المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 30 حزيران/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.june30.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/إن استدعاء المباحث الجنائية للصحافيين كارين عبد النور وبشارة شربل، دون تحديد مضمون الادعاء، يُعد مخالفة قانونية فاضحة وتعديًا سافرًا على حرية الصحافة.

الياس بجاني/حزب الشيطان إلى إلى جهنم وبؤس المصير

الياس بجاني/مفهوم ومعاني “القلب” في الكتاب المقدس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع “دوائر اونلين” مع المونسينيور منصور لبكي… تجربة العمر بين الدعوة والمحنة

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة/حزب الله يرفض نزع سلاحه: هل تندلع حرب جديدة خلال الصيف؟

رابط فيديو تعليق للصحافي مروان الأمين/هل ساهم الخامنئي في حماية إسرائيل؟

رابط فيديو تعليق للصحافي اسعد بشارة من موقع "ترنسبيرنسي": مؤامرة لشطب صوت الاغتراب وكتل ستنسحب من الجلسة اذا أصر بري

رابط فيديو بودكاست مقابلة من موقع جسور مع الصحافية/ مريم مجدولين اللحام: محور الممانعة انتهى بعد مقتل حسن نصرالله

رابط فيديو تعليق للدكتور أحمد ياسين/تفجير كنيسة مار إلياس في سوريا ودور مختبرات الحرس الثوري الأهداف الحقيقية

باراك: نسعى ليشمل السلام مع إسرائيل سوريا ولبنان

الاعتداءات الإسرائيليّة مستمرّة: غارتان على عيتا الشعب ورامية

غارات على راميا فجرا ومساء.. واستهداف منزلين والأضرار كبيرة

براك: اتفاقات سلام سوريا ولبنان مع إسرائيل باتت ضرورية

رفضا لإقصاء لبنان المغترب.. "القوات": تصعيد وخطوات عملية بدءاً من الغد

خريطة طريق نتنياهو وترامب للتطبيع: سوريا أولاً ولبنان "أكثر تعقيداً"

 "القوات" وآخرون ينسحبون من الجلسة ما لم يدرج تعديل قانون الانتخاب...براك يٌمهِل لبنان حتى 7 تموز

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 29 حزيران 2025

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«الحرس الثوري» يعلن مقتل «رفيق الظل» لسليماني في غارة إسرائيلية

«أكبر شبكة خلال عقد»... ماذا وجد «الشاباك» لدى خلية «حماس» في الضفة؟

السلطات أوقفت 60 متهماً وقالت إنهم كانوا يخططون لهجمات قريباً

أوسع إخلاء إسرائيلي في غزة منذ شهور... وترمب يدفع نحو هدنة

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: قد نكون أقرب لاتفاق جزئي في إطار مقترح ويتكوف

طهران تطلب من الأمم المتحدة الاعتراف "بمسؤولية" إسرائيل وواشنطن في الحرب الأخيرة

قائد الجيش الإيراني: لدى طهران "شكوك جديّة" بشأن التزام إسرائيل بالهدنة

ترامب: لا علم لي باتفاق تطبيع بين سوريا وإسرائيل

نتنياهو: "النصر" على إيران يوفر "فرصا" للإفراج عن الرهائن في غزة

حرب غير مسبوقة: أهداف إسرائيل وواقع إيران

تركيا وإسرائيل تتجنبان التصعيد في سوريا وسط وساطات أميركية

الرئيس الايراني: مستعدون لفتح صفحة جديدة على صعيد العلاقات مع الدول الجارة في الخليج

سفير إيران في الأمم المتحدة: مفتشو الوكالة الدولية موجودون في إيران في ظروف آمنة

"العصفور المفترس": ضربة إسرائيلية سرية لإيران

خان يونس تحت النار والاحتلال يعجز عن الحسم الميداني

إلغاء محاكمة نتنياهو وسط ضغوط أميركية وتحركات إقليمية متسارعة

الدفاع المدني في غزة يعلن استشهاد 23 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال

الخارجية الفلسطينية تطالب بإجراءات دولية رادعة لوقف جرائم المستعمرين

"سانا": لا صحة لخبر احباط الجيش السوري محاولة اغتيال الشرع في درعا

مسؤول روسي: لقاء بوتين وترامب قد يتم في أي لحظة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نظام إيران: عودة لسياسات الرجل المريض/هشام بو ناصيف/نداء الوطن

الكرة في ملعب بيروت… متى تستفيق؟!/نديم قطيش/أساس ميديا

داء الانتصار المزمن/بشار حيدر/نداء الوطن

رياض سلامة حاكموه أو أطلقوه/جان الفغالي/نداء الوطن

مصدر في الخارجية الأميركية: لا تُغضبوا ترامب وباشروا فورًا بنزع سلاح الحزب/أمل شموني/نداء الوطن

"حزب الله"… ألف هزيمة أمام إسرائيل ولا تنازل واحدًا للبنان/أمجد اسكندر/نداء الوطن

مسيحيّو سوريا يُطالبون بفتح الحدود مع لبنان لحمايتهم/جوزيان الحاج موسى/نداء الوطن

جلسة البرلمان: قروض دوليّة وصدام انتخابيّ في عقدٍ استثنائيّ/بتول يزبك/المدن

من يموّل وينتج إعلانات رئيس الجمهورية في "يوتيوب"؟/سكينة السمرة/المدن

لبنان ليس لعنةً يا محمّد/عقل العويط/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عبادة وتقديس القائد، وتحويله إلى رمز لا يُمس، لا تجلب سوى الهزيمة والخراب، /مروان الأمين/فايسبوك

في صبيحة اليوم 2082 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

قراءة في مهمة السفير توم برّاك  سايكس-بيكو بنسخة القرن 21/فيصل نصولي/موقع أكس

سايكس-بيكو بنسخة القرن 21/فيصل نصولي/موقع أكس

رسالة إلى المجتمع الدولي: لنعمل معاً لتحرير لبنان من إرث الاحتلال الطائفي وتهيئته للانضمام إلى الشرق الأوسط الجديد./داني عبد الخالق/موقع أكس

لقد كنا على حق/بيتر جرمانوس/موقع أكس

الراعي في عيد القديسين مار بطرس وبولس: لبنان بحاجة إلى مسيحيّين ثابتين كفوئين مشرقيين أحرار ومتجذّرين في الإيمان

المطران عودة عزى يوحنا العاشر في أحد القديسين بطرس وبولس: أملنا ألا تمر جريمة الكنيسة كغيرها العديد من الجرائم من دون عقاب

قداس في ذكرى شهداء القاع ولوحة تخلد اسماءهم

إحياء الذكرى الـ48 لمجزرة وادي رعيان في القاع

قماطي من عنقون: المقاومة ليست من تعطى مهلاً بل العدو ومن يرعاه

دريان: نحن جزء من هذه الدولة ولا دولة من دونن

االمفتي قبلان: أهل الجنوب ليسوا هديةً لأحد والمقاومة التي استعادت لبنان طيلة عقود لن تقبل ببيع لبنان

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 29 حزيران/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس متّى09/من36حتى38/رَأَى يَسُوعُ الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا. حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: «إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ».

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

حزب الشيطان إلى إلى جهنم وبؤس المصير

إلياس بجاني/28 حزيران 2025

حزب الشيطان أمام خيارين: إما أن يُسلّم سلاحه القذر إلى جيش لبنان أو أن تقوم إسرائيل بتدميره وقتل ما تبقى من قادته العملاء لإيران

 

إن استدعاء المباحث الجنائية للصحافيين كارين عبد النور وبشارة شربل، دون تحديد مضمون الادعاء، يُعد مخالفة قانونية فاضحة وتعديًا سافرًا على حرية الصحافة.

إلياس بجاني/28 حزيران 2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144679/

مرة أخرى، يطل علينا القضاء اللبناني، الذي لا يزال أسيرًا لسيطرة نبيه بري وحزب الله، بوجهه المشوّه، ليكشف عن عمق تبعيته وفساده الذي لا يعرف حدودًا. ففي انتهاك صارخ للقانون، وتجاهل فاضح لمرجعية محكمة المطبوعات، تُستدعى الصحافية كارين عبد النور، مديرة تحرير جريدة "الحرة" الأسبوعية، ورئيس التحرير فيها الصحافي بشارة شربل، للتحقيق دون حتى تحديد لمضمون الادعاء. هذه ليست مجرد مخالفة إجرائية، بل هي صفعة مدوية على وجه العدالة، وبرهان قاطع على أن ما يُسمى بـ"القضاء" في لبنان لا يزال أداة طيعة في أيادي العصابات الإيرانية التي تسيطر على الدولة العميقة.

كنا نأمل، بعد هزيمة واندحار حزب الله الإرهابي، أن يتنفس لبنان الصعداء، وأن يتحرر من قبضة الميليشيات التي عاثت فيه فسادًا وإرهابًا. لكن ما تكشفه الأحداث الجارية يؤكد أن هذا القضاء، للأسف الشديد، لا يزال أسيرًا للفاسد نبيه بري، وللإرهابي حزب الله، اللذين يمثلان كل ما هو إجرام وسلبطة وقمع للحريات وانتهاك لكل ما هو حقوق ودستور. إن استهداف الصحافة الحرة، ومنها جريدة "الحرة" الأسبوعية، ليس إلا محاولة يائسة لإسكات الأصوات التي تفضح فسادهم وتتحدى هيمنتهم.

نذكر بأنها ليست المرة الأولى التي يُقدم فيها القضاء اللبناني، الخاضع لسيطرة الدولة العميقة، على خرق القوانين والاعتداء على كُتاب وصحافيين وسياسيين ونشطاء سياديين واستقلاليين. فالمخالفات القضائية باتت نهجًا متأصلاً، والتعرض للأحرار من أصحاب الرأي والمواقف السيادية أصبح قاعدة لا استثناء. والأدهى من ذلك هو استدعاء الصحافيين دون إبلاغهم حتى بسبب هذا الاستدعاء، في استخفاف واضح بكرامة الصحافة وحرية التعبير والقوانين المرعية الشأن.

إن لبنان، رغم كل التغييرات التي طالته عقب هزيمة حزب الله، وسقوط نظام الأسد المجرم، وتهاوي هالة نظام الملالي بعد قتل العشرات من قادته وعلمائه وتدمير قدراته النووية، يبقى حكامه أسرى للاحتلال الإيراني ولأدواته الإرهابية التي تسيطر على البلد وتتحكم بقضائه.

لذا، نطالب وبأشد العبارات، كلاً من: وزير العدل، ورئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، بتحديد مواقفهم بوضوح لا لبس فيه. فإما أنهم أدوات طيعة في يد نبيه بري وحزب الله وملالي إيران، ويأتمرون بفرماناتهم ويسيرون على خطاهم في قمع الحريات وتدمير الدولة، وإما أنهم حكام فعليون لديهم الكفاءة والجرأة لصيانة سيادة لبنان وحماية شعبه ومؤسساته ودستوره.

كما نناشد دول العالم الحر ومنظمات حقوق الإنسان التدخل الفوري وأخذ مواقف واضحة وصارمة، استنكارًا وشجبًا لهذه الممارسات القمعية التي تقوض أسس الديمقراطية وحرية التعبير في لبنان لأن صمتهم هو ضوء أخضر للمزيد من الانتهاكات، في حين أن مواقفهم الحاسمة والوطنية هي صمام أمان لوطن الأرز الذي يصارع من أجل بقائه وحريته.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

مفهوم ومعاني “القلب” في الكتاب المقدس

جمع واعداد الياس بجاني/28 حزيران/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/12824/

إن مفردة “القلب” مذكورة في الكتاب المقدس أكثر من 300 مرة، وهي لاهوتياً لا تعني، لا من قريب ولا من بعيد، القلب العضو في جسد الإنسان – تلك المضخة التي تضخ الدم في الجسم. بل هو المحور الكياني البشري، ومركز وحدة القدرات، ومستودع الضمير والوجدان والأحاسيس بكافة تلاوينها وتناقضاتها. وإذا جاز التعبير، هو “الأنا” بمفهوم علم النفس الحديث. من هنا، فالقلب لاهوتياً، وبحسب هذه المعاني الوجدانية والروحية والإيمانية، هو ليس ذاك القلب العضو النابض في الصدر بين الرئتين، بل هو الواقع الكياني الإيماني الذي يشكل محور كامل الوجود الشخصي. إنه محور الوحدة حيث تتلاقى كل خيوط دائرة كيان الإنسان. وإذا ما نظرنا مليًا إلى الطقوس الكنسية وإلى الإيقونات، لوجدنا أهمية كبرى لـ “قلب يسوع” و لـ “قلب مريم البريء من الدنس”. وفي الكتاب المقدس، في العهدين القديم والجديد على حد سواء، هناك عشرات الآيات التي تؤكد أهمية ومحورية مفهوم القلب الروحاني والفكري والإيماني.

القلب في وصايا الله

في هذا الإطار، تأتي الوصية الأولى من الوصايا العشرة التي تقول: “تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ” (لوقا 10: 27، وتثنية 6: 5). والسيد المسيح يتحدث عن القلب كمحور نوايا الإنسان وأساس كل أعماله.

“فَمِنَ الْقَلْبِ تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: الْقَتْلُ، الزِّنَى، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، شَهَادَةُ الزُّورِ، التَّجْدِيفُ. هَذِهِ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ” (متى 15: 19-20). هذا يؤكد أن جوهر الإنسان، سواء للخير أو للشر، ينبع من القلب.

لا أحد غير الله يدرك ما يجول في أفكارنا وقلوبنا من نوايا، شريرة كانت أم صالحة. وهو، لأنه يحبنا وينتظر عودتنا إلى منازله السماوية التي لم تشدها أيدي الإنسان، فهو كأب غفور يحذرنا باستمرار بشتى الوسائل والطرق عندما ندنس قلوبنا ونقع في تجارب إبليس ونسير وراء “إنساننا القديم”، إنسان الخطيئة الأصلية، ونهجر “الإنسان الجديد”، إنسان المعمودية بالماء والروح القدس.

“أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ! أَحْسَنَ إِشَعْيَاءُ إِذْ تَنَبَّأَ عَنْكُمْ فَقَالَ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي جِدّاً! إِنَّمَا بَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وَصَايَا النَّاسِ” (متى 15: 7-8). هذه الآية تسلط الضوء على أهمية العبادة الصادقة النابعة من القلب، وليس مجرد الطقوس الخارجية.

القلب النقي: عطية من الله

يعلمنا الكتاب المقدس أن نتضرع لله دائماً ونطلب منه بخشوع وصدق وإيمان نعمة وعطية القلب النقي والمستقيم والصالح.

قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي” (مزمور 51: 10). هذه الصلاة تعبر عن رغبة عميقة في التجديد الروحي، الذي أساسه قلب جديد. إن الرب الأب خلق الإنسان على صورته ومثاله وأعطاه قلباً كقلبه، وعندما يراه يُدنِّس هذا القلب، يهب لنجدته وإعادته إلى الطريق القويم بإرسال الأنبياء والقديسين والأبرار، ولكن عندما يعصاه ولا يتعظ ويتوب ويؤدي الكفارات، يؤدبه ويعاقبه، كما فعل في زمن نوح ونمرود ولوط مع مدينتي سدوم وعمورة. “وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ فِكْرِ قَلْبِهِ يَتَّسِمُ دَائِماً بِالإِثْمِ، فَمَلأَ قَلْبَهُ الأَسَفُ وَالْحُزْنُ لأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ” (تكوين 6: 5-6). هذه الآيات تُظهر حزن الله على فساد قلوب البشر.

يعمل الله بالناموس الطبيعي والضمير وبالأنبياء على إيقاظ قلوب بني البشر ليرجعوا إليه فيجدونه وأن يعطوه قلوبهم ويلاحظوا طرقه ووصاياه.

“بِأَعْيُنِكُمْ أَبْصَرْتُمْ تِلْكَ التَّجَارِبَ الْهَائِلَةَ وَالآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ الْعَظِيمَةَ. وَلَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُعْطِكُمْ حَتَّى الآنَ قُلُوباً لِتَعُوا وَعُيُوناً لِتُبْصِرُوا وَآذَاناً لِتَسْمَعُوا. لَقَدْ قُدْتُكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَمْ تَبْلَ فِيهَا ثِيَابُكُمْ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ تَهْتَرِئْ نِعَالُكُمْ عَلَى أَرْجُلِكُمْ” (التثنية 29: 3-5). هنا نرى كيف أن عدم الفهم والإدراك ينبع من القلب.

القلب مسكن الروح القدس

لقد ربط الرب إلهنا قلوبنا بقلبه، لكي نحبه من كل القلب والنفس فنحيا به، وهذا ما أتمه الله في العهد الجديد بحلول الروح القدس على المؤمنين، ليصير قلبهم مسكناً لروحه يقدسه له، لنصير هياكل روح الله، ويصير قلبنا مذبحاً مُكَّرساً للعبادة بصلوات التقية والمحبة الصادقة. وإذ يتنقى القلب، يعاين الله ويعمل المسيح بالإيمان فيه. لذا من المهم أن نكرس وقفة تأملية بمعنى القلب الإيماني واللاهوتي. ففي تعليقه على سر فاطيما الثالث، قام عميد مجلس عقيدة الإيمان حينها الكاردينال يوسف راتسنغر (البابا بندكتس السادس عشر لاحقاً) بتقديم وصف موجز لمفهوم القلب: “القلب يعني في لغة الكتاب المقدس محور الوجود البشري، واندماج العقل والإرادة، والمزاج والإحساس”. ويضيف: “القلب هو ذلك الواقع الذي يجد فيه الكائن البشري وحدته وتوجهه الداخلي”.

الله وحده هو من يرى ويختبر خفايا القلب.

القلب هو تلك القدرة البشرية التي تذهب أبعد وأعمق من القدرة الفكرية في الإنسان، وأبعد من تصور خيالنا. هو بُعد الغريزة الإلهية وهو أيضاً عمق النفس.

“اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟ أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقُلُوبِ، مُخْتَبِرُ الْكُلَى، لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ” (إرميا 17: 9-10). هذه الآية تؤكد أن الله وحده هو من يرى ويختبر خفايا القلب. من المستحيل على الواحد منا النفاذ إلى داخل أي شخص آخر مهما كان قريباً منا ومعرفة ما يختزن بداخل قلبه وأفكاره، ولكن يمكننا فهم ذلك من خلال أفعاله وأقواله وأحاسيسه التي تشهد على ما في قلبه، لأنه “مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ” (متى 12: 34). والقلب هذا يُدنِّسه صاحبه حينما يغرق في فخاخ الغرائز ويفشل لقلة إيمانه ووهن رجائه في لجمها وتهذيبها.

القلب والمحبة

نقول في صلاتنا: “يا رب أعطني قلباً كقلبك” (“قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي” (المزمور 51: 10))، أي أنعم عليّ بعطايا المحبة، والمحبة هي الله وهي القلب. معاني المحبة التي هي الله، عرفها رسول الأمم بولس في (كورنثوس الأولى 13: 1-13): “لو تكلمت بلغات الناس والملائكة، ولا محبة عندي، فما أنا إلا نحاس يطن أو صنج يرن. ولو وهبني الله النبوة وكنت عارفاً كل سر وكل علم، ولي الإيمان الكامل أنقل به الجبال، ولا محبة عندي، فما أنا بشيء. ولو فرقت جميع أموالي وسلمت جسدي حتى أفتخر، ولا محبة عندي، فما ينفعني شيء. المحبة تصبر وترفق، المحبة لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا الكبرياء. المحبة لا تسيء التصرف، ولا تطلب منفعتها، ولا تحتد ولا تظن السوء. المحبة لا تفرح بالظلم، بل تفرح بالحق. المحبة تصفح عن كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. المحبة لا تزول أبداً. أما النبوات فتبطل والتكلم بلغات ينتهي. والمعرفة أيضاً تبطل، لأن معرفتنا ناقصة ونبواتنا ناقصة. فمتى جاء الكامل زال الناقص. لما كنت طفلاً، كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أدرك، وكطفل كنت أفكر، ولما صرت رجلاً، تركت ما هو للطفل. وما نراه اليوم هو صورة باهتة في مرآة، وأما في ذلك اليوم فسنرى وجهاً لوجه. واليوم أعرف بعض المعرفة، وأما في ذلك اليوم فستكون معرفتي كاملة كمعرفة الله لي. والآن يبقى الإيمان والرجاء والمحبة، وأعظم هذه الثلاثة هي المحبة.”

آيات إنجيلية إضافية حول القلب

إن الآيات في الكتاب المقدس التي تبين معاني القلب كثيرة جداً، في أسفل بعضاً منها:

“طُوبَى لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرَوْنَ اللهَ” (متى 5: 8).

فَهُوَ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فِي شَيْءٍ، إِذْ طَهَّرَ بِالإِيمَانِ قُلُوبَهُمْ” (أعمال الرسل 15: 9).

“إِنَّهُ صَاحِبُ الْيَدَيْنِ الطَّاهِرَتَيْنِ وَالْقَلْبِ النَّقِيِّ. ذَاكَ الَّذِي لاَ يَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى الْبَاطِلِ، وَلاَ يَحْلِفُ مُنَافِقاً” (مزمور 24: 4).

وَلاَ يَكُونُونَ مِثْلَ آبَائِهِمْ، جِيلاً عَنِيداً مُتَمَرِّداً، جِيلاً لَمْ يُثَبِّتْ قَلْبَهُ وَلاَ كَانَتْ رُوحُهُ أَمِينَةً لِلهِ” (مزمور 78: 8).

“اطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ ذُنُوبِكُمُ الَّتِي ارْتَكَبْتُمُوهَا، وَاحْصُلُوا لأَنْفُسِكُمْ عَلَى قَلْبٍ جَدِيدٍ وَرُوحٍ جَدِيدَةٍ. فَلِمَاذَا تَنْقَرِضُونَ يَا شَعْبَ إِسْرَائِيلَ؟” (حزقيال 18: 31).

“وَأَهَبُكُمْ قَلْباً جَدِيداً، وَأَضَعُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحاً جَدِيدَةً، وَأَنْتَزِعُ مِنْ لَحْمِكُمْ قَلْبَ الْحَجَرِ وَأُعْطِيكُمْ عِوَضاً عَنْهُ قَلْبَ لَحْمٍ” (حزقيال 36: 26). هذه الآية تحديداً تتحدث عن التحول الداخلي الذي يمنحه الله.

“ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ، هُوَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. فَإِنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، الْقَتْلُ، الزِّنَى، الطَّمَعُ، الْخُبْثُ، الْخِدَاعُ، الْعَهَارَةُ، الْعَيْنُ الشِّرِّيرَةُ، التَّجْدِيفُ، الْكِبْرِيَاءُ، الْحَمَاقَةُ. هَذِهِ الأُمُورُ الشِّرِّيرَةُ كُلُّهَا تَنْبُعُ مِنْ دَاخِلِ الإِنْسَانِ وَتُنَجِّسُهُ” (مرقس 7: 20-23).

فَوْقَ كُلِّ حِرْصٍ احْفَظْ قَلْبَكَ لأَنَّ مِنْهُ تَنْبَثِقُ الْحَيَاةُ. انْزِعْ مِنْ فَمِكَ كُلَّ قَوْلٍ مُلْتَوٍ، وَأَبْعِدْ عَنْ شَفَتَيْكَ خَبِيثَ الْكَلاَمِ. حَدِّقْ بِاسْتِقَامَةٍ أَمَامَكَ، وَوَجِّهْ أَنْظَارَكَ إِلَى قُدَّامِكَ” (الأمثال 4: 23-25). هذه الآية تؤكد على أهمية حماية القلب لأنه مصدر الحياة.

“وَإِذْ تَنْكَشِفُ خَبَايَا قَلْبِهِ، يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ سَاجِداً لِلهِ، مُعْتَرِفاً بِأَنَّ اللهَ فِيكُمْ حَقّاً” (كورنثوس الأولى 14: 25).

“غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمِسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمَ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى” (إشعيا 6: 10). هذه الآية تُظهر نتيجة العناد ورفض سماع كلمة الله.

قلب يسوع الأقدس: ينبوع المحبة الإلهية

البابا بندكتس السادس عشر: “إن جذور هذه التقوى (عبادة قلب يسوع) متأصلة في سر التجسد. فبواسطة قلب يسوع ظهرت بصورة جلية محبة الله للبشرية. ولهذا فإن عبادة قلب يسوع الأقدس الأصيلة تحافظ على معانيها وتستقطب بشكل خاص النفوس المتعطشة إلى رحمة الله، ينبوع ماء الحياة الذي لا يُسبر غوره والقادر على ري صحاري الروح كي ينمو الرجاء.”

صلاة للقلب الأقدس

يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة والصلاح. أنت تراني وتحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته. ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، وكن ملجأ لي طيلة حياتي وفي ساعة موتي. إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فإني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، وأنشر عبادة قلبك الأقدس. واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. وأسألك أن تبارك مسكني حيث تُكرَّم صورة قلبك الأقدس.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الإلكتروني

https://eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الإلكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من موقع “دوائر اونلين” مع المونسينيور منصور لبكي… تجربة العمر بين الدعوة والمحنة

29 حزيران/2025

الأب منصور لبكي: تجربة العمر بين الدعوة والمحنة

Video Link: An interview from “Dawaer Online” with Monsignor Mansour Labaki… A Lifetime’s Journey Between Vocation and Ordeal

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144696/

من مساحات الصلاة إلى قاعات المحاكم، ومن صوت الترتيل إلى صمت العزلة، يُطلّ الأب منصور لبكي، الكاهن، الكاتب، الشاعر، والملحن الذي أثّر لعقود في الحياة الروحية والثقافية في لبنان والعالم العربي، قبل أن يجد نفسه في قلب عاصفة قضائية وإعلامية لم تهدأ.

في هذه المقابلة الصريحة والخاصة، نعود معه إلى البدايات: إلى نداء الكهنوت، وعلاقة الصلاة، والكتابة، والموسيقى، بالرسالة الروحية. نسأله عن محطات خدمته، عن الأمل، عن الإبداع، وعن الاتهامات التي لاحقته، وكيف عاش هذه المحنة بكل ما حملته من وجع وصمت وإصرار على الاستمرار.حديث عن الإيمان تحت النار، وعن ذاكرة لا تريد أن تموت، وعن إنسان لم يتوقّف عن مخاطبة الله… على طريقته.

 

رابط فيديو تعليق للصحافي علي حمادة/حزب الله يرفض نزع سلاحه: هل تندلع حرب جديدة خلال الصيف؟

https://www.youtube.com/watch?v=Y7TfMiR4bUI

 

رابط فيديو تعليق للصحافي مروان الأمين/هل ساهم الخامنئي في حماية إسرائيل؟

https://www.youtube.com/watch?v=Fz_HREeGxJU

 

رابط فيديو تعليق للصحافي اسعد بشارة من موقع "ترنسبيرنسي": مؤامرة لشطب صوت الاغتراب وكتل ستنسحب من الجلسة اذا أصر بري

https://www.youtube.com/watch?v=8WidGRD3xcI

 

رابط فيديو بودكاست مقابلة من موقع جسور مع الصحافية/ مريم مجدولين اللحام: محور الممانعة انتهى بعد مقتل حسن نصرالله

https://www.youtube.com/watch?v=0QGAlFhyPWY&t=910s

بودكاست جسور بيروت | مريم مجدولين اللحام: محور الممانعة انتهى بعد مقتل حسن نصرالله

في هذه الحلقة الخاصة من بودكاست “جسور بيروت”، تستضيف الصحفية والناشطة اللبنانية مريم مجدولين اللحام، التي تطرح وجهة نظرها حول التغيرات الكبرى في المشهد السياسي بعد مقتل حسن نصرالله.

ترى اللحام أن غياب نصرالله شكّل نقطة تحوّل في تماسك ما يُعرف بـ”محور الممانعة”، معتبرة أن رمزيته كانت آخر ما يربط بين أطرافه سياسيًا وشعبيًا. “جسور” هي منصة إعلامية مستقلة، تبحث عن القصص الفريدة والمتميزة، التي تثري عقل القارئ، وتعبر عن نبض جميع المجتمعات والشعوب. نحاول اكتشاف الظواهر الفريدة والقصص المؤثرة لنخبركم من خلالها عما وراء كل حدث سياسي و اجتماعي وإنساني، تشهده المنطقة والعالم بأسلوب مصور سهل ومفهوم يجذب عين المتابع. في شبكة “جسور”، نؤمن بأن المشتركات الإنسانية والثقافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكثر من الخلافات التي أشعلت المنطقة بالحروب والأزمات السياسية على مر العصور، لذلك نعمل على تعزيز هذه المشتركات وتجاوز الخلافات، مع الإيمان بعمق بأحقية كل فرد ومجتمع في التعبير عن اختلافه وتميزه. “جسور” غير تابعة لأي جهة سياسية، وتقف على مسافة واحدة من مختلف الآراء، ولكننا ننحاز وبقوة لقيم حرية التعبير، وحقوق الإنسان، ومختلف مكونات المجتمع، كما نؤمن بأن مجتمع أكثر  تسامحاً مع الآخر، أيا كان جنسه ودينه وانتماءه العرقي أو السياسي، هو مكان أفضل للجميع

 

رابط فيديو تعليق للدكتور أحمد ياسين/تفجير كنيسة مار إلياس في سوريا ودور مختبرات الحرس الثوري الأهداف الحقيقية

https://www.youtube.com/watch?v=Se6kvypLf3o

 

باراك: نسعى ليشمل السلام مع إسرائيل سوريا ولبنان

المدن/29 حزيران/2025

أشار السّفير الأميركيّ في تركيا والمبعوث الخاصّ إلى سوريا توم باراك، ولدى سؤاله عن الرابط بين المواجهة المباشرة الّتي اندلعت أخيرًا بين إيران وإسرائيل والسّاحة السّوريّة، إلى أنّ "كلّ شيءٍ في الشرق الأوسط مترابط؛ فالساحة معقّدةٌ ومليئةٌ بتهديداتٍ متعدّدة". وأضاف، في مقابلة صحافية، أنّ "المشكلة التي يعانيها النظام القائم في طهران شكّلت سببًا رئيسًا للإرهاب وللمتاعب في المنطقة والعالم"، مؤكّدًا أنّ الرئيس الأميركيّ السابق دونالد ترامب "عمل بلا مللٍ ولا كللٍ لإغلاق هذه الملفّات أو إيجاد حلولٍ لها دبلوماسيًّا، لكنّ إيران رفضت هذا المسار". وذكّر بأنّ "ترامب والولايات المتّحدة لم يكونا معنيّيْن ببناء دولٍ ولا برغبةٍ في إرسال قوّاتٍ بريّة، بل كانا يسعيان إلى إنهاء الحروب، من أوكرانيا إلى فلسطين وغزّة وما تفرّع عنهما من خلايا إرهابيّة"، مشدّدًا: "لم نكن نريد تغيير النظام في إيران". وأكّد باراك، أنّ التوصل إلى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل يمثل أولوية، مشيرًا إلى أنّ لبنان قد يكون الوجهة المقبلة في مسار الاتفاقات الإقليميّة. وقال إنّ "اتفاقيات السلام أصبحت ضرورية لضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وإننا نعمل على تحقيق ذلك بالتعاون مع الأطراف المعنية". وأشار إلى أنّ الإدارة الأميركيّة تسعى لتوسيع مسار السّلام الإقليميّ ليشمل سوريا ولبنان، مؤكّدًا أن الأوضاع الراهنة تتطلب خطوات جريئة لضمان الاستقرار في المنطقة.

المواجهة بين إسرائيل وإيران

وتناول باراك، خلال المقابلة، بالتفصيل مواقف واشنطن من الملفّيْن الإيرانيّ والسّوريّ، وعلاقة القوى الإقليميّة والدوليّة بهما، فضلًا عن رؤيته لمستقبل الشرق الأوسط برمّته. وانتقل الدبلوماسيّ الأميركيّ إلى الساحة السوريّة، لافتًا إلى أنّ "المواجهة بين إيران وإسرائيل جرت بصورةٍ غير مباشرةٍ على الأراضي السوريّة واستمرّت حتى بعد تغيير النظام"، إذ اتّخذت تل أبيب "موقفًا في سوريا بذريعة حماية الأقليّات، ما ولّد مشكلاتٍ مع الإدارة الجديدة في دمشق". وأكّد أنّه "لم تكن للولايات المتّحدة أيّ علاقةٍ بالتغيير في النظام السوري، ولم نطحْ نحن بنظام الأسد، بل رأينا في السلطة الجديدة فرصةً، ولذلك أصدر ترامب في 14 أيار/مايو قرارًا جريئًا طالب فيه برفع العقوبات، وهذا هو جلّ ما قمنا به دعمًا لدمشق".

ورسم باراك خطوطًا فاصلةً بين مسار طهران ومسار دمشق، موضحًا أنّ إيران "تسلك نهجًا ثابتًا في دعم الإرهاب، من خلال تمويل الحوثيّين وحماس وحزب الله وخلايا في سوريا، ما أوصل المواجهة مع إسرائيل إلى ذروتها"، بينما "بدأت الحكومة السوريّة الشرعيّة محادثاتٍ هادئةً مع إسرائيل لحلّ مشكلات الحدود والتوغّلات وبناء قدرة الدولة الواحدة على البقاء، وهي لا تريد القتال مع تل أبيب". ودعا إلى "منح سوريا الفرصة"، ولا سيّما أنّ "الشعب السوريّ الفسيفسائيّ يملك قدرةً مذهلةً على التكيّف". وعن المهمّة الأميركيّة في سوريا، قال السفير:"هي في غاية البساطة: التصدّي لتنظيم داعش. كان لدينا برنامجٌ عسكريٌّ بثماني قواعد؛ واليوم خمس. هدفنا ليس فقط ترسيخ الاستقرار، بل الإسراع مع الحلفاء لإزالة التهديد، وقد أدّينا مهمّةً جيّدة". وجدّد التأكيد على أنّ واشنطن "لا تبني دولًا ولا تملي ما يجب فعله، بل تساعد، ورفع العقوبات خطوةٌ في هذا الاتّجاه".

لا لإعادة رسم الحدود

وسُئِل باراك عن إعلانه السّابق أنّ "سايكس ــ بيكو لن تتكرّر"، فأوضح أنّ الاتّفاقيّة "قسّمت المنطقة نهاية الحكم العثمانيّ على أسسٍ دينيّةٍ وجغرافيّةٍ بصورةٍ لم يرغبْ فيها كثيرون، وأنّ لا نيّة لدى واشنطن، رئيسًا ووزارة خارجيّة، لإعادة رسم الحدود"، مذكّرًا بأنّ "الغرب فشل في كلّ تجارب تغيير الأنظمة: إيران عام 1953، العراق، ليبيا، سوريا؛ لذا فزعزعة بلدٍ من القمّة إلى القاعدة لم تنجح يومًا". واعتبر أنّ "تغيير النظام في سوريا مختلفٌ لأنّ السوريّين أنفسهم قاموا به سعيًا إلى حياةٍ جديدة، من دون تدخّلٍ أميركيّ، فيما تأتي المساعدة الآن"، لكنّه لم يخف حجم "التحدّيات الهائلة: دمارٌ منذ 2011، جرائمٌ مروّعة، انعدام المال والطعام والكهرباء والنظام المصرفيّ والأمن المتماسك". ورأى أنّ تجاوز ذلك يقتضي "اصطفافًا من الخليج، قطر، السعوديّة، ونأمل الإمارات، ومن تركيا بحكم الحدود، ومن إسرائيل أيضًا، على أمل التوصّل إلى حالة سلامٍ بعد مواجهة إيران"، مؤكّدًا أنّ "هذا المسار سيستغرق وقتًا ونحن جميعًا مدعوون للمساعدة". وتطرّق إلى دور موسكو، مبيّنًا أنّ "لروسيا قاعدةً جوّيّةً وأخرى بحريّةً في سوريا، وتستمرّ دمشق في استيراد الطاقة منها، لكنّها لا تشكّل تهديدًا، فالخطر الحقيقيّ يكمن في الجماعات المسلّحة التي ترفض السلام القائم على تفاهمٍ بين إسرائيل وإيران". وأشار إلى "وجود أربع قوّاتٍ عسكريّةٍ رئيسةٍ في سوريا، اثنتان منها تمثّل جزءًا من تلك الجماعات"، وإلى أنّ "سبعة ملايين سوريّ يذهبون إلى أعمالهم، ويرجون أن يتمكّن النظام من تلبية احتياجاتهم، لكنّ الأمر سيتطلّب وقتًا".

دور تركيا والهواجس الإسرائيليّة

وفي ما يتعلّق بتركيا، أكّد باراك أنّ لدى الإسرائيليّين "مخاوف من تمدّد الدور التركيّ"، كما أنّ لدى أنقرة "هواجس تجاه إسرائيل"، غير أنّ ذلك "لا يعني حبس أحد". وذكّر بأنّ "تركيا تستضيف اثني عشر مليونًا ونصف مليون سوريٍّ على حدودٍ يبلغ طولها نحو ألف ميل، وتواجه أزمة حزب العمال الكردستانيّ وامتداداته، كقوّات سوريا الديمقراطيّة و"وحدات حماية الشعب"، إلى جانب داعش، ما يستدعي وقتًا لحلّ قضايا الحدود". ولفت إلى أنّ أنقرة "تمدّ سوريا بالطاقة والمياه وتعيد فتح خطوط التجارة والصناعة والخبرة"، مشيرًا إلى أنّ "الحلّ النهائيّ لا بدّ أن يجمع كلّ المكوّنات: تركيا، السعوديّة، قطر، إسرائيل ولبنان". وختم الدبلوماسيّ الأميركيّ رسالته إلى "المشكّكين والقلقين على مستقبل سوريا" مؤكّدًا: "كلّنا سئمنا القتال والحوار العنيف بين الفئات الدينيّة والميليشيات. لدينا الآن فرصةٌ مع هذا الرئيس الأميركيّ ليكون لنا صديقًا لا ضامنًا أمنيًّا، فنصنع شرق أوسطٍ جديدًا قوامه قبول الآخر والاحترام، وشراكة دينٍ تظلّ الجميع، سكّان المنطقة وزائريها. آن الأوان لننجز ذلك".

 

الاعتداءات الإسرائيليّة مستمرّة: غارتان على عيتا الشعب ورامية

المدن/29 حزيران/2025

قامت قوّة عسكريّة إسرائيليّة، فجر اليوم الأحد، بالتوغّل في منطقة اللبونة الواقعة عند أطراف بلدة علما الشعب، ونفّذت تفجيرًا كبيرًا على مسافة 500 مترٍ داخل أحد الأحراج في المنطقة. وتزامن هذا الاعتداء الإسرائيليّ، مع سلسلةٍ من الاعتداءات الأخرى؛ حيث نفّذت مسيّرة، فجر اليوم، غارةً جويّة بصاروخٍ موجّه استهدفت منزلًا في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، لتُلحق أضرارًا جسيمة بالمبنى، من دون ورود أنباء عن وقوع إصابات. ليعود سلاح الجوّ الإسرائيليّ ويشنّ غارةً أخرى مستهدفًا منزلًا في بلدة رامية في نفس القضاء، من دون وقوع إصابات أيضًا.

 

غارات على راميا فجرا ومساء.. واستهداف منزلين والأضرار كبيرة

المركزية/29 حزيران/2025

في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" مساء اليوم بأن الطيران المسيّر المعادي شن غارة استهدفت محيط بلدة راميا في قصاء بنت جبيل، وقد شوهدت سحب الدخان في المنطقة. وكانت مسيّرة إسرائيلية قد شنت اليوم غارة بصاروخ موجه في اتجاه منزل في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل وتسببت باضرار كبيرة فيه. كما شنت مسيرة اسرائيلية فجر اليوم غارة جوية بصاروخ موجه في اتجاه منزل في بلدة رامية في قضاء بنت جبيل ، وألحقت اضرارا كبيرة فيه .

 

براك: اتفاقات سلام سوريا ولبنان مع إسرائيل باتت ضرورية

المركزية/29 حزيران/2025

أكد الموفد الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، الأحد، أن الحرب بين إيران وإسرائيل تمهد لـ"طريق جديد" في الشرق الأوسط.وأعلن الموفد الأميركي  أن سوريا ولبنان يحتاجان للتوصل إلى اتفاقات سلام مع إسرائيل بعدما فتحت الحرب بين إسرائيل وإيران طريقا جديدا للشرق الأوسط. وقال براك في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول: "أشار الرئيس أحمد الشرع إلى أنه لا يكره إسرائيل (...) وأنه يريد السلام على هذه الحدود. أعتقد أن هذا سيحصل أيضا مع لبنان. إن اتفاقا مع إسرائيل هو أمر ضروري". وأكد براك أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" يجب أن تندمج في سوريا الجديدة.وأضاف: "حكومة دمشق هي المحاور الوحيد في سوريا".

وبشأن الأوضاع في غزة، قال الموفد الأميركي إن "وقف إطلاق النار في غزة ممكن في المستقبل القريب". كما أبرز: "ما حصل للتو بين إسرائيل وإيران هو فرصة لنا جميعا للقول: توقفوا، فلنشق طريقا جديدا"، لافتا إلى أن تركيا "عنصر رئيسي في هذا الطريق الجديد". وبشأن عقوبات "كاتسا" وطائرات إف- 35، قال باراك: "باعتقادي، سيقول الرئيس دونالد ترامب والرئيس رجب طيب أردوغان للوزير ماركو روبيو ووزير الخارجية وهاكان فيدان "انهيا الأمر، وتوصلا إلى حل"، والحل ممكن لغاية نهاية العام. وتابع: "نرى جميعا أن هناك فرصة عظيمة لأن لدينا زعيمين (الرئيس ترامب والرئيس أردوغان) يثقان ببعضهما للمرة الأولى، هناك تعهد من الولايات المتحدة وتركيا بأن نكون شركاء مبادرين وليس فقط شركاء في الدفاع". وقال "إنني واثق من أننا سنتمكن من إيجاد حل بحلول نهاية العام، وأنا على قناعة بأنه ستتم تسوية المشكلة".

 

رفضا لإقصاء لبنان المغترب.. "القوات": تصعيد وخطوات عملية بدءاً من الغد

ام تي في/29 حزيران/2025

تعتبر القوات اللبنانية ان معركة اقتراع المغتربين لكل أعضاء المجلس النيابي الـ128 هي معركة طبيعة وطنية، ولن تتساهل مع أي محاولة لتغييبهم في ظل السعي إلى إبعادهم المتعمّد عن دوائرهم، والإمعان في منعهم من المشاركة إلى جانب أهلهم، والإصرار على تهجيرهم سياسيا بعد تهجيرهم بفعل الظروف المعلومة، وتتعامل مع جلسة الغد كجلسة محورية ومفصلية ومعركة لا هوادة فيها رفضا لإقصاء لبنان المغترب من خلال إعادة استنساخ حقبة الاحتلال السوري، وتؤكد ان التصعيد سيكون سيِّد الموقف والخطوات العملية ستبدأ بالظهور اعتبارا من يوم غد.

 

خريطة طريق نتنياهو وترامب للتطبيع: سوريا أولاً ولبنان "أكثر تعقيداً"

المركزية/29 حزيران/2025

تطرقت "القناة 14" العبرية في تقرير اليوم الأحد، إلى خريطة الطريق التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب للتطبيع في الشرق الأوسط خلال الأشهر القريبة المقبلة، تحت العنوان "سوريا أولاً". وكشفت القناة أنه في الأسابيع الأخيرة، حصل تقدم ملحوظ في المحادثات مع النظام الجديد في دمشق"، مشيرةً إلى أن "الفهم السائد في تل أبيب وواشنطن هو أن أحمد الشرع لا يهتم كثيراً بإنهاء الحرب في غزة، وإنما يركّز أكثر على رفع العقوبات الأميركية عن سوريا". ونقلت القناة عن قال مصدر سياسي قوله: "هو بالتأكيد لم يتحوّل إلى صهيوني، لكن المصالح هي التي تُحدد مسار خطواته".في هذه الأثناء، يسعى الأميركيون بحسب "القناة 14" إلى ربط التطبيع مع سوريا أيضاً بتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وأضافت القناة: "على هذه الخلفية، يمكن ربما فهم تصريح توم براك- سفير الولايات المتحدة في أنقرة والذي يعمل أيضاً كمبعوث خاص لسوريا- عندما قال إنَّ الخلاف بين واشنطن وأنقرة بخصوص تزويد تركيا بطائرات F-35 قد يُحل قريباً". إلى ذلك، أشارت "القناة 14" العبرية إلى أنه "أما فيما يتعلق بلبنان، فالوضع أكثر تعقيداً، ويتوقف بدرجة كبيرة على نضوج المسار المتعلق بنزع سلاح حزب الله– وهو ما لم يتحقق بعد، لكن الحكومة في بيروت، وخصوصاً الإدارة الأميركية، لم تتنازل بعد عن هذا الهدف". وأوضحت في التقرير أنه "في المرحلة التالية، من المفترض أن تنضم السعودية، لكنها لن تفعل ذلك إلا بعد انتهاء الحرب في غزة، بسبب الرأي العام داخل المملكة". وبحسب مصادر في القدس نقلتها القناة، فإن انتهاء الحرب من المتوقع أن يحدث خلال الأشهر القريبة، سواءً عبر حسم عسكري أو من خلال صفقة استسلام من جانب "حماس". تابعت "القناة 14": "في حال انضمت السعودية، فالتوقع هو أن تلحق بها إندونيسيا أكبر دولة مسلمة في العالم، والتي انتُخبت فيها مؤخراً حكومة مؤيدة للغرب برئاسة برابوو سوبيانتو. ومن المحتمل أن تنجح السعودية لاحقاً بجلب أقرب حلفائها، باكستان ثاني أكبر دولة مسلمة".ولفتت في التقرير إلى أنه "أما بالنسبة لباكستان، فالأمور أكثر تعقيداً، سواء بسبب التيارات الإسلامية القوية داخلها، أو بسبب العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والهند، وحالة الحرب أو التوتر الشديد بين الهند وباكستان". وختمت القناة تقريرها: "على أي حال، وفقاً للخطط الموضوعة في القدس وواشنطن، فإن كل ذلك من المفترض أن يحدث خلال النصف سنة إلى السنة القادمة، هدف طموح ومتفائل للغاية، لكن في ظل التغيرات السريعة والدراماتيكية في المنطقة، خاصة بعد سقوط إيران، لا يمكن استبعاده".

 

 "القوات" وآخرون ينسحبون من الجلسة ما لم يدرج تعديل قانون الانتخاب...براك يٌمهِل لبنان حتى 7 تموز

نداء الوطن/30 حزيران/2025

كل الأجواء الدبلوماسية، سواء في واشنطن، أو في بيروت، تؤكد أكثر فأكثر، أن الأجواء الضاغطة تٌلقي بثقلها على السلطات اللبنانية للتحرر من المماطلة وتضييع الوقت في ما يتعلَّق بموضوع سلاح "حزب الله".

ويبدو أن تاريخ السابع من تموز سيكون تاريخًا مفصليًا، لأنه موعد عودة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك إلى بيروت لتلقي الأجوبة عن الورقة التي قدمها إلى الجانب اللبناني.

"Hezbollah has to be gone"، بهذه الكلمات اختصر السفير الأميركي في تركيا، والمبعوث الرئاسي إلى سوريا، وإلى لبنان، توم برّاك في مقابلة تلفزيونية ما تريده الولايات المتحدة من لبنان بالنسبة إلى "حزب الله".

مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قال حرفيًا: "إن نزع السلاح يجب أن يتم فورًا وبشكل كامل". ويلفت المصدر إلى أن لا أحد في لبنان يريد أن يرى مفاعيل تحوّل فريق البيت الأبيض من سياسة الـ madman (الرجل الذي لا تتوقع ردّ فعله) إلى سياسة الـ angry man.

في المقابل، السلطات اللبنانية وقعت في حال إرباك، فهي حاولت أن تعتمد سياسة التروي وصولًا إلى حد المماطلة، على رغم أن مهلة السابع من تموز تسبب الحرج بالنسبة إليها، لكنها وعلى رغم أسلوب المماطلة، فإنها وجدت نفسها في واقع أنها تسابق الوقت وتحاول إقرار ورقة الردود اللبنانية في جلسة لمجلس الوزراء قبل السابع من تموز، أي في جلسة تعقدها هذا الأسبوع.

خطة دقيقة ومفصَّلة لقيادة الجيش

وفي المعلومات أن روحية الورقة اللبنانية تنطلق من معادلة "خطوة مقابل خطوة" مع تفاصيل دقيقة تعدها قيادة الجيش اللبناني تحت إشراف رئيس الجمهورية. وتضيف المعلومات أن هناك مرونة في تحديد الأولويات بمعنى إمكان تعديل الترقيم في ورقة الردود، كبند تبادل الأسرى، على سبيل المثال لا الحصر، وبعد ذلك الانتقال إلى بحث النقاط الثلاث عشرة المختلف عليها عند الحدود.

طرح اقتصادي متقدِّم لتوم براك عن لبنان

الاجتماعات تتم بوتيرة تراعي اقتراب تاريخ السابع من تموز، من جانب رئيس الجمهورية، العميد طوني منصور ومن جانب رئيس المجلس، علي حمدان ومن جانب رئيس الحكومة فرح الخطيب، ثم تتم الجوجلة في بعبدا عند رئيس الجمهورية مع مستشاريْه جان عزيز وربيع الشاعر.

وفي المعلومات أيضًا أن الموفد الأميركي توم براك تقدم بطرح اقتصادي قال عنه: "لديكم فجوة مالية بـ 80 مليار دولار، أنا استطعت أن أوفر أكثر من ستة مليارات دولار لسوريا، وما ساعد في ذلك الأجواء السياسية، فماذا يمنع أن تتلاءم الأجواء السياسية في لبنان وتحصلون على هذا الدعم؟ أليس أسرع من التفاوض مع البنك الدولي الذي تفاوضونه على ثلاثة مليارات دولار؟".

تباين لبناني أم توزيع أدوار؟

الطرح الأميركي كشف بوضوح الانقسام داخل الأوساط السياسية اللبنانية حياله. فريق يرى في الطرح فرصة نادرة لاستعادة مفهوم الدولة، وتكريس السيادة كمبدأ لا مساومة فيه. أما الفريق الآخر، وفي مقدمه "حزب الله"، فينظر إلى الأمر كضغط خارجي يستهدف توازنات الداخل اللبناني، ويرى فيه تهديدًا مباشرًا لدوره وموقعه. فهل التباين حقيقي أم هو توزيع أدوار؟

وتقول معلومات دبلوماسية إن التردد في حسم ملف السلاح سيُقابل بتراجع في الدعم الخارجي، ليس فقط على المستوى المالي، بل أيضًا في مجالات الابتكار والاقتصاد الرقمي، التي يعوّل عليها كثيرون كفرصة إنقاذ للبنان. من هنا، تبدو الأيام المقبلة مفصلية في تحديد ما إذا كان لبنان سيستثمر هذه الفرص، أم سيبقى رهينة حسابات داخلية تضيّع عليه كل إمكانيات النهوض.

وتتابع المصادر: ما تحمله الورقة الأميركية هو "نافذة الفرصة الأخيرة" قبل الانتقال إلى مرحلة فرض المعادلات بالقوة. لا طلب بسحب السلاح بالإكراه الآن، لكن لا مهلة مفتوحة بعد اليوم. وخط الحدود لا يمكن تثبيته ما لم تُقفل كل الثغور، جنوبًا وشرقًا، أرضًا وسلاحًا، بحوار الداخل بسقف زمني قبل هجوم الخارج.

توم براك والسلام

الموفد الأميركي توم براك، وفي موقف متقدِّم أدلى به لأكثر من وسيلة إعلامية، أعلن أن اتفاقات سلام لسوريا ولبنان، مع إسرائيل باتت ضرورية بعد الحرب.

الجلسة التشريعية... وتلويح بالخروج من الجلسة

ماذا سيحدث اليوم في الجلسة التشريعية في مجلس النواب؟

الجلسة، مبدئيًا ، تناقش ثلاثة عشر مشروعًا واقتراح قانون على جدول الأعمال. وليس بينها اقتراح القانون الذي تقدمت به كتلة "الجمهورية القوية" مع بعض الكتل والنواب الآخرين. في حال رفض الرئيس بري إدراج اقتراح القانون، فكيف ستسير الجلسة؟

مصدر نيابي كشف لـ "نداء الوطن"أن الرئيس بري دائمًا كان يُدرِج اقتراحات القوانين ومشاريع القوانين التي تتخذ صفة المعجَّل المكرر، طوال فترة رئاسته لمجلس النواب إلا هذه المرة فقد استخدم"استنسابيته" ورفض إدراج اقتراح القانون، من دون أن تعرَف خلفية هذا الرفض. ويكشف المصدر أن اجتماعًا سيعقده نواب "الجمهورية القوية" مع عدد من الكتل والنواب لتنسيق الموقف، وفي المعلومات أنه في حال رفض رئيس المجلس إدراج اقتراح القانون على جدول الأعمال، فإن النواب الذين سيجتمعون صباحًا سينسحبون من الجلسة، وفي هذه الحال يكون مصير الجلسة مفتوحًا على كل الاحتمالات بما فيه تطيير الجلسة، في حال سمح العدد بذلك.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 29 حزيران 2025

وطنية/29 حزيران/2025

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

ما هو المشهد الذي سترسو عليه الجلسة التشريعية غدًا في مجلس النواب؟

الجلسة، مبدئيًا، تناقش ثلاثة عشر مشروعَ وإقتراح قانون على جدول الأعمال. لكنَّ نجم الجلسة ليس مدرجًا على جدول الأعمال ، وهو " تعديل قانون الإنتخابات النيابية الحالي". الرئيس بري لم يُدرج إقتراح َ القانون على جدول الأعمال. في المقابل هناك كتلٌ نيابية تصر على مطلبِ طرحِهِ بصفة معجل مكرر.

في حال رفْض الرئيس بري، فكيف ستسير الجلسة؟

هل يُصار إلى تكريس الإستثناء الذي إعتمد في إنتخابات 2022 بالسماح للمغتربين بالإقتراع في بلدان الانتشار، والغاءِ المادة في القانون الحالي التي تنص على تخصيص 6 مقاعد إضافية للمغتربين، وإنتخاب النواب الستة المضافين من قبل المغتربين؟

هل يحيل الرئيس بري اقتراح القانون إلى اللجان النيابية المشتركة لينضم إلى الإقتراحات الخمسة لمناقشتها في اللجان، فتكون اللجان مقبرة المشاريع والاقتراحات؟

ما هو واضح حتى الساعة أن الرئيس بري لن يرضخ، فماذا سيفعل المعترضون في هذه الحال؟

في ملف آخر، تعكف الدوائر في بعبدا وعين التينة والسرايا، على جوجلة الرد اللبناني على الورقة التي سلمهم إياها الموفد الأميركي طوم براك. وهناك ضلع رابع في هذه السيبة، هو حزب الله، ويُفترض أن يكون الرئيس بري قد أطلع حزب الله على الورقة وأن يكون حزب الله قد وضع ملاحظاته عليها.

الموفد الأميركي توم باراك ، وفي حديثين إلى تلفزيون الجزيرة ووكالة الأناضول، رأى أن اتفاقيات سلام مع إسرائيل باتت ضرورية لسوريا ولبنان بعد الحرب، مضيفاً ان الحرب بين إيران وإسرائيل تمهد ل"طريق جديد" في الشرق الأوسط.

دوليًا، وفي موقف نادر في العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، تجاوز الرئيس ترامب العلاقات الديبلوماسية ليحاول التأثير في القضايا القضائية الإسرائيلية. الرئيس ترامب انتقد  الادعاء العام الإسرائيلي بشأن محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، قائلا إن واشنطن التي قدمت مساعدات لإسرائيل بمليارات الدولارات لن "تؤيد ذلك". وقال ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال"إن ما يفعله ممثلو الادعاء الخارجون عن السيطرة مع بيبي نتنياهو ضربٌ من الجنون" مضيفا أن الإجراءات القضائية ستؤثر على قدرة نتنياهو على إجراء محادثات مع كل من حماس وإيران.

اللافت أنه على اثر هذا الموقف الأميركيّ، أعلنت المحكمة أنها ألغت جلسات هذا الأسبوع من محاكمة نتنياهو إستناداً إلى الطلب الذي تقدم به، معلَّلاً بأسباب دبلوماسية وأمنية سرية.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

بكلام واضح وصريح خرج الموفد الاميركي توم براك ليتحدث عن سلام مع اسرائيل ضروري لسوريا ولبنان، باراك نفسه كان حمل في زيارته الاخيرة ورقة مطالب يعمل الجانب اللبناني على بلورة تطبيق بنودها المتعلقة أساسا بسلاح حزب الله. وفيما كان النقاش جار على قدم وساق وبعد ترجيحات بعقد جلسة حكومية تجدول حصر السلاح في يد الدولة يبدو ان المشهد السوداوي عاد ليظلل الاجواء المحلية حيث تضاربت المعلومات حول امكانية عقدها من عدمه وسط على وقع تصعيد في كلام امين حزب الله نعيم قاسم الذي فهم منه مراقبون انه يحمل تصعيدا تجاه الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة.

وفي الداخل اللبناني ايضا تنشغل الاوساط بالجلسة التشريعية غدا والتي قد تطير على يد القوات اللبنانية التي وان ابدت حرصها على اقتراع المغتربين ، ادراته وفق اجندتها فيما يصر التيار الوطني الحرّ على هذا الحق وفق الأليات المنصوص عليها والتي دخلت من جديد في اتون العرقلة على يد أكثر من طرف لغايات لم تعد خافية على أحد.

بالتزامن بقيت عملية تقييم الحرب الاسرائيلية الايرانية محط تجاذبات ليس اخرها بين دونالد ترامب الذي قال منذ بعض الوقت لفوكس نيوز ان ما قمنا به في إيران كان رائعا، وكل صاروخ أطلقناه أصاب هدفه ونحن دمرنا المواقع النووية الثلاثة في إيران. والمرشد الاعلى علي خامنئي الذي كرر عبارات الانتصار فيما لفت كلام مدير وكالة الطاقة الذرية الذي اشار الى ان إيران يمكنها تخصيب اليورانيوم في غضون أشهر.

مقدمة تلفزيون "المنار"

يَبلُغُ بعضُ اللبنانيينَ مبلغاً كبيراً في التغافل عن حجمِ التهديدِ الصهيونيِّ لبلدِهم وللمنطقة.. هم لا يُعانُونَ من متلازمةِ النُكرانِ فحَسْب، بل تلازمُهم انصياعاتٌ عميقةٌ للرسائلِ الاميركيةِ والمطالبِ الترامبيةِ التخويفية..

وبالكلامِ القاطعِ والموقفِ الحاسمِ ردَّ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ الشيخ نعيم قاسم على المتلهِّفينَ وراءَ قُصاصةِ اتفاقٍ معَ الاحتلالِ ضدَّ سلاحِ المقاومةِ بقولِه اِنَ هذا ضَربٌ من الجنون، فهل يُعقلُ اَن يَتخلّى احدٌ عن مُقدِّراتِ قُوَّتِهِ في وقتٍ لا يَلتزمُ العدوُ باتفاقِ وقفِ اطلاقِ النارِ ويَستبيحُ لبنانَ ويَقتُلُ ويَحتلّ؟.

سؤالٌ وَجَّهَهُ الامينُ العامُّ لحزبِ الله لكلِّ مَن غَصَّت نفوسُهم وقلوبُهم بالحقدِ بعدَ انطفاءِ اَبصارِهم عن حجمِ الجريمةِ التي يُمارسُها الاحتلالُ بحقِّ لبنانَ منذُ اعلانِ وقفِ اطلاقِ النارِ، وتماديهِ اليوميِّ ضدَّ استقرارِ الجنوبِ والبقاع والضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت…

اما للخائضينَ معاركَ تل ابيب وراعيها الاميركيِّ بالاعلامِ والسياسةِ والاجنداتِ المفضوحة، قالَ الشيخُ قاسم اِنَ العدوَّ لا يَحتاجُ الى ذرائعَ واِنَ الضَّعفَ امامَه يَعني توَسُّعَهُ اكثرَ فاكثرَ ، وهذا لن يكونَ مع المقاومةِ في لبنانَ التي شعارُها ومعادلتُها الذهبية “هيهاتَ منا الذلة”..

في كيانِ الاحتلال، معالمُ اذلالِ العدوِّ على اليدِ الايرانيةِ تُفاقمُ ازماتِه الداخلية، فلا وُدَّ بَقِيَ بينَ وزارتيِّ الحربِ والماليةِ على خلفيةِ الاكلافِ الباهظةِ التي دُفعت على الصواريخِ الاعتراضيةِ وبِسَببِ اصرارِ الجيشِ على تزويدِه بالملياراتِ المطلوبةِ لسدِّ الفَجوةِ في الدفاعاتِ الجويةِ المستنزَفةِ بالبالستي الايراني والفرطْ صوتيّ الدقيق.. وبحساباتٍ وصفُوها بالدقيقةِ اَقرَّ الصهاينةُ بانَّ اِعمارَ ما دَمّرتهُ الصواريخُ الايرانيةُ سيَستغرقُ ثمانيَ سنوات، امّا ما حُفِرَ في وعيِ الصهاينةِ فلن يُسعِفَهُمُ الدهرُ لمَحوِه..

وفي دليلٍ اضافيٍّ على تحكّمِ الادارةِ الاميركيةِ بمفاصلِ كيانِ الاحتلالِ وكلِّ ما يدورُ فيهِ ويُنفّذُهُ على مستوى المنطقةِ والعالم، اَذعنَ ما يُسمّى القضاءَ الصهيونيَ للرئيسِ الاميركي دونالد ترامب بشطبِ جلسةِ محاكمةِ بنيامين نتنياهو المقررةِ غداً رغمَ نضوجِ ملفِه الفضائحيّ، بعدَما استَهدفَ ترامب المحكمةَ المعنيةَ برشقةِ تغريداتٍ عابرةٍ للقارات، تزامنت مع تدخلاتٍ مباشِرةٍ لقادةِ اجهزةٍ امنيةٍ طالبوا بتاجيلِ الجلسةِ مُتحجِّجينَ باحداثٍ قادمةٍ يمكنُ اَن تُشغِلَ نتنياهو.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

دخلَ "ترامب" في سباقٍ معَ "نوبل" ليصلَ إلى خطِ أوسلو النهائي بصفرِ حروب. وعلى أنقاضِ غزة، رفعَ قوسَ المحكمة وطالبَ بمنحِ بنيامين نتنياهو عفواً عاماً ورفّعهُ من مطلوبٍ للقضاءيَنْ الإسرائيلي والجنائي الدولي بتهمِ الفساد والرشوة وخيانةِ الأمانةِ وجرائمِ الإبادة إلى رتبةِ "بطلِ حرب" وأصدرَ أمرَ اليوم بأنْ أبرموا صفقة واستعيدوا الأسرى. وفي آخرِ دفوعهِ الشكلية، لوّحَ ترامب بالمساعداتِ الأميركية لإسرائيل وتساءلَ: كيف يُعقَل أن يُجبَرَ نتنياهو على الجلوسِ في قاعةِ المحكمة من أجلِ دمية "باغز باني" فما كان من نتنياهو إلا توجيهُ الشكر لترامب على مطالعتهِ القانونية على وعد أنّهُما معاً سيجعلانِ الشرقَ الأوسط عظيماً من جديد. لعِبَها نتنياهو صولد وأكبر واشترطَ إنهاءَ الحربِ على غزة والذهابَ إلى صفقةٍ شاملة بإسقاطِ تهمِ الفسادِ عنه وكان لهُ ما أراد إذْ نقلت القناة الثانيةَ عَشْرةَ الإسرائيلية أنّهُ تمَّ إلغاءُ جلساتِ المحاكمة التي كانت مقررة خلال الأسبوع المقبل واستُبدلت بجلسةٍ سرية عُقدت في المحكمة المركزية بالقدس ونقلت القناة عن مصادر أنّ نتنياهو أرسلَ رسائلَ بأنّهُ معنيٌ بإنهاءِ الحربِ على غزة خلالَ عشَرةِ أيام وعليه، انعقدَ بعدَ ظهرِ اليوم اجتماعٌ لقيادةِ المنطقةِ الجنوبية بمشاركةِ نتنياهو ووزيرِ حربِه ورئيسِ أركان جيشِهِ وكبارِ قادةِ الأجهزةِ الأمنية لتقديمِ توصيةٍ للحكومة بحسبِ القناةِ الثالثةَ عشْرَةَ العبرية من أنَّ العملية في غزة تقتربُ من نهايتِها واستنفادِ أهدافِها ولم يعد هناكَ أهدافٌ برية يمكنُ تحقيقُها من دونِ تعريضِ حياةِ الرهائن للخطر.

وعلى هذه التطورات يتوجهُ وزيرُ الشؤونِ الاستراتيجية رون ديرمر إلى واشنطن غداً الإثنين حيثُ سيلتقي مسؤولينَ أميركيينَ كبار وسيتمُ إبلاغُه بحسبِ الإعلام العبري بإنهاءِ الحرب وتأجيلِ تفكيكِ حماس والقضاءِ عليها إلى الحكومةِ الإسرائيلية المقبلة. 

وصلت "عرباتُ جدعون" وهو اسمُ الحملةِ العسكريةِ الأخيرةِ على غزة إلى نهايةِ الطريق فيما وَضَعت نهايةُ الأسبوعِ اللبناني جدولَ أعمالِ الأسبوعِ المقبل ويُفتتحُ بجلسةٍ تشريعية وعلى أعقابِها عاد اقتراعُ المغتربين ليشكلَ مادةً خلافيةً بين من يريدُ لهم التصويتَ لستةِ نوابٍ ممثِلِين عنهم أو إبقاءَ القديمِ على قِدمِه بالتصويت للنوابِ الـ128 وبحسبِ معلوماتِ الجديد يتجهُ نحو ثمانيةٍ وستينَ نائباً لحشرِ الرئيس نبيه بري والمطالبةِ بتعديل قانونِ الانتخاب من دون أن تصلَ الأمورُ إلى تطييرِ نصابِ الجلسة إلا أن البندَ الأهمَ على جدولِ الأعمال يبقى في الزيارةِ المرتقبةِ للمبعوثِ الأميركي توم برّاك وفي هذا الإطار كررت مصادرُ رسميّةٌ لقناةِ "الجديد" أنّ الردَّ اللّبنانيَ على ورقةِ المبعوثِ الأميركي تقومُ على مبدأِ "خطوةٍ مقابلَ خطوة" تسليمُ السلاح فالانسحاب على أن يتولى الرئيس بري نقلَ الصّيغةِ إلى حزبِ الله والحصولَ على موقفِه خلال يومين. وقبلَ وصولِه إلى الأراضي اللبنانية بعث براك برسائلَ عبر "الأناضول" وقال إن اتفاقياتِ السلامِ مع إسرائيل باتت ضروريةً لسوريا ولبنان ورأى برّاك أنّ الحربَ بين إيران وإسرائيل تمهدُ لطريقٍ جديدٍ في الشرق الأوسط والجميعُ يتخذُ خطواتٍ إلى الوراء باتجاه الاتفاقياتِ الإبراهيمية.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

نحن مع لبنان بكلّ الطرق.. وآمل في أن نعيده إلى سابق عهده. هذه العبارةُ قالها الرئيسُ الأميركيّ دونالد ترامب قبل يومين، وذلك ردّاً على سؤال وجّهته إليه الـ ام تي في، وقد أعادت نشرَها اليوم السفارةُ الأميركيّة في لبنان عبر حسابِها الرسميّ على إنستغرام. إعادة النشر تعني أنّ موقف ترامب ليس عابراً، وأنّ ما قاله مقصودٌ ويعني كلَّ كلمةٍ فيه، ويستكمل به استراتيجيّةً أميركيّةً جديدة بدأت حيال لبنان. ولعلّ الحراكَ الرسميّ الذي نشهدُه هو خيرُ دليلٍ على ذلك. فالموفد الأميركيّ توم بارّاك غيّر في زياراته الأخيرة أداءَ السلطةِ في لبنان. فبعدما كان ملفُّ حصرِ السلاحِ بيد الدولةِ اللبنانيّة موضوعاً في الثلاجة، ها إنّ الإجتماعاتِ تتكثّف وتتتالى على أعلى المستويات وذلك لتقديم جوابٍ للمبعوث الأميركيّ على ورقته، قبل أن يأتي لبنان في زيارة ثانية ستحصل مبدئيّاً في النصف الأول من شهر تموز. ووَفق المعلومات فإنّ أمام لبنان مهلةً ستنتهي مع هذا التاريخ، ليقرّر مجلسُ الوزراء خُطةً واضحةً ومحدّدةً زمنيّاً لآلية سحبِ سلاحِ حزبِ الله وحصرِ السلاح بيد الدولة. والخُطةُ التي تُبحث الآن بين المسؤولين اللبنانيّين لا تتعلّق فقط بجنوب الليطاني بل بشماله أيضاً وبكلِّ لبنان، وذلك وَفق خطواتٍ مدروسةٍ ومتزامنة بين سحبِ السلاح وبين الإنسحابِ الإسرائيليِّ التدريجيّ من النقاط الخمس. إذاً المسارُ هذه المرة جِديٌّ، ولا مجالَ للعودة إلى الوراء. وهو ما يُفسّرُ لماذا يُطلقُ حزبُ الله النارَ على الدولة وأدائِها وسياستِها. فبعد الإنتقاداتِ التي وجّهها الأمينُ العامُ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قبل يومين إلى الدولة، كرّر الشيخ أحمد قبلان الإنتقاداتِ نفسِها، إذ اعتبر أنّ الدولة معدومةُ السيادةِ وإرادةِ القرار، وأنّ من يهمّه أمرُ الأمنِ والسيادة لا يضع عُنُقَه بيد واشنطن ومن خلفها إسرائيل. عليه، نسأل الشيخ قبلان من أوصل الدولةَ الى هنا؟ ومن استجرّ الإحتلالَ من جديد الى لبنان؟ ومن جعل الدولةَ لسنواتٍ وسنوات معدومةَ السيادةِ ومسلوبةَ القرار؟ ثم ألم يتضح للجميع أنّ سلاح حزب الله لم يستطع لا أن يحمي ولا أن يبني، وبالتالي فإنّ لا مجال أمام الدولةِ سوى العودةِ إلى المفاوضات الديبلوماسيّةِ، وتحديداً مع أميركا، لإنقاذ ما يمكن إنقاذُه؟ البداية من ردّ لبنان على ورقة بارّاك. فهل يتبلور الجوابُ المقنع أم يُتركُ لبنان لمصيره؟

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

الأسبوع الطالع يفتح أبوابه أمام جلسة تشريعية تعقد غدًا لمناقشة وإقرار ثلاثة عشر مشروع واقتراح قانون. ومعظم هذه البنود يكتسب أهمية كبيرة تحاكي حاجات الناس ولاسيما ما يتصل منها بتمكين البلديات وإعطاء منحة مالية للعسكريين وفتحِ اعتماد إضافي لصالح صندوق تعاضد القضاة وآخر لأفراد الهيئة التعليمية وإعفاءات للمتضررين من الحرب الإسرائيلية فضلاً عن اتفاقيتي قرض بين لبنان والبنك الدولي للإنشاء والتعمير.

ويفترض أن تسير الجلسة بسلاسة إلا إذا أصرَّ البعض على التشاطر و الزجّ باقتراحات على صلة مثلاً بقانون الانتخابات هي أصلاً تخضع حاليـًا للدرس والنقاش في بعض اللجان النيابية.

وفي الاسبوع الطالع أيضـًا تتواصل المشاورات على أعلى المستويات الرسمية توصلاً إلى صيغة مناسبة للرد اللبناني على ورقة الاقتراحات والأفكار الأميركية التي حملها الموفد توم برّاك خلال زيارته الأخيرة لبيروت. وفي هذا السياق أعلن رئيس الحكومة نواف سلام الذي زار عين التينة أمس انه سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري مجددًا مشيرًا إلى انه على تواصلٍ دائم مع رئيس الجمهورية جوزف عون. وإذ أكد ان الأفكار الأميركية ليست مـُنزلة شدد سلام في تصريحات صحفية على ضرورة تطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها في تشرين الثاني الماضي لوقف العمليات العدائية قائلاً إن تلك الخطوات يجب ان تـُنفذ وان لا مصلحة في الجدل حول أيٍّ سيأتي قبلاً. في المقابل شدد حزب اللـ بلسان الشيخ نعيم قاسم على أولوية تطبيق العدو الإسرائيلي اتفاق وقف اطلاق النار قبل المطالبة بنزع سلاح الحزب.

وعلى أرض الميدان كانت هذه الخروقات والاعتداءات تـُترجـَم اليوم غاراتٍ استهدفت بها المسيـّراتُ المعادية منازلَ في عيتا الشعب وراميا وميس الجبل. اما اعتداءاتُ اليوم السابق فرَسـَتْ حصيلتـُها على ثلاثة شهداء سقطوا في غاراتٍ مسيـّرة بين كونين ومحرونة.

في قطاع غزة أيضـًا عشرات الشهداء الجدد وأوامر وجـّهها جيش الاحتلال إلى السكان لإخلاء مناطق في شمال القطاع وفي أجزاء من مدينة غزة.

وعلى المسار السياسي يدفع الرئيس الأميركي باتجاه صفقة من شأنها وقف الحرب. وفي محاولة منه لإغراء بنيامين نتنياهو من أجل الانخراط في هذه الصفقة يضغط دونالد ترامب على القضاء الإسرائيلي لمنع إجراءات محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بتهم فساد. وبعدما وصف ترامب نتنياهو بأنه بطل حرب قال إن الإجراءات القضائية ستؤثر على قدرة (بيبي) على إجراء محادثات مع حماس وإيران. وكان من الطبيعي ان يسارع نتنياهو إلى تلقـّف هذا الدعم وهو كتب على منصة X: شكرًا ترامب.. معـًا سنجعل الشرق الأوسط عظيمـًا مرةً أخرى. وما هو عظيم لنتنياهو وكيانه وحلفائه حـُكمـًا لن يكون عظيمـًا للعرب ودولهم ومصالح شعوبها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«الحرس الثوري» يعلن مقتل «رفيق الظل» لسليماني في غارة إسرائيلية

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/29 حزيران/2025

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني، الأحد، مقتل القيادي في جهاز استخبارات ذراعه الخارجية، «فيلق القدس»، أبو الفضل (حسن) نيكويي، المعروف بالاسم الحركي «الحاج يونس» خلال الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران. ونقلت قناة «صابرين نيوز»، المحسوبة على جهاز الدعاية والإعلام التابع لـ«فيلق القدس»، أن نيكويي قتل في غارة جوية إسرائيلية نفذت قبل 11 يوماً، دون أن تقدم تفاصيل إضافية بشأن مكان أو ظروف مقتله. وأشارت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، إلى دوره البارز في قيادة العمليات العسكرية لقوات «فيلق القدس» في سوريا، ووصفت حضوره الميداني بأنه كان «محورياً ومؤثراً». وكشفت الوكالة عن العلاقات الوثيقة التي تربط بينه وبين القائد السابق لـ«فيلق القدس»، قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أميركية مطلع 2020. وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن هوية «رفيق الظل» لسليماني في وسائل الإعلام الإيرانية. وأعادت الوكالة التذكير بمقطع فيديو شهير يظهر فيه سليماني، وهو يتقدم إلى أحد الخطوط الأمامية خلال المعارك في سوريا، قبل أن يتدخل شخص لم يظهر في الفيديو، مطالباً سليماني بالتراجع. عندها ردّ قائلاً: «السيد أصغر، خجلاً... أتخيفني من الرصاص؟ أعرف أن يونس اتصل بك وطلب منك ألا تدعني أتقدم أكثر». وكشفت الوكالة أن الاسم الذي أشار إليه سليماني في حديثه، «يونس»، هو أبو الفضل نيكويي نفسه، مشيرة إلى أنه «أمضى ثماني سنوات في سوريا، وكان يعرفها ككف يده: جبالها وسهولها، صحاريها وقبائلها، مذاهبها ومناطقها. بل كان يعرف العديد من قادتها العسكريين والسياسيين شخصياً، ويدرك تفاصيل جغرافيتها وتحولاتها بدقة مدهشة». كما لفتت الوكالة إلى لقائه مع وفد من ممثلي وسائل الإعلام الإيرانية في سوريا، وقالت: «كان يعامل الإعلاميين، خصوصاً الإصلاحيين، بلطف خاص، ويشرح لهم أكثر، ليوصل رسالة واضحة: أن هذه المعركة لم تكن حزبية أو آيديولوجية، بل إنسانية ومقدسة». ويأتي الإعلان عن مقتل نيكويي بعد أيام من تأكيد «الحرس الثوري» مقتل محمد سعيد إيزدي، المعروف بلقبه الحركي «حاج رمضان» الذي كان مسؤولاً عن ملف فلسطين. وكذلك، بهنام شهرياري مسؤول إدارة عمليات تسليح الجماعات الحليفة لطهران في المنطقة، بما يشمل «حزب الله» اللبناني، وحركة «حماس»، و«الحوثيين» في اليمن. وقتل أيضاً العميد محمد رضا نصير باغبان، المعروف أيضاً باسم محسن باقري: كان يشغل حتى مقتله منصب نائب قائد استخبارات «فيلق القدس» وممثل المرشد الإيراني داخل جهاز استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني.

 

«أكبر شبكة خلال عقد»... ماذا وجد «الشاباك» لدى خلية «حماس» في الضفة؟

السلطات أوقفت 60 متهماً وقالت إنهم كانوا يخططون لهجمات قريباً

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط»/29 حزيران/2025

أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» أنه أحبط ما وصفه بـ«إحدى أكبر البنى التحتية» لحركة «حماس» في الخليل، جنوب الضفة الغربية، وهي واحدة من «أكبر الشبكات التي كشفت في العقد الأخير». وقال «الشاباك» إنه اعتقل، خلال عملية كبيرة استمرت 3 شهور، «أكثر من 60 من عناصر (حماس) كانوا يخططون لتنفيذ هجمات في المستقبل القريب، وخلال ذلك جرى اعتقال مُنفّذي هجمات سابقة أو ناشطين قدّموا المساعدة». ووفق البيان، الذي نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية باهتمام كبير، فإنه «على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، جرى تنفيذ نشاط يومي مكثّف من قِبل جهاز الأمن العام (الشاباك)، بالتعاون مع الجيش والشرطة، جرى، في إطاره، الكشف عن بنية تحتية كبيرة ومتشعبة وضخمة لحركة (حماس) في الخليل، والتي كانت تعمل على تنفيذ هجمات مختلفة في المستقبل القريب». وتحدثت تحقيقات «الشاباك» عن أنه «في إطار أنشطة هذه الشبكة التحتية، المكونة على الأقل من 10 خلايا، عمل مسؤولون كبار في (حماس)، معظمهم كانوا أسرى سابقين في السجون الإسرائيلية، على تجنيد وتسليح وتدريب عناصر إضافية من الحركة في المنطقة، بهدف تنفيذ هجمات إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة ضد أهداف إسرائيلية». ووفق الإعلام العبري، فإنّ مِن بين التهم للموقوفين، فإن «أعضاء هذه الخلايا أجروا تدريبات على إطلاق النار، وجمعوا معلومات استخباراتية عن أهداف إسرائيلية، وصنعوا متفجرات، وركّبوا عبوات ناسفة، وكانوا سيهاجمون أهدافاً في الضفة وإسرائيل». ويدور الحديث عن اعتقال 60، على الأقل، قدّموا - وفقاً لـ«الشاباك» - معلومات استخباراتية «واسعة النطاق، ما أدى إلى ضبط أسلحة (22 نوع سلاح مختلفاً)، و11 قنبلة يدوية، وعبوات وكمية كبيرة من الذخيرة، كما عُثر على مخبأ تحت الأرض يُستخدم لإيواء المطلوبين وتخزين الأسلحة».

أكبر قضية منذ عقد

وأفادت التحقيقات بمشاركة «معتقلين سابقين في هجماتٍ، وقعت في سنوات سابقة، أحدهم شارك في عملية إطلاق النار التي وقعت في 31 أغسطس (آب) 2010 عند مفترق بني نعيم في الخليل، والتي قُتل فيها 4 إسرائيليين، وآخرين مسؤولين في الخلية التي وجّهت الهجوم». وقال مسؤول كبير في «الشاباك» إن «هذه أكبر وأوسع قضية يُحبطها جهاز الأمن العام في الضفة الغربية منذ عقد». وأضاف: «معظم أعضاء هذه البنية التحتية كانوا مسجونين سابقاً في السجون الإسرائيلية، ولديهم خبرة في التحقيقات». ورأى أن «كشف هذه البنية التحتية يُمثل إحباطاً كبيراً لنيات (حماس) لتنفيذ سلسلة من الهجمات الخطيرة في إسرائيل». وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن لوائح اتهام خطيرة ستُقدَّم ضد المشتبه بهم، خلال الأيام المقبلة، تشمل «قيادة منظمة إرهابية، وتولِّي منصب إداري أو قيادي، ومحاولة القتل العمد، وأعمال قتل عمد».

محاولة نهوض في الضفة

وليست هذه هي المرة الأولى التي يجري الكشف فيها عن خلايا تعمل لصالح «حماس» في الضفة الغربية، لكن الواقعة تُسلط الضوء على محاولة «حماس» النهوض في الضفة بعد نحو عامين على حرب إسرائيلية تهدف إلى القضاء على الحركة في القطاع. ولطالما كانت «حماس» حاضرة في الضفة الغربية، وقد مرت بكثير من حالات المد والجزر، لكنها لم تختبر وضعاً أكثر تعقيداً من المرحلة الحالية التي جاءت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقال مصدر في «حماس» بالضفة الغربية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحركة كلها في وضع معقد وصعب وغير مسبوق»، مضيفاً أن «الملاحقة الإسرائيلية لقادة ومقدَّرات وقاعدة الحركة منذ السابع من أكتوبر، في قطاع غزة والضفة وفي الخارج، أضرّت بنا كثيراً». وشرح المصدر أن «الوضع الأمني طالما كان معقداً في الضفة، بخلاف قطاع غزة، والآن أكثر تعقيداً؛ فالملاحقة الأمنية المستمرة، ومتابعة الأموال توسعت، وقدرة الحركة على التحرك وتوفير الأموال نضبت إلى حد كبير. ثمة أزمات مركبة وعميقة».ومع ذلك عبّر المصدر عن اعتقاده أن «الأزمة ستمر؛ الملاحقات الأمنية والاعتقالات والاغتيالات مستمرة منذ نشأت الحركة، ولم تنجح يوماً في القضاء عليها، هذه حرب قديمة جديدة مستمرة».

كيف بدأت «حماس» في الضفة؟

ووجود «حماس» في الضفة الغربية بدأ مع انطلاقتها عام 1987، وقد ركزت الحركة نشاطها بداية على استقطاب الفلسطينيين عبر المساجد، ثم راحت تُنفذ عمليات إطلاق نار، وحاولت خطف جنود كذلك. وبرزت «حماس» في الضفة مع نجاحها في تنفيذ عمليات تفجيرية بإسرائيل، وتطورت هذه العمليات، بشكل كبير، مع بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، قبل أن تنخرط الحركة في الانتخابات التي جرت عام 2006، وتختار قيادات سياسية من الضفة لخوض الانتخابات التشريعية التي فازت فيها آنذاك على حركة «فتح»، معززة حضورها السياسي. ويمكن القول إنه قبل الانقسام الفلسطيني عام 2007، كان نشاط «حماس» في الضفة رسمياً وعلنياً وواسعاً، لكن بعد الانقسام جرى منع أي نشاط للحركة، واعتقلت السلطة عناصر الحركة ولاحقت أموالها وأسلحتها في كل مكان، وجرّدتها من مؤسساتها في حرب داخلية ساعدت في إضعاف الحركة بالضفة. وقال مصدر أمني فلسطيني إن «أجندة (حماس) كانت دائماً خلف الفوضى هنا (في الضفة)، وهذا هو الذي تصدّت له السلطة، وليس للحركة نفسها». وقبل السابع من أكتوبر وبعده، ظل محظوراً على «حماس»، بشكل رئيسي، استخدام السلاح لأي سبب، وقاد هذا إلى مواجهات مع السلطة، لكن رغم ذلك، وحتى بعد السابع من أكتوبر شنت خلايا «حماس» عمليات في الضفة ضد أهداف إسرائيلية، لكنها لم تكن بحجم توقعاتها. وقال مصدر فلسطيني مطّلع في الضفة إن قيادة الحركة في غزة «كانت تراهن على حضور أكبر في الضفة يمكن له أن يساعد في قلب الموازين». ولم يتردد قادة «حماس» السياسيون والعسكريون على حد سواء، منذ اللحظة الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، بدعوة الضفة الغربية للدخول على خط المعركة، وهو وضع لم يحدث.ودخول ساحة الضفة على خط التصعيد كان هاجساً إسرائيلياً، طيلة فترة الحرب، وحذَّر «الشاباك» مراراً من أن انتفاضة ثالثة محتملة، ومن أن خلايا «حماس» النائمة قد تتحرك. وقال «الشاباك» إنه تمكّن من إحباط 1040 «عملية إرهابية كبيرة» في الضفة عام 2024، مِن بينها 689 عملية إطلاق نار، و326 عملية تفجير، و13 عملية طعن، و9 عمليات دهس، وعمليتا انتحار، وعملية خطف.

 

أوسع إخلاء إسرائيلي في غزة منذ شهور... وترمب يدفع نحو هدنة

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: قد نكون أقرب لاتفاق جزئي في إطار مقترح ويتكوف

غزة: «الشرق الأوسط»/29 حزيران/2025

ما زالت الأوضاع في قطاع غزة تراوح مكانها مع تصاعد الحرب الإسرائيلية، مقابل اتصالات ودعوات لوقف إطلاق النار. بينما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء هي الأكبر، منذ شهور، في مدينة غزة وشمالها، حيث كان في السابق يطلب من سكان شمال القطاع فقط المغادرة. ونشر الجيش الإسرائيلي عبر حساباته في شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك من خلال مناشير ألقتها طائرات مسيّرة، خريطة إخلاء جديدة يطلب فيها من مئات الآلاف من الغزيين في أجزاء من مدينة غزة، وتحديداً أحياء الزيتون والصبرة والتفاح والدرج، بالإخلاء فوراً باتجاه الجنوب إلى المواصي، كما طلب بإخلاء مناطق طلب سابقاً إخلائها مع توسيع جديد عليها في مناطق جباليا البلد والزرقاء وأبو إسكندر. وتعتبر هذه أكبر عملية إخلاء لمدينة غزة وشمالها منذ أشهر، إذ تركزت أوامر الإخلاء على شمال القطاع وبعض أجزاء شرق المدينة بالنزوح غرباً بالقرب من ساحل المدينة تحديداً.

ولا يعرف سكان تلك المناطق أين سيتجهون، خصوصاً أن مناطق غرب مدينة غزة مكتظة بالنازحين من مناطق متفرقة. لكن الجيش الإسرائيلي تحدث بشكل واضح عن نيته الدخول لعمق مدينة غزة وربما الوصول إلى غربها، ولذلك طالب السكان بالتوجه إلى المواصي التي وصفها مجدداً بأنها منطقة إنسانية رغم أن قواته تعمل بالقرب منها في خان يونس، وسكانها يتعرضون من حين لآخر إلى إطلاق نار من الدبابات أو الطائرات المسيرة، أو من خلال القصف الجوي على خيام النازحين، وغيرها من الإجراءات العسكرية التي تقوم بها.

أقرب لاتفاق جزئي

ورغم حالة التفاؤل الأميركي، وخصوصاً من الرئيس دونالد ترمب، بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق قريباً، فإن مصادر فلسطينية من «حماس» وخارجها من فصائل أخرى، تؤكد أنه «لا يمكن الحديث عن اختراق حقيقي بسبب تعنت إسرائيل في إبداء إيجابية واضحة وأكبر تجاه المطالب الرئيسية المتعلقة بشكل أساسي بوقف الحرب بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل مناطق قطاع غزة، إلى جانب إعادة الإعمار ورفع الحصار». ودعا ترمب في منشور جديد، الأحد، إلى العمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وتقول المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأمل لم ينقطع بإمكانية التوصل إلى اتفاق، لكننا قد نكون أقرب لاتفاق جزئي ضمن ما عرضه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مع إجراء تعديلات كانت المقاومة طلبتها وتتعلق بضمانة تمرير الـ60 يوماً المحددة، بشكل كامل دون أي خروقات إسرائيلية». وأضافت أن الفصائل طالبت كذلك «أن يتم توزيع أيام إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين على مدار أيام الهدنة، إلى جانب العمل بالبروتوكول الإنساني المعتمد خلال وقف إطلاق النار السابق في يناير (كانون الثاني) 2025، الذي لم تلتزم به إسرائيل كاملاً». ووفقاً للمصادر، فإنه «من المبكر الحديث عن حدوث اختراق، لكن الاتصالات واللقاءات مستمرة وقد تكون في بعض الأيام على مدار الساعة وحثيثة جداً من أجل محاولة الوصول إلى اتفاق».

تعنت إسرائيلي

وقالت المصادر من «حماس» إن «الاتفاق يمكن الوصول إليه بسهولة، في حال كان هناك تجاوب إسرائيلي واضح بشأن ما يطرح من قِبَلنا ومن قِبَل الوسطاء»، مشيرةً إلى أن الحركة قدمت الكثير من التنازلات من أجل محاولة التوصل إلى اتفاق إلا أنه في كل مرة يخرج نتنياهو ويرفضها ويقلب الطاولة على الجميع. وفق قولها. وأضافت: «قيادة (حماس) منفتحة جداً على التوصل إلى اتفاق وترغب في ذلك، لوقف العدوان والقتل اليومي بحق أهالي قطاع غزة، لكن إسرائيل هي من تتعنت، وتريدنا أن نوافق على اتفاق استسلامي انهزامي، وهذا ما نرفضه ولن نقبل به». ورأت المصادر أن إدارة ترمب «قادرة على أن تفرض موقفها على إسرائيل كما فرضته في الاتفاق بشأن إيران واليمن ولبنان، لكنها ما زالت تتلاعب، وترفض أن تكون منصفة للفلسطينيين وتسمح لنتنياهو أن يفعل ما يحلو له»، متوقعة أنه «في حال نضوج الاتصالات واللقاءات الجارية أن تعقد خلال الأيام المقبلة جولة جديدة من المفاوضات تستمر لأيام عدة في الدوحة أو القاهرة، بوجود وفود (حماس) وإسرائيل، والوسطاء، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف». ويتزامن هذا الحراك السياسي مع تصاعد ملحوظ في الهجمات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، خصوصاً بعد توقف تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران. ورغم أنه خلال فترة الحرب مع إيران لم تتوقف العمليات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، ولم ينخفض عدد الضحايا يومياً بشكل كبير، فإنه بعد انتهائها زاد الحراك العسكري على الأرض، وعادت عمليات نسف المنازل بشكل كبير، كما عادت عمليات القصف الجوي بشكل مكثف، والاستهدافات المركزة (الاغتيالات) في بعض الأحيان، في حين أنه خلال فترة تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، كان أكثر الضحايا من منتظري المساعدات، بينما توقف العمل البري بشكل كبير جداً، وكذلك تراجعت الهجمات الجوية.

اغتيال أبو عمر السوري

وتمكنت إسرائيل، ليل الجمعة - السبت، من اغتيال حكم العيسى، الشهير بـ«أبو عمر السوري»، وهو أحد قادة المجلس العسكري الأعلى في «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، وكان مقرباً جداً من قائد «القسام» الراحل محمد الضيف. كما اغتالت إسرائيل قيادات ميدانية أخرى بدرجات متفاوتة من الأهمية من «حماس» و «الجهاد الإسلامي» وفصائل أخرى، كما عادت لعمليات الانتقام من أقارب بعض القيادات والنشطاء البارزين في تلك الفصائل، كما جرى مع عائلة «أبو هين» التي قتلت منها زوجة قيادي سابق في «القسام» اغتيل عام 2003، وكذلك اثنين من أبنائها الذين قادوا المعارك في حي الشجاعية خلال الأشهر الماضية.

 

طهران تطلب من الأمم المتحدة الاعتراف "بمسؤولية" إسرائيل وواشنطن في الحرب الأخيرة

المدن/29 حزيران/2025

 طلبت طهران من الأمم المتحدة الاعتراف بمسؤولية إسرائيل وواشنطن في الحرب التي استمرّت 12 يوما ضدّ إيران وانتهت في 24 حزيران بوقف لإطلاق النار، وفقا لرسالة وجّهها وزير الخارجية عباس عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ونُشرت اليوم' كما ذكرت وكالة "فرانس برس ".

وقال عراقجي في الرسالة :"نطلب رسميا من مجلس الأمن الدولي الاعتراف بالكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة باعتبارهما البادئَين في العمل العدواني والاعتراف بمسؤوليتهما اللاحقة، بما في ذلك دفع تعويضات وإصلاحات".

 

قائد الجيش الإيراني: لدى طهران "شكوك جديّة" بشأن التزام إسرائيل بالهدنة

وطنية/29 حزيران/2025

عبّر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي عن "شكوك جديّة" لدى طهران حيال إمكان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار الذي وضع حدا للحرب بين الطرفين في وقت سابق هذا الشهر. ونقل التلفزيون الرسمي عن موسوي قوله: "لم نبدأ نحن الحرب لكننا ردينا على المعتدي بكل قوتنا ولدينا شكوك جدية حيال امتثال العدو لالتزاماته بما في ذلك وقف إطلاق النار. ونحن على استعداد للرد بقوة" إذا تعرّضت إيران للهجوم مجددا.

 

ترامب: لا علم لي باتفاق تطبيع بين سوريا وإسرائيل

المدن/29 حزيران/2025

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه لا يعلم ما إذ كانت سوريا ستوقع اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فيما أكد تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل.

رفع العقوبات

وقال ترامب في مقابلة مع "فوكس نيوز"، إنه رفع العقوبات عن سوريا، وسيرفع المزيد من العقوبات "التي ستحدث فرقاً"، إذ نجحت دمشق، في التحلي بالسلام، كما نفى علمه ما إذ كانت دمشق ستوقّع اتفاقاً للتطبيع مع تل أبيب. وذكر أن هناك عدداً من الدول تريد الانضمام إلى "اتفاقات أبرهام"، لكن إيران كانت هي "المشكلة". وكان ترامب قد حثّ نظيره السوري أحمد الشرع، على الانضمام "اتفاقات أبراهام" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك خلال اللقاء التاريخي الذي جمع الزعيمين في العاصمة السعودية الرياض، في أيار/مايو، غداة إعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن دمشق.

نقل اليوارنيوم

في سياق آخر، أكد ترامب تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالضربات الأميركية، وأن طهران كانت تسعى لتطوير قنبلة نووية لاستخدامها، ولذلك تحركت الولايات المتحدة من أجل القضاء على ذلك التهديد، وكانت بحاجة لذلك. وقال إن الإيرانيين كانوا على بعد أسابيع من امتلاك قنبلة نووية، لكن بعد أن تم تدمير منشآتهم النووية بالضربات، فإن آخر شي يفكرون فيه هو العودة إلى المشروع النووي، وفق تعبيره. وعن احتمالية نقل إيران لليورانيوم المخصب، قال الرئيس الأميركي: "نقل اليورانيوم صعب وخطير ولم نمنح إيران الوقت الكافي لفعل ذلك"، كما شدد على أن الإيرانيين لم يخرجوا "أي شيء من منشأة فوردو قبل ضربها"، وأضاف أن "هناك آلاف أطنان الصخور المحطمة في منشأة فوردو والمكان كله مدمر". وأكد أن الولايات المتحدة فرضت الكثير من العقوبات على إيران، "وإن أظهروا السلام سنرفعها". وهاجمت إسرائيل لـ12 يوماً، بدءاً من 13 حزيران/يونيو، مواقع نووية وعسكرية إيرانية، بزعم منع طهران من امتلاك قنبلة نووية، قبل أن تنضم الولايات المتحدة للهجمات وتستهدف 3 منشآت نووية إيرانية رئيسية، لتنتهي بعدها هجمات الطرفين باتفاق لوقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب. والخميس الماضي، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن الأضرار التي لحقت بمنشآت بلاده النووية بعد 12 يوماً من الحرب مع إسرائيل "كبيرة". ووفق لتقرير استخباراتي أميركي، فإن ضربات واشنطن، عطّلت البرنامج النووي لبضعة أشهر فقط، إلا أن ترامب قلّل من أهمية التقرير، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني تراجع "عقوداً".

 

نتنياهو: "النصر" على إيران يوفر "فرصا" للإفراج عن الرهائن في غزة

وطنية/29 حزيران/2025

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع مصور بثه مكتبه مساء الأحد أن "النصر" على إيران يوفر "فرصا" للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، كما نقلت وكالة "فرانس برس ".

وقال نتنياهو: "أريد أن أعلن لكم، كما تعملون على الأرجح، أن فرصا عديدة توافرت الآن إثر انتصارنا. قبل كل شيء، لتحرير الرهائن".

 

حرب غير مسبوقة: أهداف إسرائيل وواقع إيران

المدن/29 حزيران/2025

شكلت حرب الأيام الـ12 بين إسرائيل وإيران محطة فارقة في تاريخ الصراع بين الطرفين، ليس فقط على صعيد التدمير المادي الذي طال المنشآت النووية والباليستية الإيرانية، بل أيضاً لجهة إعادة صياغة معادلات الردع في الشرق الأوسط. لم تخض إسرائيل تلك الحرب بدافع الرغبة في مغامرة عسكرية عابرة، بل انطلقت من رؤية تستهدف ضرب "ركائز الوجود الاستراتيجي الإيراني"، وفق توصيف كبار مسؤوليها، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أورين مارمورستاين: "عملنا بسبب تهديدين وجوديين: الأول هو النووي، إذ كانت إيران عند الساعة الحادية عشرة من امتلاك قنبلة نووية، والثاني هو التهديد الباليستي، حيث كانت طهران على وشك أن تصبح المنتج الأول عالمياً للصواريخ الباليستية، بما في ذلك صواريخ قادرة على الوصول إلى لندن".

ويمكن القول إن إسرائيل سعت من خلال هذه الحرب إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، يأتي في مقدمتها تفكيك قدرات الردع الإيرانية، سواء عبر البرنامج النووي أو ترسانة الصواريخ بعيدة المدى، بما يشمل الصواريخ العابرة للقارات، وقال مارمورستاين: "كان لا بد من شل القدرة الإيرانية على تهديد أوروبا وإسرائيل، فالخطر كان وجودياً بحق". كما أرادت اسرائيل تحجيم النفوذ الإيراني الإقليمي من خلال توجيه ضربات مباشرة إلى قواعد ومنشآت الحرس الثوري والباسيج، وهو ما انعكس على تراجع فعالية "محور المقاومة"، بالإضافة إلى إعادة صياغة قواعد الاشتباك مع طهران بحيث يكون أي تطوير إيراني لقدراتها سبباً مباشراً لضربات استباقية إسرائيلية. ورأى مارمورستاين أن العملية حققت "نجاحاً فاق التوقعات، في الليلة الأولى وحدها، دمرنا القيادة العليا للنظام الإيراني، هذه كانت ضربة لا تقل تأثيراً عن إسقاط قيادة الفيرماخت في بدايات الحرب العالمية الثانية".

وعلى الرغم من الخطاب الرسمي الإيراني الذي سعى لتظهير الحرب كـ"انتصار سياسي وأخلاقي"، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى تعرض إيران لضربة استراتيجية مركبة، خاصة في المجال النووي، حيث أقر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، "تعرضت منشآتنا النووية لأضرار كبيرة وخطيرة ستتطلب سنوات من العمل لإعادة تأهيلها". وأكدت اسرائيل أن الضربات أدت إلى تدمير أكثر من نصف منصات الإطلاق ومنشآت إنتاج صواريخ "خرمشهر" ذات الرؤوس الثقيلة، كما أشار مارمورستاين إلى أن العملية نجحت في "تحييد القيادة العليا للنظام في الساعات الأولى من الحرب، وهو ما عجزت عنه قوى كبرى عبر سنوات".

وبالرغم من تأكيد المرشد الإيراني علي خامنئي، أن صمود الجمهورية الإسلامية في وجه العدوان كان هو النصر الحقيقي"، وأن "العدو لم يحقق أياً من أهدافه"، إلا أن مراقبين رأوا في ذلك محاولة لطمأنة الداخل في ظل حملة قمع واسعة شملت اعتقالات طالت مئات النشطاء والسياسيين، وإعدامات متسارعة بحق معارضين، ونشر مكثف للحرس الثوري والباسيج في المناطق المضطربة. ورغم القمع، خرجت أصوات معارضة عبر مواقع التواصل، وقال الرئيس مسعود بزشكيان في كلمة بمجلس الشورى "هذه الحرب فتحت نافذة للتغيير يجب ألا نهدرها، نحن بحاجة إلى مراجعة عميقة لمنهج حكمنا وعلاقاتنا الخارجية". وعلى الصعيد الإقتصادي أحدثت الحرب الأخيرة شللاً واسعاً في الاقتصاد الإيراني، فقد انهارت قيمة الريال إلى مستويات تاريخية، وارتفعت معدلات البطالة والفقر، فيما تعثرت حركة التصدير والاستيراد مع إعادة فرض العقوبات الغربية بأشكال أكثر صرامة.

وقال الخبير الاقتصادي الإيراني المقيم في دبي، سعيد جعفري، لوكالة "رويترز"، إن "ما حدث لإيران اقتصادياً بعد الحرب يوازي في أبعاده الاقتصادية ما جرى للعراق بعد حرب الخليج الثانية، الاقتصاد دُمّر، وتوقف النشاط الصناعي، وهربت رؤوس الأموال".

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، تبدو دول الخليج في موقع المراقب الحذر، فهي وإن كانت ترى في إضعاف إيران فرصة لتعزيز أمنها، إلا أنها تخشى من الفوضى التي قد تجرها أي محاولة لإسقاط النظام. ووجدت دول أوروبا نفسها أمام معضلة، فهي تشاطر إسرائيل قلقها من البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، لكنها تدعو إلى حل دبلوماسي مستدام بدلاً من الانزلاق نحو حروب متكررة، أما الولايات المتحدة، فقد انزلقت إلى ساحة المعركة بعد تردد، محاولة موازنة التزاماتها تجاه إسرائيل مع مخاوفها من التورط في حرب إقليمية واسعة النطاق.

في المحصلة تواجه إيران اليوم خيارين أحلاهما مر، يتجسد الأول في المواجهة والتشدد عبر إعادة بناء منظومتها الدفاعية، وهو ما قد يغرقها في عزلة واستنزاف طويل الأمد، لكنه الخيار الأقرب لطريقة تفكير المرشد الأعلى، فيما يتمحور الخيار الثاني حول الإصلاح والانفتاح كما دعا بزشكيان إلى "انتهاز الفرصة لتصحيح المسار والانفتاح على العالم"، وفي كلا الحالتين، لم تعد إيران كما كانت، والشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة ستتضح ملامحها في قادم الأيام.

 

تركيا وإسرائيل تتجنبان التصعيد في سوريا وسط وساطات أميركية

المدن/29 حزيران/2025

تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة في ظل تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل، وسط جهود أميركية وأذربيجانية للوساطة وخفض التصعيد بين الطرفين، اللذين تتقاطع مصالحهما وتتناقض في الوقت نفسه داخل سوريا، على وقع تداعيات الحرب في غزة. وفي تصريح لافت، أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي هذا الأسبوع أن إسرائيل وسوريا على تواصل شبه يومي، قائلاً في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية "هناك حوار يومي مباشر على جميع المستويات بين إسرائيل والنظام في سوريا"، وأشار هنغبي إلى أن سوريا مرشحة للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام الموسعة، التي ساهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إبرامها عام 2020، خلال ولايته السابقة. يأتي هذا الإعلان بعد تكثيف الغارات الإسرائيلية داخل سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد، وكان أبرزها استهداف قاعدة "تي فور" الجوية قرب تدمر، تزامناً مع استعدادات تركية للتقدم في المنطقة، ما دفع إلى جهود وساطة أميركية وأذربيجانية لتجنب مواجهة مباشرة بين أقوى جيشين في المنطقة. في موازاة ذلك، تستضيف أذربيجان محادثات خفض التصعيد بين إسرائيل وتركيا، في وقت تؤكد التقارير أن الجانبين توصلا إلى تفاهمات أولية حول آليات تجنب الاشتباكات وتعزيز التنسيق الثلاثي مع باكو. وأكدت مصادر مطلعة لموقع "مونيتور" أن خطاً ساخناً يربط جيشي تركيا وإسرائيل لتفادي المواجهات داخل سوريا، حيث ساعدت اتصالات بين طائرات الجانبين في تجنب صدام خلال غارات قرب القصر الرئاسي في دمشق الشهر الماضي، لكنها شككت في إمكانية التوصل إلى اتفاق واضح حول الخطوط الحمراء، خاصة مع معارضة إسرائيل القاطعة لإنشاء قواعد عسكرية تركية أو نشر أنظمة دفاع جوي ورادارات تهدد حرية تحليقها فوق سوريا. وتشير المصادر إلى أن أنقرة تعتبر استقرار سوريا حجر الزاوية لأمنها القومي، وتخشى أن "تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة إلى تقويض حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي وصل إلى السلطة بدعم تركي". في المقابل، تخشى إسرائيل من تعاظم التحالف التركي-السوري، بما يوفر ملاذاً آمناً للفصائل الجهادية قرب الجولان، كما تعارض أي وجود عسكري تركي يعزز النفوذ الإسلامي في المنطقة، خاصة مع شكوكها تجاه خلفية الشرع وعلاقاته مع الفصائل السنية المتشددة، حسب المصادر. ورغم الخلافات، يجمع الطرفين هدف مشترك هو احتواء النفوذ الإيراني المتجدد في سوريا، والذي زاد بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة لإيران، وبينما أدان أردوغان القصف الإسرائيلي لإيران، امتنع عن إدانة قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية، في دلالة على تباين المصالح بين أنقرة وطهران. وأحدثت مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحولاً مفاجئاً، إذ شجع خلال لقائه بنيامين نتنياهو في نيسان/ابريل على نهج "أكثر عقلانية" تجاه تركيا، وتجلى ذلك في تعيين توم باراك مبعوثاً خاصاً إلى سوريا ورفع العقوبات الأميركية عن دمشق، رغم اعتراضات إسرائيلية قوية. ونشط باراك في تهدئة التوترات، فزار سوريا وإسرائيل وقطر والسعودية ولبنان، ويستعد للتوجه إلى أربيل للقاء مسرور بارزاني ومظلوم كوباني، في إطار جهود لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وفق موقع "مونيتور". ويتوقع أن تشهد أربيل اجتماعاً بين باراك وكوباني، في سياق مساع لدعم محادثات دمج مؤسسات الإدارة الذاتية الكردية ضمن هيكل الحكومة السورية، وتُعد أربيل مركزاً لدعم لوجستي أميركي في شمال شرق سوريا، بفضل شراكة طويلة الأمد مع عائلة بارزاني. وتدعم تركيا اتفاق 10 آذار/مارس بين الشرع ومظلوم كوباني، قائد قوات سوريا الديمقراطية، لتكريس وحدة الأراضي السورية مقابل حقوق ثقافية وسياسية محدودة للأكراد، رغم استمرار الخلاف بشأن دمج القوات الكردية في الجيش السوري. ولا تزال محادثات خفض التصعيد بين إسرائيل وتركيا بطيئة، وسط خلافات عميقة حول طبيعة الوجود العسكري التركي في سوريا ومستقبل التعاون مع الأكراد، ومع ذلك، يرى محللون أن تركيا قد تمتلك أوراقاً أقوى من إسرائيل في إعادة تشكيل سوريا ما بعد الحرب، خاصة مع الدعم الأميركي المتزايد لمصالحها في المنطقة.

 

الرئيس الايراني: مستعدون لفتح صفحة جديدة على صعيد العلاقات مع الدول الجارة في الخليج

وطنية/29 حزيران/2025

اكد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان، على "استعداد ايران للتعاون الشامل مع مجلس تعاون الخليج الفارسي، وان تفتح عبر هذا المسار، صفحة جديدة على صعيد علاقاتها في المنطقة ذاتها؛ وذلك في ظل الحاجة الملحة الى تعزيز الاواصر وتطوير التعاون بين الدول الاسلامية". وتقدم  في تصريح خلال ترؤسه اليوم ، اجتماع مجلس الوزراء؛ "بالتحية والاجلال الخاص من سماحة قائد الثورة الاسلامية لقاء توجيهاته الحكيمة خلال حرب الاثني عشر يوما العدوانية الصهيونية، وقيادته العليا للمقاومة الوطنية ضد هذا العدوان". و اثنى الرئيس بزشكيان على "دور مراجع الدين والعلماء والوجهاء والنخب العلمية والاكاديمية والمفكرين والفنانين والاعلاميين، لقاء جهودهم وتضامنهم ودعمهم للحكومة والقوات المسلحة في صد العدوان الصهيوني الارهابي". ونوه بـ "دور الرعايا الايرانيين المقيمين في الخارج، ومواقفهم المناصرة للوطن وتاكيدهم على التضامن والتمسك بالاواصر الوطنية التي تربطهم ببني جلدتهم في الداخل". واذ اكد الرئيس بزشكيان على "استعداد الجمهورية الاسلامية لترسيخ علاقات شاملة مع مجلس تعاون الخليج الفارسي، واضافة صفحة جديدة على صعيد الاواصر مع دول الجوار في هذه المنطقة"، اكد بان "هكذا رؤية تاتي بناء على الضرورة الملحة للتضامن وتطوير التعاون الشامل بين الدول الاسلامية".

 

سفير إيران في الأمم المتحدة: مفتشو الوكالة الدولية موجودون في إيران في ظروف آمنة

وطنية/29 حزيران/2025

نفت إيران توجيه أي تهديد لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها، وقال السفير الإيراني في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في مقابلة مع شبكة سي بي إس الأميركية اوردتها " فرانس برس": "كلا، ليس هناك أي تهديد" للمدير العام أو المفتشين"، مؤكدا أن "مفتشي الوكالة موجودون في إيران في ظروف آمنة".

 

"العصفور المفترس": ضربة إسرائيلية سرية لإيران

المدن/29 حزيران/2025

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً موسّعاً كشفت فيه تفاصيل ما وصفته بحرب رقمية موازية تقودها جماعة هاكرز متحالفة مع إسرائيل تُدعى "العصفور المفترس"، استهدفت البنية التحتية المالية الإيرانية، وأسفرت عن تعطيل واسع النطاق في الخدمات المصرفية والتعاملات بالعملات الرقمية، مما تسبّب بشلل جزئي لاقتصاد البلاد الذي يعاني أصلًا تحت وطأة العقوبات الأميركية. في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل والولايات المتحدة تشنّان غارات على مواقع نووية إيرانية، ظهر ميدان جديد للمعركة يتمثل في النظام المالي الإيراني، بحسب مسؤولين إسرائيليين ومصادر مطلعة. وتُعد هذه الهجمات جزءاً من جهود أوسع لمنع طهران من تجاوز العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ عقود، بسبب برنامجها النووي ودعمها لجماعات إسلامية مسلحة. جماعة "العصفور المفترس" التي تنشط تحت هوية مجهولة وتستخدم منصة X للإعلان عن عملياتها، أعلنت مسؤوليتها عن هجمات استهدفت بنك "سپه" الحكومي الإيراني الذي يُعد من البنوك المرتبطة بالقوات المسلحة الإيرانية، ويُستخدم لدفع مستحقات للموردين الأجانب. وقد تسبب الهجوم في تعطيل خدماته الإلكترونية وأجهزة الصرف الآلي. وأقرت وسائل إعلام إيرانية رسمية بحجم الضرر. كما استهدفت الجماعة منصة "نوبیتکس "Nobitex، أكبر بورصة للعملات المشفرة في إيران، والتي يعتمد عليها الإيرانيون لتحويل أموالهم إلى الخارج. وتمكن القراصنة من استخراج ما يُقدر بـ100 مليون دولار من أموال المستخدمين، مما أجبر المنصة على التوقف عن العمل. وقال قراصنة "العصفور المفترس" في تغريدة: "أيها الشعب النبيل في إيران، اسحبوا أموالكم قبل فوات الأوان"، مشيرين إلى أن الهجوم موجّه ضد ما وصفوه بـ"شرايين الحياة المالية" لـ"الحرس الثوري الإيراني". ورداً على هذه الهجمات، أقدمت السلطات الإيرانية على تعطيل واسع للأنشطة الرقمية داخل البلاد، وحظرت مواقع أجنبية، ووجهت تحذيرات للمواطنين من استخدام الهواتف أو التطبيقات الأجنبية التي قد تكون وسيلة لجمع معلومات من قبل أجهزة استخبارات إسرائيلية. كما تم منع المسؤولين الحكوميين من استخدام الحواسيب المحمولة والساعات الذكية. وقد شهدت البلاد حالة من الهلع الشعبي. وقال أحد صرافي العملات في طهران ويدعى محمد قربانیان، والذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في وقت سابق، إنه يفضّل قطع الإنترنت بالكامل خوفاً من التجسس.

لم تؤكد جماعة "العصفور المفترس" إن كانت تعمل رسمياً لحساب إسرائيل، إلا أن محللين مثل ديدي لافيد، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني الإسرائيلية Cyvers، يرون أن مستوى الاحترافية واختيار الأهداف يشير إلى أنها جهة مدعومة من دولة، وعلى الأرجح إسرائيل. وأكد مسؤولون في المكتب الوطني الإسرائيلي لمكافحة تمويل الإرهاب أنهم لا يملكون دليلاً مباشراً على صلة الجماعة بالحكومة الإسرائيلية، لكنهم شددوا على أن استهداف البنية الاقتصادية التي يستخدمها "الحرس الثوري" يُعد جزءاً من الاستراتيجية الإسرائيلية الأوسع.

 

خان يونس تحت النار والاحتلال يعجز عن الحسم الميداني

المدن/29 حزيران/2025

أكدت القناة 13 الإسرائيلية أن قيادة الجيش تعتبر أن الحرب في قطاع غزة "بلغت حدّها"، مشيرة إلى أن المؤسسة العسكرية ترى أن العمليات الحالية وصلت إلى مرحلة تستوجب مراجعة شاملة للمسار الميداني والسياسي، فيما يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدفع نحو استمرار القتال، مؤكداً على ضرورة مواصلة الضغط العسكري ما لم يتم التوصل إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى والمختطفين. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الجيش يعارض بشدة خيار احتلال غزة بالكامل، محذراً من عواقب كارثية لمثل هذه الخطوة، وأوصت قيادة الجيش، وفي مقدمتها رئيس الأركان، القيادة السياسية بالتركيز على إبرام صفقة تبادل أسرى باعتبارها السبيل الأجدى لإنهاء الأزمة، مع ضرورة وضع خطة واضحة للخطوات المقبلة في القطاع. وشهدت غزة تصعيداً عسكرياً واسعاً، ركز خلاله الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية والقصف المدفعي على حي التفاح وجباليا البلد والنزلة في شمال القطاع، ما أسفر عن تدمير أكثر من 15 منزلاً ونزوح واسع للأهالي.

وأفادت مصادر طبية في غزة باستشهاد 47 فلسطينياً في غارات متفرقة منذ فجر اليوم، بينهم 5 شهداء في قصف استهدف منطقة الشيخ ناصر شرقي خان يونس، بينما استشهد آخرون في غارات على جباليا وحي التفاح.

في المقابل، كثفت المقاومة الفلسطينية عملياتها، وأعلنت كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس مسؤوليتهما عن قصف مكثف استهدف تجمعات وآليات إسرائيلية في منطقة الأوروبي وقيزان النجار ومعن جنوب خان يونس بقذائف الهاون، وقالت الكتائب إن عملياتها أسفرت عن إصابات مؤكدة في صفوف الجنود. ووسط هذا التصعيد، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع حدث أمني خطير في خان يونس، لم يُكشف عن تفاصيله بسبب القيود المشددة التي فرضتها الرقابة العسكرية، وأفادت التقارير بتبادل كثيف لإطلاق النار في موقع الحدث، وسط تقديرات بأن العملية قد تكون استهدفت وحدة إسرائيلية خاصة أو موقعاً حساساً، ما زاد من ارتباك المؤسسة الأمنية والعسكرية. وأكدت مصادر إسرائيلية للقناة 13 أن الجيش يجري تحقيقات موسعة للوقوف على ملابسات الحدث، في وقت أعلن فيه عن مقتل جندي من كتيبة الهندسة القتالية "601" خلال معارك في جباليا شمال القطاع، وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجندي قتل صباح اليوم، ليرتفع عدد قتلى الجيش منذ استئناف القتال في آذار/مارس إلى 30 جندياً، بينهم 21 قضوا بعبوات ناسفة. وفي ظل استمرار العدوان، حذر مدير الإغاثة الطبية في غزة من كارثة صحية غير مسبوقة، مع تسجيل تزايد مقلق في حالات الحمى الشوكية بين الأطفال، في وقت تعاني فيه المنظومة الصحية من شلل شبه كامل، وأكد المسؤول الطبي الحاجة العاجلة لمياه نظيفة وأدوية ومضادات حيوية، محذراً من تفشي الأمراض في مراكز الإيواء المكتظة. واتهمت حركة حماس الجيش الإسرائيلي بممارسة "السادية الوحشية"، بعد استهداف طائرة مسيّرة لمواطن فلسطيني كان يحمل كيس طحين في حي الشجاعية، وهو ما اعتبرته الحركة دليلاً إضافياً على سياسة التجويع الممنهج بحق السكان، من جانبها، وصفت اليونيسيف ما يجري في غزة بأنه "عار على المجتمع الدولي"، منددة بفشل العالم في حماية المدنيين وإنقاذهم من المجاعة والقتل. وعلى الصعيد السياسي، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام كريستوف بيجو جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشدداً على خطورة الوضع الإنساني وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي ورفع العراقيل أمام دخول المساعدات، وأكدت مصر استعدادها لاستضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة فور التوصل إلى اتفاق.

 

إلغاء محاكمة نتنياهو وسط ضغوط أميركية وتحركات إقليمية متسارعة

بتول يزبك/المدن/29 حزيران/2025

أفادت "القناة 12" الإسرائيلية، بأن السلطات القضائية ألغت جلسات محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي كانت مقررة خلال الأسبوع المقبل، بعد تصاعد الضغوط الأميركية. وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب صراحة بإلغاء المحاكمة، ملوحاً باستخدام ورقة المساعدات الأميركية لإسرائيل كورقة ضغط، وأشارت القناة إلى أن إلغاء الجلسات جاء عقب مشاركة نتنياهو في جلسة سرية بالمحكمة المركزية في القدس، عقدت على خلفية رفض المحكمة في وقت سابق طلبه إرجاء شهادته، بعد أن رأت أنه "لا يوفر أي أساس أو تبرير مفصل لإلغاء جلسات الاستماع".

وفي تصعيد لافت، كتب ترامب على منصته "تروث سوشال" سلسلة منشورات هاجم فيها استمرار محاكمة نتنياهو، معتبراً إياها "مطاردة سياسية" و"ضرباً من الجنون"، وأضاف أن "ما يفعله ممثلو الادعاء الخارجون عن السيطرة مع بيبي نتنياهو صادم، هذه المحاكاة الساخرة للعدالة ستتداخل مع المفاوضات الجارية مع إيران وحماس".وهدد الرئيس الأميركي بتعليق المساعدات الأميركية، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تنفق مليارات الدولارات سنوياً، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها، لن نتسامح مع هذا".

وذهب ترامب إلى حد اعتبار نتنياهو "بطل حرب"، مشيداً بدوره في "تحقيق نجاح كبير بالتخلص من التهديد النووي الإيراني"، على حد تعبيره، مضيفاً: "دعوا بيبي يمضي، لديه عمل كبير لإنجازه"، وذكر بتدخلاته السابقة لدعمه: "كما أنقذت الولايات المتحدة إسرائيل، ستنقذ بيبي".

في المقابل، علق وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على قرار تعليق المحاكمة، معتبراً أن المصلحة الوطنية تقتضي إرجاء المحاكمة في ظل الظروف الراهنة، وقال إن الأولوية الآن هي "الحفاظ على استقرار الدولة في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية". ووفق هيئة البث الإسرائيلية، قدم رئيس الاستخبارات العسكرية عرضاً أمنياً مغلقاً لقضاة المحكمة، بطلب من نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ركز فيه على المخاطر المترتبة على انشغال رئيس الحكومة بإجراءات قضائية معقدة في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ملفات أمنية حساسة، خاصة بعد المواجهة الأخيرة مع إيران واستمرار التوتر مع قطاع غزة. وكان نتنياهو قد طلب الخميس الماضي عبر محاميه تأجيل الإدلاء بشهادته نظراً لما وصفه بـ"التطورات الإقليمية والعالمية"، لا سيما في أعقاب الحرب التي شنتها إسرائيل ضد إيران والتي استمرت 12 يوماً، واستهدفت مواقع عسكرية ونووية، بينما ردت طهران بصواريخ وطائرات مسيرة استهدفت مواقع إسرائيلية استراتيجية.

ويرى مراقبون أن إلغاء محاكمة نتنياهو لم يأتِ بمعزل عن تحركات إقليمية تقودها الولايات المتحدة، في إطار مسعى لإنهاء الحرب على غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين، والدفع نحو اتفاق تطبيع مع السعودية وتوسيع اتفاقيات أبراهام. ووفق موقع "واينت"، فإن تصريحات ترامب تأتي في سياق "مسار متسق ومتزامن يبدو أنه منسق بدقة"، يهدف إلى فتح الطريق أمام صفقة إقليمية كبرى يكون نتنياهو طرفاً محورياً فيها، وأشار الموقع إلى أن "ما يجري ليس سوى طلقة البداية لمسار ستتكشف معالمه تباعاً". وكان مبعوث ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، قد ألمح إلى قرب إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، بينما دعت هيئة عائلات المختطفين إلى "صفقة الصفقات"، في إشارة إلى ضرورة إنهاء ملف الأسرى المحتجزين في غزة، والذين يقدر عددهم بنحو 50 مختطفاً.من جهته، انتقد رئيس المعارضة يائير لبيد ما وصفه بـ"تدخل غير مقبول" من الرئيس الأميركي في الشأن القضائي لدولة مستقلة، وقال: "أعتقد أن ما يجري هو تعويض سياسي لنتنياهو مقابل إنهاء الحرب في غزة". وتجدر الإشارة إلى أن محاكمة نتنياهو بدأت عام 2020 في ثلاث قضايا جنائية تعود إلى اتهامات وجهها له الادعاء العام عام 2019، شملت الرشوة والفساد وخيانة الأمانة. ويُحاكم نتنياهو وزوجته سارة بتهمة تلقي هدايا فاخرة من رجال أعمال أثرياء، من بينها مجوهرات وزجاجات شمبانيا وسيجار بقيمة تزيد على 260 ألف دولار، مقابل تقديم خدمات سياسية، كما يواجه اتهامات بمحاولة إبرام صفقات مع وسائل إعلام محلية لضمان تغطية صحفية أكثر إيجابية لصالحه. وينفي نتنياهو جميع التهم الموجهة إليه، ويرى فيها ملاحقة ذات دوافع سياسية، وهو الموقف ذاته الذي يكرره حليفه ترامب، الذي قارن محاكمة نتنياهو بالملاحقات القضائية التي واجهها هو نفسه قبل فوزه بولاية رئاسية ثانية، واصفاً ما يجري بأنه "مطاردة ساحرات سياسية". وفي ضوء هذه المعطيات، يبدو أن تعليق المحاكمة ليس سوى حلقة في مسار سياسي معقد، تتداخل فيه الحسابات القضائية مع المفاوضات الإقليمية والتحركات الأميركية، ما يرسم صورة لمشهد متشابك ستتضح معالمه أكثر في الأسابيع المقبلة.

 

الدفاع المدني في غزة يعلن استشهاد 23 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال

وطنية /29 حزيران/2025

أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 23 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال اليوم ، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق عدة في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الجهاز محمود بصل ل"فرانس برس": إن طواقمه ومسعفين قاموا بـ"نقل 23 شهيدا بينهم عدد من الأطفال والنساء (جراء) غارات نفذها الاحتلال في مناطق مختلفة في قطاع غزة". وأوضح بصل أن "خمسة شهداء وعددا من المصابين بينهم عدد من الأطفال" قتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في حي التفاح في شمال شرق مدينة غزة. وفي خان يونس في جنوب القطاع، استشهد خمسة فلسطينيين آخرين بينهم طفل وامرأتان وأصيب 15 بجروح في غارة نفذتها بعد منتصف ليل السبت الأحد طائرة مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي. وذكر مصدر طبي في مستشفى ناصر بخان يونس أن "عدة جثث وصلت متفحمة، وأن عددا من المصابين يعانون من حروق خطيرة جدا في أنحاء الجسم". وذكر شهود عيان أن حريقا كبيرا اندلع في عشر خيام على الأقل نتيجة للضربة الجوية. وقال بصل إن امرأة استشهدت في غارة جوية استهدفت فجرا منزلا في جنوب خان يونس. في مدينة غزة قتل طفلان وأصيب أكثر من عشرين شخصا في غارة شنتها طائرة حربية على منزل في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. ودمر المنزل المكون من طابقين بالكامل. وأشار الناطق باسم الدفاع المدني إلى أنه تم نقل شهيد لم تعرف هويته بعد يبلغ من العمر 18 عاما استشهد بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز للمساعدات في رفح في جنوب القطاع. وأفاد بصل بأن مصابين يفارقون الحياة نظرا إلى "قلة الإمكانات الطبية" في القطاع.

 

الخارجية الفلسطينية تطالب بإجراءات دولية رادعة لوقف جرائم المستعمرين

وطنية /29 حزيران/2025

طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المجتمع الدولي، بتحمل مسؤولياته التي يفرضها القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية لوقف جرائم المستعمرين ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، وتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة خاصة القرار 2334، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات الرادعة لضمان وضع حد لهجمات المستعمرين وعناصرهم الإرهابية ضد أبناء شعبنا وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وأشارت الوزارة في بيانها، إلى أن "طبيعة هجمات المستعمرين الجماعية الأخيرة على البلدات والقرى الفلسطينية، تعكس تقاسم أدوار واضح بين المستعمرين وجيش الاحتلال لممارسة أبشع أشكال القمع والتنكيل بالمواطنين، وتدمير وتخريب وحرق ممتلكاتهم ومنشآتهم، وقطع الطرق الرئيسة بين المدن الفلسطينية، وإغلاق مداخل البلدات والقرى الفلسطينية بالحواجز والبوابات الحديدية التي فاقت 1200 حاجز وشل حركة المواطنين، في عملية مدروسة وممنهجة تسيطر على مشهد الحياة اليومية". وأكدت "مواصلة تحركاتها واتصالاتها على المستويات كافة لحشد مواقف دولية واجراءات ترتقي لمستوى ما يتعرض له شعبنا"، وطالبت المجتمع الدولي ب"التحرك العاجل لإجبار دولة الاحتلال على تفكيك منظمات المستعمرين الإرهابية ورفع الحماية عنها، وفرض عقوبات دولية رادعة على المنظومة الاستيطانية الاستعمارية برمته".

 

"سانا": لا صحة لخبر احباط الجيش السوري محاولة اغتيال الشرع في درعا

وطنية/29 حزيران/2025

نقلت وكالة "سانا" عن وزارة الإعلام  السورية تأكيده ان "لا صحة لما تم تداوله من قبل وسائل إعلامية عدة  عن إحباط الجيش العربي السوري والمخابرات التركية محاولة لاغتيال الرئيس أحمد الشرع خلال زيارته لدرعا.

 

مسؤول روسي: لقاء بوتين وترامب قد يتم في أي لحظة

وطنية /29 حزيران/2025

أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن الاحتفال بالذكرى السنوية الـ80 للأمم المتحدة في أكتوبر، قد يكون سببا وجيها لعقد اجتماع محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، بحسب "سكاي نيوز عربية". وقال أوشاكوف لصحافي في قناة "روسيا 1" بافيل زاروبين، تعليقا على توقيت لقاء محتمل بين بوتين وترامب: "قد يحدث هذا في أي لحظة".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نظام إيران: عودة لسياسات الرجل المريض

هشام بو ناصيف/نداء الوطن/30 حزيران/2025

توقّفت الضربات الإسرائيليّة على إيران، ولكن أزمة نظامها دخلت طورًا جديدًا. الأخبار التي تتناقلها الصحافة العالميّة منذ أيّام ترسم صورة نظام مرعوب من خرق الموساد – لدرجة أنّ التواصل مع الخامنئي يقتصر على أقرب المقرّبين منه خوفًا على حياته – كما يبدو معزولًا دوليًّا، ويعيش حالة قلق من شعبه. كان يمكن لهذا النظام أن يسقط لو طالت المواجهة مع إسرائيل، ولو سمحت الولايات المتّحدة باستهداف الخامنئي. لكنّ حسابات إدارة دونالد ترامب اختلفت عن حسابات الإسرائيليّين الذين أوحوا أنّ هدفهم يتجاوز سلاح النظام النووي، ليطرح وجود النظام نفسه على المحكّ. هزمت إيران بالمواجهة، وأذلّت عسكريًّا، ولكنّ نظامها سيستمرّ حتّى إشعار آخر. كان يمكن للسلطنة العثمانيّة التي سقطت بعد الحرب الكونيّة الأولى أن تسقط قبل ذلك بقرن أو أكثر. لم يحصل ذلك لأنّ الأوروبيّين كانوا مختلفين على تركتها. هناك شيء من هذا يحصل الآن. من جهة، استعجل ترامب إنهاء الحرب لأنّ قاعدته انتخبته على أساس إنهاء التورّط الأميركي بصراعات الشرق الأوسط. ومع أنّ إدارة جورج بوش الابن التي طبعها المحافظون الجدد بختمهم كانت جمهوريّة، فإنّ الحزب الجمهوري الجديد انفضّ عن إيديولوجيا التدخّل بالخارج لتغيير الأنظمة ونشر الديمقراطيّة بعد فشلها بالعراق. هذه التحوّلات الداخليّة في أميركا أنقذت نظام الملالي، ولعلّها تكون أنقذت رأس الخامنئي شخصيًّا، إن صحّ ما قاله ترامب لجهة أنّه منع نتنياهو من قتل القائد الإيراني. كما أنّ للسعوديّة تأثيرها القوي في واشنطن، وليس من قبيل المصادفة أن تكون زيارة ترامب الخارجيّة الأولى للرياض. والسعوديّة تخشى تداعيات سقوط نظام الملالي، لأنّ انفجار بلد يضم نحو تسعين مليونًا على حدودها سيجرّ على الرياض متاعب هي في غنى عنها؛ ولأنّ إسقاط نظام الملالي بقوّة سلاح إسرائيل سيطلق في المنطقة عصر تسيّد إسرائيلي تامّ تخشاه السعوديّة، كما كانت تخشى إيران زمن عزّ محورها. هذه الحسابات، الأميركيّة، والخليجيّة، اصطدمت بالاندفاعة الإسرائيليّة لتغيير نظام الملالي، ولجمتها مرحليًّا. ولذلك باتت إيران المهزومة تشبه السلطنة العثمانيّة قبل قرن، لجهة كونها دولة مستمرّة لا لأنّها قويّة، بل لأنّ الأقوياء حقًّا غير متّفقين على إسقاطها. ليست المرّة الأولى التي تفترق فيها حسابات أميركا في المنطقة عن تلك الإسرائيلية. عام 1982، رفضت إدارة رونالد ريغان خطّة آرييل شارون لاجتياح لبنان. وبخلاف ما يظنّه كثيرون، حصل الاجتياح رغم الولايات المتّحدة وبخلاف إرادتها، وليس بالتنسيق معها. لاحقًا، في أيلول 1982، أطلق رونالد ريغن مبادرة سلام في الشرق الأوسط، واصطدمت الولايات المتّحدة وإسرائيل مجدّدًا: الأولى كانت تريد اعطاء الفلسطينيّين في الضفّة نوعًا من حكم ذاتي بإطار اتّحاد كونفدرالي مع الأردن، والثانية كانت تريد الضفّة لنفسها (ولا تزال). كما اختلف الحليفان بإدارة الملفّ اللبناني: أرادت إسرائيل معالجة أوضاع لبنان كملفّ قائم بذاته، وبغضّ النظر عن تطوّرات الأوضاع في الضفّة الغربيّة. أمّا الولايات المتّحدة فربطت المسألة اللبنانيّة بالسلام الإقليمي، وتحرّكت على أساس أنّ الحلّ بلبنان سيكون مقدّمة لحلّ مسألة الشرق الأوسط. هكذا افترقت حسابات إسرائيل عن حسابات الولايات المتّحدة، ومن هذه الثغرة تسلّل حافظ الأسد لضرب المشروعين، الأميركي والإسرائيلي، بلبنان. ندرك الآن أنّ نيّة رونالد ريغن تجاه لبنان كانت جيّدة، ولكن حساباته كانت خاطئة. وإن صحّ فعلًا أنّ التخلّص من الخامنئي كان ممكنًا، ومعه نظامه، ولكن واشنطن حالت دون ذلك، فالشعب الإيراني القابع تحت حكم الملالي سيدفع الثمن، كما دفع اللبنانيّون سابقًا ثمن فشل السياسات الأميركيّة، ورحيل المارينز عام 1984، وتسيّد حافظ الأسد عليهم. صحيح أنّ نظام الأسد انهار لاحقًا؛ ولكنّ اللبنانيّين والسوريّين أمضوا عقودًا إضافيّة رهيبة بظلّه، علمًا أنّ هزيمته بلبنان، لو تمّت عام 1982، كان يمكن أن تكون مقدّمة لضربه بسوريا. استطرادًا، أن يكون النظام الإيراني اليوم رجل الشرق المريض، وأن تكون مرحلة ما بعد الملالي في إيران تلوح بالأفق، لا يعني أنّ معاناة الإيرانيّين مع الملالي القابضين عليهم توقّفت. بالعكس. الرجل المريض، والمطرود من المنطقة، هو بالضرورة رجل خائف، وتاليًا، متوحّش بعد أكثر ضدّ معارضيه في الداخل.

 

الكرة في ملعب بيروت… متى تستفيق؟!

نديم قطيش/أساس ميديا/30 حزيران/2025

لن تمرّ حرب كحرب الـ 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، مرور الكرام في لبنان. فحزيران 2025 زلزال استراتيجيّ قلَب موازين القوى في الشرق الأوسط، ووفّر الفرصة أمام خريطة جديدة للنفوذ والهويّة في كلّ دول المنطقة. ستهدأ المكابرة عندنا، وسيتراجع النكد السياسي الأميركي المتبادل كما حصل بشأن التقارير عن حجم الدمار بعد ضرب منشأة فورود. سينقشع غبار المعركة قريباً ليتكشّف حجم الضربة الاستراتيجيّة التي هزّت عمق بنية إيران العسكرية والسياسية والاستراتيجيّة والعقائدية. يعرف أعتى المكابرين أنّ إيران خرجت من الحرب مثخنةً بجراحها، ومشكوكاً في قدرتها على استعادة تماسكها الداخلي أو نفوذها الخارجي. علي خامنئي، الذي اختبأ طوال الحرب خوفاً من الاغتيال، ولم يزل، سيخرج ليواجه شعباً ناقماً، واقتصاداً منهاراً، ونظاماً مترنّحاً تتآكله الانقسامات. قُتل كبار قادة الحرس الثوري، وتلقّت المنشآت النووية ضربات قاسية، وسقطت مرتكزات الردع مفسحةً المجال أمام هيمنة تامّة لسلاح الجوّ الإسرائيلي على الأجواء الإيرانية.

إفلاس المشروع

هذه ليست أزمة إيرانيّة وحسب، بل إنّها لحظة إعلان فاقعة لإفلاس مشروع ولاية الفقيه وتصدير الثورة. هي شيءٌ يشبه هزيمة 1967 في تاريخ التجربة الناصريّة. سقطت كذبة كبيرة اسمها إيران، التي بدت أنّها لا تختلف في إمكاناتها وتحضيراتها واستعداداتها عن ميليشيات المحور. الفارق في الحجم فقط لا في النوع. قبل إيران شاهدنا المسلسل في لبنان. قُتل قادة “الحزب”، وفُكّكت بنيته العسكرية، ودُمّرت صواريخه وأُقفلت خطوط إمداده مع إسقاط نظام بشار الأسد. البيئة الشيعية في لبنان، كما البيئة الشيعية في إيران، تتأرجح بين الخوف من الفراغ والرغبة في الخلاص، ما لم يكن من سطوة “الحزب”، فمن دعواته المفتوحة للحروب.

لكنّ الفرصة وحدها لا تصنع التغيير. ما يحتاج إليه لبنان الآن هو شجاعة القرار. شجاعة حلّ الميليشيا لا التلهّي بأفكار تافهة عن دمجها، أو استنساخ أفكار نعيم قاسم وجعلها صلب الخطاب الرسمي. كلّا، ليس الانسحاب الإسرائيلي مقدّمة لنزع السلاح. بل نزع السلاح هو شرط استعادة السيادة الكاملة. فما هو محتلّ اليوم محتلّ بسبب السلاح لا العكس. إنّ مثل هذه الشجاعة هي الشرط الشارط للبدء بترميم الاقتصاد والخدمات تمهيداً لفتح الاقتصاد أمام الاستثمارات الخليجية والدولية.

هل قرأ اللبنانيون بعيون وعقول مفتوحة ما قاله وزير خارجيّة إيران عبّاس عراقجي عن بلدهم؟

قال عراقجي: “إيران ليست لبنان، وأيّ اعتداء سيُقابَل بردّ فوريّ”. دعك من الاستعلاء الفارغ والإهانة المباشرة، التي تكشف مقداراً مهولاً من القلق والخوف والشعور الحادّ بالنقص نتيجة الهزيمة. أليس هذا الكلام تنصّلاً فاضحاً من “النسخة المشوّهة” للبنان التي صنعتها إيران بنفسها.

فمن هو هذا الـ”لبنان” الذي يأنف منه عراقجي؟ أليس هو لبنان المدمَّر اقتصاديّاً، المفلس سياسيّاً، المفخّخ ميليشيويّاً، والمخطوف عسكريّاً؟ أليس هو “لبنان الحزب” الذي بنته إيران حجراً حجراً، عبر المال والسلاح والتعبئة والعقيدة؟ أليس هو نتيجة أربعين عاماً من الاستثمار الإيراني في التخريب، والاغتيال، وتحويل الشيعة، من مكوّن وطني، إلى طائفة وظيفيّة تُدار كثكنة عسكرية ضمن ثكنات مشروع ولاية الفقيه؟

لبنان

حين يصف عراقجي إيران بأنّها ليست كلبنان، فهو لا يعي فقط فشل مشروعه، بل يعبّر عن احتقار فاقع لمنتَجه نفسه. والقول الأصدق في هذا المجال: “نحن لا نقبل بأن يُفعَل بنا كما فعلنا بلبنان!”.

لبنان مرآة قبحه

هذا اعتراف هائل، حتّى وإن لم يقصده، بأنّ المشروع الإيراني في المشرق لم ينتج إلّا دولاً تعمل بطاقة التدمير الذاتي نيابة عن إيران.

الخطر الأكبر على مستقبل لبنان من “الحزب”، هو تردّد اللبنانيين ودلع السلطة السياسية

هي جملة تختصر هزيمة المشروع كلّه. فمن يخاف أن يصبح كلبنان، هو في الحقيقة يعترف أنّ لبنان صار مرآة قبحه وقبح مشروعه، وأنّ “جمهورية الحزب” التي فرضها على لبنان، تحوّلت إلى كابوس يخشى أن يصحو عليه في طهران. في كلّ الأحوال ما عاد مسموحاً ولا مقبولاً للبنان أن يستمرّ في التلهّي بألاعيب لغويّة أو مناورات سياسية. ولا أعذار أمام الدولة اللبنانية، تعفيها من مواجهة مسألة السلاح بشكل مباشر وفق جدول زمني محدّد وقصير. الخطر الأكبر على مستقبل لبنان من “الحزب”، هو تردّد اللبنانيين ودلع السلطة السياسية التي أخشى أنّه يخيّل للبعض فيها أن لا مسؤوليّة عليها عن استثمار اللحظة الإقليمية العملاقة، وأنّ لبنان سيتغيّر لوحده حين تكتمل دائرة التغيير في المنطقة، وما على البلد إلّا الانتظار! القصف الذي تعرّضت له النبطية قبل أيّام هو نموذج مصغّر عمّا يمكن أن يكون عليه مشهد لبنان خلال أسابيع قليلة، إذا استمرّ تقاعس الدولة عن أداء المهمّة التي يعرف الجميع أن لا مهرب منها: نزع سلاح “الحزب” كنتيجة طبيعية لاكتمال هزيمة المشروع الثوري الايراني. لن تتأخّر إسرائيل كثيراً عن استثمار نشوة انتصاراتها، وتوظيفها في لبنان بغية تثبيت الأمر الواقع الذي لا بدّ منه مهما طالت ممانعة الأطراف المعنيّة أو تمادى التسويف اللبناني الرسميّ.

الهزيمة فرصةٌ لولادة جمهوريّة جديدة

هزيمة إيران هي فرصةٌ لولادة جمهوريّة جديدة من ركام المقاومة ومن شتات المحور الذي تهاوى.

ليست هذه وعوداً ورديّة. لقد تسنّى للّبنانيين أن يعيشوا نتائج الهزيمة قبل أن تكتمل. ففيديوهاتهم وهم يتابعون حرب إيران وإسرائيل من على شرفات وأسطح الملاهي الليليّة، أو من دون تعديل يُذكر في برنامج أنشطتهم الصيفية، لم تكن مشهداً من اللامبالاة… بل كانت، من دون أن يدروا، التعبير العمليّ الأوضح عن حيادٍ فرضه الواقع، لا الدستور.

ما يحتاج إليه لبنان الآن هو شجاعة القرار. شجاعة حلّ الميليشيا لا التلهّي بأفكار تافهة

لأوّل مرّة منذ نصف قرن، كان لبنان في صفوف المشاهدين، لا المجاهدين. والسبب بسيط: “الحزب”، الذي أُنشئ للدفاع عن الجمهورية الإسلامية، لم يعد قادراً على الدفاع عنها، أو خوض الحروب نيابة عنها. خلال 12 يوماً، عاش اللبنانيون لمحة عن المستقبل الذي يُمكن أن يكون: لا حرب، لا دمار، لا تحذيرات من السفارات، لا نزوح داخليّاً، ولا دماء تسقط. كانت الحرب هي حرب الآخرين تماماً ولم يكن لبنان ميدانها. تمامًا كما حصل عام 1967، حين احتُلّت الضفّة الغربيّة بما فيها القدس الشرقية، وغزّة، وسيناء والجولان، نجا لبنان، لا لأنّه يملك جيشاً جرّاراً أو مقاومة خارقة، بل بفضل رجاحة العقل السياسي لدولته التي نأت بنفسها عن الحرب.

الحياد خلاصٌ لا خيانة

ما جرى في حرب حزيران 2025 هو الفرصة الكبرى لبلد صغير أُجبر لعقود على حمل بنادق غيره، ولمس أبناؤه اليوم لمس اليد كم أنّ الحياد ليس خيانة، بل خلاص. كم أنّ عدم الانجرار هو شجاعة، لا جبن. كما أنّ مستقبل أولادهم يستحقّ مشروعاً سياسيّاً جديداً… لا خطابات خشبيّة تخرج من عباءة عتيقة.

لكن لا حياد يستمرّ بالصدفة. الحياد لا يعيش من دون سلطة قرّرت أن تكون خارج الحروب، ومن دون قيادة تعترف أنّ “زمن السلاح” انتهى، وأنّ قواعد اللعبة في المنطقة تغيّرت. لقد ضُربت طهران، وتغيّرت دمشق، وانهار “الحزب”. الكرة الآن في ملعب بيروت. فإمّا أن تكون هذه لحظة خلاص وطنيّ… أو فرصة ضائعة أخرى نتيجة التردّد والخوف وفقدان الشجاعة والمخيّلة.

 

داء الانتصار المزمن

بشار حيدر/نداء الوطن/30 حزيران/2025

في يومٍ من تلك الأيام الغابرة أعلن حسن نصر الله أن زمن الهزائم قد ولّى. ولأن وعده صادق، صرنا ملزمين بالانتصارات. في الماضي، كان هذا الاعتقاد محصورًا بحتمية الانتصار في المستقبل، وهو أمر غذّته حينها الأفكار الماركسية التي تؤمن بالكثير من الحتميات. أما اليوم، فحتمية الانتصار صار لها مفعول آني، وقد يصير لها مفعول رجعي أيضًا، فنصبح منتصرين في حروب كنا نعتقد أننا خسرناها في الماضي. ولأن لداء الانتصار المزمن هذا فوائده السيكولوجية والسياسية، فليس من حاجة للاستعجال في السعي للشفاء منه. فهو يحمي المصابين به من إحباطات الواقع وشروره، فضلًا عن أن ادعاء الانتصارات أيسر بكثير من تحقيقها. ويساعد في الأمر هذا أنه ليست هناك عادة معايير واضحة للنصر. فهي تخضع للتوقعات التي هي بدورها متغيرة باستمرار. فحتى في الألعاب الرياضية التنافسية، حيث معايير النصر والهزيمة واضحة، قد يُنظر إلى تعادل أو خسارة غير فادحة على أنها انتصار عندما تكون خلافًا للمتوقع.

أضف طبعًا أن معايير النصر والهزيمة تخضع لما سيحمله المستقبل، بما فيه ذلك المستقبل البعيد. وهذا كفيل وحده بأن يبقي شعلة النصر مضاءة بحسب رغبات وأمنيات المشاهدين. فإذا كنا، كما قال الكاتب المسرحي سعدالله ونوس يومًا، "محكومين بالأمل"، فنحن أيضًا، ولنفس السبب، محكومون بما يسمى بالعامية "الهبل". ولعل من المفيد، وإن كنت أشك بذلك، تذكير الجمهور المصاب بداء الانتصار المزمن ببعض الحقائق المتعلقة بالحرب الأخيرة، فلربّما خفّف التذكير من حمّى هذا المرض.

أولًا: قبل المواجهة بين اسرائيل و"حزب الله"، كانت توقعات الأخير تتراوح بين تدمير منشآت إسرائيل الأساسية في أقل من ساعة واحتلال أجزاء من الجليل إذا ما تجرأت اسرائيل وخرقت "قواعد الاشتباك". تغيرت طبعًا هذه التوقعات مع نجاح إسرائيل في القضاء شبه الكلي على قيادات "الحزب" وكوادره العسكرية وتدمير بناه التحتية، فانخفضت التوقعات ومعها متطلبات النصر إلى الاكتفاء بمنع اسرائيل من الدخول إلى بلدات وقرى الحافة. وعندما دخلت إسرائيل تلك المناطق بعد أن قتلت من قتلت ودمرت ما دمرت، صارت معايير النصر تقتصر على صمود مقاتلي "الحزب" أسابيع عدة.

ثانيًا: أما إيران، التي تبعد مئات الكيلومترات عن إسرائيل وتكبرها سكانًا بتسعة أضعاف، ومساحةً بستين ضعفًا، وتُقدم نفسها على أنها دولة شبه عظمى، فقد أظهرت مواجهتها مع إسرائيل أنها لا تختلف كثيرًا عن مواجهة أذرعها، وإن تمتعت بقدرة صاروخية أعلى نسبيًا. فقد استطاعت إسرائيل تثبيت سيطرتها الكاملة على السماء الإيرانية، من دون خسارة أية طائرة. كما تمكنت من حصد أهم قادة إيران العسكريين (قد يصل عددهم إلى ثلاثين جنرالًا، مقابل مجند إسرائيلي واحد)، وهذا بالإضافة إلى باقة من علمائها النوويين، معلنة بذلك قدرتها على الوصول إلى أي هدف تريده. وحتى بمعايير الأذرع، لا يمكن أن يُعد هذا انتصارا لإيران.

ثالثًا: لقد عودتنا إسرائيل منذ نشأتها على أنها لا تخفي خسائرها ولا تبالغ في انتصاراتها. وهي مستعدة لأن تقول ذلك علنًا وان تنشئ لجان تحقيق لتحديد المسؤوليات عن أي تقصير من أجل استخلاص الدروس. فما فعلته بعد حرب 2006 هو أحد الأمثلة العديدة على استعداد إسرائيل للاعتراف بالفشل أو التقصير مهما كان حجمه. وإسرائيل اليوم سعيدة وفخورة جدًا بإنجازاتها في لبنان وإيران. لذا ربما كان علينا أن نأخذ بجدية ما تقوله إسرائيل عن إنجازاتها في هذه الحرب، وأن لا نشكك به لاعتبارات واهية وتحت وطأة حمى داء الانتصار المزمن.

 

رياض سلامة حاكموه أو أطلقوه

جان الفغالي/نداء الوطن/30 حزيران/2025

إذا سأل الرأي العام: لماذا ما زال حاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة، موقوفًا؟ فما هو الجواب؟

هل يُمضي محكوميته؟ كلّا، لأنه لم يُحاكَم.

هل هو في التوقيف الاحتياطي؟

الجواب: نعم

ثم يأتي جوابٌ ثانٍ بصيغة سؤال: وهل التوقيف الاحتياطي يمتد كل هذه المدة؟

الجواب: كلّا

هل خوفًا من أن يتوارى ويسافر؟

الجواب: وهل يمكن أن يسافر؟ لا يستطيع الفرار من لبنان أو السفر، لكون جوازي سفره محتجزَين لدى النيابة العامة التمييزية ولأن بحقه مذكرة توقيف معممة من الإنتربول.

إذًا، لماذا هو ما زال موقوفًا؟

لا جواب؟

إذًا، لمَ لا يُطلَق سراحه؟

أيضًا، لا جواب.

من خلال التدقيق، يتبيَّن أن هناك "فجوة قضائية" في البلد توازي "الفجوة المالية"، وإذا كانت "الفجوة المالية" على طريق المعالجة (نأمل ذلك)، وإنْ كانت معالجتها ليست بسيطة أو سهلة، فمن يعالج "الفجوة القضائية"؟

وهل التوقيف هو لشراء صمت رياض سلامة ومنعه من الكلام؟ ربما، فالحاكم السابق لمصرف لبنان يملك أسرار الانهيار، وربما هو الوحيد الذي لديه

Password الولوج إلى كل ما يحتاجه القضاء ليعرف أين ذهبت أموال الخزينة؟

وأين ذهبت أموال المودِعين؟ فإذا كانت هناك مصلحة للكشف عن كل هذه الأسرار، أطلقوا رياض سلامة ودعوه يكشف الخفايا والخبايا. أما إذا أبقيتم عليه في الأسر، فبماذا تستفيد الخزينة وبماذا يستفيد المودعون؟

ثم، إذا توفي رياض سلامة في السجن، فمَن "يحمل دمه"؟ ومَن سيصدِّق أنه مات "موت ربِّه"؟ ستنتشر الأقاويل، كالنار في الهشيم، أنه لم يمت  "موت ربه"، فيموت سرّه معه، وتتحمَّل السلطة السياسية مسؤولية موته، وسيُقال إن للجميع مصلحة في موته، فيرتاحون من الأسرار التي تقض مضاجعهم فيما لو كُشِفَت.

إذا كان رياض سلامة "مرتكبًا" ، فباشروا في محاكمته، وأصدروا حكمكم بحقه. وإذا لم تقرروا بدء المحاكمة فأطلقوه لأنه ما زال في التوقيف الاحتياطي. إذا تم إطلاقه، فعلى القضاء أن يُعلِّل خطوته لأن الجيوش الإلكترونية جاهزة لتشويه الخطوة وتحميلها إلى السلطة السياسية، فيما "قادة" هذه الجيوش الإلكترونية لم يحركوا ساكنًا، وما زالوا كذلك، منذ هذا التوقيف. لماذا يجب إطلاق رياض سلامة؟ الجواب في القانون، فالمادة 108 من قانون أصول المحاكمات الجزائية تنص صراحة على الآتي: "ما خلا حالة المحكوم عليه سابقًا بعقوبة مدتها سنة على الأقل، لا يجوز أن تتعدى مدة التوقيف في الجنحة شهرين. يمكن تمديدها مدة مماثلة كحد أقصى في حالة الضرورة القصوى". رياض سلامة في التوقيف الاحتياطي منذ الثالث من أيلول الفائت، أي منذ عشرة أشهر. فأين القانون من هذه الفضيحة؟

 

مصدر في الخارجية الأميركية: لا تُغضبوا ترامب وباشروا فورًا بنزع سلاح الحزب

أمل شموني/نداء الوطن/30 حزيران/2025

"Hezbollah has to be gone" بهذه الكلمات اختصر السفير الأميركي في تركيا، والمبعوث الرئاسي إلى سوريا، توم برّاك في مقابلة تلفزيونية ما تريده الولايات المتحدة من لبنان بالنسبة لـ "حزب الله". ففي زيارته الأخيرة إلى لبنان، حمل برّاك ملفات عديدة ملحّة تمحورت حول ديناميات وأولويات واشنطن المتعلقة بالسيادة اللبنانية، والنزاعات الحدودية جنوبًا وشرقًا، ونزع سلاح "حزب الله". وهذه الملفات تزامنت مع "تحذير واضح وحازم" للمسؤولين اللبنانيين من العواقب الكارثية على لبنان في حال استمرار عملية "التمييع" لملف "حزب الله" وتسليم سلاحه وبسط سلطة الدولة وإنجاز الإصلاحات لا سيما منها القضائية والمالية وليس فقط إحداث بعض التغييرات في الوجوه في هذا المنصب أو ذاك. ورغم أن برّاك كان حازمًا، ولكن بدبلوماسية، إلا أن المراقبين في واشنطن اعتبروا أنه ترجم نظرية "madman" (الرجل الذي لا تتوقع ردة فعله) التي ينتهجها رئيس البيت الأبيض من خلال سياسة "الضغط القصوى" في المنطقة عمومًا، وهو ما حصل من خلال تعامل ترامب مع الملف الإيراني الإسرائيلي، أو ملف حلف شمال الأطلسي. من هنا، لا أحد يريد مجادلة الرجل - أو فريقه - الذي يصوّر نفسه بأن أفعاله غير متوقعة، "لأنك لست متأكدًا مما سيفعله في حال حصول أزمة". وينقل مقربون من البيت الأبيض، أن فريق ترامب واضح في مطالبه من لبنان. فهو يحث المسؤولين اللبنانيين على تكثيف جهودهم، وتحملهم مسؤولية أكبر بكثير، في موازاة تعبير واشنطن عن استيائها مرارًا وتكرارًا. وبحسب مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قال حرفيًا إن نزع السلاح يجب أن يتم فورًا وبشكل كامل. وتلفت هذه المصادر إلى أن أحدًا في لبنان لا يريد أن يرى مفاعيل تحوّل فريق البيت الأبيض من سياسة الـ madman إلى سياسة الـ angry man.

في هذا الإطار، قالت كبيرة الباحثين في معهد واشنطن، حنين غدار، إنه على الجانب اللبناني أن يعي أن الوضع في المنطقة تغيّر بشكل جذري، وأن برّاك يعبّر في كلامه عن السياسة الحالية للإدارة الأميركية. وأضافت غدار لـ "نداء الوطن" أن المنطقة انتقلت الآن إلى مرحلة "قصقصة جوانح إيران" وبالنسبة للبنان هذا يعني الانتهاء من حل ملف سلاح "حزب الله" وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيه.

وأكدت أن التركيز على لبنان سيتزايد من جانبين: الأول سياسي، يتولاه برّاك "كمبعوث de facto للبنان"، وهو يعمل على ترجمة سياسة البيت الأبيض المتعلقة بتوسيع ملف الاتفاقات الابراهيمية، مشيرة إلى أن العمل جار على تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل، وملف لبنان هو ضمن ذلك. أما الجانب الثاني، فهو "تلزيم" إسرائيل مهمة الانتهاء من مسألة السلاح في حال تم طرح أفكار تؤدي إلى المماطلة أكثر منها إلى الحل. من هنا، تقول مصادر دبلوماسية أميركية إن واشنطن لا تأبه للدينامية اللبنانية الداخلية، بل جلّ ما يهمها هو النتيجة السريعة والنافذة، وعلى المسؤولين اللبنانيين التحرر من متلازمة ستوكهولم والتوقف عن إيجاد أعذار لـ "أفكار كاسدة". وتشير المصادر في واشنطن إلى أن الجانب اللبناني أبلغ الأميركيين بإنجاز الخطة التي كانت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس قد طلبتها، لافتين إلى أن كلام برّاك والبنود التي يتم التداول بها على أنها الورقة التي قدمها في بيروت يعكسان بعض بنود الخطة التي حصل تعديل طفيف على بعض بنودها من قبل واشنطن. غير أن المصادر شددت على أن الفريق الأميركي سجّل استياء كبيرًا من الإطار الزمني (timeframe) الذي تلحظه الخطة ووضعوه في إطار كسب الوقت. وما مقارنة برّاك بين سرعة تقدّم الملف السوري في مقابل تباطؤ الملف اللبناني إلا ترجمة لهذا الاستياء. وتعتبر مصادر قريبة من الإدارة الأميركية أن استراتيجية المماطلة وشراء الوقت غير مجديين لا بل مؤذيين للبنان.

وينقل عدد من اللبنانيين الأميركيين الذين زاروا بيروت مؤخرًا أن الخطة اللبنانية أو ما يسمونه "خطة الرئيس جوزاف عون" تلحظ مهلة تمتد إلى أواخر العام الحالي وقد يتعدى بعض بنودها بضعة أشهر من العام 2026. غير أن "تأخير المهل" إلى السنة المقبلة غير وارد في أوساط الفريق الأميركي، لا بل يصر الجانب الأميركي على تنفيذ الشطر الأمني على كامل الحدود اللبنانية من الجنوب إلى الحدود الشرقية "البارحة قبل اليوم". في هذا الإطار، شدد السفير الأميركي السابق ورئيس مجموعة العمل الأميركي من أجل لبنان، إد غبريال، على أن "توقيت نزع السلاح وترسيم الحدود والإصلاحات الاقتصادية أمور بالغة الأهمية"، مشيرًا إلى أنه تمت مناقشة التوقعات/التوقيت المحدد بوضوح مع الجانب اللبناني خلال زيارة برّاك الأخيرة. وقال لـ "نداء الوطن" إن المماطلة وتجاهل الجداول الزمنية وعدم الالتزام بالتنفيذ أمور ينتج عنها تراجع في الدعم الأميركي، أي أنه يصبح الحصول على الدعم الأميركي أكثر صعوبة. من هنا تلفت غدار بإيجابية إلى قراءة وليد جنبلاط الأخيرة للأحداث، وتدعو إلى تلقف رسالة التغيير بعد سقوط كل التركيبة الداعمة لطهران في المنطقة. كذلك، دق غبريال ناقوس الخطر، قائلًا "لقد أحرز لبنان تقدمًا هامًا وفي الوقت المناسب، يستحق الإشادة عليه، بقيادة الرئيس عون ورئيس الوزراء سلام وحكومتهما"، إلا أنه "في ضوء حركة الإصلاح السريعة الجارية في سوريا والاهتمام الذي تحظى به دمشق من دول الخليج والحلفاء الآخرين في المنطقة، حيث يقومون بتسريع الإصلاحات الأمنية والاقتصادية، فإن تأخير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإقرار إصلاحات اقتصادية رئيسية سيُحوّل اهتمام الولايات المتحدة إلى سوريا وأولويات أخرى".

ودعا غبريال إلى ضرورة أن تشمل الإصلاحات الحكومية الرئيسية حل مشكلة المصارف وإعادة هيكلتها، بما في ذلك إقرار قانون الفجوة، وإصلاح القضاء، والخدمة العامة، وغيرها من الإصلاحات ذات الصلة التي تعزز الشفافية والحوكمة الرشيدة. والأهم من ذلك، لفت إلى أن العمل على تسوية ترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل سيوفر دفعة دعم قوية من الولايات المتحدة للبنان".

 

"حزب الله"… ألف هزيمة أمام إسرائيل ولا تنازل واحدًا للبنان

أمجد اسكندر/نداء الوطن/30 حزيران/2025

من عوارض الإنكار، عند أتباع محور الممانعة، التعلق بحبال الهواء. قبل وصول توم براك، حاولوا إقناع أنفسهم بأن أميركا استدارت قليلًا في سياستها تجاه لبنان. قالوا مورغان أورتاغوس كانت وقحة، أما توم براك، فلأنه من أصول زحلاوية ولأنه رجل أعمال يجيد البيع والشراء، فسيكون ميالًا للمساومة. وشطح الخيال إلى حد تسريب معلومات عن مرونته وكياسته وتفهمه لتعقيدات الوضع. النتيجة أن مورغان لم تصل بها الأمور إلى حد الزحلاوي الذي وزع "ورقة الأفكار" على الرؤساء الثلاثة، والمطلوب أن يجتمعوا من دون إبطاء، وأن يتفقوا على "ورقة الأجوبة" وأن يرسموا خريطة طريق واضحة مع تحديد المهل لنزع سلاح "الحزب"، والرد اللبناني يجب ألّا يتعدى الأسبوع الأول من تموز. ويجب أن يوافق مجلس الوزراء مجتمعًا على هذه الورقة، وعلى تحريك عجلة الإصلاحات، وعلى مراحل التنفيذ بموازاة المطلوب من إسرائيل. إذاً، جاء براك وغادر والذين راهنوا على كياسته، تبين لهم أن الابتسامة التي ترتسم على وجهه تصحبها عبارة: "وإلا… سنترككم لإسرائيل". ورغم ذلك الأمور لن تكون ميسرة. سيحاول "حزب الله" بشتى الطرق والوسائل والمناورات عدم الانصياع للإرادة اللبنانية والمطالبة الدولية بتسليم سلاحه. في عقيدته، الانتصار كالانكسار، كلاهما يفتحان طريق الجنة، ولعل الانتصار أحيانًا عائق زمني غير مريح يؤخر مغادرة هذه الدنيا الفانية. قبل المراجعة الداخلية لمدى الفشل السياسي وبدائية المعركة التي تورط بها والاختراق الضارب في صفوفه، كان على هذا التنظيم أن يجري مراجعة فكرية لأصول مرجعيته المذهبية، وتقييم ارتباطه بطهران. هذا لم ولن يحصل، لذا سيبقى هذا التسارع إلى القعر على كل المستويات.

حنكة رئيسين من الثلاثة لن تجدي نفعًا في ترغيب وطمأنة وإقناع "حزب الله" ليُسلّم سلاحه. "حزب الله" يفضّل ألف مرة أن ينكسر وينهزم أمام إسرائيل على أن يتنازل في هذا الشأن أمام اللبنانيين. التنازل الداخلي سيفتح ثغرة تكبر مع الأيام وتتسرب منها وتتبخر كل الشعارات والنظريات والوعود وفائض القوة وشبكات المصالح من سياسية ومالية. وإن استمر مسلسل التصفية على مسؤوليه وتدمير الاقتصاد اللبناني، فالهزائم تلو الهزائم تبقي شعلة القضية دائمًا مشتعلة ووقودها البشر والحجر. أما نحن، من غير اتباع فقيه إيران، فلا يُحسب لنا حساب في معركة تاريخية دينية تخاض نيابة عن أنبياء وأئمة. وأرضنا ليست أرضًا لبنانية، بل هي الحافة الأمامية من جمهورية إسلامية تهتدي بصاحب الزمان، حتى يقضي الله "أمرًا كان مفعولاً".

 

مسيحيّو سوريا يُطالبون بفتح الحدود مع لبنان لحمايتهم

جوزيان الحاج موسى/نداء الوطن/30 حزيران/2025

ما زالت دمشق تحت هول الصدمة بعد التفجير الانتحاري الذي استهدف قداس مساء الأحد في 22 حزيران في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس بحي الدويلعة، محوّلًا الصلاة إلى مأساة جماعية أودت بحياة ما لا يقل عن 25 شخصًا وأصابت أكثر من 50 آخرين، بينهم نساء وأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة السورية والصليب الأحمر السوري. تشير التحقيقات الأولية إلى أن المنفذ أطلق النار داخل الكنيسة لإحداث حالة ذعر قبل أن يفجّر نفسه عند المدخل، وسط معلومات أمنية عن شريك ثانٍ ساعده في مراقبة المكان وتأمين الدخول. وقد تبنى تنظيم «سرايا أنصار السنة» الهجوم عبر معرفاته على تطبيق تلغرام، في بيان نشرته أيضًا مجموعة SITE الاستخباراتية الأميركية، معتبرًا أنه يأتي ضمن «استهداف الصليبيين والروافض في عقر دارهم». وأعلنت وكالة «سانا» السورية الرسمية أن الأجهزة الأمنية أوقفت عددًا من المشتبهين في تخطيط هجمات متزامنة على مراقد دينية مسيحية وشيعية، وأن التحقيقات مستمرّة لكشف كامل الشبكة. ودان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي الاعتداء، واصفًا إياه بـ «الجريمة النكراء بحق أبرياء كانوا يصلّون في بيت الله»، ومطالبًا الدولة بتحمّل كامل مسؤولياتها لحماية الكنائس والمصلّين. بدوره، أكد وكيل البطريرك في دمشق المطران رومانوس، أن الهجوم «يمسّ كلّ إنسان حرّ»، داعيًا إلى إجراءات عاجلة لضمان سلامة دور العبادة، ومشدّدًا على أن «الكنيسة ستبقى برسالتها مهما اشتدّت المحن، إلى جانب كل جريح وكل عائلة مفجوعة بهذه الكارثة».

شهادات من أهالي الضحايا

أجرت «نداء الوطن» مقابلات مع عدد من أهالي الضحايا، عرضوا خلالها تفاصيل ما شاهدوه خلال الاعتداء وتحدّثوا عن تداعياته المستمرة على حياتهم اليومية.

ع.ط: خوف قديم وصدمة لا تُنسى

يقول ع.ط، الذي فقد والدته في الهجوم، إن الخوف كان يلازمه منذ سنوات، خصوصًا في الأعياد الكبرى، مثل جناز المسيح وعيد الشعنينة، لكنه لم يتوقع أبدًا أن يحدث تفجير داخل الكنيسة. ويضيف أن سيارات دعوية بدأت تدخل الشوارع المسيحية، من شارع حلب إلى باب توما وصولًا إلى الدويلعة، ما ولّد شعورًا بالخوف الدائم، رغم أن الأهالي تجنبوا أي مواجهة حتى لا يُفهم موقفهم بشكل سياسي. يتذكّر لحظة الانفجار، حين سادت حالة شلل تام وذهول في الحي، حتى مَن لم يفقدوا أحدًا كانوا في صدمة كاملة. ورغم تعزيز الأمن حول الكنائس بعد الهجوم، يرى ع.ط أن الأمان الحقيقي غاب، إذ إن «الحضور الأمني لا يكفي لإزالة الخوف المتجذر». ويعتبر أن توقيف أربعة أو خمسة أشخاص لا يختصر حجم الجريمة، موضحًا أن العملية أكبر مِمّا أُعلن. يعيش ع.ط وعائلته حالة قلق دائم، ويشعر أن شيئًا انكسر في داخله منذ ذلك اليوم، إذ اعتادت والدته الصلاة يوميًا في الكنيسة، لكنها خرجت صباح ذلك اليوم ولم تعد.

زوجة الشهيد عبدالله عطية: حياة معلّقة بالخوف

في منزلها بحي الدويلعة، تروي زوجة الشهيد عبدالله عطية أيام الرعب التي سبقت الاعتداء، قائلة إن القلق كان يرافقهم دائمًا خلال المناسبات الدينية الكبرى، لكنها لم تتخيّل أن الإرهاب سيدخل الكنيسة، المكان الذي اعتبروه الأكثر أمانًا. تحدّثت عن دخول سيارات دعوية إلى الأحياء المسيحية، ما ولّد لديها شعورًا بالتشاؤم والخوف، ولا سيّما مع المشكلات التي بدأت تظهر نتيجة هذا الوجود. وتفضّل العائلات عدم المواجهة حتى لا يُفهم موقفها سياسيًا. ترى أن الوضع الأمني في المدينة أفضل نسبيًا مقارنة بالقرى الطرفية التي يقلّ فيها الوجود المسيحي، مشيرة إلى أن الخطر هناك أكبر. تتذكّر يوم الانفجار، عندما كان زوجها في القداس بينما بقيت هي في المنزل. سمعت صوت التفجير، ركضت وهي تردّد اسمه، لكنهم لم يجدوه إلّا في برّاد مستشفى المجتهد. تقول إن الصدمة كانت عامة، والمأساة لم تصب عائلتها فقط بل كل المنطقة، مضيفة أنها تحاول الصمود من أجل بناتها الثلاث، رغم الخوف المستمرّ الذي يمنعهن من مغادرة المنزل.

شقيق الشهيد عطية: نطالب بفتح الحدود

يرى شقيق الشهيد أن الانفجار سبّب ارتباكًا ورعبًا شديدَين، معتبرًا أن كلمة «أمان» فقدت معناها. ويؤكد أن العائلة لا تنتمي إلى أي توجّه سياسي، بل تعيش ضمن مرجعية دينية ثابتة، ومشكلتهم الوحيدة هي مع الأعمال الإرهابية التي تقتل الأبرياء دون سبب. يقول إن طريقة الموت هي التي تترك الأثر، فلو كانت الوفاة طبيعية أو بسبب مرض لكان وقعها أقلّ ألمًا، لكن التفجير ترك جرحًا لا يلتئم وذكرى مؤلمة لا تغيب. ويشير إلى أن ما حدث زاد البعض ثباتًا وإصرارًا على التمسّك بالوجود المسيحي في سوريا، مؤكدًا أن المسيحيين ليسوا طارئين على هذه الأرض. يطالب بفتح الحدود مع لبنان لحماية العائلات المسيحية الهاربة من الموت، موضحًا أنهم لا يريدون عبور الحدود تهريبًا بل بطرق قانونية تحفظ كرامتهم. ويختم: «إذا كانت الحدود تُفتح لكلّ من يجلب الموت والخراب، فلماذا لا تُفتح أمام من يبحث عن السلام؟».

تهديد للهوية المسيحية

فتح الهجوم الباب أمام تساؤلات عميقة حول مستقبل أمن دور العبادة وسلامة التجمّعات الدينية في سوريا، في وقت يترقب فيه السوريون بعض الطمأنينة بعد سنوات الحرب الطويلة. يتزامن التفجير مع تراجع أعداد المسيحيين في سوريا من نحو 1.5 مليون قبل عام 2011 إلى أقل من 700 ألف، بحسب منظمة Open Doors الدولية لعام 2024. وتؤكد مصادر كنسية لـ «نداء الوطن» أن الاعتداء لم يستهدف أرواح المؤمنين فقط، بل حاول ضرب رسالة التعايش التي يحملها المسيحيون في المشرق، مشيرة إلى أن بقاءهم مرتبط بمدى جدّية الدولة في حمايتهم.

 

جلسة البرلمان: قروض دوليّة وصدام انتخابيّ في عقدٍ استثنائيّ

بتول يزبك/المدن/29 حزيران/2025

غداة دعوة الرئيس نبيه برّي لانعقاد الهيئة العامّة عند الحادية عشرة قبل ظهر غدٍ الاثنين 30 حزيران 2025، تتقاطع المعطيات على أنّ الجلسة ستنطلق بنصابٍ مكتمل، لأنّ معظم الكتل تحتاج تمرير الحزمة الماليّة المُدرجة، على الرغم من التوتّر السّياسيّ الذي يسبقها.

ثلاثة عشر بندًا وُضعت على ِالطاولة، نصفها ذو طابع ماليّ يدور حول قروضٍ دوليّة واعتماداتٍ إضافيّة، ونصفها الآخر يتعلّق بتنظيم الحياة العامّة من الإيجارات غير السكنيّة إلى إعادة الإعمار، غير أنّ حرارة النقاش تتكثّف أساسًا حول بندٍ غائبٍ حاضر: قانون الانتخاب. وبينما يتقدّم التخبّط الدستوريّ وشبح الإبطال أمام المجلس الدستوريّ، تبدو الجلسة أشبه بـ"بروفة" مبكرة للمعركة التشريعيّة الكبرى الّتي ستسبق الانتخابات النيابيّة المقبلة. يستمدّ المجلس مشروعيّته في الانعقاد من مرسومٍ رئاسيّ حَصَر جدول الأعمال بما تطلبه الحكومة أو يراه مكتب المجلس طارئًا. لكنّ ما حدث عمليًّا هو أنّ هيئة المكتب اجتمعت في 23 حزيران لصوغ جدولٍ ابتدائيّ يضمّ تسعة بنود، ثمّ أضيفت أربعة بنود أخرى ليلة السّادس والعشرين، بقرارٍ منفردٍ من الرئيس برّي، من دون إعادة أخذ رأي الهيئة. ورأى مراقبون أن هذا التصرّف يخرق حرفيًّا المادّة 8 من النظام الداخليّ الّتي تُنيط بهيئة المكتب سلطة وضع الجدول، ويصطدم أيضًا بالفقرة الواضحة في المادّة 33 من الدستور الّتي تُقيِّد العقد الاستثنائيّ بما نصّ عليه المرسوم الرئاسيّ. إنّها إذًا سابقةٌ دستوريّة يتوقّع مراقبون أن تُفتح أمامها أبواب المجلس الدستوريّ طعنًا وإبطالًا، ولا سيّما أنّ البنود الأربعة المضافة تمنح إعفاءاتٍ وتمويلاتٍ تتخطّى صلاحيات الدورة الاستثنائيّة.

يتصدّر الشقّ الماليّ جدول الأعمال؛ فالحكومة تطلب الموافقة على قرضين ضخمين من البنك الدوليّ: 250 مليون دولار لتعزيز الطاقة المتجدّدة وتدعيم شبكة الكهرباء، و200 مليون دولار لمشروع "التحوّل الأخضر للأغذية الزراعيّة". ويُضاف إلى ذلك سلّة اعتماداتٍ اجتماعيّة تقارب 210 ملايين دولار توزَّع على صناديق تعاضد القضاة وأساتذة الجامعة اللبنانيّة والعسكريّين العاملين والمتقاعدين. في المقابل، تتقدّم مشاريع إصلاحيّة أخرى كتنظيم "علوم الأشعّة"، والانضمام إلى بروتوكول مدريد لحماية العلامات التجاريّة، وتعديل قانون الصيدلة لفتح باب الإعلان لبعض المنتجات. غير أنّ الأنظار ستبقى شاخصة إلى اقتراح تعديل قانون الإيجارات غير السكنيّة، المطعون فيه أصلًا أمام المجلس الدستوريّ، وإلى مشروع "تمكين البلديّات" الذي يرفع الرسوم البلديّة عشرات الأضعاف بلا أيّ دراسة لأثره الماليّ والاجتماعيّ.

ورغم الطابع الماليّ البحت المُعلن، تحوّل قانون الانتخابات إلى العنصر الأكثر تفجرًا. فـ"القوّات اللّبنانيّة" ومعها "الكتائب" و"الاشتراكيّ" وعدد من النواب التغييريّين أعدّوا اقتراحًا مُعجَّلًا لإلغاء المادة 122 من القانون 44/2017 كي يصوّت اللبنانيون غير المقيمين لكلّ نوّابهم الـ128، بدلًا من حصرهم بستة مقاعد جديدة ابتداءً من دورة 2026. الكتلة جمعت توقيع 68 نائبًا وتقول إنّها مستعدّة لطرح الاقتراح "من خارج الجدول". بينما يرفض الرئيس برّي هذا المسار جملةً وتفصيلًا. وفي الكواليس تهديدٌ مبطَّن بالمقاطعة قد يُطيح النصاب القانونيّ إن انضمت كتلٌ وازنة إلى موقف "الجمهوريّة القويّة". ومهما يكن، فإنّ إثارة هذا الموضوع الآن تعني فتح معركةٍ مبكرة على قواعد اللعبة الانتخابيّة، وسط خشية السلطة التقليديّة من أن يُعيد المغتربون خلط الأوراق وتوزيع المقاعد. إذًا، الخلفية حسابية بامتياز: دراسات ما بعد الانتخابات البلدية أظهرت أنّ الصوت الاغترابيّ يصبّ بغالبيته في مصلحة الأحزاب المسيحيّة المعارضة، فيما يتخوّف الثنائي الشيعيّ من عراقيل لوجستية وأمنيّة تُقلِّص حصة ناخبيه في دول الخليج والأميركيتين. الثنائيّ الشيعيّ يردّ بمشروع موازٍ يجعل لبنان دائرة واحدة على أساس النسبيّة ويستحدث مجلس شيوخ مُناصفًا، وهو طرح يروّج له نوّاب حركة "أمل" و"حزب الله" في اللجان المشتركة. أمّا "التيار الوطنيّ الحرّ" فيرفض المساس بمقاعد الاغتراب لكنه لم يحسم خياره حيال الدائرة الواحدة، مفضّلًا المقايضة على خفض سنّ الاقتراع وكوتا النساء. إجرائيًّا، يحتاج إدراج أي اقتراح عاجل على الهيئة العامّة إلى أغلبية 65 نائبًا وفق النظام الداخليّ؛ فإذا توفّرت تُطرح صفة العجلة ثم يُصوَّت على النّصّ نفسه. لكن لرئيس المجلس صلاحية إحالة الاقتراح فورًا إلى اللجان، وهو ما لمّح إليه مقرّبون منه، معتبرين أنّ الخطوة "تسجيل موقف" لا أكثر. وفي الكواليس تراجع حديث "القوات" عن تعطيل النصاب، لأنّ حلفاءها لا يرغبون بإسقاط الجلسة وحرمان القطاعات المستفيدة من الاعتمادات، الأمر الذي يُرجّح سيناريو مناقشة حادّة تنتهي بتجميد الملف في اللجان المشتركة مرّة جديدة.

أمّا إذا أصرّ النواب على طرح تعديل قانون الانتخاب ونجحوا في انتزاع التصويت على العجلة، فسيكون لبنان أمام اختبار جدّي لأوزان الكتل بعد الحرب وعشيّة الاستحقاق النيابيّ 2026، لأنّ أيّ خريطة دوائر جديدة أو تعديل على مقاعد الاغتراب سيقلب حسابات التحالفات من الآن وحتى ربيع السنة الانتخابيّة. وعلى خطٍّ موازٍ، تواصل اللجنة الفرعيّة الّتي يرأسها نائب الرئيس إلياس بو صعب درس أربعة اقتراحات انتخابيّة أبرزها الدائرة الواحدة وإنشاء مجلس الشيوخ.

بو صعب أكّد بعد آخر اجتماع أنّ الحكومة لم تُرسل بعد مشروعها الإصلاحيّ برغم التزاماتها مع صندوق النقد، واعدًا بتحديد جلسة حاسمة بعد أسبوعين إذا استمرّ التعطيل الحكوميّ. وبذلك صار البرلمان أمام مسارين متوازيين: مواجهة علنيّة في الهيئة العامة حول اقتراع المغتربين، وحوار تقنيّ طويل في اللجنة حول هندسة النظام برمّته. في خارج القاعة يتقدّم المجتمع المدنيّ كعنصر ضغط. فـجمعية "LADE" سلّمت اقتراحًا يطالب بالمساواة الكاملة بين الناخبين المقيمين وغير المقيمين، واعتماد التصويت الإلكتروني وإتاحة التسجيل بستّ لغات لتشجيع الجيل الثاني من المهاجرين. كما رفعت عريضة وقّعها أكثر من 13 ألف مغترب إلى رئاسة المجلس. من جهتها، تنسّق مجموعات مراقبة الانتخابات لإصدار تقارير فورية غدًا ترصد أيّ محاولة "انتقائيّة" تمسّ الحقوق التمثيليّة.

في صلب النقاش البرلمانيّ يبرز اقتراح إعفاء المتضرّرين من الحرب الأخيرة من الضرائب والرسوم، مع فتح مسارب أسرع لإعادة الإعمار. ورغم التوافق المبدئيّ، انزلق المشروع منذ نيسان إلى ما يُشبه لعبة شدّ حبال بين السّراي وساحة النجمة: إذ أنّ الحكومة تؤكّد أنّها أحالت نصًّا متكاملًا، فيما أمانة المجلس تنكر وصوله. غدًا يعود الاقتراح بصفة العجلة وقد أقرّته لجنة المال بعد تنقيحٍ طفيف في الإعفاءات وتثبيت حقّ المتضرّرين بالسكن شرط صون الملكيّة العامّة وردع التعدّيات. حظوظ مروره مرتفعة، لكنّ عيون المعارضة ستلاحق بند التمويل: هل تتوافر الموارد فعلًا أم نُعلِّق آمال الناس على وعودٍ جوفاء؟

وتحت شعار "تفعيل البلديّات" أقرّت اللجان المشتركة زيادة مضاعفة في الرسوم البلديّة وأرفقتها بسلسلة غرامات مستحّدثة، غرامات وصفها المراقبون بأنّها، من دون رؤية استثماريّة واضحة أو إصلاح جذريّ لآليّات جمع النفايات والخدمات، ما جعل البلديّات تُدفع دفعًا إلى لعب دور جابي الضرائب، محرومةً من أيّ أفق تنمويّ. أمّا الأخطر فإنّ هذا الاقتراح استُدرج لفرض رسم على الأراضي الّتي تشغلها خيم اللاجئين السّوريّين، فصار القانون الماليّ كأنّه أداة ضغط اجتماعيّ وسياسيّ في آن. في المقابل، وفي مجال الطاقة المتجدّدة، رُصدت 250 مليون دولار لإنشاء محطة بقدرة 150 ميغاوات في القاع–رأس بعلبك مع إمكانيّة رفعها إلى 200 ميغاوات ضمن التمويل نفسه، على أنّ يرتبط التنفيذ بإصلاحات داخل مؤسّسة كهرباء لبنان وتدقيق ماليّ يبدأ من عام 2021. أمّا مشروع GATE الزراعيّ فخصِّص له قرض بقيمة 200 مليون دولار لتحسين شبكات الريّ ودعم نحو 80 ألف مزارع. وعلى صعيد المخصّصات، رُصدت اعتمادات تبلغ 1,500 مليار ليرة لصندوق تعاضد القضاة، و1,320 مليارًا لصندوق أساتذة الجامعة، و15,900 مليارًا لمنح شهريّة للعسكريّين، كاعترافٍ ضمنيّ بأنّ سلسلة الرواتب القديمة انهارت تحت وطأة التضخّم. فيما يطرح اقتصاديون تساؤلات عن مصادر تمويل هذه الاعتمادات وأثرها في عجز الموازنة وإمكان مطالبة قطاعات أخرى بمعاملات مماثلة. والحال فإنّ جلسة الثلاثين من حزيران ليست محطةً عابرة؛ فهي تتقاطع مع ثلاثة مسارات: الحاجة الملحّة لإجراءات توقف الانهيار، إصرار القوى الإصلاحيّة على تحديث الإطار الرقابيّ، وافتتاح المعركة المبكّرة لقانون الانتخاب. ستكشف المداولات موازين القوى الحقيقيّة واستعداد الطبقة السياسيّة للخروج من رفاهية المساومات إلى مسؤولية التشريع. غدًا يتبيّن أين سيستقرّ ميزان السياسة، وأيُّ مسارٍ ستسلكه البلاد في الثمانية عشر شهرًا الفاصلة عن الانتخابات المقبلة.

 

من يموّل وينتج إعلانات رئيس الجمهورية في "يوتيوب"؟

سكينة السمرة/المدن/29 حزيران/2025

يظهر الرئيس اللبناني جوزاف عون في عشرات الاعلانات المدفوعة التي تخترق المشاهدين اثناء تصفح "يوتيوب"، ويظهر فيها مشغولاً بالذكاء الاصطناعي الذي يضعه بمواجهة "حزب الله"، على خلفية "قرار السلم والحرب" و"حصرية السلاح".  وفيما لم تتضح الجهة التي تمول تلك الاعلانات، وهوية الاشخاص التي تقف وراءها، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع هذه الإعلانات، حيث انقسمت الآراء بين من اعتبر أن جهات مجهولة، وربما خارجية، تقف خلف هذه الحملات الدعائية، وبين من سخر من الطريقة البدائية التي جرى بها توظيف الذكاء الاصطناعي لإنتاج مقاطع صوتية أو بصرية تفتقر إلى الاحتراف، وتبدو أقرب إلى دعاية سياسية، لو كان ضمنياً متفق مع مضمون الإعلان.

تواطؤ الخوارزميات أم فشل الرقابة؟

تبث الإعلانات في عدة قنوات أبرزها قناتي "This Is MLGA" و"بلد الحياد"، وهي منصات، بالتأكيد، لا علاقة لرئاسة الجمهورية بها، كونها نفذت تقنياً بالذكاء الاصطناعي، في حين تتولى رئاسة الجمهورية بث التصريحات المعلنة، بالصورة الحية، والبيانات الرسمية.. أما في المضمون، فإن الطريقة التمثيلية التي قدمت فيها المقاطع، فهي تضع الرئيس في مواجهة مع "حزب الله"، في وقت تعمل الرئاسة والحكومة على حل الملفات الاشكالية بالسياسة والدبلوماسية ضمن خطة واضحة لتنفيذ "حصرية السلاح" التزاماً بخطاب القسم، وبالبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام. وتصل الفيديوهات إلى المستخدمين وفق خوارزميات المنصة التي يُفترض بها أن تقترح محتوى يتوافق مع اهتمامات المستخدم.

"خوارزميات "يوتيوب"

"يوتيوب"، التابع لشركة "غوغل"، يتيح لأي جهة إنشاء حملة إعلانية مدفوعة ونشرها عالمياً خلال ساعات، مقابل القليل من المال، وبتدقيق محدود في المحتوى أو الجهة المعلنة. وفي حين تنشط المنصة في حذف مقاطع تحتوي على موسيقى محمية بحقوق نشر، فإنها تتساهل في تمرير محتوى لا تتجاوز الحدّ الرسمي لـ"سياسات الاستخدام". وفي هذا الإطار، يروي الناشط علي يزبك تجربته لـ"المدن"، مشيراً إلى أن معظم الإعلانات التي تظهر له في "يوتيوب" باتت تنتمي لهذا النوع، حتى أثناء مشاهدته لمحتوى رياضي بعيد عن السياسة. كما أشار العديد من المستخدمين إلى أنهم قدّموا بلاغات ضد هذه الإعلانات، إلا أنها ما تزال مستمرة في الظهور لديهم.

الرأي العام والدعاية السياسية

في حديث لـ"المدن"، يوضح الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات، رولان أبي نجم، أن مسألة هذه الحملات الإعلانية خارجة عن السيطرة، إذ بإمكان أي شخص إطلاقها بسهولة. وأشار إلى أنه في حال رغبت الدولة اللبنانية بوقف هذه القنوات، عليها التواصل مع شركة "ألفابت" المالكة لـ"غوغل" لبحث إمكانية ذلك، باعتبارها الجهة الوحيدة القادرة على تحديد أماكن هذه الحسابات وإغلاقها. لكنه أضاف، أن القائمين على هذه القنوات، في حال تم إغلاقها، يستطيعون ببساطة إنشاء حسابات جديدة. وشدد أبي نجم على أن ما يُعدّ جريمة في نظر الدولة، قد لا تراه المنصة كذلك، إذ يمكن أن تعتبره ضمن إطار حرية التعبير، ما يخلق تضارباً في التوصيف والمعالجة.

إزالة حسابات

يذكر أنه قبل أشهر، كانت قد أعلنت شركة "ميتا" عن إزالة 112 حساباً و65 صفحة على "فايسبوك" و49 حساباً على "إنستغرام" لانتهاكها سياسات الشركة عبر إنشاء حسابات وهمية بغرض تنظيم حملات منظّمة.  وكشفت حينها أن هذه الشبكة من الحسابات الوهمية أنشأتها شركة LT Media الفيتنامية، ونفّذت عبرها حملات بقيمة 1.2 مليون دولار تستهدف بشكل أساسي الرأي العام في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ولبنان وقطر. وبحسب التحقيق، فإن هذه الشبكة نفّذت في الوقت نفسه حملة "لبنان لا يريد الحرب" التي انتشرت بشكل واسع في تلك الفترة، خصوصاً على "فايسبوك".

 

لبنان ليس لعنةً يا محمّد

عقل العويط/فايسبوك/29 حزيران/2025

تقول إنّ لبنان لعنة، يا محمّد. قد يكون هذا صحيحًا، لكنّه ليس لعنةً بطبعه. هو عذابُ البَرَكةِ المحبوب. على طريقة مَن يعشق عذاب معذِّبته، أو معذِّبه. ما أطيب هذا العذاب.

لا أقف لكَ بالمرصاد، بل أرى لبنان هذا، هو أيضًا – بل خصوصًا – نعمة. أريدكَ أنْ تعرف أنّه نعمة، فتقاسمني بالجدال الفلسفيّ والتكوينيّ والمجتمعيّ هذا الشعور. فهو رغيفٌ للروح بذاتِهِ، ومائدةٌ للعقل، وأعمق من أنْ يكون هذيانًا شوفينيًّا، أو تنكيلًا بالذات، أو تأويلًا لحقيقةٍ ليس مهمًّا كثيرًا أنْ أفلسفها، وأفكّكها، وأشرح كينونتها. يفجع في هذا الموضوع، أنّ بعض أشدّ المنادين بلبنان، والمتناتشينه، من هذه الجهة وتلك وهاتيك، قد يكونون دونَ معناه، وأقلّ مستحقّيه، وأشدّ الأطراف هتكًا له، وإمعانًا في إفساده وشيطنته، تعبيدًا لمشروع صرف النظر عنه، قصورًا، وضجرًا وقرفًا ويأسًا، و... انفكاكًا عن الاقتناع بلزوم الحاجة إلى وجوده، كثيرَ ذاتِهِ، و"سيّدًا حرًّا مستقلًّا".

يتكاتف، موضوعيًّا، مع هؤلاء في هذه "المهمّة" الملعونة، غالبيّة مَن يتبارى في طلب رئاسته وخدمته. ناهيك بالمحيقين به جنوبًا وشمالًا وشرقًا. فضلًا عمّن يجد فيه وكرًا لمصالحه، من الأبعدين والأقربين. فمن المنطقيّ جدًّا اعتباره لعنةً يا محمّد، لشبه استحالته، وللأسباب المذكورة. علمًا أنّ في مقدوري زعمَ التسلّل، بالحدس والموهبة، إلى وجدانكَ الذي تحت الوعي التفكيكيّ، ووراءه، وفي باطنه، لأخلص إلى مقولةٍ مفادها أنّكَ، وأنّنا، في لحظةٍ جليلةٍ من لحظات التجلّي الفكريّ، قد نرفض الانصياع إلى كونه لعنةً، والقبول باعتبارها أمرًا واقعًا مفروغًا منه.

هذا كمثّل النزول إلى الجحيم، والإقامة فيها، يا محمّد، وكمثل الاصطراع الناجم عن عواصف الوجد والشغف والجوى والهوى والهيام، حيث كرهُ هذه الحال، ورغبةُ الفرار منها، هما أيضًا حبٌّ وحلمٌ ورأفةٌ، وغسلٌ لليد، وامتناعٌ عن التواطؤ وغلقِ الباب، ورفضٌ لإطلاقِ رصاصةِ رحمة.

وكم أخوض في هذه المفارقات المتناقضة، وأنغمس فيها، وأتلاقى معها، وأرفضها، يا محمّد، إذ تجرفني في لحظات المرارة القصوى رغباتٌ في "القتل الرحيم"، سببُها، ربّما، ما تسمّيه، يا محمّد، لعنة لبنان. وما أصعب ذلك!

وفي هذه اللحظة المفصليّة الحاسمة التي يُمتَحَن فيها مصير بلدنا، بل مصير المنطقة العربيّة كلّها، وما يُسمّى بالشرق الأوسط، أتفهّم جيّدًا إحساسكَ باللعنة، يا محمّد، حيث لا نجد مَن يتحلّى لينبري من أهل لبنان ورئاساته إلى رفع اللعنة عنه، والى الترفّع، والارتفاع إلى ما تتطلّبه اللحظة الحرجة هذه من اللوذ بالرؤيويّة النبيهة وبحصافة العقل والحكمة. وهذا إنّ دلَّ، فعلى أنّ أهل لبنان ورئاساته، هم – تقريبًا - قحطٌ وتصحّرٌ كلُّهم، وقطعانٌ، وفسادٌ، وصِغَرٌ، وانعدامُ رؤى ومواهب، وإمعانٌ حتّى الثمالات في إفساد النعمة والبَرَكة، حدَّ تحويلهما لعنة.

كلُّهم تقريبًا. أرأيتَ، يا محمّد، كيف نستغيث بلزوم استبطان "الدولة العميقة" للحكمة، ولعلم النفس والاجتماع، وبالحاجة إلى التحفيز والاختراع، طردًا للعنة، وتحييدًا للبنان. وأقول لكَ ولنفسي: يجب أنْ ينجو لبنان. وأن يتحرّر من لعنته. وعارٌ ألّا ينجو، وألّا يتحرّر. وليس ذلك بسوى أعجوبة العقل. وإنْ بالقوّة الفلسفيّة... و/أو بإجماع القوّة الأمميّة. ومن غير دم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عبادة وتقديس القائد، وتحويله إلى رمز لا يُمس، لا تجلب سوى الهزيمة والخراب،

مروان الأمين/فايسبوك/29 حزيران/2025

نتنياهو خلّص اسرائيل من حركة حماس وقتل السنوار كل قيادات الحركة،

وخلّص اسرائيل من حزب الله وقتل نصرالله وكل قيادات الحزب،

وخلّص اسرائيل من المشروع النووي الايراني وقتل معظم قادة ايران العسكريين والأمنيين وعلماء النووي.

واليوم، يمثل نتنياهو امام المحكمة بتهم فساد.

ليست القوة العسكرية وحدها ما يصنع الانتصارات. الاتحاد السوفياتي كان يملك سلاحاً نووي، لكنه سقط. إن مفاهيم سيادة القانون، والمحاسبة، والعلم، هي الأساس المتينة التي تتكئ عليها القوة العسكرية، والتي أدت الى انتصار اسرائيل.

هل تستحق اسرائيل الانتصار؟ نعم تستحقه، لأن الانتصار هو نتيجة إطار سياسي ودولتي ومؤسساتي، ولأنها بنت بيئة سياسية تضمن بقاء الدولة فوق القائد.

هل نستحق نحن الهزيمة؟ نعم نستحقها، ونحن من أسس لها من خلال دول فاشلة، وتبعية عمياء، وشعارات جوفاء تغلّف الانهيار والهزيمة بأغلفة دينية وانتصارات وهمية.

إن عبادة وتقديس القائد، وتحويله إلى رمز لا يُمس، لا تجلب سوى الهزيمة والخراب، ولو بعد حين. فالدولة التي تنتصر هي تلك التي تُخضع الجميع، مهما علت مناصبهم ومكانتهم، للمساءلة، وتضع القانون فوق الشخص، لا العكس.

  ·

في صبيحة اليوم 2082 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/29 حزيران/2025

إسرائيل عدو حاقد لا جدال في الموضوع.. ومشهد القصف المتكرر وما يحدثه من قتل ودمار وتفجير مخازن أسلحة، يمتنع حزب الله عن تسليمها للسلطة، يبدو وكانه رسالة ان الاتي أفظع ما لم يتم تنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة.

بوضوح كبير لا يبدو ان لبنان يمتلك ترف الوقت، ومن غير المفهوم مطلقا هذه المراوحة في المواقف الرسمية والتفاوت الكبير بين الخطاب الرسمي والأداء الرسمي. هل هناك خشية ما عن احتمال صدام مع حزب الله، فقررت الجهات الرسمية الاكتفاء بتمرير الوقت ، وهل بعد مقبول رفع السلاح الفئوي اللاشرعي بوجه الشرعية بعد الكوارث التي تسبب بها؟ او هل هناك في موقع القرار من ينتظر ان يقوم العدو الاسراييلي بهذه المهمة(..)فان كان كذلك، فهذا يعني ان البلد امام اخطار كبيرة فالعدو يريد مع تدمير السلاح الميليشياوي وتدمير حزب الله، يريد تدمير كل البلد وضرب مقوماته ومنع تعافيه .. الان اوان بدء التنفيذ لتحرير لبنان من السلاح اللاشرعي لبنانيا كان او فلسطينيا، وكفى مراوحة على مستوى القرار، فيما الانهيار يتعمق والهجرة تتسع والقرارت السلطوية تجهز على امكانية عيش المواطن.

وعشية انتهاء الشهر السادس على انتخاب جوزاف عون رئيسا، وأكثر من اربعة اشهر على تاليف نواف سلام الحكومة، إلا يطرح في القصر والسراي  الآسئلة عما تحقق فعليا ويصب في خدمة المواطن: بدل دعم معيشة المواطن يتم فرض الضرايب الجائرة، والكهرباء تتراجع فما هو هذا السر ؟ ولبنان كله يعاني من العطش، اما العدالة فمعلقة واذا لا ، خبرونا، ماذا فعلتم في مقتلة ادوية السرطان مثلا؟ والامر البالغ الخطورة ادارة الوضع النقدي والمالي وفق تعاميم رياض سلامة لتذويب الحقوق وحماية الناهبين الذين يفرضون الشروط بشان المواقع المالية والإدارية وهي عصب الادارة والبلد! فهل دخل البلد زمن مكافأة قوى الجريمة المنظمة وهو امر لم تجروء عليه حكومة حزب الله التي كان يترأسها نجيب ميقاتي؟ ومن الاخر إلا يدرك الثنائي الجديد حجم الخيبة لدى الناس التي ترى ان زمن الشغور وحكومة تصريف الأعمال كان ارحم من الوضع الراهن؟ والا يدرك هذا الثنائي ان الناس لا تشبع ولا تستعيد حقوقها مع تكرار  خطاب يضاهي من حيث الإنشاء اهم الكتابات!  كفى، مسوءولية حزب الله عن الاستباحة والدمار والخراب لا تناقش ومن غير المقبول تكرار سياسات تخصيب السلاح، اذ لا يبدو انه اتعظ بدليل ان أمينه العام نعيم قاسم يعيش نفس الانتصارات التي يعيّشها الخامنئي! وبعد خطاب الشيخ نعيم الأخير بات مطالب بان يحيط الناس علما بموعد بدء  حربه لانهاء إسرائيل وهزيمتها هزيمة منكرة! لا يناقش حزب الله لانه لم يظهر يوما حدا من المسوءولية .. انه حزب دولة الولي الفقيه! لكن السلطة تتحمل كامل المسوءولية   ولا يمكن المضي بهذا النهج حيال الناس وحقوقها كما لا يمكن العودة إلى سياسة ادارة الظهر لأشقاء لبنان واصدقائه!

كفى ! وكان يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

قراءة في مهمة السفير توم برّاك  سايكس-بيكو بنسخة القرن 21

فيصل نصولي/موقع أكس/29 حزيران/2025

 لم تعد هندسة الحدود أداةً استعمارية من الماضي؛ بل غدت نموذجاً متجدّداً لإعادة تشكيل الكيانات الضعيفة وابتزازها سياسياً. من يتقن إدارة المعابر يفرض الإملاءات ويُعيد توزيع النفوذ على المقاس.  الارتدادات على لبنان أيّ «سايكس-بيكو 2.0» يُرسَّم اليوم بين سوريا وتركيا سيصيب قلب المشهد اللبناني:  ضبط السلاح غير الشرعي لن يعود شأناً داخلياً صرفاً.  فتح الحدود الشمالية والشرقية قد يتحوّل من مسألة لوجستية إلى ورقة مساومة إقليمية.  هشاشة السيادة وانزلاق النموذج الكردي نجاح مشروع «الكيان شبه المستقل» في شمال سوريا سيُغري بعض اللاعبين اللبنانيين بالمطالبة بـ«خصوصيات» أمنية أو ميثاقية تتجاوز سلطة الدولة، فتصبح الفدرَلَة المقنَّعة تحت سلاح الأمر الواقع.  المصلحة اللبنانية العليا الخيار الوحيد هو التمسّك بدولة مركزية قوية ذات سيادة كاملة على السلاح والقرارات الحدودية، وإجهاض أي مسعى لتدويل أو تقاسم الوصاية على القرار السيادي. فالمقال يضع لبنان «مسرحاً خلفياً» في حسابات باراك تجاه تسوية سورية-إسرائيلية؛ ما يحتم استباق الأمر بخريطة طريق لبنانية واضحة:  تثبيت احتكار الدولة لقرار السلم والحرب.  تحصين الحدود بتفاهمات أمنية مُلزِمة.  تسريع مسار نزع السلاح خارج الشرعية قبل أن يُفرَض علينا بقرار خارجي.  خلاصة لبنان ليس رقعة شطرنج للغير. إما أن نبادر إلى ضبط البيت من الداخل، أو سيتكفّل الآخرون بإعادة رسمه على هواهم… وعندها سنكتشف أنّ ثمن فقدان السيادة أكبر بكثير من تكلفة صيانتها اليوم.

 

سايكس-بيكو بنسخة القرن 21

فيصل نصولي/موقع أكس/29 حزيران/2025

لم تعد هندسة الحدود أداةً استعمارية من الماضي؛ بل غدت نموذجاً متجدّداً لإعادة تشكيل الكيانات الضعيفة وابتزازها سياسياً. من يتقن إدارة المعابر يفرض الإملاءات ويُعيد توزيع النفوذ على المقاس.

 الارتدادات على لبنان

أيّ «سايكس-بيكو 2.0» يُرسَّم اليوم بين سوريا وتركيا سيصيب قلب المشهد اللبناني:

 ضبط السلاح غير الشرعي لن يعود شأناً داخلياً صرفاً.

 فتح الحدود الشمالية والشرقية قد يتحوّل من مسألة لوجستية إلى ورقة مساومة إقليمية.

هشاشة السيادة وانزلاق النموذج الكردي

نجاح مشروع «الكيان شبه المستقل» في شمال سوريا سيُغري بعض اللاعبين اللبنانيين بالمطالبة بـ«خصوصيات» أمنية أو ميثاقية تتجاوز سلطة الدولة، فتصبح الفدرَلَة المقنَّعة تحت سلاح الأمر الواقع.

المصلحة اللبنانية العليا

الخيار الوحيد هو التمسّك بدولة مركزية قوية ذات سيادة كاملة على السلاح والقرارات الحدودية، وإجهاض أي مسعى لتدويل أو تقاسم الوصاية على القرار السيادي. فالمقال يضع لبنان «مسرحاً خلفياً» في حسابات باراك تجاه تسوية سورية-إسرائيلية؛ ما يحتم استباق الأمر بخريطة طريق لبنانية واضحة:

 تثبيت احتكار الدولة لقرار السلم والحرب.

 تحصين الحدود بتفاهمات أمنية مُلزِمة.

 تسريع مسار نزع السلاح خارج الشرعية قبل أن يُفرَض علينا بقرار خارجي.

 خلاصة

لبنان ليس رقعة شطرنج للغير. إما أن نبادر إلى ضبط البيت من الداخل، أو سيتكفّل الآخرون بإعادة رسمه على هواهم… وعندها سنكتشف أنّ ثمن فقدان السيادة أكبر بكثير من تكلفة صيانتها اليوم.

 

رسالة إلى المجتمع الدولي: لنعمل معاً لتحرير لبنان من إرث الاحتلال الطائفي وتهيئته للانضمام إلى الشرق الأوسط الجديد.

داني عبد الخالق/موقع أكس/29 حزيران/2025

رسالة إلى المجتمع الدولي: لنعمل معاً لتحرير لبنان من إرث الاحتلال الطائفي وتهيئته للانضمام إلى الشرق الأوسط الجديد.

أيها المجتمع الدولي، يا من تسعون إلى شرق أوسط أكثر استقراراً وازدهاراً، نقول لكم:

آن الأوان أن يكون للبنان مكانه الحقيقي في هذا المستقبل الواعد.

لكن لا يمكن للبنان أن يلتحق بالشرق الأوسط الجديد ما لم يتحرر أولاً من إرث الاحتلال الطائفي الذي كبّله لعقود طويلة، وشلّ قدرته على النهوض، وجرّه إلى أزمات متتالية وصراعات داخلية لا تنتهي.

لقد أصبح النظام الطائفي في لبنان، الذي فُرض على شعبه عبر المحاصصات والصفقات بعد الحروب والوصايات المتعددة، أكبر عائق أمام تقدمه.

لم يعد هذا النظام يمثل التنوع الحقيقي الغني للشعب اللبناني، بل صار وسيلة تستخدمها قوى داخلية وخارجية لإبقاء لبنان رهينة مصالحها، وجعل الطائفية سلاحاً لتقسيمه وإضعافه.

نحن في "حزب اللبنانيون الجدد" نوجه هذه الرسالة إلى الدول الحية، وإلى كل قوى الخير في العالم: ساعدونا على تحرير لبنان من قبضة الطائفية السياسية، وساندونا في بناء دولة مدنية، علمانية، عادلة، تؤمن بالتعددية الحقيقية وتضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

إن تهيئة لبنان للانضمام إلى الشرق الأوسط الجديد تتطلب:

دعم دولي واضح وصريح لمشروع بناء دولة مدنية ديمقراطية في لبنان.

دعم سياسي وإعلامي لكشف حقيقة النظام الطائفي ودوره في تعطيل مسيرة لبنان.

تمكين القوى الوطنية الإصلاحية من التحرك بحرية لمواجهة أمراء الطوائف وميليشياتهم.

تأمين قنوات تواصل مباشرة مع صناع القرار الإقليمي والدولي ليكون للبنان الجديد صوت في صياغة مستقبل المنطقة.

نحن في حزب" اللبنانيون الجدد" نؤمن أن مستقبل لبنان لا يمكن أن يُبنى على الطائفية، بل على قيم المواطنة، والحرية، والعدالة. لبنان يستحق أن يكون جزءاً من شرق أوسط جديد قائم على التعاون، لا الانقسام، وعلى السلام، لا الصراع.

نحن جاهزون لهذا التحدي، ونتطلع إلى شراكة صادقة مع المجتمع الدولي لإنجاز هذا الهدف التاريخي.

أمين عام حزب اللبنانيون الجدد

داني عبد الخالق

-صورة من الأرشيف: "اللبنانيون الجدد" في مواجهة مع النظام اللبناني الطائفي أمام مجلس النواب.

 

لقد كنا على حق

بيتر جرمانوس/موقع أكس/29 حزيران/2025

فكفى مرّةً واحدة أن لا نُذبح

معكم، بل أن ننجو بكم.

منذ أن رُسمت حدود لبنان الكبير سنة 1920، لم يكن الوطن وليد صدفة، بل مشروع نهضة. واحة ثقافة وسلام، أرادها المؤسسون منارة في هذا المشرق المضطرب. يومها كنا على حق.

كنا على حق حين حلمنا بجامعة دولٍ عربيةٍ لا تكون أداة ابتزاز، بل إطاراً حضارياً يلاقي الحداثة ويؤسس لحوارٍ لا صراع، لوحدة لا تبعية.

وكنا على حق حين صار لبنان، رغم صغره، مفخرة شرق المتوسط، جامع أفكاره، مختبر تجاربه، ومنارةً لمن أراد أن يرى.

كنا على حق حين وقفنا بوجه الطغاة الصغار، من عبد الناصر إلى عرفات، ومن القذافي إلى الأسد. قلنا إن زمن الأصنام انتهى، وإن تأليه الزعيم خيانة للوطن، لا بطولة.

كنا على حق حين قلنا إن لا خلاص للبنان إلا بالسلام والحياد. فموقعه لا يحتمل الاصطفاف، وهويته لا تُختزل بشعار أو محور أو بندقية.

كنا على حق، وهم كانوا على خطأ.

لكن اليوم، لا نطلب اعترافاً، ولا نبحث عن انتصار في سجال التاريخ.

نطلب فقط، ولو مرة، أن تكونوا معنا على حق.

أن لا تجرّونا مجدداً إلى محرقةٍ باسم قضايا لا تشبهنا، ولا تمثلنا.

أن لا تموتوا من أجلنا، بل أن تعيشوا معنا.

فكفى مرّةً واحدة أن لا نُذبح

معكم، بل أن ننجو بكم.

 

الراعي في عيد القديسين مار بطرس وبولس: لبنان بحاجة إلى مسيحيّين ثابتين كفوئين مشرقيين أحرار ومتجذّرين في الإيمان

وطنية /29 حزيران/2025

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد القديسين بطرس وبولس، وعيد شفيع ومؤسس حبرية" عمل الله" OPUS DEI القديس خوسيه ماريا اسكريفا، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي " كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطرانان الياس نصار وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت، ومشاركة القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور جيوفاني بيكياري ممثلا السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا، وكهنة الحبرية،وعدد من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفاعليات والمؤمنين، وعائلة الOPUS DEI.

بعد الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان:"انت الصخرة وعلى هذه الصخرةابني كنيستي" قال فيها: "تحتفل الكنيسة اليوم بعيد القدّيسين الرسولين بطرس وبولس، عمودي الكنيسة. فعلى إيمان بطرس وحبّه الشديد للمسيح، وعلى جرأة بولس وتفانيه، بنى الربّ يسوع كنيسته، ثابتة على صخرة الإيمان والحقيقة، نورًا للأمم على مدى التاريخ. تحتفل الكنيسة أيضًا بعيد القدّيس خوسيماريا اسكريفا، مؤسّس حبريّة Opus Dei التي تعني "حبريّة عمل الله" الذي علّمنا أن كلّ عمل، مهما بدا بسيطًا، يمكن أن يصبح طريقًا إلى القداسة. وقد جعل شعار حياته: "تقديس الذات من خلال العمل، وتقديس العمل من أجل الله". وقال: "ليس المهمّ كثرة الأعمال، بل كثرة الحبّ الذي نضعه في العمل". وقد رسم خطّة هذه الروحانيّة في كتابه بعنوان: "الطريق". يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا وبخاصّة بأعضاء حبريّة Opus Dei، وأن أهنّئكم بهذين العيدين: القدّيسين الرسولين بطرس وبولس، والقدّيس خوسيماريا اسكريفا. كما أرحّب بوقفيّة سيّدة العناية في أدونيس جبيل، بقيادة الأب أنطوان خضرا. بطرس اسمه الأصليّ سمعان. مهنته صيّاد سمك، أمّي متزوّج. دعاه يسوع لاتّباعه وهو منهمك قي غسل الشباك مع شقيقه اندراوس وأبيهما. دعاهما يسوع: "اتبعاني أجعلكما صيّادي بشر". وللحال قاما وتركا كل شيء وتبعاه. واليوم في نواحي قيصريّة فيلبس أعرب سمعان عن إيمانه المميّز بالمسيح: "أنت هو المسيح إبن الله الحيّ". فحوّل يسوع اسمه إلى "صخرة" (Petros) باليونانيّة، "كيفا" بالآراميّة، ليبني عليها كنيسته. بولس، على خلاف بطرس، اسمه العبريّ شاول، عالم وفيلسوف، صاحب حجّة وقدرة على الإقناع. ثابت في قناعاته، غيور، قائد مقدام: مضطهد تلاميذ المسيح والكنيسة، رومانيّ الجنسيّة. اختاره المسيح ليحمل إنجيله إلى المسكونة، من بعد أن بدّل حياته، وصحّح رؤيته، وأطلقه رسولًا إلى الأمم فتكبّد الأسفار. استشهدا في عهد نيرون الملك سنة 76 أو 68، بطرس مصلوبًا على تلّة الفاتيكان، وبولس بقطع رأسه خارج أسوار المدينة. كان القدّيس خوسيماريا رائدًا سابقًا للمجمع الفاتيكاني الثاني، إذ أعلن، منذ العشرينات من القرن الماضي، إحدى أعظم حقائق الإيمان: الدعوة الشاملة إلى القداسة. القداسة ليست طريقًا مخصّصًا للقليلين، بل للجميع، لكلّ واحد، لكَ أنت أيضًا" (طريق، رقم ١).

في عالمٍ يحاول في كثير من الأحيان أن يحصر الله داخل الجدران، أعاد خوسيماريا فتح أبواب الإنجيل ليحمل النور الإلهيّ إلى الشارع، والمصنع، والجامعة، والمستشفى، والبيت، أي إلى كلّ مكان يوجد فيه الإنسان".

وتابع: "ذكّرنا أنّ المسيح يريد أن يُلتقى به في قلب هذا العالم، وأنّ العمل البشريّ يمكن أن يصبح تقدمة مقدّسة، وأنّ العلاقات العائليّة مدعوّة إلى أن تتألّه بالمحبّة الإلهيّة. هذه الرسالة ما زالت ملحّة لغاية اليوم، لا سيّما في مجتمعنا اللبنانيّ المُتألِّم من أزمات اقتصاديّة، واجتماعيّة، وأخلاقيّة. أمام تجربة اليأس والاستسلام، يهمس لنا خوسيه ماريا: "قُم! الربّ ينتظرك في حياتك اليوميّة. هناك يريد أن يقدّسك". ما يلفت النظر في حياة خوسيماريا هو حبّه العميق لهيكلية الكنيسة ، وللبابا، وللأساقفة. لم تكن محبّته إداريّة أو شكليّة، بل محبّة بنويّة، متواضعة، فائقة للطبيعة. كان يردّد: "الكنيسة هي المسيح الحاضر بيننا. الكنيسة هي أمّي". "عمل الله" يشجّع رجالًا ونساءً يعيشون في قلب المجتمع، يشهدون للمسيح من خلال العمل المتقن، والاستقامة، والفرح، والحياة المصلّية. ليس هدفه نخبويًّا، بل تربية روحيّة عميقة: لتنبيه الضمائر، وتكوين العقول، وتقديس البيوت، وتحويل المجتمع من الداخل. خوسيماريا لم يأتِ بإنجيل جديد، بل أعاد إحياء ما عاشه المسيحيّون الأوائل: أن نكون رسلاً من دون تغيير المهنة، ومُتأمّلين من دون الهرب من المدينة، وقدّيسين في وسط العالم. أنتم، أيّها المربّون، والأطبّاء، والمهندسون، والآباء والأمّهات، والمزارعون، والعاملون: الله يدعوكم إلى القداسة من خلال مهنتكم، وعلاقاتكم، وواقعكم. لبنان بحاجة إلى مسيحيّين ثابتين، كفوئين، مشرقيين، أحرار، ومتجذّرين في الإيمان. لبنان بحاجة إلى علمانيّين قدّيسين، متكوّنين، فاعلين، متغذّين من الأسرار والصلاة. لكن كيف يمكن أن نصبح قدّيسين في قلب الحياة اليوميّة؟ يجيب خوسيماريا بوضوح: عبر وضع المسيح في مركز كلّ شيء:

عبر القدّاس اليوميّ، مصدر الحياة المسيحيّة وقمّتها.

عبر الاعتراف المنتظم، نبع الرحمة والغفران.

عبر الصلاة الداخليّة، والسكون في حضرة الله، والإصغاء إلى صوته.

عبر العمل المتقن، الذي يتحوّل إلى مذبح.

وعبر المحبّة العمليّة، الفَرِحة، الأخويّة.

وختم الراعي: "فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، بشفاعة القدّيسين الرسولين بطرس وبولس، والقدّيس خوسيماريا، لكي يمنح الله لبنان مسيحيّين قدّيسين هنا والآن، لا ينتظرون ظروفًا مثاليّة، بل يلتزمون القداسة في العمل والصلاة والخدمة والمحبّة والفرح والرجاء. ولله المجد والشكر، الآب والإبن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

 

المطران عودة عزى يوحنا العاشر في أحد القديسين بطرس وبولس: أملنا ألا تمر جريمة الكنيسة كغيرها العديد من الجرائم من دون عقاب

وطنية /29 حزيران/2025

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "تحتفل كنيستنا المقدسة اليوم بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس هامتي الرسل، عمودي الكنيسة، ومؤسسي كرسينا الأنطاكي. كان بطرس رسولا لأمة اليهود، وبولس رسولا للأمم. تحتفل بهما الكنيسة معا وتجمعهما أيقونة واحدة، عندما نتأملها نراهما يتصافحان بالقبلة الأخوية، مع أن كلا منهما يتحدر من بيئة مختلفة عن بيئة الآخر. فاليهود كانوا يعتبرون أنفسهم شعب الله الوحيد، ويعتبرون الأمم بقية العالم ويتعالون عليهم. كانت لكل من الرسولين شخصيته وأفكاره وثقافته. كان بولس ذا ثقافة عالية، فريسيا من عائلة ذات نسب رفيع، درس الشريعة، وكان يحمل الجنسية الرومانية ويضطهد كنيسة المسيح، فيما كان بطرس صيادا يهوديا بسيطا ترك أباه وشباكه وتبع المسيح. وقد عارض بولس بطرس وجها لوجه في أنطاكية إذ اختلفا حول ختان المسيحيين من غير اليهود. يقول في رسالته إلى أهل غلاطية: «ولكن لما أتى بطرس إلى أنطاكية قاومته مواجهة، لأنه كان ملوما» (2: 11).

أضاف: "رغم الإختلاف الظاهر نعاين في هذا العيد المبارك مثالا نتعلم منه كيف نحيا معا في الكنيسة. نحن بشر نتحدر من مسارات حياتية مختلفة، غير أن العيد الحاضر يرينا أن الكنيسة هي أولا وأخيرا المكان الذي تحكمه محبة الرب القائل: «هكذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضا لبعض» (يو 13: 35). هذه المحبة الإلهية تدفعنا إلى تخطي الخلافات الشخصية، وتذكرنا بأن كل الأمور مستطاعة عندما نحيا مع الله. عندما يطلب الرب منا أن نحب حتى أعداءنا هو عليم بأن محبته ونعمته ستقوياننا على فعل ذلك. إن المحبة قرار واع نتخذه بملء حريتنا الشخصية إذا كان هدفنا الخير لجميع الذين نتعامل معهم في حياتنا. الرسولان العظيمان بطرس وبولس يشكلان مثالا على كيفية العيش والعمل معا ضمن الكنيسة، رغم كل الإختلافات والخلافات، وعلى كيفية إرساء المصالحة من خلال نعمة الله ومحبته، طبعا إذا كنا نرغب في ذلك. ربما الأمر الوحيد الذي يقف عائقا يمنع المصالحة الحقيقية أحيانا هو الخيار الواعي بالتشبث بالرأي وتأليه الأنا، وعدم الإتضاع وطلب الغفران من المسيئين باستخدام العبارة التي تحرق الشيطان، أي «إغفر لي».

وتابع: "يذكرنا هذا العيد أيضا بأنه لا يمكننا أن نعيش الحياة المسيحية بمفردنا. فبطرس كان ذراعا في جسد المسيح، وبولس الذراع الآخر، وقد استخدمهما الرب معا ليؤسس كنيسته على صخرة الإيمان غير المتزعزعة. كانا كالشمس والقمر يضيئان الكنيسة ليلا نهارا حتى يومنا. ورغم عظمتهما التي لا يحدها وصف، واضعتهما ظروف حياتهما، فأمسيا مثالين للتوبة. فبطرس أنكر المسيح ثلاثا ثم ندم وبكى بكاء مرا. لطالما اعتبرت الكنيسة إنكار المسيح المخلص خطيئة ثقيلة، إلا أن بطرس بتوبته الصادقة أقيم من موت الخطيئة بقيامة معلمه، ثم تقوى بنعمة الروح القدس فأصبح التلميذ الخائف منارة للعالم، حتى إنه أميت من أجل إيمانه. من جهته، كان بولس فريسيا يضطهد المسيحيين ويقتلهم قبل أن يدعوه الرب، معميا عينيه ومنيرا نفسه. كلاهما امتلكا جناحين حلقا بهما نحو الملكوت، التوبة المحيية عن الخطايا الغابرة، والتواصل الحقيقي مع المخلص مانح الإيمان المحيي بألوهته الحقة. وقد جمعهما اندفاعهما العظيم ومحبتهما المتبادلة واستشهادهما معا في سبيل إيمانهما".

وقال: "في إنجيل اليوم سأل الرب يسوع: «من تقولون إني هو؟» أجابه بطرس: «أنت المسيح ابن الله الحي»، فأجابه الرب قائلا: «ليس لحم ولا دم كشف لك هذا لكن أبي الذي في السماوات». الله وحده يمكنه أن يكشف لنا حقيقته، إذ لا نستطيع نحن أن نعقلها، ولا يستطيع عقلنا المحدود أن يستوعب لا محدودية الله. بطرس وبولس عاينا الله بقلبيهما وأدركا أنه الإله الحقيقي واندفعا، من أنطاكية إلى العالم أجمع، مبشرين بالإله الحقيقي، يسوع المسيح إبن الله الوحيد، القائم من بين الأموات. وكانا قد أسسا كنيسة أنطاكية على هذا الإيمان، وقد « دعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا» (أع11: 26). هذه البطريركية المحروسة بالله ليست دخيلة على هذه الأرض، ولا فتية بل يرجع تاريخها إلى الأيام الأولى للمسيحية، وكان القديس أغناطيوس الأنطاكي أول أسقف على كرسيها يخلف الرسولين بطرس وبولس، كما أن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق هو خليفة هذين الرسولين العظيمين على هذا الكرسي. وقد ارتوت أرض كنيسة أنطاكية العظمى، على مر التاريخ، بدماء الشهداء وأولهم بطرس وبولس وأغناطيوس الأنطاكي، مع سائر القديسين الذين استشهدوا من أجل إيمانهم بالمسيح. وما زال أبناء هذه الكنيسة يعانون الإضطهاد ويهددون بالإلغاء والقتل بسبب انتمائهم إلى المسيح، وقد استشهد إخوة لنا الأحد الماضي فيما كانوا يشاركون في القداس الإلهي ويستعدون للمناولة. لكن هذه الكنيسة باقية بمشيئة الله لأنها مبنية على صخرة الإيمان و «أبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى 16: 18).

وسأل: "متى ينتهي التطرف والحقد وإقصاء الآخر المختلف؟ متى يعي البشر أن الله خلق الإنسان، كل إنسان، على صورته ومثاله، ليعيش حياة هانئة بالمحبة والرحمة والسلام؟ متى ستعم المحبة والسلام في أرض المسيح المصلوب من أجل خلاص العالم أجمع؟ متى يستفيق أهل هذه الأرض ومتى يصغون لتعاليم ديانات هذه الأرض؟ مؤسف ومرفوض ومدان أن يقتل الإنسان أخاه، ومؤلم جدا أن يطعن من القريب. أملنا أن لا تمر هذه الجريمة، كغيرها العديد من الجرائم، بدون عقاب. حياة الإنسان ليست مباحة، وكرامته من كرامة خالقه، ولا يحق لأي مخلوق أن يستهين بعمل الخالق، والإنسان أرقى ما خلق. صلاتنا نرفعها كي ينير الرب الإله البصائر ويهدي العقول ويوقظ الضمائر ويطهر القلوب، ومن أجل أن يغمر نفوس شهدائنا برحمته ويتقبلهم في ملكوته مع قديسيه الذين عيدنا لهم الأحد الماضي، وأن يمنح ذويهم الصبر والعزاء والرجاء. باسمي وباسم إخوتي كهنة أبرشية بيروت وابنائها أقدم التعزية الممزوجة بالألم والرجاء لغبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى، سائلا الرب الإله أن يحفظ كنيستنا من كل شر ومكروه، وأن يشفي المصابين ويشددهم مع آباءالكنيسة وجميع ابنائها ليبقوا أمناء لإيمانهم ولسيدهم القائل «في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم» (يو 16 : 33).

وختم: "في هذا العيد المبارك، نحن مدعوون إلى أن نتحلى بإيمان كإيمان هامتي الرسل بطرس وبولس واندفاعهما وغيرتهما وتحملهما الضيقات والعذابات في سبيل إيمانهما، حتى الإستشهاد. علينا ألا نيأس بسبب خطايانا، بل أن نسعى إلى التوبة الحقيقية الصادقة، وإلى إعلان المسيح مخلصا لنفوسنا وأن نتحد تحت مظلة الكنيسة، أعضاء تعمل معا بتناغم مع الرأس، يسوع المسيح، وبعضها مع بعض بنعمة الرأس وفي ظل كلمته ووصاياه. هكذا تستمر الكنيسة راسخة على صخر".

 

قداس في ذكرى شهداء القاع ولوحة تخلد اسماءهم

وطنية/29 حزيران/2025

ترأس كاهن رعية بلدة القاع الاب ليان نصرالله، يعاونه الاب ليشع السروع، القداس الإلهي الذي دعا اليه أهالي شهداء البلدة لراحة نفوس ذويهم، بمناسبة مرور خمسين عاما على هجوم الاول من تموز عام ١٩٧٥، و ٤٧ عاما على مجزرة ٢٨ حزيران ١٩٧٨ وتسع سنوات على تفجيرات ٢٧ حزيران ٢٠١٦ الإرهابية، في كنيسة مار الياس، بحضور أهالي الشهداء ورئيس بلدية القاع المحامي بشير مطر والمخاتير وأعضاء المجلس البلدي وشخصيات سياسية وحزبية وفاعليات اجتماعية.

نصر الله

بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الاب نصر الله كلمة استهلها بما ورد في الانجيل المقدس ان " أعظم شهادة ان يبذل الانسان نفسه فداء لغيره، فما من حب أعظم من ان يبذل الانسان حياته فداء لغيره". مشيرا الى أن "شهداءنا الابطال قد افتدوا القاع وترابها المبارك المجبول بدمائهم الذكية، لنبقى في هذه المنطقة رسل محبة وشهود حياة على العيش الواحد مع اخوتنا اللبنانيين". لافتا الى ان "بلدة القاع قدمت خيرة شبابها على مذبح الوطن، دفاعا عن الارض ولبنان، لان اهل القاع مؤمنون بوطنهم إيماناً راسخا، بلبنان الرسالة، لبنان التعددي، الغني بتنوعه وثقافة ابنائه". وتابع الاب نصرالله: "نستذكر في قداسنا اليوم شهداء الاول من تموز ١٩٧٥ في ذكراهم الخمسين، حيث سقط سبعة ابطال دفاعا عن الارض ووحدة الوطن بوجه الحرب والفتن، كما نستذكر خمسة عشر بطلا في ذكراهم السابعة والاربعين أخذوا من بيوتهم في ليلة ٢٨ حزيران ١٩٧٨ الغادرة وذبحوا بكل همجية واجرام، في جريمة نكراء هدفت الى تهجير اهل هذه البلدة واقتلاعهم من ارضهم. وخمسة شهداء أبطال سقطوا في تفجيرات ٢٧ حزيران ٢٠١٦ الإرهابية، بوجه هجمة إرهابية نفذها ثمانية انتحاريين انغماسيين. هؤلاء الشهداء الابطال افتدونا بأرواحهم الذكية الطاهرة تاركين خلفهم اطفالا يتامى وأمهات ثكلى، وقلوب يعتصرها الحزن والأسى الا ان ارادة الصمود والحياة تبقى هي الاقوى والامضى وتبقى القاع واهلها" . مؤكدا "ضرورة اظهار الحقيقة لمحاسبة من خطط لهذه الجرائم الإرهابية على القاع، فالمحاسبة والعقاب هما الطريق السليمة لبسط السلطة والامان". وختم الاب نصر الله: "نحن في بلدة القاع الحدودية، هذه البلدة التي قدمت الكثير الكثير للوطن، الصامدة بوجه كل أشكال الفرز والتقسيم، نتطلع الى دولتنا من أجل تأمين أبسط بديهيات الحياة، اي المياه وفرز  الارض، حتى نبقى في هذه المنطقة التي نريدها ونعمل لان تكون النموذج في العيش الوطني الواحد". بعد القداس، تم توزيع الورود الحمراء على المؤمنين، تبع ذلك صلاة امام نصب شهداء ٢٧ حزيران ٢٠١٦ ثم ازاحة الستارة عن لوحة نقش عليها أسماء شهداء الاول من تموز ١٩٧٥ تخليدا لذكراهم.

 

إحياء الذكرى الـ48 لمجزرة وادي رعيان في القاع

وطنية - الهرمل/29 حزيران/2025

أحيا حزب الكتائب الذكرى الـ48 لمجزرة وادي رعيان في البقاع الشمالي، التي وقعت عام 1978 خلال فترة الوجود السوري في لبنان، وراح ضحيتها 26 شابا من بلدات القاع، رأس بعلبك، وجديدة الفاكهة. أقيمت المناسبة في كنيسة مار شربل في بلدة القاع، حيث ترأس القداس الأب إليان نصرالله والراهب الماروني ليشا عسروع، ثم انطلقت مسيرة لوضع أكاليل من الزهور على أضرحة الشهداء في جبانة البلدة، تكريما لتضحياتهم. حضر الذكرى ممثل رئيس الحزب المفتش العام ناجي بطرس، نائب الأمين العام إيلي زهر، وحشد من الفعاليات الحزبية والاجتماعية والأهالي، الذين شاركوا في إحياء هذه الذكرى الوطنية.

 

قماطي من عنقون: المقاومة ليست من تعطى مهلاً بل العدو ومن يرعاه

وطنية/29 حزيران/2025

أكد الوزير السابق وعضو المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي، خلال كلمته في المجلس العاشورائي الذي أُقيم في بلدة عنقون، بمشاركة شخصيات وفاعليات وأهالي البلدة، أن "الأولويات الوطنية للبنان كانت ولا تزال واضحة منذ البداية"، مشيراً إلى أن "من رئيس الجمهورية إلى رئيس مجلس النواب إلى رئيس الحكومة، مرورًا بالحكومة مجتمعة، كان هناك التزام رسمي واضح بأولوية تحرير لبنان من النقاط الخمس المحتلة، وتحرير الأسرى، ووقف الاستباحة والعدوان الإسرائيلي، وصولاً إلى إعادة الإعمار من دون شروط". ولفت إلى أن "هذه العناوين ليست مطالب حزب الله أو الثنائي الوطني فحسب، بل هي موقف رسمي لبناني أعلنه الجميع بوضوح"، قائلاً: "هم الذين قالوا ذلك، هم الذين وضعوا هذه الأولويات، ونحن أيدناها واعتبرناها جزءاً من الاستراتيجية الدفاعية التي ننادي بها، بل هي جزء من المرحلة الأولى الضرورية للانتقال إلى مراحل أخرى". وشدد على أن "العدو الإسرائيلي، وبدعم مباشر من الراعي الأميركي، استمر في عدوانه رغم التفاهمات الدولية"، مضيفا "الراعي الأميركي لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي من واجبه منع إسرائيل من مواصلة العدوان، هو نفسه من يشجعها على الاستمرار في الاعتداءات للضغط علينا سياسيًا وعسكريًا، هذه إدارة لا تحترم حتى الاتفاقات التي رعَتها بنفسها".وأشار إلى أن "الواقع الحالي يؤكد أن الأسرى ما زالوا معتقلين، والإعمار لم يبدأ، وكل حديث عن إعادة الإعمار مشروط بسلسلة طويلة من الإملاءات والضغوط"، واصفًا هذا السلوك بأنه "قمة الذل وانعدام الشهامة". وجدد قماطي التذكير بأن "الأولويات التي أُعلنت سابقًا يجب أن تنفذ قبل أي حوار داخلي أو نقاش حول الاستراتيجية الدفاعية"، سائلاً "كيف يمكن الحديث عن الحوار بينما الأرض ما زالت محتلة، والأسرى لا يزالون في السجون، والعدوان اليومي مستمر على سمائنا ومياهنا وأرضنا؟". ورأى أن "ما يجري اليوم هو محاولة مكشوفة لقلب الأولويات"، مضيفا "يريدون من اللبنانيين أن ينسوا الاحتلال، وحقوق الأسرى، وإعادة الإعمار، ليركزوا فقط على مطلب واحد هو نزع سلاح المقاومة". وأردف: "لقد تعاونا وشاركنا في كل الاستحقاقات الوطنية، من انتخاب رئيس الجمهورية، إلى تشكيل الحكومة، إلى منحها الثقة، وقدمنا كل التسهيلات بالتعاون مع دولة الرئيس نبيه بري في إطار الثنائي الوطني، من أجل بناء الدولة وإخراج لبنان من أزماته". وختم قماطي مؤكدًا أن "المقاومة ليست الجهة التي تُعطى مهلة محددة، بل على العكس، الذي عليه الالتزام بمهلة هو العدو الإسرائيلي والراعي الأميركي، فليعودوا إلى تنفيذ القرار 1701، وليحترموا التزاماتهم الدولية، فالمقاومة والجيش اللبناني قد نفذوا ما عليهم، والكرة الآن في ملعب العدو ومن يدعمه".

 

دريان: نحن جزء من هذه الدولة ولا دولة من دوننا

وطنية -  طرابلس/29 حزيران/2025

 شارك مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في احتفال عقد قران نجل  النائب اشرف ريفي الدكتور كريم  في منتجع الميرامار – القلمون. وقد حضر المناسبة، إلى جانب مفتي الجمهورية ، كل من مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، ومفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، رئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، رئيس المحاكم الشرعية الإسلامية في لبنان الشيخ الدكتور محمد عساف، المفتي الدكتور مالك الشعار، إلى جانب النواب فيصل كرامي، ميشال معوض، طه ناجي، إيهاب مطر، فادي كرم، حيدر ناصر، ايلي خوري، وجورج عطالله، الوزير السابق بسام مولوي ولفيف من الشخصيات الرسمية والدينية والاجتماعية ورجال الأعمال ونواب ووزراء سابقين وقضاة ونقباء المهن الحرة ورؤساء بلديات ومخاتير وأقرباء العروسين وأنسباؤهما. والقى ريفي كلمة عبّر  فيها بكثير من الشفافية والعاطفة عن فرحته الغامرة بهذه المناسبة العائلية، معتبرًا أن هذا اليوم هو من أسعد أيام حياته. وتوجّه بالتحية إلى الحضور، وقال: "وجودكم بيننا اليوم، من أصحاب السماحة والمعالي، وعلى رأسهم سماحة مفتي الجمهورية، ومفتي طرابلس والشمال، ومفتي عكار، وسعادة دولة الرئيس مصطفى الكاظمي، والأصدقاء من لبنان والعالم العربي، هو شرف كبير لنا وللعائلتين. أنتم تُغنون هذه المناسبة بحضوركم وقلوبكم، وبهذا الحضور الكريم نستشعر عمق الأُلفة والتآخي بين اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ونجدّد الإيمان بأن هذا الوطن سيظلّ وطنًا للعيش المشترك، وطنًا للعدالة، وطنًا يليق بكل أبنائه.” وأضاف ريفي: “سماحة المفتي، إن صوتكم الأخير هو صوتنا. كلمتكم تُعبّر عن وجدان الناس، عن كرامتهم وحقوقهم، ونحن نقف إلى جانبكم بكل ما نمثّله، من أجل بناء دولة العدالة والمؤسسات، دولة لا تُقصي أحدًا، بل تحتضن كل مكوناتها، مسلمين ومسيحيين، لأن لبنان لا يُبنى إلا بشراكة حقيقية، في ظلّ احترام متبادل وتوازن عادل، هذا هو لبنان الرسالة، وهذا ما نؤمن به ونناضل من أجله.”ولم يغفل اللواء ريفي في كلمته الإشارة إلى البعد العربي للمناسبة، قائلاً: “إن حضور دولة الرئيس الكاظمي اليوم يضيف إلى عرسنا بعدًا عربيًا نعتز به، وهو تأكيد أن لبنان، رغم كل أزماته، باقٍ في قلب أمّته، متجذّر في علاقاته، قويٌّ بأشقائه ومحبيه".

دريان

ثم ألقى دريان كلمة قال فيها: "عندما يأتي الإنسان اللبناني إلى طرابلس، يشعر بالفخر والاعتزاز، لأنه أتى إلى أهله وأحبّته في طرابلس والشمال. هذه المدينة هي العاصمة الثانية للبنان، ولها مكانة كبيرة في قلوبنا جميعًا، رغم كلّ المحاولات التي تسعى إلى شيطنتها. لكنّها تبقى مدينة الاعتدال، مدينة الوسطية، مدينة العلم والعلماء. نحن اليوم نجتمع من أجل بناء أسرة جديدة، أسرة إسلامية مبنيّة على القيم الإيمانية والأخلاقية. فالحياة الزوجية هي حياة مبنيّة على الحب والمودة والرحمة، وعلى تقوى الله عزّ وجلّ قبل كل شيء". واردف: "لن أخلط السياسة بهذه المناسبة الاجتماعية، لأن ما قلناه بالأمس يغني عن الشرح والتفصيل. لكن، وبحكم مسؤوليتنا، نؤكد أننا نتحدّث عن تنظيم أمورنا كمسلمين، وكجزء من هذه الدولة اللبنانية. وهذا حق مكتسب لا نقاش فيه مع أحد. من أعجبه الكلام، فذلك جيّد، ومن قدّم ملاحظات، فنحن نصغي إليها. لكن منذ أن تولّينا مسؤوليات الإفتاء في لبنان، نذرنا أنفسنا أن نكون صمّام أمان لهذا الوطن. وقلتها مرارًا وتكرارًا: ليس لدينا أي مشروع خارج إطار الدولة. نحن جزء من هذه الدولة، ولا دولة من دوننا، ولا دولة بدون أي مكوّن أساسي في هذا البلد".وتابع: "هذا الكلام أكرّره اليوم من طرابلس، المدينة العزيزة على قلوبنا. وأوصيكم يا أهلي، يا أبناء طرابلس، أن تحافظوا على مدينتكم، وأن تضربوا بيد من حديد على كل من يريد الإساءة إليها". وختم: "هذه المدينة، بفضلكم ومتابعتكم، ستكون من أفضل مدن لبنان. أشدّ على أيديكم جميعًا، في المحافظة على طرابلس، وعلى أهلها، وعلى العيش المشترك فيها.فنحن في لبنان أهل العيش المشترك، ونتمسّك به بكلّ قوة".

 

المفتي قبلان: أهل الجنوب ليسوا هديةً لأحد والمقاومة التي استعادت لبنان طيلة عقود لن تقبل ببيع لبنان

وطنية/29 حزيران/2025

أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن "أهل الجنوب ليسوا هديةً لأحد، والمقاومة التي استعادت لبنان طيلة عقود لن تقبل ببيع لبنان"، وقال في بيان: "لأننا في شهر محرم الحرام، ولأن القضية لبنان، ولأن الدولة دولة بسيادتها وأسباب قوتها وتاريخية تضحياتها وما يلزم من ملحمة تحرير لبنان من أخطر احتلال إسرائيلي فضلاً عن إصرارها على حماية بلدها وناسها خاصة بعدما بسطت يدها على جنوب النهر ليتفاجأ الجميع بإسرائيل تسرح وتمرح دون أي ندية نسبية من الدولة المعدومة الوجود، لذلك المطلوب إثبات قدرة الدولة على حماية ناسها وسيادتها خاصة في جنوب النهر وهذا ليس بالوارد، إلا إذا كان الجنوب والبقاع والضاحية وناسهم ليسوا من لبنان، والدولة في هذا المجال مدانة ومقصّرة جداً وتعاقب ناسها عمداً وبإصرار مُبيّت، بل غارقة بشبهات مواقفها، ولا عذر للدولة التي أخذت على عاتقها إثبات نفسها بجنوب النهر كقوة سيادية وضامن أمني وإذا بالإسرائيلي الذي ذاق مُرّ الهزائم على يد المقاومة لدرجة أنه لم يستطع احتلال بلدة مثل الخيام الحدودية وإذا به يتمدد على طول بلدات الحافة الإمامية إلى ما وراءها لينسف البيوت والبلدات على مرأى من الدولة المعدومة السيادة وإرادة القرار، واللحظة للبنان وسيادته بعيداً عن لعبة الكواليس ومشاريع الخرائط، ولبنان وأهل الجنوب ليسوا هديةً لأحد، والمقاومة التي استعادت لبنان طيلة عقود لن تقبل ببيع لبنان، وحيثية الشرعية اللبنانية تبدأ من سلاح المقاومة الذي حرر لبنان ومن انتفاضة 6 شباط والقدرة الوطنية التي قادها الرئيس نبيه بري لإنقاذ الدولة اللبنانية من أخطر صهينة طالتها بالصميم، وليس ممن لا يعرف ماذا يجري بالجنوب وسماء لبنان وصولاً للضاحية والبقاع إلا إذا كان يعرف ولا يهمّه الأمر، واللعبة الإعلامية بالبلد أشبه بموساد عميق يريد رأس المقاومة وناسها، وعينه على نحر الجنوب والبقاع والضاحية، والتسريبات السياسية والإعلامية أشبه بحرب، ونصيحة لا تجربوا إطفاء نار الفشل السيادي بالبنزين، والحرب على طائفة بأكملها يعني خراب لبنان، ولمن يهمه الأمر أقول: لن نسلّم رقبة لبنان لأحد، ومن يهمّه أمر الأمن والسيادة لا يضع عنقه بيد واشنطن ومن خلفها إسرائيل".

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 28 حزيران/2025

البابا لاون الرابع عشر

إن قصة بطرس وبولس تُعلِّمنا أن الشركة التي يدعونا إليها الرب هي انسجام للأصوات والوجوه ولا تلغي حرية أحد. لقد سلك شفيعانا طرقا مختلفة، وكانت لهما أفكار مختلفة، وتواجَها وتصادما أحيانا بصراحة إنجيلية. مع ذلك لم يمنعهما ذلك من أن يعيشا شركة حية في الروح، توافقا مثمرا في التنوع.

**مع هذا العيد يُحتفل أيضا بيوم فلس القديس بطرس، الذي هو علامة شركة مع البابا ومشاركة في خدمته الرسولية. أشكر من القلب مَن يدعمون بتبرعهم خطواتي الأولى كخليفة للقديس بطرس.

**لا يُخفي العهد الجديد أخطاء وتناقضات وخطايا مَن نكرمهما كأكبر الرسل. لقد تشكلت عظمتهما بالمغفرة. ذهب القائم من بين الأموات، أكثر من مرة، ليأخذهما ويضعهما من جديد على طريقه. يسوع لا يدعو أبدا مرة واحدة فقط.

 

افيخاي ادرعي

عاجل جيش الدفاع قضى على مسؤول الصواريخ المضادة للدروع في منطقة بني جبيل لدى حزب الله الارهابي

هاجم جيش الدفاع في وقت سابق اليوم في منطقة كونين جنوب لبنان وقضى على الارهابي المدعو حسن محمد حمودي مسؤول الصواريخ المضادة للدروع في منطقة بنت جبيل في حزب الله.

خلال الحرب دفع الإرهابي بمخططات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو الأراضي الاسرائيلية.

سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل.

 

افيخاي ادرعي

https://x.com/i/status/1938998780621402390

يا علي Hello my enemy

ما يصحّ إلا الصحيح.

بالأمس هلّلتَ لـ"المقاومة"، وصوّرتها قوةً لا تُهزم…واليوم، تعلن أن "لا سلاح لديكم"، وتُبارك لمن راهنوا على الحقيقة! طلعت… وتحدّثت… وخدعت عقول الناس بشعارات وهمية، بعتهم أوهامًا عن نصرٍ مزعوم، واليوم تعترف بالانكسار.

لا تُكمل المسرحية. تعازينا لك ولمن راهن على الشرّ…وتهانينا لمن أيقن أن النصر لا يكون إلا مع من يقف في وجه الظلام.

إسرائيل ستنتصر…وليس لأنكم ضعفاء، بل لأنها على حق.

**إن الوحدة في الكنيسة وبين الكنائس، أيها الأخوات والأخوة، تتغذى من المغفرة ومن الثقة المتبادلة. بدءً من عائلاتنا وجماعاتنا. إن كان يسوع يثق بنا، فيمكننا نحن أيضا أن نثق أحدما بالآخر، باسمه.

 

فارس سعيد

ربط السلاح بالانسحاب الاسرائيلي من النقاط الخمس او باعادة الإعمار و بالاثنين معاً..اصبح من الماضي

لأن الناس ربطت لقمة عيشها بتسليم السلاح و لن تنتظر احد

ارجو الرؤساء عون و سلام و برّي التوفيق في التنسيق فيما بينهم و لعدم الاستخفاف بشعور الناس

 

فيصل نصولي

**تم التاكد من صحّة هذا الخبر

اقترح مبعوث ترامب اتفاقاً حدودياً على لبنان: تنسحب إسرائيل من المواقع الخمسة التي سيطرت عليها على طول الحدود، في حين يقوم حزب الله بتفكيك مواقعه ومستودعات أسلحته. وينفذ الطرفان هذه الخطوات بشكل متوازٍ خلال ستة أشهر.

**بعد طيّ صفحة حزب إيران في لبنان، يُطلَب من اللبنانيين، ولا سيما من أبنائنا في المجتمع المسيحي، أن يباشروا بجدّية مسعى إنهاء مهزلة ما يُسمّى بـ«تيّار ماغنيتسكي» في لبنان. فلبنان الجديد يستدعي طبقة سياسية متجدّدة تواكب التحوّلات العميقة التي تشهدها المنطقة، خصوصاً في سوريا. هذا التيّار، الذي يُلقَّب أيضاً بـ«تيّار الدمار الشامل»، يجب أن يرحل مع حليفه الرئيس حزب الله، تاركَين المجال لنخبة وطنية قادرة على بناء دولة حديثة ومزدهرة.

 

ميشال معوض

عد أن سرقت هذه المنظومة أموال #المغتربين، تحاول اليوم قمع صوتهم وسرقة حقهم في المشاركة في تقرير مصير وطنهم الأم عبر منعهم من التصويت لممثليهم ال128.

لن تمرّ وسنواجه...

 

 محمد الأمين

كان "لبنان أولاً" عند البعض محطة ترانزيت مؤقتة…

وهلّق صاروا مع "الأمة أولاً"

خيارنا ما بيتغير: #لبنان_وبس

 

شارل سركيس

هيدا هوي الموقف الرسمي للمسلمين بلبنان .

نسيوا بس كانوا كلاب عند حافظ الاسد والشام بالنسبة الون قلب العروبة النابض .

الحمدالله بالنسبة النا مين ما كان حاكم الشام هوي عدو لدود .

وين كنت يا خريان مش دريان بس كنا عم نقاتل السوريي ويهبطولنا بيوتنا فوق راسنا من سنة ١٩٧٨ لسنة ١٩٩٠ ؟

انا رح قلك وين كنت :

كنت مشاية باجرون ومعلمك تحميلة بطيزون ، بس خلصوا منو ضرطوا .

 

الجزيرة سوريا

https://x.com/i/status/1938885152777916612

الشيخ اللبناني محمد علي الحسين يوجه رسالة إلى البطريرك اليازجي بعد تصريحاته عقب تفجير كنيسة مار إلياس في #دمشق

 

 خالد ممتاز

لن يسلم حزب الله سلاحه و لن يتحول الى حزب سياسي و لن يتغير او يغير من عقيدته و شعبه كذلك.

 

 عماد الشدياق

الحديث في الشأن الاقتصادي بلبنان بات مملاً ومحصوراً بالإجراءات السياسية: "لجنة تدرس إقتراح قانون"... "الحكومة ترسل مشروع قانون"..."البرلمان يستعد لإقرار القانون"...وهكذا دواليك. لا حديث في أرقام ولا مؤشرات ولا حتى خطط... الشأن الأمني والعسكري في المنطقة "أكل الجو" كله. استقرار سعر الصرف، على إيجابياتها كلها، زاد في الأمر مللاً أيضاً. فقدنا مادة دسمة للحديث عنها وعن تباعتها. لكن المفاضلة بين الحصول على مادة للكتابة أو بين لقمة عيش الناس والموظفين وحماية قدرتهم الشرائية، فإن الإنحياز سوف يكون حتماً للخيار الثاني... و"طزّ" بالكتابة وكل النقاشات.

 

الفراد ماضي

تصويت الأنتشار اللبناني بالعالم لكل عدد النواب ال ١٢٨ لازم يكون "خط أحمر"، حتى لو ادت  لَ الاستقالة من

الحكومة وتعطيل مجلس_النواب ...واذا أصر الثنائي على موقفو، النزول الى الشارع وتسكير البلد بيصير واجب ...

هيدي قضية ميثاقية ...ما في مساومة عليا ...حلّنا ننتفض ...

 

طاهر بركة

المشكلة ليست فقط في من يدعي الانتصار، المشكلة في من يعامله على أنه منتصر فعلًا!

 

المطران انطون ابو نجم

بنى الله الكنيسة برحمته، ويكمّل نقصها بنعمته، فأسّسها على القدّيسين بطرس وبولس، لا لعِظَمِهِما أو لقوّتهما الشخصيّة، بل لأنّهما قبِلا التوبة وتَبِعا يسوع. لنتذكّر أنّ الكنيسة أُسِّسَت على أركانٍ تتوب، لا على أركانٍ كاملة. ولنَسألِ الله أن يجدّد قلوبنا برحمته.

الرسولين_بطرس_وبولس

 

 زينا منصور

لم يقبل دروز جبل حوران إلا ان يكونوا إلى جانب إخوتهم في تأبين شهداء تفجير كنيسة مار إلياس دمشق. وأقاموا بدورهم موقف عزاء للشهداء.

في كنيسة النبي YOBAB للروم الارتودكس القريا،

النبي يوباب اي أيوب بعد الإستعراب وJOB بالعبري، ولد منذ 4000 سنة زمن النبي ٱراميا أو بعد السبي البابلي.

**من هو قارون؟ الذي يضرب المثل بماله.

هو وزير لشؤون العبرانيين لدى فرعون، من أبناء قوم موسى، كانت مفاتيح خزائنه يعجز عن حملها الرجال.

من هو شعيب الذي يقدسه الدروز؟.

هو النبي يثرون الكنعاني الذي انقذ موسى من الموت وزوجه ابنته وعاشا معا في سيناء.

الشرق الأوسط والتاريخ المزور.

 

داني عبد الخالق

لك أن تتخيل عزيزي اللبناني، أن في دولة مجاورة لنا، دولة تُسمى إسرائيل، يقف رئيس وزرائها المنتخب أمام القضاء، بكل احترام، ليُدافع عن نفسه في مواجهة تهم موجهة إليه.

مع ان نتنياهو لم يُغرق بلده في حرب أهلية، ولم ينهب أموال شعبه، ولم يترك بلده بلا كهرباء ولا ماء ولا دواء، لم يبع وطنه لأجندات دولية أو لعصابات الفساد... ومع ذلك، يقف بكل إحترام أمام القضاء وكأنه بين يدي الله.

أما أنتم.... زعماؤكم لا يُحاكمون، لا يُسألون، لا يُحاسبون، هم فوق القانون، فوق الدولة، فوق الشعب، هم آلهة طوائفكم، وأسياد خرابكم، أنتم عبيدهم بإرادتكم و بصمتكم.

لك أن تتخيل عزيزي اللبناني كيف تعيش الشعوب الحية والحرة، وكيف يدفن اللبنانيون أنفسهم أحياء تحت أنقاض الطائفية والفساد.

 

منشق عن حزب الله

نبيه بري و نواب #حزب_الله يضغطون لاستعادة 7 ملايين دولار ضُبطت في مطار بيروت بحقائب سفر على طائرة قادمة من دولة إفريقية،

هذه الأموال من ارباح المخدرات و الأموال المنهوبة من الدولة اللبنانية و العراقية.

 

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 29-30 حزيران/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 29 حزيران/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144690/

ليوم 29 حزيران/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For June 29/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/06/144693/

For June 29/2025/

**********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight