدم قيام الدولة اللبنانية بواجباتها وبسط سيادتها. يخشى دبلوماسيون من وصول الاستهدافات والاغتيالات والغارات الإسرائيلية إلى الضاحية الجنوبية ومحيطها. إذ لا أمان مع إسرائيل، ومحاولة "حزب اللّه" إعادة بنيته العسكرية، ستعيد إدخال لبنان في المجهول. بحسب المعلومات المسرّبة، لإسرائيل نية في استهداف "حزب اللّه" أينما تحرّك وليس فقط في جنوب الليطاني، وإذا كانت الدولة اللبنانية تحاول التذاكي على المجتمع الدولي، والتنصّل من الاتفاقات أو عدم تطبيقها، فهذا يعني تعريض الدولة اللبنانية إلى الخطر. وقد وصلت رسائل تحذيرية إلى الدولة تفيد بأن تساهلها مع نشاطات "الحزب" سيؤدي في نهاية المطاف إلى اعتبارها شريكة لـه في أعماله.

وتثبت التصريحات الواردة من الولايات المتحدة الأميركية جديّة التهديدات، وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل بالتحرّك متى شعرت بخطر داهم. فالموقف الأميركي ليس بجديد، يهدف إلى حثّ الدولة على فرض سلطتها وسيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وتطبيق بنود خطاب القسم والبيان الوزاري والقرارات الدولية.

يأتي الموقف الأميركي المتشدّد في ظل وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض. وتثبت الوقائع عدم مراوغة ترامب في مطالبه وما فعله في اليمن، دليل دامغ على الجدية في التعاطي مع النفوذ الإيراني في المنطقة عموماً وفي لبنان خصوصاً.

لا تضغط واشنطن في الوقت الحالي في اتجاه التطبيع بين لبنان وإسرائيل كما يروّج البعض، وما تريده في هذه المرحلة، حلّ النزاعات والمشاكل بالطرق الدبلوماسية، وهذا ما يفسّر تشكيل لجان المتابعة الثلاث بين لبنان وإسرائيل. تطمح واشنطن إلى حلّ سلس ينتج عنه استكمال ترسيم الحدود البرية وإنهاء المشاكل الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وتطبيق القرارات الدولية ونزع السلاح غير الشرعي في جنوب الليطاني وكل لبنان، لتباشر بعدها بالمرحلة الثانية، وهي تقوية الجيش اللبناني ومساعدة الدولة للوقوف مجدداً في وجه التحديات. ربما لم يتعلّم "حزب اللّه" من تجارب الماضي، فحين قرّر دخول "حرب الإسناد"، زار لبنان عشرات الموفدين الأوروبيين والأميركيين ليقنعوا المسؤولين بعدم جدوى الحرب، والطلب من "الحزب" التراجع 7 كيلومترات عن الحدود وتطبيق القرار الدولي 1701، بسبب جدية التهديدات الإسرائيلية، فأتى الرفض من "الحزب" ومن أمينه العام السيد حسن نصراللّه الذي أكّد، أن تغيير مجرى نهر الليطاني إلى الحدود مع إسرائيل أسهل من انسحاب "الحزب" من جنوب الليطاني. خاض "حزب اللّه" المغامرة القاتلة وخسر أمينه العام وقيادات الصف الأول والثاني والثالث والعدد الأكبر من مقاتليه ولم يتّعظ، ما زال يتحرك جنوباً وبقاعاً وعلى الحدود مع إسرائيل وسوريا، وما وقع به في الأمس قد يكرّره اليوم مع فارق جوهري، أن إسرائيل في حربها الأخيرة حيّدت الدولة اللبنانية، وعند أول خطأ من "الحزب" سيكون تحت مرمى الضربات وهذه المرة بغطاء أميركي ولن تستطيع الدولة فعل شيء لأن فترة السماح من الأميركيين والمجتمع الدولي تكون قد انتهت.

 

الأسوار الجيدة تصنع جيراناً جيدين القرار 1680 مثالاً

مكرم رباح/نداء الوطن/19 آذار/2025

برزت خلال اليومين الماضيين قضية الاشتباكات على الحدود الشرقية اللبنانية بين قوات الحكم السوري الانتقالي ومجموعة ممن يُطلق عليهم اسم عناصر "العشائر" من أبناء المنطقة الحدودية. هذه الواقعة تعيد تصويب البوصلة نحو جوهر المشكلة اللبنانية، وهي عجز الدولة عن بسط سيادتها الكاملة على أراضيها، ورفضها اتخاذ زمام المبادرة لنزع سلاح جميع الميليشيات، وعلى رأسها ما تبقى من سلاح "حزب الله". لطالما كانت الحدود اللبنانية الشرقية متروكة لمجموعات العشائر وبعض من امتهن التهريب والجريمة المنظمة، كتعويض ضمني عن إهمال الدولة لهذه المنطقة الفقيرة والمنكوبة. أبناء هذه المنطقة وجدوا أنفسهم أمام خيارين: إما النزوح وإما البقاء في أراضيهم تحت أي ثمن. ولكن على مدى العقود الماضية، تغير هذا الترتيب مع دخول "حزب الله" إلى المشهد، حيث قام بتسليح المهربين وبعض العشائر لتوظيفهم في مشروعه العسكري المذهبي والتوسعي. وأدى ذلك إلى احتكار "الحزب" للتهريب، وإخضاع القرى الحدودية السنية التي رفضت الانصياع له، وعلى رأسها بلدة عرسال. مع تدخل "حزب الله" في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد، تحولت المنطقة الحدودية إلى ساحة مواجهة بين سكانها وبين خصومهم السوريين، ومنهم التنظيمات المتطرفة التي وجدت في قتال الشيعة اللبنانيين حجة للانتقام. فكانت النتيجة أن تعرضت القرى الحدودية وأهلها لهجمات شرسة من تنظيم داعش وأخواته، ما دفع بعض سكانها إلى الارتماء في أحضان "حزب الله"، قبل أن يشن الجيش اللبناني في أغسطس 2017 عملية فجر الجرود التي قضت على أطر المتطرفين، لكن لم يكن لـ "حزب الله" مصلحة في هذا النصر، فسارع إلى تهريب الإرهابيين في "حافلات التهجير" الشهيرة، ليبقى التهديد قائماً ويمكن استغلاله لاحقاً.

إن التدمير شبه الكامل لبنية "حزب الله" العسكرية، ومقتل أمينه العام وقيادته، كشف عن انقسامات داخل "الحزب"، حيث برزت تيارات جديدة إلى الواجهة، أبرزها "تيار العشائر والمهربين". اليوم، يواجه "حزب الله" أزمة مالية خانقة بعد ضرب شبكة تهريب مخدر الكبتاغون التي كانت تدرّ عليه أرباحاً طائلة تجاوزت 5 مليارات دولار، كان يتقاسمها مع أركان النظام السوري السابق. لذا، فإن العشائر والمهربين أصبحوا أداة يستخدمها "الحزب" للضغط وابتزاز الدولة اللبنانية والسورية معاً.

إن افتعال هذه الفوضى الحدودية يمنح "حزب الله" ذريعة جديدة للتمسك بسلاحه، عبر الادعاء أن وجوده ضروري لحماية لبنان من الجماعات الجهادية. وهنا، تأتي الاستفادة السياسية من المشهد الإعلامي، حيث يتم الترويج لمقاطع القصف المدفعي السوري على القرى اللبنانية، لإظهار أن لبنان يتعرض لعدوان خارجي يستوجب الإبقاء على سلاح "المقاومة". لكن الحقيقة هي أن "حزب الله" هو أصل المشكلة، وهو الذي أدخل لبنان في هذه الدوامة الأمنية والسياسية. رغم أن "حزب الله" هو المسبب الرئيس لهذه الأزمات، إلا أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة اللبنانية التي لم تتخذ حتى الآن خطوات جدية لنشر الجيش اللبناني بشكل فاعل ودائم على الحدود الشرقية، وذلك تمهيداً لمطالبة سوريا رسمياً بتطبيق القرار الأممي 1680، الذي ينص على ضرورة حل النزاعات الحدودية بين البلدين وتطبيع العلاقات السياسية بما يمنع استمرار هذه الفوضى.

حتى الآن، لا يزال كل من الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام يكتفيان بالتصريحات السيادية الصارمة، لكن دون أي خطوات عملية ملموسة. إن إرسال الجيش اللبناني إلى الحدود كردّ فعل على التوتر ليس عملاً سيادياً، بل الحل يكمن في إجراء ترسيم رسمي للحدود، وإنشاء علاقات واضحة وشفافة بين الدولتين، لضمان منع أي تداخل يسمح بتشكّل مجموعات مسلحة عابرة للحدود. يجب أن يتذكر القادة اللبنانيون مقولة الشاعر الأميركي روبرت فروست: "الأسوار الجيدة تصنع جيراناً جيدين". فلا يمكن للبنان الاستمرار في إدارة حدوده بسياسة المماطلة والإنكار، لأن ذلك لن يؤدي سوى إلى استحداث المزيد من العشائر والميليشيات التي ستُستخدم لخدمة مشاريع تدميرية أخطر في المستقبل.

 

الجنوب من "خلصت الحرب" إلى "معقول ترجع الحرب"؟

رمال جوني/نداء الوطن/19 آذار/2025

هل ستندلع الحرب جنوباً من جديد، بعد اندلاعها مجدداً في غزة؟ سؤال شغل بال الجنوبيين وأبدوا تخوفاً من الأمر، وراحوا يترقبون تطورات الأوضاع في غزة، خشية أن تندلع فجأة  الحرب على لبنان، كما حصل في غزة. "معقول تجي الحرب؟ وين بدنا نتهجر؟ لوين بدنا نروح؟". رافقت هذه الأسئلة الناس في أحاديثهم وأعمالهم، حتى أن بعضهم قرر التزود بالمؤن وادخار بعض الأموال مخافة أن تقع الحرب على حين غفلة. تقول المواطنة شيرين: "لم نخرج من تداعيات الحرب بعد، بل ما زلنا في خضمّها". وتخشى، بينما تتابع تطورات الأحداث في غزة، ليس اندلاع الحرب الأوسع بل في تداعياتها النفسية والاقتصادية، قائلة: "ضقنا ذرعاً من الحرب الأولى. ما زلت أتابع  ابني عند معالج نفسي. وإذا  اندلعت الحرب مجدداً فهذا يعني دماراً نفسياً شاملاً". يوماً بعد آخر، يزداد أبناء القرى الجنوبية اقتناعاً أن الأمور تتجه نحو الأسوأ، فهم لم يشعروا أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، وباتت الغارات اليومية لصيقة بيومياتهم، والطائرات التجسسية من نوع هرمز رفيقة سيرهم وتنقلاتهم، حتى أنها عادة ما تكون منخفضة جداً. وتختصر جوانا واقعها: «بتنا مراقبين على الدوام، لا نعرف متى تسقط الغارة ولا أين. ننام على غارات هنا ونستيقظ على اغتيالات هناك، لم تعد حياتنا حياة، واليوم أضيفت إلى قلقنا عودة الحرب". "أكثر من يشعر بالقلق هم أصحاب المصالح الذين تكبدوا خسائر بملايين الدولارات، ولم يحصلوا بعد على أي تعويض. بالنسبة لهم، لا تعني الحرب فقط نهاية مصالحهم، بل دماراً شاملاً لها، ما يعيدهم، وفقاً ليوسف، "30 سنة إلى الوراء، أي إلى ما دون نقطة الصفر"، ويضيف: "لم نتمكن بعد من تجاوز تداعيات الحرب الأخيرة والخسائر التي أصابتنا، حتى وجدنا أنفسنا مجدداً نعيش فوبيا الحرب". ويقول أبو إبراهيم، الذي رمم مصلحته مؤخراً: "أعدت تأهيل محلي لبيع الزيوت، دفعت آلاف الدولارات، إذا تجددت الحرب ودمر محلي من جديد سأموت، لن نحتمل خسائر جديدة". مع مرور أربعة أشهر ونيف على وقف إطلاق النار، ما زال أصحاب المصالح والمحال التجارية ينتظرون التعويض لتجديد مصالحهم وأعمالهم، لم ينسوا بعد حجم الكارثة التي حلت عليهم، ويواصلون مطالبتهم الدولة بالتعويض عليهم، وأضيف اليوم إلى مخاوفهم إحتمال وقوع حرب أكثر ضرواة. ويسري الأمر  على طلاب المدارس ممن يخشون خسارة عامهم الدراسي، فاشتعال الحرب في هذا التوقيت يعني نهاية العام، وهم في الأصل عادوا إلى الدراسة متأخرين.

 

الحكومة قد لا تستعجل التعيين وتنتظر حزيران...المرشحون للحاكمية كثر... والكلمة لواشنطن والظروف

عماد الشدياق/نداء الوطن/19 آذار/2025

الملف الساخن منذ خمس سنوات

الكلمة الفصل في تعيين حاكم مصرف لبنان الجديد ستكون للخزانة الأميركية، في ما يشبه «الوصاية» النقدية بعد السياسية والأمنية، أو هكذا يؤكد متابعون لملف حاكمية المركزي. أمّا المرشحون فكثر، وأوفرهم حظاً سيكون من تتقاطع مواصفاته مع المتطلبات والظروف السياسية والتوازنات.

كلما اقتربنا من استحقاق التعيينات، ارتفع عدد المرشحين إلى حاكمية مصرف لبنان. «بورصة» الأسماء تشهد كل يوم صعوداً وهبوطاً، إن كان في المؤهلات أو في الحظوظ بين هذا المرشح أو ذاك. المعلومات المتداولة تكشف أنّ تعيين الحاكم لن يكون سريعاً، بل ستعمد الحكومة إلى التروّي في اختيار اسم الحاكم العتيد، وذلك لسببين:

1. لأنّ المهلة التي تفرض وقعها على التعيين في هذا المنصب، مرتبطة بولاية نواب الحاكم الأربعة التي تنتهي في شهر حزيران (يونيو) المقبل من العام 2025. وبالتالي، فإنّ التعيين قد ينتظر نحو 3 أشهر إضافية.

2. لأنّ التعيينات تخضع بشكل غير مُعلن لموافقة مسبقة من واشنطن، وموقع الحاكم لموافقة الخزانة الأميركية، التي تولي ملف مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، الأهمية القصوى على حساب المعايير الأخرى.

وعليه، ووفق هذا المعيار، سوف تتراجع حظوظ مرشحين صُنّفوا في الأسابيع الماضية على أنّهم الأوفر حظاً لصالح آخرين ربّما كانوا في أسفل التصنيف. وهذا يعني أنّ المعيار لن يكون مرتبطاً بالجدل القائم محلياً حول «مناهضة» المصارف أو الوقوف في صفها من عدمه، وإنّما سيكون على علاقة وظيفية بـ»الأجندة النقدية» التي تضعها واشنطن للبنان، ولنظرتها إلى ما هو مطلوب من الحاكم الجديد.

«بورصة» الأسماء فاضت في الأيام الفائتة عن 7 أو 8 مرشحين، قد  تتطابق مواصفات بعضهم مع المعايير الأميركية، في حين أن آخرين لا تستوفي سيرهم الذاتية، كل الشروط المطلوبة داخلياً وخارجياً. وتضم بورصة الترشيحات حتى الآن، الأسماء التالية:

- كريم سعيد: هو شقيق النائب فارس سعيد. مقرّب من واشنطن، ولا يتبع أيّ طرف سياسي. شخصية ناجحة في صفوف المغتربين ويعمل في الخارج بالمجال المالي والنقدي منذ أكثر من 40 سنة. لا صلات له مع المصارف المحلية وأغلبها لا يعرفه. يُروى أنّ ثمّة علاقة مميزة تربطه برئيس الجمهورية جوزاف عون على الرغم من عدم تبني عون أيّ اسم حتى اللحظة.

- جهاد أزعور: ينقل عن أزعور تردّده في الموافقة على تولي الحاكمية حتى اللحظة. ويقال إنّه يتطلّع لأن يكون «المرشح الأوحد» للحاكمية، وليس ضمن لائحة أسماء، باعتبار أنّه مرشح رئاسي سابق. ومن بين خيارات رئيس الحكومة نواف سلام، وليس أول خياراته.

- الوزير الأسبق كميل أبو سليمان: وهو خبير في إعادة الهيكلة وله باع طويلة في مجال الأوراق المالية والسندات. قد يكون أبو سليمان «أقدم المرشحين» وأقلّهم جدلية بين الأحزاب السياسية. لكنّ ثمّة نقاط استفهام تكتنف ترشيحه، باعتبار أنّه كان محامي الدولة في ملف سندات «اليوروبوندز»، وفي الوقت نفسه محامي بعض المصارف في الداخل والخارج.

- سمير عساف مصرفي مقرب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقد تراجعت حظوظه في الآونة الأخيرة بفعل تراجع الدور الفرنسي في لبنان.

يحاول البعض رمي أسماء أخرى إضافية مثل الوزير الأسبق منصور بطيش وكذلك مدير عام وزارة المالية السابق ألان بيفاني، فالأول ذو حظوظ معدومة لأنه محسوب على «التيار الوطني الحرّ» الذي اختار الانتقال إلى صفوف المعارضة بعد خلافات مع رئيس الحكومة نواف سلام. بينما الثاني «محروق»، إذ أنّ طرح اسمه إلى الحاكمية أشبه بـ»مزحة سمجة»، ويُعتبر ضرباً من ضروب الانتحار. فهو من بين الأسماء المُتهمة بـ»تفجير» الأزمة، باعتبار أنّه كان المدير العام لوزارة المالية عند إقرار سلسلة الرتب والرواتب، التي أظهرت فروقات تتخطّى المليار دولار في عملية احتسابها، وأدّت إلى انكشاف الوضع المالي والنقدي في البلاد.  في النتيجة، بورصة أسماء المرشحين وحظوظهم ترتبط بالظروف السياسية والاقتصادية الحالية، والتي يمكن أن تتغير من اليوم حتى حزيران المقبل.

 

مواني الأدب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

هناك مدن كثيرة صنعها الكتّاب والشعراء. وثمة مدينة واحدة منذ التاريخ صنعها الفلاسفة هي أثينا. تجمعوا في فترة واحدة، وفكر واحد، ومدرسة واحدة، وثلاثي لم يتكرر: أفلاطون وسقراط وأرسطو. وهناك روما قد صنعها الخطباء والقياصرة والمفكرون وسينيكا. وهناك القاهرة وقد صنعها وأعاد صياغتها طه حسين، وأحمد شوقي، وصاحب «زقاق المدق». والإسكندرية صنعها أبناؤها الأجانب مثل قسطنطين كفافي، والروائي الكبير لورانس داريل مؤلف «رباعية الإسكندرية». ولشبونة كان عنوانها الشعري، ولا يزال، وسيبقى. لأن كتابة الشعر على طريقته قد انتهت. والنثر أيضاً. والعشق كذلك.

وبيروت قد أنشدها الغريبان قباني ودرويش، والأخوان عاصي ومنصور. وبوينس آيرس رُزقت بورخيس وكفى. وأما باريس فهي من أعطى الأدب أفواج الروائيين، وأسراب الشعراء، بالعشرات. ومن كتاب أميركا وبريطانيا الشهرة. وكذلك كتّاب لبنان «المخلدين» في صروحها الكبرى.

هل تعرف من يكاد ينافس درة العواصم في العلاقة بين المدينة وشارعها؟ أجل، طنجة. كانوا يأتون إليها فتلقي عليهم سحرها ويستوطنون. من جورج أورويل إلى تينسي وليامز. مدينة مبهرة يقول جوش شوميك في «الدليل الأدبي» عن «طنجة».

إنها مدينة حافة، عالقة بين عوالم، على الحدود بين الشرق والغرب، بين الشمال والجنوب. في شمال أفريقيا، وعلى بعد 15 كيلومتراً فقط من أوروبا على المتوسط والمحيط الأطلسي. يمكنك أن تسميها بابل، وعندما تمشي في شارع باستور في يوم مشمس، مع الضوء المتكسر في الهواء والخليج المنحني، يمكنك أن تتخيل أن طنجة كانت ذات يوم، منذ وقت طويل، جداً قريبة جداً من السماء. على مر القرون، تعلم سكانها أن يفهموا بعضهم البعض. وسيرحب بك نادل باللغة الفرنسية، وستنطلق صرخة باللغة العربية. ويصرخ الرجال بالإسبانية على الكرة في تلفزيونات المقاهي. تأسست طنجة في القرن الخامس قبل الميلاد، وكانت دائماً ملتقى للثقافات، وحكمها القرطاجيون والفينيقيون والرومان والعرب والإنجليز والإسبان. تاريخ طنجة الأدبي لا مثيل له في العالم. ما يمكن قوله عن سكان المدينة تاريخياً، يمكن قوله أيضاً عن أدبها: إنه يفلت من القواعد والاقتراضات، والتقاليد، والأخلاق. قائمة كتاب الحافة الذين انجذبوا إلى المدينة طويلة: من بينهم ابن بطوطة، وصمويل بيبس، وألكسندر دوما، ومارك توين، وإديث وارتون، ووالتر هاريس، وجان جينيه، وبول وجين بولز، وويليام بوروز، وبريون جيسين، وألفريد تشيستر، ومحمد شكري.

 

مطعمك ميشلاني؟

أحمد الصراف/القبس الكويتية/18 آذار/2025

أسمع منذ نصف قرن، على الأقل، وفي أوروبا غالبا، بتصنيف «ميشلان» لجودة المطاعم، حيث تعطيها نجمة أو اثنتين، وقلة تحصل على ثلاث. لم أعرف إلا مؤخرا علاقة شركة فرنسية لتصنيع أفضل إطارات المركبات بمستوى الطعام في مطعم ما، مقارنة بغيره! علما بأن من الصعب، في جميع الأحوال، الاعتماد على موثوقية تصنيفات ميشلان للمطاعم، فهي ليست خالية من التحيز وعدم المصداقية، لكن إيجابيات تصنيفاتها تفوق سلبياتها.

أسس الأخوان ميشلان شركتهما في فرنسا عام 1889، وحصلا على أول براءة اختراع تصنيع الإطارات الهوائية بعدها بقليل، وهي اليوم ثاني أكبر شركة إطارات في العالم، بعد بريجستون، اليابانية، والمثير للسخرية أن لا فرنسا ولا اليابان تمتلكان شجرة مطاط واحدة، وهذا الفارق بين دول متقدمة، وغيرها!

لزيادة مبيعاتها من اختراعها الجديد، توصلت الشركة لفكرة رائعة، خاصة أن عدد السيارات حينها كان قليلا جدا، وتمثلت الفكرة في تشجيع أصحاب المركبات على السفر والتنقل، وهذا سيزيد من استهلاك الإطارات، ومن أجل ترغيب أصحاب السيارات، أصدرت ميشلان كتيبا يتضمن مجموعة من خرائط الطرق، مع معلومات وإرشادات عن مواقع ورش الخدمة والفنادق ومحطات الوقود والمطاعم، ومع عام 1920 أصبح دليل ميشلان واسع الانتشار، ليس لما تضمنه من إرشادات سفر قيمة، بل وأيضا للمعلومات المفيدة عن المطاعم التي تستحق عناء الذهاب لها، خارج المدينة، وأنواع أطعمتها وشهرة الشيف. ومع الوقت بدأت بإعطاء تلك المطاعم تصنيفات على شكل نجمات، حيث منحت نجمة واحدة للمطاعم الجيدة جدًا، في فئتها. ونجمتين للطبخ الممتاز، الذي يستحق الالتفاف له على الطرق السريعة، وثلاث نجوم للمطبخ الاستثنائي، الذي يستحق عناء القيام برحلة له!

لا يزال دليل ميشلان، الذي أصبح مؤسسة ضخمة يعمل بها عدد كبير من خبراء تذوق المشروبات والأغذية، الذين تتلخص مهمتهم، كمفتشين مجهولين، في زيارة مختلف المطاعم وتدوين الملاحظات عن مستوياتها، وعرض احدى نجوم ميشلان على المميزة منها، مقابل دفع اشتراك لتضمين اسمها في كتيبها، ضمانا لزيادة مبيعاتها. ولا تنتهي مهمة ميشلان بإعطاء التصنيف، بل تستمر الرقابة لضمان عدم التلاعب في جودة الطعام أو الشراب، مستخدمة معايير تقييم صارمة مع الجميع، وهذا ما أكسب تصنيفها اعترافا عالميا في عالم الطهي، خاصة أن المؤسسة لا تقبل أموالا مقابل إدراج أو تصنيف أي مطعم ما لم يكن يستحق، بدرجة قريبة من الحقيقة، لذلك التصنيف. أما الاتهامات التي توجه لميشلان فتتعلق أساسا بتحيزها للمطبخ الفرنسي، وتغطيتها شبه المحدودة، وما يشكله التصنيف من ضغوط نفسية كبيرة على الطهاة. كما ينصح البعض بمقارنة تصنيفات ميشلان بغيرها من المصادر الأخرى، للحصول على رؤية أكثر دقة، لكن تبقى فكرة التصنيف، التي بلغ عمرها مئة عام، رائعة. ولم يتعرف الأمريكيون على دليل ميشلان إلا في عام 2005، إضافة لها، يغطي الدليل 30 دولة أخرى، بعد أن ترسخت مكانتها كأفضل معيار عالمي للتميز في فن الطهي.

 

دروز سوريا في إسرائيل... الذاكرة المعلّقة

نديم قطيش/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

زيارة المشايخ الدروز السوريين لإسرائيل، في ظاهرها الديني والثقافي، وباطنها بوصفها مناورة سياسية بالغة التعقيد، لا تُحَدُّ بتقديمها الإعلامي البسيط، أو تُختصر في حدثٍ شعائريٍّ بحت. تندرج الزيارة، الحاصلة في ظل النظام الدمشقي الجديد، والذي يَعِدُ سوريا بدستورٍ يتراوح بين ضفّتي الصدارة الإسلامية السُّنية والتوازن الطائفي القلق، في سياق تاريخ مديد من التحولات السياسية الخطيرة التي حُفَّت بتاريخ الجماعة ووجودها وهويتها. فالدروز خبِروا عبر تاريخهم الطويل الممتدّ من الدعوة في كنف الحاكم بأمر الله الفاطمي (996-1021م) حتى أيامنا هذه، معنى الانقلابات في موازين القوّة. وهم يستذكرون أنّ توسّع حضورهم في سوريا لم ينفصل يوماً عن دماءٍ غزيرةٍ سالت، في حروب مع آخرين كثر؛ صليبيين وعثمانيين ومسيحيين وفرنسيين، كما في حروبٍ بينية، مثال الدم الناتج عن الشقاق الداخليّ الأعنف بين شطرَي الطائفة؛ القيسيّ واليمنيّ، في معركة عين دارة (1711م). تغذَّت كثرة دروز سوريا، رغم قلّتها النسبيّة، على مأساة عين دارة اللبنانيّة المحليّة، التي رسمت حدوداً اجتماعيّةً وسياسيّةً جديدةً في جبل لبنان، وعقدت الحاكميّة لآل جنبلاط القيسيّين، على أنقاض انهيار الإمارة المعنيّة. دُفع المهزومون من الشطر الدرزي اليمنيّ إلى جبل حوران وأطرافه السوريّة، وأسسوا في تلك السهول والتلال هويّةً درزيّةً سوريّةً متمايزةً، بتركيبها الديني والاجتماعي والسياسي، كما بحساباتها الوجوديّة.

ما لبثت أن زادت الثورة السورية الكبرى (1925-1927م)، بقيادة الزعيم الدرزي التاريخي سلطان باشا الأطرش، طبقةً فوق طبقات هوية الدروز السياسيّة. ولئن انطلقت الثورة تمرّداً أهليّاً، فإنها سرعان ما جاوزت حدود جبل حوران، لتنفتح على الوطنية السوريّة الأعرض، ملقيةً على الدروز عبءَ التوفيقِ الدائم بين انغلاق خصوصيتهم المذهبيّة وصدارتهم المشهد الوطني السوري الجامع في لحظات رجراجة من تاريخ سوريا ولبنان والمنطقة. مذَّاك، تترجح الهوية الدرزية بين حدَّي الصَّفاء الأهليّ النسبيّ والبعد الوطني المُدخِل مصير الجماعة الأهلية مع مصير سوريا كلّها، مُثقَلةً بحسابات العلاقة المركّبة، والقلقة دائماً، مع دمشق ومراكز الحكم فيها. على هذا النحو استتبَّ تاريخ الجماعة، تاريخاً من التفاوض المستمرّ، والمتوتر أحياناً، بين موقع الدروز في الجبل وموقعهم في الوطن السوري الأوسع. إلى هذا التاريخ المديد من القلق، والتشكُّل الدمويّ للاجتماع والهوية الدرزيين، ينتسب الإعلانُ المضمَر، عبر زيارة مشايخ من جبل الشيخ لإسرائيل، عن استعدادٍ لخياراتٍ جذريّة، متى استشعروا في التراكيب السوريّة الناشئة ما قد يكون على الضدِّ من مصالحهم وحقوقهم. والحقّ أن هذه الزيارة، على رمزيتها المقلقة للنظام الجديد في دمشق، تُعيد التذكير بمنطقٍ سياسي مألوف لدى الدروز، لا يرى ضيراً في التواصل مع «ضامن خارجي»، حين تكون القضية قضية وجود، على مثال تحالفات فخر الدين المعني الثاني مع دوقية توسكانا الإيطالية، حين استشعر أن خطراً وجودياً يُهدّد جماعته! أما القول بالانفصاليّة الدرزية فمُبالَغٌ فيه، اليوم كما في الأمس، على ما تشي به تجربة الأمير فخر الدين المعني، بوصفها دفاعاً عن اجتماعٍ لبنانيّ تعدّديّ، جمَعَ الدروز إلى غيرهم، في جبلٍ، لم يكن يوماً ذا لونٍ واحدٍ أو مذهبٍ نقيّ. والحال أن تخيّل كيانٍ درزيّ جاهزٍ للولادة اليوم بين الشطرين السوريّ والإسرائيليّ ينطوي على إغفالٍ كبيرٍ، لتباعد الشطرين على طرفَي حيزٍ جغرافي، يمتدّ عميقاً إلى ما يزيد على مائة كيلومتر، تتوسّطه كثافةُ نحو مليونَي سنّي في الجنوب السوري، ما يكسر أوهام «النقاء» الدرزيّ المزعوم خارج السويداء نفسها. فلا اتصالٌ جغرافيّ واضح، ولا صفاءٌ سكّانيّ مُدَّعًى، يتيحان استيلاداً آلياً لكيان درزي مزعوم. بيد أن دروز سوريا اليوم، وعلى جري فخر الدين، الذي سعى إلى تأمين استقرارٍ هشٍّ لتعدّدٍ طائفيّ في جبل لبنان أُسندَ إلى الدروز دور محوره وضمانته، يُفعِّلون اتصالاتهم بجوارهم السُّنّيّ الجنوبيّ، سعياً إلى تركيب مشتركاتٍ سياسيّةٍ تفاوضية إزاء النظام الجديد.

وعلى محملٍ آخر، فإن الخيارات البراغماتية الحادّة لدى الدروز، والأقلياتِ عموماً، واتصالها الدائم بآليات الحماية الخارجيّة، صحِبَتها في بعض الأحايين عواقبُ دمويّة ثقيلة، لعلّ أبرز أمثلتها مقتلة المسيحيين في دمشق عام 1860، حين تذرّعت فرنسا بحمايتهم، لتتدخّل في الشأن السوري، جاعلةً من النزاع الداخلي الأهليّ، مسألة دولية مفتوحة. المفارقة الأشد أنّ الدمَ الغزير الذي أسالته المقتلة، تناسَلَ من «تنظيمات» أرادتها الدولة العثمانية إحقاقاً للمساواة الأهليّة بين الطوائف الإسلامية والمسيحية، فانقلبت إلى سببٍ في تعميق الشروخ الجماعيّة، وتفجير صراعاتٍ دمويّةٍ كانت أوروبا مستعدّةً تماماً لاستغلالها، كما هي إسرائيلُ اليوم.

يتضح إذن أن الدروز دفعوا، تباعاً، أثماناً ثقيلةً ومتضاربة؛ مرةً ثمن محاولات الدولة العثمانية إنصافَهم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وثمن اصطدامهم بالسلطنة، في حِقَب أبكر. ودفعوا، على نحوٍ أشدّ مفارقةً، ثمن توظيف بعض العثمانيين لهم في معاركهم مع المسيحيّين، التي كانت في جوهرها، الوجه الأهلي للصراع الأوسع بين الدولة العثمانية والغرب. هكذا، فإن زيارة مشايخ الدروز السوريين لإسرائيل، على ظاهرها الرعويّ، إنما تَحملُ في باطنها خوفاً أهلياً موروثاً، وخبرةً تاريخيّةً ثقيلةً، كثيراً ما دفعت الدروز إلى خياراتٍ حادّةٍ وقاسية. وهي بهذا المعنى، لا تكتفي بإعادة تذكيرِ دمشقَ الجديدة بأنَّ للجماعةِ حقوقاً في الميزان السوريّ العام، بل تعيدُ إدراجَ الأقلّيّاتِ مرّةً أخرى في صُلب النزاعات الكبرى، بصفتها طرفاً يتوسّلُ ماضيه ويُشهرُ هواجسَه، مفاوِضاً أو مناوراً، حيال نظامٍ تتأرجحُ وعودُهُ بين احتكارِ السلطة، وإغراءِ التوازن الطائفي القلق.

 

سوريا بين مطالب الخارج وتحديات الداخل

أحمد محمود عجاج/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

رحل بشار الأسد وترك سوريا خربة؛ باقتصاد منهار، ونازحين بالملايين، ووضع داخلي مشتعل، وعقوبات دولية. حكومة الرئيس أحمد الشرع تبدأ من الصفر، وفوق ذلك عليها مواجهة أطماع إسرائيل، ومؤامرات إيران، ومطالب دولية جارحة للسيادة. فالشرع في ورطة: لا هو قادر على الحسم العسكري، ولا مستعد لقبول إملاءات الخارج؛ وهذا يستلزم منه براعة وصبرًا لاستيعاب التناقضات الدولية والإقليمية، والنفاذ منها للحفاظ على الكيان السوري، وإلا فإن التَّفتت وارد جداً أمام مطالب الدروز، والعلويين، وانفصال الأكراد. إن رفض بعض زعماء الدروز الانضمام لسلطة الحكومة المركزية نابع من الدعم الإسرائيلي الفاضح، وشعورهم بأن الفرصة مواتية للفيدرالية؛ فالفيدرالية تُضعف سلطة الحكومة المركزية، وتقوِّي الأقليات على حساب الأكثرية، وهذا يمنح إسرائيل وإيران وغيرهما أوراقاً في الداخل السوري. هذا الكسب الفيدرالي يمثل خسارة كبرى لتركيا والعرب؛ الأولى تجد في الفيدرالية خطراً على أمنها. والعرب على أمنهم القومي، ووحدة تراب سوريا؛ لذلك شاهدنا اندفاعة دبلوماسية سعودية لتسويق الاعتراف الدولي بالحكومة الجديدة، واحتضاناً تركياً لتوفير حماية أمنية لها. وتجلى ذلك بدعم الحكومة السعودية السريع للسلطة السورية في أثناء تمرد الساحل، وبتحرك تركيا عسكرياً؛ وهذا لقي قبولاً من الإدارة الأميركية.

هذا التناغم دفع الأكراد للمسارعة إلى مصالحة السلطة في دمشق، وتوقيع اتفاق مبدئي معها، يعزز السلطة المركزية؛ وهذا سببه خوف الأكراد من سحب ترمب قواته من مناطقهم، وغياب روسيا بوصفها قوة رديفة. وبالفعل أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» دور أميركا في هذا الاتفاق مع دمشق. وهذا حشر الدروز في زاوية صعبة، لكونهم يشكلون اثنين في المائة من سكان سوريا، وليس منطقياً أن يُمنحوا هذا الامتياز الفيدرالي. كذلك الرئيس ترمب قد لا يسمح لإسرائيل بأن توسع تدخلها في سوريا؛ لأن ذلك قد يضر برؤيته المتمثلة في الانسحاب من المنطقة، وتسليمها إلى حلفائه لحفظ مصالح أميركا، مثل محاربة «داعش»، ونقل مساجينها إلى رعاية الدولة السورية بضمانة تركية؛ فترمب -رغم دعمه لنتنياهو- تفاوض فوق رأسه مع «حماس»، وأجبره على قبول اتفاق وقف إطلاق النار، وسيرغمه على تجنب أي مواجهة محتملة مع الأتراك؛ لأن ذلك قد يدفع الحكومة السورية إلى الارتماء أكثر في حضن أنقرة، علاوة على أن ذلك يبعد فكرة السلام في المنطقة، والتي من خلالها يريد ترمب أن يكون صانع سلام تاريخياً.

ومن حسن حظ الحكومة السورية أن أوروبا وروسيا منشغلتان بالحرب الأوكرانية، ولا ترغبان في تعقيدات بالشرق الأوسط، وبالذات أوروبا التي تخشى موجات مهاجرين، والتي تتطلع لإعادة السوريين إلى بلادهم. كما أن مسارعة الحكومة السورية لمعالجة التجاوزات في الساحل السوري، وتشكيل لجنة تقصٍّ، وتعويض المتضررين، قابله ارتياح أوروبي تمثَّل بدعوة المفوضية الأوروبية للرئيس الشرع لحضور مؤتمر المانحين لسوريا المنعقد أمس في 17 مارس (آذار) في بروكسل. فالخوف من تصدُّع سوريا هاجس أميركي وأوروبي، ولذلك أقنع الأميركيون فصائل التنف بالانضمام للدولة، وسمحوا لقطر بإمداد سوريا بالغاز.

وتدرك روسيا بالمقابل وضعها المتأزم مع الشعب السوري، وكل همها الآن إبقاء قاعدتها البحرية في طرطوس؛ لأنها المنفذ الحيوي للقارة الأفريقية؛ هذه المصلحة الروسية تجعلها على تضاد مع أي زعزعة إيرانية لسوريا. هذه المعطيات الدولية ليست ثابتة، وعلى حكومة الشرع فهم تحولاتها وتقلباتها، لبناء الدولة القوية؛ فاللحظة مناسبة لتقديم مصالح شعب سوريا على مطالب الخارج، وبالذات رفض مخاوف الخارج المزيفة على الأقليات؛ فالمطالبة بتمييع الأكثرية -كما يقول وزير خارجية الهند جايشانكار- أصبح «مع الأسف موضة سياسية تجبر الأكثرية على إخفاء دينها». فسوريا الجديدة لن يكون فيها خوف على أقليات، ما دامت حكومتها تلتزم بالدستور، وحكم القانون، وتكافؤ الفرص، واحترام حقوق الإنسان، وما دامت تحظى بتأييد شعبها، وما دامت تحرص على التوافق السعودي- التركي الذي تحتاجه لسنوات طويلة.

سوريا اليوم ليس كتلك التي تركها الأسد؛ بل دولة يحميها الشعب، ويحضنها إخوتها العرب، ونموذج واعد للتعايش.

 

الملف النووي الإيراني: أي سيناريوهات

د. ناصيف حتي/الشرق الأوسط/18 آذار/2025

يعود الملف النووي الإيراني بقوة إلى واجهة الأحداث في الشرق الأوسط، وخصوصاً في إطار التصعيد في المواجهة السياسية المباشرة الأميركية - الإيرانية وتلك التي تحصل على الأرض، ولو بشكل غير مباشر بين الطرفين، لجملة من الأسباب. مواجهة تحمل تداعيات مختلفة على الإقليم الشرق أوسطي وتبقي الباب مفتوحاً أمام تصعيد كبير ومفتوح أو حتى صدام مباشر.

أولاً: عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وهو الذي أسقط العمل في عام 2018 بالاتفاق النووي المعروف باتفاق «الخمسة زائد واحد» (خطة العمل الشاملة المشتركة) الذي تم التوصل إليه مع إيران في يوليو (تموز) 2015 ودخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) من العام ذاته لفترة عشر سنوات تنتهي في أكتوبر القادم.

وبالتالي لا يعود من الممكن اتخاذ إجراءات عقابية ضد إيران حسب قرار مجلس الأمن الذي أصدر الاتفاق بعد هذا التاريخ. ترمب يريد التوصل إلى اتفاق يضمن حسب شروطه ورؤيته عدم وجود أي احتمال يسمح بأن تصبح إيران قوة نووية.

ثانياً: الرسائل المتبادلة بين واشنطن وطهران بواسطة عواصم عربية وأطراف دولية بشكل مباشر أو غير مباشر لم تود حصول أي تقدم فعلي في هذا المجال. ولا يزال الخطاب السياسي مرتفعاً بين الطرفين في هذا الأمر. والجدير بالذكر أن ارتفاع حدة الخطاب قد يكون إحدى وسائل التفاوض ولكنه يحمل مخاطر التحول إلى أسير لذلك الخطاب.

ثالثاً: نسبة تخصيب اليورانيوم عند إيران وصلت إلى 60 في المائة، فيما لا يجب أن تتعدى الأربعة في المائة حسب الاتفاق المشار إليه. الأمر الذي يعني أن إيران تقترب من الوصول إلى «العتبة النووية» أي من درجة التخصيب التي هي 90 في المائة، وبالتالي الدخول في النادي النووي كما يعرف. الأمر الذي يعتبر أيضاً بمثابة خط أحمر عند إسرائيل التي حسب عقيدتها النووية (عقيدة بن غوريون) يفترض أن تحتكر وحدها السلاح النووي في الشرق الأوسط. وهو موقف يلاقي توافقاً ودعماً أميركياً كلياً.

رابعاً: التغيرات التي حصلت في موازين القوى في المنطقة لها تداعيات مباشرة وغير مباشرة على «الملف النووي» بسبب تأثيرها بشكل خاص على أوراق القوة التي تملكها إيران في المنطقة، والتي تؤثر على قدراتها التفاوضية في جميع الملفات والقضايا التي تعني المصلحة الاستراتيجية الإيرانية. من هذه التداعيات ما تمثله «خسارة سوريا» بانعكاساتها الاستراتيجية المتعددة والمكلفة لطهران في المشرق العربي بشكل خاص وفي المنطقة ككل أيضاً. أضف إلى ذلك حرب الإسناد التي أطلقت من لبنان تحت عنوان وحدة الساحات وما أحدثته من تداعيات على حلفاء إيران في لبنان من حيث التغير الذي حصل في توازن القوى المحلي وتداعياته المختلفة على موقع لبنان ودوره في هذا الخصوص ضمن هذه الاستراتيجية. من نافل القول أن التطورات في العراق منذ سنوات دفعت بغداد لاعتماد سياسات أكثر واقعية وأكثر توازناً وتخدم مصالحها بشكل أكثر فاعلية في علاقاتها في الإقليم الشرق أوسطي وعلى الصعيد الدولي.

كلها تطورات أفقدت أو أضعفت العديد من أوراق طهران في «لعبة القوة» في المنطقة. وما زالت لعبة تبادل «الرسائل» على الأرض تجري بشكل خاص في البحر الأحمر مع تصاعد الدور العسكري للحوثيين والرد الأميركي القوي نظراً للأهمية في الجغرافيا الاستراتيجية والجغرافيا الاقتصادية التي تحتلها ساحة المواجهة الناشطة في لعبة تبادل الرسائل في تلك المنطقة. الملف النووي العائد بقوة يغذي ويتغذى على هذه المواجهات وعلى النقاط الساخنة في الإقليم. أسئلة كثيرة تطرح في هذه المرحلة. هل تعود المفاوضات ولو ضمن صيغ مختلفة في بدايتها، لاحتواء التوتر من دون أن يعني ذلك التوصل إلى نتيجة ترضي كلاً من الطرفين وهو ليس بالأمر السهل: إنه نوع من التهدئة وشراء الوقت رهاناً على متغيرات تصب في مصلحة هذا الطرف أو ذاك؟ هل تذهب إيران نحو الخيار النووي مع ما يحمله ذلك من مخاطر وتوترات وتغيير في قواعد اللعبة وإدارة الصراعات في المنطقة؟ هل تقوم إسرائيل بضربة استباقية شاملة للبنى النووية الإيرانية بدعم أميركي لمنع إيران من ولوج النادي النووي؟ كلها أسئلة مطروحة على «الطاولة الشرق أوسطية». أسئلة وتساؤلات تؤثر وتتأثر بالنقاط الساخنة والمشتعلة والمترابطة في المنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الرئيس عون التقى نقابتي محامي طرابلس والصيادلة: قادرون على إلاصلاح ومحاربة الفساد بمن يؤمنون بالعدالة والمحاسبة ونحن أمام مسؤولية استعادة المعايير الأخلاقية والمهنية للقطاع الصحي

وطنية/18 آذار/2025

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان "المظلة الكبيرة التي تحمي البلد هي المصلحة العامة التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار وتطغى على المصلحة الشخصية"، مشيرا الى ان "المحامي هو ابرز ضمانة لكرامة الإنسان، ومع وجود أشخاص يؤمنون بالعدالة والمحاسبة لدينا أمل كبير بأننا قادرون معا على إصلاح الاعوجاج ومحاربة الفساد والمحاسبة، ولا يمكن لأي إصلاح أن ينجح إذا لم يكن هناك قضاء مستقل ومحاسبة". مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من نقابة المحامين في طرابلس برئاسة النقيب سامي مرعي الحسن الذي تحدث باسم الوفد، فقال: "إنها أيام فارقة في تاريخ الوطن، تشهد عليها جنبات هذا القصر العامر بكم. لقد ملأتم الموقع والسدة، فامتلأ الوطن بكم، وامتلأنا جميعا بالرجاء في لحظة انتخابكم، بعد أن كاد أن يتملكنا القنوط. لقد سئم اللبنانيون من التراجع والجمود والمحاصصة والكيدية. تعبوا من الأزمات التي تعيد نفسها، ومن الفراغ الذي يعطل عجلة الحكم ويضعف أركان الدولة. وإليكم يتطلعون اليوم، وهم يرون في عهدكم مستقبلا يليق بتاريخ الوطن وتطلعاته وموقعه بين الأمم، آملين أن يرسي هذا العهد دعائم دولة القانون والمؤسسات، دولة تحمي الحق وتضمن العدل وتعلي شأن الإنسان".

اضاف: "إنها أيام فاصلة في تاريخنا الحديث، يخرج فيها الأمل كالفينيق، من بين ركام العدوان، ومن خمول المؤسسات المتعبة، ومن النفوس المحبطة، ليضخ فيها حياة وشغفا واستعدادا للعمل.إن انتخابكم يا فخامة الرئيس، وتشكيل الحكومة الجديدة، يأتيان في ظرف لم تعرف البلاد ما هو أكثر دقة منه، وقد رأينا في مسار التشكيل ما يجسده عهدكم من نهج التعاون والإيجابية والإنجاز بلا تسويف أو تعطيل. ومهمتنا اليوم أن نواكبكم جميعا ونقف إلى جانبكم في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية غير المسبوقة".

واشار الى إن "اللبنانيين يستبشرون اليوم بشعور يحدوهم بأن الرئاسة لهم جميعا، والدولة لهم جميعا، والجيش لهم جميعا، والأمن لهم جميعا، ومؤسسة القضاء لهم جميعا. ويريدون أن يستبشروا بدولة تجمعهم تحت راية واحدة، لا دولة تقسمهم إلى محاور ومحميات طائفية ومجاميع المصالح المتضاربة. فلا ضمانة لأحد خارج الدولة، ولا قوة لأحد إن هي ضعفت"، وقال: "نحن في نقابة المحامين في طرابلس نستبشر ككل اللبنانيين بالفجر الجديد، ونؤكد لفخامتكم أننا سنكون معكم، حراسا للحق، ومدافعين عن سيادة القانون. فالمحاماة ليست مهنة كسائر المهن، بل هي رسالة لصيانة كرامة الإنسان التي هي صنو كرامة الوطن. وسنظل حاملين رسالة الوحدة بلا ضغائن، والتشارك بلا تحاصص.إن من دواعي اعتزازنا أن نقابتنا كانت أول من أوقف العد، قبل مئة وأربع سنين. فمنذ 1921 ونحن نسير على عرف التناوب في منصب النقيب بين عائلتين، ولا أريد أن أقول بين طائفتين، ولو أننا أثبتنا على مدى قرن ونيف أن أهل النقابة عائلة واحدة، تجمعها قيم المحاماة، ولا يفرقها أي انتماء آخر. ولعلنا نكون في ذلك مثالا ورسالة لكل المؤسسات الرسمية والأهلية في الوطن".

واعتبر أن "اللبنانيين اليوم أكثر وعيا بحقوقهم وأكثر تطلعا إلى دولة عمادها القانون، يستمدون القوة من عدالتها ولا ينشدون استقواء خارج سلطانها. إنه القانون، "العقل الخالي من الهوى"، كما يقول أرسطو، وهو بتعبير مونتسكيو: "ينبغي أن يكون مثل الموت، لا يستثني أحدا"، وهو بلغة القرآن الكريم: الحياة، "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، وهو بلغة الكتاب المقدس: عمار الأرض "بالعدل يثبت الملك الأرض والعطايا تخربها". ولأن حكم القانون لا يقوم إلا بميزان القسط وسلطان الدولة المقتدرة، فإن تطوير السلطة القضائية وتأمين استقلالها والإسراع بإنجاز التشكيلات القضائية هو المعيار الأساس لقيام دولة العدل ويترافق ذلك مع تسريع المحاكمات لإنصاف المتداعين وتعزيز ثقة المواطنين مع الالتفات السريع لصيانة قصور العدل وزيادة عديد السادة القضاة والموظفين".

واكد ان "إرساء دولة العدل ليس ترفا ولا شعارا للاستهلاك السياسي، بل ضرورة وجودية لاستمرار هذا الكيان والنهوض باقتصاده وإعادة إعمار ما هدمه العدوان. وكما يقول ابن خلدون في "المقدمة": "العدل أساس العمران، فإذا فقد خرب العمران وزال". ومن هنا، فإن مسؤولية كل من يتولى أمانة الحكم، أن يكون القانون السقف الذي يستظل به الجميع، بلا استثناء ولا تمييز. فلا تحرير للأراضي المحتلة ولا استعادة للسيادة الوطنية الكاملة بلا دولة قوية، دولة تمتلك قرارها الوطني وتحسن الدفاع عن حقوقها وثرواتها. ولا اقتصاد مزدهرا ولا استثمار فاعلا ولا ثقة لدى الداخل والخارج بلا حكم القانون".

وتابع: "لقد مرت بنا سنوات عجاف، من الأزمة المالية وتعثر الدولة وانهيار المصارف دون صدور قانون يحمي اموال المودعين وحقوقهم ، إلى انفجار المرفأ الذي يجب ان تظهر الحقيقة فيه بتحقيق سريع يراعي احكام الدستور وقانون أصول المحاكمات دون استنسابية حماية لحقوق الضحايا وذويهم ، إلى العدوان الإسرائيلي، وما خلفه من دمار وتشريد وتهديم للبنى التحتية"، وشدد على ان "الجنوب هو الجرح المفتوح الذي يتداعى له جسد الوطن بالسهر والحمى، فهو الأرض التي ارتوت بتضحيات أبنائها، وما زال ينزف انتظارا للسيادة الكاملة والكرامة المستحقة. وأنتم، يا فخامة الرئيس، ابن هذا الجنوب الأبي، ويعرف ترابه خطو جندك يوم كنت تقود جيش البلاد، تذود عن أرضه وتصون حدوده. وكلنا ثقة بأنكم الأقدر على قيادة معركة استعادة السيادة والكرامة، وعلى أن يكون عهدكم عهد التحرير الفعلي لكل شبر من تراب الوطن".

ولفت الى أن "تحدي إعادة الإعمار يتزامن مع وضعنا الاقتصادي الصعب. لكننا ندرك اليوم أن النهوض لا يبنى على صفقات آنية أو مكاسب قصيرة الأمد، بل على حكم القانون الذي يشكل الأرضية الصلبة لأي بناء أو استثمار. وكما قيل: "عندما تنام العدالة، تستيقظ الفوضى". فلا استثمار بلا ثقة، ولا ثقة بلا قضاء مستقل نزيه، ولا ازدهار بلا دولة عادلة تحمي حقوق الجميع. ولا ازدهار دون تطوير الادارة وتطهيرها من الفاسدين وضخ  دم الشباب فيها، وإرساء الامن في المدن ولاسيما في طرابلس المشتاقة لحنان الدولة واهتمامها وانجاز التعيينات في المنطقة الاقتصادية الحرة وإدارة معرض رشيد كرامي ليتكامل اقتصادها مع الاقتصاد الوطني وإطلاق العمل في مطار رينيه معوض لتعزيز امن النقل الجوي"، وقال: "اسمحوا لي أن أؤكد لكم مجددا باسم زميلاتي وزملائي المحامين، أننا سنحمل أمانة الشراكة في بناء الدولة التي نحلم بها جميعا. سنظل حراسا للحق، غير ضنينين على العدل، مدافعين عن القيم الوطنية والإنسانية التي جعلت من لبنان رسالة للإنسان". وختم قائلا: "مسؤوليتكم اليوم عظيمة، لكن إيمان الشعب اللبناني بكم أكبر. أسأل الله أن يوفقكم في مهامكم الجسام وأن يعينكم على تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الذي يستحق حياة كريمة في ظل دولة العدالة والمؤسسات. وندعو الجميع إلى الالتفاف حولكم ومساندتكم في هذه المسيرة لأن نجاحكم هو نجاح للبنان بأسره".

الرئيس عون

ورد الرئيس عون، مؤكدا أن "المحامي هو ابرز ضمانة لكرامة الإنسان وهو احد حراس القانون، لكن المشكلة ليست فقط في القوانين، بل في تطبيقها ومحاسبة من يخالفها"، وقال: "عندما لا يوجد قضاء عادل، لا توجد محاسبة، وعندما لا توجد محاسبة، لا تسود حتى "شريعة الغاب"، لأن الغاب له شريعة، أما هنا، فقد غابت كل الشرائع". وشدد على أنه "يجب تحقيق دولة القانون والعدالة، فلا يمكن لأي إصلاح أن ينجح إذا لم يكن هناك قضاء مستقل ومحاسبة. واليوم، المشكلة ليست فقط  في القوانين موجودة، بل أن كل طرف يفسرها على هواه ولمصالحه الشخصية. لهذا السبب، استعنا بالوزير السابق رشيد درباس وعدد من كبار القانونيين والمفكرين لإجراء دراسة معمقة حول الدستور والقوانين، حتى لا يتم تفسيرها تبعا للمصالح الشخصية". ولفت الى أن "المظلة الكبيرة التي تحمي البلد هي المصلحة العامة التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار وتطغى على المصلحة الشخصية، فالإنسان بطبيعته يميل نحو العمل السيئ إذا لم تكن هناك آليات لإعادته إلى الطريق الصحيح. لهذا، عندما تغيب آليات الرقابة والمحاسبة، يصبح الفساد هو القاعدة بدل أن يكون الاستثناء". وختم الرئيس عون مؤكدا أنه "مع وجود أشخاص يؤمنون بالعدالة والمحاسبة، لدينا أمل كبير بأننا قادرون معا على إصلاح الاعوجاج ومحاربة الفساد والمحاسبة، ليس فقط في القضاء، بل في كل المجالات. وعندما يتم تطبيق القوانين على الجميع ومحاسبة الجميع ومحاربة الفساد في كل طبقات المجتمع، عندها فقط يمكننا القول إننا وضعنا البلد على السكة الصحيحة. ولكن هذه ليست مسؤوليتي وحدي، بل مسؤوليتنا جميعا".

نقيب الصيادلة

ثم استقبل رئيس الجمهورية وفدا من نقابة صيادلة لبنان برئاسة النقيب الدكتور جو سلوم الذي تحدث باسم الوفد، فقال: "أود بداية أن أتقدم إليكم بأطيب التهاني بمناسبة عيد مار يوسف، فهو رب العائلة، أما أنتم، فأب هذا الوطن. إن انتخابكم كان حلما كبيرا لكل اللبنانيين وأنا منهم. حلم كل مواطن ببناء دولة وأن يتحول لبنان إلى دولة فعلية. كان الحلم لكل مريض أن يحصل على الدواء الجيد والمتوفر. وكان الحلم لكل صيدلي أن يعيش بكرامة. فمنذ العام 2019، ومع بداية الأزمة الاقتصادية، عانى المريض اللبناني أشد المعاناة. فقد واجه أزمة في الحصول على الدواء المدعوم بمليارات الدولارات والذي كان يهرب إلى خارج لبنان بدلا من أن يستفيد منه المواطنون. وقد ناقشنا هذا الموضوع مرارا، ورغم ذلك، لم تتخذ أي إجراءات جدية للمحاسبة حتى يومنا هذا. وقد عانى المرضى أيضا من انتشار الدواء المزور، ولا سيما مرضى السرطان، الذين حرموا من أدويتهم، وأصبحوا بمثابة حقل تجارب لأدوية غير حاصلة على شهادات رسمية، ولا تقدم أي فائدة طبية تذكر، بل جرى تسجيلها فقط خدمة لمصالح خاصة. وللأسف، دخلت مئات الأدوية غير الموثوقة إلى سجل وزارة الصحة".

ولفت الى أن "اللبنانيين جميعا والمرضى خصوصا، يطالبون اليوم بالتغيير. والتغيير الأساسي بالنسبة للمواطن يبدأ بإصلاح القطاع الصحي، وأساس هذا الإصلاح يتمثل في إنشاء وكالة وطنية مستقلة للدواء LDA.ففي شهر كانون الأول من عام 2021، أقر مجلس النواب قانونا لإنشاء هذه الوكالة، على غرار هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، بهدف تسجيل الأدوية والمتممات الغذائية، والمواد الأولية للصناعة المحلية وتسعيرها، ومراقبة جودتها في الأسواق. ولكن، للأسف، وبعد مرور ثلاث سنوات، لا تزال هذه الوكالة رهينة الأدراج في مجلس الوزراء، نتيجة لتقاذف المسؤوليات وتشابك المصالح، مما أدى إلى تراجع خطير في جودة الدواء في لبنان.والمشكلة تكمن في أن تسجيل الأدوية محصور بوزارة الصحة، وهذا يعني أن هناك تجاذبات ومصالح متشابكة تتحكم في هذا الملف".

واوضح انه "خلال السنوات الأخيرة، تم تسجيل آلاف الأدوية التي لا تحمل شهادات من الFDA أو الEMA، وهذا أمر كارثي. لذلك، نطالب بإقرار المراسيم التطبيقية لوكالة الLDA  وإعادة تسجيل كل الأدوية التي دخلت السوق خلال الفترة الماضية. الأمر لا يقتصر على الأدوية فحسب، بل يشمل المواد الأولية للصناعة الدوائية المحلية والمتممات الغذائية، وهنا نعود إلى فضيحة المتممات الغذائية، حيث تم تغيير تواريخ انتهاء الصلاحية من 2019 إلى 2025، مما جعلها تصل إلى الأطفال وتعرض حياتهم للخطر. فكم من مجزرة صحية ارتكبت بحق أطفالنا؟"، وقال: "إن المرضى اليوم بحاجة إلى دواء جيد، وهم يطالبون بتوفره في لبنان دون أن يكون عرضة لشتى أنواع المخالفات. أما الصيادلة، فهم أيضا يعانون تماما كما يعاني كل اللبنانيين، من تداعيات غياب دولة القانون خلال المرحلة السابقة. فقد أصبح بيع الدواء يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما انتشرت الصيدليات غير الشرعية والمستوصفات غير المرخصة، بالإضافة إلى منح تراخيص لصيدليات بأسماء مستعارة. والأسوأ من ذلك، تم منح ترخيص لصيدلية تبعد ستين مترا فقط عن أقرب صيدلية، في انتهاك واضح لكل القوانين التي تحمي الصيادلة وتنظم مهنتهم. وقد تصدت نقابة الصيادلة لهذه المخالفات وقدمت طعنا أمام مجلس الشورى".

وتابع: "نحن اليوم بحاجة، في ظل هذا العهد، إلى سياسة دوائية واضحة وشفافة، يكون عمادها دعم الصناعة المحلية، واستعادة المكاتب العلمية التي كانت رمزا من رموز لبنان، وأحد مصادر غناه العلمي. كل هذه الملفات بين ايديكم الأمينة، وكلنا ثقة بأنه في عهدكم لن يحرم أي مريض، وخاصة مرضى الأمراض المستعصية، من الحصول على دوائه. لن يبقى هناك أدوية مسجلة في وزارة الصحة رغم سوء نوعيتها، فقط بسبب المصالح الخاصة والتجاذبات. لن يستمر تهريب الدواء المدعوم إلى الخارج دون محاسبة المسؤولين عن ذلك".

وختم سلوم، معلنا عن أنه "في الأول من حزيران المقبل، تنظم نقابة صيادلة لبنان مؤتمرا كبيرا بعنوان "بين تحديات الأمس وآفاق الغد"، وقد فتحتم، فخامتكم، أمام لبنان آفاقا جديدة ووعدتم بإرساء دولة القانون والمؤسسات. لذا، نطلب رعايتكم الكريمة لهذا المؤتمر".

الرئيس عون

بدوره، رحب الرئيس عون بالوفد، مؤكدا ان "حصول الانسان على الدواء هو امر اساسي، فلا شيء أكثر أهمية من صحة الإنسان. وأعلم جيدا كقائد جيش سابق، اهمية الطبابة بالنسبة لنا، حيث كنا نؤمن العلاج في الطبابة العسكرية لحوالى 400 ألف شخص بين عسكريين في الخدمة الفعلية ومتقاعدين وعائلاتهم. فالطبابة ليست مجرد أدوية وأطباء، بل هي حق إنساني أساسي لا يمكن التلاعب به"، وشدد على أنه "لا يمكن أن يتحمل الانسان العبث بصحته. وللأسف، هناك من فقدوا إنسانيتهم، فصار همهم الوحيد تحقيق الأرباح ولو على حساب حياة المرضى".

وأكد الرئيس عون أن "الطب مهنة إنسانية قبل كل شيء، ونحن أمام مسؤولية كبرى لاستعادة المعايير الأخلاقية والمهنية في القطاع الصحي. فالأخلاق هي الأساس وهي الميزان الذي يقاس به الإنسان ويمنح لكل صفاته الأخرى قيمة".

وشدد على أن "الإصلاح يبدأ بإرساء قضاء نزيه ومستقل، لأن غياب المحاسبة هو الذي سمح لكل هذا الفساد أن يستفحل، وحين  تترك الأمور بلا محاسبة، يسود الفساد ويطغى الشر. القضاء هو الأساس، وهو الضامن لوضع هذه الضوابط، وإذا تمكنا من إصلاح القضاء، يمكننا محاربة الفساد وتقليصه، وإن كان من الصعب القضاء عليه بالكامل، لأن هناك دائما من يقتاتون على الفساد ويجعلونه نمط حياتهم. لكن عندما يصلح القضاء، تصلح باقي الأمور. ونحن إلى جانبكم دائما وجاهزون للوقوف معكم ودعمكم لاستعادة كرامة الإنسان، ليس فقط في الطبابة، بل في كل جوانب الحياة، لأن الإنسان بلا كرامة يفقد كل شيء حتى حقه في الحياة والصحة".

النائب مراد

الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات سياسية وديبلوماسية وقضائية.

سياسيا، استقبل رئيس الجمهورية الوزير السابق النائب حسن مراد الذي أوضح انه عرض للأوضاع المضطربة على الحدود الجنوبية والشمالية الشرقية في ضوء التطورات الأخيرة، كما بحث مع الرئيس عون في أوضاع منطقة البقاع وحاجاتها، إضافة الى مسائل وطنية عامة.

سفير تشيكيا

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير دولة تشيكيا جيري دوليزيل في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء فترة عمله في لبنان. وعرض لابرز ما تحقق على صعيد العلاقات الثنائية اللبنانية- التشيكية لاسيما الدعم الذي قدمته بلاده للجيش. وشكر الرئيس عون السفير دوليزيل على الدور الذي لعبه في مجال تفعيل العلاقات بين البلدين وتمنى له التوفيق في مسؤولياته الجديدة.

القاضي القزي

قضائيا، اسقبل الرئيس عون رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي جون القزي وعرض معه شؤونا قضائية عامة".

 

منير الربيع مستشاراً سياسياً وإعلامياً لرئيس الحكومة

وطنية/18 آذار/2025

عُيّن الإعلامي منير الربيع مستشاراً سياسياً وإعلامياً لرئيس الحكومة القاضي نواف سلام. والربيع هو رئيس تحرير جريدة "المدن" الإلكترونية، وعمل في العديد من الوسائل الإعلامية، لا سيما "سكاي نيوز" و"المستقبل" وجريدة" البلد". يشار إلى أن الربيع كان من ضمن الصحافيين الذين حاوروا سلام في إطلالته الأولى عبر شاشة تلفزيون لبنان.

 

 الجبهة المسيحية": لعدم استجرار حرب مع الدولة السورية وإلهاء الجيش اللبناني بمعارك لا مصلحة لنا بها

وطنية/18 آذار/2025

طالبت "الجبهة المسيحية" خلال إجتماعها الدوري في مقرها بالأشرفية، الحكومة اللبنانية بالإسراع في سحب سلاح "حزب الله"، وباقي الميليشيات على كافة  الأراضي اللبنانية وبخاصة  على الحدود مع سوريا تحت حجة "العشائر"، وعدم الإستهتار بالمطالب الدولية بهذا الخصوص، ووضع حد  لاستجرار حرب مع الدولة السورية على الحدود بأوامر من طهران وإلهاء الجيش اللبناني بمعارك لا مصلحة لنا بها تهدف الى ثنيه عن تنفيذ القرارات الدولية لمنع قيام دولة فعلية" . مؤكدة في بيان ان "الوقت الحالي يداهم العهد الذي لديه الكثير من العمل لإعادة الإستقرار والإزدهار واللحاق بالمشروع العربي الخليجي في المنطقة الساعي الى إرساء السلام والتوجه نحو عصر حضاري جديد"، داعية" الدولة اللبنانية بأن تتبنى نهج التفاوض المباشر مع الدولة الإسرائيلية دون وسطاء لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية والبحرية". واعتبرت أنّ "البوابة الضرورية والإلزامية لدخول لبنان إلى الشرق الأوسط الجديد المزدهر هي إبرام إتفاقية سلام مع إسرائيل ليكون لبنان المفيد للمنطقة والمستفيد منها، وإلّا سيكون لبنان الضاحية الفقيرة للشرق الأوسط. خصوصاً أنه، وبعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، باشر فورا" في تحقيق هدفه الأساسي المتمثل في إحلال السلام والإزدهار على مستوى العالم حتى ولو إستعمل القوة للوصول إلى هذا الهدف".

 

الكتائب: لخطة عملية لتسليم السلاح تكون على رأس أوليات الحكومة

وطنية/18 آذار/2025

اكد المكتب السياسي الكتائبي في بيان، عقب اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، على "ضرورة ترجمة الالتزام اللبناني بتطبيق القرارات الدولية عبر خطوات عملية ومبرمجة، وعلى رأسها وضع ملف تسليم السلاح على رأس جدول أعمال الحكومة، مع وضع روزنامة عملية لتحقيق هذه الغاية، كخطوة أساسية لفتح الأفق أمام النهوض بالبلد وجذب الاستثمارات اللازمة لإعادة إعماره على قاعدة نهائية لا تنسفها حرب جديدة". وتابع المكتب السياسي ب"قلق كبير الأحداث الجارية على طول الحدود اللبنانية-السورية والغارات الإسرائيلية اليومية على عدد من المواقع جنوبًا وبقاعًا، حيث يجمعها قاسم مشترك هو السلاح الخارج عن الشرعية، ما يستوجب سحبه بشكل كلي على كامل الأراضي اللبنانية"،واكد  اهمية "تطبيق القرارات الدولية التي تحمي لبنان، لا سيما الـ 1701 بكامل مندرجاته بما فيها الـ 1680، ليكون لبنان تحت حماية الجيش والمجتمع الدولي". وحيا "جهود الجيش اللبناني الجبارة في صد أي محاولة اعتداء على لبنان وتحركه السريع لضبط الأوضاع المتفلتة على الحدود. وفي هذا الإطار، تندرج زيارة رئيس الحزب إلى كلّ من وزير الدفاع اللواء ميشال منسّى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، تأكيدًا للدعم المطلق الذي يوليه الحزب للجيش اللبناني ورئيس الجمهورية ووزير الدفاع والمؤسسات الأمنية، للسهر على استعادة قرار الدولة وسيادتها على كامل الأراضي اللبنانية". واعتبر أن "الانتخابات البلدية والاختيارية يجب أن تحصل في وقتها من دون أي تأخير، نظرًا لأهميتها على أكثر من صعيد، ويرى أن إنجازها في فترة زمنية قريبة يفرض إزالة العراقيل التي ما زالت تعترضها".

 

الراعي ترأس قداسا احتفاليا في عينطورة لمناسبة عيد القديس يوسف: لنلتمس منه تواضع القلب والبساطة وحبّ العمل وإتمام مشيئة الله في حياتنا اليوميّة بحلوها ومرّها

وطنية/18 آذار/2025

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، اليوم، قداسا احتفاليا، لمناسبة عيد القديس يوسف من على مذبح مدرسة مار يوسف عينطوره، يرافقه المطران بولس الصياح، حضره النواب انطوان حبشي، فريد هيكل الخازن ونعمة جورج افرام، الوزيران السابقان زياد بارود ويوسف سلامة، إضافة إلى رئيس اتحاد بلديات كسروان والفتوح جوان حبيش، رئيس بلدية ذوق مكايل الياس البعينو  ورئيس بلدية فاريا ميشال سلامة، وعدد  من رؤساء وأعضاء بلديات المنطقة. وفي افتتاح القداس القى مدير المدرسة الأب عبدو عيد كلمة ترحيبية بالراعي، أشار فيها إلى ان " الاحتفال هذه السنة يتزامن مع مناسبة روحية عميقة لها مكانة خاصة في قلوبنا جميعا الا وهي اليوبيل الرابع لتأسيس جمعية الرسالة  للأباء والأخوة اللعازاريين" . أضاف: "أربعة قرون من الرسالة والتضحية والعطاء في نشر الانجيل وخدمة المحبة، من التربية إلى محبة الآخر وفق  القديس منصور دي بول الذي رأى في الفقراء والمحتاجين وجه المسيح. هذه المحبة ترجمها في  حياته بتضحية لا تعرف حدودا . وبخدمة لا تنتظر مقابلا ، والعطاء  يفيض رحمة وسلاما، وكما يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل كورانتوس " المحبة الحقيقية  تصفح عن المسيئات، لا تتباهى  ولا تطلب ما هو لها، كما لا تفرح بالظلم بل تفرح  بالحق". وتابع عيد: " في عالمنا اليوم. نشهد قلوبا متحجرة  لا تعرف الرحمة ترفض الانفتاح على محبة الله وتمتنع على المشاركة  في محبة الآخرين . لكننا وفي حضور كم يا صاحب الغبطة نأمل أن نعيش فرح المحبة واللقاء". 

وبعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة قال فيها: "صنع يوسف كما أمره ملاك الربّ. فأخذ مريم امرأته" (متى 1: 24).

- أطاع يوسف صوت الملاك في الحلم، ففهم دوره في تدبير سرّ الخلاص، وانجلى له سرُّ حبل مريم، وسرُّ الطفل الإلهيّ الذي في حشاها. "فلمّا قام من النوم، صنع كما أمره ملاك الربّ، فأخذ مريم امرأته" (متى 1: 24)، متعهّدًا حراسة أثمن كنوز الله الآب أي: الكلمة المتجسّد وأمّه الفائقة القداسة. أخذها مع سرّ أمومتها كلّه، أخذها مع الابن الموشك أن يأتي إلى العالم بفعل الروح القدس.

- يسعدني أن أحافظ على تقليد البطاركة الموارنة بمشاركة الآباء اللعازريّين الأحبّاء في إحياء عيد القدّيس يوسف شفيع هذا الصرح التربويّ الزاهر في بلدة عينطورا. فأقدّم التهاني لحضرة الأب رمزي جريج الرئيس الإقليميّ ولحضرة الأب عبده عيد رئيس المعهد وجمهور الآباء، والهيئة التعليميّة والأسرة التربويّة المؤلّفة من الإدارة والأهل والمعلّمين والطلّاب. ونصلّي معًا، إلى القدّيس يوسف، ملتمسين منه، بحقّ رباط المحبّة الذي وحّد بينه وبين العذراء مريم، وبحقّ الحبّ الأبويّ الذي احتضن به الطفل يسوع، أن ينظر إلينا ويحمينا ويحمي هذا الصرح التربويّ والقيّمين عليه، والعاملين فيه، والأجيال التي تستقي منه العلم والتربية والثقافة بشكل مميّز. ويسعدني أن أشارك آباء جمعية الرسالة في الإحتفال بمرور أربعماية سنة على تأسيسها (1625 – 2025) على يد القديس منصور دي بول، الذي ارادها لخدمة الفقراء. وتأتي نعمة هذا اليوبيل متزامنة مع نعمة اليوبيل الكبير والسنة المقدسة 2025، فأتمنى وأصلي، بشفاعة القديس مار منصور دي بول، من أجل تقديس أبناء الجمعية، وازدهارها ونموها، لمجد الله وخير الكنيسة ونجاح رسالة المحبة بحسب روح المؤسس.

إنّ الآباء لا يولدون آباء، بل يصبحون آباء. ولا يصبح المرء أبًا لمجرّد أنّه وُلد له إبن، بل لأنّه يعتني به بمسؤوليّة. وكلّ مرّة يتحمّل شخصٌ ما مسؤوليّة حياة شخص آخر، فإنّه بطريقة ما يمارس الأبوّة تجاهه. هذا شأن كلّ من يتولّى إدارة أو تعليمًا أو أيّة مسؤوليّة في هذا الصرح التربويّ، فينطبق عليه سرُّ الأبوّة هذا. "أبوّتكم" لطلّابكم لا تعني امتلاكهم، بل جعلهم قادرين على الاختيار والحريّة والانطلاق. يضيف التقليد إلى يوسف صفة "العفيف". هذا ليس مجرّد مؤشّر عاطفيّ، إنّما ملخّصُ تصرّف يعبّر عن عدم الإمتلاك. العفّة هي التحرّر من التملّك في جميع مجالات الحياة. وحده الحبّ العفيف هو الحبّ الحقيقيّ. لأنّ الحبّ الذي يريد امتلاك الآخر يصبح دومًا خطرًا في النهاية، ويسجن الآخر، ويخنقه، ويجعله غير سعيد. إنّ الله أحبّ الإنسان حبًّا عفيفًا، وتركه حتى في ارتكاب الأخطاء. إنّ منطق الحبّ هو دائمًا منطق حريّة، وقد عرف يوسف كيف يحبّ بطريقة حرّة تفوق المألوف. لم يضع أبدًا ذاته محورًا، بل وضع يسوع ومريم محور حياته (راجع البابا فرنسيس: رسالته بقلب أبويّ Pater Cordes).

في ترائي الملاك ليوسف في النوم، إنجلى دوره في سرّ التدبير الإلهيّ، وهو اشتراكه في سرِّ التجسّد أكثر من أيّ إنسان آخر، باستثناء مريم، أمّ الكلمة المتجسّد. لقد اشترك وإيّاها مندفعًا في واقع ذات الحدث الخلاصيّ، واؤتمن على ذات الحبّ الذي بدافعه سبق الآب الأزليّ فقّدر لنا أن يتبنّانا بيسوع المسيح (أفسس 1: 5). زواج مريم هو المرتكز القانونيّ لأبوّة يوسف. فالله إنّما اصطفاه زوجًا لمريم ليضمن ليسوع حضورًا أبويًّا. وينجم عن ذلك أنّ أبوّة يوسف تمرّ عبر زواجه من مريم، أي عبر الأسرة. في زواج يوسف ومريم، تحقّقت جميع خيور الزواج: الولد والأمانة والسرّ. أمّا الولد فهو الربّ يسوع نفسه، وأمّا الأمانة فهي الوحدة الزوجيّة النقيّة بين يوسف البتول ومريم العذراء، وأمّا السرّ فلأنّ بينهما رباط لم ينفصم. ألا حافظ الأزواج على هذه الخيور الثلاثة التي تقدّسهم في حياتهم الزوجيّة مع حلوها ومرّها.

منذ القرون الأولى، بيّن آباء الكنيسة بوضوح أنّ القدّيس يوسف، كما تعهّد مريم بعناية ودودة، وانقطع بفرح لتربية يسوع المسيح، كذلك هو أيضًا حارس وحامي جسده السرّي أي الكنيسة، التي العذراء صورتها ومثالها. وقد أعلنه الطوباويّ بيّوس التاسع "شفيعًا للكنيسة الكاثوليكيّة" في 8 كانون الأوّل 1870.

في حمايته يضع جميع المراتب أنفسهم. ففيه يجد أربابُ العائلاتِ مثالًا رفيعًا لبُعدِ النظر والاهتمامِ الأبويّ. وفيه يجدُ الأزواج صورةً كاملةً للحبِّ والوفاء الزوجيّ. والذين نذروا البتوليّة يستطيعون أن يعتبروهُ، في الوقت نفسه، مِثالهم وحارسَ بتوليّتهم. وإذا تأمّل عظماءُ هذه الدنيا في القدّيس يوسفَ استطاعوا أن يتعلّموا كيف يحافظون على مقامهِم في أصعبِ الظروف. ويفهم الأغنياءُ ما هي الكنوزُ التي يجبُ عليهم قبلَ كلِّ شيءٍ أن يبحثوا عنها ويجمعوها بحرارةٍ، في حين يجبُ على الفقراءِ والعمّال والمحرومينَ أن يذهبوا إليه بحقًّ، ويتعلّموا الإقتداءَ به. كان يوسف زوجَ أعظمِ النِساءِ وأقدسَهنَّ، وكان "أبًا" لابن اللهِ، ومع ذلك، أمضى حياتَهُ في العمل، وبفضلِ يديهِ ومهارتِه، أنتجَ ما كان ضروريًّا لأعضاءِ العائلةِ.

جاء الربّ يسوع يحمل إلى العالم الخلاص الشامل الذي يطال الإنسان وجميع الشعوب في واقع الاقتصاد والعمل، وفي التقنيّات والإتصالات، وفي المجتمع والسياسة، وفي العائلات بين الثقافات والشعوب. والكنيسة تقدّم مساهمة أساسيّة لا بديل عنها، من أجل تقديس العمل، وأنسنة عائلة الشعوب والتاريخ، واكتشاف الإنسان دعوته الشاملة والنهائيّة، وإعطاء العمل البشريّ مفهومه الأعمق. إنّ المجتمع، مع كلّ ما ينتج في داخله، يعني الإنسان. وهو مجتمع البشر الذين هم الطريق الأوّل والأساسيّ للكنيسة. وعليه إنّ المجتمع، والسياسة، والإقتصاد، والعمل، والحقوق، والثقافة، لا يشكّلون محيطًا، مجرّد مدنيّ ودنيويّ، وبالتالي هامشيّ وغريب عن نداء الإنجيل وتدبير الخلاص. تشكّل عقيدة الكنيسة الإجتماعيّة قيمة أداة لإعلان الإنجيل. ويتّسع هذا التعليم في اللقاء المتجدّد بين رسالة الإنجيل والتاريخ البشريّ. ويشكّل طريقًا لممارسة خدمة الكلمة ووظيفة الكنيسة النبويّة. فتعليم العقيدة الإجتماعيّة ونشرها إنّما يختصّ بالرسالة الإنجيليّة، ويشكّل جزءًا أساسيًّا في الرسالة المسيحيّة، وفي نضالها من أجل العدالة في شهادتها للمسيح المخلّص. لنصّلِ، أيّها الإخوة والأخوات: أيّها القدّيس المجيد البار والمتواضع، مار يوسف، أيّها العامل في الناصرة، ساعدنا في أشغالنا اليوميّة على أنواعها، ولا سيما في عملنا التربويّ والإداريّ والوظيفيّ. ساعدنا أن نجد في عملنا السبل الفعّالة إلى تمجيد ربّنا يسوع المسيح، وأن نُفيد مجتمعنا الذي نعيش فيه. إلتمس لنا من الله تواضع القلب والبساطة وحبّ العمل، وإتمام مشيئة الله في حياتنا اليوميّة بحلوها ومرّها، ونرفع نشيد المجد والشكران للثالوث القدّوس الآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين.

 

جعجع في المؤتمر التربوي السنوي بدير الاحمر: المنطقة في غليان وعلينا حماية وطننا وتعزيز سيادته

وطنية/18 آذار/2025

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "الآفاق اليوم أفضل من السابق، لكن هذا لا يعني أننا وصلنا إلى بر الأمان. المنطقة تمر بمرحلة غليان، والأحداث تتسارع، ما يفرض علينا العمل بجدية لحماية وطننا وتعزيز سيادته". كلام جعجع جاء عبر شاشة متلفزة من معراب، خلال المؤتمر السنوي التربوي الأول الذي عقده المكتب التربوي في منطقة البقاع الشمالي، بعنوان "التعليم المستدام: تحديات وفرص في بناء مستقبل المنطقة"، في صالة "الشهداء" في كنيسة مار نهرا - دير الاحمر، حضره عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب انطوان حبشي ممثلا جعجع، راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية المطران حنا رحمه، رئيس المنطقة التربوية في بعلبك الهرمل حسين عبد الساتر، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الاحمر جان فخري وعدد من رؤساء بلديات المنطقة والمخاتير، رئيس مصلحة الاساتذة الجامعيين في "القوات" زياد حرو، منسق البقاع الشمالي في "القوات" الياس بو رفول ورؤساء المراكز الحزبية، رئيس المكتب التربوي برنار جعجع واعضاء المكتب ورؤساء المكاتب في المنسقية، الى مديري مدارس المنطقة وهيئاتها التعليمية ولجان الاهل وحشد من الفاعليات الروحية والاجتماعية والاغترابية.

جعجع

وتطرق جعجع في كلمته الى الإنتخابات البلدية المقبلة، وقال: "إن البلديات تشكل ركنا أساسيا في النظام اللبناني، حيث تعد السلطة المحلية الفعلية عندما تدار بشكل صحيح. فرئيس البلدية لديه صلاحيات لفرض رسوم وضرائب لتمويل مشاريعه، كما يمكنه لعب دور كبير في التنمية. إلا أن هذه الصلاحيات لا تنطبق بشكل كامل على منطقتكم نظرا لغياب المؤسسات الاقتصادية الكبرى ورجال الأعمال الكبار. ومع ذلك، يظل للبلدية دور محوري يجب التركيز عليه". وأشار إلى أننا "شهدنا في السنوات الأخيرة، وبفضل التنسيق القائم بين منسقية "القوات اللبنانية" في منطقة بعلبك – الهرمل واتحاد البلديات، كيف تمكنت البلديات من مواجهة التحديات والتصرف بفاعلية، خصوصا خلال الحرب الأخيرة، حيث استقبلت المنطقة عددا يزيد أضعافا عن عدد سكانها من دون حصول أي أزمات تذكر، وتم تنظيم الأمور بطريقة فاعلة. وهذا دليل على أنه عندما تتوافر الإرادة، يمكن تحقيق الكثير. لذلك، أطلب منكم إعطاء أهمية قصوى للانتخابات البلدية، وألا تكون المعايير التقليدية كالانتماء العشائري أو العائلي هي المحددة لاختيار رئيس البلدية، بل يجب اختيار الشخص القادر على القيام بالمهمة بكفاية، بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية أو الاقتصادية". وشدد على ان "الفساد يجب أن يستأصل من المجالس البلدية، لأن الفساد في المجتمعات كالسوس الذي ينخر الخشب، الذي يبدو سليما من الخارج لكنه فارغ من الداخل. كما أن النقطة الثانية التي يجب التركيز عليها هي التوافق، لكن ليس التوافق الذي يؤدي إلى اختيار شخصيات ضعيفة غير قادرة على اتخاذ القرارات الحاسمة. باعتبار أن رئيس البلدية هو سلطة تنفيذية، ويجب أن يكون قادرا على اتخاذ القرارات ومواجهة المخالفات واتخاذ الإجراءات المناسبة. لذلك، يجب أن يكون التوافق قائما على اختيار الكفاءة وليس على الحلول الوسط التي تفرز قيادات ضعيفة". وعن الملف التربوي، اعتبر جعجع أنه في غاية الأهمية، وقال: "أشكر الدكتور حبشي وجميع المعنيين في هذا المجال، من راهبات ومديري مدارس ومديرات ولجان أهل وطلاب، على جهودهم في دعم القطاع التربوي. لكن دعوني أكون واضحا، لا التربية ولا أي قطاع آخر يمكن أن ينجح إذا لم تكن هناك دولة فعلية قائمة. الدولة هي الأساس، وكل شيء آخر يتبع لوجودها الفاعل، سواء في التربية، أو التنمية أو الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه".

وأوضح جعجع أن "معركتنا منذ 20 عاما وحتى اليوم هي إقامة دولة فعلية، وليس لدينا أي هدف خاص سوى قيام هذه الدولة. فوجود دولة حقيقية هو لمصلحة الجميع، وهو لمصلحة آخر مزارع في الهرمل أكثر مما هو لمصلحة أول مواطن في جونيه أو جبيل. فقيام الدولة هو الضمانة الوحيدة لحياة كريمة لجميع اللبنانيين، بغض النظر عن انتماءاتهم أو مناطقهم". واستطرد قائلا: "إن مقومات الدولة معروفة وليست وجهة نظر، بل هي حقائق متفق عليها عبر التاريخ والتجارب العالمية. الدولة يجب أن تمتلك القرار الاستراتيجي وأن تحتكر السلاح، فلا يمكن لدولة أن تكون فاعلة في ظل وجود مجموعات مسلحة خارج سلطتها مهما كانت نوايا هذه المجموعات".

وعن الوضع الحالي، لفت جعجع إلى أن "لبنان دخل مرحلة جديدة مع العهد الجديد والحكومة الجديدة، وهناك تحسن واضح بالمقارنة مع الماضي، حيث لم نلاحظ حتى الآن أي ممارسات فساد كما كان الحال في الحكومات السابقة. وهذا تطور إيجابي، لكن الأهم هو استكمال بناء الدولة الحقيقية التي تحتكر القرار والسلاح وتفرض سيادتها على كامل أراضيها وحدودها. وهنا أطرح سؤالا: لماذا لم تفرض الدولة سيطرتها الكاملة على حدودها حتى الآن؟ قبل فترة قصيرة، شهدنا دخول آلاف السوريين إلى لبنان من الحدود الشمالية من دون أي رقابة رسمية. هذا أمر غير مقبول، والدولة مطالبة بالسيطرة الكاملة على حدودها لمنع الفوضى وحماية البلاد. لدينا الإمكانات كلها للقيام بذلك، سواء عبر التكنولوجيا الحديثة أو الدعم الدولي، لكن المطلوب هو قرار سياسي حاسم". وكان جعجع استهل كلمته، بتوجيه التحية لأهالي منطقة البقاع الشمال والبقاع الشرقي، وقال: "إن العنصر البشري في مجتمعنا هو الأساس، والإنسان بقيمه ومبادئه هو الذي يحدث الفرق. فالله لم يمنح قدرة الصمود التي لديكم في هذه المنطقة لكثيرين كي يتمكنوا من أداء هذه المهمة الجسيمة التي تقومون بها جراء تجذركم في أرضكم. ليس الفضل لأولئك القاطنين في بيروت، حيث كل شيء متوافر، ولا لأولئك الذين يعيشون في جونيه أو جبيل أو طرابلس، حيث يجدون كل ما يحتاجون بسهولة. فحتى في منتصف الليل، إذا احتاج أحدهم إلى علبة سجائر، ناهيك عن مستشفى أو طبيب، فبإمكانه العثور عليها خلال دقائق معدودة. أما في منطقتكم، فكثيرا ما يضطر الإنسان إلى الذهاب نصف ساعة أو أكثر للحصول على ما هو ضروري له. لذا، أهنئكم وأحييكم، لإن النموذج الذي تمثلونه هو النموذج الحقيقي للإنسان المكافح، المقاوم بالفعل، الذي يعيش إيمانه على رغم كل الظروف القاسية المحيطة به". واردف: "عايشت العديد منكم، سواء من الراهبات، أو مديري المدارس، أو مديري المؤسسات التعليمية الأخرى، الذين واصلوا نضالهم وجهودهم للحفاظ على مؤسساتهم، على الرغم من الغياب شبه التام للدولة، وخصوصا في السنوات الخمس أو الست الأخيرة. لقد استمروا في العمل لضمان استمرار مؤسساتهم، سواء كانت عامة أم خاصة، في ظل أوضاع صعبة للغاية"، ولفت إلى أن "منطقتكم تواجه تحديات كبيرة، من بينها أزمة إعادة التوطين، التي بدأت كنعمة لكنها تحولت إلى نقمة بسبب الظروف المصاحبة لها، فضلا عن مجموعة من المشكلات الأخرى. لذا، أكرر لكم شكري وتقديري، وأؤكد أن هذه ليست مجرد كلمات تقال، بل هي تقدير حقيقي لمجهوداتكم في ظل هذه الظروف الصعبة". وشدد جعجع على أن "الأهم الآن هو الاستمرار، فبالرغم من أن الأوضاع الحالية أصبحت أخف وطأة مما كانت عليه في السابق، إلا أننا يجب أن نظل مصممين على المضي قدما في الاتجاه الصحيح. وإذا شاء الله، سنتمكن في المرحلة المقبلة من تحقيق إنجازات تفوق ما تحقق في الماضي". وختم قائلا: "التزامي تجاه هذه المنطقة هو التزام شخصي وعام في آن واحد، وأنا معكم وسأظل معكم، لأنني مؤمن بكم وبقدرتكم على الصمود والتطور. شكرا لكم جميعا وأتمنى لكم دوام القوة والعزيمة".

المطران رحمة

وكان استهل المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت عن ارواح الشهداء، ثم النشيدين الوطني و"القوات اللبنانية"، بعدها القى المطران رحمه كلمة، شدد فيها على "اهمية هذا المؤتمر وضرورته بالنسبة للمنطقة"، وقال: "اليوم مع عصر التكنولوجيا وعصر القارة الرقمية والذكاء الاصطناعي، يجب ان يكون التعليم مستداما، كي نواكب التطور وآخر مستجدات التكنولوجيا، لذلك يجب ان يكون لدينا العلم والمعرفة. إن عالم المعلوماتية واسع ويشمل عددا كبيرا من الاختصاصات، لذلك لم يعد كافيا اليوم الحصول على شهادة فحسب، بل يجب متابعة اكتساب المعرفة". وحذر المطران رحمه من ان "الذكاء الاصطناعي اليوم اصبح يدخل في تفاصيل الحياة اليومية كلها للشعوب، لذلك علينا ان نربي اولادنا على ألا يكونوا مستعبدين للألة، بل ان يكونوا هم اسيادها واسياد المعرفة، وان يكونوا حكام هذه المعلومات بقبولهم او رفضهم لها، من خلال تشكيل رأس التلميذ بعيدا عن حشوه بالمعلومات كي يعرف ان يختار الصح من الخطأ".

حبشي

بدوره، القى النائب حبشي كلمة، اكد فيها ان "القطاع التربوي يعاني الكثير من المشكلات، ابتداء من وضع المعلمين، مرورا بالقانون 515 الذي هو بحاجة الى تعديل، وصولا الى المدارس الخاصة والرسمية والازمات التي تعاني"، واعتبر ان "خطورة هذه المشكلات تتمثل بربطها بالأزمة المالية من قبل كثيرين"، ورأى أن "هذه الازمة هي القشة التي قصمت ظهر البعير، ولأن الازمة التربوية في لبنان قديمة، علينا ان نفكر بشكل بنيوي كي نجد حلا حقيقيا ومستداما للتعليم والتربية". وقال: "إن اي قانون يوضع مهما كان بسيطا بدءا بسلسلة الرتب والرواتب التي هي حق للمعلم كي لا يكون لديه هاجس ما اذا كان راتبه سيكفيه كي يصل الى المدرسة لممارسة عمله ام لا، وصولا الى المناهج التي وضعنا لها اكثر من حجر اساس ولكنها لم تظهر لغاية اليوم". وسأل عن المبادئ والقيم التي تقوم عليها التربية في بلد كلبنان، وقال: "لبنان هو بلد متعدد وطبيعة هذا التعدد هو ايماني، له انعكاسات على المشارب الثقافية للمجموعات فيه، التي تستطيع العيش مع بعضها ويمكنها ايجاد طريقة لإدارة تعددها كي يصبح غنى. إن الدستور اللبناني كفل حرية التعليم، وبذلك فهو يعطي كل مواطن الحق، بأن يختار المدرسة التي تعبر عن مشرب ثقافي يحب ان ينهل منه ليشكل هويته الثقافية". وتطرق حبشي الى مشكلات وزارة التربية، فشدد على إنها "مشكلات متراكمة، عمرها من عمر الحرب اللبنانية، لكنها كانت تعالج بطريقة "الترقيع" ما زاد من حدتها"، داعيا الى "حوكمة سليمة في القطاع التربوي، كي تتمكن المناطق مثل منطقة بعلبك الهرمل والبقاع الشمالي من التموضع في الصورة الكبيرة، وكي تبني تعليم مستداما على أساس بناء تنمية مستدامة في المناطق الريفية تسمح للناس بالبقاء في ارضها". بعدها تم عرض نتائج استبيان وثلاثة فيديوهات عن هواجس الطلاب والمعلمين ولجان الاهل في مدارس المنطقة، ليصار بعدها الى فتح باب النقاش حيث كان هناك مداخلات لعدد من المشاركين من مدراء مدارس ومعلمين واهال.

بو رفول

ثم عرض منسق المنطقة بو رفول التوصيات الصادرة عن المؤتمر والتي تضمنت: "تحسين جودة التعليم والتوجيه الأكاديمي من خلال تطوير المناهج الدراسية، توجيه الطلاب إلى التخصصات المواكبة لاحتياجات سوق العمل، تعزيز التوجيه الأكاديمي نحو التخصصات التربوية والصحية، تعزيز التعليم المهني والتقني، توفير دعم مالي مستدام للمدارس، دعم الطلاب ذوي الصعوبات التعليمية، تحسين أوضاع المعلمين وتطوير مهاراتهم،  تعزيز النشاطات اللاصفية وتطوير البيئة المدرسية، الحد من نزوح الطلاب وإستقرار الشباب في المنطقة، إعداد خطة شاملة للتنمية المستدامة على مدى 6 سنوات، تنمية القطاعات الاقتصادية المساندة من سياحة وزراعة والتوجيه الصناعي، تنسيق الجهود بين البلديات من خلال اتحاد البلديات المقبل لتحديد أولويات المنطقة وتنفيذ مشاريع مشتركة، العمل على تأليف لجنة منبثقة عن هذا المؤتمر من اجل متابعة المقررات مع الجهات المعنية، وتبني البيانات الصادرة كبرنامج عمل لإتحاد بلديات منطقة دير الاحمر للسنوات المقبلة". وفي الختام تم تقديم دروع تكريمية عربون شكر وتقدير لدعم القطاع التربوي لعدد من الجمعيات والفاعليات الاجتماعية والاغترابية. وإنتقل بعدها الحضور الى قطع قالب الحلوى والكوكتيل الذي أقيم للمناسبة. وكان الاستاذ ايلي سعادة قدم المؤتمر والقى كلمة الافتتاح، عرض فيها لـ"الواقع التربوي في المنطقة ومشاكله".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 18 آذار/2025

ابو ارز

نادين بركات تجسد الحقيقة والشجاعة في بلدٍ غابت عنه الحقيقة والشجاعة، والشرفاء في لبنان يستنكرون الإدعاء عليها أمام القضاء بغية إسكاتها، ويقفون معها بقوةٍ و حزم لأن لبنان والحقيقة توأمان لا ينفصلان.

لبيك_لبنان

ابو_ارز

 

هادي مشموشي

صرحت وزيرة حركة أمل في حكومة سلام تمارا الزين بأنها ضد وضع روزنامة زمنية لتسليم سلاح حزب الله لأن السياسة تتغيّر حسب الظروف. لذلك أنا وكثر مثلي كنا نطالب بتمثيل الطائفة الشيعية في الحكومة ونرفض توزير من يمثل ثنائي الميليشاوي الشيعي. حكومة سلام لا تشبه بشيئ خطاب القسم.

 

نوفل ضو

الضربات الاميركية على مواقع الحوثيين في اليمن، واستهداف البحرية الايرانية، واستئناف الحرب على حماس في غزة، واستمرار الغارات الاسرائيلية على لبنان وسوريا،ليست عمليات عسكرية معزولة ومتفرقة، ولا مجرد رسائل، بل تمهيد لتسليم اسلحة ايران الاستراتيجية او ضربها حيثما وجدت… الآتي مفصلي!

 

محمد الأمين

رئيس الكتائب  باشر بالمصالحة والمصارحة من عند رئيس أمل ! .وبدوره رئيس أمل سلمه سلاح الحركة والحزب، تلبية لدعوته.

 

منى صليبا

وزيرة البيئة د. تمارا الزين للحرة: انا لست مع وضع رزنامة لنزع سلاح حزب الله

https://x.com/i/status/1901748603674116306

 

حسن أحمد خليل

*شو اهم اختبار للعهد والحكومة الجديدة؟    

 اللي مصدومين بالخيارات  لحاكمية البنك المركزي، انتظروا لتسمعوا الاسماء المتداولة لاهم مركزين في الدولة كلها، غير الحاكمية: المدعي العام التمييزي والمدعي العام المالي..*بعدها فيكم تتفاءلوا او تترحموا على ايام ميقاتي.. بعض الأسماء المتداولة بشهر رمضان، حتخليكم تشوفوا العجب بشهر رجب.. خاصة اذا عرفتوا انو حتى بتعيين قضاة للمركزين ، كالعادة بيسميهم الزعيم السني والشيعي.. طبعا "بالتشاور".. نيال الاصلع لا بيهر شعره ولا بيشيب من اللي عم يتداول.. في اسماء قضاة متداولة موجودة ضمن ملفات الرشاوى والفساد عند القضاء.. اكيد ما في اوقح ولا اشرس من بعض السياسيين اللبنانيين على الكرة الارضية..

 

غسّان شربل

زمن القانون الدولي انقضى. جاء زمن "ابواب الجحيم".

 

بيتر جرمانوس

المقاومة هي من اختصاص الجيش اللبناني وحده. في جميع أنحاء العالم، تحتكر الدولة حق استخدام القوة داخل أراضيها. هذا النوع من التصريحات لا يخدم المصلحة العامة، بل يزيد الأزمة تعقيدًا.

**الوزير جزء من الحكومة وليس مؤثر اعلامي

في الدول الديمقراطية الحقيقية، الوزير هو جزء من منظومة حكومية متكاملة، ولا يتحرك وفق أجندته الشخصية أو ينافس الآخرين في الإعلام، بل يتحدث وفق سياسات الحكومة وضمن الأطر الرسمية. ظهوره في البرامج الحوارية (talk shows) يكون نادرًا، وغالبًا يقتصر على لقاءات رسمية أو مؤتمرات صحفية معدّة مسبقًا. أما في لبنان، فالوضع مختلف تمامًا. الوزراء في معظم الأحيان لا يمثلون الدولة بل يمثلون أحزابهم أو زعماءهم، ويديرون وزاراتهم كإقطاعيات سياسية، مما يؤدي إلى فوضى سياسية وإعلامية. الصحافة بدورها ليست حرة تمامًا، بل تابعة لأجندات القوى السياسية التي تموّلها، ما يجعل المشهد الإعلامي أقرب إلى حلبة صراع منه إلى مساحة للنقاش الديمقراطي الصحي. هذا ليس نموذجًا ديمقراطيًا، بل هو فوضى منظّمة تخدم الطبقة السياسية أكثر مما تخدم المواطن أو الدولة.

**** الولايات المتحدة تلغي تأشيرة الدخول الممنوحة لطبيبة لبنانية بسبب حضورها مراسم تأبين الأمين العام للحزب. من الواضح ان الانظمة الغربية تتحرك نحو الغاء تأشيرات الدخول الممنوحة لأشخاص غير مرغوب بهم، وقد تصل الى اصدار تشريعات تجيز سحب الجنسية.

 

جوسي حنقا

وزراء الثنائي على الارجح عايشين باللالالند!

لوزيرة البيئة تمارا الزين،

بدعيكي لاعادة قراءة خطاب القسم والبيان الوزاري لانو حديثك ما بمثل الحكومة وانما محورك المنتمية الو واللي عم تقوليه هو غش للرأي العام! البيان الوزاري يا ست اكد على احتكار الدولة لحمل السلاح، وحدها بتقرر شو بتعمل وبس وحدها، اما عن استراتيجية الامن القومي هيدي إذا صار في حرب تيصير في تضافر بين كل الوزارات المعنية ومش بين الدولة واي فصيل مسلّح موجود بالدولة! بعدان "هالمقاومة" اللي عم تحكي عنها خبريني كيف حمية لبنان؟ اللي بتعتبريها مقاومة راحت مضيت على اتفاق وقف إطلاق نار ومضيت على تسليم سلاحها وعدم تسليم سلاحها عم يعطي ذريعة للاسرائيلي وغيرو يعتدوا علينا! خلصنا بقا خطاب القسم واضح والبيان الوزاري واضح بما يخص نزع السلاح وتطبيق القرارات الدولية وعلى رأسن ال ١٧٠١ ما بدكن روحوا استقيلوا من الحكومة! وعلى فكرة بتحبوا او ما بتحبوا السلاح رح يتسلّم، والسلام!

 

موقع أكس

كلام وزيرة الثنائي بأنها ليست مع وضع روزنامة لسحب سلاح حزبالله ونفيها بوجود ربط خارجي بين إعادة الإعمار ونزعه يجافي الحقيقة والواقع

ويضرب مبدأ التضامن الوزاري القائم على بيانها التي بموجبه نالت الثقة

وعدم تنفيذ ال١٧٠١ سيعرض لبنان واللبنانيين إلى الخطر المحدق

وزيرة حزب الله #تمارا_الزين:  "لست مع جدول زمني لتسليم سلاح حزب الله لأن السياسة تتغيّر حسب الظروف، وجود الاحتلال يعطي تلقائيا الحق بالمقاومة."

تصريح يتناقض مع التزامات الحكومة بالدستور والقرارات الدولية، ويضع الحكومة امام ازمة تضامن وزاري في انطلاقتها.

هل الوزيرة تنطق باسم الحكومة أم باسم الجهة التي سمّتها؟

 كيف لحكومة أن تنطلق وهي تحمل في داخلها هذا التناقض؟

 

ندين بركات

لايحة ٢٠٢٦

ما معقول شو هالصورة بذكرى اغتيال كمال جنبلاط… للتاريخ! ولك يا @samygemayel  ضيّعت ربّنا: انت يمين او يسار؟ انت ميني وليد، حسب المصلحة.. كوستنيان وكلنا ارادة بالcash  ويمين بالأصوات.

 بتصرّخ عن السيادة وعداء لحزب الله (شعبوية)، ومساعد بالتطنيش عن ملف المودعين لخدمة حزب الله؛ شو طلعلك من موقف السمسرة:

١- تمويل من كلنا ارادة وكستنيان شاهد وشريك

٢- جبت وزير_عدل وعيّنت مستشارته من مكتبك، و دغري شدّ بسهيل عبود!!

٣- ما كان عندك مشكل انه نواف يجيب وزراء ثنائي وسكتت مقابل تاخد وزير.

برافو، بس حزار شو؟ مكشوف؛ من التمويل، للتحويل، للمواقف يلي فوق الطاولة وتحتها.

بتعرف انه انت قاعد عند حليف حزب الله الاول بعد برّي عفكرة.

الله يرحمك يا بيار_الجميّل.

بلبنان بيروح المنيح بيجي القبيح!

وأحسن ما يتهجموا العلاليش، جاوب الناس:

١- موقفك من  @KullunaIrada

 ٢- موقفك من ملف المودعين وكلام البير كوستنيان عن الودائع

٣- رأيك بفراس ابي ناصيف وجهاد ازعور

٤- شو حوّلت على دولة غربية ابعد من اوروبا وقدّيش وايمتن

 

 علي حماده

اذا تأكد خبر اغراق سفينة التجسس الايرانية "زاغروس" في البحر الاحمر فهذا تطور دراماتيكي في المجابهة : معناه ان ادارة الرئيس ترامب بدأت بالاقتراب من الأهداف الايرانية مباشرة.

 

 ******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 18-19 آذار/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 آذار/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141322/

ليوم 18 آذار/2025/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 18/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141325/

 For March 18/2025/

*******************

My LCCC Website link https://eliasbejjaninews.com/

رابط موقعي الألكتروني،المنسقية العامة https://eliasbejjaninews.com/

**************************

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

*******

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

****************************

@followers

 @highlight