المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 10 آذار/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.march10.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

أحد شفاء الأبرص/أَمّا هُوَ، فَٱنصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعَلى صَوتِهِ وَيُذيعُ ٱلخَبَر

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بيان استنكار للمجازر الوحشية التي ارتكبها نظام أحمد الشرع الجهادي في مناطق العلويين

الياس بجاني/فيديو ونص/إلى أبواق حزب الله وبري وغنم الأحزاب من ربع ثقافة الصرامي والتهديد.. بطلوا هبل وتضبضبوا

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة/قراءة في التطورات السورية الأخيرة ودور حزب الله ووفيق صفا في اشعالها والمشاركة فيها بأوامر إيرانية

لبنان: مقتل جندي جراء «اعتداء إسرائيلي» على بلدة كفركلا

ميشال عيسى: لبناني الأصل من عالم المال والسيارات إلى الدبلوماسية عيّنه ترمب سفيراً في بيروت

الجيش يخمد توتراً في شمال لبنان أجّجته أحداث الساحل السوري وأنباء عن دخول آلاف النازحين حتى طرابلس

إسرائيل تضغط بالنار على لبنان لمقايضة استقراره بمعاهدة سلام...غاراتها الكثيفة تحذير لـ«حزب الله» من التدخل في سوريا

لبنان يسعى إلى تسريع الاتفاق «المجدّد» مع صندوق النقد الدولي وإشارات للتخلي نهائياً عن خيار «شطب» الودائع

قوى الأمن تُشيّع الشهيد المؤهل شربل عقل

قاسم: المقاومة مستمرة والتحديات لن تثنينا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 9 آذار 2025

مسعد بولس: السلام هو التوقع المشترك بين لبنان وإسرائيل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روبيو يتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع مسؤولين أوكرانيين

روبيو: الولايات المتحدة تدين "الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين" الذين قتلوا الناس في غرب سوريا في الأيام الأخيرة

الكنائس في سوريا تدين اي تعد يمس السلم الاهلي وتؤكد وحدة الاراضي السورية ورفض التقسيم

وزارة الدفاع السورية: بدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية في الارياف والجبال

 برلين تعرب عن "صدمتها" إزاء تقارير بشأن عمليات قتل جماعي في سوريا

 الشرع : عدنا للمسجد نفسه بعد عشرين عاما

اجتماع سوريا ودول الجوار بحث في سبل إسناد الشعب السوري لاعادة بناء وطنه وإدانة الإرهاب

الشرع: فلول النظام السابق يحاولون جرّ سوريا لحرب أهلية

دمشق تشكل لجنة للتحقيق في أحداث الساحل السوري

الدفاع السورية تعلن استعادة الأمن في مدن الساحل... واشتباكات عنيفة بريف اللاذقية

العثور على مقبرة جماعية لقوات الأمن في شمال غربي سوريا

المبعوث الأميركي بوهلر: الاجتماع مع «حماس» كان «مفيداً جداً»

«حماس»: واشنطن لم تطرح إزاحة الحركة من المشهد السياسي الفلسطيني

النونو قال إن عدة لقاءات عقدت مع المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن في الدوحة

«ترحيل 5 آلاف شخص يومياً لمدة عام»... سموتريتش يحدد متطلبات خطة ترمب لغزة وأقر بوجود صعوبات لكنه عدها «فرصة تاريخية»

روبيو يتوجه إلى السعودية هذا الأسبوع للقاء مسؤولين أوكرانيين

«الخدمة السرية» تطلق النار على رجل «مسلح» قرب البيت الأبيض

مصرفي بارز بلا خبرة سياسية... مَن هو مارك كارني الأقرب لرئاسة الحكومة الكندية؟

قاليباف: التصريحات الأميركية الأخيرة «مجرد خداع لنزع سلاح إيران»

رئيس البرلمان الإيراني أكد أن بلاده «لا تنتظر أي رسالة» من الولايات المتحدة

طهران بين التفاوض والمواجهة: واشنطن تلوّح بالخيارات العسكرية

«الأمن القومي الأميركي»: النظام الإيراني يجب أن يضع مصالح شعبه فوق مصالحه الإقليمية

جهاز الخدمة السرية الأميركي أطلق النار على رجل مسلّح قرب البيت الأبيض

بولتون: ترامب حرم أوكرانيا من المعلومات الاستخباراتية لأنه يكره زيلينسكي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جوزاف عون يختم بالشمع الأحمر على المشروع الإيراني في لبنان/مصطفى العويك/نداء الوطن

في منتهى الجدّ..."فلول الأسد" و"فلول نصرالله"/أحمد عياش/نداء الوطن

مسؤولية الشرع لإنقاذ سوريا: معاقبة المرتكبين وحل الفصائل/منير الربيع/المدن

اللاذقية: شرك الانتقام والتّوجّس ومآلات العنف/نديم قطيش/اساس ميديا

لماذا لا يُقرّ «حزب الله» بالهزيمة؟/حازم صاغية/الشرق الأوسط»

سوريا... عمل خارجي لا فلول/طارق الحميد/الشرق الأوسط

فلول الأسد: التجربة المرة/فايز سارة/الشرق الأوسط»

الصراع في سوريا... صراع على سوريا/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

سوريا والتحديات الماثلة/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

إرفعوا العلَم لوزيرة التربية/الوزير السابق جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

امتحان داخلي وعربي ودولي للبنان/خيرالله خيرالله/العرب

سوريا ومحاولات الانقلاب والتقسيم الفاشلة/حسين عطايا/المصرية للأخبار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رسالة الرئيس ريغان إلى الرئيس بشير الجميل عام 1981

يونان احتفل بعيد القديس مار أفرام السرياني: نرجو أن يقوم هذا العهد الجديد بإنصافنا وإزالة الإجحاف اللاحق بالسريان

مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل" دعت إلى دعم المواطن ووقف الاعتداء على لبنان

بلدة القاع ودّعت كاهن رعية مار جرجس الأب بولس الرياشي

البطريرك راعي: لبنان الجديد حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم بهذه الصفة يكون لبنان وطن لقاء وليس ساحة صراع

المطران عودة يترأس قداس ذكرى رفع الأيقونات وانتصار الأرثوذكسية وينتقد اجتزاء آيات الإنجيل في وسائل التواصل: الاستقامة في الرأي والسلوك مطلوبة بخاصة ممن يتولى مسؤولية عامة

المفتي قبلان: هل لبنان دولة وطنية ام مستنقع احقاد ومشاريع توظيفات خارجية؟

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 09 آذار/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

أحد شفاء الأبرص/أَمّا هُوَ، فَٱنصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعَلى صَوتِهِ وَيُذيعُ ٱلخَبَر

إنجيل القدّيس مرقس01/من35حتى45/قَامَ يَسُوعُ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك. ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ، ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: «أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ». فقَالَ لَهُم: «لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى المُجَاوِرَة، لأُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهذَا خَرَجْتُ». وسَارَ في كُلِّ الجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين. وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: «إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!». فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: «قَدْ شِئْتُ، فَٱطْهُرْ!». وفي الحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ. فَٱنْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً، وقالَ لَهُ: «أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ ٱذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم». أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

بيان استنكار للمجازر الوحشية التي ارتكبها نظام أحمد الشرع الجهادي في مناطق العلويين

الياس بجاني/09 آذار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141021/

ندين بأشد العبارات المجازر الدموية المروعة التي ارتكبها نظام أحمد الشرع الجهادي في مناطق العلويين على الساحل السوري، حيث جرى إعدام المئات من المدنيين بوحشية همجية ودون أدنى احترام لكرامة الإنسان وحقوقه الأساسية. إن هذه الجرائم البشعة تمثل وصمة عار جديدة تضاف إلى سجل الإرهاب والتوحش الذي يسود سوريا بعد سقوط نظام الأسد المجرم.

إن موقفنا الحازم ضد نظام الأسد القمعي الذي أسقطته الأحداث لا يعني بأي حال من الأحوال القبول بالبديل الجهادي المتطرف الذي يمثله نظام أحمد الشرع، والذي استولى على الحكم بانقلاب دموي لم يأتِ إلا بمزيد من المآسي للشعب السوري. إن المشاهد الدموية التي أظهرت الإعدامات الجماعية بحق المدنيين العلويين على أيدي عناصر جهادية ملتحية، وعلى خلفيات مذهبية، تمثل تهديدًا خطيرًا لا يمكن السكوت عنه أو تجاهله.

سوريا بلدٌ تعدديٌّ بطبيعته، يضم مكونات دينية وعرقية مختلفة، ولا يمكن أن يُحكم بمنطق إسلاموي متطرف يسعى لإلغاء الآخر وإبادة المخالفين. إن أحمد الشرع، بتاريخ جماعته الإرهابي الحافل بالإجرام، لن يتمكن من فرض مشروعه الجهادي على سوريا، ولن يكون بديلاً مقبولًا لنظام الأسد الذي سفك دماء السوريين لسنوات طويلة.

نستنكر بشدة هذه المجازر الوحشية، ونطالب الدول العربية والمجتمع الدولي بعدم تقديم أي دعم أو غطاء سياسي لنظام الشرع، ونحذر من عواقب التهاون مع مثل هذه الجرائم. كما نؤكد أن النظام الإيراني الملالي هو المحرك الأساسي لهذا الخراب، حيث قام بتحريض وتسليح الميليشيات الجهادية، تمامًا كما فعل في دعم نظام الأسد سابقًا. وذراعه الإرهابي في لبنان، حزب الله، لم يكتفِ فقط باحتضان المئات من ضباط ومسؤولي حقبة الأسد، بل يواصل تنفيذ أجندة إيران التخريبية التي تهدد استقرار سوريا والمنطقة بأكملها.

إن ما حدث في شمال سوريا هو نتيجة مباشرة لسياسات إيران العدوانية، التي لم تتوقف عن تهديد المنطقة بنشر الفوضى عبر أذرعها الإرهابية. وعليه، نطالب بتحرك دولي حازم لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم ومنع تكرارها، حفاظًا على وحدة سوريا وحمايةً لشعبها من مشاريع الإرهاب والدمار.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص/إلى أبواق حزب الله وبري وغنم الأحزاب من ربع ثقافة الصرامي والتهديد.. بطلوا هبل وتضبضبوا

الياس بجاني/07 آذار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/140983/

ما منقرأ ع وسائل التواصل الإجتماعي كلها من ابواق وعهار وفجار محور الشر المأجورين غير، بعبعات غباء ولغة زقاقية من متل "شو بيجيبكن لصباط أو سرماية ونعال السيد والإستاذ"..

يا مشحرين حلكُم تفهموا أذا تعلمتوا من تجارب الهزائم والخراب والضحايا انو هيدي ثقافة الصبابيط والسرامي والنعال ما جابت غير النكبات والهزام والتهجير والتعتير والبهدلي..

وشوفوا وين ودتكم صنمية "فدا نعالك يا سيد".

طار السيد ومعه 171 قيادي من حزب الشيطان الإيراني، وطار الجنوب ومعه الضاحية ونص البقاع،  وبضهرون السلاح ومخازنه وانفاقه، واستسلمتوا لإسرائيل ووقعتوا غصبن عنكن ع اتفاقية وقف اطلاق النار... وبقي النعال.

روقوا واضبضبوا وبطلوا تهديد ونتاق وهرار عنتريات فوفاش..

وبالخلاصة ما في دوا بيعالجكم وبيعالج السرطان الملالوي الضاربكن غير دوا القضاء والمحاكمات وتحمل المسؤوليات ع كل النكبات يلي جبتوها ع حالكم وع لبنان واللبنانيين.

الياس بجاني/فيديو/إلى أبواق حزب الله وبري وغنم الأحزاب من ربع ثقافة الصرامي والتهديد.. بطلوا هبل وتضبضبوا

https://www.youtube.com/watch?v=5XIJP1jq9xg&t=102s

بواق حزب الله وبري وغنم الأحزاب من ربع ثقافة الصرامي والتهديد.. بطلوا هبل وتضبضبوا

الياس بجاني/07 آذار/2025

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

Video Link to political Commentary by Journalist Ali Hamadeh

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة/قراءة في التطورات السورية الأخيرة ودور حزب الله ووفيق صفا في اشعالها والمشاركة فيها بأوامر إيرانية/تأكيد على أن الدولة اللبنانية متقاعسة عن مواجهة حزب الله وتترك الساحة له دون رادع لإعادة تنظيم صفوفة وتشغيل مصانع إسلحته واستقدام المال الإيراني..الدولة حتى الآن متفرجة. ما دور وفيق صفا؟ بعد تأكيد دمشق عن تورط الحزب في "الثورة المضادة" في الساحل

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141036/

09 آذار/2025

 

لبنان: مقتل جندي جراء «اعتداء إسرائيلي» على بلدة كفركلا

بيروت: «الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

قالت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الأحد، إن جندياً قُتل وأصيب شخصان آخران بجروح، حالة أحدهما حرجة، في جنوب لبنان. وأضافت «الصحة» في بيان نشرته «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية: «اعتداءات العدو الإسرائيلي على المواطنين في بلدة كفركلا أدت إلى سقوط شهيد عسكري وإصابة شخصين».وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل، وحدد مهلة مدتها 60 يوماً لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، ولسحب «حزب الله» مقاتليه وأسلحته من المنطقة، وانتشار الجيش اللبناني هناك. وتم تمديد هذه المهلة إلى 18 فبراير (شباط)، لكن إسرائيل قالت إنها ستحتفظ بقوات في خمسة مواقع في جنوب لبنان. وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق في لبنان على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، وتتهم «حزب الله» بانتهاك الاتفاق. ويتهم «حزب الله» إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه لم يرد على الضربات الإسرائيلية.

 

ميشال عيسى: لبناني الأصل من عالم المال والسيارات إلى الدبلوماسية عيّنه ترمب سفيراً في بيروت

بيروت/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه اختار ميشال عيسى، اللبناني الأصل، ليكون سفيراً للولايات المتحدة في بيروت. وقال ترمب على موقع «تروث سوشيال»: «ميشال رجل أعمال بارز وخبير مالي، وزعيم يتمتع بمسيرة مهنية رائعة في مجال الخدمات المصرفية وريادة الأعمال والتجارة الدولية».

وعيسى المعروف أيضاً باسم مايكل، من مواليد بلدة بسوس في قضاء عاليه بجبل لبنان، وكان قد أمضى طفولته في بيروت قبل أن ينتقل إلى فرنسا؛ حيث درس الاقتصاد، ومن ثم إلى نيويورك حيث أكمل دراساته العليا في إدارة المصارف. بدأ عيسى مسيرته العملية في القطاع المالي؛ حيث عمل وتولَّى مناصب عليا في شركات مالية كبرى على غرار «تشيس مانهاتن بنك»، وبنك إندوسويز. وعمل في تجارة العملات الأجنبية والأسواق المالية، ووفقاً لصفحته على موقع «لينكد إن»، شغل عيسى في عام 2011 منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة «نيوتن» للاستثمار. وبعدما أصبح أحد أبرز الخبراء في مجال إعادة الهيكلة، خاض أيضاً غمار قطاع السيارات، بحيث حصل أيضاً على وكالات سيارات بورش وأودي وفولكس فاجن. وتم اختياره عام 2018 من قبل مجلة «فوربس الشرق الأوسط» ضمن أفضل 35 من قادة الأعمال اللبنانيين الملهمين في البلاد. وعيسى -الذي لم يسبق له أن عمل في السياسة- عيّن سفيراً خلفاً للسفيرة ليزا جونسون، التي تولت المنصب في ديسمبر (كانون الأول) 2023، وقد أتى تعيينه ضمن تعيينات لعدد من الشخصيات التي تنحدر من أصول عربية، منهم مسعد بولس (والد صهر ترمب) اللبناني الأصل أيضاً، الذي سبق أن عيَّنه ترمب كبير مستشاريه للشؤون العربية، بحيث تُشير المعلومات إلى أنه لعب دوراً أيضاً في تعيين عيسى سفيراً في بيروت. ويملك السفير الأميركي الجديد في بيروت مؤسسة «ميشال عيسى للتنمية المحلية» في لبنان، وهي منظمة غير حكومية تأسست في 14 يناير (كانون الثاني) 2012، بهدف تعزيز التنمية المحلية وبناء القدرات من خلال تنفيذ برامج تنموية بالتعاون مع الجهات المعنية، ودعم المجتمع المدني والإدارات المحلية في لبنان.

 

الجيش يخمد توتراً في شمال لبنان أجّجته أحداث الساحل السوري وأنباء عن دخول آلاف النازحين حتى طرابلس

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

أخمد الجيش اللبناني توتراً طائفياً في طرابلس بشمال لبنان، كان اندلع على خلفية الاقتتال الأهلي في الساحل السوري، حيث سارعت وحدات من الجيش إلى الانتشار في أحياء طرابلس، ليل الجمعة - السبت، وتحديداً في الشوارع الفاصلة بين مناطق يسكنها سنة وعلويون، بغرض تطويق أي محاولة لتجديد التوتر، في وقت تواصل فيه تدفق العلويين النازحين من الساحل السوري إلى شمال لبنان. وخرج متظاهرون غاضبون في أحياء طرابلس بشمال لبنان إثر انتشار معلومات عن تعرض فتى سوري قاصر يتحدر من مدينة إدلب، لطعنات بالسكين، تبين فيما بعد أنه من «النَوَر»، وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية. وبعد انتشار الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي، توجهت الاتهامات باتجاه شاب يتحدر من منطقة جبل محسن (وهي منطقة تسكنها أغلبية علوية في طرابلس). وأخرج هذا الخبر المتظاهرين والمحتجين إلى شوارع طرابلس، وقطع عدد من الشبان بمنطقة البقار الطريق المؤدية إلى جبل محسن، وشهدت منطقة القبة حالة من الغليان، حيث خرج شبان من منطقة البقار في مسيرات احتجاجية مطالبين الأجهزة الأمنية بتوقيف المعتدين. وتطورت الأمور بسرعة، فبدأ إطلاق النار، مما أثار حالة من الهلع بين السكان، وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام». وقالت إن وحدات من الجيش اللبناني سارعت إلى «الانتشار بكثافة في مناطق التوتر، لا سيما في أحياء البقار والجبل وشارع سوريا الفاصل بين باب التبانة والجبل، وأعادت الهدوء إليها».

بيان «المجلس العلوي»

وقال «المجلس الإسلامي العلوي»، في بيان، إن «السلم الأهلي والاستقرار الأمني خط أحمر، وتجاوباً مع طلب الأجهزة الأمنية تسليم الشاب أحمد البيطار، بادرنا بالتواصل مع الشاب الذي قابل هذا المطلب بإيجابية، ولنا كامل الثقة بالأجهزة الأمنية أنها ستقوم بواجبها وبكل شفافية للكشف عن ملابسات الحادث وكشف الحقيقة»، مشيراً إلى أن «طرابلس كانت وما زالت أنموذجاً للانصهار الوطني، وسداً منيعاً في وجه الفتنة».

احتقان مذهبي

وقال مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التوتر اندلع بسبب الاحتقان الناتج عن التطورات في الساحل السوري، مشيراً إلى أن الاحتقان «غذته منشورات في مواقع التواصل، أججت المشاعر؛ مما أدى إلى التوتر وتبادل الاتهامات». وقال المصدر إنه «لم يوثَّق أي تدخل خارجي على مستوى المتحركين في لبنان، كما لم يثبت أي تحريض خارجي أو سياسي أدى إلى هذا التوتر» الذي شهدته طرابلس ليل الجمعة - السبت، مضيفاً أن التفاعل مع طرفي النزاع في الساحل السوري «دفع لتلك التحركات التي أخمدها الجيش اللبناني فوراً».

انتشار أمني واسع

وتحرك الجيش بسرعة كبيرة بالآليات والدوريات المؤللة، ونفذ انتشاراً واسعاً في أحياء طرابلس وضبط التوتر الأمني، فيما أُجريت اتصالات أمنية مع فعاليات المدينة، وفعاليات من الطائفتين السنية والعلوية في طرابلس، لضبط التوتر، ومنع تمدد الاقتتال والاحتقان من الداخل السوري إلى الداخل اللبناني. وشدد المصدر على أن «الحفاظ على الاستقرار يحتاج إلى أن تُواكَب الإجراءات الأمنية بتحركات الفعاليات المؤثرة على القوى الموجودة في المنطقة لتثبيت التهدئة ومنع التوتر»، مشيراً إلى أن التواصل مع الفعاليات يشمل أيضاً المؤسسات الدينية لكلا الفريقين، في إشارة إلى «دار الفتوى» و«المجلس الإسلامي العلوي».

حركة نزوح

وعلى إيقاع التطورات في سوريا، تواصلت حركة نزوح من مئات العلويين السوريين إلى شمال لبنان. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن النازحين السوريين ينتقلون عبر معابر غير شرعية إلى الداخل اللبناني في الشمال، ومنه ينتقلون إلى قرى تسكنها أغلبية علوية، أو إلى جبل محسن في مدينة طرابلس بالشمال.

وقالت المصادر الأمنية المحلية إن النازحين «انتقلوا بالمئات، لكننا لا نملك تقديرات واضحة عن الأعداد؛ لأنهم لم يعبروا من المسالك الشرعية»، لافتة إلى أن المعابر الشرعية الثلاثة مع سوريا في الشمال («العريضة» و«العبودية» و«البقيعة»)، مقفلة نتيجة القصف الإسرائيلي، مضيفة أن المعبر الشرعي الوحيد العامل بين لبنان وسوريا، هو معبر «المصنع» (شرقاً). وتحدثت تقارير إعلامية ومصادر محلية عن أن أعداد المتوافدين من العلويين السوريين إلى شمال لبنان، تخطت 10 آلاف شخص خلال 3 أيام، مشيرة إلى أن حركة النزوح متواصلة عبر الحدود، بعد مقتل المئات في أحداث الساحل السوري.

 

إسرائيل تضغط بالنار على لبنان لمقايضة استقراره بمعاهدة سلام...غاراتها الكثيفة تحذير لـ«حزب الله» من التدخل في سوريا

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

تتوخى إسرائيل من خلال قيامها بشن أكثر من 20 غارة على شمال الليطاني في جنوب لبنان، تُعد الأكبر منذ تخلفها عن الالتزام بوقف النار في 18 فبراير (شباط) الماضي، توجيه رسائل نارية إلى الخارج والداخل تتجاوز، كما تدّعي، تدمير ما تبقى من بنى عسكرية لـ«حزب الله» إلى إعلام الحكومة اللبنانية بأن لبنان لن ينعم بالاستقرار ما لم تقرر الدخول في مفاوضات مباشرة لتطبيع العلاقات بين البلدين، تمهيداً للتوصل إلى التوقيع على اتفاقية للسلام الدائم. وهي تتناغم في طلبها مع دعوة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لـ«الشرق الأوسط» ستيف ويتكوف لبنان وسوريا للانخراط في معاهدة سلام مع إسرائيل.

فإسرائيل أرادت بتوسيع خروقها للبنان باحتفاظها بـ11 نقطة حدودية، وبشن هذا الكم من الغارات في ليلة واحدة، تمرير عدة رسائل سياسية إلى لبنان، ومن خلاله إلى المجتمع الدولي، ليست محصورة بالضغط على الحكومة للتسليم بإلحاق شمال الليطاني بجنوبه بوصفه شرطاً لموافقتها على تطبيق القرار «1701»، وإنما للضغط على الحكومة لمقايضة الاستقرار بالتوقيع على معاهدة للسلام، وإلا فإن الفوضى حاصلة لا محالة، ولن تتمكن من أن تستعيد سيطرتها على الأراضي اللبنانية كافة، وبالتالي لن يكون في وسعها الانصراف لإخراج لبنان من التأزم للانتقال به إلى مرحلة الإنقاذ. ويؤكد مصدر سياسي بارز أن الوعود الأميركية للبنان بقيام واشنطن في الأسابيع المقبلة بخطوات إيجابية لإلزام إسرائيل بأن تستكمل انسحابها من الجنوب، تبقى حبراً على ورق، ما لم تؤد إلى إقناعها بعدم ربط خروجها من القرى الأمامية الحدودية بالضغط على الحكومة للدخول في مفاوضات لوقف الأعمال العدائية فحسب، وإنما للتوصل معها إلى سلام دائم. وهذا ما ترفضه، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويصر على أن تبقى اتفاقية الهدنة الموقعة بين البلدين عام 1949 الناظم الوحيد لانسحابها من الجنوب. ويسأل المصدر السياسي، لماذا لا تضغط الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل لإجبارها على الانسحاب من الجنوب، في مقابل التزام الحكومة بتطبيق «اتفاق الطائف» بكل مندرجاته، بدءاً بحصر السلاح بيد الشرعية، وهو يتقاطع في هذا الخصوص مع ما نص عليه القرار «1701»؟ وإلا كيف تترجم ارتياحها لانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية؟ وهل يتعارض صمتها حيال تمادي إسرائيل في انتهاكها للأجواء اللبنانية الأمامية للقرى الحدودية مع توفير الدعم للعهد الجديد بالتلازم ودخول لبنان في مرحلة جديدة؟

الغارات شمال الليطاني

ويكشف أن الجيش اللبناني ينتشر في البلدات التي انسحبت منها إسرائيل بمؤازرة قوات الأمم المتحدة «اليونيفيل»، وبمواكبة من هيئة المراقبة الدولية لتثبيت وقف النار. ويؤكد أن جنوب الليطاني يخلو من منشآت وبنى عسكرية للحزب، وهي على استعداد لاستكمال مهامها في حال أعلمت إسرائيل هيئة المراقبة بوجود منشآت يجب التخلص منها، وهذا ما يفسر قيام إسرائيل بحصر غاراتها الجوية بشمال الليطاني ومناطق حدودية بين لبنان وسوريا. ويلفت إلى أن إسرائيل أغارت أخيراً على الوديان والغابات الواقعة شمال الليطاني ولم يسجل أي أضرار مادية أو بشرية، كما يقول مصدر في «حزب الله»، رغم أنها ادعت في بياناتها العسكرية أنها تمكنت من تدمير بنى تحتية عسكرية للحزب ما زالت قيد الإنشاء. ويؤكد أن إسرائيل تهدف من وراء تكثيف غاراتها غير المسبوقة إلى طمأنة المستوطنين بأنها تواصل تدميرها لقدرات الحزب العسكرية ومنعه من إقامة منشآت جديدة وإلى التذرع أمام المجتمع الدولي بأنها في حاجة إليها لاستكمال تدميرها لما تبقى لديه من منشآت.

تحذير الحزب

ويضيف أن إسرائيل تريد أيضاً تذكير قيادة الحزب بأنها عاجزة عن الرد على الخروق، وهي خرجت خاسرة من إسنادها لغزة بخلاف ما تدعيه أمام حاضنتها الشعبية. ويرى أن تكثيفها لغاراتها لم يتلازم، من باب الصدفة، مع ملاحقة النظام السوري الجديد لفلول الرئيس السابق بشار الأسد، وإنما أرادت تحذير الحزب من التدخل في المواجهة الدائرة في سوريا لمناصرة فلوله، رغم أنه ينفي مشاركته فيها، ويقول إن لبنان يتموضع حالياً في منتصف الطريق بين إصرار إسرائيل على مقايضة الاستقرار الداخلي بالتوقيع معها على معاهدة للسلام، وبين التداعيات الأمنية والسياسية المترتبة على نزوح آلاف السوريين إلى عكار وطرابلس من جراء توسُّع دائرة الاشتباكات. ويؤكد أنه لا قدرة للبنان على تحمّل موجات جديدة من النزوح السوري، فيما كان يراهن على خفض أعداد مئات ألوف النازحين الذين لجأوا إليه منذ عام 2011، ويدعو المجتمع الدولي للتدخل لإعادة الهدوء إلى سوريا بما يمكّن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من إعداد جدول زمني لتنظيم عودة النازحين، نظراً للأكلاف الأمنية والمادية المترتبة على تمديد إقامتهم، خصوصاً أولئك الجدد الذين ينتمون في معظمهم إلى الطائفة العلوية، ويقيمون في بلدات عكارية وطرابلس ذات الغالبية السنيّة، ما اضطر القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة للحفاظ على الأمن ومنع تجدد الاحتكاك الذي يعود لخلافات سياسية مزمنة بينهم وبين النظام السوري السابق. لذلك فإن اندفاعه العهد الجديد نحو إخراج لبنان من أزماته تتعرض حالياً إلى انتكاسة مديدة، ما لم تتعهد واشنطن بإلزام إسرائيل بالانسحاب من دون ربطه بالتوصل إلى اتفاقية سلام.

 

لبنان يسعى إلى تسريع الاتفاق «المجدّد» مع صندوق النقد الدولي وإشارات للتخلي نهائياً عن خيار «شطب» الودائع

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

تنفّذ بعثة من صندوق النقد الدولي في لبنان، خلال الأسبوع الحالي، جولة تقصّي حقائق واستطلاع، خطوة أولى لفتح قناة الحوار والتواصل مع العهد الرئاسي الجديد وحكومته، وضمن مهمة متجدّدة، شكلاً ومضموناً، من المفاوضات المباشرة الهادفة إلى المساعدة في التوصل إلى برنامج إصلاح اقتصادي شامل.

ويكتسب هذا التحرك أهمية استثنائية، تبعاً للتعهدات الإصلاحية التي التزمها رئيس الجمهورية، جوزيف عون، في خطاب القسم والتصريحات التالية، والمعزّزة بالتزامات مطابقة وردت في بيان الثقة للحكومة، وتأكيدات لاحقة من قِبَل رئيسها نواف سلام، والوزراء المعنيين. في حين أبلغت مديرة عام الصندوق، كريستالينا غورغييفا، حاكم البنك المركزي بالإنابة، وسيم منصوري، ترحيبها باكتمال عقد المؤسسات الدستورية والتزام الإنقاذ والإصلاح ورغبتها بزيارة لبنان قريباً.

جولة مفاوضات جديدة

وعلم أن البحث بين الفريقين سيفضي إلى تحديد مواعيد قريبة لإطلاق جولات جديدة من المفاوضات المباشرة، وبما يشمل خصوصاً تعيين الفريق اللبناني المفاوض، الذي يرجّح أن يرأسه نائب رئيس الحكومة طارق متري، نظير موقعه وما يحوزه من خبرات في العلاقات الدولية، ويضم وزير المال ياسين جابر، ووزير الاقتصاد عامر البساط، وحاكم البنك المركزي بالإنابة إلى حين تعيين الأصيل. فضلاً عن مشاركة ذات طابع تنسيقي واستشاري للقطاع الخاص والمصارف. ويبدو، حسب مسؤول مالي معني، أن بلوغ محطة إبرام اتفاق نهائي بين الطرفين ويلحظ زيادة نوعية في حزمة التمويل المحدّدة بنحو 3 مليارات دولار، لن يستغرق أكثر من أشهر قليلة، وربما قبل حلول الصيف المقبل، في ظل معلومات متقاطعة عن تقدم محسوس سبق زيارة البعثة، يكفل التخلي تماماً عن خيارات تفتقر إلى العدالة في توزيع الخسائر المحققة، ولا سيما ضرورة إعادة النظر باقتراح «شطب» الجزء الأكبر من توظيفات المصارف البالغة نحو 80 مليار دولار لدى البنك المركزي، سعياً إلى احتواء الفجوة المالية البالغة نحو 72 مليار دولار. وفشلت الحكومة السابقة في إبرام اتفاق نهائي مع إدارة الصندوق، بعدما نجحت في شهر أبريل (نيسان) من عام 2022، في توقيع اتّفاق إطار على مستوى الخبراء بشأن السياسات الاقتصادية من أجل تسهيل تمويل من الصندوق لمدة 4 سنوات، بقيمة 3 مليارات دولار. حيث اشترط «تسهيل الصندوق الممدّد» حزمة من التدابير التشريعية والتنفيذية ضمن استراتيجية الإصلاح واستعادة النمو والاستدامة المالية، وتعزيز الحوكمة والشفافية، وزيادة الإنفاق الاجتماعي والإنفاق على إعادة الإعمار. علاوة على إعادة هيكلة الدين العام الخارجي التي ستؤدي إلى مشاركة كافية من الدائنين لإعادة الدين إلى حدود مستدامة وسد فجوات التمويل.

خطة معدلة للتعافي

ومع رصد تحوّل في استجابة المؤسسة الدولية لتوجهات رئاسية وحكومية بعدم السير بأي اقتراحات تفضي إلى تحميل المودعين الوزر الأكبر من ثقل الفجوة المحقّقة، وما أضيف إليها من تكلفة إعمارية واقتصادية جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتتطلب إنفاق نحو 11 مليار دولار، وفق مسوحات البنك الدولي، يرتقب الوصول إلى تفاهم بين الطرفين لإعداد خطة إنقاذ معدّلة للتعافي وإعادة هيكلة القطاع المالي، تشمل تحديد آليات متنوعة لسداد متدرج للحقوق العالقة، وبناء منهجية رسمية مختلفة في توزيع الخسائر طبقاً لتدرج المسؤوليات، والتحقق من مشروعية الأموال ومصادرها، والتدقيق في ملفات تمويل الدولة والدعم الاستهلاكي وجني أرباح عبر إيفاء القروض بسعر صرف متدنٍ وعمليات قطع «صيرفة». وبالتوازي، علم أن البعثة ستبلغ ارتياح إدارة الصندوق إلى مسارعة الحكومة في الشهر الأول لتسلّم مهامها بوضع أسس معلنة وتدابير قانونية وتنفيذية لإصلاحات هيكلية تشمل معالجة المديونيّة العامة والتعثّر المالي واستقلالية القضاء وإصدار المراسيم التطبيقية لتنفيذ القوانين المعلّقة والتزام تعيين الهيئات الناظمة في قطاعات حيوية مثل الكهرباء والطيران والاتصالات. كذلك الأمر، لجهة رصد عوامل مشجعة ترتبط بالتغييرات في سوريا والشروع بضبط الحدود ومكافحة التهريب وبمحاصرة آفة المخدرات من مصادرها ومصانعها والاتجار بموادها عبر الحدود. وأقرّت إدارة الصندوق سابقاً، بأن لبنان أحرز بعض التقدم في الإصلاحات النقدية والمالية، من خلال التدابير التي اتخذتها وزارة المالية ومصرف لبنان المركزي التي استهدفت احتواء تدهور سعر الصرف، واستقرار العرض النقدي والحد من الضغوط التضخمية، وبما يشمل التشدّد في السياسة المالية، والإلغاء التدريجي للتمويل النقدي للموازنة، وإلغاء منصة صيرفة، والخطوات المستمرة نحو توحيد أسعار الصرف، وتحسين تعبئة الإيرادات من ضريبة القيمة المضافة والرسوم الجمركية.

التقدم بالإصلاحات لا يزال محدوداً

وفي المقابل، تلاحظ أن التقدم المحرز في الإصلاحات الأساسية الأخرى، بما في ذلك الحوكمة والشفافية والمساءلة، لا يزال محدوداً. وفي حين أن مصرف لبنان باشر باتخاذ خطوات لتعزيز الرقابة الداخلية والحوكمة، فإن هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ تدابير لزيادة الشفافية في القطاع العام، بما في ذلك البيانات المالية المدققة للمؤسسات العامة، فضلاً عن إصلاحات المؤسسات العامة على نطاق أوسع. علاوة على ذلك، فإن نقاط الضعف في جودة البيانات الاقتصادية وتوافرها وتوقيتها تشكل تحديات أمام صنع السياسات المستنيرة. ومع ذلك، يعدّ فريق المؤسسة الدولية أن هذه التدابير لا ترقى إلى ما هو مطلوب لتمكين التعافي من الأزمة. ودون إحراز تقدم، سيستمر الاقتصاد النقدي والاقتصاد غير النظامي في النمو، مما يثير مخاوف تنظيمية ورقابية كبيرة. كذلك لا تزال ودائع البنوك مجمدة، والقطاع المصرفي غير قادر على توفير الائتمان للاقتصاد، حيث لم تتمكن الحكومة والبرلمان من إيجاد حل للأزمة المصرفية.

 

قوى الأمن تُشيّع الشهيد المؤهل شربل عقل

نداء الوطن/10 آذار/2025

شيّعت قوى الأمن الداخلي ومنطقة الشيّاح، في مأتم رسميّ وشعبيّ، الشهيد المؤهل شربل رشيد عقل الذي استشهد بتاريخ 8-3-2025 في عجلتون. أقيمت الصلاة لراحة نفسه الساعة 15.00 من تاريخ اليوم 9-3-2025 في كنيسة مار مارون- الشيّاح، وقد شارك في المأتم وفي القيام بواجب التعزية إلى جانب عائلة الشهيد، وفد مثّل المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي، برئاسة العميد خالد عليوان وعدد كبير من الضبّاط ورفاق السلاح، وممثلين عن قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، وفعاليات المنطقة.

بعد ذلك، قام العميد عليوان بتأبين الشهيد، وألقى كلمة جاء فيها:

"باسم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي (قيادة وضباطا ورتباء وأفرادا) وباسم رئيس شعبة المعلومات وباسمي شخصيا نتقدّم من أنفسنا بداية ومن عائلة الشهيد ومن جميع أقاربه وزملائه وأهالي بلدته ومن جميع الحاضرين بأسمى آيات العزاء والمواساة بفقيدنا الغالي الشهيد المؤهل شربل عقل من مواليد الشياح بتاريخ 26-11-1990. دخل السلك بتاريخ 01-06-2011، ورقي بعد الاستشهاد إلى رتبة مؤهل بتاريخ 08-03-2025، بعد استبساله في مواجهة عصابة سرقة مسلّحة في منطقة عجلتون وتعرّضه لإطلاق النار. مُنِحَ بعد الاستشهاد وسام الجرحى، ميدالية الأمن الداخلي، ميدالية الجدارة، الميدالية العسكرية، وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الرابعة. حائز على تهنئة خطية صادرة عن وزير الداخلية والبلديات والعديد من التنويهات الخطية والمكافآت المالية الصادرة عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي. “أيها الشهيد البطل، لقد عرفك أهلك ورفاقك ومحبوك مثالاً لرجل الأمن الشجاع والمقدام، عزيز النفس صاحب القلب العامر بالمزايا الحميدة والقدوة بين رفاقك. نم قرير العين، فإن رفاق السلاح من بعدك على الدرب سائرون، فكم من أحياء في الحقيقة أموات لا ذِكْرَى لَهُمْ وَلا أثر. اليوم نُحدّق في صورك ونتذكر ضحكتك، كلماتك، خطواتك، ونعلم أننا لن نراك بعد الآن لكن عزاءنا أنك لم ترحل عبثا، لم تغب هباءاً، بل رحلت كما يرحل العظماء الذين يكتبون أسماءهم بدمائهم ويرحلون ليحيا الآخرون، نعم لقد بذلت نفسك في سبيل أن ينعم الآخرون بالطمأنينة والسلام. لقد عشت بكرامة ورحلت بكرامة مجسداً أسمى معاني التضحية، فنحن لا نبكيك اليوم ضعفاً بل نزفّك بقلوب مفعمة بالفخر فإنك بطل سطّر بدمائه صفحة ناصعة في تاريخنا.

أيها المؤهل الشهيد البطل:

إننا نعاهدك ورفاقك الشهداء أن تبقى رايتكم مرفوعة وأن يظل قسمكم عهداً لا نخونه، أرقد بسلام فلقد أدّيت الأمانة وكتبت اسمك في سجل المجد. نسأل الله أن يَتَغمّدكَ بواسع رحمته وأن يلهمنا ويلهم زوجتك وولديك وذويك وزملائك ومحبيك الصبر والسلوان". كذلك، ألقى العقيد شادي رحيّم كلمة أشاد فيها بمزايا الشهيد البطل، متحدثًا عن شجاعته وتفانيه في أداء واجبه، وإخلاصه لوطنه، وحبه العميق له، مما جعله نموذجًا يُحتذى به في التضحية والفداء، ذاك الذي اختاره الله ليكون قربانًا على مذبح الوطن. كما قلّد العميد عليوان الشهيد الأوسمة باسم المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي، وحملَ رفاقُه النعشَ على الأكفّ، حيث قُدِّم له السلاح على وقع معزوفة الموت أدّتها مجموعة من عناصر موسيقى قوى الأمن الداخلي، ثمّ انطلق موكب التشييع يتقدّمه حمَلة الأوسمة والأكاليل باسم قوى الأمن الداخلي إلى مثواه الأخير.

 

قاسم: المقاومة مستمرة والتحديات لن تثنينا

نداء الوطن/10 آذار/2025

أكد الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "الحشود الجماهيرية" التي شاركت في تشييع الأمينين العامين السابقين للحزب حسن نصرالله وهاشم صفي الدين كانت "استثنائية"، مشدداً على أن العلاقة بين المقاومة وشعبها تزداد عمقاً وصلابة. وفي مقابلة عبر قناة "المنار"، دعا قاسم أنصار الحزب إلى الثبات رغم الضغوط، قائلاً: "أنتم أبناء السيد نصرالله، حافظوا على عزتكم وكرامتكم". وأضاف: "برغم الظروف الصعبة، هؤلاء الناس استشهاديون، ولا يمكن لأحد أن يهزمهم". وتطرق قاسم إلى المفاوضات الأخيرة لوقف اطلاق النار، مؤكداً أن "التشييع كان إعلاناً للانتصار، حيث بقينا ثابتين حتى اللحظة الأخيرة"، كما وجه تحية إلى الشعبين العراقي والإيراني، وإلى الفلسطينيين واليمنيين والتونسيين وكل من شارك في التشييع. وفي سياق تطورات المرحلة الحالية، أشار قاسم إلى أن الحزب استعاد السيطرة بعد عشرة أيام من الحرب الاسرائيلية، لافتاً إلى أن "قدرة المقاومة ما زالت قائمة"، مستشهداً بوصول صواريخها إلى أماكن حساسة في إسرائيل. وأكد أن الحزب كان قادراً على قصف أي موقع، لكنه ركّز على الأهداف العسكرية فقط "لتجنب إعطاء العدو ذرائع". وعن اتفاق وقف إطلاق النار، شدد على أنه "لا توجد بنود سرية أو تفاهمات تحت الطاولة"، مضيفاً: "المقاومة بخير، لكنها تأذت وقدمت تضحيات كبيرة". وفي الشأن الداخلي، قال قاسم إن الحزب يحافظ على علاقات جيدة مع مختلف القوى السياسية، مشيراً إلى استمرار التعاون مع "حركة أمل" في الانتخابات البلدية، وعلاقة الحزب الإيجابية مع "التيار الوطني الحر"، و"المردة"، و"السوري القومي"، و"التقدمي الاشتراكي". كما لفت إلى أن الحزب يدعم إعادة فتح خط الطيران مع إيران، ويتابع مع الدولة اللبنانية هذا الملف، مؤكداً أن "إعادة الإعمار ضرورة، والدولة مسؤولة عن ذلك، لكننا سنساهم في سدّ أي ثغرات". وفي الشأن الإقليمي، حذّر قاسم من تداعيات أي حرب أميركية على إيران، معتبراً أن "خسائرها ستكون كبيرة، وستؤثر على العالم أجمع". كما أشار إلى أن "مؤشرات تقسيم سوريا قائمة، لكن لا يمكن الجزم إذا كان ذلك سيكتمل أم لا". وختم قاسم رسالته إلى "أنصار الحزب والمجاهدين"، مؤكداً أن المقاومة باقية، وستواصل التصدي لأي تهديد.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 9 آذار 2025

وطنية/09 آذار/2025

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

لا يمكن فصل لبنان عن احداث الشرق الاوسط المتسارعة, من الكباش الاميركي الايراني حول ملف طهران النووي, الى المفاوضات الاميركية مع حركة حماس, الى دورها في مراقبة وقف النار بين اسرائيل ولبنان, الى دخولها خط اشتباكات الساحل السوري. فاليوم, اعلن وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو الوقوف مع الأقليات الدينية والإتنية في سوريا، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والكردية، مطالبا السلطات في دمشق  بمحاسبة المسؤولين عما قام به من اسماهم الارهابيين الاسلاميين المتطرفين. هذا في ما خلص اجتماع امني ضم دول جوار سوريا, عقد في الاردن, وشارك فيه لبنان, الى قرار بتكثيف الحملة على تنظيم الدولة الاسلامية, فيما شكل الرئيس السوري لجنة مستقلة مهمتُها التحقيق في ما حدث.

التطورات السورية لا تقل اهمية, عن ملف التفاوض المباشر بين واشنطن وحركة حماس, وهو سيشهد مباحثات في الدوحة مطلع الاسبوع تتزامن مع وصول ستيف ويتكوف, مبعوث الرئيس الاميركي الى المنطقة. مباحثات مهد لها مبعوث ترامب لشؤون الرهائن آدم بوهلر مؤكدا ان بلاده ليست وكيلة لاسرائيل, ومتحدثا عن توجه حماس الى هدنة طويلة قوامها : سحب السلاح من عناصرها. امكان بقائهم في القطاع كمواطنين عاديين. التأكد من عدم تشكيلهم يوما, خطرا على امن اسرائيل. وعدم بقاء حماس في المشهد السياسي.

الخطير في كل ما تقدم, يكمن في نقطة اساسية بالنسبة  الى لبنان، فهل حزب الله مدرك  لتداعيات ما يحصل في  المنطقة على البلد امنيا, سياسيا واقتصاديا؟ وهل هو قادر على استيعاب ما يمكن ان تصل اليه حماس من اتفاق, ينزع عنها ليس فقط المقاومة المسلحة انما العمل السياسي, وهو ممكن ان ينطبق حرفيا عليه.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

إذا كان المشهد الداخلي يبدو هادئاً في الشكل فإن لبنان في الواقع تحت تأثير رياح ساخنة منشأها الحدود الجنوبية والشرقية. من الخاصرة الجنوبية تنبعث مخاطر العدوان الإسرائيلي: غاراتٍ وتحليقاً وقنصاً وقصفاً وقضماً ناهيك عن عبث العدو بمعالم الحدود وخطّها الأزرق وإستحداث مناطق عازلة إذ يتصرف وكأن الأراضي والأجواء اللبنانية سائبة وبلا سيادة ... فهل تتحرك العواصم التي تمون على هذا العدو جدياً للجم هذه الإنتهاكات وإلزامه باحترام إتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701؟!.

ومن الخاصرة الشرقية تتسلل هواجس جدية من المواجهة الميدانية الخطيرة المندلعة في الساحل السوري. أما أخطر وقائع هذه المواجهة التي ارتفعت حصيلة ضحاياها إلى أكثر من الف قتيل فتكمُنُ في حالات التصفية المذهبية والعرقية بمجازر أدت حتى الآن إلى مصرع سبعمئة وخمسة واربعين مدنياً على يد قوات الأمن والجماعات المسلحة الرديفة.

وفي اليوم الرابع للمواجهة دفعت السلطات السورية بتعزيزات أمنية إضافية إلى منطقة الساحل التي بدأت تفقد الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ومواد غذائية وإتصالات.

وعلى المستوى السياسي خرج الرئيس الإنتقالي أحمد الشرع من صلاة الفجر في مسجدٍ بدمشق ليقول إن الأزمة الحالية هي ضمن التحديات المتوقعة مكرراً دعوة السوريين إلى الإطمئنان وقائلاً لهم: لا خوف على سوريا.

في فلسطين تظل تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حاضرة باستمرار وسط محاولات لإنعاش إتفاق وقف إطلاق النار الذي يحاول العدو التنصل من مقتضياته. واستناداً إلى هذا الإتفاق جددت حركة حماس المطالبة بإجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية مؤكدة وجود مؤشرات إيجابية.

على مستوى الجانب الإسرائيلي قرر بنيامين نتنياهو إرسال وفد إلى الدوحة غداً  بالتزامن مع وجود المبعوث الأميركي للشرق الأوسط (ستيف ويتكوف) في المنطقة حيث يعقد إجتماعاً في السعودية خلال الأسبوع المقبل مع وفد أوكراني لمناقشة تحقيق هدنة مع روسيا.

أما الهدنة الدبلوماسية بين أميركا وإيران فلم تتحقق بعد دعوة ملتبسة وجهها دونالد ترامب إلى طهران للتفاوض.

وأعلنت إيران أنها لم تتلق شيئاً حتى الآن وأنها ترفض التفاوض تحت ضغط البلطجة والتهديد ورد البيت الأبيض بالقول إنه يمكن التعامل مع طهران إما عسكرياً أو من خلال إبرام صفقة آملاً أن تضع الجمهورية الإسلامية شعبها ومصالحها فوق الإرهاب على حد تعبيره.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

حطمت هيئة تحرير الشام كل التماثيل الرئاسية التي صنعها احمد حسين الشرع.. واعادت الرئيس الى زمن ابو محمد الجولاني.. ذاك الامير الذي يريد الحاكم أن ينسى تاريخه وما صنعه الشرع في ثلاثة اشهر تحلل في ثلاثة أيام على الساحل السوري الغارق في دماء التصفيات على الهوية حيث الاعدامات الميدانية.. والشوارع ملأى بجثث القتلى.. والفاعلون يتباهون بمسح المدن وتحويلها الى صحراء من ريف اللاذقية وريف طرطوس.. عائلات يتم قتلها وأخرى احتمت بقاعدة حميميم, وافترشت المناطق الحرجية المحيطة بها هربا من الملاحقة والتصفية ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة الخسائر البشرية في أحداث الساحل السوري حتى مساء يوم السبت بلغت ألفا وثمانية عشر شخصا، من بينهم سبعمئة وخمسة وأربعون مدنيا جرت تصفيتهم في مجازر طائفية وأظهرت المشاهد المصورة جرائم حرب يرتكبها مسلحون اعادوا امجاد الماضي الدموية والضحايا: مدنيون علويون ومسيحيون على حد سواء حيث ارتكبت مذبحة في مدينة بانياس بقتل المسلحين الخوري غريغوريوس بشارة كاهن رعية كنيسة سيدة البشارة مع افراد من عائلته واصدر البطاركة ورؤساء الكنائس في سوريا بيانا مشتركا دانوا فيه بشدة أي تعد يمس السلم الأهلي، واستنكروا ورفضوا المجازر التي تستهدف المواطنين الأبرياء، واكدوا ضرورة وضع حد لهذه الأعمال المروعة التي تتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية وبعد ارتفاع الصرخات الدولية المنددة بالمجازر ضد المدنيين.. أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي وقعت في الساحل وتتألف اللجنة من سبعة أشخاص، ومن مهامها التحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون والمؤسسات ورجال الأمن والجيش، وتحديد المسؤولين عنها لكن اللجنة السباعية لم تعلن توقيف اي من الفاعلين فيما حضر الرئيس الشرع فجرا الى مسجد الشافعي في المزة وفاجأ المصلين قائلا لهم: أريدكم أن تطمئنوا على هذا البلد، فما يحصل  فيه هو تحديات متوقعة ليس فيها شيء، يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية، وقادرون إن شاء الله أن نعيش سويا في هذا البلد صور الشرع في كلمته الهادئة المشهد الدموي كحادث فردي.. صلى الفجر واسترجع ذكرياته في مسجد كان يقصده قبل عشرين عاما بوجل وخوف فيما كان الخوف يطارد الآف العائلات في الساحل، وتستمر عمليات القتل والتنكيل على نحو هز العالم، ودفع بدول غربية الى المطالبة بتحقيق وعقوبات وأول تعليق اميركي وصل عبر وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي دان افعال الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب الذين قتلوا الناس غرب سوريا في الأيام الأخيرة وقال روبيو: تقف الولايات المتحدة إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والأكراد، ويتعين على السلطات الموقتة في سوريا محاسبة مرتكبي هذه المجازر وتسارعت ردود الفعل، من فرنسا والمانيا وبريطانيا المنددة بالمجازر فيما انعقدت دول الطوق في الاردن، وأكدت دعمها للحكومة السورية، واتفقت على تأسيس غرفة عمليات لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي وبين دول منددة واخرى داعمة للادارة السورية، فإن السيطرة على مدن الساحل السوري ووقف عمليات التصفية تبقى مسؤولية الشرع نفسه فهو الذي اعلن عن حصر السلاح بيد الدولة.. والمسلحون اليوم يقتلون باسم الدولة وحدها اسرائيل تقف غير متفرجة، وتستعد لليوم التالي في سوريا واخطر تصريح في هذا الشأن كلام لرئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست، قائلا: سوريا يجب أن تكون تابعة لنا تماما مثل الأردن بدون قدرات عسكرية و "لن نسمح بظهور قوة عسكرية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد ورأى أن دمشق يجب أن تكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة وسنضمن دخولها تحت سيطرتنا"، فهي فهي جسرنا للوصول إلى الفرات في المستقبل.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

في حزيران 2014، وصف رئيس احد الاحزاب المسيحية انفلاش داعش الدموي في العراق بثورة عشائر، واضعا اياها في اطار الربيع العربي الواعد الذي لفّت تطوراته الدامية العالم العربي بدءا بتونس منذ اواخر عام 2010. وفي تلك المرحلة ايضا، نُسبت الى رئيس الحزب المذكور مقولة “فليحكم الاخوان” الشهيرة، التي كانت من علاماتها حربٌ سورية تستعرُ اليوم تحت حكم “الرفيق” ابو محمد الجولاني، وفق اللقب الذي اغدقه المسؤول الاعلامي الاول في الحزب المذكور على الرئيس السوري احمد الشرع.

ففي سوريا “الرفيق”، فلتان امني غير مسبوق.

في سوريا “الرفيق”، استهداف للمكونات، بتوثيق مصور.

وفي سوريا “الرفيق”، السنّة يرفعون الصوت ضد الارهاب، والشيعة والعلويون يقاومون الابادة، والدروز يرفضون الخضوع لسلطة مجهولة الهوية والتوجه.

وفي سوريا “الرفيق”، المسيحيون يُضطهدون ورؤساء كنائسهم ينددون بما يجري ويطالبون مع مواطنين كثر بدولة وطنية مدنية.

فيا ايها الناس، لا تجاروا مجددا الخيارات الخاطئة. ولا تدفعوا بأنفسكم مرة اخرى الى فم التنين.

ويا ايها المعنيون، لا تتدخلوا في شؤون غيركم، ولكن لا تتجاهلوا الحريق الذي يحاصركم وقد يأتي اليكم.

فالشؤون السورية شأن السوريين، لكن تداعياتها على لبنان شأن لبناني بامتياز.

اما التعرض للأقليات، الذي استنكرته اكثر من دولة اليوم بدءا بالولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها، فشأن اخلاقي لا يقبله انسان، بغض النظر عن الموقف السياسي من هذا النظام او ذاك او هذه العقيدة السياسية او تلك.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع المقبل سيكون حاسماً على خط التعيينات الأمنية. فالحرارة ستعود الإثنين إلى الإتصالات السياسيّة لتأمين التوافقِ الرئاسيّ على ما سُمّي بالعقدتين الشيعيّةِ والسنيّة قبل جلسةِ مجلسِ الوزراء الخميس مبدئياً. وإذا كانت مصادرُ الرئيس نبيه برّي تؤكّد أن الأخير ينتظر تلقّي ملاحظاتِ الرئيس جوزاف عون على الإسم المقترح لمنصب المديرِ العام للأمن العام, فإنّ الإتفاق على اسم المديرِ العام لقوى الأمن الداخلي يبدو أقلّ تعقيداً ويتجه نحو الحسم. وتكشف مصادرُ دبلوماسية للـ mtv أنّ الخارج يستعجل هذه التعيينات نظراً إلى حجم التحدّيات الأمنية جنوباً والمستجدات المترافقة مع حوادث الساحلِ السوري. ومن هنا من المُتوقع أن نشهد تعيينَ قائدٍ للجيش في الجلسة الحكومية المقبلة وإن كان ذلك خارجَ اطار السلّة المتكاملة.

في الأثناء, وفيما الساحلُ السوريّ مضطربٌ لليوم الرابعِ على التوالي, أعلنت الرئاسةُ السوريّة عن تشكيل لجنةٍ مستقلة للتحقيق في الإشتباكات التي وقعت وأسفرت عن مقتل اكثر من ألف شخص، في وقت يزدادُ الحديثُ عن استفادة إيران من تأجيج الوضعِ داخلياً في إطار خُططٍ وضعتها للعودة إلى المشهد السوري. وفي تطوّر لافتٍ أيضاً, أعلن وزيرُ الدفاع الإسرائيلي أنّ تل ابيب ستحمي الدروز في سوريا من أيّ تهديد وستسمح لهم بالعمل في مرتفعات الجَوْلان بعد يومين من إعلان رئيسِ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن استعداده لجولة جديدةٍ من الحرب على سبع جبهات. فهل نحن على أبواب خلطِ الأوراق من جديد إنطلاقاً من البوابة السوريّة وصولا إلى طهران؟ البداية من المستجدات السوريّة.

مقدمة تلفزيون "المنار"

عاد شهداءُ كفركلا الى روضتِهم الازلية ، شقُوا الطريقَ بينَ الدمارِ والركامِ الهائلِ الذي أحدثَه محتلٌ غادر، فجمالُ الشهادةِ كان يملأُ المكانَ وروداً ورياحين ، عادوا فرحينَ بما آتاهم ربُّهم ، شهداءَ في عليين ، يُلقون التحيةَ على الاحبة ، على أهلِ الوفاءِ الذين تسابقوا لحضورِ اللقاءِ ألاخير ، ولسانُ حالِ الجميعِ كان أنْ شكراً للذين جعلوا أجسادَهم الطاهرةَ جسراً لنَعبُرَ عليه عائدين ، فلا منطقةَ عازلة ، ولا اعتداءاتٍ سافرة ، تمنعُنا من أن نعانقَ ترابَ أرضٍ شاهدةٍ على صمودٍ اسطوريٍّ لشهداءَ أحياء.

فكفركلا واخواتُها لن تُعطيَ العدوَ فرصةً لان يَلمحَ في عيونِ أبنائِها أيَ انكسارٍ او هزيمةٍ رغمَ كلِّ ما ألمَّ بها ، قال عضوُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائبُ علي فياض في التشييع، وسألَ ما هي خياراتُ الحكومةِ في المرحلة المقبلة أمامَ فشلِ المتابعةِ والمواكبةِ ومواجهةِ العدوِ على مدى أشهر، فمن حقِ الشعبِ أن يَطّلعَ على مقاربتِها لمواجهةِ هذا الخطرِ المتفاقم.

خطرٌ متفاقمٌ تكشفُ عنه مجرياتُ الاحداثِ على الساحلِ السوريِّ مع ما تتناقلُه وسائلُ اعلامٍ عن عددِ ضحايا المجازرِ هناك. فحديثُ جهاتٍ محليةٍ ومنظماتٍ حقوقيةٍ يدورُ عن آلافِ الضحايا من المدنيين مع الاستباحةِ لقرىً ومدنٍ بكلِّ أنواعِ البطش ِوالاسلحةِ حتى الثقيلةِ وراجماتِ الصواريخ. المشاهدُ الفظيعةُ التي فرحَ بها البعضُ ، واخذَ بتبريرِها آخرون ، سارعَ الى ادانتِها علماءُ دينٍ مسلمون ومسيحيون. فقد دانَ بطاركةُ سوريا الاعمالَ المروِّعةَ التي تتنافى معَ كلِّ القيمِ الانسانيةِ والاخلاقيةِ بحقِ مواطنينَ عُزّل، فيما عَبَّرَ نائبُ رئيسِ المجلسِ الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب عن حالةٍ من الصدمةِ لاننا اعتقدنا في مرحلةٍ من المراحلِ انَ هذه الحقبةَ السوداءَ من تاريخِ بلادِنا قد انتهت الى غيرِ رجعةٍ، مناشدا العقلاء في الامة العربية والاسلامية المسارعة لوضع حدا لما يجري ختم الشيخ الخطيب.

الا ان ما يجري بحقِ مواطنينَ عُزّلٍ كانوا على الحياد ، يَطرحُ السؤالُ الكبير:هل يحمي الحيادُ الدولَ والافراد؟

وفي المجمل فانَّ ما يجري في سوريا ولبنان والمنطقة يتناوله الامينُ العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في مقابلةٍ شاملةٍ على قناة المنار تبثُ عند الساعة الثامنة والنصف مساء.

 

مسعد بولس: السلام هو التوقع المشترك بين لبنان وإسرائيل

المدن/10 آذار/2025

اعتبر مستشار الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب مسعد بولس "أن السلام هو التوقع المشترك بين شعبي لبنان وأسرائيل، وأنه مع العون الإلهي يتطلعون إلى تحقيقه قريبا". وفي لقاء جمعه اليوم الأحد في منزله بواشنطن، مع رئيس مستوطنات الضفة الغربيّة يوسي داغان، جرى تبادل رسائل سياسيّة بين الجانبين حول مستقبل العلاقات في المنطقة. وقد شدّد بولس منذ بداية اللقاء على "تقديره لشعب السامرة (الضفة الغربية) ولشعبي إسرائيل ولبنان"، لافتًا إلى أن "السلام هو التوقع المشترك بينهم"، معربًا عن أمله في تحقيقه قريبًا، ومؤكدًا أن الإرادة الإيجابيّة للعاملين على هذا الملف قد تساهم في تحقيق نتائج ملموسة".

من جانبه، عبّر داغان عن رغبته في العمل المشترك مع بولس من أجل مستقبل أفضل للمنطقة، مؤكدًا: "نحن معًا وسنعمل معًا، خصوصاً بعد السابع من تشرين الأول". ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة اجتماعات مكثّفة يجريها داغان في واشنطن؛ بهدف تعزيز التحالفات السّياسيّة لصالح الاستيطان في الضفة الغربية، و"ضمان الدعم من إدارة ترامب، إلى جانب تعزيز فهم الكونغرس لموقف الإدارة حيال تطبيق السيادة في تلك المنطقة". ويُذكر أن مسعد بولس، المعيَّن مستشارًا للشؤون العربيّة والشرق الأوسطية من قبل الرئيس ترامب، لعب دورًا بارزًا في استقطاب أصوات الناخبين المسلمين والعرب الأميركيين لصالح حملة ترامب، لا سيّما في أعقاب تصاعد الانتقادات ضدّ السّياسات الأميركيّة تجاه غزّة ولبنان في الحرب الإسرائيليّة الأخيرة.

اعتداءات إسرائيليّة

إلى ذلك، أعلن مساء اليوم الأحد، مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة التّابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ "اعتداءات العدو الإسرائيلي على المواطنين في بلدة كفركلا أدّت إلى سقوط شهيد عسكري وإصابة شخصين آخرين بجروح، حالة أحدهما حرجة". وكانت قد أفادت هيئة البثّ الإسرائيليّة، صباح اليوم، بأنّ الجيش الإسرائيليّ بدأ تمرينًا مفاجئًا لاختبار جاهزيّته لعمليّات التسلّل في القواعد والمواقع العسكريّة في الشمال. وفي تطوّر منفصل، سُجّل ظهر اليوم تحليق طائرة مُسيّرة إسرائيليّة في أجواء مدينة الهرمل على علوّ منخفض. في موازاة ذلك، بدأ أهالي بلدة كفركلا الحدوديّة في جنوب لبنان بالتجمّع منذ صباح اليوم الأحد في ساحة البلدة للمشاركة في تشييع 24 من أبنائهم الذين قضوا في الحرب، حيث جرت مراسم التشييع وسط ركام المنازل والمحالّ التجاريّة المدمّرة. وأفادت معلومات متطابقة عن تحليق طائرة درون (كواد كابتر) فوق رؤوس المشيّعين أثناء مراسم الدفن. إلى ذلك، أفادت تقارير ميدانيّة عن استهداف الجيش الإسرائيليّ لأحد المواطنين في بلدة كفركلا برصاصتين في الكتف والرقبة وقد تمّ نقله إلى مستشفى مرجعيون بحالةٍ حرجة. كما وأطلق الجيش الإسرائيليّ النار مستهدفًا محيط تواجد رعاة الماشية في مزرعة بسطرة بقذيفة هاون.

بلاسخارت في إسرائيل

في سياقٍ متصل، بدأت اليوم المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن تلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركّز المناقشات على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائيّة الذي تمّ التوصل إليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 (2006). وجاء في بيانٍ صدر عنها، أن الزيارة هي تأكيد على أهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبيّ الخط الأزرق، وتواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدمًا في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701.

هدوء حَذِر في طرابلس

على الصعيد الداخليّ، يسود هدوء نسبيّ مدينة طرابلس في شمال لبنان، في ظلّ انتشارٍ كثيف لعناصر الجيش اللبنانيّ، وذلك عقب التوتّر الذي شهدته ليلًا مناطق القبة وجبل محسن وباب التبانة. وجاء هذا التوتّر على خلفيّة قيام شابّ من جبل محسن بطعن قاصرٍ بالسكين، وسط شائعات أشارت في البداية إلى أنّ القاصر سوريّ الجنسيّة. وقد شهدت المنطقتان إطلاق نارٍ متفرّق، ما استدعى تدخّل وحدات الجيش بشكل مكثّف للسيطرة على الوضع، خصوصًا في أحياء البقار والجبل وشارع سوريا الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن. وفي أعقاب الحادثة، شهدت منطقة القبة حالةً من الغليان، حيث خرج شبّان من منطقة البقار في مسيرات احتجاجيّة مطالبين الأجهزة الأمنيّة بتوقيف المعتدين. وعلى الفور، تدخّلت قوّة من الجيش اللبنانيّ وفرضت طوقًا أمنيًّا بين جبل محسن وباب التبانة خشية تفاقم الأوضاع، وأقفلت المداخل الأربعة لجبل محسن، وشرعت في حملة مداهمات للبحث عن الفاعلين. وأفيد لاحقًا بأنّ المعتدي الرئيسيّ، الملقّب بـ"أ. ب"، سلّم نفسه إلى الأجهزة الأمنيّة التي باشرت التحقيق معه لمعرفة دوافع الاعتداء. وفي سياق متّصل، تبيّن صباح اليوم الأحد أنّ القاصر الذي أُشيع عن تعرّضه للاعتداء في محلة جبل محسن، هو في الحقيقة من سكّان محلة العيرونية ومكتوم القيد، ولم يكن سوريًّا وليس من إدلب كما تردّد. ووفق المعلومات، فقد عُثر عليه أمام نادي الضبّاط في محلة شارع البقار – القبة، وهو مصاب بطعنات سكاكين من قِبَل مجهولين ويعاني من اضطراباتٍ نفسيّة. وفي أعقاب التوتّر الذي شهده محيط القبة، سلّم المدعو "أ. ح" نفسه لمخابرات الجيش. وخلال انتشار عناصر الجيش لضبط الأمن، جرى توقيف المدعو "ب. ي" في محلة البقار، وضُبط بحوزته كميّة من الذخيرة، وأحيل إلى التحقيق تحت إشراف القضاء المختصّ. إلى ذلك، أصدر المجلس الإسلاميّ العلويّ بيانًا حول الحادثة، جاء فيه: "السلم الأهلي والاستقرار الأمني خطّ أحمر، وتجاوبًا مع طلب الأجهزة الأمنيّة تسليم الشابّ أحمد البيطار، بادرنا بالتواصل معه، وقد قابل هذا المطلب بإيجابيّة. ولنا كامل الثقة بالأجهزة الأمنيّة بأنّها ستقوم بواجبها بكل شفافيّة للكشف عن ملابسات الحادث وكشف الحقيقة. إنّ طرابلس كانت وما زالت أنموذجًا للانصهار الوطنيّ وسدًّا منيعًا في وجه الفتنة. حمى الله لبنان، حمى الله الجيش، وعاشت طرابلس آمنة مستقرة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روبيو يتوجه إلى السعودية هذا الأسبوع للقاء مسؤولين أوكرانيين

واشنطن/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

ذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن الوزير ماركو روبيو سيزور السعودية في الفترة من 10 إلى 12 مارس (آذار) الحالي لإجراء محادثات مع مسؤولين أوكرانيين. وكان وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها أجرى محادثات مع نظيره الأميركي ماركو روبيو بخصوص الاجتماع المزمع عقده بين مسؤولين من البلدين في السعودية، هذا الأسبوع، وأشار إلى أنه ناقش مع روبيو الاجتماع الذي سيعقده مسؤولون من البلدين في السعودية، مضيفاً أن «أوكرانيا تريد إنهاء الحرب، ووجود القيادة الأميركية ضروري لضمان السلام الدائم. وناقشنا أيضاً سبل تعميق تعاوننا الثنائي». وقالت «الخارجية» السعودية في بيان، الجمعة، إن الرياض ترحب باستضافة اللقاء المقرر عقده في مدينة جدة (غرب)، الأسبوع المقبل، بين الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا. ومساء الخميس، أعلن مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن السعودية «ستستضيف اجتماعاً أميركياً أوكرانياً، الأسبوع المقبل، لمناقشة الحرب بين روسيا وأوكرانيا». وسبق أن تحدثت وسائل إعلامية أميركية عن لقاء مرتقب بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في السعودية، الأربعاء المقبل، في ظل عزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وفي 28 فبراير(شباط) الماضي، شهد لقاء ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض، أجواءً متوترة؛ حيث دخل الزعيمان في نقاش حاد أمام الكاميرات. وبعد الجدل، تم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك، وغادر زيلينسكي البيت الأبيض دون توقيع اتفاق بشأن المعادن الأرضية النادرة، التي يطالب ترمب بالحصول عليها لقاء ما قدمته الولايات المتحدة من دعم لأوكرانيا خلال الحرب مع روسيا. ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلِّي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعده كييف «تدخلاً» في شؤونها.

 

روبيو: الولايات المتحدة تدين "الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين" الذين قتلوا الناس في غرب سوريا في الأيام الأخيرة

وطنية/09 آذار/2025

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأحد إن الولايات المتحدة تدين "الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بما في ذلك الجهاديين الأجانب، الذين قتلوا الناس في غرب سوريا في الأيام الأخيرة"، بحسب "سكاي نيوز عربية". وتابع روبيو، في بيان: "تقف الولايات المتحدة إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدرزية والعلوية والأكراد، وتقدم تعازيها للضحايا وأسرهم". وأضاف: "يتعين على السلطات المؤقتة في سوريا محاسبة مرتكبي هذه المجازر ضد الأقليات في سوريا". وكانت ألمانيا قد أعربت هي الأخرى عن صدمتها إزاء التقارير عن حصول عمليات قتل جماعي في الساحل السوري. وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان، إنه يقع على عاتق الحكومة الانتقالية في سوريا، مسؤولية منع وقوع مزيد من الهجمات، والتحقيق في الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها، كما حضَّت في بيانها بشدة كل الأطراف على إنهاء العنف. كما نددت فرنسا بـ"أكبر قدر من الحزم، بالتجاوزات التي طالت مدنيين على خلفية طائفية وسجناء" في سوريا. ودعت الخارجية الفرنسية، في بيان، "السلطات السورية الانتقالية إلى ضمان إجراء تحقيقات مستقلة تكشف كامل (ملابسات) هذه الجرائم، وإدانة مرتكبيها". وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، بلغ عدد المدنيين العلويين الذين قُتلوا على أساس طائفي 745 شخصا، مؤكدا أنهم ليسوا منخرطين في القتال أو تابعين للنظام.

 

الكنائس في سوريا تدين اي تعد يمس السلم الاهلي وتؤكد وحدة الاراضي السورية ورفض التقسيم

وطنية/09 آذار/2025

أكد بيان مشترك صادر عن البطاركة في سوريا، يوسف العبسي، اغناطيوس افرام الثاني، ويوحنا العاشر، إدانة الكنائس المسيحية اي تعد يمس السلم الاهلي، واستنكر  المجازر التي تستهدف المواطنين  الابراياء، مؤكدا "ضرورة وضع حد لهذه الأعمال المروعة التي تتننافى مع كل القيم الانسانية والأخلاقية".

كما دعا البيان الى "الاسراع في توفير الظروف الملائمة لتحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب السوري والعمل على تأمين مناخ يسمح بالانتقال الى دولة تحترم جميع مواطنيها وتؤسس لمجتمع قائم على المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية بعيدا عن منطق الانتقام والاقصاء". واكد البيان "وحدة الأراضي السورية ورفض أي محاولة لتقسيمها".

 

وزارة الدفاع السورية: بدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية في الارياف والجبال

وطنية/09 آذار/2025

نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني اعلانه انه  "بعد استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل، بدأت قواتنا العسكرية والأجهزة الأمنية تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي تهدف إلى ملاحقة مجموعات  النظام السابق في الأرياف والجبال".

 

 برلين تعرب عن "صدمتها" إزاء تقارير بشأن عمليات قتل جماعي في سوريا

وطنية/09 آذار/2025

وصفت ألمانيا االيوم تقارير تفيد بمقتل أكثر من ألف شخص في الساحل السوري بأنها "صادمة"، في إشارة إلى اشتباكات هي الأعنف في سوريا منذ إطاحة بشار الأسد. وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان  اوردته " قرانس برس": "تقع على عاتق الحكومة الانتقالية مسؤولية منع وقوع مزيد من الهجمات والتحقيق في الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها"، وتابعت: "نحضّ بشدة كل الأطراف على إنهاء العنف".

 

 الشرع : عدنا للمسجد نفسه بعد عشرين عاما

وطنية/09 آذار/2025

استرجع أحمد الشرع، ذكريات صلاته في مسجد بحي المزة، قبل 20 عاما، خلال صلاته في المسجد، نفسه ولكن بصفته رئيسا لسوريا. وبشكل مفاجئ، وجد المصلون في مسجد الشافعي بحي المزة في دمشق، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، بينهم، خلال صلاة الفجر الأحد. وبعد انتهاء الصلاة، وجه الشرع خلال الميكروفون، كلمات للمصلين، تطرق فيها للأحداث الدموية التي تقع في سوريا الآن، واسترجع ذكرياته في مسجد الشافعي الذي اعتاد على ارتياده في السابق.

وتحدث الشرع عن "أعظم اللحظات" التي مرت عليه في حياته، عندما قال إنه كان يصلي في هذا المسجد قبل 20 عاما، وكان هو والمصلين يخافون من أن يعتقلوا بعد أي صلاة، ولكنه الآن يعود للمسجد نفسه، بظروف مختلفة. وقال : "من أعظم اللحظات التي مرت علي في حياتي.. شيء غريب هو أن تخرج من حي أو من مسجد قبل 20 سنة. كنا نصلي في هذا المسجد ونترقب من حولنا، ونخاف، في كل يوم نتوقع أن نسجن أو نلاحق". وأضاف: "اخترنا طريقا.. أن يكون وعيدنا على الشام، خرجنا من الشام لنعود إليها من جديد، والحمدلله الله عز وجل أكرمنا"، وقال الشرع: "أريدكم أن تطمئنوا على هذا البلد، به مقومات كثيرة، للقوة والعزة والكرامة". وأضاف خلال كلمته: "ما يحصل في البلد هو تحديات متوقعة ليس فيها شيء، يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية، وقادرين إن شاء الله أن نعيش سوية في هذا البلد". وشدد: "وطالما أن الثورة خرجت من مساجد كهذا، والمساجد علمت أبنائنا الأخلاق الحميدة، وعلمتهم الشجاعة، والعدل، فلا خوف على سوريا إن شاء الله".على ما نقلت 'سكاي نيوز عربية ".

 

اجتماع سوريا ودول الجوار بحث في سبل إسناد الشعب السوري لاعادة بناء وطنه وإدانة الإرهاب

وطنية/09 آذار/2025

عُقِدَ في العاصمة عمّان اليوم، اجتماع سوريا ودول الجوار، الذي شارك فيه وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومديرو أجهزة المخابرات في المملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية التركية، والجمهورية العربية السورية، وجمهورية العراق، والجمهورية اللبنانية.

‏وبحث الاجتماع في سبل إسناد الشعب السوري في جهوده إعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن وحدة سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها، وتخلصها من الإرهاب، وتضمن ظروف العودة الطوعية الآمنة والمستدامة للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتحفظ حقوق جميع السوريين.

‏وصدر عن الاجتماع بيان هذا نصه:

‏"بدعوة من المملكة الأردنية الهاشمية، اجتمع اليوم، ٩ آذار ٢٠٢٥، في العاصمة الأردنية عمّان، وزراء الخارجية، ووزراء الدفاع، ورؤساء هيئات الأركان، ومديرو أجهزة المخابرات في المملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية التركية، والجمهورية العربية السورية، وجمهورية العراق، والجمهورية اللبنانية.

‏وبحث المجتمعون خلال الاجتماع في آليات عملانية للتعاون في محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح، وضمان أمن الحدود ومواجهة التحديات المشتركة الأخرى في المنطقة، وتطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية.

‏وأكّد المجتمعون على:

‏١-  الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في جهوده إعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن أمن سوريا واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها، وتحفظ حقوق جميع أبنائها وسلامتهم.

‏٢-  إنّ أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة، وإدانة كل المحاولات والمجموعات التي تستهدف أمن سوريا الشقيقة وسيادتها وسلمها.

‏٣-  إدانة العدوان الإسرائيلي على الأرض السورية، ومحاولات التدخل الإسرائيلية في الشأن السوري ورفضها خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، واعتداءً على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتصعيدًا سيدفع باتجاه المزيد من الصراع، ومطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن القيام بدوره في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ووقف هذه العدوانية الإسرائيلية، وضمان انسحاب إسرائيل من كل الأراضي السورية التي احتلّتها، ووقف الاعتداءات عليها، واحترام اتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في العام ١٩٧٤.

‏٤-  التّرحيب بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري، وتشجيع الأشقّاء السوريين على إصدار الإعلان الدستوري الذي أعلن عنه المؤتمر في أسرع وقت ممكن

. ‏٥-  إدانة الإرهاب بكل أشكاله، والتعاون في مكافحته عسكريًّا وأمنيًّا وفكريًّا، وإطلاق مركز عمليات مشترك للتنسيق والتعاون في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، ولتدعم الجهود ومنابر العمل الإقليمية والدولية القائمة؛ وبما يؤدي إلى القضاء على هذا التنظيم وما يمثله من خطر على أمن سوريا والمنطقة والعالم، والتعامل مع سجون داعش.

‏٦-  التعاون في محاربة تهريب المخدرات والسلاح والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتقديم الدعم والإسناد لسوريا في تعزيز قدراتها في هذا السياق.

‏٧- إسناد سوريا في جهود إعادة الإعمار، وحشد الدعم الدولي لزيادة حجم المساعدات المستهدفة مشاريع التعافي المبكر، وتعزيز قدراتها في إعادة إعمار الدولة، وتجاوز كل المعوقات التي تعتري جهود إعادة البناء.

‏٨-  ضرورة رفع العقوبات عن سوريا من أجل تعزيز قدراتها على إعادة البناء وتلبية متطلبات الشعب السوري.

‏٩-  تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، والتعاون في بناء البنية التحتية، بما في ذلك قطاعات الطاقة والنقل بين سوريا ودول جوارها، وبما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية.

‏١٠- العمل معًا، وبالتعاون مع دول المنطقة والمجتمع الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة المعنية لتهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية التي تتيح العودة الآمنة والمستدامة للاجئين السوريين إلى وطنهم بما ينسجم والقانون الدولي، وضرورة استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته كاملة إزاء اللاجئين في الدول المستضيفة إلى حين اكتمال العودة للاجئين إلى سوريا. 

‏١١- عقد جولة اجتماعات ثانية في تركيا خلال الشهر المقبل للبناء على مداولات اليوم بين الدول المجتمعة، واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.

 

الشرع: فلول النظام السابق يحاولون جرّ سوريا لحرب أهلية

دمشق/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، إن سوريا «تعرضت مؤخراً لمحاولات كثيرة، لزعزعة استقرارها وجرّها إلى مستنقع الفوضى». وأضاف الشرع، خلال كلمة حول المستجدات الأخيرة، أن البلاد «أمام خطر جديد، يتمثل في محاولات فلول النظام السابق وجهات خارجية، خلق فتنة جديدة، وجرّ بلادنا إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها». ورأى الشرع أن التهديدات التي تواجه سوريا «ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى»، مشيراً إلى أن ما يحدث في بعض مناطق الساحل السوري ليست المحاولة الأولى، «بل حدث مثلها قبل شهر ونصف شهر وأخمدناها».

وتابع: «علينا أن نعترف بالحقائق أن النظام الساقط خلّف جراحات عميقة أثناء فترة حكمه، فرع فلسطين وصيدنايا والأفرع الأمنية والاغتصاب والكيماوي والتهجير وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، كل ذلك ترك جراحاً من الصعوبة بمكان أن تندمل، وكان من نتائجها ما حدث بالأمس، رغم سعي الدولة من اللحظة الأولى إلى الانتصار لمنع وقوع ذلك». وأكد الرئيس السوري: «منذ اللحظات الأولى قمنا بتعزيز المنطقة بالقوات الأمنية لحماية السلم الأهلي ومنع حدوث حالات ثأرية، هذه القوات تمت مهاجمتها وقتلوا الكثير منها قتلاً وحرقاً واعتدوا على الأهالي هناك، ومن قام بهذه الجريمة النكراء هم أنفسهم من قاموا بالجرائم البشعة ضد الشعب السوري خلال الـ14 عاماً الماضية». وشدّد على عدم التسامح «مع فلول الأسد الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات جيشنا ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين الأبرياء، وبثوا الفوضى في المناطقِ الآمنة. فليس أمام هؤلاء سوى خيار واحد، وهو تسليم أنفسهم للقانون». وقال الشرع: «سنحاسب بكل حزم ودون تهاون كل من تورط في دماء المدنيين، ومن تجاوز صلاحيات الدولة أو استغل السلطة لتحقيق مآربه الخاصة، وكل من تلوثت يداه بدماء السوريين، سيواجه العدالة عاجلاً غير آجل».

وأشار الرئيس السوري إلى تشكيلِ لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في أحداث الساحل، وتقديمِ المتورطين إلى العدالة، وكشفِ الحقائق أمام الشعب السوري. وأضاف: «سنعلن عن تشكيلِ لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، وستكون مكلفة من رئاسة الجمهورية بالتواصلِ المباشر مع الأهالي في الساحل السوري، للاستماع إليهم، وتقديم الدعم اللازم، بما يضمن حماية أمنهم، ويعزز الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة». وبدأ التوتر في سوريا، يوم الخميس، في قرية ذات غالبية علويّة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث أن تطوّر الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلّحين علويين النار، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي تحدث منذ ذلك الحين عن حصول عمليات «إعدام» طالت مدنيين. وأرسلت السلطات تعزيزات إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس في الساحل الغربي، حيث أطلقت قوات الأمن عمليات واسعة النطاق لتعقب موالين لبشار الأسد. وتعد هذه الأحداث الأعنف التي تشهدها البلاد منذ إطاحة الأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول).

 

دمشق تشكل لجنة للتحقيق في أحداث الساحل السوري

دمشق/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

قالت الرئاسة السورية، اليوم (الأحد)، إن سوريا شكَّلت لجنة مستقلة للتحقيق في الاشتباكات التي وقعت بمنطقة الساحل. واستمرت الاشتباكات، التي قالت جماعة مراقبة إنها أسفرت بالفعل عن مقتل 1000 شخص، معظمهم من المدنيين، لليوم الرابع على التوالي في معقل الرئيس المخلوع بشار الأسد على الساحل.

 

الدفاع السورية تعلن استعادة الأمن في مدن الساحل... واشتباكات عنيفة بريف اللاذقية

دمشق/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

فلول النظام السابق هاجموا محطة غاز بانياس... وتوقف خدمات الاتصالات والإنترنت عن محافظتي درعا والسويداء أفاد تلفزيون سوريا الأحد، بتجدد الاشتباكات بين قوات الأمن وفلول النظام السابق في ريف اللاذقية، فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية أن إدارة الأمن العام أرسلت تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس؛ بهدف ضبط الأمن، وتعزيز الاستقرار، وإعادة الهدوء إلى المنطقة. وأضافت الوزارة في بيان «استمراراً لجهود تعزيز الأمن وإرساء الاستقرار، تجري إدارة الأمن العام عمليات تمشيط في منطقة القدموس والقرى المحيطة بها بريف طرطوس، بهدف ملاحقة ما تبقى من فلول النظام البائد».لكن وكالة الأنباء السورية نقلت عن مصدر بوزارة الدفاع قوله إن اشتباكات عنيفة تجري الآن بمحيط قرية بتعنيتا بريف اللاذقية، مشيراً إلى أن عدداً من العناصر المسلحة «ومجرمي الحرب» التابعين لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد فروا إليها. وذكرت وكالة الأنباء السورية لاحقا أن عناصر مسلحة تنتمي للنظام السابق نفذت هجوما على محطة غاز بانياس بهدف تخريبها، لكن قوات الأمن العام تصدت لهم. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، حسن عبد الغني، استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل السوري. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن عبد الغني قوله: «قواتنا بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية لملاحقة فلول وضباط النظام السابق في الأرياف والجبال». إلى ذلك، أفادت الوكالة بتوقف خدمات الاتصالات والإنترنت عن محافظتَي درعا والسويداء، بعد انقطاع الكوابل بين درعا ودمشق. وأوضح مدير فرع اتصالات درعا، أحمد الحريري، أن هذه الحادثة «تأتي نتيجة تعديات ‏متكررة على البنية التحتية للاتصالات، والتي أدت إلى قطع الكبل الضوئي ‏الحيوي الذي يربط المحافظتين بمراكز الاتصالات الرئيسية».‏ وأضاف الحريري: «هذه الحوادث تضر بالمواطنين، وتؤثر في استمرارية ‏الخدمات الأساسية»، داعياً إلى ضرورة حماية البنية التحتية للاتصالات؛ ‏لضمان استمرارية خدمات الاتصالات والإنترنت على نحو دائم وفعال.‏ وكانت السلطات في سوريا أعلنت، أمس (السبت)، تعزيز انتشار قوات الأمن بمنطقة الساحل بغرب البلاد، وفرض «السيطرة» على مناطق شهدت مواجهات، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى مقتل أكثر من 700 شخص خلال اشتباكات بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة. وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم، إن التطورات الحالية التي تشهدها البلاد تقع ضمن «التحديات المتوقعة»، مع استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية وفلول النظام السابق في المنطقة الساحلية من البلاد. ودعا الشرع إلى الوحدة الوطنية والحفاظ على السلم الأهلي، خلال ظهوره في تسجيل مصور بجامع الأكرم بمنطقة المزة في دمشق. ودعا الشرع السوريين إلى «الاطمئنان، لأن البلاد تتمتع بمقومات للبقاء»، مضيفاً: «قادرون على العيش معاً في هذا البلد».

 

العثور على مقبرة جماعية لقوات الأمن في شمال غربي سوريا

الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

أفاد مصدر أمني سوري، اليوم (الأحد)، بالعثور على مقبرة جماعية تضم عدداً من قوات الأمن العام وعناصر الشرطة قرب مدينة القرداحة في ريف اللاذقية، شمال غربي البلاد، وفق «الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)». وذكرت الوكالة على موقعها الإلكتروني أن «مجزرة مروِّعة ارتكبتها فلول النظام البائد بحق القوى الشرطية والأمنية بعد غدرها بمدينة القرداحة»، لافتة إلى أنه «تم العثور على جثامين الشهداء ضمن مقبرة جماعية بأحد وديان المدينة». وبثت الوكالة مجموعة صور تبيِّن عملية انتشال عدد من الجثث لأشخاص يرتدون الزي العسكري، ونقل بعضهم على سيارة. ووفق تلفزيون سوريا، جرى اكتشاف المقبرة خلال عملية التمشيط التي تنفذها وحدات من الجيش السوري والأمن العام في المدينة. وأشار إلى أن تلك القوات تلقت بلاغاً من الأهالي يفيد بقيام فلول النظام المخلوع بدفن عناصر من الشرطة والأمن الذين تمت تصفيتهم خلال الهجمات الأخيرة، قرب أحد الطرقات الفرعية في منطقة جبلية. وبدأت إدارة الأمن العام عملية البحث لانتشال جثث الضحايا، وسط أنباء أولية عن استخراج أربع جثث حتى الآن. بدورها ، أعلنت وزارة الدفاع السورية بدء تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية ضد فلول النظام المخلوع في منطقة الساحل. وقال المتحدث باسم الوزارة ، العقيد حسن عبد الغني، في تغريدة على منصة «إكس»: «في صباح اليوم التاسع من رمضان، وبعد استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل، بدأت قواتنا العسكرية والأجهزة الأمنية تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية، التي تهدف إلى ملاحقة فلول وضباط النظام المخلوع في الأرياف والجبال».وجاء هذا الإعلان بعد إرسال إدارة الأمن العام تعزيزات إضافية إلى منطقة الساحل، وتعزيز انتشارها في مدينتي طرطوس واللاذقية وأريافهما، بهدف بسط الأمن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. و تزايدت الدعوات إلى التهدئة والحفاظ على السلم الأهلي في سوريا عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق الساحل، وأكد مشايخ ووجهاء محافظة اللاذقية على أهمية محاسبة المتورطين في أعمال العنف، معتبرين أن الحفاظ على السلم الأهلي مسؤولية وطنية مشتركة. وأشاروا، في بيان لهم، إلى ضرورة حصر السلاح بيد الدولة السورية كضامن وحيد لأمن البلاد واستقرارها. وشهدت طرطوس واللاذقية الواقعتان على الساحل السوري معارك منذ يوم الخميس الماضي إثر هجوم مجموعات مرتبطة بالنظام السابق. وتعهد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الذي قاد تحالف المعارضة المسلحة بقيادة الإسلاميين وأطاح ببشار الأسد، بأن يعاقب أي شخص يرتكب انتهاكات ضد المدنيين بشدة.

 

المبعوث الأميركي بوهلر: الاجتماع مع «حماس» كان «مفيداً جداً»

واشنطن/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، الأحد، إن الاجتماعات الأميركية مع «حركة المقاومة الإسلامية (حماس)» الفلسطينية بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة «كانت مفيدة جداً». ولم يستبعد بوهلر عقد لقاءات إضافية مع «حماس». ووفقاً لـ«رويترز»، فقد قال بوهلر إن اجتماعاته مع قادة «حماس» في الأيام القليلة الماضية كانت تسعى إلى تحديد الغاية النهائية للحركة بهدف إنهاء القتال. وأضاف بوهلر في مقابلة مع برنامج «حالة الاتحاد» على شبكة «سي إن إن»: «أعتقد أنه كان اجتماعاً مفيداً جداً. كان من المفيد للغاية سماع بعض الأخذ والرد». وقال إنه يتفهم «الفزع والقلق الذي عبر عنه المسؤول الإسرائيلي رون ديرمر بشأن التواصل المباشر مع (حماس)»، لكنه أكد أنه كان لديه «هدف واضح» في محادثاته. وأضاف: «نحن الولايات المتحدة. نحن لسنا عملاء لإسرائيل... لدينا مصالح محددة في اللعبة، وتواصلنا ذهاباً وإياباً... ما أردت إنجازه هو بدء بعض المفاوضات التي كانت في وضع هش للغاية. وأردت أن أقول لـ(حماس): ما الغاية التي تريدون الوصول إليها؟». وتعارضت المناقشات بين بوهلر و«حماس» مع سياسة واشنطن التي استمرت لعقود ضد التفاوض مع الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة منظمات إرهابية. ومن المقرر أن يصل مبعوثون أميركيون إلى المنطقة هذا الأسبوع لمواصلة المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وقال بوهلر إنه يعتقد أنه يمكن تحقيق شيء بشأن الرهائن المحتجزين في غزة خلال أسابيع، دون أن يوضح تفاصيل. وقال إنه يعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق يسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن وليس فقط الأميركيين المحتجزين في القطاع. وفي سياق منفصل، قال إنه لا يعرف ما إذا كان الصحافي الأميركي أوستن تايس لا يزال على قيد الحياة في سوريا أم لا. وقال بوهلر: «سأذهب إلى سوريا، وسأبذل قصارى جهدي لمعرفة ذلك. إذا كان هناك، فسأعيده إلى بلاده».

 

«حماس»: واشنطن لم تطرح إزاحة الحركة من المشهد السياسي الفلسطيني

النونو قال إن عدة لقاءات عقدت مع المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن في الدوحة

غزة/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

أكد طاهر النونو، القيادي بحركة «حماس» لـ«رويترز»، اليوم (الأحد)، أن عدة لقاءات عقدت بين قيادات الحركة والمبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر. وقال: «عدة لقاءات تمت بالفعل بالدوحة تركزت حول إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية، وتعاملنا بإيجابية ومرونة كبيرة بما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني». وصرح النونو أن الجانب الأميركي لم يطرح في جلسات الحوار التي جرت مع ممثلين عن الحركة إزاحة «حماس» من المشهد السياسي الفلسطيني. وقال في تصريحات لوسائل إعلام مصرية أن عدة لقاءات عقدت في الدوحة بين قيادات من «حماس» وأميركا وكانت اللقاءات «إيجابية ويمكن البناء عليها».

وتابع قائلا «لم يكن هناك إملاءات أميركية ولكن تحدثنا عن الأسرى وكيفية الدخول في المرحلة الثانية وتطبيق الاتفاق وتحقيق الاستقرار في المنطقة». وتطرق النونو إلى لقاءات وفد حماس في القاهرة، وقال إن لقاءات وفد الحركة في القاهرة ناقشت «التصور المصري حول دعم الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات»، مشيرا إلى أن حماس أكدت على التزامها التام بالاتفاق مع ضرورة التزام إسرائيل به. وفي وقت سابق، أعلنت حركة «حماس»، اليوم، موافقتها على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة، إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني، وإجراء الانتخابات العامة على المستويات الوطنية والرئاسية والتشريعية. جاء ذلك خلال لقاء عقده وفد من قيادة الحركة، برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي لـ«حماس»، مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، في القاهرة، حيث ناقش الجانبان عدة قضايا، من بينها تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأعرب وفد «حماس»، في بيان عقب اللقاء، عن تقديره للجهود المصرية، خصوصاً في مواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين، كما رحب بمخرجات القمة العربية، لا سيما خطة إعادة إعمار قطاع غزة، مجدداً التأكيد على «الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني». وشدد الوفد على أهمية الالتزام بجميع بنود الاتفاق، داعياً إلى بدء مفاوضات المرحلة الثانية فوراً، وفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود.

 

«ترحيل 5 آلاف شخص يومياً لمدة عام»... سموتريتش يحدد متطلبات خطة ترمب لغزة وأقر بوجود صعوبات لكنه عدها «فرصة تاريخية»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

أعلن وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الأحد، عن تشكيل مجموعات ضغط برلمانية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، للعمل على تنفيذ مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب؛ للاستيلاء على قطاع غزة وترحيل أهله، مع إجراء عملية توسيع ضخمة للاستيطان في الضفة الغربية.

وقال سموتريتش، الذي كان يتحدث في اجتماع اللوبي، الأحد، في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي: «لكي ننجح في إخراج الجميع من غزة، سنحتاج إلى ترحيل 5000 شخص يومياً، 7 أيام في الأسبوع، لمدة عام كامل، أو 10000 شخص يومياً لمدة 6 أشهر». كما أعلن أنه بدأ العمل على إنشاء «إدارة للهجرة» تحت مسؤوليته في وزارة الدفاع، بوصفه وزيراً ثانياً في الوزارة، وستكون هذه الإدارة مدعومة من اللوبي الذي يضم أعضاءً بالكنيست عن أحزاب الائتلاف والمعارضة، وتعمل بالشراكة مع مجلس المستوطنات (يشاع)، لتنفيذ خطة ترمب. واعتبر سموتريتش أن «خطة ترمب قد تغير المنطقة بأكملها»، وقال: «هذه الخطة ستكون قادرة على إحداث تغيير تاريخي في الشرق الأوسط، وفي دولة إسرائيل». ومع ذلك فقد أقر بوجود صعوبات جمة، متوقعاً أن يستغرق تنفيذ الخطة «وقتاً طويلاً جداً». وأكد أن هذه الخطة «فرصة تاريخية لن نسمح بإضاعتها». وأضاف: «يجب أن نأخذ هذه الخطة بكل قوة. اللوجيستيات معقدة؛ لأن علينا تحديد وجهة كل فرد يغادر القطاع. نحن نستعد لذلك تحت قيادة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس». من جهتها، قالت وزيرة الاستيطان والمهام القومية، أوريت ستروك، إن «التهديد الأمني من غزة لا يمكن القضاء عليه إلا عبر تنفيذ برنامج هجرة واسع لسكان القطاع». وأضافت الوزيرة التي تشغل أيضاً عضوية المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) خلال الفعالية ذاتها بالكنيست: «حتى لو تمكنا من القضاء على (حماس) كسلطة مدنية وعسكرية، فإننا لن نتمكن من إزالة التهديد».

«ترحيل في القطاع والضفة»

بدوره، قال رئيس مجلس المستوطنات «يشاع» ورئيس المجلس الاستيطاني بنيامين يسرائيل غانتس، في المؤتمر: «لا فرق بين (حماس) في غزة، و(حماس) في يهودا والسامرة (الاسم الصهيوني للضفة الغربية)، وكل من يشارك أو يشجع الإرهاب لا يمكنه البقاء هنا. هذه ليست مجرد مسألة أمنية، بل ضرورة وجودية... وإسرائيل تمر بلحظة تاريخية». وخاطب غانتس الحاضرين بالقول: «لدينا رئيس أميركي يُشجعنا على التفكير خارج الصندوق. لسنا بحاجة إلى المزيد من المقترحات، بل علينا البدء بالتنفيذ، حان الوقت لتتخذ الحكومة خطوات فعلية لتطبيق رؤية ترمب». من جهته، أعلن مجلس مستوطنة «أريئيل»، المقامة على أراضي الفلسطينيين في محافظة سلفيت، عن مخطط استيطاني جديد يشمل بناء 11 ألف وحدة استيطانية جديدة، في إطار مساعٍ حثيثة لتوسعة المستوطنة على حساب الأراضي الفلسطينية. وأعلنت بلدية القدس عن مشروع توسيع آخر. أما المدير العام لمجلس المستوطنات، يوسي داغان، فقال في واشنطن بعد لقاء أجراه مع مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية، مسعد بولس، إن «كل مجلس استيطاني يعد خططاً استيطانية جديدة». وبحسب تقرير لموقع «واي نت» العبري، الأحد، فإن اللقاء جرى خلال الأيام الماضية في بيت بولس في العاصمة الأميركية. وادعى داغان أن بولس أعرب، خلال اللقاء، عن تقديره للمستوطنين في الضفة الغربية، وأعرب عن أمله في أن «يعم السلام قريباً». وأكد الموقع أن داغان يقيم منذ عدة أسابيع في الولايات المتحدة مع وفد استيطاني، يجري سلسلة لقاءات لتعزيز التحالف المؤيّد لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة. وبحسب الموقع، تشمل هذه اللقاءات تقديم الطاقم شروحات لإدارة ترمب والنواب الجمهوريين في الكونغرس حول أهمية «فرض السيادة الآن على الضفة». وأوضح أن اللوبي الأميركي لدعم الاستيطان والترحيل يضم 20 عضواً من الكونغرس. ويرتكز النشاط الأول لهذه المجموعة على توجيه مقترح قانون حول المستوطنات قدّمته عضوة الكونغرس كلوديا تيني، يسعى لاستبدال اسم الضفة الغربية، لتكون «يهودا والسامرة»، في الوثائق الرسمية للولايات المتحدة.

 

«الخدمة السرية» تطلق النار على رجل «مسلح» قرب البيت الأبيض

واشنطن/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

قال جهاز «الخدمة السرية» في الولايات المتحدة في بيان، الأحد، إن أفراده أطلقوا النار على مسلح خارج البيت الأبيض بعد مواجهة مع قوات إنفاذ القانون في وقت مبكر من صباح الأحد. وأضاف الجهاز أن الرجل «في مستشفى قريب حالياً»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يكن الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض وقتها؛ لأنه يقضي عطلة نهاية الأسبوع في مقر إقامته بفلوريدا. وذكر البيان أن مسؤولين في «الخدمة السرية» تلقوا معلومة، السبت، من سلطات محلية تفيد بأن شخصاً له ميول انتحارية قد يتجه إلى واشنطن من إنديانا. وأشار البيان إلى أن أفراد الجهاز عثروا على سيارته على مسافة مربع سكني من البيت الأبيض. ولوَّح الرجل بسلاح ناري لدى اقتراب الضباط منه، وتم إطلاق أعيرة نارية بعد منتصف الليل بقليل بالتوقيت المحلي. ونُقل إلى مستشفى في المنطقة، ولم يتم الإفصاح عن حالته. وأضاف جهاز «الخدمة السرية» أن شرطة واشنطن فتحت تحقيقاً في الحادث.

 

مصرفي بارز بلا خبرة سياسية... مَن هو مارك كارني الأقرب لرئاسة الحكومة الكندية؟

أوتاوا/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

يستعد الحزب الحاكم في كندا اليوم (الأحد) لاختيار زعيم جديد له سيتولى رئاسة الوزراء، خلفاً لجاستن ترودو. ويبدو مارك كارني (59 عاماً) -وهو حاكم سابق لبنك كندا وبنك إنجلترا- الأوفر حظاً للفوز بزعامة الحزب الليبرالي (وسط اليسار) الأحد، وبالتالي برئاسة الوزراء.

فماذا نعرف عن مارك كارني؟

حسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد ولد كارني في بلدة فورت سميت النائية في شمال كندا. وفي عام 1995، حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد.

وشغل كارني عدة مناصب في القطاع المصرفي وسافر حول العالم، وعمل لصالح بنك «غولدمان ساكس» في أماكن مثل نيويورك ولندن وطوكيو.

وفي عام 2003، ترك القطاع الخاص للانضمام إلى بنك كندا نائباً لمحافظه، ثم عمل في وزارة المالية نائباً مساعداً أولَ للوزير. وفي عام 2007، عُيِّن محافظاً لبنك كندا، قبل وقت قصير من انهيار الأسواق العالمية، مما دفع البلاد إلى الركود العميق. ولقد حظيت قيادته للبنك المركزي بإشادة واسعة النطاق؛ حيث إنه ساعد بلاده على تجنب أسوأ ما في الأزمة. وعلى الرغم من أن محافظي البنوك المركزية معروفون بحذرهم الشديد، فإنه كان شفافاً بشأن نياته في إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لمدة عام على الأقل، بعد خفضها بشكل كبير.

وقد حظيت هذه الخطوة بإشادة واسعة النطاق، لمساعدتها الشركات على الاستمرار في الاستثمار حتى عندما هبطت الأسواق. واستمر في اتباع نهج مماثل عندما انتقل إلى لندن بصفته محافظ بنك إنجلترا.

وكان كارني أول شخص غير بريطاني يصبح محافظاً لبنك إنجلترا في تاريخه الذي يزيد على 300 عام عندما تولى المنصب في عام 2013. وفي فترة عمله بالمقر الرئيسي للبنك، أشرف على تغييرات كبيرة في كيفية عمل المؤسسة. ويُنسب إليه الفضل في تحديث البنك. وكانت أسعار الفائدة ثابتة عند أدنى مستوياتها التاريخية عندما تولى منصبه؛ لكنه قدم سياسة «التوجيه المستقبلي»، والمتمثلة في محاولة البنك دعم الاقتصاد بشكل أكبر، وتشجيع الإقراض من خلال التعهد بعدم رفع الأسعار حتى ينخفض ​​معدل البطالة إلى ما دون 7 في المائة. وفي عام 2014 حذَّر من أن اسكوتلندا المستقلة قد تضطر إلى التنازل عن سلطاتها للمملكة المتحدة إذا كانت تريد الاستمرار في استخدام الجنيه. قبل استفتاء الخروج البريطاني، حذر من أن التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي قد يشعل فتيل الركود.

الافتقار للخبرة السياسية

على عكس معظم المرشحين لمنصب رئيس الوزراء، لم يشغل كارني منصباً سياسياً قط. ومع ذلك، يُنظر إليه على نطاق واسع بوصفه الخليفة الأكثر ترجيحاً في المنافسة على خلافة ترودو. وإذا فاز، فسوف يصبح رئيس وزراء كندا خلال واحدة من أصعب التحديات التي تواجهها حتى الآن، وهي الحرب التجارية المتصاعدة مع أكبر شريك تجاري لها، ألا وهي الولايات المتحدة. لكن، يبدو أن عمل كارني في البنك منحه كثيراً من الخبرة في التعامل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي لم يفرض تعريفات جمركية باهظة على كندا منذ عودته إلى منصبه في يناير (كانون الثاني) فحسب؛ بل اقترح أيضاً أن تضم أميركا كندا. ومن عام 2011 إلى عام 2018، كان كارني رئيساً لمجلس الاستقرار المالي الذي نسق عمل السلطات التنظيمية في جميع أنحاء العالم، مما منحه دوراً رئيسياً في الاستجابة العالمية لسياسات رئاسة ترمب الأولى. وقال كارني خلال مناظرة حول زعامة الحزب الليبرالي في أواخر الشهر الماضي: «أعرف كيف أدير الأزمات. وفي موقف كهذا، تحتاج إلى الخبرة في إدارة الأزمات، وتحتاج إلى مهارات التفاوض». ورأت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العسكرية الملكية في كندا، ستيفاني شوينار، أن خبرة كارني وجديته الاقتصادية هي التي ساعدته في استقطاب التأييد لزعامة الحزب. وأشارت إلى أنه نجح في الابتعاد عن ترودو ومواقفه السياسية. وكان ترودو قد أعلن في يناير تنحِّيه عن المنصب الذي شغله نحو عقد من الزمن، في خطوة أتت بينما كان يواجه ضغوطاً كثيرة، من تراجع شعبية الحزب واقتراب موعد الانتخابات العامة المقبلة.

 

قاليباف: التصريحات الأميركية الأخيرة «مجرد خداع لنزع سلاح إيران»

رئيس البرلمان الإيراني أكد أن بلاده «لا تنتظر أي رسالة» من الولايات المتحدة

لندن/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

نقلت وكالة أنباء «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، اليوم (الأحد)، عن رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، قوله إن إيران لا تنتظر أي رسالة من الولايات المتحدة، معرباً عن الاعتقاد أن رفع العقوبات ممكن من خلال تقوية إيران وتحييد العقوبات. وأضاف قاليباف أن سلوك الرئيس الأميركي ترمب مع الدول الأخرى يدل على أن التصريحات الأميركية الأخيرة «مجرد خداع بهدف نزع سلاح إيران». وأكد قاليباف: «من الواضح أن أي مفاوضات في ظل التهديدات والإذلال مع الأمر بفرض تنازلات جديدة لن تؤدي إلى رفع العقوبات، ولن تصل إلى أي نتيجة». وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، السبت، إن طهران لن تتفاوض تحت ضغط «البلطجة»، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه أرسل رسالةً إلى أعلى سلطة في البلاد للتفاوض على اتفاق نووي. وفي مقابلة مع «فوكس بيزنس»، قال ترمب: «هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكرياً، أو إبرام اتفاق»، وذلك لمنعها من امتلاك أسلحة نووية. ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن خامنئي قوله، خلال اجتماع مع مسؤولين إيرانيين كبار، إن العرض الذي تقدَّمت به واشنطن لبدء المفاوضات يهدف إلى «فرض رغباتها». وأضاف دون أن يذكر ترمب بالاسم: «إصرار بعض الحكومات التي تمارس البلطجة على المفاوضات ليس لحل القضايا... المحادثات بالنسبة لهم هي طريق لتقديم مطالب جديدة. ليس الأمر عن المسألة النووية الإيرانية فحسب... قطعاً لن تقبل إيران رغباتهم»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وردَّ البيت الأبيض، السبت، على رفض إيران دعوة ترمب للتفاوض على اتفاق نووي، مكرراً تأكيد ترمب أن التعامل مع طهران سيكون إما عسكرياً أو من خلال إبرام اتفاق. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، برايان هيوز، في بيان: «نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب». وسبق أن عبَّر ترمب عن استعداده للتوصُّل إلى اتفاق مع طهران، لكنه أعاد فرض سياسة «أقصى الضغوط» التي طبقها خلال فترته الرئاسية الأولى لعزل إيران عن الاقتصاد العالمي ودفع صادراتها النفطية إلى الصفر.

 

طهران بين التفاوض والمواجهة: واشنطن تلوّح بالخيارات العسكرية

«الأمن القومي الأميركي»: النظام الإيراني يجب أن يضع مصالح شعبه فوق مصالحه الإقليمية

لندن - طهران/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

تراهن إيران على استراتيجية «السير على حافة الهاوية» في رفضها للتفاوض تحت استراتيجية «الضغوط القصوى» من الولايات المتحدة؛ ما يضع طهران في مواجهة خطيرة مع واشنطن ربما تؤدي إلى تصعيد عسكري. وعدّ المسؤولون الإيرانيون دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتفاوض «خدعة سياسية»، بينما رد البيت الأبيض بتحذير، مؤكداً أن التعامل مع إيران سيكون دبلوماسياً أو عبر خيارات أخرى. وأعلن ترمب، الجمعة، أنه بعث برسالة إلى إيران يضغط فيها على طهران للتفاوض بشأن منع تطويرها أسلحة نووية أو مواجهة عمل عسكري محتمل، ذلك بعدما طرحت روسيا إمكانية توسط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين واشنطن وطهران لتسهيل الحوار بين الخصمين. وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قالیباف، الأحد، إن إيران لن تتفاوض تحت أي ضغوط أميركية، ووصف دعوة ترمب للحوار بأنها «خدعة سياسية» تهدف إلى نزع سلاح إيران تحت غطاء «تفاوض شكلي»، موضحاً استراتيجية بلاده قائلاً: «لا تنتظر رسائل من الولايات المتحدة، بل تركز على تعزيز قدراتها الداخلية، وتوسيع علاقاتها الخارجية لتقليل تأثير العقوبات». وقال: «نؤمن بأن ذلك سيضعنا في موقع يجعل العدو مضطراً على رفع العقوبات كجزء من استمرار التفاوض مع أطراف الاتفاق النووي».

وأشار قاليباف إلى مذكرة وقعها ترمب، مطلع الشهر الماضي، لإعادة فرض استراتيجية «الضغوط القصوى»، وقال إن «أي تفاوض يتم تحت التهديد، وبجدول أعمال يسعى إلى فرض مطالب جديدة مقابل رفع العقوبات، لن يؤدي إلى أي نتائج إيجابية، بل سيكون مجرد محاولة لإذلال الشعب الإيراني».

وشدد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، على رفضه القاطع للتفاوض تحت الضغط. وقال في اجتماع مع كبار المسؤولين الإيرانيين، السبت، إن «التفاوض تحت الضغط» ليس سوى «إملاءات» أميركية تهدف إلى فرض شروط غير مقبولة على إيران، ليس فقط في القضايا النووية، ولكن أيضاً في مجالات القدرات الدفاعية والنفوذ الإقليمي. وذكر خامنئي الذي يمتلك الكلمة الفصل في جميع شؤون الدولة أنه لا يوجد «سبيل آخر للوقوف في وجه الإكراه والتنمر». وأضاف خامنئي أن العقوبات لن تجبر إيران على تقديم تنازلات استراتيجية. وقال: «مفاوضاتهم لا تهدف إلى حل المشكلات، بل إلى... فرض إرادتهم على الطرف المقابل الذي يجلس إلى الطاولة»، وتابع: «إصرار بعض الحكومات المستبدة على التفاوض ليس لحل المشكلات، بل لفرض مطالب جديدة. لا يتعلق الأمر بالمسألة النووية فقط، بل بقدراتنا الدفاعية ونفوذنا الإقليمي وحتى مدى صواريخنا».

وصرح خامنئي أن إيران لن تقبل «إملاءات» واشنطن، لافتاً إلى أن العقوبات لن تدفع بلاده إلى تقديم تنازلات استراتيجية. وقال: «هذا ليس تفاوضاً، بل محاولة لفرض الإرادة بالقوة، وإيران لن تخضع لمثل هذه الضغوط». وعلى هامش خطاب خامنئي، قال وزير الخارجية عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي: «سمعنا كلاماً (عن رسالة)، لكننا لم نتلق شيئاً حتى الآن». وصرح عراقجي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، أن بلاده لن تفاوض الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي ما دامت استمرت سياسة «الضغوط القصوى» التي ينتهجها الرئيس ترمب. وأوضح أن إيران تواصل التفاوض مع أطراف أخرى مثل الدول الأوروبية وروسيا والصين بشأن الاتفاق النووي. ومع ذلك، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في منشور على منصة «إكس» اليوم الأحد إن طهران ستدرس إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة إذا كان هدف المحادثات هو معالجة المخاوف بشأن أي استخدام محتمل للبرنامج النووي الإيراني عسكرياً.

وأضافت البعثة أنه «إذا كان الهدف من المفاوضات هو تفكيك البرنامج النووي السلمي الإيراني، فإن مثل هذه المفاوضات لن تعقد أبداً». «عواقب أخرى» من جانبها، جددت الولايات المتحدة تحذيراتها لطهران، مؤكدةً أن الحلول الدبلوماسية هي الخيار المفضل، لكن في حال استمرت إيران في التصعيد، فإن واشنطن لن تتردد في اتخاذ خطوات حاسمة. وتعليقاً على رفض خامنئي، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز، قال إن «النظام الإيراني يجب أن يضع مصالح شعبه فوق مصالحه الإقليمية»، وأنه يتعين عليه التفاوض بجدية. وأوضح هيوز أن الرئيس ترمب كان واضحاً في موقفه: إما أن تتفاوض إيران، وإما ستواجه «عواقب أخرى»، بما في ذلك الخيارات العسكرية. ولم يستبعد الرئيس الأميركي أي خيارات، ملمحاً إلى احتمال اتخاذ إجراءات عسكرية ضد طهران دون أن يشير إلى الرسالة بشكل كبير. وفي حديثه للصحافيين في المكتب البيضاوي، قال ترمب: «لدينا موقف مع إيران، وشيء ما سيحدث قريباً جداً، قريباً جداً». وأشار ترمب إلى أن القدرات النووية الإيرانية وصلت إلى نقطة حرجة، موضحاً أن إيران تملك الآن وقوداً نووياً يكفي لإنتاج نحو 6 أسلحة نووية. وأضاف ترمب أن إيران أمام خيار التفاوض أو المخاطرة بضياع برنامجها النووي في حال اتخاذ إجراءات عسكرية ضدها.

وكان ترمب قد قال لقناة «فوكس بيزنس»، الجمعة، إنه بعث برسالة للإيرانيين «تقول آمل أن تتفاوضوا؛ لأنه إذا كان علينا اللجوء للخيار العسكري، فسيكون الأمر مريعاً جداً لهم (...) لا يمكن أن نسمح لهم بامتلاك سلاح نووي». تأتي هذه التطورات في وقت تتمسك فيه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بموقفهما الرافض للسماح لإيران بامتلاك سلاح نووي؛ ما يزيد من احتمالات التصعيد العسكري، خصوصاً في ظل استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من تلك المستخدمة في صناعة الأسلحة النووية - وهو مسار تتبعه الدول التي تمتلك ترسانة نووية. ورغم تأكيد إيران المستمر أن برنامجها النووي مخصص للأغراض «السلمية»، فإن تصاعد التوترات مع واشنطن وتهديدات بعض المسؤولين الإيرانيين بالسعي لامتلاك القنبلة النووية يثير قلقاً دولياً. ويضع تسارع تخصيب اليورانيوم مزيداً من الضغوط على إدارة ترمب، التي أكدت مراراً استعدادها للتفاوض مع إيران، لكنها في الوقت نفسه شددت العقوبات على مبيعات النفط الإيراني كجزء من استراتيجية «الضغوط القصوى». وتعوّل طهران على التجارة مع دول الجوار والمنطقة، فضلاً عن الالتفاف على العقوبات النفطية، في تكرار لاستراتيجية «السير على حافة الهاوية» التي تبتعها خلال عهد ترمب الأول، بعدما انسحب من الاتفاق النووي في 2018، وأعاد العقوبات على طهران. لكن هذه المرة تواجه تحذر القوى الغربية من أنها ستلجأ لتفعيل آلية «سناب باك» لإعادة العقوبات الدولية على طهران بموجب 6 قرارات أممية تجمدت بموجب القرار 2231 الصادر من مجلس الأمن والذي ينتهي مفعوله في أكتوبر (تشرين المقبل) المقبل.

انقسام إيراني والرأي العام

كتبت صحيفة «كيهان»، السبت، في افتتاحية تحت عنوان «دعوة ترمب للتفاوض أم عملية خداع سخيفة» إن «ترمب ادعى أنه أرسل رسالة للمسؤولين الإيرانيين بشأن التفاوض. تكرار هذه الخطوة في ظل رفض القائد الأعلى للثورة أي مفاوضات مع أمريكا سابقاً، سواء في لقائه مع رئيس وزراء اليابان أو في شهر فبراير (شباط) من هذا العام، يثير الشكوك حول أن هذا الاقتراح ليس سوى خدعة تمهد لتحركات أميركية لاحقة». وقالت إن «ترمب يكرر دعواته للتفاوض بهدف كسب تأييد الرأي العام الإيراني... هذه الدعوات تهدف إلى تصوير نفسه بمظهر المعقول وضغط الرأي العام الإيراني على المسؤولين لتقديم تنازلات». وقالت إن «تحليل سلوك إدارة ترمب يظهر إنها تعتمد على حسابات خاطئة حول الرأي العام الإيراني، مستفيدة من التيار الموالي للغرب والتيار المدعي للإصلاح داخل هياكل الحكومة». وكانت الصحيفة تشير إلى سعي اليابان التوسط بين الولايات المتحدة وإيران لخفض التوترات، وباءت المحاولة بالفشل بعدما رفض خامنئي استلام رسالة خطية من ترمب نقلها رئيس الوزراء الياباني الراحل، شينزو آبي في يونيو (حزيران) 2019. واحتجزت القوات البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» حينذاك، ناقلة نفط يابانية في خليج عمان، بينما كان آبي يلتقي خامنئي في طهران. وفي أغسطس (آب) الماضي، بدا أن خامنئي يفتح الباب أمام إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة، قائلاً إنه «لا ضرر» في التفاوض مع «العدو». ومع ذلك، فقد شدد مؤخراً على أن المفاوضات مع واشنطن «ليست ذكية، ولا حكيمة، ولا شريفة»، في رد مباشر على تصريحات ترمب حول إمكانية استئناف المحادثات النووية مع طهران. وانقسم المسؤولون الإيرانيون حيال خيار التفاوض مع ترمب، وسط اعتقاد غربي بتراجع قوة طهران نتيجة انتكاسات لنفوذها الإقليمي، وسخط داخلي متزايد؛ بسبب الاقتصاد. ويؤكد المحللون أن طهران مضطرة للتفاوض مع ترمب، خصوصاً بعد تراجع «محور المقاومة»؛ نتيجة تفكك حلفائها، وسقوط الأسد، وضربات استهدفت «حزب الله» اللبناني. وأعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والسياسيين الداعمين لهم، عن تأييدهم فتح باب المفاوضات مع واشنطن، لكن الموقف تغير تدريجياً مع زيادة ضغوط التيار المحافظ المتشدد الذي يهيمن على مؤسسات قوية مثل «الحرس الثوري» والقضاء، مدعوماً بمواقف خامنئي.

ويبدو أن بزشكيان قد امتثل لتوجيهات خامنئي الجديدة، حيث قال، الأسبوع الماضي: «كنت أعتقد أن المفاوضات هي الخيار الأفضل، لكن المرشد (خامنئي) أوضح أننا لن نتفاوض مع الولايات المتحدة، وسنمضي قدماً وفقاً لتوجيهاته».

ضربة عسكرية

ومنذ بدء مهامه، أثار ترمب مرات عدة احتمال قيام إسرائيل بقصف إيران، لكنه قال إنه يُفضِّل إبرام صفقة مع إيران تمنعها من تطوير سلاح نووي. وأعاد فرض سياسة «الضغوط القصوى» عبر العقوبات وتضييق الخناق على مبيعات طهران النفطية. وأجرى الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، تدريبات تحاكي ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، وذلك بالتزامن مع طلعات جوية لقاذفات «بي 52» الأميركية، مع مقاتلات إسرائيلية تدربت على التزود بالوقود جواً. وحذر عراقجي، الجمعة، من أن الهجوم العسكري على البرنامج النووي الإيراني لن ينجح، مشيراً إلى أن التكنولوجيا النووية محمية بشكل جيد، ومن غير الممكن تدميرها عسكرياً. وأضاف أن أي هجوم ضد إيران سيؤدي إلى رد متناسب، وأن التهديدات الإسرائيلية لا تحمل جدية وأن الهجوم العسكري سيؤدي إلى حرب واسعة النطاق. وقال عراقجي: «أعتقد أنه إذا حدث هجوم على إيران، فإن هذا الهجوم قد يتحول إلى حريق واسع النطاق في المنطقة؛ ولا يعني أننا سنفعل ذلك»، معرباً عن اعتقاده أنها «رغبة إسرائيل في جر أميركا وتوريط الدول الأخرى في المنطقة في حرب». والأسبوع الماضي، قال المدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي إن الوقت ينفد أمام الطرق الدبلوماسية لفرض قيود جديدة على أنشطة إيران، مع استمرار طهران في تسريع تخصيب اليورانيوم إلى درجة قريبة من صنع أسلحة. وعلق ترمب في يناير (كانون الثاني) برامج المساعدات للمفتشين النوويين الدوليين، بما في ذلك المراقبة الإيرانية. ورغم استعادة بعض المساعدات، فقد أثارت الخطوة مثيرة للجدل، شكوكاً بشأن فاعلية جهود مكافحة انتشار الأسلحة النووية، خصوصاً مع تصاعد التوترات مع إيران. كانت البرامج المعلقة ضرورية لتدريب المفتشين وتوفير المعدات لتحليل العينات البيئية؛ ما ساعد على اكتشاف أنشطة نووية سرية في إيران، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز». وحذر الخبراء من أن تعطيل البرامج قد يضعف قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية؛ ما يعقد الجهود لمنعها من تطوير سلاح نووي.

 

جهاز الخدمة السرية الأميركي أطلق النار على رجل مسلّح قرب البيت الأبيض

وطنية/09 آذار/2025

أطلق عناصر في جهاز الخدمة السرية الأميركي النار على مسلّح بالقرب من البيت الأبيض، وفق ما أعلن متحدث باسم الجهاز اليوم، مشيرا إلى أن الرجل نُقل إلى المستشفى ولا معلومات عن حاله.

وجاء في بيان للمتحدث باسم الجهاز أنتوني غولييلمي على منصة إكس ونقلته "فرانس برس": أن الشرطة المحلية أخطرت عناصر الجهاز في وقت سابق بشأن وصول رجل "انتحاري" إلى واشنطن من إنديانا، وقد تصدوا له في شارع قريب جدا من البيت الأبيض، حيث "وقعت مواجهة مسلحة، أطلق خلالها عناصرنا النار". واضاف أن شرطة واشنطن فتحت تحقيقا في الحادث.

 

بولتون: ترامب حرم أوكرانيا من المعلومات الاستخباراتية لأنه يكره زيلينسكي

وطنية/09 آذار/2025

اعتبر المستشار الأسبق لشؤون الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر حرمان أوكرانيا من المعلومات الاستخباراتية بسبب كراهيته لفلاديمير زيلينسكي، بحسب "روسيا اليوم".وكتب بولتون عبر حسابه على منصة "إكس": "ترامب يعتبر (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين صديقا له، في حين أنه لم يعجب بزيلينسكي أبدا". ويأتي هذا في أعقاب تقارير سابقة أفادت بأن البنتاغون تلقى أوامر بتعليق جميع أشكال المساعدات الموجهة إلى أوكرانيا. وأكد متحدث باسم البنتاغون لوكالة "نوفوستي" أن قرار وقف إرسال الأسلحة يشمل أيضا الشحنات التي كانت في طريقها إلى أوكرانيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جوزاف عون يختم بالشمع الأحمر على المشروع الإيراني في لبنان

مصطفى العويك/نداء الوطن/10 آذار/2025

خاطب الرئيس عون الحاضرين بواقعية سياسية ممزوجة بخبرة عسكرية عمرها أربعين سنة

لم يستسغ البعض أنّ لبنان خرج فعلياً من محور "المقاولات العربية" بإشراف إيراني، وأنّه وجد دستوره العربي الذي سقط من بعض أبنائه وهم يسعون في خراب العواصم العربية من بيروت حتى بغداد، وجده معتقلاً في أحد السجون الخامنئية، تعلو صفحاته غبار التخيلات الفارسية وتزنّره طموحات أقلّوية، وليس العار الكبير في كون السجّان إيراني الولاء فقط، بل في كون حارس السجن حاملاً الهوية اللبنانية أيضاً. مناسبة هذا الكلام، الاستنفار العام الذي أطلقه أتباع المحور الإيراني في لبنان، للرد على مضمون كلمة الرئيس جوزاف عون "العربية" في القمة العربية الطارئة في مصر، حول قضية فلسطين.

خاطب الرئيس عون الحاضرين بواقعية سياسية ممزوجة بخبرة عسكرية عمرها أربعين سنة، فقال: "إنّ فلسطين قضيّة حق، تُنصر بقوتنا كعرب، وكلّما سقطت منا عاصمة وأنّت أخرى، ودمّرت ثالثة وهددت رابعة، كلما ابتعدت فلسطين عن النصر، وكلّما حجّمنا قضيتها الى فئة أو جماعة أو محور كلما أمعنا في خرابها وخسرانها". وهو كلام واضح لمن يريد أن يقرأ، بأنّ لبنان الذي دخل عصراً جديداً، تحرّر فيه دستوره العربي الهوية من سطوة الاحتلال الإيراني، لن يكون رمادياً في مواقفه تجاه القضايا العربية المشتركة، ولقد انتهى الزمن الذي يسكت فيه لبنان عن استهداف أي عاصمة عربية، وموقفه اليوم عربي واضح ينتصر فيه وعبره لتاريخه ومستقبله. وقدّم الرئيس عون كلمة عروبية متقدمة متماشية مع المستجدات التي تطال الشرق الأوسط، وكذلك منح مفهوم العروبة بعداً لبنانياً جديداً، عندما أشار إلى أن العروبة الحقّة لا تكون إلا بانتماء عميق للدول الوطنية: "علّمني لبنانُ..، أنْ لا صِحّةَ لأيِّ تناقضٍ مَوْهُومٍ، أو لنزاعٍ مَزعُومٍ، بينَ هُويّاتِنا الوطنيّةِ التّاريخيّةِ والنّاجزةِ، وبينَ هُويّتِنا العربيّةِ الواحدةِ والجّامعةِ، بل هي مُتكاملةٌ مُتراكمةٌ. فأنا لبنانيٌّ مئةً بالمئةٍ، وعربيٌّ مئةً بالمئةٍ، وأفخرُ بالاثنينِ، وأَنتمي وَطنيًّا ورِساليًّا إلى الاثنينِ".

وهذا الانتماء المزدوج لأكثر من هوية، هو انتماء تكاملي، ثبّته الدستور اللبناني وأكدته العلاقات اللبنانية المميزة مع كل الدول العربية حتى الأمس القريب، عندما قضمت "الدويلة" الدولة وهدمت ما تيسر لها من مقومات ودعائم لعلاقات لبنان مع محيطه، و"أيرنته" حتى خرج منه العرب اهتماماً واستثماراً ودعماً...

ولا عودة اليوم إلا باصلاح ما أفسده ثنائي الخراب "حزب الله" وميشال عون، الذي لم يكن سقوطه على الأرض عام 2017 أثناء حضوره القمة العربية في الأردن، سقوطاً شخصياً ناتجاً عل خلل جسدي فحسب، بل كان تعبيراً عن تعثرنا ووقوعنا كدولة لبنانية تحت سطوة مشروع إيراني توسعي هدفه الأول والأخير، تفريغ الدول العربية من مقومات صمودها وإمكانيات تطورها. بكلمته الموزونة التي حاكها باستراتيجية الغد، ختم الرئيس جوزاف عون بالشمع الأحمر على المشروع الإيراني في لبنان، وفتح آفاقاً جديدة في العلاقة مع العرب، ميزانها التنفيذ الكامل لخطاب القسم، الذي فيه خلاصنا ونجاتنا..وعودة العرب إلينا من جديد.

 

في منتهى الجدّ..."فلول الأسد" و"فلول نصرالله"

أحمد عياش/نداء الوطن/10 آذار/2025

سقط مئات القتلى وأعداد كبيرة من الجرحى في أحداث الساحل السوري خلال الأيام الماضية. وفتحت هذه الأحداث الدموية جروحاً عمرها عقود من الأعوام تعود الى حقبة دامت أكثر من نصف قرن حملت عنوان "النظام الاسدي". ووصلت إلى الصدارة عبارة "فلول الأسد" لوصف الفريق الذي انغمس في قتال الإدارة الجديدة في سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع. شكّل سقوط المدنيين العدد الأكبر من الضحايا ما دفع رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى القول أمس إن عمليات القتل الواسعة النطاق في جبلة وبانياس ومناطق محيطة في منطقة تمركز العلويين في سوريا ترقى لأن تكون أشد أعمال عنف منذ سنوات في صراع أهلي مستمر منذ 13 عاماً. امتد لهيب هذا الصراع الى لبنان تحت عنوانَين: الأوّل، يتّصل بنزوح آلاف السوريين من الطائفة العلوية من ديارهم في اتّجاه شمال لبنان. والثاني، تصريح عبد الرحمن نفسه بأنّ السلاح الذي وصل إلى معارضي الحكم الجديد أتى من لبنان، ما ألقى شبه تورّط "حزب الله" في هذا الأمر. لاذ "الحزب" بالصمت طوال ساعات أمس قبل أن يصدر بياناً مساء أمس رداً على "بعض الجهات التي دأبت على الزجّ باسم "حزب الله" في ما يجري من أحداث في "بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة". وهاجم ما أسماه "حملات التضليل التي تخدم أهدافاً سياسية وأجندات ‏خارجية مشبوهة". يتمنّى اللبنانيون عموماً أن لا ينزلق "حزب الله" الى أتون صراع انفتح مجدداً في سوريا. لكن هذه التمنيات تقتصر على حسن النوايا فقط. إذ ما زال هناك الكثير من الشواهد أن بقايا مرحلة نظام الأسد الذي يمثل "الحزب" القسم الأكبر منها في لبنان، لم تتقبل بعد التغيير الذي حصل في سوريا ما أدى الى فرار الرئيس السابق بشار الأسد من دمشق في كانون الأول الماضي ونشوء حكم جديد برئاسة الشرع. وأتت المقدمة الإخبارية للنشرة المسائية الرئيسية أمس لقناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"الحزب" نموذجاً لحالة عدم تقبّل حلفاء الأسد في لبنان ما حدث في سوريا منذ 3 أشهر تقريباً. وجاء في هذه المقدمة: "بعنوان الدفاع عن النفس يتحرّك أهل الساحل السوري الواقعون تحت حرب تصفية عرقية ومذهبية كما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان – المعارض لحكومات النظام السابق على الدوام. فمن أدخل سوريا وشعبها بهذه الدوامة؟ وأين شعارات الحكم الجديد عن وحدة البلاد واحترام التعددية وحقوق الأقليات؟ وأين رعاته الاقليميون والدوليون؟ وأين كل المنظمات الدولية من هذه المذبحة الحقيقية"؟ سيكون هناك متسعاً من الوقت لتقييم الأحداث الجديدة في سوريا. لكن ما لفت الانتباه الى أن قناة "الحزب" التلفزيونية استندت إلى ما قاله "المرصد السوري لحقوق الانسان – المعارض لحكومات النظام السابق على الدوام". فهل سمعت القناة ما قاله مدير المرصد بالصوت والصورة حول وصول الأسلحة الى "فلول الأسد" من لبنان ما اشعل حرائق النزاع في الساحل السوري؟

لا يتحمّل "حزب الله" بالطبع المسؤولية عن امن الحدود الشمالية للبنان حيث انتقلت على ما يبدو الأسلحة عبرها في اتجاه الساحل السوري. ويدعو ما صرّح به مدير المرصد السوري السلطات اللبنانية للتحقيق في هذا الامر. وكان من الأجدى أن يطالب "الحزب" نفسه بهذا التحقيق كي ينفي عن نفسه شبهة التورّط في الصراع السوري كلياً. لكنه لم يفعل. ويبدو أنّه لن يفعل ذلك اليوم أو لاحقاً. وليس سرّاً القول إن "حزب الله" عندما يبلغ مرحلة رفض منطق السلاح في سوريا يعني ذلك أنه أصبح جاهزاً لمرحلة رفض السلاح في لبنان نفسه، الأمر الذي لم يحصل بعد. أتى تصريح مدير المرصد السوري عبد الرحمن حول تسرّب السلاح من لبنان الى يد "فلول الأسد" بعد أيام على تصريح مستشار قائد الثورة للشؤون الدولیة علي أکبر ولايتي. وعلّق الأخير حول مستقبل سوريا، فقال: "لایمکن التنبّؤ بمستقبلها لكن الأدلة تظهر أن التحضيرات قد بدأت لتقسیم سوريا. كل مجموعة لديها مطالبات وادعاءات هناك. الأكراد والعلويون وداعش وهيئة تحرير الشام وآخرون موجودون، وهناك احتمال اندلاع حرب أهلية في أي لحظة. فضلاً عن أن الکیان الصهيوني احتل جزءاً من سوريا، وأن الولايات المتحدة موجودة هناك، فإن كل هذا يزيد من احتمالات التقسیم. ومؤخراً، عقد وزير الخارجية الإسرائيلي اجتماعاً مع الاتحاد الأوروبي وقال إن سوريا يجب أن يتم تقسيمها على أساس المحاور العرقية والدينية! إنّهم يسعون إلى تقسيم سوريا، ويجب على الشعب السوري أن یتوخي الحذر." تلقفت جماعة النظام الإيراني في لبنان فكرة "الحرب الاهلية في سوريا" . وراحت قبل اندلاع نيران الساحل السوري الى العزف على وتر هذه الفكرة. والقت هذه الحملة التي اطلقها ولايتي الكثير من التساؤلات حول سلوك طهران في سوريا التي خسرتها كقاعدة لنفوذها الإقليمي، وكذلك سلوك طهران في لبنان حيث باتت على وشك خسارة "درة التاج" أي "حزب الله" كذراع عسكري خارجي للحرس الثوري الإيراني. لم تأت عبارة "فلول الأسد" من فراغ. ودلّت أحداث الساحل السوري ان العلويين دفعوا ثمن نظام الأسد في وقت كان كثير منهم من معارضيه. فهل سيأتي وقت لنتداول بعبارة "فلول نصرالله" أي "الحزب" الذي قاده الأمين السابق حسن نصرالله على مدى أكثر من 32 عاماً وفاخر بأنّه "جندي في جيش ولي الفقيه" الإيراني؟ تتفوق المخاوف على التطمينات بأن "حزب الله" بصدد الانتقال الى مرحلة العمل السياسي ويمتثل للقرار 1701. ويتمنى اللبنانيون مجدداً ان من ورثوا قيادة "الحزب" سيبذلون المستطاع كي لا نسمع عبارة "فلول نصرالله".

 

مسؤولية الشرع لإنقاذ سوريا: معاقبة المرتكبين وحل الفصائل

منير الربيع/المدن/10 آذار/2025

لا قوة لعاقل، أو قدرة على متابعة "الفيديوهات" والصور التي ترد من الساحل السوري. لا احتمال لسماع مناجاة النساء أو الأطفال أو الرجال الذين واجهوا عمليات قتل ممنهجة. ولا قدرة على التطلع بأعين هنادي زحلوط تلك المعارضة السورية وزهرة الثورة ضد نظام الأسد، وهي تنعي اخوتها الثلاثة. ولا تُحتمل لحظات الحصار التي عاشها سمير حيدر في بانياس وهو المعتقل السابق في سجون نظام الأسد، والذي خسر شقيقه المعتقل أيضاً في سجون نظام الأسد. ولا قدرة على قراءة رسالة تصل من إحدى نساء الساحل، بلغ قلبها حنجرتها، فاختنق كلامها وهي تقول إنها قد خسرت والدها وشقيقها و11 شخصاً من جيرانها. كانت الثورة السورية ضد "الأسدية" بكل صنوفها وصفوفها، وأخلاقها وممارساتها. لذا لا يمكن العودة إلى تكرار ممارسات "الأسدية". ومن يريد محاكمة مرتكبي مجزرة البيضاء أو التضامن أو غيرها من المجازر، لا يُفترض به أن يسمح بتكرار أي عمل مشابه.

عقلية الدولة

لا يمكن التقليل من خطورة ما حصل، ولا يمكن حصره باعتباره "مؤامرة خارجية" فقط. وإن كانت هناك جهات في الخارج ستستثمر بكل هذه التناقضات، أو تعمل على تغذية الصراع وتأجيجه. هناك حاجة ماسة لمعرفة حقيقة المجتمع السوري، والتعامل معه بعقلية الدولة، لا عقلية الثأر أو الحرب. وهو ما يفرض على السلطة الجديدة التغيير من وضعيتها من قوة تسيطر على الحكم، إلى قوة قادرة فعلياً على بناء الدولة. وفرضاً، لو حمّلت الإدارة الجديدة مسؤولية بدء المعركة لـ"فلول النظام" بوصفهم ارتكبوا جريمة بحق عناصر الأمن العام، فلا يمكن لهذه السلطة أن تردّ بما هو أفظع وأشنع، ولا أن تسمح لفصائل كثيرة بالدخول إلى مناطق المدنيين وبيوتهم وارتكاب المجازر بحقهم. بل مسؤولية الإدارة الجديدة حماية كل السوريين، ولا سيما أهل الساحل من الفلول، وليس ارتكاب المجازر بحقهم لوضع الطائفة العلوية ككل في موضع مواجهة "حرب وجودية"، كما لا يجدر بالسلطة الجديدة أن تسمح لأي جهة محسوبة عليها بشنّ عمليات بأسلوب "إدارة التوحش" لإخافة العلويين أو إخافة مكونات أخرى في سوريا بالمشاهد التي جرى تعميمها في الساحل.

مسؤولية الشرع

ما جرى أطاح بأيام التحرير الأبيض، والصورة الإيجابية التي طبعت منذ إطلاق عملية ردع العدوان وصولاً إلى الدخول إلى دمشق بعد هروب بشار الأسد. حجم ما جرى هو أكبر وأخطر من كل ما يمكن أن يحصل، وهو ما يستدعي اتخاذ مواقف استثنائية وجريئة جداً، من مسؤولية الرئيس السوري أحمد الشرع الإقدام عليها. وذلك لتحويل ما جرى إلى فرصة لمحاسبة المرتكبين، وإعادة توحيد البندقية تحت إمرة جيش وطني موحد، ولأجل استعادة اللحمة الوطنية. وذلك يفترض أن يبدأ بالدعوة لحوار وطني عام وشامل بمشاركة كل القوى الاجتماعية والسياسية، وتشكيل حكومة جديدة من خلال إشراك مختلف المكونات، واستدعاء قوى المعارضة السياسية التي تم استبعادها عن المشاركة في النشاط السياسي طوال الفترة الماضية، من أجل العودة والمشاركة الجدية والفعلية في صوغ مستقبل سوريا.

إلى جانب الإجراءات العملانية وأهمها:

- حلّ التنظيمات المتطرفة.

- إخراج المقاتلين الأجانب من سوريا.

- توحيد كل القوى العسكرية ضمن جيش وطني له ضوابطه وقواعد عمله، ويخضع من ينتمي إليه إلى تدريبات شاملة، وتأهيل سياسي وحقوقي.

- محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم تماماً كما يتم العمل على ملاحقة فلول النظام السابق.

- بذل كل الجهود الكبيرة لإصلاح العلاقة مع أهل الساحل السوري، والتعويض الذي يجب أن يبدأ بتحقيق العدالة السريعة للسكان والأهالي.

- منع فرض الطقوس الاجتماعية أو الدينية على مختلف شرائح المجتمع السوري واتخاذ قرارات حاسمة بهذا الشأن.

- الانفتاح على كل القوى في مختلف المناطق، والعمل في سبيل عقد مؤتمر وطني عام بمشاركة الجميع فعلياً، تُرسم فيه ملامح المستقبل السوري.

لا بد لكل الأقوال التي ترد على لسان المسؤولين -وعلى رأسهم الشرع- أن تُقرن بالأفعال، وتنعكس في السلوك من خلال محاكاة هواجس كل القوى الاجتماعية والسياسية في سوريا، ومنع تكرار ما جرى في الساحل في مناطق أخرى.

ما دون ذلك، يمكن لسوريا أن تتحول إلى النموذج الليبي، أو العراقي أو اللبناني أيام الحرب الأهلية. وأي استخفاف في الوقوف بمسؤولية أمام كل ما جرى من مجازر ومخاطر وارتكابات بحق المدنيين، سيسهل ويسرّع الطريق نحو الحرب الأهلية.

 

اللاذقية: شرك الانتقام والتّوجّس ومآلات العنف

نديم قطيش/اساس ميديا/10 آذار/2025

الاقتتال الذي شهدته مدينة اللاذقية، شمال غربي سوريا، وبعض قرى ريفها، ليس فاصلاً دمويّاً جديداً في سيرة المحنة السورية. بل إنّه اختبارٌ حاسمٌ للكيان السياسي السوري الناشئ، وهو بالكاد يلتقط أنفاسه بعد سقوط نظام الأسدين، واختبار أشدّ للأقلّيّات وقدرتها على تحديث موصلات انتمائها للهويّة السورية الجديدة.

كان لا بدّ للسلطة الجديدة أن تعترف، وحسناً فعلت ولو على التباس وتهوين، بأنّ “تجاوزات” وقعت، بعضها موثّق بالصوت والصورة، وبعضها الآخر لا يزال قيد التأويل والتحقيق.

تُنسب الفظائع إلى اندفاع “أولياء الدم” الساعين إلى الاقتصاص من إرث الأسدين، من بعض أهل حاضنة نظامهما وعاصمتهما الاجتماعية والمذهبية، أي الساحل المُكنّى بالعلويّ على الرغم من اختلاط نسيجه. وعلى محمل آخر، تُنسب إلى كيانات متطرّفة في صلب توليفة النظام الجديد، وجدت على هوامش عمليّة فرض القانون، فرصةً لتفريغ مكنونات العنف الجهادي التكفيري الذي تستبطنه.

كما تُحمَل سياقات الأحداث على مناورات استخبارية إيرانية غايتها جرّ النظام الجديد إلى شرك الحرب الأهلية المذهبية، وإعادة تدوير الفوضى وتوظيفها أداةً لتعطيل استقرار السلطة الناشئة. وليس هذا بالاحتمال الذي تجوز الاستهانة به، ولا بإيران التي، وإن خسرت نظام الأسد، لم تفقد بعدُ أدواتها القادرة على تفجير النزاعات المذهبية في قلب الجغرافيا الأكثر حساسية، أي الساحل السوري، بهدف إجهاض التجربة السياسية الناشئة.

مسؤوليّة السّلطة: ترقية مشروع الدّولة

بيد أنّ هذه التأويلات، على وجاهتها، لا تعفي السلطة من واجبها الأوّل: إحكام القبضة على المشهد، لا من بوّابة الأمن فقط، بل من باب أوسع، هو ترقية مشروع الدولة الناشئة إلى سورية جامعة لكلّ السوريين ومانعة لاستئناف الحروب الأهلية السوريّة المديدة.

الإصرار على التدخّل الإقليمي في سوريا، وعلى طبع مآلاتها ببصمات خارجية، يفرض على السلطة الناشئة، إن هي أرادت الحفاظ على وحدة البلاد

لا مجال لتنحية حقيقة صارخة مفادها أنّ الطائفية ليست وهماً في سوريا اليوم، ولا تجدر معاملتها كمحض إفراز مؤقّت لأزمة أمنيّة. في اللاذقية، قوات حكومية يغلب عليها الطابع السنّيّ عامّة والأسلمة الجهادية على بعض مكوّناتها وأنصارها، تقاتل معارضة مسلّحة ذات أغلبية علويّة موصولة بنظام بائد فاضت مذهبيّته حتى أغرقت البلاد وأهلها، في عقد مديد من الاقتتال الأهلي.

اللاذقية

مؤدّى ذلك أنّ في طيّات أحداث اللاذقية، عمليّة إعادة ضبط عنيفة لخريطة الولاءات، تتوسّل طرد فئات وإخضاع أخرى، على النحو الذي يعيد إشعال ما يفترض أنّه ينطفئ. والحال، ما لم تبادر سوريا الناشئة إلى استيلاد معانٍ ومبانٍ جامعةٍ لهويّة سوريّة متماسكة، ستستأنف الحروب المذهبية سِيرتها الأولى. وهذه المرّة في ظلّ حكم لم يستقرّ بعدُ على شرعيّةٍ ثابتة، ولا رسخت له في الاستقرار قدم، ولا تَحقَّق له القبول الداخلي الثابت، ولا نجا من التدقيق الإقليمي والدولي وموازينه المتقلّبة التي لا يُكَفُّ عن إعادة تركيبها وفق مصالح متغيّرة. ولئن كان تغليظ العصا، لازماً في لحظات الانتقال الأولى، فإنّ إطالة أمدها وعزلها عن مشروع سياسي واجتماعي مقنع ومطمئن للقلقين والمتوجّسين، وتوسّلها وحدها بديلاً سهلاً وسريعاً عن صعاب المسارات التصالحيّة البطيئة، لا يعِدان إلّا بالاحتقان المولِّد للعنف. تتفاقم أعطال الهويّة السوريّة، ويشتدّ ارتباك إعادة توليفها، تحت وطأة ديناميّات إقليمية شرسة، تسعى إلى وسم مخرجات المشهد السوري بطابع يراعي حساباتها ومصالحها، في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد.

الاقتتال الذي شهدته مدينة اللاذقية، شمال غربي سوريا، وبعض قرى ريفها، ليس فاصلاً دمويّاً جديداً في سيرة المحنة السورية

الحرس السّوريّ لن يغادر المسرح السّوريّ

قبل أيام فقط، خرج نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، حميد رضا حاجي بابائي، ليؤكّد أنّ “المقاومة لم تُهزم، وستعود قريباً”، إيذاناً بأنّ الحرس الثوري الإيراني لا ينوي مغادرة المسرح السوري بسهولة. وبعد أحداث اللاذقية شرعت الميديا الإيرانية في استخدام تسميات “قوّات المقاومة”، للتدليل على فلول نظام الأسد، فيما وُسمت القوات الحكومية الجديدة بأنّها “عناصر الجولاني”، في استدعاء مدروس لسرديّات الحرب الأهلية، وإعادة توزيع مواقع اللاعبين وإسقاط خطوط تماسّ انقضّت على الصراع الحالي. هذا الإصرار على التدخّل الإقليمي في سوريا، وعلى طبع مآلاتها ببصمات خارجية، يفرض على السلطة الناشئة، إن هي أرادت الحفاظ على وحدة البلاد، أن تبادر بسرعة وحسم إلى إجراءات تعيد ضبط التوازن الاجتماعي والسياسي، قبل أن يتحوّل الاضطراب الراهن إلى مأزق بنيوي للنظام الجديد. الكلام على الاستقرار الطويل الأمد والمصالحة يظلّ لغواً ما لم يُترجم إلى ضمانات فعليّة لحماية كلّ السوريين، وإلى كبحٍ واعٍ لأيّ نزعة انتقامية تتلطّى برداء العدالة، كما أفصحت الإعدامات الميدانية البشعة أخيراً. ليس في تمثيل العلويين والدروز والكرد والمسيحيين وغيرهم من مكوّنات المجتمع السوري، داخل مؤسّسات الحكم الجديد ترفٌ سياسي، أو مناورة تهدف إلى احتواء لحظة عابرة، بل هو ركيزة استراتيجية تحول دون أن يجد أعداء سوريا، في الغضب المكتوم والإقصاء، وقوداً لإحياء صراعات لم تنصرم.

ما جرى في اللاذقية ليس تفصيلاً عابراً، بل هو نذير مبكر بأنّ المشروع السياسي السوري الجديد يواجه امتحاناً صعباً

الحاجة إلى مقاربة جديدة

ما جرى في اللاذقية ليس تفصيلاً عابراً، بل هو نذير مبكر بأنّ المشروع السياسي السوري الجديد يواجه امتحاناً صعباً. إذا لم يُدرك من يقبض على السلطة أنّ هذه المرحلة تتطلّب مقاربةً تتجاوز القوّة إلى بناء شرعيةٍ سياسية متماسكة، فإنّ اللاذقية قد لا تكون سوى البداية. وما نراه اليوم قد يكون الخطوة الأولى في سلسلة من الأحداث قد تعيد سوريا إلى نقطة الصفر. لا يفوت الحريص على سوريا، أن ليس على السلطة وحدها عبء إعادة تركيب المشهد السياسي على أسس جديدة، فالأقلّيات، بوصفها شريكاً في التاريخ والمصير، معنيّة بإنتاج خطاب يقطع مع موروث الانعزال والتوجّس، ويتجاوز وهم إمكانية إعادة إنتاج ماضٍ انقضى، ولم يعد قابلاً للاستعادة إلّا ككابوس سياسي وأمنيّ. ليس المطلوب تصحيحاً لغويّاً في صياغة المطالب وحسب، بل إعادة تعريف موقع هذه الجماعات داخل سوريا الجديدة، لا بوصفها كياناً متحصّناً في ذاته، بل باعتبارها جزءاً من نسيج اجتماعي أوسع، تُعاد صياغة موصلاته السياسية والاقتصادية بالهويّة السورية، على نحو لا يقبل بالاستثناءات المغلقة. لئن صحّ أنّ العدالة الانتقامية، مهما بدت إغراءً لمن اكتوى بنار الاستبداد، ليست إلّا وصفة أكيدة للانهيار، فإنّ الأصحّ أيضاً أنه في لحظات الانتقال لا يكون التمترس خلف الهويّات الضيّقة حصناً، بل مدخل إلى عزلة لن تزداد إلّا قسوةً وصقيعاً.

 

لماذا لا يُقرّ «حزب الله» بالهزيمة؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

استعاد كثيرون في الآونة الأخيرة ما فعله آية الله الخميني، عام 1988، حين «تجرّع السمّ»، وهو التعبير الذي استخدمه وصفاً لقبوله قرار مجلس الأمن الرقم 598 لإنهاء الحرب مع العراق. فإيران، رغم الجموح الإيديولوجيّ المعهود فيها، تصرّفت يومذاك تصرّف دولة استنفدت قدراتها وطاقاتها على مدى ما يقرب من عقد. ذاك أنّها أحسّت، اقتصاديّاً وعسكريّاً ومعنويّاً سواء بسواء، أنّ طريق حربها باتت موصدة تماماً. وبينما كانت علاقتها مع الولايات المتّحدة تزداد توتّراً، تبعاً لاحتجاز موظّفي السفارة الأميركيّة بطهران، دافعةً بعض المراقبين إلى عدم استبعاد حرب ما، بدا أنّ العالم لن يعاقب بغداد على استخدام القوّات العراقيّة أسلحة دمار شامل. والخمينيّ ليس من كارهي الحروب. وكانت تلك الحرب، التي بدأها صدّام حسين، قد وفّرت له تصليب نظامه الإسلاميّ الناشئ الذي تعصف به تناقضات كثيرة. مع ذلك، وحين رجحت كفّة الخسائر على كفّة المكاسب، كما راحت قاعدة النظام الشعبيّة تكتوي بتأثيرات الحرب فيما يتقلّص استعدادها للتحمّل، قرّر آية الله الموافقة على وقف النار، ولو رأى الأمر كريهاً مثل تجرّع السمّ. طرف راديكاليّ آخر، ولو اختلف مضمون الراديكاليّتين ووجهتهما، سبق أن أقدمَ، قبل سبعين عاماً بالتمام، على تجرّع سمّ من نوع آخر. فبعد أشهر قليلة على ثورة أكتوبر البلشفيّة في 1917، وقّعت روسيا و»القوى المركزيّة» بقيادة ألمانيا معاهدة برِست ليتوفسك التي أوقفت الحرب بين الطرفين. لكنّ المعاهدة كانت مؤلمة جدّاً للحكّام الجدد من البلاشفة: فهي قضت بتخلّي بلادهم عن كامل «أراضيها» في مناطق البلطيق وأوكرانيا وبولندا، تاركةً لألمانيا أن تُلحق الكثير من تلك الأراضي «الروسيّة» بها. وفوق هذا تنازلت موسكو، في الجنوب الشرقيّ، عن أراضٍ للدولة العثمانيّة، حليفة ألمانيا في الحرب. أي أنّ اتّفاقيّة السلام بدت عقابيّة جدّاً للروس، أذلّتهم وحرمتهم مدناً صناعيّة ومساحات زراعيّة جبّارة، فضلاً عن انتزاع مناطق ذات كثافة سكانيّة مرتفعة منهم. أمّا حلفاء روسيا في الحرب العالميّة، بريطانيا وفرنسا والولايات المتّحدة وإيطاليا واليابان، فاعتبروا سلامها مع ألمانيا خيانة ونكثاً بتعهّد التحالف الروسيّ معهم، كما قطعه العهد القيصريّ، لمواجهة الألمان. وكانت للموقف هذا تبعات حربيّة واقتصاديّة مؤلمة، فتشدّدَ الحلفاء أولئك في دعمهم «الجيش الأبيض» خلال الحرب الأهليّة الدائرة، وفي سحب استثماراتهم الضخمة من روسيا. ووُجّهت للقيادة البلشفيّة اتّهامات شتّى بالتفريط والتخلّي الوطنيّين، وكانت الاتّهامات تصدر عن اليمين القوميّ كما عن اليسار الأشدّ راديكاليّة. وحتّى قادة الحزب الحاكم أنفسهم لم يكونوا مُجمعين على الاتّفاقيّة المذكورة، بحيث هدّد زعيمهم فلاديمير لينين بالاستقالة في حال رفضها.

والحال أنّ روسيا البلشفيّة أقدمت على توقيع برِست ليتوفسك لأسباب كثيرة يتصدّرها اثنان:

الأوّل، الهزائم العسكريّة ورفض الجنود الروس البقاء في الخنادق. وكان الحزب البلشفيّ قد قدّم نفسه، منذ 1914، حزب الانسحاب الفوريّ والمباشر من تلك الحرب «الدائرة بين إمبرياليّين»، وبدعايته هذه خاطب الجنودَ الذين انحازوا إليه وقاتل بعضهم في صفوفه. أمّا السبب الثاني، وهو ربّما كان الأهمّ، فأنّ لينين ورفاقه كانوا يحملون مشروعاً يستدعي كامل التفرّغ له، هو بناء نظامهم الاشتراكيّ في روسيا، والذي يخدمه السلام ويوفّر له البيئة المطلوبة بقدر ما يؤذيه استمرار التورّط في الحرب. وقد يقال بحقّ إنّ الدقّة تخون مقارنة تلك التجارب بما يحصل راهناً في لبنان، ما يجعلها مقارنة فضفاضة وقليلة النفع. مع هذا، يبقى مفيداً التذكير بالمناخين الذهنيّ والسياسيّ اللذين يحيطان بتقديم تنازلات تترجم واقع الهزيمة والإقرار به، سيّما حين يصدر الإقرار عن طرف راديكاليّ ينطق بوعي صراعيّ ما.

فـ «حزب الله» لم يصفْ موافقته على وقف إطلاق النار بـ «تجرّع السمّ»، بل جاءت أوصافه أقرب إلى الادّعاء بأنّه هو مَن يجرّع إسرائيل السمّ. وتزويرٌ كهذا يقول إنّ ثمّة علاقة غريبة بين الحزب وجمهوره، أساسها افتراض الحزب وجود تسليم أعمى وتفويض مطلق من جمهوره لن تليهما محاسبة أو مساءلة، وهذا علماً بأنّ النتائج الكارثيّة المُرّة على الجمهور كانت وتبقى صعبة الإخفاء أو التمويه. وإلى هذا، فإنّ الحزب لا يريد أن يبني شيئاً يستدعي الحرص عليه وتقديم التنازلات الكبرى من أجله. فهو، بطبيعة الحال، لا يملك دولة كدولة الخمينيّ، بل يتحكّم بدولة من دون أيّة مسؤوليّة عنها. لكنّه، إلى ذلك، لا يملك مشروعاً كمشروع لينين. ذاك أنّ الدولة التي يقاتل لأجلها، وينضبط بمصالحها، ليست دولته هو، بينما المشروع الوحيد الذي يحرص عليه هو السلاح للسلاح، أي السلاح بذاته والسلاح فحسب. هكذا نراه يستمرّ في سياسة ورواية ترفضان أن تقرّا بالهزيمة، وأن تبنيا على إقرار كهذا موقفاً كالذي وقفه الخمينيّ حين تجرّع السمّ، أو لينين حين كلّف ليون تروتسكي التوقيع على برست ليتوفسك.

 

سوريا... عمل خارجي لا فلول

طارق الحميد/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

لا يمكن نسب العمليات العسكرية الإجرامية التي تمت بمناطق الساحل السوري الخميس الماضي لفلول نظام الأسد فقط. فمن لم يقاتل حين كان المجرم الأسد في القصر بدمشق فلن يقاتل الآن وبشار في موسكو. ولا يمكن القول أيضاً إن ما تم هو عملية انفصالية مخطط لها داخلياً، لأنه ليست هناك حاضنة شعبية حقيقية لذلك بمناطق الساحل، بل إن مناطق الساحل، وبما فيها معقل أسرة الأسد، كانت من أوائل من هلل لسقوط النظام. وعليه، فما نحن بصدده هو عملية خارجية نفذت على يد عصابات موالية لدول وجماعات، مثل «حزب الله». وقبل شهر من الآن رصد استخباراتياً، بحسب ما سمعت من مصادر مطلعة بالمنطقة، اجتماعات تنسيقية للقيام بأعمال تخريبية في سوريا. وجرت تلك الاجتماعات بدول مجاورة لسوريا، وبتنسيق مع عناصر من فلول النظام، وقيادات دولة إقليمية، وأعضاء من «حزب الله». وما يشير لذلك هي التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، والتي تسببت في تراشق إيراني تركي إعلامي. حيث قال فيدان إن «طهران دفعت ثمناً باهظاً للحفاظ على نفوذها في العراق وسوريا، وإن التكلفة التي تكبدتها كانت أكبر بكثير مما حققته». مضيفاً أن «سياسة إيران الخارجية المرتبطة بوكلائها في المنطقة تنطوي على مخاطر كبيرة».

داعياً طهران إلى التخلي عن «سياسة الاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط». وردت طهران بوصف تصريحات فيدان بالـ«وقحة» واتهام تركيا بالتعامي «عن الأيادي الأميركية والإسرائيلية السرية والخفية في تطورات المنطقة»، قائلة إن كلام فيدان «خطأ كبير».

فهل أخطأ الوزير التركي؟ بالقطع لا. ويقول لي دبلوماسي مرموق بالمنطقة إن تركيا «استشعرت خطورة المخطط الإيراني والإسرائيلي لاستهداف سوريا، ولذلك علقت الجرس من خلال تصريحات الوزير فيدان». ولذا؛ فإن ما حدث بالساحل السوري هو مخطط خارجي المراد منه هو تحقيق أحد الأهداف التالية. الأول، في حال نجاح الخطة، وعزل الساحل عسكرياً، فإن ذلك يعني نجاح تفكيك سوريا الجديدة، وتحويل الساحل إلى منطقة اشتعال. والهدف من ذلك هو زعزعة استقرار سوريا الجديدة، واستهدافها، وفرض أمر واقع عبر تشكيل فصيل على غرار «حزب الله»، وهناك حديث يتردد في أوساط ضيقة عن نية تشكيل «حزب الله» علوي في الساحل. الأمر الثاني، وفي حال فشل الخطة، هو اللجوء إلى حملة «مظلومية» جديدة بحجة الحفاظ على الأقليات بسوريا الجديدة، ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل، ومن ثمّ تعطيل عملية رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ حكم المجرم الأسد. وكلا الأمرين يعني تعطيل مسار سوريا الجديدة، ومن هنا لابد من دعم عربي حقيقي لسوريا اليوم، ولا بد من وعي لدى صناع القرار في دمشق من أجل تفويت هذه الفرصة، وذلك من خلال بسط هيبة الدولة عبر الأنظمة والقوانين، وليس الانتقام والثأر. ومن أجل فعل كل ذلك فإن سوريا اليوم بحاجة ليس لحكومة كفاءات وحسب، بل لدولة كفاءات في كل القطاعات من أجل إسراع وتيرة الإصلاح، والاستقرار، ودعم عربي، مع حكمة في الصبر من قبل السوريين.

 

فلول الأسد: التجربة المرة

فايز سارة/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

ثلاثة أسباب يمكن أن تفسر فورة العنف المسلح، التي ارتكبها في الساحل بعضٌ من فلول الأسد في الأيام القليلة الماضية. أول الأسباب يمثله تواصل عمليات تعقب مجرمي نظام الأسد من قبل الأجهزة الأمنية في إطار مهماتها، والتي ما زال قطاع من السوريين يصر على إكمالها، باعتبارها خطوةً في إطار العدالة المطلوبة ومعاقبة المجرمين على ما قاموا به، والسبب الثاني استغلالهم الصعوبات الحياتية، التي يعيشها السوريون بسبب التركة الفظيعة والمدمرة، التي تسبب فيها نظام الأسد في دمار سوريا والسوريين عبر أربعة عشر عاماً من حروب وملاحقات، دمرت قدرات وإمكانات وبنى الدولة والمجتمع في سوريا، وألحقت مصائب القتل والاعتقال والتهجير والإفقار وغيرها بحق السوريين، والأمر في الحالتين يمثل وضعاً من الصعب الخروج منه في حالة سوريا بإمكاناتها وقدراتها المحدودة، وبما يحيط مواطنيها من كوارث ومصائب، والسبب الثالث والأخير، سعي ما تبقى من ميليشيات مع بقايا نظام الأسد لتحرك يثير الفوضى، ويعممها على طريق حرب أهلية، تكون مقدمةً لاستعادة إيران نفوذها، سواء بالتعاون مع بشار الأسد أو بعض من بقاياه وفلوله، حسبما أمكن. طوال الأشهر الثلاثة الماضية، راهن فلول الأسد على الانتظار لرؤية ما يمكن أن تتمخض عنه احتمالات العهد السوري الجديد، ووصوله إلى أزمة حادة، سواء بسبب تعارضات داخلية وتمردات وصراعات في مستوى الداخل، منها الصدام مع قوى الأمر الواقع الأخرى، خصوصاً مع الإدارة الذاتية، التي تسيطر على مناطق شمال شرقي سوريا، وخطر الصراع مع المحيطين الإقليمي والدولي بسبب خلفية سلطة العهد الجديد المصنفة في إطار جماعات التطرف الديني.

غير أن أياً من هذه الاحتمالات، لم يحصل، بل العكس حدث. إذ تطورت علاقات إيجابية غالباً، ورغبات في التواصل والتشاور على أمل حل المشكلات البينية في المستويات الداخلية والخارجية، مقرونة بتوجهات معلنة للسلطة الجديدة، خلاصتها السير نحو علاقات إيجابية لسوريا مع مختلف الأطراف.

والجانب الثاني من مراهنات الفلول يتعلق بمستقبل وجودهم في سوريا في ظل أمرين؛ الأول توجه الإدارة السورية إلى تعامل لين، أساسه دعوة الجميع إلى تسليم ما لديهم وفي عهدتهم من أسلحة وممتلكات حكومية للمراكز الأمنية، والحصول على وثيقة تنظم علاقاتهم المستقبلية، وبالتوازي مع هذا الخط في مستقبل شخصيات من الفلول، سعى قسم منهم إلى نجاة فردية بالانتقال إلى دول الجوار للإقامة فيها، وغالباً من أجل العبور إلى الأبعد منها، فعبر البعض وسط أخطار كبيرة بصورة غير شرعية إلى لبنان والعراق، وانكشفت حسب معلومات أمنية في الآونة الأخيرة عشرات الحالات في لبنان، وتم تسليم أصحابها للسلطات السورية، وبينهم ضباط كبار من جيش الأسد ومخابراته.

لقد بدت احتمالات مستقبل بقائهم غير آمنة، خصوصاً بعد ما أظهره سقوط النظام من تمايز في «حاضنة النظام» بين جهتين؛ واحدة كانت خاضعةً لنظام الأسد بالإكراه، وأظهرت تقرباً من العهد الجديد، وأخرى لها علاقات حذرة مع فلوله نتيجة مخاوف أو بسبب ارتباطات اجتماعية، أو للاثنتين معاً، وشكلت حالة التمايز حافزاً لبحث خيارات أخرى، وقد جاءت جهود ومساعٍ إيرانية لتفتح بوابة نحو خيار آخر للفلول وبعض حاضنتهم، يتضمن تحركاً سياسياً عسكرياً، بالتعاون مع خلايا نائمة وتنظيمات ميليشياوية، وعلاقات مستمرة مع بنى أهلية وشخصيات كانت جزءاً من نظام الأسد، ومما عزز هذا التوجه في أوساط الفلول أنهم يملكون وحاضنتهم أسلحة وذخائر تخصهم، إضافة لما تم الاستيلاء عليه في لحظات انهيار النظام تُضاف إلى مخزون مستودعات جبال الساحل، التي أقامها الجيش في السنوات الأخيرة، وقامت طائرات إسرائيل بتدمير بعضها في الأشهر الأخيرة، كما أن الفلول لا تنقصهم الأموال، وقد نهبوا أموال الدولة وعموم السوريين، وجمعوا كثيراً من أموال الفساد والرشوة والابتزاز، التي مارسوها علناً، وهم يملكون شبكة من علاقات وكماً هائلاً من المعلومات يمكن توظيفها جميعاً في التحركات السياسية والذهاب إلى تمردات مسلحة. لقد اغتنم الفلول تراكم صعوبات سياسية واقتصادية مع التوترات الأمنية، التي أثاروها في الصنمين، قرب درعا، وفي جرمانا بمحيط دمشق، ليفجروا انفلاتهم المسلح والمنظم في اللاذقية وطرطوس، عبر قتل عشوائي يأخذ المدنيين رهائن، وفق ما اعتاد عليه نظام الأسد، مما فتح عليهم أبواب ردود سياسية وعسكرية - أمنية، تضع حداً حاسماً لجريمتهم، بل ولوجودهم أيضاً، ولو بثمن من دماء أبرياء وآخرين كانوا يقومون بواجبهم في مواجهة جرائم فلول نظام مضى، وتخلي إيران عن مساعدة أي من حلفائها.

 

الصراع في سوريا... صراع على سوريا

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

المحافظة على النصر أصعب، في كثير من الأحيان، من تحقيقه.

هذا أمر مفهوم، فكيف إذا كانت هناك أطراف حريصة على تغيير ما حصل في سوريا قبل بضعة أشهر؟ لقد بوغتت هذه الأطراف بسرعة التطورات، وعلى رأسها انهيار المنظومة الأمنية في كبريات المدن السورية مدينة بعد أخرى. إلا أن كل مَن يعرف طبيعة النسيج المجتمعي السوري كان يقرّ بأن غير جهة، داخلية أو خارجية، لم تقل كلمتها النهائية بعد! ليست حالة عابرة... تركة 54 سنة من القبضة الأمنية، و«الدولة العميقة»، وغسل الأدمغة الممنهج، وبناء شبكات مصالح و«تقاطعات تخادمية» عابرة للحدود! من جهة ثانية، سوريا - كما يتكرّر دائماً - ليست جزيرة نائية. إنها قلب الشرق الأوسط، الذي هو قلب العالم. سوريا مهد تراكمات حضارية وثقافية ودينية، وعقدة طرق تجارية وعسكرية، ونافذة غربية على الشرق، وبوابة شرقية على الغرب. صدّرت الحَرْف، وانطلقت منها الديانات لتنتشر في العالم، وخرج منها أباطرة وأطعمت خيرات أرضها الإمبراطوريات. وتفاعلت مع معظم الأحداث الكبرى التي حدّدت مصير البشرية من الفتح الإسلامي فالحروب الصليبية فتتابع الدول المشرقية - وآخرها السلطنة العثمانية - ووصولاً إلى النظام العالمي المؤسّس بعد الحرب العالمية الأولى. لكن ذلك النظام أثمر في منطقتنا: واقع التجزئة (التقسيم) الذي كانت محطته الأولى «سايكس-بيكو»، ومحطته الثانية «إعلان بلفور». وكما نرى ما زلنا نعيش تداعيات هاتين المحطتين. في هذه اللحظات المحمومة تعيش سوريا، بحدودها الحالية، تجربة صعبة كان كثيرون يتوقعونها.

بدايةً، تلاشى عنصر المباغتة الذي ساعد على إسقاط نظام الأسد وراعيه الإقليمي نظام «الولي الفقيه» الإيراني. وهكذا، التقطت طهران أنفاسها وعجّلت في الانتقام من التغيير السوري لجملة أسباب، أبرزها الإثبات أنها لا تزال لاعباً إقليمياً فاعلاً، بعد الضربة الإسرائيلية القاسية لها في لبنان. وهي ضربة جاءت بهدف «خفض سقف» الطمع الإيراني بهيمنة إقليمية تأتي على حساب «ضلعي المثلث» الكبيرين الآخرين: إسرائيل وتركيا. وهنا لا بد من التذكير مجدداً أن لا مصلحة لا لتل أبيب ولا لواشنطن بالقضاء على نظام طهران، لأسباب معروفة، منها تدميره الوحدة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، وإفشاله «مشروع الدولة» في لبنان. ثانياً، لم تنسَ إسرائيل في أي لحظة من اللحظات أولوياتها «الجيو-سياسية»، التي يبرز في مقدمها الحلم التوراتي القديم «من الفرات إلى النيل». ذلك الحلم الذي يطلق العنان لغلاة التوراتيين والعنصريين ودعاة «الترانسفير» كي يفرضوا مشيئتهم على منطقة مُنهكة ومرتبكة وضائعة.

في هذا السياق كان لا بد من استثمار الانقسام الفلسطيني الذي سهّله نظام طهران ورعاه، والتوجّه منه للمباشرة في تهجير فلسطينيي غزة ثم الضفة الغربية. ومَن يدري إذا كان «فلسطينيو 1948» سيظلون في منأىً عن التهجير... طالما كان في البيت الأبيض من هو على استعداد ليس فقط «للتوقيع على بياض»، بل الذهاب أبعد من ذلك، عبر تعيينات سياسية ودبلوماسية أميركية تسهّل تقسيم المنطقة وتفتيتها؟! يضاف إلى ما سبق أن سوريا كانت دائماً في قلب الاعتبارات التوسّعية الإسرائيلية، وكانت الفسيفساء السورية عامل جذب لطالما راهن التوسعيون الإسرائيليون على استغلاله. ومنذ فترة غير قصيرة حرصت تل أبيب على استثمار كل الشكوك والمخاوف لإقناع ضِعاف النفوس في سوريا ولبنان بالحاجة إلى حمايتهم من شركائهم في الوطن والهوية والمصير.

وبالتالي، لئن كانت إيران - ذات العلاقة المتينة والطويلة مع نظام الأسد - قد قادت محاولة إجهاض التغيير السوري في منطقة الساحل (محافظتا اللاذقية وطرطوس) محرّكة المخاوف المذهبية العلوية، فإن إسرائيل تولّت المبادرة في منطقة الجنوب السوري (محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء) مستخدمة ورقة الموحّدين الدروز، منطلقة من العلاقات القديمة داخل مؤسستهم الدينية قبل تأسيس الكيان الإسرائيلي عام 1948. وطبعاً، سهّل لإسرائيل مهمتها تذكيرها أزلامها بمجزرة «جبهة النصرة» في بلدة قلب لوزة بمحافظة إدلب عام 2015، ثم هجوم «داعش» على شرق محافظة السويداء عام 2018.

وأخيراً، هناك المشروع الانفصالي الكردي في محافظات شرق الفرات، حيث توجد مصالح نفطية وجيو-سياسية أميركية كبيرة، و«نكايات» تنافسية بين إيران وتركيا. وما لا شك فيه، أنه كلما ضعفت السلطة المركزية السورية ازدادت شهية الانفصاليين الأكراد الرافضين لعروبة سوريا ووحدتها، والمستعدين للتعاون حتى مع الشيطان من أجل تحقيق هذا الهدف...كل ما ورد أعلاه، باعتقادي، تعي الإدارة السورية الحالية أبعاده الخطيرة. إلا أن الخطوات التي تحققت حتى الآن على الأرض - رغم النيات الطيبة غير المشكوك فيها - جاءت دون ما هو مطلوب. لقد تأخر الانتقال الضروري جداً من منطق «النضال المسلح» إلى منطق «الدولة». وما زالت هيمنة اللون الواحد تطغى، للأسف، على الاعتبارات والتعيينات وتبرير الأخطاء. ثم إنه بسبب بشاعة تركة السنوات الـ54 الأخيرة، فإن الحاضنة الشعبية السورية نفسها... تبدو أحياناً راضية بالسكوت عن التجاوزات، ومتحمسة للدفاع عمّا لا يجوز الدفاع عنه إنسانياً وسياسياً، ولا سيما أن الحكم السوري باقٍ تحت المجهر الدولي، ناهيك من كونه عرضة للتآمر الإقليمي. إن ما حصل من تجاوزات في الساحل، وما يخشى منه البعض - ومنهم مشبوهون - في الجنوب، مرفوض لأنه يسوغ الفوضى ويبرّر التآمر، في حين أن المطلوب، وبإلحاح، «العدالة الانتقالية»... لا «العدالة الانتقامية»!

 

سوريا والتحديات الماثلة

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط»/09 آذار/2025

كان سقوط نظام الأسد الذي مثّل «الأقليات المتوحشة» والذي حوّل فكرة «البعث العربي» إلى «العائلة»؛ سقوطاً مدوياً بعد نصف قرنٍ من الزمان، كان فيه بالفعل من أسوأ الأنظمة السياسية، وتوالى نشر فضائحه وفظائعه بعد سقوطه، واستبشر المستبشرون، وفرح المستعجلون، وقدّم البعض نقداً واقعياً وتاريخياً وعلمياً للمشهد جديد التشكل. خروج سوريا من المحور الإيراني نصرٌ دون شكٍ لسوريا وشعبها وللدول العربية القائدة والرائدة، ولكن هذا لا يعني إمكانية الانجرار إلى محورٍ آخر، وهو ما طرحه الناقدون، وكما جرى فيما كان يُعرف بـ«الربيع العربي»، فقد استبشر البعض، وفرح المستعجلون، وقدّمت القلة من الكتّاب نقداً واقعياً وتاريخياً وعلمياً، ثبت لاحقاً أنه نقدٌ محقٌ، وما جرى ويجري في سوريا خلال بضعة أشهرٍ لم يكن عصياً على الفهم ولا مستحيلاً على الوعي. صراعات الأفكار هي القائد لصراعات السياسة، ودونها لا يتحقق شيءٌ في الواقع، وفي القرن الماضي خير شاهدٍ على أن الاستثمار في الأفكار قد يكون أنجع من الاستثمار في التأثير المباشر، وقبل ذلك ففي التراث الإسلامي كان الصراع طويلاً ومتشعّباً بين آيديولوجيتَيْن: الأولى، آيديولوجيا الدولة وهي «السمع والطاعة»، والثانية آيديولوجيا «الولاء والبراء»، وفي العصر الحديث خلال عام 1917 قامت الثورة البلشفية الشيوعية على أنقاض روسيا، وتمكّنت من تحويل أفكار الفيلسوف كارل ماركس حول «الاشتراكية» إلى واقعٍ بنت عليه أحد أكبر أقطاب القوة في العالم، وهو «الاتحاد السوفياتي» الذي وقف في وجه «النازية» الألمانية التي بُنيت على أفكار الفيلسوف نيتشه بتأويل معين، وكانت «الليبرالية» الرأسمالية الغربية تتكئ في ذلك الصراع على فلاسفة كثر.

لأكثر من قرنٍ من الزمان ظلّت منطقة الشرق الأوسط مرتعاً خصباً للصراعات السياسية المبنية على أفكارٍ مختلفة ومتعددة وربما متناقضة، ومحاولة تحليل المواقف والتوجهات السياسية دون تناول عمقها الفكري هي سياسة لحظية معرّضة دائماً للخطأ، لأنها لا تُحسن الغوص في التاريخ ولا تُتقن التنبّؤ بالمستقبل.

المحاور السياسية المعادية للعرب في المنطقة قد تتبادل الأدوار، فيحل محورٌ مكان محورٍ، ولا تتم الصفقات الكبرى إلا بمثل هذا التبادل للأدوار، ومع توافق دولي بمستوى معين تخرج الصفقة للعلن واقعاً غريباً مستعصياً على التحليل المنطقي والعقلاني والواقعي، ويتم التعامل مع آثار تلك الصفقة دون فهمها.

منذ سقط نظام بشار الأسد عبر اتحاد بعض الفصائل المسلحة ذات الآيديولوجيا المعروفة ظلّت الأسئلة أكثر من الأجوبة، وظل المسؤولون الجدد يحاولون تجنّب الحديث عن مسائل غاية في الحساسية والخطورة مثل «الطائفية»، ومحاولة القول بأنها جزء من طبيعة الشعب السوري هي حكاية للواقع وليست موقفاً سياسياً، ولن تطمئن الطوائف والأقليات إلا عندما يوضح الحكم الجديد في سوريا موقفاً واضحاً عن كيف ستتعامل «الدولة» مع هذه الأقليات؟

يعلمنا التاريخ بأن إهالة التراب على الجمر لا تعني نهايته، والتغافل عن المشكلات المعقّدة لا يعني تلاشيها، والمخاوف التي يغذّيها التاريخ القريب والبعيد لا يمكن أن تختفي بكلام منمّقٍ ووعودٍ جميلة، بل تحتاج إلى صراحة ووضوح تام. قِيل بعد سقوط نظام الأسد إن سوريا ستقدّم نموذجاً ليس له مثيل في التاريخ، بحيث لا يعقب سقوط النظام أو نجاح الثورة، حسب التعبيرات المُستخدمة، أي مشكلاتٍ أو اضطراباتٍ أو عنفٍ، وجادل كاتب هذه السطور وغيره حينها أن هذا أمرٌ مستحيلٌ، وهو يعاكس منطق التاريخ وطبيعة الدول والشعوب، والتاريخ أقوى من الأماني والعلم أوثق من الآمال.

الأحداث المسلحة على الساحل السوري تُثير قلقاً حقيقياً، لا من حيث فكرة فلول النظام السابق ولا عودته، بل من حيث فكرة الأقليات وطمأنتها، وهذا هو الخطر الحقيقي على واقع سوريا ومستقبلها، فدون إجاباتٍ عميقة ومقنعةٍ ومفصّلة عن موقف الدولة الجديدة من الأقليات، دينياً وطائفياً ومذهبياً وإثنياً، فسيبقى الجمر تحت الرماد. السياسة السعودية ثابتة في دعمها لاستقرار الدول في المنطقة، وفضلاً عن دعمها التاريخي للشعب السوري وعلاقاتها الوطيدة معه، فإنها وقفت مع سوريا الدولة والشعب منذ سقوط نظام الأسد، وسيكون على النخبة الحاكمة الجديدة في دمشق أن تستفيد من هذا الدعم السياسي الكبير، وأن تتحلّى بالمسؤولية في مواجهات التحديات الداخلية. أخيراً، فعندما تصبح الدولة دولةً للجميع فإن وجود الميليشيات يفقد معناه، والطائفية فتنةٌ، و«الفتنة نائمةٌ، لعن الله من أيقظها»، كما في الحديث الشريف.

 

إرفعوا العلَم لوزيرة التربية

الوزير السابق جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية /09 آذار/2025

كلّنا للوطن ، هو الكلام الجوهري الذي تعزِفُـهُ موسيقى الجيش نشيداً للأمّـة في الهيكل الوطني .

كلّنا للوطن ، هو مطلع النشيد اللبناني الذي أصبح - أو يكاد - مخطوطةً من تُـراثٍ محفوظةً في المتاحف وقد تراكم عليها غبارُ التاريخ .

الدول العريقة تكرّس النشيد الوطني وتكرّم كاتبه ، هكذا كانت فرنسا تقيم حفلات التكريم في كل قريـة لذكرى "روجيه دي ليزلي" واضع النشيد الوطني "المارسييز" في الثورة الفرنسية .

وزيرة التربية ريـما كرامي ، أنقذَتْ عندنا التراثَ من النُعاس ، وأنقذتْ فينا حسَّ الكرامة الوطنية .

هي ، نعَـمْ هي : "أصدرتْ تعميماً يفرض الإلتزام بإنشاد النشيد الوطني اللبناني صباح يوم الإثنين من كلّ أسبوع في المدارس والثانويات والمعاهد والمهنيات الرسمية ، ورفع العلم اللبناني فوق المباني الرسمية وإزالةِ أيّـة أعلام أو مظاهر حزبية من مباني هذه المدارس والمعاهد ..؟

العلم اللبناني المذكور في المادة الخامسة من الدستور تعرّض أيضاً للتهجير والنزوح ، نفتقده في السلم كما في الحرب كما في الموت ، ولا نستذكره إلاّ في حالة الإنكسار يخفـقُ هزيلاً في خفَـرٍ بين الأعلام الأخرى .

التنشئـة الوطنية ، إنْ لم تبدأ بالبيت إلى المدرسة إلى المجتمع وحتماً إلى الأحزاب ، تتحول لدى الأجيال إلى شرود وطني وازدواجية في الولاء والإنتماء ،  وينسى أصحاب الذاكرة المريضة : أن اتفاق الطائف ينصّ على "إعادة النظر في المناهج التربوية بما يعزز الإنتماء والإنصهار الوطني ، وعلى توحيد الكتاب في مادتي التاريخ والتربية الوطنية ..؟"

وهل نستغرب بعد طول الكُـفْر الوطني ، كيف أصبحت هويّـةُ لبنان الوطنية مرتبطة بمزيج من الهويات العقائدية والإيديولوجية والدينية ، وكيف أصبحت وحـدة لبنان مرتبطة بالحدود الدولية للدول الأخرى ...؟

وبعد .. هل صحيح أننَّا "كلّنا للوطن" كما يقول النشيد ، كلّنا في وطـنٍ واحد ضابط الكلّ ، أو أنّ لكل منّا وطناً ، فإذا الطائفة هي الوطن والوطن هو الطائفة .

أليس صحيحاً ، أن رياح التاريخ الهوج راحت تتقاذفنا بيـن أن نكون الوطن الفلسطيني البديل ، وبين أن نكون شعباً لبنانياً - سوريا في دولتين ..؟

وهل صحيح ذلك المثل الفارسي "بأنّ الفارسية كانت لغـةَ آدم وحـواء ، ولكنّ الملاك الذي أبعدهما من الفردوس كان يتكلّم التركية ..؟"

وهل صحيح ، أنّنا كنّـا في إطار هلال شيعي : من إيران واليمن والعراق وسوريا ولبنان ، وأصبحنا في إطار هلال سنّي من مصر والخليج وتركيا وسوريا ولبنان .؟

وكأنما الهلال اللبناني قد انفصل عن الفضاء الضوئي فأصَابَـهُ الخسوف .

في زمـن الإنحطاط الوطني اللبناني تجـرَّأ الكاتب والأديب يوسف النعيمي على وضـع نشيد يناقض النشيد فجاء فيه :

كلّنا للوطنْ          كلّنا للفتَنْ

ما عرفنا اتّصالْ    ما عرفنا إئتلافْ

كلّنا في انفصالْ   كلّنا في اختلافْ

شيخُنا والفتى     ما وراء البحورْ

همْ أسودٌ متى     عادَ مَـنْ في القبورْ

إن لم نكنْ كلّنا للوطن ، علينا أنْ نُنشدَ نشيدَ يوسف النعيمي وننسى نشيد رشيد نخلة .    

 

امتحان داخلي وعربي ودولي للبنان

خيرالله خيرالله/العرب/10 آذار/2025

وضعت زيارة الرئيس جوزيف عون للرياض النقاط على الحروف وحدّا لكلّ التباس. فهم لبنان ما المطلوب منه. فهم جيدا أنّه يمر بامتحان صعب وأنّ عودة العرب إليه لن تكون سهلة.

لا تعايش بعد الآن بين الدولة ودويلة الحزب

في كلّ يوم يمرّ يتبيّن أن لبنان يمرّ في امتحان ذي طابع مصيري في ضوء التغيير الذي حصل في سوريا، وهو تغيير انسحب على المنطقة كلّها والتوازن فيها. قطع التحوّل الذي شهدته سوريا خط الإمداد عن “حزب الله” الذي فقد المال والسلاح. عصب المال هو الأهمّ. كان هذا العصب في صلب الوجود الإيراني الطاغي في لبنان. لعب المال الإيراني، مع أموال أخرى ارتبطت به، دوره طوال ما يزيد على أربعين عاما في تغيير طبيعة الطائفة الشيعيّة في لبنان بهدف تغيير طبيعة لبنان كلّه. شمل ذلك في طبيعة الحال قطع العلاقة بين لبنان ومحيطه العربي، خصوصا عمقه الخليجي.

في نهاية المطاف، كانت سوريا الجسر الأساسي، عسكريا وماليا، الذي وفّر للحزب، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، الاستمرار والتقدم على كلّ صعيد في اتجاه وضع اليد على البلد… وصولا إلى التحكّم بمن هو رئيس الجمهورية فيه. فرضت إيران في العام 2016 ميشال عون رئيسا للجمهوريّة. كان العهد الذي امتد بين 2016 و2022 “عهد حزب الله” الذي تحكم، بفضل ميشال عون وصهره جبران باسيل وبفضل السلاح الإيراني، بكل صغيرة وكبيرة في البلد.  لا مساعدات للبنان ولا انفتاح عربيا عليه، خصوصا من جانب المملكة العربيّة السعوديّة، ما دام يعيش في ظلّ سلاح "حزب الله" الذي كانت من مهماته قطع علاقات البلد بعمقه العربي

تحرّر لبنان داخليا عندما استطاع مجلس النواب انتخاب رئيس للجمهورية هو قائد الجيش جوزيف عون الذي كان مرفوضا من “حزب الله”. كذلك الأمر في ما يتعلّق باختيار الأكثرية النيابيّة لنواف سلام كي يكون رئيسا لمجلس الوزراء. شكّل نواف سلام حكومة لم يكن ممكنا تشكيلها في عهد السيطرة الإيرانية الكاملة على لبنان، وقبلها السيطرة السوريّة. تضمّ هذه الحكومة شخصيات معقولة جدّا رفعت من مستوى التمثيل المسيحي مقارنة مع الحكومات السابقة. إذا استثنينا وجود عدد قليل من ثقيلي الدم والمتعجرفين، تضمّ الحكومة للمرّة الأولى، منذ سنوات طويلة، وزراء مسيحيين نظيفي الكف يتمتعون بكفاءة عالية.

تحرّر لبنان داخليا، وإن في حدود معيّنة. تحرّر عربيا أيضا وإن نسبيا. يأتي ذلك في وقت توجد رغبة دولية، خصوصا أميركيّة، في إخراجه من تحت السيطرة الإيرانيّة التي يرمز إليها سلاح “حزب الله”. لكن الواضح أن لا أحد يستطيع مساعدة لبنان، إذا لم يساعد نفسه أوّلا. يساعد نفسه عن طريق العمل على تجاوز الامتحان الداخلي والعربي والدولي، الذي يمرّ فيه.

جاءت الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية للرياض ومحادثاته مع وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، كي تؤكّد هذا التحرّر عبر رفض صريح سعودي ولبناني، لوجود أي سلاح غير شرعي على الأرض اللبنانية. من الواضح أنّ الانتهاء من هذا السلاح شرط عربي، ودولي أيضا، كي يحصل لبنان على مساعدات وتبدأ بالفعل عملية إعادة الإعمار. استغلت إسرائيل حرب “إسناد غزّة” التي بدأها “حزب الله”، بناء على طلب إيراني، كي تدمّر عشرات القرى في جنوب لبنان. اللافت أنّ “حزب الله”، بغطاء من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، يريد الآن من الحكومة اللبنانية مباشرة إعادة الإعمار، فيما لم يعد سرّا أن لا أموال عربية لمساعدة لبنان ما دام السلاح المذهبي الذي يرفعه “حزب الله” موجودا على أي بقعة من الأرض اللبنانية ويهدد أي شخص موجود في لبنان. شدّد البيان المشترك السعودي – اللبناني على “حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية”. هذا يعني بكل بساطة أن لا قيامة للبنان ما دام هناك سلاح غير سلاح الدولة اللبنانية على أرض البلد. هذا يعني أيضا أنّ وضع لبنان صار واضحا إلى حد كبير ومفهوما جدّا. لا مساعدات للبنان ولا انفتاح عربيا عليه، خصوصا من جانب المملكة العربيّة السعوديّة، ما دام لبنان يعيش في ظلّ سلاح “حزب الله” الذي كانت من مهماته قطع علاقات البلد بعمقه العربي. تحرّر لبنان داخليا عندما استطاع مجلس النواب انتخاب رئيس للجمهورية هو قائد الجيش جوزيف عون الذي كان مرفوضا من "حزب الله"

وضعت زيارة الرئيس جوزيف عون للرياض النقاط على الحروف وحدّا لكلّ التباس. فهم لبنان ما المطلوب منه. فهم جيدا أنّه يمر بامتحان صعب وأنّ عودة العرب إليه لن تكون سهلة بمجرد انتخاب رئيس للجمهوريّة وتشكيل حكومة معقولة. سيظل السؤال الكبير: ما العمل بسلاح “حزب الله” في كلّ الأراضي اللبنانيّة؟ هل يمكن للبنان التحرّر من النفوذ الإيراني نهائيا نعم أم لا؟ هل يستطيع تنفيذ القرار 1701 بكلّ بنوده بدل الشكوى من الاعتداءات الإسرائيلية لتبرير التقاعس في ذلك؟ ظهر ذلك جليّا من خلال نص البيان المشترك الذي تطرّق، حتى، إلى “البدء بدراسة المعوقات التي تواجه استئناف التصدير من الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، والإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية.”  لعلّ أكثر ما فهمه لبنان الرسمي ما يبدو أنّه كان مقتنعا به أصلا. لا تعايش بعد الآن بين الدولة ودويلة الحزب التي كانت في مرحلة ما الدولة اللبنانيّة. مثل هذا التعايش غير مقبول عربيا، خصوصا مع سقوط النظام العلوي في سوريا، هذا النظام الذي نذر نفسه ليكون في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني وكي يساهم في عملية عزل لبنان عن محيطه العربي. حدّد لقاء الرياض بين وليّ العهد السعودي والرئيس اللبناني المطلوب من البلد الصغير مستقبلا. باتت معروفة الشروط الواجب توافرها لنجاح لبنان في العودة إلى لعب دوره في المنطقة. سيظهر ما إذا كان لبنان سيكون قادرا على تلبية هذه الشروط خلال أسابيع، بعد عطلة عيد الفطر على الأرجح، عندما ستنعقد قمّة سعوديّة – لبنانية أخرى ستكون مناسبة لتوقيع مجموعة اتفاقات بين البلدين. أمام لبنان أسابيع صعبة، سيكون عليه المرور في الامتحان في وقت تمرّ سوريا في ظروف معقّدة تتسم بالخطورة، لكنّها ظروف لا يمكن أن تؤدي إلى عودة إيران إليها، كما كانت الحال في الماضي القريب، على الرغم من كلّ ما تبذله “الجمهوريّة الإسلاميّة” من جهود لتحقيق هذا الهدف.

 

سوريا ومحاولات الانقلاب والتقسيم الفاشلة .

حسين عطايا/المصرية للأخبار/09 آذار/2025

 لا شك ان ما عاشته سوريا الثورة ونظامها الفتي خلال وسط نهاية الاسبوع الحالي من محاولة إنقلابية من فلول النظام الاسدي البعثي البائد، شكلت محاولة فاشلة للانقلاب على النظام الجديد والذي وفر الحرية للشعب السوري الخارج من ستة عقود من النظام البعثي الاسدي.

 ولكن الاخطر في المحاولة الفاشلة انها اتت نتيجة اجتماعات عديدة اسفرت عن تخطيط دقيق لتلك المحاولة وقد شارك في التحضير لها عددا من كبار ظباط الاستخبارات في الحرس الثوري الايراني وبعض من قادة حزب الله الذين شاركوا سابقاً في الدفاع عن النظام الاسدي، وبعض القادة من قوات قسد الكردية، وقد جاء ذلك من خلال الاجتماعات التي عقدت تحضيراً لذلك وكان اخرها في اجتماع الرقة الذي وضع الخطوط العريضة للهجوم على ما يُقارب الخمسين مخفراً ونقطة حراسة ومراقبة في العديد من القرى والبلدات في المنطقة الساحلية املاً في استرجاع السيطرة عليها وإقامة جسر ساحلي يربط مناطق شمال شرق سورية مع المنطقة الساحلية وصولاً الى مناطق الشمال الشرقي مع الحدود اللبنانية املاً في استعادة الممر الذي قد يستطيع من خلاله نظام الملالي في طهران من استعادة التواصل من العراق حتى لبنان. ولكن المفاجأة التي حدثت هي في قيام الالاف من السوريين في التطوع في صفوف قوات النظام الجديد دفاعاً عن ثورتهم ودولتهم الجديدة ، مما ساهم في استعادة زمام الامور وقيادة هجوم مضاد مكن القوات العسكرية للنظام الجديد من استعادة تحرير المناطق والسيطرة عليها من جديد.

وفي التفاصيل وفقاً للمعلومات الخاصة التي توفرت ومن العديد من المصادر، قامت بقايا فلول النظام ومما توفر لها من سلاح تم تجميعه، ومن التخطيط المحكم من خلال الاجتماعات التي عُقدت، اقدمت فلول النظام الاسدي على الهجوم والمناورة بالنار على العديد من المخافر ونقاط الحراسة والمراقبة لاكتشاف امكانية قدرة تلك المواقع في التصدي والصمود في وجه القوات المهاجمة الى ان تأتي مساعدات وقوات جديدة لدعمها ، وقد سقط العديد من تلك النقاط امام المهاجمين مما مكنهم من السيطرة على بعض البلدات والقرى في المناطق التي تعرضت للهجوم ومنها مدينة جبلة وبعض قرى وبلدات منطقة حمص امتدادا الى الشريط الساحلي وصولا الى طرطوس واللاذقية ،وهذا ما اوقع النظام الجديد في مأزق وامتحان اولي بعد سيطرته على البلاد وهروب طاغية الشام.

وهذا ما دفع بالسلطات الانتقالية وقيادتها العمل السريع على ارسال ارتال من التعزيزات عبر الاليات المدولبة كما عبر الدعم باليات ثقيلة مجنزرة ساهمت في امتصاص الهجوم وبالتالي شن هجوم معاكس ومضاد مكن القيادة العسكرية من سرعة الحسم واستعادة المناطق التي سيطرت عليها فلول النظام سريعاً وخلال فترة قصيرة لا تتعدى اليومين ، خصوصاً ان في تلك المنطقة اهم بوابتين بحريتين لسورية على البحر المتوسط وهما في مرفأي طرطوس واللاذقية ، ولكن كانت كلفة الحسم عالية على النظام الجديد وعلى المواطنين السوريين نتيجة العديد من التجاوزات التي قامت بها القوات المدافعة والمنتقلة الى الهجوم وبعضها بدافع الانتقام والثأر ، وهذا دقع بالرئيس الانتقالي " احمد الشرع " وقد اثبت في ذلك عن جرأة على الاعتراف بما قامت به قواته العسكرية، وعن نيته في القيام بتحويل من قاموا ببعض هذه الاعمال الى المحاكمة.

هذا الامر دفع بالعديد من الدول العربية الى الالتفاف حول النظام الجديد وتأييده بما قان به وشكل له مظلة واقية من الحملات الاعلامية المضللة التي قامت بها اجهزة الاعلام التابعة للنظام الايراني ولحزب الله اللبناني عن تصوير بعض التجاوزات على انها مجازر فظيعة بحق الاقلية العلوية في البلاد . إذن فشلت المحاولة الانقلابية وتم وأدها في مهدها دون ام يُتاح لها التوسع والتطور ، وقد اتت في وقت متزامن مع ما يقوم به كيان العدو الصهيوني من محاولة زرع الفتن بين فئات الشعب السوري لا سيما ما يقوم به العدو من تحركاته العسكرية في جنوب سوريا وتصريحات قادته من بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو مرورا ببقية قادته السياسيين والعسكريين حول قيامهم باعمال الحماية والدفاع عن المواطنون الدروز الذين يقطنون في جنوب البلاد ومن عمليات توغل في محافظة القنيطرة الجنوبية وبعض مناطق ريف السويداء وخصوصاً تصريحات قادة العدو عن الدفاع وحماية بلدة جرمانة القريبة من دمشق والتي يقتنها موطانون سورييون ينتمون للطائفة المعروفية الدرزية ، على الرغم من تصدي وجهاء ومشايخ وقادة السويداء من استنكار تصاريح العدو وقادته والتي عبروا فيها عن تمسكهم بوحدة سوريا وعن انتمائهم العربي السوري، وذكرو بأنه رغم مضير عشرات السنين على احتلال العدو لهضبة الجولان والتي يقطنها ابناء الطائفة الدرزية إلا ان الغالبية من المواطنين قاطني تلك المنطقة رفضوا الجنسية الصهيونية وتمسكوا بجنسيتهم العربية السورية وهذا دليل على انتماء الشعب العربي السوري لدولته وامته، وهذا ما قد يُشكل جسر امان وعبور لاستمرار وحدة سوريا ورفض اهلها للدخول بمشاريع التقسيم والتفتيت التي تسعى اليه العديد من الدول وابرزها النظام الايراني والكيان الصهيوني.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رسالة الرئيس ريغان إلى الرئيس بشير الجميل عام 1981

اكادمية بشير الجميل

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141031/

في التاسع من مارس عام  ١٩٨١، أي بعد ٤٩ يومًا فقط من انتخابه، أرسل رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان رسالة إلى "السيد بشير الجميّل، القائد العام للقوات اللبنانية". تظهر هذه  الرسالة، إدراك الرئيس ريغان أهمية بشير بالنسبة للولايات المتحدة وللدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه في تحديد مستقبل لبنان

كما نعلم جميعًا، من غير المعتاد أن يرسل رئيس الولايات المتحدة رسالة إلى شخص لا يحمل صفة رسمية، خاصة أن الإدارة الأمريكية كانت تعتبر بشير في السابق رجل ميليشيا .

النقاط الرئيسية والمهمة في الرسالة هي التالية:

-  تدعم الولايات المتحدة استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وحكومته ومؤسساته الشرعي.

- تؤمن الولايات المتحدة أن للبنانيّين فقط الحق بان يقرروا مصير لبنان ورؤيته للتغيير، وترحب بأي إجماع سياسي على وجه لبنان الجديد.

- تهتم الولايات المتحدة بصدق بخير الطائفة المسيحية في لبنان.

-  تؤمن الولايات المتحدة بمواجهة الوجود الفلسطيني الكبير في لبنان، الذي تسبب  بمشاكل للبنانيّين، وتعلن أن أي حل للقضية الفلسطينيّة يجب ألا يكون على حساب لبنان.

- تؤيد الولايات المتحدة الانسحاب التدريجي للقوات السورية من  لبنان، والتي يجب أن يحل مكانها الجيش اللبناني، وتحث القوات اللبنانية على الحفاظ على ضبط النفس في مواجهة الاستفزازات السوريّة والفلسطينيّة.

- تدعم الولايات المتحدة المفاوضات بين القيادة المسيحية والقيادات المسلمة والدرزية في لبنان .

-  تدرك الولايات المتحدة أن القوات اللبنانية والمنظمات المسيحية الأخرى في وضع يمكّنها من تحديد مستقبل لبنان، على أمل أن يتابع بشير الجميل طموحاته السياسية بشكل سلمي وبالتعاون مع الحكومة والجيش اللبناني.

و تشكلت لجنة للرد على هذه الرسالة برئاسة شارل مالك وضمت إيلي سالم، فؤاد حداد، جورج فريحة وألفراد ماضي بمساعدة الدكتور سيسيل حوراني.

اثنت اللجنة على مضمون الرسالة الواردة ورحبت بنقاطها وخاصةً فيما يتعلق بحق الشعب اللبناني وحده بتقرير مصير لبنان.

من خلال هذه الرسالة، أكدت الإدارة الأمريكية أن:

- بشير الجميل صديق وحليف مميز للولايات المتحدة.

- بشير الجميل رئيس محتمل للبنان.

- للقوات اللبنانية دور رئيسي في مستقبل لبنان.

- للطوائف المسيحية اللبنانية مكانة خاصة.

- مصير لبنان يجب أن يقرره اللبنانيون فقط.

 

يونان احتفل بعيد القديس مار أفرام السرياني: نرجو أن يقوم هذا العهد الجديد بإنصافنا وإزالة الإجحاف اللاحق بالسريان

وطنية/09 آذار/2025

احتفل بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بالقداس الإلهي الحبري الرسمي بمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني شفيع الكنيسة السريانية وملفان الكنيسة الجامعة، في كاتدرائية مار جرجس التاريخية، الخندق الغميق – الباشورة، بيروت.

عاونه في القداس المطارنة: مار غريغوريوس بطرس ملكي، والنائب العام لأبرشية بيروت البطريركية مار متياس شارل مراد، والنائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن مار يعقوب أفرام سمعان، ومدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة مار اسحق جول بطرس، بحضور ومشاركة الآباء الخوارنة والكهنة من الدائرة البطريركية وأبرشية بيروت البطريركية ودير الشرفة، والشمامسة والرهبان الأفراميين والراهبات الأفراميات والإكليريكيين طلاب إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة، وجموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعايا السريانية في أبرشية بيروت البطريركية، ومن إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين والسوريين في لبنان. وخدم القداس الجوق البطريركي، وأشرفت على التنظيم الحركات الشبابية في أبرشية بيروت البطريركية.

وحضر القداس الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، المونسنيور ماشدوتس زاهتريان ممثّلاً روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك الغائب بداعي السفر، والمطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت للموارنة، والمطران جورج بقعوني رئيس أساقفة بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك، وشاهيه بانوسيان مطران بيروت للأرمن الأرثوذكس، ومطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية: الملفان مار ثيوفيلوس جورج صليبا المستشار البطريركي، ومار كريسوستوموس ميخائيل شمعون مطران جبل لبنان وطرابلس، ومار يوسف بالي المعاون البطريركي. كما حضر أيضاً سعادة الأستاذ فادي مصري نقيب المحامين في بيروت.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى يونان موعظة تناول فيها الأوضاع في لبنان، فقال: "إنّنا نبارك للبنان واللبنانيين بانتهاء الفراغ القاتل في سدّة رئاسة الجمهورية بانتخاب فخامة الرئيس العماد جوزاف عون، وسط إجماع وطني قلّ نظيره، ونُشيد بمندرجات خطاب القسم التي تاق اللبنانيون إلى سماع مفرداتها من رجل دولة ومؤسَّسات مشهود له بالنزاهة والعزم والوطنية. كما نهنّئ اللبنانيين بتشكيل الحكومة الجديدة التي تجمع أصحاب الكفاءات، والتي تُعقَد عليها الآمال بالإصلاح السياسي والاقتصادي، ولا سيّما استعادة ودائع الناس في المصارف، وإجراء الإنتخابات البلدية والاختيارية ثمّ النيابية ضمن المهل الدستورية. ولا بدّ لنا من التنويه بالإجحاف الذي لا ينفكّ يطال المكوِّن السرياني بإقصاء أبنائنا وبناتنا من التمثيل في الوزارات ووظائف الفئات الأولى. إلا أنّنا نرجو أن يقوم هذا العهد الجديد الذي نعوّل عليه جميعنا بإنصافنا وإزالة الإجحاف اللاحق بالسريان. لذا لن نكفّ أو نيأس من المطالبة بحقّنا وتثبيت حضورنا في الحياة العامّة في لبنان، أسوةً بسائر مكوِّنات الوطن".

واستذكر "تقليداً امتازت به هذه الكاتدرائية قبل الحرب اللبنانية المشؤومة، بأن تضمّ بين حناياها في قداس سنوي يوم الأحد الجديد الرؤساء الثلاثة وأركان الدولة اللبنانية والسفارة الفرنسية، عربون شكر وتقدير للدور الذي لعبه السريان في بناء لبنان ونهضته والدفاع عنه، وتحديداً الدور البارز لسلفنا الأسبق المثلَّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبّوني في ولادة لبنان الكبير، ثمّ في نيله الاستقلال". وتطرّق إلى ما يجري  في سوريا قائلاً: "نسمع اليوم الأخبار المؤلمة جداً التي تتحدّث عن خضّات أمنية وسفك دماء. نسأل الله أن يلهم المسؤولين كي يعرفوا كيف يتعاملون مع هذه الخضّات المؤلمة بالحوار الحقيقي، وقد لفتَنا ما جاء في مؤتمر الحوار الوطني الذي عُقِدَ مؤخَّراً، رغم بعض الملاحظات على غياب التمثيل المسيحي الوازن فيه، منوِّهين بما تناوله لجهة تحقيق التنمية السياسية على أساس مشاركة فئات المجتمع كافّةً في الحياة العامّة، وكذلك الدعوة التي وجَّهها إلى ترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين جميع مكوِّنات الشعب السوري، ونبذ كلّ أشكال العنف والتحريض والانتقام والكراهية الطائفية، بما يعزّز الاستقرار المجتمعي والسلم الأهلي. لذا نصلّي ونأمل أن تتمّ ترجمة هذه المقرَّرات بالممارسة، وألا تبقى مجرَّد شعارات، بدءاً بإقرار دستور جديد يحفظ حقوق المكوِّنات الأصلية وحضورها الوطني، وبخاصّة المكوِّن المسيحي الأصيل والمؤسِّس، ثمّ إجراء انتخابات حرّة وديمقراطية وعادلة يتمثَّل فيها جميع السوريين، ليصار بعدها إلى إعادة تشكيل السلطة على أساس المساواة بين المواطنين. وهكذا يتَّحد الشعب السوري خلف قيادته الجديدة، للمساهمة معاً في إعادة البناء وعودة المهجَّرين إلى أرضهم".

وتناول الأحوال في العراق سائلاً الله أن "تتمكّن الحكومة من تجنيبه التورُّط في حروب وصراعات لن تقدِّم سوى الدمار والموت وتهجير المزيد من العراقيين، داعين إلى تضافُر الجهود من أجل متابعة مسيرة النهوض رغم التحدّيات، ومَنْحِ الرجاء كي يعود المهجَّرون قسراً إلى وطنهم".

وتحدّث عن سيرة القديس مار أفرام السرياني وفضائله، وأبرز محطّات حياته، متوقّفاً عند ما قام به في مدينته نصيبين حيث نشأ شمّاساً أي خادماً، ثمّ تهجيره إلى الرها حيث علّم في مدرستها واهتمّ بالمرضى والفقراء والمعوزين حتّى الرمق الأخير من حياته، مشيراً إلى تعمُّقه بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وتبحُّره بمريم ومدحها، وتأليفه لآلاف القصائد والمقالات النثرية التي تعبّر عن تمسُّكه بالإيمان بالرب يسوع وبالتزامه بالكنيسة وعقائدها وعشقه للغة السريانية، لغة الرب يسوع ووالدته العذراء مريم ورسله القديسين.

وأعرب عن سروره بالاحتفال بهذا العيد "في هذا اليوم، السبت الأول من زمن الصوم الكبير، بشكل مميّز هذا العام، إذ تحتفل كنيستانا السريانيتان، الأرثوذكسية والكاثوليكية، معاً في اليوم عينه، بعيد شفيعهما مار أفرام السرياني. ويزداد سرورنا بأن نعيّد سويّةً هذا العام، نحن المسيحيين في العالم أجمع، عيد قيامة مخلّصنا. نصلّي مبتهلين في هذا الإحتفال، برجاء وطيد، ونحن في سنة يوبيل الرجاء التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس، طالبين لقداسته الشفاء التامّ، وضارعين إلى الرب يسوع، كي يسرّع وحدتنا المنظورة، لنكون الشهود الحقيقيين لقيامته من بين الأموات، بالمحبّة الفاعلة، وليس فقط بالكلام والتمنّيات. كما يسرّنا أن يتلاقى صومنا المسيحي مع صوم إخوتنا المسلمين، علامةً للتآخي والمشاركة في عبادة الله سبحانه وتعالى، داعين لهم بصوم مبارك". وختم: "نشترك هذا المساء في ذبيحة القداس الإلهية، للسنة الثالثة على التوالي، في هذه الكاتدرائية العريقة، المسمّاة على اسم القديس جرجس الشهيد العظيم، شفيع العاصمة بيروت العزيزة. إنّ هذه الكاتدرائية التاريخية شاهدة للمخلّص الإلهي وشهيدة من أجل اسمه القدوس، وقد أنجزنا ببركة الرب ومعونته، ترميمها بعد أن نالت منها يد التخريب والتدمير، فهُدِمت بشكل كامل إبّان الحرب التي عصفت بلبنان، وبقيت مدمَّرة لسنوات طويلة، إلى أن قمنا بإعادة بنائها، بالأمانة لأصالتها الكنسية السريانية، لتبقى صامدة في قلب هذه المدينة المحبوبة بيروت". وبعد البركة الختامية، تقبّل يونان التهاني بالعيد من الآباء البطاركة والمطارنة والإكليروس والمؤمنين.

 

مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل" دعت إلى دعم المواطن ووقف الاعتداء على لبنان

وطنية/09 آذار/2025

استغربت "مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة" في بيان، "الصمت الدولي حيال ما يتعرض له لبنان من تدمير متواصل وتزايد الشهداء والمتضررين". وأشار رئيس المؤسسة شادي خليل أبو عيسى إلى "الضرر الحاصل من انبعاث غازات مؤذية في الأجواء سببها القذائف والحرائق التي تؤثر على السلامة العامة"، ودعا إلى "دعم المواطنين وتأمين الحماية الاجتماعية الاقتصادية لهم في ظل ما يتعرض له لبنان من قصف واعتداء وتهجير يقتضي وضع حد له والعمل على العودة الآمنة إلى القرى وإعادة إعمارها بجهود الخيرين".

 

بلدة القاع ودّعت كاهن رعية مار جرجس الأب بولس الرياشي

وطنية/09 آذار/2025

شيعت بلدة القاع كاهن رعية مار جرجس الأب بولس الرياشي، فأقيم جناز ترأسه النائب البطريكي لأبرشية بعلبك الهرمل للروم الملكيين الكاتوليك المطران إدوار جاورجيوس ضاهر، وحضره عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي، رئيس بلدية القاع المحامي بشير مطر، المطارنة كيريلوس سليم بسترس، الياس رحال وحنا رحمة وفاعليات. وألقى ضاهر كلمة قال فيها: "في هذا الزمنِ المقدس، ونحن نعيشُ بركاتِ الصوم الأربعيني الكبير، تتجلى أمامنا صورُ الأيقونات المقدسة التي لا تزين كنائسَنا وحسب، بل تملأ قلوبَنا نوراً وإيمانا. إنّها ليست مجردَ رسومٍ، بل نوافذُ إلى الملكوت، تحكي قصةَ الإيمان وتجسّدُ حضورَ القديسين الذين ساروا في درب الرب، وتركوا لنا مثالا حيًا في الجهاد الروحي والثباتِ في المحبة. إن الكنيسةَ، منذ أجيالها الأولى، حافظت على الأيقوناتِ كعلامةٍ للإيمان الحي، لأن الأيقونةَ ليست خشباَ أو ألونًا، بل شهادةً حيّةً على النعمة الإلهية، المتجليةِ في حياة الأبرار. واليومَ، إذ نودّعُ أحدَ أيقوناتِ كنيستِنا الحيّة، نجدُ في هذا الحدث، دعوةً للتأملِ في حياةِ الذين جعلوا من أجسادهم وأرواحِهم أيقوناتٍ حيّةً تشعّ بنور المسيح. في هذا الأحد الأول من الصوم، حيث تحتفلُ كنيستُنا بأحدِ الأيقونات المقدسة، نجتمعُ اليومَ بقلوبِ يملؤها الحزن، لكنّها متّشحةٌ برجاءِ القيامة، لنودّع كاهنًا خدم مذبحَ الرب بأمانةٍ ومحبة، وأضاء بشهادةِ حياتِه طريقَ الإيمان لمن عرفوه. لقد كان أبونا بولس الراحل أيقونةً حيّةً للمسيح، عاكسًا بهاءَ خدمتِه الكهنوتية من خلال التقوى والوداعةِ والعطاءِ بلا مقابل". أضاف: "لقد كان الأب بولس صورةً للكاهن المتفاني، رجلِ الصلاةِ والتأمل، خادمًا أمينًا للمذبحِ الإلهي، لا يعرفُ التعبَ أو الكللْ، بل كان ينبوعًا من الحنان الروحي لكلِّ من قَصَدَه طالباً كلمةَ عزاءٍ أو نصيحةً أو بركة. حتى في مرضِه، بقي الأب بولس ثابتًا في إيمانه، متقبّلًا آلامَه بروح المسيح، رافعاً عينيه نحو السماء كما كان يرفع يديه في كلِّ قداسٍ يقدّمُه عن شعبِ الله. ونحن نؤمنُ أنّه قد عبَرَ من هذا العالمِ إلى حيث الراحةُ الحقيقية، ليسمع الصوتَ السماوي يقول له: "نعمّا أيها العبدُ الصالحُ والأمين... أدخل إلى فرح سيدك" (مت 25:21). وعلى مدى أكثِرِ من ثلاثين عاماً، كان هذا الكاهنُ مثالًا للراعي الصالح، يحملُ صليبَ الخدمةِ بمحبةٍ وسخاء، وكان الأب والأخ والمرشد، يُصغي إلى أبناءِ رعيتِه بقلبٍ مفعمٍ بالمحبة، يعزّي الحزانى، يشدّدُ الضعفاء، ويرشدُ الضالين إلى طريق الحقّ. لم تكن خدمتُه مجرّدَ مسؤوليةٍ، بل دعوةٌ عاشَها بفرح، متقدّمًا قطيعَه بالصلاة والصبرِ والتضحية. ولئنْ غاب أبونا بولس عنّا بالجسد، فإنَّ ذكراه تبقى حيّةً في قلوبنا، وأعمالَه الصالحة ستظلُّ منارةً تهدينا إلى طريق الرب. نؤمنُ أنّه قد انتقل من التعب إلى الراحة، ومن الجهاد إلى المجد، ومن الموت إلى الحياة، حيث يسمع الصوتَ الإلهي يقول له: "نعمًا أيها العبد الصالحُ والأمين، كنت أميناً في القليل، فأقيمك على الكثير، أدخل إلى فرح سيدك". وختم ضاهر: "نرفع صلواتنا من أجل أبونا بولس، ونسأل الله أن يمنحَ العزاءَ لعائلتِه، ولرعيتِه، ولكلِّ الذين أحبّوه وعاشوا تحت كنفِ خدمتِه الرعوية. وليكن مثالُ حياتِه حافزاً لنا جميعًا للسير على خطى المسيح، حاملين صليبَنا بفرحٍ ورجاءِ القيامة. وليكن ذكره مؤبدًا".

 

البطريرك راعي: لبنان الجديد حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم بهذه الصفة يكون لبنان وطن لقاء وليس ساحة صراع

وطنية/09 آذار/2025

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة " اطلق خلاله حملة كاريتاس لبنان السنوية ٢٠٢٥  تحت شعار "إيمان،إنسان،لبنان"، عاونه فيه المشرف على رابطة كاريتاس المطران بولس عبد الساتر، النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، رئيس كاريتاس الأب ميشال عبود، رئيس الجامعة اليسوعية البروفسور سليم دكاش، ولفيف من الكهنة، في حضور وزير الاعلام الدكتور بول مرقص ممثلا بالمحامية بولين يمّوني، رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، نقيب  الصحافة عوني الكعكي ممثلا بالاعلامية ندين صموئيل، نائب رئيس كاريتاس الدكتور نقولا الحجار،أعضاء مجلس الادارة ورؤساء الاقاليم وعائلة كاريتاس، وحشد من الفعاليات السياسية والقضائية والنقابية والعسكرية والاعلامية والمؤمنين، وخدم القداس شبيبة كاريتاس.

بعد الإنجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "إن شئت أنت قادر أن تطّهرني" (مر 1: 40)"، قال فيها: " تذكر الكنيسة في هذا الأحد آية شفاء الأبرص من مرض برصه، للدلالة أنّ يسوع أتى إلى العالم، لكي يشفي كلّ إنسان من برص خطيئته. فكما البرص يتآكل جسد المصاب، كذلك الخطيئة تشوّه صورة الله في الإنسان. زمن الصوم، بما يتضمّن من صلاة وصوم وصدقة، هو زمن شفاء كلّ إنسان من برص خطيئته. فلنعُد إلى الله بإيمان ذلك الأبرص وتواضعه ونقول للمسيح: "يا ربّ، إن شئت أنت قادر أن تطّهرني" (مر 1: 40). يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا، للاحتفال بهذه الليتورجيا الإلهيّة، مع تحيّة خاصّة لرابطة كاريتاس لبنان: برئيسها الأب ميشال عبّود، ومجلسها وسائر المسؤولين في أقاليمها ومراكزها، وشبيبة كاريتاس الألفين شاب وشابّة المتطوّعين في خدمتها، وعددهم يفوق الألف، وسيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر المشرف على كاريتاس باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وباسمنا. فإنّها تبدأ اليوم حملتها السنويّة، وهي بعنوان: "إيمان، إنسان، لبنان" للتأكيد على التزامها بالإنسان في لبنان من خلال إيمانها المطلق برسالتها الإنجيليّة ومساندتها للأكثر فقرًا وللذين قست عليهم ظروف الحياة. إنّها جهاز الكنيسة الإجتماعيّ في لبنان. وأوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحومة روز فيليب البرنس زوجة المرحوم الياس خليل كرم. نحيّي ابنيها وابنتيها، وبخاصّةٍ كبيرهم السفير خليل كرم، رئيس الرابطة المارونيّة. نصلّي في هذه الذبيحة المقدّسة لراحة نفسها وعزاء أسرتها". وتابع: "تبسط كاريتاس أقاليمها، ومراكزها ونشاطها على كامل الأراضي اللبنانيّة، وتعمل أساسًا على تنفيذ خمسة برامج أساسيّة:

أوّلًا: الخدمات الاجتماعية الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية للأفراد والعائلات المحتاجة.

ثانيًا: خدمات الحماية للفئات الأكثر عرضة للمخاطر، كالأطفال والنساء وكبار السن عبر برامج توعية حول حقوق الإنسان، والمساعدة القانونية، وإعادة تأهيل.

ثالثًا: الخدمات التربوية تؤمّنها كاريتاس في مراكزها التعليمية الأربعة للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، فتؤمّن لهم مهنة تمكّنهم من دخول سوق العمل. كما تقدّم دعم متابعة الطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلّم.

رابعًا: الخدمات التنموية وتحسين سبل العيش بحيث تدعم الاستقلال الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية، وتوفّر التدريب المهني للشباب والنساء بهدف تحسين فرص العمل.

خامسًا: الخدمات الصحية. تعمل على تأمين الخدمات الصحيّة والرعاية الأولية للمحتاجين والأفراد غير القادرين على تحمّل تكاليف العلاج من خلال 11 مركز صحي و7 عيادات نقالّة".

واضاف:  "إن شئت أنت قادر أن تطّهرني" (مر 1: 40). بهذا الطلب المتواضع والمؤمن، التمس الأبرص شفاءه. فقال له يسوع: "لقد شئت فاطهر". وأمره أن يذهب ويري نفسه للكاهن ويقدّم قربانًا عن طهره، كما ترسم شريعة موسى. كانت الشريعة تقصي المصاب بالبرص عن الجماعة، وتوجب عليه العيش في البريّة، لأنّ قروحه معدية، ولأنّ البرص عقاب إلهيّ على الخطيئة. هذا الأبرص قصده يسوع في مكان وجوده، فلمّا رآه الأبرص أتى إليه، وسجد له، وطلب منه شفاءه. لم يتركه يسوع، بل قصده حيث هو، فعرفه الأبرص بنور الإيمان. إنّه يمثّل كلّ شخص منبوذ في العائلة والمجتمع لأسباب حسيّة أو معنويّة أو روحيّة، وحده المسيح يستطيع إخراجه من عزلته. لقد صالح الربّ ذاك الأبرص مصالحة حسيّة بتطهيره من برصه، ومصالحة روحيّة بإزالة خطاياه، ومصالحة إجتماعيّة، إذ أمره أن يذهب إلى الكاهن الذي يعلن شفاءه، ويردّه إلى الجماعة، ويقدّم قربان الشكر لله. هذا ما يجري عندما نتصالح مع الله بالتوبة والإعتراف. الصوم هو زمن المصالحة الشاملة، زمن الشفاء؛ فالربّ هنا بنعمة الفداء لهذه الغاية. في كلّ يوم جمعة من زمن الصوم نحيي تذكار آلام الفادي، للدلالة أنّ شفاءنا ينبع من جرحه الخلاصيّ: "وبجرحه شُفينا" (أشعيا 53: 5). كلّ واحد منّا يعاني من برص ما، روحيّ أو حسّيّ، أو معنويّ أو ماديّ، أو خلقيّ أو اجتماعيّ. وحده يسوع يأتي إلينا، متضامنًا معنا، شافيًا ومصالحًا، فنحمل هذه البشارة الجديدة للّذين ما زالوا في برصهم، كما فعل الأبرص. زمن الصوم يصالحنا مع الله بالتوبة إليه والاعتراف بخطايانا؛ ويدعونا لنكمّلها من كلّ القلب، وتجنّب الغضب والانتقام، والتحلّي بالقدرة على الصفح، والعمل على إحلال العدالة والسلام، ورفع الظلم والتعدّيات، واحترام حقوق الغير، وحفظ كرامتهم. مصالحة الأبرص مع ذاته ومع الله ومع المجتمع هي صورة عن المصالحة الوطنيّة، وهي رسالة واضحة عن لبنان الساعي إلى استعادة موقعه ودوره في العالم العربيّ. لقد آن الأوان لأن يستعيد لبنان دوره العربيّ، ويعود إلى موقعه الطبيعيّ ضمن الجماعة العربيّة، من خلال استعادة شرعيّته الميثاقيّة، والسعي إلى استعادة شرعيّته العربيّة بالتعاون مع الدول الشقيقة، تمهيدًا لعودته الكاملة إلى الشرعيّة الدوليّة".

وقال: "لبنان الجديد: حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم. بهذه الصفة يكون لبنان "وطن لقاء"، وليس "ساحة صراع". وهو ما ينسجم مع تاريخه كدولة قائمة على التعدّديّة والتفاعل الثقافيّ، وعلى الحريّة والحداثة والإبداع. وهي القيم التي يمكن أن تساهم في بناء مستقبل عربيّ أكثر استقرارًا وازدهارًا. فيبقى كما كان لبنان دائمًا "دولة عربيّة أصيلة، وحلقة وصل بين الشرق والغرب" (راجع جو رحال: "عودة لبنان إلى الحضور العربيّ: جوزاف عون فتى العروبة الأغرّ الجديد" صحيفة نداء الوطن، السبت 8 آذار 2025، ص 3)".

وختم الراعي: "فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل نجاح حملة كاريتاس-لبنان، وبقائها جهازًا اجتماعيًّا حيًّا وفاعلًا للكنيسة، ولكي نتصالح بالتوبة مع الله والذات والمجتمع. فنرفع نشيد المجد والشكر لله الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

الاب عبود  

وفي ختام القداس، كانت كلمة الأب عبود الذي قال: "نلتقي اليوم لإطلاق حملة كاريتاس لبنان بشعارها: "إيمان، إنسان، لبنان"، التي تحمل في جوهرها رسالة كاريتاس: إيمانٌ بالله، وبذواتنا بأننا قادرون على تقديم الأفضل، إنسانٌ يسير بروح العطاء والخدمة، ولبنانُ الذي يبقى هويةً ورسالةً تجمعنا على الخير والمحبة.  شكر وتقدير لكل الداعمين:  باسم مجلس إدارة كاريتاس لبنان، وباسم سيادة المطران بولس عبد الساتر المشرف على كاريتاس، أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لغبطته على دعمه ورعايته الأبوية الدائمة، كما أشكر منسقية الاقاليم وجميع مكاتب الأقاليم بكل مكوناتها، ومنسقية الشبيبة، وجميع المتطوعين، وكل العاملين من إدارة واجهزة، الذين يجسدون العطاء الحقيقي من خلال جهودهم اليومية وتضحياتهم المستمرة.  كما أتوجه بالشكر إلى كل المؤسسات الرسمية، من وزارات ومديريات ودوائر رسمية، التي تدعمنا ضمن إمكانياتها،  بتسهيلها المعاملات الرسمية لتسريع عملنا الإنساني. ولا يفوتني أن أشكر الأجهزة الأمنية على مرافقتها لنا وتسهيل مهامنا، خصوصًا خلال هذه الحملة، وفي أوقات الاستجابة الطارئة، إذ أن وجودهم إلى جانبنا يؤكد أن خدمة الإنسان مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع المدني والكنيسة".

واضاف: "الجواب هو أن كاريتاس، بكل مكوناتها، تعمل باسم الكنيسة لتقديم ملايين الخدمات في مختلف المجالات: الاجتماعية، الصحية، التربوية، التنموية، والحماية، إلى جانب مئات الجمعيات الكنسية التي تسهر على خدمة الإنسان في كل مكان. في قلب الأزمات، كانت فرق كاريتاس على الخطوط الأمامية، تخاطر بحياتها لتوزيع الطعام والدواء وتأمين الرعاية الصحية رغم كل الظروف الصعبة. لن أنسى كلمات أحد الآباء الذي قال لي: "أريد ابني أن يكون متطوعًا معكم، ولكن لم أرسله ليكون شهيدًا..." هذه الجملة تلخص حجم المخاطر التي واجهها متطوعونا، ولكن رسالتنا واضحة: نحن هنا لنخدم، لنحمي، ولنكون علامة رجاء. لقد قدمت الأقاليم "من اللحم الحي" حين سارعت للاستجابة فور اندلاع الأزمات، فاستقبلت النازحين وقدمت لهم الحد الأدنى من مقومات العيش، دون أن نفكر بأي أولويات سوى أن يبقى شعبنا على قيد الحياة، فلا يموت أحد بسبب الجوع أو نقص الدواء. لا يمكننا أن ننسى شعبنا الذي ما زال يتألم بصمت. وتتجه انظارنا ايضا الى الجنوب حيث  نحن مستعدون على إعادة إعمار ما تهدّم وإصلاح الأضرار بانتظار التمويل اللازم لهذا الامر.ونحن اليوم بحاجة إلى إجابتين حاسمتين:

1. الاجابة على سؤال: هل الحرب انتهت؟

2. والثاني لكل نستمر في رسالتنا  نحن بحاجة إلى الدعم الدولي، الكنسي، والاغترابي، كي نتمكن من مواصلة مسيرتنا الإنسانية.

وفي هذا السياق، أود أن أعبر عن أسمى آيات الشكر والامتنان لكل الجمعيات الدولية والكنسية التي ساندتنا، وإلى الجاليات اللبنانية في الاغتراب الذين لم يبخلوا بوقتهم ومواردهم لدعم شعبهم، وإلى كل اللبنانيين في أرض الوطن الذين، رغم صعوبة ظروفهم، لم يتوقفوا عن تقديم يد العون. كما قال القديس فرنسيس الأسيزي: "إنه في العطاء نأخذ."، وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني: "العالم يحتاج إلى قلوب مملوءة بالحب والخدمة، فالتطوع ليس مجرد عمل، بل رسالة حياة."، فإن كاريتاس تدعو كل واحد منكم ليكون جزءًا من هذه الرسالة، لأن وجودكم معنا اليوم ليس مجرد حضور، بل التزامٌ بالعمل من أجل من هم بحاجة إلينا. سترون فرق كاريتاس من شبيبة ومتطوعين في الشوارع، أمام الكنائس، في الأسواق والساحات، يطلبون دعمكم، لأن هناك أشخاصًا ينتظروننا... أشخاصًا ليس لهم سوانا. إن أي مساهمة، مهما كانت صغيرة، يمكنها أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة شخص يحتاج إلينا اليوم قبل غد".

وقال: "أنتم الرجاء، أنتم من يجعل المستحيل ممكنًا، أنتم من يزرع الفرح في القلوب"، بهذه الكلمات أختتم كلمتي، لأقول لكم إن كاريتاس ليست مجرد مؤسسة، بل هي كل واحد منا، وهي الأيادي الممتدة لخدمة الإنسان، بالإيمان والمحبة. فلنواصل العمل معًا، يدًا بيد، قلبًا بقلب، في خدمة الإنسان والإيمان بلبنان. شكرًا لكم جميعًا، وليبارك الله كل خطوة تخطونها في مسيرة العطاء".

بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

المطران عودة يترأس قداس ذكرى رفع الأيقونات وانتصار الأرثوذكسية وينتقد اجتزاء آيات الإنجيل في وسائل التواصل: الاستقامة في الرأي والسلوك مطلوبة بخاصة ممن يتولى مسؤولية عامة

وطنية/09 آذار/2025

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين. بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "وصلنا إلى نهاية الأسبوع الأول من الصوم الكبير المقدس، الذي تتوجه الكنيسة، في الأحد الأول، بذكرى رفع الأيقونات المقدسة وانتصار الأرثوذكسية، أي الإيمان القويم.اليوم، نستذكر حدثا هاما من تاريخ كنيستنا، أي دحر هرطقة محاربة الأيقونات الشريفة. لقد ثبتت الكنيسة في مجمع القسطنطينية المنعقد عام842، عيد انتصار الأرثوذكسية أي استقامة الرأي، بعد نضال دام أكثر من قرن، ضد جماعة سببت المعاناة للمؤمنين. وكان عقد قبله، في العام   787 في مدينة نيقيا، المجمع المسكوني السابع الذي أدان تلك الهرطقة وأعاد إكرام الأيقونات ورفعها". أضاف: "جماعة الهراطقة تلك لم ترفض فقط الأيقونات التي تشكل نافذة يمر من خلالها شعاع نور يضيء ظلمة النفس البشرية، بل رفضت أيضا التعليم القويم عن المسيح كإله تام وإنسان تام. رفض إكرام الأيقونات يعني إنكار تجسد ابن الله الذي يشكل عقيدة أساسية في إيماننا. وقد تسببت هذه الهرطقة وغيرها، منذ أيام الرسل القديسين، بإراقة دماء زكية، إذ استشهد قديسون ومعترفون كثر دفاعا عن إيمانهم، في مواجهة التعاليم الخاطئة والمنحرفة التي حاولت تسميم جسد الكنيسة. لم تضع الكنيسة هذا العيد لأسباب تاريخية فقط، ولم يثبته الآباء القديسون في الأحد الأول من الصوم إعتباطيا، بل لأن انتصار الإيمان المستقيم في نفس كل منا هو الهدف الأساسي للصوم، أي الإنتصار على الزيف والهرطقة وخدع الشيطان، والإيمان بيسوع المسيح ابن الله القائم من بين الأموات".

وتابع: "أحد العناوين الأساسية لاستقامة نفوسنا وحياتنا أن نسأل ذواتنا عمن هو المسيح بالنسبة إلينا، وكيف نعبده؟ هذا السؤال طرحه المسيح على تلاميذه قائلا: «وأنتم، من تقولون إني أنا؟» (مت 16: 15)، وقد بنى الرب كنيسته على صخرة إيمان بطرس القائل: «أنت هو المسيح ابن الله الحي!» (16: 18). هذه الإجابة، إذا كانت إجابتنا، نكون صخورا إيمانية، كنائس حية لا تقوى عليها أبواب الجحيم. هذا هو الإعتراف الذي سمعناه اليوم على لسان نثنائيل: «يا معلم، أنت ابن الله»، وما علمتنا كنيستنا أن نتلوه في صلاة يسوع قائلين: «ربي يسوع المسيح، ابن الله الحي، إرحمني أنا عبدك الخاطئ». الأرثوذكسية، أو استقامة الرأي، ليست ما نشاهده في أيامنا على وسائل التواصل الإجتماعي من أحاديث لأشخاص ينطلقون من معرفة سطحية بسيطة، ويهرطقون كل آخر مختلف معهم في الرأي. هؤلاء لا يتحدثون باسم الكنيسة، بل يسعون إلى مجد شخصي، مستخدمين الكنيسة وتعاليمها التي يجتزئونها للوصول إلى مبتغاهم. هذا ما يفعله أيضا بعض المسيحيين وغير المسيحيين ممن يستخدمون آيات الإنجيل بغير وجهها الصحيح، فيستشهدون بآيات مجتزأة أو محرفة تناسب نواياهم ومصالحهم لكنها تشوه المعنى الحقيقي. الأرثوذكسية ليست حقدا تجاه أحد، ولا تكبرا على أحد، بل هي إيمان بالبشارة التي نقلها لنا الرسل القديسون الذين عاينوا الرب يسوع وسمعوه وعاشوا معه ثم كتبوا لنا ما سمعوا ورأوا. الأرثوذكسية تمسك بما تسلمناه من الرب ورسله وقديسيه، وعمل محبة تطبيقي لهذا التسليم، نقوم به تجاه الآخر، كائنا من كان، حتى نصل إلى القيامة الحقيقية المنشودة، هدف هذا الصوم الكبير المقدس. لذلك، من ينعت أحدا بالهرطقة يضع نفسه مكان الكنيسة وآبائها، مدفوعا بداء الكبرياء الذي أخرج آدم من الفردوس ساقطا وخازيا".

وقال: "الأرثوذكسية التي نعيد لها اليوم هي أن نتبع تعاليم المسيح دون تحريف، وأن نتوب عن سقطاتنا، وأن نسعى، بجهاد وصلاة وتواضع ومحبة، إلى المثال الذي خسره آدم ، فنصبح أيقونات حية تنقل صورة المسيح إلى الجميع: الجائع والمريض والمسجون والوحيد والمظلوم والمعنف... إستقامة الرأي ليست تغنيا بالعقائد والتعاليم الآبائية بل هي تثمير حي لها، وهذا لا يحدث بمعزل عن الآخر الذي نصل به ومعه إلى الملك السرمدي. طبعا التمييز هو من الصفات الأساسية عند المؤمن المستقيم الرأي، لذا عليه أن يعي ألا أحد يجبره على اعتناق ما لا يرغب فيه. المؤمن الحق لا يتعدى على الآخرين بحجة أن لديه الإيمان الحق، لأنه بذلك يجعلهم ينفرون من الحق، أي من المسيح نفسه. المؤمن يحب الجميع، ولا يشعر بالخوف أو الخطر على إيمانه إذا كان ثابتا، لأن من يخاف يكون إيمانه مؤسسا على الرمل. لذلك علينا أن نسعى إلى استقامة الرأي في كل جوانب حياتنا، وهذه الاستقامة لا تتم إلا عبر المحبة الحقيقية التي دعانا إليها سيدنا وربنا يسوع المسيح ابن الله الحي".

أضاف: "هذه الإستقامة في الرأي والسلوك ليست من صفات المؤمن وحده بل مطلوب وجودها في كل إنسان ذي عقل واع وقلب رحوم. وهي مطلوبة بشكل خاص ممن يتولى مسؤولية عامة، لأن واجبه الإنفتاح على الجميع ومحبتهم وخدمتهم وتقديم الأفضل لهم، بما يرضي الرب والضمير. قد يتساءل البعض أين هو المسيح الرب في أيامنا؟ نجيب بما أجاب فيلبس نثنائيل: تعال وانظره في كل إنسان مؤمن ينعكس إيمانه في أعماله محبة ورحمة وخدمة وتضحية. هذا ما نتوقعه من كل مسؤول نذر نفسه لخدمة بلده وشعبه. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «هل أنت صائم؟ أعطني البرهان بأعمالك: لا تصوم فمك فقط ولكن صوم يديك عن الأخذ والجشع وأعمال الشر، صوم رجليك عن الجري وراء الذنوب والمعاصي، صوم عينيك عن السرور برؤية ما هو شرير، وأذنيك عن كلام الشر والنميمة، صوم فمك عن كلمات الكراهية والنقد والظلم. جميل جدا أن تحرم نفسك من أكل لحوم الطيور والحيوانات، لكن الويل لمن يستمر بأكل لحم إخوته». إن لقاء الرب ليس بالأمر المستحيل لكن المشكلة والحل في حرية الإنسان الممنوحة له من الله الذي لم يشأ، عند خلقه الإنسان، أن يلغي حريته في اتخاذ قراراته، حتى تلك المتعلقة بعلاقته مع خالقه. لذا نجد من لا يهتم بخلاصه، ومن يبحث حقا عن الله ويسعى جاهدا للقياه، بملء إرادته، فيكشف له الله ذاته، ويفتح الباب الذي يقرعه، ويجعله من مختاريه كما حصل مع زكا العشار، ومع الإبن الضال، ومع كل من يبادر إلى طلب الله. يقول لنا الرب يسوع: «كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له» (متى 7: 8). وختم: " هذا الأحد هو المحطة الأولى في رحلتنا نحو القيامة التي تشكل أساس إيماننا. فلنجاهد باستقامة لكي نصل إلى فرح الفصح المقدس".

 

المفتي قبلان: هل لبنان دولة وطنية ام مستنقع احقاد ومشاريع توظيفات خارجية؟

وطنية/09 آذار/2025

سأل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان هل لبنان دولة وطنية ام مستنقع احقاد ومشاريع توظيفات خارجية؟ وقال في بيان: "رغم وجع التاريخ ومراحل الإبادة التي تتعرض لها الثقافة والمصالح الوطنية في هذا البلد والتي غرقت بقاع حرب أهلية وفظاعات طائفية ومشاريع وصاية لا نهاية لها هناك من يتلطّى وراء سياسات وطنية تنزف بالأحقاد والمواقف التي تطال صميم مشروع الدولة وجوهر ضمانتها العابرة للطوائف، ومعها لا يبدو لبنان بخير أبداً، وقصة سيادة ووطنية واستقلال وحياد تفضحها مشاريع الآخرين العلنية على أرضنا ودون تحفّظ أو إدانة، واليوم الحديث عن لبنان حديث عن عائلة وطنية تعاني من أحقاد ومشاريع انتقام خطيرة حتى من مواقع يفترض أنها تمثل الدولة، والنقاش هنا يضعنا أمام أي دولة موجودة وأي دولة نريد، وهل لبنان دولة وطنية أم مستنقع أحقاد ومشاريع توظيفات خارجية، وماذا عن أحاديث الظل وسط منطقة تغلي بالأحقاد والمذابح ومشاريع الخراب الدولي، ثم هل الحياد ودعاية السيادة والوطنية تفترض ترك إسرائيل وعدوانها دون قوة وطنية تليق بسيادة هذا البلد، أم يعني قصّ وريد الحياة عن مناطق الحافة الجنوبية الأمامية ومنع إغاثة بقية الأرض من حقها وناسها وهي التي تلفظ أنفاسها وسط قرى مدمرة ونكران وطني مخيف، كل ذلك وسط مواقف لا تؤمن بالوطنية والمواطن ولا بالعائلة اللبنانية، وما تؤمن به فقط الحقد والتشفي ونزعة الإنتقام التي لا نهاية لها، وأمام واقع البلد ونار الحقد وطبيعة المنطقة ونزيف الشعارات وما يجري بالكواليس أقول: لا قيمة للشعارات والمواقف الإستهلاكية أبداً، وتاريخ لبنان استهلاكي حتى زمن الحرب الأهلية، لذلك الدولة يجب أن تكون ضمانة وطنية بمشاريعها وأولوياتها الوطنية وعلى الأرض بعيداً عن مشاريع الظلّ، وكلمة ضمانة وطنية جوهرية للغاية بالتكوين اللبناني وهذا ما نحتاجه بعيداً عن همروجة الشعارات والمواقف".  وتابع: "اللحظة للبنان كقيمة وطنية عبر سياسات تعكس قضية الدولة بشعبها وأرضها وسيادتها، وعبر دولة تضعنا فعلاً أمام حارس وطني بأرض الجنوب والحافة الأمامية ومشاريع الإغاثة لأنّ ما يجري وما نعرفه جيداً يفضح الوطنية ويضع الدولة أمام نفوذ خارجي يريد البلد على صورة فرن للأحقاد والإنتقام بعيداً عن جوهر الوظيفة الضرورية للدولة بشقها الوطني والعمراني والإغاثي والسيادي، وما نريده سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين، والحياد في هذا العالم كذبة، ومصالح لبنان مهددة بشدة، وما يجري بالبلد تمييزي جداً وخطير جداً، وما يقوم به البعض يحتاج لتوضيح، والدولة دولة بمقدار قيامها بوظيفتها السيادية والوطنية والإغاثية بعيداً عن عقدة اللوائح، ولبنان أمام فرصة تكاد تكون مفقودة، وما نحتاجه لبنان الفرصة قبل فوات الأوان".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 09 آذار/2025

البابا فرنسيس

أفكّر في أشخاص كثيرين هم قريبون من المرضى بطرق مختلفة وهم بالنسبة لهم علامة على حضور الرب. نحن في حاجة إلى "معجزة الحنان" هذه التي ترافق مَن هم في محنة حاملة بعض النور في ليل الألم.

 

يعرب صخر

نصيحتي لإدارة العمليات العسكرية السورية:

١- ركزوا جهدكم الرئيسي الاول على الحدود مع لبنان غربا" والعراق شرقا"، لقطع التواصل والمدد بين فلول الداخل وذيول الخارج.

٢- الجهد الثاني المتوازي في الجنوب، لقطع تواصل الخونة والحالمين وضعاف النفوس والمغررين مع إسرائيل، لأن ما يجري يصب في مصلحة إسرائيل التي لا شك أنها و إيران تتقاطع مصالحهما بإذكاء الأحداث في سوريا لزعزعة الأمن والاستقرار، وللشرذمة تمهيدا" للتقسيم.

٣- من شأن التركيز على ١ و ٢ أن يسهل إجراء عملية التنظيف في الداخل، التي شابها البطء والتراخي والتردد، ولكن هذه المرة: بحزم وعزم وحسم وزجر وإصرار.

٤- على لبنان أن يلاقي هذه الإجراءات في سوريا بالتنفيذ الفوري للقرار الدولي ١٦٨٠ القاضي بمسك الحدود ومنع وقطع أي تواصل غير شرعي بتدابير زجرية حاسمة، واعتقال الفارين من العدالة السورية وهم فلول بأعداد كتيرة يمكرون ويكيدون مع ذيول إيران في لبنان.

٥- سوريا الوليدة أمام تحدي لا يحتمل حلول الوسط: تسخير كل الطاقات وتركيزها وحصرها في تنفيذ هذه المحددات والتي لا عمل  دون سواها الآن لإنقاذ سوريا الواعدة، التي إن ضاعت، كذلك تضيع معها الآمال في لبنان الجديد.

 

سلامه: أي لبنان نريد؟ هل من معنى للبنان الممانع؟

وطنية/09 آذار/2025

 كتب الوزير السابق يوسف سلامه على منصة "أكس": "المجازر الطائفية تتنقّل في كلّ مكان، ‏القاسم المشترك لشعوب المشرق: ‏غرائز طائفية سيطرت على عقولهم وأعطت إسرائيل براءة ذمّة لهويتها الدينية، والدول الكبرى شرعية لصك انتداب مقنّع أو مباشر عليها، ‏أسأل بصدق وأترك للقارئ أن يُجيب، أي لبنان نريد؟ هل من معنى للبنان الممانع؟".

 

ايلي ابو عون

3 أفكار عن أحداث سوريا الأخيرة:

1- من المؤسف ان تستغل إيران الشعور بالغبن عند بعض السوريين للعبث بالأمن وتوفير دعم خبيث لبعض      الرؤوس الحامية من الجيش السوري المنحل

2- بصرف النظر عن الجهة التي بدأت الأحداث، ومهما كان الفعل تخريبياً، لا يُعقل لسلطة تدعي السعي لبناء سوريا جديدة أن تنحدر إلى مستوى يمكن وصفه بأنه شكل من أشكال الإبادة.      كما وأن حجة "المجموعات الأجنبية الغير منضبطة" واهية ولا تعفي من هم في السلطة من مسؤولياتهم

3- من أبسط البديهيات اليوم قبل الغد تشكيل لجنة تحقيق دولية لتحديد المسؤوليات في الأحداث الأخيرة، ومن ثم تمهيد الطريق لمساءلة كل من اعتدى على المدنيين خلالها

 

بيتر جرمانوس

المعلومات من واشنطن أن الإدارة لا تدعم رئيس الحكومة. أيضاً يؤخذ عليه أنه يعمل مع فريق ضغط واحد، "كلنا إرادة"، المدعوم من اليسار العالمي، في حين أن أيام هذا اليسار في أميركا قد انتهت. على رئيس الحكومة أن ينفتح على تيارات أخرى، وإلا فمصير حكومته سيكون مشابهاً لمصير حكومة حسان دياب.

 

ساميا خدّاج

تنظيم الخامنئي المسلّح بلبنان قائم ع كتيبة اعلام ناشطات فاشينيصتات بقسمين:

الاول: شريك بتبييض اموال مهمته الهجوم ضد حزبالا

الثاني:تسويق السلاح واهميته وحجة جاهزة داعش او اسرائيل واوهام متل مراكز ايواء زهران ونشوفكن مع علي بعد التشييع

اذا الدولة ما قدرت تحقق مع كتيبة ابواق حزبالا وتكشف هالشبكة الخطيرة اللي عم تسوق لاهمية سلاح وتثير نعرات طائفية للاقتتال الداخلي معناتا اذا قبعتوا السلاح، الخطر لا يزال قائم...شوفو وزارة الاتصالات والاشغال والمالية..واسكتوا هالابواق المأجورة بالقانون!

الست بدها شريعة غاب وعشاير وسلاح

والدروز مين حاميهن يا عيني؟ بتقدري تقولي؟

قال شرف وكرامة وخبرة بتسليح الجيش الست

 واسرائيل متل القضية شمّاعة لمشاريعن!

#سوريا_الان #لبنان #الساحل_السوري

 

نادين بركات

هالجماعة شو بيتقنوا فنّ الكذب!

وشو في مصاري عم تنكبّ عالاعلام! وكيف ديانا منعم بتقدر تعيش بسلام داخلي وهي بتعرف انه عم تطلع تخدع شعب كامل لتقبض معاش آخر الشهر. هالقدّ المصاري بتعمل؟

رح يذكرها التاريخ وولادها بعدين انه كانت #اجيرة و #رخيصة ساهمت بتدمير بلد اقتصادياً.

 

نديم قطيش

اتهامات يوم واحد:

نديم قطيش عميل لحزب الله

نديم قطيش رأس المؤامرة على حزب الله

نديم قطيش يسخر قناة سكاي نيوز عربية للدفاع عن الحكومة الجديدة في سوريا ويتجاهل القتل

لأن الكفيل يريد ذلك

نديم قطيش رجع إلى أصله ويدافع عن العلويين ضد الحكومة الجديدة لأن الكفيل يريد الفوضى

 

سامر كبارة

السنة والعلويون في #لبنان وطرابلس تحديداً هم أبناء هذه المدينة وإخوة في الوطن والدين، ولن نقبل أن تكون طرابلس ضحية لبعض المشاريع الفتنوية التي تُدار من فلول النظام السابق المجرم، ولا من طابور خامس يحاول أن يشوه أهل السنة في لبنان وسوريا. #طرابلس_لبنان تقف خلف الجيش اللبناني، مع فرض الأمن والأمان بالقوة من قبل مؤسسات الدولة اللبنانية.

 

رياض طوق

طرابلس على صفيح ساخن والمطلوب:

اولا: تجميد رخص حمل السلاح في كل محافظة الشمال بسبب كميات السلاح الكثيرة التي دخلت من سوريا بعد سقوط نظام الأسد.

(ويجب استباق اندلاع أحداث دامية بين جبل محسن والتبانة على أثر الاقتتال السني- العلوي في سوريا).

ثانياً: إعطاء مهلة لتسليم الأسلحة الغير مرخصة من جميع المنازل.

ثالثاً: قيام الجيش وقوى الأمن وأمن الدولة بمداهمة كل البيوت المحتمل ان تكون تحتوي على سلاح وتوقيف المطلوبين بعد انتهاء المهلة.

رابعاً: استدعاء جميع أصحاب المولدات في مدينة طرابلس بموجب محضر بإشراف النيابة العامة التمييزية للالتزام بالانضباط ومنعهم من تجنيد مسلحين يعملون تحت امرتهم لافتعال المشاكل. واجبارهم على الالتزام بالتسعيرة.

 

مجدى خليل

دعوة للمشاركة...كن إيجابى

إذا كنت قبطي أو من مسيحى الشرق الأوسط  وتقيم فى أمريكا وتريد الانضمام لفريق محاربة أستهداف وأسلمة القبطيات فى مصر،أو الأنضمام لفريق التواصل مع الرئيس ترامب من آجل أقباط مصر ومسيحى الشرق الأوسط...ارسل أسمك وتليفونك على :-

 

 نيكول الحجل

من فتح حزب الله جبهة المساندة

الى الحرب المدمّرة التى استجلبها الحزب

مروراً باحتلال اسرائيل المرفوض لبعض الاراضي اللبنانية

وصولاً الى الوضع المقلق في سوريا.

لا حجة ولا ذريعة تحمي حزب الله من تسليم سلاحه،

وهذه مسؤولية كبيرة أمام الرئيسين عون وسلام.

الدولة والجيش اللبناني وحدهما القادران على حماية حدود لبنان من كافة الجبهات.

 

 وضاح الصادق

أبرز المواضيع التي بحثتها مع رئيس الحكومة ووزير الداخلية ملف الاعتداء على أرض المدينة الرياضية، عبر الاستيلاء على أكثر من ٧ آلاف متر منذ سنوات، ومحاولة احتلال غيرها، وسط تقاعس مريب لمجلس الإدارة والقوى الأمنية، إضافة إلى سرقات بملايين الدولارات حصلت بوقاحة كبيرة أمام أعين الجميع، دون أن يتحرك مجلس إدارتها. هذه الملفات ستُفتح، ومحاسبة المسؤولين آتية، وهذا التقصير أو التواطؤ أو الفساد لن يمر مرور الكرام. ستعود أملاك المدينة الرياضية كاملة، وكل المنشآت الأخرى تحت إدارة المؤسسة العامة للمنشآت الرياضية، وفقًا لما ينص عليه القانون.

#المدينة_الرياضية

 

 ******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 09-10 آذار/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 09 آذار/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141025/

ليوم 09 آذار/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 09/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/03/141028/

For March 09/2025/

 

*******************

My LCCC Website link https://eliasbejjaninews.com/

رابط موقعي الألكتروني،المنسقية العامة https://eliasbejjaninews.com/

**************************

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

*******

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

****************************

@followers

 @highlight